Skip to main content

Full text of "اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر والكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشاملة"

See other formats


1 
1 
1 


بصا مسي رخ هين م 


نا عزيك )+ يد ب 01 


- 





اليواقيت والجواهر 
في بيان عقائد الأكاير 
وبأسفله 
الكبزيت الأحمر 


اليوَاقيت,الجوا 
٠»‏ قيب وا - هم 
هاس ل يش هر 
بس له 
ادير" الوص 
ف سان علوم الشح الأكبتر 
ني لدبنبر: المرى الوق سنت عد م) 


هوم خب منْكتاب لوافح الانوارالفد سية 
المشسَرمنٌالملتوحات الكمه 


8 
م عاو قار زمري عفان اوري هنف 
كر سبيه له 


صطبعة مير لبكوة وطرعبة انبا ت'لعرا بيه اللرصّة 


لشن (لزوة 


دَاراجيّاءالنزاث العر: مؤسسة النارع الحَرب 


ييروت - للئناتث 


حي تع خقوق الطلبع والنشر جفوياة 
ذاد لحيناء الشوات ارقي 
بيروت - لبّناث 


جبرر ومت لخارة جر فلك شاور ع مكاش ونامة كو ماخر اه مملكه 


قالوا في كتاب اليواقيت والجواهر ومؤلفه 
في آخر المبحث الحادي والسبعين عنه 


١‏ «قد اجتمعنا على خلقٍ كثير من أهل الطريق» فلم نر أحداً منهم حام حول 
معانى هذا المؤلف» وإنه يجب على كل مسلم حسن الاعتقاد وترك التعصب 
والأكدفاة وتهون بالكه عن حول حش يسة دان الإنسداف رسع من 
الاعتراف بجميل الأوصاق». 

الشيخ شهاب الدين ابن الشلبي الحنفي 

؟ ‏ «لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب أى جاحد كذَابء كما لا يسعى 
في تخطئة مؤُلّفه إلا كل عار عن علم الكتاب: حائد عن طريق الصواب وكما 
لا ينكر فضل مؤلفه إلا كل غبي حسود أو جاعل معائد جحوده أ رَايُمٌ عن 
السّنّة مارق» ولإجماع أئمتها خارق». 

شيخ الإسلام الفتوحي الحنيلي رضي الله عنه 

" .. «وبالجملة فهى كتاب لا يُنكر فضله, ولا يختلف اثنان يأئه ما صّنَّف مثلى. 

شهاب الدين الرّملي الشافعي رضي الله عنه 

ذه كتان جل مقدازة: ولمعت اسوارة؛ وسكت مق تتحب الفهدل امظاره 
وفاحت فى رياض التصقيق أزهاره» ولاحت فى سماء التوقيق شموسهة 
واقمارة وكباعة :فى كاسن الار شتات كاك الدو اللوادي خا فى علق 
تهات التاوب باليتيخ تراز 


محمد بن محمذ البرهمتوشي الحنفي 











مقدمة به 


مقدمة 


إن الحمد شه تحمذده ونستعيئه ولستغفرف ونعوذ بالله من شرور أنفسناء من يَهِدٍ اللّهُ فلا 
مُضِلُ له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله ولجده لا شريك له وأشهد أن 
محمداً عبده ورسوله. 
«يآيا ادن امنا نموا َه حَقّ تاو ولا موقن رأث مُنيموة )4 [آل عمران: ؟١٠].‏ 
يا آلتاس أَنَهْا ويه الى ل ل 
مم ار ع 
تمأ 2 لْرِى َو يك 7 1 ناج 
1 لذن ا ١‏ ا أنه مقرلا علا سيا ُ م 5 ور 50 ل 2 
ون بطع أله وَرَسُولم فَنَّد فَادٌ هون حَظِيمًا (7©) *. 0 1 000 
أما بعدء فهذا كتاب «اليواقيت والجواهر في بيأن عقائد الأكابر)”' للشيعم عبد 
الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني المضري ثم الحنفي» تُقُدْمُه للقارىء الكريم بعد أن ثُمنا 
بطبْعه بِخْلَةَ جديدة مصححة ومُحْوجّة الآيات القرآنية الكريمة حتى يتم النفع به. 
قال حاجي خليفة في «كدة الظنون)”" . 
ألْقَهُ في العقائدء وحاول قيه المطابقة بين عقائد أهل الكشف وعقائد أهل الفكر» لم 
سيق إليه اخ وفْرَعْ من تأليفه بمصر في شهر رجب سنة 9858 خمس وخمسين وتسعمائة». 
ف المؤلفٌ كتابه (اليواقيت» فيقول: 
هذا كتاب ألفته في علم العقائد سميته «باليواقيت والجواهر» في بيان عقائد الأكابر 
حرا ا ان الكشف وعقائد أهل الفكر حسب طاقتي وذلك لأن المدار 
في العقائد على هاتين الطائفتين» إذ الخلق كلهم قسمان: إما أهل نظر» واستدلال وإما أهل 


7-0 


0 


)20 طبع لكات عط عور البابي ‏ الحلبي القاهرة في جزءين عام 1 هار ١9464‏ م وهي الطبعة التي 
كانت أساسا لعملنا. 


(5) حاجي خليفة «كشف الظتون» (5/ 14 508) , 


4م الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
كشف وعيان. 

وقد ألْف كل من الطائقتين كتباً لأهل دائرته» فربما ظن من لا غوص له فى الشريعة أن 
كلام إحدى الدائرتين مخالف للأخرى» فقصدت في هذا الكتاب بيان وجه الجمع بينهما ليتأيد 
كلام أهل كل دائرة بالأخرى وهذا أمرٌ لم أر أحَداً سبقني إليه. 
دقيقة جدأء وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه لأبي إسحاق المزني: عليك بالفقه» وإياك 
وعلم الكلام» فلأن يقال لك أخطأت خير لك من أن يقال كفرت”2. 

هذا وقد صدّر المؤلّف كتابه في بيان عقيدة الشيخ محبي الدين المختصرة:» المبّرئة له من 
سوء الاعتقاد من الوقاع عنه وتبيان الموسوس عليه» مع ذكر نبذة من أحواله وتأويل كلمات 
أضيفت إليه مع إقامة العذر لأهل الطريق» وبيان جملة من القواعد والضوابط التي يحتاج إليها 
من يريد التبحّر في علم الكلام» وكيف أن الله واحد وهكذا. . . إلى إن ينتهي الكتاب ضمن 
واحد وسبعون مبحثاً وأبعة فصول. 

كما يُعَرْف المؤلف كتابه «الكبريت الأحمر؛ الذي يلى «اليواقيت» فيقول: 

«وبعد فهذا كتاب نَفِيسٌ أنتخبته من كثابي المُسَمّى «بلواقح الأنوار القدسية» الذي كنت 
اختصرته من «الفتوحات المكية؛ خاصٌ فَهْمه بالعلماء الأكابر وليس لغيرهم منه إلا الظاهرء قد 
اشتمل على علوم وأسرار ومعارف لا يكاد يخطر.علمها على قلب الناظر فيه قبل رؤيتها فيه 
وقد سميّته ب «الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر» ومرادي بالكبريت الأحمر: إكسير 
الذهب» ومرادي بالشيخ الأكبر محبي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه. 

أعني أن مرتبة علوم هذا الكتاب بالنسبة لغيره من كلام الصوفية كمرتبة إكسير الذهب 
بالنسبة لمطلق الذهب كما سنشير إلى ذلك بما نقلتاه عن الشيخ رحمه الله في أبواب فتوحاته 
و«الكبريث الأحمر) يتحدث به ولا يرى لعزته. 
لكلام أهل الطريق من كتاب «الفتوحات المكية؛ لا سيما ما تكلم فيه من أسرار الشريعة وبيان 
منازع المجتهدين التي استنبطو! منها أقوالهم. 

فَإنْ نْظرَّ فيه مُحْتَهِدٌ في الشريعة ازدادَ عِلْماً إلى عِلْمِهِ واطَلَمَ على أسرار في وجوه 
الاستتباط » وعلى تعليلات صحيحة لم تكن عنده. 

وإنْ نَظَرَ فيه مفسر فلشّرآن فكذلك» أو شَارح للأحاديث النبوية فكذلك؛ أو متكلم 
فكذ'ك. أو مُحَدَثْ فكذلكء, أو لغوي فكذلكء أو مُقرىء فكذلك. أو معبّر للمنامات 


(1) من مقدمة الكتاب الصفحة (18). 


مقدمة 84 


فكذلك» 0 بالطبيعة وصنعته الطب فكذلك» » أو عالم بالهندسة فكذلك» أو نَحْوِي 
فكذلك» أو متطقي فكذلك» أو صوفي فكذلك» أو عالم بعلم حضرات الأسماء الإلهية 
فكذلك» أو عالم بعلم الحرف فكذلك. 

فهو كتاب يفيدٌُ أصحاب هذه العلوم وغيرها عُلوماً لم تخطر لهم قط على بال» وقد 
أشرنا لنحو ثلاثة آلاف علم منها في كتابنا المسمى «بتنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علم علوم 
الأولياء» فإِن علوم الشيخ كلها مبئية على الكشف والتعريف ومُطهّرة من الشَّكُ والتحريفٍ كما 
أشار رضي الله تعالى عنه إلى ذلك في الباب السابع والستين وثلثمائة من «الفتوحات)”"' . 

هذا وقد وضعنا هذه الكلمة مقدمة للشيخ الشعراني تُعَرّفُ به» وبمؤلفاته. 

ربنا تقبل منا هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم» وانفع به عبادك» وآخر دعوانا أن الحمد 
لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا متحمد وعلى آله وأصحابه الغْرّ الميامين ومن 
اهتدى بهديهم إلى يوم الدين. 


(1) من مقدمة الكتاب الصفحة (18-16). 


٠‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ترجمة المؤلف"" 


أسمه ونسيه : 

هو عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي» نسبة إلى محمد ابن الحنفية» الشعراني» أبو 
محمد : من عُلْماء المتصوفين. 
مولده ونشأته ووفاته : 

وُلِدٌ في قلقشندة (بمصر) عام (294 ه/ 1491 م)» ونَّشَأ بساقية أبي شعرة (من قرى 
المنوفية) وإليها نسبته: (الشعراني؛ ويقال الشعراوي) وتوفي في القاهرة عام (4195 هم 

6م ). 

مؤلفاته : 

له حوالي (0") مصنفاء منها المخطوط ومنها المطبوع وهي: 

. (الأجوبة المرضية عن أمة الفقهاء والصوفية» مخطوط‎ ١ 

١‏ و«أدب القضاأة؛ مخطوط. 

. وااإوشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العاملين» ممخطوط‎  '“ 

- و«الأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية؟ مطبوع . 

و«البحر المورود في المواثيق والعهود» مطبوع . 

1 و«البدر المتير؛ مطبوع في الجديث. 

؛ - و«بهجة النفوس والأسماع والأحداق فيما تميز به القوم من الآداب والأخلاق» 
مخطوط بخطه. 

8 واتنبيه المغترين في آداب الدين» مطبوع . 


)١٠١9/14( انظر ترجمته فى «الكواكب السائر» مخطوط. و«السنا الباهرة مخطوط. و#خطط ميارك»‎ )١( 
و«التاج؛ : مادة شعر . وةآداب اللغة) (/ ه") و«الشذرات» (8/ 2719/1 و(الفهرس التمهيدي؟(47" و‎ 
وترجمة له من إنشاء أحمد تيمور باشا بخطه. ومجلة الكتاب (؟/44؟) و#معجم المطبوعات»‎ )١ 
)٠64و و«الخرانة التبمورية؛ (؟/ 74١2؛ و«الكتبضانة» (5/ 31 و 58 رمم و1١ ا‎ .4١١54-1١١؟9(‎ 
.2١18٠/4( و (2/441) عاعورظء وانظر فهرسته؛ و«الأعلام» للزركلي‎ 


ترجمة المؤلف/ مؤلفاته ١‏ 


4 و”تنبيه المفترين في القرن العاشرء على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر» مطبوع . 

. و«الجواهر والدرر الكبرى؛ مطبوع‎ - ٠ 

. و«الجواهر والدرر الوسطى» مطبوع‎ ١ 

. واحققوق أخوة الإسلام» مخطوط مواعظ‎ - ١ 

١١‏ و«الدرر المتثورة في ربد العلوم المشهورة» مطبوع رسالة. 

وادرر الغوّاص» مطبوع من فتاوى الشيخ علي الخرّاص . 

© و«ذيل لواقح الأنوار» مخطوط جزء صغير. 

- و«القواعد الكشفية» مخطوط في الصفات الإلهية. ا 

و«الكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر» وهو الموجود بأسفل كتابنا الذي بين 
يديك , 

- واكشف الغمة عن جميع الأمة؛ مطبوع . 

5 والطائف المئن» مطبوع ويُعْرَفُ بالمئن الكبرى. 

٠٠‏ و«لواقح الأنوار في طبقات الأخيار» مطبوع في مجلدين ويُْرَفٌ بطبقات الشعراني 
الكبرى . 

١‏ - والواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية» مطبوع بدار إحياء التراث العربي 
في مجلد واحد. 

؟؟ ‏ وامختصر تذكرة السويدي» مطبوع في الطب» رسالة. 

7" و«ميختصر تذكرة القرطبي؛ مطبوع وهو مواعظ. 

4 و«إرشاد المغفلين من الفقهاء والفقراء» إلى شروط صحبة الأمراء؛ مخطوط» رسالة 
في خزانة الرباط (5448؟ كتاني). 

6 و«امدارك السالكين إلى رسوم طريق العارفين» مطبوع. 

1 و#مشارق الأنوار؛ مطبوع . 

7 و7«المنح السنية» مطبوع. شرح وصية المتبولي. 

8 .- و«منح المنة في التلبس بالسنة» مطبوع . 

و«الميزان الكبرى» مطبوع . 

و«أليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر» وهو كتابنا الذي بين يديك. 


اليبانا 
«٠ 59 4 +4‏ هم 
اسل ٠‏ ميونت و ره 
ار 
اللبر سا لامر 
ف بان علوم الخ الأكبر 
تخي لد بر السك «تؤسسنة معدم 
وَه ديح ف نكتان لواو الأنوارالمن فزي 
اهتوم النتوكات لكيه 


ميم بابر تهاب بن اتمرين عل يا مراف الول ربا فش 
ار سيره ه00 


طبعة حبر كوة وخرحبة لزيا ن'لعرارية المرية 


كن (لزوة 





مقدمة المؤلف ه١1‏ 





ِ اسم 1 


الحمد لله رب العالمين» وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسائر الأنبياء 
والمرسلين» وعلى آلهم وصحبهم أجمعين 

أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى عفو الله ومغفرته؛ عبد الوهاب بن أحمد بن على 
الشعراني عفا الله عنهء هذا كتاب ألفته في علم العقائد سميته اباليواقيت والجواهر في بيان 
عقائد الأكابر؛ حاولت فيه المطابقة بين عقائد أهل الكشف» وعقائد أهل الفكرء حسب طافتي 
وذلك لأن المدار في العقائد على هاتين الطائفتين 


إذ الخلق كلهم قسمان إما أهل نظر واستدلالٍ» وإما أهل كشف وعيانء وقد ألف كل من 
الطائفتين كتباً لأهل دائرته. فربما ظن من لا غوص له في الشريعة أن كلام إحدى الدائرتين 
مخالف للأخرى. فقصدت في هذا الكتاب بيان وجه الجمع بينهما ليتأيد كلام أهل كل دائرة 
بالأخرى» وهذا أمر لم أر أحدأ سبقني إليه. فرحم الله تعالى من عذرني في العجز عن الوفاء 
بما حاولته والتزمتهء فإن منازع الكلام دقيقة جداً. وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عله لأبي 
إسحاق المزني : «عليك بالفقه وإياك وعلم الكلام اك من أن يقال 
ل ا يو ارا ا عاجوا أن يصلح كل ما براه فيه 
من الخطأ والتحريف» أو يضرب عليه؛ إن لم يفتح له بجواب نصيحة للمسلمين. واعلم أني 
انرس أن كت ل دن عدا كاب مسج ١١‏ يق الع شه علج و ساد لالج 

من الحسدء» ويجيزوه ويضعوا عليه خطوطهم» فإن عمري الآن قد ضاق عن كمال تحريره» 
لكي توك عم من رس رن إلى قب كح اد بعت ٠‏ أن يقف مع ظاهر كلام 
المتكلمين ولا يتعداه» قال تعالى : «يّن لَّمْ يسا وَايلٌ فطل © [البثرة: 510؟] وذلك لأن عقائد 


لي 
الس 


ينم أ اقزر الجر 


الحمد لله رب العالمين» والصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى سائر الأنبياء 
والمرسلين» وعلى آله وصحبهم أجمعين . 


وبعد فهذا كتاب نفيس انتخبته من كتابي المسمى «بلواقح الأنوار القدسية» الذي كنت 


15 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أهل الكشف مبنيةٌ على أمور تشهد» وعقائد غبرهم مبنية على أمور يؤمنون بها. هذا ميزائهم في 
كل ما لم يرد فيه نص قاطع» والنفس تجد القوة في اعتقاد ما عليه الجمهور دون ما عليه أهل 
الكشفء لقلة سالكي طريقهم. ثم اعلم يا أخي أنني طالعت من كلام أهل الكشف ما لا 
يحصى» من الرسائل» وما رأيت في عبارتهم أوسع من عبارة الشيخ الكامل؛ المحقق مربي 
العارقين» الشيخ محبي الدين بن العربي رحمه اللهء فلذلك شيدت هذا الكتاب بكلامه من 
«الفتوحات» وغيرهاء دون كلام غيره من الصوفية» لكني رأيت في «الفتوحات» مواضع لم 
أفهمهاء فذكرتها لينظر فيها علماء الإسلام» ويحقوا الحق ويبطلوا الباطل إن وجدوه؛ء فلا تظن 
يا أخي أني ذكرتها لكوني أعتقد صحتها وأرضاها في عقيدتي» كما يقع فيه المتهورون في 
أعراض الناس فيقولون لولا أنه ارتضى ذلك الكلام واعتقد صحته ما ذكره في مؤلفهء معاذ الله 
أن أهالف جمهور المتكلمين» واعتقد صحة كلام من خالفهم من بعض أهل الكشف الغير 
المعصوم؛ فإن في الحديث يد الله مع الجماعة» ولذلك أقول غالباً عقب كلام أهل الكشف 
انتهى . فليتأمل ويحررء ونحو ذلك إظهار للتوقف في فهمه على مصطلح أهل الكلام. وكان 
شيخنا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله» يقول: : لا يخلو كلام الأئمة عن ثلائة أحوال 
لأنه إما أن يوافق صريح الكتاب والسنة فهذا يجب اعتقاده جزماًء وإما أن يخالف صريح 
الكتاب والسنة فهذا يحرم اعتقاده جزماًء وإما أن لا يظهر لنا موافقته ولا مخالفته فأحسن أحواله 
الوقف انتهى. وقد أخبرني العارف بالله تعالى» الشيخ أبو طاهر المزني الشاذلي رضي الله عنه 
أن جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين مما يخالف ظاهر الشريعة مدسوس عليه. قال لأنه 
رجل كامل بإجماع المحققين؛ والكامل لا يصح في حقه شطح عن ظاهر الكتاب والسنة» لأن 
الشارع أمنه على شريعته انتهى» فلهذ! تتبعت المسائل التي أشاعها الحسدة عنه وأجبت عنهاء 
لأن كتبه المروية لنا عنه بالسند الصحيح ليس فيها ذلك» ولم أجب عنه بالقهم والصدر كما 
يفعل غيري من العلماء فمن شك في قول أضفته إليهء وععجز عن فهمه وتأويله فلينظر في محله 
من الأصل الذي أضفته إليه فربما يكون ذلك تحريفا مني . واعلم يا أخي أن المراد بأهل السنة 
والجماعة. في عرف الناس اليوم» الشيخ أبو الحسن الأشعري ومن سبقه بالزمان كالشيخ أبي 


اختصرته من «القتوحات المكية؛ خاص فهمه بالعلماء الأكابر وليس لغيرهم منه إلا الظاهر قد 
اشتمل على علوم وأسرار ومعارف لا يكاد يخطر علمها على قلب الناظر فيه قبل رؤيتها فيه» 
الذهب ومرادي بالشيخ الأكبر محبي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه. 


أعني أن مرتبة علوم هذا الكتاب بالنسبة لغيره من كلام الصوفية كمرتبة إكسير الذهب 
بالنسبة لمطلق الذهب كما سئشير إلى ذلك بما نقلناه عن الشيخ رحمه الله في أبواب فتوحاته 
(والكبريت الأحمر) يتحدث به ولا يرى لعزته. 


مقدمة المؤلف /با١‏ 





0 وغيره» رضي الله تعالى عنهم» 005 إماماً عظيماً في السنةء 
كالشيخ أبي الحسن الأشعري. ولكن لما غلب أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري على 
أصحاب الماتريدي كان الماتريدي أقل شهرة» فإن أتباع العازيد نا وراء نهر سيحون فقط. 
وأما أتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري: فهم منتشرون في أكثر بلاد الإسلام كخراسان» 
والعراق» والشام؛ ومصرء وغيرها من البلاد. فلذلك صار الناس يقولون: فلان عقيدته 
صحيحة أشعرية» وليس مرادهم في صحة عقيدة غير الأشعري مطلقاً كما أشار إلى ذلك في 
(اشرح المقاصد؛ . وليس بين المحققين من كل من الأشعرية والماتريدية اختللاف محقق » بحيث 
ينسب كل واحد صاحيه إلى البدعة والضلال وإنما ذلك اختلافٌ في بعض المسائل كمسألة 
الإيمان بالله تعالى نحو قول الإنسان أنا مؤمن إن شاء الله تعالى» ونحو ذلك انتهى. وكان 
سفيان الثوري يقول: أهل السنة والجماعة هم من كان على الحق ولو واحدأء وكذلك كان 
يقول إذا سكل عن السواد الأعظم من هم وكذلك كان يقول الإمام البيهقي. ثم اعلم يا أخي أن 
من كان تابعاً لأهل السنة والجماعة يجب أن يكون قلبه ممتلئا أنسأً باتباعهم» وبالضد من 
خالفهم» فيمتلىء قلبه غماً وضيقاً والحمد لله رب العالمين؛ وقد حيب لي أن أقدم بين يد 
هذا الكتاب مقدمة نفيسة تتعين على من يريد مطالعته مشتملة على بيان عقيدة الشيخ محيي 
الدين الصغرى» التي صدر بها في «الفتوحات» المكية ليرجع إليها من تاه في شيء من عقائد 
الكتابء فإن الكتاب كله كالشرح لهذه العقيدة وتشتمل أيضاً على أربعة فصول: 

الفصل الأول: في ذكر نبذة من أحوال الشيخ محبي الدين بن العربي رضي الله عنه وبيان 
أن ما وجد في كتبه مخالف لظاهر كلام العلماء مدسوسٌ عليه أو مؤول وفي بيانٍ من مدحه 
وأثنى عليه من العلماء واعترف له بالفضل» وذلك لأن غالب هذا الكتاب يرجع إلى عيارته 
رضي الله عنه . 

الفصل الثاني: في تأويل بعض كلمات نسبت إلى الشيخ بتقدير ثبوتها عنه؛ جهل أكثر 
الناس معانيها. وفي ذكر شيء مما ابتلي به أهل الله سلف وخلفاً. في كل عصر من الإنكار 
عليهم امتحاناً لهم وتمحيصاً لذنوبهم» أو تنفيراً لهم عن الركون إلى الناس وذلك لأن الله تعالى 


واعلم يا أ خي أنني قد طالعت من كتب القوم ما لا أحصيه وما وجدت كتاباً أجمع لكلام 
أهل العاروى من كناب اللقونات البح ابيا ا كت جاتن أغرار ا اريم وبيان منازع 
المجتهدين التي استنبطوا منها أقوالهم؛ فإن نظر فيه ممجتهد ذ فى الشريعة ازداد علماً إلى علمه 
واطلع على أسرار في وجوه الاستنباط وعلى تطليلاك فس ل يكن ستتها وإن نظر فيه 
مفسرٌ للقرآن فكذلك أو شارحٌ للأحاديث النبوية فكذلك أو متكلمٌ فكذلك أو محدث فكذلك أو 
لغويٌ فكذلك أو مقرىءٌ فكذلك أو معبرٌ للمنامات فكذلك أو عالمٌ بالطبيعة وصنعه الطب 
فكذلك أو عالم بالهندسة فكذلك أو نَحَْوِيٌ فكذلك أو منطقيٌ فكذلك أو صوفيق فكذلك أو 


م1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لا يصطفي عبداً قط وهو يركن إلى سواه إلا بإذنه. 

الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تعبيرهم بالعبارات المغلقة على من 
ليس منهمء وحاصله أن ذلك كله خوف أن يرمى أولياء الله بالزور والبهتان» فجعلوا لهم رُموزاً 
يتعارفونها فيما بيئهم لا يفهمها الدخيل بينهم إلا بتوقيف منهم»ء غيرة على أسرار الله تعالى أن 
تفشى بين المحجوبين كما أشار إلى ذلك القشيري في «رسالته» : 

الفصل الرأبع: في بيان جملة من القواعد والضوابط التي يحتاج إليها كل من يريد تحقيق 
علم الكلام إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق. 

بيان عقيدة الشيخ المختصرة الميرئة له من سوء الاعتقاد 

اعلم رحمك الله يا أخي أنه ينبغي لكل مؤمن أن يصرح بعقيدته وينادي بها على رؤوس 
الأشهادء فإن كانت صحيحةً شهدوا له بها عند الله تعالى» وإن كانت غير ذلك بينوا لها فسادها 
ليتوب منهاء وقد أشهد هود عليه السلام قومه مع كونهم مشركين بالله تعالى على نفسه بالبراءة 
من الشرك بالله» والإقرار له بالوحدانية لما علم عليه السلام أن العالم كله سيوقفه الله تعالى بين 
يديه» ويسأله في ذلك الموقف العظيم الأهوال» حتى يؤدي كل شاهد شهادته وكل أمين 
أمانته . والمؤذن يشهد له كل من سمعه حتى الكفار» ولهذا يدبر الشيطان إذا سمع الأذان وله 
ضراط حتى لا يسمع أذان المؤذن» فيلزمه أن يشهد له فيكون من جملة من يسعى في سعادته 
وهو لعنه الله عدو محض ليس له إلينا خير ألبتة. وإذا كان العدو لا بد أن يشهد لك كما 
أشهدته به على نفسك لأن المشهد الح يعطى ذلك بحقيقته» فأحرى أن يشهد لك واليك 
وحبيبك ومن هو على دينك» وأحرى أن تشهد أنت في الدار الدنيا على تفسك بالوحدانية. 
والإيمان فيا إخواني: ويا أحبابي» رضي الله عناء وعنكمء أشهدكم أني أشهد الله تعالى 
وأشهد ملافكتة» وأننياءه “ومن حر من الروحانيين؛ أو سمعء أني أقول قولاً جاز ما بقلبي 
إن الله تعالى إله واحد لا ثانى لهء منزه عن الصاحبة والولد» مالك لا شريك لهء مللك لا وزير 
له؛ صانم لا مدبر معه؛ موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده. بل كل موجود مفتقر 
إليه في وجوده. فالعالم كله موجود بهء وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجودهء ولا نهاية 


عالمٌ بعلم حضرات الأسماء الإلهية فكذلك أو عالم بعلم الحرف فكذلك. 


فهو كتاب يقيد أصحاب هذه العلوم وغيرها علوماً لم تخطر لهم قط على بال وقد أشرنا 
لنحو ثلاثة آلاف علم منها في كتابنا المسمى «بتنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علم علوم 
الأولياء» فإن علوم الشيخ كلها مبنية على الكشف والتعريف ومطهرة من الشك والتحريف كما 
أشار رضي الله تعالى عنه إلى ذلك في إلباب السابع والستين وثلثماثة من «الفتوحات» بقوله: 
وليس عندنا بحمد الله تعالى تقليد إلا للشارع يَدِ بقوله في الكلام على الأذان واعلم أني لم 


بيان عفيدة الشيخ الممختصرة المبرئة له من سوء الاعتقاد احلا 


لبقائه. بل وجوده مطلق. قائم بنقسه ليس بجوهر فيقدر له المكان. ولا بعرض فيستحيل عليه 
البقاء؛ ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء. مقدسٌ عن الجهات والأقطار مرثيٌ بالقلوب 
والأبصار» استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده» كما أن العرش وما حواه به 
استوى» وله الآخخرة والأولى ليس له مثل معقول ولا دلت عليه العقول» لا يحده زمان ولا 
يحويه مكان. بل كان ولا مكان» وهو الآن على ما عليه لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ 
الزمان؛ وقال أنا الواحد الحي الذي لا يؤوده حفظ المخلوقات» ولا ترجع إليه صفة لم يكن 
عليها من صفة المصنوعات» تعالى الله أن تحله الحوادث» أو يحلهاء أو تكون قبله أو يكون 
بعدها. بل يقال كان ولا شيء معهء إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه» فهو القيوم 
الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام» ليس كمثله شيء وهو السميع البصيرء خلق العرش وجعله 
حد الاستواء وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء» اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كما 
يشاءء بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاءء أبدع العالم كله على غير مثال سبق» وخلق 
الخلق وأخلقء بالذي خلق أنزل الأرواح في الأشباح أمناء» وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها 
الأرواح في الأرض خلفاء: وسخر لها ما في السموات؛ وما في الأرض جميعاً منه فلا تتحرك 
ذرة إلا به وعنهء خلق الكل من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه» لكن علمه سبق 
فلا بد أن يخلق ما خلقء» فهو الأول؛ والآخرء والظاهرء والباطن وهو على كل شيء قديرء 
أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداًء يعلم السر وأخفىء يعلم خائنة العو ونا 
تخفي الصدور. كيف لا يعلم شيئاً هو خلقه لآلا يَدْلمُ من حَلَقَ وَهُوَ اليك أَفبِرُ )4 [الملك: 
علم الأشياء قبل وجودهاء ثم أوجدها على حد ما علمهاء فلم يزل عالماً بالأشياء لم 
يتجدد له علم عند تجدد الإنشاء بعلمه» أتقن الأشياء وأحكمهاء وبه حكم عليها من شاء 
وحكمها علم الكليات على الإطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر والاتفاق» فهر 
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركونء فعال لما يريد فهو المدبر للكائنات في عالم الأرض 
والسموات. لم تتعلق قدرته تعالى بإيجاد شيء حتى أراده» كما أنه لم يرده حتى علمه إذ 
يستحيل في العقل أن يريد ما لا يعلم» أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا 
يريده» كما يستحيل أن توجد هذه الحقائق من غير حي. كما يستحيل أن تقوم هذه الصفات 
أقرر بحمد الله تعالى في كتابي هذا قط أمراً غير مشروع وما خرجت عن الكتاب والسنة في 
شىع منه . 


وبقوله في الباب الخامس والستين وثلثمائة: واعلم أن جميع ما أتكلم به في مجالسي 
وتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فإني أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه» كل 
ذلك حتى لا أخرج عن مجالسة الحق تعالى ومناجاته بكلامه وبقوله في باب الأسرار والنفث 
في الروع من وحي القدوس لكن ما هو مثل وحي الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة» فَقَرْقُ يا 





5 الجزء الأول من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بغير ذات موصوقة بهاء فما في الوجود طاعة ولا عصيان» ولا ربح ولا خسران» ولا عبد ولا 
حرء ولا برد ولا حرء ولا حياة ولا موتء ولا حصول ولا فوتء ولا نهار ولا ليل» ولا 
اعتدال ولا ميل» ولا بر ولا بحرء ولا شفع ولا وترء ولا جوهر ولا عرض» ولا صحة ولا 
مرضء ولا فرح ولا ترحء ولا روح ولا شبحء ولا ظلام ولا ضياءء ولا أرض ولا سماءء 
لتر كين ولا مختان ولا كيز لذ كلت .ول عناة ول امكل ولا عنامي ولا سرات ولا 
سهاد ولا رقادء ولا ظاهر ولا باطن» ولا متحرك ولا ساكن» ولا يابس ولا رطب» ولا قشر 
ولا لب» ولا شىء من المتضادات» والمختلفات والتمائلات» إلا وهو مراد للحق تعالى وكيف 
بكرن نر اذا الشوفي اتحدب» كيف ترعي السشفار عابلا توية كا زه لأس و مت 
لحكمه؛ يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء؛ ويعز من يشاء ويذل من يشاءء ويهدي 
من يشاء ويضل من يشاءء ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ لو اجتمع الخلائق كلهم على 
أن يريدوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوهء أو أن يفعلوا شيئاً لم يرد الله إيجاده 
وأرادوه ما قعلوه ولا استطاعوا ذلك» ولا أقدرهم عليه . فالكفر والإيمان» والطاعة والعصيان 
من مشيكته وحكمه وإرادته» ولم يزل سبيحائه وتعالى نوصرنا بهذه الإرادة أزلء والعالم معدومٌ 
اوعد مالم رجي عبر الكو ولد درل طبه اندر اشر عماجو جل وعلا 
عن ذلك بل أوجده عن العلم السابق وتعيين الإرادة المنزلة الأزلية القاضية على العالم بما 
أوجده عليه» من زمان ومكان وأكوان وألوان فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه» إذ هو 
القائل سبحانه رما تَمَايُونَ إلا أن يمه آَّدُ * [التكوير: 5؟] وأنه تعالى كما علم فأحكمء وأراد 
فخصء وقدر فأوجدء كذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن أو نطق في الورى من العالم 
الأسفل والأعلى. لا يحجب سمعه البعد فهو القريب» ولا يحجب بصره القرب فهو البعيد 
يسمع كلام النفس في النفس وصوت المماسة الخفية عند اللمس» يرى سبحانه السواد في 
الظلماء والماء في الماء» لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات ولا النور وهو السميع البصير. تكلم 
سبحاته وتعالى لا عن صمت متقدم ولا سكون متوهمء بكلام قديم أزلي كسائر صفاته. من 
علمه؛ وإرادته» وقدرته» كلم به موسى عليه السلام سماه التنزيل» والزبور» والتوراق 
والانجيل» والفرقان» من غير تشبيه ولا تكيف. فكلامه سيحاته وتعالى من غير لهاة ولا لسان 


أخي بين وحي الكلام ووحي الإلهام تكن من أهل ذي اللجلال والوكرام. 

وبقوله في الباب السادس والستين وثلثمائة: واعلم أن جميع ما أكتبه في تأليفي ليس هو 
عن روية وفكرء وإنما هو عن نفث في روعي على يد ملك الإلهام. 

وبقوله في الباب الثالث والسبعين وثلثمائة: جميع ما كتبته وأكتبه في هذا الكتاب إنما هو 


من إملاء [ إلهي وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روح كياني كل ذلك بحكم الإرث للأنبياء 
والتبعية لهم لا بحكم الاستقلال. 


بيان عنيدة الشيخ المختصرة المبرئة له من سوء الاعتقاد 55 


كما أن سمعه من غير صمخة ولا آذان» كما أن بصره من غير حدقة ولا أجفانء كما أن إرادته 
من غير قلب ولا جنان» كما أن علمه من غير اضطرار ولا نظر في برهان» كما أن حياته من غير 
بخار تحريف قلب حدث عن امتزاج الأركانء كما أن ذاته لا تقبل الزيادة والنقصان» فسيحاته 
سبعحاته من بعيد دأن»؛ عظيم السلطان» عميم الإحسان» جسيم الامتنان» كل ما سواه فهو عن 
جوده فائض» وفضله وجوده وعدله الباسط له والقابض. أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده 
واخترعهء لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه فيهء إن أنعم نعم فذلك فضله. وإن أبلى فعذّب 
فذلك عدله؛ لم يتصرف في ملك غيره فيسب إلى الجور والحيف» ولا يتوجه عليه لسواه حكم 
مي . كل ما سواه فهو تحت سلطان قهرهء ومتصرف عن إرادته 
وأمرف فهو فهو الملهم نفوس المكلفين التقوى والقجورء وهو المتجاوز عن سيئات من شاء هنا 
وفي يوم النشورء لا يحكم عدله في فضله ولا فضله في عذله» أخرج العالم قبضتين وأوجد 
لهم منزلتين فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي» وهؤلاء للنار ولا أبالي» ولم يعترض عليه معترض 
هناك إذ لا موجود كان. أ بعر اء«قالكن تسح تصرنف إبيجات لتقيف لحت أبدماء بلالا 
وقبضة تحت أسماء آلائه» ولو أراد الله سبحاته أن يكون العالم كله سعيدأء لكان أو شقيا» لما 
لتر لفن وا له ميا دا رو ك ادكه رتسي لحي والفيعا 11 ل 
المعادء فلا سبيل إلى تبديل ما حكم عليه. وقال تعالى هن خمس وهن خمسون ما يبدل الول 
د وَمآ أنأ يئر لَتَييدِ4 [ق: 5؟] لتصرفي في ملكي» وإنفاذ مشيئتي في ملكي» وذلك لحقيقة 
عميت عنها البصائر» ولا تعثر عليها الأفكار ولا الضمائر» إلا بوهب إلهي وجود رحماني لمن 
اعتنى الله تعالى به من عباده» وسبق له ذلك في حضرة إشهاده. فعلم حين أعلم أن الألوهية 
أعطت هذا التقسيم» وأنها من دقائق القديم. فسبحان من لا فاعل سواه ولا موجود بذاته إلا 
إياه واس لفح وما تَعْمَلُوَه» [انصافات: 45] و"الا ينكل عمَا يفعل وهم سكلور لور # [الأنبياء: 919] 
غ2 ألمي البيلمة فو ناه لَهَدَسْمْ أَبمينَ4 [الأنمام: 149]. وكما 0 الله وملائكته وجميع 

خلقه وإياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهد الله تعالى وملائكته وجميع خلقه وإياكم على 
نفسي بالإيمان بمن اصطفاه الله واختاره واجتباه من خلقه وهو سيدنا ومولانا محمد يل 
الذي أرسله إلى - جميع الناس كافة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراء فبلغ وَل ما 


وبقوله في الباب التاسع والثمانين من «القتوحات» والباب الثامن والأربعين وثلئمائة منها: 
واعلم أن ترتيب أبواب «الفتوحات؛ لم يكن عن اختيار ولا عن نظر فكري وإنما الحق تعالى 
يملي لنا على لسان ملك الإلهام جميع ما نسطره وقد نذكر كلاماً بين كلامين لا تعلق له يما 
قبله ولا بما بعده وذلك شبيه بقوله تعالى: #عَايَظُوا عَلَ الصَّلَوّتِ وَالصّككرة الْمُسْطَّن © [البقرة: 
بين آبات طلاق ونكاح وعدة وفاة تتقدمها وتتأخرها. 


وبقوله في الباب الثاني من «الفتوحات»: اعلم أن العارقين إنما كانوا لا يتقيدون بالكلام 


9" الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أنزل من ربه إليه وأدى أمانته ونصح أمته ووقف في حجة الوداع على من حضره من الأتباع 
فخطب وذكرء وخوف وحذر ووعد وأوعد وأمطر وأرعد» وما خص بذلك التذكير أحداً دون 
أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال: ألا هل بلغت؟ قالوا: بلغت يا رسول اللهء فقال كَلِةِ: «اللهم 
اشهد». وإني مؤمن بما جاء به كه مما علمت به ومما لم أعلم فما جاء به وقرر الموت عن أجل 
مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيماناً لا ريب فيه ولا شكء كما آمنت وأقررت أن 
سؤال فاتني القبر حق والعرض على الله حق والخوض حق وعذاب القبر حق ونصب الميزان حق 
وتطاير الصبحف.حق والصراط والجئة حق والناز حق وفريقاً في الجنة وفريقاً في السعيرء وكرب 
ذلك اليوم على طائفة حق وطائفة أخرى لا يحزنهم الفزع الأكبر حق وشفاعة الملائكة والنبيين 
والمؤمنين وشفاعة أرحم الراحمين حق وجماعة من أهل الكبائر من المؤمنين يدخلون جهنم ثم 
يخرجون منها بالشفاعة حق. والتأبيد للمؤمنين في التعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في 
العذاب الأليم حقء وكل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله علم أو جهل حقء فهذه 
شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه يؤديها إذا سَّيِلها حيثما كان نفعنا الله وإياكم 
بهذا الإيمان وثيتنا عليه عند الانتقال إلى الدار الحيوان وأَحَلنا دار الكرامة والرضوان وحال بيننا 
وبين دار سرابيل أهلها قطران» وجعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالأيمان وممن انقلب 
من الحوض وهو ريان وثقل له الميزان وثبت منه على الصراط القدمان إنه المئعم المحسان 
آمين آمين انتهت العفيدة» ولنشرع في الأربعة فصول فنقول وبالله التوفيق. 


الفصل الأول: في بيان نبذة من أحوال الشيخ محيي الدين رضي الله عنه. كان رضي الله 
عنه أولاً من الموقعين عند بعض ملوك المغرب ثم إنه طرقه طارق من الله عز وجل فخرج في 
البراري على وجهه إلى أن نزل في قبر فمكث فيه مدة ثم خرج من القبر يتكلم بهذه العلوم التي 
نقلت عنه» ولم يزل سائحاً في الأرض يقيم في كل بلد بحسب الإذن ثم يحل منها ويخلف ما 
ألفه من الكتب فيهاء وكان آخر إقامته بالشام وبها مات سنة ثمان وثلاثين وستماثة رضي الله 
عنه. وكان رضي الله عنه متقيدا بالكتاب والسنة ويقول كل من رمى ميزان الشريعة من يذه 
لحظة هلك وسيأتي قوله» وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك وهذا اعتقاد الجماعة إلى 
قيام الساعة وجميع ما لم يفهمه الناس من كلامه إتما هو لعلو مراقيه وجميع ما عارض من 


على ما بوبوا عليه فقط لأن قلوبهم عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما يبرز منها فمهما 
برز لها أمرٌ بادرت لامتثاله وألفته على حسب ما حد لها ققد تلقى الشيء إلى ما ليس من جنسه 
امتغالاً لأمر ربها. 

ربقوله في الباب السابع والأربعين: اعلم أن علومنا وعلوم أصحابنا ليست من طريق 
الفكرء إنما هي من الفيض الإلهي انتهى والله أعلم . 

وأنا أسأل الله العظيم كل ناظر في هذا الكتاب أن يصلح ما يراه فيه من الزيغ والتحريف 


الفصل الأول: في بيان نبذة من أحوال الشيخ محري الدين رضي الله عنه والمدسوس عليه ع 


كلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه كما أخبرني بذلك سيدي الشيخ أبو 

الطاهر المغربي نزيل مكة المشرفة 3 نم أخرج لي نسئة الفتوحات» التي قبلها على نسخة الشبيع 
التي بخطه في مديئة قونية فلم أر فيها شيئاً مما كنت توقفت فيه وحذفته حين الختصرت 
«الفتوحات». وقد دس الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائغة 
ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الاعتقاد لاقتتنوا بما وجدوه تحت وسادته. وكذلك دسوا 
على شيخ الإسلام مجد الدين الفيروزآبادي صاحب «القاموس» كتاباً في الرد على أبي حنيفة 
م ا ا نك 
فكتب إليه الشيخ مجد الدين إن كان يكفك هذا الكتاب فأحرقه فإنه افتراء من الأعداء وأنا من 
أعظم المعتقدين في الامام أبي حنيفة وذكرت مناقيه فى مجلد. وكذلك دسوا على الامام 
الغزالي عدة مسائل في كتاب «الإحياء» وظفر القاضي عياض بنسخة من تلك النسخ فأمر 
بإحراقها. وكذلك دسوا علي أنا في كتابي المسمى «بالبحر المورود» جملة من العقائد الزائغة 
وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين وأنا بريء منها كما بينت ذلك في خطبة 
الكتاب لما غيرتها وكان العلماء كتبوا عليه وأجازوه قما سكنت الفتنة حتى أرسلت إليهم السخة 
التي عليها خطوطهم. وكان ممن انتدب لنصرتي, انشيخ الامام ناصر الدين اللقاني المالكي 
رضي الله تعالى عنه» ثم إن بعض الحسدة أشاع فى, مصر ومكة أن علماء مصر رجعوا عن 
كتابتهم على مؤلفات قلان كلها فشك بعض الئاس في ذلك فأرسلت النسخة للعلماء ثالث مرة 
فكتبوا تحت خطوطهم كذب والله من ينسب إلينا زئنا رجعنا عن كتابتنا على هذا الكتاب وغيره 
من مؤلفات فلان. وعيارة سيدنا ومولانا الشيخ ناصر الدين المالكي فسح الله تعالى في أجله 
بعد الحمد لله وبعد فما نسب إلى العبد من الرجوء مما كتبته بخطي على هذا الكتاب وغيره 
هن مؤكقاك قلان باطل باطل ياطن + وانما رعسة. + ولك ولا عريك عله ولا عفدت كفن 
مؤلفاته شيئاً من الباطل وأنا معتقد صحة مقالته باق - , ذلك وأدين الله تعالى بالاعتقاد في 
صحة كلامه وولايته فلا يتبغي أن يصدق في شيء مما ...ب إلي على ألسنة الذين لا يخشون 
الله تعالى» هذا لفظه في آخر نسخة العهود وعقب إجازته الت بي كتبها أولاً وكتب نحو ذلك أيضاً 
الامام المحقق الشيخ شهاب الدين الرملي الشافعي رحمه الله تعالى» إذا علمت ذلك فيحتمل 


عملا بقرله وَلِِ: «والله فى عون العبد ما كان العيد فى عون أخيه» 
إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق 
(قال) الشيخ رحمه الله فى الباب الثانى من «الفتوحات» فى قوله تعالى: وما عَلَدَتَهُ 


لمّعَرَ وَمَا ينْبَتى لَدْدٌ # [يس: 15) إن الشعر محل الإجمال» واللغزء والرمزء والتورية أي ما 
رمزنا لمحمد وَلِةِ ولا لغزنا ولا خاطبناه بشيء ونحن نريد شيئاً آخر ولا أجملنا له الخطاب 


بحيث لم يفهمه وأطال في ذلك. وقال فيه أقل درجات أهل الآدب مع القوم التسليم لهم فيما 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أن الحسدة دسوا على الشيخ في كتبه كما دسوا في كتبي أنا فإنه أمر قد شاهدته عن أهل 
عصري في حقي فالله يغفر لنا ولهم آمين. وأما من أثنى على الشيخ من العلماء ومدح مؤلفاته 
فقد كان الشيخ مبجد الدين الفيروزابادي صاحب كتاب «القاموس» في اللغة يقول لم يبلغنا عن 
أحد من القوم أنه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغ الشيخ محبي الدين أبدأ وكان يعتقده 
غاية الاعتقاد وينكر على من أنكر عليه ويقول لم يزل الناس منكبين على الاعتقاد في الشيخ 
وعلى كتابة مؤلفاته بحل الذهب في حياته وبعد وفاته إلى أن أراد الله ما أراد من انتصاب 
شخص من اليمن اسمه جمال الدين بن الخياط فكتب مسائل في درج وأرسلها إلى العلماء 
ببلاد الإسلام وقال هذه عقائد الشيخ محيي الدين بن العربي وذكر فيها عقائد زائغة ومسائل 
خارقة لإجماع المسلمين فكتب العلماء على ذلك بحسب السؤال» وشنعوا على من يعتقد ذلك 
من غير ثثيت» والشيخ عن ذلك كله بمعزل. 

قال الفيروزآبادي: «فلا أدري أوجد ابن الخياط تلك المسائل فى كتاب مدسوس على 
القبخ ار قومها مو من كلام الشتيع مح الدين على كاذف مرادة. “قال :. والذي أقزله واتحفقه 
وأدين الله تعالى به أن الشيخ محيي الدين كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً وإمام التحقيق حقيقة 
ورسماًء ومحبي علوم العارفين فعلاً واسماء إذا تغلغل فكر المرء في طرف من مجده غرقت 
فيه خواطره لأنه بحر لا تكدره الدلاء وسحاب لا يتقاصى عنه الأنواء» كانت دعواته تخرق 
السبع الطباق وتغترف بركاته فتملا الآفاق وهو يقيناً فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني 
أنني ما أنصفته . 
وصاعليإذاماقلت معتقدي دع الجهول يظن الجهل عدوانا 
والله والله والله الع ظ يسم ومن أقامهحجةللدين بسرهانا 
إن الذي قلت يعض من مناقبه ما زدت إلاالعلي زدت نقصانا 

قال: وأما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما وضع الواضعون مثلها ومن 
خصائصها ما واظب أحد على مطالعتها إلا وتصدر لحل المشكلات فى الدين ومعضلات 
مسائله وهذا الشأن لا يوجد في كتب غيره أبداً. قال: وأما فول بعض المنكرين إن كتب الشيخ 


يقولون وأعلاها القطع بصدقهم وما عدا هذين المقامين فحرمان وقال فيه الخلاف لا يصح 
عندنا ولا في طريقنا لأنْ الكل ينظرون كل شيء بعينه» ومن هنا قالوا الكامل يكنى بأبي العيون 
وقال في قوله تعالى: ##لّا تُدْرِكُةُ الأَبْصرُ © (الأنعام: 6٠0‏ أي الأبصار المحجوية وهو 
اللطيف الخبير أي لطيف بعباده حيث تجلى لهم على قدر طاقتهم ومضعفهم عن حمل تجلية 
الأقدس على ما تعطيه الألوهية وقال في قوله تعالى: #وَلَا تَْجَلْ بِآلْمَّنَانِ من كَبْلِ أن يقْصهى 


تلت 2 # [طه: ]١١4‏ اعلم أن رسول الله يي أعطي القرآن معجملاً قبل جبريل من غير 


الفصل الأول: في بيان نبذة من أحوال الشيخ محبي الدين رضي الله عنه والمدسوس عليه هه" 


لانت قر اذنها نولة رقراق ها كدر قال #نزقة قذنوا لزع جعالا ضوري نا سوك دن اكد 
اللحنسوبة إلى الشتيخ متحي الديون ين العرين «كالفصوصن» ولالفتوحيات» عل بحل قزاءتها 
وإقراؤها وهل هي من الكتب المسموعة المقروءة أم لا؟ فأجبت نعم»؛ هي من الكتب المسموعة 
المقروءة» وقد قرأها عليه الحافظ البرزلي وغيره. ورأيت إجازته بخط الشيخ محبي الدين على 
حواشي «الفتوحات المكية» بمدينة قونية وكتابة طبقة بعد طبقة من العلماء والمحدثين فمطالعة 
كتب الشيخ قربة إلى الله تعالى؛ ومن قال غير ذلك فهو جاهل زائغ عن طريق الحق» فلقد كان 
الشيخ والله في زمنه صاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى فيما نعتقد وندين الله تعالى به» 
حلاف ما عليه جماعة ممن مقتهم الله تعالى فحرموا فوائده ووقعوا في عرضه بهتاناً وزوراً 
وحاشا جنابه الكريم أن يخالف كلام نبيه الذي استأمنه على شرعه ومن أنكر عليه وقع في 
أخطر الأمور: 

على نحت القوافي من معادنها وعنا علي إذا لم تفهم البقرء 

انتهى كلام الشيخ مجد الدين رحمه الله تعالى . 


من كلام الشيخ محيي الدين فإن لحوم الأولياء مسمومة وهلاك أديان مبغضهم معلومة ومن 
أبغضهم تنصر ومات على ذلك» ومن أطلق لسانه فيهم بالسب ابتلاه الله بموت القلب. وكان 
أبو عبد الله القرشي يقول: من غض من ولي الله عز وجل ضرب في قلبه بسهم مسموم» ولم 
يمت حتى تفسد عقيدته ويخاف عليه من سوء الخاتمة. 

وكان أبو تراب النخشبى يقول: إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة فى 
أوليائه قال الشيخ ممجد الدين الفيروزابادي: وقد رأيت إجازة بخط الشيخ كتبها للملك الظاهر 
جملتها كذا وكذا حتى عد نيفا وأربعماثئة مؤلف» مؤلفاً منها «تفسيره الكبير» في خمسة وتسعين 
مجلداً وصل فيه إلى قوله تعالى #وَصَلَمَئَهُ من لَدِنَا لما [الكيف: 50]» فاصطفاه الله لحضرته 
ومنها «تفسيره الصغير» في ثمانية أسفار على طريقة المحققين من المفسرين ومنها كتاب 


تفصيل الآيات والسور فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل فتلقيه على الأمة 
مسجملا فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله: «رَكُل رب رِدَفٍ عِلمّا # [طه: 00١14‏ أي بتفصيل ما 
أجمل من المعاني في التوحيد والأحكام لا زدني أحكاماً كما توهمه بعضهم فقّد كان كلل 
يقول: «اتركوني ما تركتكم؟ فاعلم ذلك وقال أيضاً في الباب الثاني منها اعلم يا أخي أنه لو 
كانت علوم الوهب نتيجة عن فكر أو نظر لانحصرت في أقرب مذة ولكنها موارد تتولى من 
الحق على خاطر العبد والحق تعالى وهابٌ على الدوام فياض على الاستمرار والمحل قابل 


أ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيأن عقائد الأكابر 


«الرياض الفردوسية في بيان الأحاديث القدسية؛ فهل يحل لمسلم أن يقول لا يجوز مطالعة كتب 
الشيخ محيي الدين مطلقاً ما ذاك إلا كفر وتعصب وعناد. وممن أثنى عليه أيضاً الشيخ كمال 
الدين الزملكاني رحمه الله وكان من أجل علماء الشام» وكذلك الشيخ قطب الدين الحموي؛ 
وقيل له لما رجع من الشام إلى بلاده كيف وجدت الشيخ محبي الدين؟ فقال: وجدته في العلم 
والزهد والمعارف بحراً زاخراً لا ساحل له قال: وقد أنشدني الشيخ بلفظه من جملة أبيات: 
تركناالبحارالزاخرات وراءنا فمن أين يدري الناس أين توجهنا 
وممن أثنى عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي في «تاريخ علماء مصر؛ وقال: من أراد أن 
ينظر إلى كلام أهل العلوم اللدئية فلينظر في كتب الشيخ محبي الدين بن العربي رحمه الله. وسئل 
الحافظ أبو عبد الله الذهبي عن قول الشيخ محيي الدين في كتابه «الفصوص» إنه ما صنعه إلا 
بإذن من الحضرة النبوية» فقال الحافظ : نا اطق أنامكل هذا الخ سحن الدين كنت استلا: 
مع أن الحافظ الذهبي كان من أشد المنكرين على الشيخ وعلى طائفته الصوفية هو وابن تيمية؛ 
وممن أثنى عليه أيضاً الشيخ قطب الدين الشيرازي وكان يقول: إن الشيخ محيي الدين كان كاملاً 
في العلوم الشرعية والحقيقية» ولا يقدح فيه إلا من لم يفهم كلامه ولم يؤمن به كما لا يقدح في 
كمال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام نسبتهم إلى الجئون» والسحر» على لسان من لم يؤمن بهم . 
وكان الشيخ مؤيد الدين الخجندي يقول: ما سمعنا بأحد من أهل الطريق اطلع على ما اطلع عليه 
الشيخ محيي الدين» وكذلك كان يقول الشيخ شهاب الدين السهروردي» والشيخ كمال الدين 
الكاشي» وقال فيه إنه الكامل المحقق صاحب الكمالات والكرامات. مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا 
من أشد الناس إنكاراً على من يخالف ظاهر الشريعة. وممن أثنى عليه أيضاً الشيخ فخر الدين 
الرازي» وقال : كان الشيخ محبي الدين ولي عظيما. وسئل الإمام محبي الدين النووي عن الشيخ 
محيي الدين بن العربي قال: «8يَلْكَ أَمَدُ هد حَلَتْ4 [البقرة: 14] ولكن الذي عندنا أنه يحرم 
على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل» وجب عليه أن يؤول أقوالهم 
وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم» ولا يعجر عن ذلك إلا قليل التوفيق». قال في اشرح 
المهذب»: ثم إذا أول فليؤول كلامهم إلى سبعين وجهاً ولا نقبل عنه تأويلاً واحداً ما ذاك إلا 
تعنت» انتهى. وممن أثنى عليه أيضاً الإمام ابن أسعد“اليافعي» وصرح بولايته العظمى كما نقل 


على الدوام فإما يقيل الجهل وإما يقبل العلم بحسب جلاء مرآة قلبه وصدتها وإذا صما القلب 
حصل من العلم في اللحظة الواحدة ما لا يقدر على كتابته في أزمنة متطاولة الاتساع ذلك 
الفلك المعقول وضيق هذا الفلك المحسوس فكيف ينقضي ما لا يتصور له نهاية ولدذلك قال 
الله لمحمدٍ وَللِهُ: #أرَكُل رب رَدْفٍ عِلَمّا © [مه: ]1١4‏ وأطال في ذلك. وقال في الباب الخامس: 
اعلم أن ادم عليه السلام حامل للأسماء وممحمد يقد حامل لمعاني تلك الأسماء التي حملها آدم 
وهي المراد بحديث أوتيت جوامع الكلم. وقال من أثنى على نفسه فهو أمكن وأتم ممن أثنى 


النصل الأول: في بيان نبذة من أحوال الشيخ محبي الدين رضي الله عنه والمدسوس عليه 1 


ذلك عن شيخ الإسلام زكريا في شرحه اللروض»» وكان اليافعي يجيز رواية كتب الشيخ محبي 
الدين» ويقول إن حكم إنكار هؤلاء الجهلة على أهل الطريق حكم ناموسة نفخت على جيل 
تريد إزالته من مكانه بنفختها قال ومن عادى أولياء الله فكأنما عادى الله وإن كان لم يبلغ حد 
التكفير الموجب للخلود في النار انتهى. وممن أثنى عليه أيضاً من مشايخنا محمد المغربي 
الشاذلي شيخ الجلال السيوطي وترجمه بأنه مربي العارقين كما أن الجنيد مربي المربدين» وقال 
إن الشيخ محبي الدين روح التنزلات والإمداد وألف الوجود وعين الشهود وهاء المشهود الناهج 
منهاج التبي العربي قدس الله سره وأعلى في الوجود ذكره انتهى. قلت: وقد صنف الشيخ سراج 
الدين المخزومي كتاباً في الرد عن الشيخ محبي الدين وقال كيف يسوغ لأحد من أمثالنا الإنكار 
على ما لم يفهمه من كلامه في «الفتوحات» وغيرها وقد وقف على ما فيها نحو من ألف عالم 
وتلقوها بالقبول. قال وقد شرح كتابه #الفصوص؛ جماعة من الأعلام الشافعية وغيرهم منهم 
الشيخ بدر الدين بن جماعة وشاعت كتبه في الأمصار وقرئت متنا وشرحاً في غالب البلاد 
ورويناها بالقراءة الظاهرة في الجامع الأموي وغيره بالإسناد وتغالى الناس قديماً وحديثاً في 
شرائها ونسخها وتبركوا بها ويمؤلفها لما كان عليه من الزهد والعلم ومحاسن الأخلاق. وكان' 
أئمة عصره من علماء ء الشام ومكة كلهم يعتقدونه ويأخذون عنه ويعدون أنفسهم في بحر علمه 
كلا شيء» وهل ينكر على الشيخ إلا جاهل أو معاند. قال الفيروزآبادي رحمه الله بعد أن ذكر 
مناقب الشيخ محبي الدين: ثم إن الشيخ محيي الدين كان مسكنه الشام» وقد أخرج هذه العلوم 
بالشام ولم ينكر عليه أحد من علمائها. قال: وقد كان قاضي القضاة الشيخ شمس الدين 
الخونجي الشافعي يخدمه خدمة العبيد وأما قاضي القضاة المالكي فهبت عليه نظرة من الشيخ 
فزوجه ابنته وترك القضاء وتبع طريقة الشيخ وأطال الفيروزآبادي في ذكر مناقب الشيخ ثم قال: 
وبالجملة فما أنكر على الشيخ إلا بعض الفقهاء القح الذين لا حظ لهم في شرب المحققين وأما 
جمهور العلماء والصوفية فقد أقروا بأنه إمام أهل التحقيق والتوحيد وأنه في العلوم الظاهرة فريد 
وحيد. وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: ما وقع إنكار من بعضهم على الشيخ إلا 
رفقا بضعفاء الفقهاء الذين ليس لهم نصيب تام من أحوال الفقراء خوفاً أن يفهموا من كلام 
الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا ولو أنهم صحبوا الفقراء لعرفوا مصطلءعحهم وأمنوا من مخالفة 


عليه إلا أن يكون المثني هر الله عز وجل كيحيى وعيسى في قول الله في حق يحيى عليه 
السلام: #وَسَكَمَ مَزْنْهِ # [مريم: ]١9‏ وقول عيسى عليه السلام: للم عَلَنَ # [مريم: *"] فعلم 
أن من خضل الذات قالأسماء تحت خكفه وليس كل من خسل الأسماء يكون المسمى محضلة 
عنده ولذلك فضلت الصحابة علينا لأنهم حصلوا الذات وحصلنا نحن الاسم ولما راعينا الاسم 
مراعاتهم الذات ضوعف لنا الأجر. وأيضاً فلحضرة الغيبة التي لم تكن لهم فكان لنا تضعيف 
على تضعيف فتحن الإخوان وهم الأصحاب وهو يي إلينا بالأشواق وللعامل منا أيضاً أجر 


18 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الشريعة. قال شيخ الإسلام المخزومي: وقد كان الشيخ محبي الدين بالشام وجميع علمائها 
تتردد إليه ويعترفون له بجلالة المقدار وأنه أستاذ المحققين من غير إنكار وقد أقام بين أظهرهم 
نحواً من ثلاثين سئة يكتبون مؤلفات الشيخ ويتداولونها بينهم انتهى. وقال الفيروزآبادي: قد 
كان الشيخ محيي الدين بحرأ لا ساحل له ولما جاور بمكة شرفها الله تعالى كان البلد إذ ذاك 
ميجمع العلماء المحدثين وكان الشيخ هو المشار إليه بينهم في كل علم تكلموا فيه وكانوا كلهم 
يتسارعون إلى مجلسه ويتبركون بالحضور بين يديه ويقرؤون عليه تصانيفه قال: ومصنفاته 
بخزائن مكة إلى الآن أصدق شاهد على ما قلناه وكان أكثر اشتغاله بمكة بسماع الحديث 
وإسماعه وصتف فيها «الفتوحات المكية» التى كتبها عن ظهر قلب جواياً لسؤال سأله عنه تلميذه 
بدر الحبشي ولما فرغ منها وضعها في سطح الكعبة المعظمة فأقامت فيه سنة ثم أنزلها فوجدها 
كما وضعها لم يبتل منها ورقة ولا لعبت بها الرياح مع كثرة أمطار مكة ورياحها وما أذن للناس 
في كتابتها وقراءتها إلا بعد ذلك. قال: وأما ما أشاعه بعض المنكرين عن الشيخ عز الدين بن 
عبد السلام وعن شيخنا الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما أمرا بإحراق كتب الشيخ محبي الدين 
فكذب وزورء ولو أنها أحرقت لم يبق منها الآن بمصرٌ والشام نسخة ولا كان أحد نسخها بعد 
كلام هذين الشييخين وحاشاهما من ذلك ولو أن ذلك وقع لم يخف لأنه من الأمور العظام التي 
تسير بها الركبان في الآفاق ولتعرض لها أصحاب التواريخ وقال الشيخ سراج الدين المخزومي 
كان شيخنا شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ينكران على 
الشيخ في بداية أمرهما ثم رجعا عن ذلك حين تخققا كلامه وتأويل مراده وندما على تفريطهما 
في حقه في البداية وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية. فمن جملة ما ترجمه به 
الامام السبكي: كان الشيخ معحيي الدين آية من آيات الله تعالى وإن الفضل في زمانه رمى 
بمقاليده إليه وقال لا أعرف إلا إياه. ومن جملة ما قاله الشيخ سراج الدين البلقيني فيه حين 
سئل عنه: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين فإنه رحمه الله لما خاض في 
بحار المعرفة وتحقيق الحقائق عبر في أواخر عمره في «الفصوص» و«الفتوحات» و«التنزلات 
الموصلة» وفي غيرها بما لا يخفى على من هو في درجته من أهل الإشارات ثم إنه جاء من 
بعده قوم عمي عن طريقه فغلطوه في ذلك بل كفروه بتلك العبارات ولم يكن عندهم معرفة 


خمسين ممن يعمل بعمالهم لكن من آمثالهم لا من أعيانهم فافهم. وقال في الباب السادس : 
أكثر العقلاء بل كلهم يقولون عن الجماد أنه لا يعقل فوقفوا عند بصرهم والأمر عندنا ليس 
كذلك فإذا جاءهم عن نبي أو ولي أن حجراً كلمه مثلاً يقولون خلق الله فيه الحياة في ذلك 
الوقت والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة سار في جميع العالم قد ورد أن كل شيء يسمع 
صوت المؤذن من رطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم ذلك عن كشف لا عن استتباط 
عن نظر وأطال في ذلك وقاك ف الباب السابع : اعلم أن الإنسان آخر -جنس موجود من العالم 


الفصل الأول: في بيان تبذة من أحوال الشيخ محبي الدين رضي الله عنه والمدسوس عليه 55 


باصطلاحه ولا سألوا من يسلك بهم إلى إيضاحه وذلك أن كلام الشيخ رضي الله عنه تحته 
رموز وروابط وإشارات وضوابط وحذف مضافات هي في علمه وعلم أمثاله معلومة وعند 
غيرهم من الجهال مجهولة ولو أنهم نظروا إلى كلماته بدلائلها وتطبيقاتها وعرقوا نتائجها 
ومقدماتها لنالوا الشمرات المرادة ولم يباين اعتقادهم اعتقاده. قال: ولقد كذب والله وافترى من 
نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها وأكثر من النظر في 
أسرار كلامه ورابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق ووافقت الجم الخفير المعتقدين 
له من الخلق وحمدت الله عز وجل إذ لم أكتب في ديوان الغافلين عن مقامه الجاحدين لكراماته 
وأحواله» انتهى كلام الشيخ سراج الدين البلقيتي. قال تلميذه شيخ الإسلام المخزومي رحمه الله 
تعالى : ولما وردت القاهرة عام توفي شيخنا سراج الدين البلقيني وذلك في عام أربع وتمائمائة 
ذكرت له ما سمعت من بعض أهل الشام في حق الشيخ محيي الدين من أنه يقول بالحلول 
والاتحاد فقال الشيخ: معاذ الله وحاشاه من ذلك إنما هو من أعظم الأئمة وممن سبح في بحار 
علوم الكتاب والسنة وله اليد العظيمة عند الله وعند القوم وقدم صدق عنده. قال المخزومي: 
فقوى بذلك نفسي وكثر اعتقادي في الشيخ من تلك الساعة وعلمت أنه من رؤوس أهل السنة 
والجماعة . قال المخزومي: ولقد بلغنا أن الشيخ تفي الدين السبكي تكلم في شرحه «اللمنهاج» 
في حق الشيخ محيي الدين بكلمة ثم استغفر بعد ذلك وضرب عليها فمن وجدها في بعضص 
النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف قال مع أن السبكي قد صنف كتاباً في الرد 
على المجسمة والرافضة وكتب الأجوبة العلمية في الرد على ابن تيمية ولم يصنف قط شيئاً في 
الرد على الشيخ محري الدين مع شهرة كلامه بالشام وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره بل 
كان يقول ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراتبهم وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين 
الفركاح. وأطال المخزومي في الثناء على الشيخ محبي الدين. ثم قال: فمن نقل عن الشيخ 
تفي الدين السبكي أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي 
الدين إلى أن ماتا فهو مخطىء انتهى. قال: ولما بلغ شيخنا السراج البلقيني أن الشيخ بدر 
الدين السبكي شيخ الإسلام بالشام رد على الشيخ في موضعين من كتاب «الفصوص» أرسل له 
كتاباً من جملته: يا قاضي القضاة الحذر ثم الحذر من الإتكار على أولياء الله وإن كنت ولا بد 


الكبير وآخر صنف من المولدات قال: وأكمل الله تعالى خلق المولدات من الجمادات والتباتات 
والحيوانات بعد انتهاء خلق العالم الطبيعي بإحدى وسيعين ألف سنة ثم خلق الله تعالى الدنيا 
بعد أن انتهى من مدة خلق العالم الطبيعي بأربع وخمسين ألف سنة ثم خلق الآخرة أعني الجنة 
والنار بعد الدنيا بتسعة آالاف سنة ولهذ!ا سميت آخرة لتأخر خلقها عن خلق الدنيا هذه المدة 
وسميت الدنيا الأولى لأنها خلقت قبلها ولم يجعل الله تعالى للجنة والنار أمداً ينتهي إليه 
بقاؤهما فلهما الدوام قال وخلق الله تعالى طينة آدم بعد أن مضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


راداً فرد كلام من رد على الشيخ وإلا قدع. وسثل العماد بن كثير رحمه الله عمن يخطىء 
الشيخ محيي الدين فقال: أخشى أن يكون من يخطته هو المخطىء وقد أنكر قوم عليه فوقعوا 
في المهالك. وكذلك سثل الشيخ بدر الدين بن جماعة عن الشيخ محبي الدين فقال: ما لكم 
ولرجل قد أجمع الناس على جلالته انتهى. قال شيخ الإسلام المخزومي: وأما ما نقله بعضهم 
عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه كان يقول ابن عربي زنديق فكذب وزور فقد روينا عن 
الشيخ صلاح الدين القلانسي صاحب 7الفوائدة عن جماعة من مشايخه عن خادم الشيخ عر 
الدين بن عبد السلام قال: كنا في درس الشيخ عز الدين في باب الردة فذكر القاريىء لفظة 
الزنديق فقال بعضهم : هذه اللفظة عربية أو عجمية؟ فقال بعض العلماء: فارسية معربة» أصلها 
زن دن وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان فقال شخص من الطلبة مثل من؟ فقال شخص 
بجانب الشيخ عز الدين بن عبد السلام مثل محبي الدين بن العربي ولم ينطق الشيخ عز الدين 
بشيءء قال الخادم: فلما قدمت له عشاءه وكان صائماً سألته عن القطب من هو؟ فقال لا أرى 
القطب في زماننا هذا إلا الشيخ محبي الدين بن العربي وهو متبسم فأطرقت ملياً متحيراً فقال: 
مالك ذلك مجلس الفقهاء ما وسعنى فيه غير السكوت. قال المخزومي فهذا هو الذي رويناه 
عن الشيخ عز الدين بالسند الصسحيح انتهى. ذكر ذلك كله الشيخ المخزومي في كتابه المسمى 
لايكشف الغطاء» عن أسرار كلام الشيخ محبي الدين. قلت وقد صنف شيخنا الجلال السيوطي 
كتاباً في الرد عن الشيخ محبي الدين سماه «تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي» وكتاياً آخر سماه 
اقمع المعارض في نصرة أبن الفارض» لما وقعت قتنة الشيخ برهان الدين البقاعي بمصر 
فراجعهما. 


الفصل الثاني : في تأويل كلمات أضيقت إلى الشيخ محبي الدين. وذكر جماعة ابتلوا 
بالإنكار عليهم ليكون للشيخ أسوة بهم. اعلم رحمك الله أنه لا يجوز الإنكار على القوم إلا 
بعد معرفة مصطلحهم في ألفاظهمء ثم إذا رأينا بعد ذلك كلامهم مخالفاً للشريعة رميتا به. 
وقال الشيخ مجد الدين الفيروزآابادي صاحب كتاب «القاموس» في اللغة. لا يجوز لأحد أن 
يذكر على القوم ببادىء الرأي لعلو مراتيهم في الفهم والكشف»ء قال: ولم يبلغنا عن أحد منهم 


سنة ومن عمر الآخرة التي لا نهاية لها في الدوام ثمانية آلاف سنة وأطال في ذلك. وقال في 
الباب التاسع: كان الجان في الأرض قبل آدم بستين ألف سنة. وقال: أول من سمي من الجن 
شيطاناً وأول من عصى هو الحارث فأبلسه الله وأبعده وليس هو بأب للجن كما توهم إنما هو 
واحد منهم وهو أول الأشقياء من الجن كما أن قابيل أول الأشقياء من البشرء وقال في الباب 
الحادي عشر بلغنا أنه وجد مكتوباً بالقلم الأول على الأهرام وأنها بنيت والتسر الطائر في الأسد 
وهو الآن في الجدي يعني على أيام الشيخ محبي الدين فاحسب ما بينهما تعرف تاريخ عمارتها 
ل 


الفصل الثاني: في تأويل كلمات أضيفت إلى الشيخ محبي الدين رضي الله عنه أ 


أنه أمر بشيء يهدم الدين ولا نهى أحداً عن الوضوء ولا عن الصلاة ولا غيرهما من فروة 
الاسلام ومستحباته؛ إنما يتكلمون بكلام يدق عن الأفهام» وكان يقول: قد يبلغ القوم في 
المقامات ودرجات العلوم إلى المقامات المجهولة والعلوم المجهولة التي لم يصرح بها في 
كتاب ولا سنة ولكن أكابر العلماء العاملين قد يردون ذلك إلى الكتاب والسنة بطريق دقيق 
لحسن استنباطهم وحسن ظنهم بالصالحين ولكن ما كل أحد يتربص إذا سمع كلاماً لا يفهم بل 
يبادر إلى الإتكار على صاحبه وخلق الانسان عجولا. قال: وناهيك بأبي العباس بن سريج في 
العلم والفهم تنكر مرة ثم حضر مجلس أبي القاسم الجنيد ليسمع منه شيئاً مما يشاع عن 
الصوفية فلما انضَّرف قالوا له ما وجدت قال لم أفهم من كلامه شيئاً إلا أن صولة الكلام ليست 
بصولة مبطل انتهى. وكان شيخ الإسلام مجد الدين الفيروزايادي يقول: كما أعطى الله تعالى 
الكرامات للأولياء التي هي فرع المعجزات فلا بدع أن يعطيهم من العبارات ما يعجز عن فهمه 
فحول العلماء. وكان شيخ الإسلام المخزومي يقول: لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على 
الصوفية إلا أن يسلك.طريقهم ويرى أفعالهم وأقوالهم مخالفة للكتاب والسنةء وأما الإشاعة 
عنهم فلا يجوز الإنكار عليهم ولا سبهم وأطال في ذلك ثم قال: وبالجملة فأقل ما يحق على 
المنكر حتى يسوغ له الهم بالإنكار عليهم ولا سبهم وأطال في ذلك ثم قال: وبالجملة فأقل ما 
يحق على المنكر حتى يسوغ له الهم بالإنكار أن يعرف سبعين أمراً ثم بعد ذلك يسوغ له 
الإنكار منها غوصه في معرفة معجزات الرسل على اختلاف طبقاتهم وكرامات الأولياء على 
اختللاف طبقاتهم ويؤمن بها ويعتقد أن الأولياء يرثون الأنبياء في جميع معجزاتهم إلا ما استثتنى 
ومنها اطلاعه على كتب التفسير والتأويل وشرائطه ويتبحر في معرفة لغات العرب في مجازاتها 
واستعاراتها حتى يبلغ الغاية» ومنها كثرة الاطلاع على مقامات السلف والخلف في معنى آيات 
الصفات وأخبارها ومن أخذ بالظاهر ومن أول ومن دليله أرجيم من الآخر ومنها تبحره في علم 
الأصوليين ومعرفة منازع أئمة الكلام» ومنها وهو أهمها معرفة اصطلاح القوم فيما عبروا عنه 
من التجلى الذاتى والصوري وما هو الذات وذات الذات ومعرفة حضرات الأسماء والصفات 
والقرق باتعو انها ورين الأحدية :و الترعو داج ولو ويه وععيفة الفلوون الوا الأول 
والأبد وعالم الغيب والكون والشهادة والشؤون وعلم الماهية والهوية والسكر والمحبة ومن هو 


ومعلوم أن النسر الطائر لا ينتقل من برج إلى غيره إلا بعد مضي ثلاثين ألف سنةء قال 
الشيخ عبد الكريم الجيلي وهو اليوم في الدلو فقد قطع نحو عشرة أبراج ولا يتأتى ذلك إلا بعد 
ثلثمائة ألف سنة انتهى . 


(قلت): وسيأتي في الباب التسعين وثلاثمائة قول الشيخ ولقد ذكر لنا في «التاريخ 
المتقدم؟ أن تاريخ أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وهو اليوم عندنا في الجدي فاعمل 
حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام فلم يدربانيها ولم يدر أمرها على أن بانيها من الناس 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الصادق في السكر حتى يسامح ومن هو إلكاذب حتى يِوَاخذ وغير ذلك فمن لم يعرف مرادهم 
كيف يحل كلامهم أو ينكر عليهم بما ليس من مرادهم انتهى. وقد شرح الحافظ ابن حجر 
بعض أبيات من تاثية ابن الفارض رضي الله عنه وقدمها إلى سيدي الشيخ مدين ليكتب له عليها 
إجازة فكتب له على ظاهرها ما أحسن ما قال بعضهم: 
سارت مسشرقة وسرت مغريا شتا بسين مشرق ومغَغرب 
ثم أرسلها إلى الحافظ فتنبه لأمر كان عنه غافلاً ثم أذعن لأهل الطريق وصحب سيدي 
مدين إلى أن مات وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: مما يدلك على أن أهل الطريق 
ما تعدوا على قواعد الشريعة دون غيرهم ما يقع على أيديهم من الكرامات والخوارق ولا يقع 
شيء من ذلك على يد أحد ولو بلغ في العلم ما بلغ إلا إن سلك طريقهم انتهى. وكان الشيخ 
مجد الدين الفيروزابادي يقول: لا ينبغي لأحد من أهل الفكر والنظر الاعتراض على أهل 
العطايا والمنح فإن علوم هؤلاء فرع علوم أهل النظر وكان الشيخ محيي الدين من أكابر أهل 
العطايا الذين كشف لهم الحق عن جمال وجهه الباقي فتلآلأت سبحاته بالأنوار الساطعة إلى 
يوم التلاقي ومن تعرض لتخطتة مثله أو تكفيره فإنما هو لجهله وحرماته أو لعدم فهمه وضعف 
إيمائه وعدم مبالاته بهفوات لسانه انتهى. وقد نقل الامام الغزالي في الباب الثامن من كتاب 
العلم من «الإحياء» عن بعض العارقين أنه كان يقول: من لم يكن له نصيب من علم القوم 
يخاف عليه سوء الخاتمة وأدنى نصيب منه التصديق والتسليم لأهله كما أن من لم يتغلغل في 
علم الشريعة يخاف عليه الزبير إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوقيق مما أنكره المتعصبون على 
الشيخ بحسب الإشاعة قولهم: إن الشيخ محيي الدين يقول بفساد قول ل إله إلا الله وذلك 
كفر. والجواب بتقدير صحة ذلك عته أن المراد أن الحق تعالى ثابت فى ألوهيته قيل إثيات 
المثبت ومن كان ثابتا لا يحتاج إلى إثباتك إذ ما تم من تثبت ألوهيته من الخلق حتى يتفي وإذما 
تعبد المؤمن بذلك على سبيل التلاوة ليؤجره الله على ذلك وحاشى الشيخ أن يصرح بفساد قول 
لا إله إلا الله هذا لا يقوله عاقل لأنها من القرآن العظيم فاقهم. ومن ذلك دعوى المنكر أن 
الشيخ يقول في كتبه مراراً لا موجود إلا الله. فالجواب أن معنى ذلك بتقدير صحته عنه أنه لا 
موجود قائم بنفسه إلا هو تعالى وما سواه قائم بغيره كما أشار إليه حديث. ألا كل شيء ما خلا 


بالقطع فإذا كان هذا عمر الأهرام فكيف أنت يا أخي بعمر الدنيا والله أعلم. وقال في الباب 
الغالث عشر: لم يتقدم خلق العرش من الملائكة أحد سوى الملائكة المهيمن في جلال الله 
تعالى وبعدهم القلم الأعلى فالملائكة المهيمون أول مظهر ظهر في العماء والقلم أو ملائكة 
التدوين والتسطير وطال في ذكر المخلوقات الأول على الترتيب وقال في الباب الرابع عشر 
جملة الأقطاب المكملين في الأمم السابقة من عهد آدم عليه السلام إلى زمان محمد يَلِيَهْ خمسة 
وعشرون قطباً أشهدنيهم الحق تعالى في مشهد أقدس في حضرة برزخيته وأنا بمدينة قرطبة وهم 
المفرق ومداوي الكلوم والبكاء والمرتفع والشفاء والماحق والعاقب والمنجور وعنصر الحياة 


الفصل الثاني: في تأويل كلمات أضيفت إلى الشيخ محبي الدين رضي الله عنه 00١‏ 


الله باطل. ومن كان حقيقته كذلك فهو إلى العدم أقرب إذ عر وجود بشبوق يعدم رفي خال 
وجوده متردد بين وجودٍ وعدم لا تخلص لأحد الطرفين» فإن صح أن الشيخ قال: لا موجود 
إلا الله فإنما قال ذلك عندما تلاشت عنده الكائنات حين شهوده الحق تعالى بقلبه كما قال أبو 
نر الخلق انتهى . وبويذلكة وعوى السكر أن اشيج وجهة إن 
جعل الح والخلق واحداً في قوله في بعض نظمه فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده بتقدير 
صحة ذلك عنه. والجواب أن معنى يحمدني أنه يشكرني إذا أطعته كما في قوله تعالى درون 
كر 4 البق م وأما في قوله فيعبدني وأعبده أي يطيعني بإجايته دعائي كما قال تعالى 
ولا تسدنا ليطن © ايس : 09] أي لا تطيعوه وإلا فليس أحد يعبد الشيطان كما يعبد الله 
ذافهم . وقد ذكر الشيخ في الباب السابع والخمسين وخمسمائة ة من (الفتوحات المكية» بعد كلام 
طويل ما نصه وهذا يدلك صريحاً على أن العالم ما هو عين الح تعالى إذ لو كان عين الحق 
تعالى ما صح كون الحق تعالى بديعاً انتهى. ومن دعوى المنكر أن الشيخ يقول بقبول إيمان 
فرعون وذلك كذب وافتراء على الشيخ فقد صرح الشيخ في الباب الثاني والستين من 
«الفتوحات» بأن فرعون من أهل النار الذين لا يخرجون منها أبد الآبدين و«الفتوحات» من 
أواخر مؤلفاته فإنه فرغ منها قبل موته بنحو ثلاث سئين. قال شيخ الإسلام الخالدي رحمه الله: 
والشيخ محبي الدين بتقدير صدور ذلك عنه لم ينفرد به بل ذهب جمع كثير من السلف إلى 
قبول إيمانه لما حكى الله عنه أنه قال «أءامتت بو يوأ إِسَيْوِيلٌ ونا مِنّ الْستلييت © ايرنس: ]5١‏ وكان 
ذلك آخر عهده بالدنياء وقال أبو بكر الباقلاني: قبول إيمانه هو الأقوى من حيث الاستد لال 
0 أنه مات على كفره انتهى ودليل جمهور السلف والخلف على كقره أنه 
آمن عند اليأس وإيمان أهل اليأس لا يقبل والله أعلم. ومن ذلك دعوى المنكر أن الشيخ رحمه الله 
ا إباحة المكث للجنب في المسجد فإن صح ذلك عن الشيخ فهو موافق فيه لمولانا 
عيد الله بن عياس والإمام أحمد بن حنبل وهو مذهب الامام المزني وجماعة من التابعين 
والفقهاء فقول المنكر إن الشيخ محبي الدين خالف في ذلك الشريعة وأقوال الأئمة مردود. ومن 
ذلك دعوى المنكر إن الشيخ محيي الدين خالف في ذلك الشريعة وأقوال الأئمة مردود. ومن 
والشريد والراجع والصائغ والطيار والسالم والخليفة والمقسوم والحي والرامي والواسع والبحر 
والملصق والهادي والمصلح والباقي انتهى . 

(قال): وأما القطب الواحد فهو روج محمد #كةِ الممد لجميع الأنبياء والرسل والأقطاب 
من حين النشء الإنشاني إلى يرم القيامة وله أغلع. وقال: فإن الوحي المتضمن للتشريع قد 
علق دن متحي كه ولهذا كان عيسى عليه السلام إذا نزل يحكم بشريعة محمد كد دون وحي 
ترد 2 انق حي ل زات إل وحي لرتقاق علي ليد د ملك ليت اميت يشاهد فيعلمهم بصعحة 
حديث قيل : بتضعيفه أو عكسه من طريق الإلهام من غير شهود للملك إذا لا يجمع بين شهود 
الملك وسماع خطابه إلا الأنبياء وأما الولي فإن سمع صوتاً لا يرى صاحبه وإن رأى الملك لا 


:8 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ذلك دعوى المنكر أن الشيخ يقول الولي أفضل من الرسول. والجواب أن الشيخ لم يقل ذلك 
وإنما قال اختلف الناس في رسالة النبي وولايته أيهما أفضل؟ والذي أقول به أن ولايته أفضل 
لشرف المتعلق ودوامها في الدنيا والآخرة بخلاف الرسالة فإنها تتعلق بالخلق وتنقضي بانقضاء 
التكليف انتهى . ووافقه على ذلك الشيخ عز الدين بن عبد السلام فالكلام في رسالة النبي مع 
ولايته لا في رسالته ونبوته مع ولاية غيره فافهم. وبقي مسائل كثيرة نسبت للشيخ وسيأتي بيان 
أنها افتراء وكذب على الشيخ منثورة في مباحثها إن شاء الله تعالى وفي المثل السائر ويعيا 
0 طريق المخالف ولله أعلمء وقد قال تعالى #وَحَمَنَا حك لنْضٍ فد 
تيرق © [الفرقان: ]٠‏ وقد نقل الجلال السيوطي رحمه الله في كتابه «التحدث بالنعمة؛ ما 
صورته: ومما أنعم الله به على أن أقام لي عدوا يؤذيني ويمزق في عرضي ليكون لي أسوة 
بالأنبياء والأولياءء قال رسول الله يَكةِ: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون رواه 
الحاكم في «مستدركه» وأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: لا يفقد نبي حرمته إلا في 
بلده. وروى البيهقي أن كعب الأحبار قال لأبي موسى الخولاني: كيف تجد قومك لك؟ قال 
مكرمين مطيعين قال: ما صدقتني التوراة إذن وايم الله ما كان رجل حليم في قوم قط إلا بغوا 
عليه وحسدوه. وأخرج ابن عساكر مرفوعاً: أزهد الناعن يف الاننياء وأشدهم عليهم الأقربون 
وذلك فيما أنزل الله عز وجل #وأنزِز عشيريّك الأريت 43 [الشعراء: 114] وكان أبو الدرداء 
جك انع جيني الحم اهل .رسج ]ةقانا حتيي تيد يوه وإ كارا دل تاو 
ذنباً عيروه انتهى. قال الجلال السيوطي رحمه الله: واعلم أنه ما كان كبير في عصر قط إلا كان 
له عدو من السفلة إذ الأشراف لم تزل تبتلى بالأطراف فكان لآدم عليه السلام إبليس وكان لتوح 
حام وغيره وكان لداود جالوت وأضرابه وكان لسليمان صخر وكان لعيسى في حياته الأولى 
بختنصر وفي الثانية الدجال وكان لإبراهيم النمرود وكان لموسى فرعون وهكذا إلى محمد 6 
فكان له أبو جهل وكان لابن عمر عدو يعبث به كلما مر عليه ونسبوا عبد الله بن الزبير إلى 
الرياء والنفاق في صلاته فصبوا على ال ل ل اي 
من صلاته فقال: ما شأني؟ فذكروا له القصة فقال حسبنا الله ونعم الوكيل ومكث زماناً يتألم من 
رأسه ووجهه. وكان لابن عباس رضي الله عنهما نافع ب ا عر 
عله اانا لد اتروع زر وطن ولام ولك رسيكة لحن للجلا على ذلك بن لمات 
الثاني والعشرين والله أعلم. وقال في الباب قاس مدر : الأبدال السبعة للأقاليم السبعة إنما 
هم مستمدون من روحانية الأتبياء الكائنين في في السموات وهم إبراهيم الخليل يليه موسى يليه 
هارون يتلوه إدريس يتلوه يوسف يتلوه عيسى يتلوه آدم عليهم الصلاة والسلام قال: وأما يحيى 
فله تزدد بين عيسى وهارون فمدد كل بدل يتنزل من حقيقة نبي من هؤلاء الأنبياء وكذلك تنزل 
العلوم عليهم في أيام الأسبوع لكل يوم علم يتنزل من رقائق نبي من هؤلاء. وقال في الباب 
السادس عشر: ما دخل التلبيس على السوفسطائية إلا من تشكيك إبليس لهم في الحواس 


الفصل الثاني : في تأويل كلمات أضيفت إلى الشيخ محبي الدين رضي الله عنه ناا 





إنه يفسر القرآن بغير علم وكان لسعد بن أبي وقاص جهلة من جهال الكوفة يؤذونه مع أنه 
مشهود له بالجنة وشكوه إلى عمر بن الخطاب وقالوا إنه لا يحسن أن يصلي. وأما الأئمة 
المجتهدون فلا يحْفى ما قاساه الإمام أبو حنيفة مع الخلفاء وما قاساه الإمام مالك واستخفاؤه 
خمساً وعشرين سنة لا يخرج لجمعة ولا جماعة وكذلك ما قاساه الإمام الشافعي من أهل العراق 
ومن أهل مصر وكذلك لا يخفى ما قاساه الإمام أحمد بن حنبل من الضرب والحبس وما قاساه 
البخاري حين أخرجوه من بمخارى إلى خرتنك وقد نقل الثقات منهم الشيخ أبو عبد الرحمن 
السلمي وأحمد بن خلكان والشيخ عبد الغفار القوصي وغيرهم أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي سبع 
مرات من بسطام بواسطة جماعة من علمائتها وشيعوا ذا النرن المصري من مصر إلى بغداد مقيداً 
مغلولاً وسافر معه أهل مصر يشهدون عليه بالزندقة» ورموا سمنون المحب أحد رجال القشيري 
بالعظائم وأرشوا امرأة من البغايا فادعت عليه أنه يأتيها هو وأصحابه واختفى بسبب ذلك سنة» 
وأخرجوا سهل بن عبد الله التستري من بلده إلى البصرة ونسبوه إلى قبائح وكفروه مع إمامته 
وجلالته ولم يزل بالبصرة إلى أن مات بها ورموا أبا سعيد الخراز بالعظائم وأفتى العلماء بكفره 
بألفاظ وجدوها في كتبه وشهدوا على الجنيد بالكفر مراراً حين كان يتكلم في علم التوحيد على 
رؤوس الأشهاد فصار يقرره في قعر بيته إلى أن مات وكان من أشد المنكرين عليه وعلى رويم 
وعلى سمنون وعلى ابن عطاء ومشايخ العراق ابن دانيال كان يحط عليهم أشد الحط وكان إذا 
سمع أحداً يذكرهم تغيظ وتغير لونه وأخرجوا محمد بن الفضل البلخي من بلخ لكون مذهبه 
كان مذهب أهل الحديث من إجراء آيات الصفات وأخبارها على ظاهرها بلا تأويل والإيمان بها 
على علم الله فيها ولما أرادوا إخراجه قال لا أخرج إلا إن جعلتم في عنقي حبلاً ومررتم بي في 
أسواق البلد وقلتم هذا مبتدع نريد أن نخرجه من بلدنا ففعلوا ذلك وأخرجوهء فالتفت إليهم 
وقال: يا أهل بلخ نزع الله من قلوبكم معرفته قال الأشياخ فلم يخرج بعد دعوته عليهم تلك من 
بلخ صوفي أبداً مع أنها كانت أكبر بلاد الله صوفية وأخرجوا الإمام يوسف بن الحسين الرازي 
وقام عليه زهاد الري وصوفيوه وأخرجوا أبا عثمان المغربي من مكة مع كثرة مجاهدته وتمام 
علمه وحاله وضربوه ضرباً مبرحا وطافوا به على جمل فأقام ببغداد إلى أن مات بهاء وشهدوا 
على الشبلي بالكفر مراراً مع تمام علمه وكثرة مجاهداته وأدخله أصحابه البيمارستان ليرجع 


وإدخال الغلط عليهم فيها وهي التي يستند إليها أهل النظر فقي صحة أداتهم فلما أظهر لهم 
إبليس الغلط في ذلك قالوا ما ثم علم أصلاً يوثق به فإن قيل لهم فهذا علم بأنه ماثم علم فما 
مستندكم وأنتم غير قائلين به قالوا وكذلك نقول إن قولنا هذا ليس بعلم هو من جملة الأغاليط 
قال الشيخ رحمه الله تعالى وهذا من جملة ما أدخل عليهم إبليس من الشبه وأما نحن فقد 
حفظنا الله من ذلك فلم نجعل للحس غلطا جملة واحدة وإنما الحاكم على الحس هو الذي 
يغلط كصاحب المرة الصفراء يجد طعم العسل مر أو ليس هو بمر في نفسه بدليل ذوق غيره 
للعسل ووجدانه الحلاوة ولو أن صاحب المرة أصاب لعرف العلة فلم يحكم على السكر 


عم الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الناس عنه مده طويلة وأخرجوا الإمام أبا بكر النابلسي مع فضله وكثرة علمه واستقامته في 
طريقه من الغرب إلى مصر وشهدوا عليه بالزندقة عند سلطان مصر تأمر بسلخه منكوساً فصار 
يقرأ القرآن وهم يسلخونه بتدبر وخشوع حتى قطع قلوب الناس وكادوا أن يفتتنوا به وكذلك 
سلخوا النسيمي بحلب وعملوا له حيلة حين كان يقطعهم بالحجج وذلك أنهم كتبوا سورة 
الاخلاص وأرشوا من يخيط النعال وقالوا هذه ورقة محبة وقبول فضعها لنا في أطباق النعل» 
ثم أخذوا ذلك النعل وأهدوه للشيخ من طريق بعيدة فلبسه وهو لا يشعر ثم طلعوا لنائب حلب 
وقالوا له: بلغنا من طريق صحيحة أن النسيمي كتب قل هو الله أحد وجعلها في طباق نعله وإن 
لم تصدقنا فأرسل وراءه وانظر ذلك ففعل» فاستخرجوا الورقة فسلم الشيخ لله تعالى ولم يجب 
عن نفسه وعلم أنه لا بد أن يقتل على تلك الصورة. وأخبرني بعض تلامذة تلامذته أنه صار 
يسلخه ويتبسم»؛ ورموا الشيخ أبا مدين بالزندقة وأخرجوه من بجاية إلى المسان فمات بهاء 
وكذلك أخرجوا الشيخ أبا الحسن الشاذلي من الغرب إلى مصر وشهدوا عليه بالزندقة وسلمه 
الله من كيدهمء ورموا الشيخ عز الدين بن عبد السلامٌ بالكفر وعقدوا له مجلساً في كلمة قالها 
فى عقيدته وحرشوا السلطان عليه ثم حصل له اللطفء ذكره ابن أيمن فى ارسالته» ورموا 
الشيخ تاج الذين السبكى بالكتفر وشهدوا عليه أنه يقول بإباحة الخمر واللواط وأنه يلبس فى 
الليل الغار والزنار وأتوا به مغلولاً مقيداً من الشام إلى مصرء وخرج الشيع جمال الدين 
الإسنوي فتلقاه من الطريق وحكم بحقن دمهء وأنكروا على سيدي إبراهيم الجعبري وسيدي 
حسين الجاكى ومئعوهما أن يجلسا على كرسى الوعظ وغير ذلك مما ذكرناه فى مقدمة كتاب 
«الطبقات» وإنما ذكرنا لك يا أخى محن هذه الأمة من المتقدمين والمتأخرين تأنيساً لتقبل على 
مطالعة كتب الصوفية لا سيما الشيخ محيي الدين لأن هؤلاء الأئمة ثناؤهم عندنا كالمسك الأذفر 
والله سبحانه وتعالى أعلم. 


الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على 
غيرهم رضي الله عنهم. اعلم رحمك الله أن أصل دليل القوم في رمزهم الأمور ما روي في 


بالمرارة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وأن القاضي على الحس 
يخطىء ويصيب وذكر الشيخ ذلك أيضاً في الباب الرابع والثلاثين فراجعه. وقال في قوله 
تعالى : ثم لبهم ين بن أَدِيم وين سَلْنِهحَ وَعَنْ أيمم وَعَن صلم © [الأعراف: 17] إنما لم يذكر 
العلو والسفل لأن هذه الجهات الأربع المذكورة هي التي يأتي الشيطان منها إلى الإنسان فإن 
جاءك من بين يديك فاطرده بالكشف والبرهان غير ذلك لا يكون وإن جاءك من خلفك فاطرده 
بالصدق وترك الشهوات وإن جاءك من يمينك الذي هو الجهة الموصوفة بالقوة ليضعف يقينك 
وإيمانك بإلقاء الشبه في أدلتك فكن موسوي المقام وتذكر قصته مع السحرة حتى آمئوا وإن 





الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على غيرهم ب 





نعم يا رسول اللهء لقد سألتني عن يوم المقادير. وروي أيضاً أنه قال له يوماً: يا أبا بكر أتدري 
ماأريد أن أقول؟ فقال: نعم هو ذاك هو ذاك» حكاه الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في بعض 
كتبه وذكر الشيخ محيي الدين في ألباب الرابع والخمسين من «الفتوحات» ما نصه: اعلم أن 
أهل الله لم يضعوا الإشارات التى اصطلحوا عليها فيما بينهم لأنفسهم فإنهم يعلمون الحق 
الصريح في ذلك وإنما وضعوها منعاً للدخيل بينهم حتى لا يعرف ما هم فيه شفقة عليه أن 
يسمع شيئاً لم يصل إليه فينكره على أهل الله فيعاقب على حرمانه قلا يناله بعد ذلك أبدأ قال: 
ومن أعجب الأشياء في هذه للطريق بل لا يوجد إلا فيها أنه ما من طائقة تحمل علما من 
المنطقيين والنحاة وأهل الهندسة والحساب المتكلمين والفلاسفة إلا ولهم اصطلاح لا يعلمه 
الدخيل فيهم إلا بتوقيف منهم لا بد من ذلك إلا أهل هذه الطريق خاصة فإن المريد الصادق إذا 
دخل طريقهم وما عنده خبر بما اصطلحوا عليه وجلس معهم وسمع منهم ما يتكلمون به من 
الإشارات فهم جميع ما تكلموا به حتى كأنه الواضع لذلك الاصطلاح ويشاركهم في الخوض 
في ذلك العلم ولا يستغرب هو ذلك من نفسه بل يجد علم ذلك ضرورياً لا يقدر على دفعه 
فكأنه ما زال يعلمه ولا يدري كيف حصل له ذلك هذا شأن المريد الصادق وأما الكاذب فلا 
يعرف ذلك إلا بتوقيف ولا يسمح له قبل إخلاصه في الإرادة وطلبه لها أحد من القوم ولم يزل 
علماء الظاهر في كل عصر يتوقفون في فهم كلام القوم وناهيك بالإمام ايك بن سريججء حضر 
يوماً مجلس الجنيدء فقيل له: ما فهمت من كلامه» فقال: لا أدري ما يقول. ولكن أجد 
لكلا مه صولة في القلبء ظاهرة تدل على عمل في الباطن» وإشللاص فى الضميرء ولفمن 
كلامه كلام مبطل. انتهى . ثم إن القوم لا يتكلمون بالإشارة إلا عند حضور من ليس منهم 
أوفى تأليفهم لا غيرء ثم قال: ولا يخفى أن أصل الإنكار من الأعداء المبطلين إنما ينشأ من 
حسدء وازدادوا علماً إلى علمهم ولكن هكذا كان الأمر فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي 
العظيمء وأطال في ذلك ثم قال: وأشد الناس عداوة لأصحاب علوم الوهب الإلهي في كل 
زمان أهل الجدال بلا أدب فهم لهم من أشد المنكرين ولما علم العارفون ذلك عدلوا إلى 


جاءك من جهة الشمال فاطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة أو المشركين 
كما أن اليمين للضعف والأمام للتشكيك في الحواس ومن هنا دخل اللبس على السوفسطائية 
كما مر وسيأتي بسطه قريباً. وقال في الباب السابع عشر ليس في نظر الله تعالى للوجود زمان 
لا ماض ولا مستقبل بل الأمور كلها معلومة عنده في مراتبها بتعداد صورها فيها ومراتبها لا 
توصف بالتناهي ولا بالحصر هكذا إدراك الحق للعالم ولجميع الممكنات في حال عدمها 
ووجودهاء فتنوعت الأحوال في خيالها لا في علمهاء فاستفادت من كشفها لذلك علما لم يكن 
عندها لا حالة لم يكن عليها فما أوجد الله الأعيان إلا لها لا له لأنها على حالتها بأماكنها 


4 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الإشارات» كما عدلت مريم عليها السلام من أجل أهل الإفك والإلحاد إلى الإشارة فلكل أآية 
أو حديث عندهم وجهان وجه يروثه في نفوسهم ووجه يرونه فيما خرج عنهم قال تعالى : 
لسَئْرِيِهِمَ نينا فى الْأمَاقِ وف أَنشِيمَ # [فصلت: “04] فيسمون ما يرونه في نفوسهم إشارة 
ليآنس المنكرون عليهم ولا يقولوا إن ذلك تفسير لتلك الآية أو الحديث وقاية لشرهم ورميهم 
لهم بالكفر جهلاً من الرائمين معرفة مواقع خطاب الحق تعالى واقتدوا في ذلك بسئن من قبلهم 
وإن الله تعالى كان قادراً أن ينص ما تأوله أهل الله وغيرهم في كتابه كآيات المتشابهات 
والحروف. أوائل السور» ومع ذلك فما فعل بل أدرج في تلك الكلمات الإلهية والحروف 
علوماً اختصاصية لا يعلمها إلا عباده الخلص» ولو أن المنكرين كانوا ينصفون لاعتبروا في 
نفوسهم إذا رأوا في الآية بالعين الظاهرة التي يسلمونها فيما بينهم فيرون أنهم يتفاضلون في 
ذلك ويعلموا لبعضهم على بعض في الكلام والفهم في معنى تلك الآبة ويقر القاصر منهم 
على أهل الله تعالى إذا جاؤوا بشيء يغمض عن إدراكهم. قال : وكل ذلك لكونهم لا يعتقدوث 

ل 0 
يقرءعوا على أحد من علماء الظاهر وكثيراً ما يقولون من أ ين أتى هؤلاء العلم لاعتقادهم؛ أن 
أحداً لا ينال علماً إلا على يد معلم» وصدقوا في ذلك. فإن القوم لما عملوا بما علموا 
أعطاهم الله تعالى علماً من لدنه بإعلام رباني أنزله في قلوبهم مطابقاً لما جاءت به الشريعة لا 
يخرج عنها ذرة قال تعالى خلق الإنسان علمه البيان وقال علم الإنسان ما لم يعلم وقال في 
يم يي لوه سر ا ييا 
0 ا 0000 ا 0 ل 
المدكروة الما ركنا الزسد في لديا رتوو ما على الأظر .علق ها بنزييه إن الله الى وتقردا 
أخذ العلم من الكتب» ومن أفواه الرجال حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن لله عباداً تولى تعليمهم 
في سرائرهم» إذ هو المعلم الحقيقي للوجود كله وعلمه هو العلم الصحيح الذي لا يشك 
مؤمن ولا غير مؤمن في كماله» فإن الذين قالوا أولاً إن علم الحق تعالى لا يتعلق بالجزئيات لم 


وأزمانها في العلم الإلهي . وأما الأعيان فيكشف ليا عن أحوالها شيئاً فشيئا على التوالي والتتابع 
إلى ما لا يتناهى قال فتحقق بهذه المسألة فإن قليلاً من عثر عليها لخفائها فإنها متعلقة بسر 
القد 
2 


(وقال) في الباب الثامن عشر: لا يجني ثمرة التهجد وعلومه الفياضة على أصحابه كل 
ليلة إلا من كانت فرائضه كاملة فإن كانت فرائضه ناقصة كملت من توافله؛ فإِن استغرقت 
الفرائض النوافل لم يبق للمتهجد ناقلة وليس هو بمتهجد فاعلم ذلك وقال في الباب العشرين 


الفصل الثالث: في بان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على غيرهم 94 
يريدوا نفي علمه تعالى بهاء وإنما قصدوا بذلك أن الحق تعالى يعلم جميع الأشياء كليات 
وجزئيات علماً واحدآء فلا يحتاج في علمه باللجزئيات إلى تفصيلهاء اام او عام ع 
تعالى الله عن ذلك فقصدوا تنزيهه عن توقف علمه على التفصيل فأخطئوا في التعبير» فعلم أن 
من كان معلمه الله تعالى كان أحق بالاتباع ممن كان معلمه فكرهء ولكن أبن الانساق وأطال 
في ذلك م ثم قال فصان الله نفوسهم بتسميتهم الحقائق إشارات لكرن المنكرين» لا يردون 
ل ن تكذيب هؤلاء المنكرين لأهل الله في دعواهم العلم من قول علي , بن أبي طالب 
رضي الله عنهء لو تكلمت لكم في تفسير سورة الفاتحة لحملت لكم منها سبعين وقراً فهل ذلك 
إلا من العلم اللدني الذي آتاه الله تعالى له من طريق الإلهام إذ الفكر لا يصل إلى ذلك. وقد 
كان الشيخ أبو يزيد البسطامي يقول لعلماء زمانه: أخذتم علمكم ميت عن ميت وأخذنا علومنا 
عن الحي الذي لا يموت. وكان الشيخ أبو مدين إذا سمع أحداً من أصحابه يقول في حكاية : 
أخبرني بهافلان بن فلان يقول: لا تطعمونا القديدء يريد بذلك رفع همة أصحابهء يعني لا 
تحدثوا إلا بفتوحكم الجديد الذي فتح الله تعالى به على قلوبكم في كلام الله تعالى أو كلام 
رسوله #يةِ. فإن الواهب للعلم الإلهي حي لا يموت» وليس له محل في كل عصر إلا قلوب 
الرجال. انتهى. وسيأتي بسط ذلك أيضا في آخر المبحث السابع والأربعين. قال شيخ الإسلام 
سراج الدين المخزومي رضي الله عنه في رمز الأشياخ علومهم ثلاثة أمور محققة: أحدها: 
حجب من يريد التسلق على طريق القوم بغير أدبء ولا دخول من بابهم عن إفشاء أسرار 
الربوبية من غير ذوق» فيقع في إفشائه» أو يكفر أهل الله بفهمه السقيم. الثاني: أن في ذلك 
إشارةً لطالب هذا الفن أن يكون متبحراً في العلوم مداوماً على آداب طريق القوم حتى تتكشف 
له الحجب ويطلع على العلم والمعلوم مع إهدة وذوقاً. الثالث: أن علم القوم من سالف الزمان 
لا يخوض فيه إلا كل جواد في العلوم صنديد في علوم المتكلمين حتى كان الفخر الرازي 
يقول: ما أذن لي في تدريس علم الكلام حتى حفظت منه اثنتي عشرة ألف ورقة هذا مع أن 
علم الكلام أهون من علم التوحيد الذي يخوض فيه القوم» وقد قال الإمام الشافعي للربيع 
الجيزي: إياك وعلم الكلام وعليك بالاشتغال بعلم الفقه والحديث فلآن يقال لك أخطأت خير 
من أن يقال لك كفرت. انتهى. وسثل الأستاذ علي بن وفا رضي الله عنه من بعض العارفين 
حظ أهل الثار ل ل ال ا ل ا 
لهم بطريق الأخبار من الله تعالى بقوله: #لَا يِقَيرُ عَنْهُرَ # [الزخرف: 76 وأطال في ذلك وقال 
في الباب الثاني والعشرين في قوله «أوَكل َيه ةو ِمَاوِ مين © [يس: 1١‏ اعلم أن قوله : 
ا ا 
قال: وقد سألت بعضي العلماء الله 7 هلى يصح لأحد حصر أمهات هذه العلوم فقال: نعم 
هي ماثة ألف نوع وتسعة وعشرون ألف نوع وستمائة نوع كل نوع منها يحتوي على علوم لا 

يعلمها إلا الله تعالى. وقال في الباب الرابع والعشرين: أول من اصطلح على تسمية سؤال العبد 


ُ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


على لسان بعض المعترضين : لم دون هؤلاء العارفون معارفهم وأسرارهم التي تضر بالقاصرين 
من الفقهاء وغيرهم. أما كان عندهم من الحكمة وحسن الظن والنظر والرحمة بالخلق ما 
يمنعهم عن تدوينها فإن كان عندهم ذلك فمخالفتهم له نقص وإن لم يكن عندهم حكمة ولا 
حسن ظنء فكفاهم ذلك نقصاًء فأجاب بقوله: يقال لهذا السائل أليس الذي أطلع شمس 
الظهيرة ونشر ناصع شعاعها مع إضراره بأبصار الخفافيش ونحوها من أصحاب الأمزجة 
الضعيفة» عليم حكيم فلا يسعه إلا أن يقول نعم هو تعالى عليم حكيم فإن قال صحيح ذلك 
ولكن عارض ذلك مصالح أخر تربو على هذه المفاسد قلت: وكذلك الجواب عن مسئلتك 
فكما أن الحق تعالى لم يترك إظهار أنوار شمس الظهيرة مراعاة لأبصار من ضعفف بصره 
فكذلك العارفون لا ينبغي لهم أن يراعوا أفهام هؤلاء المحجوبين عن طريقهم بل الزاهدين فيها 
بل المنكرين عليهاء وأطال في ذلك» ثم قال: وحسبك جواباً أن من دون المعارف والأسرار 
لم يدونها للجمهور بل لو رأى من يطالع فيها ممن ليس هو بأهلها نهاه عنها. وكان بعض 
العارفين يقول: نحن قومٌ يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقناء وكذلك لا 
يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول 
إليه جهنم الإنكار. وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد؛ وقالوا من باح بالسر 
استحق القتل. ومع ذلك فلم يسع أهله الغفلة والحجاب» بل تعدوا حدود القوم وأظهروا 
كلامهم لغير أهله» فكانوا كمن نقل المصحف إلى أرض العدو الذي لا يؤمن بهء مع أن الله 
تعالى نهاه عن ذلك» فمكنوا أعداء الله تعالى من قراءته بقلوب زائغة وألسنة معوجة» فطائفغة 
تستهزىقء به. وطائفة تتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة» وايتغاء تأويله فزادوا بتمكينهم منه في 
الضلال والطغيان والإنكار على أهل الإسلام وأطال في ذلك . ثم قال وهل دون المجتهدرن 
رضي الله تعالى عنهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ما استنبطوه من الكتاب والسنة ليستعان 
به على هوى النفس». وحب الرياسة» وكسب الدنيا به والمزاحمة به على التقرب من الملوك 
والأمراء لا والله ما كان ذلك قصدهمء ولكن كان أمر الله قدراً مقدوراء فكما أن المسجتهدين لم 
يمنعوا من تدوين العلم الذي يكتسب الئاس به بعض الدنياء بل جعل الشارع لهم أجزيتهم 
الصالحة؛ وإن لم يعمل بذلك الناس» فكذلك العارفون لهم أجزيتهم وقصدهم الصالح من نفع 





ربه دعاء لا أمراً محمد بن علي الترمذي الحكيم رضي الله تعالى عنه وكان من الأوتاد ما سمعنا 
بهذا الاصطلاح عن أحد سواه وهو أدب عظيم وإن كان هو في الحقيقة أمراً لأن الحد شمله 
فليتأمل. وقال في الباب الخامس والعشرين: كنت لأقول بلباس الخرقة التي يقول بها الصوفية 
معن ليها فق يذ الكقير غل الجلا انما يان الكمية : قدت ذفن البحافظة ابن هن أن 
حديث لبس الخرقة متصل ورواته ثقات كما أوضحت ذلك في «مختصر الفتوحات» والله أعلم . 
وقال في الباب السابع والعشرين: إنما أمر #قةِ بلباس النعلين في الصلاة حين نزل قوله تعالى : 
ليبق 26م خُدُوأ ريتك عِنْدَ كُنّ مَسَيِدٍ © [الأعراف: ]"١‏ وكان في ذلك تنبية لهم على أن المصلي 


الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأعل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على غيرهم 1 


المريدين بما وضعوه من الحقائق الكاشفة لمشكلات علم التوحيد وأمراض القلوب ومن فوائد 
تدرينهم : تلقيح قلوب الناظرين في رسائلهم من بعدهم 0 بما يرقيهم 
ويبعث سحائب الرحمة على قلوبهم وعلى السنتهم فتشرق أرض قلوبهم بنور رشدهم وتحيا 
بأثر هدايتهمء نابت غنيم رسادليم بعد مونيغ دي نضح الفريدين ركان تدارين منارنيم 
وأسرارهم من أحق الحقوق عليهم لكون غيرهم لا يقوم مقامهم في تدوين دواء أمراض القلوب 
وآداب حضرات الحق تعالى في جميع الأمور المشروعة فإن لكل متام حضوراً وأدباً يخصه. 
فإن قيل لو كان علم هؤلاء الصوفية مطلوباً لدون فيه الأئمة المجتهدون كتباً ولا نرى لهم في 
ذلك كتاباً واحداً. فالجواب إنمالمم يضعوا في أمراض القلوب كتباً لأنها لم تكن ظاهرة على 
أهل زمانهم ولو أنها كانت ظهرت في زمائهم لتأكد عليهم بيان طريق علاجها برسائل مستقلة 
كما فعل من بعدهم من أثمة طريق أهل الله تعالى لأنها من الكبائر بخلاف الزمن الذي بعدهم 
ظهر فيه الرياء والحسد والكبر والغل والحقد فلذلك دون الناس فيه الرسائل المستقلة وأيضاً 
فإنما لم يدون المجتهدون في طريق القوم كتباً لأنهم كانوا مشتغلين بما هو أهم من ذلك وهو 
جمع أدلة الشريعة وبيان ناسخها ومنسوخها ومفصلها ومسجملها وتمهيد قواعدها ليرجع الناس 
إلى ذلك إذا حصل لهم زيغ فلولا قواعد ال اك 
الأعمال الظاهرة والباطئة» فكان اشتغال الأثئمة المجتهدين بذلك أهم من اشتغالهم بتأليف بعض 
رسائل -خاصة ببعض أقوام قلائل بالنسبة لبقية الأمة» فافهم . فعلم أن لأئمة الشريعة المنئة على 
سائر الناس من الصوفية وغيرهم فجزى الله الجميع خيراً فيما صتفوه» فإنما كما كان في الككلام 
في علم الظاهر بقاء روح الاجتهاد الظني المورجب للعمل وإشراقه في مظاهر المرشدين فكذلك 
كان من باب أولى كلام العارفين فيه بقاء روح اليقين وإشرافها في مظاهر الهادين بالحق. 


أليس ذلك كان يكفيهم؛ كما كفى غيرهم؛ فالجواب هذا الاعتراض بعينه اعتراض على الأئمة 
المجتهدين ومقلديهم فإنهم لم يقفوا على ظاهر النصوص ولا اقتصروا عليه» بل استنبطوا من 
النصوص ما لا يحصى من الأحكام والوقائع كما هو مشاهدء فإن رددت يا أخي استنباط 
العارفين رمك أن ترد استنباط المجتهدين: ولا قائل بذلك» فكما لا يجوز لك الاعتراض على 


من شأنه أن يكون ماشباً فى صلاته بمناجاته ربه فى الآيات التى يقرؤها فإن لكل آية منزلا ينزله 
القاركيية والقاعن لا راجدى اساي 00 وإنما أمر موسى عليه السلام بخلع النعلين لأن الله 
تعالى كلمه بلا واسطة بيخلاف المصلي منا له هُ فى حجاب عن دشول الحضرة التي دخل إليها 
موسى عليه السلام و للاع صر ع سر ا لس وا 
الفلك زاعقى سيره اقلم تعليه أدزاً قالقارقة الممتلق بالسلين وأطال في ذلك: وقال في الباب 
الحادي والثلاثين في قوله تعالى حكاية عن الخضر عليه السلام فأردنا أن يبدلهما ريهما بنون 
الجمع إنما قال أردنا لأن تحت هذا اللفظ أمر إن أمر إلى الخير وأمر إلى غيره في نظر موسى 


د الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بياك عقائد الأكابر 


كلام الأئمة المجتهدين لكونهم لم يخرجوا عن شعاع نور الشريعة فكذلك لا يجوز لك 
الاعتراض على العارفين المقتفين آثار رسول الله يلِْهْ في الآداب الظاهرة والباطنة» فكما أوجب 
المجتهدون وحرموا وكرهوا واستحبوا أموراً لم تصرح بها الشريعة في دولة الأعمال الظاهرة. 
فكذلك العارفون أوجبوا أموراً وحرموا وكرهوا واستحبوا أموراً فى دولة الأعمال الأعمال 
الباطنة فالاجتهاد واقع في الدولتين ولا غنى بإحداهما عن الأخرى؛ فحقيقة بلا شريعة باطلة» 
وشريعة بلا حقيقة عاطلة يعني ناقصة. 

فإن قيل: فلم رمز القوم كلامهم في طريقهم بالاصطلاح الذي لا يعرفه غيرهم إلا 
بتوقيف منهم كما مره وَلِمّ لَمْ يُظْهِروا معارفهم للناس» إن كانت حقاً كما يزعمون ويتكلمون 
بها على رؤوس الأشهاد كما يفعل علماء الشريعة في دروسهم» فإن في إخفاء العارقين معارفهم 
عن كل الناس رائحة ريية وفتحا لباب رمي الناس لهم بسوء العقيدة وخبث الطوية. فالجواب: 
إنما رمزوا ذلك رفقاً بالخلق ورحمة بهم وشفقة عليهمء كما مر في كلام الشيخ محبي الدين 
أوائل الفصل . وقد كان الحسن البصري وكذلك الجديد والشبلي وغيرهم لا يقرؤون علم 
التوحيد إلا في قعور بيوتهم بعد غلق أبوابهم وجعل مفاتيحها تحت وركهم ويقولون أتحبون أن 
ترمى الصحابة والتابعون الذين أخذنا عنهم هذا العلم بالزندقة بهتاناً وظلماً. انتهى. وما ذلك 
إلا لدقة مداركهم حين صفت قلوبهم وخلصت من شوائب الكدورات الحاصلة بارتكاب 
الشهوات والآثام ولا يجوز لأحدٍ أن يعتقد في هذه السادة أنهم ما يخفون كلامهم إلا لكونهم 
فيه على ضلالٍ حاشاهم من ذلك. فهذا سبب رمز من جاء بعدهم للعبارات التي دونت وكان 
من حقها أن لا تذكر إلا مشافهة ولا توضع في الطروسء» لكن لما كان العلم يموت بموت أهله 
إن لم تدون دونوا علمهم ورمزوه مصلحة للناس وغيره على أسرار الله أن تذاع بين المحجوبين 
وأنشدوا في ذلك : 
ألا إن الرموزد ليل صديدق على المعنى المغيب في الفؤاد 
وك العارفسين لهارمونز وألغساز تدق على الأعادي 
ولولا اللغر كانالقول كمرا وأدى العالمين إلى الفسادي 


عليه السلام وفي مستقر العادة فما كان من حخير في هذا الفعل فهو لله تعالى من حيث ضمير 
النون وما كان من نكر في ظاهر الأمر في نظر موسى ذلك الوقت كان للخضر من حيث ضمير 
النون فعلم أن نون الجمع لها هنا وحهان لما فيها من الجمع وجه إلى الخبرية به أضاف الأمر 
إلى الله ووجه إلى العيب يه أضاف العيب إلى نفسه قال: ولو أن الخطيب الذي قال: ومن 
يعصهما نقد غوى يعني الله ورسوله كان يعرف هذين الوجهين اللذين قررناهما كما كان الخضر 
يعرفهما ولم يقل له النبي وه بس الخطيب أنت فخجل ومن يعص الله ورسوله على أن 
رسول الله ْو جمع نفسه مع ربه في ضمير واحد فقال في خطبة رويناها عنه ومن يطع الله 





الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على غيرهم 1 


أي كفرهم عند من لا يعرف اصطلاحهم»ء وكان الإمام أبو القاسم القشيري رضي الله 
تعالى عنه يقول: نعم ما فعل القوم من الرموز فإنهم إنما فعلوا ذلك غيرة على طريق أهل الله 
عز وجل أن تظهر لغيرهم فيفهموها على خلاف الصواب فيضلوا في أنفسهم ويضلوا غيرهم 
ولذلك نهوا المريد أن يطالع في رسائل القوم لنفسه من غير قراءة على شيخ انتهى. وكان 
سيدي علي بن وفا رضي الله عنه إذا سئل لم رمز القوم كلامهم يقول: افهموا هذا المثال 
تعلموا سبب رمزهم وذلك أن الدنيا غابة ونفوس المحجوبين عن حقائق الحق المبين من أهلها 
كالسباع والوحوش الكواسر والعارف بينهم كإنسان دخل ليلا إلى تلك الغاية وهو حسن القراءة 
والصوت فلما أحس بما فيها من السباع الكواسر اختفى في بطن شجرة ولم يجهر بالقرآن يتغنى 
به هناك حذر أمنهم أليس يدل اختفاؤه عنهم وعدم رفع صوته بالقرآن على أنه عليم حكيم أو 
هو بضد ذلك؟ لا والله بل هو عليم حكيم إذ لو تراءى لهم أو أسمعهم صوته وقراءته لم يهتدوا 
به ولم يفهموا عنه وسارعوا إلى تمزيق جسده وأكل لحمه وكان هو الملقي بنفسه إلى التهلكةء 
وذلك حرام فافهموا هذا المثال وقولوا لمن يعترض على العارفين في رمزهم لكلامهم قد أنزل 
الله تعالى على محمد #يةِ فواتح سور كثيرة من القرآن مرموزة وقال تعالى: #وَلَا جَجَهْر 
بصَّلَايك4 [الإسراء: )٠٠١‏ أي بقراءتك ولا ميت يبا فأمره أن لا يجهر بالقرآن بحيث يسمعه 
الجهلة المنكرون فيسبون بجهلهم من لا يجوز سيهء لا يخفيه عمن يؤمن به. فكما لم يدل 
إخفاء النبي كك قراءته عن الجاهلين المنكرين على بطلان قراءته ولا قدح في صحتها كذلك لا 
يدل إخفاء العارفين كلامهم عن المجادلين بغير علم على بطلانه ومخالفته للشريعة فافهم. لكن 
إن هيأ الله تعالى للعارف أسباب ظهور شأنه وقدر على قهر المنكرين عليه بالحال أو بإدحاض 
أقوالهم بالحجج الواضحة حتى صاروا يقرون له بالفضل طوعاً وكرهاً قله حيتئدٍ إظهار معارفه 
على رؤوس الأشهاد كما أظهر رسول الله يله قراءته بالقرآن على رؤوس الكفار حين تهيأت 
أسباب الظهور وتمكن في أمره وصار له أتصار يحفظونه من الأذى فعلم أن للعارفين في ذلك 
الأسوة برسول الله كيد وقد ا-ختفى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أيام الفتئة ثلاثة أيام ثم 
خرجء فقيل له: إنهم إلى الآن في طلبك فقال إن رسول الله ولهِ لم يختف في الغار أكثر من 
ثلاثة أيامء فقد بان لك أنه ليس للإنسان مقابلة الوحوش والسباع الكواسر والظهور لهم إلا إن 


ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً وما ينطق عن الهوى فافهم 
وقال في قوله تعالى: لمَينَ ميو منَائكمٌ بأيّلِ وَأَثَمَارٍ © [الررم: ؟7] إنما لم يقل تعالى : 
#إوبالنهار» ليحقق لنا أنه يريد أننا في منام في حال يقظتنا المعتادة أي أنتم في منام ما دمتم في 
هذه الدار يقظة ومناماً بالنسبة لما أمامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء في قوله: #وَألَارٍ» واكتفى 
بالليل. وقال في قوله تعالى: #إلكت ف دَلِلَك لقره لَأُوَلٍ الْأَبْصَئرٍ 4 [آل عمران: 17] هو من 
العبور لا من الاعتبار فمعنى الآية لا تقفوا على ظاهر الصور بل اعيروا من ظاهر تلك الصورة 
إلى باطنها المراد منها كما أن الذي يراه الإنسان في حال نومه ما هو مراد لنفسه وإنما هو مراد 


الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكاير 


علم قدرته على دفع أذيتهم له بتهيؤ أسباب القهر لهم بالقوة والمكنة والأتصار. فإن قيل: فلم 
لم يترك هذا العارف إظهار معارفه وأسراره بالكلية ويدخل فيما فيه الجمهور حتى يتمكن ويقوى 
فيكون ذلك أسلم له فالجواب: أن العارفين ورئة رسول الله كلك فلا يخالفون هديه فحيثما 
حلام ترا قن ترك اا الجا عر 1 كما لحر ل 11 ابابا ا 
المبين وكتمه عن الجهلة المنكرين حتى أتاه الأمر من الله تعالى بإظهار ما معه من الحق فكذلك 

ورثته. قال سيدي علي بن وفا: ويقال لهذا المعترض أيضاً على القوم في رمزهم معارفهم: 
أرأيت لو أنكر المجانين على رجل عاقل مخالفته لأمرهم وجنونهم أينبغي له أن يوافقهم على 
جنونهم فيتجئن مثلهم ويترك عقله حتى يألفوه وهو يمكنه الفرار بعقله أو أرأيت الإنسان الكائن 
بين الذئاب الغسواري إذا لم يرضوه أن يقيم بينهم إلا أن يمشي على يديه ورجليه مكباً على 
وجهه أو حتى يعري كعيهم: ل مع أنه يمكنه الفرار 
منهم والإقامة على طريقة الإنسانية؟ لا والله؛ لا ينبغي للقادر على أن ينسلخ منه ليرضي 
أهل الشر فالله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين فتعوذ بالله أن 0 
هدانا الله. وكان بعض العارفين رحمه الله يقول: ألسنة جميع المحبين أعجمية على غيرهم 
وهي لأصحابهم عربية هذا كله في حق المتمكنين من الأولياء» أما من غلب عليه حاله فمن 
أدب أهل الطريق التسليم له لأنه يتكلم بلسان العشق لا بلسان العلم الصحيح. وقد بلغنا أن 
عصفوراً راود عصفورة في قبة سليمان بن داود فأبت عليه فقال لها: قد بلغ بي من حبك ما لو 
قلت لي أقلب هذه القبة على سليمان وجنده لقلبتها فحملت الريح كلامه إلى سليمان فأرسل 
خلفه وقال: ما حملك أن تقول ما لم نقدر عليه؟ فقال: مهلا يا نبي الله إني عاشق والعشاق 
إنما يتكلمون بلسان المحبة والعشق.؛ لا بلسان العلم والتحقيق فأعجب ذلك سليمان انتهى. 
وفي ذلك عذر عظيم للعشاق في طريق أهل الله عز وجل كسيدي عمر بن الفارض وأضرابه 
رضي الله عنهم أجمعين وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام باب عذر عظيم لعلماء 
الشريعة وعلماء الحقيقة وإن كان الذي وقع من موسى إنما هو عن نسيان لشرط الخضر عليه 
فإن في هذه القصة إقامة عذر لمن أنكر ولمن أنكر عليه لكان من شأن أهل الطريق أن لا يقيموا 
الحجج على من أنكر عليهم لعلمهم بحجابه عن طريقهم وإنما يقولون له كما قال الخضر: 


لغيره فيعبر من تلك الصؤرة المرئية في حال النوم إلى معناها المراد بها في عالم اليقظة إذا 
استيقظ من تومه وكذلك حال الإنسان فى الدنيا ماهو مطلوب للدتيا فكل ما يراه من حال 
وقول وعمل إنما هو مطلوب للآخرة فهناك يعبر ويظهر له في الدنيا حالة اليقظة وأطال في 
ذلك . وقال في الباب الثالث والثلاثين: اعلم أن النية جميع أفعال المكلفين كالمطر لما تنبته 
ارس لان قاد عية اها جد ر عقاف انط ان رذن اللرى لندرية شد المعيين 
المتعلق به لا بحسبها فإن حفظ النية إنما هو القصد للفعل أو تركه كون الفعل حسناً أو قبيحاً أو 
خيراً أو شراً ما آثر النية ومن فهو أمر عارض عرض ميزه الشارع وعينه للمكلف فليس للنية أثر 


الفصل التالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم في العبارات المغلقة على غيرهم 16 
#هذًا فاق بت وَينيكَ4 [الكهف: +80 ولر أن أهل الله أقاموا الحجة على المنكرين عليهم 
لقدروا على ذلك لما هم عليه من النور المبين» فلا تظن يا أخي أنهم عاجزون عن إقامة الحجة 
«الوصايا؛ أن في القصة تعليم موسى عليه السلام أن بسلم للأواياء باطناً فيما يذكرونه من العلوم 
اللدنية ثم بعد ذلك التسليم إن اقتضى الشرع منك إنكار شيء من كلامهم أو من أحوالهم فلك 
إنكاره ظاهرا لكن على وجه الاستعلام والاستفهام لا غير خوفا أن يتشبه بهم في ذلك من ليس 
هو في مقامهمء وإلا فما لموسى عليه السلام كف عن الخضر بتلك المعاني التي أبداها الخضر 
فإن مثلها لا يسقط به المطالية في ظاهر الشرع فمن خرق سفينة قوم بغير إذنهم وقال: خرقتها 
كي لا يغصبها ظالم لم تسقط عنه المطالبة بذلك ظاهرأء ومن قتل صبيأ وقال: خشيت أن 
يرهق أبويه طغياناً وكفراً لم تسقط عنه المطالبة به في ظاهر الشرع أيضاً. قال: وقول الولي 
كما فعَلنمٌ عَنْ أمرى* (الكهف: 46] ليس مسوغا لمثل هذه الأعمال في اللحكم الظاهر ولو 
تحققت ولايته لكونه غير رسول» فعلم أن الإنكار ما وقع من موسى أولاً إلا حفظاً لنظام الشدهد 
الظاهر خوفأ أن يتبع الخضر على ذلك لا غير ثم إنه كف عن الإنكار آنذراً حفظأً لرعاية أمر الله 
عز وجل في خواص أوليائه»ء وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وعلم 
موسى عند ذلك أن لله تعالى عبادا أقامهم لبيان العلوم الموهوبة؛ وأنه ليس لأحدهما أن 
يعترض على الآخر ولا أن ينازعه فيما أقيم فيه وإن كان المعترض أعلى درجة فافهم. ولا 
يخفى أن جملة العلوم ثلاثة: علم العقل وعلم الأحوال وعلم الأسرارء فعلم العقل: هو كل 
علم ضروري بديهي أو حاصل عقب نظر في دليل شرطه العثور على وجه ذلك الدليل وعلامة 
هذا العلم أنك كلما بسطت عبارته حسن وفهم معناه وعذب عند السامع الفهيم. وأما علم 
الأحوال فلا سبيل إليه إلا بالذوق ولا يقدر عافل على وجدانه ومعرفته ألبتة كالعلم بحلاوة 
العسل ومرارة الصبر ولذة الجماع ونحو ذلك وهذا العلم متوسط بين علم الأسرار وعلم العقل 
وأكثر من يؤمن به أهل التجارب وهو إلى علم الأسرار أقرب منه إلى علم العقل النظري» فلا 
يلتذ به إذا جاء من غير معصوم إلا أصحاب الأذواق السليمة وعلامة العلم المكتسب أن يدخل 
في ميزان العقول وعلامة العلم الوهبي أن لا يقبله ميزان العقول من حيث أفكارها بل تمجه 








أليتة من هاا الوجعه خاصة كالماء قاد منزلته أنه ينزل ويسبح في الأرض» وكوت الأرض الميتة 
تبحيأ به أو يهدم بيت العجوز الفقيرة بنزوله ليس ذلك له فيخرج الزهرة الطيبة الريح والمنتئة 
والثمرة الطيبة والمخبيثة» من حيث مزاج البقعة أو طيبهاء أو خحبث البزرة أو طيبها قال تعالى : 
#مقّ ملو وير َيفَضِلُ بَنَصَهَا مل بَعْضٍ فى الكل 4# [الرعد: 4] فإن نوى المكلف حيرا اتن 
خيراً وإن نوى شرا أثمر شرا انتهى . 


وسيأتي في الباب الثامن والستين ما له تعلق بالنية والله أعلم. وقال فيه: العارف يأكل في 





5 الجزء الأول من اليواقيت'والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


غالباً. وأما علم الأسرار فهو العلم الذي قوق طور العقل ولذلك يتسارع إلى صاحبه الإنكار 
لأنه حاصل من طريق الإلهام الذي يختص به النبي والولي وعلامته أنه إذا أخذته العبارة سمج 
ويشمعن الأرهام دركه وريها ومكايه العتزل الشعيته آى التعمية الى لج عر الظوواليغك 
حقه ومن هنا كان من يريد تفهيم العلم لغيره لا يقدر أن يوصل ذلك العلم إلى الأفهام الضعيفة 
إلا بضرب الأمثلة والمخاطبات الشعرية وأكثر علوم الكمل من هذا القبيل؛ وكان الشيخ محيي 
الدين بن العربي يقول: من شأن العارفين أنهم إن كانوا في سلطان الحال أجابوا بالنصوص وإن 
كانوا في المقام أجابوك بظواهر الأدلة فهم بحسب أوقاتهم. فقد بان لك أن علوم الأسرار لا 
تنال بالفكر وإنما تنال بالمشاهدة أو الإلهام الصحيح وما شاكل هذه الطرق. ومن هنا تعلم 
الفائدة في قوله يَلةِ إن يكن من أمتيى محدثون فهو عمر ذكره الشيخ محبي الدين في رسالته 
التي كتبها إلى الشيخ فخر الدين الرازي وهي نحو ثلاثة كراريس ثم لو قدر أن الإنكار لم يقع 
في الوجود على أهل الله تعالى وكان الناس كلهم أصحاب عقول سليمة لم يفد قول أبي هريرة 
حفظت عن رسول الله يَلُِ وعاءين فأما أحدهما فبئثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا 
البلعوم يعني مجرى الطعام وكذلك لم يفد قول ابن عباس لو أني ي ذكرت لككم ما أعلم من تفسير 
قوله تحالى لين آل بترن [الطلاق: ؟1] لرجمتموني أو لقلتم إني كافر. ونقل الإمام الغزالي 
في فى (اللإحياء») وغيره عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يقول: 
يارب جوهر علم لوأببسوح يه لقيل لي أنت ممن يعبدالوثنا 
ولاتتكل وتحال المشنلمين دمي.. يروة الشيوما يانوبة مستا 

قال الغزالي: والمراد بهذا العلم الذي يستحلون به دمه هو العلم اللدني الذي هو علم 
الأسرار لا من يتولى من الخلفاء ومن يعزل كما قاله بعضهم.ء لأن ذلك لا يستحل علماء 
الشريعة دم صاحبه ولا يقولون له أنت ممن يعبد الوثن انتهى. فتأمل في هذا الفصل فإنه نافع 
لك والله يتولى هداك. 

الفصل الرابع : في بيان جملة من القواعد والضوابط التي يحتاج إليها من يريد التبحر في 
علم الكلام. اعلم رحمك الله أن علماء الإسلام ما صنفوا كتب العقائد ليثبتوا في أنفسهم العلم 


هذه الدار الحلوى» العسل» والكامل المحقق يأكل فيها الحنظل لا يلتذ فيها بنعمة لاشتغاله بما 
و ا ال ا و ا ا 0 
كرك ريك عل كذ لله أوسَمَةً 4 الأنمام: ]ولبهي وله ماني انا عا 0 
0 1107 وَل أنه قَصَد السَبيلٍ # [النحل: 4] الحق تعالى ينزه عن أن 
, يدخل تحت حد الواجب الشرعي وإنما المراد أن العلم الإلهي إذا تعلق أزلاً بما فيه سعادتنا 
كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجه بمعنى أنه لا بد من وجود تلك الطريق الموصلة 
إلى ذلك الأمر الذي تعلق به العلم مع كونه تعالى مشتاراً في ذلك. وقال فيه سبب اضطجاع 


الفصل الرابع : مجموعة من القواعد والضوابط لمن أراد التبحر في علم الكلام و5 


بالله تعالى وإنما وضعوا ذلك ردعاً للخصوم الذين جحدوا الإله أو الصفات أو الرسالة أو رسالة 
كْهٌ بالمخصوص أو الإعادة في هذه الأجسام بعد الموت ونحو ذلك مما لا يصدر إلا من 
كافر فطلب علماء الإسلام إقامة الأدلة على هؤلاء ليرجعوا إلى اعتقاد وجوب الإيمان بذلك لا 
غير وإلما لم يبادروا إلى قتلهم بالسيف رحمة بهم ورجاء رجوعهم إلى طريق الحق فكان 
البرهان عندهم كالمعجزة التي ينساقون بها إلى دين الإسلام ومعلوم أن الراجع بالبرهان أصح 
إيماناً من الراجع بالسيف إذ الخوف قد يحمل صاحبه على النفاق وصاحب البرهان ليس كذلك 
فلذلك وضعوا علم الجوهر والعرض وبسطوا الكلام في ذلك ويكقي في المصر الواحد واحد 
من هؤلاء؛ وأطال الشيخ محبي الدين في صدر «الفتوحات» من الكلام في ذلك . ثم قال: ولا 
يخفى أن الشخص إذا كان مؤمناً بالقرآن قاطعاً بأنه كلام الله تعالى فالواجب عليه أن يأخذ 
عقيدته منه من غير تأويل ولا عدول إلى أدلة العقول مجردة عن الشرع فإن 0 
سمعي عقلي فقد أثبت سبحانه وتعالى دكي اح قر من الممخلوقات أو يشبه هو 
شين مبنها وكولة تحال طلس كقيو درن رق هر أَلسّمِيعٌ ألْبَصِيِرٌ 4 [الشورى: ]١١‏ وبقوله 
تحال > لاختحن ريك يك الدكر معنا كرات © ل وستوصيا سي الآبات وأثبت 
رؤيته للمؤمنين في الآخرة بقوله تعالى: #غٌ: تج ضر يا إل يت آظِرة (7)) [القيامة: 7١‏ 
1؟] وبمفهوم قوله تعالى في الكفار: طعلآ إَِمْ عن يَيَنمْ يوتبذ لُحْجْونَ (4)02 [المطففين: 16] فدل 
ا اللاي ل ره رم ل رس 
آلْأَبْممرُ © [الأنعام: ]٠١"‏ وبقوله تعالى: #8إنّمٌ بِكُلٍ شَىَْءِ حمِيط © [نصلت: 64] وأثبت كونه 
تعالى قادراً بقوله تعالى : : وهو عَلَ كل ال “وأتنعا كونه تدان غالما رقولة 
تعالى : «أناط بيعل سَيْءٍ جِلََا © [الطلاق: وأثبت كونه مريداً للخير والشر بقوله تعالى : مَل 

ا وْدُ 409 لالبروج: )1١‏ وبقوله: لابْضِلُ من يَنَهُ وَيَبْدِى من يََاَدُ 4 افاطر: 4] وأثبت كونه 
تعالى سميعاً لخلقه بقوله تعالى : م سَمِمٌ قّهُ ول ألتى ملك في رَيْجِهًا * [المجادلة: ]١‏ واثبت 
كونه 0 #وَآشّهُ يما سَمَلُونَ بصي # [البقرة: وبقوله : 
«ألّ م بأد أله يك 409 [العلق : ]'٠4‏ وأثبت كونه تعالى متكلماً بقوله تعالى : كم أن ون 
تَحخلِيمًا # [النساء: 114] وأثبت كونه حياً بقوله تعالى: أله لآ إِلهَ إل هد ال ألْمَد: * 





الأنبياء على ظهورهم عند نزول الوحي عليهم أن الوارد الإلهي الذي هو صفة القيومية إذا 
جاءهم اشتغل الروح الإنساني عن تدبيره فلم يبق للجسم من يحفظ عليه قيامه ولا قعوده فرجع 
إلى أصله وهو لصوقه بالأرض وأطال في ذلك. وقال فيه: إنما كان الحيوان الذي يمشي على 
بطنه أضعف من غيره لقربه من أصله الذي عنه تكون وكل حيوان بعد عن أصله نقص من 
معرفته بأصله بقدر ما ارتفع عنه ألا ترى المريض لما رد إلى عجزه وضعف كيف تراه ضعيفاً 
مسكيناً لأن أصله حكم عليه لما قرب منه ثم إذا شفي واستوى قائماً وبعد عن أصله تفرعن 
وتجبر وادعى العوة فالرجل من كان مع الله في حال صحته كحاله في مرضه ومسكنته وعجزه 


مم الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


عر عرسم 


[البقرة: 56 ؟] وأثبت رسالة 2 بقوله تعالى: #وما أَرَسَلْنًا من قبت إلا ال ا م 
0 ليه [يوسف: 1104 وأثبت رسالة محمد كه بقوله: مد يل أمَّهِ 4 [الفعم: 0] وأثبت 

نه يله آخر الأنبياء بعثاً بقوله تعالى : #وَمَاتَرَ لييْصنُ > [الأحزاب : 4] وأثبت 0 
0 + #أشَّهُ ين كل َيه # [الزمر: ؟1] وأثبت الجن بقوله تعالى: وما َلْدَدٌ 
أن والإضن لا يجن 49 [الذاريات: 01] وأثيت أن الجن يدخلون الجنة بقوله تعالى ا 
يَطيتهنّ إن مَتَلْهُر ولا بان 0 ا رامت عش القياة بقوله تعالى: ##إِذًا بُعَيْرَ ما في 
لُْبُورٍ * [العاديات: 14 إلى أمثال ذلك مما هو مذكور من الأدلة الصحيحة في كتب العقائد 
كوجوب الإيمان بالقضاء والقدر والميزان والحوض والصراط والحساب وتطاير الصحف واخلق 
الجنة والنار قال الله تبارك وتعالى: #ما فَرَطْنَا فى الْكتّبٍ من َو © [الأنعام: 602 وأثبت المعجزة 
لنبينا محمد وَلةٍ بقوله تعالى في كتابه العزيز: لكأن ُورَةَ من مْنِْدء وَأدْعُوا 4 [البقرة: "9] فإن 
القرآن كله معجزته وَيةِ. قال الشيخ محيي الدين فعلم أنه لا ينبغي لمؤمن أن ينسى حدود ربه 
التي كلفه بها ة الحو د افر ال ا ا 
في بلاده 0 ل ا ل أفظع وأردع وفي 
الحديث الصحيح: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وحتى يؤمنوا بي وبما جئت 
به» ولم يدفعنا يَلِهْ إلى مخاصمتهم إذا حضروا إنما هو الجهاد بالسيف إن عائدوا بي الحق قال 
رهذا هو جل اشتقال الناس اليوم فقطعوا عمرهم في الاشتغال برد خصوم متوهمة أو خصوم 
موجودة لكن بلازم المذهب وذلك ليس بمذهب على الراجح ويتخيل لصاحب الكلام في مثل 
ذلك أنه يتكلم مع غيره والحال أنه إنما يتكلم مع نفسه فعلم أن السلف رضي الله تعالى عنهم 
ما وضعوا كتب الكلام إلا ردعا للخصوم الذين كانوا في عصرهم كما مر. فالله تعالى ينفعهم 
بقصدهم. قال: فالعاقل من اشتغل اليوم بالعلوم الشرعية فإن فيها غنية عن علم الكلام لقيام 
الدين بها ولو أن الإنسان مات وهو لم يعرف الكلام على الجوهر والعرض لم يسأله الله تعالى 
عن ذلك يوم القيامة ثم إن احتاج إنسان إلى رد خصم حدث في بلاده ينكر الشرائع مثلا وجب 
علينا تجريد النظر في رد مذهبه لكن بالأمور العقلية دون الاستدلال عليه بالشرع كالبرهمي مثلاً 
فإنه لا يقبل دليل الشرع على إبطال ما انتحله من المذهب الغريب الذي يقدح في الشريعة فإن 
الشرح هو محل النزاع بيننا وبينه فلا يثبته فلذلك قلنا ليس له دواء إلا رده بالنظر العقلي فنداويه 


والله أعلم . وقال في الباب الرابع والثلاثين: اعلم أن لله عباداً خرق لهم العادة في إدراكهم 
العلوم من غير طريق الحواس من سمع وبصر وغيرهما وذلك كالضرب والحركة أو السكون 
كما قال يَِهِ: (إن الله ضرب بيده بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فعلمت على الأولين 
والآخرين» فهذا علم حاصل لا عن قوة من القوى الحسية أو المعنوية وهذا يبعد أن يقع مثله 
الأولياء بطريق الإرث. وقال: إنما أنزل القرآن كله فى ليلة القدر إشارة إلى أن به تعرف مقادير 


الفصل الرابع: مجموعة من القواعد والضوابط لمن أراد التبحر في علم الكلام 8 


بتحو قولنا مثلاً انظر بعقلك فى هذه المسألة وحقق النظر. انتهى. وقد بان لك مما ذكرناه أن 
من أزاد حفظ عقيدنة من "الشنه والغتلذلات قلياخلها من القرآك العظنئ كما مر فإنه متوان: مطعن 
معصومٌ بخلاف من يأخذ عقيدته من طريق الفكر والنظر من غير أن يعضده شرع أو كشف 
وانظر يا أخي إلى نبينا كَلِةِ لما قال له اليهود: انسب لنا ربك كيف تلا عليهم سورة قل 
أنه أحدٌ)» ولم يقم لهم من أدلة النظر دليلاً واحداً فقوله تعالى ظٍأَلَهُ د أحد» أثبت 0 
للأحد ونفى العدد وأثبت الوحدانية لله تعالى وحده لا شريك لهء الله الصمد نفى الجسمية ##لَمّ 
تحيد رلب ولد لد نفي الوالد الولد «وَلَمَ يك لم حِكُهُوًا لََد» نفى الصاحية والشريك 
أفيطلب صاحب الدليل العقلي البرهان على صحة هذه المعاني بالعقل بعد ثبوتها بالدليل 
القطعي؟ إن ذلك من الجهل العظيم ويا ليت شعري من يطلب معرفة الله تعالى من حيث الدليل 
ويكفر من لا ينظر فيه كيف كانت حالته هو قبل النظر وفي حال النظر هل هو مؤمن أم لا؟ 
وهل كان ثبت عنده أن الله تعالى موجود وأن محمد عبده ورسوله أم لا؟ وهل كان يصلي 
ويصوم أم لا؟ فإن كان معتقداً لهذا كله فهذه هي حالة العوام فليتركهم على ما هم عليه ر! 
يكفر أحداً منهم. وإن كان لا يعتقد هذه الأمور إلا بعد النظر في علم الكلام والاشتغال به 
فنعوذ بالله تعالى من هذا المذهب حيث أداه سوء النظر إلى الخروج من الإيمان وكان الشيخ 
محيي الدين رضي الله عنه يقول: ليس من شأن أهل الله تعالى أن يتصدوا للرد على أحد من 
أهل الفرق الإسلامية إلا إن خالفوا النصوص أو خرقوا الإجماع فمن تصدى للرد على أحد 
منهم فلا يأمن أنه ينكر عليهم أمرأ هو حق في نفس الأمر فإن أهل الاسلام ما داموا في دائرة 
الإسلام لا يعتقدون إلا حقاً أو ما فيه شبهة حق بخلاف من خرج عن الإسلام. انتهى. وقال 
اس ب سه ا الاح ل اك 0ن 
المسلمين وإنما شأنهم البحث عن منازع الاعتقادات ليعرفوا من أين انتحلها أهلها وما الذي 
تجلى لها حتى اعتقدت ما اعتقدت وهل يؤثر ذلك في سعادتها ع من البحث في 
علم الكلام فعلم أن عقائد العوام بإجماع كل متشرع صحيحة سليمة من الشبه التي تطرق 
المتكلمين وهم على قواعد دين الإسلام وإن لم يطالعوا كتب الكلام لأن الله سبحانه وتعالى قد 
أبقاهم على صحة العقيدة بالفطرة الإسلامية التي فطر الله الموحدين عليها إما بتلقين الوالد 


1 : 


الأشياء وأورانها قال: .وكان تؤوله فى :القت الككر متها وفال فى الاب السادس والثلاتين ف 
قرله ييِةِ: #العلماء ورثة الأتبياء» اعلم أن المخاطب بهذا علماء الآمة لقوله ورثة الأنبياء وما قال 
ورثة تبي خاص فكل من عمل الآن بشريعة محمد وق فقد عمل بجميع شرائع الأنبياء فله مثل 
ثواب من عمل بشرائع الكل لكن فيما قررد ته شريعتنا من شرائعهم لا فيما نسسخته منها والله 
0 


(وقال) في الباب الأربعين: إنما لم تقف السحرة على قولهم آمنا برب العالمين دون 


6 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المتشرع وإما بالإلهام الصحيح وهم من معرفة الحق تعالى وتنزيهه على حكم المعرفة والتنزيه 
الوارد في ظاهر الكتاب والسنة وأقوال الأئمة وهم على صواب في عقائدهم ما لم يتطرق 
أحدهم إلى التأويل فإن التأويل قد لا يكون مراداً للشارع وإن تطرق أحدهم إلى التأويل للآيات 
والأخبار فقد خرج عن حكم العامة في ذلك والتحق بأهل النظر والتأويل وهو على حسب 
تأويله وعلمه يلقى الله سبحانه وتعالى فإما مصيب وإما ميخطىء بالنظر إلى ما يناقض ظواهر أدلة 
الشريعة المطهرة. قتأمل في ذلك فإنه نفيس» وكان شيخ مشايخنا الشيخ كمال الدين بن الهمام 
رحمه الله يقول: تصوير التقليد في مسائل الإيمان عسر جداً فقل أن ترى واحداً مقلداً في 
الإيمان بالله تعالى من غير دليل حتى آحاد العوام فإن كلامهم في الأسواق ممحشو بالاستدلال 
بالحوادث على وجود الحق تعالى وصفاته وصورة التقليد هو أن يسمع الناس يقولون إن للخلق 
ربا خلقهم وخلق كل شيء يستحق العيادة عليهم وحذه لا شريك له فيجزم السامم بذلك لجزمه 
بصحة إدراك هؤلاء تحسينئاً لظنه بهم وتكبيراً لشأنهم عن الخطأ فإذا حصل له عند ذلك جزم لا 
يجوز معه كون الواقع النقيض فقد قام بالواجب من الإيمان ومقصود الاستدلال هو حصول 
ذلك الجزم. فإذن قد حصل ما هو المقصود منه من قيامه بالواجب. وقال شيخ مشايخنا الشيخ 
كمال الدين بن أبي شريف: ومقتضى هذا التعليل أن لا يكون عاصياً بعدم الاستدلال لأن 
وجوبه إنما كان لتحصيل ذلك فإذا حصل سقط هو غير أن التقليد عرضة لوقوع التردد بعروض 
الشبهة بخلاف الاستدلال فإن فيه حفظه عن ذلك. انتهى. ونقل الشيخ أبو طاهر القزويني في 
كتابه «سراج العقول» عن أحمد بن زاهر السرخسي أجل أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري 
رحمه الله قال: لما حضرت الشيخ أبا الحسن الأشعري الوفاة في داري ببغداد قال لي: اجمع 
أصحابي فجمعتهم فقال لنا اشهدوا على أني لا أقول بتكفير أحد من عوام أهل القبلة لأني 
رأيتهم كلهم يشيرون إلى معبود واحد والإسلام يشملهم ويعمهم. انتهى. قال الشيخ أبو طاهر 
فانظر كيف سماهم مسلمين وكان الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله يقول من نقل عن الشيخ 
أبي الحسن الأشعري أنه كان يقول لا يصح إيمان المقلد فقد كذب لأن مثل هذا الإمام العظيم 
يبعد منه أن يجرح غالب عقائد المسلمين بما يكفرون به ولا يصح لهم معه إيمان. أنخهئ:: 
وقال الشيخ تاج الدين بن السبكي : التحقيق الدافع للتشنيع على الأشعري في هذه المسألة أن 


قولهم رب موسى وهارون لأنهم لو وقفوا على العالمين لقال فرعون: أنا رب العالمين إياي 
عنوا فزادوا رب موسى وهارون أي الذي يدعو إليه موسى وهارون قارتفع الإشكال قال: وكان 
في خوف موسى من عصاه حين ظهرت في صورة حية إعلام للسحرة أن ذلك منه عليه السلام 
ليس بسحر لأن أحدا لا يخاف من فعله هو لعلمه بأنه لا حقيقة له من خارج قال: وكان صورة 
للقف عصا موسى أنها تلقت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس حبالاً 
وعصيا كما هي في نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر بطلاة ولو كان 
تلقفها اتعدام الحبال والعصي كما توهمه بعضهم لدخل على السحرة الشبهة في عصا موسى 


الفصل الرابع: مجموعة من القواعد والضوابط لمن أراد التبحر في علم الكلام اه 


المقلد إن كان آخذاً لقول الغير بغير حجة مع احتمال شك أو وهم فلا يكفي إيمان هذا المقلد 
لعدم الجزم به إذ لا إيمان مع أدنى تردد وإن كان المقلد آخذاً لقول الغير بغير حجة لكن جزماً 
فيكفي إيمان المقلد عند الأشعري وغيره قال الجلال المحلي وهذا هو المعتمد. انتهى. وقال 
الشيخ سعد الدين التفتازاني وغيره: التحقيق في مسألة ذم الخوض في علم الكلام أن النظر في 
ذلك على طريق المتكلمين من تحرير الأدلة وتدقيقها ودفم الشكوك والشبه عنها فرض كفاية في 
حق المتأهلين له فيكفي قيام بعضهم به وأما غير المتأهلين ممن يخشى عليه من الخوض فيه 
الوقوع في الشبه المضلة فليس له الخوض فيه. واي اسم د 
الشافعي ا ا 0 احيو وك 0 محبي الدين بن 

ا را 
فلا يدخل في نهي السلف لأن صاحب الكشف من شأنه أن يتكلم على الأمور من حيث ما هي 
عليه في نفسها فلا يخطىء. انتهى . قلت ومن هنا خصصت تشييد هذه العقائد بكلام أهل, 
الكشف دون النظر الفكري لا سيما ما كان من كلام الشيخ محيي الدين رضي الله عنه فقد قال 
في الباب السادس والستين وثلثمائة من «الفتوحات المكية؛ جميع ما أتكلم به فى مجالسى 
وتآليفي إنما هو من حضرة القرآن العظيم فإني أعطيت مفاتيح العلم فيه فلا أستمد قط في علم 
من العلوم إلا منه كل ذلك حتى لا أخرج من ممجالسة الحق تعالى في مناجاته بكلامه أو بما 
تضمنه كلامه. وقال في الكلام على الأذان من «الفتوحات»: اعلم أني لم أقرر يحمد الله تعالى 
في كتابي هذا ولا غيره قط أمرأً غير مشروع وما خرجت عن الكتاب والسنة في شيء من 
تصانيفي. وقال في الباب السادس والستين وثلثمائة: جميع ما أكتبه في تصانيفي ليس هو عن 
وثلثمائة: ليس عندي بحمد الله تقليد لأحد غير رسول الله يك فعلومنا كلها محفوظة من 
الخطأ. وقال في الباب العاشر من (الفتوحات» نحن بحمد الله لا نعتمد في جميع ما نقوله إلا 
على ما يلقيه الله تعالى في قلوبنا لا على ما تحتمله الألفاظ . وقال في الباب الثالث والسبعين 
وثلثمائة : جميع ما كتبته وأكتبه إنما هو عن إملاء إلهي وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روع 





والتبس عليهم الأمرء فكاتوا لم يؤمنوا 0 صتمي 4 [طه : 15] وهم ما 
صنعوا الحبال والعصي بسحرهم وإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيّات وهي التي تلقفته 
عصا موسى عليه السلام ولو كان الأمر على ما توهمه بعضهم لقال تعالى: تلقف عصيهم 
وحبالهم قال: فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيّات من الحبال والعصي 
وحاصل ما توهمه بعضهم أن الذي جاء به موسى حينئذٍ من قبيل ما جاءت به السحرة إلا أنه 
أقوى منهم سحراً وأطال في ذلك ثم قال والسحر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول 
اجو الدلى اوفك اد اا لير والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا هو 


كياني كل ذلك لي بحكم الإرث لا بحكم الاستقلال فإن النفث في الروع منحط عن رتبة وحي 
الكلام ووحي الإشارة والعبارة. ففرق يا أخي بين وحي الكلام ووحي الإلهام تكن من العلماء 
الأعلام. وقال في الباب السابع والأربعين من «الفتوحات»: اعلم أن عابردنا وعلوم أصحابنا 
ليست من طريق الفكر وإنما هي من الفيض الإلهي. وقال في الباب السادس والأربعين ومائتين 
منها: جميع علومنا من علوم الذوق لا من العلم بلا ذوق فإن علوم الذوق لا تكو إل عن 
تجل إلهي والعلم قد يحصل لنا بنقل المخبر الصادق وبالنظر الصحيح. وقال في الباب التاتيع 
والثمائين منها والباب الثامن والأربعين وثلثمائة: اعلم أن ترتيب أبراب «الفتو.حاث؟ لم يكن عن 
البار سق ولا عن نطر فكري وإتيا البمن. تعالى يمل لنا على لمناق عذك 1 الهاء ريع جا 
نسطره وقد نذكر كلاما بين كلامين لا تعلق له بما قبله ولا بما بعده كما في قوله تعالى: 
#حَنيِظوا عَلّ الصََلوْت وَالصّكلزةَ الْوُسْطَن # [البقرة: 158؟] بين آيات طلاق ونكاع وعدة وفاة 
نتقدمها وتتأخر عنها انتهى. وأطال في ذلك. وقال في الباب الثامن من «الفتوحات»: اعلم أن 
العارفين رضي الله عنهم لا يتقيدون في تصانيفهم بالكلام فيما بوّبوا عليه فقط وذلك لأن قلوبهم 
عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما يبرز لهم منها فمهما برز لهم كلام بادروا لإلقائه على 
حسب ما حد لهم فقد يلقون الشيء إلى ما ليس من جنسه امتثالاً لأمر ربهم وهو تعالى يعلم 
حكمة ذلك. انتهى . فهذه النقول تدل على أن كلام الكمل لا يقبل الخطأ من حيث هو والله 
أعلم. وقال الشيخ محيي الدين في الباب الحادي والسبعين: اعلم أن العلوم الضرورية مقدمة 
على العلوم النظرية إذ العلم النظري لا يحصل إلا أن يكون الدليل ضرورياً أو متولداً من 
ضروري على قرب أو بعدٍ وإن لم يكن كذلك قليس بدليل قطعي ولا برهان. وقال في الباب 
الثامن والستين من «الفتوحات» : اعلم أن العقائد الصحيحة هي كل ما كان عن كشف وشهود 
وأما من ربط عقيدته بأمر مربوط مقيد بوجه دون آخر فلا يبعد أنه ينكر الحق إِذا جاءه من غير 
ذلك الوجه الذي تقيد به فإذن: الكامل من ببحث عن منازع الاعتقاد ونظر في كلى قول من أين 
انتحله قائله وأطال في ذلك . ثم قال: واعلم أن الإنسان إذا أخذ عقيدته من أبويه أو من مربيه 
تقليداً ثم إنه بعد ذلك عقل الأمر ورجع إلى نفسه واستقل بالنظر فللعلماء في ذلك خلاف 
فمنهم من قال يبقى على عقيدته تلك ومنهم من قال ينظر في الدليل حتى يعرف الحق ولكل 


بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل محقق فيكون له عدماً 
فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما هو حق محض فيكون له وجود في عيته فإنه ليس هو 
في نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائي انتهى وأشار إلى ذلك أيضاً في الباب السادس عشر من 
الأصل (قلت): وهو كلام نفيس ما سمعنا يمثله قط . 


(وقال) في الباب الحادي والأربعين يقول الله عر وجل في بعض الهواتف الربانية: يا 
عبدي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحاً طويلاً فاجعل الليل كله لي وما طلبتك 


الفصل الرابع: مجموعة من القواعد والضوابط لمن أراد التبحر في علم الكلام م 


منهما وجه. انتهى . وقال في الباب السادس والسبعين وأربعماثة: ثم علوم بالله تعالى تعلم ولا 
يجوز أعتقادها ولا النطق بها ولا تتجري على لسان عبدٍ مخصوص إلا عند غلية حاله فيحمية 
حاله ويعذّر كالسكران وإذا صحا ذهبت الحماية. وقال في الباب الحادي والأربعين وثلثمائة: 
يجوز النظر فى كمي الملل الباطلة والسان الزافنة لاد من الكاصرين واماددز الشف 
الكشف فله النظر فيها ليعرف من أي وجه قالوها وهو آمن من موافقتهم في ذلك الاعتقاد 
الباطل لما هو عليه من الكشف الصحيح . انتهى. وقال في الباب الخامس والسبعين ومائتين 
من «الفتوحات» يجب على كل عارف ستر ما تعطف الحق تعالى به على قلبه من علوم الأسرار 
ولا يظهره للعامة فيقع عليه التكير ومن هنا قال أبو القاسم الجنيد سيد هذه الطائفة: لا يبلغ 
أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق وذلك لأنه إذا نطق بعلوم الأسرار لا 
يسع الصديقين إلا أن ينكروا عليه غيرة على ظاهر الشريعة المطهرة. قال الشيخ محيي الدين 
ولقد وقع لنا وللعارفين أمور ومحن بواسطة إظهارنا المعارف والأسرار وشهدوا فيئا بالزندقة 
واذونا أشد الأذى وصرنا كرسوكٍ كذبه قومه وما آمن معه إلا قليل وأعدى عدو لنا المقلدون 
لأفكارهم وأما الفلاسفة فيقولون عنا هؤلاء قوم أهل هوس قد فسدت خزانة خيالهم فضعفت 
عقولهم ويا ليتهم إذ لم يصدقونا جعلونا كأهل الكتاب لا يكذبونا فيما لم يخالف شرعنا مع أنا 
لا يضرنا بحمد الله إنكارهم علينا لجهلهم. انتهى. وقال في الباب الثامن والثلاثين وأربعماثة : 
إنما كان الناس ينكرون على أهل الله تعالى علومهم لأنها جاءت أصحابها من طرق غريبة غير 
مألوفة وهي طرق الكشف وأكثر علوم الناس إنما جاءتهم من طريق الفكر فلذلك كانوا ينتكرون 
كل ما جاءهم من غير هذا الطريق وما كل أحد يقدر على جلاء مرآة قلبه بالمجاهدة والرياضة 
حتى يصير يفهم كلام أهل الله ويدخل دائرتهم ولكن لله في ذلك حكم وأسرار. انتهى. وقال 
في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة: من أراد فهم المعاني الغامضة من كلام الله عز وجل 
وكلام رسله وأوليائه فليزهد في الدنيا حتى يصير ينقبض خاطره من دخولها عليه ويفرح لزوالها 
من يده وأما مع ميله إلى الدنيا فلا سبيل له إلى فهم الغوامض أبداأ. انتهى. وقال في الباب 
الثاني والثمانين وثلثمائة من «الفتوحات» من أراد الدخول إلى فهم غوامضض الشريعة وحل 
مشكلات علوم التوحيد فليترك كل ما يحكم به عقله ورأيه ويقدم بين يديه شرع ربه ويقول 
إذا تلوت القرآن بالليل لتقف مع معانيه فإن معانيه تفرقك عن المشاهدة فآية تذهب بك إلى 
جنتي وما أعددت فيها لأوليائي فإين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكئاً على فرش بطائنها 
من إستبرق وآية تذهب بك إلى جهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولاً 
بما فيها وآية تذهب بك إلى قصة آدم» أو نوحء أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم 
الصلاة السلام وهكذا وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك على وأما استنياط الأحكام فلها وقت 
آخر وثم مقام رفيع وأرفع وأطال في ذلك وقال في الباب الثالث والأربعين في حديث استفت 
قلبك وإن أفتاك المفتون في هذا الحديث ستر لمقام المتورعين فإنهم إذا بحثوا عنه عرفوا به 


6 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لعقله إن نازعه إنما أنت عبد مثلى فكيف أترك ما نسبه الحق تعالى إلى نفسه من آيات الصفات 
مثلاً لعجزك أنت عن تعقله مع أنك قاصر عن معرفة نفسك فكيف بمعرفة ربك ولو أنك ألزمت 
نفسك الإنصاف للزمت حكم الإيمان والتلقي وجعلت النظر والاستدلال في ما أخبر به ريك 
عز وجل وأطال في ذلك. وقال في الباب السادس والأربعين ومائتين من «الفتوحات»: إياك أن 
ترمي ميزان الشرع من يدك في العلم الرسمي بل بادر إلى العمل بكل ما حكم به وإن فهمت 
منه خلاف ما يفهمه الناس مما يجول بينك وبين إمضاء ظاهر الحكم به فلا تعول عليه فإنه مكر 
إلهي بصورة علم الإلهي من حيث لا تشعر وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن تقديم الكشف 
على النص ليس بشيء عندنا لكثرة اللبس على أهله وإلا فالكشف الصحيح لا يأتي قط إلا 
موافقاً لظاهر الشريعة فمن قدم كشفه على النص فقد خرج عن الانتظام في سلك أهل الله ولحق 
بالأخسرين أعمالاً. انتهى. وقال في الباب الخامس والثمانين ومائة من «الفتوحات»: اعلم أن 
ميزان الشرع الموضوعة في الأرض هي ما بأيدي العلماء من الشريعة فمهما خرج ولي عن 
ميزان الشرع المذكورة مع وجود عقل التكليف وجب الإنكار عليه فإن غلب عليه حاله سلمنا له 
حاله ولا ننكر عليه لعدم من يتبعه على ذلك من أهل العقول فإن ظهر بأمر يوجب حداً في 
ظاهر الشرع ثابت عند الحاكم أقيم عليه الحد ولا بد ولا يعصمه من إقامة الحد عليه قوله إنا 
كأهل بدر إذ المؤاخذة لم تسقط عن أهل بدر في الدنيا وإنما سقطت عنهم في الدار الآخرة 
على أن العبد ولو قيل له إقعل ما شئت فقد غفرت لك فهو عاص في الشرع إذ المغفرة لا 
تكرن إلا عن ذنب ولذلك قال فقد غفرت لك ولم يقل أسقطت عنك الحدود فالحاكم الذي 
يقيم عليه هذا الحد والتعزير مأجور. قال: ومن علامة صاحب الحال أن يحمي نفسه من متولي 
الحدود فتيبس يده مثلاً فلا يستطيع أن يحركها نحوه. انتهى. وقال في الباب الثالث والستين 
ومائتين: اعلم أن عين الشريعة هي عين الحقيقة إذ الشريعة لها دائرتان عليا وسفلى فالعليا لأهل 
الكشف والسفلى لأهل الفكر فلما فتش أهل الفكر على ما قاله أهل الكشف فلم يجدوه في 
دائرة قكرهم قالوا هذا خارج عن الشريعة فأهل الفكر ينكرون على أهل الكشف وأهل الكشف 
لا ينكرون على أهل الفكر فمن كان ذا كشف وفكر فهو حكيم الزمان فكما أن علوم الفكر أحد 
طرفي الشريعة فكذلك علوم أهل الكشف فهما متلازمان ولكن لما كان الجامع بين الطرفين 


كما اشتهرت أخت بشر الحافي لما سألت الإمام أحمد عن الغزل على ضوء مشاعل الولاة إذا 
مرت في الليل وقال لها الإمام أحمد: من بيتكم يخرج الورع الصادق لا تغزلي فيها ولو عيمت 
معنى حديث استفت قلبك ما سألت عن ذلك حين رابها فكانت تدع لك الغزل من غير سؤال 
وتستر مقامها ولا يثنى عليها بذلك فإنه يله إنما أعطانا ذلك الميزان فى قلوبنا ليكون مقامنا 
مستوراً عن الناس خالصاً مخلصاً لا يعلمه إلا الله الهم إلا أن يكون أحدنا مقعدي به فله أن 
يظهر ورعه ليتبع وقال في الباب الخامس والأربعين: الكامل من الرجال من جمع بين الدعوة 
إلى الله وبين ستر المقام فيدعو إلى الله بقراءته كتب الحديث والرقائق وحكايات المشابخ حتى 


الفصل الرايع : مجموعة من القواعد والضوابط لمن آراد التبحر في علم الكلام مع 


عزيزاً فرق أهل الظاهر بينهما وإلا فما لموسى كف عن الخضر آخر الأمر فلولا أن موسى فهم 
أن الخضر على حق لأنكر عليه آخراً كما أنكر عليه أولاً. انتهى. وقال فى الباب الأحد 
وعشرين وخمسمائة من «الفتوحات»: اعلم أن قطاع الطريق في سفر المعقولات هي الشبه التي 
تطرق الناظر بعقله وقطاع طريق السفر في المشروعات هي التأويلات ولا يخلو المسافر من أن 
يكون في إحدى هذين الطريقين فإن وصل المسافر إلى محل ليس فيه تأويل ولا شبهة فقد 
انمي نيز التهى دقان ني البا القاقى «رالسافي 2 الم أذ هئيه الأول المكملتو لا 
تخطىء الشريعة أبدأ فهممحفوظون من مخالفة الشريعة وإن كان العامة تنسبهم إلى المخالقة فما 
هي مخالفة في نفس الأمر وإنما هي مخالفة بالنظر إلى موازين غيرهم ممن هو دونهم في 
الدرجة» ثم إن ذلك لا يقدح في علم أهل الله تعالى وأطال في ذلك ثم قال: والموازين ثلاثة 
ميزان الإجماع وميزان الكشف وميزان الاجتهاد المطلق وما عدا هؤلاء الثلاثة فهي آراء لا يعول 
أهل الله تعالى عليها. وقال فى الباب السادس والستين ومائتين : إياك أن تجد مسألة استدل لها 
صاحبها بآية من القرآن فتقول هذه الآبة لا يصح بها الاستدلال لهذه المسألة ببادىء الرأي بل 
تربص في ذلك فإن مرتبة كلام الله تعالى أن يقبل جميع ما فسره به المفسرون من أئمة الهدى 
لوسعه ولا يوجد ذلك في غيره وأطال في ذلك. ثم قال: لكن لا يخفى أن من شرط من يفسر 
القرآن أن لا يخرج عما يحتمله اللفظ وإلا فقد ورد أن من فسر القرآن برأيه فقد كفر. انتهى. 
وقال فى مقدمة «الفتوحات» إياك أن تبادر إلى إنكار مسألة قالها فيلسوف أو معتزلى مثلاً وتقول 
هذا تدعت القلاشفة أن المندرلة فإن هذااكول من لا تمعصيل لف إذ لين كل .ما قاله تفاسيوف 
مثلاً يكون باطلاً فعسى أن تكون تلك المسألة مما عنده من الحق ولا سيما إن كان الشارع يل 
ضصَرّحَ بها أو أحذ من علماء الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين» وقد وضع 
الحكماء من الفلاسفة كتبا كثيرة مشحونة بالحكم والتبري من الشهوات ومكايد النفوس وما 
انطوت عليه من خنايا الضمائر وكل ذلك علم صحيح موافق للشرائع فلا تبادر يا أني إلى الرد 
في مثل ذلك وتمهل وأثبت قول ذلك الفيلسوف حتى تحد النظر فقد يكون ذلك حقأ موافقاً 
للشريعة لكون الشارع قال تلك المسألة أو أحد من علماء شريعته وأما قولك إن ذلك العالم 
سمع تلك المسألة من فيلسوف أو طالعها في كتب الفلاسفة مع ذهولك عن كونها من الحق 


لا يعرفهم العامة إلا بأنهم نقلة لا يتكلمون من أحوالهم. قلت: وكان على هذا القدم سيدي 
الشيخ إبراهيم الجعبري وسيدي أحمد الزاهد وسيدي حسين الجاكي رضي الله تعالى عنهم. 
وقال فيه كما تعبد الله تعالى محمداً كلِِ بشريعة إبراهيم عليه السلام قبل نبوته عناية من الله 
تعالى له حتى قعجأه الوحي وجاءته الرسالة فكذلك الولي الكامل يجب عليه معانقة العمل 
بالشريعة المطهرة حتى يفتح الله تعالى له في قلبه عين الفهم عنه فيلهم معاني القرآت ويكون من 
المحدثين بفتح الدال ثم يرده الله تعالى بعد ذلك إلى إرشاد الخلق كما كان رسول الله مله حين 
أرسل والله أعلم. 


كه الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الذي وافق الشريعة فيه فهو جهل وكذبٌ. أما الكذب فقولك إن ذلك العالم سمع تلك المسألة 
من الفلاسفة أو طالعها في كتبهم وأنت لم تشاهد ذلك منه ولا أقيمت عندك بذلك بيتة عادلةٌ 
وأما الجهل فكونك لم تفرق في تلك المسألة بين الحق والباطل فقد خرجت باعتراضك هذا 
عن العلم والصدق وانخرطت في سلك أهل الجهل والكذب ونقص العقل وفساد النظر 
والانحراف عن طريق أهل الحق بالحمية الجاهلية. فخذ يا أخى ما أتاك به الفيلسوف أو 
المعتزلي مثلاً ثم تربص واهتد على نفسك قليلاً قليلاً حتى يتضح لك معناه أحسن من أن تقول 
يوم القيامة يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين. وقال في الباب السادس والعشرين 
ومائتين من «الفتوحات»؛ اعلم أن الفلاسفة ما ذمت لمجرد هذا الإسم وإنما هو لما أخطئوا فيه 
من العلم المتعلق بالإلهيات فإن معنى الفيلسوف هو محب الحكمة وسوفاً باللسان اليوناني هو 
الحكمة وكل عاقل بلا شك يحب الحكمة غير أن أهل الأفكار خطئوهم في الإلهية أكثر من 
إصابتهم سواء كان معتزلياً أو فيلسوفياً وكان من أصناف أهل النظر. انتهى. وقال الشيخ محيي 
الدين في كتاب «لواقح الأنوار»: لقد دخلت الخلوة وعملت على الاطلاع على الحقيقة 
الإدريسية فرأيت الخطأ إنما دخل على الفلاسفة من التأويل وذلك لأنهم أخذوا العلم عن 
إدريس عليه السلام فلما رفع إلى السماء اختلفوا في فهم شريعته كما اختلف علماء شريعتنا 
فأحل هذا ما حرم هذا وبالعكس . انتهى. وقال في مقدمة «الفتوحات»: مدار صحة العقائد 
إيمانه عن الأدلة وذلك لما يتطرق إليها إذا كان حاذقاً فطناً من الحيرة والدخيل فى أدلته وإيراد 
الشبه عليها فلا يثبت له قدم ولا ساق يعتمد عليها فيخاف عليها الهلاك وأطال في ذلك. قال: 
وتأمل كلام العقلاء تجدهم إذا نظروا واستوفوا في نظرهم الاستقلال وعثروا على وجه الدليل 
أعطاهم ذلك الأمر العلم بالمدلول ثم تراهم في زمان آخر يقوم لهم -خصم من طائفة كمعتزلي 
أو أشعري بأمر آآخر يناقض دليلهم الذي كانوا يقطعون به ويقدح فيه فيرون أن ذلك الأول كان 
خطأ وأنهم ما استوفوا أركان دليلهم وأنهم أخلوا بالميزان في ذلك وأين هذا ممن هو في علمه 
على بصيرة بتقليده الجازم للشارع فإنه كضروريات العقول لا تردد فيه إذ البصيرة للعلماء بالله 
تعالى كالضروريات للعقول ببخلاف كل مانتج من العقل فإنه مدغول يقبل الشبه والتردد. من 


(وقال) في الباب السابع والأربعين: ينبغي للمحقق أن لا يذكر الله تعالى إلا بالأذكار 
الواردة في القرآن حتى يكون في ذكره تاليا فيجمع بين الذكر والتلاوة معاً في لفظ واحد 
فيحصل على أجر التالين والذاكرين فلو أتى بالذكر من غير قصد التلاوة كان له أجر الذكر دون 
التلاوة فنقص من الفضيلة بقدر ما نقص من القصد وأطال في ذلك ثم قال في حديث: 
«اللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه». اعلم أنه لما كان الصوم سيبا للقاء 
الرب كان أتم من الصلاة من هذا الوجه لكونه أنتج لقاء الله الذي هو مشاهدته والصلاة مناجاة 
لا مشاهدة» فالحجاب يصحب الصلاة ولا يصحب الصوم ألا تراه قال: «#قسمت الصلاة بيني 


الفصل الرابع: مجموعة من القواعد والضوابط لمن أراد التبحر في علم الكلام باه 


هنا كان دليل الأشعري يورث شبهة عند المعتزلي ودليل المعتزلي يورث شيهة عند الأشعري 
وما من مذهب من مذاهب المجتهدين والمتكلمين إلا ويدحله الاشكال ثم إنهم كلهم يتصفون 
باسم الأشاعرة أو باسم مذهب معين فترى أبا المعاليى يذهب إلى خلاف ما ذهب إليه القاضي 
وترى القاضي يذهب إلى خلاف ما ذهب إليه الأستاذ والأستاذ يذهب إلى شلاف ما ذهب إليه 
الشيخ أبو الحسن والكل يدعون أنهم أشعرية كما يقع لأهل المذهب الواحد من مذاهب 
المجتهدين وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن أهل النظر لا يعذرون في مواطن وجوب العلم 
وأن التقليد المعصوم فيما أخبر به ملحق بالعلم وأقوى من علوم النظر كما يدل عليه قبول 
شهادتنا على الأمم السالفة أن أنبياءها بلغوها دعوة الحق تعالى ونحن ما كنا في زمان تبليغهم 
وإنما صدقنا الله عز وجل فيما أخبرنا به في كتابه عن نوح وعاد وثمود وفرعون وغيرهم ولا 
يقبل ذلك يوم القيامة إلا ممن كان في الدنيا على يقين من أمره. وقال الشيخ في الباب الثمانين 
ومائتين: اعلم أنه لا يصح من إنسان عبادة إلا إن كان يعرف ربه على القطع وأما من أقام في نفسه 
معبوداً يعبده على الظن لا على القطع فلا بد أن يحزنه ذلك الظن ولا يغني عنه من الله شيئا. 
التهى . وقال في صدر «الفتوحات» من شرط وجوب الاعتقاد في أمر من الأمور وجود نص متواتر 

فيه أو كشف محقق ومن كان عنذه الخبر بر الواحد الصحيح يكفي فليحكم به ولكن فيما يكون 
كلقا بالحكاء لان فنا مزاق يتكتمم بالاحرة لويش أذ مجطله زي وتيف على لتحي وليقل إن 
كان هذا صحيحاً عن رسول الله ةِ في نفس الأمر كما وصل إلي فأنا مؤمنٌ به وبكل ما صمح عن 
الله تبارك وتعالى ورسوله كله مما علمت ومما لم أعلم فلا يصح أن يكون في العقائد إلا ما صح 
من طريق القطع إما بالتواتر وإما بالدليل العقلي ما لم يعارضه نص متواتر لا يمكن الجمع بينهما 
وهناك يعتقد النص ويترك دليل العقل ويجب على المؤمن أن يدوم عليه لكن من حيث ما هو علم 
لا من حيث ما هو اعتقاد فقد يكون الأمر الوارد على غير الصورة التي يعطيها مقام الإيمان. وكان 
لشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله يقول: علوم النظر أوهام إذا قرنت بعلوم الإلهام. وكان 
الشيخ محيي الدين رضي الله تعالى عنه يقول: إياك أن تقنع في باب معرفة الله تعالى بدون 
الكشف كما عليه طائفة النظار والمتكلمين فإن المتكلمين يظنون عند نفوسهم أنهم ظفروا 
بمطلويهم بما نصبوه من العلامات وشاهدوه من الحقائق فتراهم يسكئون إلى ما حصل عندهم من 


(وقال فيه): للملائكة الترقي في العلم لا في العمل فلا يترقون بالأعمال 7 كما لا يترقى 
في العلمء والعمل ولو أن الملائكة ما كانت ترتى في العلم ما قبلت الزيادة من آدم حين علمها 
الأسماء كلها فإنه زادهم علماً بالأسماء لم يكن عندهم فتأمل ذلك. وقال في الباب الثامن 
والأربعين فى قوله: #أطيحوا ألَدَ واطيوا سول © [محمد: +] أي أطيعو! الله فيما أمركم به على 
لمان رسوله 8ك مما كال “فيه 8 اإن اللد يام ركم ثم نقال: «وأطيعوا الرسول؟ ففصل أمر 


ث6 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
الاعتقاد المربوط ويكفرون من خالفهم وذلك قصور في المعرفة ولو اتسع نظرهم لأقروا جميع 
عقائد الموحدين بحق ذكره في الباب الثالث والسبعين ومائتين والله تعالى أعلم. انتهت المقدمة 
بمضل الله تعالى» ولنشرع في ذكر مباحث علم الكلام مبسوطة بذكر سوابق عقائد الشيخ محيي 
الدين ولواحقها عكس ما يفعله المنكرون على الشيخ فيذكرون الكلمة الغريبة عن الشيخ منفردة 
فلا يكاد الشخص يقبلها فإن لكل شيء دهليرًا يدخل إليه منه. وصدرت مياحث الكتاب بتقول 
المتكلمين تمهيداً لفهم كلام أهل الكشف ثم أعقبتها بتقولهم فلا أزال أسأل وأجيب بالنقول في 
ذلك المبحث حتى يتضح للطالب الإشكالات التي في ذلك المبحث إن شاء الله تعالى. إذا 
علمت ذلك فأقول ويالله تعالي التوفيق: 

المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له 


اعلم أيدك الله تعالى أن كل من له عقل يعرف أن الله تعالى واحدٌ لا شريك له إذ لو جاز 
كون الإله اثنين لجاز أن يريد أحدهما شيئاً ويريد الآخر ضده كحركة زيد وسكونه فيمتنع وقوع 
المرادين وعدم وقوعهما لامتناع ارتفاع الضدين المذكؤرين واجتماعهما كما سيأتي سطه في 
آخر مباحث هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. فيتعين وقوع أحدهما فيكون مريذه هو الإله الحق 
دون الآخر لعجزه فلا يكون الله إلا واحذا بإجماع العقلاء. قال جمهور المتكلمين: والواحد 
هو الذي لا ينقسم ولا يشبه بفتح الموحدة المشددة أي لا يكون بينه وبين غيره شبه بوجه من 
الوجوه فلا يكون لوجوده ابتداءٌ ولا انتهاءً إذ لو كان له ابتداء أو انتهاء لكان حادثاً والحادث 
يحتاج إلى محدث وتعالى الله عن ذلك علوا كبيراً. وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله 
يقول: الأحاد أربعة أقسام: الأول: أحد لا يتحيز ولا ينقسم ولا يفتقر إلى محل وهو الباري 
جل وعلا. الثاني : أحد يتحيز وينقسم ويفتقر إلى محل وهو الجسم. الثالث: أحد يتحيز ولا 
ينقسم ويفتقر إلى محل وهو الجوهر . الرابع: أحد لا يتحيز ولا ينقسم ويفتقر إلى محل وهو 
العرض. انتهى. وهذا هو مجموع الوجود القديم والحادث فتأمله فإنه نفيس فهذه عبارة 
المتكلمين. وأما عبارة الشيخ محبي الدين رحمه الله فقال في باب الأسرار من «الفتوحات»: 
اعلم أن الله تعالى واحد بإجماع ومقام الواحد تعالى أن يحل فيه شيء أو يحل هو في شيء إذ 


طاعة الله من طاعة رسوله ولو كان المراد بطاعة رسول الله ما بلغ إلينا من أمر الله لم يكن ثم 
فائدة زائدة وإنما المراد بطاعتنا له كَكِةٍ أن نطعه فيما أمر به ونهى عنه مما لم يقل هو من عند 
شام ع دناه ا 0 ال بعل ل سكل معي عي تعره 

الله فيكون كالقرآن قال تعالى: #وبآ 0ك الول مَخُدُوُ وَمَا تَبَلكٌ عَنّْدُ ماهوا © [الحشر: 7] 
لأنا جعلنا له أن يأمر وينهى زائداً على تبيلغ أمرنا ونهينا إلى عبادنا وأطال في تفسير الآية. 


ثم قال ومعنى طاعة أولي الأمر أي فيما إذا أمرونا بما هو مباح فإذا أمرونا بمباح أو نهونا 
عنه فأطعناهم أجرنا في ذلك أجر من أطاع الله فيما أوجبه علينا وليس لأولى الأمر أن يشرعوا 


المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له 64 


الحقائق لا تتغير عن ذواتها فإنها لو تغيرت لتغير الواحد في نفسه وتغير الحق تعالي في نفسه 
وتغير الحقائق محال. انتهى. وسيأتي بسط ذلك في مبحث نفي الحلول والاتحاد إن شاء الله 
تعالى. فإن قبل: فما وجه كفر من قال إن الله ثالث ثلاثة مع كون رسول الله يد قال لأبي بكر 
المديق واديا تي الخارر حير ناته اذ لسر كين با اناك انين نه لاتهعا» فالجواب كما قاله 
الشيخ محبي الدين في باب الأسرار: إن وجه كفر من قال إن الله ثالث ثلاثة كونه جعل الحق 
تعالى واحداً من الثلاثة ة على الإبهام والتساوي في مرتبة واحدة ولو أنه قال إن الله تعالى ثالث 
اثنين لم يكفر كما في الحديث والمراد بقوله #ييدِ في الحديث الله ثالثهما أي حافظهما في الغار 
من الكفار والله أعلم. وقال الشيخ أيضاً في الباب الحادي والثلاثين وماثة من «الفتوحات 
المكية»: وإنما لم يكفر من قال إن الله تعالى ثالث اثنين أو رابع ثلاثة لأنه لم يجعله من جنس 
الممكنات بخلاف من قال إن الله ثالث ثلاثة أو رابع أربعة أو خامس خمسة ونحو ذلك فإنه 
يكفر فتأمل فإن الله تعالى واحد أبداً لكل كثرة وجماعة ولا يدخل معها فى الجنس لأنه إذا 
عسلياء رائع كلاثة فهو اواج متقرى أو اسن آريعة كيق وزاخد مغر وحكدا بالا ما بلغ ,'قال: 
وليس عندنا في العلم الإلهي أغمض من هذه المسألة لأن الكثرة حاكمة في عين وجود الواحد 
يحكم المعية ولا وبجود لها فيه [93 خلول: ول اتخاد. انتهى . ؤكال في الانيد الماع والعيعين 
وثلئمائة من «الفتوحات» أيضاً في قوله تعالى: نا يكرت بن جره كلد إلا هر رابتهتر وَل 
خْمْمَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمٍ © [المجادلة: 7] الآية: اعلم أن لله تعالى مع الخلق أينما كانوا سواء كان 
عددهم شفعاً أو وترأ لكن لا يكون الله تعالى واحدأ من شفعيتهم ولا واحداً من وتريتهم إذ 
علا ورا 0 أن تقف في المرتبة العددية التي وقف فيها الخلق أبداً 

فمتى انتقلوا إلى المرتبة التي كان قيها صفة الحق تعالى انتقلت صفة الحق تعالى إلى المرتبة 
التي تليها قبل انتقالهم. قال وهذا تنزية عظيمٌ لا يصح للخلق فيه مشاركة مع الحق تعالى أبداً. 
إن قل لها أجرا الحلج.اعلى القول بنعدة الألهة جع أن تلاحها لا ويه له مقف فاللجواب كما 
قاله الشيخ في الباب الرابع والأربعين وثلثماثة: إن الذي اعرام رادل علي الكثاراليرك 
هو وجود التنكير الذي جاء من لفظ إله من قوله تعالى: #ركا ين ِنَم بد لد وي »4 
[المائدة: *7] فهذا هو الذي أجرأ المشركين على اتخاذ الآلهة من دون الله قال وانظر إلى الاسم 


شريعة مثل رسول الله ييِةٌ ولذلك لم يقل في أولي الأمر: أطيعوا مثل ما قال في رسول 
الله وله فليتأمل. وقال فيه إنما أمر الله الخلق بالسجود وجعله مقام قربه بقوله: لوَأسْجْدَ 
4 [العلق: 14) وبحديث: ‏ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد إعلاما لنا بأن العسق 
تعالى في نسبة الفوقية إليه من قوله: #وهو القاهر فُوْفَ عِبَادِوء # [الأنعام: 18] وبقوله: مانن 
ينم من فهر 4 [النحل: ٠ه]‏ كنسبة التحتية إليه سواء فإن الساجد يطلب السفل بوجهه كما أن 
القائم ب يطلب العلو إذا رفع وجهه في حال الدعاء ويديهء وقد جعل الله السجود حال قرب من 
الله إليه فلم يقيده سبحانه الفوق عن التحت ولا التحت عن الفوق لأنه خالق الفوق والبحت 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


العظيم الله لما لم يدخله تدكير كيف لم يصح للكفار أن يسموا ما اتخذوه باسمه تعالى الله لأن 
الله تعالى واحد معروف غير ممجهول عندهم كماأقر بذلك عبدة الأوثان في قولهم عن آلهتهم 
التي اتخذوها ما نعبدهم إلا ليقربوثًا إلى الله زلفى فلم يقولوا إلا ليقربونا إلى إله كبير هو أكبر 
منها فكان قبول لفظ إله التدكير هو السبب في ضلال من اتخذ آلهة من دون الله مع الله ومن 
هنا أتكروا أنه إله واحد ولو أنهم كانوا أنكروا الله تعالى ما كانوا مشركين وإن كانوا كافرين فيمن 
يشركرن إذا أنكروا الله تعالى ولذلك قالوا: ظالَبَمَلَ الْأَلْدَ إِلَهًا ونِدَا؟» [م: 0] وما قالوا أجعل 
الآلهة الله فإن الله تعالى ليس عند المشركين باللجعل . ال 
تعالى الاسم الله يطلق على أحد وما عصم إطلاق لفظ إله قال تعالى: #أأرْمَيتَ مَنِ أَحْدَ إِلَهُمٌ 
سوه © [الجاثية: ٠1؟]‏ ولله تعالى في ذلك سر يعلمه العلماء بالله تعالى لا يسطر في كتاب لأن 
الكتاب يقع في يد أهله وغير أهله ل رن أكثفها. فالجواب كما قاله 
الشيخ في الباب الخامس والسبعين ومائتين: إن ألطف الأوثان الهوى وأكثفها الحجارة ولهذا 
قال المشركون لما دُعُوا إلى توحيد الإله في الألوهية: : «اكتمل اليلد يلها يبدا 4 فرد الله عليهم 
بقوله إن مَنَا لوه ماب فهر من قول الله تعالى عندنا من قول الكفار خلاف ما وقع لبعض 
المفسرين فإن التعجب الواقع من جهة الحق تعالى إنما وقع من فعل الكفار حين قالوا: عمل 
ليلد يلها ويِدا 1س : ه] لما دعوا إلى توحيد الإله في الألوهية وأنه إله واحد وهم يعتقدون 
كثرتها أي فآخر مقالة الكفار هو قولهم ©إِلهَا ويِدًا»» وأما قوله إن عدا لَتَوَهُ مّابُ4 فليس من 
قولهم. قلت ويؤيد ما نسبه الشيخ لبعض المفسرين أن المتعجب لا يتعجب إلا مما ورد عليه 
من الأمور الغريبة التي لاتعمل له فيها والله تعالى منزه عن ذلك. 


قال الشيخ رحمه الله: تعلم عقلاً أن الإله لا يكون بجعل جاعل فإنه إله لنفسه ولذلك 

- وَبنََ الخليل عليه السلام قومه لما نحتوا آلهتهم بقوله # انعدو بَدُونَ ما تحِيُون؟ [الصانات: 46] لما 
ره العقل أن الإله لا يتأثر وقد كان هذا الإله الذي اتخذوه خشبة يلعب بها الصبيان 
أو حجر يستجمر به» ثم أخذه هذا المشرك وجعله إلهأ يذل له ويتأله إليه في الشدائد ويفتقر إليه 
ويدعوه خوفاً وطمعاًء فمن مثل هذا يقع التعجب مع وجود العقل عندهم فتعجب الحق تعالى 
من ذلك ورسوله ليعلم المحجوبين أن الأمور كلها بيد الله عز وجل وأن العقول لا تعقل بنفسها 


كياك تفده الاستواء على القرش بع (الدرول إلن يام الذنا فين هتنا إيدما هنا فى تحال كرقه 
في العماء في حال كونه مستوياً على عرشه في حال كونه في السماء في حال كونه في الأرض 
في حال كونه أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد انتهى والله أعلم . 


0 التاسع والأربعين: اعلم أن السبب الموجب لتكبر الثقلين دون غيرهما 
1 الع رات م 00 ااا عار اد ار 0 لقره 


المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له 3 





وإنما تعقل بما يلقي إليها ربها وخالقها ولهذا تتفاوت درجاتها فمن عقل مجعول عليه قفل» 
ومن عقل محبوس في كن» ومن عقل طبع على مرآته صدأ. 

فعلم أن العقول لو كانت تعقل بنفسها لما أنكرت توحيد موجدها فلهذا جعلنا التعجب 
ليس من قول الكفار انتهى فإن قيل فهل كون الحق تعالى لم يولد من لخصائصه أم يشاركه في 
ذلك خلقه. 


فالجواب كما قاله الشيخ محيي الدين في الباب الخامس والأربعين وثلثماثة: إن عدم 
الولادة ليس خاصاً بالحق تعالى فإن آدم عليه الصلاة والسلام أيضاً لم يولد ولكن لما كانت 
الزلافة مساؤية علد النساتلين اتشرطيوا يما لمكاو عتدعر واه لعن تعالى نقسه عن مجانسة 
خلقه التهى. قلت فقوله تعالى: #إنَّ هِذًا لدو عاب # [مص.: 5] يحتمل أن يكون للتعجب وهو 
المسمى عند علماء الرسوم بالتعجب لتعجب أي من شأن ذلك الأمر أن يتعجب منه السامع وإن لم يكن 
الجتكلم متسيي) ينه الاستحالة: التعجب الحقيشي غلية فيصر إلى المنامع من نجهة التق جل 
وعلا :: تنزلاً للعقول ويحتمل أن يكون من جهة الكفاو أما من جهة الحق فهر لكونهم قالوا بتعدد 
الآئهة وأما من جهة الكفار فمن كون الإله واحداً فكلام الشيخ على أحد الاحتمالين» فإن 
قلت: فهل وصف الشرك بأنه ظلم عظيم راجع إلى ظلم العبد نفسه أو إلى ظلم غيره من الخلق 
أو إلى ظلم صفات الألوهية. 


فالجواب ما قاله 0 الثامن والسبعين من «الفتوحات» أن الشرك 
إنما هو من مظالم العباد #وما ظَلمونا ولك مكانوا أَنشسهم يَظْلِمُوتَ4 [الأعراف: ]15١‏ فيأتي 
000 ا ل ا 
خذ لي مظلمتي من هذا الذي جعلني إلهآ ووصفني بما لا ينبغي لي فيأخذ الله تعالى له مظلمته 
من المشرك ويخلده في النار مع شريكه إن كان حجراً أو حيواناً غير إنسان أما الإنسان فلا 
يخلد في النار مع عبدته إلا إن رضي بما نسب إليه من الألوهية أما نحو عيسى والعزير عليهما 
السلام أو علي بن أبي طالب فلا يدخلون النار مع من عبدهم لأن هؤلاء ممن سبقت لهم من 
الله تعالى الحسئى انتهى . 


غيرهم من الخلق فكان المتوجه على إيجادهم من الأسماء الأليية كما الكرويف والكيرياء 
والعظمة والقهرء فلذلك خرجوا أذلاء تحث القهر الإلهي فلم يمكن , لهم أن يعرفوا الكبرياء 
طعماً وأطال في ذلك. وقال فيه #االجاكاءت ع اله الرضو الرحم , أول كل سورة لأن 
السور تحتوي على أمور مشوفة تتطلب أسماء العظمة والاقتدار فلذلك قدم لاد الرحمة تأنينياً 
ويشرى للمؤمنين ولهذا قالوا ذ ف سورة الغوية زنها والأقال بنزرة واد وس اله : إن كل 
والح سورة مسكدلة حا إلى مملة قال: :إن :رسملة سووة الكمل ‏ مكانية تحت للا دمن القوان 
عن ماثة وأريع عشرة بسملة ولذلك جاءت بسملة النمل محذوفة الألف كما جاءت في أوائل 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


0 


فإن قيل فهل لقوله تعالى: لإومن يدم مَمَّ أله إلَدها لكر لا يمان لم بي * [المؤمنون: 117] 
مفهوم فالجواب كما قال في «الفتوحات» في الباب الثامن والتسعين ومائة: إنه لا مفهوم له لأن 
الاجتهاد في الأصول ممنوع عند المحققين فيأثم من أخطأ فيه. فإن قيل: فما وجه تنكير قوله 
تعالى #إِلَنها» في هذه الآية. فالجواب أنه إنما نكره لأنه لم يكن موجوداً ثم إذ لو كان 
ري م ع ال ا م 
ضرم واستسمن ذا ورم وليس له متعلق يتعين ولا حق يتضح ويتبين وكان مدلول ادعائه العدم 
المحض ولم يبق إلا من له الوجود المحض إذ كل شيء يتخيل فيه أنه شيء فهو هالك.في عين 
شيئيته عن نسبة الألوهية إليه لا عن شيئيته في نفسه فإن وجه الحق تعالى فيه باق إذ هو معلوم 
علمه الله تعالى فالله تعالى هو المعلوم المجهول انتهى . 

فإن قلت: لفظة التوحيد توهم أن العبد هو الذي وحد ربه وفي ذلك رائحة الافتقار 
وتعالى الله عن ذلك فالجواب ما قاله في «الفتوحات» في الباب الثالث والسبعين أن الحق تعالى 
غني عن توحيد عباده له فإنه الواحد لنفسه ووحدائيته ما هي بتوحيده موحد وذلك لكلا يكون 
الحق تعالى الذي هو المقدس أثرا لهذا العمل فتفطنوا أيها الإخوان لهذه النكتة فإنها دقيقة 
جدا. 

قال الشيخ : ولغناه تعالى عن توحيد عباده قال: سهد أنه أنه ل يله إلا هو وَالمكيكة 
ووأ الل آل عمران: ]١8‏ فأخبر تعالى أنه الموحد نفسه بنفسه وعباده إئما هم شهداء على 
شهادته لنفسه على سبيل التصديق» والاعتراف والإذعان. فإن قيل عطف الملائكة أولوا العلم 
على شهادته لنفسه بالواو قد يوهم الاشتراك في الوقت والاشتراك هنا لأن شهادة الحق لنفسه لا 
افتتاح لها والملائكة وأولوا العلم محدثون بلا شك. فالجواب أنه لا اشتراك إلا في الشهادة 
قطعأء ا ا ار اللي الالو وار 
شهادة عباده له إنما هي حين أظهرهم فاقهم . 

فإن قيل فلم خص في الآية أولي العلم بالشهادة دون أولي الإيمان. فالجواب أنه تعالى 
إنما خص أولي العلم بالشهادة لأن شهادتهم ليست عن علم من طريق الإيمان وإنما هي عن 


السورة ليعلم أن المقصود بها أوائل السور بدليل أنهم لم يعملوا بذلك في: #شر اَم حرنهًا 
' ومسا © لهود: ]4١‏ و##أتأ بأسر رَيِكَ * [العلق: .]١‏ 
(قلت): وقد ذكر الشيخ أيضاً في الباب الحادي والثلثمائة ما نصه الأوجه عندي أن سورة 
الأنفال وبراءة سورة واحدة ولذلك تركت البسملة بينهما وإن كان لتركها وجه هو عدم المناسبة 
بين الرحمة والتبري ولكن ما لهذا الوجه تلك القوة ة بل هو وجه ضعيف وذلك أن البسملة 
لوجردة قن يدور أولها: #ويل © وأين ع الرحمة من الويل انتهى وذكر أيضاً في الباب السابع 
والعشرين وثلثمائة ما ئصّه أخبرني الوارد والشاهد يشهد له بصدقه مني بعد أن جعلني في ذلك 


المبحث الأول: فى بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد فى ملكه لا شريك له نه 


تجل إلهي لقلوبهم أفادهم العلم الضروري بتلك الشهادة لأنه شهادته تعالى لنفسه بالتوحيد ما 
هي عن إخبار عن غيره حتى تكون إيماناً فإن متعلق الإيمان إنما هو الخبر عن وقوع أمر 
فيسمعه السامع فيؤمن بهء وإخبار الله تعالى عن نفسه ليس كذلك وقد استفدنا من إضافتهم إلى 
العلم دون الإيمان الإعلام من الله تعالى لنا بأن المراد بأولي العلم أهل التوحيد الذين حصل 
لهم التوحيد بالطريق المتقدم وقد يلحق بهم من حصل له التوحيد من طريق العلم النظري 
وليس المراد بهم من حصل له ذلك من طريق الخبر وكأنه تعالى يقول وشهد الملائكة بتوحيدي 
بالعلم الضروري الذي استفادوه من التجلي لقلوبهم وقام لهم مقام النظر الصحيح في الأدلة 
فشهدت لي يعني الملائكة بالتوحيد كما شهدت لنفسي وشهد بذلك أيضاً أولوا العلم بالنظر 
العقلي الذي جعلته لهم انتهى. قلت: ويؤيد ما قرره الشيخ قوله #َهِ: من مات وهو يعلم أن 
لا إله إلا الله دخل الجنة لأنه وَيهِ لم يقل يؤمن ولا يقول بل قال: يعلم وأفرد العلم وذلك لأن 
الإيمان متوقف وجوده على وجود الخير كما مر وذلك متوقف على مجيء الرسل والرسول لا 
يثبت حتى يعلم الناظر العاقل أن ليس ثم إلا إله واحد ثم يقول ذلك لقول رسول الله كله له قل 
لا إله إلا الله تقول الله له: قل ذلك له وحينعذ يسمى مومناً فإن الرسول أوجب عليه أن يقولها 
لو كان عالما هو بها في نفسه من غير واسطة قال الله تعالى: كلما الَدنَ َامَيَْا سبوا باه 
وَرَسُولدِء # [النساء: 151] أي آمنوا بمحمد ولو كنتم مؤمنين من جهة شريعة موسى وعيسى إذ 
الحكم إنما هو لشريعة محمد الآن وكذلك الحكم في أهل الفترات يؤمرون كذلك بالإيمان 
بمحمد يكْةْ إذا أدركوا زمن رسالته ولو كانوا موحدين قبل ذلك بالنور الذء قلاف لكي لوهم 
كقس بن ساعدة وسيف بن ذي يزن وأضرابهما. فعم يِل بقوله من مات وهو يعلم - جميع أنواع 
التوحيد من طريق الخبر أو العلم الضروري وإنما جعل وق صاحب هذا التوحيد العلمي سعيداً 
ويدخل الجنة وإن لم يتصف بالإيمان لأن النار بذاتها لا تقبل خلود موحد فيه أبداً بأيّ طريق 
كان توحيده. فإن قيل: فلم لم يقل #فةٍ في هذا الحديث السابق ويعلم أن محمداً رسول الله 
مع أنه لا بد من ذلك في طريق سعادة المؤمن فالجواب كما قاله القصري في «شرح شعب 
الإيمان» أنه إنما لم يأت بها في الحديث لتضمن الشهادة بالتوحيد الشهادة بالرسالة في حق من 
قالها امثالاً للشارع بَلةِ فإن القائل لا إله إلا الله لا يكون مؤمتاً إلا إذا قالها لقول رسول الله َل 
عن هن ورور ان استسافي اللسدفلة في أرل كن فيوررة | إنما هو تتويج الرحمة الإلهية في 
منشور تلك السورة وأن الرحمة تئال كل مذكور فيها من المسلمين فإنها علامة الله على كل 
سورة أنها منه كعلامة السلطان على مناشيره والحكم للتتويج فإن به يقع القبول» وبه يعلم أنه 
من عند الله هذا أخبار الوارد لنا ونحن نشهد ونسمع ونعقل ولله الحمد لكن في حجاب عن 
شهود المحل الذي نزلت منه الشرائع ليفرق بين مقام الولاية ومقام الرسالة فافهم (وذكر) أيضاً 
في الباب الثامن والثلاثين وثلثمائة ما نصه: أعلم أن الله تعالى جعل البسملة أول كل سورة من 
القرآن حاكمة على كل وعيد فيها لأحد من المسلمين فمال كل موحد إلى الرحمة لأجل بسم 


0 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


له: قلء فإذا قالها لقوله له قل» فهو عين إثبات رسالته فلما تهمنت هذه الكلمة الخاصة 
الشهادة بالرسالة لم يقل في الحديث ويعلم أن محمداً رسول الله على أنها قد جاءت في رواية 
أخرى انتهى . 

ويحتمل أن يكرن الحق تعالى أمر نبيه لله بالكف عمن قال لا إله إلا الله فقد ورد عنه 
أن من مات عليها دخل الجنة ثم إن الله تعالى أمره بأن يكلفهم بالإيمان بالرسول آخر الأمر لما 
خف عنهم الحد الذي كان عندهم أوائل البعثة وأذعنوا له كما هو سنة الله تعالى في تكليفه 
لعباده بالأحكام شيئا فشيئاً ويحتمل أنه يق إنما سكت عن لفظة وأن محمداً رسول الله ليدخل 
أهل الفترات ومن لم يبلغهم الرسالة والله تعالى أعلم. فإن قيل فآي التوحيد أعلى؟ توحيد من 
ينظر في الأدلة أو توحيد من لا ينظر من'الحيوانات والجمادات؟ فالجواب كما قاله سيدي علي 
الخواص أن توحيد من لا ينظر في الأدلة أعلى إذا كان توحيده كشفاً فإن كان تقليداً فتوحيد من 
ينظر في الأدلة أعلى منه والله أعلم. بل سمعتة يقول: من توقف في توحيده لله عز وجل على 
ديل فهو جاهل لأن كل مخلوق يعلم أن الله واحد بالفطرة وغاية الإنسان إذا نظر في الأدلة أن 
ينتهي أمره إلى الحيرة في الله تعالى من حيث كنهه وذلك هو حال البهائم لأنهم مفطورون على 
الحيرة والإنسان لما خلقه الله تعالى على صورة الكمال يريد الخروج عن الحيرة وما علم أن 
ذلك لا يصح له. فإن قيل فهل يصح لعبد أن يترقى في تنزيه الحق تعالى عما وجده في نفسه 
من صفات المحدث أم لا يصح له الترقي عن ذلك. فالجواب ما قاله في «الفتوحات» في الباب 
العشرين وثلثماثة : إنه لا يصح لعبد أن يترقى في تنزيه الحق تعالى عما يعلمه من نفسه أبداً 
فكل عبد ينزه ربه عن كل ما هو عليه إذ كل ما هو عليه العبد محدث والحق لا ينزه إلا عن 
قيام الحوادث به ولهذا كان التنزيه يختلف باختلاف المنزهين فالعرض يقول سبحان من لم 
يفتقر في وجوده إلى محل يكون به ظهوره والجوهر يقول سبحان من لم يفتقر في وجوده إلى 
أداة تمسكه والجسم يقول سبحان من لم يفتقر في وجوده إلى موجد يوجده قال وفي هذا حصر 
التنزيه من حيث الأمهات فإنه ماثم إلا جسم أو جوهر أو عرض والكامل يسبح الله تعالى 
بجميع تسبيح العالم كله لانطواء العالم فيه انتهى . 

فإن قيل: فهل عبادة الخلق للحق تعالى من طريق أحديته أو من طريق واحديته؟ فإن قلتم 


الله الرحمن الرحيم فهي بشرى عظيمة لزوال كل صفة توجب الشقاء على أحد من عصاة 
الموحدين» وأما سورة التوبة عند من لم يجعلها من سورة الأنفال فيجعل لها اسم التوبة رهي 
الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة؛ والعطف فقام اسم التوبة مقام البسملة فإن الرجعة على 
عباده تعالى لا تكون إلا بالرحمة والله أعلم. 


(وقال) فى الباب الخمسين: سبب الحيرة فى الله تعالى طلبنا معرفة ذاته تعالى بأحد 
الطريقين: إما بطريق الأدلة العقلية وإما بطريق تسمى المشاهدة فالدليل العقلي يمنع من 


المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له 6 


إنها من طريق الأحدية فكيف صح ذلك مع امتناع التجلي فيها فإن الأحد لا يقبل وجود غيره 
معه بخلاف الواحدية. فإن الجواب ما قاله في «الفتوحات» في الباب الثاني والسبعين وماثتين : 
أنه لا يصح لعبد أن يعبد الله تعالى من حيث أحديته ذوقاً لأن الأحدية تمحي وجود العابد فكأنه 
تعالى يقول لا تعبدوني إلا من حيث ربوبيتي فإن الربوبية هي التي تعرفونها لكونها أوجدتكم 
فما صح لأحد تعلق إلا بها ولا تذلل إلا لها فمن تعبد لحضرة الأحدية فقد تعبد نفسه لغير 
معروف وطمع في غير مطمع لأن الأحدية من خصائص الذات التي تمحق الأغيار فعلم أن ما 
سوى الله لا أحدية له مطلقاً وأن المراد بقوله تعالى ولا يشرك بعبادة ربه أحداً المجاز لا الحقيقة 
لأنه خلاف ما يفهمه أهل الله تعالى في تقديرهم المعاني وإن كانت لفظة الأحدية جاءت ثابتة 
الإطلاق على ما سواه تعالى كما في هذه الآبة ويؤيد ما قررنا قوله تعالى لمحمد # يله «ذل هو 
أشَّدُ تمحد» [الإخلاص: ]١‏ أي لا يشاركه أحد في صفة الأحدية. 

قال الشيخ محبي الدين: وأما الواحد فقد نظرنا في القرآن فلم نجده أطلقه على غيره كما 
أطلق الأحدية وما أنا منه على يقين فإن كان لم يطلقه فهو أخص من الأحدية ويكون اسماً 
للذات علماً لا صفة كالأحدية» إذ الصفة محل الاشتراك ولهذا أطلقت على ما سوى الله كما مر 
انتهى . 

فإن قيل: قد أجمعوا على أن كل صادق ناج ومعلوم أن المشرك صادق في أنه مشرك 
فلم لا ينفعه صدقه. فالجواب ما قاله الشيخ في الباب الخامس والخمسين وثلثمائة من 
االفتوحات»: أن الصدق لا ينجي صاحبه إلا إن زان الصو يان البويية رالحية تميكرتاة صدقاً 
ومع ذلك فهما محرمتان ولذلك قال تعالى للست َلَ ألصَّديقِنَ عن صِدْقِهِمْ 4 [الاحزاب: 4] يعني 
أهل أمرهم الحق'بذلك الصدق أم نهاهم عنه؟ فكل حق صدق وليس كل صدق حقاً. فعلم أن 
المشرك صادق فى أنه مشرك وما هو صادق فى أن الشركة فى الألوهية صحيحة وقد بحث هو 
بالأدلة الشرعية والعقلية فلم يجد لما ادعاه عيناً في الصدق انتهى . 

فإن قيل: فهل يصح أن يتبرأ الحق تعالى من الشريك من حيث إنه عدم لا وجود له في 
نفس الأمر. فالجواب ما قاله الشيخ في الباب الحادي وثلثمائة: أنه لا يصح أن يتبرأ الحق 
تعالى من الشريك لأنه عدم وإنما يتبرأ من المشرك من حيث إنه اتخذ آلهة من دون الله بخير 


المشاهدة والدليل السمعي قد أومأ إليها وما صرح وقد منع الدليل العقلي من إدراك حقيقة ذاته 
تعالى من طريق الصفة الثبوثية النفسية التي هو في نفسه عليها فلم يدرك العقل بنظره إلا صفات 
السلوب لا غير وقد سموا ذلك معرفة» وكلما زادت الحيرة زاد العلم بالله تعالى ولذلك كانت 
حيرة أهل الكشف أعظم وقال: لولا منازعة الإنكار من العلماء وأولي الأمر على أهل الله عز 
وجل لأتوا بنظير ما جاءت به الأنبياء من صفات الله تعالى من تعجب» وفرحء وضحك ونزول 
ومعية ولكن نعم ما فعل العلماء في إنكارهم ونعم ما فعل أهل الله في عدم التلفظ بما أطلعهم 


15 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


سلطان أتاه ثم المراد بتبريه تعالى من المشرك ذمه وبغضه وإلا فلو تبرأ منه حقيقة فمن كان 
يحفظ عليه وجوده فحكم البراءة منه حكم صفة تنزه الحق عنها لأن متعلق البراءة عدم انتهى . 

وقال في الباب الخامس والأربعين وثلثمائه: لا تصح الشركة بالله أبداً لأن شرط صحتها 
عدم تمييز الأنصباء والأمور كلها معينة عند الله تعالى في هذا الشيء المسمى مشتركاً. 


زقان:فى البات الثاني والتنيهيق له تصح الشركة في الوجود لأنه كله فعلٌ واحدٌ فما 
ل 
وإن كان يعرفه فإنه يخلب عليه الجبن الذي فطر عليه فيفزع من حيث كون الحق تعالى أثبت 
الشركة وصفاً في المخلوق وأنه يشرك بربه وما شعر هذا بقوله أنا أغنى الشركاء عن الشرك فلم 
يقل إن الشركة صححيحة ولا أن الشريك موجود فالعبد الذي أشرك وما في نفس الأمر شركة 
لأن الأمر من واحد هذا هو الحق الذي إن قلته لا تغلب وما سوى ذلك فهو مثال بيضرب مثل 
فرضى المحال وجوده موجوداً انتهى وأطال فى ذلك. فإن قيل: فهل كل كافر مشرك كما أن 
كل مشرك كافر أم لا. فالجواب ما قاله في الباب المخامس والسبعين ومائتين أن كل مشرك كافر 
وليس كل كافر مشركاأء قأما كفر المشرك فلعدو له عن أحدية الإله وأما شركه فلأنه نسب 
الألوهية إلى غير الله مع الله وجعل له نسبتين فأشرك» وأما وجه كونه لا يلزم أن يكون كل كافر 
م 2 
«لكَد كدر ألَربت كَالْوَا إن اله هر الْمَيسِيحٌ أَبَنُ ا ميم © [المائدة: 0 
الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم فكفره ل ا 1 
يكفر أيضاً بكفره بالرسول أو ببعض كتابه وكفر هذ! على وجهين الأول أن يكون كفره بما جاء 
من عند الله مثل كفر المشرك في توحيد الله. الثاني أن يكون عالماً برسول الله وبما جاء من عند 
ا ا 0 
وأطال في ذلك . (فإن قيل) من أب 0 مع الله تعالى مع أنهم كلهم 
أعابر اها راز جالزكرب لدوسوين ! لست بربكم (فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب الخامس 
والثلثماثة: أنهم ما ادعو! الشريك مع الله تعالى حتى حجبوا عن ذلك المشهد فلما حجبوا 


الله عليه من معرفته وأطال في ذلك. 


(وقال) فى الباب الحادي والخمسين: من رجال الله من أعطاه الله تعالى علامة يعرف بها 
الحرام والحلال في المآكل والملابس والمشارب وغير ذلك» فاستراح من التعب والتفتيش 
وسوء الظن بعباد الله تعالى المكتسبين لذلك المال» ثم إن هذا الأمر لا يكرن لهم إلا بعد 
التضييق الشديد في التورع وهناك جازاهم الله تعالى ونئفس عنهم بإعطائهم تلك العلامة في 
المطعوم مثلاً فيستعملونه ويظن من لا علم له بذلك أنهم أكلوا حراماً وليس كذلك. 

(وقال) في الباب الثاني والخمسين: اعلم أن نسبة الإنسان إلى أمه أولى من نسبته إلى 


المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له 3 


حكمت عليهم الأوهام بوجود الشريك مع أنه عدم في نفس الأمر فإنه لو صح شريك للحق ما 
و لبقيال لش و كت او و ا 1 بر 0 

صح إقرارهم بالملك له وحده هناك فإن ذلك الموطن كان موطن حق من أجل الشهادة فنفس 2 
دلي السلته 1ك سان رليم عر عن الى ايا ال اه وإنما قلنا ذلك من طريق 
الاستنباط لأنه لا يجرهنا للتوحيد لفظ أصلاً وإنما المعنى يعطيه فعلم أن الشريك منفي من 
الأصل والسلام (فإن قيل) فإذن المشرك جاهل بالله تعالى على الإطلاق (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في الباب الخامس والثمانين ومائتين: نعم إذ الشركة لا تصح بوجه من الوجوه ولا يكون 
ا ل لأنهم إنما وجدوا أفعال 
العباد للعباد فما جعلوهم شركاء لله تعالى وإنما أضاقوا الفعل إليهم عقلاً وصدقهم الشرع على 
ذلك كما أن الأشعرية وجدوا أفعال الممكنات كلها لله تعالى من غير تقسيم عقلاً وساعدهم 
الشرع على ذلك أيضاً لكن ببعض محتملات وجوه ذلك الخطاب ولم يجعلهم من المشركين» 
بل قالوا إن الله تعالى خالق كل شىء. قال: ولكن لا يخفى أن ما ذهبت إليه الأشاعرة أقورى 
عند أهل الكشف مع أن كلا من الطاتفتين أصحاب توحيد شرعي انتهى . 

وقال في الباب الثالث والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: إن أله لا يَْهْرٌ أن يشْرَكَ 
يد) [الساء: +11] أي لأن الشريك عدم لا وجود له كما يتيقنه المؤمن بإيمانه وإذا كان عدماً فلا 
يغفره الله إذ الغفر والستر لا يكون إلا لمن له وجود والشريك عدم فما ثم من يستر فهي كلمة 
تحقيق فمعنى قوله إن الله لا يغفر أن يشرك به أي لأنه لا وجود للشريك ولو كان له وجود 
لكان للمغفرة عين تتعلق بها وأطال في ذلك. ا 

وقال في الباب الخامس والأربعين وثلثماثة : اعلم أن الشرع قد يتم كع الع في عدن 
المراضع كما في قوله تعالى: 56 لم شَرِيِكُ في الْملِكِ * [الإسراء : 1١١‏ فنفي الشريك مم أنه 
او ا ا و يدم 
عنه الحكم فإنديّقة جاء بلسان قومه وهوما تواطووا عليه انتهى. (فإن قيل) فهل في الجن 
المخلدين في النار من يشرك كالإنس (فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب التاسم والستين 


أبيه وذلك لأنه من جهة أبيه ابن فراش ومن جهة أمه أينها حقيقة» وقال في الباب الثالث 
والخمسين: يجب على كل من لم يكن له * شخ آنا يكيل هذه الديعة انور عن جد كه كنيف 
وهو: الجوع والسهر والصمت والعزلة والصدق والصبر والتوكل والعزيمة واليقين وأطال في 
بيان كل واحد منها . 


(وقال) في الباب السابع والخمسين: قوله تعالى: طتََشْمهَا جورم وَتَقوَهَا (4)9 [الشمس: 


إنما قدم الفجور على التقوى في الذكر لينبه تعالى على أن الفجور هو الغالب على الإنسان 
ويرجع العبد إلى ربه في كونه هو المقدر عليه ذلك فيتوب تعالى عليه قال: والإلهام بالقفدءر 


54 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وثلثمائة: أنه ليس في الجن من يجهل الحق تعالى ولا من يشرك به فهم ملحقون بالكفار لا 
بالمشركين وإن كانوا هم الذين يوسوسون بالشرك للناس ولذلك قال تعالى: #كْتَلٍ لطن إذ 
َال للإدين أحَكَدْرٌ هنا كَثَرَّ ل إن ترم جلك إن أَعَافُ أَنَهَ رب لصن )4 [الحشر: ١‏ 
فليتأمل (فإن قيل) فإذا كان مذهب الأشعرية لا بد فيه من إضافة العقل للعبد فكيف يصح 
التوحيد الخالص لله تعالى: (فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة: وهو أنه 
يجب على الإنسان أن ينزه ربه عن الشريك لا عن الشركة فى العقل والملك لأجل صحة 
الكليات نت اللسدرقى الل والملك شركة الكو جسن حل حنهان الأرسات #التسان تضاف اليد 
الصئعة روفو لد يحمل التابرث يد ققظ وإيذا شلد الات قود ين سيد ركفب فيه أنلياتن 
النجارة ولم يضف عمل التابوت إلى شيء منها انتهى. (فإن قيل) فما الفرق بين من يقول 
بالأسباب وبين من قال عن الأوثان ا نَمَبْدُهُمْ إلا لِمَرْبوتَآ إِلَ أَكَّدِ رُلَوَّ» [الزمر: *] وهلا كان 
يكفر من وقف مع الأسباب كما يكفر من عبد الأوثان. (فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب 
الثاني والسبعين في الكلام على الحج: اعلم أن عباد الأوثان قد اجتمعوا معنا في كوننا ما عبدنا 
الذات لكونها ذاتأ بل لكونها إلهاً وإنما خالفونا في الاسم فإنا وضعنا الاسم على حقيقة مسماه 
ونسبنا ما ينبغي لمن ينبغي فهو الله حقاً لا إله إلا الله هو وأولئك وضعوا الاسم على غير مسماه 
فأخطؤواء فسمينا نحن علماء سعداء وأولتك سموا جهلاء أشقياء فنحن عباد المسمى والاسم 
مندرج فيه وهم عباد الاسم لا المسمى كما قال ظوََِهَ يَسْمِْدُ سن في السَمْوتِ ايض طَرْضًا وَكها * 
[الرعد: ]١6‏ فالمؤمن يسجد لله طوعاً والمشرك يسجد لله كرهاً لأنه عبد الوئن فتبرأ الوثن منه 
فوقعت عبادته لله تعالى كرها على رغم أنفه. 

وقال في الباب السبعين من «الفتوحات»: إنما لم يقبل توحيد المشركين شرعاً في قولهم 
«إما نسَبَدُهُمَ إلا لمَرَبوئآ إِلَ أكَّهِ ُليَّ» لأن الدليل يضاد المدلول والتوحيد المدلول والدليل 
مغاير له فلا توحيد انتهى. (فإن قيل) فهل لنا علة أخرى في برهان التمانع غير الفساد في قوله 
تعالى : الو كن نيما َلفَهُ إلا أَدُ لقَسََكَا 4 [الأنبياء: *1] (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب 
الثالث والسبعين : أن علة منع وجود إلهين كون الحق تعالى لا مثل له فلو صح أن يكون في 
الوجود إلهان لصح أن يكون له تعالى مثل وذلك محال لأن الله تعالى نفى أن يكون له مثل 
من باب : لاقلا مد عوْلةَ وَعوْةَ من عَطَةَ ريْك وَمَا كن عَطآهُ ريك عَظُورا4 [الإسراء: ]٠١‏ 
فالنفس محل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور لتجتنبه والتقوى فتسلك طريقها 
فليست التفس أمارة بالسوء من حيث ذاتها لأن مرتبتها المباح الشرعي لا تتعداه وأما قول الله إن 
النفس لأمارة بالسوء فليس هو حكم الله تعالى وإنما حكى تعالى ما قالته امرأة العزيز في مجلس 
العزيز وهل أصابت في هذه الإجابة أم لم تصب هذا حكم آخر مسكوت عنه فبطل التمسك 
بظاهر هذه الآية والدليل إذا دخله الاحتمال سقط الاحتجاج به والله أعلم. 


المبحث الأول: فى بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد فى ملكه لا شريك له 58 


بخلاف الأسماء فإنه يصح اجتماعها في عين واحدة لعدم التشيبيه بالكون. قال: وانظر إلى 
التفاحة مثلا كيف لخلقها الله تعالى تحمل لونأ وطعما ورائحة فى جوهر واحد ويستحيل وجود 
لونين أو طعمين أو ريحين في ذلك الحيز» قال: ومن هنا يفهم معنى كون الحق تعالى يسمى 
بالظاهر والباطن دون الظاهرين أو الباطنين انتهى . 

وقال في الباب الأحد والثمانين ومائة: إنما كان المريد لا يفلح قط بين شيخين قياساً 
على عدم وجود العالم بين إلهين وعلى عدم وجود المكلف بين رسولين وعلى عدم وجود 
امرأة بين رجلين انتهى . 

وقد قيل للشيخ محيي الدين رحمه الله: إن الإله الذي جاء بوصفه ونعته الشارع لا يدرك 
كنهه لمباينته لخلقه فهل هو غير الإله الذي أدركه العقل وأحاط به علمأ أم هو عينه ولكن قصر 
العقل عن الإحاطة به؟ قأجاب الشيخ في الباب السابع والستين من «الفتوحات» يما نصه: أن 
الإله الذي أدركه العقل ليس هو عين الإله المنزه المقدس لأن الإله الذي جاء بوصفه ونعته 
الشارع لا يقبل اقتران ممحدث به وقد قرن بهذا الإله محمد رسول الله في شهادة أن لا إله إلا 
الله وأن محمداً رسول الله فعلم أن التوحيد من حيث ما يعلمه الله ما هو التوحيد الذي أدركه 
النظر العقلي إذ الإله الذي دعا الشرع إلى عبادته لا يعقل كنهه لمخالفته لسائر الحقائق وأطال 
في ذلك فليتأمل» ثم قال: ومن عرف ما قررناه علم أن الإله الذي أدركه العقل لا يحتاج إلى 
تأويل شيء من صفاته التي أدركناها بعقولنا وتنزل الحق تعالى فيها لعقولنا فيصح وصفه 
بالاستواء والنزول والمعية والتردد وغير ذلك من غير تأويل انتهى . 

قلت فما احتاج إلى تأويل إلا من ظن أن الإله الذي كلفنا الله بمعرفته ليس هو صاحب 
الصفات المقدسة التى لا تعقل وذلك أن الحق تعالى له مرتبتان مرتبة هو عليها فى على ذاته 
ومرئبة تنزل منها لعقول عباده قما عرف البخلق مبه إلا رتبة التتزل لا غير» لأن الله تعالى لم 
يكلف الخلق أن يعرفوه تعالى كما يعرف نفسه أبداً ولو كلفهم بذلك لأدى إلى الإحاطة به كما 
يحيط هو بنفسه وذلك محال لتساوي علم العبد وعلم الرب حيذٍ انتهى. وقد قال الشيخ أيضا 
في الباب الثاني والسبعين إلى التنزيه سمع في الشرع ولم يوجد في العقل انتهى. وقد أنشد 


(قال) في الباب التاسع والخمسين: فى حديث الدجال: (يوم كسنة ويوم كشهر ويوم 
كتجمعة وسائر أيامه كأيامكم! قد توهم بعضهم أن هذا الطول إنما هو من شدة الأهوال في ذلك 
الزمان وليس كذلك فإن تمام الحديث قد رفع الإشكال بقول عائشة رضي الله تعالى عنها فكيف 
نفعل في الصلاة في ذلك اليوم قال: اقدروا لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك باق على ما 
هو عليه لم يختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعلم بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا 
ظهور في ذلك اليوم للشمس فإنه في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث إنه يستوي 
فيوأئ العين وجود الليل والنهار. قال: وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان 


0 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيات عقائد الأكابر 


سيدي محمد وفارضي الله تعالى عنه في هذا المعنى: 
عقال عقلك بالأوهسام معقول وقد قلب القلب منك القال والقيل 
فو عسات نباك هرا ني معدانادة ولى فؤادبهذاالذداء معلول 
انتهى فعلم أنه ما ترقى عن الأوهام إلا الأنبياء وكمل ورثتهم من الأولياء والعلماء فهؤلاء 
وإنما أولوها لاتباعهم لقصور عقولهم فكان من جملة رحمة الله تعالى بعامة عباده التنزل 
لعقولهم بضرب من التشبيه الخبالي ومخاطبتنا منه لنتعقل عن أمره ونهيه فإذا تعقلنا ما خاطبنا به 
ذهيت المثلى المتخيلات كأنها جفاء وبقي معنا العلم وهذا نظير ما نزل إلينا من كلامه القديم 
المنزه عن الحروف والأصوات فإئا لا نتعقله إلا إن كان بصوت وحرف ولو أئه كشف عنا 
الغطاء لوجدناه بغير صوت ولا حرف كما أن الحق تعالى إذا تجلى يوم القيامة يراه بعض الئاس 
في ضيورة ولو أنه حقق النظر لم يجد للحق صورة ونظير ذلك أيضاً السراب #يَدْسَيْهُ الطََمْمَامُ 
مه حَيَّه إِذَا جساءم لز يجدة 5 شيعا [النور: 54]. وقد ذكر الشيخ في الباب الثاني والسبعين أن 
0 يناقش الموحدين ويقول لهم : فيماذا وحدتموني ولماذا وحدتموني وما الذي اقتضىي 
لكم توحيدي فإن كنتم توحدوني في المظاهر فأنتم القائلون بالحلول والقائلون بالحلول غير 
موحدين لأنهم أثبقوا أمريق تخالا وحيطلة وإن كنم وحدتموني في الذات دون الصفات الأفعال 
فما وحدتموني لأن العقول لا تبلغ إليها والخبر لم يجئكم بها من عندي» وإن كنتم وحدتموني 
في الألوهية بما تحمله من الصفات الفعلية والذاتية مع اختلاف النسب فبم وحدتموني هل 
بعقولكم أو بي فكيفما كان ما وحدتموني لأن وحدانيتي ما هي بتوحيد موحد لا بعقولكم ولا 
بن ناد توتدكم إياي بي هو توحيدي وتوحيدكم بعقولكم هباءً منثوراً كيف تحكمون علي 
بحكم من خلقته ونصبته وإن كان الذي اقتضى توحيدي هو وجودكم فأنتم تحت حكم ما 
اقتضاه منكم فقد خرجتم عني فأين التوحيد؟ وإن قلتم إن الذي اقتضى توحيدكم هو أمري 
فأمري ما هو غيري فعلى يدي من وصل إليكم؟ وإن قلتم إنه هو ما رأيتموه مني فمن ذا الذي 


فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء؛ والحركات كما هي فتظهر الحركات التي عملها 
أهل علم الهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلاة بلا شك قال: ولو 
كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوماً واحداً لم يلزمنا أن نقدر للصلاة بل كنا ننتظر زوال الشمس 
فما لم تزل الشمس لا نصلي الظهر المشروع لو أقامت بلا زوال مقدار عشرين سنة وأكثر لم 
يكلفنا الله غير ذلك قال: وقد اختلفت الناس في معقول لفظة الزمان ومدلولها فأكثر الحكماء 
على أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأقلاك والمتكلمون على أنه مقارتة حادث يسأل عنه بمتى 
والعرب يريدون به الليل والنهار قال: وهو مطلوينا في هذا الباب والله أعلم . 


المبحث الأول: في بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد في ملكه لا شريك له ال 


رآه منكم وإن لم تروه مني فأين التوحيد؟ وأنتم تشهدون الكثرة انتهى. وقال في الباب الثامن 
والخمسين وخمسماثة في الكلام على اسمه تعالى الجامع: اعلم أن التوحيد المطلوب منا 
معقول غير موجود والجمع موجود ومعقول ولو أنه تعالى أراد منا التوحيد الخالص الذي ليس 
معه فيه سواه لما أوجد العالم. لكن لما سبق علمه أنه إذا أوجد العالم كان بعض الناس يشرك 
به وقع ذلك على حكم ما سبق به العلم وماثم شيء خارج عن حكمه وإرادته وأطال في ذلك. 
ثم قال: وهذا هو وجه استناد وجود الشرك في العالم وقد كان تعالى ولا شيء معه يتصف 
بالوجود ولا الشريك ولا المشرك فنشأ الشرك من وجود العالم معه تعالى فما فتح العالم عينه 
على نفسه إلا وهو موجود مع الحق تعالى فلذلك كان ليس له في التوحيد الخالص ذوق فلما 
قيل له وححد خالقك لم يفهم هذا الخطاب فكرر عليه القول فقال: لا أدري ولا أعقل التوحيد 
إلا بين اثنين موحد بكسر الحاء وموحٌد بفتحها وأطال في ذلك. ثم قال في باب الوصايا من 
«ألفتوحات» اعلم أنه لا يعرف التوحيد الذي يستحقه الحق إلا الحق وأما نحن فإذا وحدناه فإنما 
نوحده بتوحيد الرضا ولسانه فإن توحيد الاستحقاق محال أن يصحبه هم أر حزن أو اختيار أو 
حب رياسة أو بغض أحد من الخلق لأن الوجود كله في قبضة قهره وتصريفه فافهم. وقال في 
الباب الثاني والسبعين ومائة بعد كلام طويل : فإذن التوحيد الشرعي هو التعمل في حصول 
العلم في نفس الإنسان بأن الله الذي أوجده واحد لا شريك له في ألوهيته وأما الوحدة فهي 
صفة الحق والاسم صفة الأحد والواحد وأما الوحدانية فهي قيام الوحدة بالواحد من حيث إنها 
لا تعقل إلا بقيامها بالواحد وإن كانت نسبته في التنزيه فهذا هو معنى التوحيد فإذا حصل في 
نفس العالم أن لله تعالى واحد فهو موحد وأطال في ذلك. ْ 


خائمة: قال الشيخ في باب الوصايا من «الفتوحات»: إياكم ومعاداة أهل لا إله إلا الله 
فإن لهم من الله الولاية العامة فهم أولياء الله ولو أخطئوا وجاؤوا بقراب الأرض لخطايا لا 
يشركون بالله شيئاً فإن الله يتلقى جميعهم بمثلها مغفرة ومن ثبتت ولايته حرمت محاربته» وإنما 
جاز لنا هجر أحد من الذاكرين لله لظاهر الشرع من غير أن نؤذيه أو نزدريه وأطال في ذلك» ثم 
قال: وإذا عمل أحدكم عملا توعد الله عليه بالنار فليمحه بالتوحيد فإن التوحيد يأخذ بيد 
ماح اا كبرق لاوا سار ارال وا الما ا ا 

(وقال) في الباب الثامن والستين: إنما شرط بعضهم القصد الذي هو النية في التراب 
دون الماء أن الماء سر الحياة فهو يعطي بالحياة بذاته سواء قصدء أو لم يقصد بخلاف التراب 
لأنه كثيف لا يجري على العضو ولا يسري في وجه القصد فافتقر للقصد الخاص بخلاف الماء 
فإنه تعالى قال: اغسلوا ولم يقل: تيمموا ماء طيباً مثل ما قال في التراب صعيداً طيباً قال: فإن 
قالوا: إنما الأعمال بالئيات وهو القصد والوضوء عمل قلنا سلمنا ما تقولون ونحن ثقول به 
ولكن النية هنا متعلقها العمل لا الماء والماء ما هو العمل والقصد هنالك للصعيد فيفتقر 
الوضوء لهذا الحديث للنية من حيث ما هو عمل بماء قالماء تابع للعمل؛ والعمل هو المقصود 


و الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاأكابر 


لا تجده في كتاب والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين. 
المبحث الثاني: في حدوث العالم 

اعلم أن مسألة حدوث العالم من معضلات المسائل لقوة شبهة الخلاف فيها بين أهل 
السنة والفلاسفة وقد انعقد الإجماع من سائر الملل على حدوثه كما سيأتي إيضاحه إن شاء الله 
تعالى ولنبداً بنقول محققي المتكلمين في هذه المسألة ثم بنقول محققي الصوفية رضي الله 
تعالى عنهم فأقول وبالله التوفيق: : قال الجلال المحلي محقق أهل الأصول إنما كان العالم 

لعا ا د ل 0 
محدث بكسرها ولا بد أن يكون واحداً ضرورة . قال شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين بن أبي 
شريف ومعنى قول الجلال المحلي في علة المحدث إنه يعرض له التغير أي على الوجه الذي 
يكتاغد فإنا لشاهد تعين الحركة بطريان النكوة وتغير الظلعة بطريانة:النون وبالعكى وليسن مزاذه 
اكد ل كر المنافة تزه كيرا من أجزاء العالم لا نشاهده كما في باطن الأرضين وما 
في السموات فالحكم بالتغير فيه مستند إلى دليل العقل. قال: وتمام التقرير ليلة الحدوث 
المذكور أن يقال: العالم أعيان وأعراض فالأعراض يدرك تغير بعضها بالمشاهدة في نفس الأمر 
كانقلاب النطفة علقة ثم مضغة ثم لحمأ ودماً وفي الآفاق كالحركة بعد السكون والضوء بعد 
الظلمة وسائر ما يشاهد من أحوال الأفلاك والعتاصر والحيوان والنبات والمعادن» ويعضها 
بالدليل وهو طريان العدم فإن العدم ينافي القدم وأما الأعيان فإنها لا تخلو عن الحوادث وكل 
ما لا يخلو عن الحوادث فقدمه محال انتهى. (وأما كلام ل 
المسألة إطناباً سيدي الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه وها أ نا أجلي عليك 
عراس كلامه رضى الله تعالى عنه. فقال في أول خطبة «الفتوحات»: الحمد لله الذي خلق 
الوجود من عدم وأعدمه. انتهى. أي لأن عدم العدم وجود لأنه موجود في العلم الإلهي 
ومعلوم العلم قديم من هذه الحيثية وأما من حيث ظهوره للخلق فهو حادث بإجماع. فمن قال 
إنه قديمٌ مطلقاً أخطأ أو حادث مطلقاً أخطأ وسيأتي لا ال ل 
الله تعالى نظما ونثراً عن الشيخ رحمه الله ولزن كيل اقما شنية من قال بقدم العالم من 





بالنية وهنالك القصد للصعيد الطيب والعمل به تبع فيحتاج إلى نية أخرى عن الشروع في الفعل 
كما يفتقر العمل بالماء في الوضوء والغسل وجميع الأعمال المشروعة إلى الإخلاص المأمور به 
وَغوا الئية واطال: كي ذلك وقد تقدم خالله تعلق بالية أيقاً فل الاب الثالك والثلاكين كراجيه فيه 
وقال فيه أجمنع أهل العلم في كل ملة ونحلة على أن الزهد في الدنيا وترك جميع حطامها 
والخروج عما بيده منها أولى عند كل عاقل» وأما المال الذي فيه شبهة تقدح فيه فليس له 
إمساكه وهذا هو الورع ما هو الزهد وأطال في ذلك. وقال فيه: إنما كان الاستجمار بثلاثة 
. أحجار فما فوقها من الأوتار لأن الجمرة هي الجماعة والوتر هو الله فلا يزال الوتر الذي هو 


المبحث الثاني : في حدوث العالم 1 


الفلاسفة (فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب الثالث والتسعين ومائتين إن شبهة وجود الارتباط 
المعنوي بين الرب والمربوب والخالق والمخلوق فإن الرب يطلب المربوب والخالق يطلب 
المخلوق وبالعكس ولا يعقل كل واحد إلا بوجود الآخر. فإن قبل فهل وجد العالم للدلالة 
على الحق تعالى. فالجواب كما قاله الشيخ في الباب الأربعين ومائة: إنه لم يوجد للدلالة على 
الح تعالى لأنه لو وجد للدلالة عليه لما صح للحق تعالى الغنى عنه ولكان للدليل سلطنة 
وفخر على المدلول فكان الدليل لا ينتقل عن مرتبة الزهو لككونه أفاد الدال أمراً لم يكن للمدلول 
أن يتوصل إليه إلا به فكان يبطل غناه تعالى عن العالمين. انتهى. وقال أيضاً في الباب الحادي 
والسبعين وثلثمائة: إنما سمى العالم عالماً من العلامة لأنه الدليل على المرجح انتهى فليتأمل 
مع ما قبله. فإن قيل: ا ا 1 لاه اا 
الوجوه؟ (فالجواب) كما قاله الشيخ محيي الدين إنه لا تصح المنافرة بين الحق والعالم من 
سائر الوجوه فإن العالم مرئبط بالحق تعالى من حيث استمداده فى وجوده منه فهذا هو الباب 
الذي دخل منه من قال بقدم العالم على أنه لا يلزم من وجود هذا الارتباط الاتحاد في نوع ولا 
شخص ولا جنس فإن الله تعالى هو الخالق وله رتبة الفاعلية في الوجود وأطال في ذلك. ثم 
قال: فعلم أن المنافرة بين المحق والخلق لا تشمل الوجود العلمي الأزلي لارتباط الوجود بالحق 
تعالى ارتباط عبودية بسيادة حتى في حال عدم العالم فإن الأعيان الثابتة في العلم الأزلي لم تزل 
تنظر إلى الحق تعالى بالافتقار أزلاً ليخلع عليه اسم الوجود ولم يزل تعالى ينظر إليها 

لاستدعائها ؛ 0 لما وح وو الك ا ب در 
حد سواء تالإمكاة ليا كات سرت لهو اال في ذلك فلم قال ومن لم يعتقد هذا الارتباط الذي 
ذكرناه زلت به قدم الغرور في مهواة من التلف أي اط صار 
قائماً بنفسه وذلك محال» الو ا ال 0 لسن 
كنك وك 45 [الشررى: ]1١‏ قلا يصح .به ارتباط من هذا الوه أبداً لآن الذات له الختى عن 
العالمين بخلاف الارتباط المعنوي كما مر فإنه من جهة مرتية الألوهية وهذا واقع بلا شك 
لتوجه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها وهي التي استدعت الآثار» 
فإن قاهرا بلا مقهور وقادر! بلا مقدور وخالقا بلا مخلوق وراحما بلا مرحوم صلاحية ووجودا 


الحق مشهوداً للخلق ولو في حال الاستجمار وأطال في ذلك ثم قال أواخر الباب الذي أقول 
به إن الاستجمار بحجر واحد لا يجزىء أن ذلك نقيض ما سمى به الاستجمار فإن الجمرة 
هى الجماعة وأقل الجماعة أثنان والثالث يوثر به. 


(وقال) في الكلام على الرمي من كتاب الحج: اعلم أنه لا معنى لمن يرى الاستجمار 
بالحجر الواحد إذا كان له ثلاثة أحرف» فإن العرب لا تقول فى الحجر الواحد أنه جمرة ! همء 
فتأمله و-جرره والله أعلم وقال فيه مما يدلك على أن المراد بوجه الشىء حقيقة المسمى وعينه 


ب الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وقوة وفعلاً محال» ولو زال سر هذا الارتباط لبطلت أحكام الألوهية لعدم وجود من يتأثر 
فالعالم يطلب الآلوهية وهي تطلبه والذات المقدس غني عن هذا كله. قال الشيخ: ومن هذا 
المبحث ظهر القائلون بقدم العالم لظنهم ارتباط الذات بالعالم كارتباط الألوهية التي هي مرتبة 
الذات لا عين الذات وظهر أيغاً من هذا المبحث القائلون بحدوث العالم مع الإجماع من 
الطائفتين بأن العالم ممكن وأن كل جزء منه حادث وأنه ليس له مرتبة واجب الوجود لنفسه 
وإنما هو واجب الوجود بغيره إذ الخالق مثلا يطلب مخلوقا ولا بد انتهى. وقال في هذا الباب 
في قول الإمام الغزالي رحمه الله ليس في الإمكان أبدع مما كان هذا كلام في غاية التحقيق لأنه 
ما ثم لنا إلا رتبتان قدم وحدوث فالحق تعالى له رتبة القدم والمخلوق له رتبة الحدوث» فلو 
خلق تعالى ما خلق فلا يخرج عن رتبة الحدوث فلا يقال هل يقدر الحق تعالى أن يخلق قديماً 
مثله لأنه سؤال مهمل لاستحالته انتهى . 


(قلت) ويحتمل أن يكون مراده أنه ليس في الإمكان شيء يقبل الزيادة والنقص على 
خلاف ما سبق في العلم أبداً. وقال أيضاً في باب الأسرار الحق تعالى مع العالم مرتبط ارتباط 
عبودية بسيادة فإن مالكاً بلا مملوك وقاهراً بلا ا انتهى . 


وقال في الواقح الأنوارة أبن يضاً: اعلم أن كل أمر يطلب الكون فهو من كونه سبحانه 
وتعالى إلهاً وكل أمر لا يطلب الكرة نهو من كونة 0 ذاتاً قمهما أتاك من كلام أهل التوحيد 
فزنه بهذا الميزان يتحقق لك الأمر فيه إن شاء الله تعالى أنتهى . 


وقال فيه أيضاً: إن قيل ما قلتموه من كون الألوهية طالبة للذات هو مضاه للعلة والمعلول 
«فالجواب» أن ذلك ليس بمضاه للعلة والمعلول يأن العلة والمعلول أمران وجوديان عندلهم 
وأما الألرهية فهي عندنا نسبة عدمية لا وجودية فإياك والغلط انتهى. 


وقال فى باب الأسرار من «الفتوحات» لو كانت العلة مساوية للمعلول فى الوجود 
لاقتضى وجود العالم لذاته ولم يتأخر عنه شيء من محدثاته والعلة معقولة وماثم علة إلا وهي 
معلولة ولو كان الحق تعالى علة لارتبط والمرتبط لا يصح له تنزيه انتهى . وقال فيه أيضاً: ما 
قال بالعلل إلا القائل بأن العالم لم يزل وأنى للعالم بالقدم وماله في الوجود الوجوبي قدم لو 


وذاته قوله تعالى: «مَرج عبن اير 09 عَلنُ أن ينمل با كقرة 02 * [القيامة: 4ك 90] فإن 
الوجوه التي هي في مقدم الإنسان لا توصف بالان وإنما الظن لحقيقة الإنسان وسيأتي في كلام 
الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: لكل مَيْءِ مَالِكُ إلا وَجَهٌَ [القصص: 8ه] أن 
المراد وجه الشىء الذي يكنى عنه بعجب الذنب فإنه لا يفنى كما صرحت به الأحاديث وليس 
المراد به وجهه تعالى كما توهم فإن ذلك لا يحتاج إلى التنبيه عليه والله تعالى أعلم. قلت: 
وسيأتي في الباب الحادي والثمانين وثلثمائة إن شاء الله تعالى في قوله يي : «إن عيني تنامان 
ولا ينام قلبي» أي لأنه يك لما انقلب إلى عالم الخيال ورأى صورته هناك وهو قد نام على 


المبحث الثانيى: في حدوث العالم هب 


ثبت للعالم القدم لاستحال عليه العدم والعدم واقع ومشهود. وقال في الباب التاسع والستين : 
العالم كله موجود عن عدم ووجوده مستفاد من موجد أَوْجَدهُ وهو الله تعالى فميحال أن يكون 
العالم أزلي الوجود لأن حقيقة الموجد أن يوجد ما لم يكن موصوفاً عند نفسه بالوجود وهو 
المعدوم لا أنه يوجد ما كان موجوداً أزلاً فإن ذلك محال فإذن العلم كله قائم بغيره لا بنفسه 
والسلام . 


وقال في موضع آخر من هذا الباب: اعلم أن مدلول لفظة الأزل عبارة عن نفي الأولية لله 
تعالى أي لا أول لوجوده بل هو سبحانه عين الأول لا بأولية تحكم عليه فيكون تحت حيطتها 
ومعلولاً عنها كالأوليات المخلوقة وأطال في ذلك. ثم قال: فالحق تعالى يقال في حقه إنه 
مقن الأشياء: ألا ولا تال توب عق موجدها آزلاً دنه معال مق وحيير الأول هن أذ كوي 
موجداً إنما هو بأن يوجد ولا يوجد تعالى ما هو موجود وإنما يوجد ما لم يكن موصوفاً لنفسه 
بالوجود هو المعدوم ومحال بأن يتصف المعدوم بأنه موجود أزلاً إذ هو إنما صدر عن موجد 
أَوْجَدَهُ فمن المحال أن يكون العالم أزلي الوجود (الوجه الثاني) من المحال وهو أنه لا يقال في 
العالم إنه موجود أزلاً وذلك لأن معقول لفظة الأزل نفي الأولية والحق تعالى هو الموصوف 
بذلك فيستحيل وجود العالم بالأزل لأنه رجع إلى قولك العالم المستفيد من الله الوجود غير 
مستفيد من الله الوجود لأن الأولية قد انتفت عنه تعالى بكون العالم معه أزلاً انتهى . 


وقال في كتابه المسمى «بالقصد الحق»: لا يقال العالم صادر عن الحق تعالى إلا بحكم 
المجازلا الحقيقة وذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وجل الله تعالى أن يكون مصدر الأشياء 
لعدم المناسبة بين الممككن والواجب وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها وبين من يفتقر 
وبين من لا يقبل الافتقار وإنما يقال: إنه تعالى أوجد الأشياء موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم 
يكن لها وجود في أعيانها ثم إنها ارتبطت بالموجد لها ارتباط فقير ممكن يغني واجب فلا يعقل 
لها وجود إلا به سيحاته وتعالى أن تقدمه عليها وجودي ولو كان العدم أمراً يشار إليه لكان 
الممكن صادراً عن الله تعالى فيكرن صادراً من موجود إلى وجود ويكون له عين قائمة في 
الأزل وذلك محال انتهى . 


طهارة ولم ير أن تلك الصورة أحدثت ما يوجب الوضوء فعلم أن جسده المحسوس ما طرأ 
عليه ما ينقض وضوءه الذي نام عليه»ء ولهذا يقول: إن النوم سبب أحدث ما هو حدث قال: 
ومن حصل له هذا المقام لم ينقض وضوءه بالنوم كالشيخ أبي الربيع المالقي شيخ أبي عبد الله 
القرشي بمصر لكن كان له هذا المقام يوم الاثنين خاصة | ه والله أعلم وقال فيه إنما أمر العبد 
بالاستنشاق بالماء في الأنف لأن الأنف في عرف العرب محل العزة والكبرياء ولهذا تقول 
العرب في دعائها أرغم الله أنفه فقد فعل كذا وكذا على رغم أنفه والرغام هو التراب أي أنزلك 
الله من كبرياتئك وعزك إلى مقام الذل والصغر فكنى عن ذلك بالتراب فإن الأرض قد سماها الله 


أ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيآن عقائد الأكابر 


وقال في الباب الثاني والتسعين ومائة: مما استند إليه القائلون بقدم العالم قوله تعالى 
«إِتما مدا ليتى, إذآ أَدَمَهُ أن كَل د كّ مَكرْنُ 47 [الدحل: )4٠‏ فقالوا إنه تعالى ما أضاف 
التكوين إليه تعالى وإنما أضافه إلى الذي تكون فإن الحق أمره بالتكوين فامتثئل ولو أنه تعالى 
أضاف التكوين إلى تفسه أو إلى القدرة لأنتفت الشبهة ثم إنهم اضطروا إلى أن قالوا إن للحق 
تعالى تجليا يقبل القول والكلام بترتيب الحروف. 


قالوا: والحق الذي يقول به إن العالم كله حادث وإن تعلق به العلم القديم انتهى. فهذه 
نصوص الشيخ. محيي الدين رضي الله عنه في قوله بحدوث العالم فكذب من افترى على الشيخ 
أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام على حدوث العالم في «الفتوحات» في نحو ثلثمائة 
موضع وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم أن يقع في مثل هذا الجهل الذي يؤدي إلى 
إنكار الصانع جل وعلا بل أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم أو ببقائه أو شك في 
ذلك هذا مع أن مبنى كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة والحقيقة على معرفة الله تعالى 
وتوحيده وعلى إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وذكر الدارين والعالم الدئيوي والأخروي 
والنشأتين والبرزخين ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة لا يثبت شيئاً من ذلك بل 
ولا يؤمن بالبعث والنشور ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة فقد تحقق كل عاقل أن 
الشيخ بريء من هذا كله. وقد قال في الباب الخامس والستين من «الفتوحات»: اعلم أن سبب 
غلط منكري النبوة من الحكماء قولهم إن الإنسان إذا صفى جوهر نفسه من كدرات الشهوات 
وأتى بمكارم الأخلاق العرفية انتقش في نفسه ما في العالم العلوي من الصور بالقوة فنطق 
بالغيوب واستغنى عن الوسائط . قال الشيخ : والأمر عندنا وعند أهل الله ليس كذلك وإن جاز 
وقوع ما ذكروه في بعض الأشخاص وذلك أنه لم يبلغنا قط عن أحد من نبي ولا حكيم أنه 
أحاط علماً بما يحتوي عليه حاله في كل نفس إلى حين وفاته أبداً بل يعلم بعضاً ويجهل بعضاً 
اك ا كيرا اورم ا اد اع اام 
اندر يا حي عا خلوا االشيخ ,رقي الها عه يق يدك التدوه ركفا يان الوح اله ورد تخلى 
أحد شيئاً ويتدين هو به والله إن هذا لبهتان عظيم. (فإن قيل) إن الحكماء تسمى الذات علة 
الوجود والأشعرية تسمي تعلق العلم يكون العالم أزلاً علة فما الفرق بين العيارتين» ن؟ (فالجواب») 


ذلولاً على المبالغة وأذل الأذلاء من وطئه الذليل ثم إن الكبرياء لا يندقع من الباطن إلا. 
باستعمال أحكام العبيد ومن هئا شرع الاستنثار في الاستنشاق فقيل له: اجعل الماء في أنفك ثم 
انتثروا الماء هنا هو عملك بعبوديتك فإذا استعملته في محل كبريائك خرج الكبرياء من محله 
وهو الاستتثار. 


(وقال): إنما أمر العبد أن يستر عورته في الخلوة وإن كان المحق تعالى لا يحيجبه شيء 
لأن حكمه تعالى في أفعال عبيده من حيث ما هم مكلقون هكذا تيع الشرع فيه العرف»ء وقال 


المبحث الثاني : في حدوث العالم ابابا 
ما قاله الشيخ في الباب الثامن والأربعين من «الفتوحات» أنه لا فرق بين العبارتين عند المحققين 
فإن الذي هرب منه الأشعرية وشتعوا على الحكماء لأجله وهو قولهم بالعلة يلزمهم في سبق 
العلم بكرن المعلوم فإن سبق العلم بطلب كون المعلوم بذاته ولا بد ولا يعقل بينهما كون مقدر 
ولا يلزم كما لا يلزم مساواة المعلول علته في جميع المراتب إذ العلة متقدمة على معلولها 
بالرتبة بلا شك سواء أكان ذلك سبق العلم أو ذات الحق» ولا يعقل بين الواجب الوجود لنفسه 
وبين الممكن كون زماني ولا تقدير زماني لأن كلامنا في وجود أول ممكن والزمان من جملة 
الممكنات فإن كان أمراً وجودياً فالحكم فيه كسائر الحكم في الممكنات وإن لم يكن أمرأً 
وجوديا وكان نسبة فالنسبة حدثت بوجود الموجود المعلول حدوثا عقليا لا حدوثا وجوديا وإذا 
لم يعقل بين علم الحق وبين معلومه بون زماني فلم يبق إلا الرتبة ولا يصح أبداً أن يكون 
الخلق في رتبة الحق تعالى كما لا يصح أن يكون المعلول في رتبة العلة من حيث ما هو معلول 
عنها وأطال في ذلك . ثم قال على أن من أدل دليل على توحيد الحق تعالى كونه تعالى علة 
للعالم عند الحكماء فإنه توحيد ذاتي ينتفى معه الشريك بلا شك لكن إطلاق لفظ العلة في 
جانب الحق تعالى لم يرد بها عندنا شرع خلا نطلقها عليه سبحانه وتعالى انتهى. وقال في الباب 
الحادي والسبعين وثلثمائة: اعلم أنه إنما سمى العالم عالماً من العلامة لأنه الدليل على 
المرجح انتهى. وقد مر ذلك أوائل المبحث وسيأتي آخر المبحث الحادي عشر ما له تعلق بهذا 
المبحث فراجعه والله سبحانه وتعالى أعلم (خاتمة) إن قيل هل اطلع أحد من الخواص على 
معرفة تاريخ مدة العالم على التحديد من طريق العقل أو الكشف أو الأدلة (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في الباب التسعين وثلثمائة أنه لم يبلغنا أن أحداً عرف مدة حلق العالم على التحديد 
وذلك أن أكثر الكواكب قطعاً في الفلك الأطلس الذي لا يكون فيه فلك الكواكب الثابتة 
والأعمار لا تدرك حركتها لظهور ثبوتها للأبصار مع أنها سابحة سبحا بطيئاً والعمر يعجز عن 
إدراك حركتها لقصره فإن كل كوكب منها يقطع الدرجة من الفلك الأقصى في ماثة سنة إلى أن 
ينتهى إليها فما اجتمع من السنين فهو يوم تلك الكواكب الثابتة فتحسب ثلثمائة وستين درجة كل 
درجة مائة سنة قال وقد ذكر لنا في التاريخ المتقدم أن أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وفي 
نسخة الحمل وهو اليوم عندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من معرفة تاريخ الأهرام 


الطهارة الباطنة للأذنين تكون باستماع القول الأحسن فإنه ثم حسن فأحسن فأعلاه حستاً ذكر الله 
في القرآن فيجمع بين الحسنين فليس أعلى من سماع ذكر الله بالقرآن مثل كل آية لا يكون 
مدلوها إلا ذكر الله فإنه ما كل آي القرآن يتضمن ذكر الله فإنه فيه حكاية لأحكام المشروعة 
وقصص الفراعنة وحكايات أقوالهم وكفرهم وإن كان في ذلك الأجر العظيم من حيث ما هو 
قرآن بالإصغاء إلى القارىء إذا قرأه من نفسه أو غيره فعلم أن ذكر الله إذا سمع في القرآن أتم 
من سماع قول الكافرين في الله ما لا ينبغي. وقال فيه أصل مسح الرأس طلب الوصلة لله ولا 
تكون الوصلة إلا مع شهود الذل والانكسار ولهذا لم يشرع مسح الرأس في التيمم لأن وضع 


7 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





فلم يدر بانيها ولم يدر أمرها على أن بانيها من الناس بالقطع قال الشيخ عبد الكريم الجيلي في 
اشرح كلام الشيخ» ومعلوم أن النسر الطائر لا يتتفل من برج إلى غيره إلا بعد ثلاثين ألف سنة 
قال وهو اليوم عندنا في الدلو فقد قطع عشرة أبراج ولا يتأتى ذلك إلا بعد ثلثماثة ألف سنة 
انتهى. فلينظر بين كلام الشيخين ويحرر. قال الشيخ محبي الدين رحمه الله: ولقد رأيت وأنا 

بين النائم واليقظان أني بي طائف بالكعبة مع قوم لا أعرفهم فأنشدوني بيتين حفظت أحدهما 
ونسيت الكخر: 

وتكلمت مع واحد منهم فقال أما تعرفني؟ فقلت له لاء فقال أنا من أجدادك الأول قلت 
له: كم لك منذ مت؟ فقال لي بصع وأربعون ألف سنة فقلت له: ليس لأبينا آدم عليه الصلاة 
والسلام هذا القدر من السنين فقال لي عن أي آدم تقول عن هذا الأقرب إليك أم عن غيره 
فتذكرت حديثاً رواه ابن عباس عن رسول الله يَلكِةِ أنه قال إن الله تعالى خلق مائتي ألف آدم 
فقلت في نفسي قد يكون الجد الذي نسبني ذلك الشخص إليه من , أولئك. قال والتاريخ في 
ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك عندنا انتهى . 

وقال أيضاً في الباب السابع والستين وثلثماثة: اجتمعت بإدريس عليه السلام في واقعة 
من الوقائع فقلت له إني رأيت شخصاً في الطواف فأخبرني أنه من أجدادي فسألته عن زمان 
موته فقال لي أربعون ألف سنة فسألته عن آدم لما تقرر عئدنا في التاريخ من مدته فقال عن أي 
آدم تسأل عن آدم الأقرب أم غيره» فقال إدريس عليه السلام: صدق هذا الشخص» إني تبي الله 
ولا أعلم للعالم مدة يقف عندها والآجال في المخلوقات بانتهاء المدد لانتهاء الخلق فإن الخلق 
مع الأنفاس بتجدد فلم يزل الحق تعالى خالقاً ولا يزال دنيا وآخرة؛ فقلت له: يا نبي الله عرفني 
بشرط من أشراط الساعة فقال وجود أبيكم آدم الأقرب من علاماتها فقلت له كان قبل الدنيا دار 
غيرها فقال دار الوجود واحدة والدنيا ما كانت دنيا إلا بكم انتهى. 


وقال في الباب السابع من «الفتوحات»: اعلم أن عمر الدئيا لا يحصى بآلاف ألوف وقال 
في الباب السابع أيضاً قد أكمل الله تعالى خلق المولدات من الجمادات والنباتات والحيوانات 


التراب على الرأس من علامة الغراق وهو المصيبة العظمى إذ كان الفاقد حبيبه بالموت يضع 
التراب على رأسه وسيأتي زيادة على ذلك وأطال في ذلك وقال فيه: اعلم أن الاستدلال على 
الاكتفاء بالمسح على العمامة دون الرأس بحديث مسلم ة فى المتم على العامة معلول أعله 
ابن عبد البر وغيره فإن المسح فيه قد وقع على الناصية والعمامة معأ فقد ‏ الماء الشعر 
وحصل حكم الأصل في مذهب من يقول بمسح البعض» وقال فيه مسح الرجلين بالكتاب 
وغسلهما بالسنة المبينة تلكتاب . 


(قال): والآية تحتمل العدول عن الظاهر إلا على مذهب من يرى أو ينقل عن العرب أن 


عند انتهاء إحدى وسبعين ألف سنة من خلق العالم الطبيعي ثم قال لما انتهى: خلق العالم 
الطبيعي وانقضى من مدته أربع وخمسون ألف سنة خلق الله هذه الدنيا فلما انقضى من مدته 
ثلاث وستون ألف سنة خلق الله الآخرة التى هى اللجنة والنار فكان بين قلق الدنيا وخلق 
الآخرة نسعة آلاف سنة وامذا شنيف لع ناه خلقها م على ادها هذه المدة كما سميت 
الدنيا أوئى لأنها خلقت قبلها ولم يمجعل الله تعالى للآخرة أمداً ينتهي إليه بقاؤها فلها البقاء 
الدائم قال وخلق الله تعالى آدم بعد أن مضى من عمر الدنيا سبعة عشر ألف سنة ومن عمر 
الآخرة التي لا نهاية لها في الدوام ثمانية آلاف سنة فخمر الله تعالى طيئة آدم إذ ذاك قال وخلق 
الله الطير والدواب البرية والبحرية والحشرات من عفونات الأرض ليصفو الهواء من تلك 
العفونات التي لو خالطت الهواء الذي أودع الله فيه حياة هذا الإنسان وعافيته لكان سقيماً مريضاً 
معلولا مدة عمره فصفى الله تعالى الجو لطفا منه تعالى بتكوين هذه العفونات حيوانات فلذلك 
قلت الأسقام والعلل انتهى والله تعالى أعلم. 
المبحث الثالث: في وجوب معرقة الله تعالى على كل عبد يقدر وسعه 

قال تعالى #وَمَا عَلَنَتٌ لِلْنَّ وَالإدى إِلَا لمبدْدد (4)3 [الذاريات: 601 قال ابن عباس إلا 
ليعرفونى فكما تعلقت الرؤية به تعالى فكان مرئياً كذلك تعلقت به المعرفة فكان معروقاً لكن 
زيكرت تعرقة يفضي الناس بابل مدال جهاذ بالتيقة لفن هو أعلى عق دزجة ريغيو العلم 
بالله تعالى من كل وجه ولا الجهل به من كل وجه ولا يخرج الإنسان عن الجهل بالحق إلا إن 
عرف الحق تعالى كما يعلم الحق نفسه من غير نقص وذلك محال وقد سمعت سيدي علياأ 
الخواص رحمه الله يقول: من ادعى مقام المعرفة وهو يجرح عقائد أحد من أهل الفرق 
الإسلامية من كل وجه فهو كاذب» فإن من شرط العارف بالله تعالى دخول الحضرة الإلهية وإذا 
دخلها رأى عقائد جميع المسلمين شارعة إليها ومتصلة بها كاتصال الأصابع بالكف فأقر عقائد 
جميع المسلمين بحق وكشف ومشاهدة ولو من بعض الوجوه وإنما منع الأشياخ المريد من 
الاجتماع بغيرهم من الأشياخ ليختصروا له الطريق فإن حكم طريق كل شيخ كالإصبع المتصلة 
بالكف فإذا سلك الإنسان مقدار عقدة ثم انتقل إلى شيء آخر فسلك على يديه مقدار عقدة ثم 


المسعم لغة في الغسل فيكون من الألفاظ المترادفة. قال: ومذهبنا أن الفتح في لام أرجلكم لا 
يخرجها عن الممسوح فإن هذه الواو قد تكون واو المعية تنصب تقول: قام زيد وعمراً وأطال 
في ذلك. (قلت): قوله: ومذهبنا أي من حيث النحو لا من حيث الأحكام والله أعلم. وقال 
فيه ليس في مقدور البشر مراقبة الله تعالى في السر والعلن مع الأنفاس فإن ذلك من لخصائص 
الملا الأعلى وأما رسول الله كل فكان له هذه الرتبة لكونه مشرعاً فى جميع أحواله فلا يوجد 
إلا في واجب أو مندوب أو مباح فهو ذاكر الله بالمباح فافهم وإليه الإشارة بقول عائشة رضي 
الله عنها: كان رسول الله يكدِ يذكر الله على كل أحيانهء وقال فيه: «إذا وقع في القلب خاطر 


م الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


انتقل إلى آخر فسلك على يديه مقدار عقدة فقد أوقف نفسه عن السير ولو أنه جعل سلوك تلك 
العقد كلها على يد شيخ واحد لكان دخل حضرة الكف فإن كل أصبع ثلاث عقد فنفذ عمر هذا 
وهو في أول عقدة من سائر الطرق فهذا سبب منع الأشياخ مريدهم أن يشرك معهم في السلوك 


ثم اعلم أن المعرفة عند أئمة الأصول هي العلم بالله تعالى وصفاته الذاتية والمعنوية قهذا 
هو المطلوب من معرفة الصانع جل وعلا إذ الذات مجهولة من حيث الإحاطة بها (فإن قيل) 
فما الحق المطلق والصدق المحض. فالجراب أن الحق المطلق هو الله والصدق المحضضى هو 
معرفته تعالى والإقرار بوحدانيته. فإن قيل: فما الدليل على كون معرفته الحق تعالى واجبة؟ 
(فالجواب) أن دليل ذلك كون المعرفة من الأمور التى تصل العقول إليها فإن الإنسان إذا دهاه 
أمر وضاقت به المسالك فلا بد أن يستند إلى إله يتأله إليه ويتضرع نحوه ويلجأ إليه في كشف 
بلواه ويسمو قلبه صعوداً إلى السماء ويشخص ناظره إليها من حيث كونها قبلة دعاء الخلائق 
أجمعين فيستغيث بخالقه وبارئه طبعاً أو جبلة لا تكلفاً وحيلة و ومثل ذلك قد يوجد في الوحوشس 
والبهائم أيضاً فإنها ظاهرة الخوف والرجاء رافعة رؤوسها إلى السماء عند فقدات الكلا والماء 
وإحساسها بالهلاك والفناء. وكذلك شاهدنا الأطفال عند البلوى يرفعون مسبحتهم نحو السماء 
هذا كله مركوز في جبلة الحيوانات فضلا عن الإنسان العاقل وهي الفطرة المذكورة في القرآن 
والحديث ولكن أكثر الناس قد ذهلوا عن ذلك في حالة السراء وإنما يزذوة إل في الغزاء قال 
تعالى : الإو نك الشراى لخر هل كن فيه إلا يذ [الإسراء: >] (وحكي) أن رجلا أنكر 
الصانع عند جعفر الصادق ففتح له باب الاستدلال فلم يصغ إليه فقال هل ركبت السفينة قط؟ 
قال نعم انكسرت بنامرة فطلعت على لوح إلى الساحل فانفلت مني اللوح حين طلعت إلى 
الساحل فقال له جعفر: لما ذهب عنك اللوح كنت ترجو السلامة ممن حين ذهب اعتمادك على 
الأسباب فسكت الرجل ققال له جعفر: الذي رجوع السلامة منه هو الله الذي خلقك فأسلم 
الرجل (فإن قيل) قوله يَلِّ عليكم بدين العجائز فيه نهي عن الاستدلال العقلي أم لا؟ 
(فالجواب) ليس في ذلك نهي عن الاستدلال العقلي وإنما هو تنبيه على استصحاب تلك الحالة 
التي غفل عنها أصحاب السلامة من الأحداث والشبان. وتقل الشيخ أبو طاهرالقزويني أنه رأى 


غريب يقدح في الشرع وجب على الإنسان أن يجرد النظر في ذلك بالعقل دون الاستدلال 
بالشرع كالبرهمي الذي ينكر الشريعة فإنه لا يقبل الدليل الشرعي على إبطال هذا العول الذي 
انتحله فإن الشرع هو محل النزاع بيننا وبينه وهو لا يثبته فليس له دواء إلا النظر العقلي فنداويه 
بقولنا: انظر بعقلك في المسألة. وقال فيه الذي أقول به وجوب الوضوء من أكل لحوم الإبل 
لكن تعبداً وهو عبادة مستقلة مع كونه لم ينقض طهارة الآكل له فتصح صلاته بالوضوء المتقدم 
على الأكل وهو عالم أنه لم يتوضأ من لحوم الإبل وقال هذا القول ما أعلم أن أحداً قاله قبلي 
قال: وإن نوى في هذا الوضوء رفع المانع فهو أحوط قال: ودليل من قال: إن أكل لحوم 


في كتاب «ديانات العرب» أن النبي يك قال لعمران بن حصين: كم لك من إله؟ قال: عشرة» 
قال فمن لغمك وكربك والأمر العظيم إذا نزل بك ودهاك فقال الله فقال النبي ييةٍ فمالك يا 
ابن حصين من إله إلا الله فأسلم. ومن هذا القبيل قوله تعالى: ##وَلَين سَألنَهُم مَنَ سَلفَهم لقولن 
لله [اترخرف + 29 وقول فغالى .طلا راذا بسنا 1016 جام باهو مده سكديا يما كا يد 
مُشَرِكِينَ 4 [غافر: 44] وأيضاً فإن عامة الناس في جميع أقطار الأرض دعت أنفسهم إلى الاعتراف 
بأن لهم خالقاً من غير معلم ولا ثبات حجة عندهم ولا اصطلاح وقع بين كافتهم من الأتراك 
والأكراد وأهل البوادي وأقاصي الهند والصين وأهل الجزائر الذين لم يبلغهم داع إلى الإسلام 
ولا إلى الشرك فإنهم استغنوا بشهادة أنفسهم على الأعم الأغلب بالخالق لكثرة ما وجدوا من 
استجابة دعائهم بدعوتهم ودرك المساعي ومفاجأة الفرج في حوادث عظام دهمتهم بعد القنوط 
من السلامة وربما جربوه من الرؤيا الصادقة والفأل والزجر وبتخلصهم من أيدي الأعداء في 
مواضع لا ناصر لهم من الخلق فيها وبحدوث نوادر وعجائب شاهدوها في الآفاق وفي أنفسهم 
فكانت نفوسهم شهدت بالإله الحق جل جلاله وذلك قوله تعالى ظقَالتْ يُسُلْهْرَ أي اشم مَك 
[إبراهيم: ]٠١‏ ورأى أعرابي مرة ثعلباً بال على صنم كان يعبده فقال: 
أرب يبول الشعلبان برأسه لقد ذل من بالت علي هالثتعالب 
خرفية مين الأصثاء واللشدرف كعله:. #رأمسضئف ]كةو قناة غالب 
وهذا كله قريب من الضروريات ولذلك قال بعضهم: المعرفة ضرورة فالناس كلهم 
يشيرون إلى الصانع جل وعلا وإن اختلفت طرائقهم وعللهم ولا يجهلون سوى كنه الذات 
ولذلك لم يأت الأنبياء والرسل ليعلمونا بوجود الصانع وإنما أتونا ليدعونا إلى التوحيد قال 
تعالى: تك أَنَمٌ لآ إِلَهَ إلا أقَهُ © [محمد: ]١5‏ والخلق إنما أشركوا بعد الاعتراف بالموجود 
لما اعتقدوه من الشركاء لله تعالى أو لنفى واجب من صفاته أو لإثبات مستحيل منها أو 
لإنكارهم النبوات. ولما فتح السلطان محمود بن سبكتكين رحمه الله بلاد شومنات الهند أني 
إليه براهب قد طعن في السن وكان يهمهم ويزمزم بكلمات فسأل السلطان الترجمان عما يقول 
فذكر أنه يقول الله الله فقال للترجمان قل له وأنتم تعرفون الله تعالى فتكلم بالهندية شيئاً فقال 
الترجمان يقول الخطوط المستقيمة من المحيط إلى المركز متساوية وهذا مثاله على الهامش 


الإبل ينقض الطهارة ما ورد أنها شياطين والشياطين بعداء عن الله تعالى والصلاة حال قربة 
ومناجاة فنقضوا الطهارة به. 

(وقال فيه): الذي أقول به منع التطهير بالنبيذ لعدم صحة العخبر المروي فيه ولو أن 
الحديث صح لم يكن نصاً في الوضوء به فإنه ككْهِ قال: «ثمرة طيبة وماء طهور» أي قبل 
الامتزاج والتغير عن وصف الماء وذلك لأن الله تعالى ما شرع لنا الطهارة عند فقد الماء إلا 
بالتيمم بالتراب خاصة وقال فيه: الأوجه عندي أن الخف إذا تخرق يمسح عليه ما دام ينطبق 


الى الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكاير 


فعلم أن الأنبياء لو جاءونا ليعلمونا بوجود الصانع ما قال تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله 0 
كان يقول فاعلم أن لك إلهأ وكذلك القول في قوله تعالى إوَلِعلَموا أَشَا هر لله وَبسِدٌ * [إبراهيم 

7 (فإن قيل) فلأي شىء سلك أهل الأصول طريق الاستدلال على هذا (فالجراب) إنما 0 
ذلك قطعاً للأطماع التي تشرئب إلى ذلك كالاستذلال بإمكان الممكنات على مرجح ونحو ذلك 
وإلا فهم يعلمون أن ما شهدت به الفطرة أقرب إلى الخلق وأسرع تعقلاً لأن الممكن اللخارج 
والحادث الدال عل محدث موقوفان على النظر الصحيح وتلك داعية ضرورية من النانلر قال 
تعالى: لأأْمَّن يجيب الْمَضِْطرٌ إِذَا مَمَادُ * (النمل: 17] . أ يبْدَنَا لقن ثَّ يعدم 4 [المل: 54]. 
#أمّن جَحَلَّ الاين فا [الدمل: 1١‏ إلى غيرها من الآيات التي كلها استفهامات تقرير كأنه 
تعالى يقرر على عباده شيئاً فطرهم على ذلك الشيء ومثله قوله تعالى: #أَلسَتٌ 1 4 
[الأعراف: ؟7١]‏ وقوله: «#أفى أَنَّو صل » [إبراهيم: ٠‏ وها ورد مرقوعاً أن الله تعالى خلق 
العباد على معرفته فاختالهم الشيطان عنها فما بعثت الرسل إلا للتذكير بتوحيد الفطرة وتطهيره 
عن تسويلات الشيطان بالاستدلالات النظرية والدلائل العقلية وبها توجهت التكاليف على 
العقلاء وكان إمام الحرمين رحمه الله: يقول إذا سئل عن معرفة الذات: هذا أمر تاهت فيه 
العقول وإنما يعلم بالدليل وجوده تعالى وما يجوز عابيه وما يجب له وما يستحيل عليه بلا 
تحييث ولا تمييز وليس إلا وجهه العزيز فإن الركون إلى معتقد محصل بمثل والعدول عن 
الاستدلال بالصنع تعطيل وليس إلى درك حقيقة الحق تعالى سبيل انتهى. قال الإمام أبو طاهر 
القزويني رحمه الله: فقول الإمام بلا تحييث إشارة إلى نفي المكان فلا يقال أنه تعالى حيث 
العرش ولا حيث الكرسي وقوله ولا تمييز أي لأن التمييز إنما يكون بين الجسين أحدهما يمتاز 
عن الكشر برص وذات الله تقالل لذ سن لهأنفلة كناك ات واعن عسديا وردنا مانن الأشناء 
عنه تعالى بالحدوث. ومعنى قوله معتقد محصل أي محاط به ينتهي الفكر إليه بالإحاطة وفي 
الحديث مرفوعاً «كلكم في ذات الله حمقى» والله تعالى أعلم. وذكر الأنصاري في نكث الأدلة 
أن القفاضي أبا بكر الباقلاني أثبت لله تعالى أخص وصف لا سبيل لأحد من الخلق إلى إدراكه 
ثم قال: وقد أشار أبو إسحاق الاسفرايني إلى هذا المعنى. وقال إمام الحرمين: للعقل مزية فلا 
يبعد أن يكرم الله بعض العقلاء بمزية يدرك بها حقائق الذات إذ قال تعالى: #وَكُل رب رْدْقٍ 


عليه اسم الخف وإن تفاحش خرقه قال: ولا نص في هذه المسألة صريحاً في كتاب ولا في 
سنة وإذا تخرق الخف على قولنا هذا فظهر من الرجل شيء مسح على ما ظهر منه ومن الشف 


(وقال فيه): يستحب لقارىء القرآن في المصحف أن يجهر بقراءته ويضع يده على الآية 
يتتبعهاء فيأخذ اللسان حظه من الرفع ويأخذ البصر حظه من النظر واليد حظها من المس. قال: 
وهكذا كان يتلو ثلاثة من أشياخنا منهم عبد الله بن المجاهد. وقال في المضمضة والاستنشاق 


المبحث الثالث: في وجوب معرفة الله تعالى على كل عبد بقدر وسعه لال 


عِلْمَاك [طه: ]1١4‏ انتهى. ولعله يعني المزية كمال قوة وثائق في النظر قال كك «أنا أعلمكم بالله 
تعالى وأخشاكم منه» وسيأتي في المباحث الآتية ما يعلم به يقينأ عجر الخلق كلهم عن إدراك 
الذات وما كلف الله العبد إلا بتلاوة التوحيد على لسانه بقوله لا إله إلا الله وبه عرف الإمام 
مالك وغيره التوحيد فاعلم ذلك فهذه مقالات المتكلمين. وأما مقالات الصوفية فهي واسعة 
جداً ولكن نذكر منها بعض نكت لأن المعرفة المطلوبة عند القوم لا تكون إلا بالسلوك على يد 
شيخ عارف بالله تعالى فنقول وبالله التوفيق ذكر الشيخ محيي الدين في الباب السابع والسبعين 
ومائة ما نصه: اعلم أنه لا يصح وصف أحد بالعلم والمعرفة إلا إن كان يعرف الأشياء بذاته من 
غير أمر آآثر زائد على ذاته وليس ذلك إلا الله وحده وكل ما سواه فعلمه بالأشياء إنما هو تقليد 
لأمر زائد على ذاته وإذا ثبت ذلك قليقلد العبد ربه سبحانه وتعالى في العلم به وإيضاح ما قلناه 
من أن العبد لا يعلم شيئاً إلا بأمر زائد على ذاته أن الإنسان لا يعلم شيئاً إلا بقوة من قواه التي 
أعطاها الله تعالى له وهي الحواس والعقل فالإنسان لا بد أن يقلد حسه فيما يعطيه وقد يغلط 
وقد يوافق الأمر على ما هو عليه في نفسه أو يقلد.عقله فيما يعطيه من ضرورة أو نظر والعقل 
يقلد الفكر ومنه صحيح وفاسد فيكون علمه بالأمور بالانفاق فما ثم إلا تقليد وإذا كان الأمر 
على ما قلناه فيجب على العاقل إذا طلب معرفة الله تعالى أن يقلده فيما أخبر به عن نفسه على 
ألسنة رسله ولا يقلد ما تعطيه قواه وليسع بكثرة الطاعات حتى يكون الحق تعالى سمعه ويصره 
وجميع قواه كما ورد وهئاك يعرف الأمور كلها بالله ويعرف الله بالله فلا يدخل عليه بعد ذلك 
جهل ولا شبهة ولا شك ولا ريب. فقد نبهتك يا أخي على أمر ما طرق سمعك أبدأ فإن 
العقلاء من أهل النظر يتخيلون أنهم صاروا علماء بالله تعالى بما أعطاهم النظر والحس والعقل 
وهم في مقام التقليد لقوتهم وما من قوة إلا ولها غلط قد علموه ومع هذا قد غالطوا أنفسهم 
وفرقوا بين ما يغلط فيه الحس والفكر والعقل وبين ما لا يغلط فيه وما يدريهم لعل الذي جعلوه 
غلطأ يكون صحيحاً فلا يزيل هذا الداء العضال إلا أخذ العلم بكل معلوم عن الله عز وجل لا 
عن غيره وهو تعالى عالم بذاته لا بأمر زائد فلا بد أن يكون عالماً بما يعلمه به سبحانه وتعالى 
لأنك قلدت من يعلم ولا يجهل وليس بمقلد في علمه سبحانه وتعالى وكل من قلد غير معصوم 
دون الله تعالى فهو مقلد لمن يدخله الغلط وتكون إصابته بالاتفاق. فاشتغل يا أخي بما أمرك 


في الغسل الذي أقول به إن الغسل لما كان يتضمن الوضوء كان حكمهما الوجوب من حيث أنه 
متوضىء في اغتساله لا من حيث إنه مغتسل فإنه ما بلغنا أنه وَكِهٌ تمضمض واستنشق في غسله 
إلا في وضوئه فيه وما رأيت أحدأ نبه على مثل هذا في اختلافهم في وجوبهما أو استحبابهما 
فالحكم فيهما عندي راجع إلى حكم الوضوء والوضوء عندنا مؤكد في الاغتسال من الجنابة 
وأطال في ذلك وقال فيه الكذب لغير علة شرعية حيض النفاس ولعلة شرعية دم استحاضة لا 
يمنع.من الصلاة بخلاف الأول فإنه خارج في حال الصحة فلذلك شدد فيه قال: والعناية بدم 


84م الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الله تعالى به وبالغ في فعل الطاعات حتى يكون الحق تعالي لجميع قواك فتكون على بصيرة من 
أمرك ولا تطلب معرفته الخاصة بدون ذلك فإنك لن تصل إلى معرفته ولو كنت على عبادة 
التقلين وقد تصحتك فإن الحق تعالى قد أخبر عن نفسه بأمور تردها الأدلة العقلية والأفكار 
الصحيحة مع إقامة أدلتها على تصديق المخبر ولزوم الإيمان يها فالكامل من قلد ربه ولم يقلد 
عقله في تأويل الصفات فإن العقل قد أجمع مع صاحبه على التقليد بصحة هذا القول أنه من 
عند الله فما للعيد منازع منه يقدح فيما عنده. واصرف يا أخي علم حقيقة الصفات إلى الله 
تعالى واعمل بالقربات الشرعية حتى يعطيك الله تعالى من علمه وحينئذٍ تكون غارفا به فهذه عي 
المعرفة المطلوبة والعلم الصحيح الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه انتهى . 1 


فإن قلت فما معنى قوله يله فى الحديث الثابت كشِفاً لمن عرف نقسه عرف ربه» 
(بالجواب) كما قاله الشيخ اميحين"الدين فى الات التابع والسيعين وفالة © أن المعتق من :عرف 
نفسه بما وصفه الحق به مما وصف به نفسه من كوته له ذات وصقات وما أعطاه من علمه ومن 
استخلافه في الأرض يولي ويعزل ويعفو وينتقم ونحو ذلك ويحتمل أن يكون معناه أن يعرف 
نفسه بالافتقار في وجوده ويحتمل أن يكون المراد المعنيين معاً لا بد من ذلك (فإن قلت) فلم 
زاد تعالى في قوله «اسَْرِيهِمْ مَاينَا فى الْأمَاقِ وف أَنشُييِمَ © [فصلت: *5] ذكر الآفاق ولم يكتف 
بأنفسهم عن ذكر الآفاق (فالجواب) إنما زاد قوله في الآفاق تحذيراً للعبد أن يتخيل أنه بقي في 
الآفاق بقية علم بالله لا تعطيه النفس فأحاله تعالى على الآفاق فلما لم يجد شيئاً خارجاً عما 
تعطيه النفس زال ذلك التخيل إذ النفس جامعة لحقائق العالم كله. فانظر يا أخي كثرة حرص 
النبي يي على أمته كيف الختصر الطريق إلى معرفة الله تعالى بقوله في الحديث الثابت كشقاً من 
عرف نفسه عرف ربه ولم يذكر لهم الافاق يَكَِ (فإن قلت) فما طريق السلامة من كثرة الجهل 
بالله لمن ليس على بصيرة من أمره (فالجواب) طريق السلامة عدم التأويل وتسليم علم ذلك إلى 
الله تعالى (فإن قلت) فهل يصمح لأحد أن يعرف الله تعالى من كل طريق للخلق إليها سبيل 
(فالئجواب) نعم يصح له ذلك كما عليه الأكابر من أهل الله تعالى فيعرفون الله تعالى بكل طريق 
من طرق المعتقدات الإسلامية إذ ما من شيء إلا والحق تعالى هو ممهذه بسره القائم أو 
يوجوده وصاحب هذا المشهد هو الذي يخاطب الحق تعالى من سره القائم بهياكل الخلق. وقد 


النفاس أوجه من العناية بدم الحيض من غير نفاس وذلك أن الله ما أمسكه بقدرته في الرحم ثم 
أرسله إلا ليزلق طريق الولد رفقاً بأمه فكان خروج هذا الدم معيئاً على خروج الذاكر لله عز 
وجل من جهة وصف خاص قال: واعلم أن ما تعود أحد الكذب على الناس إلا واستدرجه 
ذلك حتى يكذب على الله ورسوله واعلم أن الكذب لغرض صحيح شرعي لا يقدح في العدالة 
بل هو نص فيها وأغلب الكمل من الرجال قال: وأما امتناع حبيب العجمي من الكذب لما 
طلب الحجاج الحسن البصري ليقتله فكان خوفاً من إطلاق اسم الكذب عليه فحبيب كان رجلاً 
ساذجأ ولكل مقام رجال وقال: والذي أقول فيه إنه لا يجوز لأحد أن يصدق فيما يضر الناس 


المبحث الثالث: فى وجوب معرفة الله تعالى على كل عبد بقدر وسعه مم 


نقل عن السيد سهل بن عبد الله أنه كان يقول لي عند ثلائين سنة أكلم الله والناس يظنون أني 
أكلمهم (فإن قلت) فهل يرتفع الخطأ المطلق عند هذا الكامل (فالجواب) نعم لأن علمه من 
علم الله فلا يخطىء لا في الأصول ولا في الفروع بخلاف ماعلمه من طريق فكره ونظره فقد 
يخطىء فيه ذكره الشيخ محيي الدين رحمه الله. (فإن قلت) فهل التجلي الإلهي للقلوب دائم 
بوجود المعارف أم يكون بقلب دون قلب وفي وقت دون وقت (فالجواب) كما قاله الشيخ 
محبي الدين في الباب السابع والسبعين ومائة: أن التجلي الإلهي لجميع القلوب الإسلامية دائم 
لا حجاب عليه ولكن لا يعرف أنه هو فإن الله تعالى لما خلق العالم أسمعه كلامه في حال 
عدمه وهو قوله كن فكان مشهوداً له سبحانه ولم يكن الحق تعالى مشهوداً للعالم لأنه كان على 
أعين جميع الممكنات حبجاب العدم فلذلك لم تدرك الوجود وهي معدومة كما تبصر الظلمة 
من النور ولا بقاء للنور مع وجود الظلمة أصلا وكذلك العدم والوجود فلما أمر الحق الممكنات 
بالتكوين لإمكانها واستعداد قبولها سارعت لترى ما تم لأن في قوتها الرؤية كما في قوتها 
السمع من حيث الثبوت لا من حيث الوجود فلما وجد الممكن انصبغ بالنور فزال العدم ثم فتح 
عينه فرأى الوجود اللخير المحض فلم يعلم ما هو ولا علم أنه الذي أمره بالتكوين فأقاده التجلي 
علماً بما رآه لا علماً بأنه هو الذي أعطاه الوجود فلما انصبغ في النور التفت إلى اليسار فرأى 
العدم فتحققه فإذا هو ينبعث منه كالظل المنبعث في الشخص إذا قايله النور فقال: ما هذا؟ قال 
له النور من الجانب الأيمن هذا هو أنت» فلو كنت أنت النور لما ظهر للظل عين فأنا الدور وأنا 
مذهبه ونورك الذي أنت عليه إنما هو من حيث ما تواجهني من ذاتك وذلك لتعلم أنك لست 
أناء نأنا النور بلا ظل وأنت النور الممتزج لامكانك فإن نسبت إلى قبلتك وإن نسبت إلى العدم 
قبلك فأنت عين الوجود والعدم وأنت بين الخير والشرء فإن أعرضت عن ظلك فقد أعرضت 
عن إمكانك وإذا أعرضت عن إمكانك جهلتني ولم تعرفني فإنه لا دليل لك على أني إلهك 
وربك وموجدك إلا إمكانك وهو شهودك ظلك فلا تنظر إلى نظر نفسك عن ظلك فتدعي أنك 
أنا فتقع في الجهل ولا تنظر إلى ظلك نظراً يغنيك عني فإنه يورئك الصمم فتجهل ما خلقتك له 
فكن تارة وتارة وما خلقت لك عينين إلا لتشهد لي بالواحدة وتشهد ظلك بالأخرى وأطال في 
ذلك. ثم قال: واعلم أن من أجل علوم المعرفة بالله تعالى العلم بالكمال والنقص في الوجود 


إلا أن يكون له حال يحمي من غلبه ذلك الظالم وعلى ذلك يحمل حال حبيب العجمي والله 


أعلم . 


(وقال فيه): ينبغي لكل عالم أن لا يلقي علمه إلا في محل قابل لذلك العلم عطشان إليه 
فإن لم يجد من هو بهذه المثابة فليتربص حتى يجد لعلمه حاملا على هذا الوجه ويحتاج إلى 
صبر شديد وقال فيه: ينبغي أن يقيد قول من قال: لا تجب النية في التيمم بمن نشأ في 
الإسلامء أما الكافر إذا أسلم فإنه لا بد له من نية قطعاً لأنه لم يكن عنده شيء من القربة إلى 


كم الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


كما يشهد لذلك حضضرات الأسماء الإلهية من أسماء الحنان والامتنان وأسماء القهر والانتقام 
فلولا العاصي ما ظهر كمال فضل الحق على عباده من حلمه وصفحه وعفوه وغير ذلك. فعلم 
أن من كمال الوجود وجود النقص النسبي فيه قال تعالى في كمال كل ما سوى الله أَعْطَن كل 
تَىْءِ خَلْتَمُ [طه: 60] فما نقصه شيئاً أصلاً حتى النقص أعطاه خلقه ووفاه إياه وقوله ثم هدى أي 
بين الأمور التي خرجت عن الكمال بلسان الأمر فتقرها على اسم النقص كما أقرها الحق تعالى 
فافهم(فإن قلت)» فهل ظهرت النقائص في شيء غير الإنسان أم هي خاصة بالإنسان (فالجواب) 
كما قاله الشيخ في الباب السابع والسبعين ومائة أن النقص المعنوي لم يظهر في شيء من العالم 
كله إلا في الإنسان فقط وإن كان في الجن فهو معلوم غير ظاهر إلا للخواص وذلك لأن 
الإنسان مجموع حقائق العالم وهو المختصر الوجيز والعالم هو المطول البسيط» قال: واعلم 
أنه لما كان كمال الألوهية ظاهراً بالشرائع وأدلة العقول جاء الشرع بالتنزيه وغيره وجاء العقل 
بالتدزيه فقط فهو على النصف من معرفة الله عز وجل فلزم للعقل سلب أحكام كثيرة عن الله جاء 
بها الشرع إذ الشرع قد أخير عن الله بثبوت ما سلب العقل عنه وجاء بالأمرين معاً وهذا هو 
الكمال الذي يليق به سبحانه وتعالى فحير تعالىئ العقول ولو أنه تعالى لم يحيرها لكان تحت 
حكم ما خلق فإن القوى الحسية والخيالية بذواتها لترى موجدها والعقول تطلبه بذواتها وأدلتها 
من نفي وإثبات ووجوب وجواز وإحالة لتعلم موجدها فخاطب الحواس والخيال بتجريده الذي 
دلت عليه أدلة العقول والحواس تسمع فحارت الحواس والخيال وقالوا ما بأيدينا منه شيء 
وخاطب العقول بتشبيهه الذي دلت عليه الحواس والخيال والعقول تسمع فحارت العقول 
وقالت ما بأيدينا شىء منه. قتعالى عن إدراك العقول والحواس والخيال وانفرد سبحانه بالحبرة 
في الكمال .فم يعلمه سبخائه وتعالى سواه ولا كناهده غيزه. فلم يحتيطوا به علماً ولا روا له عيناً 
فآثارٌ تشهد وجناب يقصد ورتبة تحمد والإله منزه ومشبهه يعبد فهذا هو الكمال الإلهي وبقي 
الإنسان متوسط الحال بين كمال الحيرة والحمد وهو كما العالم فبالإنسان كمل العالم وما كمل 
الإنسان بالعالم فافهم وبالجملة فقد قال الإمام المحاسبي مجموع المعرفة ترجع إلى العلم 
بأربعة أشياء الله والتفس والدنيا والشيطان. 


وقال الشيخ محيي الدين: والذي نقول به إن المعرفة ليس لها طريق إلا المعرفة بالنئفس 


الله قبل إسلامه بل كان يرى أن ذلك كفر والدخول فيه يبعد عن الله عز وجل وقال فيه: الذي 
أقول به إن الطهارة بالتيمم ليست بدلاً من الوضوء والغسل وإنما هي طهارة مشروعة مخصوصة 
بشروط اعتبرها الشرع ولم يرد لنا شرع أن التيمم بدلاً فلا فرق بين التيمم وبين كل طهارة 
مشروعة قال: وإنما قلنا: مشروعة لأنها ليست بطهارة لغوية فما هي بدل وإنما هي عبادةٌ 
مشروعة مخصوصةٌ مبينةٌ لحال منخصوصة شرعها الذئ :شرع استعمال الما لهذه العبادة 
المخصوصة وهو الله ورسوله فهي ناشئة عن استخراج الحكم في تلك المسألة من نص ورد في 
الكتاب أو السنة يدخل الحكم في هذه المسألة في مجمل ذلك الكلام وهو الفقه في الدين 


خائمة: فى بيان العارف بالله تعالى وصفاته بام 


انتهى. والله تعالى أعلم. وسيأتي في هذا الكتاب من مسائل المعرفة ما تقر به عينك إن شاء الله 
تعالى فإن غالب المباحث متعلقة بالله عز وجل فاعلم ذلك والله تعالى أعلم. 


(خاتمة): في بيان العارف بالله تعالى وصفاته. ذكر الشيخ محيي الدين في الباب السابع 
والسبعين وماثة أن العارف عند طائفة الصوفية هو من أشعر قلبه الهيبة والسكيئة وعدم العلاقة 
الصارفة عن شهود الحق تعالى وإذا ذكر الله واستولى عليه الذكر يغيب عن الأكوان يهابه كل 
ناظر هو مع الله بلا وصل ولا فعل كثير الحياء في قلبه التعظيم يقدم حق الحق تعالى على 
حظوظ نفسه: بطنه جائعء وبدنه عار لا يأسف قط على شيء لكونه لا يرى غير الله طياراً أمد 
الدهر تبكي عينه ويضحك قلبه هو كالأرض يطؤه البر والفاجر وكالسحاب يظل كل شيء 
وكالمطر يسقي ما يجب وما لا يجب لا يقضي وطره قط من شيء وذلك ليدوم افتقاره إلى الله 
تعالى ذوقاً شأنه الفقر والذل بين يدي الله يفتح له في فراشه كما يفتح له في صلاته وإن اختلفت 
الواردات بحسب المواطن وأطال في ذلك. ثم قال وأما صفة العارف عندنا وعند غيرنا من 
المحققين فهو أن يكون قائماً بالحق في جمعيته. نافذ الهمة» مؤثراً في الوجود على الإطلاق 
من غير تقييد لكن على الميزان المعلوم عند أهل الله جهول النعت والصفة عند جميع العالم من 
بشر وجن وملك وحيوان لا يعرف مقامه فيحد ولا يفارق العادة فيتميز هو خامل الذكر مستور 
المقام عام الشفقة على خلق الله عارف بإرادة الحق تعالى قبل ظهور المراد فيريد بإرادة الحق لا 
ينازع ولا يقاوم ولا يقع في الوجود ما لا يريد» شديد في لين يعلم مكارم الأخلاق من 
سفسافها فينزلها منازلها مع أهلها تنزيل حكيم يتبرأ ممن تبرأ الله منه يحسن إليه مع البراءة منه 
يشاهد لتسبيح المخلوقات كلها على تنوعات أذكارها لا يظهر إلا لعارف مثله وأطال في ذلك 
ثم قال وقد اختلف أصحابنا في مقام المعرفة ومقام العلم فقالت طائفة مقام المعرفة رباني ومقام 
العلم إلهي» قال وبه أقول ووافقني على ذلك المحققون كسهيل بن عبد الله التستري وأبي يزيد 
وابن العريف وأبي مدين وطائفة قالت مقام المعرفة إلهي ومقام العلم كذلك وبه أقول أيضاً 
فإنهم إن أرادوا بالعلم ما أردناه بالمعرفة وأرادوا بالمعرفة ما أردناه بالعلم فالخلاف فيه لفظي 
وعبدتنا فتوله تعالى : لإوإدًا وشاع أل ]3 التلول تق لتنتهة نيش يرت انع .ونا عيدا من 
الكل 4 [المانيقه #الإاقسناك ,عاريق وعلماء تم ذكر فولهع فثالة رقرلوة ينا أمنا وم يقل 


قال: ولا يحتاج فيها إلى قياس وأطال في ذلك فليتأمل ويحرر. وقال فيه: والذي أقول به: إنه 
لا يشترط الطلب للماء في صحة التيمم بل إذا فقده تيمم» وقال جماعة: لا بد من الطلب 
وينبني ذلك على أن المقلد هل يلزمه البحث عن دليل من قلده في الأصول أو الفروع فمن 
قال: لا يشترط طلب الماء قال: لا يلزم المقلد الببحث؛ ومن قال يشترط طلب الماء قال: 
يلزم المقلد أن يسأل المسؤول عن دليل ما أفتاه به من كتاب أو سنة وأطال في ذلك. وقال 
الذي أقول به: إن حديث الضربة الواحدة في التيمم أثبت من حديث الضربتين» قلت: ذكر 
الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن من شرف الإنسان أن الله تعالى 


مم الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


يقولون إلهنا آمنا ولا علمنا ولا شهدنا وقد علمت من جميع ما قررناه في هذا المبحث أن طريق 
المعرفة بالله عند القوم إنما هو الكشف لا الظن المبني على الفكر وتأمل قوله تعالى : 
ويسَذْركم د قد َنم َأسَّهُ يَدُوفُ بَلْمِبَاد © 1آل عمران: ]٠٠١‏ كأنه تعالى يقول ما حذرناكم من النظر 
في ذات الله إلا رحمة بكم وشفقة عليكم لما نعلم ما تعطيه القوة المفكرة للعقل من نفي ما 
أثبته على ألسنة رسلي من صفاتي فتردونها بأدلتكم العقلية فتحرمون الإيمان بها فتشقون شقاء 
الأبد ولذا اختلفت مقالات أهل النظر في الله وتكلم كل بما اقتضاه نظره فنفى واحد عين ما 
أثبته الآخر وما اجتمعوا على أمر واحد فى الله من حيث النظر فى ذاتة وعصوا رسوله بما 
تكلمؤا به مما تهاهعم الله عنه تمي شققة ورتحمة يهنم فرغبوا عن وحمة الله وغل ضعيهع ذائيت :يا 
أخي على اعتقاد كل ما جاءتك به الشريعة تسلم فهمته أو لم تفهمه فإنه تعالى أعلم بنفسه 
وأصدق في قوله والله تعالى أعلم . 
المبحث الرايع: 
في وجوب اعتقان أن حقدقته تعالى مخالفة 
لسائر الحقائق وأنها. ليست معلومة في الدنيا لأحد 


وقال كثير من المتكلمين إنها معلومة للناس في الدنيا لأن الخلق مكلفون بالعلم بوحدانيته 
وذلك متوقف على العلم بحقيقته قال الجلال المحلي وغيره. وأجيب بمنع التوقف على العلم 
به في الحقيقة وإنما يتوقف على العلم به بوجه وهو أنه تعالى يعلم بصفاته كما أنجاب به موسى 
عليه الصلاة والسلام فرعون حين قال لموسى. وما رب العالمين إلى آخره ثم اختلفوا هل يمكن 
علمها في الآخرة فقال بعضهم نعم لحصول الرؤية فيها. وقال بعضهم لا والرؤية لا تفيد 
الحقيقة ولم يرجح ابن السبكي ولا الجلال المحلي شيئاً في هذه المسألة والتي قبلها. 

وقال شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني: الصحيح أنه لا سبيل للعقول إلى علمها. قال 
الشيخ كمال الدين بن أبي شريف ثم لا يخفى أن قولهم ليست معلومة الآن يعنى في الدنيا إنما 
خي كام في" اللرقوع وقرليع :والختلقوا عل يمك علمهاءتى الانخرة كلدم فى النجوان العقلي انتهئ 
هذا ما رأيته في هذه المسألة من كلام محققي المتكلمين. 


جعل له التطهير بالتراب وقد خلقه الله من تراب فأمره بالتطهر بذاته تشريفاً له ولذلك أبقى 
النص على التطهير بالتراب دون غيره مما له اسم الأرض فإن كل شيء فارق الأرض لا يتطهر 
به إلا إن كان تراباً بخلاف التراب يتطهر به لو فارق الأرض فإن الله أبقى اسم الأرض عليه مع 
المفارقة بخلاف الزرنيخ والرخام والمعدن ونحو ذلك وأيضاً فإن الله ما قال: إنه خلق الإنسان 
من حجر ولا زرنيخ وإنما قال: خلقه من تراب والله أعلم. 


(وقال) في الباب التاسع والستين: اعلم أن الصلاة مشتقة من المصلى وهو الذي يلي 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 844 


وأما كلام محققي الصوفية من أهل الكشف فتجلى عليك مقالاتهم فيها حتى يزول عدك 
اللبس إن شاء الله تعالى وتعرف أن القوم أبعد الناس عن القول بالجسمية لشدة معرفتهم بالله 
تعالى لا سيما الشيخ محيي الدين رحمه الله إذا علمت ذلك فأقول: اعلم أن الخلق ما خيطوا 
خبط عشواء في آيات الصفات وكثرة اختلافهم فيها إلا من ذهولهم حال الاختلاف عن 
شهودهم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق وإلا فلو شهدوا ذلك لم يقفوا في شيء من 
آيات الصفات وأخبارها ولم يحتج ل 0 
الجناب الإلهي كالقول بالجهة والتجسيم مثلاً. وإيضاً ذلك أن تنظر يا أخي إلى صفات اللخلق 
كلها وقزه الحى اتن ععها دن ضيف الكدات مول بعلا من قأن الشلى السيل من ثزانك 
عي لبس على سمل ربكن خا ل شي مروق اف الال الع قا ال ا 
بعاجز عن إنقاذ وقوع شيء مما أراده بل هو قادر ومن شأن الخلق الجهة فالحق تعالى لا جهة 
له ومن شأن الخلق الجسمية فالحق تعالى ليس بجسم وهكذا فلا يصح في جانب الحق تعالى 
لحوق تشبيه بخلقه أبدأ لا في شخص ولا في نوع ولا في جنس كما سيأتي إيضاحه في نقول 
العارفين وقد ذكر الشيخ محبي الدين في الباب الرابع والعشرين وثلثماثة ما نصه: اعلم أنه لا 
يجوز لأحد طلب معرفة ماهية الحق تعالى بلفظة ماء كما وقع فيه فرعون فأخطأ في السؤال 
ولهذا عدل موسى عن جواب سؤاله على المطايقة لأن السؤال إذا كان خطأ لا يلزم الجواب 
عنه وكان المجلس مجلس عامة فلذلك تكلم موسى بما تكلم به ورأى فرعون أنه ما أجابه على 
حد سؤاله لتخيله أن سؤاله متوجه وما علم فرعون أن ذات الحق تعالى لا تدخل تحت مطلب 
ما وإنما تدخل تحت مطلب هل وهو سؤال عن وجود المسؤول عنه هل هو متحقق أم لا ولما 
علم فرعون ما وقع منه من الجهل قال إشغالا للحاضرين لثلا يتفطنوا لذلك إن رسولكم الذي 
أرسل إليكم لمجنون تنفيراً لهم عن الإصغاء لمقالة موسى خوفاً أن يتبعوه. وقال في الباب 
الأول من «الفتوحات»: اعلم أن الحق منزه عن أن يحيط به خلق أو يعرفه أحد لا يحسب ما 
وقع به التجلي له لا غير ألا ترى أنه يتجلى يوم القيامة لقوم في غير العلامة التي يعرفونها فيقول 
أنا ربكم فيتكرون ربوبيته ومنها يتعوذون وبها يتعوذون ولكن لا يشعرون ويقولون لذلك التجلي 
نعوذ بالله منك وها نحن لربنا منتظرون فحينئذ يتجلى لهم في العلامة التي لربهم فيقرون له 


السابق في الحلبة والسابق هنا التوحيد: والحماي الصناذة ريضيك نهذا الترتيت_جارية ٠‏ لابنى 
الإسلام على خمس: شهادة أن لا إِلْه إلا الله وآن محمداً رسول اللهء وإقام الصلاة» وإيتاء 
الزكاة. وصوم رمضات» وحج البيت24 ولما علم الصحابة ما يدخل الواو من الاحتمال وأن 
ل ا م ل ا قل صوم رمضان 
والحجج إشارة إلى أن الشارع أراد الترتيب في القواعد والصلاة ثانية في القواعد قال: وإنما جعل 
الزكاة تلي الصلاة لأن الزكاة تطهر قال تعالى: كَدْ أَقلَمَ سن ركه )4 [الشمس: 4] أي طهرها 
بالطاعات يعني النفس قال: ولما كانت الصلاة المشروعة من شرطها الطهارة جعلت الزكاة إلى 


94 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بالربوبية وعلى أنفسهم بالعبودية فهؤلاء ما عبدوه تعالى إلا بالعلامة ومن قال منهم إنه عبده 
تعالى عيناً فقوله زورء وكيف يدعي ذلك وعند ما تجلى له أنكره فما عبده تعالى عيناً إلا 
الأنبياة وكهل ب وزشتي كال قمال لمتعيدد: قله 1119 كل عر زمرك 01 إلى عيبا 
فافهم. (فإن قلت) فما معنى قولهم العلم حجاب عن الله تعالى مع أن العلم هو الذي يكشف 
عن حقائق الأمور (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثاني من «الفتوحات» أنه ليس المراد به 
ذم العلم معاذ الله أن يريد القوم ذلك» وإنما مرادهم أن أحداً لا يعلم الحق تعالى إلا بواسطة 
العلم فالواسطة هي التي علمت الحق تعالى لا أنت فما علم الحق تعالى حقيقه إلا علمك لا 
أنت وعلمك دائماً حاجب لك عن معرفة كنه الحق تعالى ولو رقبت في العلم به تعالى ما رقيت 
فلا يصح وقوف تجلي الحق لك حتى تدركه لأن كل تجل يقع كلمحة بارق لا يثبت آنين أبداً 
ومن هنا امتنع للخلق تكييف الحق فافهم. فعلم أنه ليس مشهود كل أحد من الحق إلا علمه 
فإياك إن جريت على أسلوب الحقائق أن تقول إنك علمت العلوم فإنك ما علمت إلا بالعلم 
والعلم هو العالم بالمعلوم الذي هو الحق وبين العلم والمعلوم بحور لا يدرك أحد قعرها فإن 
سر التعلق بينهم مع تباين الحقائق بحر مركبه عسير بل لا تركبه العبارة أصلاً ولا الإشارة ولكن 
يدركه الكشف من خلف حجب كثيرة ولا يحسن بها أنها على عين بصيرته إلا الأنبياء وكمل 
ورثتهم من الأولياء لدقتها وغموضها وإذا كانت عسرة المدارك فأحرى من خلقها. (فإن قلت) 
قد ثبت عندنا وتقرر أن العلم بأمر ما لا يكون إلا بمعرفة قد تقدمت قبل هذه المعرفة بأمر آخر 
يكون به بين المعروفين مناسبة لا بد من ذلك وقد ثبت عندنا وتقرر أنه لا مناسبة بين الحق 
تغالى وبين خلقه بوجه من الوجوه فكيف صحت معرفته تعالى (فالجواب) كما قاله الشيخ أيضاً 
في الباب الثاني من «الفتوحات» أن المراد بمعرفتنا له بالآثار وأما الذات فلا تعلم أبداً بعلم 
سايق وإنما تعلم من طريق الكشف لبعض المختصين علماً لا يصح التعبير عنه أبدأ (فإن قلت) 
فهل يصح استدلال بعضهم بالشاهد على الغائب في مسألة العلم الإلهي من أنه عين أو غير 
(فالجواب) لا يصح هذا الاستدلال لأن الحق تعالى مباين لخلقه في سائر شؤونه فلا يصح 
قياسه على خلقه وأصل دخول الشبه على هذا المستدل أنه لما رأى الإنسان يسلب علمه وذاته 
كاملة لم تنقص قال: علم الله غير ذاته ثم من العجب أنه يقدسه بعد ذلك مع أنه قد حمله على 


جانبها لكونها طهارة للأموال التي يكون بها جل قوتهم وملبسهم وجعل الصوم يلي الزكاة دون 
الحج لكون زكاة الفطر مشروعة عند قضاء الصوم فلما كان الصوم أقرب نسبة إلى الزكاة جعل 
إلى جانبها فلم يبق للحجج مرتبة إلا المرتبة الخامسة فكان فيها. (قلت): وسيآتي في الكلام على 
صلاة الجنازة تفسير قوله تعالى: #إرك الصَكللة مَنْض عر الفحسك وَألْكَكرٍ © [العنكبوت: 
5] فراجعه. 


(وقال): من شأن العارف أن يعبد ربه من حيث أولية ربه قى خلقه المخلوقات لا من 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 311 


حال نفسه وقاسه عليها (فإن قلت) فهل يصح لأحد معرفة ربه من حيث الدليل العقلي 
(فالجواب) لا يصح لأحد ذلك لأن من المعلوم أن العقل لا يدرك كنهه تعالى من حيث ما هو 
ناظر وباحث أبداً لأن برهانه الذي يستند إليه الحس أو الضرورة أو التجربة» والحق تعالى غير 
مدرك بهذه الأصول بإجماع المحققين ولو أن هذا الناظر والبياحث نظر بعقله إلى المفعولات 
الصناعية والتكوينية والانبعاثية ورأى جهل كل واحد منها بفاعله تعلم أن الحق تعالى لا يعلم 
قط بالدليل العقلي وإنما غاية علم العقل أن يعلم أنه تعالى موجود وأن العلم كله مفتقر إليه 
افتقاراً ذاتيا لا محيص له عنه البتة انتهىء (فإن قلت) فما الحكمة فى تحيير العقول فيه سبحانه 
وتعالى (فالجواب» كما قال الشيخ في الباب السابع والسبعين ومائة: أن الحق تعالى نما حير 
عقول عباده فيه لئلا يدخل تعالى تحت حكم ما خلق وذلك أن القوى الحسية والخيالية تطلبه 
بذواتها لترى موجدها والعقول تطليه بذواتها وأدلتها لتعلم موجدها فلذلك خاطب تعالى 
الحواس والخيال بتجريده الذي دلت عليه أدلة العقول» والحواس تسمع فحارت الحراس 
والخيال وقالوا ما بأيدينا منه شيء. وخاطب أيضاً العقول بتشبيهه الذي دلت عليه الحواس 
والخيال والعقول تسمع فحارت العقول وقالوا ها بأيدينا منه تعالى شيء كما تقدم وتعالى الله 
عن إدراك العقرل والحواس والشيال فلذلك انفرد سبحانه وتعالى بالحيرة فى وصف كما له فما 
علمه سواه ولا شاهد غيره ولا أحاط أحد به علماً وفد تقدم هذا أيضاً في مبحث التوحيد 
انتهى. (فإن قلت) فهل إطلاق بعض المتصوفة وجه المناسبة بين الحق والخلق صحيح في 
بعض الوجوه (فالجراب) كما قاله الشيخ في الباب الثالث من «الفتوحات» لا يصح ذلك بوجه 
من الوجوه وإن وقع في مثل ذلك أبو حامد الغزالي فهو بضرب من التكلف وبمرمى بعيد من 
الحقائق فأي نسبة بين المحدث والقديم وكيف يصح تشبيه من لا يقبل المثل بمن يقبل المثل 
هذا والله محال. قال وما طلب الحق تعالى منا إلا العلم بوجوده وألوهيته لا غير وأما الحقيقة 
فلا وإذا كان المبدع الأول لا مناسبة بينه وبين ربه فكيف تصح مناسبة من بينه وبين ربه وسائط 
لا تحصى النتهى . 


(فإن قيل) فعلى ما قدرتموه لا يصح لأحد مراقبة ذات الحق تعالى أبداً وقد أمرنا الله 
تعالى بمراقبته فكيف الحال (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السادس والعشرين ومائة من 


حيث أوليته هو عن أوليات كثيرة قبله وأعنى بذلك الأسباب» فهذه هى الصلاة لأول الوقت 
فإذا عبده العارف في تلك الأولية المنزهة عن أن يتقدمها أولية شيء انسحيت عبادة هذا العارن 
من هناك على كل عبادة مخلوق خلقه الله من أول المخلوقات بين لي حين وجوده ومن جمع 
هذا وبين الصلاة لأول وقتها المعروف فقد حاز الفضيلتين وقال فيه: إنما أخيرنا رسول الله عل 
بأن المغرب وتر صلاة النهار قبل أن يزيدنا الله وتر صلاة الليل فإنه قال إن الله قد زادكم صلاة 
إلى صلاتكم وذكر صلاة الوتر فشبهها بالفرائض وأمر بها ولهذا جعلها أبو حنيفة واجبة دون 
الفرض وفوق السنة وأثم من تركها ونعم ما نظر وتفقه رضي الله عنه لأنه وَكيةٍ لم يلحقها بصلاة 


4 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


«الفتوحات» إننا لم نؤمر بمراقبة عين الذات وإنما المراقبة حقيقة للمثل التي تنزل الحق تعالى 
للعقول تقريباً لها لنقف على مركزه ولما اقتضت مرتبة العلماء بالله تعالى أنه ليس كمثله شيء 
ارتفعت الأمثال والأشكال من أوهامهم فلم يتقيد لهم أمر الإله المئزه عن الأمثال ولم ينضبط 
بل جهل الأمر وهناك يعني عند ارتفاع الأمثال يعلمون أن الحق تعالى لم يكن معلوماً لهم في 
وقت ذلك الاعتقاد وأن علمهم به تعالى إنما هو من حيث نسبة معقولة أعطتها الآثار الموجودة 
في الأعيان لا غير وإذا كان الأمر كذلك فلا كيف ولا أين ولا مثل ولا وضع ولا إضافة ولا 
عرض ولا جرهر ولا كم وهو المقدار وما ثم إلا فاعل مجهول يرى أثره ولا يعرف لخبره ولا 
تعلم عينه ولا يجهل كونه فلمن يراقب العبد وما ثم من يقع عليه عين ولا من يضبطه خيال ولا 
من يحدده زمان ولا من تعذده صفات وأحكام ولا من يكيفه أحوال ولا من يميزه أوضاع ولا 
من تظهره إضافة فكيف تصح مراقبة من لا يقبل هذه الصفات ومن شرط العلم أن يرفع حكم 
الخيال والحادث لا يتعلق إلا بالمناسب وهو ما عندك من معرفة الحق فما برحث من حبسك 
وما عثرت إلا على صورة اعتقادك . قال: ولهذا اختلفت المقإلات فى تأويل صفات الله تعالى 
فطائفة تقول هو كذا وطائفة تقول ما هو كذا وإنما هو كذا وما منهم من أحد أحاط به علماً 
فالكامل من عظمت فيه حيرته ودامت حسرته ولم ينل منه مقصوده وذلك لأنه رام ما لا يمكن 
تحصيله وسلك سبيل من لا يعرف سبيله وأطال في ذلك ثم قال: فأذن لم يعرف أحد الحق 
تعالى كما يعرف تعالى نفسه أبداً والسلام . 


فإن قلت: فعلى ما قدرتموه جميع الأمورالمعلومة معلولة والكيفية في حق الله ممجهولة 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في باب الأسرار نعم لا يخلو علم الخلائق من العلل أبدأً قإن الحق 
تعالى هو المنفرد في علمه بعدم العلل فأصل الأبد من الأزل وقد خلت المثلاث بأهل التفكر 
والمحدثات إذ لا بد من وجه جامع بين الدليل والمدلول في قضايا العقول والحق تعالى لا 
يدرك بالدليل فليس إلى معرقة كنه ذاته من سبيل وقد دعانا إلى معرفته وما دعانا إلا لصفته خلا 
بد من صفة تتعلق بها المعرفة وما ثم في العقل إلا صفة تنزيه وقد ضم الشرع معها صفة ظاهرة 
التشبيه فعلى ما هو المعول الآخر أو الأول انتهى. وقال في باب الأسرار أيضاً لا تعلم الذات 
إلا مقيدة وإن أطلقت هكذا عرفت الأشباه وحققت. فالإطلاق تقييد في حق السادات والعبيد. 


النافلة بل قال: «زادكم صلاة إلى صلاتكم» يعني الفزائض فشرع تعالى لنا وترين ولينفرد تعالى 
بالوترية الواحدة قال تعالى: «أوّين حكن غَيْءٍ خَلَشنا رَوَجَيِنِ © [الذاريات: 15] قافهم. وقال فيه: 
رأيت قولاً غريباً لا أدري من قاله ولا أن رأيته أن وقت صلاة العشاء مالم تنم ولو سهرت إلى 
وقت الفجر وقال فيه: ما عرفت مستند من كره قول المؤذن حي على خير العمل فإنه روي أن 
رسول الله وك أمر بها يوم حفر الخندق والصلاة خير موضوع كما ورد فما أخطأ من جعلها في 
الآذان بل اقتدى إن صح هذا الخبر وأطال في ذلك. 


البحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 4 
وتال فيه أيضاً الذات مجهولة فما هى علة ولا معلولة ولا هى للدليل مدلولة فإن من شأن وجه 
الدليل أن يربط الدليل بالمدلول والذات لا ترتبط كما لا تختلط اتتهى . 

وقال فيه أيضاً: اعلم أن التنزيه وإن جلت مراقيه فهو يرجع لتحديد المنزه من حيث أنه 
لا بد له من مقابل والتشبيه يرجع إلى تثنية المشبه وإذا كان التنزيه يرجع إلى التشبيه فأين 
المعرفة بالله تعالى فإذن التنزيه إنما سمع في الشرع ولم يوجد في العقل انتهى. وقال فيه أيضاً 
لا يصح الأنس بالله تعالى لأحد لعدم المجانسة بينه وبين سخلقه ومن ادعى الأنس بالله تعالى من 
الخلق فإنما أنس بنور أعماله الصالحة وإيضاح ذلك أن الأنس لا يكون إلا بالمشاكل والمشاكل 
ممائل والممائل ضد والضدية بعد. وقال الشيخ في كتاب العبادلة تنتهي همم العارفين بالله 
تعالى وهم معه على أول قدم في المعرفة فلم تف لهم أعمارهم بما تعلقت به هممهم من 
واجب معرفة الله كما يليق بجلاله انتهى . 

وقال أيضاً فى شرحه لترجمان الأشواق كل من الخلق واقف لخلف حجاب العزة الأحدي 
فعند هذا الحجاب تنتهي علوم العائمين ومعرفة العارفين ولا يصمح لأحد أن يتعدى هذا 
الحجاب ولو كان من أكابر الأحباب. وقال سيدي على بن وقا رحمه الله جلت ذات الحق 
تعالى أن تدخل تحت إحاطة علم أو إدراك انتهى؛ (فإن قلت) إذا كانت الذات مجهولة فما 
مرادهم بقولهم فلان من العلماء بالله تعالىء (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السادس من 
«الفتوحات» أن مرادهم بذلك العلم بوجوده وما هو تعالى عليه من صنفات الكمال وليس 
مرادهم العلم بذاته لأن ذلك عندهم ممنوع لا يعلم بدليل ولا يبرهان ولا يأخذه حدٌ ومعرفتنا به 
سبحانه وتعالى إنما هي علمنا بأنه ليس كمثله شيء وأما الماهية فلا يمكن لنا علمها قطعاً 
انتهى. (فإن قيل) من قول بعضهم إن معرفة الحق لا تكمل إلا بمعرفته تعالى من طريق التنزيه 
ومن طريق التشبيه أن التشبيه موجود حقيقة (فالجواب) أن الذي نعتقده أن التشبيه لا وجود له 
حقيقة وإنما ذلك واقع من بعض الخلق لضعف شهود هو كثاقة حجابهم ولو اتكشف حجابهم 
لعلموا علماً يقيناً أن الحق تعالى لا يلحقه قط تشبيه بخلقه في جميع الصفات التي تنزل فيها 
لعقول عباده وتأمل يا أخي: السراب يحسبه الظمآن ماء ما دام بعيداً فإذا قرب من محله لم 
يجده ماءً وحكم بفساد حسابه الأول وقس على ذلك أيضاً سماع كلام الله تعالى بصوت وحرف 


(وقال فيه): مذهبنا أن للواعظ أهذ الأجرة على وعظه الئاس وهو من أجل ما يأكله وإن 
كان ترك ذلك أفضل وإيضاح ذلك أن مقام الدعوة إلى الله يقتضي الأجرة فإنه ما من نبي دعا 
لله إلا قال: إن أَجْرىَ إلا عَلَ شرك [هود: 4؟] فأئبت الأجر على الدعاء ولكن اختار أن يأخذه 
من الله لا من المخلوقين وأطال في ذلك. وسيأتي أيضاً في الباب السابع عشر وأربعمائة فراجعه. 
وقال فيه: مذهبي أن الأذان قبل الفجر ليس بأذان حقيقة وإنما هو ذكر الله عز وجل بصورة الأذان 
تحريضاً للئاس على الانتباه لذكر الله تعالى فإذا طلع الفجر فهناك الأذان المشروع إعلاماً بدخول 


45 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ورؤيته في التجلي الأخروي في صور مختلقة فإن ذلك إنما هو تنزل العقول ولو كشف الحق 
تعالى حجابهم لسمعرا كلامه تعالى من غير صرت ولا حرف ورأوه تعالى في غير صورة 
تراه اكد الجا حجززا لم كرثرالوتومر ا الخادم حير صوك ولا حورت ولع يكوترا يجتلونه 
تعالى إلا فى صورة وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله 
يقول: جميع ما منا إليك لا يكيف وجميع ما بنك إليه يكيف انتهى . (فإن قيل) فما وجه قول 
من منع أن الذات تعلم الكون (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السادس عشر من 
«الفتوحات» إن وجهه أن الكون لا تعلق له إلا بالمرتبة الطالبة له كالخالق يطلب المخلوق 
والرازق يطلب المرزوق وهكذا فعل أن الذات غنى عن العالم لا تعلق له بأحد فلذلك كان لا 
يعرف بالكون انتهى. (فإن قلت) فإذن ليس للفكر حكم ولا مجال في ذات الحق تعالى لا عقلا 
ولا شرعاً (فالجواب) كما قاله الشبيخ في الباب الرابع والأربعين وماثة نعم بل قد منع الشرع من 
التفكير في ذات الله تعالى بقوله ويحذركم الله نفسه أي أن تتفكروا فيها وقد ورد مرفوعاً كلكم 
حمقى في ذات الله أي فلا تصلوا إلى التحقق بمعرفتها (فإن قلت) ما سبب المنع من التفكر في 
ذات الله (فالجواب) أن سيبه ارتفاع المناسبة بين ذاتنا وذات الحق ومن هنا أنف أهل الله أن 
يجعلوا التفكر من دأبهم لأنه حال لا يعطى الحفظ قلا يدري أيصيب صاحبه أم يخطىء. وقال 
في الباب الخامس والأربعين ومائثة: إنما منعوا التفكر لأنه لا يتعدى أحد أمرين إما الجولان فى 
المخلوقات وإما اللجولان في الإله وأعلى درجات جولاته في المخلوقات أن يتخذها دليلاً 
ومعلوم أن الدليل يضاد المدلول فلا يجتمع دليل ومدلول في حد عند الناظر أبداً وأما جولانه 
فى الإله ليتخذه دثيلاً على السخلوقات ففيه من سوء الأدب ما لا يخفى لأنه طلب الحق لغيره 
أي اليدله: علئ: الكائنات فما طلية تعالى لعينه 'وذلك غاية الجهل فإنه لا شيء أذل عل الشىء من 
نفسه (فإن قيل) فهل يتعدى علم أحد بالله تعالى فوق ما يعطيه نظره أو هل يصمح اجتماع اثنين 
في العلم بالله على حكم التساوي (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السادس والسبعين 
ومائتين: إن علم كل إنسان بالله تعالى إنما هو على قدر نظره وما هو عليه في نفسه ولا يصح 
اجتماع اثنين على علم واحد في الله تعالى من جميع الجهات أبداً كما أنه لا يصح اجتماعهما 
على مزاج واحد فلا بد في الاثنين عن وجود ما يقع به الامتياز لثبوت عين كل واحد ولو لم 


وقت الصلاة» قال: ولهذا ابتدع السلف الصالح للمؤذتين الدعاء والتذكير بآبات القرآن 
والمواعظ وإنشاد الشعر الحاث على قيام الليل وعلى الزهد في الدنيا ليعلموا الئاس أن الأذان 
الأول ما كان إلا لغرض الإيقاظ للقائمين لا لدخول الوقت. وقال فيه: معنى قول المؤذن قد 
قامت الصلاة إنما قال: قامت بلفظ الماضي مع أن الصلاة بشرى من الله لعباده لمن جاء إلى 
المسجد يننظر الصلاة أو كان في الطريق آتياً إليها أو كان في حال الوضوء بسببها أو كان في 
حال القصد إلى الوضوء قبل الشروع فيه ليصلي بذلك الوضوء فيموت في بعض هذه المواطن 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 36 


يكن الأمر كذلك لم يصمح أن يكرنا اثنين انتهى . 

وقال فى الباب السادس والسبعين ومائة: قد جاء النهى عن التفكر فى ذات الله فزل 
العقل في ذلك وتعدى وظلم نفسه وما أمرا الله تعالى قط أن نعلم كيف ذاته وإنما أمرنا أن 
نعلم أنه إله واحد لا إله إلا هو لا غير فلم يقف عن ذلك التفكر غالب العقول بل سبح بنظره 
وفكره ا ار 
انتهى. وقال في الباب الثامن ومائتين أجهل الطوائف من طلب أن يعلم الله كما يعلم الله نفسه 
(فإن قلت) فأيما أولى مخاطبة العبد ربه بضمير الغائب أو بضمير الحاضر 0 
الشيخ في الباب الرابع والسبعين ومائتين أن خطاب العبد ربه بضمير الغائب أشرف وأعلى في 
التنزيه من مخاطبته بضمير المشاطب نحو اللهم إنى أسألك لأن الحقائق تعطى أنك ما حضرت 
لامع :نا عرف انرمق العدل تجاليج نما برعدت ضن قيلت :رإذا كان الأكابر يعور بميجاناك ما 
عرفناك حق معرفتك فكيفف بغيرهم. وقال في الباب الثاني والسبعين من «الفتوحات؛ : اعلم أن 
خطاب الله تعالى بضمير المواجهة تحديد وخطابه بضمير الغائب تمبيز ولا بد للعبد من واحد 
منهما ولكن الثاني أقوى في التنزيه وقال في الباب التاسع والأربعين ومائة كما لا يجتمع الدليل 
والمدلول كذلك لا تجتمع أنت وربك في حد ولا حقيقة فإنه الخالق وأنت المخلوق. وقال 
الشيخ أيضاً في باب الأسرار: اعلم أن كل من وقف مع الدليل حرم المدلول فإياك أن تقف مع 
الحق مع كونه دليلاً على نفسه فإنك إن وقفت معه على هذا الحد حرمته لأن الدليل والمدلول 
لا يجتمعان قط في حد. وقال فيه أيضاً: لا تقل وصلت فما ثم نهاية ولا تقل لم أصل فإن 
ذلك عماية ليس وراء الله مرمى وهناك يستوي البصير والأعمى. وقال فيه أيضاً لو كانت العلة 
في الأزل لكان المعلول لم يزل فإياك من ظهور الشبه في صور الأدلة فإنها مضلة فما عرفه 
تعالى سواه. وقال فيه أيضاً: اعلم أن البراهين لا تخطىء فإنها قوية السلطان وإنما الخطأ راجع 
إلى المبرهن وإذا كان المدلول لا يعرف إلا بالدليل فليس» إلى العلم به تعالى سبيل فإن من 
علمت به معلوماً وجهلته فما علمته لأنك ما علمت به. وقال فيه أيضاً التنزيه ميل والتشبيه ميل 
والاعتدال هو ما بين هذين وذلك لا يصح ولا يوجد في العين. 


قبل وقوع الصلاة منه فبشره الله بأن الصلاة قد قامت له في هذه المواطن كلها فله أجر من 
صلاها إن كانت ما وقعت منه فلذلك جاء بلفظ الماضي ليحقق الحصولء فإذا حصلت بالفعل 
أيضاً فله أجر الحصول كذلك» وقد ورد أن أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. (قلت): وقد 
ذكر الشيخ أيضاً في أواخر كتاب الحج في الكلام على نحر البدن قائمة إنما قال يله: ١‏ 
قامت» بلفظ الماضي قبل قيام العبد لها تنبيهاً على قيام صلاة الله على العبد ليقوم العيد إلى 
الصلاة فيقوم بقيامه نشأتها كما قال تعالى: لإهْرٌ الى يُصَلٍ عَلَيَحّ * [الأحزاب: 47] قال: فالقيام 
معتبر في سائر العبادات كالوقوف بعرفة ورمي الجمار وغير ذلك والله أعلم . 


45 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وقال في «شرحه لترجمان الأشواق»: اعلم أن كلل عقل له عقل مثله وليس للحق تعالى 
حق مثله فمن عرفه بعقله قما عرقه. وقال في ياب الوصايا من «الفتوحات» إياك أن تدعي معرفة 
ذات خالقك فإنك في المرتية الثانبة من الوجود وأما في حال فنائك فما عرفه تعالى هناك إلا 
هو فجل معنى التوحيد عن الذوق انتهى. (فإن قيل) فما سبب وقوع الحيرة في الله تعالى 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الخمسين من «الفتوحات» إن سبب ذلك طلب الخلق 
معرفة ذاته بأحد الطريقين إما بطريق الأدلة العقلية وإما بطريق المشاهدة فالدليل العقلي يمنع من 
المعافكة ولدلا السيسعي فد أرها إليها وشا صبروم وقد منع الدليل العقل من إدراك حقيقة ذاته 
ال ا ا اا إلا صفات 
السلوب وقد سمى القوم ذلك معرفة. (فإن قلت» فإذن كلما زادت حيرة العبد ازداد علما بالله 
تعالى لكون العقل عجز عن ضبط ما يدركه (فالجواب) نعم ولذلك كانت حيرة أهل الكشف 
أعظم لإدراكهم التجليات مع الآيات فلا يستقر لهم في معرفته قدم يستقرون عليه وقد قال في 
باب الأسرار لا يعقل الحق تعالى قط إلآ إلهأ غير معقول ولا يمكن قط في العلم تجريده 
بالكلية عن العالم المربوب فإذا لم يعقل مجزداً عن العالم لم تعقل ذاته ولم تشهد من حيث 
هي فأشيه العلم به العلم بالنفس والجامع عدم التجريد فكمالا يتخلص لك شهود العلاقة التي 
بين نفسك وبدنها فكذلك لا يتخلص لك معرفة العلاقة التي بين الله تعالى وبين العالم. قال: 
وكل من قال بتجريد النفس عن هيكل ما تدبره فما عنده علم بالنفس ماهية لأنها لا تعقل نفسها 
قط إلا في مركب انتهى. وعبارة الشيخ في «شرح ترجمان الأشواق» اعلم أن اللطيفة الإنسانية 
لا توجد دنيا ولا أخرى إلا وهي مدبرة فمركب ولا تترك قط لحظة واحدة لمشاهدة بسيطها 
وهي عرية من مركبها من غير علاقة أبداً قال وهذا بخلاف ما يراه بعض المتصوفة وغيرهم ممن 
لا علم له بما الأمر عليه فعلم أنها لا تتصل أبد الآباد بالمنزه البسيط الأعلى لآن تدبيرها 
لمركبها وصف لازم فلا تتفرع لغيره انتهى . 


وقال في باب الأسرار: قد تكون المعرفة بالشيء هي العجز عن المعرفة به فيعرف 
العارف أن هذا المطلوب لا يعرف وليس الغرض من المعرفة لشيء إلا أن يتميز عن غيره فقد 


(وقال فيه): لولا أن الإجماع سبقنو 00 
أن قوله تعالى : يتما يتما تُولوا متخ وه أَقوْ © [البقرة: 8 لزلت بعد قوله : موحت م كت 
1 0 مطرَةٌ * [البقرة: 4 فهي آية محكمة غير منسوخة ولكن انعقد الإجماع على 


هذا 20 ول نيما نولو مَتَمّ وه أو * [البقرة: 109] محكماً في الحائر الذي جهل القبلة 
فيصلي -حيث يغلب على ظناً باجتهاده بلا خلاف انتهى . فليتأمل ويحرر والله أعلم . 


(وقال قيه): ما معئاه: اعلم أن قبلتك في الصلاة إنما هو ما استقبلت من الكعية ولا 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق /ا4 


من سلك إلى الله بالفكر لم يبرح من الكون فما عنده غيره. وقال في باب الأسرار: حقيق على 
الخلق أن لا يعبد كل واحد منهم ماهية الحق لجهلهم بهاوإنما يعبدون ما يعتقدونه من صفات 
الحق دليلي في ذلك الله أكبر حتى عند تحوله يوم القيامة في الصور. وقال فيه أيضاً: إذا لمح 
القلب شهود الحق تعالى فالحق حينئذ ضيف نازل يتعين القيام بواجب حقه لكن إكرامه على 
قدر مقام ذلك القلب لا على قدر النازل وعند العوام أن الكرامة تكون على قدر النازل لا 
المنزول عليه فلا يحجبنك حديث أنزلوا الناس منازلهم لأنا لو عاملنا الحق تعالى بهذه المعاملة 
م خم يها وين قلا مويله 1فإق فلت 03 عظلمة الح تعالى إنما هي راجعة لما يقوم في 
قلب العبد من شذة التعظيم أو قلته وليبست راجعة لذات الح في نفسها لإدراك العبد الزيادة 
والنقص في علمه بالله تعالى (فالجواب) هو كما تقول . فقد قال الشيخ في الباب الثاني 
والسبعين من «الفتوحات» اعلم أن العظمة الإلهية ليست راجعة لذات الح تعالى وإثما هي 
راجعة إلى مقام العبد ومشاهدته إذ لو كانت العظمة صفة للذات الإلهية لكانت الذات مركبة من 
صغة ذاتية أو معنوية ومعلوم أن قيام صفات المعاني بذاته تعالى محال كما يستحيل أن تكون 
العظمة صفة نفسه وذلك من أجل ما ورد من إنكار بعض الخلق بعض التجليات في الآخرة مع 
كونه هو هو وإذا بطل الوجهان فلم يبق إلا أن تكون العظمة صفة للعبد ولذلك إذا خرج ملك 
متنكراً في غير هيئته المعروفة ومشى في شوارع مدينته لا يقوم له تعظيم في قلب أحد ولو أن 
العظمة كانت صفة له لعظمه كل من يراه في حال تنكره انتهى. وقال في هذا الباب أيضاً: 
احذر أن تقول إن الحق تعالى متصف بصفات خلقه كما تعطيه أخبار الصفات فإن ذلك سوء 
أدب فما في صفات خلقه من النقص من حيث الحدوث وإنما الأدب أن تضيف إليه تلك 
الصفات وتؤمن بها من غير تكييف ومن أولها أوردها فقد أخطأ طريق الصواب فإن في التأويل 
فوات كمال مقام الإيمان لا فوات أصل الإيمان إذ لولا اعتقاد المؤول صحة تلك الصفة في 
جانب الحق لما اشتغل بتأويلها انتهى . 


وقد سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: إياك أن تؤول أخبار الصفات فإن فى 
ذلك دسبسة من الشيطان ليفوت المؤمن الإيمان بعين ما أنزل الله قال تعالى: #دَامَنَ التسسوأ 1 
نَل إل من ريه وَالْمرمنونٌ # [البقرة: 86؟] وهذا المؤول ما آمن حقيقة إلا بما أوله يعقله ففاته 


يضرك استدبارها في غير جهة وجهك إذا صليت داخلها فإن الشارع لم يتعرض للاستدبار إنما 
تعرض للاستقبال فقط فإنا إنما نحن مع الحق على حكم ما نطق فلا يقتضي الأمر بالشيء النهي 
عن ضده في كل ١‏ الاسم ذا ل ا بها ارك به قز حصي 1ه ولوزقان الأمر بالشىء 
منهياً عن ضده لكان على الإنسان خطيئتان أو خطايا كثيرة بقدر ما لذلك المأمور من الأضداد 
وهذا لا قائل به فلا يؤاخذ الإنسان إلا بترك ما أمره به الحق لا غير فهو وزر وأحد وسيئة 
واحدة فلا يجزى إلا مثلها التهى. وهر كلام نفيس في نفسه وإن رجح جماعة من أهل الأصول 
خلافه فليتأمل ويحرر والله أعلم. 


م الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الإيمان بعين ما أنزل الله تعالى فليتأمل انتهى. (فإن قيل) فما أعلى معارف الأولياء وهل يدرك 
أحد كيف الحق إذا تجلى (فالجواب) كما قاله الشيخ. في الباب السادس والسبعين ومائتين أن 
أعلى المعارف للأولياء أن يعرف أحدهم التجليات الإلهية لقلوبهم من حيث ورودها فهو يعرف 
من تجلى ولماذا تجلى لا غير وأما كيف تجلى فهو من خصائص الحق جل وعلا لا يعلمه 
ملك مقرب ولا نبي مرسل وذلك لأن الذات منجهولة في الأصل فعلم كيفية تجليها غير حاصل 
ولا مدرك لأحد من خلق الله تعالى (فإن قلت) فمن هم أهل الإنكار في التجليات الأخروية 
(فالجواب) هم ثلاثة أقسام كل قسم ينكر ما فوقه لأنه ماثم إلا أربعة أقسام إسلام وإيمان 
وإحسان وإيقان 0 تعالى لأهل بم 0 5 الكفبار ‏ جملة وإذا تتعلى لمن 
ل مقام الإيمان وإذا تجلى لأهل مقام الإيقان فربما اسرد مقام 
الإحسان. وقد قال الشيخ في الباب الستين وأربعمائة: إن كل من لم يذق شيئا في هذه الدار 
أنكره في الآخرة فصاحب مقام الإيقان لا ينكره تعالى في تجل من التجليات كالأتبياء وكمل 
ورثتهم لأنهم جاوزوا مقام الإسلام والإيمان والإحسان إلى مقام الإيقان فإن قيل هل في منع 
التجلي الذاتي في غير مظهرة خلاف بين المحققين فالجواب كما قاله الشيخ في الباب التاسع 
والسبعين ومائتين أنه لا خلاف في منع التجلي الذاتي في غير مظهره عندنا وعند أهل الحقائق 
ثم أنشد : 
وم يبد من شمس الوجود ونورها على عالم الأرواح شيء سوى القرص 
وليس تنال الذات في غير مظهر ولو هلك الإنسان من شدة الحرص 
ولاريب في قولالذي قدبثثته وماهوبالقولالمموه بالخرص 
(فإن فيل) فإذا قلتم بمئم وقوع التجلي الذاتي فبماذا تتعلق رؤيتنا للحق تعالى؟ 
(فال عواب) كما قاله الشيخ في الباب الثاني والثمائين ومائتين إن الرؤية تتعلق بحجاب العظمة 
بيننا وبين الحق تعالى ويحمل على ذلك ما ورد من النصوص إذ لو رفع هذا الحجاب لعلمت 
ذات الحق تعالى وكل من زعم أنه علم ذات الحق من رؤيته له فلا بد أن يتكشف له جهله في 


(وقال فيه): إنما أمرت المرأة بتغطية رأسها في الصلاة 0 
تحب الظهور في العالم برياستها والمرأة مظهر النفس في الاعتبار فأمرت النفس أن تغطي وجه 
رياستها في الصلاة بين يدي ربها إظهاراً لذلّها واتكسارها على أن مذهبي أن عورة المرأة هي 
السو أتان فقط قال الله تعالى : م وَلَنِقًا حعِنَانِ عَلْيِمَا من وَرَقٍ 2 4 [الأعراف: ”؟] فسوى بين 2 
وحواء في الستر للسوأتين؛ فليس المراد بالستر في الصلاة من حيث كونها كلها عورة وإنما 
ذلك حكم شرعي ورد بالتسترء ثم لا يلزم أن يستر الشيء لكونه عورة ! هه فليتأمل ويحرر. 
وقال: مذهبي أن عورة المرأة هي السوأتان فقط . قال الله تعالى: #وَطَيِمَا يَخْصِدَاٍ عَلتِمَا ين وَنَقٍِ 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 59 


الدار الآخرة فيعلم يقينا أن الأمر على خلاف ما كان يعتقده في دار الدئيا وبدا لهم من الله ما لم 
يكونوا يحتسبون انتهى. (فإن قيل) فهل التجلي في صور المعتقدات والمعقولات واقع أو هو 
ممنوع كالتجلي الذاتي (فالجواب) أنه واقع وذلك لأن صور المعتقدات والمعقولات إنما هي 
جسور يعبر عليها بالعلم أي يعلم أن وراء هذه المظاهر أمراً لا يصح أن يعلم ولا يشهد وليس 
وراء ذلك المعلوم الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلاً. انتهى كلام الشيخ في الباب 
التاسع والتسعين ومائتين (فإن قلت) فإذن من خاض في الذات بفكره فهو عاص لله ورسوله 
(فالجواس» كما قاله الشيخ في الياب الثاني والعشرين وثلثماثة : نعم هو عاص لله ورسوله وما 
أمر الله تعالى بالخوض في معرفة ذاته لا النافي ولا المثبت وذاك لأن العبد إذا عجز عن معرفة 
كنه نفسه فعن معرفة كنه الحق تعالى من باب أولى بل لو سثئل الخائض عن تحقيق معرفة ذات 
واحدة من العالم ما قدر ولو قيل له كيف تدبر نفسك بدنك وهل هي داخلة فيه أو خارجة عنه 
أو لا داخلة ولا خارجة وهل الزائد الذي يتحرك به هذا الجسم الحيواني ويسمع ويبصر ويتخيل 
ويفكر لماذا يرجع هل لواحد أو كثيرين وهل يرجع إلى جوهر أو عرض أو جسم ويطالبه 
بالأدلة العقلية فضلا عن الشرعية ما وجد لذلك دليلا عقلياً أبدأ ولا عرف أن للأرواح بقاءً 
ووجوداً بعد الموت أبداً انتهى. (فإن قيل) فإذن عبادة الناس كلهم لله تعالى إنما هي على 
الحسن والسماع إلا من شاء الله لعدم رؤيتهم له في هذه الدار (فالجواب) كما قاله الشيخ في 
الباب الثاني والعشرين وثلثمائة إنه لا سبيل إلى عبادة الحى تعالى على الغيب المحض جملة 
فلا بد من تعلق العبادة بما هو مشهودٌ أو كالمشهود كما أشار إليه خبراً «أعبد الله كأنك تراه» 
ويكفينا هذا التعلق من فضل الله وكرمه وإلا فلو آخذ الله أصحاب العقائد من طريق فكرهم 
لأهلكهم فإن كل صاحب عقل قد قيد أوصاف ربه في معرفته هو من طريق عقله ونظره وحضرة 
ربه في كذا دون كذا ولا ينبغى أن ينسب لله تعالى إلا الإطلاق وقد عذر الله تعالى الخلق فى 
هذا التقييد وعفا عنهم إذ قد بذلوا وسعهم في طريق معرفته ولولا أن الحق تعالى عند كل معتقد 
إسلامي لكان العبد يعبد عدماً من حيث إن الحق تعالى إذا وجد محصوراً عند عبد لزم أن 
يكون مفقوداً عند العبد الآخر. فعلم أن من تعرض لمعرفة الذات بعقله فقد تعرض لأمر يعجز 
عنة . وبرهان ما قلناه اختللاف المقالات فيه تعالى من كل ناظر يعقله وعدم اختللاف المقالاات 


د« [الأعراف: 7؟] فسوى بين آدم وحواء في ستر العورتين وهما السوأتان فالمرأة وإن أمرت 
بالتستر في الصلاة وغيرها فليس هو من كونها عورة وإنما ذلك حكم شرعي رد بالتستر ولا 
يلزم من الأمر بالتستر لشيء أن يكون ذلك عورة التهى . فليتأمل ويحرر. 


(وقال): معنى قول المصلي: الله أكبر بلسان الظاهر: الله أكير أن يفيك رن حال من 
الأحوال بلى هو تعالى في كل الأحوال أكبر قال: وإنما سميت إحراماً أي. تكبيرة منع إشارة إلى 
أنه تعالى لا يشاركه في مثل هذه الكبرياء كون من الأكوان وأطال في ذلك وقال في قوله كه : 


ل الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


فيه تعالى من كل من جاء من عند الله ورسوله وولي ملهم. قال ولو أن العاقل فهم معنى قوله 
تعالى : عأوْلَمْ يُولَد © [الإخلاص: 1 لعلم أن جميع ما أنتجه العقل من فكره بترتيب مقدمته في 
معرفة الله تعالى بمولود وقد نفى الحى تعالى عن نفسه كونه يولد فأين إيمان هذا العاقل وقد 
ولد الحق بعقله» فإن كان مؤمناً كان ذلك طعناً في إيمانه وإن.لم يكن مؤمناً فيكفيه أنه ليس 


وكذلك قال في باب الأسرار: إنما نفى الحق تعالى كونه لم يولد ليشمل ما ولدته العقول 
في حقه تعالى من المعارف فإن ولادة العقول إنما هي عن تكاح سفاح بخلاف ولاة النصوص 
الشرعية انتهى. (فإن قلت) فعلى ما قررتموه لا يسلم لأحد من أهل النظر الفكري معرفته بل لا 
بد في طريق معرقته من حصول أوهام وخيالات (فالجواب) نعم ذلك أمر لازم له وذلك أنه لا 
يشهد الحق إلا منعزلا عن العالم ببعد اقتضاه له تنزيهه فيحمل هذا نفسه في جانب والحق 
تعالى في جانب إذ لا حلول ولا اتحاد ولذلك ينادي ربه بالتائه المشعر بالبعد مع أنه ماثم بعد 
في نفس الأمر إلا بعد مرتبة سيادة من مرتبة عبودية لا غير ذكره الشيخ في الباب السبعين 
وثلثمائة؛ وقال في الباب الثالث والسبعين وثلثمائة: اعلم أن الحق تعالى لا يدرك بالنظر 
الفكري أبداً وليس عندنا ذنب أكبر من ذنب الخائضين في ذات الله بفكرهم فإنهم قد أتوا 
بأقصى درجات الجهل ثم إنهم لما أعطاهم الفكر خلاف ما جاءت به الرسل احتاجوا إلى تأويل 
بعيد لينصروا جانب الفكر على إعلام الله تعالى عن نفسه من حيث لا يشعرون ولو أنهم لزموا 
الأدب ووقفوا على حد ما ورد من أخبار الصفات ووكلوا علم كيفية ذلك إلى الله تعالى ولم 
يتأولوا إلا أعطاهم الله الفهم في ذلك بإعلام آخر ينزله في قلوبهم فتكون المسألة منه وشرحها 
منه وكانوا يعرفون الله تعالى بإعلامهم لا بنظرهم انتهى . (فإن قلت) فهل تزول الحيرة من أحد 
في جانب الله تعالى إذا بلغ مراتب الكمال (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثاني 
والخمسين وثلثمائة أن الحيرة تزول من قلب العبد إذا تجلى الحق تعالى له في غير مادة وحينئذ 
يسكن قلبه من الاضطراب وتزول عنه الحيرة ويعلم عند ذلك من الله ما لم يكن يعلم قبل ذلك 
التجلي لكن لا يقدر أحد على تعيبين ما قد تجلى له من الحق إلا كونه تجلى له في غير مادة لا 
غير (فإن قيل) فما سبب عجز العبد عن تعيين ما تجلى له من الحق (فالجواب) أن سبب ذلك 


الهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» وقد ثبت أنه كان يقول ذلك 
بين تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة إنما لم يقل فيه كما باعدت بين السواد والبياض لأن اللونية 
تجمع بينهما فذلك ذكر المشرق والمغرب اللذين هما ضدان لا يجتمعان أبداً. 


(قال): والسبب في ذلك أن الحق إذا دعا العبد إلى مناجاته فقد خصه بمحل القربة منهء 
وإذا أشهده خطاياه في مواطن القرب وهي في محل العبد من تلك المكانة كان العبد فى محل 
البعد على طلب الحق منه من القرب فلذلك أمر أن يدعو الله قبل الشروع في المناجاة أن يحول 


المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق ل 


كون الحق تعالى ما تجلى قط لعبد بعين ما تجلى به لعبد آخر أبداً فلذلك كان لا يقدر عبد على 

تعيين ما تجلى فيه ولا على التعبير عنه ثم إن العارف إذا رجع من هذا المقام إلى عالم نفسه 
الذي هو عالم المواد صحبه تجلى الحق تعالى فما من حضرة فيدخلها من جميع الحضرات إلا 
ويرى الحق تعالى قد تحول بحكم تلك الحضرة ل له 
يجهله بعد ذلك أبدا لأنه تعالى ما تجلى لقلب عبد في شيء من المعارف وانحجب عنه بعد 
ذلك وأطال الشيخ محبي الدين في ذلك . ثم قال: وفي هذه الحضرة ة يجمع العيك ب بين الضدين 
الالقور ان :معان وساي هد واه فال اعم - ريه قاساشى هذا الميتف أن عتم ع1 
تجلي الحق من خصائص الحق لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب. ويؤيده قول الشيخ في 
الباب الثاني والثمانين وثلثمائة أن للحق تعالى بنفسه علماً ما هو عين ما حكم به العقل عليه ولا 
هو عين ما شاهده البصر ورحكم به عليه ولا هو غير هذين الحاكمين انتهى . 


وقال الشيخ عبد الجبار النفري في «المواقف»: 0 الحق تعالى وقال لي وعزتي 
وجلالي ما أنا عين ما عرفوه ولا عين ما جهلوه. وقال أيضاً: أوققني الحق تعالى وقال لي 
اعلم أن حجابي الجهل بي فهو دائماً أمام حضرتي فلا معلوم الخلقي إلا جهلهم بي لدم 
إحاطتهم بي. وقال أيضا: أوقفني الحق وقال لي اعلم أني لا أظهر لعبد إلا بعد أن يتفرغ من 
وا ويدخل حضرة الجبروت فإذا دخل فهناك يشهد المعرفة أصناماً والعلوم 
أزلاماً. وقال أيضاً: قال لي الحق لي معرفة لا جهل فيها لا تقع وجهل لا معرفة فيه لا يبدو 
من التعرفات لا يحتمل تعرفي الذي لا يبدو فإني لا أنا التعرف ولا أنا العلم ولا أنا كالتعرف 
ولا أنا كالعلم وليس القرب الذي عرفه عبادي هو القرب الذي أعرفه أنا فلا قربي عرفوا ولا 
بعدي عرفوا ولا وصفي كما يليق بجلالي عرفوا فأنا قريب بعيد بلا مسافة وهم لا يعرفون قربي 
وبعدي. وقال فيها أيضاً أوقفني الحق تعالى وقال لي إن أردت أن أتعرف لك فارم علمك بي 
من وراء ظهرك لا تدخل حضرتي بعلم ولا جهل وقف من وراء الكون واسأله عني تجد الكون 
جاهلاً بي واسأل الجهل عني نجده جاهلاً بي فإني أنا الظاهر لا كما ظهرت اللواهر وأنا الباطن 
لا كما بطنت البواطن وشهود عبدي لي مع غيري لا يصح فإن أردت أن أتعرف لك فلا تجعل 
بيئه وبين مشاهدة خطاياه أن تعرض له في قلبه فى هذا الموطن بتخيل أو تذكر فانظر ما أحكم 
هذا التعليم وما اناد وأدته حيث تأدب ا أن يبعده من خطاياه ولم يطلب إسقاطها عنه 
لتلا يكون في ذلك الموطن ساعيا في حظ نفسه وأطال في ذلك بكلام نقيس . 


(وقال فيه): إنما كان لا يجب أن يوافق المأموم إمامه في النية لأن التية أمر غيبي 
والائتمام لا يكون إلا فيما يشاهد من الأفعال ولذلك فصل الشارع ما أجمله في الائتمام فذكر 
الأفعال بقوله فإذا كبر فكبروا الخ. وما ذكر النية فلا ترتبط نية المأموم بنية الإمام إلا في الصلاة 


م٠‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الكون من فوقك ولا من : تحتك ولا عن يمينك ولا عن شمالك ولا في علمك ولا في وجدك 
راي و ل راشي دن لشو ؤيدات اياف لاق باط الج الاق 
الأمور. وقال فيها أيضاً أوقفني الحق تعالى وقال لي إن أردت أن أتعرف لك فاخرج عن شهود 
الموصول والمفصول وعن العلم الذي ضده الجهل وعن الجهل الذي ضذه العلم وعن المعرفة 
التي ضدها الفكر وأطال في ذلك. فإن قلت فما 7 تقول فيمن أخذ معرفة الحق تعالى من خلف 
حجاب الحروف والألفاظ الواردة في الكتاب والسنة فهل يسمى عارفاً. (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في باب الوصايا من «الفتوحات» ليس هو عارفاً بل هو جاهل بلله تعالى وليس له نفحة 
من نفحات الجود الإلهي. 


قال وإيضاح ذلك أن من أخذ معرفة الحق تعالى من الحروف فهو يتردد من كون إلى 
كون بداية ونهاية . وقال الشيخ أيضاً في «اشرحه لترجمان الأشواق»: من عرف الله بالله فقد عرفه 
ومن عرقه بالكون ققد عرف ما أعطاه ذلك الكون لا غير فما برح من جنسه . وقال الشيخ أيضاً 

في «لواقح الأنوار»: اعلم أن من الئاس من أوغل في تحرير الأدلة وغرق في التفتيش وم 0 
نناطله | مر نفاه فكان غاية هذا أنه وقف بعد التعب مع قوله تعالى : 000 
[الشورى: ]١١‏ فهذا قد قطع عمره ذ في التدكر فيمن لا يح الخاصة باكر وشثل المحل يما نهاء 
لله تعالى عنه ومن الناس من كان هذا بدايته فاستراح من أول قدم وفرغ المحل فبقي قابلاً 
للمواهب والمعارف. وقال الشيخ في الباب الثالث والسبعين وأربعمائة: اعلم أن غاية أمر من 
خاض في الذات من القدماء والمتصوفة أنهم عصوا الله عز وجل بذلك واحتجوا بأمور وهي 
عليهم لا لهم ثم إنهم بعد استيفاء النظر أقروا بالعجز ولو أنهم لزموا الأدب مع الله تعالى لكان 
ذلك الإقرار وقع مئهم في أول قدم لكتهم تعدوا حدود الله التي هي أعظم الحدود وجعلوا ذلك 
قربة إليه والحال أنهم في ذلك من أبعد ما يكون عن حضرته تعالى (فإن قيل) فما أعلى 
المحامد التي يثني بها العبد على الله تعالى (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السابع والستين 
وأربعمائة : أعلى المحامد عند جميع المحققين عقلا وشرعاً: قولنا هو تعالى كما أثنى على 
نفسه ليس كمثله شيء إذ لا يصح لعبد أن يثني على ربه عز وجل بما لا يعقله العبد وما بقي إلا 
أن يثني عليه العبد بما يعقله فقط ومعلوم أن الحق تعالى من وراء كل ثناء للعبد فيه ثبرت فكل 


من حيث حركاتها الظاهرة فقط ولكل واحد ما نوى» وقال الذي أقول به: إن قوله: ##وَجَّهْتٌ 
جَهِىَ »* [الأنعام: 78] الخ لا يتبغي أن يكون إلا في صلاة التهجد لأنه لم يبلغنا عنه يله أنه 
قال: ذلك في الفرائض والوقوف عددما أورد أولى حتى يأتي ما يخالفه انتهى» فليتأمل ويحررء 
فإن بعض العلماء ذكر أنه ورد في الفرائض أيضاً. وقال من شأن الأديب العالم أن لا يناجي ربه 
إلا بكلامه الجامع ولذلك قال: «لا صلاة إلا بأم القرآن» والأم هي الجامعة فكان هذا الحديث 
مفسر لقوله تعالى : فوأ ما يْسَّرٌ بِنَ الْقُرءَانِ © [المزمل: 67١‏ وإذا ورد أمر مجمل من الشارع ثم 


المبحث الرابع : في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق 1 
شيء علمته أو عقلته كان على صفتك ولا بد ومن هنا قالوا حقيقة التسبيح هي التسبيح عن 
التسبيح كقولهم التوبة هي التوبة من التوبة وإيساح ذلك أن التسبيح تنزيه ولا نقص في حاجب 
الحق تعالى يتعقله العبد حتى ينزه خالقه عنه فافهم. وقال أيضاً في الباب الثامن والخمسين 
وخمسمائة: اعلم أن من فهم معنى قوله تعالى #لن كدلو موس 42 7الشورى: ]١‏ لم يفكر 
قط في كنه ذات الحق أبدأ وما رأيت أحد! ممن يدعي أنه من فحول العلماء من أصناف النظار 
إلا وقد تكلم في ذات الله تعالى بفكره زاعمين أنهم ينزهونه حتى وقع في ذلك أبو حامد 
الغزالي رحمه الله لكنه رجع عن ذلك قبيل موته. 

قال الشيخ : وكان من فضل الله تعالى علي أن -حفظني من التفكر في ذاته فلم أعرفه تعالى 
إلا من قوله وخبره وشهوده فبقي الفكر مني معطلا في هذه الحضرة فشكرني فكري على ذلك 
وقال الحمد لله الذي عصمنى بك عن التصرف والتعب فيما لا ينبغى لى أن أتصرف فيه وكان 
الله من سائعةاسيائقة نات كيك قدا ره فاكري أزالا نش فى العدكر فى ذاك الله وان 
ل ا له 
واستعماله في الشغل الذي خلق له. انتهى وقال الشيخ أيضاً في الباب الثالث والسبعين: اعلم 
أن أكثر الشريعة قد جاء على فهم العامة في صفات الحق رحمة بهم ولم يجيء على فهم 
الخواص إلا بعد تلويحات نحو قوله 9لَيْسَ كئْيه. ل 42 [الشررى: ]١١‏ وقوله: «سْبحنَ رَيْكَ 
ني الْمِنَّ عَنَا يَصِسْرت 49 [الصافات: 18١‏ لأن العزيز هو المنيع الذي لا يوصل إليه تفكر ولا 
عقل انتهى. (فإن قلت) فإذن لا سبيل للعبد إلى التنزيه الخالي عن التشبيه أبداً (فالجواب) كما 
قاله الشيخ في الباب الثاني والسبعين نعم لا سبيل لمخلوق إليه إلا برد العلم فيه إلى الله تعالى 
فقد صدق والله أبو سعيد الخراز حيث قال لا يعرف الله إلا الله انتهى . (فإن قلت) فإذا كان 
الح تعالى لا يشبه خلقه في شيء «طلة! فسا معاى قوله يله إن الله خلق آدم على صورته 
فالجواب) ما قاله الشيخ في الباب اتحادي والستين وثلثمائة: إن المراد هنا بالصورة أن الله 
تعالى جعل كلا من آدم وبنيه يأمر وينهي ويعزل ويولي ويؤاخذ ويسامح ويرحم ونحو ذلك 
لكونه -خليفة في الأرض» إذ الصورة تطلق ويراد بها الشأن والحكم والأمر أي إن الله تعالى 
جعل آدم يفعل بأمره تعالى ما شاء الله له فهذا هو معنى الصورة ا ه. 


ذكر الشارع وجهاً خاصاً مم .“. " تفديراً لذلك المجمل كان الأولى عند الأدباء من العلماء 
الوقوف عنده. (قلت): قد ٠‏ الشيخ في الباب الثالث والأربعين وثلثمائة عا نصه: اعلم أنه 
لما كانت الصلاة محلاً يدسه فيه بين الله والعبد بقراءة الفاتحة تعين القول بفرضيتها على 
النسلي ةق السادة "كماما الساذة القن بها لازي رين عنء فادها اله زسست 
الكافجه روما الال + مودت الصادة باللألف راللام اللعون' فلسوو و العوريات ذلا تالصلا 
السمهودة بالتقسيم المذكون فق التملاية تمل نكل االقسمة قرا الفاسية قال : هذا أقري .دلبل 
يوجد في فرض قراءة الحمد في الصلاة ١‏ ه. وذكر الشيخ في الباب الخامس والتسعين ومائتين 











١5‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





وذكر الجلال السيوطى أن الحديث وارد على سبب وذلك أن رسول الله يك رأى شخصاً 
يلطم مملوكه على وجهه فقال لا تفعل هذا فإن الله خلق آدم على صورته فينبغي لك إكرام 
صورته | ه. فهذا هو المراد بالصورة والله أعلم (فإن قلت) ما معنى حديث الطبراني (رأيت 
ربي في صورة شاب أمرد قطط له وفرة من شعر وفي رجليه نعلان من ذهب) الحديث 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الرابع والستين أن هذه الرؤية كانت في عالم الخيال ومن 
شأن الخيال أن يجسد ما ليس من شأنه التجسد من المعاني فيريك الإسلام قبة والعلم لبنأ 
والقيد ثباتاً في الدين ونحو ذلك فلا شيء في الكون أوسع من الخيال فإنه يحكم بحقيقته على 
كل شيء وعلى ما ليس بشيء ويصور العدم المحض والمحال والواجب والممكن ويجعل 
الوجود عدماً والعدم وجوداً قال ولهذا قال النبي يقد لجابر «اعبد الله كأنك تراه وقال «إن الله 
في قبلة أحدكم خطاباً لمن هو في حضرة الخيال» وإنما خص وجود الحق بالقبلة فتحا لباب 
تخيله تعالى في القبلة ليراقبه العبد ويستحي منه ويستفهم من ربه الاية إذا ارتجت عليه فيعلمه 
الح تعالى بها من باب الإلهام ويلزم الأدب في صلاته فلولا أنه يكةِ علم أن عند الإنسان 
حقيقة تسمى الخيال لها هذا الحكم ما قال اعبد الله كأنك تراه أي كأنك تراه ببصرك مع أن 
الدليل العقلي يمنع من كأن لأنه تخيل بدليله الشبيه. والبصر ما أدرك شيئأ سوى الجدار وأطال 
في ذلك . ثم قال: فما خاطبك الشاوع بما قلنا إلا لتدخيل أنك مواجه للحق في قبلتك وإن كان 
الحى تعالى لا يتحيز لأنك لا تعقل الحق إلا كذلك ما دمت محيوساً فى دائرة عقلك فإذا 
أعطاك الحق تعالى القوة التي فوق طور العقل فحينئذ تشهد الحق تعالى من غير تحيز فقد 
علمت أن من شأن الخيال أن يصور من يستحيل عليه بالدليل العقلي الصورة والتصور انتهى. 


وقال في الباب الثالث والسبعين إنما سمي العقل عقلا لأنه مأخوذ من العقال فلا قدم له 
في معرفة الحق تعالى في مرتبة الإطلاق انتهى. وقال في الباب الثامن والستين: اعلم أن أدنى 
حجاب حجب به العبد عن رؤية الحق تعالى هو الصورة التي يقع في ذهن العبد تجلي الحق 
فيها فإنه تعالى ما هو تلك الصورة المتتحيزة تعالى الله عن ذلك مع أن العبد لا يصح قط أن 
المخلوقات من أن تعلم الحق من كل وجه (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثالث 


ما نصه: «اعلم أن القاف الغير المعقودة حرف بين حرفين بين الكاف والقاف المعقودة ما حي 
كاف خالصة ولا قاف خالصة». 


(قال): ولهذا ينكرها أهل اللسان فأما شيوخنا في القراءة فإنهم لا يعقدون القاف 
ويزعمون أنهم هذا .١‏ ا برها ص* ل وشبوحهم عن وهم :في الأداء إلى أن وصلوا 
إلى العرب الذين لم اك رسول الله وه إلى النبي ييه كل ذلك أداء وأما العرب الذين 





المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق. .0 هآ 


والسبعين ين أن حكمة ذلك أن تمنع من علم سر القدر إذ لو صح للمعلومات أن تعلم الحق من 
كرح لفامقة بعر اقفر ولن ملق شر القدن الأعلميك | جكامة رار علية لكايه لاتعتنت 
بالعلم بكل شيء وما احتاجت إلى الحق تعالى في شيء وذلك محال انتهى. (فإن قيل) قد 
أخبر الله تعالى بأنه أقرب إلينا من حبل الوريد وإذا كان منا بهذا القرب العظيم فكيف جهلناه 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الخامس والثمانين: أن شدة القرب حجاب كما أن شدة 
البعد حجاب وتأمل الهواء لما كان بلطافته ملاصقا للباصر كيف لم يدركه البصر وكذلك الماء 
إذا غطس فيه العبد وفتح عينيه فيه لا يراه لشدة قربه (فإن قلت: فإذا كان الحق تعالى منا بهذا 
القرب العظيم فأين السبعون ألف حجاب من النور والظلمة التي ألخبرنا الشارع بأتها بيننا وبين 
الحق تعالى (فالجواب» كما قاله الشيخ : إن هذه الحجب كناية عن شهود العيد بعده من حضرة 

تعالى لما يعصي الله تعالى مثلاً فهي راجعة إلى شهود العبد للحق والحق تعالى لا 
يحجب وإيضاح ذلك أن العبد المؤمن مشتمل على علم وجهل فالعلم يدرك حجب النور 
والجهل يدرك حجب الظلمة كل يما يناسبه فافهم. (فإن قلت) فهل يصع رفم حجاب العظمة 
الذي بين العبد وريه (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الرابع والخمسين ومائتين لا يصحم 
رفع حعجاب العظمة عن الحق تعالى أبداً الذي هو كناية عن عدم الإحاطة به تعالى فلا تقع عين 
عبد قمل إلا على هذا الحجاب فإذن العبد رآه وما رآه. 


وقال في الباب الحادي والخمسين ومائتين: فسبحان من لا يُعلم إلا بأنه لا يُعلم. وقال 
في الباب السابع عشر وثلثمائة: فسبحان الظاهر الذي لا يخفى وسبحان الخفي الذي لا يظهر 
وقد حجب تعالى الحق به عن معرفته وأعماهم عن رؤيته بشدة ظهوره فهم منكرون مقرون 
مترددون حائرون (فإن )تعلق ما زرك هوه فقا املااق قولء: تعالى #قل مذو سبك أَدْعْوَا إل 
0 ومن نبعَنى © [يوسف: 4 (قالجواب» كما قاله الشيخ في الباب الثالث 

لسبعين: إن المراد به أدعو إلى طريق الله تعالى الخاصة التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة 
ل ل ارارم اس ل ا ا ل 
كيف عرفت من ليس كمثله شيء -حتى تدعو الناس إليه فإنه لو كان مثله شيء لوقع التمائل وهو 
تعالى لا يمائل فليس مثله تعالى شيء وليس مثله لاا شيء ومن هو كذلك لا يعرف فبطل دعواك 


فما أدري من أين دخل على أصحاينا ببلاد المغرب ترك عقدها في القرآن ا هه والله أعلم. 


(قال): وإنما شرعت المناجاة للحق بكلامه حال القيام غيره من أحوال الصلاة للاشتراك 
ىحوي نال وكات عن أبن الخار اد العيي اعادو لكي الت او ا 
ل الشدن في ذلك العرف وأطال في ذلك. قال 00 

عق أن ول : لِإَاكَ بد وَإيّاكَ فَحَمِنٌ (4)2 الناتحة: *] وبنون الجمع إشارة إلى أن 
ا ري ا 








كمأ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


معرفته تعالى انتهى . 

وقد قال بعض العارفين لشخص من مشايخ العصر: ممن اعتقدت القرب حتى دعوت 
الناس إليه . فإن قلت اعتقدت قربى من الله تعالى قلنا لك هذا تحديد الحق ومن حدد الحق فقد 
جهل والجاهل لا يكون داعياً وإن قلت إنما دعوت الئاس إلى طريق سعادتهم قلنا لك سعادة 
السعداء من الخلق لم تزل قائمة بهم وما برحت معهم في حال دعائهم إليها وما دعت الأكابر 
قومها إلا امتثالا لأمر ربهم لا غير انتهى (فإن قلت) فإذا كان الحق تعالى لا تعقل ذاته فالجهات 
كلها متساوية في توجهنا له تعالى فلماذا شرع لنا استقبال الكعبة بالخصوص حال صلاتنا وغيرها 
(فالجواب) كما قاله الشبخ في «لواقح الأنوار» أن الحكمة في تخصيص الاستقبال بجهة الكغبة 
كوننا لا تجتمع قلوينا إلا إذا توجهنا إلى جهة واحدة لأن أحدنا ذو وجهة فلا يقبل أن يتعقل إلا 
ذا جهة ومن هنا قالوا كل ما خطر يبالك فالله تعالى بخلاف ذلك» وأوجبوا على العبد أن ينزه 
الحق تعالى عما ظهر له ويصرفه عن خاطره فافهم. فكان تخصيص توجهنا إلى الكعبة شفقة من 
000 0 0 0 0 0 0 13106706007000 
قال تعالى: اكََيَْمَا يتما ملوأ هكم وه ألَهُ 4 [البقرة: 0 قال واعلم أنه من أعجب الأمور أن العبد 
يعلم ويتحقق أن الحق تعالى ئيس في جهة ثم مع ذلك يخلب وهمه على عقله فلا يشهد الحق 
تعالى إلا متعالياً في جهة الفوق وربما يستدل بعضهم بقوله تعالى: افون ريثم يْن ديهم »# 
[التحل: ]6٠‏ وليس في الآية دليل صريح على ذلك لأن المراد يخافون ربهم أن يتزل عليهم عذاباً 
من فوقهم يعني من السماء أو المراد فوقية الرتبة والمكانة لا المكان (وروى) الحكيم الترمذي 
مرفوعاً إن الله احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار والملاً الأعلى يطليونه كما 
تطلبونهء قال: ومن هنا قال المحققون: إن علم العبد بأن الله تعالى يراه أكمل في التنزيه من 
شهود كون العبد كأنه يراه لأن العبد لا يشهده إلا مقيداً غير مطلق وتعالى الله عن التقبيد. قال 
الشيخ وليحذر المصلي حال استقباله الكعبة أن يرى نفسه مستقبلا فى جهة معينة بل يرى 
الجهات كلها متساوية وهي وجه الحق تعالى عند المحققين ومن توهم أن نفسه قد أحاطت بها 
الجهات كصورته الظاهرة وبقي الحق في وهمه كالدائرة المحيطة به فهو لم يشم من معرفة الله 
تعالى رائحة ولو كان محققاً لرأى نفسه لم تحط بها الجهات الست وذلك لأنها ليست من عالم 


المصلي بهذه المثابة من جمع عالمه كله على عبادة ربه كان كاذباً في قوله: نعبد ونستعين فإذا 
رآه الحق ملتفتأ إلى شىء قال له: كذيت» قال كذلك قول الحق إذا حمذه عبده: حمدنى 
عيدفك لا بكرن له ذللف النعية ]لا إن حم يعلةة إن هات قمادية الجن إلا “ناته القط قاد 
يقول له الحق: حمدني عبدي وإنما يقول: حمدئي لسان عبدي وذلك لأن الله لما فرض على 
العيد أن يناجيه بكليته فلا تقوم جارحة من جوارحه إلا عن نفسها فقط . 


(قلت): وسيأتي في الباب التاسع والسبعين وثلثمائة إن شاء الله تعالى : أن الشارع مَل 





المبحث الرابع: في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق و1 


الحس فكما يرى نفسه في غير جهة كذلك يشهد الحق في غير جهة وأما ظاهر العبد فهو مترجه 
إلى جهة الكعبة فقط فعلم أن رؤية الحق في غير جهة بالباطن رؤية مطلقة غير مقيدة وأطال في 
ذلك. واعلم يا أخي أن مسألة القول بالجهة قد زل فيها خلق كثير حتئ نقل القول يالجهة عن 
سيدي عبد القادر الجيلي وسيأتي بسط ذلك في الميحث السابع وفي مبحث الاستواء على 
العرش إن شاء الله تعالى . 

وقال الشيخ في الباب التاسع عشر وثلثمائة: اعلم أن الذات المقدس له الغنى على 
الاطلاق وكيف للمحدث أن يعرف القديم. وقال الشيخ في الياب الرابع والعشرين والثلثمائة 
فى قوله تعالى : #وَإسَتَمْفرَ لِذَّيْكَ4 [محمد: )١5‏ المراد بالذنب هنا ما يخطر ببال العبد من طلب 
بعرنةنا كر البق غالى عله رن التفقة الى له عرف قن الداريج والعر ادليه كلق ذزنيه أرقه 
قور المحاطب» والعراة تعره عذاهر الاو بعتاي د وقالد ب الات النسسى وعلقيانة نا 
غرم النظر بالقكر فى 'ذات الله إلا ككون ذلك لأ يودي صابحيه إلى متعرفة اليحقيقة كنا يدرف 
ذلك كل ذي عقل سليم. وقال في الباب السابع والستين وثلثمائة ما سمى الحق تعالى نفسه 
بالباطن إلا لبطون العلم بالذات عن جميع الخلق دنيا وأخرى. وفال في الباب الثالث والسبعين 
وثلثمائة وإذا كانت ذات الحق تعالى غير معلومة فالحكم عليها بأمر دون آخر جهل عظيم. 

وقال في الباب التاسع والستين وثلثماثة: اعلم أن ذات الحق تعالى لا يعلمها أحد من 
خلق الله تعالى فهي وراء كل معلوم انتهى كلام الشيخ محبي الدين في جميع أبواب «الفتوحات 
المكية؛ وغيرها. فتأمل يا أخي فيه فإنك لا نكاد تجده في كتاب مجموعاً هذا الجمع أبداً ومنه 
يعلم كل عاقل خارج عن الهوى والتعصب أن الشيخ رضي الله عنه بلغ في مقام التنزيه لله تعالى 
ما لا يكاد يرى أحداً من الأولياء بلغه وأنه رضى الله عنه بريء من القول بالجسمية خلاف ما 
أشاعه عنه من لا يخشى الله عز وجل وقد صرح في عقيدته الصغرى بما معناه: اعلم أن الحق 
تعالى ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة 
والتلقاء فهو منزه عن الجهات والأقطار انتهى . 


وقال فى باب الأسرار إنما ذهب جمهور المتكلمين إلى انعدام العرض لنفسه ليكون 


إنما جاء ببعض الأذكار مثلثاً أي بأن يقول ذلك ثلاث مرات ليحصل بذلك الثواب المحسوس» 
والثواب المتتخيل والثواب المعنوي» فينعم حساً وخيالاً وعقلاً كما يذكر حساً وخيالاً وعقلاً 
وأطال في ذلك والله أعلم. وذكر الشيخ في الباب الثامن والثمانين أن من أدب العارف إذا قرأ 
في صلاة مطلقة أن لا يقصد قراءة سورة معيئة أو آية معينة وذلك لأنه لا يدري أين يسلك يه 
ربه من طريق مناجاته فالعارف بحسب ما يناجيه به من كلامه ويحسب ما يلقي إليه الحق في 


خاطره والله أعلم. 


(وقال) في حديث: فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه المراد 


م١١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
الخالق خلاقا على الدوام» وبالجملة فالحق تعالى مباين لخلقه في, سائر المراتب وهو من وراء 
معلومات جميع الخلق والسلام فتدير هذا المبحث والله يتولى هداك. 

(خاتمة) كان الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايئي رحمه الله يقول: جميع ما قاله المتكلمون 
في التوحيد قد جمعه أهل الحق في كلمتين. الأولى اعتقاد أن كل ما تصور في الأوهام فالله 
بخلافه . الب عم از عابي لجال الماك بجي اكرول ميكاء فين الو خووقين ف جل 
تعالى بقوله «وَلمَ يك لَمٌ كوا أعد )4 [الإخلاص: 14 . 

واعلم يا أخي أن الحق تعالى هو المنزه نفسه بنفسه. وقد قال الشيخ في الباب الثاني 
والسبعين ومائتين ما نصه:“اعلم أن الحق تعالى إنما هو يُنْرْهُ عن صفات خلقه بتنزيه التوحيد 
إياه لا بتنزيه من نزهه من المشلوقين لأن تنزيه المخلوق مركب والمأمور بذلك مخلوق فلا 
ا د ا ا 0 بالتنزيه أقريناه فى موضعه وقلناه كما أمرنا به 
على جهة القربة إليه مع اعتقادنا لس د د ل ل ل ادب امار ل 
التنزيه الذي نزه الحق تعالى به نفسه (فإن قلت) فما الفرق بين التنزيه والتقديس (فالجواب) كما 
قاله الشيخ في «لواقح الأنوار» أن الفرق بينهما هو أن التنزيه لا يكون إلا مع استشعار توهم 
نقص في جانب الح تعالى وأما التقديس فلا يكون إلا في صفات الكمال والجمال مع عدم 
استشعار توهم وجود نقص هناك فعلم أن التقديس أكمل في حق العبد من التنزيه ولذلك قال 
الشيخ في باب الأسرار التسبيح تجريح فإن من لا يلحقه نقص لا ينزه لكن لما وقع استشعار 
ص ما من بعصي العيدحين سجملوا الحى تعالى على اصفاتيم فى يعضن بالعراضم شرج للعيد 
أن ينزهه عن هذا الشعور وإن كان ذلك محالاً عند المتأمل. وسمعت سيدي علياً اللخواص 
رحمه الله يقول: تسبيح العلماء بالله تعالى إنما هو حكاية عن قول الله تعالى عن نفسه فيقولونه 
على سبيل التلاوة لسلامتهم من الوقوع في التوهم المشعر بنقص ما رضي الله تعالى عنهم 
أجمعين وقد قدمنا نظير ذلك في مبحث التوحيد والله تعالى أعلم. 

المبحث الخامس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى أحدث العالم كله 

من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه 


وإنما علمه تعالى به سبق فلا بد أن يخلق ما خلق فهو تعالى غني عن العالمين فاعل 


موافقتهم في الطهارة» والتقديس» والتلفظ وغير ذلك. وذكر في الباب الثالث والسبعين في 
الجراب الموفي مائة من أسئلة الحكيم الترمذي ما نصه: اعلم أن معنى آمين: أجب يا رب 
دعاءنا يقال: أم فلان جانب فلان إذا قصذه وقال تعالى : «[5لة ِإيِينَ أَلَْيَتَ لَفَرَامَ © [المائدة: ؟] 
أي قاصدين. قال: وإنما خففت الميم من أمين تنبيها على السرعة المطلوبة في الإجابة إذ 
الخفة تقتضي الإسراع في الأشياء» قال: وإنما قال: غفر له ولم يقل: أجيب دعاؤه لأنه لو 
أجيب لما غقر له لأن المهدي إلى الصراط المستقيم ما له ما يغفر. (قلت): قد ذكرنا نحو 


المبحث الخامس : فى وجوب اعتقاد أنه تعالى أحدث !! الم كله ١8‏ 


بالاختيار لا بالذات وموجود بذاته من غير افتتاحج ولا انتهاء بل وجوده مستمر قائم بذاته سبحانه 
وتعالى هذا كلام المتكلمين ولتبسط الكلام على هذا المبحث بنقول الشي+ ممحبي الدين رضي 
«الفتوحات» أنه لا يجوز أن يقال إن الحى تعالى مفتقر فى ظهور أسمائه وصفاته إلى وجود 
العام لأنه له الخنى على الإطلاق. قلت وهذا رد صريح على من نسب إلى الشيخ أنه يقول إن 
الحق تعالى مفتقر فى ظهور حضرات أسمائه إلى لخلقه ولولا خلقه ما ظهر ولا عرفه أحد 
وأجمع العقلاء كلهم على أنه تعالى لا يتصف بالقدرة على نفسه ولا بالارادة لوجوده لأن من 
شأن الإرادة أن لا تتعلق إلا بمعدوم والله موجود ومن شأن القدرة أن لا تتعلق إلا بممكن أو 
عليه شيء فما معنى قوله: # كنب ريك عل نَنْيِهٍ أَليحْمَةَ4 [الأنعام: 04] ونحو قوله: 
#ائت حَنًا عََبِنَا نَصَيُّ الْمَؤْمنِينَ #* [الروم: *4] فإن ذلك مؤذن بأن الحق تعالى ليس له أن يخلف 
ما أوجب على نفسة من الرحمة والنصر للمؤمنين (فالجواب) كما قاله الشيخ لي الياب السادس 
الواجب على عياده من المنع من ترك ذلك الواجب لأنه تعالى يفعل ما يريد فله تعالى أن 
يخلف ما كتبه ويخذل من شاء من المؤمنين ولا يلحقه ذم ولا لوم لأن الواحد المختار لا يصح 
منه أن يلزم نفسه ولو ألزمها لا يلزمه الوفاء بيخلاف العبد إذا أوجب على نفسه شيئاً بالنذر يلزمه 
الوفاء به لدخوله تحت حد الواجب الشرعي ويأثم إذا لم يوف بنذره مع القدرة وذلك كالعقوبة 
له لكونه أوجب على نفسه ما لم يوجبه الله تعالى عليه وزاحم الحق في التشريع وأما قوله 
تعالى : #أركات حَفًا مَلَِنَا نَصَرٌ الْموْمنِينَ © [الروم: 149 فالمراد به كما قاله الشيخ في الباب الثالث 
والثلاثين: إن العلم الإلهي إذا تعلق أزلاً بما فيه سعادتنا كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا 
الوجه أي لا بد من وجود تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر الذي تعلق به العلم وأطال في 
ذلك ثم قال: فعلم أن الحق تعالى لا يجب عليه شيء ولو أوجب هو على نفسه شيئا فله 
الرجوع عنه من حضرة الإطلاق فإن للحق تعالى حضرتين حضرة تقييد نحو قوله تعالى: إن 
ذلك فى أجربة شيخنا والله أعلم. قال: وأما قوله: فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة ليس المراد 
بها الموافقة الزمنية ويحتمل أن يكون المراد بها ذلك فيحويهم زمان واحد عند قولهم آمين ثم 
إن الملائكة لا يخلو قولها: آمين أن يقولوها متجسدين أو غير متجسدين فإن قالوها متجسدين 
فربما يكون المراد الموافقة الزمائية خاصة لأن التجسد يحكم عليه بالإتيان بلفظ : آمين أي 
بترتيب هذه الحروف وأما إن قالوها غير متجسدين فلن يبق معنى الموافقة إلا أن يقولها العيد 
بالحال الذي يكون عليها الملك وأطال في ذلك بكلام دقيق فراجعه إن شئت والله أعلم . 


(وقال فيه): في الكلام على التشهد: إعلم أن الألف واللام في لفظة : السلام عليك أيها 


١٠١‏ الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أنَّدَ لا -يَنْفِر أن تسرك بد © [النساء: ]11١‏ فهذه لا يصح شرعاً أن يخلف ما أخبر به منها وحضرة 
إطلاق نحو قوله تعالى : #سْفر لمن 434 وَبعَدٌبٌ من ع4 [آل عمران: ]١58‏ ومذهب المحققين 
من أولياء الله تعالى أن يطلقوا ما أطلقه الحق تعالى ويقيذوا ما قيده الحق أدبا لفظياً ولا يحملوا 
خاصاً على عام ولا عاماً على خاص انتهى. ويؤيد ما ذكره الشيخ أيضاً في الباب الثالث 
والتسعين ومائتين في قوله تعالى: لوَيَحَْمَقٍ وَمِِعَتَ كل سَنْوٍ سَلْكْنبَا لَِدِنَ يَنَتوْنَ 4 
00 إلى آخر النسق وهو أن للحق تعالى جودين جرد سطلق ويجره يميد قال وهذه 
لآية من الجود المطلق وأما الجود المقيد فهو نحو قوله تعالى: « كنب رَيُكُمْ عل نَقسِهِ 
0 )أي أوجب وفرض على نفسه الرحمة لقوم خواص نعتهم بعمل خاص 
وهو كول ألم عن يل مِدَكْ سء! مهدا شن ثاب من بكي صلم # [الأنعام: 4] الآية فهذا 
الجود تقيد بالوجود لمن هذه صفته بحكم الوعد السابق منه تعالى وهو عرض عن هذا العمل 
الخاص فإن التوبة والإصلاح من الجود المطلق وقد قابل جوده بجوده فما حكم عليه سبحانه 
سواه ولا قيده غيره فالعبد بين هذين اللجودين كأنه عرض زائل ١‏ ه. قال: وقد بان لك أن 
وجه الإطلاق مشروع ووجه التقييد معقول كما أنه تعالى حجر إطلاق نسبة الولد إليه وأدخله 
تحت حكم لو وكما حجر تعالى تبديل القول الإلهي بقوله: اما يِبَدّلْ قزل َنم © [ق: 85]. 


قال الشيخ: والعقل يدل على الإحالة في الولد دلالة عقلية وفي نحو قوله تعالى: #وُلَؤ 
كة هَدَحكْمْ ليت + (النحل: 4] دلالة عقلية وقد دلت لفظة هآ لَوُ» على أنه تعالى مخير في 
نفسه إن شاء أمر ما شاءه وإن شاء لم يشأ فقد رأيت ورود الأخبار الإلهية كما يرى ومع ذلك 
فالعقل يخيله وأطال في ذلك ثم قال فقد بان لك مما قررناه أن الحق تعالى إنما أوجب على 
نفسه بعض أمور تأنيساً لنا فيما أوجبه على أتفستا لنا من الصلاة والقربات الشرعية فإن أوجبتاه 
لربنا سبحانه وتعالى كالنذر أوجبه علينا لتميز عنه فنعصي بتركه ولو أنه تعالى ترك فعل ما أوجبه 
على نفسه لم يكن له هذا الحكم فما وجب علينا فعل ما أوجيناه على أنفسنا إلا من حيثما 
أوجيه الحق علينا لا من حيث إيجابنا ذلك على أنفسنا فإن لو لم يوجب تعالى عليثا ما أوجبتاه 
على أنفسنا لم نكن عصاة إذا تركناه وأما الحق تعالى إذا وفى بما أوجبه على نفسه فهو فضل 
منه ومنة ومكارم أخلاق (فإن قلت) هذا ظاهر فيما إذا كان الوفاء مئه بما وعد من الخير فإن 


ابي لعش لااللنيه فورفال المطالك :2 في الشمرلة والعموم أي: السلام عليك بكل 
سلام . ان :جتان الست عت نع للق الس درن السك لا ة في حق ذات النبي 
أعم وأشرف» فإنه يدخل فيها ما اختص به في نفسه وما أمر بتبليغه لأمته الذي هو منه رسول 
نعم قال: وإِنّما أتى المصلي به يْهٌ من غير حرف النداء المؤذن بالعيد لأنه في حال قربة منه 
باحضاره في ذهنه ولهذا جاء بخرف الخطاب في قوله: عليك. 


(قلت): وذكر الشيخ في الباب الثالث والسبعين: أن السلام إنما شرع من المؤمنين لأن 


المبحث الخامس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى أحدث العالم كله ١1١‏ 


كان بما توعد به العصاة من الشر فما حكمه (فالجواب) أنه مائم شيء يصدر منه تعالى إلا. وهو 
خير ولكن الخير على قسمين خير محض وخير ممتزج فالخير المحض هو الذي لا تكرهه 
النفوس والخير الممتزج هو الذي فيه ضرب من الشر كشرب الدواء الكريه فصاحب هذا الخير 
كالمعذب المزحوم يجد عذابه إذا تأمله رحمة وتأديباً هذا حكم عصاة الموحدين وأما من حقت 
عليه كلمة العذاب من الأشقياء فذلك فى شر محفنى لا رحمة فيه بوجه من الوجوه نسأل الله 
نبال اللطت ١‏ 


وذكر الشيخ محبي الدين في الباب الثالث والتسعين ومائتين أيضاً ما يؤيد اعتقاد أهل 
السنة والجماعة من أن الحق تعالى لا يجب عليه شيء وهو أن سهل بن عيد الله التستري رضي 
الله تعالى عنه قال: لقيت إبليس مرة فعرفته وعرف مني أنني عرقته فوقع بيني وبينه مناظرة فقال 
ليا ودلك له روغاة ينا الخلدم وظطال لحرا بعك فر قلع وروت وحار وحرت فكان آخر ما 
قال لي يا سهل إن الله تعالى قال و ل شي [الأعراف: ]٠65‏ نعم ولا يخفى 
عليك أنني شيء ولفظة « كُلَّ4 تقتضي الإحاطة والعموم إلا ما خص وشيء أنكر التكرات فقد 
وسعتني رحمته أنا وجميع العصاة فبأي دليل تقولون إن رحمة الله لا تنالتا قال سهل فوالله لقد 
أخرسني وحيرني بلطافة سياقه وظفره بمثل:هذه الآية وفهمه منها ما لم أكن أفهمه وعلمه من 
دلالتها ما لم أكن أعلمه؛ فبقبت حائراً متفكراً وأخذت أردد الآية في نفسي فلما جئت إلى قوله 
تعالى : # نسحا لِلَْدِينَ ينَقُوتٌ وَيُؤْترت اليََكَرْةَ © [الأعراف: 161] إلى آخر التسق فسررت بها 
وطفح الى قد طبرت بتيجة وطيرت ظلية يا © تقصم ظهره فقلت له تعال يا ملعون إن الله تعالى 
قد قيدها بنعوت مخصوصة تخرجها عن ذلك 1 فقال صََأَْمُيا لِلَدِنَ يَنُْوْهِ4 إلى آخر 
لحن اتات لس لقال يا راعسا ساك لالح دلق :شر قا ,ا سول واي انال 
أن يبلغ بك الجهل بالله ما رأيت ولا ظندت أنك ههنا ليتك سكت ليتك سكت ليتك سكت» قال 
سهل: فرجعت إلى نفسي وغصصت بريقي وأقام الماء في حلقي وما وجدت له جواباً ولا 
سددت في وجهه باب وعلمت أنه طمع في مطمع وانصرف وانصرفت ووالله ما أدري بعد هذا ما 
يكون» فإن الله تعالى ما نص بما يرفع هذا الإشكال فبقي الأمر عندي على المشيئة منه في خلقه 
لا أحكم عليه في ذلك إلا بما حكم به على نفسه من حيث وجوب الإيمان به انتهى كلام سهل . 


مقام الأنبياء يعطي الاعتراض عليهم لأمرهم الناس بما يخالف أهواءهم فكأن المؤمن يقول: يا 
رسول الله أنت في أمان من اعتراضي عليك في نفسي وقال كذلك: السلام على عباد الله 
الصالحين فإنهم كذلك يأمرون الناس بما يخالف أهواءهم بحكم الإرث للأنبياء قال: وأما 
تسليمنا على أنفسنا فإن فينا ما يقتضي الاعتراض واللوم هنا عليناء فنلزم نفوسنا التسليم فيه لناء 
ولا نعترض كما يقول الإنسان. قلت لنفسي: كذا فقالت: لا أنتهي قال: وإنما أمر المصلي أن 
يقول: السلام عليئا وعلى عباد الله الصالحين بالأئف واللام أيضاً لتشمل جميع السلام بأجناسه 
على نفسه قال: وإنما جاء بنون الجمع ليؤذن بأن كل جرء من هذا المسلم يسلم عل بقية 


؟ ١١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكاير 


قال الشيخ محيي الدين: وكنت قديمأ أقول ما رأيت أقصر حجة من إبليس ولا أجهل منه فلما 
وقفت له على هذه المسألة التى حكاها عنه سهل رضى الله تعالى عنه تعجبت وعلمت أن إبليس 
توغ علما لا جيل كيه قله رفة الإقادة لسبيل فى عله الصسالة النن “ند ياذ لك آن اله 
تعالى خلق العالم كله من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه (وأما) وجه كونه تعالى 
غنياً عن العالمين فقد قال الشيخ رحمه الله في الباب الثاني والسبعين: إن الله تعالى لم يوجد 
العالم لافتقاره إليه وإنما الأشياء في حال عدمها الإمكاني لما طلبت وجودها ممن هي مفتقرة 
إليه بالذات وهو الله تعالى لا تعرف غيره فلما طلبت بفقرها الذاتي من الله تعالى أن يوجدها 
قبل الحق تعالى سؤالها لا من حاجة قامت به إليها لأنها كانت مشهودة له تعالى فى حال عدمها 
السبي نامي مشهوةة لهف سال وشودكا سوام فهن يدركها سبحائه علن ها هي عليه في 
حقائقها خال وجودها وعدمها بإدراك واحد فلهذا لم يكن إيجاده للأشياء عن فقر بخلاف العبد 
فإن الحق تعالى ولو أعطاه حرف كن وأراد إيجاد شيء لا يوجده إلا عن ققر إليه وحاجة فما 
طلب العبد إلا ما ليس عنده ليكون عنده فقد افترق إيجاد العبد عن إيجاد الحق تعالى. قال 
ا ا ا ا ا د 
كثير مق أهل الله تعالى والتحقوا فيها بمن ذمهم الله تعالى في قوله: «لَقَدَ سم أمَّدُ مَوْلَ ارت 
آلو إن أله كَمِيْرٌ مَعْنْ م4 [آل عمران: 118١‏ انتهى . (فإن قلت) قد نقل بعضهم عن الشيخ أنه 
كان ينشد: 
الكل مفتقر ماالكل مستغني هذا هو الحق قد قلناولانكني 
(فالجواب» أن مثل ذلك مدمئوس عليه فى كتاب «الفصوص» وغيره فإن هذا نصه يكذب 
الناقل عنه -خلاف ذلك. وقال أيضاً في الباب الحادي والستين وثلثماثة في قوله تعالى: «إنَّ أل 
كي عَنِ الْمََليينَ4 [العتكبوت: 5] أي غني عن وجود العالم لكن لما أظهر الله الأسباب ورتب 
ظهور بعضها على ظهور بعض زل نظر بعضهم فقال إن الله تعالى غني عن وجود العالم لا عن 
ثبوته ففهم بعض المقلدين من هذه العبارة رائحة الافتقار من حيث ترتيب الظهور مع غفلته عن 
كون ذلك فعل مختار في الأصل غني عن العالمين فزلت بهذا قدم الغرور في مهواة من التلف 
فإنه لا يلزم من كون العالم ثابتا في العلم الإلهي الافتقار إلى وجوده فإن من كان غنيا عنه وعن 





: أجزائه وعوالمه حين رأى بيت قلبه خالياً من كل ما سوى الله فسلم على نفسه كما أمر أن يسلم 
و نم جا ا و ع الح ا ل ل 0 عر 

سمع الله لمن حمده قال: وإنما قال وعلى عباد الله الصالحين بالواو دون ذكر لفظ السلام 
تيه على أن المراد بالصالحين المستعملين في أمور مطلق الإسلام من المسلمين لا الصالحين 
في العرف قال: وإنما لم يعطف المصلي السلام الذي سلم به على نفسه بالواو على السلام 
الذي سلم به على نبيه لأنه لو عطفه عليه لسلم على نفسه من جهة النبوة وهو باب قد سذه الله 
كما سد باب الرسالة عن كل مخلوق بمحمد يِه إلى يوم القيامة وتعين بهذا أنه لا مناسبة بيننا 


السبحث الخامس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى أحدث العالم كله ١11‏ 


إيجاده لا يوصف بافتقار إليه وإذا تعارض عند العاقل مزلات الأقدام فليكن مع وصف الحكم 
تعالى بالكمالات فإنه حينئذ ناصر جناب الحق . قال: وإيضاح ذلك أن تعلم يا أخي أن العلم 
لما تعلق بالعالم من حيث ثبوته فيه اكتفى بذلك ثم إن شاء الحق تعالى أوجده إلى عالم الشهادة 
وإن شاء لم يوجده فهو تعالى ولو أوجده لا يوصف بالافتقار إليه بل هو مستغن عن وجوده 
وقد وفى الألوهية حقها بكونه مُمكناً ولولا أن الممكنات طلبت من الله بلسان الافتقار أن يذيقها 
طعم الوجود كما ذاقت طعم العدم ما أظهرها تعالى فإنها سألت بلسان ثبوتها فى علم واجب 
الوجود أن يخرجها من العدم ويوجد أعيانها ليكون العلم لها ذوقاً فأوجدها تعالى لها لا له إذ 
هو الغْنِيُ عن وجودها وعن أن يكون وجودها دليلا عليه وعلامة على ثبوته بل عدمها في ترك 
الدلالة أظهر من وجوردها فأي شيء رجح من عدم أو وجود حصل به المقصود من العلم بكمال 
الحق جل وعلا قال: فلهذا قلنا إن غناه عن العالم هو عين غناه عن وجود العالم وهذه مسألة 
غريبة لأن فيها اتصاف الممكن بالعدم في الأزل وكون الأزل لا يقبل الترجيح وكيف قبله عدم 
الممكن مع أزليته في العلم وذلك أنه من حيث ما هو ممكن في نفسه استوى في نحقه القبول 
فرضه فهو مرجح فإن الترجيح ينسحب على الممكن أزلا في حال عدمه وإن كان منعوتا بعدم 
المرجح (وإيضاح ذلك) أن الترجيح من المرجح الذي هو اسم فاعل لا يكون إلا مع القصد 
حال انتهى . 


وحاصل كلام الشيخ أنه لا يقال إن الحق تعالى غني عما تضمنه علمه القديم من حيث 
ثيوت العالم فيه إذ العالم هو معلوم علمه تعالى وعلم بلا معلوم لا يصح فمن قال إن الله تعالى 
غني عن ثبوت المعلومات في علمه كأنه قال إن الحق تعالى غني عن علمه على حد سواء 
وذلك محال فافهم. فرجع الأمر إلى أنه تعالى غني عن إبراز العالم من مكنون علمه إلى عالم 
الشهادة لا غني عن ثبوته في علمه فليتأمل. ويؤيد ما فهمناه قول الشيخ في الباب الثامن 
والخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى الباريء: اعلم أن الحق تعالى من وراء جميع 


وبين رسول الله ل فإنه في المرتبة التي لا تبغى لنا فابتدأنا بالسلام علينا في طورنا من غير 
عطف .» انتهى . 


ابن آمنة واسعا بقوله: ١لا‏ نبي بعدي؟ وقد ذكر في شرحه لترجمان الأشواق أيضاً ما نصه: اعلم 
أن المقام المحمدي ممنوع من دخوله لنا وغاية معرفتنا به النظر إليه كما ننظر الكواكب في 
السماء وكما ينظر أهل الجنة السفلى إلى من هو في عليين. قال: وقد فتح الشيخ أبي يزيد 


1١١5‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المعتقدات لأنه غني عن العالمين لكن لا بد من تخيل وجود العالم لنا في الذهن ليثبت له 
تعالى الغني عنه كما يقال في صاحب المال إنه غني بالمال عن المال إذ المال هو الموجب له 
صفة الغني عنه فلا بد من وجود المال لتصور صفة الغني عنه. 

قال الشيخ : وهذه مسألة دقيقة لطيقة الكشف فإن العالم سبب الثناء عليه تعالى من حيث 
وجود العالم كما أنه تعالى لا ينزه عن صفاتنا إلا بنا فما وقع الغناء عليه إلا مع تصور وجودنا 
فهر غنى عنا بنا في الدائرة العملية لا الكشفية فإن كونه تعالى غنيأ إنما هر بغناه عنا فلا بد من 
نوات هذ المي لوطا قال تأرف" أن رقا نوا عله تمتو عن ا الاين كط إلي ها مب 
الحق تعالى به نفسه من كل سم يطلب العالم فإن الخالق يطلب مخلوقاً والرازق يطلب مرزوقاً 
والرحمن يطلب مرحوما والرب يطلب مربويا وهكذا فلم يتعقل قط الغنى عنا إلا بنا قال ومن 
هنا قال سهل بن عبد الله إن للربوبية سرا لو ظهر لبطل حكم الربوبية ومعنى ظهر زال كما يقال 
ظهر السلطان من البلد إذا خرج عنها انتهى . 

وقال الشيخ أيضاً في الباب الأربعين ومائة: المراد بكون الحق تعالى غنياً عن العالمين 
أي غني عن العالم من حيث دلالة العالم عليه إذ لو -خلق تعالى العالم للدلالة عليه لكان للدليل 
فخر وسلطنة على المدلول ولما صح للحق تعالى الغنى عنه فكان الدليل لا يبرح عن مرتبة 
الزهو لكونه أفاد الدال أمراً لم يتمكن للمدلول أن يوصل إليه إلا به فكان يبطل الغنى عن 
العالمين فسقط بذلك قول من قال إن الله تعالى -خلق العالم للدلالة عليه فإن الله تعالى ما نصب 
الأدلة لتذل عليه وإنما نصبها لتدل على المرتبة ليعلم العبد أنه تعالى إله واحد لا إله إلا هو 
انتهى . 

ويؤيد ذلك أيضاً قول الشيخ في الباب الستين من «الفتوحات» في قوله تعالى: ©فَإنَ أله 
عن عَن الْمَلَِينَ © [آل عمران: 0ة] أي غني عن الدلالات عليه إِذْ العوالم كلها دلالات كأنه تعالى 
يقول ما خلقت العالم كله إلا ليدل على نفسه وليظهر له عجز نفسه وفقرها وحاجتها إليّ لأنه 
مائم في الوجود دليل عليّ؛ لأنه لو كان في الوجود دليل علي لربطني به فكنت مقيداً به وأنا 
الغني الذي لا يقيدني وجود الأدلة ولا يدل على أدلة المحدثات قال وأكثر الناظرين في هذه 


البسطامي من مقام التبي قدر خرم إبرة تجلياً لا دخولاً فاحترق فكذب» والله من افترى على 


الشيخ واب مسعاه والله أعلم . 


(قال): وإنما لم يكن التشهد الأول وجلوسه واجباً لأن هذا الجلوس عارض عرض 
لأجل القيام بعده إلى الركعة الثالثة والعرض لا ينزل منزلة الفرض ولهذا يسجد من سها عنه 
بخلاف الجلوس الأخير. قال: فهو من التجليات والبرزخيات فإنه سبحانه دعا عبده أن يسلم 
عليه بما شرع فيه من التحيات فلمن رأى أن ذلك المقام يدعوه إلى التحية جلس . قال: 


المبحث السادس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يحدث له بابتذاعه العالم ل 


المسألة يتوهمون أن الكون دليل على الله لكونهم ينظرون في نفوسهم فيستدلون وما علموا أن 
كونهم ينظرون راجع إلى حكم كونهم متصفين بالوجود فالوجود هو الناظر حقيقة وهو نور 
الحق تعالى لانورهم» فإن ذات أحدهم لو لم تتصف بالوجود فيماذا كان ينظر ومن هنا صح 
قول من قال عرفت الله بالله وهو مذهب الجماعة ا ه. 

وقال الشيخ أيضاً في «شرحه لترجمان الأشواق»: جميع الأدلة التي نصبها الحق تعالى 
أدلة قد محاها بقوله ليس كمثله شيء فأوقف العالم كله في مقام الجهل والعجز والحيرة ليعرف 
العارفون أنه ما طلب منهم من العلم وما لم يطلب منهم فيتأدبون ولا يجاوزون مقاديرهم 
انتهى. وقال في باب الأسرار من «الفتوحات» (مه) إن العالم علامة بدوه ممن فهو علامة على 
من فما نّم إلا الله وفعله وما لا يسع جهله انتهى كلام الشيخ رحمه الله. وقد بان لك أنه رضي 
الله تعالى عنه بريء من القول بأن الحق تعالى يوصف بكونه مفتقراً إلى العالم وأنه تعالى عو 
الغني على الإطلاق وأن العالم لا ينفك طرفة عين عن الافتقار إلى الله تعالى وأنه تعالى ما أظهر 
العالم من مكئون علمه إلا ليسبغ عليه تعمه حال وجوده إلى عالم الشهادة لا غير وهو معنى 
قول بعضهم إن الله تعالى أوجدنا لنا لا حاجة منه إلينا لتقول بالتكليف إذ الحق لا يكلف نفسه 
انتهى والله أعلم. (خاتمة) إن قيل هل يصح لأحد الغنى بالله عن الكون (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في الباب الخامس والعشرين ومائة أنه لا يصح لأحد الغنى بالله حقيقة إنما حقيقة 
الاستغناء ترجع إلى الأسباب وجلت ذات الحق تعالى أن تكون محلا لمثل ذلك وإيضاح ذلك 
أن الله تعالى ما وضع الأسباب إلا ليزيل بها فاقة المخلوقين فما استغنى أحد إلا بالكون ولا 
يصح الغنى عن الكون بحكم العموم وإنما يصح الاستغناء عن مخلوق ما بغيره فقول يعضهم 
فلان مستغن بالله جهل وإنما لتحقيق أن العبد مستغن بما من الله لا بالله فإذا جاع أمر بالأكل 
فزال جوعه عند الأكل لا بالأكل فاقهم والله تعالى أعلم. 


الميحث السادس: فى وجوب اعتقان أنه تعالى لم بحدث له 
بابتداعه العالم فى ذاته حادث وأنه لا حلول ولا اتحاد 


إذ القول بذلك يؤدي إلى أنه في أجواف السباع والحشرات والوحوش وتعالى الله عن 


والحكمة في ذلك أن الصلاة تقنضي الشفعية لقوله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي 
وأطال في ذلك قال رضي الله عنه : واعلم أننا لم نقف على رواية عن النبي يِه في تشهده 
الذي كان يقوله في الصلاة هل كان يقول مثلنا: السلام عليك أيها النبي أو كان يقول: السلام 
علي أو كان لا يقول شيئاً من ذلك» ويكتفي بقوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. 
قال: فإن كان يقول مثل ما أمرنا أن نقول من ذلك فله وجهان أحدهما أن يكون المسلم عليه 
هو الحق وهو مترجم عنه كما جاء في سمع الله لمن حمده. والوجه الثاني: أنه كان يقام في 
صلاته في مقام الملائكة مثلاًء ثم يخاطب نفسه من حيث المقام الذي أقيم فيه أيضاً من كونه 


11.5 ايجزء الأول من اليواقيت والجراهر في بيان عقائد الأكابر 


ذلك علواً كبيراً. واعلم أن هذه المسألة مما أشاعها الملحدون على الشيخ محيي الدين كما مر 
في خطبة الكتاب وها أنا أجلي عليك عرائس كلامه في أبواب «الفتوحات» لتعلم يقيئاً براءة 
الشيخ من مثل ذلك إذ هو جهل محض فأقول وبالله التوفيق قال الشيخ في عقيذته الصغرى 
تعالى الحق تعالى أن تحله الحوادث أو يحلهاء وقال في عقيدته الوسطى: اعلم أن الله تعالى 
واحد بإجماع ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء ا يي 

وقال في الباب الثالث من «الفتوحات» اعلم أنه ليس في أحد من الله شيء ولا يجوز 
ذلك عليه بوجه من الوجوه. 


وقال في باب الأسرار: لا يجوز لعارف أن يقول: أنا الله ولو بلغ أقسى درجات القرب 
وحاشا العارف من هذا القول حاشاه إنما يقول أنا العبد الذليل في المسير والمقبل وقال في 
الباب التاسع والستين ومائة القديم لا يكون قط محلا للحوادث ولا يكون حالا في المحدث 
وإنما الوجود الحادث والقديم مربوط بعضه ببعض ربط إضافة وحكم لا ربط وجود عين بعين 
فإن الرب لا يجتمع مع عبده في مرتبة واحدة أبداً وغاية الأمر أن يجتمع بين العبد والرب في 
الوجود وليس ذلك بجامع إنما يكون الجامع بين العبد والرب بنسبة المعتى إلى كل واحد منهما 
على حد نسبته إلى الآخر ولسئا نعني إطلاق الألفاظ ومعلوم أن نسبة المعنى إلى كل واحد 
منهما على حد نسبته إلى الآخر غير موجردة انتهى. 

وقالت الولية الكاملة سيدة العجم في «شرح المشاهد»: اعلم أن العبودية مرتبطة بالربوبية 
ارتباط مقابلة كارتباط حرف لا إذ كل واحد من هذين الحرفين اللذين قد صارا واحدا فى النظر 
متوقف على الآآخر عند وضع حقيقة هذا الحرف انتهى . ْ 

(فإن قيل) فما معنى حديث فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ويصره الذي ييصر به 
ورجله التى يمشى بها ويده التى يبطش بها فإن جماعة كثيرة فهموا منه وجود اتحاد الحق تعالى 
بالعبد وحدوثة قيه (فالجواب) آن معنى كنت سمعة الخ أن ذلك الكت الشهودي مرتب: على 
ذلك الشرط الذي هو حصول المحبة فمن حيث الترتيب الشهودي جاء الحدوث المشار إليه 
بقوله كنت سمعه لا من حيث التقرير الوجوديء قاله الأستاذ سيدي علي بن وفا رحمه الله. 


ل و ل ال ل 

قال: وأشهد أن محمد رسول الله ولم يقل : .نبي الله لأن الرسالة هنا أعم لتضمنها النبوة كان 
يواح الى دكر الرسالة بد الثيرة ليظهر اختصاصه على من ليس له مقام الرسالة من عباد الله 
النبيين قال: وأما قوله في تشهد ابن عباس : سلام عليك أيها النبي بالتنكير فوجهه أنه راعى 
خصوص حال كل مصل فجاء بسلام منكر ليأخد كل مصل منه على حسب حاله من مقام 
العادم علي الي يد ومن مقام السلام على نفسه وعلى الصالحين من عباد الله ولذلك اختص 
بترك تكرار لفظ الشهادة في الرسالة واكتفى بالواو لما فيها من قوة الاشتراك وأسقط في هذه 


المبحث السادس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يحدث له بابتداعه العالم ١1١1‏ 
وقال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والستين في الكلام على الآذان المراد بكنت سمعه 
ويصره إلى آخره انكشاف الأمر لمن تقرب إليه تعالى بالنوافل لا أنه لم يكن الحق تعالى سمعه 
قبل التقرب ثم كان الآن تعالى الله عرز وجل عن ذلك وعن العوارض الطارئة قال وهذه من أعز 
المسائل الإلهية انتهى . (فإن قلت) فلم ذكر تعالى في هذا الحديث الصور الحسية من السمع 
واليبصر ونحوهما دول القوى الروحانية كالخيال والحفظ والفكر والتصور والوهم والعقل ومأ 
وجه تتخصيص الحسية (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السادس والأربعين وثلثماثة أنه 
تعالى ما ذكر الحواس الظاهرة إلا لكونها مفتقرة إلى الله لا إلى غيره بخلاف القوى الروحانية 
فإنها مفتقرة إلى الحواس والحق تعالى لا ينزل منزلة من يفتقر إلى غيره بخلاف من هو مفتقر 
إليه تعالى وحده لم يشرك به أحداً فقد بان لك أن الحواس الظاهرة أتم لكونها هي التي تهيء 
للقوى الروحانية ما يتصرف فيه وما به يكون حياتها العلمية والله أعلم. 

وقال الشيخ أيضاً فى الباب الخامس والستين وثلثمائة : لولا نداء الحق تعالى لنا ونداؤنا 
له ما تميز عنا ولا تميزنا عنه فكما فصل تعالى نفسه عنا في الحكم كذلك فصلنا نحن أنفسنا 
عنه فلا حلول ولا اتحاد انتهى . 

وقال في باب الأسرار: من قال بالحلول فهو معلول فإن القول بالحلول مرض لا يزول 
ومن فصل ببنك وبينه فقد أثبت عبتك وعينه ألا ترى فوله كنت سمعه الذي يسمع به فأثبتك 
بإعاده الضمير إليك ةا قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد كما أن القائا ئل بالحلول من 
وي ا ل 7 ا 0 
ومصنوعاته انتهى . 

وقال في باب الأسرار أيضاً: الحادث لا يخلو عن الحوااث لو حل بالحادث القديم 
لعنح قول أهل: العجسيم فالقديم لأ يحل ولا يكون محلا ومن ادغى الوصل فهو في غبن 
الفصل انتهى . 

وقال في هذا الباب أيضاً: أنت أنت وهو هو فإياك أن تقول كما قال العاشق. أنا من 
أهوى ومن أهوى أنا. فهل قدر هذا أن يرد العين واحدة لا والله ما استطاع فإنه جهل والجهل 


الرواية ذكر لفظ العبودية لتضمن الرسالة لها انتهى. فتأمل يا أخى هذا المحل المتعلق التشهد 
فإنك لا تكاد تجده في كتاب والله يتولى هداك. وقال: إنما أمرئا بالاستعاذة من فتنة المسيح 
الدجال لما يظهره للخلق في دعواه الألوهية وما يشيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء 
الموتى» وغير ذلك مما ثبتت به الروايات وجعل ذلك آيات له على صدق دعواه قال: وهذه 
مسألة في غاية الإشكال لأنها تقدح قيما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فيبطل بهذه الفتنة 
كا دلبل قروم واى فعة أعظى عن ضرة تقرح قن الذلين التي ارحب ااذه الحياد. نا معان 


ما 


١1‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لا يتعقل حقاً ولا بد لكل أحد من غطاء يتكشف عند لقاء الله. وقال فيه أيضاً إياك أن تقول أنا 
هو وتغالط فإنك لو كنت هو لأحطت به كما أحاط تعالى بنفسه ولم تجهله في مرتبة من مراتب 
التدكرات. وقال فيه أيضاً: اعلم أن العاشق إذا قال أنا من أهوى ومن أهوى أنا فإن ذلك كلام 
بلسان العشق والمحية لا بلسان العلم والتحقيق ولذلك يرجع أحدهم عن هذا القول إذا صحا 
من سكرته انتهى . 

وقال في الباب الثاني والتسعين ومائتين: من أعظم دليل على نفي الفحلول والاتحاد الذي 
يتوهمه بعضهم أن تعلم عقلاً أن القمر ليس فيه من نور الشمس شيء وأن الشمس ما اتتقلت 
إليه بذاتها وإنما كان القمر محلاً لها فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه. 

وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل وهذا يدلك على أن العالم 
ما هو عين الحق ولا حل فيه الحق إذ لو كان عين الحق أو حل فيه لما كان تعالى قديماً ولا 
بديعاً انتهى. وقال في الباب الرابع عشر وثلثمائة: لو صح أن يرقى الإنسان عن إنسانيته 
والملك عن ملكيته ويتحد بخالقه تعالى لصحم .انقلاب الحقائق وعفرج الإله عن كونه إلها وصار 
الحق خلقا والخلق حقا وما وثق أحد بعلم وصار المحال واجبأ فلا سبيل إلى قلب الحقائق 
أبدا . 


وقال في الباب الثامن والأربعين: لا يصح أن يكون الخلق في رتبة الحق تعالى أبداً كما 
لا يصح أن يكون المعلول في رتبة العلة. وقال في الواقح الأنوار» من كمال العرفان شهود عبد 
ورب وكل عارف نفى شهود.العبد في وقت ما فليس هو بعارف وإنما هو في ذلك الوقت 
ساحي هال وما سي العال انك ان لا حدس عن ا 


وقال في الياب السابع والستين وتلثماثة : اجتمعت رو حي بهارون عليه السلام في عفن 
الوقائع فقلت له يا نبي الله كيف قلت فلا تشمت بي الأعداء ومن الأعذاء حتى تشهدهم 
والواحد منا يصل إلى مقام لا يشهد فيه إلا الله فقال لبي السيد هارون عليه الصلاة والسلام 
صحيح ما قلت في مشهدكم ولكن إذا لم يشهد أحدكم إلا الله فهل زال العالم في نفس الأمر 
كما هو في مشهدكم أم العالم باق لم يزل وحجيتم أنتم عن شهوده لعظيم ما تجلى لقلوبكم 


(وقال): إنما كان المصلي يسلم تسليمتين لانتقاله من حال إلى حال فيسلم بالأولى على 
من انتقل عنه وبالثانية على من قدم عليه قال: وكل مصل لم يغب في صلاته عن غير الله عز 
وجل فما برح من الأكوان فعلى من يسلم وهو ما برح مع الكون فهلا استحى هذا المسلم من 
الله حيث يرى الناس بسلامه عليهم أنه كان غائباً عند الله فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي 
العظيم. وقال: الحكمة في رقع الأيدي في العبلاة الإعلام بكل شيء حصل في اليدين قد 


المبحث السادس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يمحدث له يايتداعه العالم 114 


فقلت له العالم باق في نفس الأمر لم يزل وإنما حجبنا نحن عن شهوده فقال قد نقص علمكم 
بالله في ذلك المشهد بقدر ما نقص من شهود العالم فإنه كله آيات الله فأفادني عليه الصلاة 
والسلام علماً لم يكن عندي انتهى . 
وقال في باب الأسرار؛ لا يترك الأغيار إلا الأغيار فلو ثرك تعالى الخلق من كان 
يحفظهم ويلحظهم لو تركت الأغيار لتركت التكاليف التي جاءت بها الأخبار ومن ترك التكاليف 
كان معانداً عاصياً أو جاحداً فمن كمال التخلق بأسماء.الحق الاشتغال بالله وبالخلق انتهى . 
وقال في «لواقح الأنوار القدسية»: لا يقدر أحد ولو ارتفعت درجات مشاهده أن يةول إن 
العالم عين الحق أو انّحَدَّ به أبداً وانظر إلى ذاتك يا أخي فتعلم قطعاً أنك واح' لكر تعلم أن 
عينك غير حاجبك ويدك غير رجلك إلى غير ذلك وأن هذه الأعؤماء تفاصيل في عين ذاتك لا 
يقال إنها غيرك قال ومن فهم ما أومأنا إليه فهو الذي يف , قوله تمالى: مل لوح من اشر رَق4 
[الإسراء: 40] فلم يحدث بابتداعه العالم في ذاته حادث تعالى الله عن ذلك علراً كبيراً انتهى . 
وقال أيضاً في الباب الثاني والسبعين والثلثماثة.بعد كلام طويل: و«انجملة فالقلوب به 
هائمة والعقول فيه حائرة يريد العارفون أن يفصلوه تعالى بالكلية عن العالم من شدة التنزيه فلا 
يقدرون ويريدون أن يجعلوه عين العالم من شدة القرب فلا يتحقق لهم فهم على الدوام 
متحيرون فتارة يقولون هو وتارة يقولون ما هو وتارة يقولون هو ما هو وبذلك ظهرت عظمته 
تعالى انتهى. وقد »نشد الشيخ محبي الدين في هذا المعنى: 
ومن عجبيأني أحن إليهم وابأل ننه دائمأوهممعي 
وتيكيهم عيني وهم قي سوادها وتشتاقهم روحي وهم بين أضلعي 
وكان سيدي علي بن وفا رحمه الله يقول إنما كانت القلوب تحن إلى التنزيه أكثر من 
التشبيه لأن من شأن الذات الإطلاق لذاتها وتساوي الدسب لصقاتها انتهى. وكان يقول أيضاً 
المراد بالاتحاد حيث جاء في كلام القوم فناء مراد العبد في مراد الحق تعالى كما يقال بين فلان 
وفلان اتحاد إذا عمل كل منهما بمراد صاحبه ثم ينشد: 
وعلمسك أن كل الأمسر أمري هوالمعنىالمسمى باتحات 


سقط عند رفعهما وكان الحق تعالى يقول: معلما للعبد إذا وقفت 'بين يدي فقف فقيراً ميحتاجاً 
لا تملك شيئاً وكل شيء ملكته يداك فارم به وقف صفر اليدين واجعل ذلك. خلف ظهرك فإني 
قد قبلتك قال: ولهذ! يستقيبل بكفيه قيلته . 


(قلت): ذكر الشيخ في الباب التاسع والستين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن من آداب 
الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة الذل والمسكنة؛ والتكلف شغل العبد حال الذليل في 
مئاجاة سيدهة وقد وردت السنة بذلك وهو عندي أحسن من إسبال اليدين. قال* وإيضاح ما 


ولعمري إذا كان عباد الأوثان لم يتتجرءوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله بل قالوا لما 
6 هُمْ إل لَمرْبوًا إِلَ اله رلَوع» (الزمر: *] فكيف يظن بأولياء الله تعالى أنهم يدعون الاتحاد 
ل ل 
0 أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق وأنها خارجة عن جميع معلومات 
ئق لأن الله بكل شيء محيط وسمعت شيخنا سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: لا 
ا سا لاه تقوله المعتزلة والقدرية محتجين بنحو قوله تعالى: 
َهْوَ أمَّدُ في أَلسَوتٍ وَفي الَْيْضٍ © [الأنعام: "] لإيهامه أنه يحل بذاته في ذلك المكان انتهى . 
0 بسط ذلك في المبحث الثامن إن شاء الله تعالى . ١‏ 


وسمعت أخي الشيخ الصالح زين العابدين سبط المرصفي رحمه الله يقول: المراد بكون 
الحق في السموات والأرض نفوذ الأوامر والنواهي ووقوع الحوادث على وفق الإرادة والله 
أعلم. فكذب والله وافترى من نسب القول بالحلول والاتحاد والتجسيم إلى الشيخ محيي الدين 
وهذه نصوصه كلها تكذب هذا المفتري والله تعالى أعلم. 

ولخاتية )اذكرا الحو في إلنات الساسى ضح وتلعحالة نا زوين ما مانا , فى الرد عنه وذلك 
أنه قال: لا أعرف في عصري هذا أحداً تحقق بمقام العبودية مثلي وذلك أني بلغت في مقام 
العبودية الغاية بحكم الإرث لرسول الله يد فأنا العبد المحض الخالص الذي لا يعرف للربوبية 
على أحد من العالم طمعاء قال: وقد منحني الله تعالى هذا المقام هبة منه ولم أَثَلْهُ بعمل إنما 
2 ل ل 
و فِنيِكَ فرحا هو حَيْرُ يما تجمعوت * [يونس: : 0] والله تعالى أعلم. فتأمل يا أخي في هذا 
الميحث وتلايره فإنك لا تجده في كتاب والله يتولى هداك. 


الميحث السابع: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى لا بحوبيه مكان كما لا 
بحده زمان لعدم دخوله في حكم خلقه 
فإن المكان يحويهم والزمان يحدهم وقد قدمنا أنه مباين لخلقه في سائر المراتب فإنه كان 
ولا مكان ولا زمان وذاته تعالى لا تقبل الزيادة ولا النقصان وهو الذي أنشأ الزمان وحلق 


تناف إز انه تعالى + قسم الصلاة بينه وبين عبده نصفين فجزء منها يخلص لله من أولها إلى قوله : 
«إمديك يور لديف 40 [الفائحة: 4] فهذا بمنزلة اليد اليمنى من العبد إشارة للقوة الإلهية 
قال: تعالى ال ِنَهُ لبي (09* [الحاقة: 40] والجزء الآخر يخلص للعبد من قوله: 
«اهينًا» | إلى آخر السورة فهذا بمنزلة اليد اليسرى الذي هو الجائب الأضعف الأصغر. قال: 
ولما كان جزء مئها بين الله وبين عبده وهو قوله: «إيَاكَ تعد وَلِيّاكَ شَتَمِينُ4 جمع العبد 
بين يديه في الصلاة مسجامع المناجاة فكملت صقة العبد ببجمعه بين يديه ولو أسبل يديه لم 
تكمل صفته فانظر إلى هذه الحكمة ما أجلاها لذي عينين انتهى» ثم لا يضفى أنه إذا كان جعل 


السبحث السابع: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى لا يحويه مكان كما لا يحده زمان ١7١‏ 
المتمكن والمكان فلا أينية له تعالى (فإن قلت) فما المراد بقوله تعالى: ##وَهْوَ مَمَكِ أَيْنّ ما 
ك2 [الحديد: ؛] فإنه يوهم الأينية عند ضعفاء العقول (فالجواب) كما قاله سيدي محمد 
المغربي الشاذلي أنه لا إيهام لأن الأينية في هذه الآية راجعة إلى الخلق لأنهم هم المخاطبون 
في الآين اللازم لهم لا له تعالى فهو تعالى مع كل صاحب أين بلا أين لعدم ممائلته لخلقه في 
وجه من الوجوه انتهى. وسيأتي بسط ذلك في المبحث بعده إن شاء الله تعالى. 

وقال الشيخ في الباب الثاني والسبعين من «الفتوحات»: ليس الحق تعالى لنا بأين لأن من 
لا أينية له لا يقبل المكان. قال: وا ار ا 101 

له أين فكيف يكون الأين لمن لا أين له يعقل انتهى . 

وقال أيضاً في الباب الثامن والأربعين منها: إنما أمر الله تعالى عباده بالسجود وجعله 
مقام قربه في قوله: '#هَأَسْجْدٌ د وكيب © [العلق: 9] وبقوله يِةِ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو 
ساجد إعلاماً لنا بأنه تعالى في نسبة الفوقية إليه كنسبة التحتية إليه فالساجد يطلب السفل بوجهه 
كما أن القائم يطلب الفوق بوجهه ويرفع يديه إلى السماء في حال الدعاء فلا يكاد القائم يطلب 
من الله تعالى شيئا قط من جهة السفل فما جعل الله تعالى السجود حال قربه أقرب وقريبا من 
الحق إلا لينبه عباده على أنه لا يقيد تعالى الفوق عن التحت ولا التحت عن الفوق لتنزهه عن 
صفات خلقه انتهى. وسيأتي بسط ذلك في المبحث بعده إن شاء الله تعالى . 

(خاتمة) رأيت في كتاب «البهجة» المنسوبة لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله 
تعالى عنه ما نصه اعلموا أن عباداتكم لا تدخل ١‏ الأرمن :وتنا تصعد إل السماء قال تعالى #إلَهِ 
1 ليت وَالْعَمَلُ الصَّسِلِمٌ 2 فَعُمٌ # [فاطر: ]٠١‏ فربنا سبحانه وتعالى فى جهة العلو: ا 
ع العرعن (مكوف وض انيف اه ل 
العظيم في هذا المعنى لا يمكتني ذكرها لأجل جهل الجاهل ورعونته انتهى. فلا أدري أذلك 
الكلام دس على الشيخ في كتابه أم وقع في ذلك في بدايته ورجع عنه لما دخل في الطريق فإن 
من المعلوم عند كل عارف بالله تعالى أنه تعالى لا يتحيز. والشيخ قد شاعت ولايته في أقطار 
الأرض فيبعد من مثله القو ل باليجهة قطعاً. وقد ذكر الشيخ محبي الدين , بن العربي رحمه الله أنه 


0 31 


لا يلزم من قوله تعالى: لأإِلَهِ يَصْعَدُ الم اليب * [فاطر: اسكره عالرس سي ار 


اليدين على الصدر يشغل العبد عن مناجاة ربهء فإرسالهما أولى فالتحقيق أن جعل اليدين على 
الصدر للكمل الذين لا يشغلهم ذلك عن الله وأن إرسالهما أولى لغير الكمل إذ مراعاة وضعهما 
على الصدر يشغل عن كمال التوجيه فليتأمل والله أعلم. قارن معنى قول العهد في حال اعتداله 
عن الركوع ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي لا ينفع من كان له حظ في الدنيا من جاه ورياسة 
ومال استناده إلى ذلك دون الله فإذا انكشف الغطاء يوم القيامة لم ينفعه ماله ولا جاهه عند الله 
تعالى» والله أعلم. 


1١7‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


دون غيرها بدليل قوله تعالى وهو الله في السموات وفي والأرض ظرفية تليق بجلاله وأجمع 
المحققون أن شهود الحق تعالى في حال السجود صعود وإن كان السجود في أسفل سافلين 
وأما قوله تعالى: #جَافْنَ رُم ين فَْقَهِرَ * (النحل: 5] أي يخافون ربهم أن ينزل عليهم عذاباً من 
فوق رؤوسهم هذا هو الاعتقاد الحق . قلت ويصح حمل قول السيد عبد القادر الجيلي السابق 
إنه تعالى في جهة العلو على أن مراده بجهة العلو الجهة التي قصد العبد قضاء حاجته منها عند 
الحق وإن كانت في السفليات هذا لا يبعد على مقام الشيخ انتهى والله تعالى أعلم . 

المبحث الثامن: في وجؤب اعتقاد أن الله معذا آينما كنا 

في حال كونه في السماءء في حال 
كونه مستوياً على الغرش» وفي حال كونه في السموات وفي الأرض, 
في حال كونه أقرب إلينا من حيل الوريد ‏ 


ولكل واحد من هذه المعيات الخمس حالة تخصها من مراتب الاختصاص ومراتب العلم 
كما بسط الكلام على ذلك الشيخ محيي الدين في الباب السايع والسبعين ومائة من «الفتوحات» 
فراجعه (فإن قلت) فهل .هو تعالى معنا في جميع هذه المواطن بالذات أم بالصفات كالعلم بنا 
والرؤية لنا والسماع لكلامنا (فالجواب) كما قاله الشيخ العارف بالله تعالى تقي الدين بن أبي 
منصور في رسالته إنه لا يجوز أن يطلق على الذات المتعالية معية كما أنه لا يجوز أن يطلق 
عليها استواء على العرش وذلك لأنه لم يرد لنا تصريح بذلك في كتاب ولا سنة فلا نقول على 
الله ما لا نعلم انتهى. وقال الشيخ محيي الدين في باب حضرات الأسماء من «الفتوحات» في 
الكلام على اسمه الرقيب: اعلم أنه ليس في حضرات الأسماء الإلهية ما يعطي التنبيه على أن 
الحق تعالى معنا بذاته إلا الاسم الرقيب لأنه نبه على أن الذات لا تنفك عن الصفات لمن تأمل 
ويؤيد ذلك قول الأعرابي للنبي كَيةٍ لانعدم خيراً من رب يضحك فإنه اتبع الضحك ترابعه 
انتهى . 

قلت وهذه المسألة من المعضلات لاختلاف السلف فيها قديماً وحديئاً ولكن من يقول 


(وقال): إنما جوز الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه ترك الطلمأنينة في الاعتدال وبين 
السجدتين خوفاً من ترك المسارعة إلى الخيرات المأمور بالمسارعة إليها فخاف إن اطمأن أن 
يفوته ذلك مع أنه رضي الله تعالى عنه قائل باستحباب الطمأئينة ووجه هذا القول أن الطمأنينة لا 
تنافي المسارعة إلى الخيرات» والله أعلم. 

(وقال): إثما وقع الاتفاق على وجوب السجود على الجبهةء واختلفو! في وجوبه على 


الأنف لأن الأنف ئيس بعظم خالص بل هو إلى العضلية أقرب منه إلى العظمية فتميز عن 
الجبهة فكانت الجبهة هي المقصود الأعظم. وفي الحديث: «أمرت أن أسجد على سبعة 


المبحث الثامن: فى وجوب اعتقاد أن الله معنا أينما كنا وف 


إن المعية راجعة للصِمات لا للذات أكمل فى الأدب ممن يقول إنه تعالى معنا بذاته وصفاته وإن 
كانت الصفة الإلهية لا تفارق الموصوف وقد وقع في هذه المسألة عقد مجلس في الجامع 
الأزهر في سنة خمس وتسعمائة بين الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي وبين الشيخ إبراهيم 
المواهبي الشاذلي وصنف الشيخ إبراهيم فيها رسالة وأنا أذكر لك عيونها لتحيط بها علماً فأقول 
وبالله التوفيق ومن -خطه نقلت قال الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي والشيخ زكريا والشيخ برهان 
الدين بن أبي شريف وجماعة الله تعالى معنا بأسمائه وصفاته لا بذاته فقال الشيخ إبراهيم بل هو 
معنا بذاته وصفاته فقالوا له: ما الدليل على ذلك فقال قوله تعالى: #وَأنَهُ مَعَكمٍْ © [محمد: 5م] 
وقوله تعالى وَهُوٌ مَعَكرْ © [الحديد: 4] ومعلوم أن الله علم على الذات فيجب اعتقاد المعية 
الذاتية ذوقاً وعقلاً لثبوتها نقلاً وعقلاً فقالوا له أوضم لنا ذلك فقال حقيقة المعية مصاحبة شيء 
لآخر سواء أكانا واجبين كذات الله تعالى مع صفاته أو جائزين كالإنسان مع مثله أو واجباً 
وجائراً وهنو مع ,معية الله تعالى لخلقة بذاته وصفائة المقهومة من قوله تعالى: لزاه 5 4 
ومن نحو وَإِن لَه لمم لْسْحمِيئِينَ # [العتكبرت: 14] 8ن أله مَمَ ألصَِّيرِينَ © [البقرة: 157] وذلك لما 
قدمناه من أن مدلول الاسم الكريم الله إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعينة لتعلقها 
بجيمع الممكنات وليست كمعية متحيزين لعدم مماثلته تعالى ليخلقه الموصوفين بالجسمية 
المفتقرة للوازمها الضرورية كالحلول في الجهة الأينية الزمائية والمكانية فتعالت معيته تعالى عن 
الشبيه والنظير لكماله تعالى وارتفاعه عن صفات خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. 
قال ولهذا قررنا انتفاء القول بلزوم الحلول في حيز الكائنات على القول بمعية الذات مع أنه لا 
يلزم من معية الصفات دون الذات انفكاك الصفات عن الذات ولا بعدها وتحيزها وسائر توازمها 
وحينئذ فيلزم من معية الصفات لشيء معية الذات له وعكسه لتلازمهما مع تعاليهما عن المكان 
ولوازم الإمكان لأنه تعالى مباين لصفات خلقه تبايناً مطلقاً وقد قال العلامة الغزنوي في «شرح 
عقائد النسفى؟ إن قول المعتزلة وجمهور البخارية إن الحق تعالى بكل مكان بعلمه وقدرته 
وتدبيره دون ذاته باطل لأنه لا يلزم أن من علم مكاناً أن يكون في ذلك المكان بالعلم فقط إلا 
إن كانت صفاته تنفك عن ذاته كما هو صفة علم الخلق لا علم الحق انتهى. على أنه يلزم من 
القول بأن الله تعالى معنا بالعلم فقط دون الذات استقلال الصفات بأنفسها دون الذات وذلك 


أعظم» وبدأ بالجبهة فافهم» وقال: إنما أمر العبد أن يقول: سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي 
العظيم بإضافة الرب إلى ياء النسبة لأن الرب يتفاضل العلم به من كل عبد» وكل عبد يعتقد في 
ربه خلاف ما يعتقده غيره مما يقوم في الخيال فلذلك كان كل عبد لا يسبح إلا ربه الذي اعتقده 
رباً وكم شخص لا يعتقد في الرب ما يعتقده غيره بل ربما كفر غيره في اعتقاده في ربه فلو أمر 
العبد أن يسبح الرب مطلقاً باعتقاد كل معتقد لسبح هذا الشخص من لا يعتقده رباً فلذلك قال : 
سبحان ربي الذي اعتقده وأعرفه أنا دون غيري والله أعلم . 


5؟١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


غير معقول فقالوا له 0 
اللبان رحمه الله في قوله تعالى: 2 ب ليد يخ .رلكن لا ررد 40 [الرائعة: 8م] أن 
عله الال واد عق أترني سان مورعيية ريا فقا كما بلق بذانه لتعالنة عن المكانارة 
لو كان المراد بقريه تعالى من عبده قربه بالعلم أو بالقدرة أو بالتدبير مثلاً لقال: ولكن لا 
تعلمون ونحوه فلما قال ولكن لا تبصرون دل على أن المراد به القرب الحقيقي المدرك بالبصر 
لو كشف الله عن بصرنا فإن من المعلوم أن البصر لا تعلق لإدراكه بالصفات المعنوية وإنما 
يتعلق بالحقائق المرئية قال وكذلك القول في قوله تعالى: مَك أب إل ين حَبْلٍ وريد © [ق: 
هو يدل أيضاً على ما قلناه لأن أفعل من يدل على الاشتراك في اسم القرب وإن الختلف 
الكيف ولا اشتراك بين قرب الصفات وقرب حبل الوريد لأن قرب الصفات معنوي وقرب حبل 
الوريد حسي ففي نسبة أقربيته تعالى إلى الإنسان من حبل الوريد الذي هو حقيقي دليل على أن 
قربه تعالى حقيقي أن بالذات اللازم لها الصفات قال الشيخ إبراهيم وبما قررناه لكم انتفى أن 
يكون المراد قربه تعالى منا بصفاته دون ذاته وأن الحى الصريح هو قربه منا بالذات أيضاً إذ 
الصفات ل«اتفكل زمره ة من الذات المتغالى كما مر تعال له الخلاتي كما تولك كي قولم تحالي ؛ 
َهْرٌ مَمَيْد أبن مَا ّم 4 [الحديد: 4 فإنه يوهم أن الله تعالى في مكان فقال الشيخ إبراهيم لا 
ارم عن انلك لي حنق. لتاق لكان لأنا أبن في الآرة نما أطلقك الإقادة مع اله ماري 
للمخاطبين في الأين اللازم لهم لاله تعالى كما قدمناه.قهو مع صاحب كل أين بلا أين انتهى . 
فدخل عليهم الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي 
فقال ما جمعكم هنا فذكروا له المسألة فقال تريدون علم هذا الأمر ذوقاً أو سماعاًء فقالوا 
سماعاء ققال معية الله تعالى أزلية لبس لها ابعداء وكات الأشباء كلها ثابتة فى علمة أزلاً يقيناً 
بلا بداية لأنها متعلقة به تعلقاً يستحيل عليه العدم لاستالة وجود علمه الواجب وجوهه بغير 
معلوم واستحالة طريان تعلقه بها لما يلزم عليه من حدوث علمه تعالى بعد أن ليم يكن وكما أن 
معيته تعالى أزلية كذلك هي أبدية ليس لها انتهاء فهو تعالى معها بعد حدوثها من العدم عيناً 
على وفق ما في العلم يقيناً وهكذ! يكون الحال أينما كانت في عوالم بساطتها وتركيبها وإضافتها 
وتجريدها من الأزل إلى ما لا نهاية له فأدهش الحاضرين بما قاله فقال لهم اعتقدوا ما قررته 
لكم في المعية واعتمدوه ودعوا ما ينافيه تكونوا منزهين لمولاكم حق التنزيه ومخلصين لعقولكم 


(وقال): طالب العلم لغير الله أفضل من الجاهل لأنه إذا حصل العلم كما ذكر فقد يرزق 
التوفيق فيعلم كيف يعبد ربه قال: ومن هنا جازت إمامة ولد الزنا لأنه كالعلم الصحيح عن 
قصد فاسد غير مرضي عند الله تعالى فهو نتيجة صادقة عن مقدمة فاسدة قال: وكما جازت 
إمامة ولد الزنا كذلك جاز الاقتداء بفتوى الغالم الذي ابتغى بعلمه الرياء والسمعةء فأصل طلبه 
غير مشروع وحصول عينه في وجود هذا الشخص فضيلة . وقال: لا تصح إمامة الجاهل الذي 
لا يعلم ما يجب مما لا يجب والمقتدي به ضال قال: وليس ذلك بمنزلة صلاة المفترض -خلف 


المبحث الثامن : فى وجوب اعتقاد أن الله معنا أينما كنا ا 


من شبهات التشبيه وإن أراد أحدكم أن يعرف هذه المسألة ذوقاً فليسلم قياده لي أخرجه عن 
وظائفه وثيابه وماله وأولاده وأدخله الخلوة وأمنعه النوم وأكل الشهوات وأنا أضمن له وصوله 
إلى علم هذه المسألة ذوقاً وكشفاً قال الشيخ إبراهيم: فما تجرأ أحد أن يدخل معه في .ذلك 
العهد ثم قام الشيخ زكريا والشيخ برهان الدين والجماعة فقبلوا يده وانصرفوا انتهى. فتأمل يا 
أخي في هذا الموضع وتدبره فإنك لا تجده في كتاب الآن. وأما نقول الشيخ محبي الدين 
رحمه الله في هذه المسألة فكان يقول في حديث: كان الله ولا شيء معه: أن المراد بكان هنا 
كان الوجودية مثل 9وكانَ أنّهُ عَلِيمًا حَكِيمَاف [الفتح: اوليش لحرا ينها كان ميج الفعل: العاف لل 
يطلق يله على الحق تعالى معية شيء معه فهو تعالى مع الأشياء ولا يقال أن الأشياء معه لأنها 
لم ترد قال وإيضاح ذلك أن المعية تابعة للعلم فهو تعالى معنا لكونه يعلمنا وليس لنا أن نقول 
إنا معه لأنا لا نعلم ذاته بخلاف حضرات الأسماء والصفات التى هي المرتبة لا بد من معية 
الخلق للحق تعالى معها لكونها تطلب العالم لتظهر آثارها فيه فإنه تعالى سمى نفسه الكريم 
والرحيم والغفور ونحو ذلك فكريم على من ورحيم بمن وغفور لمن ومن المحال أن يكون 
الحق تعالى محلا لهذه الآثار ولا بد من حضرة نحكم فيها هذه الأسماء بالفعل أو بالقوة» إذ 
الإمكان لنا كالوجوب له تعالى انتهى. وقد مر تقريره في المبحث الذي مر (فإن قلت) فلأي 
شيء لم يقل يه في الحديث السابق وهو الآن على ما عليه كان كما أدرجه بعضهم (فالجواب) 
إنما لم يدرج ذلك #َلةٍ لأن الآن نص في وجود الزمان ولو جعلناه ظرفاً لهوية الباري لدخل 
تحت ظرف الزمان وتعالى الله عن ذلك بخلاف لفظة كان فإنه حرف وجودي من الكون الذي 
هو عين الوجود فكأنه يك قال: الله موجود ولا شىء معه فى وجوده الذاتى فإن وجود غيره 
معه تعالى إنما هو بإيجاده وبإبقائه لا مستقلاً فعلم أن دن أدوة هذه الزيادة المذكورة في 
الحديث فلا معرفة له بعلم كان ولا سيما في هذا الموضع (فإن قلت) فما الحامل لبعضهم على 
إدراجها (فالجواب) الحامل له على ذلك تخيله أنها من كان يكون فهو كائن ومكون فلما رأى 
في الكون هذا التصريف الذي يلحق الأفعال الزمانية تخيل أن حكمها حكم الزمان وليس كذلك 
فإن من أشبه شيئاً في أمر ما لا يلزم أن يشبهه من جميع الوجوه فانظر يا أخي ما أعلمه يَئيدِ وما 
أكثر أدبه في كونه لم يطلق على الحق تعالى ما لم يطلقه تعالى على نفسه ذكره الشيخ محيي 


المتنفل فإن الإمام إذا تنفل وخالف المأموم في نيته فما خالفه فيما هو فرض في الصلاة لأن 
الإمام الذي هو المتنفل ما فعل إلا ما هو فرض عليه أن يفعله من أركان الصلاة من ركوع 
وسجود وغير ذلك فما اقتدى الذي نوى الفرض خلف المتنفل إلا فيما هو فرض على المتنفل 
قلت: وسيأتي في الباب السادس والسبعين وثلثمائة الكلام على تكملة الفرائضص بالنوافل يوم 
القيامة أن الفرائض لا تكمل إلا بما هو ركن في النافلة لا بما هو سنة والله أعلم. 


(وقال): إنما شرعت الصفوف في الصلاة ليتذكر الإنسان بها وقوفه بين يدي الله تعالى 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الدين في «لواقح الأتوار». وقال في باب الأسرار من «الفتوحات» من زاد في حديث كان الله 
ولا شيء معه لفظة وهو الآن على ما عليه كان فقد كذب القرآن فإن الله تعالى قال: «كُلَّ يور 
هر في مَأو4 و«استنيع كك أ تند َلاق [الرحئن: 54 و581 وقد كان ولا أيام ولا شؤون في تلك 
الأيام وقال تعالى: طإِنّمَا مله لِتَىء إذ1 أَبَدنَهُ أن تفل لك كن تبكر (4)02 (النحل: +١‏ كيف 
يصح قوله وهو الآن على ما عليه كان مع أنه مؤمن بالقرآن هذا أعجب من عجيب انتهى. وقال 
في هذا الباب أيضاً لا يشترط في المجاورة الجنس لأن ذلك علم في لبس فإن الله جار عبده 
بالعمي رو نقك لماجا ونين ممع لمان بالقسة لم يمع إلى للدي الماهية (فإن قيل) فما 
الحكمة في سؤال رسول الله قَللِةٍ الجارية التي شكوا في إسلامها وأرادوا عتقها بالأينية حين قال 
لها أين الله؟ فأشارت إلى السماء فقال مؤمئة ورب الكعبة مع أنه يل يعلم قطعاً استحالة الأينية 
على الباري جل وعلا (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الخامس والثمانين وثلثمائة أنه يلل 
ما سأل المجارية بالأينية ألا تنزلا لعقلها والشريعة قد نزلت على حسب ما وقع عليه التواطؤ في 
ألسنة العالم قال تعالى #وَمآ أَيْسَلْنَا من رَسُولٍ إِلَّا بان يك 1 © [إبراهيم: 4] ثم إن 
التواطؤ قد يكون على صورة ما هي الحقائق عليه في نفسها وقد لا يكون والشارع وكيد تابم له 
في ذلك تنزلاً لعقولهم ليفهموا عنه أحكامه وقد دل الدليل العقلي على استحالة حصر الحق 
تعالى في ل م م ال ا ا 
فقال للجارية أين الله ولو أن غير رسول اك 
أيئية له في نفسه وإنما الإنسان لقصور إدراكه لا يشهد الحق تعالى إلا في أين لا يستطيع أن 
7 بانت حكمتة وعلمهء 
وعلمنا أنه لم يكن في قوة تلك الجارية أن تعقل موجدها إلا بحسب ما تصورته في نفسها ولو 
أنه وَِِدُ كان سخاطبها بغير ما تواطأت عليه وتصورته في نفسها لارتفعت الفائدة المطلوبة لم 
يحصل لها القبول فكان من حكمته مَكَدِ أن سأل الجارية بمثل هذا السؤال وبهذه العيارة ولذلك 
قال يَكِْهِ في الجارية لما أشارت إلى السماء أنها مؤمنة أي مصدقة بوجود الله في السماء كما قال 
تعالى للوَهُوٌ أسَّدُ فى السَمَوّتِ وق الْارْض» [الأنعام: “] (فإن قلت) فلأي شيء لم يقل كله فيها أنها 
عالمة بدل قوله مؤمنة (فالجواب) إنما قال ذلك لقصور عقلها عن مقام العلماء بالله تعالى ولو 


يوم القيامة في ذلك الموطن المهول والشفعاء من الأنبياء والملائكة والمؤمنين بمنزلة الأئمة في 
الصلاة يتقدمون الصفوف فمن أكثر من هذا التذكر خف هوله وفزعه يوم القيامة بإدمان ذلك 
التذكر. (قلت): قد ذكر الشيخ في الباب السابع والأربعين وثلثمائة ما نصه إنما لم يقف رسول 
الله وللَةِ يمين جبريل كما هو شأن المنفرد لأنه سح اي د لسر 0 
الملائكة يصلون خلف جبريل فلذلك وقف في صفهم خلفه ولو أنه لم ير الملائكة خلفه لوقف 
عن يمين جبريل وكذلك لو أن الرجل الذي صلى خلف النبي كَل وأمره بالوقوف عن يميئه كأن 
يشاهد من يصلي من الملائكة خلف رسول الله يك ما أمره بالوقوف عن يمينه فراعى كلل حكم 


المبحث الثامن: فى وجوب اعتقاد أن الله معنا أينما كنا ١‏ 





أنها كانت عالمة به تعالى ما خاطبها بالأينية انتهى. فعلم أن من الأدب أن نقول إن الله تعالى 
معنا ولا نقول نحن مع الله لأن الشرع ما ورد به كما مر والعقل لا يعطيه لعدم تعقل الكيف 
ولولا ما نسبه تعالى إلى نفسه من المعية السارية مع جميع الخلق لم يقدر العقل أن يطبق عليه 
تعالى معنى المعية وتسمى هذه المعية الوجودية الجامعة لحضرات جميع الأسماء والصفات 
وعلم أيضاً أن الحق تعالى ظاهر المعية من الوجهة التي تليق بجلاله كما أنه ظاهر الصحية من 
الوجه الذي بليق بجلاله كما قال كلِ اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والسفر 
مأخوذ من الإسفار الذي هو الظهور (فإن قلت) فما تقول في نحو قوله تعالى ##هند مَليكٍ 
مُفَْررٍ4 [القمر: 150 وقوله يَة: «إن الله كتب كتاباً فهو عنده.فوق العرش إن رحمتي سبقت 
غضبي» فإن ذلك يوهم أن عندية الحق تعالى ظرف مكان (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب 
السابع والأربعين وثلثمائة أن عندية الحق تعالى حيث أطلقت في الكتاب والسنة فهي ظرف 
ثالث لا ظرف زمان رلا ظرف مكان مخصص بل هو ظرف مكان على الإطلاق قال: وما رأيت 
أحداً من أهل الله نبه على هذه الظرفية الثالثة حتى يعرف ما هي ثم أنشد رضي الله تعالى عنه: 
فعتنتدية لرب مع قولة وععيتنةينة السهسن لا تلعفل 
ا 0 0 وامتسويسة لسوت ل سويت 
وليس هماعدتد ظرفية وليس لهاغيرهام_ حمل 
قال والضمير في قوله لها يعود على الظرفية وفي قوله هنا يعود على عندية الحق والخلق 
انتهى. وسيأتي إيضاح هذا المبحث في مبحث الاستواء على العرش إن شاء الله تعالى . 
(خاتمة) ذكر الشيخ في الباب الثاني والسبعين ما نصه قد وقع في الكتاب والسئنة نسبة 
المكان والزمان إلى الله تعالى مع أنهما ظرفان محالان في حق الباري جل وعلا فقال تعالى: 
«يَأيَهُمْ أنه فى ظُلَلٍ يِنَّ الصَمَارِ © [البقرة: ١٠؟]‏ وقال يكةِ اللجارية أين الله؟2 فهذا ظرف المكان 
فذكر الله تعالى ورسوله ذلك ولم يجرح تعالى ذلك الاعتقاد ولا صوبه ولا أنكره وكذلك 
رسول الله يي وقال أيضاً «متفرع لك يه لمان لفك الرحمن: ]"١‏ وقال يله الْأَمَرٌ ين يتل 
وَصنْ بعد # [الروم: #] فهذا ظرف الزمان. وقال يلِ أرضاً «لا تسبوا الدهر فإن الله هر الدهرة 
ذلك المأموم وليس حكم من لم يشاهد الأمور ببصره حكم من لم يشاهدها انتهى فتأمله. وذكر 
الشيخ أيضاً في الباب الأحد والثلاثين وأربعمائة في قوله يَلِِةِ لا يؤمن الرجللى الرجل في 
سلطانه» ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه أي ولو كان الإمام الأعظم في حق آحاد رعيته فإنه 
تحت حكم رب البيت حيثما أقعده قعد ما دام في سلطانه والخليفة وإن كان أكبر منه وأعظم 
لكن حكم المنزل حكم عليه فرده مرءوساً. قال: وكذلك حكم الخليفة إذا دخل بلاد أحد من 
نوابه أو خليفة آخر هو تحت حكم ذلك الخليقة أو النائب قال: وكذلك الحكم إذا دخلنا على 
الله الذي هو في بيته الذي هو المسجد كان له الحكم فينا بسبب إضافة البيت إليه ولذلك أمرنا 





م؟١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


تنزيهاً لهذه الكلمة التي هي من الألفاظ المشتركة كالعين والمشتري والله تعالى أعلم. 
الميحث التاسع: في وجوب اعتقان أن الله تعالى 
ليس مثل معقول ولا دلت عليه العقول 


قال تعالى: #لَيْسَ 50-3 كن 2 # لسري ١‏ وإذا كان ليس كمثله شىء فمن 
الجبحاق. أن يضيظة اصطلاح: لان ما ايشيذه منة زارد ما هو هين :ما يُشهده عه زية ماهو هين ها 
يشهده منه عمرو جملة واحدة ذكره الشيخ محيي الدين في الباب التاسع والستين وثلثماثة من 
«الفتوحات» قال: وبهذا القدر عرفه العارفون فلا يتجلى تعالى قط في مشهد واحد لشخصين 
ولا يتكرر له تجل واحد لشخص مرتين ولبس قوق هذا في المعرفة مقام. قال وأما القدماء ومن 
تبعهم من الحكماء وغيرهم فقد اتفقوا على عقد واحد في الله تعالى وجعلوا ذلك ضابطاً للحق 
وكل من خالفهم جرحوا في عقيدته وتعالى الله عن ذلك التقييد لأنه تعالى فعال لما يريد. 


قال: ولهذا الذي قررناه كان لا يقدر عارف قط أن يوصل إلى عارف آخر صورة ما 
يشهده بقلبه من ربه عز وجل لأن كل واحد يشهد من لا مثل له ولا يكون التوصل إلا بالأمثال 
فالكامل من وصل إلى الحضرة التي يتفرغ منها سائر الاعتقادات الإسلامية وأقر عقائد الإسلام 
بحق وكان سيدي علي وفا رحمه الله يقول من أحاط بك ولم تحط به فلست مثله ولا على 
صورته فافهم. (فإن قلت) فما سبب عدم تكييف كل واحد ما شهده يقلبه من الحق (فالجواب) 
إن سبب ذلك عدم ثبوت التجلي الواحد أكثر من آن واحد فلا يثبت للعبد التجلي الإلهي آنين 
حتى يكفيه ويمثله وقد قال الشيخ في الباب الثالث والتسعين وثلثماثة ما أثنى الله تعالى على 
نفسه بأعظم من نفي المثل ولا مثل له تعالى فإن قيل فهل الكاف في قوله تعالى: اليس كمد 
شَْءٌ * [الشورى: ]1١‏ كاف الصفة أو زائدة (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثالث 
والستين وثلثماثة أن الكلام على ذلك من الفضول لأن العلم الحق لا يدرك فيها بالقياس.ولا 
بالنظر بل هو راجع إلى قصد المتكلم ولا يعلم أحد ما في نفس الحق تعالى إلا بإفصاحه عن 
مراده وهو تعالى لم يفصح لنا عنها هل هي أصلية أو زائدة انتهى. (فإن قبل) إن أفراد العالم 
يشارك الحق تعالى في كونه لا مثل له فإنا قد اعتبرنا جميع الذوات فرأيناها لا بد أن يزيد 


أن نحييه بركعتين وأن لا نعمل فيه إلا ما أذن لنا في عمله. وقال: إنما كان الإمام لا يحمل عن 
المأموم شيئاً من الأركان بخلاف السنن لأن الأركان من فروض الأعيان فلا يجزي فيها نفس 
عن نفس شيئا بخلاف ما ليس بفرض قال: وما عدا الفرض وإن كان حقا من حيث ما هو 
مشروع فهو على قسمين جعل له بدل وهو سجود السهر وذلك في الأبعاض وقسم هو حق من 
حيث ترغيب العبد فيه فإن شاء عمل به وإن شاء تركه وليس له بدل كرفع الأيدي في كل 
خفض ورفع ونحو ذلك فمن سجد في ترك الأبعاض كان له أجر من أنكى عدوه كما أشار إليه 
خير كانتا ترغيماً للشيطان؛ والشيطان من الكافرين وقال تعالى : ولا يَطعُوت مولمًا يَفبظ 


0 


المبحث العاشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن ]| 


سن 


أحدها على الآخر أو ينقص فلا مثل لها على هذا وقال تعالى لمن ييه خَلَقُ التَتوْتٍ 
َالْأَرضٍ وَاخْدَفُ الِنَيِكْمْ وَألوْيكْ © [الروم: ؟1] فلا تكاد تجد صورة تشبه أخرى من كل وجه 
ولو اصطف لك ألف ألف صورة حتى لو زاد شعر واحد على آخر بشعرة خرج عن المثلية 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الخامس والثلاثين من «الفتوحات» أن الأمثال في العالم 
معقولة وإن كانت غير موجودة ويكفيئا في التمييز عن الحق تعالى كونه معقولة وإن كان التوسع 
الإلهي يقتضي أن لا مثلية في جميع الأعيان الموجودة من كل وجه كل ذلك غيرة إلهية أن لا 
يقع إدراك الحق تعالى إلا على من لا مثل له موجود فإذن المثلية أمر معقول لا محقق فإن 
المكلة لو اكابتك معييحة انوجودة نا امتاز قبري»فى. العاله عن طني ميذا يقال عو مكل لكان 
0 عن ذلك الشيء الآطر هو عين ذلك الشى ء إذ ليس هناك ما يميزه عن غيره 
قد . قال: وهذه المسألة من أغمض المسائل لأنه ماثم على ما قررتاه مثل يوجد أصلاً ولا 
ا اير لا غير ١‏ ه. وقال فى الباب الثامن والتسعين ومائة من 
عرف الاتساع الإلهي علم أنه لا يتكرر شيء في الوجود وإنما وجود الأمثال في الصور يخيل 
لك أنها أعيان ما مضى وإنما هي أمثالها لا أعيانها ومثل الشيء ما هو عينه (مثاله) في الأشكال 
التربيع في كل مربع والاستدارة في كل مستدير فالشكل يريك كل متشكل لا يتغير والذي وقع 
عليه الحس ليس هو المتشكل وإنما هو الشكل فالشكل هو المعقول. 
ؤقال فى الياب الثانى والسبعين وثلثمائة من المحال أن يظهر أمر فى صورة أمر آخر من 
فت اضادجة فى مفلة في الشسيئة لأ معله قن العين ريسع نذا فى مخاضة الحن فل المقارية 
تقول كاد النعام أن يطير وكاد العروس أن يكون أميراً. 1 
وقال في باب الأسرار: ما حجب الرجال إلا وجود الأمئال ولهذا نفى الحق تعالى المثلية 
عن نفسه تنزيها لقدسه وكل ما تصورته أو مثلته أو تخيلته هنالك فالله تعالى بخلاف ذلك هذا 
عقد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى والله تعالى أعلم بالصواب. 
المبحث العاشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى 
هو الأول والآخر والظاهر والباطن 
فلا افتتاح له ولا انتهاء ولا ظهور لأحد بالقهر والسلطان في الدارين غيره ولما كان لا 














مم مم 


الكثار ولا لون عدو كلا إلا كي تمر ودعكل كله »بعري +15 ونه شيعا 
الشيخ الكلام على تكميل الفرائض من التوافل في الباب السادس والسبعين وثلثمائةء فراجى 
فيما سيأتي. وذكر الشيخ في الكلام على صلاة الجنازة أن من انتقص من صلاته شيئا فإن الله ١‏ 
يقبله ناقصاً ولكن يسم بعض الصلوات إلى بعض فإن كانت له مائة صلاة مثلاً وفيها نقصم 
كملت بعضها من بعض» ثم أدهلت حضرة الحق كاملة فتصير المائة صلاة مثلاً ثمانين صلا 
أو خمسين أو عشرين أو عشرة أو غير ذلك. هكذا حكم صلاة الثقلين. وأما صلاة الملائة 














١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ضع تعاس الخلق انر بعرت ريطا مراك دايا لكا لول تعالى باطنا مر امنا اكه 
(فإن قلت) فهل حضرات هذه الأسماء الأربعة متقيدة لا تتصرف إلا في أهل حضرتها أم كل 
اسم يفعل فعل إخوانه (فالجواب) كما قاله الشيخ محبي الدين في #شرحه لترجمان الأشواق؛: 
أن الحق تعالى أول من عين ما هو آخر وظاهر وباطن وآجخر من عين ما هو أول وباطن وظاهر 
وباطن من عين ما هو ظاهر وأول وآخر ففي كل صفغة ما في أخواتها وذلك لمباينة صفاته تعالى 
لصفات خلقه إذ لا تتعدى كل صفة من صفاتهم ما حده الحق تعالى لها فصفة الشم مثلاً لا 
تعطي سوى شم العطر والنتنء وصفة السمع لا تتعدى المسموعات فلا يرى بها ولا يتكلم 
وقس على ذلك فعلم أن سبب توقف العقول الضعيقة في كون الصفات الإلهية تفعل كل صفة 
منها فعل أنواتها كون من توقف رأى أن القوى التي خلق الإنسان عليها لا تتعدى حقائقها 
فقاس الحق تعالى على نفسه وظن أن صفة الحق تعالى كذلك انتهى . 

وقال بي ترم الحرين ترجه لترجمان الأختراق؟ 11 اتريمن الدخر تعالى ا 
والباطن ولا يجوز حمله على محمل النسب والإضافات وإنما ينبغي أن يحمل على أنه أمر ذاتي 
يومف مغن الوعه الذي بقل رملع سهان وتاك من بع 

وقالت السيدة الكاملة. سيدة العجم في «شرح المشاهد»: اعلم أن الأزل والأبد في حقه 
ال لي ا 0 
البقاء السرمدي فإياك يا أخي أن تتوهم من نحو قولهم إن الله تكلم بكذا في الأزل أو قدر كذا 
في الأزل إن ذلك عبارة عن امتداد متوهم في زمان معقول كزمان الخلق فإن ذلك من حكم 
الرهم لا من حكم النظر الصحيح فإن الخالق قبل خلق الزمان المعقول لنا لا يتعقل إذ العقل 
الإنساني إنما وجد وجود آدم عليه الصلاة والسلام فعلم أن مدلول لفظة الأزل عبارة عن نفي 
الأولية لله تعالى فهو أول لا بأولية تحكم عليه فيكون تحت حيطتها ومعلولاً عنها وأطالت في 
ذلك رضي الله تعالى عنها . 

وقال الشيخ محبي الدين في باب الأسرار: إنما أخبرنا تعالى بأنه «الأََلُ وَالآجِرٌ وهر 
َأْبَاٌ 4 [الحديد : *] ليرشدنا إلى ترك التعب في طريق معرفته الذاتية كأنه تعالى يقول الذي 


والحيوان والجماد والنبات فكلها كاملة لا يدخلها نقص. انتهى والله أعلم . 


وسيأتي شرح حديث لا يقبل من صلاة المرء إلا ما عقل منها في الباب السادس 
والسبعين وثلثمائة فراجعه وكذلك سيأتي في الباب الأخير من الكتاب ما نصه: اعلم أنه لا 
يسمى نفلاً إلا ما له أصل في الفرائض وأما ما لا أصل له في الفرائض فهو إنشاء عبادة مستقلة 
يسميها بعضهم بدعة وسماها الشارع سنة حسنة ولمن سنها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم 
القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً قال: ولما لم يكن من قوة النفل أن يسذ مسد 


المبحث العاشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن ا ١‏ 


تطلبونه من الباطن مثلاً هو عين ما تطلبونه من الظاهر ومع ذلك فلم 7 تصغ النفوس إلى هذا 
ا ا 
ولو أنها كانت وقفت مع ما ظهر لها من وجوه المعارف لعرفت الأمر على ما هو عليه فكان 
طالبها لما غاب عنها هو عين حجابها ولو قدرت الذي ظهر لها حق قدره لشغلها بما تخيلت أنه 
بطن عنها والله ما بطن عنها شيء هو من مقامها وإنما حجب كل أحد عما هو فوق مقامه لا 
غير انتهى . 

وقال الشيخ أ بو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه: قد محق الحق تعالى جميع الأغيار 
بقوله #هوَ الْأَّل اليك وهر اليا 4 [الحديد: *] فقيل له: فأين الخلق؟ فقال موجودون 
ولكن حكمهم مع الحق تعالى كالأنابيب التي في كوة الشمس تراها صاعدة هابطة فإذا قبضت 
عليها لا تراها فهي موجودة في الشهود مفقودة في الوجود انتهى . (فإن قلت) فهل كان ظهوره 
تعالى بعد استتار (فالجواب) كما قاله الشيخ تقي الدين بن أبي المنصور: إن ظهوره تعالى لم 
يكن بعد استتار بل هو الظاهر في حال كونه باطناً واختلاف حكم التجليات إنما هو راجع إلى 
إدراك المذركين والمشاهدين بحسب ما يكشف عن بصائرهم فإنه تعالى لا يظهر يعد احتجاب 
اس ل لو د ا وقال الشيخ 

فى أوائل باب الصلاة من «الفتوحات»: : اعلم أن العبد لا يكمل شهوده وعيادته لله تعالى إلا إن 
شاهده وعبده من حيث أوليته المنزهة عن أن يتقدمها أولية لا من حيث أولية العبد عن أوليات 
كثيرة قبله فإذا وقف العبد وعبد ربه من حيث أوليته تعالى انسحبت عبادته من هناك على كل 
عبادة عبدها أحد من المخلوقين إلى حين وجود هذا العابد انتهى. وهذا أمر نفيس ما سمعناه 
من أحد. 

وقال الشيخ أيضاً في الباب السادس والخمسين ومائتين: اعلم أن تجليات الحق تعالى 
بالأسماء لها ثلاث مراتب: الأولى أن يتجلى للعالم بالاسم الظاهر فلا يبطن على العالم شيء 
من أمر الحق تعالى وهذا خاص بموقف القيامةء الثانية: أن يتجلى للعالم في أسمه الباطن 
فتشهده القلوب دون الأبصار ولهذا يجد الإنسان في فطرته الاستناد إليه؛ والإقدار به من غير 





الفرض جعل الشارع في نفس النفل فروضاً ليجبر النفل بالفرائض كصلاة النافلة بحكم الأصل» 
ثم إنها تشتمل على فرائض من ذكر وركوع وسجود مع كونها في الأصل نافلة وهذه الأقوال 
والأفعال فرائض فيها فيه فعلم أنه لا يصح نفل إلا بعد كمال فرض وأن في التفل عينه فروض 
ونوافل فيما من الفروض تكمل الفرائض والله أعلم. 

(وقال): مذهب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عدم الفتح على الإمام إذا أرئج 
عليه ومذهب ابن عمر الفتح» ووجه مذهب علي أن الإمام في مقام النيابة عن الحق تعالى في 
تلاوة كلامه على العياد» ولا ينبغي لمخلوق أن يكورن له على الحق ولاية فافهم وقال في 


ضنل الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
نظر في دليل ويرجع في أموره كلها إلبه» الثالثة: أن يتجلى. في اسمه الظاهر والباطن معأ وهذا 
خاص بالأنبياء وكمل ورثتهم انتهى. فاعلم ذلك وتديره والله يتولى هداك. 


الميحث الحادي عشسر: في قو جوب اعتقاد أنه تعالى علم الأشماع قبل 
وحودها في عالم الشهادة ثم أوجدشا على حد ما علمها 


فلم يزل عالماً بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء (فإن قلت) فإذا كان العالم 
كله موجوداً في علم الحق فماذا استفاد العالم حين ظهر لعالم الشهادة (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في الباب السابع عشر من «الفتوحات» أن العالم استفاد ببروزه إلى عالم الشهادة علما 
بنفسه لم يكن عنده لا أنه استفاد حالة لم يكن عليها (وإيضاح ذلك) أن الأمور كلها لما كانت 
لم تزل معلومة للحن تعالى في مراتبها بتعداد صورها فلا بد من فارق يفرق بين علمها بنفسها 
وعلم الحق تعالى بها وهو أن الحق تعالى يدرك جميع الممكنات في حال عدمها ووجودها 
وتنوعات الأحوال عليها والممكنات لا تدرك نفسها ولا وجودها ولا تنوعات الأحوال عليها 
فلما كشف لها عن شهود نفسها وهي في العدم أدركت تنوعات الأحوال عليها في خيالها فما 
أوجد الله الأعيان إلا ليكشف لها عن أعيانها وأحوالها شيئاً بعد شيء على التتالي والتتابع فهذا 
معنى قولنا لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء لأنها كانت معلومة للحق تعالى أهي معلوم 
علمه وهذه المسألة من أعز المسائل المتعلقة بسر القدر وقليل من أصحابنا من عثر عليها (فإن 
قلت) فهل ثم مثال يقرب للعقل تصور كون العالم مرثياً للحق تعالى في حال عدمه الإضافي 
(فالجواب) كما قاله الشيخخ في الباب الثاني والخمسين وثلثمائة إن أقرب مثال لكون العالم مرثيا 
للحق تعالى في حال عدمه الدويبة المسماة بالحرباء فإنها تتقلب في لون ما تكون عليه من 
الأجسام على التدريج شيئاً بعد شيء ما هي مثل المرآة تقلب الصورة بسرعة ولا هي جسم 
صقبل فقد أدركت يا أني في الحس تقلب الحرباء في الألوان مع علمك بأن تلك الألوان لا 
وجود لها في ذلك الجسم الذي أنت ناظر إليه ولا في أعيانها في علمك فمن تحقق بهذا علم 
يقيناً إدراك الحق تعالى للعالم في حال عدمه وأنه يراه فيوجده لنفوذ الاقتدار الإلهي انتهى . 
ومما يقرب لكم أيضاً تعقل شهود الحق تعالى للأعيان في حال عدمها قول الشيخ في باب 
حديث: إذا قال العبد؛ الله أكبر يعني في صلاته يقول الله تعالى: أنا أكبر فإذا قال العبد: لا إِلْه 
إلا أنت فيقول الله: لا إِلّه إلا أنا الخ. فإذا كان الحق تعالى لا يقول شيئاً من ذلك إلا حتى 
يقول العبد فالعبد أولى بالاتباع لإمامه انتهى» وهذا استنباط -حسن. (وقال»: في فصول الجمعة 
التي أذهب إليه أن صلاة الجمعة قبل الزوال لأنه وقت لم يشرع فيه فرض.. قلت: وفي تعليله 
نظر فليتأمل والله أعلم. وقال: الذي أذهب إليه أن المسجد إذا كان له ثلاث مؤذلون أن يؤذن 


واحد بحك واحد ولا يوذن ثلاثة معأ ولا اثنان معا لذأنه عتلاف السنة. 


المبحث الحادي عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعال يبع الأحراء مل رتبردما 1 


الأسرار: العجب كل الععجب من رؤية الحق في القدم أعياناً حالها العدم ثم إنه إذا أبرزهم إلى 
وجودهم تميزوا في الأعبان بحدودهم ولكن انظر وحقق ما أنبهك عليه وأشير وهر أن الله تعالى 
أوجد في عالم الدنيا الكشف والرؤيا ليقرب ذلك الأمر على ضعفاء العقول فترى الأمور التي لا 
وجود لها في عينها قبل كونها وترى ا ا 
44 46مارما676:ر:ر:ر:ا:ار:اااااا0د 
فإن تفطنت يا أخي فقد رميت بك على الطريق وذلك منهج التحقيق انتهى . 


وقال في الباب الثالث والخمسين وثلثمائة لم تزل الممكنات كلها مشهودة للحق تعالى 
وإن لم تكن موجودة فما هي له مفقودة فهي في حال عدمها مرئية للحق مسموعة له ولا يتوقف 
مؤمن فى تصور ذلك فإن الله على كل شىء قدير انتهى . (فإن قلت) ما المراد بذلك الشىء 
الذي وحن الحق تعالى نفسه أنه قدير عليه هل هو ما تعلق بالعدم المحض أم العذم الإضافي 
(فالجواب) المراد به ما تضمنه علمه القديم من الأعيان الثابتة في العلم الذي هو العدم الإضافي 
وليس المراد به العدم المحض لأن العدم المحض ليس فيه ثبوت أعيان ويؤيد هذا قول الشيخ 
في الواقح الأنوار» في قوله: أن أنه مَل كل َىْءٍ مَدُ © [الطلاق: ؟١]‏ أي قدير على شيء 
تضمنه علمه القديم فإن ما لم يتضمنه علمه فليس, هو بشيء وكذلك يؤيد ذلك قول الشيخ في 
باب التسعين من ال ا كا ار ار العق تعالى إلا يشيء موجود في علمه تعالى لقوله 
تعالى : أذ أنه ع1 كل شيو 0 # [الطلاق: 7 فنفى تعلق قدرته تعالى على ما ليس بشيء 
مما لم يتضمنه علمه القديم قال: وإيضاح ذلك أن لا شيء لا يقبل الشيئية إذ لو قيلها ماكانت 
حقيقة لا شيء ولا يخرج معلوم قط عن حقيقته فلا شيء محكوم عليه بأنه لا شيء أبداً وما هو 
شيء محكوم عليه بأنه شيء أبداً انتهى. (فإن قلت: قد قال الشيخ أبو الحسن الأشعري إن 
وجود كل شيء في المخارج عينه وليس بشي ع زائد عليه سواء كان واجبا وهو الله وصفاته الذاتية 
أو ممكناً وهو اللخلق وهذا مخالف لقول كثير من المتكلمين إن وجود الشي ء أمر زائد عليه فما 
الحق من القولين (فالجراب) كما قاله ابن السبكي والجلال المحلي. اللحق ما قاله الأشعري 
وعليه فالمعدوم لبس في الخارج بشيء ولا ذات ولا ثابت أي لا حقيقة له في الخارج وإنما 
يتحفق بوجوده فيهء وقد قال الجلال المحلي ثم هذا الحكم كذلك عند أكثر أهل القول الآخر 


(قال): وإذا أذن الثلاثة واحداً بعد واحد يقول الأول حي على الصلاة ويقول الثاني : 
بي على !! لصلاة في اللجماعة ويقول الكالفةة حي على الصلاة فى الجماعة في هذ! اليوم فيعلم 


و مؤدن بيحال لم يعلم ب ها الا ثر أنمهى » فليتأمل و يعخرر. 20 الذي أقول به جوأ 


ا 


0 في مصر واععد لذزه لم يات شي المنع هن ذلك تعن في كتاب 8 ا 0 وكذلك 
اقول 3 خطبة المجمعة ليست بغر ضر أثما هبي سنة فا رسول انلك عد ما لع على وجوبها ونه 


بغي لنا أن نشرع وجوبها ولم تزل الأئمة يصلونها بخطبة كما في 0 مع إجداعنا أ 


قوله تعالى : ©#إذًا شوئت ضكر ع من م 


0 


خيتهما ستة قال ووحةه ماي . قال نا بالم جوم أنه ياي 


15 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
أيضاً قال وذهب كثير من المعتزلة الجان المعدوم الممكن في الخارج شيء أي له حقيقة 
مقررة» انتهى ما قاله الجلال المحلي في شرحه «لجمع الجوامع». (فإن قلت) فما الوجه 
الجامع بين قول الأشعرية إن العالم وجد عن عدم متقدم وبين قول المعتزلة إنه وجد عن وجود 
(فالجواب) أن الوجه الجامع بين قولي الأشعرية والمعتزلة إن العالم حادث في الظهرر قديم في 
العلم الإلهي فمن قال إنه حادث من الوجهين أخطأ أو قديم من الوجهين أخطأ والله أعلم (فإن 
قلت) فما المراد بالحق الذي خلق الله تعالى به السموات والأرض وما بينهما وهل لهذا الحق 
عين موجودة أم لا (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثامن.والستين وثلثمائة أن المراد أنه 
تعالى خلق العالم كله للحق تعالى وهو أن العالم يعبده على حسب حاله ليجازيه على ذلك في 
الدنيا والآخرة وليسبغ عليه نعمه قال الشيخ: وقد غلط في هذا الحق المخلوق به السموات 
والأرض وما بيتهما جماعة من أهل الله وجعلوا عيئاً موجودة والحق أن الباء هنا بمعنى اللام 
ولهذا قال تعالى في تمام الآية تعالى الله عما يشكرون من أجل الباء فمعنى بالحق أي للحق 
فالباء هنا عن اللام في قوله تعالى : «إوّمَا َلَنْتُ لْلْنَّ والادن إِلَّا إيسيددن © [الذاريات: 5ه] 
(وإيضاح ذلك) أن الحق تعالى لا يخلق شيئاً بشيء وإنما يخلق شيئاً عند شيء وكل باء تقتنضي 
الاستعانة والسببية فهي لام فاعلم ذلك فإنه نفيس لا تجده في تفسير والله تعالى يتولى هداك. 


المبحث الثاني عشر: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى أبدع على غبر 
مثال سبق عكس ما عليه عباده 


فإن أحداً منهم لا يقدر بإرادة الله على اختراع شيء إلا أنشأه في نفسه أولاً عن تدبر ثم 
بعد ذلك تبرزه القوة ة العملية إلى الوجود الحسي على شكل ما يعلم له مثل وهذا محال في حق 
الحق تعالى فلم يزل الحق تعالى عالماً بخلقه أزلاً كما مر في المبحث قبله. قال الشيخ محيي 
الدين : رك قر أنايقان إن حلي كارا اضلى "سورك ل رساي لعل لقال بأنايعان 1ل 
ا ل ل ا ل ل ل 
بكل شيء أزلاً وأبداً فثبت لنا أن اخترا اع الحق تعالى لجميع العالم بالفعل على غير مثال سبق 
وتحريف يدود على ابكلا ها كا اذى :ع يندع لى ورنق قدر الي دكن ادر فى لولج الخرينا 


آلْجْمْمَةَ نَسْمَوا إِلّ ذثْر أله * [الجمعة: 4] يعني سماع المواعظ في الخطبة وهو وجه ظاهر أيضاً 
وأطال في ذلك ثم قال: ولما لم يرد لنا نص في إيجاب الخطبة ولا تعيين ما يقال فيها صح 
جد 1ن لاسو بويتوي إلى الراحضية ان شنا كد م رابا رس ول هده بقعل عنى ريق 
التأسي لا على طريق الوجوب قال تعالى: للََدَ كَنَ لَكُمْ في يمول أله أُسَوَةٌ حَسَئَةُ # [الأحزاب: 
١؟]‏ وقال تعالى: #8قُلْ إن كسم مون أنه تعن يُخيبي أَقّدُ © [آل عمران: ]#١‏ فنحن مأمورون 
باتباعه فيما سن وفرض فنجازي من الله فيما فرض جزاء فرضين: فرض الاتباع وفرض الفعل 
الذي وقع فيه الاتباع ونجازي فيما سن ولم يفرضه جزاء فرض وسنة فرض الاتباع وسئة الفعل 


المبحث الثاني عشر: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى أبدع على غير مثال سبق ناو 


للوجود على حد ما لم يعلمه الله تعالى وذلك محال لأن ما لا يعلمه لا يريده وما لا يعلمه ولا 
يريده لا يوجده فتكون إذن نحن موجودين بأنفسنا أو بحكم الاتفاق وإذا كان وجودنا بأنفسئا أو 
بحكم الاتفاق فلا يصح وجودنا عن عدم وقد ثبت بالبرهان القاطع وجودنا عن عدم أي إضافي 
من عدم صدقنا أو من وجود يعني في العلم صدقنئا (فالجواب) نعم والأمر كذلك كما أشار إليه 
الشيخ في شعره في الباب الثامن والتسعين ومائة من «الفتوحات» بقوله : 

فظاهرالأمر كان قولى وباطن الأمرأنت كسنئتا 


فاتنسيت اتبيه فحول:وبىي لولميكننذاك ماوجدتا 
فالعدمالمحض ليس فيه تبوت عين فقل صدقتا 
فان تحب تجبيبتلحة امتح الكو أو كونأنستأنتا 


وقد أشار الشيخ أيضاً إلى نحو هذا المعنى بقوله في شعره أيضاً في الباب الثامن 


والثلثماثة : 

ممتعبيئى سن قاتعن كدن عم والعندى تحوتهز الخه اكيم تناه كه 
ئمإن كان فلم قيلله ليكن والقول مالايظد_قسم 
فلقد أبطل كن قدرة من دل« التمحتفل ليها ركم 
كيف للعقل دليل والذي قدبناهالعقل بالكشفا هلم 
فبنجاةالنفقس في الشرع فلا تبنيك إتسعوبائطيا رأ اتح اسيم 
أمملالفكرلا تحفلبه واتشركتنسة ميقل لخم ووفيم 


الذي لم يوجبه فإن احتوى ذلك الفعل على فرائض جوزينا جزاء الفراتض بما فيه من الفرائض 
ومثال ذلك نافلة لصلاة ونافلة الحج فإنها عبادة تحتوي على أركان وسئن وأما صدقة التطوع 


فما فيها شيء من الفرائض . 


(وقال): إنما شرع قراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة لما فيها من المناسبة والاقتداء 
برسول الله يَقِلدِ وأما قراءة سبح اسم ربك الأعلى فلما فيها من تنزيه الحق عما يظهر في هذه 
العبادة من الأفعال وقد سمى نفسه تعالى أنه يصلى فتسبيحه عن هذا التخيل الذي تتخيل النفس 


الحاو الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وإذا خالفكالعقل فقل ورك البرم بالكو فيه قسدم 
مثل ماقد جهل اللوح الذي خط في هالحى من علمالقلم 
إلى آخر ما قال والنكتة في التعجب كون الحق تعالى أضاف التكوين إلى الشيء 0 
تكرت الالينة ينوله للد كن وجعله موجوداً حين قوله له كن (وإيضاح ذلك) لا يذكر إلا 
مشافهة لأهله والله تعالى أعلمء اد ود رحا ميدي ترلار ني ا#فَتبَارَكٌ أله أَحسَن 
كيين [المؤمنون: ]١4‏ فإنه يوهم أن ثم خالقين ولكن الله تعالى أحسنهم خلقاً فما الفرق بين 
خلق الخلى بإرادة الله وخلق الخلق 0 واسطة (فالجواب» كما قال الشيخ في الباب الثالث 
والستين وأربعمائة إن الفرق بين الخلقين أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً خلقه عن شهود 
فى علمه فيكسوه ذلك الخلق حلة الوجود بعد أن كان معدوماً فى شهود الخلق وأما العبد فإذا 
حلق يآذن :اله قينا يسن غلية النتلام قاذ كلت إلا خرن تقذ تور وكلاين من أغبان شرهوءة 
يريد أن يخلق مثلها أو يبدع مثلها فما خلقها العبد إل عن مثال سبق بخلاف خلق الله تعالى بلا 
واسطة فحصل بذلك الفرق بين الخلق المضاف إلى الله بلا واسطة والمضاف إلى الحق بواسطة 
وسيأتي بسط هذه المسألة في مبحث خلق الأفعال إن شاء الله تعالى فراجعه في الميحث الرابع 
والعشرين وتقدم في المبحث الثاني في حدوث العالم بعد كلام طويل قول الحق جل وعلا وما 
خلقت لك عينين إلا لتشهدني بالواحدة وظلمتك يعني إمكاتك بالأخرى والله تعالى أعلم. 


المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصوفاً 
بمعاني أسمائه وصفاته وبيان ما يقتضي التنزيه 
والعلمية ولا ما يقتضيهما 

اعلم أن هذا المبحث من أجل المباحث فلنبسط لك الكلام فيه بكلام محققي المتكلمين 
ثم بكلام مسحققي الصوفية فأقول وبالله التوفيق: قال ممحقق الزمان الشيخ جلال الدين المحلي: 
معاني الأسماء والصفات هو كل ما دل على الذات المقدس باعتبار صفة كالعالم والخالق 
والرازق ونحوها كما أنه تعالى لم يزل موصوفاً بصفات ذاته وهي ما دل عليها فعله من قدرة 
وعلم وإرادة وحياة أو دل عليها التنزيه له عن النقص من سمع وبصر وكلام وبقاء. قال: وأما 


من قوله يصلي فناسب سبح اسم ربك الأعلى وهذا المعنى نظير الوتر فإنها شرعت في صلاة 
الوتر لينزه عما يتخيل من صورة الوترية المفهومة من الممخلوقات وأما قراءة إذا جاءك المنافقون 
وسورة الغاشية فلمناسيته لما تضسمتته الخطبة من الوعد والوعيد فتكون اعرام في الا تاسب» 
ما ذكره الإمام في الخطبة وقد قال تعالى: لالَفَد كن لَكُمْ فى تشولل أ سو حَسَكْةٌ * [الأحزاب: 
515 . 


(وقال): شرط من يناجي ربه أن يشاهد بقلبه ومتى تحدث في صلاته مع غير الله فما هو 


المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصوفاً بمعاني أسمائه وصفاته 1١‏ 


صفات الأفعال كالخلق والرزق والإحياء والإماتة فليست أزلية -خلافاً للحنفية بل هى حادثة من 
ضيف إنها جد هة ]د هن إفناقات: تفرص اللقدوة تبلق بها عي أرقاك وجداننها وأطال فى 
تلك تك "فال»قزة أزيه بالحالي من صيدر عنة لقان كيين سعورة ارلا فإلة العرالى تاتون كلام 
الجلال المحلي . قال ابن أبي شريف رحمه الله في «حاشيته على شرح جمع الجوامع»: ليس 
في كلام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ولا متقدمي أصحابه أن صفات الأفعال صفات قديمة 
زائدة على الصفات المتقدمة وإنما أخذ ذلك متأخرو أصحابه من معنى قوله في كتاب «الفقه 
الأكبر؛ كان الله تعالى خالقاً قبل أن يخلق ورازقاً قبل أن يرزق وذكر ايكيا عو ااال وأما 
الأشاعرة فيقول: ليست صفة التكوين سوى صفة القدرة باعتبار تعلقها بإيصال الرزق مثلاً وفي 
كلام أبي حنيفة أيضاً ما نصه وكما كان تعالى بصفاته أزلياً كذلك لأ يران ايديا على لا 0 
الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري فله تعالى معنى الربوبية ولا 
مربوب وله معنى الخالق ولا مخلوق وكما أنه يحبى الموتى واستحق هذا الاسم قبل إحيائهم 
كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم وذلك بأنه على كل شيء قديرء انتهى كلام الإمام أبي 
حنيفة رضي الله تعالى عنه. قال البرماوي: فقول أبي حنيفة ذلك بأن الله على كل شيء قدير 
يرون سوقان ابكى العال 13 المعارق قاذ أشتي العالن موجره قل التحلق ران 
المراد استحقاق اسمه بسبب قيام قدرته عليه فاسم الخالق ولا مخلوق في الأزل صحيح لمن له 
قدرة الخلق في الأزل هذا ما يقوله الأشاعرة. قال الكمال في «حاشيته»: وإنما بينت لك هذه 
العبارة مع طولها لأنها موضحة لكلام الجلال المحلي ومؤيدة له تأييداً ظاهراً انتهى . 5 
الكلام على صفات الحق هل هي عينه أو غيره في الخاتمة آخر المبحث إن شاء الله تعالى (فإن 
قيل) فهل الاسم عين المسمى أو غيره (فالجواب) أن الأصح كما قاله ابن السبكي إن الاسم 
عينه وبه قال الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه اللهء وقال غيره: هو غيره كما هو المتبادر إِذ 
لفظ النار مثلاً غيرها بلا شك قال الجلال المحلي: والمراد يما قاله الأشعري بالنظر للاسم الله 
إذ مدلوله الذات من حيث هي بخلاف غيره كالعالم مثلاً فإن مدلوله الذات باعتبار الصفة كما 
قال الأشعري لا يفهم من الاسم الله سواه بخلاف غيره من الصفات فإنه يفهم منه زيادة على 


المصلي الذي يناجي ربه ويشاهده بل لا.يتجرأ مخلوق قط أن يحدث من هذه حالته. وقال: 
يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وقد غلط من فاضل بينه وبين يوم عرفة وعاشوراء لأن ذلك 
يرجع إلى مجموع أيام السنة لا إلى أيام الأسبوع ولهذا قد يكون يوم الجمعة يوم عرفة ويوم 
عاشوراء يوم الجمعة ويوم الجمعة لا يتبدل لا يكون أبدأ يوم السبت ولا غيره من الأيام وذلك 
لأن فضل يوم المجمعة ذاتي لعينه وفضل يوم عرفة وعاشوراء وغيره لأمور عرضت إذا وجدت 
في أي يوم كان من أيام الأسبوعء كان الفضل لذلك اليوم لهذه الأحوال العوارض ولهذ! قال 
بعضهم : الغسل لأجل اليوم لا لأجل الصلاة. 


١84‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الذات من علم أو غيره انتهى. قال ابن أبي شريف في «حاشيته؛: على أنه لم يظهر لي في هذه 
المسألة ما يصلح محلا لنزاع العلماء كما وضح ذلك البيضاوي في أول «تفسيره؛ فقال: اعلم 
أن الاسم يطلق لمعان ثلاثة الأول: اللفظ المفرد الموضوع لمعنى» الثاني: ذات الشيء والذات 
والنفس والعين والاسم بمعنى قاله ابن عطية؛ الكالث: الصفة كالخالق والعليم وغيرهما من 
أسماء الله وهذه الثلاثة أمور لا يظهر كون شيء منها محلا للنزاع لأنه إن أويد بالاسم المعنى 
الأول الذي هو اللفظ المفرد الموضوع لمعنى فلا شك في كونه غير المسمى إذ لا يشك عاقل 
أن لفظ النار غيرها كما مر وإن أريد به المعنى الثاني الذي هو ذات الشيء وحقيقته فهر 
المسمى ولا يحتاج حينئذ إلى الاستدلال وإن لم يشتهر استعمال الاسم بمعنى الذات وإن أريد 
بالاآسم ا 
عا 0 سارها يريع إلى الذات اميت ده يرجع | إلى الأفعال 
لصي مات باه ريادديق المشيلق ا ذاأثه رجور لايك علمه اللي ليون هر 
عين ذاته وهو الظاهر ولا غيره على تفسير الغيرين بما يجوز انفكاك أحدهما من الآخرء قال : 
وقد نبه الجلال المحلي على أن الاسم المسمى عند الأشعرية لكن في لفظ الجلالة خاصة من 
ريم من اسم الله سواه 


ا امسا مسج امسو رف 1 
الفتوحات: مما يؤيد قول من قال إن الاسم عين المسمى قوله تعالى: «دَلِك أنه مْقِ 
[الشورى: لسن اج على فين وان كه 1ن اقل أدغْوا أنه أو دوا ألتفن | 56 0 
[الإسراء: ٠‏ ولم يقل قل ادعوا بالله ولا بالرحمن فجعل الاسم هنا عين المسمى كما جعله في 
موضع آخر غيره قال فلو لم يكن الاسم عين المسمى في قوله: «ذَلِكُمْ أَمَّدُ)ُ [الأنعام: ]١١‏ 
لم يصح قوله ربي انتهى . اقلت ونا يزيد ذلك أرها حورت ميلك عزترها آنا هم عدي ذا 
ذكرنى وتحركت بى شفتاه فإنه تعالى جعل اسمه عين ذاته إذ الذات لا تتحرك بها الشفتان وإنما 
تتحرك بالاسم الذي هو اللفظ فليتأمل والله أعلم. (فإن قلت) فما التحقيق في أقسام الأسماء 


(وقال): إنما قرن البيضة مع الحيوان في حديث التكبير إلى الجمعة لأن منها وفيها تتكون 
الدجاجة وما في معناه من الحيوان الذي يبيض قال: وإنما ذكر من الحيوان ما يؤكل بلا خلاف 
من اليدنة» واليقرة» والكبشء والدجاجة لأن بذلك تعظم قوة الحياة في الشخص المتغذي 
فكأن المتقرب بذلك الحيوان تقرب بحياته والتقرب إلى الله تعالى بالنفس أسنى القربات فهذا 
نكتة كونه لم يذكر في التقرب إلا الحيوان الذي يؤكل دون غيره. وقال الذي أقول به: إن 
الساعات التي وردت في فضل الرواح محسوبة من وقت النداء الأول إلى أن يبتدىء الإمام 
بالخطبة ومن بكر قبل ذلك فله من الأجر بحسب بكوره مما يزيد على البدنة مما لم يوقته 





المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصوفاً بمعاني أسمائه وصفاته ١4‏ 


الإلهية ترجع هي إلى كم قسم (فالجواب) هي ترجع إلى ثلاثة أقسام أسماء تدل على الذات 
وأسماء تدل على التنزيه وأسماء تدل على صفات الأفعال وماثم مرتبة رابعة .حتى ما استأثر الله 
تعالى بعلمه فإنه يرجم إلى هذه المراتب ثم إن هذه الثلاثة ترجع إلى قسمين: قسم يقتضي 
التنزيه كالكبير والعلي والغني والأحد وما يصح أن يتفرد به الحق تعالى مما تطلبه الذات لذاتها 
وقسم يقتضي طلبه الغالم كالمتكير والمثعالي والرحيم والغفور ونحو ذلك مما تطلبه الذات من 
كونه تعالى إلهأ ذكره الشيخ في الباب الثامن والستين من «القتوحات» والباب الثاني لين 
وثلثماثة مئها. 


وقال في إلباب التاسع والسبعين وثلثمائة: اعلم أننا ما وجدنا قط اسماً لله تعالى يدل على 
ذاته خاصة من غير تعقل معنى زائد على الذات أبداً لأنه ما وصل إلى علمنا اسم إلا وهو على 
أحد أمرين إما يدل على فعل وهو الذي يستدعي العالم ولا بد وإما تنزيه وهو الذي يستروح منه 
إجلاله تعالى عن صفات نقص كونى تئزه الحق تعالى عنها غير ذلك ما أعطانا الله تعالى (فإن 
قلت) فما ثم على هذا اسم علم الله تعالى ما فيه سوى العلمية أبداً إلا إن كان ذلك في علمه 
تعالى (فالجواب) كما قاله الشيخ محبي الدين نعم ماثم على هذا اسم علم لله أبداً فيما وصل 
إلينا وذلك لأن الله تعالى ما أظهر أسماءه لنا إلا لنثني بها عليه فمن المحال أن يكون فيها اسم 
علم لأن الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المسمى وإنما هي أسماء أعلام للمعاني التي تدل 
عليها وتلك المعاني هي التي يثني بها على من ظهر عندنا حكمه بها عينا وهو المسمى بمعاتيها 
بالمعاني في الفسماة ل ل ل قال: ويؤيد ذلك قوله 
تعالى: ميس الأسماة لمن نادغر يب # [الأعراف: بها وليست إلا المعاني لا هذه الألفاظ 
إذا الألفاظ لا تتصف بالحسن أو القبح إلا بحكم التبعية لمعانيها الدالة عليها فلا اعتبارٌ له من 
حيث ذاتها فإنها ليست بزائدة على حروف مركبة ونظم -خاص يسمى اصطلاحاً (فإن قلت) فإذن 
فما سميت أسماء الله الحستى ليكون لها مقابل غير حسن وإنما هي حسنى من حيث ظهور 
حبحها فى العوف زلالرجواك ا نعم وماق لاك دوا لور إجا صساي فوا العر ينه تيو كبيل طلا 
وما لم يظهر له حسن ف فى العرف فحسته مبطون فيه مجهول على العامة وأما الخاصة فحسن 
جميع الأسماء ظاهر لهم لا يخفى عليهم لمعرفتهم بالحق تعالى في سائر مراتب التنكرات في 


الشارع. قال: والسعي إلى الجمعة سعيان سعي مندوب إليه وذلك من أول النهار إلى وقت 
النداء وسعي واجب وهو من وقت النداء إلى أن يدرك الإمام راكعاً من الركعة الثانية. وقال في 
فصول صلاة السفر الذي أقول به: إن القصر جائز في كل سفر قريباً كان أو بعيد مباحاً كان أو 


ر(وقال) : قد أجمع العلماء كلهم على جواز الجمع بين الظهر والعصر فى أول وقت الظهر 
بحرفةع وعلى الجمع بين المغرب والعشاء يتأخير المغرب إلى وقفت العشاء محؤؤلقة: واختلقوا 


١4‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بياث عقائد الأكابر 


العالم هذا ما ذكره الشيخ في الباب التاسع والسبعين وثلثمائة وكان قبل ذلك يقول: لم نعلم من 
الأسماء الإلهية اسماً يدل على الذات في جميع ما ورد علينا في الكتاب والسنة إلا اسم الله لأنه 
اسم علم لا يفهم منه إلا ذات المسمى ولا يدل على مدح ولاذم وبسط الكلام على ذلك في 
الباب السابع والسبعين وماثة من «الفتوحات» بسطأ طويلاً لخصت منه ما ذكرته لك وكذلك 
طالعت جميع كتاب «لواقح الأنوار» في هذا المبحث ولخصته هنا فاعتمده. وقد قال الشيخ 
محيي الدين في هذا الباب الذي هو السابع والسبعون ومائة: وما قلناه من العلمية هو في 
مذهب من لا يرى أنه مشتق ثم إنه على قول الاشتقاق هل هو مقصود للمسمى أو ليس 
بمقصود له كما إذا سمينا شخصا بيزيد على طريق العلمية وإن كان هو فعل من الزيادة لكئنا لم 
نسمه لكونه يزيد وينمو في جسمه مثلاً وإنما سميئاه به لنعرفه ونصيح به إذا ناديناه فمن الأسماء 
ما يكون بالوضع على هذا الحد فإذا قبلت هذه الأسماء على هذا المعنى فهي أعلام وإذا قبلت 
على أسماء المدح فهي أسماء صفات»ء قال: وبهذا وردت جميع أسماء الحستى ونعت بها 
تعالى ذاته من طريق المعنى؛ قال: وأما الاسم الله فنعت به نفسه من طريق الوضع اللفظي 
فالظاهر أن الاسم الله للذات كالعلم ما أريد به الاشتقاق وإن قال بعضهم باشتقاقه (فإن قلت) 
فهل أسماء الضمائر تدل على الذات كالأسماء الصريحة أم لا (فالجواب) كما قاله الشيخ محبي 
ل 
أقوى في الدلالة من الأعلام فإن الأعلام قد تفتقر إلى النعرت وأسماء الضمائر ولا تفتقر وذلك 
مثل لفظة هو وذا وأنا وأنت ونحن والياء من أني والكاف من أنك» فأما هو فهو اسم لضمير 
ارد صرف عا اوزباي ال اناي الل ا ا مون لان 
لا يعلمها إلا هو وأما ذا فهر من أسماء الإشارة مثل قوله: «#دَلِكُمْ أَنَّهُ رَجكْمْ؟ه [الأنعام: ]1١1‏ 
وكذلك لفظة ياء المتكلم مثل قوله تعالى: #اتأعْبنفٍ وَأْقِمِ م اسلو ينإكّرت4 (طه: ]١4‏ وكذلك 
لفظة أنت وتاء المخاطب مثل قوله: «كُنْتَ أَنب لقب عَلبمَ © [المائدة: 117] وكذلك القول 
في لفظة نحن وأنا مشددة ولفظة نا من نحو قوله: #إِنًا عَحَنُ تلن ألذِكْرَ © [الحجر: 4] وكذلك 
حرف كاف الخطاب نحو قوله: #إَإنَكَ أَنتَّ ألميو نكيم 4 [المائدة: 118] فهذه كلها أسماء 
ضمائر وإشارات وكنايات تعم كل مضمر ومخاطب ومشار إليه ومكنى عنه وأمئال ذلك انتهى . 


فيما عدا هذين المكانين» والذي أذهب إليه أنه لا يجوز الجمع في غير عرفة ومزدلفة لأنٍ 
أوقات الصلاة قد ثبعت بلا خلاف ولا يجوز إخراج صلاة عن وقتها إلا بنص غير محتمل إذ لا 
ينبغي أن يخرج عن أصل ثابت بأمر محتمل هذا لا يقول به من شم رائحة العلم وكل حديث 
ورد في ذلك فمحتمل أن يتكلم فيه مع احتماله أو هو صحيح لكنه ليس بنص. وا 
الجمع بين الصلاتين في الحضر لغير عذر فهو موافق لقوله تعالى: وا جَمَلَ عََكْْ في لين مِنْ 
حرج # [الحج: 08] ولحديث: دين الله يسر» ولقول ابن عباس في جمع النبي وَل بين 
الصلاتين في الحضر من غير عذر إنه أراد أن لا يحرج أمته. قال: وبذلك قال جماعة من أهل 


المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصوفاً بمعاني أسمائه وصفاته ١١‏ 


وقال في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة الذي هو آخر «الفتوحاث»: اعلم أن الاسم 
الله إنما ا الحق تعالى عينه الذي بيده ملكوت كل شيء وأطال في ذلك ثم 
قال: فعلم أن كل اسم إلهى يتضمن م ل ل ل 
كان ما عدا الاسم ا ا 0 معنى آخر من نفي 
أو إثبات من حيث الاشتقاق لم تقو أحدية الدلالة على الذات قوة هذا الاسم كالاسم الرحمن 
وغيره من الأسماء الحسنى قال: وقد عصم الله تعالى هذا الاسم العلم م 
ذات الحق ولهذا قال تعالى في معرض الحجة على من نسب الألوهية لغير الله تعالى لل 
سَيُوهُم 4 [الرعد : تلو سمهو ها انتحرف ]1 ين الاسم الله لأنهم قالوا ما يدهم إل 
52 إِلَ لله ولي 4 [الزمر: "] ققد علمت أن الاسم الله يدل على الذات بحكم المطابقة 
كالأسماء الأعلام على مسمياتها انتهى . 


(قلت) وقد بان لك تناقض كلام الشيخ في قوله إن الاسم الله علم أو غير علم فإنه ذكر 
أولا في الباب السابع والسبعين وثلثمائة أنه اسم علم ثم ذكر في الباب الذي هو التاسع 
والسبعون وثلثمائة أنه غير علم ثم ذكر في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة أنه علم فليحرر 
ا (فإن قلت) فعلى ما قررتموه من أن المراد من الأسماء الإلهية إنما هو معائيها 
لا ألفاظها تكون جميع الأسماء التي بأيدينا أسماء للأسماء الإلهية التي سمى الحق تعالى بها 
شد كرد مكل لاسراب نس رح قال شيع الو الجر نرب زر لب 
الأسماء على هذه الأسماء التي بأيدينا فإنه تعالى تسمى بها من حيث ظهورها للعالم فلها من 
الحرمة ما للأسماء القائمة بالذات كما قلنا في الحروف المرقومة في المصحف إنها كلام الله 
تعالي وإن كان لها تحقيق آخر يعرقه العلماء بالله (فإن قلت) فهل يعم تعظيم الأسماء جميع 
الألفاظ الدائرة على ألسنة الخلق على اختلاف طبقاتهم وألسنتهم (فالجواب) نعم هي معظمة 
في كل لغة لرجوعها إلى ذات واحدة فإن اسم الله لا تعرف العرب غيره وهو بلسان فارس 
خداي وبلسان الحبشة واق وبلسان الفرئج كريطورء وابحث على ذلك في سائر الألسن تجد 
ذلك الاسم الإلهي معظماً في كل لسان من -حيث ما يدل عليه ولهذا نهانا الشارع كيد أن نسافر 


الظاهر: وهو مذهب مرجوح وخالفهم الجمهور. 

(قلت): رأيت فى كتاب «رحمة الأمة فى اختلاف الأثمة؛ عن محمد بن سيرين وعن 
ابن المنذر أنه يجوز لمن وراءه حاجة أن يقدم الصلاة عن وقتها ما لم يتخذ ذلك عادة» وتد 
وقع لي أنني حكيت هذا المذهب لبعض الإخوان فظن شخص من الحسدة أنني ي أفتيته به فأشاع 
عني ذلك في مكة ومصرء هذا مع سماعه ختى.حكاية قول: ابن عبامن ]لعز الأمر :من حعمم بدن 
صلاتين في الحضر من غير عذر فقد أتى بابأ من الكبائر فالله يغفر له ما افتراه بمنه وكرمه والله 


أعلم . 


؟154 الجزء الأول من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بالمصحف إلى أرض العدو وهو بلا شك خط أيدينا وأوراق مرقومة بأيدي المحدثات بمداد 
مركب من عفص وزاج مثلاً فلولا هذه الدلالة التي في الأسماء والحروف لما وقع لها تعظيم 
وأطال الشيخ في ذلك في الباب السابع والتسعين ومائتين فراجعه. (فإن قلت) فإذن يحرم علينا 
التسمي بنظير أسماء الله تعالى كنافع ونور ووكيل ونحر ذلك (فالجواب) كما قاله الشيخ في 
أسماء منها على أحد فإنما نذكره مع كوننا ذاهلين عن تعلقه بالله تعالى كما إذا قلئا فلان مؤمن 
فإن مرادنا به كونه مصدقاً بما وعد الله به وأوعد وليس مرادنا المعنى المتعلق باسم الله تعالى 
المؤمن وأما تسمية الحق تعالى عبده محمداً يل رؤوفاً رحيماً فإنما تذكر ذلك على سبيل 
التلاوة والحكاية لكلام الله تعالى فنسميه ويك بما سماه الله تعالى به ولا حرج لأن صاحب 
الاسم هو الذي خلع عليه ذلك الاسم مع اعتقادنا أنه يَكِلهِ في نفسه مع ربه عبد ذليل لخاشع أواه 
مئيب انتهى . (فإن قلت) فهل في أسماء الله تعالى أفضل ومفضول وإن عمها كلها العظمة 
أسماء الله تعالى متساوية في نفس الأمر لرجوعها كلها إلى ذات واحدة وإن وقع تفاضل فإنما 
ذلك الأمر خارج فإن الأسماء نسب وإضافات وفيها أئمة وفيها سدنة وفيها ما تحتاج إليه 
الممكنات احتياجاً كليأ ومنها ما لا تحتاج إليه الممكنات ذلك الاحتياج الكلي بالنظر للأحوال 
المشاهدة فالذي يحتاج إليه الممكن احتياجاً ضرورياً الاسم الحي العالم المريد القادر والأخير 
في النظر العقلي هو القادر فهذه أربعة يطلبها الممكن بذاته وما بقي من الأسماء فكالسدنة لهذه 
الأسماء ثم يلي هذه الأسماء الأربعة في ظهور الرتبة الاسم المدبر والمفضل ثم الجواد ثم 
المقسط فعن هذه الأسماء كان عالم الغيب والشهادة والدنيا والآخرة والبلاء والعافية والجنة 
والنار انتهى . 


1 كار 0 أويقول في 


(وقال): الذي أقول به: جواز الجمع في الحضر للمريض ثم قال: والكسل مرض 
النفس ومع ذلك فلا يجوز الجمع به وأما من كان مرضه استيلاء الأحوال عليه بحيث يخاف أن 
يغلب عليه الحال كما يخاف المريضي أن يغمى عليه فيجوز له الجمع لأن الحال مرض» 
والمقام صحة . انتهى فليتأمل ويحرر على ظاهر الشريعة. وقال في صلاة الخسوف الذي أذهب 
إليه أن الإمام مسخير في الصور التي ثبتت عن النبي يل فبأي صلاة صلى أجزأته وصحت صلاة 
الجماعة إلا الرواية التي فيها الانتظار بالسلام فإنه عندي فيها نظر لكون الإمام يصير فيها تابعاً 
وقد نصبه الله متبوعاً قال: وسبب توقفي من غير جزم من طريق المعنى أن النبي كك أمر الإمام 
أن يصلي بصلاة المريض وذوي الحاجة. قال: وقد جاءت الرواية أن الناس كانوا يأتمون بأبي 


المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصرفاً بمعاني أسمائه وصفاته ١‏ 


الأسماء ولذلك تقدم في التسمية وفي نحو قوله: له 51 كد إلا حو ال ليم © (البقرة: 
هه *] على ما ذكر مما يعطقب عاياين الاسام وا جم الميحدتون على أنه الاسم الجامع لحقائق 
الأسماء كلها قال ونظير ذلك أيضا #ولذكر الله حك 4# [العنكبوت: 45] أي ولذكر الاسم الله 
أكبر من ذكر سائر الأسماء انتهى. قال الشيخ محبي الدين نحو ذلك أيضاً بالنظر للاستعاذة من 
الشيطان فقال إنما خص الأمر بالاستعاذة بالاسم الله دون غيره من الأسماء لأن الطرق التي يأتينا 
منها الشيطان غير معينة فأمرنا بالاستعاذة بالاسم الجامع فكل طريق جاءنا منها يجد الاسم الله 
مانعاً له من الوصول إلينا بخلاف الأسماء الفروع انتهى . 

وقال أيضاً في الباب الثاني والثمانين في قوله تعالى: #قُفِرْدا إِلَ أَنَّهُ # [الذاريات: 0] إنما 
جاء بالاسم الجامع الذي هو الله لأن في عرف الطبع الاستناد إلى الكثرة قال ذل يد الله مع 
الجماعة فالنفس يحصل لها الأمان باستنادها إلى الكثرة والله تعالى مجموع أسماء الخير ومن 
حقق معرفة الأسماء الإلهية وجد أسماء الأخذ والانتقام قليلة وأسماء الرحمة كثيرة في سياق 
الاسم الله انتهى . فتأمل هذا المبحث وحرره والله يتولى هداك . 

(خاتمة) (فإن قلت) هل يصح لأحد الأنس بالله تعالى كما يصح الأنس بغيره من الأسماء 
(فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الأربعين ومائتين أن الأنس بالذات لا يصح لأحد عند 
جميع المحققين لانتفاء المعجانسة بل نقول إنه لا يصح الأنس باسم من أسماء الله تعالى أبداً 
إنما حقيقة الأنس ترجع إلى ما يصل إلى العبد من تقريبات الحق تعالى ونور الأعمال لا غير 
ومن قال إنه أنس بعين ذات الح تعالى فقد غلط انتهى والله أعلم. (فإن قلت) فهل الرحفن 
الرحيم اسمان كما هو مشهرر أم هما اسم واحد مركب كبعلبك ورامهرمز (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في باب الأسرار إن الذي أعطاه الكشف أنهما اسم واحد كما ذكر في السؤال انتهى . 

وقال فى الباب الثانى والتسعين ومائة: وقد بلغنا أن الكفار كانوا يعرفونه مركباً فلما أفرد 
أنكروه ولم يعرفوه انتهى » (فإن قيل) فهل كل أسم إلهي يجمع جميع حقائق الأسماء الإلهية أم 
:كل اسم لا يتعدى حقيقته (فالجواب) كما قاله الشبخ في الباب الرابع من «الفتوحات» أن كل 
اسم إلهىي يجمع جميع حقائق الأسماء ويحتوي عليها مع وجود التمييز بين حقائق الأسماء في 


بكر وأبو بكر يأتم يرسول الله يل فيحتمل أنه كان يخفف من أجل مرض رسول الله قل فالإمام 
في مثل هذه الحالة يكون مؤتماً بوجه إماماً بوجه فلهذا لم يترجح عندي نظر في رواية الانتظار 
انتهى فليتأمل ويحرر. وقال إذا كثرت وسوسة العبد في الصلاة من الشيطان فحكم صلاته حكم 
صلاة شدة الخوف فيصلي على المحاربة ولو قطع الصلاة كلها في المحاربة» ويؤدي الأركان 
الظاهرة كما شرعت بالقدر الذي له من الحضور أنه في الصلاة في باطته كما يؤدي المعجاهد 
الساذة حال المسائقة راط كما شرعت بالقدر الذي كه امن الضلدة في ظاهره بالايماة بعينية 
والتكبير بلسانه في جهاد عدوه الظاهر قال: وإن وسوس له الشيطان مع ذلك فلا يضره وسوسته 


١45‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
الشهود قال وهذا مقام أطلعني الله تعالى عليه ولم أر له ذائقاً من أهل عصري انتهى. (فإن 
قلت) فهل يصح لأحد من الخلق التخلق بالقيومية الذي هو السهر الدائم ليلا ونهاراً (فالجواب) 
كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين إنه يصح التخلق به كباقي الأسماء الإلهية التي يصح 
ليزي اجن سن اق بو درن رس بل م او ا 
عبد الله ل ل 
التخلق باسم الهوية أو الأحدية أو الغني عن العالمين (فالجواب) كما قاله الشيخ محيي الدين لا 
يصح التخلق بذلك لأحد لأن هذه الأمور من خصائص الحق تعالى فلا يصح أن يتخلق بها 
علق الاعياناً ولا مر مهلا وقد قال يسا حي زاب مره اعلم أن التخلق بالأسماء على 
الإطلاق من أصعب الأخلاق لما قيها من الخلاف والوفاق فإياك يا أني أن يظهر مثل هذا عنك 
رت ل ل الا . فتأمل فى هذه 
الجواهر فإنك لا تجدها مجموعة في كتاب والله يتولى هداك وهو حسبي ونعم الوكيل وإليه 
المصير . 
المبحث الرابع عشر: في أن صفاته تعالي عين أو غير أو لا عين ولا غير 
اعلم يا أخي أن نفي الصفات الذاتية ينسب إلى المعتزلة وهم لم يصرحوا بذلك كما قاله 
شيخ الإسلام ابن أبي شريف في «حاشيته» وإنما أخذ الناس ذلك من نفيهم صفات الذات 
كالقدرة والعلم مثلاً من حيث كونها زائدة ا قادر 
مريد سميع بصير متكلم لكن بذاته لا بصفة زائدة قالوا فمعنى : ا 
الشجرة مثلاً قال وهذا بناء منهم على إنكار الكلام النفسي وزعمهم أن لا كلام إلا اللفغلي وقيام 
اللفظي بذاته تعالى ممتنع فما نقل عنهم من نفي الصفات على هذا التقرير لازم لمذهيهم ولازم 
المذهب ليس بمذهب على الراجح وأطال في ذلك» ثم قال: ومذهب أهل السنة أن صفات 
الحق السبعة زائدة على الذات قائمة بها لازمة لها لزوماً لا يقبل الانفكاك وقالوا: الحق تعالى 
حي بحياة عالم بعلم قادر بقدرة وهكذا قال وأما صفة البقاء فقد احتلفوا فيها فالأشعري وأكثر 
أتباعه على أنها صفة زائدة على الذات وقال القاضي والإمامان وغيرهم كقوله المعتزلة إنه تعالى 





كما أنه إذا شرع في الجهاد على الإخلاص ثم عرض له في أثنائه أن يقاتل رياء وسمعة فلا 
يبالي بذلك لأن الأصل صحيح في أول نشأة القتال فلا ينبغي أن يبطل عمله ويقع في مخالغة 
قوله تعالى: «#ولا يُطِلوَا أمسلكي #* [محمد: : ] ويوافق غرض الشيطان وقال في صلاة المريضص. 
الذي أذهب إليه في دفع المال أن يدفعه من موضع جبهته فقط حال سجوده في الأرض فإذا 
حال بينه وبين موضع سجودهء فلذلك المأمور أن يدفعه ويقاتله وما زاد على ذلك فلا يلزم 
المصلي دفعه ولا قتاله والإئم يتعلق بالمار في القدر الذي يسمى بين يديه عند العرب إذا لم 
نجد عن الشارع في ذلك شيئا. قال: والصلاة صحيحة على كل حال. 





المبحث الرابع عشر: في أن حفاته تعالى عين أو غير أو لا عين ولا غير ه4١‏ 


باق لذاته لا بيقاء» قال: والأدلة من الجانبين مسطورة فى كتب أصول الدين قال وإنما نفى 
الممتزلة الصعات على هامر تقرين» عروياً من تمد القدماء وآهل السنة 'قالوة الذي لذاتة رابحد 
وهو الذات المقدس وهذه صفات وجبت للذات لا بالذات والتعدد لا يكون في القديم لذاته؛ 
التهى. ذكره في مبحث الاشتقاق من شرح جمع الجوامع في حاشيته انتهى كلام المتكلمين. 

وأما ما قاله الصوفية رضي الله تعالى عنهم فقد قال سيدي علي بن وفا رحمه الله: اعلم 
أن الذات شىء واحد لا كثرة فيه ولا تعدد بالحقيقة وإنما خلاف المعتزلة من تعدد القدماء من 
جهة اعتيار تعينها بالصفات وذلك إنما هو تعدد اعتباري والاعتباري لا يقدح في الوحدة 
الحقيقية كفروع الشجرة بالنظر لأصلها أو كالأصابع بالنظر للكف انتهى. (فإن قيل) فما الفرق 
بين الصفات والأوصاف (فالجواب» كما قاله 0 محبي الدين في الكلام على التشهد في 
الصلاة من (الفتوحات» أن الصفات يعقل منها أمر زائد وعين زائدة على عين الموصوف وأما 
الأوصاف فقد تكون عين الموصوف بنسبة -خاصة مالها عين موجودة انتهى . 

وذكر أيضاً في الباب السادس عشر وأربعماثة عن شيخه أبي عبد الله الكنائي إمام 
المتكلمين بالمغرب أنه كان يقول: كل من تكلف دليلاً على كون الصفات الإلهية عيئاً أو غيراً 
فدليله مدخول لكن من قال إنها عين فهو أكثر أدبا وتعظيماً وسيأتي آخر المبحث الآتي عقبه إن 
من الأدب أن نسمي الصفات أستياء لأنه هو الوارد فراجعه وقد بسط الشيخ محبي الدين الكلام 
على مبحث الصفات هل هي عين أو غير وأحسن ما رأيته عنه في جميع (الفتوحات» ما ذكره 
في هذه الأبواب الخمسة الآتي ذكرها وهي الباب السابع عشر والباب السادس والخمسين 
والباب الثالث والسبعين وثلثمائة والباب السبعين وأربعمائة والباب الثامن والخمسين وخمسماثة 
فأما ما قاله في الباب السابع عشر فقال: اعلم أن جميع الأسماء والصفات الإلهية كلا نسب 
وإضافات ترجع إلى عين واحدة لأنه لا يصح هناك كثرة بوجود أعيان أخر كما زعمه بعض 
النظار ولو كانت الصفات أعياناً زائدة وما هو إله إلا بها لكانت الألوهية معلومة بها ثم لا يخلو 
أن تكون هي عين الإله فالشيء لا يكون علة لتفسه أو لا تكون عيئه فالله تعالى لا يكون معلولا 
لعلة ليست عينه فإن العلة متقدمة على المعلول بالرتبة فيلزم من ذلك افتقار الإله من كونه 
معلولاً لهذه الأعيان الزائدة التي هي علة له وهو محال ثم إن الشيء المعلول لا يكون له علتان 


(وقال): اختلفوا في النفخ في صلاة: هل هو كلام أو لا؟ ومبناه على أن نفخ عيسى في 
الطائو يإذك امهل يقطم ستفتوره مم زياف الأصع لا لطع كاقاء حبرو اعتيس النقكر بادلا من كن 
جعله كلاماً ومن اعتبره لا بمعنى كن بل جعله سبباً لم يجعله كلاماً وما'يجعل قوله بِإِذْقَ» 
معمولاً لقوله لمتكت طَيرأ» لا لقوله ##مْمَنْعمٌ نباك [المائدة: ]1٠١‏ اه فليتأمل ويحرر. وقال 
الذي أقول به أن المصلي يرد السلام على من سلم عليه فإنه ذكر الله وهو من الأذكار المشروعة 
في التشهد في الصلاة فله أصل يرجع إليه والدعاء في الصلاة جائق وفيه ذكر التاسل كل 'قولهة: 


45+ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وهذه علل كثيرة لا يكون إلهاً إلا بها فبطل أن تكون الأسماء والصفات أعياناً زائدة على ذاته 
تعالى الله عن ذلك انتهى. وأما ما قاله في الباب السادس والخمسين فهو قوله: اعلم يا أخي أن 
الاستقراء السقيم لا يصح في العقائد لأن مبناها على الأدلة الواضحة وقد تتبع بعض المتكلمين 
أدلة المحدثات فلم يجد فيها من هو عالم لنفسه فأعطاه دليله أن لا يكون عالم قط إلا بصفة 
زائدة على ذاته تسمى علماً وحكمها فيمن قامت به أن يكون عالماً قال وقد علمنا أن الحق 
تعالى عالم.فلا بد أن يكون له علم ويكون ذلك العلم صفة زائدة على ذاته قائمة به قال الشييخ 
محبي الدين: وهذا استقراء سقيم بل هو الله العالم القادر الخبير كل ذلك بذاته لا بأمر زائد 
عليها إذ لو كان ذلك بأمر زائد على ذاته وهى صفات كمال لا يكون كمال الذات إلا بها لكان 
كماله تعالى بشيء زائد على ذاته واتصقت ذاته بالتقص والفقر إذا لم يقم بها هذا الزائد تعالى 
الله عن ذلك فهذا هو الذي دعا بعض المتكلمين أن يقول فى صفات الحق تعالى إنها غيره 
فأخطأ طريق الصواب وسبب -خطيه أنه رأى العلم من صفات المعاني بقدر رفعه مع كمال ذات 
العالم من الخلق فلما أعطاه الدليل ذلك طرده شاهداً وغائباً يعني في حق الخلق والحق معا 
انتهى. على أن الشيخ ذكر في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى 
العليم أن من الخلق من يكون علمه من ذاته لا بأمر زائد وذلك في كل علم يدركه الإنسان بعين 
وجوده خاصة ولا يفتقر في تحصيله إلى أمر آخر فإذا ورد عليه ما لا يقبله إلا بكونه موجوداً 
على مزاج خاص فهو علمه الذاتي انتهى. فليتأمل كأنه يقول فإذا كان بعض العبيد يقم له عدم 
استفادة العلم من غيره فالحق أولى لكن الفرق بين علم هذا العبد وعلم الحق تعالى أن علم 
العبد هبة من الله تعالى له حين نفخ فيه الروح فليس علمه من قسم من كان علمه بذاته حقيقة 
وهو الله فاعلم ذلك وإياك والغلط وأما ما ذكره في الباب الثالثك والسبعين وثلتمائة فهو قوله 
اعلم أنه لا يجوز الحكم على الله بشيء لأنه خير الحاكمين ومن هنا يعلم أنه لو كانت صفات 
الحق تعالى زائدة على ذاته كما يقول به بعضهم لحكم على الذات بما هو زائد عليها ولا هو 
عينها وقد زل في هذه المسألة كثير من المتكلمين وأصلهم فيها قياس الغائب على الشاهد وهو 
غاية الغلط فإن الحكم على المحكوم عليه بأمر ما من غير أن تعلم ذات المحكوم عليه وحقيقته 
جهل عظيم من الحاكم عليه بذلك فرحم الله أبا حنيفة حيث لم يقض على غائب انتهى. وأما 
ما قاله في الباب: السبعين وأربعمائة فهو قوله اعلم أن بالعلم يعلم العلم قالعلم معلوم العلم فهو 


اللهم اغفر لي ولوالدي؛ وفي القرآن ظوَإِدَا حْيِيمُ بحي هَحَيْوأ بأَحَسَنّ عِنهآ أو ردُوهاً © [النساء: 
فحجام بالغاء فلا ينبغي التأخير ولم يخص صلاة ولا غيرها وكل ذكر الله مشروع بدعاء أو 
غيره انتهى فليتأمل ويحرر. 


(وقال): الذي أقول به إن صلاة الناسي والنائم إذا تذكرها وصلاها أداء لا قضاء لأن 
الناكم والناسي غير ممخاطب بتلك الصلاة في حال تسيانه ونومهء وليس ذلك وقتها في حقهما 


المبحث الخامس عشر: فى وجوب اعتقاد أن أسماء الله تعالى توقيفية يقل 


المعلوم للعلم والعلم صفة العالم فما عرف الحق تعالى منك إلا علمك لا أنت غير ذلك لا 
يصح لك ومن هنا قالوا العلم حجاب أي عن شهود حقيقة الحق تعالى قال الشيخ محيي الدين 
وهذا الذي ذكرناه هو الذي يتمشى على قول بعض المتكلمين في الصفات إنها ما هي غيره فقط 
ويقفا. وأما قولهم بعد هذا المقول ولا هي هو فإنما ذلك لما رأوا من أنه معقول زائد على هو 
فئفي هذا القائل أن تكون الصفات هو وما قدر على أن يثبت هو من غير علم يصفه به فقال وما 
هو غيره فحار فنطق بما أعطاه فهمه وقال صفات الحق لا هي هو ولا هي غيره قال الشيخ 
محبي الدين وهو كلام خلي من الفائدة وقوله لا روح فيه يدل على عدم كشف قائله قال ولكنا 
إذا قلنا نحن مثل هذا القول لم نقله على حد ما يقوله المتكلم فإنه يعقل الزائد ولا بد ونحن لا 
نقول بالزائد ولا يخالف كشفنا بأن الصفات الإلهية عين فإن من يقول إنها غير واقع في قياس 
الحق تعالى على اللخلق فى زيادة الصفة على الذات فما زاد هذا على الذين قالوا إن الله فقير إلا 
بين السارة تفط كانه حسل كمال الذاك له ركون لاسن ها فود يله أن تكون عن الساهليق 
انتهى. فتلخص من جميع كلام الشيخ أنه قائل بأن الصفات عين لا غير كشفاً ويقيئاً وبه قال 
جماعة من المتكلمين وما عليه أهل السنة والجماعة أولى والله سبحانه يتولى هداك. 
المبحث الخامس عشر: في وجوب اعتقاد أن أسماء الله تعالى توقيفية 


فلا يجوز لنا أن نطلق على الله تعالى اسم إلا إن ورد في الشرع وقالت المعتزلة يجوز لنا 
أن نطلق عليه الأسماء اللائق معناها به تعالى وإن لم يرد بها شرع ومال إلى ذلك القاضي أبو 
بكر الباقلاني قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف في حاشيته وليس الكلام في أسمائه الأعلام 
الموضوعة فى اللغات وإنما الخلاف فى الأسماء المأخوذة من الصفات والأقعال كما نبه عليه 
السيّد في #شرح المواقف» وقال المولى سعد الدين في «المقاصد؛ محل النزاع ما اتصف الباري 
جل وعلا بمعناه ولم يرد لنا إذن به وكان مشعرا بالجلال والتعظيم من غير وهم إخلال انتهى . 
قال الشيخ كمال الدين والقيد الأخير للاحتراز عن إطلاق ما يوهم إطلاقه أمراً لا يليق بكبرياء 
الله تعالى كلفظ عارف مثلاً لأن المعرفة قد يكون المراد بها علماً يسبقه غفلة وكلفظ فقيه فإن 
الفقه فهم غرض المتكلم من كلامه ولولا كلامه ما فهم منه شيء وذلك يشعر بسابقة جهل 





حتى يكون قضاء في غير وقتها وأطال في تفاصيل 'ذلك فراجعه. قلت: ذكر الشيخ في الباب 
الثاني والنلاقين وتحمسانة آذ كل تسياظ لا مططل نها ضور فلن دوي معلا ررم فيها رزإذا 
لم يكن فيها روح فلا تأخذ بيد صاحبها يوم القيامة قال: وهذه هي صلاة المنافق المصور الذي 
يقال له يوم القيامة : أحيّ ما خلقت؟ فلا يقدرء وإيضاح ذلك أن الحق تعالى ما شرع العبادات 
لمجرد إقامة نشأة صورتها الظاهرة فقط وإنما شرعها لما تدل عليه وتعطيه من المعرفة بالحق 
تعالى والله تعالى أعلم . 


١28‏ الجزء الأول من اليواقبت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
وكلفظ عاقل فإن العقل علم مانع من الإقدام على ما لا ينبغي مأخوذ من العقال ونحو ذلك 
انتهى . 

هذا ما رأيته من كلام المتكلمين» وأما كلام المحققين من الصوفية فقال الشيخ محيي 
الدين رضي الله تعالى عته: اعلم أنه لا يجوز إجماعاً أن نشتق له اسمأ من نممو الله يسْتهْز 4 
[لبقرة: 15] ولا من نحو قوله: «وَمَكَرْراً وَمَحكرٌ أَنَّدُ # [آل عمران: 04] ولا من نحو قوله 
وهو ديهم [النساء: 141] ولا من نحو قوله: #شَيواأ أله |4 [العربة: 159 وإن كان 
تعالى هر الذي أضاف ذلك إلى نفسه فى القرآن فنتلوه على سبيل الحكاية فقط أدبا معه سبحاته 
وتعالى ونخجل منه من حيث تنزله تعالى لعقولنا وممخاطتنا بالألفاظ اللائقة بنا لا به ثم أنشد: 
إن الملوك وإن جلت مناصبها لامع السوقة الإستران والمستر 

فعلم أن تنزل الحق تعالى لعباده من جملة عظمته وجلاله يزداد بذلك تعظيماً في قلب 
العارف به قال تعالى: #رَيَ الأنمك لَلْمَي * [الأعراف: ]18١‏ يعنى الواردة فى الكتاب والسنة 
وماثم إلا حسنى لأنه لا يصلح أن يكون لها مقابل انتهى. وقد مر ذلك في المبحث قبله. 

وقال في الباب السابع والسبعين وماثة: أليس لأهل الأدب مع الله تعالى أن يشتقوا له 
اسمأ ولو حسناً في العرف سواء كان طريقهم إلى ذلك الكشف أو النظر الصحيح وقال أيضاً في 
كتاب القصد لا يجوز لنا أن تسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه على ألسنة رسله فما أطلقه 
على تبط أ لفان وا ل قلا نإ نما تسح ديه رولم وقان ون بانية الاسم ارموظيره لذ جفون أن قال 
في الحق تعالى إنه مصدر الأشياء وإن كان له وجه بعيد إلى الصحة لأنه قد يفهم العاقل منه أن 
العالم منفصل من ذات الحق بل صرح بعضهم بذلك وهو كفر وقد ضرب بعض الخلفاء علق 
من قال في شعره: 
قطعت الورى من نفس ذاتك قطعة ولا أننت مقطوع ولا أنت قاطع 

وقال الشيخ في كتاب «القصد»: لا ينبغي أن يقال في الحق تعالى قديم وإن كان هو 
بمعنى اسمه تعالى الأول ومثله الأزلي والأبدي قال وكذلك لا ينبغي أن يقال الحق تعالى ذو 


3 


حياة وإئما يقال إنه تعالى حى كما ورد وذلك لقول الله تعالى: #َلنّ الْموبَ وِلليَوْءَ # [الملك: ؟] 


(وقال): الذي أقول به: إن تارك الصلاة عامداً لا قضاء عليه لأنه ممن أضله الله على 
علم وبذلك قالت طائفة مع الإجماع على أنه آثم فينبغي له أن يسلم إسلاماً جديداً ١‏ هء 
فليتأمل ويحرر. وقال: لا أصل لمشروعية ترتيب الصلوات المنسيات يرجع إليه فإن أوقات 
الصلاة المنسيات مختلفة ولا يكون الترتيب في القضاء إلا في الوقت الواحد الذي يكون بعينه 
وقتأ للصلاتين معأ وهذا لا يتصور إلا في مذهب من يقول بالجمع بين الصلاتين فيكون لذلك 
أصل يرجم إليه في نظره ! ه. فليتأمل ويحرر. وقال في سجود السهو الذي أذهب إليه في 


المبحث الخامس عشر: في وجوب اعتقاد أن أسماء الله تعالى توقيفية 15 
وما خلقه تعالى لا يوصف به وكذلك لا يقال إنه تعالى اخترع العالم إلا بوجه ما وذلك لأن 
العالم كله كان ثابتا في علمه تعالى قبل بروزه إلى عالم الشهادة وما كان ثابتأ كذلك لا يقال إنه 
اخترعه وإنما يقال أبرزه على وفق ما سبق به-العلم قال وكذلك لا يقال يجوز للحق تعالى أن 
يفعل كذا ويجوز أن يفعله لأن إطلاق الجواز على الله لم يرد لنا في كتاب ولا سنة ولا دل عليه 
عقل مع أن الجواز يفتقر إلى المرجح بوقوع أحد الجائزين وماثم فاعل إلا الله وقد افتقد أهل 
هذه المذاهب إلى إثبات إرادة حتى يكون الحق تعالى يرجح بها غير إرادته القديمة ولا يشفى 
ما فى هذه المذاهب من الغلط لأنه يصير الحق تعالى محكوماً عليه بما هو زائد على ذاته وهو 
عين ذات أخرى انتهى . 


وقال الشيخ محبي الدين في الباب العشرين وأربعمائة: والذي نقول به إن إطلاق الجواز 
على الحق تعالى جائز للعارف الذي علمه الله تعالى ضرب الأمثال للهتعالى وذلك لأن العين 
المخلوقة من حيث كونها ممكنة تقبل الوجود وتقبل العدم فجائز أنه يخلقها وجائز أن لا يخلقها 
فلا موجود ثم إذا وجدت فبالمرجح وهو الله وإذا لم توجد فبالمرجح وهو الله أيضاً ولا حاجة 
إلى تكلف إرادة زائدة وبذلك يستقيم كلام أهل هذه المذاهب وإن كان الأدب مع الله أكمل 
إطلاق الجواز على الله عز وجل كأن يقال يجوز أن يكون الله يفعل كذا واتفق أصحاب 
القلانسي وعبد الله بن سعيد على قولهم إنه تعالى يجوز أن يرى نفسه وبه جماعة من منكري 
الرؤية والله أعلم (فإن قلت) فهل الأولى الأدب أن تسمي الصفات أسماء كما ورد (فالجواب) 
نعم الأولى ذلك قال تعالى : موه الأنه لَلمنَيَ * [الأعراف: ]18١‏ ما قال الصفات الحسنى 
وقال الشيخ في باب الأسرار من الأدب أن تسمى الصفات اسماً لأن الله تعالى قال لوَبنَهَ ميآد 
كلمي فادغوة يبا # [الأعراف: ]18١‏ وما قال فصفوه بها فمن عرفه حق المعرفة الممكنة للعالم 
سماه تعالى ولم يصفه قال ولم يرد لنا خبر في الصفات لما فيها من الآفات ألا ترى من جعله 
موصوفا كيف يقول إن لم يكن كذلك كان موقوفا وما علم من وصفه تعالى أن الذات إذا توقف 
كما لها على الوصف حكم عليها بالنقص الصرف وفي كلامهم من لم يكن كماله لذاته افتقر 
بالدليل فى حصول الكمال إلى صفاته» وصفاته تعالى ليست عينه فقد جهل هذا القائل 


موضع السجود للسنهو أن المواضع التي سجد فيها رسول الله يلل قبل السلام يسجد فيها قبل 
السلام والمواضع التي سجد فيها بعد السلام يسجد فيها بعد السلام. قال: وأما غير ذلك مما 


(قال): والمواضع التي سها فيها رسول الله يَكةِ تشريعاً لأمته خمس شك فسجد قام من 
فسجد صلى حمسا ساهيا فسيجك , قال : واختلف الناس فى سجوده هل سجد للزيادة» 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر قي بيان عقائد الأكابر 


بالصفات كونه والمشاركة في الصفات دليل على تباين الذوات وقد قال تعالى: #سْبْحنٌ بَيّْكَ د 
العرو عي يتصشرت 49 [الصافات: 18) فنزه نفسه في هذه الآية عن الصقة لا عن الاسم فهو 

المعروف بالاسم لا بالصفة أنتهى . وكذلك لا يقال أدباً : إن الله تعالى شيء إلا في المحل 
الى ورد تتعاذلك. ولاجيني لقان وقداثالة القى يخي النين فى الاب الات لسع قن 
«الفتوحات» سمعت فى بعض الهواتف الربانية ما نصه لست بشيء لأني لو كنت شيئاً لجمعتني 
التيية. كك لمات وأنا لا أمائل اهن + كلك لا يقال للحن تعالى كيل وق كان هو معني 
الاسم المانع وقس على ذلك المنع كل ما لم يطلقه تعالى على نفسه والله تعالى يتولى هداك. 


الميحث السادس عشر: في حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص وهي 
الحي العالم القادر المريد السميع البصير المتكلم الباقى 


0 
أسماء الله تعالى فنقول وبالله التوفيق: اعلم يا أخي أن الاسم الحي له التقدم على سائر الأسماء 
فلا يمكن أن يتقدمه اسم في الظهور فهو المنعوت على الحقيقة بالاسم الأول ولذلك قال 
تعالى : آنه /ة إِلَدَ إلا هر لمن لقي (4)2 آل عمران: ؟] فجعل اسمه تعالى الحي يلي الاسم 
الجامع للنعوت والأسماء ويستحيل وجود حقائق شيء من الأسماء من غير الحي وحقيقة الحي 
هر الذي ركوة حياتة لذاند ولمين ذلف لعي الكلق إننا ذلف قاض ياله عالن. وندتزانت 
للشيخ كلاماً في كتابه المسمى «بعنقاء مغرب» يتعلق بحضرات الأسماء ولسان حالها قلا بأس 
بذكره لك يا أخي فربما كأن لم يطرق سمعك قط وهو قوله: اعلم أن القدرة الإلهية لم تتعلق 
بإيجاد شيء إلا بعد وجود إرادة كما أنه تعالى لم يرد شيئاً حتى علمه إذ يستحيل في العقل أن 
يريد تعالى ما لم يعلم أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريده تعالى كما 
يستحيل أن توجد هذه الحقائق من غير حي كما يستحيل أن تقوم هذه الصفات بغير ذات 
موصوفة بها قال ويلي الاسم الحي في الظهور الاسم الباري وكأن لسان حال الأسماء الإلهية 
حين اجتمعت بحضرة المسمى حين لازمان قالت لبعضها بعضاً نريد ظهور أحكامنا لتتميز 
حضرات أعياننا بأسمائنا وآثارنا ققال بعضهم لبعض انظروا في ذواتكم فنظر كل اسم في ذواته 
والنقصان أو لسهوه فمن قائل لسهوه ومن قائل للزيادة والنقصان» والذي أقول به إنه سجد لهما 
سجدة لسهوه والثانية للزيادة والنقصان. 


(وقال): نما شرع للمصلي أن يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً لتكون واحدة 
لحسة وواحدة 00 وواحدة لعقله فهو ينزه الحق في محل القرب أن يكون مدركاً بحس أو 
خبال أن عقل:فيرهم بزذلك الشنيطان: 


(وقال): إنما شرع جبر السهو بالسجود دون غيره من أفعال الصلاة وأقوالها لأن السهو 


المبحث السادس عشر: فى حضرات الأسماء الثمائية بالخصوص أه16 


فلم ير الاسم الخالق مخلوقاً ولا المدبر مدبراً ولا المفصل مفصلاً ولا المصور مصوراً ولا 
الرازق مرزوقاً ولا القادر مقدوراً ولا المريد مراداً ولا العالم معلوماً. فقالوا كيف العمل حتى 
تظهر هذه الأعيان التي بها يظهر سلطاننا وأحكامنا فلجأت الأسماء الإلهية التي يطلبها حقائق 
العالم إلى الاسم البارى جل وغناك فقالوا له عسى توجد هذه الأعيان فتظهر أحكامنا ويثيت 
سلطاننا إذ الحضرة التي نحن فيها لا تقبل تأثيرنا فقال الباري ذلك راجع إلى الاسم القادر فإني 
تحت حيطته قال: وكان أصل هذا كله أن الممكنات فى حال عدمها سألت الأسماء الإلهية 
سؤال ذلة وافتقار وقالت للأسماء إن العدم قد أعمانا عن إوراكة بعهيا تدقا وفن معرفة ما 
يجب لكم من الحق علينا فلو أنكم أظهرتم أعياننا وكسوتمونا حلة الوجود لأنعمتم علينا بذلك 
وقمنا بما ينبغي لكم من الإجلال والتعظيم وأنتم أيضاً كان يظهر علينا سلطنتكم بالفعل فإنكم 
اليوم علينا سلاطين بالقوة والصلاحية دون الفعل فما طليناه منكم هو لنا ولكم فقالت الأسماء 
إن هذا الأمر تحت حيطة المريد فلا توجد عين منكم إلا باختصاصه ولا يمكننا الممكن من 
نفسه إلا أن يأتيه الأمر من ربه عز وجل فإذا أمره بالتكوين وقال كن ممكناً من نفسه وتعلقنا 
بإيجاده فكوناه من حيئه فلجئوا إلى الاسم المريد عسى أن يرجح أن يخصص جانب الوجود 
على جانب العدم فحينئذ أجتمع أنا والآمر والمتكلم ونوجدكم فلجتوا إلى الاسم المريد فقالوا 
له: إنا سألنا الاسم القادر في إيجاد أعياننا فأوقف أمر ذلك عليك فما ترسم قال المريد صدق 
القادر ولكن ما عندي خبر بما عند الاسم العالم من الحكم فيكم هل سبق علمه بإيجادكم 
فأخصص أو لم يسبق فإني تحت حيطته فسيروا إليه واذكروا قصتكم قساروا إلى الاسم العالم 
وذكروا ما قاله الاسم المريد فقال العالم صدق المريد وقد سبق علمي بإيجادكم ولكن الأدب 
أولى فإن لنا حضرة مهيمنة علينا وهي حضرة الاسم الله فلا بد من حضورنا عنده فإنها حضرة 
الجمع فاجتمعت الأسماء كلها في حضرة الاسم الله فقال: ما بالكم وهو أعلم فذكروا له الخبر 
فقال: أنا اسم جامع لحقائقكم وأنا دليل على مسمى ذات مقدس له نعوت الكمال والتنزيه 
فقفوا حتى أدخل حضرة مدلولى فدخل على مدلوله وذكر له ما قاله الممكنات وما تحاورت فيه 
الأسماء فقال: اخرج وقل لكل واخد من الاسماء يتعلق ينا تتنضيه.حقيقته في الممكنات» فإني 
أنا الواحد لنفسي من حيث ذاتي والممكنات إنما تطلب مرتبتي لا حقيقتي لأني أنا الغني 


أغليه من الشيطان فلا يصح الجير إلا بصفة لا يتمكن للشيطان أن يدنو من العبد حال تلبسه 
بهاء وهو السجودء إذ الساجد في حال سجوده محفوظ من الشيطان لقربه من شهود ربه» فلو 
أن الشيطان كان يقترب من العيد في سجوده للسهو لسها في سجوده سهوه وكان يتسلسل 
الأمر. قال: ولهذا لم يرد لنا شرع فيمن سها في سجود سهوهء ثم إنه لو وقع قلا يتعين أن 
يكون من الشيطان وإذا لم يكن من الشيطان فلا يكون ترغيماً له بخلاف ما إذا كان السهو من 
فعل الشيطان أو الغيبة فإن السجود يكون ترغيماً على ترغيم الترغيم الأول من كونه سجوداً 
والترغيم الثاني من حيث كون وسواسه لم يؤثر فيه نقصا حيث جبر بالسجود فعلم أن السهو لا 


م١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


والمرتبة هي التي تطلب الممكنات لتظهر آثارها فيهم وجميع الأسماء الإلهية للمرتبة لا لي إلا 
الأحد خاصة فإنه اسم خصص بي فخرج الاسم الله ومعه الاسم المتكلم يترجم عنه للممكنات 
والأسماء فذكرلهم ما ذكره المسمى فتعلق العالم والقادر والمريد والقائل فظهر الممكن الأول 

من الممكنات بتخصيص المريد وحكم العالم فلما ظهرت الأعيان والآثار في الأكوان سلطا 
بعضها على بعض وقهر بعضها بعضاً بحسب ما استندت إليه من الأسماء فأدى ذلك إلى منازعة 
وخصام فقالوا إنا نخاف أن يفسد علينا نظام حضراتنا ونلتحق بالعدم الذي هو عدم ظهرونا كما 
كنا قبل. تنبهت الممكنات الأسماء بما ألقى إليها الاسم العليم والمدبر وقالوا لو كان حكمكم 
أيها الأسماء على ميزان معلوم وحد مرسوم بإمام ترجعون إليه ليحفظ علينا وجودنا ويحفظ 
عليكم تأثيراتكم فينا لكان أصلح لنا ولكن فالجئوا كلكم إلى الله حتى يقدم لكم من يحدلكم 
حداً تقفون عنده وإلا هلكتم وتعطلتم فقالوا هذا عين المصلحة وعين الرأي ففعلوا ذلك فقالوا 
إن الاسم المدبر هو الذي ينهي أمركم فأنهوا إلى المدبر الأمر فقال أنا لها فدخل وخرج بأمر 
الحق إلى الاسم الرب وقال له افعل ما تقتضيه المصلحة فاتخذ وزيرين يعينانه على ما أمر به 
وهما المدبر والمفصل قال تعالى : «#يِدَيّرٌ اير يقَصَِلُ الآبلت للم مه ريحم نويد © [الرعد: ؟] 
الذي هو الإمام يعني الرب فانظر ما أحكم كلام الله حيث جاء بلفظ مطابق للحال الذي يتبغي 
أن يكون الأمر عليه في نفسه فحد الاسم الرب لهم الحدود ووضع لهم المراسم لإصلاح 
المملكة ولتبلونهم أيهم أحسن عملاً فسبحان الله رب العالمين انتهى كلامه في «عنقاء مغرب» 
وهو كلام ما طرق سمعنا قط مثله في ذلك المعنى. (فإن قلت» هل من الأسماء ما يكون مهيمناً 
على بعضها (فالجواب) نعم كما تقدم في كلام اعنقاء مغرب» فنقول مثلاً: لا يكون مريد إلا 
عالماً ولا عالم إلا حي فصار كونه حياً مهيمنا على كونه عالماً ومريداً وهكذا كل اسم يتوقف 
وجود أثره على وجود اسم آخر انتهى (فإن قلت) فهل الأسماء الإلهية تتراص بين يدي مسماها 
كما تتراص الملائكة بين يدي ربها (فالجواب) نعم كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسغين 
ومائة (فإن قيل) فما أول صفوف الأسماء (فالجواب) كما قاله الشيخ محبي الدين: أولها الحي 
وإلئ جانبه العليم ئيس بيئهما فراغ لاسم آخر وإلى جانبه العالم المريد وإلى جاتبه القائل وإلى 
جانبه القادر وإلى جانبه الحكيم وإلى جانيه المقيت وإلى جانبه المقسط وإلى جانبه المدبر وإلى 


يلزم أن يكون ولا بد من الشيطان» وإنما شبيه مغيب المصلي عن عبادته فتفس غيبته عنها يكون 
عنها السهو فإن من أسباب السهو من غير الشيطان غلبة مشاهدة عجائب أحكام الله عز وجل 
حين تلاوة كلامه من غلبة توحيد أو خوف مزعج أو غير ذلك. وقال: الذي أقول به: إن 
الإمام لا يحمل سهو المأموم وبه قال مكحول خلافاً للجمهور وذلك لأننا ما رأينا الشارع فرق 
بين الإمام والمأموم في الأمر بسجود السهوء وإنما ذكر المصلي خاصة س يخص حالاً دون 
حال وقال تعالى: م ٍُ كَازَرة وزد دْرَ أُخْريَقُ © [الإسراء: 6 ملا غْرْى نفس عن قن سيا # 


المبحث السادس عشر: في حضرات الأسماه الثمائية بالخصوص ددا 


جانبه المفصل وإلى جانبه الرازق وإلى جانيه المحيي فهكذا صفوف الأسماء كما رأينا ذلك من 
طريق كشفنا (فإن قيل) فهل يكون التخلق بالأسماء الإلهية على حكم ترتيب صفوفها أم لا 
(فالجواب) نعم لا يصح التتخلف باسم منها إلا على ترتيب تراصها ومتى تخللها فراغ في الكون 
دلت الشياطين كما تدخل بين خلل صفوف الصلاة كما ورد فريما يلتبس على الولى التشلق 
بما لا يوافق الأوامر الشرعية مما هو من .خصائص الحق تعالى كالكبرياء والعظمة في غير محله 
المشروع (فإن قيل) فهل بين حضرات الأسماء الإلهية بون معقول أم لا (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في «الفتوحات» ليس بين حضرات الأسماء الإلهية بون معقول حقيقة لارتباط الأسماء 
كلها بمسماها ولكون كل اسم فيه قوة جميع الأسماء نظير خطاب الحق تعالى لنا بالياء المشعر 
بالبعد مع أنه تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد ولكن لما كان لكل اسم حضرة تخصه ووقت 
يتحكم في أعيان العالم ويظهر سلطانه فيه ظهر للعبد القرب من تلك الحضرات تارة والبعد منها 
تارة أخرى فكان كل اسم يقول بلسان حاله العبد هلم إلى حضراتي فإذا كان العيد تحت سلطان 
حكم إلهي يعطي حكمه للعبد موافقة ما أمر به العبد أو نهى عنه فإن الاسم الإلهي الذي يعطي 
حكمه للعبد موافقة ما أمر به أو نهى عنه بعيد عن هذا المخالف في حضرة الشهود فيناديه 
ليرجع إلى حضرته ويصغى لندائه فيكون تحت -حكمه فهو لعدم الموافقة لما أمره به ذلك الاسم 
بعيد ولا يخرج عبد قط عن هذا الميزان إلا إن عصم أو حفظ (فإن قلت) فإن العبد أسير تحت 
سلطان الأسماء على الدوام (فالجواب) نعم هو أسير تحت سلطانها قلا ينقضي حكم اسم إلا 
ويتولاه حكم اسم آخر فلا تزال الأسماء تجاذبه ليلا ونهاراً ومحال أن يترك المكلف لحظة 
واحدة لنفسه فاسم الرحمن يطلب مرحوماً على الدوام واسم المنتقم يطلب منتقما منه على 
الدوام وهكذا فلا يخلو عبد من أن يكون في عمل لأحد الدارين بحكم القبضتين وما خرج عن 
هذا الحكم إلا المعصوم أو المحفوظ كما مر والله تعالى أعلم انتهى ما فتح الله تعالى به من 
الكلام على اسمه تعالى الحي وتوابعه. (وأما الاسم العالم) فقال الجلال المحلي محقق 
الزمان: العالم هو الذي علمه شامل لكل ما من شأنه أن يعلم وإلا فمتعلقات علمه تعالى غير 
متناهية قال تعالى : ##اأَسَاطٌ 9 لمأ [الطلاق: ؟١]‏ وقال: #وأحصّى كَُلَّ شي عَدَذا © [الجن: 
08] وقال: طيْدلمُ آلِيَيّ وَلَفْقَ 4 (طه: ١١‏ وقال: يتلم حَلَنَة لمن وما ني الصُدوذ )4 
[البقرة : 48] و« كل علين يما طَببث هكد 469 [المدثر: 88] قال: فمن ببحث عن هذا المعنى علم 
أن الإمام لا يحمل سهو المأموم وأن مكحولاً كحل عينه في هذه المسألة بكحل الإصابة 
فانجلت عبن بصيرته . 


(وقال): الذي أقول به: إن الإنسان إذا رفع عنه التكليف لغلبة حال أو جئون أو صبا لم 
يزل عنه خطاب الشرع وخالفني في ذلك الجمهور. قال: وإيضاح ما قلته أنه ما ثم حال ولا 


١65‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لغافر: 15] وقال: «ألا يََلمُ من عَلَقَ وَمْوَ اللَِيتُ لَفيَرُ 469 [الملك: 14] فهو تعالى عالم بكل 
ممكن وممتنع لنا من كليات وجزئيات أما الكليات فعلى الإطلاق وأما الجزئيات فبالإجماع من 
أهل النظر والاتفاق (فإن قلت) كيف أجريت خلافاً في كونه تعالى عالماً بالجزئيات مع صحة 
إيمانك (فالجواب) إني أجريت تبعاً لغيري في الإشارة للخلاف في تعلق العلم بالجزئيات وإلا 
فأنا أعتقد جزما أن الله تعالى عالم بكل شيء ولا يعزب عن علمه شيء وقد سألت عن ذلك 
اليهود والنصارى والمجوس والسامرة بأرض مصر فكلهم قالوا لا يعزب عن علم ربنا شيء فما 
أدري أين هؤلاء الذين قالو! إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات حتى حكى عنهم الأئمة ذلك ولعل 
من حكى ذلك عتهم أخذه من لازم مذهبهم ولازم المذهب ليس هو بمذهب على الراجح 
ويؤيد ما قلناه من أن الظاهر أن الأئمة أخذوا ذلك من لازم مذهب قول الشيخ محبي الدين في 
الباب الرابع والخمسين من «الفتوحات» اعلم أنه لا يشك مؤمن ولا غير مؤمن في كمال علم 
الله عز وجل حتى إن الذين نقل عنهم أنهم قالوا لا يتعلق علمه تعالى بالجزئيات بل علمه بها 
مندرج في علمه بالكليات لا يحتاج ذلك إلى تفصيل في طريق علمه بها كما هو شأن خلقه فلم 
يرد القائلون بمنع تعلق علمه تعالى بالجزئيات نفي العلم عنه تعالى بها مطلقاً وإنما قصدوا 
بذلك أن الحق تعالى لا يتتجدد له علم نفسي بها عند التفصيل فقصدوا التنزيه فأخطأوا في 
التعبير من حيث عباراتهم أوهمت ما أضيف إليهم من المذهب وإلا فهم مثيتون العلم لله تعالى 
انتهى. (قلت) ولعل من حكم بتكفير من قال إن الحق غير عالم بالجزئيات ظن أنهم كانوا 
مسلمين فكفرهم بهذا القول والحق أنهم كانوا كافرين قبل ذلك بأمور أخر كما حكاه الشيخ 
عنهم وقد قال في باب الأسرار من «الفتوحات» ليس من وصف الكمال أن يكون في علم الحق 
تعالى إجمال من أن الإجمال في المعاني محال وإنما فحال الإجمال الألفاظ والأقوال انتهى. 
(فإن قلت) فما المراد بقوله تعالى: «وَلَبَلوتُك حَىٌّ تَنكَهَ 4 [محمد: ١؟]‏ وقوله تعالى: لوَلِيَعُلم 
له من يمرم ورم بِالْمَبَْ #* [الحديد: 5؟] ونحوهما من الآيات فإن ظاهر ذلك يقتضي أن الحق 
عاك "نعي هلم برعوة الجيدد ناك لمر انب | ناجدة سينالة لسارت فى يمنا لسر 
العلماء ولا يزيل إشكالها إلا الكدف الصحيح وقد قال الشيخ في الاب الرايع عشر وحمسمائة 
:من «الفتوحاث»: اعلم أنه ليس وراء الله مرمى وما وراءك أيضاً مرمى لأنك معلوم علمه تعالى 


التصرف فيما يخطر له ولا حرج عليه فكيف يقال: زال عنه حكم الشرع وهو حكم له بالإباحة 
كما حكم على المكلف لاجد بالإياحة فيما أبيح له والحكم للشرع لا للعقل تباسترج أغد 
عن حكم الشرع ومعلوم أن أحوال الشرع مبنية على الأحوال لا على الأعيان كما أفتى الإمام 
مالك بتحريم أكل ختزير البحر تبعاً للاسم وأطال في ذلك. 


(وقال): في حديث هل على غيرها قال: لا إلا أن تطوع أي فهو عليك فيجب عليك 
الوفاء بإتمامه كما يجب في فروض الأعيان ودخل في هذا الباب النذر قال تعالى: 8لا تُظِوا 


المبحث السادس عشر: فى حشرات الأسماء الثمائية بالخصوص 68 


وبك كمل الوجود فهو حسبك كما أنك حسيه ولهذا كنت آخر موجود وأول مقصود ولولا 
عدمك ما كنت مقصوداً فصح حدوثك ولولا ماكان علمك به معدوماً ما صح أن تريد العلم به 
وهذا من أعجب ما في الوجود وأشكله على العقول كيف يكون من أعطاك العلم بنفسه لا يعلم 
نفسه إلا بك فإن الممكنات أعطت الحق تعالى العلم بنفسها ولا يعلم شيء منها نفسه إلا بالحق 
تعالى فلهذ! قلنا إن الوجود حسبك كما أنك حسبه لأنه الغاية التي إليها ينتهي ومائم بعده إلا 
أنت ومنك علمك وما بقي بعدك إلا المحال وهو العدم المحض انتهى. وهذا الموضع ما في 
«الفتوحات» أشكل منه وقد نقلته بحروفه ليوضحه علماء الإسلام والله تعالى أعلم. وقال في 
الباب الثاني والخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى الخبير: اعلم يا أخي أن الخبير 
هو الذي حصل العلم بعد الابتلاء وهذا ما يقتضيه ظاهر اللفظ من قوله تعالى: #رَلَبوَتح حقٌ 
تدََرَ) [محمد: 1١‏ وجل الله تعالى عن هذا الاقتضاء بل هو تعالى عالم بيجميع ما يكون من العبد 
فهل كونه ولكنه تعالى نزل نفسه منزلة من يستفيد علماً كما تنزل لعقولنا فى آية الاستواء وفى 
النزول إلى سماء الدنيا ونحو ذلك مع أن ذلك ينافي صفات التنزيه انتهى. ‏ - ١‏ 

وقال الشيخ أيضاً في باب الأسرار في قوله: 9رَلبَلوتَكٌ حَّ تَثَرَ * [محمد: 6١‏ اعلم أن 
من علم الشيء قبل كونه فما علمه من حيث كونه وأطال في ذلك ثم قال فعلم أن العلم يتغير 
بتغير المعلوم ولا يتغير المعلوم إلا بالعلم فقولوا لنا كيف الحكم هذه مسألة حارت فيها العقول 
وما ورد فيها متقول. 

وقال في معنى هذه الآية في موضع آخر من هذا الباب: اعلم أن للعالم أن يتجاهل وعن 
الجاهل يتغافل مع أنه ليس بغافل لينظر هل يؤمن عبده بما أضافه إلى نفسه أم يتوقف . 

وقال فى موضع آخر: من استفهمك فقد أقر لك بأنك عاتم بما استفهمك عنه وقد يقع 
الاستفهام من العالم ليشعبر به من في قلبه ربب فيمتاز من يعلم ربه عند نفسه ممن لا يعلمه 
نظيره كما ألَِِّنَ مامَمَْا مَامنُوأ» [النساء: +16] فهذا مؤمن أمر أن يؤمن بما هو به مؤمن وقال في 
موضع آخر من باب الأسرار من أعجب ما في البلاء من الفتن قوله تعالى طاوَلَبلوَتَححْ حَيّ و4 
[محمد: ]7١‏ وهو العالم بما يكون منهم فافهم وإذا فهمت فاكتم وإذا سئلت فقل لا أعلم فاعلم 


أمسلكير # [محمد: "5]. قال: قينبغي إذا قرأ سورة بعد الفاتحة أن لا يتروى فيما يقرأ بل كل 
شيء جرى على لسانه قرأ به من سورة أو بعض سورة» فإن الخاطر الأول له مرتبة على الثاني . 
(قلت): وذكر الشيخ في الباب الثامن والثمانين وثلثمائة أيضاً ما نصه: أن من أدب العارف إذا 
قرأ في صلاته المطلقة أن لا يقصد قراءة سورة معينة أو آية معينة لأنه لا يدري أين يسلك به ربه 
من طريق مناجاته فهو بحسب ما يناجيه من كلامه وبحسب ما يلقي تعالى إليه في خاطره وأطال 
في ذلك والله أعلم. 


كما الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أن الفتنة اختبار في البصائر والأبصار وقال في موضع آخر منه لما أخبر الله تعالى أن العلم انتقل 
إليه من الكون بقوله حتى نعلم سكت العارف على ذلك وما تكلم وتأول عالم النظر هذا القول 
حذراً مما يتوهم ومرض قلب المتشكك وتألم وسربه العالم بالله تعالى ولكنه تكتم فقال مثل قول 
الظاهري الله أعلم. فالولي الكامل علم والمحدث سلم قالحمد لله يا أخي الذي علمك ما لم 
تكن تعلم وأطال في ذلك ثم قال فقد علمت أن العلم المستفاد للعليم يعم في وجوب الإيمان به 
الحادث والقديم وإن عاندت في ذلك فتأمل في قوله: عق م4 [محمد: ]*١‏ وبما حكم الحق 
تعالى به على نفسه فاحكم بذلك إيماناً ولا تنفرد قط بعقلك دون نقلك فإن التقييد في التقليد 
وعلم الحق لنا قد يكون معلوماً وأما علمه تعالى بنفسه فلا يعلمه أحد لعلو قدسه وهو قول 
عيسى عليه الصلاة والسلام ولا أعلم ما في نفسك فإني لست من جنسك انتهى كلام الشيخ في 
باب الأسرار فتأمله. وقال في الباب الرابع وأربعمائة: اعلم أن من أشكل العلوم إضافة العلم 
إلى المعلومات والقدرة إلى المقدورات والإرادة إلى المرادات وذلك لأنه يوهم حدوث التعلق 
أعني تعلق كل صفة بمتعلقها من حيث العالم والقادر والمريد فإن المعلومات والمقدورات 
والمرادات لا افتتاح لها في العلم إذ هي معلوم علمه تعالى فهو محيط علماً بأنها لا تتناهى. 
قال: ولما كان الأمر على ما أشرنا إليه وعثر على ذلك من عثر من المتكلمين كابن الخطيب قال 
بالاسترسال المعبر عنه عند قوم بحدوث التعلق وقال تعالى في هذا المقام #حَقٌ تَْلَمَك [محمد: 
١‏ وأنكر بعض القدماء تعلق العلم الإلهي بالتفصيل لعدم التناهي في ذلك ولكون ذلك غير 
داخل في الوجود المحصور واضطربت عقول العلماء في هذه الآية لاضطراب أفكارها. قال 
الشيخ : وأما نحن فقد رفع الكشف عنا الإشكال في هذه المسألة فألقى تعالى في قلوبنا أن العلم 
نسبة بين العالم والمعلومات ومائم واجب الوجود غير ذات الحى تعالى وهي عين وججوده وليبس 
لوجوده افتتاح وانتهاء فيكون له طرف لأن نفي البدء والنهاية من جملة درجاته الرفيعة التي ارتفع 
بها عن خلقه قال تعالى 8رَفِيعٌ الدَّرَحَدتِ * [غافر: 6 ومعلوم أن المعلومات هي متعلق وجوده 
تعالى فتعلق ما لا يتناهي وجود بما لا يتناهى معلوماً ومقدوراً ومراداً فتفطن يا أخى لذلك فإنه 
أمر ما أظنه طرق سمعك قط فإن الحق تعالى لا يتصف بالددخول في الوجود المحصور فيتناهى 
إذ كل ما دخل في الوجوه باه والباريتعالن بحو الرجوة الحقيتي كما هو واحل في هذا 

(وقال): ل أذهب لوانتي العرانه في رقص ينه القور أن بسع طة كيلا بيعم 
من يليه وذلك لأن وقتها وقت برزخي فأشبهت النائم في كونه يرى في نفسه أمورا والذي إلى 
جائبه لا يعرف ما هو فيه فمعاملة ذلك الوقت بمثل هذه القراءة أولى وليفرق أيضاً بينها وبين 
صلاة الصبحء ومن الحكمة تمييز المراتب وارتفاع اللبس في الأشياء» وقال في قيام رمضان 
الذي اختاره أن يصلي ثلاث عشرة ركمة لما ثبت أنه يل لم يزد في رمضان ولا في غيره على 
ثلاث عشرة ركعة وكأن يطولهن ويحسنهن فيجمم فاعل ذلك بين قيام رمضان وبين الاقتداء 


بر سول اله 2 ثم قال * إن الذين مريية على ما قلتاه يؤدونه أشام أداع لا يتموت ركوعه وه 


المبحث العاضين عشر: في ات الأسماء الثمانية بالخصوص /وم + 


الوجود لأن وجوده عين ماهيته بخلاف ما سواه فإن منه ما دشل في الوجود فتناهى بدخوله فيه 
ومنه ما لم يدخل في الوجود فلا يتصف بالتناهي وعلى هذا تأخذ المقدورات والمرادات والله 
تعالى أعلم. (فإن قلت) فهل اطلع أحد من الأولياء على سبب بدء العالم الذي هو تأثير 
الأسماء في الممكنات كما مر من أن الخالق يطلب مخلوقاً والرازق يطلب مرزوقاً وهكذا 
(فالجواب) إن هذا من علم سر القدر وعلم القدر إنما هو خاص بأفراد من كمل الورثة 
المحمديين قال الشيخ محبي الدين في الباب الرابع من «الفتوحات» اعلم أن أكثر العلماء بالله 
تعالى ئيس عندهم علم بسبب بدء العالم إلا تعلق العلم القديم أرلاً بإسجاده ترق تعالى بها عله 
أنه سيكون وهنا انتهى علمهم وأما نحن فأطلعنا الله تعالى على فوق ذلك من طريق الوهب وهو 
أن الأسماء الإلهية المؤثرة في هذا العالم وهي المفاتح الأول التي لا يعلمها إلا هو قال الشيخ 
ولا أدري أعطى الله ذلك لأحد من أهل عصرنا أم خصنا به من بينهم انتهى. (فإن قلت) فما 
معنى سبق الكتاب في حديث إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا 
ذراع فيسبق عليه الكتاب فإنه تعالى ما كتب إلا ما علم ولا علم إلا ما شهد من صور 
المعلومات على ما هي عليه في أنفسها سواء ما يتغير منها وما لا يتغير فهو تعالى يشهدها كلها 
في حال عدمها على تبوعات تغيراتها إلى ما لا يتناهى فلم يوجدها إلا على ما هي عليه في 
علوداقان وإذا تكلق عله تالح بالأشراء كلها تعدرميا وموجزدهاءور لغيه ومدكنيا ماله 
فماثم على ما قلناه كتاب يسبق (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الحادي عشر وأربعمائة أن 
معنى سبق الكتاب إنما يكون بإضافة الكتاب إلى ما يظهر به ذلك الشيء الذي تعلق به العلم 
إلى حضرة الوجود على الهيئة التي كان الحق تعالى يشهده عليها حال عدمه فهذا سبق بالكتاب 
على الحقيقة فإن الكتاب سبق وجود ذلك الشيء قال الشيخ: ولا يطلع على هذا ذوقاً إلا من 
أطلعه الله تعالى من طريق كشفه على الكونين قبل ظهور تكوينهما كما تقدم في رؤيا الإنسان أن 
الساعة قد قامت والحق تعالى يحكم فيها فصاحب هذا الكشف هو الذي يشهد الأمور قبل 
تكوينها في حال عدمها فمن كان له هذا العلم سبق هو الكتاب فهو لا يخاف سبق الكتاب عليه 
وإنما يخاف من -حيث كون نفسه سبقت الكتاب إذ الكتاب ما سبق عليه إلا بحسب ماكان هو 
عليه من الصورة التي ظهر في وجوده عليها فليسلم العبد نفسه ولا يعترض على الكتاب قال 





سعجو ذه وفى مثل . صلاة هؤلاء قال رسول ايل اه : اللمسى ء صما ته "0 ده فصل فائلث سم تصل 
فمن رم على 5 قيام رمضاكت المسنون المرعيه فيه ل كما شرع ]! لشارع ١‏ لصساذة ل إتمام 
ركوعهاء 0 العاف في محالها الأربع» الو وقار. والتدير ؛ والتسبيح واه فترقه 
أولى وأطال في فى ذلك. وقال الذي ب يتأكد المواظية عليه من السنن المنطوق بها في السنة ركعتا 
الفعجر وأربع ركعات ل 1 التهار وأريع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعالك الظهر 1 وأريع 
ركعات قبل العصرء وركعتات قبل المغرببت ير ممسمة ركعات بخك امغر ب كادي شر زائحة 
بالليل يوتر بالأشيرة منهن وأربع ركعات بعد صلاة الجمعة فما زاد على ذلك فهو حسن ولكن 








ره ١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ومن هنا إن عقلت وصف الحق تعالى نفسه بأن له الحجة البالغة. لو نوزع فإن من المحال أن 
يتعلق العلم الإلهي إلا بما هو المعلوم عليه في نفسه فلو أن أحداً احتج على الله تعالى وقال قد 
سبق علمك بأن أكون على كذا فلم تؤاخذني لقال الحق تعالى وهل علمتك إلا على ما أنت 
عليه فلو كنت على غير ذلك لعلمتك على ما تكون عليه ولذلك قال تعالى: #وَلَبَوْتحمَ حَقٌ 
ََلَرَ # [محمد: ]*١‏ فارجع إلى نفسك وأنصف في كلامك فإذا رجع العبد إلى نفسه وفهم ما 
قررناء علم أنه محجوج وأن الحجة لله تعالى عليه بل يصير هو يقيم لله على نفسه الحجة أدباً 
معه تعالى ومن هذا يعلم معنى قوله تعالى أيضاً وما ظَلَمتَهُمَ ولك 06 القع بكرن 4 
[النحل: ]١١4‏ ونحوها من الايات يعني فإن علمنا ما تعلق بهم حين علمناهم في القدم إلا بما 
ظهروا به في الوجود من الأحوال لا تبديل لخلق الله وسيأتي بسط ذلك في المبحث الخامس 
والمشريق ف يان 1ن الع اريافة" باق كله الى عا تر ركدوه قاذ شييز العمل تان 
في الرتبة على المخلوق (فالجواب) أن الحق تعالى يتميز بالرتبة على المخلوق فإنه تعالى خالق 
والعالم مخلوق قال الشيخ سبي الدين بعد ذكر هذا الجواب: وهذا يدلك على أن العلم تابع 
للمعلوم ما هو المعلوم تابع للعلم قال: وهي مسألة دقيقة ما فى علمي أحداً نبه عليها من أهل 
الله تعالى إلا إن كان وما وصل إلينا وما من أحد إذا تحققها يمكئه إنكارها وفرق بين كون 
الشيء موجوداً فيتقدم العلم وجوده وبين كونه على هذه الصورة في حال عدمه الأزلي له فهر 
مساو للعلم الإلهي ولا يعقل بينهما بون إلا بالرتبة انتهى. قال الشيخ: ولو لم يكن في كتاب 
الفتوحات إلا هذه المسألة لكانت كفاية في شرف الكتاب ويؤيد ما قررناه هنا في هذا الموضع 
ما ذكره في الباب الثامن وخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى العليم وهر قوله: 
اعلم أن مسمى العلم ليس سوى تعلق خاص بالعالم وهو نسبة تحدث لهذه الذات من المعلوم 
إذ العلم متأخر عن المعلوم لكونه تابعاً له هذا تحقيقه فحضرة العلم على التحقيق هي 
المعلومات وهي نسبة لا يصح رفعها في مشهد أحد من الأكابر ولو ارتفعت رتبته فهي متصلة 
بين العالم والمعلوم وليس للعلم عند المحقق أثر في معلوم أصلاً لتأخره عنه عقلاً فإنك تعلم 
المحال محالاً ولا أثر لك فيه من حيث علمك به ولعلمك .فيه أثر في معلوم أصلاً لتأخره عنه 
عقلا فإنك تعلم المحال محالاً ولا أثر لك فيه من حيث علمك به ولعلمك فيه أثر والمحال 


اتباع السنة في كل الأمور احسن. (قلت): ذكر الشيخ في الباتٍ الحادي والعشرين وأربعمائة : 
ليس للملائكة نافلة إنما هم دائماً في فرائض بعدد أنفاسهم فلا نفل عندهم بخلاف البشر وقال 
في صلاة التحية: الذي أقول إن التحية لا تستحب للداخل للمسجد إلا إن أراد القعود في 
المسجد فإن وقف أو عبر ولم يرد القعود فإن شاء ركع وإن شاء لم يركع وإن قعدوا لم يركع 
كره ومن كان حاله دوام الحضور مع الله ينوي بالركعتين الشكر لله حيث جعله من المتقين الذين 
يدخلون بيته لحديث المسجد بيت كل تقي فافهمء وحرره. وإن كان فيه شيء. وقال في صلاة 
العيدين إنما سمي العيدان بذلك لأنه شرع فيهما اللهو واللعب المباح؛ وحرم فيهما الصيام على 


المبحث السادس عشر: فى حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص هما 


لطس ني ررد الح تراد اد السك ويد 
وصدر عن القدرة الإلهية عقلاً وشرعاً لا عن العلم فيظهر الممكن في عينه فيتعلق به علم الذات 
العالمة به ظهوراً كما تعلقت به معد وما انتهى (فإن قلت) فما معنى قوله تعالى #وهو يِل مَرْهٍ 
عله [الأنعام: ]1١١‏ هل عليم بمعنى عام أو بمعنى معلوم (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب 
الحادي والستين وثلثمائة أن بنية فعيل ترد بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول كقتيل وجريح وأما 
و و جا بعر اي و يي ب 
المعلوم مد ل ذلك ااانه لمن لني ماقا الأمل ف ذلك كله أن الظرقة هل .فى 
أصلية في الكون ثم حملناها على الحق تعالى حملاً شرعياً أو هي في الحق بحسب ما ينبغي 
لجلاله وظهرت فيه العالم بالفعل كما في في قوله في الحديث للجارية أين الله انتهى . فتأمل في 
هذا المحل وحرره والله يتولى هذاك . 


(خاتمة) ذكر سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عنه قي قوله تعالى: ظلَمَاط يكل شَنْءٍ 
لا * [الطلاى19] ما نصه كل ما كان من ضرقاتك قفو فى ,الأصل علمة تعالى فوقعتك علمه 
وعبو تلق طلم و مهلف مووي لضام ولت علمه وق ال مدر القا ول عليه عل 
هذا فقس فإنه تعالى إن لم يكن كل ما هو شيء معلوم لم تتم له تعالى هذه الإإحاطة العلمية 
والله تعالى أعلم (وأما الكلام على الاسم القادر) فقال المتكلمون: القادر هو من كانت قدرته 
شاملة لكل ما من شأنه أن يقدر عليه من الممكن خاصة بخلاف الممتنع وإنما عبروا بقولهم 
لكل ما من شأنه أن يقدر عليه لينبهوا على أن متعلقات قدرته لا تتناهى وإن كان كل ما تعلقت 
به بالفعل متناهياً فتعلقاتها بالقوة غير متناهية وبالفعل متناهية . (فإن فلت) فهل يقال إن الحق 
تعالى يتصف بالقدرة على نفسه أو الإرادة لوجوده (فالجواب) ذلك ممتئع والسؤال مهمل لأنه 
واجب الوجود لذاته والإرادة متعلقها العدم لتوجده وتعالى الله عن ذلك (فإن قلت) فما معنى 
قوله تعالى: #إك الله عل كل شَىْءٍ كُدرٌ © [البقرة: ]٠١‏ فإنه تعالى أثبت الشيء الذي هو قدير 
عليه فما بقي لمقذرته متعلق (فالجواب» كما قاله الشيخ في الباب السوفى تبن انيد 


المكلف فعادله الأجر في فعل ذلك كما يحصل له ذلك في فعل السئن المشروعة في الصلاة 
وغيرها. قال: وقال بعضهم إنما سمي العيدان بذلك لعودهما في كل سئة ولو صح ذلك 
لكانت الصلوات الخمس يسمى يومها عيداً لعودها فيه كل يوم فإن تعلل قائل ذلك بالزينة في 
العيدين. قلنا: والزينة مشروعة في كل صلاة وأيضاً فلما عاد الفطر فيه عبادة مفروضة بعد أن 
كان مباحاً سمي عيداً. وقال: إنما لم يشرع في العيدين الأذان والإقامة؛ لتوفر دواعي الناس 
على الخروج في هذين اليومين إلى مصلى العيد مع ما شرع الذكر المستحب للخارجين والأذان 
والإقامة إنما شرعا للاعلام ليتنبه الغافلون والتهيؤ هنا حاصل . 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


«الفتوحات»: المراد بالشيء الذي هو قدير عليه ما تعلق به علمه القديم فتتعلق به القدرة 
فتوجده في عالم الحس فهو قدير على كل شيء تعلقت به إرادته مما تضمئه علمه القديم 
وإيضاح ذلك أن كل من علم استحالات الأعيان في الأعيان وتقلب الخلق في الأطوار علم أن 
الله على كل شيء قدير لا على ما ليس بشيء في علمه فإن لا شيء لا يقبل الشيئية إذ لو قبلها 
ما كانت حقيقة لا شيء ولا يخرج معلوم عن حقيقته أبداً فلا شيء محكوم عليه بأنه لا شيء 
بعده أبداً وما هو شيء محكوم عليه بأنه شيء أبداً انتهى. (فإن قلت) فهل اطلع أحد من 
الأولياء على صورة تعلق القدرة بالمقدور حالة لإيجاد أو هو من سر القدر الذي لا يطلم عليه 
إلا الله (فالجواب) كما قاله الشيخ في «شرحه لترجمان الأشواق»: إن ذلك من سر القدر وسر 
القدر لا يطلع عليه إلا الأفراد قال وقد أطلعنا الله تعالى عليه لكن لا يسعنا الإفصاح عنه لغاية 
منازعة المحجوبين فيه قال تعالى: #ولا يُحِطُونٌ سَىْء من عِلييه إِلَّا يما ضََآة # [البقرة: 58؟] 
فأدخله تحت المشيثة وذلك لنا ببحكم الورائة المحمدية فإن الله تعالى قد طوى علم سر القدر 
كما قال كما تكلمنا عليه فى عدة أماكن من مؤلفاتنأ انتهى . (فإن قلت) فهل يقال إن قدرة الح 
تعالى تتعلق بإيجاد المحال كتجسد المعانى وإيجاد شخص فى مكانين أو أمكنة فى آن واحد 
(فالجواب» كما قاله الشيخ في الباب الثمانين ومائتين أن قدرة الله تعالى مطلقة فله إيجاد 
المحالات العقلية وأطال في ذلك. وقال في كتابه «اللوامع» في قول الإمام حجة الإسلام ليس 
في الإمكان أبدع مما كان قد شنع الناس على الإمام بسبب هذه المقالة ومعناها في غاية 
الرضوح وذلك أنه ما ثم لنا إلا مرتبتان قدم وحدوث فالحق تعالى له رتبة القدم والمخلوق له 
تعالى قديماً أبداً ١‏ ه. 


وقال في الباب الثامن من «الفتوحات» فى شأن المدائن التى خلقها الله تعالى من بقية 
خميرة طينة آدم عليه الصلاة والسلام قد دخلت هذه الأرض وشاهدت فيها المحالات العقلية 
وكل ما أحاله العقل بدليله وجدته ممكناً في هذه الأرض قد وقع فعلمت بذلك قصور العقل 


(وقال) في صلاة الجنازة: إنما شرعت الصلاة على الميت شفاعة فيه ولهذا شرع تلقين 
المحتضر ليكون الشافع على علم بتوحيد من يشفع فيه. (قلت): وسيأتي إن شاء الله تعالى في 
الباب السادس والسيعين ومائة الكلام على أحوال المحتضرين وأن منهم من ينطق باسم موسى 
أو عيسى فيظن أنه تهود أو تنضر والحال أنه ما نطق باسم ذلك النبي إلا فرحا بقدومه عليه 
لكونه وارثاً له فراجعه والله أعلم. 


(وقال): إنما لم نؤمر بغسل الشهيد في معركة الكفار لأنه حي يرزق بنص القرآن ونحن 


المبحث السادس عشر: في حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص 51ا 


وأن الله تعالى قادر على الجمع بين الضدين ووجود جسم في مكانين وقيام العرض بنفسه 
وانتقاله وقيام المعنى بالمعنى قال وكل آية أو حديث ورد عندنا وصرفه العقل عن ظاهره وجدناه 
على ظاهره في هذه الأرض وأطال في ذلك فليتأمل والله تعالى أعلم . 

(وأما الكلام على الاسم المريد تعالى) فاعلم أن المريد هو الذي تتوجه إرادته على 
المعدوم فتوجده فما علم الله تعالى أنه يوجده أراده فأوجده وما علم أنه لا يوجده فلا يريد 
وجوده فالإرادة تابعة للعلم فعلم أن القدر خيره وشره كائن بإرادته وهو إيجاد الأشياء على قدر 
مخصوص وتقدير معين في ذوات الأشياء وأحوالها وغير ذلك هذه عبارة مصنفي العقائد من 
الأشاعرة. وعبارة الشيخ محبي الدين في الباب الثلاثين وثلثماثة: اعلم ند القفاء سابق على 
القدر حتى في اللفظ فيقوتون القضاء والقدر والقضاء هو إرادته تعالى الأزلية المتعلقة بالأشياء 
على ما هي عليه فيما لا يرال وأما القدر فهو تعيين الوقت الواقع فيه المقدرات على العباد من 
الحق تعالى فالقضاء حاكم القدر 0 القدر ولا عكس والمقدر هو الموقت والقدر 
هو التوقيت التهى . 

وقال في الباب الثالث عشر وأربعمائة : فإن قيل فهل يجب الرضا بالمقضى كالقضاء 
تالجزات هر الى عليه أغلن البح والجماعة أله وجب ردنا بالقفاه لا بالمقضى ( وتاج 
ذلك) أن الله تعالى لما أمرنا بالرضا بالقضاء مطلقاً علمنا أنه يريد الإجمال فإنه إذا قصله اتقسم 
إلى ما يجوز لنا الرضا به وإلى ما لا يجوز وأما القدر فهو توقيت الحكم فكل شيء بقضاء وقدر 
أي بحكم موقت فمن حيث التوقيت المطلق يجب الإيمان بالقدر خيره وشره ومن حيث التعيين 
يجب الإيمان به لا الرضا ببعضه وصورة الإيمان بالشر أن يؤمن العبد بأنه شر كما يؤمن بالخير 
أنه خير لكن لا يضاف إلى الله تعالى أدباً كما أشار إليه خبر «والشر ليس إليك» انتهى . فعلم أنه 
تعالى لمَمّالٌّ لِمَا يُِدُ» [هود: 1٠١7‏ فهو المريد للكائنات في عالم الأرض والسموات كما مر 
بسطه فالكفر والإيمان والطاعة والعصيان من مشيئته وحكمه إرادته فلا مريد في الوجود على 
الحقيقة سواه إذ هو القائل “ورا كَتَبُونَ إل أن نَل مدي [الإنسان: 0*] (فإن قلت) فهل يطلق 
على الإرادة مشيئة وعكسه أو بينهما خصوص وعموم (فالجواب) الذي عليه الجمهور أنه يطلق 
امداق الخال الفيده والشهيد حي لا يقال فيه إنه ميت وإنما قال تعالى في الشهداء: #عِنْدَ 
نيهم ُرَكُوتَ # [آل عمران: ]١74‏ تنبيهاً على أن الشهيد حاضر عند الله والميت إنما يغسل ويطهر 
ليحضر عند ربه طاهراً ويلقاه في البرزخ على طهارة» والشهيد حاضر عند ربه بمجرد الشهادة 
فلا يحتاج إلى غسل فافهم. وسبأتىي في الباب التتاسع 0 وخمسماثة مزيد على ذلك 
وقال: لا يكون الرجل كاملا في العلى حتى يجمع بين علم الظاهر والباطن قال تعالى 
في معرض الذم لقوم طيِتَلموْنَ هرا ين ليون لديا َعم عَن الْأََدَ هر حَفْنَ4 [اقروم: ا 


(وقال؛ رنس الله عنه إنما شرعت الفاتحة فى صلاة المجنازة لأن الميت فى حال جمعته بلقاء 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


على الإرادة مشيئة وعكسه وقال بعضهم: الإرادة أخص من المشيئة والمشيئة أعم لأن المشيئة 
تتعلق بالإيجاد والإعدام والإرادة لا تتعلق لا بإيجاد 0 الإضافي فتتوجه 
عليه فتوجده فالمشيئة لها الإطلاق لأنها توجد وتعدم قال تعالى: #إإنما أمره» أي مشيئته ##إذَآ 
ناد سَبَعًا أن يَقُولَ آم كُن مِيسَكوْنٌ4 ابس: :0 وقال تعالى: «إن يمأ يدَهبَك: وَيَأتِ يق 
جَدِيد [إبراعيم: 14] فهو أعم من الإرادة من هذا الوجه انتهى. والحق الأول لأن من خصائص 
صفات الحىّ تعالى أن كل صفة تفعل فعل أخواتها بخلاف صفات الخلق لا تتعدى صفة منها 
ما قيدها الح تعالى به هذا ما عليه أهل الكشف وخالف في ذلك بعض المتكلمين فقالوا 
ميات المتود يوخااي رايا 0 بسع الخال اير وقس على ذلك (فإن قيل) 
فهل فرق بين الرضا والمحبة أو هما بمعنى (فالجواب) أنهما بمعنى وموضوعهما من الله تعالى 
أنهما لا يكونان إلا في فعل محمود شرعاً فهما غير المشيئة والإرادة لأنه قد يكون المشاء 
والمراد بهما محموداً كالطاعة والإيمان وقد يكون مذموماً كالكفر والعصيان فلا يرضى لعباده 
الكفر مع وقوعه من بعضهم بمشيئة الله ولو شاء ربك ما فعلوه» وقالت المعتزلة: الرضا 
والمحبة نفس المشيئة والإرادة لأن صفات الحق تعالي كلها كاملة فكل صفة تفعل فعل أخواتها 
بخلاف صفات الخلق انتهى. وهذا الذي قاله المعتزلة صحيح إن حملنا مرادهم على الكلام من 
حيث الكمال الإلهي» وأما إن حملناه على الكلام من حيث الأوامر والنواهي فليس بصحيح 
لآن به تصير المأمورات في رتبة المنهيات وذلك خروج عن الشريعة (فإن قلت) فما الفرق بين 
الإرادة والشهوة المتعلقتين بالخلق (فالجواب) الفرق بينهما أن الإرادة صفة إلهية في الأصل 
ومتعلقها كل مراد للنفس أو العقل ولو غير محبوب للشارع وأما الشهوة فهي صفة طبيعية خاصة 
بما فيه لذة للنفس قاله الشيخ في الباب التاسع ومائة (فإن قلت) فهل الإرادة صفة للذات على 
مذهب الجمهور وغيرهم أم هي على مذهب بعضهم (فالجواب) قد خالف في ذلك بعضهم 
فقال ليست الإرادة صفة للذات على مذهب نفاة الزائد ولا صفتها على مذهب من يقول: إنها 
زائدة ويه قال الشيخ محيي الذدين في لالفتوحات؟ في الياب الثامن وخمسين وخمسماتثة فقال: 
الصحيح عندي أن الإرادة تعلق خاص للذات أثبته الممكن لإمكانه في القبول لأحد الأمرين 
على البدل فإنه لولا معقولية هذين الأمرين ومعقولية القبول من الممكن ما ثبت للإرادة ولا 
للاختيار حكم ولا ظهر لذلك اسم انتهى. (فإن قلت) فإذا كان الشر والمعاصي من الله فكيف 
تبرأ سبحانه وتعالى منها بقوله إن الأه لا يأمر بالنحشاء (فالجواب) إن الأدب أن يقال في الشر 
قضاه وقدره ولا يقال أمر به وإن كاذ نك الاران افر حي درط سن سيك لا بسك ال 


نه انيب قراءة الفاتحة لأنها قرآن أي -جمع وأيضا فلما فيها من الثناء على الله وذكر الثناء بين 
يدي الشفاعة أمكن لقبول الشفاعة ولذلك ورد أنه يل لما يريد الشفاعة يوم القيامة يتقدم بين 
بدي أللّه رياني على يله تعالى بمحافد بعلمة أله تعالى إياها يه يعلمه الآان ثم يشمع وأئله أعلم. 


(وقال): ما شرع الحق سبحانه وتعالى ننا الصلاة على الميت إلا وهو يريد أن يقبل 


المبحث السادس عشر: فى حضرات الأسماء الثمائية بالخصوص ١‏ 


عصيانها بخلاف الأمر فإنه يعصى بإرادة الله تعالى وأيضاً فإن الأمر موضوع تسميته إنما هو 
للطرف الراجح في الخير ففيه الحث على الفعل ولا هكذا الإرادة ولو قيل إن الله تعالى يأمر 
بالفحشاء لصارت من قسم المأمورات ولم يبق للمناهي في الوجود أثر فلذلك تبرأ الحق تعالى 
من الفحشاء وأضاف الأمر بها إلى النفس والشيطان. 

وقال الشيخ محبي الدين في «عقائده الوسطى»: اعلم أنه يصح أن يقال كما أنه تعالى لم 
يأمر بالفحشاء كذلك لا يقال إنه يريدها فيقال قضاها وقدرها ولا يقال أرادها ثم قال بيان كونه 
تعالى لا يريدها أن كونها فاحشة ما هو عينها وإنما هو حكم الله فيها وحكم الله في الأشياء غير 
مخلوق كالقرآن العظيم سواء. وما لم تجر عليه الخلق لا يكون مرادا للحق إذ الإرادة لا تتوجه 
إلا على معدوم لتوجده قال فإن ألرمنا ذلك في جانب الطاعات التزمناه وقلنا الإرادة الطاعة 
ثبتت سمعاً لا عقلاً فأثبترها فى الفحشاء ونحن قبتلناها فى الطاعاتث إيماناً كما قبلنا وزن 
الأعمال مع كونها أعراضاً فلا يقدح إيمائنا بها فيما ذهبنا إليه لما اقتضاه الدليل انتهى. وهو 
كلام دقيق فليتأمل ويحرر فعلم مما قررنا أن الهداية والضلال والتوفيق والخذلان بيد الله لا بيد 
العبد وكذتك اللطف والطبع والختم والأكنة على القلوب بيد الله لا بيد العبد وكذلك الران 
والوقر والصمم والقفل الواردة في القرآن كلها بيد الله تعالى لا بيد العبد ولنفسر لك معاني هذه 
الأمور فنقول وبالل التوفيق: أما الهداية والإضلال فالمراد بهما لق الإيمان والكفر فى العبد 
وهذا من مذهب أهل السنة وقالت المعتزلة إن الهداية والإضلال بيد العبد بناء على قولهم إن 
العبد يخلق أفعال نفسه وذلك مما أخطأ فيه المعتزلة كل الخطأ فإن الحس يكذبهم فضلاً عن 
الأدلة الشرعية ولو أن العبد يخلق أفعال نفسه كما زعموا لم يفته مطلوب من أغراضه ولم يفعل 
ما يسوءه قط . 

وأما التوفيق فقال جمهور المتكلمين: إن المراد به خلق قدرة الطاغة في العبد مع 
الداعية» وقال إمام الحرمين: هو خلق الطاعة فقط أي لا مع الداعية لعدم تأثيرها وأما الخذلان 
فهو خلق قدرة المعصية في العبد مع الداعية إليها. 


وقال إمام الحر مين : هو خلق قدرة المعصية على وزان الطاعة كما مر وكان الشيخ محيي 


شفاعتنا فيه فإن أذن من الله لنا في الشفاعة فيه و تعالى لا يأذن لنا فى العا لان 
يفيل سوالها قانتعال : «لَا مَهَعْ الفَمَعَةُ كدت ارون أ ارق نه سحن يونن أذلة لنانأن 
نشفع في هذا الميت بالصلاة عليه فكل مؤمن يتحقق الإجابة بلا شك قال: وأما السلام بعد 
التكبيرة الرابعة فهو سلام انصراف عن الميت أي لقيت من ربك السلامة فعلم أنه متى ذكر هذا 
المسلم الميت بسوء فقد كذب يقينه في قوله: السلام عليكم فإنه لم يسام منه لذكره بسوء بعد 
موته فافهم وحرره إن كان فيه شيء والله يتولى هداك. 


بمو برس اس صم 


(وقال): في قوله تعالى: 9إإنَّ لَه ومَلَيِكَنَهِ يِصَلُونَ عل لنَّىَّ 4 [الأحزاب: 51] في هذه 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





الدين بن العربي رحمه الله يقول: إذا رأيت لوائح تبرق لك من خلف حجاب الخذلان من كثرة 
استعمالك للمباح وخفت أن ينتقل ذلك إلى المكروه فتضرع إلى الله أن يخلق فيك الكراهية 
لذلك المباح وإلا هلكت. وأما اللطف بالعيد فهو ما يقع عنده صلاح العبد آخره بأن تقع منه 
الطاعة دون المعصية على وجه العصمة منها إن كان نبياً أو على وجه الحفظ إن كان ولياً. وأما 
الختم والطبع فالمراد بهما واحد كما قاله الأصوليون وهو خلق الضلال في العبد الذي هو 
الإضلال وأما الكن فالمراد به كما قاله الشبخ في الباب الثامن عشر وأربعماتة أن يكون العبد في 
بيت الطبيعة مشغولاً يأمه التي هي النفس ما عنده خبر من أبيه الذي هو الروح فلا يزال هذا في 
ظلمة الكن وهو جاب الطبيعة المشار إليه بقول الكفار ومن «إبَيْننا وَيَبِيكَ حَمَابُ 4 [نصلت: ه] 
ومعلوم أن من كان في حجاب كن وظلمة فلا يسمع كلام الداعي إلى الله ولا يفهم على وجه 
الانتفاع به. وأما الوقر المشار إليه بقوله تعالى : ##وَف عَادَانِنَا وَفْرُ» [فصلت: 0] فالمراد به ثقل 
الأسباب الدنيوية التى تصرفه عن الاشتغال بما ينفعه في الآخرة. 


وأما الران المشار إليه بقوله تعالى لملا بل رَأنّ عَلَ قُلُوم» [المطففين: ]١4‏ فالمراد به صدأً 
وطحا يطلع على وجه مره القلب وقد يحدث من النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من شهوات 
الدنيا وجلاء ذلك الصدأ والطحا يكون بكثرة الذكر وتلاوة القرآن وأما الصمم فالمراد بيه حصول 
قساوة في القلب تمنعه من الإصغاء إلى كلام داعي الشرع. 

وأما القفل فهو لأهل الاعتذار يوم القيامة من الكفار وإن لم ينفعهم الاعتذار فيقولون: يا 
ربنا إنا لم نقفل على قلوبنا هذا القفل وإنما وجدناها مقفلاً عليها ولم نعلم من قفلها وقد طلبنا 
الخروج فخفنا يا رب من فك ختمك وطبعك عليهاء فبقينا ننتظر الذي أقفل عليها عسى يكون 
هو الذي يتولى فتحهاء فلم يكن بأيدينا من ذلك شيء» قال الشيخ محبي الدين: وكان عمر بن 
الخطاب من أهل الأقفال فتولى الله تعالى فتح قفله فشيد الله به الإسلام رضي الله تعالى عنه 
فتأمل هذه التفاسير فإنك لاتكاد تجدها مجموعة فى كتاب والله يتولى هداك (فإن قلت) فإذا كان 
بيده تعالى ملكوت كل شيء وأن كل واقع في الوجود بإرادته ومشيئته فإثابته على الطاعة فضلاً 
منه وعقابه للعباد على المعصية عدلاً منه شرا كان أو غيره (فالجواب) نعم والأمر كذلك إلا أن 


الآية الشريفة عظيم للملائكة لجمعهم مع الله في ضمير واحد في قوله: # يِصَلُونَ» [الأحزاب: 
5 وإنما نصب الملائكة بالعطف ليتحقق أن الضمير جامع للمذكور قبله فليتأمل. وقال: ينبغي 
للمصلي على الميت إذا شفع فيه بالدعاء عند الله أن لا يخص ذنباً بعينه بل يعم كل ذتب 
المشيئّة فإن شَاءِ الحق عمه بالتجاورز والمغفرة» وإن شاع عامل الميت بحسب ما وقعت فيه 
الشفاعة من الشافع قال: ولهذا ينبغي للمصلي على الميت أن يسأل الله تعالى له التخليص من 
العذاب لا في دخول الجنة فقط لأنه مأثم دار ثالثة إنما هي جنة أو نار وإذا بأل في دخول 


المبحث السادس عشر: في حضرات الأسماء الثمائية بالخصوص 156 


بغر نكال عر السك قال تحال + انا من طم لي © دان لل ديا 2 بد ا لحم فى نأي 
9) دَأمَا من حَافَ مَقَامْ ويد وَنَهَى ل 9 إن ألَنَّهَ هى ألتأك (89) © [الشازعات: ل 
]4١‏ وقال تعالى: إن أنه لا يَنْيرٌ أن مضْرَكَ بوء وَيَمْرٌُ ما مون دَلِكَ لمن كاه [النساء: 115] قال 
الشيخ جلال الدين المحلي: وهذا الأخير مخصص لعمومات العقاب أي ولا ينافي ذلك العفو 
الذي تضمنه صدق إخبار الله تعالى بتعذيب العصاة لأن التخصيص بيان لأن ذلك الخاص لم 
يرد بالحكم لا أنه بيان للرفع بعد الإثبات (فإن قلت) فهل له تعالى مخالفة ما وعد وأوعد في 
هاتين الآبتين (فالجواب) نعم له ذلك وبه قالت الشافعية» وقالت الحنفية لا يصح فيهما وعلى 
كلام الشافعية فله تعالى إثابة العاصي وتعذيب المطيع وإيلام الدواب والأطفال لأنهم ملكه 
يتصرف فيهم كيف شاء قالوا لكن لا يقع منه تعالى ذلك لإخباره تعالى بإثابة المطيع وتعذيب 
العاصي في كتابه وسنة نبيه يِه قالوا ولم يرد لنا في كتاب ولا سنة صعحيحة إيلام الدواب 
والأطفال في غير قصاص الآخرة والأصل عدمه فإن كلام الأئمة اتداهل فن: الأرلاة في لاد 
في الدنيا إذ وقوع الإيلام في الدنيا مشاهد لا نزاع فيه. 


أما إيلام الدواب والأطفال في القصاص فقد قال # نوين الجترقة إلى أملها بيرم 
القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء؛ رواه مسلم وقال ؟ كه : ايقتص للخلق من 
بعضهم بعضاً حتى الجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة» وقال أيضا: «ليختصمن كل شيء 
يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا! رواهما الإمام أحمد. قال الجلال المحلي رحمه الله : 
وقضية هذه الأحاديث أنه لا يتوقف وقوع القصاص يوم القيامة على التكليف والتمييز فيقتتص 
من الطفل لطفل وغيره فعلم استحالة وصفه تعالى بالظلم ولو وقع منه تعالى تعذيب 3 إيالام 
لأحد من خلقه مكلف أو غيره لأنه مالك الأمور كلها على الإطلاق (فإن قلت) فهل إذا وفع 
الإيلام في الدنيا للدواب والأطفال يكفي ذلك عن إيلامهم في الآخرة لحديث لا يجمع الله 
تعالى على عبد عقوبتين فإن عاقبه في الدنيا لم يعاقبه في الآخرة ويكون ممحمل خلاف الأئمة 
اا ال ] 
ذلك خلافا للحنفية ويحصل به إطلاق المشيئة للحق تعالى في عباده ويؤيد ذلك قرل الشيخ 
محبي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائتين: اعلم أن الله تعالى قال في حق محمد ويد 


الجنة قبل سؤاله ولكن ربما يرى في الطريق ما يهوله فلهذا كان اشتغال المصلي في شفاعته بأن 
ينجي الله في ذلك الميت: من كل ما يسول بيئه وبين استصحاب العافية له أولى للمنيت وأنفع 
وفي الحديث: «وعافه واعف عنه» قال: وعلم مما قدمناه أن الشفاعة مقبولة في كل مسلم وأن 
كل من ظن بمسلم عدم قبول الشفاعة فيه فما عنده من ذلك -خير لا والله بل ذلك الميت سعيد 
ولو كانت ذنوبه عدد الحصى» والرمل» أما المختصة بالله تعالى فمغفورة وأما مظالم العباد فإن 
ارفاك إن سادوييوم لبان شقان كرو حال 1 ودين لخي ريده كين فل وله 
فاعلم ذلك وقال رفع الآيدي ذ في التكبيرات مؤدن بالافتقار ر في كل حال كان الشافع يقول ما 








55 الجرء الأول من اليواقبت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


0 


#لِتئرٌ لَك آمَهُ ما تَقَدّم ين دَيْكَ وَمَا تَلْثَرَ [الفدم: ؟] فقدر تعالى الذنب وأوقع المغفرة وما علق 
المغفرة بالدنيا لوقوع الأمراض والآلام الحسية والنفسية فيها وذلك عين إنفاذ الوعيد في حق 
الأمة لأنه لا بد لكل مخلوق من وقوعه فيما يؤلمه فصح قول المعتزلة في مسألة إيلام البريء 
والطفل فإن الأشعري يجوز وقوع ذلك من الله تعالى ولكن يقول كل ما هو جائز واقع قال 
الشيخ وكل ما احتج به الأشعرية على المعتزلة فليس هو بذلك الطائل فإن القائلين بإنقاذ الوعيد 
مصيبون إن أطلقوا محل إنفاذه ولم يقيدوه إلا حيث يعينه الله تعالى في الدنيا أو في الآآخرة فإذا 
أنفذه في الدنيا بمرض أو ألم نفسي أو حسي كان ذلك كفاية في صدق إنفاذ العقوبة وكان ذلك 
سترا له عن عقوبة الاخرة انتهى. 

وقال أيضاً في الباب الرابع والستين ومائتين: اعلم أنه لا بد لجميع بني آدم من العقوبة 
والبلايا والآلام شيئاً بعد شيء في أبدانهم وسرائرهم حتى يدخلوا الجنة أو النار فأول الألم في 
الدنيا استهلال المولود حين ولادته فإنه يخرج صارحخاً لما يجده من الألم عند مفارقة الرحم 
وسخونته فيضربه الهواء عند خروجه من الرحم فيحس بألم البرد فيبكي فإن مات بعد ذلك فقد 
أذ بحظه من البلاء وإن عاش فلا بد له في الحياة الدنيا من الألم إذ الحيوان مجبول على ذلك 
فإذا نقل إلى البرزخ فلا بد له من الألم أدناه سؤال منكر ونكير فإذا بعث فلا بد له من ألم 
الخوف على نفسه أو على غيره فإذا دخل الجنة ارتفع عنه حكم الألم وصحبه النعيم أبد 
الآبدين وإن دخل النار فهو في ألم لا انتهاء له إن كان من أهل النار الذين هم أهلها وإلا صحبه 
الألم حتى يخرج بالشفاعة | ه. 

وقال في باب الأسرار فى قوله تعالى: #إظهَر الْمَنَادُ في الَرِ والْبَحْرٍ بِمَا كُسَبَتْ أيِى 
ألنّاس # [الروم: 41] الآية اعلم أن الحق تعالى قد أخبر في هذه الآية أن كل ما حصل للعبد من 
الأمور المؤلمة فهو جزاء ما هو ابتداؤه فما ابتليت البرية وهى برية وهذه مسألة صعبة المرئقى 
قن انلك :فيه طائقتان: #تيرتان اسيك رجاهم مارت الأدرى بوتسوك قل طاتقة مينسا ها 
قام في غرضها وهو عين مرضها قال وأما الطبقة العليا من أهل الكشف فعلموا الأمر يقيئاً وأنه 
لم يكن في الدنيا أمر مؤلم قط إلا وهو جزاء ما هو ابتداء كقوله تعالى: وما أَمَبَكُم ين 
تُصِبةٍ هْبِمَا كَسَبَتْ لدِيَكْر 4 [الشورى: ]*٠‏ حتى إن الطبيب يقول للمريض إذا تألم: والله ما 


باندننا شيء من أحوالنا ولأمر كله لك يا ربنا قال: وإنما استقر الأمر في الجنازة على أريع 
تكبيرات اعتباراً بأن أكثر عدد ركعات الفرائض أربع ومعلوم أنه لا ركوع في صلاة الجنازة بل 
هن كلها قيام وكل قيام للقراءة فيها له تكبيرة وأطال فى ذلك . وقال الذي أقول به: إته لا 
و سم في مكان وقورف الزمام على الجنازة من رأسه أو وسطهة 3 وجليه ذكراً فاك أو أنثى 
وذلك لأن مقصود المصذي ':...؛ هو سؤال الله تعالى والحديث معه في الشفاعة فى حى هذا 


الميت ولحف “دلا الى مدت كم يعالي أين يقوم منه إلا أن يرد عن الشارع فيه شيء فيتبع . 





الميحث السادس مشر : فق حضرات الأميفاء الثمانية بالخصوص 11 


قصدت إلا تفعك بما أمرتك باستعماله من الأدوية الكريهة المؤلمة وكذلك يقول الحق تعالى 
للطبيب إذا مرض ولم يدر من أي باب دخل عليه المرض هذا الألم الذي أصابك إنما هو جزاء 
لما آلمت به المرضى فخذ جزاء ما فعلته وإن كان ذلك الألم ما قصصدته انتهى. وسيأتي مبحث 
أن أجدا لا يخرج عن التكليف أن أول درجات تكليف الروح التميبز فراجعه والله تعالى اعلم . 


وأما الكلام على اسمه تعالى السميع البصير فنقول وبالله التوفيق (إن قلت) ما الحكمة في 
كما قاله الشيخ في الباب الثاني والثمانين ومائة: إن الحكمة في تقديم الاسم السميع على غيره 
في الذكر كون أول شيء علمناه من الحق تعالى القول وهو قوله لنا كن فكان منه تعالى القول 
وسيأتي بمعناه في المبحث عقبه إن شاء الله تعالى. واعلم أن هذين الاسمين لا يعقل كيفهما 
كسائر الصفات فهو تعالى يسمع ويرى ما تحرك أو سكن أو بطن في الورى في العالم الأسفل 
والأعلى فيسمع كلام النفس في النفس وصوت المماسة الخفيفة عند اللمس ويرى تعالى السواد 
في الظلماء والماء في الماء لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات ولا النور ولا اللجدرات كما لا 
يحجب سمعه البعد فهو القريب ولا يضره البعد فهو القريب جلت صفاته تعالى أن تجتمع مع 

وقال في «لواقح الأنوار»: من خصائص الحق تعالى أنه لا يشغله ما يبصره عما يسمعه 
ولا ها يسمعه عما ييصره بل يحيط علماً بالمسموعات والمبصرات من غير سبقية إدراك بإحدى 
الصفتين على الأخرى فلا يشغله شأن عن شأن انتهى . 

وقال في باب الأسرار: من أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه تعالى بالقريب البعيد 
قريب ممن وبعيد عمن هو أقرب إلى جميع العبيد من حبل الوريد فالقرب والبعد إنما هو راجع 
إلى شهود العيد فإن أطاع ربه رأى ربه قريبا وإن عصى أمر ربه وجد ربه بعيداً والله تعالى أعلم 
(وأما الكلام على كونه تعالى متكلماً) فاعلم يا أخي أن هذا محل وقم للعلماء اضطراب في 
تعقله ونعسن شمر إلى طرف صالح من كلام المتكلمين والصوفية فنقول وبالله التوفيق : أجمع 
فال: وأيغاً فإن التردد في الوقوف يقسم الخاطر عن المقصودء يغرقه عنه لا سيما إن كانت 
الجنازة أنثى فإنه يتوهم أنه إذا وقف وسطها يسترها بذلك الوقوف عمن خلفه ولا يخطر له ذلك 





حتى يستحضر في نفسه عورتها فلم يسترها عن نفسه وذلك يقدح في حضور المصلي مع الحق 
فإنه إنما يستقبل العحق من المصلي قلبه والقلب قد تفرق بيقين باستحضار ما لا ينبغي 
استحضاره من عورة المرأة وأطال في ذلك. وقال الذي أقول: جواز الصلاة على القبر من غير 
مدة معينة لأن شرط الصلاة إنما هو مواراته عن الأبصار بكفن أو بتراب وأطال في ذلك ثم 
قال: فإن كان المراد بتلك الصلاة الروح المدبر لهذا الجسم فالروح قد عرج به إلى يارئه» وقد 


1١54‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المتكلمون أن هذه الصفة أي صفة الكلام لا يتعقل كيفها كبقية الصفات لأن كلامه تعالى لا هو 
عن صمت متقدم ولا عن سكوت متوهم إذ هو قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته 
وقدرته كلم تعالى به موسى عليه الصلاة والسلام التوراة والإنجيل والزبور من غير تشبيه ولا 
تكيف إنما هو أمر يذوقه النبي أو الملك في نفسه لا يستطيع أن يكفيه بعيارة كما لو سثل الذائق 
للعسل كيف وجدت طعمه أو ما الفرق بين حلاوة العسل النحل والعسل الأسود مثلاً ما قدر 
على إيصال الفرق بينهما إلى السامع يعبارة ولو قيل لموسى عليه الصلاة والسلام كيفه سمعت 
كلام ربك ما قدر على تكييف ما سمع (فإن قلت) كيف تنوعت ألفاظ الكلام إلى عربي 
وسرياني وعبري مع أنه واحد في نفسه غير متجزىء (فالجواب) صحيح أن الكلام واحد ولكن 
المخلوقون هم الذين يعبرون عنه بلغاتهم المختلفة فهر كذات الله تعالى يعبر عنها العربي بالله 
تعائى والفارسى بخداي تعالى فإن عبر عن كلامه تعالى بالعربية كان قرآناً وبالسريانية كان إنجيلاً 
انبالعبرائية كان توراة آفإن 'قيل) "نا أل كلام شق اسماع الممكشات مق البق تعالئ 
(فالجواب) هو ما أشرنا إليه في المبحث السابق أن أول كلام شق أسماع الممكنات هو كلمة 
#كُن» [يتن: 47] فما ظهر العالم كله إلا عن صفة الكلام وحقيقة هذا الكلام الإلهي هو توجه 
إرادة الرحمن على عين من الأعيان فينفخ الرحمن الروح في شخصية ذلك المقصود فيعبر عن 
ذلك الكون بالكلام وعن المكون فيه بالنفس كما ينتهي نفس المتنفس المريد إيجاد عين حرف 
فخرج النفس المسمى صوتاً ولا يعقل كيف ذلك في جناب الحق والله أعلم. 


وعبارة «جمع الجوامع» و«شرحه»: القرآن كلام الله تعالى القائم بذاته غير مخلوق وأنه 
مكتوب في مصاحفنا على الحقيقة لا المجاز ومحفوظ في صدورنا بألفاظه المخيلة للمعنى على 
التعقيطة لأ (البها هتيوه الها حمورةه الملل قله المسديرو ضة على التحاف “اليس لقال 
- الجلال المحلي: ونبهوا بقولهم لا المجاز في الثلاث مسائل على الإشارة إلى أنه ليس المراد 
بالحقيقة كنه الشىء كما هو مراد المتكلمين فإن القرآن بهذه الصفة الحقيقية ليس هو فى 
المصاحف ولا في المندور ولا في الألسنة وإنما المراد بها مقابل النجان أي يضح أن يطل 
على القرآن حقيقة أنه مكتوب محفوظ مقروء أي أن إسناد كل من هذه الثلاثة إلى القرآن إسناد 
حقيقي كل منها باعتبار وجود من الوجودات الأربعة كما لا يخفى لا أنها إسناد مجازي (قلت) 


فارق التحيد فا مانع من الصلاة عليه وإن كان المراد بتلك الصلاة اللحسك دون الروح فسواء 
كان فوق الأرض أو تحت الأرض فإن الشارع ما فرق فكل واحد قد رجع إلى أصله فالتحق 
الروح منه بالأرواح والتحق العنصري بالعنصر فايتأمل ويحرر. 


(وقال): في حديث صلوا على من قال: لاإله إل الله فربط الشارع صحة الصلاة على 
ألمست بالقول لكلمة التو حيذ فمنْ بذ يتور 0 القول أو لم تسفحع منهة قولها كالصبي الر ضيح 
د!:: عه فإن الرضيم يلحق بأبيه في الحكم ومن لم يسمع منه يلحق بالدار والدار دار الإسلام 


المبحث السادس عشر: في حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص 54 


قال الشيخ : وإيضاح ذلك أنه يصح أن يقال القرآن مكتوب محفوظ مقروء وأله غير مخلوق أي 
موجود أزلاً وأبداً اتصافاً له باعتيار الوجودات الأربعة التى هي لكل موجود. وهي الوجود 
الخارجي والوجود الذهني والوجود في العبارة والوجود في الكتابة وهي تدل على العبارة وهي 
على ما في الذهن وهو على ما في الخارج فالقرآن باعتبار الوجود الذهني محفوظ في الصدور 
وباعتبار الوجود اللساني مقروء بالألسنة وباعتبار الوجود الكتابي مكتوب في المصاحف وباعتبار” 
الوجوه الخار سن وه لمعيس القاقع بالةاك المقكاس لسن بالضيدو :ولا بالأنمتة لاني 
المصاحف وأما الألفاظ المركبة من الحروف فإنها أصوات هي أعراض والله أعلم . ْ 

00 بن أبي شريف في الكلام على الكتاب العزيز: اعلم أن القرآن 
يطلق لمعنيين: أحدهما الكلام النفسي القائم بالذات المقدس . الثاني : اللفظ المنزل على 
محمد يِه وهل إطلاقه عليهما بالاشتراك ا مجاز مشهور؟ الظاهر الاشتراك قال 
ثم إن القرآن بالمعنى الأول محل نظر لعلماء أصول الدين وبالمعنى الثاني محل نظر لعلماء 
العربية والفقه وأصوله» قال ووجه الإضافة في تسمية كلام الله بالنعر الوك انس ل عالق 
وبالمعنى الثاني أنه تعالى أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ لقوله تعالى ##بَل هو فيان يجيد (3©) 
ف ليع حم 9©) > [البروج: 0 ا الملك القوله ٠‏ إن لَعولُ ا 
كد 409 لالتكوير: 16] أو لسان النبي لقوله: طتَزْلٌ يو زح اين 67 عَلَ مَلِكَ)ه [الشعراء: 
١9+‏ - 144] ومعلوم أن المنزل على و 0 
القديم «ثم؛ إنه هل يعتبر في التسمية بالقرآن بالمعنى الثاني خصوص المحل كما قيل إنه اسم 
لهذا المؤلف القائم بأول لسان اخترعه الله تعالى فيه أولا يعتبر في التسمية إلا -خصوص التأليف 
الذي لا يختلف باختلاف المتلفظين؟ الصحيح الثاني لأنا نقطع أن ما يقرؤه كل واحد منا هو 
القرآن المنزل على محمد #كِهِ وعلى الأول يكون مثل القرآن لا نفسه قال وقد منع السلف من 
إطلاق القول بحلول القرآن بالمعنى الثاني في اللسان أو في المصحف ومن القول بكونه مخلوقاً 
أدياً واحترازاً عن ذهاب الوهم إلى القرآن بالمعنى الأول الذي هو الكلام النفسي القائم بذاته 
تعالى انتهى . 


وأطال في ذلك. وقال: الذي أقول به وجوب الصلاة على من قتل نفسه خلافاً لبعضهم في 
استناده إلى خبر أن الذي قتل نفسه خالد مخلد في النار يعني خلود تأبيد ونحن نقول لم يرد لنا : 
نص في النهي عن الصلاة على من قتل نفسه فيحمل الخبر على من قتل نفسه ولم يصل عليه 
ولا سيما والأخبار الصحاح والأصول تقضي بخروج قاتل نفسه والخبر الوارد في خلوده في 
النار خرج مخرج الجر أو يحمل على قاتل نفسه من الكفار فإنه لم يقل في الحديث من 
المؤمنين فتطرق الاحتمال وإذا تطرق الاحتمال رجعنا إلى الأصول فرأينا أن الإيمان قوى 
السلطان لا يتمكن معه الخلود في النار على التأبيد إلى غير نهاية والأدلة الشرعية تؤخدذ من 


١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


وعبارة الشيخ أبي طاهر القزويني في كتابه «سراج العقول»: وقد أجمع السلف كلهم على 
أن القرآن كلام الله غير مخلوق من غير بحث منهم بأنه القراءة أو المقروء أو الكتابة أو 
المكتوب كما أجمعوا على أنهم إذَا زاروا قبر رسول الله #َلةِ أن المزور والمصلى والمسلم عليه 
هو النبي يَلِةِ من غير بحث أنه شخصه أم روحه وأطال في ذلك في الباب الخامس من كتابه 
(فإن قلت) فهل نزلت الأحاديث القدسية على رسول الله 6 لفظأ أو معنى (فالجواب) أنها 
نزلت معنى لا لفظأ فعبر عنها رسول الله #يٍ بعبارته هو وذلك لأنها لم تنزل للإعجاز بألفاظها 
كالقرآن وهي كلام الله تعالى بلا شك (فإن قلت) فما معنى قوله تعالى: #إنَا جَعَلنَهُ مهنا عَرَييّاك 
[الزخرف: ”"] فإله بوهم اررق ارق (فالحترات) لبون , الجعل بمعنى الخلق في سائر الأحوال بدليل 
قوله تعالى: #وَجَعَلَوأ لْمَلهِكَة أ رن هم يبد لمكن إتما» [الزخرف: ]١5‏ (فإن قلت) فهل يجوز 
لأحد أن يعتقد أن رسول الله ككِةٍ بلغنا شيئاً من القرآن على المعنى (فالجواب) لا يجوز لأحد 
اعتقاد ذلك لأنه لو قدر أنه تصرف في اللفظ المنزل ورواه بالمعنى لكان حيئئذ مبينا لنا صورة 
فهمه لا صورة ما نزل والله تعالى يقول: لين للنّاس ما نَيْلَ ليمك [النحل: 4؛] فمن المحال 
أن يغير كَيِِ أعيان تلك الكلمات وحروفها بل لو فرض أنه يق علم جميع معاني كلام الله عز 
وجل بحيث لا يشل عنه شيء من معانيه وعدل عما أنزل فأي فائدة للعدول وحاشاه من ذلك إذ 
ل ا بااترل إلهع 
وما يتنزل إليهم ولا قائل بذلك فافهمء وقد أطال الشيخ الكلام على حديث القوم الذين يقرؤون 
القرآن لا يجاوز حناجرهم في الباب الخامس والعشرين وثلئمائة من «الفتوحات» فراجعه (فإن 
قلت) فما مثال الوحي إذا ظهر لنا بالألفاظ (فالجواب) أن مثال ظهور الوحي بالألفاظ مثال 
ظهور جبريل عليه الصلاة والسلام في صورة دحية فإن جبريل لم يكن حين ظهر فيها بشرا 
محضاً ولا ملكأ محضاً ولا كان بشراً ولا ملكا معافى حالة واحدة فكما تبدلت صورته فى أعين 
الناظرين ولم تتبدل حقيقته التى هي عليها فكذلك الكلام الأزلي والأمر الأحدي يتمثل بلسان 
العربي تارة وبلسان العبري تارة وبلسان السرياني أخرى وهو في ذاته أمر واحد أزلي فالكافر 
والمشرك يسمع كلام الله وموسى عليه الصلاة والسلام يسمع كلام الله ولكن بين سماعيهما بعد 
المشرقين إذ لو كان سماعهما واحداً لبطل الاصطفاء. 


جهات متعددة ويضم بعضها إلى بعض ليقوي بعضها بعضاً وأما حديث بادرني عبدي بنفسه 
حرمت عليه الجنة» أي قبل رؤيتي لا سيما من قتل نفسه شوقا إلى ربه فإن القاتل نفسه لولا 
ظن الراحة عند ربه ما قتل نفسه ولا بادر إلى ذلك والله يقول: أنا عند ظن عبدي بي قال: 
وهذا هو الأليق أن يحمل عليه لفظ هذا الخبر الإلهي إذ لا نص صريحاً يخالف هذاالتأويل وإن 
ظهر فيه بعد فلبعد الناظر فى نظره من الأصول المقررة التى تناقض هذا التأويل فإن فى 
ال ع ا ل اا ا ا 
ما ذكرناه | ه فليتأمل ويحرر. 


المبحث السادس عشر: فى حضرات الأسماء الثمانية بالخمصوص ١/1‏ 


شيوخ السلف مثل الإمام أحمد وسفيان وسائر أصحاب الحديث كانوا أكثر علماً وأغزر فهماً 
وأكمل عقلاً ومع ذلك فزجروا أصحابهم لك 
علم الكلام لعلمهم بأن استخلاص الغقائد الصحيحة من بين فرث النسة ودم التعطيا 
جدا إلا على من رزقه الله الفهم عنه إذ غالب النأس لا يتفطئون للفرق بين المقروء 0 
قخاف السلف على أصحابهم أن تتزتزل عقائدهم فأمروهم بمحافظة الأمر الظاهر والإيمان به 
قطعاً من غير بحث على المعنى الحقيقي إذ قد صح إيمان المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله 
وقالوا لأصحابهم: اقرؤوها كما جاءت من غير كيف وقولوا آمنا به وصدقنا ولعمري إن في 
ذلك مصلحة عظيمة للعوام وأما الأثئمة فمحال أن يخفى عليهم التحقيق فى هذه المسألة رضى 
قال اللحافظ الذهبى رحمه الله: وإنما وقعت المحنة للعلماء فى زمن المأمون دون غيره 
من الخلفاء لأن المأمون كان فقيهاً ماهراً قد طالع كتب الفلاسفة فسجره ذلك إلى القول بخلق 
القرآن ولولا ذلك لكان من أحسن الخلفاء عقيدة ورأياً ودينا وأدباً وسودداً ثم تولى بعده أخهوه 
المعتصم فامتحن العلماء كذلك في مسألة خلق القرآن وجدد مذهب أننيه المأمون ثم تولى بعده 
الوائق بن المعتصم فامتحن العلماء كذلك بإغراء أحمد بن أبي داود مدة ثم تاب الواثق وأظهر 
السنة انتهى والله تعالى أعلم. 
وأما نقول الشيخ محبي الدين رضي الله تعالى عنه في هذه المسأئة فقال في الباب الرابع 
والثلاثين من «الفتوحات» (إن قلت) ما الحكمة في تخصيص نزول القران في ليلة القدر 
دوا إنما خص نزوله بليلة القدر لأن بالقرآن تعرف مقادير الأشياء وموازينها وكان نزوله 
فى الثلث الآخر منها انتهى (فإن قلت) فما المراد بقوله تعالى : هما أيهم ين وْحكْرٍ ين نيهم 
ْدَثِ 4 [الأنبياء : ] (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب التاسع والستين وتلثمائة : إن المراد أله 
محدث الإتيان لا ميحدث العين فحدث علمه عئدهم حين سمعوه وهذا كما تقول -حدث اليوم 
عندنا ضيف ومعلوم أنه كان موجوداً قبل أن يأتي وكذلك القرآن جاء في مواد حادثة تعلق 


(وقال): وجه من منع الصلاة على شهيد المعركة كونه جاء بنص القرآن كحياة زيد 
وعمرو ومن كان بهذه المثابة فلا يصلى عليه ووجه من قال: يصلي عليه مع اعتقاده إيماناً أنه 
حي كونه انقطع عمله فهو وإن كان حيا قد انقطع عن العمل فيدعى له فيزاد في درجاته ويصير 
ذلك كأنه من عمله وقال: الذي أقول به في الأطفال المسبيين من أهل المحرب إذا ماتواء ولم 
يحصل منهم تمييز ولا عقل بأنه عليهم فإنهم على فطرة الإسلام كما في حديث: «كل مولود 
يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه» وأنه قال: وما قلنا أولى ممن قال: لا يصلى عليهم 
لأن الطفل مأخوذ من الطفل وهو ما ينزل من السماء غدوة» وعشية» وهو أضعف من الرش 


1 الجزء الأول من البواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


السمع بها فلم يتعلق الفهم بما دلت عليه الكلمات فله الحدوث من وجه والقدم من وجه (فإن 
قلت) فإذن الكلام لله والترجمة للمتكلم (فالجواب) نعم وهو كذلك بدليل قوله تعالى مقسماً أنه 

يعني القرآن ##لْعَوْلُ يسول 5و [التكوير: 114 فأضاف الكلام إلى الواسطة والمترجم كما أضافه 
تعالى إلى نفسه بقوله ٠:‏ «تأيره 5 حَقٌّ يَسْمَمَْ كلم ألو [العوبة: +] فإذا تلى عليئا القرآن فقد سمعنا 
كلام الله وموسى لما كلمه ربه سمع كلام الله ولكن بين السماعين بعد المشرقين كما مر فإن 
ذلك يدركه من يسمع كلام الله بلا واسطة لا يساويه من يسمعه بالوسائط انتهى . 

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: ما دام القرآن في القلب فلا حرف ولا 
صوت فإذا نطق به القارىء نطق بصوت وحرف وكذلك إذا كتيه لا يكتبه إلا بصوت وحرف 
وسمعته يقول أيضاً: المفهوم من كرون القرآن أنزل حروفاً منظومة من اثنين إلى خمسة حروف 
فأكثر متصلة أو منفردة أمران كونه قولاً وكلاماً ولفظأً وكونه يسمى كتاباً ورقماً وخطاً فإن نظرت 
إلى القرآن من حيث كونه يحفظ فله حروف الرقم وإن نظر إليه من حيث كونه ينطق به فله 
حروف اللفظ فلماذا يرجع كونه حروفاً منطوقاً بها هل هي لكلام الله الذي هو صفعه أو 
للمترجم عنه الحق الثاني انتهى . وسمعته أيضاً يقول في قوله تعالى: ردن كتروا أَعلق 
كراب شك ته الطنتات ماك دوه إذا جنات ل ذه ميك [النور: 4؟] فكما أن الظمآن 
يحسب السراب ماء وليس هو بماء كذلك حكم من يسمع كلام الله يحسب كلامه تعالى بصوت 
وحرف وليس هو في نفس الأمر بصوت ولا حرف وإن كان من المحال أن يظهر أمر في صورة 
أمر آخر إلا بمئاسية تكون بينهما فهو مثله فى النسبة لا مثله فى العين فكما أن الظمآن إذا جاء 
الدزات لم دهتجا كما كان يراه كذلك من تيدع كلذم الله بصووت حرف إذا كشت ننه 
الغطاء لم يجده بصوت ولا حرف كما سمعه (فقلت له) فهل للحق تعالى أن يتكلم بصوت 
وحرف لإطلاقه تعالى من حيث إنه فعال لما يريد فقال لا يصح ذلك للحق لأنه يلرم منه 
مساواته لخلقه وعدم مباينته لهم فهو تعالى فعال لما يريد مما لا يشبه خلقه فيه وأما تجليه تعالى 
في الصور في الآخرة فليس هو بصور حقيقة كما قلنا في الصوت والحرف انتهى . 

وقد ذكر نحو ذلك الشيخ محيي الدين في الباب الثاني والسبعين وثلثمائة (فإن قلت» فهل 


والوبل والسكب فلما كان بهذا الضعف كان مرحوماً والصلاة رحمه فالطفل يصلى عليه إذا مات 
بكل وجه ا ه فليتأمل ويحرر. وقال الوالي: أولى من الولي في الصلاة على الجنازة لأن 
النبي كله صلى على الجنائز ولم ينقل عنه قط أنه اعتبر الولي ولا سأل عنه وقدم الحسين بن 
علي سعيد بن العاص وهو والي المدينة في الصلاة على الحسن بن علي قال: وإلحاقه في هذه 
المسألة بصلاة الجماعة وصلاة الجمعة أولى من إلحاقه بالولي في مواراته ودفنه وذلك أن 
الوالي له إطلاق الحكم في العموم والخصوص فهو أقرى ممن له الحكم في بعض الأمور فهو 
أولى بالشفاعة عند الله في الميت فإنه نائب الشارع ونظر الشارع إلى من استخلفه أعظم من 


المبحث السادس عشر: 0 حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص 1 


يصح سماع خطاب الحق تعالى من غير مظهر صوري (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب 
الرابع والثمانين وثلثمائة أنه لا يصح لعبد أن يسمع كلام ربه قط إلا من وراء مظهر تقييدي 
يتجلى الحق تعالى له فيه يكون ذلك المظهر حجابا عنه تعالى ودليلا عليه فلا يشهد عبد قط في 
حال المنازلات الشطابية إلا مظاهر صورية عنها يأخذ ما يترجم له من الخحقائق والأسرار وهي 
السنة المفهومة ألا ترى أنه تعالى ما كلم موسى عليه الصلاة والسلام إلا في تجليه له في صورة 
جاجته التي هي النار أنتهى . 

قلت: وهو كلام يحتاج إلى تحرير فليتأمل والله أعلم (فإن قلت) فهل يقال إن القران 
القديم حال في القلب بلا صوت وحرف أم بصوت وحرف (فالجواب) إن القرآن ما دام في 
القلب فهو إحدى العينين لا صوت فيه ولا حرف كما مر فهر في قلوب العلماء به على غير 
الصورة يظهر بها في ألسنتهم لأن الله تعالى جعل لكل موطن حكماً لا يكون لغيره ثم إن 
الخيال يأخذه مب ن القلب فيجسده ويقسمه ثم يأخذ منه اللسان فيصيره ه بشاكلته ذ! حرف وصوت 
ويقيل به سصمع الآذان وقد قال تعالى: م 4 يسَمَمَ كلم أبنّو» [القوبة: 5] فتلاه 
رسول الله يخ بلسانه أصواتا وحروفاً سمعها الأعرابي يسمع أذنه في حال ترجمته فالكلام لله 
بلا شك والترجمة للمتكلم به كائناً من كان أي من حيث الحروف والأصوات ويصح إسناد 
الكلام إلى العيد مجازاً كما يأتي بسطه قريباً في باب الأسرار والقلب بيت الرب انتهى ذكره في 
الباب التاسع والعشرين وثلثماثة . , 

وقال في باب الأسرار: ل ا 
ولا يكون محلا اك 
ويه يجب الإيمان أ ا ل 
والبنان فحدثت الألواح والأقلام وما حدث الكلام وحكمت على العقول الأوهام بما عجزت 
عن إدراكه الأفهام ولو قدر أنه ينال بالإلهام لكان العامل به هو العلام انتهى . 

وقال فيه أيضاً الذكر القديم ذكر الحق وإن حكى ما نطق به الخلق كما أن الذكر الحادث 
ما نطق به لسان الحق وإن كان كلام الحق إذا كان الحق تعالى يتكلم على لسان العبد فالذكر 


نظره إلى غيره وكلامه أقبإ , عنده لكونه فوض إليه الحكم فيه ولاه وقال في قوله تعالى: #هو 

ألَبِى يِصَلٍ عينم ك4 [الأحزاب: 47) إنما فصل تعالى بين صلاته علينا وبين صلاة 
الملائكة دون صلاته تعالى على محمد و في قوله: إن لَه وبلَبِكَنَهْ يسَدْرنَ عل اليّ:)» 
[الأحزاب: ل 


الحق في قوله: «عليكم» فحصل له يل الصلاة عليه جمعاً وإفراداً. 


(وقال): من غيرة الله تعالى أنه ما من مخلوق إلا ولمخلوق آخر عليه يد بوجه ما فإن 
أراد مخلوق الفخر على مخلوق بما أسداه إليه من الخير تكس رأسه ما كان من مخلوق آخر إليه 


17 الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأ5:. 


قديم ومزاجه العيد من تسنيم لا يعرف الحق في هذه المسألة إلا من كان الحق تعالى قواه ولا 
يكون قواه إلا إن قواه. وقال فيه أيضأ الحادث محدث وكلام الله له اللحدوث والقدم قله عموه 
الصفة لأن له الإحاطة وحدوئه وروده علينا كما يقال: حدث عندنا اليوم ضيف انتهى . 

وقال فيه أيضاً: لا يضاف الحدوث إلى كلام الله إلا إذا كتبه الحادث أو تلاه ولا يضاف 
القدم إلى كلام الحادث إلا إن سمعه من الله. 

وقال فيه أيضاً: أصدق القول ما جاء في الكتب المنزلة والصحف المطهرة مع تنزيهه 
الذي لا يبلغه تتزيه نزل إلى التشبيه الذي لا يماثله تشبيه فنزلت آياث بلسان رسوله وبلغ رسوله 
بلسان قومه وما ذكر صورة ما جاء به الملك هل هو أمر ثالث ليس هو مثلهم أو مشترك وعلى 
كل حال فالمسألة فيها إشكال لأن العبارات لنا والكلام لله ليس هو لنا فما هو التنزل والمعاني 
لا تتنزل إن كانت العبارات فما هو القول الإلهى وإن كان القول فما هو اللفظ الكتابي وهو 
اللفظ بلا ريب فأين الشهادة والغيب إن كان دليلاً فكيف هو أقوم قيلاً وماثم قيل إلا من هذا 
إياه لقوله: مَجِرَهُ حَقَّ يَسَمَمَ كلم أله [العوبة: 1] أنت الترجمان والمتكلم الرحمن الحروف 
ظروف والصفة عين الموصوف انتهى . 

وهذاالا يكى على مدهي نا يقول ليست الضقات عيذ ولا غير فليتحوزن وقال:فيه أيشا 
القرآن كله قال الله وما جاء فيه قط تكلم الله (فإن قلت) ما الحكمة في ذلك (فالجواب» أنه لو 
جاء في القرآن تكلم الله ما كفر به أحد ولا أنكر فضله ولا جحد ألا ترى قوله تعالى: «وَكلْمَ 
أنه مُوسَق تَكَلِيمَاك [الساء: 154] كيف أثر فيه كلامه وظهرت عليه أحكامه فإن الكلام مأخوذ 
من الكلم الذي هو الجرح والتأثير فإذا أثر القول فما هو لذّاته ففرق يا أي بين القول والكلام 
كالفرق بين الوحي والإلهام وبين ما يأتيك في اليقظة والمنام تكن من أهل ذي الجلال والإكرام 
انتهى . فيه أيضاً ما العجب إلا منا كيف نتلوا كلامه وهو قائم بذاته والله إنها سطور مسدلة 
وأبواب مقفلة وأمور مبهمة وعبارات موهمة هي شبهات من أكثر الجهات انتهى. (فإن قلت) 
فهل تتشكل الحروف اللفظية في الهراء أم تذهب هباء منثورا بعد خروجها (فالجواب) كما قاله 
الشيخ في الباب السدس والعشرين إنها تتشكل في الهواء إذا خرجت ولذلك تتصل بالمسموع 


لتكون المنة لله وحده ولذلك قال يل للأنصار لما ذكر لهم أن الله تعالى هداهم به يلل لو شئتم 
لقلتم وجدناك طريداً فآويناك وضعيفاً فنصرناك. الحديث. فذكر ما كان منهم في حقه لَه وكان 
الله قادراً على نصره من غير سبب ولكن فعل ما تقتضيه الحكمة من ربط الأسباب بعضها ببعض 
قال: وهذا من أسرار المعرقة فاجعل بالك له. 


3 ارم ماص اريرة عر را 


(وقال): في قوله تعالى: #في يبوت أَيِنَ لله أن تَرَقمَ وَيَيْصكَرٌ فيبَا آَسْمةٌ» [النور: 5©] الآبة 


البحث السادس عشر: فى حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص هاا 


على صورة ما نطق بها المتكلم فإذا تشكلت في الهواء تعلقت بها أرواحها ولا يزال الهواء 
يمسك عليها شكلها وإن انقضى عملها فإن عملها وتأثيرها إنما يكون في أول ما تتشكل في 
الهواء ثم بعد ذلك تلحق بسائر الأمم فيكون شغلها تسبيح ربها(فإن قيل) فإذا كانت كلمة كفر 
فهل تكون مثل كلمات الخير في كون شغلها تسبيح ربها (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب 
السابق إنما يكون شغلها تسبيح ربها ولو كانت كلمة كفر فإن وبال ذلك إنما يعود على المتكلم 
بها لا عليها لأنها نشأت مسبحة لله لا يعلم بما على قائلها من الثم وقد جعل الشارع العقوبة 
على المتلفظ بها بسببها كما يؤيده حديث إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقى لها بالا 
يهوى بها في نار جهدم سبعين خريفاً وتأمل كلاه الله تعالى تراه يمجد ويعظم ويقرأ على جهة 
القربة إلى الله تعالى وفيه جميع ما قالت اليهود والنصارى في حق الله تعالى من الكفر والسب 
وهي كلمات كفر عاد وبالها على قائلها وبقيت الكلمة على بابها تتولى عذاب قاتلها يوم القيامة 
أو نعيمه (فإن قلت) فإذن هذه السحروف الهواتية اللفظية لا يدركها موت بعد وجودها 
(فالجواب) تعم لا يلحقها موت بخلاف الحروف الرقة لأنها تقبل التغير والزوال إذ هي في 
محل يقبل ذلك وأما الأشكال اللفظية فلها البقاء لكونها في محل لا تقبل التغير (فإن قلت) فما 
الحكمة في قوله تعالى: دا أت الْدانَ كأسَتَهِدٌ بِأسَّه) [النحل: 98] دون قوله فإذا قرأت الفرقان 
مع أنه من أسماء ؟! لقرآن (فالجواب) إنما لم يقل الفرقان لأن الفرقان يطرد إبليس فلا يحضر 
القارىء فلا يحتاج إلى الاستعاذة بالله منه بخلاف القرآن فإن جمع فيدعو إبليس إلى الحضور 
لاج القارىء إلى الاستعاذة بالله منه (فإن قلت) فلم لم يؤمر المستعذ بالاستعاذة من إبليس 
بأحد من أولي العزم من الرسل والملائكة لكون كيده ضعيفاً وأولو العزم أقوى منه بيقين 
(فالجواب) إنما كان كيد الشيطان ضعيفاً بالنظر للقدرة الإلهية أما بالنظر إلى الخلق فهو قوي 
جداً لأنه في حضرة الإرادة التي قهرت العالم كله ولذلك كان الاستعاذة منه باسم الجامع الذي 
هو الله دون غيره فأي طريق أتاهم منها وجد الاسم ما نعاله عن الحضور بخلاف الأسماء 
الفروع (فإن قلت) فهل يثاب القارىء على قراءة ما حكاه الحق تعالى عن عباده مثل ثواب ما 
لم يحكه مما اختص به تعالى (فالجواب) نعم يثاب على ذلك ثواب كلام الله الذي لم يحكه 
عن أحد من خلقه لكونه قديماً ولو حكاه عن الخلق كما أن العارف يأخذ كلام الحق الذي قاله 


معنى رفعها تمييزها عن البيوت المنسوبة إلى الخلق ويذكر فيها اسمه أي بالأذان» والإقامة 
والتلاوة والذكر والموعظة «شْسَيَمْ» أي يصلي ##لَمُ فا بالْعْدوٍ ََلآَصَال (©) رِبَالُ» إنما لم يذكر 
النساء لأن الرجل يتضمن المرأة فإن حواء جزء از فاضي يدكر الرمجان. عن الا #اتكدرينا 
للرجال طلا تُلهِيم» أي لا تشغلهم طيَرَهُ» أي بيع وشراء طولًا يمك [النور: 89] أي وحدة 
وأطال في تفاصيل ذلك. وقال في قوله تعالى: #إنكت الصّكلزة تَنْعَن عرن الْفحسك والشكر» 
[العذكيوت: 5] إنما كانت كذلك لأن المصلي بمجرد الإحرام بها يحرم عليه التصرف في غير 

الصلاة ما دام في الصلاة فنهاه ذلك الإحرام عن الفحشاء والمنكر فانتهى فصح له أجر من عمل 


كا الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ابتداء بغير الوجه الذي قاله تعالى استدعاء وكما أنه يأخذ ما حكاه الحق تعالى عن عبيده 
بالمعنى بغير الوجه الذي يحكيه عنهم باللفظ وقد قال الشيخ في الباب الثاني والتسعين وماثة إذا 
تلوت القرآن فاعلم ممن تتراجم فإن الله عز وجل تارة يحكي قول عبده بعينه وتارة يحكيه على 
المعنى. مثال الأول قوله تعالى حكاية عن قول رسول الله يله لأبي بكر لا عَحْرَّنْ إن الله 
َمْسا [التوبة: .]4٠‏ ومثال الثاني قوله تعالى حكاية عن قول فرعون #يَهسَجُ أبن لي صَرُعَا» 
91 فانم إتهانقال ذلك ببلعبان الدعل فر فمك الشريمة عله باللساة العرق والفسى وانعة 
فهذه الحكاية على المعنى فهكذا فلتعلم الأمور الإلهية إذا وردت يفرق القارئة بين كلدم الله 


أصالة وبين كلامه حكاية ويميزه عن بعضه بعضاً فآخر قول الله عر وجل : 8وَإِدْ أَحَدَّ أَشَّهُ سك 


َال مَأَفْرَرَثْمَ وَلَمَدْمْ عن دلي إِضْرى #4 [آل عمران: ]4١‏ قالوا ثم إنه تعالى حكى قولهم عن 
جماعتهم أقررنا وكذلك قوله عن المنافقين 8إنَا مَمَكْمَ إِنَمَا عجن مُسَتَهَرْمُوق 4 [البقرة: 14] وإلى هنا 
انتهى قوله تعالى ثم إنه حكى عنهم قولهم: #إإِنًا مَمَكُمْ إِكَمَا عن مُسْتبْزِمُوق4 [البقرة: ]١4‏ وقس 
على ذلك ما يشاكله في القرآن تجده كثيراً وهذا علم لم أجد لأحد قدما فيه من أهل عصري 
فالحمد لله الذي أهلنا لذلك فإنه ليس لنا مادة نستخرج منها علومنا إلا القرآن العظيم وما كل 
أحد أوتي مفاتيح الفهم فيه إنما ذلك لأفراد من الناس (فإن قلت) إذا كان القرآن كله عربياً فلم 
لا تفهم العرب منه معاني الحروف التي هي أوائل السور المرموزة (كآلم) و(المص) ونحو ذلك 
فإنه بلسانهم (فالجواب) إنما لم يكن جميع العرب تفهم هذه الحروف ليبقى لهم الإيمان بها 
ولم يفهموا انتهى. فلذلك جعل الله تعالى فهمها خاصاً بأهل الكشف ولا يقال إن أهل الكشف 
لا يعرفونها أيضاً لأنا نقول إنه لا بد من أن يعلمها رسول الله يف ومن شاء الله تعالى وإلا فلو 
لم يصح لأهل الكشف علمها لكانت حشواً ولا يجوز ورود ما لا معنى له في الكتاب والسنة 
كما عليه الجمهرر من علماء الأصول خلافاً للحشوية بإسكان الشين المعجمة مأخوذ من قولهم 
إن في القرآن حشواً ورأيت في الباب الثامن والتسعين ومائة من «الفتوحات» ما نصه: اعلم أن 
جميع الحروف المقطعة أوائل السور كلها أسماء ملائكة: قال: وقد اجتمعت بهم في بعض 
الوقائع وما منهم ملك إلا وأفادني علماً لم يكن عندي فهم من جملة أشياخي من الملائكة فإذا 
بأمر الله وطاعته وأجر من انتهى عن محارم الله في نفس الصلاة وإن لم ينو هو ذلك فانظر ما 
شرف الصلاة كيف أعطت هذه المسألة العجيبة وقليل من أصحابنا من تفطن لها. 


(وقال): من تعدى إلى غيره وهو محتاج إليها فهو عاص وصدقته لهواه لا لله لأن الشارع 
قال له: ابدأ بنفسك وإذا خرج الإنسان بصدقته فأول ما يلقاه نفسه قبل كل نفس وهو إنما خرج 
بها للمحتاجين وقد شرع الحق لنا أيضاً أن نبدأ في الهدية بالأقرب فالأقرب من الجيران فإن 
رجحنا الأبعد فقد اتبعنا الهوى وما وقفنا عند حدود ربنا. وقال في قوله كَلْخَ في حق قوم: 


نطق القارىء بهذه الحروف كان مثل ندائهم فيجيبونه لأنه ثم رقائق ممتدة من ذواتهم إلى 
أسمائهم فإذا قال القارىء (المّ) مثلاً قال هؤلاء الثلاثة من الملائكة ما تقول فيقول القارىء ما 
بعد هذه الحروف فيقولون له صدقت إن كان خيراً ويقولون هذا مؤمن نطق بحق وأخبر بحق 
فيستغفرون له وهكذا القول في (المَصّ) ونحوها قال وهم أربعة عشر ملكا آخرهم (3ّ) قال وقد 
ظهروا في منازل القرآن على وجوه مختلفة فمنازل ظهر فيها ملك واحد وهو (صٌ) و(ق) و(3) 
ومنازل ظهر فيها اثنان مثل (طسن) و(ايسّ) ولاحتم) وصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكا بيد 
كل ملك شعبة من الإيمان فإن الإيمان بضع وسبعون درجة والبضع من واحد إلى تسع فقد 
استوفى هنا غاية البضع وأطال في ذلك ثم قال فمن نظر في هذه الحروف وهذا الباب الذي 
فتحته له رأى عجائب سخرت له هذه الأرواح الملكية التي هي هذه الحروف أجسامها فتمده 
بما بيدها من شعب الإيمان وتحفظ عليه إيماله إلى الممات انتهى . 


(خاتمة) ذكر الشيخ في الباب الثاني والثمانين وثلثمائة أن جميع المحكم من القرآن عربي 
وجميع المتشابه أعجمي ومعلوم أن العجمية عند أهلها عربية والعربية عند أهلها عربية ومائم 
عجمة إلا في الاصطلاح والألفاظ والصور الظاهرة» وأما في المعاني فكلها عربية لا عجمة فيها 
فمن ادعى معرفة علم المعاني وقال بالشبه فيها فلا علم له بما ادعاه فإن المعاني كالنصوص 
عند أهل الألفاظ لكونه بسائط لا تركيب فيها فلولا التركيب ما ظهر للعجمة صورة فى الوجود 
فاعلم ذلك وحرره والله يتولى هداك (وأما الكلام على الاسم الباقي تعالى) فاعلم أن الباقي هو 
من كان بقاؤه مستمرا لا أول له ولا آخر وبعضهم استغنى بذكر اسمه الحي عن ذكر هذا الاسم 
فإن الصفات الإلهية إنما هي سبعة في الحقيقة عدد نجوم الثريا وإنما استغنى بالحي تعالى لأن 
الحي من كانت حياته أبدية لا افتتاح لها ولا انتهاء وقد تقدم في مبحث كون الصفات الإلهية 
عيئاً أو غيراً أن الأصوليين اختلفوا فى صفة البقاء وأن الأشعري وأكثر أتباعه على أنها صفة 
زائدة على الذات وأن المعتزلة والقاضي والإمامين قالوا إنه تعالى باق لذاته لا ببقاه وأدئة 
الفريقين مسطورة في كتب أصول الدين والله تعالى أعلم. 


الميحث السابع عشر: في معثى الاستواء على العرش 
اعلم أن هذا المبحث من عضال المباحث» فلنبسط يا أخي الكلام فيه بنقول المتكلمين 


لينصب لهم يوم القيامة منابر في الموقف ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء؟ 
المراد بالشهداء هنا الرسل إذ هم شهداء على أممهم وإنما كانوا يغبطون هؤلاء القوم لما هم فيه 
من الراحة» وعدم الحزن والخوف في ذلك الموطن لأنهم لم يكن لهم أمم ولا أتباع كالأنبياء؛ 
والرسل» والأئمة المجتهدين فهم آمنون على أنفسهم والأنبياء والأئمة خائفون على أممهم 
وأتباعهم , فلذلك ارتفع الخوف والحزن عن هؤلاء القوم في ذلك اليوم في حق غيرهم والأنيياء 


١4‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


والعارفين حتى يتجلى لك وجه الحق فيه إن شاء الله تعالى فنقول وبالله التوفيق: قال الشيخ 
صفى الدين بن أبى المنصور فى رسالته يجب اعتقاد أن الله تعالى ما استوى على عرشه إلا 
ل ا ا لل ع ا 00 
يجوز أن يطلق على الذات العلي أنه استوى على العرش وإن كانت الصفة لا تفارق الموصوف 
في جانب الحق تعالى لأن ذلك لم يرد لنا التصريح به في كتاب ولا سئة فلا يجوز لنا أن تقول 
على الله ما لا نعلم فكما أنه تعالى استوى على العرش بصفته الرحمانية كذلك العرش ول عنواه 
به استوى واعلم أن غاية العقل في تنزيه الباريء عن كيفية الاستواء أن يجعل ذلك استواء تذبير 
كما استوى الملك من البشر على مملكته كما قالوا في استشهادهم بقولهم: قد استوى بشر 
على العراق. وأين استواء البشر الذي هو مخلوق من استواء البارىء جل وعلا فتأمل وسيأتي 
بسط ذلك في الخاتمة آخر المبحث الاتي بعده إن شاء الله تعالى وقد أنشد الشيخ محبي الدين 
في الباب الثالث عشر من «الفتوحات»: 
التعرشن.واللةبالرعين فول .وعامشوةرفةاالتشول معفول 
وأى حول لمخلوق ومقذدرة لولاه جاء به عقل وتنزيل 
وأطال في ذلك (فإن قلت) فما وجه الحكمة في كون الاستواء لم يكن يجيء في الكتاب 
والسنة إلا للاسم الرحمن (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين وماثئة أن وجه 
الحكمة في ذلك إعلام الحق تعالى لنا أنه لم يرد لنا بالإيجاد إلا رحمة الموجودين كل أحد يما 
يناسبه من رحمة الإمداد أو رحمة الإمهال أو عدم المعاجلة بالعقوبة لمن استحقها ونحو ذلك 
فعلم أن الاسم الرحمن من أعظم الأسماء حكما في المملكة ويليه الاسم الرب ولذلك لم يرد 
لنا أن الحق تعالى ينزل إلى سماء الدنيا إلا بالاسم الرب المحتوي على حضرات جميع 
المربوبين انتهى. (فإن قلت) فما الحكمة في إعلامه تعالى بأنه استوى على العرش بناء على أن 
المراد بالعرش مكان مسخصوص في جهة العلو لا جميع الأكران (فالجواب) كما ذكره الشيخ في 
الباب السبعين وثلثماثة أن الحكمة فى ذلك تقريب الطريق على عباده وذلك أنه تعالى لما كان 
هو الملك العظيم ولا بد للملك من مكان يقصده فيه عباده لحوائجهم وإن كانت ذاته تعالى لا 
تقبل المكان قطعاً اقتضت المرتبة له أن يخلق عرشاً وأن يذكر لعباده أنه استوى عليه ليقصدوه 


تخاف على أممها دون أنفسها. وقال: وهذه مسألة عظيمة الخطب جليلة القدر لم نر أحداً ممن 


(وقال): في الباب السبعين في أسرار الزكاة في قوله تعالى: #أوَأقِمُوا الصّلَوةَ وَاثرا امرك 
وَأمْضُوا أله فصا حسما [المزمل: ٠١‏ القرض الحسن هنا هو صدقة التطوع فورد الأمر بالقرض لله 
كما ورد بإعطاء الزكاة وأطال في الاستدلال على ذلك ثم قال: والزكاة المفروضة والصدقة 


و 7 


لفظان: بمعنى واحد قال تعالى: #ْذْ سن مرح صَدَفَهٌ تَطْهْرَهُمٌ وَتيكهم يبا [العوبة: .]1١*‏ 


المبحث السابع عشر: في معنى الاستواء على العرش ىا 


وبالدعاء وطلب الحوائج | فكئان ذلك من جملة رحمته لعباده والتنزل لعقولهم ولولا ذلك لبقي 
مكحي لحكل عار ا ١‏ عرض أن ن يتوجه بقلبه فإن الله تعالى عخلق العبد ذا جهة من أصله فلا 
يقبل إلا ما كان في جهة ما دام عقله حاكماً عليه فإذا من الله تعالى عليه بالكمال واندرج نور 
عقله في نور إيمانه تكافات عنده الجهات في جناب الحق تعالى وعلم وتحقق أن الحق تعالى 
لا يقبل الجهة ولا التحيز وأن العلويات كالسفليات في القرب منه تعالى قال تعالى: يعن أََبُ 
لسرن 5 وقأل قرب ما يكون العيد من ربه وهو ساجد فعلم أن الشرع 
العقول رحمد بهم (فإن قلت) فإذن كل ما كان دُنُوٌ من حضرة 
الحق تعالى فهو عروج وإن كان في السغليات . 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب التاسع والثمانين وثلائمائة: نعم لأن الحق تعالى 
من حيث هو لا يتقيد بالجهات . 

(فإن قلت): فما الحكمة في إخباره تعالى لنا بأنه تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا مع 
أنه تعالى لا تقبل ذاته النزول ولا الصعود. 

(فالجواب): الحكمة في ذلك: فتح باب تعليم التواضع لنا بالنزول إلى مرتبة من هو 
تحت حكمنا وتصريفنا وإعلامنا بأنه كما لا يلزم من الاستواء إثبات المكان كذلك لا يلزم من 
إثبات الفوقية إثبات الجهة وأيضاً فإن إعلامه تعالى لنا بأنه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هم 
من سائل هل من مريض هل من مستغفر ونحو ذلك الإذن لعباده في مساعدنه بالسؤال وطلب 
النوال ومناجاته بالأذكار والاستغفار كما أنه تعالى يسامرهم كذلك بقوله: هل من سائل إلى آخر 
النسق فيقول لهم: ويقولون له: ويسمعهم ويسمعونه من طريق الإلهام كأنهم في مجلس 
الخطاب ولله المثل الأعلى هذا معنى النزول عند أهل العقول انتهى. واعلم يا أخي أن صفة 
الاستواء على العرش والنزول إلى سماء الدنيا والفوقية للحق ونحو ذلك كله قديم والعرش وما 
حواه مخلوق ممحدث بالإجماع وقد كان تعالى موصوفا بالاستواء والنزول قبل خلق جميع 
المخلوقات كما أنه لم يزل موصوفاً بأنه خالق ورازق ولا مخلوق ولا مرزوق فكان قبل العرش 
بستوي علي ماذا وقبل خلق السماء ينزل إلى ماذا 0 فما تتعقله في معنى 





ما تبع العر ف إلا في حق ضعفاء !أ 


ا ل ل مقر وَلْصَسدَكين 4 [التوبة: ]١‏ فسماها صدقة لكن الواجب متها يسمى 
اه وسا ته وعير الواجب مئها يسمى صدقة التطوع ولا يسمى زكاة 0 ا 
الل م هدء اللفظة مع وجود المعنى فيها من النمو والبركة والتطهير. قال: وإنما سماها الله 
صدفة تنبيهاً على أنها أمر شديد على النفس تقول العرب: رمح 0 
النفس تجد لإاخراج هذا المال شدة وحرجاً كما قال ثعلية ب ن خاطب وأطال في ذلك. ثم قال: 
دلو أن تعلبة قال حين قال: لين حَاتَدنَا من فَضَلِدِء عد وَلْتَكوئنّ مِنّ الصّيلست # ل مبا] 
ن شاء الله تعالى لفعل ولم يبخل . قال: وإنما لم يأحدحا هن ٠‏ النبي مق لإخبار الله تعالى أن 





١3م؟‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الاستواء والنزول قبل خلق العرش والسماء فاعتقده بعد خلقهما وأنا أضرب لك مثلاً في الخلق 
تعجز عن تعقله فضلاً عن الخالق وذلك أن كل عرش تصورت وراءه خلاء أو ملأ من جهاته 
الست فليس هو عرش الرحمن الذي وقع الاستواء عليه فلا يزال عقلك كلما ثقف على شيء 
يقول لك فما وراءه فإذا قلت له: خلاء يقول لك: فما وراء الخلاء وهكذا أبد الأبدين ودهر 
الداهرين فلا يتعقل العقل كيفية إحاطة الحق تعالى للوجود أبداً فقد عجر انمقل والله في تمق 
مخلوق فكيف بالخالق وكل من ادّعى العلم بالله تعالى على وجه الإحاطة به كذبناه وقلنا : إن 
كنت صادقاً فتعقل لنا شيعاً لم يخلقه الله تعالى. فإن الله تعالى خالقٌ غير مخلوق بإجماخ جميع 
الملل وقول الشبلي إن الحق تعالى إذا أحيطهم به أحاطوا به فرض محال لأنه لم يبلغنا رقوعه 
لأحد وكيف تصح الإحاطة لمخلوق على الوجه المعقول في حق الخلق اللهم إلا أن يريد 
الشبلي بالإحاطة الإحاطة بأنه لا تأخذه الإحاطة فلا بدع حينئذ كما بسطنا الكلام عليه في كتاب 
الأجوبة عما يتوهم في جناب الحق. 

(فإن قلت): فإذن الحق تعالى لا يحيط هو بذاته لعدم تناهيها على حد ما تتعقله الخلق 
من الإحاطة والتناهي . 

(فالجواب): نعم. وهو كذلك كما أوضحه الشيخ في الباب التاسع والثمانين وثلاثماثة 
فقال: اعلم أن من القول المستهجن قول بعض النظار إن الحق تعالى لا يحيط بنفسه لأن 
وجوده تعالى لا يتناهى ووجوده عين ماهيته ليس غيرها وما لا يتناهى لا يكون محاطأ به إلا أنه 
تعالى لا يتناهى فقد أحاط تعالى علماً بأنه لا تناهي له فضلاً عن العالم قال الشيخ: وهذا القول 
وإن كان مستهجناً من حيث اللفظ فله وجه إلى الصحة وذلك أنه تعالى يعلم من ذاته أنه لا يقبل 
الإحاطة ولا التحيز لانتفاء البدء والنهاية ولمباينته لخلقه في سائر الأحكام. قال: وهذه المسألة 
مزلة قدم فإن غالب الناس إذا سمع أحدا يقول: إن الحق لا يحيط بذاته يبادر إلى الإنكار عليه 
ويقول: بل هو محيط بها على وجه الإحاطة التى تتعقلها الخلق وتعالى الله عن ذلك انتهى . 
وقد نبه على ذلك أيضاً الشيخ عبد الكريم الجيلي في الباب الخامس والعشرين من كتابه 
المسمى «بالإنسان الكامل» ولفظه: اعلم أن ماهية الحق تعالى غير قابلة للإدراك والغاية فليس 


تعلبة يلقاه منافقأ والصدقة تزكي وتطهر من أخرجها والمنافق لا يطهر ولا يزكى فلهذا لم يتمكن 
لرسول الله يلم أخذها منه وكذلك لم يأخذها منه أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما فلما ولى 
عثمان رضي الله عنه أخذها منه متأولآء وقال: إنها حق الأصناف الذين أوجب الله تعالى لهم 
هذا القدر في عين هذا المال. 


(قال الشيخ): وهذا الفعل من جملة ما انتقد على عثمان رضي الله عنه ولا ينبغي الانتقاد 
عليه لأنه مجتهد فعل ما أداه إليه اجتهاد» وقد قرر الشارع حكم المجتهد ولم ينه رسول الله وك 
أحداً من أمرائه أن يأخد من هذا الشخص صدقته ولا يلزم غير النبي 4# أن يطهر ويزكي مؤدي 


المبحث السابع عشر: في معنى الاستواء على العرش اما 


لكماله تعالى غاية ولا نهاية فهو سبحاته يدرك ماهيته ويدرك أنها لا تدرك فى حقه ولا ححق غيره 
أعني يدركها بعد أن يدركها أنها لا تقبل البدء ولا النهاية فإن نفي البدء والنهاية درجة من 
درجاته التي تميز تعالى عن العالم بها قال تعالى : ظرَفِيمٌ الدَرْكتِ ذو الْمَرْضٍ [غافر: 16]. 
كآنه تعالى يقول: ليس لي نهاية في نفسي حتى يتعلق بها علمي قال: وقولنا إن الحق تعالى 
يدرك ماهية ذاته وصف له بالعلم والقدرة ونفي الجهل وقولنا: ويدرك أنها لا تدرك نفي للتشبيه 
وإثبات للتنزيه قال: ومن هنا ينقدح لكا الجر اف عن قر الإمام الغزالي رحمه الله: ليس في 
الإمكان أبدع مما كان. أي: لأن كل ما كان من هيئات الممكنات وأحوالها قد تعلق به العلم 
القديم والعلم القديم لايقبل زيادة أبداً فكذلك معلومه فصح أنه ليس في علم الحق أبدع من 
هذا العالم من حيث كونه في رتبة الحدوث لا يرقى قط لرتبة الخالق فلو خلق تعالى ما خلق 
أبد الآبدين لا يخرج عن رتبة الحدوث هذا مراد الغزالي رحمه الله انتهى . 

(فإن قلت): فإذا كانت ذات الحق تعالى تجل عن الاستواء والنزول إلى الكرسى وإلى 
بكيات لديا ترق تعالن ديه رهد الأمون معد اليا أزل تقر قيماممكن فول تال : 
#ركات عَرْشْم عل الَْآو» [هود: 07. مع أن في معنى الحديث كل شيء خلق من الماء 
فشمل العرش وما حواه. 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع عشر وثلاثماثة : إن على ههنا بمعنى في 
أي كان العرش في الماء بالقوة فإن الماء أصل الموجودات كلها فهو لها كالهيولى لجميع ملك 
الله تعالى إذ هو عرش الحياة فعلم أن العرش هنا كناية. عن جميع ملك الله تعالى وكان حرف 
وجودي أي الملك كله موجود في الماء. 

(نإن قلت): فما معنى حديث: «كان رينا في عماء ما فوقه هواء فإنه تحته هواء؟. فإثه 
أثبت له صفة الفوق والتحت مع أن ما في الحديث نافية لا موصولة فليس فوق العماء الذي كان 
الحق تعالى فيه هواء ولا تحته هواء وذلك ليخالف مرتبة المحدثات فإن العماء عند العرب هو 
السحاب الرقيق وكيف أجابه يه بما ذكر مع أن السائل | إنما قال يا رسول الله أين كان ربنا 
قبل أن يخلق الخلق فما هذا العماء إن كان ممخلوقاً فالسؤال باق من السائل . 


الزكاة فهو يأخذها للأمر العام بإعطائها وإن كان ذلك لا يطهر المتصدق والله أعلم. 

(وقال»: في قوله تعالى: بوم محم عَلَنََا ى ذار جَهَتَمَ فتكركك بها عِجَاهُهُمْ وَحولم 
7 َطْهُورْهُم [العوبة: 0] إنما خصٌ الكي بهذه الثلاثة أعضاء والله أعلمء لأن السائل إذا رآه 
صاحب المال مقبلاً إليه انقيضت أسارير جبهته لعلمه أنه جاء يسأله من ماله فتكوى جبهته ثم إن 
المسؤول يتغافل على السائل» ويعطيه جانيه كأنه ما عنده له خير فيكوى بها جنيه فإذا عرف من 
السائل أنه يطلب منه ولا بد أعطاه ظهره وانصرف فهذا حكم مانعي زكاة الذهب والفضة وأطال 


مرا الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): أن جواب ذلك لا يذكر إلا مشافهة لأهله لأن الكتاب يقع في يد أهله وغير 
أهله والله أعلم . 

(فإن قلت): فإذا قلتم: إن العرش لا وراء له لأنه اسم لمجموع الكائنات فأين الشلاء 
الذي يكون فيه الحافون من حول العرش يوم القيامة. 


(فالجواب): كما قاله الشيح في الباب الثامن والتسعين ومائة: أنه لا فرق بين كونهم 
حافين من حول !١‏ لعرش ولا بين الاستواء على العرش في عدم التعقز ويكفينا الإيمان في مثل 
ذلك. 


(فإن قلت): فما وجه تسمية العرش بثادانة أسماء عظيم وكريم ومعجيك , فهل هي مترادفة 
أم لا 
ا 


(فالجواب): أنها غير مترادفة من حيث الإحاطة» عظيم لكونه أعظم الأجسام ومن حيث 
إنه أعطى ما فوقه لمن هو في حيطته وقبضته كريم ومن حيث نزاهته من أن يحيط به غيره من 
الأجسام فهو مجيد لشرفه على سائر 0 أعلم. فهذا ما وجدته من «الفتوحات» 
المكية. وقد رأيت في كتاب «سرا اج العقول» للشيخ أب بي طاهر القزويني رحمه الله كلاماً نفيساً 
فى مسألة الاستواء على العرش وها انلدي الك ره فار لبوباقه الموقق: قال فى الباب 
الثالث من كتابه المذكور في قوله: االيَعنُ عَلَ لمش ستو (4)2 ال: 60 اعلم أن الله تعالى 
قد خلقنا من الأرضن فى الأرهئ توخلق فرقنا الهزاه ويقلق عن شرق اللورق السهراك بولا رمى 
0 فوق السموات الكرسي وخلق فوق الكرسي العرش العظيم الذي هو 

عظم المخلوقات ولم يبلغنا في كتاب ولا سنة أن العا الاق قرق ار ا ا ياه 
. 0000 السرادقات والشرفات والأنوان فووا مق عتملة العركن وتوابعه فقوله جل جلاله: ليحن 
مَل لمش اشتو )4 [مه: هآ أي: استدم خلقه على العرش فلم يخلق خارج العرش شيعا 
وجميع ما خلق يخلقٌ دنيأ وأخرى لا يخرج عن دائرة العرش | لأنه حاو لجميع الكائنات ومع 
ذلك فلا يزن في مقدوراته ذرة فأنى يكون مستقره قال: وأولى ما يفسر القرآن بالقرآن. قال 
تعالى: ##وَلمًا يلم أَشْدَمُ وَسْتَوه4 [القصص: .]١14‏ أي: استتم شبابه وقال تعالى : مرج حر 


في ذلك . ثم قال: ونرجو من فضل الله تعالى أن يضاعف الأجر لمن أخرج صدقته بمشقة على 
نفسه فيكون له أجر المشقة وأجر الإخراج كما ورد في الذي يتتعتع عليه القرآن أنه يضاعف له 
الأجر للمشقة التي تناله في تحصيله ودرسه فله أجر المشقة وأجر التلاوة. وقال: ولا يخفى أن 
الذى يكوه ير ملقة أككر مرفياعلة ينها لذ بيقاين :ولا نيك 





(وقال): في قو 0 أب بكر الصديق رضي الله عنه: وإلل لو ملعمو لي عقالا الحديث اعلم 


أن العقل ماخوة هن عقال 'لدابة وإن كان على حقيقة عهال الداية مأسنود من المتل + لان العقل 


العبحث السابع عشر: في معنى الاستواء على العرش ما 


طم شَازَرَمْ هَاستَغلط فَأسْمَو عَلَ سُوقِه# [الفعح: 14] أي : استتم ذلك الزرع وقوي وإذا احتملت 
الآية أو الحديث وجهاً صحيحا سالماً من الإشكال وجب المصير إليه ولكن النفوس تميل إلى 
الخوض في الشبهات وقد اختلف آراء السلف والخلف في معنى آية الاستواء وذكروا في 
تفسيرها كل رطب ويابس وضلت المشبهة بذلك حتى أداهم إلى التصريح بالتجسيم واقتضى 
الأمر بين الأثمة إلى التكفير والتضليل والضرب والشتم والقتل والنهب والألقاب الفاضحة ولله 
تعالى في ذلك سر مع أن الآية عما فهموه بمعزل كما ذكرنا قال: وإيضاح ذلك أن الله تعالى ما 
ذكر الاستواء على العرش في جميع القرآن إلا بعد ذكر -خلق السموات والأرض وذلك في ستة 
مواضع: (الأول): في سورة الأعراف: [04] #إرك رَيِكْ أَمَّهُ الى حَلَقَ اَلتَمَوتِ وَالْارْسَ ف 
ب أَيَامِ ثمّ أسسوئة عل الْمرش # . (الثاني): في سورة يونس : [؟] إن رَيّيٌ أنَّهُ الى خَلَقَ 
لتّموتِ وَالْأْضٌ في سِنَّد يار ثم أسْتّوى عل المر ب ادر 4 . (الغالث): في سورة طه: 41ء 0] 
نيلا يَسَنْ حَلقَ الْدرْسَ وَالتَوتِ اقل ونا البَمَنُ عَلَ الْمَْشٍ ستو 2) »*. «الرابع): في سورة 


انف رقان [205]: #َاالْدِى حَلقَ لسوت ولس وما هما في سسِنَدِ أَيَّاوِ 3 ستو عل العرش 
يَحْسَنُ4 . (الخامس): في سورة السجدة: [4] لله الى حَلَقَ لسوت وَالأرْسَ وما يتَهُمَا فى 
سِنَّةَ أََامٍ ل أستون هَل العرش ما لَك من دويق من ولو ولا م4 (السادس): في سورة 
الحديد: [4] هر َنَِى َلَقَ لسوت وَالْاَيِضَ ف 2 ياو 2 أستو مَل لمش يع م لم في 


الأرض # . 


(والمعنى): في هذه الآيات كلها ثم استوى الخلق على العرش أي: استتم خلقه بالعرش 
فما خلق بعد العرش شيئاً كما يقال: استقر الملك على الأمر الفلاني واستقر الأمر على رأي 
القاضي أي : ثبت وهو مأ روى عن ابن عباس أنه قال: استوى استقر انتهى. وهو بمعنى أسثتم 
واستكمل قال: وأصل الاستواء في العربية المساواة قال تعالى : لال يَسْتَوى الدِنَ يلون ون لا 
يَعَمُونَ4 [الزمر: 4]. وقد جعل الله تعالى لكل شيء نهاية وكمالاً. فإذا بلغ حد الكمال قيل: 
استوى ومنه استواء الشمس واستواء الميزان وإذا تمكن الجالس على موضعه واستمر يقال: 
استوى قال تعالى : ##فَإدًا أَسْتَوتَ أنْتَ ومن تَعَْكَ عَلَ الْرقِ» [المؤمنرن: 8؟]. وقال «الِتَسْتَوأ عَلَ 
ظُهُود» [الزخرف: *1]. وقال في ذكر السفينة #وَأسْيَوَت عَلَ اَلْوْوِيٌ» [هود: ؛:] ولما أكمل الله 


متقدم على عقال الدابة فإنه لولا ما عقل أن هذا الحبل إذا شدت به الدابة قيدها عن السراح ما 
سماه عقالا وقال الذي أقول به: إن الزكاة لا تجب على الكافر ومع ذلك إن جاء بها إلينا 
قبلناها منه وجعلناها فى بيت مال المسلمين ومن ردها عليه فقد عصى أمر رسول الله د 


(وقال): الذي أقول به: إنه لا يجب على المالك إخراج الزكاة عن ماله الذي هو في ذمة 
الغير وهو الدين حتى يقيض » يمر عليه وهو في يد القابضى وقال: زكاة العلم تعليمة فمن جاءه 
طالب صادق متعطش. فسأله عن مسألة هو بها جاهل وجب عليه تعليمه كوجوب الزكاة بكمال 


1485 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


عاص عه 2 


تعالى خلق السموات والأرض وأتمه قال #صَوَّبْهنّ سَبِمَ سَمَوَاتٌ بك [البقرة: 9؟] وقال في تمام 
خلق آدم وتصويره #قَإِدًا سَيَثُمُ 4 [الحجر: 14] وقال وين وَمَا سَوَّهَا )4 [الشمس: ؟7] فعلى 
هذا الأصل 0 تفسير الاستواء في الآيات السابقة بالمساواة أحق وأصدق وذلك كما يقال 
استوى أمر فلان أى ي: استتم واستكمل قال: ولما كان الفعل الماضي والمستقبل يدلان على 
المصدر جاز أن يخرج للمصدر المقدر فعلا ظاهراً كان أو كناية فالظاهر نحو قولك 0 
0 أي وى الخرة والعرمه على العثيرة 0 
«جَمَلَ لَك د ين شيم الف بسن الاسم اونا درو فيه 4 [الشورى: .]١١‏ أي: قي الجعل 
ومنه قول الشاعر: 
إذا نسهسى السفيه جرى إليه 

أي : إلى السفه فلما دل لفظ السفيه على السقه أعاد الكناية إليه فقكذلك حكم هذه الآيات 
قال ومثاله في الكلام: بنى زيدٌ بيته فاستوى على السقف أي : استوى بناؤه على السقف يعني : 
استقر البناء على سقفه واستتم به وكذلك معنى خلق السموات والأرض في الآيات لما يتراءى 
فاستقر الخلق على العرش واستتم به وما خلق فوقه شيئاً. 

(فإن قيل): فما قولك في قوله تعالى في سورة طه: [0] ليحن 


منى صر 0 


وفي سورة الفرقان: [09] طش أشتره عل الْرش اليحمن» . 
(قالجواب) : أن الشبهة إنما وقعت فيهما من جهة النظم ا 


واحدة وللنظم طرق عجيبة في القرآن فأما قوله في طه: «إتنزيلا مِمَنْ حَلَقَ الأرض وَالتعوت لمق (ر1) 
لَعَنُ عَلَ الْمَرَشٍ آستو 462 . فإن الرحمن تفسير وإيضاح لقوله ل ا 
الرحمن ثم قال: #عَلٌ الْمَرْشٍ أآستوئ# [طه: ] أي : استوى خلقه وفاعل استوى هو المصدر الذي 
يدل عليه لفظ خلق ويسمى ذلك بالضمير المستتر فوقع استوى آخر الآية لأن مقاطع آيات هذه 
السورة على الألف المقصورة وأما قوله في سورة الفرقان: [04] ##الَدّى سَلَقّ التموت والخض وما 
ينَهُمَا في سِنَّةَ أََّاوِ ثم شمو عل المرش اليَحَسنُ. ففيه تقديم وتأخير في الآية تقديره الذي خلق 
السموات والأرض هو الرحمن ثم استوى على العرش» فالرحمن مبتدأ خيره مقدم عليه وذلك 


الحول والنصاب فإن لم يعلمه ما سأله فيه من العلم فلا بد أن الله تعالى يسلب العالم تلك 
المسألة» ولو بعد حين حتى يبقى جاهلاً بها فيطليها فى نفسه فلا يجدها عقوبة له وقال: 
المستحب أن يقدم في العطاء من الأصئاف الثمانية من قدمه لله في الذكر قياساً على البداءة في 
الطواف بالصفا وكذلك كل شيء قدمه الله في الذكر نحو 8هْرٌ لى سيك في اير لحر 4 
[يونس: ؟1] ومن ألزم ذلك رأى حرااقى يد أجراله, 

(وقال): في قوله كيةِ: «المعتدي في الصدقة كمانعها؛ أي لأن تكليف النفس مالا ٠‏ 


المبحث الثامن عشر : في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى 186 
العبرضو قرلةة الى حدق كجا تقول الذى حادلة رمت بوقولة: لم امون عل اشرق 4 
[الفرقان: 58] اعتراض في الكلام . 

(والمعنى): كما قلنا: استوى خلقه على العرش. يعني : استتم قال الشيخ أبو طاهر بعد 
كلام طويل: هذا وكم ناظر في كلامي يبادر إلى ملامي ويقول: إنك ابتدعت للآية تفسيراً 
مخالفاً لما قاله جمهور السلف والخلف وفي مخالفتهم خرق للإجماع وإني والله أعذره في 
ذلك فإن الفطام على المعهود شديد والنزول عما تلقاه الفتى من آبائه وشيوخه صعب جداً حقا 
كان أو باطلاً والذي أقوله: إن الذي ذكرناه محتمل صحيح واضح وإن سماه بعضهم بدعةً فكم 
من بدعة مستحسنة وأطال في ذلك ثم قال: وبالجملة فالعرش أعظم الممالك كلها والحق 
تعالى فوقه بالرتبة وذلك أثنا إذا تأملنا ما فوقنا رأينا الهواء وإذا تأملنا فوق الهواء رأينا سماء فوق 
سماء بقلوبدا ثم إذا ترقيتا بأوهامنا من السموات السبع رأينا الكرسي وإذا ترقينا من الكرسي رأينا 
العرش الذي هو منتهى المخلوقات التي هي بجملتها تدل على الخالق جل جلاله ثم إذا تدرجنا 
بالفكر من العرش الذي هو نهاية المخلوقات لم نر للفكر مرقاة ألبتة» فيقف الفكر هناك لأن 
مطار الفكر ينتهي بانتهاء الأجسام فنرى إذ ذاك بقلوبنا وعقولنا الرحمن فوق العرش من حيث 
الرتبة» إذ رتبة الخالق فوق رتبة المخلوقات فهو تعالى فوق العرش فوقية تباين فوقية العرش 
على الكرسي لأن فوقية العرش على الكرسي لا تكون إلا بالجهة والمكان بخلاف فوقية الرب 
على العرش فإنها بالرتبة والمكانة دون المكان انتهى . والله تعالى أعلم . 

المبحث الثامن عشر: 
في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى كما جرى عليه 
السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم إلا إن خيف من عدم التأويل محظور 
كما سياتي بسطه إن شاء الله تعالى 


ولنبدأ بكلام الأصوليين ثم نعقبه بكلام الشيخ محبي الدين فنقول وبالله التوفيق: قال 
جمهور المتكلمين: وما صح في الكتاب والسنة من آيات الصفات وأخبارها نعتقد ظاهر المعنى 


ينفرها عن فعله مرة أخرى فكان مانعاً لها من الخير في أعين ما أراده من اللخير. وقال في قول 
أحد الملكين: اللّهِم أعط منفقاً خلفاً وقول الآخر: اللّهم أعط ممسكاً تلفاً. اعلم أن الملائكة 
لسان خير صرف فما معنى قول الملائكة: اللّهم أعط ممسكاً تلفاً أي مثل ما أعطيت فلاناً 
المنفق حتى أتلف ماله الذي كان عنده فتخلفه عليه كما أخلفته على المنفق كأنه يقول: اللهم 
ارزق الممسك الإنفاق حتى ينفق وإن كنت يا ربنا لم تقسم له أن ينفقه باختياره فأتلف ماله 
حتى تأجره فيه أجر المصاب قيصيب فهو دعاء له بالشير لا كما يظنه من لا معرفة له بمراتب 
الملائكة فإن الملك لا يدعر قط على أحد بشر ولا سيما في حق المؤمن. قال: ولا شك أن 


كما الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
مو ا ا ال ا اي امن َل لمش آستو» 1ل 6]. 
وبق معد ريك [الرحمن: 107] ولتم عل ع4 [طه: 5"] #يل أَلَّدِ هوق أبدييم 4 [الفتم: ٠‏ 
ونحو ذلك. ثم اختلموا هل يؤول المشكل أم يفوض علم معناه؟ المراد إلى الله يي 
تنزيهنا له عن ظاهر اللفظ حال تفويضنا فمذهب السلف التسليم ومذهب الخلف التأويل ثم 
إنهم اتفقوا سلفاً وخلفاً على أن جهلنا بتفصيل ذلك لا يقدح في اعتقادنا المر اد مئه ميجماة 
قالوا: والتفويض أسلم والتأويل إلى الخطأ أقرب مع ما في التأويل من فوات كمال الإيمان 
بآيات الصفات لأن الله تعالى ما أمرنا أن نؤمن إلا بعين اللفظ الذي أنزله لا بما أولناه بعقولنا 
فقد لا يكون ذلك التأويل الذي أولناه يرضاه الله تعالى مع أن من يريد تأويل آيات الصفات 
يحتاج إلى علوم كثيرة قلى: أن تجتمع في شخص من أهل هذا الزمان وهي التبحر في معرقة 
لغة العرب من جميع القبائل والغوص في معرفة مجازاتهم واستعاراتهم ومعرفة أماكن التأويل 
وتمييزه عن الخطأ وغير ذلك من التبحر في علوم تفسير القرآن وشروح الأحاديث ومذاهب 
السلف والخلف في سائر الأحكام قال الشيخ كمال الدين ابن أبي شريف في ١حاشيته»:‏ وإنما 
شرطوا التنزيه حال التفويض لينبهوا على اتفاق السلف والخلف على التنزيه عن ظاهر اللفظ 
على حد ما تتعقله الناس لكون حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق فلا يجوز حمل صفات 
الحق تعالى على ما يتعقل من صفات الخلق. قال: وقولهم وما صح في الكتاب والسنة من 
الصفات إلى آخره فيه تنبيه على أن الصفات الواردة في الكتاب والسنة غير منحصرة في 
الضفات الثماتي المشهورة وقد وود في الكتاب والستة صفات سوى ذلك وفيه أيضاً نيان 
للقاعدة الشاملة لحكم الجميع وهي اعتقاد ظاهر المعنى والتفويض في المشكل المعنى . 


(وأما كلام الشيخ محبي الدين في ذلك): فكله مائل إلى التسليم وعدم التأويل إلا إن 
خفما عأ ل نات وترعة في احور ذا لم زول لك ددجن عرد اللأويل كما فت للا الب 
تعالى باب التأريل للضعفاء بقوله ه في حديث مسلم وغيره: للمرضت فلم , تعدني فإ اأعيلى لما 
توقف في ذلك وقال: يا الاي خ قال له الحق تعالى: أما علمت 
أن عيدي» فلاناً مر ضر قلم تعده أ ما إنك لو عدته لوجدتنى عئدهة. . .»6 إلى لخر العم وذ كن 
الشيخ محبي الدين في الباب السابع والسبعين ومائة جواز التأويل للعاجر وقال في الباب اأثامن 
غاء المؤمن ميجاب لوجهين : الاأولن* لطهارته » والثاني : أنه دعاء في 0 الغير بلمذان لم يعص. 
الله به وهو لساتن الملك وأطال في ذلك. وقال في حديث الترمذي إن رسول الله 28 قال: .إن 


الصدقة تطفىء غضب الرب وترفع ميتة السوء. اعم أن غضب الله يحمل على الوحه ؛ دي 
يليق به فإن الغضب الذي خاطبنا به معلوم عندذا بلا شك ولكنا جهلنا النسية لخاصة ل يلنا 
بالمنسوب إليه لا بالمنسوب الذي هو الغضب. قال: ولا يقال يحمل على منتى لا تفهمه لأنه 
يؤدي إلى أن الحق تعالى خاطبنا بما لا نفهم فلا يكون له أثر فينا ولا موعظة والمقصود الافهاء. 
بما نعلم لنتعظ به. قال: وأما ميتة السوء فهو أن يموت الإنسان على حالة تود.ه إل الشقاء إذ 


المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى /لا1 


وجس ل القن لاد رار ا الود حار ن جازل تير ليد الإلهي الذي 
إذا كشف أدى عنه من ليس بعالم ولا عاقل إلى عدم احترام الجناب الإلهي الأعز الأحمى 
فيجب التأويل لمثل هذا اه. وكان الشيخ محيي الدين رضي الله عنه يقول: أسلم العقائد 
الإيمان بما أنزل الله على مراد الله إذ الح تعالى ما كلفنا أن نعلم حقيقة نسبة الصفات إليه 
الم ميزنا عن ذلك وان عقيقكة عمال مناينة لجديع عفات علف 'وحفافيع ره في النانا 
الخامس وأربعماثة» وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: قطاع طريق السفر بالكفر 
في المعقولات الشبه القادحة في الإيمان وقطاع طريق السفر في المشروعات التأويل انتهى . 
وسمعته رحمه الله يقول أيضاً: ما ثم في الكون كلام إلا وهو يقبل التأويل قال تعالى : لم 
من تَأْوِبِلٍ الْأّصَادِيعُ4 [يوسف: .59١‏ ثم إن من التأويل ما يكون موافقاً لمراد المتكظم ومنه ما 
يكون مخالفاً لمراد المتكلم فعلم أنه ما ثم كلام إلا وهو قابل للتعبير عنه ثم لا يلزمنا إفهام كل 
من لا يفهم انتهى . ويؤيد ذلك قول الشيخ محيي الدين في الباب الرابع والثمانين وثلاثمائة: لا 
يخرج أحد من أهل الفكر من التوقف في معنى آيات الصفات ما دام في قيد العقل فإذا خلع الله 
تعالى عليه من علمه أعلمه تعالى من طريق الإلهام بمراده من تلك الآية أو الحديث قال: ثم إن 
من رحمة الله تعالى أنه غفر للمؤولين من أهل ذلك اللسان إذا أخطأوا في تأويلهم فيما يلفظ به 
رسولهم من تشريع الله أو تشريع رسول الله يَلِدِه بإذن الله انتهى. وقال الشيخ في «لواقح 
الأنوار» : اعلم أن الغلط ما دخلى على الفلاسفة إلا من تأويلهم وذلك أنهم أخذوا العلم من 
شريعة إدريس عليه الصلاة والسلام فأولوا ما بلغهم من كلامه لما رفع فاختلفوا كما اختلفنا نحن 
في كلام نبينا محمد يو بعد وفاته فأحل هذا العالم ما حرمه العالم الآخر. قال الشيخ: وما 
علمت الخطأ إلا من إدريس عليه الصلاة والسلام؛ حين اجتمعت به في واقعة من الوقائع 
فأخذت علمه عنه على وجه الحق انتهى. وقال أيضأ في باب الأسرار: إياك والتأويل فإنك لا 
تظفر بطائر ومتعلق الإيمان إنما هو بما أنزل الله من الألفاظ لا بما أوله عقلك ءام الي 
نيل له ين ري # [البقرة: 188] إلى آخره وقال في الباب السادس والسبعين ومائتين في قوله 
تعالى : #ولر أ م أقاموا التورحة والاجيل ومآ نل ان ع4 [المائدة: 55] المراد بإقامة التوراة 
عدم تأويلها فمن أول كلام الله فقد أضجعه بعدما كان قائماً ومن نزهه عن التأويل والعمل فيه 


الحق تعالى لا يغضب إلا على شقي. وقاوق قزلة كالى : #آن نَنَالُوا ألِْنَ حَقّ فقوا مما 
4 لآل عمران: ؟4] يدخل في ذلك إتفاق العيد قراه في سبيل الله فإن نفسه أحب الأمور إليه 

فمن أتفقها فى سبيل الله فله الجنة . وقال: طلب العبد الأجر من الله لا يمخرجه عن عبوديته فإن 
اه أجير ما هو أجير إذ الأجير حقيقة من استؤجر وهو أجنبي والسيد لا يستأجر 
فين وانما العمل لضي الأعزة لقن | زتها عرو ملعتا نما انها المادن لفقي 
عو االسددوه قاهن الأحرة مى سيد دأحتية الاحير قر هيه الأخرزة ونارقه بالاسعدان امل . 
وقال في قوله تعالى: #وَأما لتَْلَ ملا كتهَرَ 409 [الضحى: ٠٠١‏ يدخل فيه السائل في العلم إذا 


خم ١‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بفكره فقد أقامه فإن الفكر غير معصوم من الغلط انتهى. وقال في الباب الخامس عشر 
وثلاثماثة : اعلم أن من الأدب عدم تأويل آيات الصفات ووجوب الإيمان بها مع عدم الكيف 
كما جاءت فإنا لا ندري إذا أولنا على ذلك التأويل مراد الله يما قاله فتعتمد عليه أم ليس هو 
بمراد له فيرده علينا فلهذا التزمنا التسليم في كل ما لم يكن عندنا فيه علم من الله تعالى فإذا قيل 
لنا: كيف يعجب ربنا أو كيف يفرح مثلاً قلنا: إنا مؤمنون بما جاء من عند الله على مراد الله 
وإنا مؤمنون بما جاء من عند رسول الله على مراد رسول الله ونكل علم الكيف في ذلك كله إلى 
الله وإلى رسوله. قال: وقد تكون الرسل أيضاً بالنسبة إلى ما يأتيهم من الله تعالى من ذلك 
الأمر مثلنا فترد عليهم هذه الإخبارات من الله تعالى فيسلمون علمها إلى الله تعالى كما سلمناه 
ولا نعرف تأويله هذا لا يبعد وقد تعرف تأويله بتأويل الله تعالى بأي وجه كان هذا أيضاً لا يبعد 
قال: وهذه كانت طريقة السلف جعلنا الله تعالى لهم خلفاً آمين انتهى. على أن الشيخ رحمه الله 
تعالى قد خرج على عقيدة من يقول: نؤمن بهذا اللفظ من غير أن نعقل له معنى في الباب 
الخامس وأربعمائة فقال: من آمن, بلفظ من غير أن يعقل له معنى وقال: نجعل نفوسنا فى 
الإيمان به حكم من لم يسمع به ونبقى على ما أعطانا دليل العقل من إحالة مفهوم هذا الظاهر 
من هذا القول فهؤلاء متحكمون على الشارع بحسن عبارة في جعلهم نفوسهم حكم من لم 
يسمع الخطاب قال ومن هؤلاء طائفة تقول أيضاً: نؤمن بهذا اللفظ على علم الله فيه وعلم 
رسوله فلسان حال هؤلاء يقول: م لي ا 
تعالى يقول: ##وْمَاً اسلا عن سول إل يسان ممه لنت ته لم لإبراهيم: :] وقد جاء بهذا 
فقد أبان يي لنا كما أمر الله تعالى . 

(قال): وأخبث الخائضين في الصفات بغير علم من طعن في الرسل وجعلهم في ذلك 


تحت حكم الخيال والأوهام. 


(ويليهم): من قال: إن الرسل أعلم الناس بالله لكنهم تنزلوا في الخطاب على قدر أفهام 
الناس لا على ما هو الأمر عليه فى نفسه فإنه محال فلسان حال هؤلاء كالمكذب للرسل فيما 
نسبوه إلى ربهم بحسن عبارة كما يقوله الإنسان إذا أراد أن يتأدب مع شخص يحدث بحديث لا 


كان أهلاً لما سأله فيتصدق العالم عليه بالعلم ويحتسب تلك الصدقة عند الله لا يرى له بها 
فضلاً على من علمه ولا يطلب منه خدمة ولا أدبا في نظيرها فإن فعل ذلك لم يحتسب ذلك 
عند الله قال الشيخ: ولقد لقينا أشياخنا كلهم على ذلك وهي طريقتنا إن شاء الله تعالى. وقال 
في مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر وهي مسألة طويلة وغاية ما قال الناس فيها: إن الغني 
أفضل لتصيدقه» والتذي عقدي فى ذلك آنه إتنا مان اقل لجل سنقه إلى مقام القثير: 
ومسارعته إليه بالصدقة فله زيادة أجر ومثل ذلك مثل رجلين عند كل واحد منهما عشرة دثائير 
فتصدق أحدهما من العشرة بدينار واحد وتصدق الآخر بتسعة دنائير من العشرة فغالب الناس 


المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى ما 


يعتقد السامع صدقه فلا يقول له: كذبت وإنما يقول له: يصدق سيدي فيما قال: ولكن ليس 
الأمر كما ذكرتم وإنما صورة الأمر كذا وكذا. فهو يكذبه ويجهله بحسن عبارة. 


(ويليهم): في ذلك من قال: لا نقول بالتنزل في العبارة إلى أفهام الناس وإنما المراد 
بهذا اللفظ كذا وكذا دون ما يفهمه العامة قال: وهذا أمر موجود في اللسان الذي جاء به 
اربوك :قهذ أسي دالا ميو اقلم ]لآ انيم عشكمرة ف ذلك على :اله تعالى يما لم يكو نه 
على نفسه انتهى ما ذكره في الباب الخامس وأربعماثة. وقال في الباب السابع والسبعين ومائة: 
عليك يا أخي بالتسليم لكل ما جاءك من آيات الصفات وأخبارها فإن أكثر المؤولين هالكون 
وأخف الطرائق حالاً من قال: لا نشك فى صدق رسولنا ولكنه أتانا فى نعت الله اتذي أرسله 
إلينا بأمور إن وقفنا عند ظاهرها وحملناها على ربنا كما نحملها على تفوسئا أدى ذلك إلى 
حدوثه وزال كونه لها علينا وقد ثبت كونه تعالى إلَهاً عندنا فتنظر هل لذلك مصرف في اللسان 
إن الرسول [نها يرسل بلسان قوع وما تواطؤو) عليه فنظرَو] فاداهم ذلك إلىتتريه لتحي تعالى 
عما وصف به نفسه فإذا قيل لهم ما دعاكم إلى ذلك قالوا: دعانا إلى ذلك أمران: الأول: 
القدح في الأدلة فإنا بالأدلة أثيتنا صدق دعواه فلا نقول ما يقدح في الأدلة العقلية فإن في ذلك 
قدحاً في الأدلة على صدقه. (الأمر الثاني): أن رسول الله يَيِقَه قال لنا: إن الله الذي أرسله 
ليس ْله شَى 42 [الشورى: ]١١‏ فوافق ذلك الأدلة العقلية فتقوى صدقه عندنا بمثل هذا 
فإن قبلنا مثل ما قاله في الله على ظاهره ضللنا عن طريق اللحق فلذلك أخذنا في التأويل إثباتاً 
للطرفين انتهى وهو كلام نفيس. وقال في الباب الثامن والتسعين وماثة: اعلم أن الخير كله في 
الإيمان بما أنزل الله والشر كله في التأويل فمن أول فقد جرح إيمانه وإن وافق العلم وما كان 
ينبغي له ذلك وفي الحديث كذبني عبدي ولم يكن ينبغي له ذلك فلا بد أن يسأل كل مؤول عما 
أوله يوم القيامة ويقول له: كيف أضيف إلى نفسي شيئاأ فتنزهني عنه وترجح عقلك على إيمانك 
وترجح نظرك على علم ربك فاحذر يا أخي أن تنزه ربك عن أمر أضافه إلى نفسه على ألسنة 
رسله كان ما كان ولا تنزهه بعقلك مجرداً جملة واحدة فقد نصحتك فإن الأدلة العقلية كثيرة 
التنافر للأدلة الشرعية في الإلهيات وأطال في ذلك بذكر نفائس سابقة ولاحقة فراجعه تر العجب 
وقد رميت بك على الطريق والله تعالى أعلم. وقال في الياب الرابع ومائتين: اعلم أن من يقول 


يقول صاحب التسعة أفضل فافهم روح المسألة فإنا فرضنا مال الرجلين على التساوي وإنما 
وجه التفضيل أن الذي تصدق بالأكثر كان دخوله إلى مقام الفقر أكثر من صاحبه ففضل بسبقه 
إلى جانب الفقر لا غير قال وهذ! لا ينكره من له ذوق فى المقاماتء والأحوال؛ والكشوفات 
وبهذا فضلوا على غيرهم ولو أنه تصدق بالكل وبقي على أصله لا شيء له كان أعلى فنقصه من 
الدرجة على قدر ما أمسكه والسلام. 


(وقال): في قوله تعالى: #رََقسُوا أله ييا حَسَنَ [المزمل: 6٠١‏ القرض الحسن أن لا 


14 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بالتنزل للعقول ٠‏ في أخبار الصفات محجوب عن معرفة الحقائق ق فإن العيودية لو زاحمت الربوبية 
لبطلت الحقائق فإن العبد ما تجلى إلا بما هو له ولا ظهر الحق إلا يما هو له لا من صفات 
التنزيه ولا من صفات التشبيه كل ذلك له تعالى ولو لم يكن الأمر كذلك لكان ما وصف تعالى 
به نفسه كذباً وتعالى الله عن ذلك بل هو تعالى ما وصف به نفسه من العزّة والكبرياء والجبروت 
والعظمة ونفي الممائلة وهو أيضاً كما وصف نفسه من النسيان والمكر والخداع والكيد وغير 
ذلك فالكل صفة كمال في حقه تعالى فهو موصوف بها كما يليق بجلاله تعالى فما قال بالتنزل 
إلا من لا معرفة له بالحقائق قال: وكذلك كنا لولا أن من الله تعالى علينا بالبيان فتعين علينا أن 
نبين للخلق ما بينه الح تعالى: لنا ولا يحل لنا كتمه إلا لعذر شرعي انتهى . 


وقال في الباب الثامن والخمسين من «الفتوحات»: اعلم أن من أعجب الأمور عندنا كون 
الإنسان يقلد فكره ونظره وهما محدثان مثله وقوة من القوى التي جعلها الحق خديمة للعقل 
0١5‏ كه لخر وس اك اموا لو بها وب حي 
سك سرس 1 ص ل ل ل ل ا 
امار اياي ل ل 6 من أعجب ما طرأ في العالم من 
الغلط وكل صاحب فكر أو تأويل فهو تحت هذا الغلط بلا شك» ٠‏ فانظر يا أخى ما أفقر العقل 
يذ ]وك مفيكك ايكرت كخا مما اعوناء:] انور ابه القرك) الج عور انها سن العلا او لمشيو 
ما فيها ثم إنه إذا حصل شيئاً من هذه الأمور بهذه الطرق يتوقف في قبول ما أخبر الله به عن 
نفسه ويقول إن الفكر يرده فيقلد فكره ويزكيه ويجرح شرع ربه وأطال في »ذلك ثم قال: 
وبالجملة فليس عند العقل شيء من حيث نفسه وإذا كان كذلك فقبوله ما صح عن ربه وأخبر به 
عن نفسه أولى من قبوله من فكره بعد أن أعلم أن فكره مقلد لخياله. وخياله مقلد لحواسه: 
انتهى . وقال في الباب الثالث من «الفتوحات»: اعلم أن جميع ما وصف الح تعالى به نفسه 
من حخلى وإحياء وإماتة ومنع وإعطاء ومكر واستهزاء وكيد وفرح وتعجب وغضب ورضا 
وضحك وتبشيش وقدم ويد ويدين وأيد وعين وأعين وغير ذلك كله نعت صحيح لربنا فإثنا ما 
وصفنا به من عند أنفسنا وإنما هو تعالى هو الذي وصف بذلك نفسه على ألسنة رسله قبل 
وجودنا وهو تعالى الصادق وهم الصادقون بالأدلة العقلية ولكن ذلك على حد ما يعمله سبحانه 


يطلب مضاعفة الأجر وإنما يقرض لأجل أمر الله تعالى له بالإحسان. وقال في حديث الذي 
تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق ا الإ را ال 
تعلم بالأشياء ولهذا وصفها الله تعالى بأنها تشهد يوم القيامة بقوله: يوم لَتَبَدُ عَلَهمْ الْسِنتهُم 
دم وَأتْْنهُم * [النور: 14] فافهم ثم اعلم أن إخفاءها يكون على وجوه منها منها أن لا يعلم بك من 
تصدقت عليه بأن أعطيتها لشخص تأعطاها لذلك الفقير من غير أن يعلمه؟ ومنها أن تعطى 
صدقتك لعامل لسلطان فيعطيها للأصناق الثمانية فلا يعلم الفقير من رب ذلك المال الذي أخذه 
على ال لتعيين فلم يكن لهذا المتصدق على الفقير منه ولا عزة نفس قال : وليس في الإخفاء 


المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآيات الصغات أولى 101 


وتعالى وعلى حد ما تقبله ذاته وما يليق بجلاله لا يجوز لنا رد شىء من ذلك ولا تكييفه ولا 
نقول بنسبته إلى الله إلا على غير الوجه الذي ينسبه إلينا ونعوذ بالله أن نضيف ذلك إلى الله على 
حد علمنا نحن به فإنا جاهلون بذاته فى هذه الدار وفى الآخرة لا ندري كيف الحال وكل من 
رفشينا هما انك السو عمال التنيه على البح وميه نقد كر يمااحاك من عيذ الله ركز لمن افد 

يبعض وكفر بيعضل فهو كذلك ومن : آمن بذلك ولكن ا انق الى قمجة الك ال 
بيه إلكاااو ترهيه ذلك أن تر على مالم ار لعريه أن جل دعكا دقن سكين وها قفر 
قال وهذا هو العقد الصحيح انتهى. وقال في الباب الثالث والسبعين من «الفتوحات؛: اعلم أن 
جميع المشاهدين للحق تعالى لا يخرجون عن هاتين النسيتين وهما نسبة التنزيه لله تعالى ونسية 
التنزل للخيال بضرب من التشبيه فأما نسبة التنزيه فهي تجليته تعالى في نحو ظلَيم ْله 
و ”4 [الشورى: ١‏ وأما نسسبة التنزل للخيال فهي تجليته في قوله تعالى: #وَهْوٌ حي 
لْبصِيرٌ 4 [الشورى: .]١١‏ وفي نحو قوله في الحديث: «اعبد الله كأنك تراهة. وقوله: #لََيْتَما 

وم أّه ‏ [البقرة: : ]1١5‏ وإن الله في قبلة أحدكم وفي وثم ظرف ووجه الله ذاته وحقيقته 
قال وجميع الأحاديث والآيات الواردة بالألفاظ التي تنطلق على المخلوقات باستصحاب معاليها 
إياها لولا استصحاب معائيها إياها الفتهرية هل الامظلاح مااوليت الفائدة بذلك عندالمسخاطب 
بمااهما بعالت ذلك اللسان الذي نزل به هذا التعريف الإلهي قال تعالى: وما أَرَسَلنَا من رَسُولٍ 
إلا يسان قرملا لجبت لمم 4 [إبراهيم: 4] يعني لهم بلغتهم ما هو الأمر عليه. ولم , يشرح لنا 
الرسول المبعوث بهذه الألفاظ هذه الألفاظ بشرح يخالف ما وقع عليه الاصطلاح فنسب تلك 
المعاني المفهومة من تلك الألفاظ إلى الحق جل وعلا كما نسبها إلى نفسه ولا يحكم في 
شرحها بمعاون لا يفهمها أهل ذلك اللسان الذين نزلت هذه الألفاظ بلغتهم فنكون من الذين 
يحرفون الكلم عن مواضعه ومن الذين يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلموك بمخالنتهم 
فيجب عليئا أن نقر بالجهل بمعرفة كيفية النسبة قال: وهذا حو اعتقاد السلف قاطبة لا نعلم لهم 
مخالفاً وأطال في ذلك» ثم قال: وقد ورد في القرآن قوله تعالى في آدم : لما حَلَقْتُ يِدَقَ4 
[عن: 96]. ومعلوم نفلا ضوع هنا حمل الندين على الندرة لوسوه النثنية ية ولا على أن تكون 
الواحدة يد النعمة والأخرى يد القدرة لأن ذلك سائغ في كل موجودء والأية إلما عماءعت تشزايقا 


أحفى من هذا. وقال في حديث مسلم: «أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صححيمح شحيح تخشى 
الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان: كذا ولفلان كذا؛ الحديث. 
اعلم أنه يتبغيى لمن وصل إلى هذ! الحد وأراد أن يعطى أحدا شيئا فليحهر في اسه أنه مؤد 
أمانة لصاحبها فيحشر مع الأمناء المؤدين أمالتهم لا مع المصتدقين لغوات محل الأفضل والله 
أعلم . 


1 


(وقال) فى حديث : امن شغله ذكري عن مسألتى أعطيته أقضل ما أعطى السائلين» المراد 





حل الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لآدم على إبليس ولا شرف لآدم بهذا التأويل فلا بد أن يكون ليدي معنى خلاف ما ذكرناه مما 
يعطي التشريف ولا نعلم أن اليدين إلا هاتين النسبتين اللتين هما نسبة التنزيه ونسية التنزل 
للخيال كما في قوله في الحديث: فلما خلق الله تعالى الككرسي تدلت إليه القدمان ولا يعلم 
القدمان إلا الأمر والنهي اللذين هما مظهر أهل الجنة والنار. فافهم. فلهاتين النسبتين اللتين 
ذكرناهما خرج بنو آدم لما توجهت عليهم هاتان النسبتان على ثلاثة أقسام كامل وهو الجامع بين 
النسبتين وواقف مع دليل فكره أو نظره خاصة ومشبه مما أعطاه اللفظ الوارد ولا رابع لها 
وهؤلاء من المؤمنين فمن قال بالتنزيه فقط ورد التنزل للعقول فقد الحرف عن طريق الكمال 
وكذلك من قال بالتشبيه وحمده دون التنزيه فنسأل الله أن يحفظنا من انحراف المتكلمين ومن 
انحراف المجسمين آمين انتهى. وقال في الباب السابع والسبعين وثلاثمائة: اعلم أنه يجب 
الإيمان بآيات الصفات وأخبارها على كل مكلف قال: وقد أخبر الله تعالى عن نفسه على ألسنة 
رسله أن له يدا ويدين» وأصبعاً وأصبعين وأصايع» وعيناً وعينين وأعيناًء ومعية وضحكاًء 
وفرحا وتعجياء وإتيانا ومعجيئاء واستواءً على العرش» ونزولا منه إلى الكرسي وإلى سماء 
الناقيكك وأكين أذ له يضرا وضلما : اركلاها :>وصتونا رأمعال للق عد تسو المررلة و الصضيه 
والمقدار والرضاء والغضب والفراغ والقدم. قال: وهذا كله معقول المعنى مجهول النسبة إلى 
الله تعالى يجب الإيمان به لأنه حكم حكم به الحق على نفسه فهو أولى مما حكم به مخلوق 
وهو العقل وما جنح صاحب العقل إلى التأويل إلا لينصر جانب العقل والفكر على جانب 
الإيمان فإنه ما أول حتى توقف عقله فى القبول فكأنه فى حال تصديقه لله غير مصدق له انتهى . 
وقال الشيخ في كتابه «لواقح الأنوار»: اعلم أنه ليس عند أهل الكشف في كلام العرب مجازاً 
أصلاً إنما هر حقيقة وذلك أنهم وضعوا ألفاظهم حقيقة لما وضعوها له فوضعوا يد القدرة 
للقدرة ويد الجارحة للجارحة ويد المعروف للمعروف وهكذا من ادّعى أنهم تجوزوا في ذلك 
فعليه الدليل ولا سبيل له إليه ولما قالوا فلان أسد وضعوا هذا حقيقة في لسانهم أن كل شجاع 
يسمى أسداً فوضعوا هذا الإطلاق حقيقة لا مجازاً ومن هنا يعلم العاقل أن كل ما جاء في 
الكتاب والسنة من ذكر اليد والعين والجنب ونحو ذلك لا يقضي بالتشبيه في شيء إذ التشبيه 
إنذا تكوة تلفق الكل أى كاف الصنة توما عن هدي الأمريم الما سي الفاظ اسدراك قنسها جيعد 


بالأفضل الذي أعطيه هذا هو العلم بالله فإنه أفضل ما أعطي السائلين بيقين وأما غيره قهو على 
الظن. وقال: أنما ذكر الحق تعالى أنه يأخذ الصدقات ليتنبه المتصدق فيعطي للفقير الأشياء 
النفيسة وذلك أن المنادي ينادي يوم القيامة أين ما أعطي لله فيؤتى بالكسر اليابسة والفلوس 
والخلع من الثياب ثم ينادي أين ما أعطي لغير جه الله فيؤئى بالأموال الجسام؛ والأطعمة 
النفيسة فيذوب الناس من المخجن . وقال: كلما كير جسم الطفل صغر عمره وكلما صضغر جتسمة 
كبر عمره فزيادته نقصه ونقصه زيادته فلا ينفك من إضافة الكبر والصغر إليه فانظر ما أعجب 


هلأ املاس الإلهي . وقال في الياب الحادي والسيعين في أسرار الصوم إنما قال تعالي : الصوم 


المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى و١‏ 


متى جاءت إلى كل ذات بما تعطيه حقيقة تلك الذات انتهى. وقال فى الباب الثانى من 
«الفتوحات»: اعلم أن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره التشبيه ليس هو على بابه 
وإنما ذلك تنزل لعقول العرب الذين جاء القرآن على لغتهم وذلك مثل قوله تعالى: لاثم دنا 
دل 2 دكن تب عرسي أو أَمكَ 9 > [النجم: 4 4] فإن ملوك العرب كان عندها الكريم 
المقرب يجلس منهم على هذا الحد فعقلت بذلك قرب محمد يق من ربه عز وجل ولا تبالي 
بما فهمت من ذلك سوى القرب. وقال في الباب الثالث منها أيضاً: اعلم أنه ما ضلٌ من ضل 
من المشبهة إلا بالتأويل على حسب ما يسبق إلى الأفهام من غير نظر فيها يجب لله عزّ وجل 
من التنزيه فقادهم ذلك إلى الجهل الصريح ولو أنهم طلبوا السلامة وتركوا الآيات» والأخبار 
على ما جاءت من غير عدول منهم فيها إلى شيء البتة ووكلوا علم ذلك إلى الله ورسوله 
لأفلحوا وكان يكفيهم طلس تيو ش42 [الشر لشورى: ]١١‏ فمتى جاءهم حديث ظاهر التشبيه 
قالوا: إن الله تعالى قد نفى عن نفسه التشبيه بليس كمثله شيء فما بقي إلا أن لذلك الخبر وجها 
من وجوه التنزيه وجيء بذلك لفهم العربي الذي نزل القرآن بلسانه على أنك لا تجد قط لفظة 
فى كتاب ولا سنة تكون نصاً فى التشبيه أبداً وإنما تجدها عند العرب تحتمل وجوهاً منهاءما 
يؤدي ظاهره إلى توهم التشبيه ومئها ما يؤدي إلى التنزيه فحمل لمتأول ذنك اللفظ على الوجه 
الذي يؤدي إلى التشبيه ثم إنه يأخذ بعد ذلك في تأويله جور على ذلك اللفظ إذ لم يوفه حقه 
بما يعطيه وضعه في اللسان مع ما في ذلك أيضاً من التعدي على صفات الله تعالى حيث حمل 
عليه ما لا يليق بجلاله قال: ونحن نورد لك بعض أحاديث وردت يعطي ظاهرها التشبيه 
كيه واس ل ا ل و ا د ا الوا و 
من أصابع الرحمن؟. نظر العقل بما يقتضيه الوضع من الحقيقة والمجاز فوجد الأصبع لفظاً 
مشتركاً يطلق على الجارحة وعلى النعمة تقول العرب: ما أحسن أصبع فلان على ماله فإذا كان 
الأصبع يطلق على الجارحة وعلى التعمة والأثر الحسن فبأي وجه يحمل الأصبع على الجارحة 
كأنه نص في ذلك ويترك وجه التنزيه فإما أن العبد يؤول ذلك على ما يليق بالتنزيه وإما أن 
يسكت ويكل علم ذلك إلى الله وإلى من عرفه الحق ذلك من ت, نبي أو .ولي ملهم لكن بشرط نفي 
اللكارعية لا بيك انوع إلا افقوم لها سدع :قاذ بحن لناةالسكرت يل بغي علدا ان لين ا 
يحتمله ذلك اللفظ من التنزيه حتى ندحض أحجته كما يقع لنا مع القائلين بالتجسيم فعلم أن 
معنى الحديث على مذهب أهل الحق من هذا التقرير قلب المؤمن بين نعمتين من نعم الرحمن 
لي غيرة إلهية أن يتلبس العبد بصفته تعالى فإن الصوم صفة صمدانية ولذلك ورد في الصوم أنه 
ا مثل له أي من العبادات وذلك لأنه وصف سلبي إذ هو ترك المفطرات فلا عين له تتصف 
بالوجود الذي هو يعقل فهو على الحقيقة لا عبادة ولا عمل وإن أطلق ذلك عليه فهر مجاز وإن 
وصف الوم لا مطلق ذلك عليه كالحق لأن الحق منزه عن الغذاء مطلقاً والعبد إنما 
هو منزه عنه في وقت مخصوص وأطال في ذلك وقال في حديث: «الخلوف فم الصائم أطيب 





ل الجرء الأول من اليواقبت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وهما لفو ونعمة الأمداد والله أعلم ومن ذلك القبضة وال ليمين في قوله تعالى : 
© وَالدرْصُ حيبت نَضَكة يوم الْفيكمَةِ وَأسَّموت مَطويتٌ بيه » (الر مر 5 نظر العقال بما 
يقتضيه أأم ضسم 00 جر لعا لعزي اوقا احا روي اندر لت عير 
تحت تصبر يفه لد : فلان فى قبضة يدي يريد أنه تحت حكمي وليس في يد جارحته منه 


شيع المت وإنمها 00 وجكمه 50 مغل حكمه على ما ملكته يده حساأً وقبضت عليه 
قلع الم يك الجارحة على الله تعالى عدل العقل إلى روح القبضة ومعناها وفائدتها وهو أن 
عالم الدنيا والآآخرة فى قبضة تصريف الح تعالى وأما قوله بيميئه فإنما ذكرها لأن اليمين محل 
النصريب الحطلق القرى إذاالبنتار الأ تقوى قن العادةاقرة السسين فك البميق عن التمكن عن 
الطي فهو ٠!‏ 0007 القدرة من الفعل فوصل المعنى إلى أفهام العرب بألفاظ يعرفونها 
وتسارع قلوبهم إلى التلقي لها بالقبول والله أعلم. ومن ذلك التعجب» والضحكء والفرح» 
ل اه لتعجب لا يقم إلا مر' نْ موجود ورد على المتعجب لم يكن له به علم 
قبل ذلك وهناك يصح له التعجب منه وكذلك القول في الضبحك والفرح ومعلوم أن ذلك محال 
على الله لأنه هو الخالق لذلك الأمر الذي أخبر أنه يتعجب منه أو يضحك لأجله أو يفرح له 
فرجع المعنى إلى أن مثل ذلك إنما هو تنزل للعقول ليظهر لأصحابها شرف صاحب تلك الصفة 
ل 0 اليعجب ربنا من شأب ليس له صبوة1. أي: لا يقع في 
الزنى مثلا. مع ثوران شهوته قال: ويصح حمل الفرح والرضا والضحك على القبول لذلك 
الأمر فإن حمل ذلك فى جانب الحق كما هو فى حق الخلق محال وأما الغضب فهو كناية عن 
رفوع الك الفيد الذي عضب عليه في النهي ذلك ليعرف الغينا أن الأتقام يقب القضب إذ 
هو أثره فيخاف العيد ويستغفر ريه ويتوب من ذلك الأمر الذي وقع فيه. وقال بعضهم: المراد 
بالخضب الإلهي هو إقامة الحدود والتعزيرات على العباد في هذه الدار ولا يصح حمله على ما 

يتبادر إلى الأذمان فإن ذلك محال على الحق فإنه خالق لأفعال عباده فكيف يقع منهم فعل على 
غير مراده حتى يغضب عليهم وأما الغضب الأخروي فيكون على أهل النار خاصة. أما الغعضب 
على غيرهم؛ فينقضي بيوم القيامة ويدخل الله تعالى جميع الموحدين الجنة فافهم. ومن ذلك 
النسيان ومعلوم أنه لا يجوز حمل ذلك في حت الحق تعالى على حكم حمله في حق الخلق 
عند الله مره ورد اسه ند كد أن الله تعالى أعطى أحدا من الشلق إدراك شم رائحة 
الختلوف ى! لمسك ولا سمعنا بذلك عن أحد ولا دقلا في قتوسيا بل اهاعري ا 


1 1 0 لو 31 - 
الناس والملائكة التاذي بالروائح الخبيثة , 


(قال): وما القرد بإدراكها 0 من ريح المسك إلا الحق تعالى على أن أفعل التفضيل 
شي جات الحق سععال لتساوي الو تع كلها تقناتة إد اختلاف آل روائح تابع ل ٍ والح | شتراع 
عن دللك قال ولا أدرى هل تحير ان أن ناراك رائسة الخلوف متغسر ا أم لا 3 لي ما أقام: 


ب لكيه 


المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآيات الصفات أولى ١‏ 


فإن ذلك محال لكن لما كان عذاب الكفار لا ينقضى كانوا كالمنسيين عند الملك لكون رحمته 
أثره وأنه يعاملهم معاملة الماكر والمستهزىء والساخر والله أعلم. 


(ومن ذلك): لفظ النفس بفتح الفاء في نحو حديث: (إني أجد نفس الرحمن يأتيني من 
قبل اليمن». ومعلوم أن الحق تعالى منزه عن النفس الذي هو الهواء الخارج من الجسم 
المتنفس وقال بعضهم: المراد بالنفس التنفيس . فإن الله تعالى نفس عنه بَيوٌ بالأنصار حين 
أتوه من قبل اليمن وأزال كربه بهم. قال: ويدل عليه إضافة النفس للاسم الرحمن دون غيره 
من الأسماء التي لا تعطي الرحمة انتهى . 

(خاتمة) : سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: من اعتقد بقلبه أن حقيقته تعالى 
مخالفة لسائر الحقائق لم يتوقف قط في إضافة صِمَة أضافها الحق تعالى إلى نفسه فكان ينسب 
الاستواء مثلا إلى الله كما يليق بجلاله من غير تكييف ولا تشبيه إذ التشبيه لا يصح في جانب 
الحق تعالى أبدا. وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والسيعين ومائتين من 
«الفتوحات»: اعلم أنه لا يصح لك تنزيه الحق تعالى عن شيء إلا بعد شهودك بعقلك أن ذلك 
الشيء نقص وأن ذلك يلحق الحق تعالى. ولو لم تشهد ذلك ما نزهته عنه» وإلا فكيف تنزهه 
عن أمر ئيس هو مشهوداً لك عقلاً فإذن التنزيه وجد في الشرع سماعاً ولم يوجد في العقل فإن 
غاية تنزيه العقل للحق تعالى عن الاستواء أن يقول: المراد بهذا الاستواء هو كالاستواء 
السلطاني على المكان الإحاطي الأعظم أو على الملك فما خرج هذا عن التشبيه فإن غايته أنه 
انتغل من التشبيه بمحدث ما إلى التشبيه بمحدث آخر فوقه في المرتبة ة فما بلغ العقل في التنزيه 
مبلغ الشرٍ يمن تحر قزل لالد ترف شرن 4 [الشورف: ١‏ ألا تراهم استشهدوا في 
التنزيه العقلي للاستواء بقولهم : 


قداستوئى بشر على العراق 
وأين استواء بشر على العراق الذي هو عبد من استواء الخالق جل وعلا على أن الشيخ 


الحق تعالى في صور حيوان غير إنسان كما أقامني في أوقات في صورة الملائكة فتأمله وحرره 
- عليم حكيم. وقال في حديث: يدع طعامه وشرابه من أجلي» إنما قدم الطعام على 

لشراب في الذكر لأن الطعام هو الأصل في الغذاء وأما الشراب فيمكن تركه لأن العطش من 
ل الا 
يشتهيه من غير تأثير في المزاج ولا في البدن وتقلع الطبيعة بما تستمد من الرطويات الع في 
الطعام وأطال في ذلك الكلام على اداب الخلوة. وقال فى حديث: «إدا جاء رمضان فتحت 
أبواب الجنان وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين» وجه مناسبة الصوم لفتح أبواب الجنان 





لل الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


قال في مكان آخر: من حمل الاستواء على الاستيلاء كما يستولي الملك على ملكه فأي شيء 
أنكره على من قال بالاستقرار الذي هو من صفات الأجسام وكلا الأمرين حادث بل لو جاز 
إطلاق أحد الأمرين لكان إطلاق الاستقرار أولى تكون العرش جاء في الحديث بمعنى السرير 
نحو قوله #ِ: «إن الكرسي في جوف العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة» انتهى . 

(تئمة): نختم بها الخاتمة. قال الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والستين وثلاثمائة 
من «الفتوحات»: اعلم أن من عدم الإنصاف إيمان الناس بما جاء من آيات الصقات وأخبارها 
على لسان الرسل عليهم الصلاة والسلام» وعدم إيمانهم بها إذا أتى بها أحد من كمل العارفين 
الإيمان بما جاء به الأولياء المحفوظون وكما سلمنا لما جاء به الأصل كذلك نسلم لما جاء به 
الفرع بجامع الموافقة للشريعة ويا ليت الئاس إذ لم يؤمنوا بما جاء به الأولياء يجعلونهم كأهل 
الكتاب لا يصدقونهم ولا يكذبونهم انتهى . فتأمل في هذا المبحث وتعقله فإنك لا تجد ما فيه 
فى كتاب والله يتولى هداك . 

الميحث التاسع عشر: 
في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى 
اعلم يا أخي أن الحق تعالى كما جعل العرش محل الاستواء كما يليق بجلاله كذلك 


جعل الكرسي محل بروز الأوامر والنواهي المعبر عنهما في حديث الكرسي بتدلي القدمين من 
العرش إليه إذ العرش محل أحدية الكلمة العلية المشتملة على الرحمة كما أشار إلى ذلك 
تخصيص الاستواء بالاسم الرحمن» وأما الكرسي فقد انقسمت الكلمة فيه إلى أمرين ليخلق 
تعالى من كل شيء زوجين فظهرت الشفعية في الكرسي بالفعل وكانت في العرش بالقوة فإن 
قدمى الأمر والنهى لما تدلتا إلى الكرسى انقسمت فيه الكلمة الرحمانية هؤلاء للجنة ولا أبالى 
وهؤلاء للنار ولا أبالي فاستقرت كل قدم في مكان غير مكان القدم الآخر وهو منتهى 
استقرارهما فسمى أحدهما جنة والآخر جهنم وليس بعدهما مكان ينتقل إليه أهل القدمين كما 
ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائة. وما ذكرناه من أن المراد بالقدمين 


كون الصائم دخل في عمل مستور ليس له عين وجودية كما مر أول الباب فيظهر للبصر ولا هو 
بعمل للجوارح على ما مر والجنة مأخوذة من السترء والخفاء. وأما وجه مناسبة غلق أبواب 
النار للصائم فإن النار إذا غلقت أبوابها تضاعف حرها وأكل بعضها بعضاً وكذلك الصائم إذا 
صام غلق أبواب نار طبيعته فوجد للصوم حرارة زائد تعدم استعمال المرطبات ووجد ألم ذلك 
في باطنه فقويت نار شهوته بغلق باب تناول الأطعمة والأشربة وصفدت الشياطين التي هي 
صفات البعد عن الله لقربه حيتئذ من الصفة الصمدانية وأطال في ذلك . 


المبحعث التاسع عشر : في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى 33 ١‏ 


اللتين تدلتا إلى الكرسي هما: الأمر والنهي هو الصحيح خلاف ما توهمه المجسمة تعالى الله 
عن ذلك علوا كبيرا ذكره الشيخ في الباب الرابع والسبعين وثلاثماثة. وعبر عن القدمين في 
الباب الثالث عشر بأنهما الخير والشر وكلاهما صحيح لأن الخير والشر الأمر والنهي فاعلم 
ذلك فإنه نفيس لا تجد تأويله في كتاب . 

(فإن قيل): فما محل استقرار أعمال بني آدم إذا صعدت بها الملائكة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين من «الفتوحات»: أنه ينتهي 
صعودها إلى سدرة المنتهى فإن كل شيء يرجع نهايته إلى ما منه بدأ . 

(فإن قيل): إن الكرسي هو موضع القدمين اللذين هما الأمر والنهي فلا يتأخر عن 
الكرسي عمل؟ 

(فالجواب»: إن ذلك خاص بعالم المخلق والأمر وأما التكليف فإن أصله إنما هو منقسم 
من السدرة فقطم أربع مراتب قبل السدرة» والسدرة هي المرتبة الخامسة وإيضاح ذلك أن 
التكليف ينزل من قلمء إلى لوحء إلى عرش. إلى كرسي» إلى سدرة. ومعلوم أن أحكام 
التكليف لخمسة لا سادس لها واجب ومندوب وحرام ومكروه ومباح فظهر الواجب من القلم 
والمندوب من اللوح والمحظور من العرش» والمكروه من الكرسي» والمباح من السدرة. إد 
المباح هو حظ النفس فلذلك كان منتهى نفوس عالم السعادة إلى السدرة وإلى أصولها وهي : 
الزقوم ينتهي نفوس عالم الشقاء فإذا صعدت الأعمال التي نشأت من هذه الأحكام الخمسة 
المذكورة كان غايتها إلى الموضع الذي منه ظهرت انتهى. 

(فإن قيل): فما صورة صعود الأعمال مع أنها أعراض؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة : إنها تتطور ملائكة 
على شاكلة فاعلها ثم تصعد فتخرج من الهيكل إلى محالها على مركبها الذي هو روح الحضور 
فيها فيضع قدمه منتهى بصره حتى يصل العمل إلى محل انتهائه الذي هو محل بروزه الأول. 

(فإن قيل): فما وجه تخصيص هذه الأماكن بالأحكام الخمسة وهو كون الواجب من 
القلم والمندوب من اللوم؟ الخ , 


(وقال»: الذي أقول به: وهو مذهب ابن الشخير أيضاً إذا غم علينا شهر رمضان أن لا 
نعمل بأكبر المقدارين وإنما نسأل أهل التسيير عن منزلة القمر فإن كان على درج الرؤية وغم 
علينا عملنا عليه وإن كان على غير درج الرؤية كملنا العدة ثلاثين. وقال: وجه من قال بكراهة 
الصوم مع الجنابة الصوم أن يوجب القرب من صفات الله والجنابة بعد عن حضرته فكما لا 
يجتمع القرب والبعد كذلك لا يجتمع الصوم والجنابة ووجه من قال بعدم الكراهة أنه راعى 
حكم الطبيعة وقال: الصوم نسبة إلْهية فأثبت كل أمر في موضعه. وقال في الكلام على كفارة 


١34‏ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(قالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين: أن وجه التخصيص كون كل 
محل يمد ما يرز منه فيكون من القلم نظر إلى الأعمال الواجبة فيمدها بحسب ما يرى فيها 
ويكون من اللوح نظر إلى الأعمال المندوبة فيمدها بحسب ما يرى فيها ويكون من العرش نظر 
إلى المحظورات فلا يمدها إلا بالرحمة لأنه محل استواء الاسم الرحمن قال: ولهذا يكون مآل 
من لم يسبق له شقاوة الرحمة ويكون من الكرسي نظر إلى الأعمال المكروهة فيمدها بحسب ما 
يرى فيها لكن رحمة الكرسي دون رحمة العرش إذ الرحمة تعظم بحسب الذنب والمكروه أقل 
قبحاً من الحرام بيقين فلذلك عمت رحمة الكرسي جميع من فعل المكروه ورحمة العرش 
جميع من فعل الحرام إما رحمة إمهال وتخفيف وإما رحمة دوام ولما كان الكرسي محل بروز 
الأمر والنهي على ما قررناه أسرع في العفو والتجاوز عن أصحاب المكروه من الأعمال ولهذا 
لا يؤاخذ فاعل المكروه ويؤجر تاركه والله أعلم . 

(فإن قلت): فما صورة خلقه تعالى اللوح والقلم والكرسي والعرش وأيهما خلق قبل 
الآخر؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث عشر من أبواب «الفتوحات»: أن أول ما 
خلق الله القلم الأعلى فهو رأس ملائكة التدوين والتسطير وأما اللوح فهو مشتق من القلم وقد 
جعل الله لهذا القلم ثلاثمائة وستين سنا كل سن يغترف من ثلاثمائة وستين صنفا من العلوم 
الإجمالية فيفصلها في اللوح ثم إنه ذكر في الباب الستين منها أن مقدار أمهات فروع علوم القلم 
المتعلقة بالخلق إلى يوم القيامة ما خرج من ضرب ثلاثمائة وستين في مثلها من أصناف العلوم 
لا تزيد علمأ واحداً ولا تنقص انتهى. وقال في الباب الثالث عشر: اعلم أن الحق تعالى لما 
تجلى للقلم وهو في محل التعليم الذهني قذف تعالى فيه ما يريد إيجاده في خلقه لا إلى غاية 
فأوجده فقبل بذاته علم ما يكون وما للحق تعالى من الأسماء الإلهية الطالبة صدور هذا العالم 
ثم اشتق من هذا القلم موجوداً آخر سماه اللوح وأمر القلم أن يتدلى إليه ويودع فيه جميع ما 
يكون إلى يوم القيامة لا غير فعلمها اللوح حين أودعه إياها القلم ثم إن الله تعالى أوجد الظلمة 
المحضة التي هي في مقابلة تجليه للعماء بالنور حتى ظهر فيه صور الملائكة ولولا هذا النور ما 


الجماع قال بعضهم: الذي يترجح في خصال الكفارة ما كان أشق على النفس لأن المقصود 
بالحدود والعقوبات إنما هو الزجر. قال الشبخ: والذي أقول به: إنه يفعل الأهون من الكفارة 
لأن الدين يسر ولكن إن فعل الأشق من قبل نفسه كان حسناً لأن كون الحدود وضعت للزجر 
ما فيه نصص. من اللىء ولا رسولهء وإنما اقتضاه النظر الفكري وقد يصيب في ذلك وقد يخطىء 
.بععر الكبائر لم يشرع يها سود طلقا قلق كانت العدؤه رواجن لكات العقرية تزيه يحسب 


0 ا كي 51 3 : ات 1 3 و ا ا . أ يد 
> ا ا 1 3 كقارة 00 ب توااع إدا طاه هات زوحنها 2 المحماع في 


_- 











المبحث التاسع عشر: في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى لحل 


ظهر لهم في صورة وهذه الظلمة بمنزلة العدم المطلق القابل للوجود المطلق فعند ما أوجدها 
تعالى أفاض عليها من ذلك النور المتجلي للعماء فظهر الجسم المعبر عنه بالعرش فاستوى عليه 
الرحمن بالاسم الظاهر فذلك أول ما ظهر من عالم الخلق ثم إنه تعالى خلق من ذلك النور 
الممتزج الذي هو مثل ضوء السحر الملائكة الحافين بالسرير وهو قوله: #ويرق الْمَلتيِكَةَ 
عات من حول الْعرش مْنَبَحْونَ يحَمْدِ ريم » [الزمر: 75] ثم إنه تعالى أوجد الكرسي في جوف 
هذا العرش وجعل فيه ملائكة من جنس طبيعته فإن كل فلك أصل لما خلق منه من عماره 
كالعناصر فيما خلق منها من عمارها كما خلق آدم من تراب وعمر به وبنيه الأرض ثم خلق في 
جوف الكرسي الأفلاك فلك في جوف فلك ثم خلق بعد ذلك الأرواح ثم الغذاء ثم جعل لكل 
مكلفب مرتبة في السعادة والشقاء التهى . 

(فإن قلت): قد ورد فى الحديث أن الحى تعالى قال للقلم : اكتب علمى فى لخلقى إلى 
يوم القيامة فذكر الغاية» فما حكم ما يقع بعد يوم القيامة أبد الأبدين؟ اي 

(قالجواب): أن جميع ما يقع للخلق بعد يوم القيامة من توابع الأحكام التي كتيت عليهم 

تيع يدي لشفا الأبدي لتجزى كل نفس بما تسعى أبد الآبدين» ودهر الداهرين. وقال 

الشيخ ة وراداية اشع والمرين والاتواية” إنما خص الح تعالى الكتابة في اللوح يأمور 
الدنيا ا لتناهيها بخلاف أمور الآخرة فإن القلم لا يقدر يكتب علمه فيها لأنها لا تتناهى ومأ 
لا يتناهى أمده لا يحويه الوجود والكتابة وجود اه. 

(فإن قلت): فما وجه تخصيص القلم الأعلى بالذكر فهل هناك غيره قلم؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس عشر وثلائماثة من «الفتوحات»: أن هناك 


أقلاماً أخر دون القلم الأعلى وألواحاً آخر دون اللوح المحفوظ كما أشار إليه حديث الإسراء 
وقوله فيه فوصلت إلى مستوى سمعت فيه صريف الأقلام والصريف هو الصوت. 


(فإن قلت): فما عدد هذه الألواح والأقلام؟ 
(فالحواب): عددها ثلا 'ثماثة وستون قلماً وثلاثمائة وستوت لوحا ذكر ه الشية خ في 





الصوم لأن رسول الله يق لم يتعرض للمرأة في حديث الأعرابي ولا سأل عن ذلك ولا ينبغي 
للمؤمن أن يشرم ع شيئاً فيما سكت عنه الشارع . 00 الذي أقول به: إن العارف إذا كشف له أله 
يمرض غداً فلا يجوز له المبادرة إلى الفطر في ذلك اليوم حتى يتلبس بالسبب لأن الله تعالى ما 
شرع له النطر إلا حال المرض قال: ونظير ذلك من كشف له عما يقع فيه من المعاصي ولا بد 
لا ينبغي له المبادرة ولو علم أن الله تعالى لا يؤاخذه لأن الله قد راعى حكم الشرع في الظا 

على أن هذا الأمر ليس عندنا بواقع أملة وإنث كان جائرزا أعقلكء وأطال في ذلك . ْ 


(وقال): إنما كان يي يقدم الرطب على التمر إذا أفطر في رمضان لأن الرطب أحدث 


* الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


«الفتوحات» في الباب المتقدم آنفا قال: ورتبة هذه الأقلام والألواح دون رتبة القلم الأعلى 
واللوح المحفوظط. وذلك لأن الذي كتب في اللوح المحفوظ لا يتيدل ولذلك سمي بالمحفوظ 
يعني: من المحو فلا يمحو تعالى ما كتبه فيه بخلاف هذه الأقلام والألواح فإن هذه الأقلام 
تكتب دائماً في ألواح المحو والإئبات ما يحدثه الله تعالى في العالم من الأحكام المشار إليها 
بقوله تعالى : «يَتخرا أن جا يك ديت »4 [الرهدة 4. قال: ومن هذه الألواح تنزلت الشرائع 
والصحف والكتب الإلهية على الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . ولهذا دخلها اشع 
بل دخل النسخ في الشرع الواحد. قال: وإلى محل هذه الألواح كان التردد ليلة الإسراء أي 
تردد محمد يوُقْيْدَهِ بين الألواحء وبين موسى عليه الصلاة والسلامء في شأن الصلوات الخمس 
ال لت 0000 فميحا 
لكاي ام ميكتدنا: تاشر تلاق قمر ايت الى اتيهاف ب ارام ويا ن أثبت فيها 
الخمس وأثئيت لمصليها أجر الخمسين وأوحى إلى محمد اما يدل الْقرَلُ 4 [ق: 15] فما 
رجع موسى عليه الصلاة والسلام» بعد الخمس يسأل شيئاً من التخقيف على سبيل الجزم وإذما 
ذلك من حضرة حادق على سخيل المرصن 019" ومن حضرة هذه الألواح أيضاً نزل قوله 
تعالى : ثم مََي أجل أجل ل تست عند [الأنعام: ؟]: وهنهنا أيضاً وصف"الحق تعالى نفسنه 
بالتردة اقل قيشلة نسمة يده المؤمن جين هتمع أنه تعالى نمق الذي #صي بعلي يللاف مرن ياب 
رحمتي سبقت غضبي. قال: ومن هذه الحقيقة الإلهية التي كنى عنها بالتردد يكون سرياتها في 
العزفد الكوق في الاي وضيرة الضيرة فيه وللته انالا ساة إذا وحن فد ل دد الج ار ليا 
هل يفعله أم لا. وما زال ذلك الحال به حتى وقع أخذ الأمور التي كان تردد فيها وزال التردد 
فذلك الأمرالواقع هو الذي ثبت في اللوح المحفوظ من تلك الأمور المتردد فيها وهو الذي 
ينتهي إليه أيضاً أمر ألواح المحو والإثبات وإيضاح ذلك أن القلم الكاتب في لوح المحو يكتب 
أمراً ما. وهو زمان الخاطر الذي يخطر للعبد فيه فعل ذلك الأمر ثم إن تلك الكتابة تمحى 
فيزول ذلك الخاطر من ذلك الشخص لأنه ثم رقيقة من هذا اللوح تمد إلى نفس هذا الشخص 
في عالم الغيب. فإن الرقائق إلى النفوس من هذه الألواح تحدث بحدوث الكتابة وتنقطع 
بمحوها فإذا أبصر القلم موضعها من اللوح ممحواً كتب غيرها مما يتعلق بذلك الأمر من الفعل 
عهد بربه كما قال ذلك حين اغتسل في المطر. وقال: «السحر ما بين الفجر الصادق والكاذب» 
لأنه له وجه إلى النهار ووجه إلى الليل ولذلك كان السحور مشتقاً من السحر فلا يسمى سحور 
إلا ما كان في هذا الوقت. (وقال) الذي أقول به: إن المفطر من صوم التطوع إن كان لهو 
نفسه فعليه القضاءء وإن كان لشغله بمقام أو حال فلا قضاء عليه. وقال في حديث مسلم 
اللصوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله] 0 , فلا يؤَاخدذ من 2 بشيء مما 
جناه في السئة كلها وإنما قال: أحتسب على الله عم أنه على علم من الله أنه يكفر ذلك أدبا مع 


اش أن العسارف إذا قال حنست على الله لا يريد بها حسن الظن بالله فقط وإنما يقولها عن 


المبحث التاسم عشر: في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى 5 


والترك فتمتد من تلك الكتابة رقيقة إلى نفس ذلك الشخص الذي كتب هذا من أجله فيخطر 
لذلك الشخص ذلك الخاطر الذي هو نقيض الأول ثم إن أراد الحق تعالى إثباته لم يمحه فإذا 
ثبت بقيت رقيقة متعلقة بقلب هذا الشخص وثبتت ا ا ل ا ا 
اللوح. فإذا فعله أو ثبت على تركه وانقضى فعله محاه الحق تعالى من كونه محكوماً ما بفعله 
وأثبته صورة عمل حسن أو قبيح على قدر ما يكون ثم إن القلم يكتب أمراً آخر هكذا الأمر 
دائماً فعلم أن القلم الأعلى أثبت في لوحه كل شيء تجري به هذه الأقلام من محو وإثبات قفي 
اللوح المحفوظ إثبات المحو في هذه الألواح وإثبات الإثبات ومحو الإثيات عند وقوع الحكم 
وإنشاء أمر آخر فهو لوح مقدس عن المحو ولذلك سمي محفوظاً يعني : من المحو كما مر. 
(فإن قلت): فهل يدخل المحو في الذوات كالأعمال؟ 


(فالجواب): كما قاله سيدي علي الخواص رضى الله عنه: لا يدخل المحو في الذوات 
وإنما هو خاص بالأحوال والأعمال كما أشار إليه حديث إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة 
الحديث انتهى . 


(فإن قلت): فهل اطلع أحد من الأولياء على عدد الحوادث التي كتبها القلم الأعلى في 
اللوح إلى يوم القيامة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة نعم. قال: وأنا ممن أطلعه 
الله على ذلك . 

(فإن قيل): فكم عدد ما سطر في اللوح من آيات الكتب الإلْهية؟ 

(فالجواب): عدد ما سطر في اللوح من الآيات التي أنزلت على الرسل مائتا أ لف آيةّ 
وتسع وستون ألف أآية ومائتا آية ذكره الشيخ محبي الدين في الباب المتقدم وقال: هذا ما أطلعنا 
الله عليه . 


(فإن قلت): فهل اطلع أحد من الأولياء على عدد أمهات علوم أم الكتاب الذي هو 
الإمام المبين؟ 
(فالحواب») : نعم يطلع أللّه على ذلك من يشاء من عباده قال الشيخ محيي الدين في الباب 


تحقيق كما قال وَي: ا(وإنا إن شاء الله بكم لاحقون؟ فاستثئنى في أمر مقطوع به فالاستثناء في 
نحو ذلك أدب إلهي والله أعلم. وقال في حديث وأتبعه بست من شوال. اعلم أن هذه الأيام 
بدل من الستة أيام التي نهى عن صيامها وهي يوما العيد وثلاثة أيام التشريق» ويوم الشك» 
قال: وأما حديث (إذا انتتصف شعيان فلا تصوموا؛ فلآن في ليلة النصف من شعبان يكتب الله 
لملك الموت فيها من يقبض روحه في تلك السنة فيخط على اسم الشقي خطأً أسود وعلى اسم 
السعيد خطأ أبيض فيعرف ملك الموت بذلك السعيد من الشقي فكان الموت بعد هذه الليلة 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


الثاني والعشرين : والذي أطلعني الل تعالي غخلية :من طريق الكشف أن عدد أمهات علوم أم 

(فإن قلت): فما مراد أهل العقائد بقولهم: السعيد من كتبه الله تعالى في الأزل سعيداً 
والشقي من كتبه الله تعالى في الأزل شقياً؟ هل هذه الكتابة المذكورة في اللوح المحفوظ أم 
غيره؟ وهل الأزل غير زمان أو زمان لاتق بالحق تعالى لا يتعقل؟ 

(فالجواب): المراد به: أم الكتاب كما قاله ابن عباس وغيره: فالمراد بالأزل ما لا يدخله 
تبديل ولا تغيير وفي حديث الترمذي فرغ ربك من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير وقال 
شيخ مشايخنا الشيخ كمال الدين بن أبي شريف: مرادهم بغير الأزل التي تكتب فيها الملائكة 
رزق الإنسان وأجله وشقياً أو سعيداً عندما ينفخ فيه الروح ولا مالع من تطرق التبديل إلى ما 
كتب في هذه الصحف لتعلق السعادة والشقاوة فيها على شيء لا يدري الملك أيقع أم لا. مع 
علم الله بما يكون من وقوعه أو عدمه انتهى . 

(قلت): وفيه تأييد لما قدمناه من أمر ألواح المحو والإثبات الثلاثمائة وستين لوحا 
المتقدمة عند أهل الكشف ولعلها هي المرادة في لسان المتكلمين بالصحف. 

(فإن قلت): هل يقال: إن الحق تعالى تكلم في الأزل كما ذهب إليه بعضهم؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ محبي الدين في بعض كتبه: إن ذلك لا ينبغي لذهاب الذهن 
إلى الزمان المعقول والحق تعالى منزه عن أن يقول أو يقدر في الأزمان إذ الزمان مخلوق 

(فإن قيل): كيفب دخل التبديل والتغيير للتوراة مع ما ورد أن الله كتب التوراة بيده؟ 

(فالجواب): أن التوراة لم تتغير في نفسها وإنما كتابتهم إياها وتلفظهم بها لحقه التغيير 
فنسبة مثل ذلك إلى كلام الله تعالى مجاز قال تعالى: لمُحَرِفُومُ من يس مَا عَمَلُوهُ وَهُمْ 
يَعَلَمُورت * [البقرة: 76] فهم يعلمون أن كلام الله تعالق معقول عندهم ولكنهم أبدوا في الترجمة 


للمؤمن مشهوداً حتى كأنه محتضر سكران فنهاه الشارع عن الصوم رفقاً به ورحمة انتهى فليتأمل 
فصر و 

(وقال): دليل من أباح الصوم أيام التشريق قوله وةِ: «لا يصح صوم يومين: يوم عيد 
الفطر ويوم الأضحى». قال: لأن الخطاب يقتضي أن ما عدا هذين اليومين يصح الصيام فيهما 
وإلأ كان تخصيصههما عبثاً. وقال من كان في مقام السلوك ودعى إلى طعام أو شراب وهو 
صائم فلا ينبغي له الفطر لثلا يعود نفسه نقض العهد مع الله بخلاف العارف الكامل له الفطر بلا 


المبحث التاسع عشر: في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى 5 


الأصل وأبقوا الأصل على ما هو عليه ليبقى لهم ولعلمائهم بعدهم العلم. 

(فإن قيل): إن آدم عليه الصلاة والسلامء خلقه الله بيده ومع ذلك فما حفظ من 
المخالفة؟ وأين رتبة اليد من اليدين إن جعلتم اليدين كناية عن شدة الاعتتاء بآدم عليه الصلاة 
والسلام؟ 

(فالجواب) : إلما لم يحفظ آدم عليه الصلاة والسلامء من جريان الأقدار لأنه عبد وليس 
جريان الأقدار إلا عليه لأنه هو المحل الأعظم لذلك وأما كلام الله تعالى فإنما عصم لكونه 
حكم الله وحكم الله في الأشياء غير مخلوق لعصمته من ذلك بخلاف آدم ليس هو حكم الله. 

(فإن قلت): فإذا كان خلق آدم باليدين إنما هو لشدة الاعتناء به على غيره فإذن الحق 
تعالى بالأنعام أشد اعتناء بها منه لأن الله تعالى جمع الأيدي في خلقها فقال: ليما عَمِلَتْ دين 
أَنْمَكماك [يس: .]/١‏ 

(فالجواب): أن توجه اليدين على آدم أقوى من توجه الأيدي على الأنعام» لأن التثنية 
تدرج بين المفرد والجمع فلها القوة والتمكين من حيث إنه لا يواصل إلى الجمع إلا بها ولا 


ينتقل عن المفرد إلا إليها. 
(فإن قلت): فكيف سمى الحق تعالى نفسه بالدهر مع أن الخلق لا يتعقلون الدهر إلا 
زماناً؟ 


(فالجواب): أن المراد بالدهر هنا هو الأزل والأبد اللذان هما الأول والآخر وهما من 
نعوت الله عر وجل بلا شك. فإنه تعالى سمى نفسه بالأول لكن لا بأولية تحكم عليه 
كالأوليات المسبوقة بالعدم لأن ذلك محال في حق الحق وكذلك القول في الآخر فإنه تعالى 
آخر لا بآخرية تحكم عليه نظير اسمه الأول. 

(فإن قلت): قما سبب كفر الدهرية على هذا التقدير؟ 


(فالجواب): سبب كفرهم تعقلهم في الدهر الذي جعلوه إِلْهاً أنه زمان فلكي إذ الفلكي 
لا حقيقة له في زمان الله الذي لا يتعقل ولو أنهم اعتقدوا الدهر كما ذكرنا ما كفروا لقوله كَيةِ: 


كراهة لإحكامه رياضة نفسه. وقال: كان داود يصوم يوماء ويفطر يوماً وكانت مريم تصوم 
يومين وتفطر يومين» وتفطر يوم لأنها رأت أن للرجال عليها درجة فقالت: عسى يكون هذا 
اليوم الثاني من الصوم في مقابلة تلك الدرجة وكذلك كان فإن النبي َي شهد لها بالكمال كما 
شهد للرجال وذلك أنها لما رأت أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد قالت: صوم 
اليومين بمتزلة اليوم الواحد من الرجل فنالت: مقام داود في ذلك وساوته في الفضيلة وأطال في 
الكلام على صوم ولدها عيسي عليه السلام الدهر كله. وقال في حديث: «من فطر صائما قله 
مثل أجره؛ أي أجر فطره لا أجر صومه لأن الصائم له أجر في فطره كما كان له في صومه إِذ 


ين الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


يقول الله : أنا الدهر وألله تعالى أعلم . 


المبحث العشرون: 
في بيان صحة آخذ الله العهد والميثاق على بني آدم 
وهم في ظهره عليه الصلاة والسلام 


اعلم يا أخي أن المعتزلة قد أنكروا هذا العهد والميئاق وزعموا أن معن ى قوله تعالى: 
#وَإِ لَنْدَ رَيّكَ من بق عَادَمَ ين ظُهُورِهر ريت [الأعراف: 1077]. أن 0 
ظهر بعض بالتناسل في الدتيا إلى يوم القيامة وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا ميثاق حقيقة وأن 
المراد بالعهد والميثاق هو إرسال الرسل واستكمال العقل والنظر والاستدلال توجيه الخطاب 
إلى العبد ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ والغلط وكيف يصح للمعتزلة هذا القول 
ومعظم الاعتقاد في إثيات الحشر والنشر مبني على هذه المسألة والذي يظهر لي أنهم إنما 
أنكروا ذلك فراراً من غموض مسائل هذا المبحث ودقة معانيه عليهم فرضوا بالجهل عوضاً عن 
الو ا لير را ا سر لد 0 

(فإن قيل): ففى أي محل كان أخذ هذا العهد؟ 

افالحر كن الا 1 أن ذلك كان ببطن نعمان وهو واد يجنب عرفة وقال 
بعضهم : يسرندنديب من أرض الهند وهو الموضع الذي هبط به آدم من الجنة وقال الكلبي : 
كان أخذ العهد بين مكة والطائف وقال علي بن أبي طالب: كان أخذ العهد والميثاق في الجنة 
وكل هذه الاحتمالات قريبة ة ولا ثمرة للتعبين بعد صحة الاعتقاد بأخذ الميثاق . 


(فإن قيل): فما كيفية استخراجهم من ظهره؟ 
(فالجواب): قد جاء في الحديث إن الله تعالى مسح: «ظهر آدم وأخرج ذريته كلهم منه 


كهيئة الذر؛. ثم اختلف الناس هل شق ظهره واستخرجهم منه أو استخرجهم من بعض ثقوب 
رأسه وكلا هذين الوجهين بعيد والأقرب كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله: أنه 


الفطر عتد الغروب من تمام الصوم ومن أعان شخصاً على عمل كان مشاركاً له فيما يؤدي إليه 
ل لي ا ا 
سواء آمئوا به أو كفروا وأطال في ذلك . 


(وقال) في حديث: كان يكو إذا دخل العشر الآخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله» 
المراد إحياؤه المتلذة :ليذ جلا هر المعرة ني من قبا الليل في العرف الشرعي . وقال الذي أقول 
به: إن ليلة القدر تدور في السنة كلها قال: لأني رأيتها في شعبان وفي شهر ربيع» وفي شهر 
رمضان ولكن أكثر ما رأيتها في رمضان وفي العشر الآخر منه ورأيتها مرة في العشر الأوسط منه 


المبحث العشرون: في بيان صحة أخذ الله العهد والميثاق على بني آدم 6 


تعالى استخرجهم من مسام شعرات ظهره إذ تحت كل شعرة ثقبة دقيقة يقال: مثل سم الخياط 

وجمعه مسام ويمكن خروج الذرة من هذه الثقب كما يخرج منها العرق المنتصب والصنان وهذا 

غير بعيد في العقل فيجب الاعتقاد بأنه تعالى أخرج الذرية من ظهر آدم كما شاء ومعنى مسح 

ظهره أنه أمر بعض ملائكته بالمسح فنسب ذلك إلى نفسه لأنه بأمره كما يقال: مسح السلطان 

طين اليلد الغلانية وما مسحها إلا أعوانه فإن الرب سبحانه وتعالى مقدس عن مسح ظهر آدم 
(فإن قيل): كيف أجابوه بقولهم بلى هل كانوا أحياء عقلاء أم قالوه بلسان الحال؟ 


(فالجواب): الصحيح أن جوابهم كان بالتطق وهم أحياء إذ لا يستحيل في العقل أن 
يؤتيهم الله الحياة والعقل والنطق مع صغرهم فإن بحار قدرته واسعة وغاية وسعنا في كل مسألة 
إن ثبت الجواز ونكل كيفيتها إلى الله تعالى . 

(فإن قبل): إذا قال الجميع بلى فلم قبل قوماً ورد قوماً؟ 

(فالجواب): كما قاله الحكيم الترمذي : أنه تعالى تجلى للكفار بالهيبة فقالو!: بلى مخافة 
فلم يك ينفعهم إيمانهم كإيمان المنافقين وتجلَى للمؤمنين بالرحمة فقالوا: بلى طوعاً فنفعهم 
إيمانهم وقيل: إن أصحاب اليمين قالوا: بلى حقاً فرجع صوتهم إلى جانب أهل الشمال وهم 
سكوت وكان ذلك لهم كارتداد الصوت في شعاب الجبال والكهوف الخالية الذي يسمونه 
الصدى وكان هواء الأرض يومئذ خالياً من الأصوات إذ لم يكن أحد في الأرض غير آدم 
وإنما هو محاكاة للصوت الأول ولا حقيقة له وقد أطال الشيخ أبو طاهر القزويني في ذلك ثم 
قال: والصحيح عندي أن قول أصحاب الشمال: بلى كان على وقق السؤال وذلك أن الله تعالى 
سألهم عن ربهم ولم يسألهم عن إلههم ومعبودهم ولم يكونوا يومئذ في زمان التكليف وإنما 
كانو! في حالة التعخليق والتربية هي الفطرة فقال لهم: ألست بربكم قالوا: بلى لأن تربيتهم إذ 
ذاك مشاهدة فصدقوا في ذلك كلهم ثم لما انتهرا إلى زمان التكليف وظهور ما قضى الله تعالى 
في سابق علمه لكل أحد من السعادة والشقاوة فكان منهم من وافق اعتقاده في قبول الإلهية 
إقراره الأول ومنهم من خالفه ولو أنه تعالى كان قال لهم: ألست بأحد. وقالوا: بلى لم يصح 


غير ليلة وتر وفي الوتر منها فإنا على يقين من أنها تدور في السنة في وتر وشفع من الشهر 
الذي ترى فيه ولم ينقل إليها أن أحداً رأى ليلة القدر في العشر الأول من رمضان أبدأ وذلك 
لأنها ليلة تجل إِلهي ولم يرد لنا حديث في أن الحق تعالى يتجلى لنا في الثلث الأول من الليل 
أبداً. (قلت»: ورد أن الله تعالى يتجلى ليلة الجمعة من غروب الشمس إلى صلاة الفجر فريما 
كشف الله عن قلب بعض الناس فيرى ذلك التجلي فيعتقد أنها ليلة القدر وتعلها شبهة من 
يقول: إذا وافق الوتر من رمضان ليلة الجمعة كانت قدراً والله أعلم. 








ال الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لأحد أن يشرك به فافهم. 

(فإن قيل): إذا سبق لنا عهد وميثاق مثل هذا فلم لا نذكره اليوم؟ 

(فالجواب): إنما كنا لا نذكره لأن تلك البنية قد انقضت وتداولت الإنسان الغير ممرور 
الدهور عليها في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ثم زاد الله تعالى في تلك البئية أجزاء كتبرةالم 
استحالت بتصريفها في الأطوار ا 5 والمضغة واللحم والعظم وهذه كلها مما 
يوجب الوقوع في النسيان. وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إني لأذكر العهد 
الذي عمد نوو تر افك مح كان عاك عق بض وم عاد تعر حل لح قال الها اين 
الله تعالى عن أخدذْ الميثاق منا تذكرة وإلزاماً للحسجة علينا فهذه فائدة الإخبار لنا لا غير أه. 
وكذلك بلغنا نحو هذا القول عن سهل بن عبد الله التستري أنه كان يقول: أعرف تلامذتي من 
يوم ألست بربكم ولم تزل لطيفتي ترَبيهم في الأصلاب حتى وصلوا إلى في هذا الزمان. 

(فإن قيل): فهل كانت تلك الذرات متصورة بصورة الآدمي أم لا؟ 

(قالجواب): لم يرد لنا في ذلك شيء إلا أن الأقرب في العقول أنها لم تكن متصورة 
والسمع والنطق لا يفتقران إلى الصورة إنما يقتضيان محلا حياً فإذا أعطاه الله الحياة والفهم جاز 
أن يتعلق بالذرة السمع والنطق وإن كانت غير مصورة بصورة إذ البنية عندنا ليست بشرط وإنما 
اشترطها المعتزلة ويحتمل أن تكون الذرات متصورة بصورة آدمي لقوله تعالى: ين للْهُورِهر 
و4 [الأعراف: 1197]. ولفظ الذرية يقم على المصورين. 

(فإن قلت): فمتى تعلقت الأرواح بالذرات قبل خروجها من ظهور آدم أم بعد خروجها 
منه؟ 

(فالحواس): أن الذي يظهر لنا أنه تعالى و لأنه سماهم وار اناري حم 
الأحياء لقوله تعالى: «وَءَايةٌ لهُمَ أن لما ُريَتَُمْ في المُلكِ المشخوو 439 (يس: .]4١‏ فيحتمل أن 
الله تعالى خلق الأرواح فبهم وهم في ظلمات ظهر أبيهم ويخلقها فيهم مرة أخرى وهم في 
ظلمات بطون أمهاتهم ويخلقها مرة أخرى ثالئة فيهم وهم في ظلمات بطورن الأرض خلقاً من 


(وقال): الذي أقول به: جواز الاعتكاف في غير المسجد إلا أنه خلاف الأفضل وإذا 
اعتكف في غير المسجدء جاز له مباشرة النساء بخلاف المسجد لا يجوز له ذلك لأن الشهود 
للحق الذي هو شرط في الاعتكاف يبطل بالرجوع إلى حظوظ النفس قلا يجتمع شهود الحق 
والنفس ومن هنا حرم الأكل في الصلاة فافهم. وقال في الباب الثاني والسبعين في أسرار 
الحيج : أركان البيت على عدد الخواطر الأربعة إلهي؛ وملكي» ونفسي» وشيطاني فالإلهي ركن 
الحجر والملكي الركن اليماني والنفسي المكعب الذي في الحجر والشيطاتي الركن العراقي 
ولذلك شرع أن يقال عنده أعوذ بالله من الشقاق؛ والنفاق وسوء الأخلاق. وبالذكر المشروع 


السحث العشرون: في بيان صحة أخذ الله العهد والميثاق على بني آدم انا 


بعد خلق في ظلمات ثلاث هكذا جرت سنة الله تعالى . 

(فإن قيل): فما الحكمة في أحذد الميثاق من الذرات؟ 

(فالجواب): ليقيم الله تعالى الحجة على من لم يوف بذلك العهد كما وقم نظير ذلك في 
دار التكليف: على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام. 

(فإن قيل) : فهل أعادهم إلن ظهر آدم إحياء أم استرد أرواحهم ثم أعادهم إليه أمواتاً؟ 

(فالجواب): الذي يظهر أنه لما أعادهم إلى ظهره قبض أرواحهم بناء على أنه لما أراد 
في الدنيا أن يعيدهم إلى بطن الأرض يقبض أرواحهم ثم يعيدهم فيها. 

(فإن قيل) : أين رجحعت الأرواح بعد رد الذرات إلى ظهره؟ 

(فالجواب): أن هذه مسألة غامضة لا يتطرق إليها النظر العقلي ولم يجىء فيها نص فمن 
أطلعه الله تعالى على شيء فليلحقه بهذا الموضع 

(فإن قيل): إن الناس يقولون: إن الذرية أخذت من ظهر آدم والله تعالى يقول: #وَإدْ أَحَدَ 


صنل 


ربك من بو ادم م من لْهُورهر م 4 [الأعراف: 1397 

(فالجواب): هذا شيء يتعلق بالنظم وذلك أنه لم يقل من ظهر آدم وإن أخرجوا من ظهره 
لأن الله أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهر بعض على طريق ما يتناسل الأبناء من الآباء فاستغنى به 
عن ذكر آدم استغناء بظهور ذريته» إذ ذريته خرجوا من ظهره ويحتمل أن يقال : إنه أخرج ذرية 
آدم بعضهم من بعض في ظهر آدم : ثم أخرجهم جميعاً فيصح القولان جميعاً. فإذا قال: 
أخرجهم من ظهورهم صح. وإذا قال: : أخرجهم من ظهر صح أيضاً . ومثال ذلك من أودع 
جوهرة في صدفة ثم أودع الصدفة في خرقة وأودع الخرقة مع الجوهرة في حقة وأودع الحقة 
في درج وأودع الدرج في صندوق ثم أدخل يده في الصندوق فأخرج منه تلك الأشياء بعضها 
من بعض» ثم أخرج الجميع من الصندوق فهذا لا تناقض قيه. 

(فإن قيل): ورد في الخبر أن كتاب العهد والميثاق مستودع في الحجر الأسود وإن 
للحجر عيئين وفماً ولساناً وهذا غير متصور في العفل. 





في كل ركن يحرف العارفون مراتب الأركان. وقال الذي أقول به: إن الطفل إذا حج ثم مات 
ولم يبلغ كتب الله له تلك الحجة عن فريضته كما قال يَللدِ في الصبي الذي رفعته أمه وقالت: يا 
رسول الله ألهذا حج» قال: «نعم ولك أجر؛ فإنه نسب الحج لمن لا قصد له فيه عند من لا 
كشف عنده من العلماء وعندنا أن الشارع لولا علم قصده بوجه ما صح أن ينسب الحج إليه 
وكان ذلك كذبا. قال الشيخ : وقد اتفق لي مع بنت كانت لي عمرها دون سنة قلته لها: يا بنية 
فأصغت إلى ما تقولين في رجل جامع امرأته فلم ينزل ماذا يجب عليهء فقالت: يجب عليه 
الغسل فغشى على جدتها من نطقها هذا شهدته بنفسي وأطال في ذلك. وسيأتي بسط القصة في 


4 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب»): أن كل ما عسر علينا تصوره بعقولنا يكفينا فيه الإيمان به والاستسلام له 

ونرد معناه إلى الله تعالى. وقد ذكر الشيخ ممحبي الدين في كتاب «الحج» من «الفتوحات» قال : 
لما أودعت الكعبة شهادة التوحيد عند تقبيلي الحجر الأسود خرجت الشهادة عند تلفي بها وأنا 
أنظر إليها بعيني في صورة ملك وانفتح في الحجر الأسود مثل الطاق حتى نظرت إلى قعر 
الحجر والشهادة قد صارت مثل الكعبة واستقرت فى قعر الحجر وانطبق الحجر عليها وانسد 
ذلك الطاق وأنا أنظر إليه فقالت لي : هذه أمانة لك عندي أرفعها لك إلى يوم القيامة فشكرتها 
على ذلك انتهى. وفي الحديث الصحيح أن رسول الله 5 خرج يوماً وفي يده كتابان مطويان 
وهو قابض بيده على كتاب فسأله أصحابه ما هذان الكتابان فقال: إن في الكتاب الذي في يدي 
اليمنى أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من أول ما خلقهم الله إلى يوم 
القيامة. والذي في يدي الأخرى فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من أول 
ما -خلقهم الله إلى يوم القيامة انتهى . قال الشيخ محبي الدين في الباب الخامس عشر وثلاثماثة 
من «الفتوحات»: ولو أن مخلوقاً أراد أن يكتب هذه الأسماء على ما هى عليه فى هذين 
الكتابين ذما قام بذلك كل ورق على وجه الأرض قال: ومن هنا يعرف كتابة الله من كتابة 
المخلوقين وهو علم غريب رأيناه وشاهدناه قال: وقد حكي أن فقيراً طاف بالبيت وسأل الله أن 
ينزل له ورقة بعتقه من النار فنزلت عليه ورقة من ناحية الميزاب مكتوب فيها عتقه من النار 
ففرح بذلك وأوقف التاس عليها وكان من شأن هذا الكتاب أن يقرأ من كل ناحية على السواء 
لا يتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها فعلم الناس أن ذلك من عند الله تعالى وأطال 
الشيخ في ذكر حكايات تناسب ذلك والله تعالى أعلم. 


الميحث الحادي والعشرون: 
في صفة خلق الله تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام 


5 همي وخ مسن ابر احظ ع 5 7 مش 
قال تعالى: «#إإنك مَثَلَ عسَئ عند اَلَو كَمَمَّلٍ ادم حَلَكَمٌ من ثاب ثم قال لَه ك ك3 تيكؤة» ال 


عمرات: 65 
(فإن قلت): فما وجه تشبيه عيسى بآدم عليهما السلام» مع أن عيسى خلق من نطفة مريم 
الباب الثمانين وأربعمائة إن شاء الله تعالى وعدد من تكلم في المهد. فراجعه. 


(وقال): الذي أقول به: في وجوب الحج على العبد إن استطاع إليه سبيلا لقوله تعالى : 
#وَيلم عَلَ اناس ِِخّ ليت آل عمران: 97] نعم ولم يقل الأحرار منهم. قال: وإن منعه السيد 
ثم انتهى فليتأمل» ويحرر هوء وما قبله. وقال: إنما حرم المخيط على الرجل في الإحرام دون 
المرأة لأن الرجل وإن كان خلق من مركب فهو إلى البسائط أقرب وأما المرأة فقد خلقت من 
مركب محقق فإنها خلقت من الرجل فيعدت من البسائط والمخيط تركيب فقيل: للمرأة أبقي 


المبحث الحادي والعشرون: في صفة .خلق الله تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام 54 


ونفخ جبريل عليه الصلاة والسلام؟ 

(فالجواب): أن الحق تعالى إنما أوقع التشبيه في عدم الأبوة الذكرانية من أجل أنه تعالى 
نصب ذلك دليلاً لعيسى في براءة أمه وإنما لم يوقع التشبيه بمحواء وإن كان الأمر عليه لكون 
المرأة محل التهمة لوجود الحمل إذ كانت محلاً موضوعاً للولادة وليس الرجل بمحل لذلك 
والمقصود من الأدلة إنما هو ارتفاع الشكوك وفي خلق حواء من آدم؛ لا يمكن وقوع الالتباس 
لكون آدم ليس بمحل لما صدر عنه من الولادة فكما لا يعهد ابن من غير أب كذلك لم يعهد 
ابن من غير أم فالتشبيه من طريق المعنى أن عيسى كحواء لأن ظهور عيسى من غير أب كظهور 
حواء من غير أم وإيضاح ذلك أن أول موجود وجد من الأجسام الإنسانية آدم عليه السلام فكان 
هو الأب الأول من هذا الجنس ثم إن الحق تعالى فصل عن آدم أب ثانياً سماه أما فصح لهذا 
الأب الأول الدرجة عليه لكونه أصلا له فلما أوجد الحق تعالى عيسى ابن مريم تنزلت مريم 
عليها السلام منزلة آدم عليه السلام وتنزل عيسى منزلة حواء فلما وجدت أنثى من ذكر كذلك 
وجد ذكر من أنثى فختم الدور بمثل ما به بدأها في إيجاد ابن من غير أب كما كانت حواء من 
غير أم فكان عيسى وحواء أخوان وكان آدم ومريم أبوان لهما ذكر ذلك الشيخ محبي الدين في 
«الفتوحات» وهو كلام نفيس لم أجد أحداً تعرض له ولا حام حول معناه فرحمه الله ما كان 
أوسم اطلاعه وقال في الباب السابع منها: 

(فإن قيل): كم أنواع ابتداء الجسوم الإنسانية؟ 

(فالجواب): هي أربعة أنواع آدم وحواء وعيسى وبنو آدم 0 الأربعة 
يخالف نشأة الآخر في التشبيه مع الاجتماع في الصورة لئلا يتوهم الضعيف العقل أن القرة 
الإلهية أو الحقائق لا تعطي أن تكون هذه النشأة الإنسانية إلا عن سبب واحد يعطي بذاته هذه 
النشأة فرد الله هذه الشبهة في وجه صاحبها بأن أظهر هذا النشء الإنساني بطريق لم يظهر به 
جسم حواء وأظهر جسم حواء بطريق لم يظهر به جسم ولد آدم وأظهر جسم ولد آدم بطريق لم 
يظهر به جسم عيسى عليه الصلاة والسلام. قال: وقد جمع الله تعالى هذه الأربعة أنواع في آية 
من القرآن وهو قوله تعالى: يكام اناس إِنَا سَلَفَكَرٌ # [السجرات: 1]. يريد آدم وجميع الناس 


على أصلك لا تلحقين الرجل وقيل: للرجل ارتفع عن تركيبك فهذا سبب أمره بالتجرد عن 
المخيط ليقرب من بسيطه الذي لا مخيط فيه وإن كان مركباً من حيث إنه منسوخ ولكنه أقرب 
إلى الهباء من القميص والسراويل وكل مخيط وإئما جاز الإزار والرداء للمحرم لأنهما غير 
مخيطين فلم يكونا مركبين ولهذا وصف الحق تعالى نفسه بهما دون القميص والسراويل فقال: 
الكبرياء ردائي والعظمة إزاري. وقال: وإنما كان لبس النعل في الإحرام هو الأصل فلا يلبس 
الخف إلا إذا عدم النعل لأن النعل ما جاء اتخاذه 7 للزينة والوقاية من الأذى الأرضي فإذا 
عدم عدل إلى الخف فإذا زال اسم الخف بالقطع لم يلحق بدرجة النعل لستره ظاهر الرجل فهو 


51 الجزء الو ا الم ا باامعةا ار 


رين د [الحجرات: ؟١]‏ يريد حواء وني 4 [الحجرات: ؟١]‏ يريد عيسى ومن ا وين 
كر وق 4 [الحجراث : ]١١‏ معاً بطريق النكاح يريد بني آدم فهذه الآية من جوامع الكلم وفصل, 
الخطاب ثم إنه لما ظهر جسم آدم كما ذكرنا ولم يكن فيه شهوة النكاح ودثان سبق في , علم الله 
أنه لا بد من التناسل والنكاح للإنتاج استخرج تعالى من ضلع آدم من القصيرى -حواء فقصرت 
بذلك عن درجة الرجل فما تلحق به أبداً. 

(فإن قلت): فما الحكمة في تخصيص خلقها من الضلم؟ 

(فالجواب): الحكمة في ذلك ليكون عندها حنو على ولدها وزوبعها لأجل الانيحتاء 
الذي في الضلم فحنو الرجل على المرأة إنما هو حنو على نفسه في الحقيقة لأنها جزء منه 
وحنو المرأة على الرجل لكونها منه خلقت أي: ضلعه والضلع فيها انحناء وانعطاف قال 
الشيخ: وإنما عمر الله تعالى الموضع الذي خرجت منه حواء من آدم بالشهوة لثلا يبثى في 
الوجود خلاء فلما غمرت بالهواء حن إليها حنيئه إلى نفسه لأنها جزء منه وحنت ححواء إليه 
لكونه موطنها الذي نشأت منه. 

(فإن قلت): فإذن حب حواء حب الموطن وحب آدم حب نفسه؟ 

(فالجواب): نعم. وهو كذلك ولذلك كان حب الرجل للمرأة ظاهراً إذ كانت عينه وأما 
المرأة قأعطيت القوة المعبر عنها بالحياة فلم يظهر عليها محبة الرجل لقرتها على الإخفاء إِذّ 
الموطن لم يتحد بها اتحاد آدم بها. قال: وصور الله تعالى في ذلك الضلع جميع ما صوره 
وخلقه في جسم آدم فكان نشء آدم في صورته كنشء الفاخوري فيما ينشئه من الطين والطبخ 
وكان نشء جسم حواء كنشء النجار فيما يدحته من الصور في الخشب فلما نحتها في الضلع 
وأقام صورتها وسواها نفخ فيها من روحه فقامت حية ناطقة أنثى ليجعلها محلاً للزراعة 
والحرث لوجود الإنبات الذي هو التناسل وأطال في ذلك في الباب السابق. 

(فإن قيل): فما وجه تسمية عيسى عليه الصلاة والسلام روحاً من الله؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله: أن الحق تعالى لما خلق 


لا خف ولا نعل فحكمه مسكوت عنه كمن يمشي حافياً لأنه لا خلاف في صحة إحرامه وهو 
مسكرت عنه وكل ما سكت عنه الشرع فهو عافية وقد جاء الأمر بقطع الخف فالتحق بالمنطوق 
وتعين الأخذ به فإنه ما قطعهما المحرم إلا ليلحقهما بدرجة النعل فلما لم يلحقا به لسترهما 
ظاهر الرجل فارقا النعل ولما لم يستر الساق فارقا الخف فالمقطوع لا هو خف ولا هو نعل 
كما قررناه اتتهى » فليتأمل ويحرر. 


وقال الذي أقول به في لبس المحرم المعصفر إنه إن لبسه عند الإحرام قبل عقده فله أن 
يبقى عليه ما لم يرد نس باجتنابه وإن ليسه ابتداء في زمان بقاء الإحرام. فعليه الفدية وإِنْ لبسه 





المبحث الحادي والعشرون: في صفة خلق الله تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام 51١‏ 


الأرواح قبل الأجسام بألفي عام كما وردء خبأها في مكنون علمه فلما خلق الأجسام هيأ في 
علمه لكل ذرة منها روحاً في الملكوت تناسبها من سعادة أو شقاوة فكانت تلك الذرات أزواجاً 
لأرواحها كما قال تعالى : : «سْتحج الى حَلَنَّ الْأَرَوَعَ حكُنّهَاة ايس: 5]. أي مقرونة كل روح 
بشكلها ثم لما أراد الله تعالى أخذ الميثاق منهم أهبط بقدرته تلك الأرواح كلها من أماكنها على 
تلك الذرات على وفق علمه وحكمته ثم لما أخذ منهم الميثاق حل عقال الأرواح فطارت إلى 
مكامنها في الملكوت إلى وقت اتصالها بالأجنة في الأرحام. قال الشيخ: ورأيت في تفسير 
الإنجيل أن روح عيسى عليه الصلاة والسلام لم يسترد عن الذرة بعد أَخذ الميثاق وإنما دفعها 
الله تعالى إلى جبريل عليه السلام» فأسكنه الملكوت وكان يسبح الله ويقدسه إلى أن أمره بنفخه 
فنفخه في جيب مريم فخلق منها المسيح عليه الصلاة والسلام» من غير نطفة متوسطة فلذلك 
سماه الله روحاً دون غيره ثم رفعه إلى السماء بقدر ما فيه من الروحانية فكان مكثه في الأرض 
اس قال الشيخ: وقول الله تعالى 
حكاية عله وهو فى المهد من قوله + #وَجَعَلنى مارك أبن ما حكنت 4 [مريم: ]*١‏ إشارة منه إلى 
هذه العطلة فى ١‏ أنتنا عت نه الستفاء والارهي ل قول أبى بن كعب: إن الله تعالى 
لما رد أرواح بني آدم إلى صلب آدم مع الذرات أمسك عنده روح عيسى فلما أراد خلقه أرسل 
ذلك الروح إلى مريم فكان منه عيسى عليه السلام»ء فلهذا قال: فيه روح منه. 

(فإن قلت): فهل الملائكة الموكلون بالأرواح ويتولون تصوير الأجنة هم أعوان عزرائيل 
أو إسرافيل؟ 

(فالجواب): هم أعوان إسرافيل عليه الصلاة والسلام» الموكل بالصور»ء وأما هو عليه 
السلام» فإنما هو ناظر إلى صور الخليقة المصورة تحت العرش» فإن في الحديث: أن لكل ما 
خلق الله تعالى صورة مخصوصة في ساق العرش أظهرها الله تعالى قبل تكوينهم ثم إنه لصور 
بني آدم تشابه وتشاكل في الخليقة لأنهم على صورة أبيهم آدم وآدم هو كذلك في الصور التي 
تحت العرش وإليه الإشارة بقوله يةِ: «إن الله خلق آدم على صورته». وفي رواية أخرى: 
«على صورة الرحمن». ومعناه على الصورة التي صورها الرحمن في العرش أو اللوح قبل خلق 


عند الإحلال جاز هذا هو الأظهر عندي إلا أن يرد نص جلي في النهي عن المعصفر ابتداء 
وانتهاءء وما بينهما فنقف عنده؛ على أني أقول: إن تطيبه يفده عند الإحرام وعند الحل ليس 
هو متعيناً لأجل إحرامه وحله فإنه من قول عائشة لا من قول رسول الله يلوه كما يأتي فهو أمر 
فهمته على حسب ما اقتضاه نظرها أو عن نص صريح منه لها في ذلك فتطرق الاحتمال ثم 
قال: والذي أقول به استحباب بقاء الطيب الذي دخل به في الإحرام وعدم طلب إزالته ولو 
وجدت رائحته لأنه وَةِ» لم يغسله» وقول عائشة: طيبت رسول الله ييه لحله وإحرامه إنما 
أرادت به قبل وجود الإحرام منه وقبل التحلل فإنها لم تقل طيبته لآخر إحرامه حين قرب 


51 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


آدم عليه السلام فإن الحق تعالى لا صورة له لمباينته لجميع خلقه فافهم. فعلم أن إسرافيل ناظر 
إلى الصور المنقوشة في العرش وملك الأرواح عند تصوير الجنين ناظر إلى إسرافيل وتلك 
الصور كلها حكاية عما في علمه الأزلي سبحانه وتعالى فيأخذ إسرافيل تلك الصورة المختصة 
المسماة عند الله لتلك الذرة المخلقة المرباة ثم يلقيها إلى ملك الأرحام وملك الأرحام يلقيها 
إلى ال ل ا وإلقاء الصورة إنما يكون بإلقاء نسختها التي 

تليق بهاء وإنما أضاف تعالى التصوير في الأرحام إليه بقوله: #اهرٌ الى بُمَوْرْصكرٌ في الا 
ين ينه [آل عمران: 55. لأن هذه الأسباب مقدرة على قضية علمه وتدبيره إجعراء للعادة 
الحستى فهو تعالى مصور للصور ومصور مصوريها لا خالق سواه ولا مصور إلا هر ولذلك 
شدد الوعيد على من اتيخذ الأصنام والله تعالى أعلم. فأمعن النظر في هذا المبحث فإنك لا 
تجده فى كتاب والله تعالى يتولى هذاك . 


المبحث الثاني والعشرون: 
في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا بالقلوب وفي الآخرة 
لهم بالابصار بلا كيف في الدنيا والآخرة أي: بعد دخول الجنة وقبله 


كما ثبت في أحاديث الصحيحين الموافقة لقوله تعالى: ثم يهار يذ 2 إل يها كير 
* [القيامة: 35 18]. والمخصصة أيضاً لقوله تعالى: #الَّا تُدَرِكُهُ الأمث» [الأنعام : 
. أي: لا تراه. قال جمهور المتكلمين والأصوليين وتكون رؤية المؤمنين لربهم في 
الآخرة بالانكشاف المنزه عن المقابلة والجهة والمكان وذلك لأن الرؤية نوع كشف وعلم 
للمدرك بالمرئى يخلقه الله تعالى عند مقابلة الحاسة له بإيعاده فجاز أن يخلق هذا القدر بعيته من 
غير أنتيقس ممه قدوتمن الإدراك مهي مقائلة ليذ الحاسة امجلة كما كان قل يونا من 
وراء ظهره وكما أن الحق تعالى يرانا من غير مقابلة ولا جهة باتفاقنا إذ الرؤية نسبة -خاصة بين 
طرفي راءِ ومرئي فإذا اقتضت عقلاً كرون أحدهما في جهة اقتضت كون الآخر كذلك فإذا ثبت 
عدم لزوم ذلك في أحدهما ثبت مثله في الآخر وخرج بقولنا: يراه المؤمنون غير المؤمنين من 
الكفار فلا يرونه يوم القيامة ولا في الجنة لعدم دشولهم لها. قال تعالى ١‏ كنآ ينم عن يهم 


انقضاؤه وتعقبه الاحلال وإنما راعت الإحلال في آخر أفعال الحح وهو طواف الإفاضة انتهى . 
وهو كلام يحتاج إلى تحرير. 


قاطبة الفساد كحكمه بعد الوقوف قال: ولا أعرف لهم دليلا على ذلك» ونحن وإن قلنا بقولهم 
واتبعناهم في ذلك فإن النظر يقتضي أن الوطء إذا وقع قبل الوقوف أنه يرفض ما مضى ويعجدد 
الإحرام ويهدي فإن كان بعد فوات الوقوف قلا لأنه لم يبق للوقوف زمان وهناك بقي زمان 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآ-خرة 1" 





مير لجو © [المطغفين: .]١٠١‏ الموافق لقوله تعالى : «لّ تَدركُةُ اكز 4 [الأنعام: 
26٠‏ واختلفوا هل تجوز رؤيته تعالى في الدنيا يقظة ومناماً. فقال بعضهم: يجوز. وقال 
بعضهم: لا يجوزء دليل جوازها في اليقظة هو أن موسى عليه الصلاة والسلام»؛ طلبها حيث 
قال: أرق أَنظرَ إِلَيِكَدْ)ه [الأعراف: ]١4©‏ وهو عليه الصلاة والسلام» لا يجهل ما يجوز ويمتئع 
عن ربه عرز وجل» ودليل المنع أن قوم موسى عليه الصلاة والسلامء طلبوها فعوقبوا قال 
تعالى : طثَثَالوَا أ أَمَهَ جَهْرَءٌ مَأَحَدَنْهُمُ المَدمِمَةٌ ِظْلَمهمْ4 [النساء: 6]. قال الجلال المحلى 
رحمه الله تعالى : واعترض هذا بأن عقابهم إنما كان لعنادهم وتعنتهم في طلبها لا لامتناعها في 
نفسها انتهى. وقد استدل الجمهور على منع الرؤية في الدنيا بقوله وكةِ: «لن يرى أحد منكم 
ربه حتى يموت» وبذلك صح حملهم للآيتين السابقتين على عدم الرؤية في الدنيا جمعا بينهما 
وبين أدلة الرؤية وأما دليل امتناعها في النوم فلأن المرئي فيه خيال ومثال وذلك محال على 
القديم سبحانه وتعالى ودليل المجيز لها أنه لا استحالة في الرؤية في المنام وقد ذكر العلماء 
وقوعها في المنام لكثير من السلف الصالح منهم الإمام أحمد وحمزة الزيات والإمام أبو حنيفة 
وكان حمزة الزيات يقول: قرأت سورة #إيسن» على الحق تعالى حين رأيته فلما قرأت ريل 
لير ألتسم 4)©2 ايس: ه) بضم اللام فرد علي الحق تعالى تنزيل بفتح اللام وقال: إني نزلته 
تنزيلاً. وقال: وقرأت عليه جل وعلا سورة طه فلما بلغت إلى قوله: ##وَأنَا أَعْترَيكَ) [طه: 1] 
فقال تعالى: «وأنا اخترناك»). فهي قراءة برزخية وقد أجمع علماء التعبير على جواز رؤية الله 
تعالى في المنام وإنما بالخ ابن الصلاح في إنكارها تبعاً لمن منع وقوعها من العلماء. وأما رؤية 
الحق جل وعلا في اليقظة لغير نبينا محمد يِه فمنعها جمهور العلماء واستدلوا لذلك بقوله 
تعالى : «الَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصرُ» [الأنمام: ١٠غ.‏ وبقوله تعالى: لموسى 9ل يربق [الأعراف: 
“157] وبقوله يكبَهِ:َ «#لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت» رواه مسلم في كتاب الغتن في صفغة 
الدجال أما نبينا محمد يلد فقد اختلف الصحابة في وقوع الرؤية له ليلة المعراج قال الجلال 
المحلّى رحمه الله والصحيح نعم . إليه استند القائل بالوقوع في الجملة لكن روى مسلم عن 
أبي ذر: سألت رسول الله كله هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه! بتشديد نون أنى مفتوحة 
وضمير أراه الله تعالى أي: حجبني النور المغشي للبصر عن رؤيته انتهى ما قاله الشيخ جلال 


للإحرام لكن ما قال بهذا أحد فتبعنا أصحاب الإجماع في إطلاقهم الفساد. 


(قلت): الذي يظهر لي أن النكتة في ذلك التغليط عليه لعظم حرمة الحج والله تعالى 
أعلم . وقال الذي أقول به وجوب رفع الصوت بالتلبية مره واحدة وما زاد على الواحدة فهو 
مستحب وقال الذي أقول به عدم وجوب اللخروج للحل على من كان في الحرم لحج أو عمرة 
بل يصمح إحرامه بهما من الحرم» وأما استدلالهم بقصد خروج السيدة عائشة إلى التنعيم فإنما 
هو لأجل كونها كانت آفاقية وحاضت فخرجت لتقضي صورة ما قاتها وأطال في ذلك فليتأمل 


51 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الدين المحلّى والشيخ كمال الدين بن أبي شريف في حاشيته. وعبارة الشيخ أبي طاهر القزويني 
في كتاب «سراج العقول» في هذه المسألة: واعلم أن أكثر المتكلمين من الفرق ينكرون جراز 
رؤية الله تعالى في المنام فضلا عن اليقظة لخير رسول الله يك واحتجوا في ذلك بأن ما يراه 
النائم يكون مصوراً لا محالة ولا صورة للرب تعالى وأنه يراه بواسطة مثال مناسب له ولا مثل 
ولا مثال لله رب العالمين قال تعالى: ظثَلَا ا [النحل: 974]. وقال: «الْيَسَ 
و 45 [الشررى: .]1١‏ وقال: لوَلَمَْ يَك ل حكُثْرًا ند 47 الإضلاص: ؛] 
قال: با الحواها لمر و ملي ا 
أو هو مشبه يعتقده كذلك في اليقظة وأطال في ذلك» ثم قال: والذي عليه جمهور مشايخ 
السلف رضي الله تعالى عنهم أنه يجوز رؤية الله تعالى في صورة في المنام وبه جاءت الأحاديث 
نحو قوله ققِةِ. #خير الرؤيا أن يرى العبد ربه في منامه؛ أو يرى نبيه أو يرى أبويه إن كانا 
مسلمين وقوله كَكة. «رأيت ربي في أحسن صورة» الحديث. وقال محمد بن سيرين: من رأى 
ربه في المنام دخل الجنة قالوا: وتكون رؤية الله تعالى بواسطة مثال يليق به منزه عن الشكل 
والصورة فيكون تجليه في ذلك المثال كتفهيم الحق تعالى كلامه القديم لعباده بواسطة الحروف 
والأصوات مع تنزيه كلامه تعالى عن ذلك فكما أن الكلام الأزلي منزه عن الصوت والحروف 
الحادثين ويفهم بواسطتهما كلام الله القديم» فكذلك يجوز أن تكون ذاته الأزلية المنزهة عن 
الصورة والشكل ترى بواسطة مثال يناسبها بأدنى معنى فيكون كالمثل بفتح المثلثة المذكور في 
القرآان فى قوله؟ #كل ور كمَكَرْوْ 4 [التون: 6ع لا كالمقل يسكون المفلفة الذى يوحت 
الكحانلة من كل روحه أنا: ذا رامق ميو له تاهيه كلل الضيدية فى سم هلا اران عار 
عبث به الشيطان . 1 ْ ٠‏ 


(فإن قيل): إن رؤية الله تعالى على ما هو عليه في ذاته غير ممكن لعدم صحة المثل 
والمثال في نفس الأمر والنائم لا يرى شيئاً في المنام إلا بصورة ومثل. 


(فالجواب) : إذا تجلى الحق تعالى بذاته المقدس لعبد في منأمه فالروح تعرف بالفطرة 
الأولية انق لاله التدى تلك ساكو رؤناء المحتاية الععيدر لذ التفس بالاتها اكنال ا 


ويحرر. وقال: قد تميزت الكعبة على العرش والبيت المعمور بالحجر الأسود يمين الله في 
الأرض وأطال في ذلك وقال بيت الله لا يقبل التحجير فما بقي من الكعبة في الحجر هو بيت 
الله تعالى الأصح وما حجر عليه فهو بيته الصحيح فمن دخل القطعة التي في الحجر دخل البيت 
ومن صلى فيه صلَى في البيت ولا حكم لبني شيبة ولا غيرهم عليه فاستغنى العارقون عن منتهم 
وقال: يوم عرقة محسوب من الزوال إلى طلوع الفجر من ليلة العيد فنقص عن سائر الأيام 
الزمانية قال: وقد أجمع الشرع والعرف على تأخير ليلة عرفة عن يومها لقول الشارع من أدرك 
ليلة جمع قبل الفجر فقد أدرك الحج والحج عرفة فهذا سبب تأخير هذه الليلة عن يومها وإلا 


المبحث الثاني والمترؤن ".ني نيان الستعالى مرق للمزمنين .في الفنيا والاترة 11 


تستطيع رؤية من لا صورة له ولكن نتصوره بوسائط وأمثلة ثم تذهب الأمثلة ك لالد يَدْهَبَ 
ج44 [الرعد: ] ويبقى معها رؤية الله تعالى حقا كما أن كلام الله القديم يتعلمه الناس بأمثلة 
الحروف في اللوح ثم يمحى اللوح ويبقى القرآن في الحفظ قال الشيخ أبو طاهر رحمه الله : 
فعلم أنه لا يلزم من كون الشيء لا صورة له أن لا يرى في صورة على ما قررناه ألا ترى أن 
كثيراً من الأشياء التي لا أشخاص لها ولا صورة ترى في المنام بأمثلة تناسبها بأدنى معنى ولا 
يوجب التشبيه ولا التمثيل وذلك كالمعاني المجردة مثل الإيمان والكفر والشرف والقرآن 
والهدى والضلال والحياة الدنيا ونحو ذلك قأما الإيمان فكقول النبي يظلِ: «رأيت الناس في 
المنام يعرضون منهم من قميصه إلى كعبه ومنهم من قميصه إلى أنصاف ساقيه فجاء عمر بن 
الخطاب وهو يجر قميصه فقالو!: يا رسول الله ما أولت ذلك قال: الإيمان فالإيمان لا شكل له 
ولأ صورة ولكخ تحجل 'القشيصن له فاه فرؤي بواسطته وكذلك الكفر يمثل في المنام بالظلمة» 
وكذلك الشرف والعز يرى بواسطة صورة الفرس وكذلك يمثل القرآن باللؤلؤ ويمثل الهدى 
بالنور والضلال بالعمى» ولا شك أن بين هذه الأشياء مضاهاةً لتلك المعاني المرئية وتجسد 
المعاني لا ينكره العلماء بالله تعالى قال: وموضع الغلط في ذلك لمن منع رؤية الله في صورة 
ظنه أن المثل بفتحتين كالمثل بكسر الميم وسكون المثلثة وذلك خطأ فاحش. فإن المثل 
بالسكون يستدعي المساواة في جميع الصفات كالسوادين والجوهرين ويقوم كلل واحد منهما 
ا 0ه 2 ل الحاو ين 
كل وجه وإنما يستعمل فيما يشاركه بأدنى وصف قال تعالى: © إنَمَا مكل الْحَيَزو اليا كو أنزلئة 
من ألسّمَآه# [يونس: 14]. والحياة صورة لها ولا شكل والماء كل رصدرينة وقد مثل الله 
تعالى به الحياة وكذلك قوله تعالى: #مثل نوروء كِشْكَررْ فا عِصَبَامْ4 [النور: ه"] وغير ذلك فعلم 
أنه لا مثل لله تعالى ولكن له المثل الأعلى في السموات والأرض. قال: ومن هنا جوز 
الأكثرون من السلف الصالح جواز تجليه تعالى لعبده في المنام كما مر في الأمثال وأطال في 
ذلك ثم قال: واللسان يقصر حقيقة عن البيان لأنها أمور ذوقية لا تضبطها عبارة والله تعالى 
أعلم . هذا ما رأيته في كتاب المتكلمين. وأما ما رأيته في كتب الصوفية فمن أفصحهم عبارةٌ 
فيه الشيخ محبي الدين رضي الله عنهء فقال في الباب الرابع والستين من «الفتوحات»: 0 أنه 
فالأصل تقديم الليلة على نهارها. قال تعالى: ##وَءَايَهٌ يد لَهمْ لَلُ مََلَحُ يمئه اهار تيس : 097], 
فجعل الليل أصلاٌ ولح عنه قيار كما اخ القناذمن جلها كان الطووز لجل والتهان ميطرق 
فيه وقال في قوله تعالى: «وَاترُوأ من تَمَارِ ابهش مُصَلٌ © [البقرة: 6 أي موضع دعاء إذا 
صليتم فيه أن تدعوا لأنفسكم في تحصيل نظير تلك المقامات التي كانت لإبراهيم عليه السلام؛ 
وهو أن يقول أحدنا: اللهم اجعلني أواهاً حليماً أمة قانتاً شاكراً لأنعم الله منقاد لأمر الله صالحاً 
موفياً بالعهد ونحو ذلك» مما قص الله علينا فى القرآن وقال: إنما أمرنا بالتضلع من ماء زمزم 
لأن فيه سراً خفياً وهو أنه يذلل الفين: يعد تكبرها > ققها بمقام العبودية المحضة كما جرب. 


595 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لا ينبغي لمسلم أن يتوقف في رؤية الله تعالى في المنام لأنه لا شيء في الأكوان أوسع من عالم 
الخيال وذلك أنه يحكم بحقيقته على كل شيء وعلى ما ليس بشيء» ويصور لك العدم 
المحض والممحال والواجب. فضلا عن الممكن ويجعل الوجود عدما والعدم وجودا ويريك 
العلم لبناً والإسلام قبة والثبات في الدين قيداً قال: ودليلنا فيما قلنا قوله تعالى : كَأيْتمًا ولوأ 
كم وَبِدُ أو [البقرة: 21١5‏ ووجه الشيء حقيقته وعينه فقد صور الخيال من يستحيل عليه 
بالدليل العقلي الصورة والتصوير فعلم أن كل ما جاز وقوعه في المنام والدار الآخرة جاز وقوعه 
وتعجيله لمن شاء في اليقظة والحياة الدنيا انتهى. وقال أيضاً في علوم الباب التاسع والستين 
وثلاثمائة: لا يصح لإنسان قط أن يعبر عن حقيقة ما طريقة الذوق من غير تكييف كرؤية الله عز 
وجل أبداً وأطال في ذلك. ثم قال: وإذا صح أن العقل يدرك الح تعالى جاز أن يدركه 
بالبصر من غير إحاطة لأنه لا فضل لمحدث على محدث من حيث اللحدوث وإنما الفضل من 
حيث الصفات الجميلة. ومن قال: إن الح تعالى يدرك عقلاً ولا يدرك بصراً فمتلاعب لا 
علم له بحكم العقل ولا بحكم البصر ولا بالحقائق على ما هي عليه وذلك كالمعتزلة فإن هذه 
رتبتهم وكل من لا يفرق بين الأمور العادية والطبيعية فلا ينبغي لأحد الكلام معه في شيء من 
الأمور العلمية ولولا أن موسى عليه الصلاة والسلام فهم من الأمر إذ كلمه ربه بارتفاع الوسائط 
ما أجرأه على طلب الرؤية ما فعل» فإن سماع كلام الله تعالى بارتفاع الوسائط عين الفهم فلا 
يفتقر إلى فكر وتأويل فلما كان عين السمع في هذا المقام عين الفهم سأل الله الرؤية ليعلم قومه 
ومن له هذه المرتبة من الله تعالى يعلم أن رؤية الله تعالى ليست بمحال انتهى. وقال أيضاً في 
الباب التسعين من «الفتوحات»: اعلم أن أعظم نعيم في الدنيا والآخرة نعيم رؤية الباري جل 
وعلا لكن هنا دقيقة وهي أن الالتذاذ برؤيته تعالى إنما هو راجع إلى رؤية المظاهر التي تجلى 
الحق تعالى فيها تنزلاً للعقول لا إلى الذات المتعالي وإيضاح ذلك أن الالتذاذ بالرؤية لا يكون 
إلا برؤية من بيئنا وبينه مجانسة ومناسبة ولا مناسبة بيننا وبين الحق تعالى بوجه من الوجوه. 

(فإن قيل): فكيف الرؤية؟ 

(فالجواب): أن الحق تعالى إذا أراد أن يتفضل على عيد من عبيده المختصين بأن يحصل 

(قلت): وقد شربته أنا مرة لدبلة طلعت في جانبي قدر البطيخة فتقطعت وخرجت من 
دبري كالزفت الأسوه الذائب فالحمد لله رب العالمين. فصح عندي ذوقاً حديث ماء زمزم لما 
شرب له وإن ضعفه بعضهم والله أعلم. 

(قلت): قال الشيخ في الباب الرابع والخمسين وأربعماثة؛ ينبغي لكل مؤمن أن يصل 
نسبه بأجداده وآبائه المسلمين من آدم إلى أبينا الأقرب لأن صلة الأرحام تزيد في العمر. 

(قلت): ولقد اعتمرت مرة عن أبينا آدم وأمرت أصحابي بذلك فوجدنا تلك الليلة أبواب 
السماء قد فتحت ونزلت علينا ملائكة لا تحصى وتلقونا بالترحيب والتسهيل» إلى أن ذهلنا مما 


المبحث الثاني والعشرون: في بيات أنه تعالى مرئي للمؤمتين في الدنيا والآخرة 11" 


له الالعذاذ برؤيته أقام له مثالا يتخيله في عقله مطابقاً له لقوله تعالى: ولا محيطوت بي عِلَمَا4 
لطه: .]٠٠١‏ وتقدم في الكتاب أن مراد من يقول إن الحى تعالى إذا حيط عبداً به أحاط به هو 
علمه بأته تعالى لا يحاط به فهذا هو معنى الإحاطة. وقال أيضاً فى الباب الثامن والتسعين 
زمائة: 'إذا أراد اهز وجل أن ير اعبدا من عنيذة سه شالق 'قلا بد من فاه العيد عن هنود 
نفسه عند التجلي وتجرد الروح وحينئذ ترى ربها كما تراه الملائكة ثم إذا أراد الحق تعالى أن 
ينعم عبده ويلذذه برؤيته ومشاهدته فلا بد من إرسال الحجاب فيقع التلذذ للمشاهد. قال: 
وهذه مسألة من الأسرار ما أظهرتها باختياري وإنما كنت في إظهارها كالمجبور انتهى. وعبارته 
في كتاب «لواقح الأنوارة: اعلم أنه لا بد من فناء المشاهد عند رؤية الباري جل وعلا فيغيب 
عن حسه وعن لذته لأن النفس أحدية الذات ليس فى قدرتها أن تشتغل بأمرين معأ فى آن 
زاجد. أقلا يل أن تكوق متوعنية ربكليعها لإذرلك الرؤية أو كبولها فإذا اكتيدكه تخالى قبي أفناك 
عنه فلا يجد الخطاب محلا يتوجه عليه وإذا كلمك أوجدك لأنه لا بد للقبول منك حتى تقبل 
الخطاب وإلا فلا فائدة للخطاب انتهى. وكان أبو العباس الساري أحد شيوخ الطائفة الأكابر 
يقول: ما التذ عاقل قط بمشاهدة الحق تعالى وذلك لأنها فناء ليس فيها لذة ووافقه على ذلك 
الشيخ في «الفتوحات» وقال في «لواقح الأنوار» أيضاً: إذا أقامك الح تعالى في مشهد ما 
وأشهدك نفسك معه فأنت من أبعد الأبعدين لأن نفسك كون وأين الكون في الرتبة من رب 
العالمين لكن لك حيقذ حقيقة المجاورة المعنوية وهي أنه ليس بينك وبين الله تعالى أمر زائد 
كما ليس بين الجوهرين المتجاورين حيز ثالث ولله المثل الأعلى. قال: ثم إن هذه المجاورة لا 
يتعقلها إلا أهل الكشف. وفي حديث الطبراني وغيره مرفوعاً: بين العبد وبين ربه سبعون ألف 
حجاب من نور وظلمة فما من نفس تسمع بشيء من حس تلك الحجب إلا زهقت انتهى. وفي 
رواية أخرى: أن لله تعالى سبعين ألف حجاب بينه وبين خلقه لو كشفها لأحرقت سبحات 
وجهه ما أدركه بصره من خلقّه . 
(فإن قيل): فكيف رؤية الباري جل وعلا لخلقه؟ 


(فالجواب): كما قاله الشبخ فى الباب الثامن والسبعين وماثة: أن صورة نظر الحى تعالى 


رأينا وأطال في ذلك * ثم قال: رهم ارون اك مس عد طقن عالت ب الناس من أهل الله فكيف 

بالعامة فى ذلك لكين لله الذي من علي بصلة رحمي وصلتها من أصحابي بسببي وكان ذلك 

عن توفيق إلهي فإني لم أر لأحد في 7 في غير موضع 

من المّر أن : ع مادم [الأعراف:: ]| إلا ا يذكرنا ابيا لتصله ومع ذلك فلم يتنه أحد لهذه 
ٍّ بحس ع اس 2 َ 

الآ لذية وهذه الذترى من الله شبيهة بقوله تعالى : # تخت هترود © أمريم: 18]. وآأين زمات هارون 

متها انتهى . وأطالك 2 ذكر 5 رار العحج لمحو ثللاثين ورقة وفي هذا القك بشخو را كشاية وائله أعلم وقال 


ي الباب الثالث والسبعين وذكر فيه شرح أسئلة الحكيم الترمذي رضي الله عنه: اعلم أنه ما ثم 


4م18؟ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


إلى العالم أنه ادكظر إلجا يكين الزحيع لا بعين العامة كما رارق بولاله تعالى واي يا الخاام 
معه قال اعد الووية ولو تأنه تعالى نظر إلى العالم بعين العظمة كما يليق بجلاله لاحترق العالم 
كله بسيحات وجهه كما مر آنفاً فى الحديث» قال: وهذه الرحمة هى عين اللحجاب الذي بين 
العالم وبين السبحات المحرقة فهي كالعلماء الذي أخبر الشارع أن الحق تعالى كان فيه قبل أن 
يخلق الخلق وأكثر من ذلك لا يقال. وقال الشيخ في باب الأسرار إذا عوين الحق تعالى فلا 
يعاين إلا من حيث العلم والمعتقد والله أجل وأعلى من أن يحاط بذاته انتهى. وقال في باب 
الوصايا من «الفتوحات»: اعلم أن من علامة صدق ما يدعي أنه يشاهد الحق تعالى أنه إذا 
عكس مرأة قلبه إلى الكون يعرف مافي ضمائر جميع الخلق ويصدقه الناس على ذلك 
الكشف . 

(فإن قلت): فما الفرق بين الرؤية وبين الشهود الذي تقول به الطائفة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس والستين ومائتين: أن الرؤية لا يتقدمها 
علم بالمرئي أبداً والشهود يتقدمه علم بالمشهود وهو المسمى بالعقائد ولهذا يقع الإقرار 
والإنكار في الرؤية يوم القيامة لأنهم رأوا من لم يتقدم لهم به به علم بخلاف الشهود فإنه لا يكون 
واس اللاي ا سات ورم ا ييه أه يشهد بصحة 
ما اعتقده قال تعالى: #أكْمَن كن عَل بيتك من ريه مِيِنَلُوه سَاهِدٌ مِنْهُ» [هود: 17]. أي: يشهد 
له بصحة ما اعتقده. قال: ومن هنا سأل موسى الرؤية 0 #أين أنظر إِللكَْ؛ [الأعراف: 
«15]. وما قال: أشهدني لأنه تعالى كان مشهوداً له ما غاب عنه» وكيف يغيب عن رسول كريم 
ولا يغيب عن الأولياء فما طلب موسى إلا الرؤية المخاصة بالأنبياء فى الآخرة ليجعلها الله تعالى 
له في الدنيا حين طلب مقامه ذلك وأما شهوده الح تعالى مثل ما يشهده الأولياء فذلك حبوة 
وزيرية من حيث مقام ولايته انتهى. وقال في كتاب اللواقح أيضا: ما الفرق بين الرؤية 
والشهود؟ إن الْشْهه ود هو ما تمسكه في نفسك من ) شاهد الحىٌ المشار إليه بحديث : #أعبد الله 
كأنك تراه». فقوله: كأنك تراه هو شاهد الحق الذي أقمته في نفسك كأنك تراه. قال: وهذه 
درجة التعليم ثم يرئقي منها إلى درجة الخصوص وهي علمك بأن الله يراك ولا تراه وذلك 
دليل يرد طريق القوم ولا قادح يقدح فيه شرعاً ولا عقلاً وإنما يردها من ردها بالجهل بها فإن 
طريق القوع لا تنال بالنظر التفكري ولا بضرورات العقول وإنما هي نور في القلب يحدث فيه 
بواسطة اتباع الكتاب والسنة فيدرك الأمور يقيئأ لا ظنأ وتخميئاً وقال: إنما نكر تعالى علما في 
قوله في حق الخضر : لأوَعَلََهُ من لَدُن عِلْما© [الكهف: 155 ليشمل الأربعة علوم التي خص بها 
أصحاب منازل القرية الذين [كان] الخضر [على! رأسهم: وهي علم الكتابة الإلهية وعلم 
لحيس و العقزنةه رهص" الترى والدت لاف الويف 1 اقل الترية جام بين الحديفة وير 
التشريع فافهم. وقال: لولا القول اللين ما انكسرت علظة ؛ عون ولا كان أصحاب رسول 





المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة الح 


لأنك ضبطت شهوده تعالى في قلبك عند صلاتك مثلاً في جهة القبلة فقد أخليت شهودك عن 
بقية الوجود المحيط بك» وإذا تحققت بذلك علمت عجزك عن الإحاطة به تعالى.لأنك مقيد 
وهو تعالى مطلق وأنت ضيق وهو تعالى واسع وحيتئذ تبقى مع نظره المحقق إليك لا مع نظرك 
ألت إليه أن نظرك يفيذه ويحلده وهو المنزه عن الفيوذ والحدود. فإذن الشهود له المعرفة 
والرؤية لها الكشف التام انتهى . 

(فإن قلت): فمتى يخرج العبد عن القول بالجهة. 

(فالجواب) : كما قاله سيدي علي بن وفا رحمه الله: أنه لا يخرج عبد عن القول بالجهة 
إلا إن نفد كشفه من أقطار السموات والأرض وأعطاه الله تعالى شيئاً من علمه تعالى» قال: 
وأما من تقيد كشفه بالسموات والأرض أو البرزخ والجنة والنار. فلا يرى ربه إلا في جهة 
انتهى . 

(فإن قلت): فإذن ما رأى أحد ربه إلا بصورة استعداده في نفسه وتعالى الله عن ذلك في 
علو ذاته؟ ْ 

(فالحواب): نعم ما رأى عبد ربه إلا بقدر وسعه. غير ذلك لا يكون» إذ لو صح أن 
يرى عبد فوق مرتبته لبطل اختصاص الأنبياء والأولياء على بعضهم ولرقي الأولياء في سلم 
الأنبياء وذلك محال. 

(فإن قلت): فإذن ما رأى العبد إلا صورة نفسه في مرآة معرفة الحق وما رأى الحق 


(فالجواب): نعم وهو كذلك فحكمه كالإنسان الذي رأى وجهه في المراة المحسوسة 
فإننه يرى و و المرآة» وقال الشيخ محبي الدين : في الواقح 
الأنوار؛ : وما ثم مثال أقرب ولا أشبه بالرؤية والتجلي من رؤية الشاهد وجهه في المرأة واجهد 
0295 1 211 
اسلا اسل اتا نل ا عد لما ل لس 
0 لقنب 9 لَنقَضوا 00 لآل عمران: 0000 0 0 اجتمعت 


بعيسى عليه السلام. في وقائع 122007 ودعا لي بالثبات على الدين في الحباة 
الدنيا» وفى الأحطرة. ودعانى بالحييب وأمرنى بِالْؤهد والتجريد. 


(قلت) : وهو أمر غريب ولكن الشيخ له أغرب من هذتف وهو أده الطريق عن الملائكة 
المسمين بأسماء الحروف أوائل السور كما سيأتي ونقل ابن سيد الئاس في سيرته في قصة 
إسالام 1-0 الفارسي ما يشهد للشيخ في نزول عيسى إلى إلا: عن بعك رفعه وقبل اليوم 


المض الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


تتعب نفسك في أن ترقى إلى أعلى من هذا المرقى فما هو ثم أصلاً وليس بعده إلا العدم 
المحض . فليتأمل ويحرر فإنه يوهم أن المرئي في الآخرة لجميع الناس غير الحق ولا يخفى ما 
فيه . 

(فإن قلت): فما سبب تفاضل الناس في الرؤية كمالاً ونقصاً مع أن المرئي سبحانه 
وتعالى لا تقبل ذاته الزيادة ولا النقصان؟ 

(فالحواب): نيب التتاضل كرلهع ل يشهدون في مرا معرفة الحق تعالى إلا حقائقهم 
ولو أنهم شهدو! عين الذات لتساووا في الرؤية ولم يصح بينهم تفاضل ولكن أين حقائق الأنبياء 
من غيرهم . 

(فإن قلت): فهل يتفاوتون في الآخرة كما تفاوتوا في الدنيا؟ 

(فالجواب): نعم. فإن تفاوتهم في الآخرة فرع عن تفاوتهم في الدنيا وقد قال الشيخ في 
الباب الحادي والثلاثين وثلاثمائة : اعلم أن رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة تابعة لاعتقادهم 
الذي كانوا عليه في دار الدنيا ليجني كل أحد ثمرة ما كان يعتقده فرؤيتهم على قدر علمهم بالله 
تعالى وعلى قدر ما فهموه ممن قلدوه من العلماء وكما أنهم متفاضلون في النعيم واللذة فمنهم 
من حظه من النظر إلى ربه لذة عقلية»؛ ومنهم من حظه من ذلك لذة نفسية» ومنهم من حظه من 
ذلك لذة حسيةء ومنهم من ذلك لذة خيالية» ومنهم من حظه من ذلك مكيفة» ومنهم من حظله 
لذة لا يقال بتكييفها ومنهم من حظه لذة لا يقال: بتكييفهاء ومنهم من هو مقلد في علمه بالله 
بحسب ما ألقى إليه عالمه أو على حسب ما عنده من العلم وأما على قدر ما يخيله عقله فقطء 
ومنهم من هو غير مقلد وهكذا. 

(فإن قلت): فما أكمل الرؤية التي تقع للخلق؟ 

(فالجواب): أكمل الرؤية رؤية الأنبياء ثم رؤية كمل أتباعهم فإن الكمل لا يرون ربهم إلا 
في مرأة : بيهم نبيهم المأخوذة من شرعه الثابت عنه. واعلم أن عدد رؤية كل عبد للحق في الآخرة 
تكون على قدر مجالسته للحق تعالى في جميع المأمورات واجتناب المنهيات على الكشف 


الموعود وقال: إذا جاز نزوله بعد رفعه مرة قلا بدع أن بتر مرازا والله أعلم. وقال: المراتب 
التي تعطي السعادة للإنسان أربع: وهي الإيمان» والولاية» والنبوة» والرسالة. ولأهل كل 
مرتبة ذوق يعخصهم لكن قد يكون للنبي ذوق في مرتبة الإيمان والولاية فإن كان رسولا زاد 
عليهم بذوق مقام الرسالة لأنه رسول نبي ولي مؤمنء» وقد لا يكون له ذوق في ذلك قال 
الخضر لموسى عليهما السلام» لاما ل تحط بد خُيا» [الكهف: 18] أو الخبر الذوق قال الشيخ : 
ثم إن العلم من شرائط الولاية لا من شرائط الإيمان لأن الإيمان مستنده الخبر الذي بلغه عن 
الصادق فإذا لم يكن هناك خبر كأيام الفترات ووحد الله تعالى منهم أحد فهو سعيد مع كونه لا 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة 0 


للحق تعالى جهله فيما لم يجالسه فيه والسلام. 

(قلت): وإنما كانت مرآة نبينا يده أكمل المرايا لأنها حاوية لجميع مرايا الأنبياء عليهم 
الصلاة والسلام» ودون ذلك في المرتبة من يرى ربه في مرأة نبي من الأنبياء ثم في مرآة أحد 
من الأولياء فعلم أن الكامل من لا يطأ مكاناً لا يرى فيه قدم نبيه أبداً. 

(فإن قلت): فالذين ينكرون الحق تعالى في تجليات الآخرة هل هم مسلمون؟ 

(فالجوات»: نعم هم مسلمون بقرينة قوله 2 يِه في حديث التجلي : «فإذ! كشف عن ساقه 
2 عدي واقاتوا ٠‏ امحجرينا ١‏ وجلا أسسرار رد رنها أجل لل لا تجن فى كنا الا ان 
أعلم . 

(فإن قيل): فإذا وقع الإنكار من هؤلاء» فهل يكون المقرون من الأنبياء والأولياء 
حاضرين؟ فإن كانوا حاضرين فلم لم يرشدوهم إلى أن المتجلي لهم هو الله تعالى؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في «شرحه لترجمان الأشواق»: إن الإنكار إذا وقع يكون 
الأنبياء والعارفون واقفين سجانب عن هؤلاء المنكرين وإنما لم يرشدوا المنكرين لتلك التجليات 
لأنهم يعرفون من الحق تعالى أنه طلب منهم أن يستروه عن أولئك المنكرين ليجني كل أحد 
ثمرة علمه به فى دار الدنيا. 

(فإن قيل»): فإذا كان الكافرون لا يرون ربهمء فما صورة عدم رؤيتهم له؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في باب الأسرار: إنما صورة عدم رؤيتهم له تعالى أنهم 
الداهرين انتهى . 

(فإن قيل): فهل تكون الرؤية للمؤمنين بباصر العين كما في الدنيا أم تكون بجميع 
نا 
ال ئش انرا سانب ار مده 
العين بل كلهم أبصار. قال: وبعضهم يراه بجميع وجهه فقط اه. 


يسمى مؤمناً فالمؤمن لا يكون إلا موحداً وأما الموحد بنور قذفه الله في قلبه فقد لا يكون مؤمناً 
فتأمله وحرره. وقال: إنما سميت العبارة عبارة لأتك تجوز منها إلى المعنى المقصود منهاء 
وإنما سمي الوحي وحياً لسرعته فإن الوحي عين الفهم عين الإفهام عين المفهوم منهء كما 
يذوقه أهل الإلهام من الأولياء. وقال: ليس فوق الإنسان الكامل مرتبة إلى مرتبة الملك في 


57 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فإن قيل): فهل يلزم أن يكون ما يشهده المؤمن بقلبه من الله تعالى هو المطلوب لوسعه 

(فالجواب) : كما قاله الشيخ في الباب السايع والسيعين وثلاثماثة : لا يلزم من شهود 
العبد ربه بقلبه أن يكون هو المطلوب بإعلام من الله تعالى فيجعل للعبد في نفسه علما ضروريا 
مثل ما يجد النائم في نومه من رؤية الحق جل وعلا أو رؤية رسول الله ليده فيجد الرائي في 
نفسه العلم الضروري بأن ذلك المرئي هو الله عز وجل أو رسوله يي وذلك لوقوع المرئي 
مطابقاً لما هو الأمر عليه فيما يراه إذ لا يدرك أحد الحق تعالى إلا هكذا وأما بالنظر والفكر 

(فإن قيل): فهل النور الذي يرى الحق تعالى فيه في الآخرة نور له شعاع كما رآه 8 
في دار الدنيا أم هو نور لا شعاع له؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الستين وثلاثمائة: أن النور الذي يرى الحق تعالى 
فيه في الآخرة نور لا شعاع له فلا يتعدى ضوؤه نفسه ويدركه البصر في غاية الوضوح وذلك 
ليخالف النور الدنيوي وذلك لما قيل له 1 : «أرأيت ربك؟ . فقال : لور أنى أراهء يقول : كيف 
أراه وهو نور م شعشعاني والأشعة تذهب بالأبصار وتمنع من إدراك من تنشق عنه تلك الأشعة فلا 
يدرك ويدرك بهء كما أن من شأن الظلمة أن تدرك ولا يدرك بها. قال: وإذا عظم النور أدرك 
ولم يدرك به لشدة لطافته ثم إنه لا يكون إدراك قط إلا بنور من المدرك زائد من ذلك عقلاً 
000 

(فإن قيل) : من شرط الرائي أن تعطيه رؤيته العلم بالمرئي والإحاطة به ورأينا الذي يرى 
الحق لا ينضبط له رؤية لمخالفة حقيقته لسائر الحقائق فكيف يقال: إنه رأى ربه عرّ وجلٌ؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثاني والأربعين وأربعماثة: إلى رؤية الحق 


تعالى : لا يصمح فيها إحاطة ولا تدخل تحت هذا الحد وغاية العلم أن يعلم الرائي له عند الرؤية 
أنه ما رآه» وإلا فلو صح له أن يراه حقيقة لعلمه وكيف يعلمه وقد رأى تنوع صور التجليات 


وإنما يدل على أله أكمل نشأة من الملك لا غير. 


(قلت): هذا كان مذهب الشيخ أولآء ثم رجع عنه كما نبه عليه في الباب الثامن 
والتسعين ومائة والباب الثالثف والثمانية وثلاثمائة من «الفتوحات؟ . وقال الخللاف 0 غير 
تقع به الإشارة القائمة مقام العبارة في غير عبارة وقال: من خاض في الدئيا فيما يكرهه الح 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة ب 


على قلبه في حال رؤيته له تعالى وقد قال موسى عليه الصلاة والسلام : #رَيٌ أين أنظر 
إِتلت» [الأعراف: 147] قال: #إآن تَرنقيِ [الأعراف: 148]. والنكتة في سبب قوله: #إآن ترني» . 
كونه قال: لأأَنَظرٌ إِليِكَْ» بالهمزة ولو قال: ننظر إليك بالئون أو التاء لربما لم يكن الجواب: 
لإنن تَرينى. مع أن السؤال مجمل في قوله: طأأْنظِرق». والجواب كذلك مجمل في قوله: لن 
تراني. وإيضاح ذلك أن الرؤية بادرة إلى رؤية العين. أي: لن تراني بعينك لأن المقصود 
بالرؤية حصول العلم بالمرئي وأنت لا تزال ترى في كل رؤية خلاف ما رأيته في الرؤية التي 
تقدمت فلا يحصل لك علم بالمرئي في رؤيتك له تعالى أبداً فصح قوله: لن تراني. لأني ما 
أقبل من حيث ما أنا عليه في ذاتي التنوع وأنت لا ترى ربك إذا رأيته إلا متنوعاً في الصفات 
وأنت ما تنوعت أيضاً فما رأيتنى ولا رأيت نفسكء وقد رأيت فلا بد أن تقول: رأيت الح 
رأنت اها راينق حتيقة وكذلك لابد أ توك + رايت شنى ومارأيت تقيناك بعقفة ماقم إلا 
أنت والحق تعالى» ولا واحداً من الحق والخلق رأيت وأنت تعلم أنك رأيت فما هذا الذي 
ايك فرجع المعنى: لن ترائي بعينك إلا إن أمددتك بالقوة الإلهية. قال: وهذا من مشاهد 
الحيرة» وقال في الباب الأحد والأربعماثة: إنما قال تعالى لموسى: #لن يَيْنيِ» لأن كل مرئي 
لا يصمح للرائي أن يرى منه إلا على قدر منزلته ورتيتهء لا غير. ولو كان الرائى يحيط بالحن 
00 أقل حجاب يحجب العبد عن الإحاطة شغله برؤية نفسه حال تجلي 
لحى له فحجاب العبد عب كش وقة انتضيي عع الخباشوا هن آنا ولو شاعنا زرف نا 
زناه اه لم بي شي بسف ور الما عن يزاة ونا لع الزن لبد خجاتر باه فى المرآة الصافية حينئذ إلا 
أنفسنا وقد نتوسع في العبارة فنقول: إلأارانةفه يخرح أجد عن الخيرة في الله تعالى انتهى . 
(فإن قلت»): فإذن فما خثر موسى صعقاً إلا لما كان عنده من العلم بالله تعالى قبل سؤال 
الرؤية . ْ 
(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب ل وأربعين وأربعماثة : نعم ما أصعقه إلا ذلك 
ولكنه لم يكن يعلم من الح تعالى قال + تبت إليك. أي: لا أطلب رؤيتك على الوجه الذي 
ا ل اه وأنا أول المؤمنين. أي: بقولك: لن 
لى يض به يوم القيامة» فيما يكرهه جزاء وفاقاً وقال: قك جاء أكثر . الشريعة على فهم العامة 
في صفات التنزيه ولم يجىء على فهم الخاصة إلا بعض تلويحات فهو قوله تعالى: هلَيْسَ 
مي همع # [الشورى: ١‏ و - للإسبِحَان رَبك رب لْمِرَّوَ عَنّ صرت ا خملا 
وقال: ذهب بعضهم إلى أنه يجوز لنا أن نسأل لأنفسنا مقام الوسيلة التي رجا رسول الله يَلِ: 
أن تكون له قال م حصولها لنفسه ولا حجرها على وأحد بعينه وإنما لحن 
مؤثرون له بهاء فلا نسألها إلا له لِك لأنه طلب منا أن نسأل الله له الوسيلة انتهى . 





(قلت): هذا كلام فيه ما فيه والذي نعتقده أنه لا يجوز لأحد من الأمة سؤال الوسيلة 


34 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


تراني لأنك ما قلت ذلك إلا لي وهو خبر فلذلك ألحقه موسى عليه الصلاة والسلامء بالإيمان 
دون العلم ولو أنه عليه الصلاة والسلام» أراد مطلق الإيمان بقوله: لن تراني ما صحت له 
الأولية فإن المؤمنين كانوا قبله ولكن بهذه الكلمة لم يكن مؤمن فكل من آمن بعد الصعق فقد 
م م ومس رم لمك تر الإيمان 

لى العلم 0 الأيماق كلذلف كان كاضا بالكمل فوسرن 
لعا سه كيد جر العلم ويقال في أحدهم إنه مؤمن بما هو به عالم 
من عين واحد. وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في الياب الثامن والخمسين وخمسمائة في 
الكلام على اسمه تعالى الظاهر فراجعه إن شئت شئت وكان سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عله 
يقول: امن أعجب الأمور قوله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: أن ترق 2# . أي : مح 
قوتك » كونك تراني على الدوام» ولا تشعر بأن الذي تراه هو أنا انتهى . 

(فإن قلت): فهل يعلم الحق تعالى بالكشف؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في باب (الأسرار): لا يصح أن يعلم الحق تعالى بالكشف 
وإنما يرى به فقط كما أنه تعالى يعلم بالعقل ولا يرى به قال: وهل ثم لنا مقام يجمع بين 
الرؤية والعلم لا أدري اه. 

(فإن قلت) : فكم ترجع صور التجلي الإلهي إلى مر ثبة من العدد؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين وماثة: أنها ترجع كلها إلى 
صورتين صورة: تنكر وصورة تعرفا ولا ثالث لهما. كال: وقد ورد أن الله تعالى لما كلم 
ا 0 فور رن ا 
موسى» ليتنبه موسى فيعلم أ نه لو كان جميع التجلي بصورة واحدة لم يقل له في كل صورة 
وكله :ا موي التي 

(فإن قلت): فكيف ثبت موسى عليه الصلاة والسلام؛ لسماع كلام الله ولم يثبت 


لرؤيته؟ 


لنفسه أبداً لاتعقاد الإجماع على أنها لا تكون إلا له يليه والله أعلم . 


(وقال): إذا غلق باب التوبة حبس على المؤمن إيمانه بغلق الباب عليه. فلا يرتد مؤمن 
بعد ذلك أبداً لأنه ليس للايمان باب يخرج منه كما لا يدخل بعد غلقه إيمان على كافر فعلم أن 
غلا نات العوية رمية بالمؤف» وبال على الكافر وإتما كان عذاالنات المترنه نون الشرق 
أن المغرب محل الأسرار والكتمء وقال: الشطح عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة؛ ودعوى 
عريضة» وهي نادرة أن تقع من متقيد بالشريعة لكن من شر ط أهل . الله إذا ذكروا تذكروا 
فاستغفروا منهاء وسياتي بسط ذلك في الباب الخامس والتسعين وماثة وقال في الباب الرايع 





المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرثي للمؤمنين في الدنيا والآخرة 6 





(فالجواب): كما قاله الشيح في الباب الخمسين وأربعمائة: أنه إتما ثبت لسماع كلام الله 
لأن الحق تعالى كان سمعه عند النجوى يعني: مؤيداً ومقوياً لسمع موسى عليه الصلاة 
والسلامء لأنه محبوب لله بلا شك» وقد أخبر الحق تعالى أنه إذا أحب عبداً كان سمعه وبصره 
الحديث. لكن قد يجمع الله تعالى لمن شاء في هذا المقام الصفات كلها وقد يعطيه بعضص 
السعاما صانق اتوي بحا بعد سرام انالك مم موسي عند الجعلى ذالم كو لين بسار 
بصره إذ ذاك فلو أنه تعالى أيده بالقوة 5 في بصره ه كما أيده بها في سمعه لثبت للرؤية كما ثبت 
لسماع الكلام إذ لا طاقة للمحدث على رؤية الحق تعألى: إلا بتأبيد إلهي انتهى . 


(فإن قلت): فما السبب الذي دعا موسى عليه الصلاة والسلام إلى سؤال الرؤية دون 
سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ فإن كان هو شدة الشوق فنبينا محمد يلع أشد شوقاً منه 
بيقين» لأن الشوق يعظم بشدة المعرفة بعظمة من وفع الاشتياق إلى رؤيته وإن كان الباعث له 
على ذلك هو التقريب فكل الألبياء مقربون؟ ْ 

(فالجواب): كما قاله الشيح في الباب الحادي والثلاثين وثلاثمائة: أن السبب الداعي له 
إلى طلب الرؤية: زيادة التغريب على غيره من الأنبياء ما عدا محمدا يلل فإن الحق تعالى لما 
أقام موسى في مقام التقريب لم يتمالك أن يمنع نفسه عن سؤال الرؤية ومحمد يل منعه 
الأدب أن يسأل ذلك مع أنه كان بالأشواق إلى رؤية الباري أكثر من موسى عليه الصلاة 
والسلام» بيقين فلما سلك مقام الأدب لقوة تمكينه حفظ الله عليه المقام حتى دعاه تعالى إلى 
رؤيته على لسان جبريل عليه الصنلاة والسلام» وأرسل له براقاً يركب عليه تشريفاً له على موسى 
جل 1 نول اذ وي ليه لاا رادم ما منع من الرؤية إلا لكونه سألها 
عن غير وحي إِلْهي ومقام الأنبياء يقتضي ا ا ا لن ترات 
من حيت سؤاله الرؤية ة ثم إنه تعالى استدرك استدراكاً نطيفاً لما علم أ ن التأديب بلغ حده في 
موسى من حيث سؤله الرؤية بغير أمر الله تعالى فقال له تعالى: #ولين أنظرّ إل الْجَبَلٍ 4 
[الأعراف: *1847], فأحاله على الجبل في استقراره عند التجلي حيث كان الجبل من جملة 


الممكنات فلما تجلى سبحانه وتعالى للجبل وهو محدث وتدكدك الجبل لتجليه. علم كل عارف 


والسبعين العارف من سلك في توبته 0 والاعتراف» وأما العزم على أنه 
لا يعود فليس ذلك في يده حقيقة وإنما هو إظهار أدب. أي: لو كان الأمر في يدي ما عصيتك 
قط جزماً فافهم ذلك وخررة. 


العالمين أن يصغي لها كما يصغي لتلاوة القرآن فإنها قرآن فالأدب حمل قائلها على أنه قصد بها 
التلاوة لاا الذكر سق يكاب السامع لها ثواب من سمع القرآن ولا بد قال: وهذا مشهد غريب 
قل أن ترى له ذائقاً وهو قريب سهل لا كلفة فيه وهو من باب حسن الظن بالناس وقال في 


32935 الجزء الأول من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أن الجبل رأى ربه وأن الرؤية هي التي أوجبت له التدكدك. ومن هنا قال بعض المحققين: إذا 
جاز أن يكون الجبل رأى ريه فا المائع لموسى أن يرى ربه» في حال تدكدك الجبل ويكون 
وقوع النفي على الاستقبال والآية محتملة فكان الصعق لموسى قائماً مقام التدكدك للجبل ثم 
لما وقع التجلي للجبل واندك علم موسى أنه وقع فيما لم يكن يتبغي له سؤاله وإن كان الحامل 
له على ذلك كثرة الشوق . فقال: ظيتٌ إلتلك وَأنا ول المؤيييت» [الأعراف: 147] يعني : بوقوع 
هذا الجائز انتهى. وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: ما أطمع موسى في طلب 
الرؤية إلا ما قام عنده من التقريب ومعلوم أن الرسل أعلم الناس بالله تعالى فهم يعرفون أن 
الحق تعالى مدرك بالإدراك البصري كما ينبغي لجلاله تعالى وعلى ذلك فما سأل موسى إلا ما 
يضرو اله الشوال فيه ذركا ويقلة لا عدلك ' لأن ذلك من محالاك المقولة انين 3 زكال فى الدات 
التاسع وماتتين : إنما أحال الحق تعالى موسى عليه الصلاة والسلامء على رؤية الجبل حين 
سأل رؤية ربه لأن من صفات الجبل الثبوت يعني: إن ثبت الجبل إذا تجليت له فستراني من 
حيث ما فى ذاتك من صفة ثبوت الجبال يقال: فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند 
الشدائد: والأمور العظيمة. ولا يخفى أن الجبل ليس هو أكرم على الله تعالى من موسى وإنما 
ذلك من حيث كون خلق الأرض التي: الجبل منها أكبر من خلق موسى الذي هو من الناس 
كما قال تعالى : للق اَلْسَمَوْتِ وَالأرض أحكَيرٌ مِن حَلْقٍ الكّاين4 [غائر: 2007 أي: فإذا كان 
الجبل الذي هو أقوى صار دكأ عند التجلي فكيف يثبت لرؤيتي جبل مرسى الذي هو جبل 
صغير من حيث الءجرم انتهى . 

(فإن قيل): فلم رجع موسى إلى صورته بعد الصعى ولم يرجع الجبل بعد الدك إلى 
صورته؟ 


(فالجواب) : إنما لم يرجع الجبل إلى صورته لخلوه عن الروح المدبرة له بخلاف موسى 
عليه الصلاة والسلام» رجع إلى صورته بعد الصعق فكونه كان ذا روح فروحه هي التي أمسكت 
صورته على ما هي عليه بخلاف الجبل لم يرجع بعد الدك إلى كونه جيبلا لعدم وجود روح فيه 
تمسك عليه صورته انتهى . 


(فإن قلت): قد قال أهل الكشف: إن الجماد كله حي فما هذه الءحياة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث والتسعين وثلاثمائة: إن المراد بحياة 
الجماد كونه يسبح بحمد ربه وينزهه ويقدسه لا أن له اختياراً وتدبيراً كالحيوان المشهور. قال 
الباب الموفى تسعين: إنما كان البياض أحب إلى الله تعالى وأمرنا بلبسه يوم الجمعة لأن 
الملونات كلها تستحيل إليه ولا يستحيل هو إليها. قال: واعلم أن البياض على نوعين 
أحدهما: ما يكون لوناً في ظاهر العين فقطء كسواد الجبال البيض على البعد فإذا جئتها رأيتها 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة ا" 


الشيخ : ومن أعظم دليل سمعي على حياة الجماد قوله تعالى: #وَإِنَّ مها [البقرة: 74]. يعني : 
الحجار الَمَا يبب ين حَسيَةَ ألَهِ4 [البقرة: 4/] فإنه لا يوصف بالخشية إلا حئ دراك ولكن قد 
أخذة الله قعالى ا يمان الاشن اهن فى ]دراك خياة اسيناف ]لا سن كنع بعالتي فسن 
وأضرابنا فإنا لا نحتاج إلى ديل سمعي في ذلك لكشفنا عن حياة كل شيء عيئاً وإسماعنا تسببح 
الجماد ونطقه. قال: وكذلك اندكاك الجبل حين وقع له التجلي ما وقع منه لا لمعرفته بعظمته 
لله تعالى» ولولا ما كان عنده من المعرفة ما تدكدك إذ الذوات لا تؤثر في بعضها من حيث هي 
ذات وإنما يؤثر فيها معرفتها وانظر إلى الملك إذا دخل إلى السوق على هيئة العوام ومشى بينهم 
وهم لا يعرفونه» كيف لا يقوم له وزن في نفوسهم ثم إذا لقيه في تلك الحالة من يعرفه من 
خواصه قامثت بلفسه عظمته وقدره وأثر فيه علمه: فاحترمه وتأدب معه ولخضع له فإذا رأى 
الناس ذلك من هذا الخاضع الذي يعرفون قربه ومنزلته من الملك حارت إليه أبصارهم 
وخشعت له أصواتهم وأوسعوا له في الشارع وتبادروا لرؤيته واحترامه فما أثر فيهم إلا ما قام 
بهم من العلم فما احترموه حينثذ لمجرد صورته لأنها كانت مشهودة لهم قبل علمهم بأنه الملك 
فتأمل. فعلم أن كونه ملكا ليس هو عين صورته وإنما هي رتبة نسبية أعطته التحكم في العالم 
الذى هو تحت حكمه اه. 

(فإن قلت): قد ورد في الحديث: أن العبد يناجي ربه في الصلاة في هذه الدار ومعلوم 
أنه لا يصح أن يناجي إلا من يتخيله مناجياً له كذلك» فبم تميزت الدار الآخرة؟ . 

(فالجواب): تتميز الدار الآآخرة بكون العيد هناك يعرف من يناجيه ويسمع كلامه وهنا لا 
يعرفه ولا يسمع كلامه فلا بد من مزيد اتكشاف للعبد في الآخرة ولذلك قال فَلِ: له في هذا 
الدار #اعبد الله كأنك تراه» وقال: فى الدار الآخرة ما من أحد إلا سيكلمه ربه كفاحاً ليس بينه 
وبينه ترجمانء الحديث. وإيضاح ذلك أن كل مدرك بشيء من القوى الظاهرة أو الباطنة التي 
في الإنسان لا بد أن يكون يتخيل ولولا ذلك التخيل ما سكن إليه فلا يقع السكون إلا لمتخيل 
بفتح التحتية من متخيل بكسرها وجميع العقائد كلها تحت هذا الحكم ولهذا سميت عقائد فإن 
العقائد محلها الخيال والخيال لا يصح أن يضبط أمرأً أبداً ولذلك كان من لازم صاحب الوهم 


بيضاء وقد كنت تحكم عليها بالسواد غلطاً قال: وبهذه المثابة أيضاً زرقة السماء إنما هو في 
نظر العين وإن كانت فى نفسها على لون مخالف لون الزرقة وقال فيه: إنما اختار الحق تعالى 
من الشهور رمضان ما ته لاسم الله فقد ورد: «إن رمضان من أسمائه تعالى». فتعيتت له 
حرمة ما هي لسائر شهور السنة قال: وإنما جعله الشارع من الشهور القمرية لتعلم بركته جميع 
شهور السنة فيحصل لكل يوم من أيام الستة حظ منه فإن أفضل الشهور عتدنا رمضان» ثم شهر 
ربيع الأول» ثم رجب» ثم شعبان» ثم ذو الحجةء ثم شوال» ثم القعدة. ثم المحجرم. وإلى 
هنا انتهى علمي في فضيلة الشهور القمرية» وأما بقية الشهور وهي صفرء وربيع الآخرء 


ل الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


قله السلامة منه انتهى . 
(فإن قيل): فهل يقّع من أهل الكشف في الدنيا إنكار لشيء من التجليات الأخروية؟ 


(فالجواب): كما قال الشيخ في البابء الستين وثلاثماثة: لا يقع من أهل الكشف شيء 
من الإنكار للتجلي الأخروي وإنما يقع ذلك من أصحاب النظر العقلي وذلك لأنهم قيدوا الحق 
تعالى بما أدت إليه عقولهم المعقولة فلما لم يروا في الأسشرة ما قيدوه بعقولهم في الدنيا أنكروه 
ضرورة ألا تراهم إذا وقع التجلي لهم بالعلامة التي كانوا قيدوه بها يقرون له بالربوبية ولو أنه 
تعالى كان تجلّى لقلوبهم بهذه العلامة أولاً لما أنكروه فعلم أن أهل الكشف لا يقع منهم إنكار 
تجليات الآخرة إلا أهل التنزيه المطلق الذي هو تجريد التوحيد عن شريك يقابله قال: وهذا هو 

(فإن قيل): إذا كان الح تعالى واحداً لا ثانى لهء فى نفس الأمر فمن أين جاء الإنكار؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في باب الأسرار جاءهم الإنكار من اختلاف الأمزجة فكل 
واحد يصوب اعتقاد نفسه ويخطىء غيره وهو تعالى في نقسه واحد لا يتيدل ولا يتحول 
فالاعتقادات هى التى تنوعه وتفرقه وتجمعه وتعالى الله في علو ذاته عن ذلك . 

(فإن قيل): فما علامة صدق من يرى الله تعالى بقلبه في هذه الدار على الكشف القلبي؟ 

(فالحواب): علامته أن يراه من سائر الجهات الست من غير ترجيح لإحدى الجهات 


على بعضها قال الشيخ محبي الدين في الباب السادس عشر ومائتين: وقد ذقنا هذا المقام ولله 
الحمد. قال: وكذلك هي رؤية أهل الجنة في الجنة إذا رأوه بأبصارهم تكون الرؤية مطلقة لا 


تتقيد بجهة انتهى . 
(فإن قلت): إن بعض المحققين منع رؤية الحق تعالى أيضاً بالقلوب كالأبصار فما 
؟9 

وجهه! 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب العشرين وأربعماثة: أن وجهه: إطلاق الأبصار في 


والجماديان. فهي منساوية في الفضل فيما يغلب على ظني» فإني ما تحققت فيها تفاضلاً فلم 
يتمكن لي أن أقول ما ليس لي به علم. وقال في الباب الثاني والتسعين ينبغي لكل مؤمن أن 
يتورع إن لم يكن ورعاً قال: ومما يقع فيه غالب المتورعين أن أحدهم إذا رأى شخصاً على 
مخالفة الشرع في أفعاله أو أقواله أو عقائده» ثم قارقه لحظة واحدة لا يجوز له الحكم عليه بما 
وقع منه قبل تلك اللحظة ومتى ظن بذلك الشخص أنه باق على مخالفته خرج عن مقام الورم 
وصار من أهل الوقوع في الشبهات قال: وقليل من يكون على هذا القدم. وقال في الباب 
الثامن والتسعين: من شرط الولي الكامل أن لا ينام له قلب بحكم الأرث لرسول الله وَل 


الميحث الثاني والعشروت : في بيان ١ك‏ يي الوا الى القتوار ا د 998 








الآية. أي : لا تدركه الأبصار من كل عين من أعين الوجوه وأ ولا ار 
ترى إلا باليصر وأعين الوجوه اا 000 
ا ال ل 0 ام ! 
الظاهر محل البصر فكذلك اليصيرة في الباطن محل العين الذي هو بصر في عين الوجه 
فاختلف الاسم عليه وما اختلف هو في نفسه كما لا تدركه العيون بأبصارهاء كذلك لا تدركه 
البصائر بأعينها انتهى . 


(فإن قيل): فهل وقعت رؤية الله تعالىء يققلة فى الدنيا لأحد غير رسول الله لد بحكم 
الإرث له في المقام؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله تعالى عته: لم يبلغنا وقوع 
ذلك في الدنيا لأحد غير رسول الله يلد فقيل له: إن فلاناً يزعم أنه يرى الله تعالى بعيني رأسه 
فأرسل الشيخ خلفه وقال له: أحق ما يقول هؤلاء عنك. فقال: نعم. فانتهره الشيخ وزجره عن 
هذا القول وأخذ عليه العهد أن لا يعود عليه فقيل للشيخ: أمحنٌ هذا الرجل أم مبطلٌ؟ فقال: 
هو محق ملبس عليه وذلك أنه شهد بيصيرته نور ذلك الجمال البديع ثم خرق من بصيرته إلى 
بصره منفذ فرأى ببصره بصيرته حال اتصال شعاعها بنور شهوده فظن أن بصره الظاهر رأى ما 
هدق يفريه وإنما راع يفاره سكرقة بميزئة تفط مو سيك لا يدري كال تدالين» مرج الْحَونٍ 

لبا 9 يبنا بَرَيع لا يعاد أ © [الرحمن: 8 267١‏ وكأن جمع من المشايخ حاضرين 
فأعجبهم هذا الجواب وأطربهم ودهشوا من حسن إفصاحه رضي الله عن عن حال ذلك 
الرجل» قال الشيخ عبد القادر الجيلي: وقد تراءى لي مرة نور عظيم ملأ الأفق ثم بدت لي فيه 
صورة تناديني يا عبد القادر: أنا ربك وقد أسقطت عنك التكاليف فإن شئت فاعبدني وإن شئت 
فاترك» فقلت له: اخسأ يا لعين فإذا ذلك النور قد صار ظلاماً وتلك الصورة صارت دخاناً ثم 
خاطبني اللعين وقال لي: يا عبد القادر نجوت مني بعلمك بأحكام ربك وفقهك في أحوال 
منازلاتك ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق فقيل للشيخ عيد القادر: فمن 
أين عرفت أنه شيطان. فقال: بإحلاله لي ما حرمه الله على لسان رسول الله يلد فإنه تعالى لا 
يحرم شيئاً على ألسنة رسله ثم يبيحه لأحد في السر أبداً انتهى . 


وذلك لآن الكامل مطالب بحفظ ذاته الباطنة عن الغفلة كما يحفظ باليقظة ذاته الظاهرة. 
(قلت): ذكر الشيخ في الباب الحادي والتسعين أنه يجب على الورع أن يجتنيه في خياله 
كما يجتنبه في ظاهره لأن الخيال تابع للحس. قال: ولهذا كان المريد إذا وقع له احتلام 
فلشيخه معاقبته على ذلك لأن الاحتلام برؤيا في النوم أو في التصور وفي اليقظة لا يكون إلا 
وا تر لد اسل مرا جين فإنما ذلك لضعف أعضائه الباطنة لمرض طرأ 
في مرزاجه لا عن احتلام لا في حلال ولا في حرام انتهى . فتأمله والله أعلم. وقال: في الباب 


6 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


«(فإن قلت): إن الخق تعالى لكايه الوك و0 القرب 
العظيم فما المانع من رؤيته؟ 

(فالجواب): المانع من رؤيته هو شدة القرب كما قال تعالى : «وَكنُ َرَت ب ليه يخ و1 

لا ميثية (©)4 ذالر اقعة: 40], أي : لشدة قربي منكم وقد أطال الشيخ في تفسير قوله تعالى : 

«لَّا نْدْرِكُهُ الْأَبْمرْ4 [الأنمام: 06١‏ في الباب الخامس والعشرين وأربعمائة. وفي الباب 
الحادي وعشرين ومائتين. وقال في كتابه «شرح ترجمان الأشواق»: اعلم أن الحق تعالى إذا 
كان الوهم لا يحيط به مع أنه ألطف من الإدراك الحسي فكيف يدركه البصر الذي هو الأكنف 
انتهى. وكان سيدي علي الخواص رحمه الله يقول: قوله تعالى : طالّ تدْركهُ اليبذ » 
[الأنعام: .]٠١7‏ صحيحٌ على ظاهره فإن المبصر للحق جل وعلا إنما هم المبصرون بالأبصار لا 
نفس الأبصار انتهى . فليتأمل . 

(فإن قلث): فهل ثم وجه جامع بين قول من أثبت رؤية الباري وبين قول من نفاها؟ 

(فالجواب): نعم كما قاله الشيح في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة ولفظه: اعلم.أن 
الجامع بين من أثبت رؤية الله عر وجل وبين من أنكرها ونفاها أن من أثبتها أراد أنها تكون على 
قدر وسع العبد ومن نفاها أراد أن حجاب العظمة مائع من رؤية حقيقة الذات وكل من لا يحيط 
بشيء كأنه ما رآه مع أنه رآه انتهى. وقال في «لواقح الأنوار؛ أيضاً: اعلم أن حجاب الكبرياء 
على الذات المتعالى لا يرتفع أبدا كما أشار إليه خبر مسلم بقوله يكِ: «وليس على وجهه تعالى 
إلا رداء الكبرياء في جنة عدن؟ وإذا كان الحجاب لا يرتْع فما وقعت الرؤية دائماً إلا على 
الحجاب فصح قول من قال: إن الحق يصح أن يرى ومن قال: لا يصح أن يرى يحمله على 
هاتين الحالتين انتهى. وأما الكلام على رؤّيته تعالى في المنام فقد قدمنا أول المبحث نقول 
المتكلمين فيها وها نحن نذكر لك نقول: الصوفية. فنقول وبالله التوفيق: اعلم أن الأصل في 
صحة الرؤيا ما رواه الطبراني وغيره مرفوعاً رأيت الليلة ربي في صورة شاب أمرد قطط له وفرة 
من شعر وفى رجليه تعلان من ذهب الحديث» قال الحافظ السيوطى رحمه الله : هو حديث 
صحييح قال الشيخ محبي الدين في الباب الأحد والثمانين وثلاثماثة: قد اضطربت عقو العلماء : 


الثامن وماثئة قتنة العبد باتساع الدنيا عليه وانقياد الوجود له أعظم من فتنة الضيق وعصيان الخلق 
له فإن الشهوة آلة للنفس تعلو بعلو المشتهى وتسفل باستقاله وحقيقة الشهوة إرادة الالتذاذ بما 
نطلت أن بيلعة قال :«زالدع اقول إن محنة المريدين للأحداث حرام عليهم لاستيلاء 
الشهوة الحيوانية عليهم بسبب ضعف العقل الذي جعله الله مقابلاً لها بخلاف الكمل من الرجال 
الذين ارتقوا عن عالم طبيعتهم فإن الكامل إذا رأى الأمرد أملس لا نبات بعارضيه تذكر مقام 
تجريده وأنه ل الكبير فيراعي ذلك الأمرد كما راعى ذلك المطر 
من حيث قربه من التكوين هذا مد مشهد الكمل. قال: ويجب على كل مؤمن ومدع لطريق الله إن 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمتين في الدنيا والآخرة ا 


في معنى هذا الحديث وفي صحته فنفاه بعضهم وأثبته بعضهم وتوقف في معناه وأوله ولا 
يحتاج الأمر إلى تأويل فإنه يلد إنما رأى هذه الرؤية في عالم الخيال الذي هو النوم ومن شأن 
الخيال أن النائم يرى فيه تجرد المعاني في الصور المحسوسة وتجسد ما ليس من شأنه أن يكون 
جسداً لأن حضرته تعطي ذلك فما ثم أوسع من الخيال قال: ومن حضرته أيضاً ظهر وجود 
المحال فإنك ترى فيه واجب الوجود الذي لا يقبل الصور في صورة ويقول لك معبر المنام : 
صحيح ما رأيت» ولكن تأويلها كذا وكذاء فقد قبل المحال الوجود في هذه الحضرة فإذا كان 
الخيال بهذه القوة من التحكم في الأمور من تجسد المعاني وجعله ما ليس قائما بنفسه وهو 
مخلوق فكيف بالخالق وكيف يقول بعضهم: إن الله تعالى غير قادر على خلق المحال وهو 
يشهد من نفسه قدرة الخيال على المحال وأطال الشيخ الكلام على ذلك في الباب الثامن 
والتسعين ومائة. ثم قال: ولو لم يكن من قوة الخيال إلا أنه يريك الجسم في مكانين فيكون 
الإنسان نائماً فى بيته ويرى فى منامه أن عين جسمه فى مدينة أخرى وعلى حالة أخرى تتخالف 
حاله الذي هو عليه في بيته وهو عينه لا غيرهء لمن أدرك الوجود على ما هو عليه ولولا ذلك 
مانقدن العقالاه على فرعن المتفال فإزة لزلا سوه فى تقينة فااقدراكلى #زضف قال رمق هذا 
الباب مشاهدة المقتول فى سبيل الله فى المعركة وهو عند الله حي يرزق ويأكل وروى الترمذي 
في -حديث القبضتين ا أن الحق لما فتح قبضته أي: كما يليق بجلاله فإذا فيها آدم وذريته 
فآدم في هذه القصة في القبضة وهو عينه خارجها فيا من يحيل الجمع بين الضدين ما تقول في 
هذا الحديث وأطال في ذلك هذا كلامه بحروفه» فتأمله وحرره والله يتولى هداك. 

(فإن قلت): فإذن المواطن تحكم بنفسها على كل من ظهر فيها فمن مر على موطن 
انصبغ به كما حكم الخيال على صاحبه يرؤية الحق تعالى في صورة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والسبعين وأربعمائة: نعمء وهو كذلك 
والدليل الواضح في ذلك ما ذكرته في السؤال من رؤيتك لله تعالى في المنام. الذي هو موطن 
اللخيال في صورة فإذا كان الحكم الموطن قد حكم عليك في الحق تعالى بما هو منزه عنه فلا 
تراه إلا كذلك فكيف بغيره ثم إنك إذا سخرجت من حضرة الخيال إلى موطن النظر العقلي لم 
تدرك الحق تعالى إلا منزهاً عن تلك الصورة التي أدركته فيها في موطن الخيال» فإذا كان 


لم يكن من أهل الكشف والوجد أن يجتنب كل أمر يؤدي إلى تعلق القلب بغير الله فإنه فتنة في 
حقه وكذلك يجتنب مواضع التهم وصحبة المبتدعين في الدين ما لا يقبله الدين وكذلك يجتنب 
مجالسة النسوان وأخذ الأرفاق فإن القلوب تميل إلى كل من أحسن إليها بحكم الطبع وليس 
هناك قوة إلهية على دفع الشهوات النفسية والمعرفة معدومة من هذا الصنف الذي ذكرناه قال: 
ولا يخفى أن من كان من المريدين تحت حكم شيخ ناصح فهو بحكم شيخه فيه وإن كان لا 
شيخ له فعليه الحرج من الله في صحبته لكل من يردى به كما على الشيوخ الذين ليس لهم قدم 


يضرف الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الحكم للمواطن عرفت إذا رأيت الحق تعالى ما رأيت وأئبت ذلك الحكم للموطن حتى يبقى 
غير. وأما علمك بذاته تعالى فهو محال لأنك لا تخلو عن موطن تكون فيه يحكم عليك ذلك 
الموطن بحاله قلا تعرف الله تعالى من حيث ما يعرف الله نفسه أبدأً فما عندك من معرفته فى 
موطن ينفذ منك في موضع آخر فما عندك من العلم به ينفذ وما عنده تعالى من علمه بنفسه لا 
يتغير ولا يتبدل انتهى . 

(فإن قلت): فإذا كان ما يراه الإنسان في النوم بهذه المثابة فلا يصح لأحد القطع يما يراه 
في المنام أبداً؟ 


(فالجواب): نعم. وهو كذلك كما ذكره الشيخ في «لواقح الأنوار» قال: لأن دائرة 
الخيال واسعة وكل ما يظهر فيها ومنها ييحتمل التأويلات فلا يحصل القطع إلا إن استند الرائي 
إلى علم آخر وراء ذلك. إذ الخيال ليس له حقيقة في نفسه لأنه أمرٌ برزخي بين حقيقتين وهما: 
المعاني المجردة والمحسوسات» فلهذا يقع فيه الغلط قال: وانظر إلى قوله يل حين أتاء 
جبريل بصورة عائشة في سرقة من حرير وقال له: «هذه زوجتك» كيف قال له: إن يكن من 
عند الله يمضه ولو أن جبريل أتاه بذلك من طريق الوحي المعهود في الحس أو بطريق المعاني 
المجردة الموجبة لليقين لما كان يمكنه الجواب بمثل ذلك لأن النتصوص لا يدخلها تأويل ولا 
خطأ ولا تردد انتهى . 


ربكم حتى تموتوا». السابق أول المبحث. 

(فالحواب) : كما قاله الشيخ في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة: إن السيب لرؤية الله 
في المنام كون النوم أخاأ للموت فمعنى الحديث: إنكم ترونه بعد موتكم لا في حال موتكم فما 
الدنيا ضعف نشأة هذه الدار إلا لمن أمده الله بالقوة بخلاف نشأة الآخرة لقوتها. 
صدق في الطريق اللوم في ذلك قال: ثم الذي ينبغي للمريد إذا دعي أنه ما صحب الأحداث أو 
النسوان إلا لله أن يزن حاله فإن وجد ألما ووحشة عند فقده إياهمء وهيجاناً إلى لقائهم وفرحاً 
بإقبالهم» فليعلم أن صحبته لهم معلولة وإن وقعت المنفعة لذلك الحدث منه سعد وشقي هذا 
المعحب قال: وإن كانت محبة المريد قد تعلقت بجميع المخلوقات على حد سواءء ومن 
جملتهم الأحداث والنسوان» فلا ينبغي له الركون فقّد يكون خديعة نفسية وميزانه أن لا 
يستوحش عند مفارقة أحد من الخلق لتساويهم عنده من حيث إنهم خلق الله حتى الحائط 
فمعحيونبا هذا على دعواه لا يقارقه فلماذ! تستو حش انتهى . 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة الف 


(فالجواب): محل النوم ما تحت مقعر فلك القمر خاصة» وما فوق فلك القمر لا نوم 
وأما محله في الآخرة فهو ما تحت مقعر فلك الكواكب الثابتة. قال الشيخ محيي الدين: ومن 
هنا أنكر بعضهم كون الملاتكة يرون ربهم. وقال: إن الملائكة خلقوا للبقاء من غير موت فلا 
يرون الله في الدنيا ولا في الآخرة لعدم موتهم ونومهم وقد أطال الشيخ الكلام على الرؤيا في 
الباب التاسع والتسعين من «الفتوحات». وذكر في موضع آخر من «الفتوحات» أن جبريل لا 
يرى ريه في الدنيا وإنما يراه في الآخرة فقط فليتأمل ويحرر. 

(فقالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع عشر وثلاثمائة: إن الموت فيه إعراض 
النوم فليس هو إعراضا عن الجسم بالكلية وإنما هو حجب أبخرة تحول بين القوى وبين 
مدركاتها الحسية مع وجود الحياة في النائم كالشمس إذا حال السحاب دونها ودون موضع 
خاص من الأرض» بكون الضوء موجوداً كالحياة وإن لم يقع إدراك الشمس لذلك السحاب 
المتراكم بيئها وبين الأرض . 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الأحد وثمانين وثلاثمائة: أن السبب في ذلك شدة 
ياة قلبه يك فإذا انتقل إلى عالم الخيال لم يتغير عليه حال بل يرى صورته هناك بسرعة 
يقظانه فكأنه لم ينم فلم يحدث وكذلك جسده المحسوس لم يطرأ عليه ما ينقض طهارته ومن 
هنا قال بعضهم: النوم سبب للحدث ما هو عين الحدث. 

(فإن قلت): فمن أصدق الناس رؤيا؟ 

(فالجواب): أصدقهم رؤيا من تجلّى له ما رآه في حضرة خياله الذي هو فيه فهذا هو 
الذي تصدق رؤياه أبدا. 


(فإن قلت): فإذن كل رؤيا صادقة؟ 


(قلت): فالواجب على من بلغ مبلغ الرجال عدم صحبة النساء والأحداث جملة واحدة» 
ثم إذا بلغ أيضاً فشرطه على ما قالوه: أن لا يكون مقتدى يه الاقتداء العام فإن أصحاب النفوس 
الغوية ربما تبعوه واحتجوا به في ذلك والله أعلم. وقال: الفرق بين الشهوة والإرادة» أن 
الإرادة تتعلق بكل مراد للنفس والعقل سواء كان ذلك المراد محبوباً أو غير محبوب. وأما 
الشهوة فلا تتعلق إلا بما للنفس في نيله لذة خاصةء وأيضاً فإن محل الشهوة النفس الحيوانية 
وممحل الإرادة الروح ذكره في الباب التاسع» ومائة. وقال في الياب الثاني عشر ومائة: تكون 
مخالفة النفس في ثلاثة أمور فقط. في المباح والمكروهء والمحظور لا غير. وأما إذا وقعت 


954 الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): نعم. هي صادقة بلا شك لا تخطىء وإذا قيل: إن الرؤيا أخطأت فما 
أخطأت» وإنما الذي عبرها هو المخطىء حيث لم يعرف ما المراد من تلك الصورة ألا 
تراه يقد قال لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حين عبر الرؤيا: أصبت بعضاً وأخطأت 
بعضاًء وما قال له: خيالك فاسد لأنه رأى حقا ولكن أخطأ في التأويل وقد أطال الشيخ الكلام 
على ذلك في الباب الثالث والستين من «الفتوحات» فراجعه. 

(فإن قلت): فما الفرق بين الرؤيا والحلم المشار إليهما في ححديث الرؤيا من الله والحلم 
من الشيطان؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة» في الكلام على 
اسمه تعالى الحليم: أن الرؤيا هي رؤيا الأمر على ما هو عليه في نفسه وأما الحلم فهو رؤيا 
الأمر على خلاف ما هو عليه» يقال: حلم الأديم إذا فسد وكذلك النوم أفسد المعنى عن 
صورته لأنه ألحقه بالحس وليس بمحسوس فإذا أخير المحتلم العارف بما رأى عبر له ذلك 
العارف بنقل تلك الصورة. إلى المعنى الذي ظهر بها فردها إلى أصلها كما أفسد الحلم العلم 
وأظهره في صورة اللين فليس بلبن فرده كل بتأويل الرؤيا إلى أصله وهو العلم وجرده عن 
تلك الصورة. وقد جاء رجل إلى محمد بن سيرين رضي الله عنهء فقال: إني رأيت أني أرد 
الزيت في الزيتون فقال له: أمك تحتك فبحث الرجل عن ذلك فوجد أمه تحته تزوجها وما 
عنده خبر منهاء وأين صورة نكاح الرجل أمه من رد الزيت في الزيتون فتأمل وبالجملة فكل من 
رأى الأمر على ما هو عليه فهو صاحب كشف لا صاحب حلم سواء كان في النوم أو في اليقظة 
التي 

(فإن قلت): فما معنى حديث: «رؤيا المؤمن على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا 
حدث بها وقعت»؟ 

(فالجواب): ما قاله الشيخ في الباب الثامن والثمانين ومائة: إن لله تبارك وتعالى ملكا 
موكلا بالرؤيا يسمى الروح وهو دون السماء الدنيا وبيده صور الأجساد التي يدرك النائم فيها 
نفسه وغيره وصور ما يحدث من تلك الصور في الأكوان فإذا نام الإنسان انتقلت اللطيفة 


لها لذة في طاعة مخصوصة وعمل مقرب فهنالك علة خفية فيخالفها بطاعة أخرى وعمل مقرب 
فإن استوى عندها جميع التصرفات في فنون سلمنا لها تلك اللذة بالطاعة الخاصة وإن وجدت 
المشقة في العمل المقرب الآخر الذي هو خلاف هذا العمل فالعدول إلى الشاق واجب لأنها 
إن اعتادت المساعدة في مثل هذا أثرت في المساعدة في المحظور» والمكروه؛ والمباح وقال 
فى الباب الخامس عشر وماثئة؛ فى قوله ُلَلِةّ: لا غيبة فى فاسق» الذي فهمته من هذا الحديث 
أنه نهي لا نفي وعلى ذلك جرى أهل الورع في فهم هذا الحديث أي : لا تغتابوا الفاسق المعين 
رعو يالفية على ويجة السلا لكر معين كنا بان ولا زقرل + نبال أنوام علوت كذ 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة 6 


الإنسانية بقواها من حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها الذي محله مقدم الدماغ 
فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عن الإذن الإلهي ما يشاء الحق 
تعالى أن يريد لهذا النائم من إدراك المعاني متجسدة ونحو ذلك» جد عتى أنه يرى الحق تعالى في 
صورة كما مرء فإذن: ما عبر أحد الرؤيا حيث عبرها إلا بعد أن تصورها في خياله فتنتقل تلك 
الصورة عن المحل الذي كانت فيه حديث نفس أو تحزين شيطان إلى خيال العابر لها . 

(فإن قلت): فما المراد بالطائر في الحديث؟ 


(فالجواب): الطائر هو الحظ . قال تعالى : #تالوأ ملي مم4 [يس: 14 . أي: حظكم 
ونصيبكم معكمء من الخير والشرء وإيضاح ذلك أن الله تعالى إذا أراد أن يري أحداً رؤيا جعل 
لصاحبها فيما يراه حظأ من الخير والشر بحسب ما تقتضي رؤياه فيصور الله تعالى ذلك الحظ 
طائراً وهو ملك فى صورة طائر كما يخلق من الأعمال صوراً ملكية روحانية جسدية برزخية 
وإنما جعلها الحق تعالى في صورة طائر لأنه يقال: طار فهمه بكذا فإذا وقعت الرؤيا جعلها الله 
تعالى معلقة برجل هذا الطائر وهي حقيقة عين الطائر فإذا عبرت سقطت لما عبرت له وعند ما 
تسقط ينعدم الطائر لأنه عين الرؤيا فينعدم لسقوطها ويتصور في عالم الحس بحسب الحال التي 
تخرج عليه تلك الرؤيا فترجع صورة الرؤيا عين الحال» لا غير وتلك الحال إما عرض وإما 
جوهر وإما نسبة عن ولاية أو غيرهاء اح ور ور حالم الو ودجاكيا علا تررويهه لمارا 
بد كما -خلق آدم من تراب ونحن من ماءٍ مهين انتهى . 


(فإن قيل): فما وجه تخصيص النبي يفده الستة وأربعين جزء من حديث الرؤيا جزءاً من 
ستة وأربعين جزءاً من النبوة؟ 

(فالجواب): وجهه أن رسالته يل كانت ثلاثاً وعشرين سئة وقعت له الرؤيا قبل الرسالة 
مدة ستة أشهر فالسب الستة أ؟ ار ا ا منها 
هنا النصف ولذلك كان يوه يقول لأصحابه إذا أصبح هل رأى أحد منكم رؤيا لكون الرؤيا 
من أجزاء النبوة إذ هي ميتدأ الوحي فكان يحب أن يشهد النبوة في أمته هذا والناس في عماية 
الجهل عن هذا المعنى الذي اعتنى به وده وقصده وسأل عنه كل يوم بل بعضهم يستهزىء 


وكذا» قال: ومع كون الغيبة محمودة في مواضع مذكورة في كتب الفقه فعدم التعيين أولى فيها 

من التعيين إلا إن ترتب على ذلك حكم شرعي . وقال في الباب السادس عشر ومائة القناعة 
عندنا على بابها في اللسان وهي المسألة والقانع هو السائل ولكن من الله تعالى» لا من غيره 
وهو قوله تعالى في الظالمين: "يوم القيامة إمقنبي رءُرسيمْ» [إبراهيم: «4] إلى الله يسألونه 
المغفرة عن جرائمهم. فعلم افامن سال غيو اله كليس يعات رتاف علية نر الضبر وان 
والخسران. فإن السائل موصوف بالركون إلى من سأله والله تعالى يقول: #ولا يكوا إل لين 
لكلا متمشكُ اناد [هود: 117]"ومن ركئن إلى جنسه فقد ركن إلى ظالم . لأن الله تعالى قال 


احرف الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
بالرائي إذا اعتمد على تلك الرؤيا وذلك جهل بمقامها وأطال الشيخ في ذلك الباب الثالث 
والستين وثلاثمائة» وذكر فيه الفرق بين الرؤيا والمبشرات فراجعه والله تعالى أعلم . 

(خاتمة): في الكلام على رؤية رسول الله كلةِ: اعلم أن الأصل في ذلك قوله صل 
السابق أول المبحث -خير الرؤيا أن يرى العبد في منامه أو يرى نبيه وقوله #يِهِ: «من رآني في 
المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي». وليس بعد الحق تعالى أعظم من محمد يِه 
فوجب عليئا الاعتناء بالكلام على رؤيته في المنام . إذا علمت ذلك نأقول وبالله التوفيق: إنما 
كان الشيطان لا يتمثل به يَللهِ. لما ورد أنه يي لما ولد جاءه الشيطان وجنوده حتى دخلوا 
مكة فوجدوا نوراً يسطع منه إلى السماء له شعاع كلما دنا منه شيطان احترق فمن ذلك اليوم 
والشياطين كلهم يفرون ويفزعون من صورته صلل : ولأجل هذا الفزع أسلم قرينه كما جاء في 
الحديث بناء على ضبط أسلم بفتح الميم وقد ضبطه بعضهم بضمها فهذا هو السبب في كون 
الشيطان لا يتمثل به وَيِنو. 

(فإن قلت): كيف عصم الله صورة محمد يقلو ولم يمنع تصور الشياطين ودعواهم أنهم 
الحق تبارك وتعالى؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الأربعين وخمسمائة: إن الشياطين إنما لبست على 
بعض الحمقى بالتصور بصورة ادعوا أنها صورة الحق لكون الحق تعالى ليس له صورة تعقل 
فلذلك جاء الشيطان إلى جماعة في المنام وقال لهم: إني أنا الله قمنهم من هدى الله فرده 
خاساً ومنهم من حقت عليه الضلالة بخلاف محمد 36 فإن له صورة معقولة ثابتة الأوصاف 
ار الع 0 إبليس في صورة غيرها ردت عليه. حتى قالوا: من شرط 
الرؤيا الصحيحة أن يراه 6 ليد مكسور الثنية كما كان في حياته ومعنى قوله في الحديث السابق 
فقد رآني أ رأى حقيقة جسمي وروحي وصورتي معاً وذلك أن الأنبياء عليهم الصلاة 
والسلامء لا تبلى أجسادهم ولا تتغير صورهم وهم في قبورهم يصلون كما جاءت به 
الأحاديث. 


(فإن قيل): كيف يراه وهو بالمدينة وبينه وبين هذا الرائى مسافات بعيدة؟ 


في الإنسان : «إِنَّمُ كن ظَلَومًا جَهولًا4 [الأحزاب : : ؟7] انتهى. وهو كلام نفيس. وقال في الباب 
0 لسري ومانة اق له شان سيكاية تين سا لمان علي السام قال: «إق أحِنَتُ حَبّ 

كير عن ذكْرِ رَقَ حَقَّ مارت يلْسَابِ» [ص: 575. الآية. معناه: أحببت الخير عن ذكر ربي 
0 الحرية حاتجي الذلاف والنغير .م المساتتاف: الننياة: مون الكل وأا كله قطمق يننا . 
أق: يمسع بيده على أعرافها وسوقهاء فرحا وإعجاباً بخير.رية». لآ قرحا بالدنيا لآن الاننياء 
منزهون عن ذلك وهذه تشبه ما وقع لأيوب عليه السلامء حين أرسل الله له جراداً من ذهب 
لضان مير كن أيه عنس رركو لل لا عتن لع عن بوقداكاها روت اكول ' قا جنع لقان نقد 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا والآخرة خف 

(فالجواب): أن رؤية المنام ليس حكمها حكم رؤية العين التي في رأسه حتى يجب 
الحضور وإنما الرؤية له ود بالعين التى في قلب الرائي وذلك لا يستدعي حضور المرئي بل 
برى من المشرق إلى المغرب وتخوم الأرض إلى العرش» وذلك كما ترى الصورة في المرآة 
المحاذية لها وليست الصور منتقلة إلى جرم المرآة ومعلوم أن العين الباطنة كالمرآة يرتسم فيها 
ما قابلها من العلويات والسفليات. 

(فإن قيل): فما الحكم فيما إذا رآه يقد جمع كثير في وقت واحد على صفات مختلفة 
كأن يراه بعضهم شيخاً ويراه آخر شاباً ويراه آخر ضاحكاًء وآخر باكيأء وآخر طويلاء وآخر 
قصيرا» وغير ذلك؟ 

(فالجواب): أن هذه الاختلافات كلها راجعة إلى الرائين لا إلى المرئي 8ه ومثاله 
المرايا الكثيرة المختلفة الأشكال والمقادير إذا قابلت وجه إنسان يرى وجهه في المرآة الكبيرة 
كبيراً وفي الصغيرة صغيراًء وفي المعوجة معوجاء وفي الطويلة طويلا» وفي المقعرة مقعرأًء 
إلى غير ذلك فى الاختلافات فى ذلك راجعة إلى اختلافات أشكال الرائى لا إلى وجه المرئى 
ركذلك الراؤؤن للنبي يلك أحوالهم بالنسة إليه مشعلفة رحسي اشتقانتهم على شريعته 
واعوجاجهم فعلم أن جميع ما يرى من النقص في صورة النبي طَلِ: فهو راجع إلى الراني: 
قال الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله تعالى: وان لأرى مفاعة ون القن شمن امم 
من ضرب الأمثال بالمرآة ونحوهاء في مثل هذا الذي ذكرناه من رؤية رسول الله يل على 
دجاو سسا اح امون و ل ا 01 
بالذيابة والعنكبوت حتى أ نزل الله تعالى: 1 إن شه لا مَنْحَحء أن مَبْرِب عثلا ما بدوسة كمأ 
مها 4 [البقرة: 1]. يعني والله أعلم في الصغر والحقارة فالأمثال أعظم ار 
المعنى وقالوا الأمثال مرايا القلوات يعن آن عين القلب ترى في الأمثال من صور المعاني ما 
را عي عين الرأس في الحرآة من صور الأجساء + قال تعالى : لوَيَلىَ الْأَمتدلٌ نَصْرِيُها يِلنَاينَ رَمَا 
مَقِلهسآ إِلَّا الصييونَ 43 [المتكبوت: +4]. والكتب المنزلة من السماء أكثرها أمثال مضروبة 
فعلم أن الرائي لرسول الله 45د على تلك الصور والأشكال المختلفة راء له حقيقة فإن تلك 
إلا لكونه تعالى أحب حب الخير ولذلك اشتاق إليها لما توارت بالحجاب يعني : الصافنات 
الجياد لكونه فقد المحل الذي أوجب له حب الخير عن ذكر ربه فقال: ردوها عليّ وقال: 
وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل فإن الشمس ليس لها هنا ذكر ولا الصلاة 
التي يزعمون ومساق الآية. لا يدل على ما قالوه بوجه ظاهر ألبتة» قال: وأما استرواحهم فيما 
فسروه بقوله تعالى: 9وَلْقَدَ كَتَنَا مُيْمنَ4 [ص: 04 فالفتنة هي الاختبار يقال: فتنت الذهب أو 
الفضة إذا ااختبرتهما بالنار فلا ينافي ذلك ما قلناه إذ كان متعلقه الخيل ولا بد يكون اختياره إذ 


رآها هل أحبها عليه السلام» عن ذكر الله لهاء أو أحبها لعينهاء فأخبر عليه السلام أنه إنما 


84 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الصور كلها أمثلة له خيالية والمرئي بواسطتها هو النبي يلك وهذا كما يقول الإنسان: رأيت 
وجهي في الماء ومعلوم قطعاً أن وجهه ليس منتقلاً إلى الماء حتى يراه فيه وإنما معناه رأيت 
حقيقة وجهى بواسطة مثاله فى الماء فيكون المثال واسطة لا يلتفت إليه إذ لا حقيقة له حتى 
يكون مرثياً لذاته وإنما هو هيئة يريك الله تعالى وجهك بواسطتها وذلك من عجائب قدرته التي 
تكل الأفهام عن دركها ولا فرق بين أن تقول رأيت وجه صديقي بعيني» وبين قولك: رأي- 
وجه صديقي في الماء إذ المرئي في الحالتين واحد غير أن الله تعالى أجرى العادة أن من نظر 
في صقيل كالماء والمرآة يرى في ذلك الصقيل وجهه فيظن أن في ذلك الصقيل شيئاً يراه هو 
مثالا لوجهه وذلك حخيال باطل. لأن الصقيل في ذلك الحال يتلون بلونه الخاص ولا يقوم لونان 
بمحل واحد فى واحدة فعلى هذا: من رأى النبى يد فى نومه فقد رآه حقيقة بروحه وجسدهء 
كما قال 85 : «فقد رآني وأطلق»» كما أنه لما كان يرى جبريل عليه الصلاة والسلام» في 
صورة دحية الكلبي يراه حقيقة لا مثالاً. قال الشيخ أ بو طاهر القزويني رحمه الله : 00 
رحمه الله يقول: من رأى رسول الله يل لم ير حقيقة شخصه المودع في روضة المذينة وإئما 
رأى مثاله لا شخصه قال: وبلغنا عن الغزالي أيضاً أنه كان يقول: ما يراه النائم من المثال إنما 
هو مثال روحه وَلهْ: المقدسة عن الصورة والشكل وشبه رؤية الله في المنام بذلك قلا أدري ما 
أراد به رحمه الله اه. 

(فإن قلت): فهل يصدق من ادّعى رؤية النبي يِه في اليقظة الآن؟ 

(فالجواب): نعم يصدق وقد أخبرني الشيخ الصالح عطية الأبناسي والشيخ الصالح قاسم 
المغربي المقيم في تربة الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه» والقاضي زكريا الشافعي أنهم 
سمعوا الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى يقول: رأيت رسول الْهظةِ» في اليقظة 
بضعاً وسبعين مرة وقلت له في مرة متها: هل أنا من أهل الجنة يا رسول الله؟ فقال: نعم! 
فقلت: من غير عذاب يسبق» فقال: لك ذلك» قال الشيخ عطية: وسألت الشيخ جلال الدين 
ا 0 فقال لي: يا عطية أنا أجتمع 
بالنبي يل يقظة وأخشى إن اجتمعت بالغوري أن يحتجب ولد عني» ثم قال: إن فلانا من 


أحبها عن ذكر ربه إياها لا لعينها مع حستها وكمالها وحاجته إليها فإنها جزء من الملك الذي 
0 
بقوله: «كتثُ لَرَلَهُ لَك مرك يِنْتَهَا ينيد وَلِتدَكْرَ ولا الأبنب (©) وَوَمَبنا ناوه سلتْصن ْم 


لبذ يده أب © إ غرق عه ؟ تن اكه ليذ 0 :36 ليذه د لكر ع ل 
5 . لباب © 5-8 ًُ تلفق مَسبنًا بأأشوق كك د ا 1 1م 3 

ير عير و َّ 3 2 5 ي 4 01 7 
وك 700000 2 رسع ١‏ ص عر ا اليا 


را 2 أي ك4 7 بيه - حِث كيب 5 والياط» 2 ع ١‏ ) َع مثر نين 


حرا 


ال ا ا في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمثير ن في الدنيا والآخرة 4 


2211111110 
له على اكتوائه انتهى . قال الشيخ قاسم المذكور: وأكثر ما تقع رؤية النبي. كك يقظة بالقلب 
ثم تترقى إلى رؤية البصر. قال: وليست رؤية النبي يده كرؤية الناس بعضهم بعضاً وإنما هي 
جمعية خيالية وحالة برزخية» وأمر وجداني لا يدرك حقيقته إلا من باشره اه. وقد ألف الشيخ 
جلال الدين المذكور كتاباً سماه تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك وذكر فيه من كان 
3-53 بالنبي 2 وبالملائكة يقظة من الصحابة والأولياء والعلماء ولم يذكر عن نفسه شيئاً مما 
ذكرناه عن هؤلاء الأشياخ الثلاثة العدول الثقات الذين لا يتهمون في مثل ذلك. فيصدق من 
قال: رأيت رسول الله يكيو يقظة مطلقأ وكان الشيخ محمد المغربي رحمه الله يقول: بين العبد 
وبين مقام رؤية رسول الله مَك يفظة مائتا ألف مقام وسبعة وأربعون ألف مقام وتسعمائة وتسعة 
وتسعون مقاما لا بد للسالك من قطعها كلها حتى يصمح له مقام الرؤية في اليقظة» وكات رضي 
الله عنه يقول أيضاً: إن من الدأعى رؤية رسول الله َيه كما رأته الصحابة فهو كاذب وإن اذعى 
أنه يراه بقلبه حال كون القلب يقظاناً فهذا لا يمنع منه وذلك لأن من بالغ في كمال الاستعداد 
بتنظيف القلب من الرذائل المذمومة حتى من خلاف الأولى صار محبوباً تلحق تعالى وإذا أحب 
الحق تعالى عبدأ كان في نومه من كثرة نورانية قلبه» كأنه يقظان قال: وحيئئٍ فما رأى رسول 
اسوك إلا بروحه المتشكلة بشكل الأشباح من غير انتقال ذاته الشريفة ومجيئها من البرزخ إلى 
مكان هذا الرائي لكرامتها وتنزيهها عن كلفة المجيء والرواح هذا هو الحق الصراح انتهى . 
فعلم أن المراد بقول من قال: إنه يراه يقظة يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية والسلام. 


(فإن قلت) : فهل يجب على الرائي العمل بما يسمعه من هذه الصورة؟ 
ار 
(قإن قلت): فما حكم ما يراه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ 
(فالجواب): أن للأنيياء عليهم الصلاة والسلام؛ العمل بما يرونه في المنام وذلك أن 


الْسَمَادِ (2) هذا عَطَاَئآ فتن | لبيك بكر جاب (©) وَإنّ لم عِسَنا لَلْقَ مَمْنَ متب 29 * [ص: 


2 


01 غ]. ل ما ينقصه هذا الملك لاس 


(قلت): هذا تفسير غريب لم أره لغير الشيخ فليتأمل ويسحرر والله أعلم . وقال في إلباب 
الثامن» والعشرين وماثة: اعلم أن رضا الله عن العبد يكون بحسب مشيه على الشرع كثرة وقلة 
فمن لم يخل بالعمل في شيء من الشريعة فهو صاحب الرضا الكامل ومن أخل بالعمل في 
شيء منها نقص من الرضاء بقدر ما أخل وهذا ميزان في غاية الوضوح والإنسان على نفسه 
بصيرة انتهى. بالمعنى في بعضه وقال في الباب التاسع والعشرين وماثة: يجب على العبد 





54 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الأنبياء لا يرون إلا حقاً وما يرونه في المنام حكمه حكم اليقظة ويؤيد ذلك حديث إن عيني 
تنامان ولا ينام قلبي وكذلك الأنبياء فجميع ما ينطبع في عالم أمثالهم حق إذ هو من خزانة علم 
الحق بتوسط الملكوت السماوي» وهذا لا يمكن الخطأ فيه ولا التأويل . 

(فإن قيل): فإذا انعكس نور قلوبهم إلى الجهة العلوية فهل يحتاج إلى تأويل؟ 

(فالحواب»): أن مثل ذلك يحتاج إلى تأويل كما وقع في قصة يوسف ورؤيته الأجد عشر 
كوكباً ولهذا قال يوسف: #«هُذًا ويل م دَمبَىَ ين قَبْلُ قد جعلها رق حَقًا» [يوسف: 1٠٠١‏ والله تعالى 
أعلم , 

الميحث الثالث والعشرون: 
في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 

وذلك لإجماع أهل السنة سلفاً وخلفاً على إثباتهم مع نطق القرآن وجميع الكتب المنزلة 
بهم وهم من الخلق الناطق يأكلون ويتناكحون ويتناسلون. قال الشيخ أبو طاهر القزويني: ومما 
يدل على وجودهم تخيل عامة الناس من آثارهم الخفية قال: وقد أنكرت المعتزلة الجن أصلاً 
وزعموا أن الجن عبارة عن دهاة الناس والشياطين عبارة عن مردة الناس وأشرارهم فردوا بذلك 
نص القرآن الدال على وجودهم وأوصافهم. 

(فإن قلت): فكم أصول الخلق كلهم؟ 

(فالجواب): كما قاله الماوردي: إن أصول الخلق أربعة أشياء: الماءء والتراب» 
والهواء.ء والتارء» فالماء والتراب ظاهران للخلق والهواء والنار خافيان عنهم ومعلوم أن الثار 
مشتملة على نور ولهب ودخان» فالنور ضياءٌ محص والدخان ظلمة محضة واللهب هو المارج 
والكافر .قال تال :: 0159 فك ين يل ين كر ألسَعْرو 407 [الحجر: 17]. قبل: هي نار 
الشمس وقيل: هي نار الصواعق» وأما إبليس فقد اختلفوا فيه أهو من الملائكة أم من الجن 


الرضا بقضاء الله لا بكل مقضى فلا ينبغي الرضا بالمعاصي ولو رأيت وجه الحكمة فيها فإنك 
كرا ار ران 00 


(قلت): وأكثر من يقع في الرضا بالمعاصي أصحاب حضرة التوحيد العام إذا لم يكن 
لهم شيخ ويظنون بنفوسهم أنهم خوطيوا بأمر من الله خلاف ما جاءت يه الشريعة وهذا كفر 


المبحث الثالث والعشروث: في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 55١‏ 


فقال قوم: كان من الجن الذين استكبروا في الأرض فحاربهم الملائكة وسبوا إبليس منهم إلى 
القولان وقيل: إنه من الجن فعلاً ومن الملائكة نوعاً فباعتبار فعله كان من الكافرين. قال 
الماوردي: ثم إن الله تعالى خلق سكان البر والبحر من الطين والماء كالإنسان والأنعام 
والوحوش والطيور والحشرات» وخلق الحيتات والضفدع وغيرها من نبات الماع فصار هؤلاء 
الأجناس الأربعة من المخلوقات من الأصول الأربعة جنسين صاعدين لعبعود أصليهما وهما 
الملائكة والجن وجنسان هابطان لهبوط أصليهما وهما حيوان البر وحيوان البحرء ذكر ذلك كله 
الماوردي في كتاب «النبوة» ثم اعتذر. فقال: إنما نقلت هذه العبارات من ألفاظ المنكرين لها 
لأن الاستدلال بلسان الخصوم يكون أوقع عنذهم وأدعى إلى التزام الحجة انتهى . قال الشيخ 
أبو ظاهر رحمه الله : ب وان كيه ع يراه الله أن تزول صورة 
أصله ويتشكل بشكل آخر لا يشبه أ صله وتأمل الإنسان كيف زالت عنه صورة الماء والطين 
والترابف» وصار لحمأ وعظماً وبشرة إلى غير ذلك ثم تشكل بهذه الصور المخصوصة والهبئة 
المشهودة. وكذلك القول في - جميع الحيوانات من السباع والطيور وأشكالها مختلفة لا يشبه 
بعضها بعضاً وهكذا تكون صفة الملائكة والجن والشياطين فإنه قد زالت صورة الهواء عن ظاهر 
أجسادهم وصور الله لهم هيئات لطافاً ولذلك سموا روحانيين؛ ثم إن لتلك الأنوار أشكالا 
م اس ا وي ل ا ل 
ا ل ا ل 
يتصورون فيها أحياناً فيراهم الأنبياء والأولياء بواسطتها ثم تزول عنهم وذلك يجري لهم مجرى 
اختلاف اللباس لنا وسببه أن أجسامهم لغلبة اللطافة والرقة كأنها تمتزج بالهواء فيتصور الهواء 
بما شاؤوا من الصور في عين الرائي دون الهواء وتارة تطلهر مرتسمة الهواء ارتسام قوس قرح 
حتى يراها الحاضرون أيضاً في صورة الخضرة والحمرة والصفرة وغير ذلك. كما رأى 
عبد الله بن عباس صورة جبريل مع النبي وك ولم يرها أبوه العباس وكان معه في المسجد 
فأسخبر النبي يقد بذلك فقال: أما إنه سيعمى ولكن الله يفقهه في الدين ويعلمه التأويل . قال: 


أبداً فافهم والله أعلم. وقال في الباب السادس والأربعين ومائة: إياك أن ترمي ميزان الشرع من 
يدك في العلم الرسمي بل بادر إلى ما حكم به -وإن قهفت منه خلاف ما يفهمه النامن مما 
يحول بينك وبين إمضاء ظاهر الحكم به فلا يعول عليه فإنه مكر نفساني في صورة علم إِلْهي 
من حيث لا يشعر قال : وقد وقعنا بقوم صادقين من أهل الله ممن التيس عليهم هذا المقام 
ورجحوا كشفهم وما ظهر من فهمهم مما يبطل ذلك الحكم وهم مخشطئون في ذلك . قال: 
واعلم أن تقديم الكشف على النص ليس عندنا بشيء ولا عند أهل الله تعالى وكل من عول 
عليه فقد غلط. وخرج عن الانتظام في شرع أهل الله تعالى ولحق بالأخسرين أعمالاً وأطال في 


54 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وقد أقدر الله تعالى الجن على أن يظهروا في أي صورة شاؤوا كما أقدرنا أن نظهر في أي لياس 
شئنا فكما أن أشكال اللبس لنا مسسخرة كذلك كانت أشكال الصور لهم مسخرة غير أن لياسنا 
من نسج الغزل والقز ولباسهم من نسج الهواء والأشعة وكل يعمل على شاكلته قال: ولما كان 
جسم الملك والجني أرق من الهواء يعني : في سرعة التطور دقت أجسامهم عن أبصارنا ولكن 
إذا أراد الله عز وجل أن يرينا الملك أو الجني كيّف الهواء وأعطاهم القدرة على ما تشكلوا به 
من لباس الهواء بأي شكل وصورة شاؤوا فيراهم الناس على تلك الصورة كما قال تعالى: ##وَلوْ 
ا 2 لع ص ساس ب عرصدت ير 


جملئته ملكا لجعلده رجلا واللسنا عليهم نا يلسوكت ك4 [الأنعام: 9] والملك لا يكون 
رجلا فى الحقيقة وإنما يتشكل بصورة الرجل بواسطة الهواء المتكائف لأن الهواء إذا تكائف 


أمكن إدراكه كالسراب. 
(فإن قلت): فما المعنى من قوله تعالى : ظَإِنَمْ َي هر َي ين حَيَكُ لا 1زيْ» 
[الأعراف: 70]؟ 


(فالجواب): معناه والله أعلم من حيث لا ترونهم في الصورة التي خلقهم الله عليها وأما 
رؤيتهم إذا تشكلوا في غير صورهم من كلب وهر فلا منع بل هو واقع كثيراً. 

(قلت): وقد وقع أن شخصاً منهم جاءني بنيف وسبعين سؤالاً في التوحيد يطلب جوابها 
منى وكان. على صورة كلب أصفر مثل كلاب الرمل السالمة من الدنس وذلك ليلا فظن الفراش 
أن ذلك كلب حقيقة فغسل المسجد كله بالماء والطين فأجيتهم عنها وسميتة كشف الحجاب 
والران عن وجه أسئلة الجان وهو مجلد لطيف. 


(فإن قلت): فهل يكونون محجوبين عنا في الجنة كما في الدنيا؟ 
(فالجواب»: لا بل ينعكس الحكم هناك فنراهم ولا يرونا إلا الخواص منهم فإنهم يروننا 


(فإن قلت): فهل تختلف أصواتهم بحسب الصورة التى تطوروا فيها أم هم باقون على 
أصواتهم الأصلية؟ 


ذلك ثم قال: وإذا ورد على أحد من أهل الكشف وارد إِلْهي يحل له ما ثبت تحريمه في نفس 
الأمر من الشرع المحمدي وجب عليه جزماً ترك هذا الوارد لأنه تلبيس ووجب عليه الرجوع 
إلى حكم الشرع الثابت وقد ثبت عند أهل الكشف بأجمعهم أنه لا تحليل ولا تحريم لأحد بعد 
انقطاع الرسالة والنبوة» وأطال في ذلك ثم قال: فتفطنوا يا إخوانناء وتحفظوا من غوائل هذا 
الكشف فقد نصحتكم ووفيت الأمر الواجب علي في النصح والله أعلم وقال في الباب الثامن 
والأربعين ومائة فى قوله #يية: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله4. إنما أضاف نور القراسة 
إلى الاسم الله دون غيره لأن الاسم الله هو الجامع لأحكام الأسماء فيكشف المذموم 


المبحث الثالث والعشرون: في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 5 


(فالجواب): تختلف أصواتهم تبعاً للصورة التي ظهروا بها إذ الحكم للصورة التي دخلوا 
فيها من آدمي أو بهيمة أو غير ذلك من سائر الحيوانات. 

(فإن قلت): فإذا دخلوا في صورتنا فهل ينطقون بجميع حروف كلامنا أم يخالفون؟ 

(فالحواب): يخالفون في البعض دون البعض فلا تشبه أصواتهم أصواتنا في جميع 
الأمور وذلك لأن أجسامهم لطيفة فلا يقدرون على مخارج الحروف الكثيفة لأنها تطلب انطباقاً 
وصلابة وذلك غير موجود عندلهم | 

(فإن قلت): فكيف يحصل لنا العلم من كلامهم الناقص للحروف؟ 

(فإن قلت): فهل يقدر أحدهم على أن يتكلم بكلام البشر وهو في غير الصورة الإنسانية؟ 

(فالجواب): لا يقدر روحاني على ذلك أبدأ إلا إن خرقت له العادة. 
الاختلاطء قما هذا الاختلاط؟ 

(فالجواب): هو نار مركبة فيها رطوبة المواد ولهذا يظهر لها لهب وهو اشتعال الهراء فهو 
حارٌ رطب. 

(فإن قلت): إن الشياطين من الجن هم الأشقياء البعداء خاصة فلم أبقى عليهم اسم 
اللجس الذي هو الجاث؟ | 

(فالجواب): إنما أبقى عليهم اسم الجن لأن الجان خلق بين الملائكة والبشر الذي هو 
الإنسان ومعلوم أن الجان عنصري ولهذا تكبر ولو كان طبيعياً خالصاً لم يغلب عليه حكم 
العنصر ما تكبر وكان مثل الملائكة فهو برزخي النشأة فله وجه إلى الأرواح النورية بلطافة النار 
منه بدليل أن له الحجاب والتشكل وله أيضاً وجه النيابة فكان عنصرياً رماداً كما مرت الإشارة 


والمحمودء وحركات السعادة والشقاوة فلو أنه يكوه أضاف نور الفراسة إلى الاسم الحميد مثلاً 
لما كان المتفرس يرى ينور فراسته إلا المحمود السعيد مخاصة قال: ومن كانت فراسته 
العلامات الربانية فلا تخطىء له فراسة بمخلاف من كانت فراسته مستئدة إلى الفراسة الحكمية 
كقولهم مثلاً: من كان أبيض ذا شقرة أو زرقة كثيرة» فهو دليل على القحةء والخيانة» وخفة 
العقل والفسوق فإن هذا ليس بقاعدة كلية وأطال فى أمثلة الفراسة الحكمية بنحو ثلاث أوراق 
فراجعها إن شئت. ْ 


(وقال): فيه لا يخلو الإنسان في معرفة الله تعالى من ثلاثة أحوال؛ بالنظر إلى الشرع إما 


55 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


إليه في كلام الماوردي. وأعطاهء الاسم اللطيف أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يشعر به 
ولولا تنبيه الشارع لنا على لمة الشيطان ووسوسته في صدورنا ما علمنا أن ثم شيطاناً فما أقدر 
الجان على الاستتار عن أعين الناس إلا الاسم اللطيف ولهذا كانت أبصارنا لا تدركهم إلا 

(فإن قلت): فهل ثم فرق بين لفظ الجسم ولفظ الجسد؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ محبي الدين في الباب الثالث والأربعين وثلاثماثة : إن بينهما 
فرقاً وذلك أن الجسم هو المعروف في العموم لطيقة وكتقافة وكتيفة اما ور .هته وماالة يرى وأا 
الجسد فهو ما يظهر فيه الروحاني في اليقظة العمئلة :كن ون الأخنداء ومنه ما يظهر إذراكه 
للنائم في نومه مما يشبه بالأجسام ويعطيه الحس وليست هذه الأمور في نفسها بأجسام انتهى . 

00 'فهل المرئي بواسطة الصور التي يتطور فيها الجني أو المنك هو الملك 
و أو الجني؟ 

(فالجواب): نعم الملك والجني حقيقة كما أن المسموع بواسطة الحروف والأصوات هو 
كلام الله حقاً . وقد سكل بعضهم عن حد الجني فمال: حمر جراد هواني ناطق من شأنه أن 
يتشكل بأشكال مختلفة . 

(فإن قلت): فهل ثم من الجن من يقسم الإنسان عليه بأسماء الله تعالى فلا يبر قسمنا أم 
كلهم يبرون قسم من أقسم عليهم؟ 

كي ع يوا ار اه سي اسيم الس 1 ين 
بخلاف الإنس. قال الشيخ أ بو طاهر: ويقال إن الجن لا يجييون إلا بالعزائم وإنما إذا قرئت 
على المجنون كان لها شعاع كشعاع الشمس يقع على الجني فيحضرهم ويردهم إلى الطاعة 
طوعا بحيث لا يمكنهم العصيان ولقد كانوا مسخرين لسليمان عليه الصلاة والسلام» كما 
سخرت له الريح وهم أجساد لطاف كالريح يدخلون أجواف بني آدم دخول النار في الفضة 
المذابة فتراها تضطرب في البوطة وكذلك المصاب يضطرب عند قراءة العزائم عليه وفي 


أن يكون باطنياً محضاً وهو القائل بتجريد التوحيد عندنا حالاً وفعلاً وهذا يؤدي إلى تعطيل 
أحكام الشرع كالباطنة في عدولهم عما أراده الشارع وكل ما يؤدي إلى هدم قاعدة ديئية فهو 
مذموم مطلقاً عند كل مؤمن وإما أن يكون ظاهرياً محضاً متغلغلاً متوغلاً بحيث أن يؤديه ذلك 
إلى التجسيم؛ والتشبيه على حد عقله هو فهذا أيضاً مذموم شرعاًء وإما أن يكون جارياً مع 
الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشارع مشى وحيثما وقف وقف قدماً بقدم فهذه حالة 
متوسطة وبها صحت محبة الحق تعالى لنا في قوله: #كُل إن كُسْر تبون أَلَهَ دأتَموْن يتب 
أنه [آل عمران: .]١‏ فاعلم ذلك فإنه نفيس والله يتولى هداك. وقال في الباب الثالث 





المبحث الثالث والعشرون: في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 25 


الحديث إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم. 

(فإن قلت): فما الدليل على أن الجن مكلفون؟ 

(فالجواب): الدليل على ذلك قوله تعالى: ##وَإِد صَرَفْنا إِليِكَ ترا عن الْحِنَ يَسْتَمِعُونَ 
لفان # [الأحقاف: 19] وكانوا تسعة من جن نصيبين. وقد كان يله راهم بيطن النشلة قد أتوا 
حين قضى رسول الله يِه بينهم ثم علمهم سورة الرحمن وأوجب عليهم الصلوات كما هو 
مشهور في التفاسير. 

(فإن قلت): فما الدليل على دخول الجن الجنة؟ 


(فالجواب): قد سئل عن ذلك ابن عباس رضي الله تعالى عنهماء فمكث سبعة أيام حتى 
5 مامه ١‏ رع ممعم ري عسك 

اطلع على قوله تعالى: ##لَرَ يَظِيتَْنَ4 [الرحمن: :0]. يعني: الحور #إإِذْنُ مَتَلْمُمْ وَلَا جآن # 
[الرحنن: 51] فقال: هذا دليل على أن الجن يدخلون الجنة انتهى. وقال الضحاك : يدخل الجن 
الجنة ويثابون على أعمالهم كالإنس . وقال سفيان: يتابون على الإيمان بأن يجاوزوا النار 
خلاصاً ثم يقال لهم: كونوا تراباً قال الشيخ أبو طاهر: وأكثر الجن لا يعتقدون البعث لقوله 
تعالى : لمم ظوأ كنا طَتنمُ أن ل يبعت لَه أسذا 4009 [الجن: /. 

(نإن قلت): فهل منعهم من استراق السمع باق إلى يوم القيامة» من منذ بعث رسول 
الله كل أم ذلك إلى مدة معلومة؟ 

(فالجواب): الصحيح ممنوعون منه إلى يوم القيامة وبتقدير استراقهم السمع فلا يتوصلون 
إلينا ليخبرونا بما استرقوه بل تحرقهم الشهب وتفنيهم. 

(فإن قلت): فما حقيقة هذه الشهب؟ 


(فالجواب): أن فيها قولين: قيل هو نور يمتد بشدة ضيائه فيحرق الجني ثم يعود إلى 


والخمسين ومائة. في قوله تعالى: #وَالْمؤْيبونَ وَالْموت بصم أزلياة بض 4 [التربة: .67١‏ أي : 
بإعطائهم ما في قوتهم من المصالح المعلومة في الكون وتسخير بعضهم لبعض الأعلى للأدنى 
وعكسه وهذا لا يتكره عاقل لأنه الواقع وتأمل الملك الذي هو أعلى مرتبة من سائر رعيته تجده 
مسخراً في مصالحهم كما هم مسخرون كذلك في مصالحه فهذه هي ولاية المؤمنين بعضهم 
لبعض. وقال فى الباب الرابع والخمسين ومائة: الملائكة على ثلاثة أصناف: صنف مهيمون 
في جلال الله تجلّى لهم في اسمه الجميل فهيمهم وأفناهم عنهم فلا يعرفون نقوسهم ولا من 
هاموا فيه وصنف مسخرون ورأسهم القلم الأعلى سلطان عالم التدوين والتسطير وصنف 
أصحاب تدبير للأجسام كلها من جميع أجناس العالم وأطال في ذلك. وقال في الباب الخامس 


65" الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بان عقائد الأكابر 


مكانه وقيل: هو على هيئة الدجم ينقض من تحت السماء فيحرقهم فلا يعود. 

(فإن قلت): فهل إبليس أبو الجان كما هو مشهور في أفواه الناس؟ 

(فالجواب): ليس إبليس بأب للجان فإن الجان كانوا قبله وإتما هو أول من عصى . 

(فإن قلت) : فما مرتبة إبليس؟ 

(فالجواب): مرتبته أن يوسوس للناس بما يهلكهم أو ينقص مقامهم عند الله تعالى من 
حيث لا يشعرون ولكن قد أخبر الله تعالى : #8إِنَمُ لس لَمُ سل عَلَ ليت مثا وَعلّ مَيْهِرَ 
كود 67 إِنَمَا سُلطنة عَلَ ارت يورم والنَ هم بد متركرت 29 > [النحل: كى 6٠١‏ 
أي : يضيفون إليه أمر الإغواء مع الغفلة عن الله تعالى وتقديره فمن أخذ وسوسته مع الحذر منه 
ولم يعمل بها نجا من كيده ومن دسائسه التي تخفى أن يجد الإنسان في طاعة فيوسوس له 
بفعل غيرها لينقله منها ويفسخ عزمه ونيته الأولى مع الله تعالى» ثم إن خالفه العبد في ذلك» 
حسن له فعلاً آخر وقال له: إن ذلك الفعل أفضل مما أنت فيه. ومن دسائسه أيضاً أنه يأتي 
العبد بالكشف الصحيح والعلم التام ويقنع منه أن يجهل من أتاه به. ومن دسائسه أنه يأتي العبد 
بنور يكشف به معاصي العباد ويهتك به أستارهم ويظهر به عوراتهمء فيظن ذلك المكاشف أنه 
نال درجة عظيمة وإنما ذلك من الشيطان لأن الشيطان صار سمعه وبصره فيجب على ذلك 
المكاشف المبادرة للتوبة وإلا هلك. ومن دسائسه التى تخفى على غالب الأولياء أنه ينظر إلى 
كلب الول كإن رام كمد فر المتناء مدن اله عدا راناة من وكليه عدم و عرفا ذلك از 
كرسي فكذلك أو سماء فكذلك» فإن كان سبق في علم الله تعالى حظ هذا العبد منه أطلعه على 
أن ذلك مفتعل وتلبيس عليه من الشيطان فيرد خاسئاً وإن لم يحفظ الله العبد هلك مع 
الهالكين . 

(فإن قلت»: فهل للشيطان سلطان على ظاهر الإنسان كباطنه أو سلطان على الباطن فقط؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة: أن شياطين الجن ليس 
لهم سلطان إلا على باطن الإنسان ببخلاف شياطين الإنس لهم سلطان على ظاهر الإنسبان 


والخمسين ومائة: اعلم أن النبوة التي هي الإخبار عن شيء سارية في كل موجود عند أهل 
الكشف والوجودء لكنه لا ينطلق على أحد منهم اسم نبي ولا رسولء إلا على الملائكة الذين 
كالأرواح المخلوقة من أنفاس الذاكرين الله قال: واعلم أن الله تعالى سمى نفسه ولياً ولم يسم 
نفسه نبياً مع كونه أخبرنا وسمع دعاءنا وأمرنا ونهانا وقلنا له: سمعئا وأطعنا وليست النبوة بأمر 
زائد على هذا وأطال في أمثلة الأمر والنهي. 


(وقال): وفي الباب السابع والخمسين وماثئة: ينبغي للواعظ أن يراقب الله في وعظه 


المبحث الثالث والعشرون: في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم /341 


وباطنهء وإن وقع من شياطين الجن وسوسة وإغواء للناس في ظاهرهم فإنما ذلك بحكم النيابة 
لشياطين الإنس فإنهم هم الذين يدخلون الاراء على شياطين الإنس. 

(فإن قلت): فأي عداوة أشد؟ عداوة إبليس لآدم أم عداوته لذريته؟ 

(فالحواب) : كما قاله الشيخ في الياب الخامس وعشرين وتلاثماثة : إن عداوته لبني آدم 
أشد من عداوته لآدم وذلك أن بني آدم من ماء والماء منافر للنار وأما آدم فقد جمع بينه وبين 
إبليس اليبس الذي في التراب فكان بين التراب والنار جامع ولهذا صدقه لما أقسم له بالله تعالى 
أنه له من الناصحين وما صدقه الأبناء في ذلك لكونهم أضداده فلهذا كانت عداوته للأبناء أشد 
من عداوته لأبيهم قال: ثم من رحمة الله تعالى بنا أنه لما كان هذا العدو محجوباً عن إدراك 
أبصارنا جعل الله تعالى لنا علامات في القلب من طريق الشرع نعرفه بها تقوم لنا مقام البصر 
الظاهر لنتحفظ بتلك العلامة من العمل بإلقائه وأعاننا الله تعالى عليه أيضاً بالملك الذي جعله 

(فإن قلت): فهل ثم لنا شيطان لا هو إنسي ولا هو جني كما قيل؟ 

(قالحواب) : نعم وذلك في صورة واحدة إذ الشيطان في سائر مراتبه حسي إلا في صورة 
واحدة يكون فيها معنوياً وهو ما إذا اجتمعت شياطين الإنس والجن وأوحى بعضهم إلى بعض 
فإنه يحدث بينهما حينئذ شيطان آخر عند وسوستهم معنوي لا إنسي ولا جني. 

(فإن قلت): فما الفرق بين هؤلاء الشياطين الثلاثة؟ 

(فالجواب): الفرق بينهم أن الشيطان الإنسي أو الجني يفتح أحدهما باب الإلقاء في قلب 
العبد بما يبعده عن الله تعالى لا غير وأما الشيطان المعنوي فيستنبط من ذلك شبهاً وأموراً لم 
يقصدها إبليس ولا غيره. قال الشيخ محيي الدين: ومثل هذ!«ينسب إلى الشيطان بحكم 
الأصالة لأنه هو الذي فتح باب الوسوسة وليس غرض الشيطان من الخلق إلا أن يجهلوه في 
الخواطر ويصدقوها. قال: وقد أعطى الشبان قوة التجسد قال تعالى: #وأئينا عل كسيد 
جََدَاك [ص: 4*]. وكان روحاً تجسد على صورة سليمان فإذا رأى الشيطان من عبد أنه 
محفوظ ووجد التأيبد من الله محيطأً به ولم يستطع الوصول إليه بالوسوسة تجسد له في صورة 


ويجتنب كل ما كان فيه تجرؤ على انتهاك الحرمات مما ذكره المؤرخون عن اليهود من ذكر 
زلات الأنبياء كداود ويوسف عليهما السلامء مع كون الحق تعالى أثنى عليهم واصطفاهم ثم 
الداهية العظمى أن يجعل ذلك في تفسير القرآن ويقول: قال المفسرون كذا وكذاء مع كون 
ذلك كله تأويلات فاسدة بأسانيد واهية عن قوم غضب الله عليهم وقالوا في الله تعالى ما قصه 
علينا في كتابه وكل واعظ ذكر نحو ذلك في مجلسه مقته الله وملائكته لكونه ذكر لمن في قلبه 
مرض من العصاة حجة يحتج بها ويقول: إذا كان مثل الأنبياء وقعوا في مثل ذلك فايش أنا 


14 الجرء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


إنسان مثله فيتخيل العبد أنه إنسان حقيقي ويأتيه بالإغواء من قبل أذنه فيدخل له فيما حجر الله 
تعالى عليه التأويلات الكثيرة ليوقعه في معاصي الله تعالى أدناها أن يقول له مثلك لا يؤاخذه الله 
تعالى لكونه كشف لك أنه الفاعل وأنه المقدر فإن رد ذلك عليه دخل له من باب حسن الظن 
باللهء وقال: أحسن ظنك بالله م ل اه وأنت عبده 
على كل حال» في حال طاعتك وفي حال معاصيك وذلك لأن إبليس يعلم أن المؤمن لا يقدم 
على معصية الله تعالى ابتداء دون تأويل وتزيين لذلك الفعل ولو أن المؤمن كان يقدم على 
المعصية بغير وسوسة إبليس ما أوجد الله إبليس انتهى. وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في 
الباب الثالث والثمانين وثلاثماثة فراجعه. 

(فإن قلت): فما صورة تناكم العجن؟ 

(فالجواب»): صورة تناكحهم التواء مثل ما يبصر الدخان الخارج من الألوان أو من فرن 
الفخار يدخل بعضه في بعض فليتذ كل واحد من الشخصين بذلك التداخل ويكون حملهم من 
ذلك كلقاح النخلة بمجرد الرائحة . 

(فإن قلت): فهل هم قبائل وعشائر كالإنس؟ 

لاجراي كما قاله الشيخ في الباب التاسع من «الفتوحات»: نعم ويقع منه حروب 
عظيمة» قال: وبعضي الزواب ع فلديكرة من رهم زإن الرويمة تقال ريحين تمع كل إراجدة 
صاحبتها أن تخترقها فيؤدي ذلك المنع إلى الدور المشهور في الغبرة ذ في الحس وما كل زوبعة 
تكون من حروبهم. 

(فإن قلت): فمن أول من سمي من الجن شيطاناً؟ 

(فالحواب): هو الحارث فأبلسه الله تعالى أي : طرده من رحمته 50 
بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن ومن 
بقي منهم على كفره كان شيطانا . 

(فإن قلت): فهل يصح في حق شيطان أن يسلم كما يسلم الكافر عندنا من الإنس ويصير 


فعلم أن الواجب على الواعظ ذكر الله وما فيه تعظيمه وتعظيم رسله وعلماء أمته وترغيب الناس 
في الجنة» وتحذيرهم من النار وأهوال الموقف بين يدي الله عزٍّ وجل فيكون مجلسه كله 
وحجمة . 

(قلت): اموكااا ا يبت انان يجت الممامرااي توراه اير اط كت كا يا 
لقأب لَأممَسُوا ين ويك » [آل عمران: 1589]. ولا نحو قوله 2 رِيدُ ألذّيْكا وَِنِكْم 
ع نيه لان > [آل عمران: ]١64‏ وقوله: ظوَلَا تال تَطَلِمُ عل ين عَم بتَوَ متهم إلا ويلا ينبم »* 
[المائدة: 17] فإن العامة إذا سمعوا مثللى ذلك استهانوا بالصحابة ثم 0 بأفعالهم والله تعالى 


المبحث الثالث والعشرون: في إثيات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 558 
مؤمنا؟ 


(فالجواب): قد اختلف الناس في ذلك ومبنى خلافهم على ضبط ميم فأسلم فإن بعض 
الحفاظ ضبطها بالضم أي: فأسلم أنا منه وهو باق على كفره وبعضهم ضبطها بالفتح ولفظ 
الحديث ما من أحد إلا وله قرين يأمره بالسوء فقالوا: وأنت يا رسول الله قال: نعم ولكن 
ا ل ل 
قط التكاليف ثلا إصيع أن يل رام ا ا 
الإلهية وما عصى الله أحد فإنه لا يصح في الوجود كله معصيته من أحد إلا بواسطته إما بنفسه 
وإما بأعوانه والله أعلم . 

(فإن قلت): فإذا كان إبليس أول من عصى فهو نظير قابيل سواء؟ 

(فالجواب): نعم والأمر كذلك فكما كان قابيل أول الأشقياء من البشر فكذلك كان 
إنلشي أرك الأشقياء من الجن واتذلئك فال اعناتى > إلا بلص كان عن الجن 4 قيفي 
أي .من هذا الصنف المخلوقين الأشقياء . 

(فإن قيل»: ا ل اي : اكفر فلما كفر يقول: 
«إنْ ترم ينلكت إن أَنَافُ أله رب الْعشِينَ4 [الحمر: ]1١‏ فهل يدل هذا الخوف على توحيده 
باطناً؟ 


(فالجواب): لا يدل ذلك على توحيده لأنه أول من سن الشرك في العالم ثم بتقدير 
صحة توحيده ذلك الوقت فما يدرينا أنه لحقه شبهة طرأت عليه على الفور فأخرجته عن ذلك 
التوحيد فإنه لا بد أن يموت على الكفر قطعاً فافهم. 


(فإن قلت): إن الكفر الذي أمر به إبليس ليس بشرك فإن الكفر هو تعيين الألوهية لغير 
من هي له مع عدم وجود إله ثان فى عقده والشرك هو جعل المشرك مع الله تعالى إلها آخر 
فمن أين جاء أن إبليس أول من سن الشرك في العالم. 


أعلم . وقال في الباب التاسع والخمسين ومائة لا تكون الرسالة قط إلا بواسلة روح قدسي 
ينزل بالرسالة على قليه وأحيانا يتمثل له رجلا وكل وحي لا يكون بهذه الصفة لا يسمى رسالة 
بشرية إنما يسمى وحياً أو إلهاماء أو نفثاء أو إلقاء» ونحو ذلك قال: والغرق بين النبي 
والرسول أن النبي إنسان أوحي إليه بشرع -خاص به فإن قيل له: يم مآ أل للكت [المائدة: 
9 إما لطائفة مخصوصة كسائر الأنبياء وإما عامة ولم يكن ذلك إلا لمحمد عَلة وحذه سمهي 
ل ع ار ا ال ب ارس و لو ل 
وأعني: نبوة التشريع التي ليست للأولياء فعلم أن كل رسول لم يخص بشيء في نفسه مع 


قن الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): أن المراد بالكفر هئا هو الشرك وهو الظلم العظيم كما قال لقمان: ذلك 
لابنهء ولذلك قال تعالى في آخر الآية: وَدَلِكَ جَروَا ألطِيِيَ4 (المائدة: 14]. يريدالمشركين 
فإنهم هم الذين لبسوا إيمانهم بظلم فعلمنا بقوله تعالى: #إذت ألشَرَِكَ لَظَمٌ عَظِيمٌ» القمان: 
؟1]. وتفسير رسول الله يق الظلم بالشرك أن المراد بالإيمان في قوله تعالى: #أوَلرٌ يَلبِمُوَا 
إِياجَهُر بِظُّلرِ 4 [الأنعام: 47] الإيمان بتوحيد الله عز وجل» إذ الشرك لا يقابله إلا التوحيد فعلم 
النبي يلِةُه ما لم يعلمه الصحابة حين سألوه عن الظلم وقد أطال الشيخ الكلام على ذلك في 
الباب الثالث والثمانين وثلاثماثة من «الفتوحات». ثم قال: ومن هنا ترك بعض العلماء التأويل 
ولم يقل به واعتمد على الظاهر ووكل علم ذلك إلى الله فمن أعلمه الله بما أراده في كلامه قال 
به: وإلا كفا عن ذلك انتهى . 

(فإن قلت): فهل مجالسة السجان رديئة أو محمودة؟ 


(فالجواب): هي رديئة غير محمودة ومن آثر مجالستهم من العلماء الروحانيين فهو جاهل 
فإن الغالب عليهم الفضول كإنس الفسقة فالعاقل من هرب منهم كما يهرب من مجالسة 
الفاسقين وما رأينا أحداً جالسهم وحصل لهم أبداً خير وذلك لأن أصلهم نار والنار كثيرة 
الحركة ومن كثرت حركاته كان الفضول أسرع إليه فالجن أشد فتنة على جليسهم من الناس 
فإنهم اجتمعوا مع فسقة الإنس على الاطلاع على عورات الناس التي لا يقع فيها عاقل وقد قال 
الشيخ محبي الدين في الباب الحادي والخمسين من «القتوحات»: ما جالس أحد الجان وحصل 
له منهم بالله علم جملة واحدة إذ هم أجهل العالم الطبيعي بالله وصفاته. قال: وربما يتخيل 
جليسهم بما يخبرونه به من حوادث الأكوان وما يقع في العالم ومن العالم أن ذلك من كرامة 
الله له وهيهات فإن غاية ما يمنحونه لمن يجالسهم أن يطلعوه على شيء من خواص النبات 
والأحجار والأسماء والحروف وذلك معدود من علم السيمياء فما اكتسب هذا منهم إلا العلم 
الذي ذمته الشرائع قال: ومما جرب أن من أكثر مجالستهم صار عنده تكبر على الناس ومن 
تكبر مقته الله تعالى وأدخله النار كما جاءت به الآيات والأخبار انتهى. وقد أطال الشيخ الكلام 
على ذم عشرة الجن في الباب الخامس والخمسين والله تعالى أعلم. 


التبليغ فهو رسول ونبي فما كل رسول نبي على ما قررناه ولا كل نبي رسول بلا خلاف وأطال 
في ذلك وقال في الباب الحادي والستين ومائة: قد أنكر أبو حامد الغزالي مقام القربة الذي بين 
الصديقية» والنبوة وقال: ليس بينهما مقام ومن تتخطى مقام الصديقين وقع في النبوة والنبوة باب 
مغلق. قال الشيخ محبي الدين: والحق أن مقام الخضر مقام بين الصديقية والنبوة وأطال في 
ذلك وقال في الباب الثالث والستين ومائة في قوله تعالى: «أدع إِلّ سَبِلٍ رَيْكَ بالجكمة والمووظة 
أنه [النحل: 6185. الآية. اعلم أنه ينبغي للداعي أن لا يطمع قط في مال المدعوين ولا في 
حمدهم ولا ثتائهم عليه فإن مرتبة الداعي شرطها أن تكون أعلى من مرتبة المدعو فلا ينبغي له 


المبحث الرابع والعشرون: في أن آلله تعالى خالق لأفعال العبد كما هو خالق لذواتهم لحك 


المبحث الرابع والعشرون: في أن الله تعالى خالق لأفعال العيد 
كما هو خالق لذواتهم 

وأن العباد مكتسيون لا حالقون خلافاً للمعتزلة في قولهم: إن العبد يخلق أفعال نفسه. 

قال الشيخ كمال الدين ابن أبي شريف رحمه الله : وقد كان الأوائل من المعتزلة كواصل وابن 
عطاء وعمرو بن عبيد لقرب عهدهم بإجماع السلف على أنه لا خالق إلا الله تعالى يتحاشون 
عن إطلاق لفظ الخالق ويكنون بلفظ المخترع والموجد ونحوهما فلما رأى أبو علي الجبائي 
وأصحابه أن معنى الكل واحد وهو المخترع من العدم إلى الوجود تجاسروا على إطلاق لفظ 
الخالق. واعلم يا أخي أن مسألة الكسب من أدق مسائل الأصول وأغمضها ولا يزيل إشكالها 
إلا الكشف على نزاع في ذلك كما سيأتي في نقول الصوفية وأما أرباب العقول من الفرق فهم 
تائهون في إدراكها وآراؤهم مضطربة فيها وذلك أن أفعال الإنس وجميع الحيوانات وحركاتهم 
.في معايشهم وتصرفاتهم مشاهدة لا إنكار لها من أحد ثم إذا رجحنا حاكم العقل لا يكاد يحكم 
بثبوتها حكماً جلياً بحيث لا يبقى منا حزازة في الصدر. ا 
. المتكلمين ثم نقول العارفين من القوم فأقول وبالله التوفيق: كان أبو الحسن الأشعري رحمه الله 
يقول: لبن للقدرة الحادثة أثر نوإنها تغلقها بالمققور مثل تعلق الحلى #المعلوم ف عدم التأثير . 
وكان الشيخ أبو طاهر القزويني يقول: القضيات العقلية في هذه المسألة ثلاث وهي: إما أن 
تكون الأفعال كلها مقدورة لله تعالى على الاستبداد أو مقدورة للخلق على الاستبداد أو تكون 
مقدورة لله تعالى والخلق معاً فالأولتان معلومتان وأما الثالثة وهي أن تكون مقدورة بين قادرين 
فيلزم عليه أن الحركة الواحدة تعلق بها قدرتان قديمة وحادثة وهي: إذا تعلقت بها قدرة واحدة 
استغنت عن القدرة الثانية "كما :قائذة الثائية وما مكدلقها "وما عيفية تعاتها وس بالقدرة الأرلن عادة 
ترضودة وحالاتها ثلاك #دسئالة عدم وخالة وجوه زيخالة إيتجاد وتعلق القدرة العانية يما في هذه 
الحالات الثلاث محال ثم لو قدرنا مقدوراً بين قادرين خاصة بدواعيها وإرادتبهما لوجب أنه إذا 
مئع أحدهما فعله ولم يمتنع الثاني كان الحاصل فعلاً موجوداً معدوماً وهو من أمحل المحال. 
بقي أن يقال: إنما يلزم المحال إذا تعلق به القدرتان من وجه واحد أما إذا كان الفعل مضافاً إلى 
قادرين من وجهين مختلفين فلا استحالة فيه وذلك أن تعلق القدرة القديمة من وجه الإيجاد 


أن يلع ثوبا ألبسه الله إياه وأطال في ذلك. ثم قال: فمن لم يكن غني النفسسن عما بأيدي 
الناس فلييدا بنفسه يعظها حتى يتخلص من الركون للخلق ثم يدعو كما دعت الرسل وكمل 
ورثتهم قال تعالى: أَتَاْمرُونَ ألنّاس يالبر وَيَسَوْنَ أتشتك» [البقرة: 44]. تنبيهاً على مقام الكمال 
لأن الإنسان لا يأمر الناس بشيء إلا إن كان هو قد عمل به فافهم والله أعلم. وقال في الباب 
السادس والستين ومائة؛ في قوله تعالى: ##وََايسََهُ الْحِكنة وَفْصَْلَ للِيِطَاب# [ص: ١5؟]‏ أي آثيناه 
الحكمة عملاً وفصل الخطاب قولا قال؛ والحكمة هي علم بمعلوم خاص ومن شروطها أنها 


بات ؟ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وتعلق القدرة الحادثة به من وجه الاكتساب وهذا عَيُو محال فيقال: لو جاز ذلك لجاز أن يقع 
الوجهان في حالتين يعني : كأن يقع الوجود بإيجاد القدرة القديمة في حالة ويقع الحدوث 
ياكتساب القدرة الحادثة فى حالة ثانية وهو محال إذ حدوثها قد حصل بالقدرة القديمة فكيقبف 
يقال تعلقت القدرة الحادئة بها بعد وجودها ولو وقع الفعل بقدرة ممتزجة من القديم والحادث 
حتى تصلح للإيجاد والاكتساب كان من أمحل المحال على أن الاكتساب للموجد محال 
لح لج ان لال الو ات ا بى الحسن الأشعري 
وممن تابعه النجار من المعتزلة على اختلاف بينهما قال الشيخ أبو طاهر: انها اختار الأشعري 
ومن تابعه هذا القسم على مذهب الجبرية ومذهب المعتزلة لكونه أسهل من مذهبيهما قال 
الشاعر ؛ 
إذاالعة يكين إل الأسنلة متركنب) فلا رأي للم قغ طر إلا ركوبها 
قال: وقد توجهت على الأشعري ومن تبعه أسئلة أظهرها: إن كان للقدرة الحادثة أثر في 
المقدور فهو شرك وإن لم يكن لها أثر فوجود تلك القدرة وعدمها سواء فإن قدرة لا يقع بها 
المقدور بمثابة العجز ومن أجل هذا الاعتراض افترق أصحاب الشبخ أبي الحسن فقال بعضهم: 
لا آأثر للقدرة الحادثة أصلاً فى المقدور فيلزمه الجبر وقال آخرون: القدرة الحادئة لها أثر فى 
المقدون وغو عبان القاضي أبي بكر البائلائن واستدل يأن الإنسان مجن ,من اننسه تفرقة بين 
حركتي الاضطرار والاختيار وهذه التفرقة لا ترجع إلى نفس الحركتين من حيث الحركة لأنهما 
مثلان بل ترجع إلى أمر زائد عليها وهو كون إحداهما مقدورة ومرادة والثانية غير مقدورة ولا 
ا لا يخلو أن يكون تعلق القدرة بأحدهما كتعلق العلم بالمعلوم من غير تأثير فيؤدي إلى 
نفي التفرقة والإنسان يجد التفرقة بينهما أو يكون تعلق القدرة بأحدهما تعلق تأثير ثم لا يخلر 
ا أيضاً إما أن تكون راجعة إلى الوجود والحدوث وإما أن تكون راجعة إلى صفة 
من صفات الوجود فالأول باطل» لأنه لو أثر في الوجود لأثر في كل موجود فتعين أن التأثير 
يرجع إلى صفة أخرى وهي حال زائدة على الوجود مثل قادرية القادر عند أبي ي هاشم فإنها لا 
تؤثر إلا في حال الوجود ققالوا للقاضي: قد أثبت حالاً مجهولة لا اسم لهاء ولا معنى فأجاب 
بل هي معلومة بالدليل لكن لا يمكنني الإقصاح عنه الآن بعبارة وأن التفرقة ترجع إلى اعتقاد 


تحكم ويحكم بها ولا يحكم عليها وبذلك سمي الرسن الذي يحكم بها الفرس حكمة فكل 
علم له هذا النعت فهو النعت» وقال في الباب السابع والسبعين ومائة: ليس من شأن أهل الله 
أن يتصرفوا بلفظة كن إذا أعطوها فربما يكون ابتلاء» واختبارأً؛ وجعلوا بدلها يسم الله في كل 
فعل أرادوه قال: وإنما استعملها رسول الله يِه في غزوة تبوك ليعلم خواص أصحابه ببعض 
أت شار لقعي شلعه ونا بي مده قال للكازولا بعلم نص وكديها وكال فيد : لم نعرف من 
الأسماء “لين اليجنا ل ل ل ا والسنة إلا ا الاو الله 


تارايع و اللعروقة كي أذ لا شا ينانق لأفبان. العند عدا تعر حارق الدراتي ع" 


العيد تيسير العقل له عند سلامة الآلة ووجود الاستطاعة وكل ذلك من الله تعالى. وتقدم قول 
الشيخ أبي الحسن الأشعري أنه لا أثر للقدرة الحادثة وقال خصومه: نفي الأثر عن القدرة يؤدي 
إلى نفي حقيقة القدرة فإن القدرة فارقت العلم بتأثيره في المقدور ولو أنه كان في عدم التأثير 
كالعلم لاكتفى الفاعل بعلمه عن القدرة فعلى هذا الكسب هو مقدور القدرة الحادثة عنده. وأما 
عند القاضي فهو يعني الكسب حال وحكم هو مقدور القدرة الحادثة فيقال له: هذه الحال هي 
مقدورة لله تعالى أم ليست بمقدورة فإن لم تكن مقدورة لله تعالى فهي لا محالة تكون مقدورة 
للعبد وهو مذهب المعتزلة بعينه وإن كانت مقدورة لله فلم يكن للعبد شيء البتة وذلك هو 
مذهب الجبرية بعينه فلا فائدة للتمسك بالحال في هذا المقام قال الشيخ أبو طاهر: وقد غلا أبو 
المعالي إذ أثبت للقدرة الحادثة أثراً هو الوجود غير أنه لم يثبت للعبد استقلالاً بالإيجاد ما لم 
يستند إلى سبب آخر ثم سلسل الأسباب في سلسلة الترقي إلى الباري جل وعلا المستقل 
بالإبداع من غير حاجة إلى سبب وقال في بعض كتبه: إن القدرة الحادثة مقدور القدرة القديمة 
لأنها من أثرها. وقال في «مدارك العقول»: العبد فاعل على الحقيقة وإن قدرته مؤثرة في إيقاع 
الفعل ومقدمة عليهء وقال في موضع آخر منه: نحن نقول: بأن قدرتنا الحادئة تؤثر في غير 
محلها على شرط الاتصال. وقال فى الغطامى: إن القدرة الحادثة هي المؤثرة للفعل وشبهها 
بالعيد في بيخ ماله بإذن سيدء' في البيم قال الشيخ أبو طاهنة ‏ وخاصيل الآمر أن آبا المعالي كان 
تارة يغبت أثر القدرة الحادثة وتارة ينفيه هذه نهاية مذاهب الأئمة في هذه المسألة العويصة 
المشكلة فمن تأملها وكرر النظر فيها علم غموض معانيها وصعوبة مراقيها وملخص الأمر أن من 
زعم أن لا عمل للعبد أصلا فقد عاند وجحد ومن زعم أنه مستبد بالعمل فقد أشرك وابتدع وما 
بقي مورد التكليف إلا ما يجده العبد في نفسه من الاختيار للفعل وعدمه فإن العبد بين طرفي 
الامتطرار قطن على الالحاز وله تعالن اغلم هذا حسمن ما وسلاتة: موكلام السكلدين: راذا 
كلام الصوفية في هذه المسألة فأكثر من أن يحصى ولكن نشير إلى طرف صالح منه فلعل الله 
تعالى يوضح لنا بعض معانيها حتى يأتينا الكشف على الحق فيها وزوال اللبس إن شاء الله تعالى 
فنقول وبالله تعالى التوفيق. ذكر الشيخ الأكبر في الباب الثاني والعشرين من «الفتوحات»: أن 
صورة مسألة خلق الأفعال صورة لام ألف في حروف الهجاء فإن الرائي لا يدري أي : الفخذين 


وهذا في مذهب من لا يرى أنه مشتق من شيء ثم على قول الاشتقاق هل هو مقصود للمسمى 
أو ليس بمقصود للمسمى كما إذا سمينا شخصاً بيزيد على طريق العلمية وإن كان هو فعل من 
الزيادة ولكن ما سميناه به لكونه يزيد وينمو في جسمه وعلمه مثلا وإنما سميناه به لتعرفه 
ونصيح به إذا أردناه فمن الأسماء ما يكون بالوضع على هذا الحد فإذا قيلت على هذا فهي 
أعلام وإذا قيلت على طريق المدح فهي أسماء صفات وبهذا ورد جميع الأسماء الحسنى ونعت 
بها كلها ذاته سبحانه وتعالى من طريق المعنى وأما الاسم الله فنعت به من طريق الوضع اللفغلي 
فالظاهر أن الاسم الله للذات كالعلم ما أريد يه الاشتقاق وإن كانت فيه رائحة الاشتقاق كما قاله 


36> الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


هو اللام حتى يكون الآخر هو الألف ويسمى هذا الحرف الذي هو لام ألف حرف الالتباس في 
الأفعال فلم يتتخلص الفعل الظاهر على يد المخلوق لمن هو ولكن إن قلت: هو لله صدقت 
وإن قلت: للمخلوق مع الله صدقت. ولولا ذلك ما صح خطاب الله تعالى للعبد بالتكليف ولا 
إضافة العمل إليه بحو قوله: اعملوا اه. وقال الشيخ أيضاً في الباب الثاني والعشرين 
وأربعمائة: إنما أضاف تعالى الأعمال إلينا لأننا محل الثواب والعقاب وهى لله حقيقة ولكن لما 
شهدنا الأعمال بارزة على أيدينا وادعيناها لنا أضافها تعالن إلينا نكرت دعزاناً ازثلاء مته لأجل 
الدعوى ثم إذا كشف الله تعالى عن بصيرتنا رأينا الأفعال كلها لله تعالى ولم نر إلا حسناً فهو 
تعالى فاعل فينا ما نحن العاملون ثم مع هذا المشهد العظيم لا بد من القيام بالأدب فما كان من 
حسن شرعاً أضفناه إليه خلقاً وإلينا محلاً وما كان من سىء أضقناه إليتا بإضافة الله تعالى فنكون 
عاك و قرك انه تمان :عمط يريا :الله طر وس وسه الكية ل ذللك المسيس نوا قد اوعضي 
دن حيك الحكعة فبيدلا لله سيداننا نات تطذرل لعكم لاتيديل عن انتفى + وقال أيضا في 
الباب التاسع والسبعين ومائتين: لولا النسبة بين الرب والمربوب يعني رابطة الاستمداد بالحق 
ما دل العيد على الرب ولا قبل التخلق بأخلاقه قال وبتلك الشسبة كان المحق تعالى مكافاً عباد. 
بالأمر والنهي وبها بعيتها كان المخلوق مكلفاً مأموراً منهياً قال ة فحقق ما نبهناك عليه فإني أظن 
أنه ما طرق سمعك قط وإن لم تكن كذلك فاتك أدب كثير. وقال في الباب السادس والتسعين 
اسل لسرن اس المي اراك ال لد اا رس ل ا 
التكليف إذ كان التكليف بالعمل من حكيم عليم ولا يصح أن يقول تعالى لمن يعلم أنه لا 
يفعل: اقعل إذ لا قدرة له على الفعل وقد ثبت الأمر الإلهي للعبد بالعمل مثل أقيموا الصلاة 
فلا بد أن يكون له في المنفعل عنه تعلق من حيث الفعل به ي 0 
نسبة وقوع التجلي في الفعل فهذا الطريق كنت أثبته وهو طريق في غاية الوضوح يدل على أن 

ل ل 
نسبة الفعل إلا من كون الحق تعالى جعله خليفة في الأرض فلو جرد عنه الفعل بالكلية لما 
بح أن يكون خليفة وتنا قبل 'النخلى بالأسماء. قال :.وعذه القائذة حما بهي هليه تلميدذي 
إسماعيل حفظه الله تعالى ولما أفادها لي لم يعرف أحد قدر ما دخل علي من السرور انتهى. 
بعضهم. قال: وأما أسماء الضمائر فإنها تذل على الذات بلا شك وما هي مشتقة من لفظة هو 
زاب رابك ويخ رالياء ين الى والكاف من أنلكه ولعابعي مهو اسع اميعير التاق وإبا ذا فين 
من أسماء الإشارة مثل قوله: يكم لَه رَفكُ» [الأنعام: . وكذلك لفظه ياء المتكلم مثل 
قوله: #تاغبئن وَأَقِم ألصَّلَرةَ مزركرىت4 [طه: ]١4‏ وكذلك لفظه أنت وتاء المخاطب مثل قوله: 
+ كت أت ) قت عَك» [المائدة: 117] ولفظة: نحن ولفظة : أنا مشددة. ولفظة: قوله 8 إنَا» 
من قوله: #إنا عن تَرلْدَا ألْكْرٌ [الحجر: 4] وكذلك حرف كاف الخطاب نحو: 8َإِنّكَ أَنتَّ 


المبحث الرابع والعشرون: في أن الله تعالى خالق لأفعال العبد كما هو خالق لذواتهم هه" 


ا 
أكثره الوسر ارسي سن تسا با وه أثراً إلا 
منها وما عقلناه إلا عندها فمن الناس من قال بها ولا بد ومن الناس من قال عندها ولا بد 
ونحن من جرى مجرانا من أهل التحقيق يقولون عندها وبها أي : عندها عقلاً. وبها شهوداً 
وحسأء فما طلب الحق تعالى من عباده إلا ما لهم فيه تعمل فلا بد من حقيقة تكون هنا تعطي 
م ا وي 0 
45] أي : وخلق ما تعملون قال: وبعض أهل الإشارة جعلوا ما هنا نافية فالعمل للعيد والخلق 
لله تعالى وبين الخلق والعمل فرقان في المعنى واللفظ فما أضافه تعالى إليك هو عين ما أضافه 
تعالى إليه لكن مع اختلاف المعنى وما فعل ذلك إلا ليعلمك أن الأمر الواحد له وجوه: فمن 
حيثما هو عمل هو لك وتتجزى به ومن حيثما هو خلق هو لله تعالى» فلا تغفل عن معرفة هذا 
فإنه لطيف خفي انتهى . 


(قلت) : ونظير ذلك قول عيسى عليه الصلاة والسلامء #تعلم ما فى تشبى وله أَعَلَمُ ما فى 
شيك [المائدة: 7 لأن المعنى تعلم ما في نفسي التي هي لك ملك ولا أعلم ما في نفسك 
التي خلقتها ونفختها في النفس في الموضعين مضافة إلى الله تعالى من وجهين: خلقاً وإسناداً 
وإلى العبد إسناداً فقط والله تعالى أعلم. قال الشينخ أيضاً في الباب التسعين وأربعماثة : اعلم أن 
الحق تعالى ما أضاف الفعل إلى العبد إلا لكوئه تعالى هو الفاعل حقيقة من خلف حجاب 
حجن الجا الل اال عاد عير ال عاد ان عن الدواية اهبرجن ليم 
يشهلكهة ذلك قال تعالىئ : #فِنَهُم د من هَدَى د ونْهُم من 0 على املد #4 [التحل: 5 
فالقسم الذي هداه هو الذي حفظه من دعوى الفعل لتفسه حقيقة وأ ما القسم الذي لم تتحق عليه 
الضلالة فهو الذي حار ولم يدر وهم القائلون بالكسب وأما من حقت عليه الضلالة فهم 
القائلون بخلق الأفعال لهم انتهى. وقال في الباب الأحد وثمانين وأربعماتة: اعلم أن مقام 
الإحسان هو العمل على شهود الحق تعالى» في حال العبادة وفي ذلك تنبيه عجيب فإنه بتلك 
المشاهدة يبصر أن الفاعل هو الله تعالى» لا هو فإن العبد إنما هو محل لظهور العمل لا غير . 


لمرو كيم 4 [البقرة: 4؟1) فهذه كلها أسماء ضمائر؛ وإشارات وكنايات تعم كل مضمر 
ومخاطب ومشار إليه ومكنى عنهء وأمثال هذه ومع ذلك فليست أعلاماً ولكنها أقوى في الدلالة 
من الأعلام فإن الأعلام قد تفتقر إلى النعوت وهذه لا افتقار لها قال: وأما لفظة هو فهي أعرف 
عند أهل الله من الاسم الله في أصل الوضع لأنها تدل على هوية الحق التي لا يعلمها إلا هو 
وأطال في ذلك. قلت: وذكر الشيخ أيضاً في الباب التاسع والسبعين وثلاثماثة ما نصه اعلم أنه 
ثم أسماء الهيئة تطلب العالم ولا بد كالاسم الرب» والقادرء والخالق» والنافع. أو الضارء 
والمحيي؛ والمميت» والقاهرء والمعزء والمذل. ونحو ذلك وثم أسماء الهيئة لا تطلب العالم 


5ه؟ الجزء الأول من الواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكاب 


وقال في الباب الثاني والعشرين وأربعمانة : 0 أن أعياله حقيقة لله وحده وإنما أضافها إلينا 


ابتلاة واختباراً تينظر تعالى وهو العالم بما يكون قبل أن يكون هل ندعيها تقد اده | الحق 
تعاالى منالاك علينا الحجة أو نفميعها 5 مهما موقم الأدب نطير قوله تعالى : برقي 0 
كلم # [محمد: .|١١‏ فإنه تعالى إنما قال ذلك لينظر هل نضيف إليه تعالى ما أضافه 0 لمليلة عه 


جهلنا بالكيف أم نرد ظاهر ذلك ونؤوله فنقع في سوء الأدب انتهى. وقال في الياب الاك 
عش وثلاثماثة: ومن آراد أن يعرف حقيقة أن الله تعالى هو الفاعل من خلف حجاب الخلق 

فلينظر في خيال الستارة وصورها ومن هو الناطق في تلك الصور عند الصبيان الصغار 5 
بعدوا عن حجاب الستارة المضروبة بينهم وبين اللاعب بتلك الصور والناطق فيها فالأمر كذلك 
فاضبون' الغياكم والنامن أكثر هم أوتنئنك الصغار الذين فرضناهم فهناك يعرف من أين أتى 
عليهم فارع في ذلك المجلس يفرحون ويطربون والغافلون يتخذون ذلك هزواً ولعباً 


د العلماء بالل لمر 8 9 3 ريعلمون أن الله تعالى ها نتسب هذا الا عاك ١‏ لعنادة ليعلموا اث هادا العالى 
مه الله تعاني ى مثا ل هذه الصوو مع محركها وأن هذه الستارة هي حجاب سر القدر الذي لا يحوز 


لاحن كششه وأطال فى ذلك وقال شي النانه الخامس عشير وأريعمائة : مما توللك على أن أفعال 


اتعيك للد حقيقة وله جعل سه صنب ' ن قوى العبد المحبوب في حديث: كنت سمعه وبصره ويده 


ورا جله ومعلوم أن العمل ليس 0 و بجسم الإنسان عما هو جسم حساً وإنما العهنا: فيه لشو أه قما 
53 0 ع سا ل يبيد 


ف في باصن العبد إلا الرب رهذا من أسرار المعرقة وقليل من عث عليه ولذلك اذعى 
اما عي لطر ا مر ل ل شهودهم مشوى قواهم انتهى . وقال في 
اي 
© [الصف: "]. اعلم أث"للمقت: مزعات: رعافيه] اكن من يحض نوم قال .قولا وليم تصلاق 


اليباب المسعينة 3 ارتعمناقة : ف قوله تعنالي + 3 





عشت تعيلية «عتك اائله تعالى أكبر المدت إذا اطلع على ما سحي فاه من الخير 1 الفعل ولا 5 اسنها إذا 


اخ غيره قد عمل نهآ سمعة منه وأطال ياف مم فال: و شعنى الآية بلسان الإشارة : يا ايها 


اتدين امنوا من وراء حجاب لم تقولون أن الفعل لحم وما هو كذلك قإنه ١‏ لى فكيف تضيفون إلى 


انفسكه مااي * تفعلون حقيقة #إنَّ أنه حت درت 000 مَّا» [الصف: 2 1 
ات ودف دياه مو رارع لضن فرج إفيافة الأكمال أن تنه وعرلية (ه القع الى كافك 


اي 


ولكن تستروح منها نفس 1 أشتاء العالم كالغني» والعزيز. والقدوسي. وأمثال هذه الأسماء. 
قال: وما وجدنا لله تعالي اسماء ندل على ذاته خاصة من غير تعقلن معنى زائد على الذات أبداً 
فإنه ما ثم أسو إلا على أحد أمرين إما يدل على فعل وهو الذي يستدعي العالم ولا بد واما 
يدل على تنزيه وهو الذي يستروح منه صمات نقص كون تنزه الحق تعالى عنها غيا ذلك ما 
اععنانا الله فما ثم اسم علم مأ فيه سوى العلمية لله تعالى أصلاً إلا إن كان ذلك فى علمه وما 
أستاث . به في غيبه مما لم يبده تنا قال: وسبب ذلك أنه تعالى ما أظهر تتاف نا إلى لات 
عديه فمن المحال أن يكدون فيها اسم علم أصلاً. لآن الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على 








المبحث الرابع ور ون: فى أن الله تعالى خالق لأفعال العبد كما هو خالق لذواتهم باه ؟ 





م إلى الحق ويترك النزاع فيضيف الأفعال كلها إلى الله تعالى . ى الباب 00 
93 ِ ٍ آٌ نا شد ع 

والستين وثئلاثمائة: اعلم إن الو سان مجبور في عين 0 مح 
جميعء ما يظهر عنا من : الأفعال يجوز أن يفعله الحق تعالى وده لا عاديا لل 
فى الشاهد ولا ظهر إلا بأندينا إذ الأعمال أعراض والأعر اضص لا تظهر | إلا فى ججمسع وهذا إن 
كان صدقا فقد أنف أهل الله أن يصرحوا به وإنما قالوا: الأعمال لله خلقاً وللعيك مانا مقا 
انتهى . وسمعت أخي الشيخ زين , العايدين | المرصفي رحمه الله يقول ؛ مراراً: اختيار العباد غير 
مشوض لي ارا قوله تعالى : ا 1 00 ف 1 1 0 0 
عر 5 [الصسافات: 95]. لأ يقال: إن كان خالق 0 وحده قفكيف ل لأنا نقول 
الثواب والعقاب إنما هو على استعمال العبد الفعل المخلوق لا على أصل الخلق فبعاقب عليه 
لصرف الاستطاعة التي تصلح للطاعة إلى المغعصية لا على إحداث الاستطاعة انتهى . 

(وقال): الشيخ محبي الدين في باب الوصايا: أنت محل للعمل لا عامل. ولكن لولاك 
لما ظهر للعمل صورة لأنه عرض. وقال في الواقح الأنوار»: أيضاً محال من الحكيم أ 
يقول: امك نايا مقعد أو افعل يا من لا يفعلء فإن الحكمه لا تقتضيه فبقى نسية الفعل ا 
الفاعل ينبعى أن يعرف انتهى . 

(وقال): 06 الياب الخالت والعشرين وثلاثمائة : اعم | أنه ا ا لمخلورة في الأعمال 
تظهر على يديه أبداً من حيث التكوين وإنما له فيها 0 لا أثر وأكثر الناس لا يفرقون بين 
الحكم والأثرء فإن الله تعالى إذا أراد إيجاد حركة أو معن من الأمور التي لا يصح وجودها إلا 
ش عوادهأ لذنها له تقو م بنفسهأ فللا 3 من و-جود محل يظهر فيه تكوين هذا الأمر أن يوم اسه 
قفللمحل حكم 0 الايحاد لهذا الممكن وما له فية أ 0 0 ىّ ع الح لحكم والأثر إدا تصقفته 
علمت أنه لا أثر للعبد جملة واحدة فى الفعل فلماذا يقول: فعلت كذا مع أنه لا أثر له ولذلك 

: لي 0 ر 

بمقت لفسه عند الله إذا اتكشف حجابه ويتكشف له - أن ذلك الفعل الذي كان يدعيه ليس 
سو اله حين انقضى زمان التكليف قليس المراد إن الله تعالى يمشّت العبد على نسية الفعل ل 
ظهر عندنا حكمه بها فينا هو ا ا الات على 0 بهده الأسماء له 
كالسالت :لقاش بورافى الاأمتماء كذله الأشنة سمي ليضف ]لذ الجهاتة دهده الالعا ل ان 
الألفاظ لا تتصف»؛ بالحسن والقبح إلا بحكم السعبة لمعأنيها الدالة عليهاء قلا اعتبار لها مر 
حبك ذاتها ا انها سيك ب د ائدة على حروف عر كمه ونظم خاص ن يسهمى اصطلاحا أنهي . وذكر 
نف ل الياب الثامن والخمسين ه لشمسمائهة ما نقيناء أعلم أن الاسم الله بالو ضع انها 21000 ذات 


الحى تعالى عيلهاء. الذي بيده ملكوت كل, شيء وأطال فى ذلك ثم قال: فعلى أن قل اسم إأممي 





ارت ؟ الحرّء الأول من اليواقيت والجراهر فى بيان غقائد الأكاير 


فإن الت قد أضافه إليه وإنما المراد أن العيد يمقت نفسه ولو أنه بعل مستحضسرا مشيئة الله تعالى 





0 ذتلك ا لم بمقت ننسه عند الله تعالى قال تعالى : ول 4 تفلن لَمَاَىْءِ 5 عل ديك 57 





ب د أن مشاه أ ودر ريك إذا فت 1 عمو أن ددن تك اقرب 2 3 8 
[الكهف: 755. .1١4‏ فشرم المشيئة ليدفع وشوح مقت العبد نفسه وقال في الياب د والتسعي:' 
وسائة: إذا نزهت الحى تعالى عن الشريك فقيده بالشركة في الملك دون الشركة في الفعل ) 
لأجل صحة التكخليفت فإنه لولا أن ؛ للعبد شركة فى الفعل ما صح تكليفه. إذ لا بد. من شرثة 


العيد في النعل من خلف حجاب الأسباب فعلم أن من نزء ربه عن الشركة مطاقاً فإنه مقام 
0 في اناب قات والتستسية » بت أفمال النديد ميد افق سكم آله السخار أ 
الحانك ولله المثل الأعلى ونحوها: فإن الله يفعل بالواسطة وبلا واسطة قال: وبهذا القدر الذي 
هو كأنه إل تعلق الجزاء والتكليف لوجود الاختيار من اللألة ولا دليل في العقل يخرج العبيد عن 
التعل ولا جاء بذلك نص عن الشارع لا يحتدل التأويل فالأفعال كلها من المخلوقين مقّذورة لله 
تعالى وو جود أسبابها بالأصالة من 3 تعالى وليس لمخلوق فيها ال إلاهمى حيث كونه 


جسن 
# ي : عاو عد 
مويه ني: ات متهى . وقال في الباب الثامن والتسعين ومائة في قوله تعالى : 2 حلفا وم 


َعَمَلونَ # ان حسافات: 55]. ا 7 الفعل للعيد بالضمير ونقاه بالفعل الذي هو خلق كما انتفشى أبو 
ا فلم يفلهر له لفط في 4 لشرآان وأثيته ضدمير التثنية ف فى القرآن انتهى. وقال فى الباب الثامن 


والخمسين و جمسمائك حاى اسمه ثما! لى الواجد الحو أعلمي , أنه تعالى لا يصعب له يي 
للب ايجادء فإذا طلب من العبذ أمرا ولم بقع منه كان تعويقً من قبله تعالى بمشيفة لا عجرا عن 
تلفيذه مثاله طلب. من أبي جهل أن يؤمن بالله ورسوله ويما جاء به من أحدية 0 
إلى ما طليه منه فالظاهر من آبى جهل أن إبايته ما كانت إلا من حيث كونه 00-6 بواجد لما 


طلب منه والمنع إنما كان منه تعالى إذ لم يعطه 0 ولو شاه فَدكم لم4 (السل: و 


فعلم أنه تعالى لو قال للايمان 5 كن في م بى “جهل أو خاطبه با لزيمات بل واسطة لكان 
الايمان فى محل السخاطب فكونه واجداً إنما هو ا تعاقت الإرادة بكونه وما عداكن نما هى 
حضرة الوجدان انتهى. وقال في هذا الباب أيضاً في الكلام على اسمه تعالى الخائق: اعلم أن 
الخلى حُئمان: حل بتخدم الأسر الإليم في توله تعالى اطوأل 7 دلق الك 4 1 عراف: 


م اللأسماء مخ دلالته على ات الحسن تعالى بدل عابى معنى ار من نعي او إننات وه حي 
الاسشتقاق لم تقو أحدية الدلالة على الذات قرة هذا الاسم كالرحمن وغيره من الأسماء الإلهية 
الحسني وقد عصم الله تعالى هذا الاسم العلم أن يتسمى به أحد غير ذات الحق ولهذا قال. في 
مغر مار / الحيحة على من نسب الية! لويد إلى ير أله تعالى : قل سموهم فلو سمو هم ما قالوا: 
إلا بغير الاسم الله فقد علمت أن الاسم الله يدل على الذات يحكم الملابقة كالاسماء الأعلام 
على ا وأطال في دلا فتأمز هذا المحل و جررهة والله يتوللى هداك. وقال: ا 


تسو 





المبحث الرابع والعشرون: في أن الله تعالى خالل لأنمال العبد كما هو خالق لذواتهم ”1 





4 . فإنه قدمه في الذكر وحلى إيجاد وهو الذي يساوق الأمر الإلمي فيكون عين قوله: كن 
عين قبول 3 للتكوين فيكون على الأثر فالفاء جوات الأمر وهي فاء التعقيب وليس الجواب 
والتعقيب إلا في الرتبة لا في الأمر الباطن خلاف ما يتوهم من أنه لا يتككون إلا عند الأمر بقوله 
تعالى له: ؟ 000 لم يكن. والحق الذي نعتقده أنه لا افنتاح للقول كما لا افتتاح 
لمعلوم علمه تعالى ) قما حدث إلا ظهور المكوة :لالم الشهادة يحد أل كان عا في خائع ان 
لى والسلام. وقال في كتاب «لواقح الأنوار؛ لا يصح لعبد قط عصيان الإرادة الإلهية وإنما 
يعصى العبد الأمر من خلف حجاب الداعير ٠‏ إلى الله تعالى من الرسل وأتباعهم من العلماء قال 
0 نا ولا لشىء يوا ذا أردنه أن فول لك كن مث 10 [النحل: .]4٠‏ فما وقع العبد في 
تخلفه عن امتثال أمر واجتناب نهي إلا إذا كان الأمر وإلنهي على لسان الوسائط من الخلق كما 
إذا قال الرسول أو نائبه للناس : صلوا أو صوموا فقد يقع المأمور به من العبد المأمور وقد لا 
يقع وأما إذا فال الحق تعالى لعبده من غير واسطة كن مصلياً أو صائماً فإنه يقع ولا بد وتأمل 
قوله تعالى على لسان رسوله يتقة: «اقيموا الصلاة واصيروا وصابروا ورابطوا وجاهدواء ولا 
يقع هن بعضى الناس شيء من ذلك لتوقف امتثالهم على الإرادة وهي لم ترد لهم امتثال الأمر 
فكأنه تعالن خال لهم يعد اخلقوا بالفسكم من غير إرادتي وليى من قدرتهم ذلك فكان 
المتعلق بهم جسم كن لا روحها فكانت كالميتة يحرم عليهم استعمالها بخلاف ما إذا تعلق بهم 
كن الحية الذي هو الأمر الإلهى بلا واسطة فإنه يوجد عين الجهاد والرباط والصلاة وغيرها من 
أفعال العباد في حين توجه الاذث لهم وليس من شأن الأفعال أن تقوم بنفسها وإلا كانت الصلاة 
تظهر في غيٍ مصل والجهاد في غير مجاهد وذلك لا يصح فلا بد من ظهورها فيمن ظهرت عنه 
فإذا ظهر ذلك فيمن ظهرت عنه من المصلى أو المسجاهد أو نحوهما تسب القعل إلى العبد 
وعنة الوق تفال ليه عار مد أرر علد ركو لة 1ن العم مقن كان تود للضعي ار الناك 
لكان هو أولى بالجزاء ولكن لما كان ليس مدلاً لذلك جعل الله تعالى الجزاء لأقرب نسبة إلبه 
وهو العبد الذي هو الآلة قال : ولولا هذه النسبة التى جعلها الحقى تعالى للعبد لكان ذلك قد 
على الكطان بوالكتقت ومناهاة تنفد ران 0 ون بالحسن في شيء وقد أطال الشيخ 
الكلام على ذلك في البابه السادس والثمائين ومائتين. وسمعت سددي عليا اللخواصض رحمه الله 
أسماء الله اسم مرادف فط للاتساع الإلهي بل ليس في الوجود كله تكرار جملة واحدة. وقال: 
في حديث إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة قد خرج 
بذلك ما أخذناه نحن من طريق الاشتقاق على جهة المدح فإنها لا تحصى كثرة وهذه التسعة 
والتسعون أشنقا لم تقدر ا ايديا من وجة صحيح لأن الأحاديك الواردة ثيها كلها مضطرية 
لا يصح منها شيء وكل اسم مي تتتصل انام طريق اعدف فد نورده في كتاب وإن كا 
تدعو به في 00-0 إليه ذلك من الإنكتار علينا وأطال في ذلك. وقال في ألباب الثامن 
والسبعين ومائة: معنى حبنا لربنا أن اام من أجله ونبغض الأشياء من أجله؛ ليس غير 


5 الجرء الأول من اليواقبت والجواهر فى بان عقائد الأكابر 


يقول: العبد محل ظهور الأفعال كالياب الذي يحرج مله الناس ذل شن االناشن: متولدين من نشس 
الاب وانما ظهر بروزهم مع ل" عير إد الأعضاء اليا في الظاهر أبواب للحجر كات الربانية 
المستورة إذ ال> كوان : كلها سترة وهو الفاعل من خلف حجاب بهذا الستر 2 فقوم لا يشعرون بأن 
الله تعالى هو الفاعل وهم المعتزلة وقوم يشهدون ويشعرون بذلك وهم الجيرية غلب عليهم 
شهود الفعل لله وحذه ولم يتسع نظلرهم حتى يضيفوه للعبد كما أضافه الحق تعالى إليه فأخطأوا 
الشريعة وقوم لا يشهدون ويشعرون وهم الأشعرية منهم حجاب القول بالكسب عن الشهود 
وكل من هذ لاء العلوائف الغللادث على بصره غشاوة ولا تزول نهم تلك الغشاوة إلا بالكشف, 
قال: ولا ينبغي أن يقال: العبد مجبور في عين اختياره وإن كان ذلك القول صحيحاً لأن فى 
ذلك سوء أدب ويرجم إلى رائحة إقامة السجة على الح جل وعلا اه. وسبأتي بسط ذلك 
الوعيسيف عقية. وقال فِئَ نات الأسرار من «الفتوحات؟ : ما طلب الحق 0 لى من عمادهة أن 
يستعينوا به في عباداتهم وغيرها سه ليتبههم على عجزهم عن الاستقلال بالأفعال وكال الإمام 
3 و جله دون عباده 
فتقع في مهواء من التلنف ولا ترى لك من ذلك قط ذنيا فتهلك مع الهالكين وفي ذلك هدم 
للشرائع كلها! انتهى . 

(فإن قلت): مما منشأ الخلاف فى مسألة خلق الأفعال بين الفرق. 


الجديد رحمه الله تعالى يقول: «إياك أن تقف في حضرة شهود الفعل لله تعالو 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والستين: إن منشأ الخلاف بينهم كونهم لم 
يدروا لماذا يرجع ذلك التمكن الذي أعطاه الله تعالى للعبد ووجده من نفسه حال الفعل هل هو 
راجع إلى كون القدرة الحادثة لها فينا أثر في تلك العين الموجودة عن تمكننا أو عن الإرادة 
المخلوقة فينا فيكون التمكن أثر الإرادة لا أثر القدرة الحادثة فعلى ذلك ينبنى كون الإنسان 
مكلفاً لعين التمكين الذي يجذه من نفسه ولا يحقق بعقله لماذا يرجع ذلك التمكين هل هو 
لكونه قادرا أو لكونه مختاراً وإن كان على قول بعضهم هو «مجبور في اختياره ولكن بذلك 
القدر من التمكن الذي يجده من نفسه صح أن يكون مكلفاً ولهذا قال تعالى : #لا يُكلْنَ أن 
نما لامآ ناتنهًا» [الطلانى: *) فقد أعطاها أمراً وجودياً ولا يقال: أعطاها لا شيء. وقال في 
الباب الأحد وتسعين وثلائمانة فى قوله تعالى: “قل سَتَلوهم ا ل لت ا 
ره ولد سس أت 0 [الأنعال : ا | اعلم أن في هذه الآية إثبات القتل والرعمي لمن تقأه عنه 

ك لانتفاء المجانسة بينه تعالى وبيننا يقول الله عز وجلء يوم القيامة لمن ادّعى محبتد هل 
واليت لي وليا أو عناديت :بي 0 لاير وفالد قي قل سان م عن قر لفك ال 
[الأنعام 21١435‏ في هذه الآبة دليل على أن الله تعالى ما كلف عباده إلا ما يطيقوته عادة فلم 
يكلنهم بنحو الصعود إلى السماء بلا سببء ولا بالجمع بين الضدين ولو كلفهم يذلك ما كان 


2 ا 2 م 5 َ 8 1 5 5 1 وه . عع دي 
لعول: فياه جه امد 4 . وإئها كان يشو ل قله أن يعمل مايريد هنا قال وان يكن غما 





المبحث الرابع والعشرون: في أن الله تعالى خالق لأفعال العبد كما هو خالق لذواتهم 5351 


ثم إنه لم يثبت على الإثبات بإ ل أعقب الإثبات نفياً كما أعقب النفي إثباتاً يقوله : # وكرت أله 
4 وبشوله: « ولك الله زر فما أسرع ما نقى وما أسرع ما أثبت لعين واحدة وإيضاح 
ذلك أن الله تعالى قال : فاقتلوا المشركين . فأظهروا أمراً وآمرا ومأمو رأ في هذا الخطاب فلما وقع 
الامتثال و ظهر القغل بالفعل من أعيان المعحدثات.ء قال: ها نعي الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم 
فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل كما أن القتل وقع في المقتول بآلة ولم تقل 
فيها إنها القائلة بل الضازب هو القائل فكذلك الضارب بالنسبة إلينا ليس هو القائل بل هو مثل 
السيف بالنسبة إلبه هو فافهم. وقال في باب الأسرار: ما أجهل من قال: إن الله تعالى لا يفعل 

بالآلة وشو حا #قلم تفتلق 


لعاعم 


هم ونكت اله مَتَهْدْ وما وتنك إذ َك #لكرت أن 4 
[الأتغال : 10] فتراه يكفر بما هو به مؤمن هذا هو العجحب العجاب فاد سيف اله للعيدوالعيد 
والسيف اله له تعالى انتهى . وقال في الباب الخمسين : اعلم أن الح تعالى ما كلفنا إلا بعد أن 
جعل لنا قدرة نجد أثرها في نعموسنا تعجز عنها العبارة وإذا فقدت لم يكلفنا كما لم يكلف 
الاين القيام كن الطتلاة ونه القدرة هي التي أظهرها التفخ الإلهي في الإسان 000 
فلولا هذه القدرة ما توجه علينا 5006 ولا قيل خرن : قل «وإِنّاكَ شَتَمِينُ» [الفاتسة: ها 
فإن فى الاستعانة إثبات جانب من الفعل للعبد فصدقت المعتزلة ف ا الأفعال إلى العم 

ف رجه واحو ردليق التراعي وهات قن رعتانها الأفعال إئنة سكف لاقلا مدقت 
الأشعرية فى إضافتها الأفعال إلى الله خلقاً وإلى العباد كسباً من | الوجهين بدليل شم رعي رعقلي 
التهى . ركان في الباب الثاني والسبعين من «الفتوحات»: اتفق النظار كلهم على أن خلق القدرة 
اللشارفة اقمل عق السك به وعدمر ها سمت مه عتمي الجن لذ مو فلح كل اناا ممت 
اختيار لا أن له من نفسه اختياراً استقلالاً. وقال فى باب الأسرار: ما أمر الله تعالى عباده بنصره 
إلا وأعطاهم الاشتراك فى أمره فمن قال: لا قدرة لي ويعني: ار همد رد الأخيار ركان 
ع لقوق التو رسيب الو عمال :3 ومنت لحيو زر داقو النبانية الداقج واليكنييية 
وحخنمسمانة في الكلام على اسمه تعالى الخافض : اعلم أن 00 الخدضن لا يتصرف الحق 
عالن كنهة تسرف المحلاك إلا (ذا تعر إليها فإذا تول: إلدها أقيهها لبه سكام كرك لسر 

فقليس سلطان حضرة الخفض في المحدث إلا الإتيان ولو كان قرأناً فإنه حدث عندهم بإتيانه ألا 


عمل # [الأنبياء : «؟] لم يشول 2 نميه > كح تأمرنا بارينا بأمر لم نقسم لنا فعله أو تنهانا 0 





نْ 
ميء وقد قدوته علينا فهذا موضع لا يسأل عما يفعل. وقال: بلغني أن العصفور قال لروجته : 
حين راودها عن نفسها تقد بلغ بي من حبي لك أن لو قلت لي: اهدم هذه القبة على سليمان 
لهدمتها لك فأرسل سئيمان خلفه وقال: ما حملك على هذا القول 00 تعجز عنه فقال: مهلل 
يامبى أن إن المحبين إنما يتكلمون غالياً بلسان المعحبة والعشق لا بلسان العلم واتعقل» 


قحلت سليمال, 0 قول المخضاف ولم يعاقيه . 


5 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بان عقائد الأكابر 


ترى حروف الخفض هي الخافضة للأسماء مع أنها دونها في الدرجة وعلو الأسماء فيها بقول 
العبد : أعوذ بالله فالباء خافضة ومعمولها كلمة الله فهى التى تخفض الهاء من الكلمة فأثرت فيما 
هو أعلى منها الذي هو الأسماء فالعالم وإن كان في مقام الخفض في الرتبة فبعضه لبعضص 
كأدوات الشفضي فى اللسان لا يخفض المتكلم الكلمة إلا بها كذلك ما يفعنه الحى تعالى؛ 
بواسطة الأسماء الإلهية لا بد من التنزل إلى رتبة الخفض ليتصرف في أدوات الخفض ثم إن 
حروف الخففر إذا دخل بعضها على بعضضر صار المدخول عليها منها أسماء وزال عنه حكم 
الحرفية قير جع ميكدرفا بالإضافة كسائر الأسماء وأسشوا عليه البناء حتى لد يتعير عن صورنه أن 
لخافضص. أصنالة ل “يكون مخفوضاً حقيقة فهو هنا مسخفوض , المعنى عم ر مخفوض ) الصورة بما هرو 
5 من اليناء مثل ل" تعالى : لله الْدْسْرٌ من قبل وَسنْ يعد | الروم: 4] قال: وهكذا يكون 
27 في الطريق التي نحن فيها إذا أثر لع في المحدث لم يشركه أثر فيه غير أن يكون 
الخلى ظهر بصورة قعل الح تعالي ى فاتفعل الم بصورة الحق قال: ومن هذه الحضرة قال 
تعناا لى: كنت سمعه الذي يسمع ب به. وقال: 78ثا ره حَقّ يَسَمَعَ كلم لوك [العوبة : 6 لمن بطع 
ليسول قد أطاع أشْه)4 [النساء: 40] مع قوله: #إمّا عَلَ أَلرسُولٍ إلا ألبَكَم* االمائدة: 44] اه. وقال 
فى باب الأسرار: م فى الواجحود إلا أفعاله مع أنه حرم الفواحشس فسلم ولا تنأفشر ل انتهى . وكاب 
الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه 0 في قوله يغالى : انآ أصَابِكَ من حَنْدَ ون 
ألسَّ © [النساء: 09], أي : إيجاداً وإسنادا ##وَمَا أَضَابْكَ من سيد لفن نفيك 4 [النساء: 0199 يعنى: 
إستاداً لا إيجاداً. 00 قول السييد إبراهيم عليه الصلاة 0 0 مضت فهو 
تَنْفِي 4229 (الدعراء: ]6١‏ كيف لم يقل وإذا أمرضني بل أضاف المرض إلى نفسه حيث كان 
مكروها للنفس وأضاف لكي . تعنقاه إلى الله 2 محبوباً النشين وكذلك 0 قول أيوب عليه 
الصلاة والسلام: + , أدب ب د تاد رد أقِِ مسي آل رأث عم اميت + / الأسية: 
ىه ولم يقل : مستت الضصر فار حمنى بل حفظ أدب الخطاب وكذلك تأمل ة قول الخضر 
عليه الصلاة والسلام؛ #فَاردتٌ أنْ أُعببَا» [الكهف: 74] فأضاف العيب إلى نفسه لما كان العيب 
مكروهاً وانظر كيف أضاف الأمر المحبوب للنفس إلى الله تعالى في قوله تعالى: #فَارادَ رَبك أن 
(كلت): وفى هله عذر عظيم لحو يداي عمر دن الفارضي وأضرابه 1 تعزلاتهم غلا 
ينبغي إفامة موازين أهل العقول الكونية عليهم لأنهم إنما تكلموا بلسان العشق فافهم وسلم 
تسلم 8 وقال فى الياب الرابع والثمانين وماثةه كرامات الأولياء على مسمين : حسية ومعنوية. 
فالحسية للعامة والمعنوية للخاصة قال: والحسية هي مثل الكلام على الخاطر والأخبار 
بالمغيبات الماضبة والكائنة والآتية والأخدذ من الكونء والمشي على الماء؛ واختراق الهواءف 
ولي الأرس والاحتجاب عن الأبصار وإجابة الدعوة في الحال ونحو ذلك» وأما الكرامة 
المعنوية عند الخواص فهى: حنظ آداب الشريعة من فعل مكارم الأخلاق واجتناب سفسافها 


المبحث الرايع والعشرون: في أن الله تعائى خالق لافعال العبد كما هو خالق لذوائهم و 


يننا هما وتيا كرَهْمَا4 [الكيف: 6ها. 


(فإن “قبل ها السواب: عق قزل الحعتر علق العلاة والتلةم تارذ أن رليم 
رما [الكهف: ]#١‏ بنون الجمع الشاملة للعبد؟ 
(فالحواب): كما قاله انيع في الباب الحادي والثلاثين من «الفتوحات» أن قوله: أردنا 
تمده أمران. أمر إلى الخير وأمر إلى عيره 2 نر مو سى درفي مستفرل العادة فما كان من خير فى 
هذا الفعل فهو لله من حيث ضمير النون وما كان فيه من نكر في ظاهر الأمر في نظر موسى في 
ذلك الوقت كان للخضر من حيث ضمير النون فعلم أن لنون الجمع هنا وجهين لما فيها من 
الجمع وجه إلى الخيرية به أضاف الأمر إلى الله تعالى ووجه إلى العيبف به أضاف العيب إلى 
نفسه ولو أن الخطيب الذي قال: ومن يعصهما فتد غوى كان يعرف هذين الوجهين اللذين 
علمهها الحخضر ما كان تنام قال له: بش المخطيت أنت وكد جعع رسول أللّه . 80 للقيييية 
ونين ريه بيسمير ا شال : ومن يطع الله ورسوله فد ركيد ومن يعصهما ولا ضر لا للفسنك 
ولا بيهر الله شيئا 0 بطق عن 4 لخم 1 وكذلك جوع الحى تسا 0 لتلسية 0 ٠.‏ الملاتكة 
فى قوله تعالى : # إن أله وَبَلِكنَه 00 عل ألتّنَ؟ [الأعزس: +10 فتأمل يا أخى فيا ذكرناه 
لك م آدات اي مجدهم أكثر أدياً مس اسائر الحلد وقد قالوا لني بكر رضي ائله تعالى خينة ١‏ 
00 أيه 0 الطببه ام لي يووا اله الام رن الله تعالى لى ب يرا 
(قلت): الذي نراه أن السيد أبا بكر رضى الله تعالى عنه لم يقل ما قال من إسناد المرضص 
ى الله جهلاً بمقام الأدب مع الله؛ وإنما ذلك تنزرل لعقل السائل له أن يدعو له طبيها لاوا 
سس عدم شهود مقام الخليل الأعظم عليه الصسالاة والسللام» و ألله أعلم . وقال فى لباب الأحد 
وعشر ين ومائة: اعلم يا أي أن مسألة حلى الأفعال وتعقل اتا ! كشت 500 من أصعب 
المسائل قال: وقد مكنت دهري كله استشكلها ولم يفتح لى بالحق فيها على ما هو الأمر عليه 


8 ليلة تقييدي لهذا الاب في سئة ثلا'ثف وثلائين وستمائهة وكنت قبل أن يفتح علي بذلك لسر 


على تصور الفرق بين الكسب الذي يقول به قوم وبين الخلق الذي يقول به قوم وها كلت اعتقد 
الممحافهلة على أ إء الواجيات مطلقاً ف ى أوقاتها والمسار ك إلى الخير ات وإ الك الغل للناس ء. 
والحسد» والحقد لهم وطظهارة القلب 3 من كل صقة مذعومة و تحليته بالممر ملع الادامق ودر أعاة 
احشوق . الله فى للفسيك دك في الأشياء ومراعاة أنفاسه في دخولها وخروجها فيتلقاها بالأدب ويخرجها 
وعليها جلعاةه الحضور فهذه كلها هي الكرامات عناديا 35 د يداخلها مكر ولا استدراج بخالاف 
كدرامة العامة وإيضاح ذلك: أن الكرامة عند الخواص من لازمها العلم الصحيح والوفاء 
بالمعد دا وهيل اع ود درفي ل سني لشالة لك كد الالو اميف ابدنا سوط ترق 
اتمو كك انها 0 ذالك الدار الآخرة وأطال فى ذلك. وقال فى الباب الخامس والثمانين 








5 الجرزء الأول من اليواقيت والجراهر في بيان عقائد الأكابر 


إلا الخبر المحض والآن قد عرفت تحقيق هذه المسألة على القطع الذي لا أشك فيه وعرفت 
الفرق بين المذاهب الثلاثة فيها وذلك أن الحق تعالى أوقفني بكشف بصيرتي على المخلوق 
الأول الذي لم يتقدمه مخلوق إذ لم يكن ثم إلا الله وحدهء وقال لي ىا الظر عر هنا الت يررك 
اللبس والحيرة قلت : لا يا رب؛ فقال لي: هكذا جميع ما تراه من المحدثات ما لأخل فيه أثر 
ولا شىء من اللخلق كأنا الذي أخلق الأشياء عند الأسباب لا بالأسباب فتتكون عن أمري خلقت 
النفخ في عيسى وخلقت التكوين في الطائر قلت له: يا رب فنفسك إذن خاطبت بقولك: افعل 
ولا تفعل فقال لي : إذا طالعتك بشيء من علمي فالزم الأدب ولا تحاقق فإن الحضرة لا تقبل 
المحائقة فقّلت له: يا رب وهذا عين ما نحن فيه ومن يحاقق ومن يتأدب إلا أن خلقت الأدب 
والمحاققة فإن خحلقت المحاققة فلا بد من وقوعها وإن للقت الأدبف قلا بد من وجوده قال: 
هو ذاك فاسمع وانصت. قلت: ذلك لك يا ربء أخلىق | السمع حنى أسمع والإنصات حتى 
أنصت وما يخاطبك الآن سوى ما خلقت وحدك فال لى: ما أخلق إلا ما علمت وما علمت 
إلا ما'هو المعلوم عليه نين تعلق يه غلمي فى الأزل ولي الحجة البالغة التهى.. وسيأتي إيضاخ 
ذلك في المبحث بعده إن شاء الله تعالى فتأمل يا أخي في هذه النقول ولكن مع اجتناب جميع 
ما يسخط الله عز وجل فإن القلب المظلم من لازمه الاستشكال في الأمور الواضحة فضلا عن 
مثل هذه المسألة وقد قال الإمام الغزالي رحمه الله: هذه مسألة لا يزول إشكالها في الدنيا وهو 
معذور في قوله: والله تعالى أعلم. 

(خائمة): إن قيل: ما المراد بإضافة الخلق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام؛ مع أن 
لقنن ل كله عد مستا رق باثذاك ود تدان تارق أن لااكلى ريسن على الف 1 

(فالجواب): ات 0 أن العظليم بأن خلق عيسى عليه الصلاة و ٠‏ للطير إنما 
كان بإذن الله تعالى فكان عيسى فى ذلك كالملك الذي يصور 0 تاذ الله. فكان 
حالقه عليه الصلاة و0 للطير من جملة العادة التي ينقرب بها إلى الله تعالى لإذنه تعالى له 
في ذلك قال تعالى: ار 1 لذن يدعو من دون 5 روف مادا خَلَقَا م ل من الأرض 6 [قاطر: 
]. قاكت : الشيخ محيي الدين .لي اليا السابع والثلاثيم: ن وثلاثمائة في تعسير هده الآبة : اعلم أن 








وماثة: اعلم أن ميزان الشرع الموضوعة في الأرض هي ما بأيدي العلماء من الشريعة فمهما 
حرج ولي عن فيزاك الشاعم المذكور مع وجود عمل التكليف أنكرنا عليه ذلك فإن غلب عليه 


الحال سلم له حاله ما لم يعارض نصاً أو إجماعاًء وأما مخالفته لما طريقهم الفهم فلا قال: 





فإن هر بأهر يو يا 210 شي ظطاهر الشرع ايت عيك الحاكم أقدمت عليه الحدوت ولا بك ١‏ ولا 
يعصمه من إقامة احد احتمال أن يكون كأهل بد., لأن المؤاخذة إنما سقطت عن أهل بذر في 
الدار الأحاة ومن قيال له: افعل عا شتت فقد غفرت لك يقتضى أن ذلك الفعل ذنب ولذلك 


:1 - 1 1 ا 


ره عفر نت لاك مان اممعلت عدات ا امعان د فعلى أن قافر ى الذي شيم الحد على هذا 


المبحث الرابع والعشرون: في أن الله تعالى خالق لأفعال العبد كما هو خالق لذواتهم 1 


لفظة ما عامة لأنها لفظة تطلق على كل شىء ممن يعقّل ومما لا يعقل كذا قال سيبويه وهو 
المرجوع إليه في هذا الفن:فإن عضن المتحلين للفن يقولون+ إن لفظة ما تخقص بما لآ يعقل 
ولفظة من تختص بمن يعقل وهو قول غير محرر فقد رأينا في كلام العرب جمع ما لا يعقل 
جمع من يعقل وإطلاق ما على ما يعقل كهذه الآبة فدخل عيسى في هذا الخطاب وإن كان 
يعقل لأنه لا يقدر يخلق شيئاً استقلالاًء قال: وقول سيبويه أولى والسلام. وتقدم قوله تعالى 
للشيخ قبيل الخاتمة خلقت النفخ في عيسى وخلقت التكوين في الطائر إلى آخره وهذا أمر لا 
إشكال فيه والله تعالى أعلم . 

(فإن قيل): فإذا أعطى الحق تعالى بعض خواصه في هذه الدار حرف كن هل يتصرف 
بها أم الأدب تركه؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع والسبعين وماثئة: إن من أدب أهل الله 
تعالى إذا أعطاهم الله تعالى التصرف بلفظة كن في هذه الدار لا يتصرفون بها لأن محلها الدار 
الاخرة ولكنهم جعلوا مكان تفظة كن بسم الله ليكون التكوين لله تعالى ظاهرا كما هو له تعالى 
باطنا . 

(فإن قيل): إن رسول الله يل أكثر الخلق أدبا وقد استعملها في , بعض الغزوات. 
(قالجواب): إنما استعملها مَل فى غزوة تبوك بحضرة أصحابه بياناً للجواز ولأنه كان مأذوناً 
مدق ليان المعطزات وهل المسالة بع فنتينا كانه كلق .دكن انكر كان آنا ذل رفاك 
لصي الجل فوسينا كان عن 

(فإن قلت): فهل يصح 0 أنه يخلق إنساناً بإذن الله تعالى أم غاية أمر الخلق 
أن يخلقوا الطير كما وقم لعيسى عليه الصلاة والسلامء في خلقه الخفاش؟ 

(فالجحواب»: أن هذا السؤال أورده الشيخ محيي الدين في الباب الخامس والثلاثين 
وثلاثمائة ولفظه : إذا خلق الإنسان بإذن الله تعالى إنساناً لو فرضص فهل هو إنسان أو حيوان في 
صورة جسم إنسان لأن الله تعالى أعجر الخلق كلهم أن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له فضلاً عن 


الشخص مأجور. وهي بعينها واقعة الحلاج وأطال في ذلك وقال في الباب السادس والثمانين 
ومائة: لا يكون خرق العادة إلا لمن خرق العادة فى ترك شهوات نفسه وأما من خرقت له 
العادة لا عن , استقامة فهو مكر واستدراج من حيث لا يشعر قال: وهذا هو الكيد المتين قال : 
واعلم أن خرق العوائد على وجوه منها: ما يكون عن قوى نفسية فإِنْ أجرام !١‏ لعالم لم تتفعل 
للهمم النفسية ومنها ما يكون عن حيل طبيعية كالفطريات وغيرها وبابها معلوم عند العلماء بها 
ومنها ما يكون عن نظم وحرف بطوالع وذلك لأهل الرصد ومنها ما يكون بأسماء يتلفظ بها 
ذاكرها فيظهر عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة في عين الرائي لآ في نفس | الأمر وهذه كلها 


كك" الجرء الأول من اليواقيت والجوامر في بيان عقائد الأكابر 


صورة إنسان التي كناكم الصور ولكن قد ذكر لنا في الفلاحة النبطية أن بعض العلماء بعلم 
الطبيعة كونْ من 0 الإنساني بتعفين خاص على وزن مخصوص من الزمان والمكان إنساناً 
بالمتورة الأدمية وأقام تسبة :يفت عبنه.ويهلتها ولا يتكلم ولا يزيل علي ما يتغذى به شيئأ فعاش 
سنة ومات قال الشيخ فلا أدرى بي أكان إنساناً حكمه حكم أخرس أو كان حيواناً في صورة 
اسان انتهى والله قار أعلم . 


الميحث الخامس والعشرون: في ببان أن لس تعالى الحجة 
البالقة على العباد مع كونه خالقاً لأعمالهم 

فلو قدر أن عبداً قال: يا رب كيف تؤاخذني بما قدرته على قبل أن أخلق لقال له الحق 
تعالى : وهل تعلق عله مع لعلمي ولا لمعلومي. قال تعالى : 
تبون و لت اليرت م وَأَلصَّينَ # [محمد: .181١‏ فأتى ع هذه الاية لاقامة الحيجة 
على عباده مع أنه تعالى عالم بجميع 0 قبل كونه لثبوت ذلك في علمه تعالى 
ولكنن ما كل أحد يبلغ إلى ذوق هذا العلم الحجج إنما تقام في الأصل على المحجوبين لا على 
أهل الكشف لعدم نزاعهم للحق تعالى في شيء أضافه الحق تعالى إليه أو إليهم فيجب على 
الما يكيم الحجة ل علي لفمه ايدان حتى مرق «للك يقبا كتين أنه عر | 
إلا ما كان هو عليه في العلم | الإلهي فما فعل تعالى بالعبد إلا ما كان فى علمه تعالى وما فوق 
إقامة الحجة هو مورضع #لا يِل د سل 539 تتتلويت 4 لاني 188 ْ 

(فإن قبل): فما وجه كونهم يُسُألون دون تعالى؟ 

(فالجواب): إنما انوا يُسْانون لأنه تعالى إذا أطلعهم عند السؤال على شهود الحالة التي 
كانوا عليها في علمه تعالى الذي لا افتتاح له تحققوا حينئطذ أن علمه تعالى ما تعلق بهم إلا 
بحسب ماهم عليه وأنه تعالى ما حكم فيهم إلا بما كانوا عليه أنه خالى بالاختيار لا بالذات 
فافهم. وإياك والغلط وقد حكى عبد الله بن سلام شكا نبي من الأنبياء بعض ما أصابه من 
المكروه إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه كم تشكوني ولست بأهل ذم هكذا بدأ شأنك في 
تحت قدرة المخلوق بجعل الله وليس صاحبها عند الله بمكان وإنما ذلك بفعل خاصية ما ذكرنا 
كالدواء المسهل يفعل يخاصيعه وليس هو عند الله يمكان وقال في إلباب السابع والثمانين 
ومائة: اختلف الناس فيما كان معجزة لنبي هل يجوز أن يكون كرامة لولي» فالجمهور أجازوا 
ذلك إلا الأستاذ أبا إسحاق الاسفرايني فإنه منع من ذلك قال: وهو الصحيح عندنا إلا أنا 
0 أمرأ تم يذكره الأستاذ وهو أن نقول: إلا إن أقام الولي بذلك الأمر المعجز على تصديق 

لنبي لا على جهة الكرامة فهو واقع عندنا بل قد شاهدناه فيظهر على الولي ما كان معجزة لنبي 

لى ما قلناه ولو تنبه لذلك الأستا ستاذ لقال به ولم ينكره فإنه ما خرج عن بابه قال : وهذا الذي 








لمبحث الخامس والعشرون: فى بيان أن لله تعالى الحجة البالغة على العباد 1 ؟ 


علم الغيب أفتريد أن أعيد الدنيا من أجلك وأبدل اللوح بسببك إلى آنخر ما ورد فعلم أن كل من 
أطلعه الله تعالى على هذا المشهد صار يعترف بحجة الله تعالى البالغة عليه من ذات نفسه ويقيم 
الحجة على نفسه كشفاً ويقيناً وقد أطال الشيخ محيي الدين في الجواب ثم قال: وأكثر الناس 
لا يعلمون وجه هذه الحجة بل يأحذونها على وجه الإيمان والتسليم ونحن وأمثالنا نأخذها عيانا 
ونعلم مرفعها ومن أين أتى يها الحق تعالى واعلم أن من علامة من يأخذ الحجة على وجه 
الإيمان أن لا يتخيل الحجة عليه على وجهها بل لسان حاله يقول: لو أن الحق تعالى مكننى 
بن الالحيات حين ربالض عو تلاك اقلت لنذدياا ري انك تعلكد بي ذلك ولكتك لاعسال غم 
تفعل ومثل هذا الكلام لا يقع إلا من جاهل بأحكام الله تعالى بل لله الحجة البالغة عليه مطلقا 
وكيف يليق بعبد أن يقول لسيده: لا حجة لك علئ ولو بقلبه فتأمل في ذلك وقد قال الشيخ في 
الباب السابع والخمسين وأربعمائة في تفسير قوله تعالى: طقل قم لَلْدُمَةُ الْبدِمَةُ» [الأنعام: 
114 


(فإن قيل): ما وجه كون حجة الله تعالى على العبد بالغة؟ 


(فالجواب): وجه ذلك كون العلم تابعاً للمعلوم وتميز الح تعالى إنما هو برتبة الفاعلية 
إذ الخلق كلهم مفعوله تعالى فما قال المعلوم شيئاً من الأمور إلا وهو محكوم عليه بأنه يقوله: 
وكان لسان الحق تعالى يقول للعبد المجادل ما تعلق علمى بك حال علمك الشخصى وأنت فى 
عالم الغيب عن هذا العالم إلا على ما أنت عليه فإني ما أبرزتك إلى الوجود إلا على قدر ما 
قبلده دادلك فيعرف العيد حيلئد أن ذلك هو الحق وهناك تند حضص حجج الخلق أجمعين من 
جميع المنازعين ولا يخفى أن كل واحد لله تعالى عليه الحجة ما هي عين ما يقام على عبد اخر 
جملة واحدة وبتلك الحجة يظهر بها تعالى على عباده قال تعالى: #إوهو القاهر». يعنى: 
بالحجة هوق عبايوء وهو كيم لَلبِيرٌ # [الأنعام: ]18١‏ أي: حيث يظهر على كل صنف صنف بما 
تقوم به الحجة لله تعالى عليه فلولا إطلاق التكليف ما كان خصماً ولا عمل لنا معه مجلس 
حكم ولا ناظرنا تعالى وهذا من جملة اتصاف الحق تعالى عباده ليطلب متهم النصف انتهى . 
فليتأمل ويحرر ما فيه فإنه منزع دقيق وقال في الباب الثامن والسبعين ومائة في قوله تعالى: #ثُل 
ذهب إليه الأستاذ هو الذي يعطيه النظر العقلي إلا أن يقول الرسول في وقت تحديه بالمنع في 
الوقت خاصة فإنه جائز أن يقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء زماته الذي اشترطه وأما إن 
أطلته فلا سبيل إلى ما قال له الأستاذ انتهى. وقال في الباب الثامن والثمانين ومائة في حديث 
«إن رؤيا المسلم على رجل طائر ما لم يحدث بهاء فإذا حدث بها وقمت». اعلم أن لله تعالى 
ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح وهو دون السماء الدنيا بيده صور الأجساد التي يدرك النائم فيها 
نفسه وغيرهء وصور ما يحدث من تلك الصور من الأكون فإذا نام الإنسان أو كان صاحب 
غيبة؛ أو فناء» أو قوة إدراك لا تحجبه المحسوسات فى يقظته عن إدراك ما بيد هذا الملكث من 


للم الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


َه لَلبْبَةُ البِمَةٌ [الأنعام: 144]. اعلم أن هذه الآية دليلاً على أنه تعالى ما كلف عباده إلا ما 
عور اه دل اي ا بلا سبب ولا بشهود الجمع بين الضدين ولو 
5ب ا 0 
كما قال 5لا يال عما' شما ل يعني في أصل , القسمة الأزلية فهذا موضع يُسأل عما يقعل لفقد من 
كان هناك يسأل الحق تعالى انتهى . وسيأتي أوائل المبحث التاسع والعشرين نظم بديع ليعض. 
اليهود في تعسوير وجه مخالفة العيد للقدر رة الالهية وإئما ال مق فراجعه. وقال الشيخ 
في باب الأسسرار: باه ملسريةاس ا ل حا الي كلم ادك امون لكي سكيد "١‏ 
تنفع صاحبها ولا تعصم جانبها ومع كونها ما نفعت سمعت وقيل بها إن عدل الشرع من مذهبها 
فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولكن أكثر الناس لا يشعرون ومثل هذه المسألة لا يكرن 
إلا جهاراً ولا يتكلم بها إلا إشعاراً مع أنه لو جهر بها لكانت علماً ونفخت فيهما وأورثت في 
النؤاد كلما دونه تجز القمم لما تؤدي إليه من درس الطريق الأهم الذي عليه جمع 00 
كان كل دابة هو أَخذ بناصيتها فافهم؛. فصح قوله تعالى: #إنَّ أَنّهَ لا يليم ألنَّاسَ سكا ولك 
آلنَاسَ أَشَْيْْ يَظلِمُونَ )© إبرنس: 44]. ا ا ل لأهله فإنه من 0 
سر 0 والكتاب يقع ع في يد أهله وغير أهله والله تعالى 2 . وقال الخ اي كتاب الواقح 
الأنوار»: تو أن عبدأً قال لربه: يا رب كيف تؤاخذنى على أمر قدرته على قبل أن أخلق لقال له 
لبعد تثالى آنا اهنا العدريان اذاي فلا بسع إلا اقول نعو ريا وب أن قجل لجزيا 
أقدارك فإذا قال العبد ذلك قال له الحق : فإذن قد ذهب اعتراضك على فإن شئت جعلتك محلا 
للثواب وإن شئت جعلتك مصلا للعماب والعذاب» وإن قال العبد مذهب المعتزلة قلنا له: 
فحينئل يقام عليك ميزان المدل في قوله تعالى : #لَها ما كُسَيّتٌ وَعَلَهَا ما أكْسَيْتٌ © |البقرة: 141] 
اتتهى . فقد قامت حبجة الله تعالى على جميع الطوائف 


(قلت): وقد بلغنا أن إبليس قال: يا رب كيف تقدر على عدم السجود لأآدم ثم تؤاخذني 
به فقال جل وعلا متى علمت إني قدرت عليك الإباية عن السجود بعد وقوع الإباية منك أو 
قبلها فقال: بعدها فقال له الحق تعالى وبذلك اخذتك فسر القدر .حكمه حكم مكيدة الفخ الذي 


الصور فيدرك هذا الشخص بقوته في يقظته ما يدركه النائم في نومه وذلك أن اللطيفة الإنسانية 
تنتقل بقواها م حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها الذي محله مقدم الدماغ 
فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عن الإذن الإلهي ما يشاء الحق 
أن يريه لهذا النائم» أي الغائب» أو الفاني من إدراك المعاني ستحسدكه ونجر ذلكء» فيرىق الحق 
في صورة وأطال في ذلك. ثم قال: فعلم أن كل من عبر الرؤيا لا يعيرها حتى يصورها في 
خياله فتنتقل تلك الصورة عن المحل الذي كانت فيه حديث نفس أو تحزيئاً من شيطان إلى 
خيال العابر لها ثم إن الله تعالى إذا أراد أن يري أحداً رؤيا جعل لصاحبها فيما راه حظا من 





المبحث اللخامس والعشرون: في بيان أن لله تعالى الحجة البالغة على العباد 558 


ينص للطير وهو اللولب المدفون فى التراب وحكلم اختيار العيذ حكّم الحبة الظاهرة على وجه 
الأرعن فبرى الطين لا يرئ المكيناة ولا ييعذي له وإنما يري البحة فقط افيلتقطها فيكون فيها 
هلاكه ولو أنه عرف المكيدة ما لقط الحية أبد فهكذا ابن أدم لا يمع في معصية إلا هو غافل عن 
شهود المكيدة والمؤاخذة ثم إذا وقع ندم واستغفر والله يحب التوابين وبالجملة فإذا كان نفس 
إبليس وقع ولم يدر بذلك الأمر الذي كان فيه هلاكه إلا بعد الوقوع فكيف بغيره. وكذلك بلغنا 
أن إبليس سأل في الاجتماع برسول الله ي؛ فأذن له يلء بشرط أن يصدقه وحفت به 
الملائكة وهو في حال الزلة والصغار بين يدي النبي يي فقال: يا محمد إن الله -خلقك للهداية 
رقا مد 1 وخلقني, للغواية وما بيدي من الغواية لنفسي ولا لغيري شيء وأنزل الله 
تصديق ذلك #إِنَكٌ لا تَبَرى من لحرت ولك أَمَ يبيى من متذ4 [القصص : 150 والله تعالى أعلم 
وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: إياك أن تحتج بأن إبليس أوقعك في المعصية 
من غير هيل منك سابق . فإن الله تعالى ه قد حكى عن إبليس أنه يتبرأ في خطبته في الثار ممم 
أطاعه في دار الدنيا وذلك موضم يصدق فيه الكذرب ويبين في تلك اللخطبة جهل أهل 
المعاصي ويقول في أخرها: فلا تلوموني ولوموا أنفسكم فإني ما أغويتكم بوسوستي إلا بعد أن 
منتم بنفوسكم إلى فعل ما نهاكم الله تعالى عنه وما كان لي عليكم من سلطان قبل أن تميلوا فلا 
تلوموني ولوموا أنفسكم من حيث ملتم قبل وسوستي فإن نفسكم كلسان الميزان الذي في الفك 
وأنا واقف تجاهكم على الدوام فما دام لسان الميزان في فكها لم يخرج فأنتم محفوظون مني 
فإذا خرسم لسان !١‏ لميزان إلى جانب معصية حبث» فنفذت إرادتكم بالوقوع ع فأنا تبع لكم وهناك 
تلدلاحخضر حبجة العبيد الدين أطاعوا إبليس لقيام حجته عليهم وتصديقهم له في ذلك المو ضع 
ويتضح لهم أن إبليس لم يوقعهم في ذلك مستقلا وإنما أوقعهم نفوسهم فيصيرون يقيمون 
الحجة لإبليس عليهم كما أقاموا الحجة عليهم بالنظر للأقدار الإلهية وأكثر من ذلك لا يقال. 
قلت: فحاصل هذا المبحث أن العبد هو الذي ظلم نفسه تصديقاً لقوله تعالى: #وَما ننه 
ولك كما وا اشيم يَظْيِمُونَ* [النحل: ]١١6‏ . فإنه تعالى لا يخبر إلا بالواقع ولما علم أهل الله 

تعالى ذلك طلبوا وجهاً حقيقياً يقيمون به الحجة لله تعالى على أنفسهم فنظروا بالكشف 


الشير والشر بحسب ما تقتضيه رؤياهء فيصور الله تعالى ذلك الحظ طائراً وهو ملك فى صورة 
طائر كما يخلق من الأعمال صوراً ملكية روحائية جسدية برزخية قال: وإنما جعلها في صورء 
طائل انه يقال "طان هه بهذا والطائر السظ قال حال > #ابلواق 2ك # لين ٠:18:‏ أي: 
حظكم. ونصيبكم معكم من الخيرء والشرء وتجعل الرؤيا معلقة برجل هذا الطائر وهي عين 
لطائر فإذا عبرت سقطت لما عبرت له وعندما تسقط ينعدم الطائر لأنه عين الرؤيا فينعدم 
لسقوطها وتتصور في عالم الحس يحسب الحال التي تخرج عليه تلك الرؤيا قترجع صورة 
الرؤيا عين الحال لا غير فتلك الحال إما عرض أو جوهر وإما نسبة من ولاية أو غيرها هي عين 











ا" الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الصحيح فرأوا جميع أفعالهم هي معلوم علم الله تعالى: وكما لا افتتاح لعلى الله تعالى كذلك لا 
افتتاح لمعلومه وإذا كان لا اقتتاح لمعلومه فالحق تعالى لم 0 شيئا ولعل الج تو اطلعوا 
على هذا الوجه الذي قررناء ما وقعوا في نه لهم: إن العبد يخلق افعال نفسه فإنهم رأوا بعقولهم 
أنهم إذا جعلوا الفعل لله وحده خلقاً نم عاقبهم عليه كان ذلك غير العدل فلما خافوا من إضافة 
ذلك إلى الحق قالوا: جعلنا أن العبد يخلق أفعال نفسه أخف من نسبة الظلم إلى الحق من باب 
الإضافة والمجاز لا من باب الحقيقة فإن مثل الإمام الرمخشري لا يعتثد أنه يخلقى أفعال نفسه 
ايده أبداً بل اليهود تفسمهم لك يعتقدون ذلك ثم إن القول في جراء اللأعمال يوم القيامة كالقول 
في الأعمال نفسه فلو قال قائل لله: لم تعذبني على ما ليس من لخلقي لقال له الحق تعالى: 
وهل تعلق علمي بك إلا معاقباً على أعمالك . فلا بسع العبد إلا أن يقول: نعم ما تعلق علمك 
بي إلا معاقباً وهناك يقيم العبد الحجة على نفسه يفيناً وكشفاً وهذا المنزع الذي ذكرته لم أر له 
ذائقاً من لهل عصري وغاية أمرهم أن آحدهم يقيم الحجة على نفسه أدبا فقط من باب قولهم لا 
بد تقدر أن تعصها قبلهاء فهو يقيم الحجة على ربه بتلبه كما هو مذهب الجيرية وربما يستشهد 
تشول الشاعر : 
العنادفن اسم يونا وكا لبه إياك إياك أن تبتل ب الماء 

ومئل هذا البيت لا يجوز عندنا التعوه به لما فيه من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى» 
فعلم أن الجبرية وغيرهم ما وقعوا فيما رقعواأ فيه إلا من شهودهم وجه حدوث العبد وكونه 
مخلوقا ولو أنهم شهدرا الوجه الآآخر وهو كونه قديماً في العلم الإلهي لأقاموا الحجة لله عملى 
نفوسهم فليتأمل فإنه محل يتغلت من الذهن والله تعالى أعلم. 

الميحث السادس والعشرون: 
في بدان أن أحدا من الإئس والحن لا يخرج عن التكليف 
مأ دام عقله ثايتا ولو بلغ أقصى درجات القرب على ما سياتي ببانه 
اعلم يا أخى أن من المحال رفع التحجير عن كل عاقل ما بقيت الدنيا ولولا ذلك لكات 


توراه تلك الرؤيا وذلك الطائر ومنه حلفت وان" بد هه خلق أدم من تراب وتحن من ماء مهمن 
وأطال في ذلك ثم قال: وإنما كان يي إذا أصبح يقول لأصحابه: «هل رأى أحد منكم 
رؤيأ». لأن الرؤيا من أجزاء النبوة لأنها مبتدأ الوحى فكان يقة. يحب أن يشهدها فى أمته 
والئاس في غاية الجهل بهذه المرتبة التي كان 5 يعتني بها ويسأل كل يوم عنها والجهلاء في 
هذا الزمان إذا سمعوا بأمر وقع في النوم أو في الغيبة أو الفناء لم يرفعوا به رأسأ وقالوا 
بالمنامات : يريد هؤلاء أن يدركوا مدارك الصالحين ويستهزئون بالرائى إذا اعتمد عليها وهذا 


جهل بمقامها قال: واعلم أن محل الرؤيا النشأة العنصرية فليس للملك رؤيا وذلك لأن مكان 





البحث النادس., والعشرود: في بيات أن أعورا من الإنس والجن لا يخرج عن التكايات اا 


كل من ارتفع حجابه يرتفع عنه التحجير لأنه حينئذٍ لا يرى فاعلاً إلا الحق وحده ولا قائل 
بذلك من أهل السنة والجماعة؛ وقول بعض العارفين: أن السالك يصل إلى مقام يرتفع عذه 
المكلفتة مواف عيذ العامت ذهات كلقة العادة وا بصي يمل متي نان ريه 07د تمل ما كانت 
نفسه تتصعب لفعله قبل ذلك وقد مكثت أنا فى هذا المقام ل لي العيادات ثم كشف 
لى عن نقص ذالك المقام لما يصاحيه من ريق النفس غتيت منه وصات لا أنوي بعبادة إلا 
تحتف وعلفة كان كامل بجعلا ولك لماهها .من الآدات والنقاهة الذي كلقناننها نيهاء ركيت 
نبل ذلك لا أتكلف لها كما لا أتكلف لعغروج التفس من الغي ودخوله وذلك أني رأيث ألله عز 
وجل يقول لمحمد يك عإفإذًا معت فأَنصْب فك [الشرح: ؟] أي إذا فرغت من عمل متعبف 
فانصب فى عمل آخر أي: متعب وهذا أمر لا يذوقه إلا من سدلك الطريق فأين الراحة من 
لكاي باس اطالنو 3 با لقال لالد قدا لى ل ع اتليس واعقويياا انق اذه طناك الام 
للايقدلن الشعلوات الكسي: الابمكة ولي من لا يعبليها إلا بحي لمعيس ومني يا 
يصليها إلا بالمدينة المشرفة ومنهم عن لا بصليها إلا بجبل #ق ومهم من لا يصليها إلا في 
جه ارين و لاايسليها شرت بيك تدر ومني من لا يصليها إلا على جبل المقطم 
السشرف على بحر السويس فريما أن الناس بمثل ذلك الفقير ويقولون: إنه تارك للصلاة وهى 
حمطأ ولأهل هذا المقام أسارات يتميزون بها على من يترك الصلاة تهاوناً أو كسلا وقد قال لي 
مرة سيدي عبد العاد ر الدشطوطي: ولم تقول أهل مصر عبد القادر ما يصلي شيناً ونحن والله 
لا نقطم الصلاة ولكن لنا أماكن نصلي فيها فقلت ذلك لسيدي محمد بن عنان رضي الله تعالى 
عنه فقال: صدق الشيخ عبد القادر له أماكن يصلي فيها. ْ 


(وأخيرني) : الشيخ محمد أيفاً: 01 سيدق إبراع الم 2 ع ما رثني , قطذ يصلي الظلهر في 
صر أبدا حتى كان بعفى الناس يقول: كِأن إلله لم يفرضر الظهر على إن رأشيم والحال انه كان 
يصليه في الجامع الأبيض برملة لد. 


(وكذلك): كان سيدي علي الخواص» فكان يصلي في الجامع المذكور الظهر دائماً 
وسمعت الشيخ بدر الدين المنشاوي رحمه الله بقول له: بأ شيخ الظهر فرض عليك فيسكت 
الشنيك :. 
بخ 
الرؤيا ما تحت مقعر ذلك القمر خاصة لو قدر أن شخصاً خرج من مكان الرؤيا لا يرت بعد 
ذلك رؤيا لأنه لا يقوم به صفة النوم وأطال في ذلك. 
(قلت): ذكر الشيخ شروطا فيمن يرى رسول الله يل في الباب التاسع عشر وأربعمائة 


ركذلك فى اأياب الخامس والثاد نين وتلائمائة واليا الى ربعي وخمسماثة . مما له تعلق نرق بد ألنْه 


ورؤيه ل ا وذكر فى الرؤيا والمبشرات. وأن الرؤيا أعم والمبشرات أخص فإن الإنسان 
قد يرى ما يحدث به نفسه وما يلعب به الشيطان أو يحزنه ولو نم يكن ذلك أثر فيمن رأها 





ا الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 

(وأخبرني) الشيخ يوسف الكردي : أنه صلى مع سيدي إبراهيم الظهر في الجامع الأبيض 
مراراً قال: ورأيت الذي يؤم فيهء وهو شاب أمرد نحيف البدن أصفر اللون كأن لونه الزعفران 
التهى. وقد حضرت أنا صلاة الظهر عند سيدي عبد القادر الدشطوطي رحمه الله فلما سمع 
الآأذان اضطجع وقال: غطونى بالملاءة فغطيناه بها فلم نجد تحت الملاءة أحداً ثم جاء بعد نحو 
خمس عشرة درجة وكان سيدى على الخواص رحمه الله يغلق باب حانوته بعد أذان الظهر 
ساعة ثم يفتحه ففتحوا عليه مرة قلم يجدوه. وبالجملة فأرباب الأحوال ينبغي التسليم لهم وأما 
العارفون الذين هم قدوة للناس يجب عليهم حفظ ظاهرهم وإلا عدم الناس بهم النفع» فعلم أن 
الله تعالى لا يحرم شيئاً أو يوجبه على ألسنة رسله دم يبيحه لأحد من أوليائه أبدأً لأن الله تعالى 
الرسل ونبينا آخر الرسل وليس لشرعنا ناس وقد ذكر الشيخ محيي الدين أنه لا يجوز لولي قط 
المبادرة إلى فعل معصية اطلع من طريق كشفه على تقديرها عليه كما أنه لا يجوز لمن كشف له 
أنه يمرض في اليوم الفلاني من رمضان أن يبادر نلفطر في ذلك اليوم بل يجب عليه الصبر حتى 
يتلبس بالمرض لأن الله تعالى ما شرع له الفطر إلا مع التلبس بالمرض أو غيره من الأعذار 
نال: وهذا مذدينا ومذهبف المحققين من أهل الله عرز وجل , 

(فإن قيل): فإذا اطلع الولي على أن الله لا يؤاخذه على ذلك الذنب هل له الإقدام عليه؟ 

(فالجواب): لا يجوز له على أن الاطلاع على عدم المؤاخذة ليس بواقع أصلاً وإن كان 
ذلك جائزا عقلا ذكره الشيخ في باب أسرار الصوم من «الفتوحات». ويؤيد ما ذكرناه من بقاء 
اطلع على اهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم فإنه لم يقل قد أبحت كم وإنما 
قال: فقد غفرت لككم يعني : ذلك الذنب فأيماه على تحريمه والمغفرة لا ترد إلا على ذنب 
فافهم. وقد سئل القاسم الجنيد رضي الله عنه عن قوم يقولون: بإسقاط التكاليف ويزعمون أن 
لنفسه أو رؤيت له ما أثبت الشارع لذلك الخوف من بلاء وهو أمر صاحب الرؤيا المفزعة أن 
يتفل عن يساره ثلاثاً ويستعيذ بالله من شر ما رأى فإنها لا تضره ثم يتحول عن شقه الذي كان 
نائماً عليه حين الرؤيا إلى شقه الآخر فإنها تتحول بتحوله ولا تضره وذلك كما يحول الانسان 
رداءه في الاستقاء فيحول الله حالة الجدب بالخصب والله أعلم وقال في الباب الثامن والتسعين 
ومائة فى حديث: 'إنْ نسى الرحمن يأتينى من قبل اليمن1. المراد بالنفس هو العماء الذي هو 
البخار المسمى بالحق المخلوق به السموات والأرض وما بيئهما وليس هو الهواء ولهذا 
قال كل في صفة العماء الذي كان الحىّ تعالى فيه من غير حلول قبل أن يخلى الخلق: «ليس 
لحته هواء وليس شوقه هواءا. يعنى : أن له صقة الفوق: والتحت.» أما الفوق فمن كوت الحق 


المبحث السادس والعشرون: فى بيان أن أحداً من الإنس والجن لا يخرج عن التكليف ا 








الوصول ولكن إلى سقر والذي يسرق ويزني لخير ممن يعتقد ذ ك ولو أني بقيت ألف عام ما 
نقصت من أورادي شيئا إلا يعذر شرعي انتهى . وقال : فى الباب الثامن والسيعين ومائتين ول 
درجات خطاب الروح بالتكليف من حين التمبير إلى حين يبلغ الحلم قال: وقد و الحق 
تعالى فمل الصني فى غير ازمان تكلينه فلواعتل عدا لم يقح عليه جل وإئما يحي إلى آن. يدع 
ويقتل بما قتل في صباه إلا أن يعفو ولي الدم فقد آخذه بما لم يشعله في زمان تكليقه رأطال في 
ذلك ثم قال: واعلم أن رك حكم إنغاذ الوعيد من 'حيث لا يشعر به إلا الخواص وحود 
التكليف وهو أول العذاب فإن به يقوم الخوف بنفس المكلف فقد عذب عذاباً حسياً مؤلماً وهو 
نقرية هاا حو ى امنلانى لمانا للحي لي يكن تلد بتكلا من الأنعال الى تتطرا ب بين الصبيان من 
الأذى والشتم والضرب عن طريق التعدي وكل خير 97 وه الس قد لد تن الحج ولوليه 
الذي حح به أجر المعونة التي لا يقدر الصبي على فعلها انتهى . وقد سبى فى مبحكث اسمه 
تعالى المريد نفائس تتعلق بتكليف الصبي وإنفاذ الوعيد في حق البريء فراجعه. وقال الشيخ 
فى الكلام على صلاة التطوع . من «الفتوحات) 4 الذي ى أقول به: إن مسن غلب عليه حال أو كات 
ميجنوناً أو مين فهر تححيتا خطاب الشارع خلافاً لبعضهم وذلك لأنه ما ثم حال ولا صفة فى 
مكلف يخرج عن حكم الشاع بالكلية فإن ا الات اله 
بالإباحةه وهى حكم شرعي فعلبى ذا نحا حوم عن باتع اقرع روا كاد 0 
الأحوال لا على الأعيان انتهى . 

(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس والعشرين وماتتين: أن كل من سلب عقله 
كالبهاليل والمجانين والمجاذيب لا يطالب بأدب من الآداب بخلاف ثابت العقل فإنه يجب عليه 
معائلقة الأدب» والشرق أن من سلب عقله من هؤلاء حكمه عند الله حكم من مات في حالة 
لور جناي رار مرا رتل باقر من أمر طرأ عليه من قبل اللحق تعالى وضعف عن 


نسب إلى نفسه أنه فيه وأما التتحت فمن حيث كون العلم فيه فلو كان العماء هواء لكان يخاونا 
والحديث أثبت أن العماء كان قبل خلق الخلق فافهم ما تحته. وقال في قوله تعالى: #ألر تر أنَّ 
أَشَّهَ يرج مكايا م م يول َنم ّ ملم دكاما فرى ألْرَدوَت مدت حر من مله * [السور: «4! لفَإنَا أصابٌ 
بف من يِنَاءُ من عبادده إِذا هر شو 4 لالروم: +4]. اعلم أن السحاب إنما يثقله الماء فإذا أثقل 
استبشر الناس بنزوله فينزل كما يصعد بما فيه من الحرارة فإذا أثقل اعتمد على الهواء فانضغط 
الهواء فأخذ سملا فحك وجه الأرض فتقوت الحرارة في الهواء فطلب الهواء بما فيه من الحرارة 
القوية الصعود إلى الركن الأعظم فوجد السحاب متراكماً فمنعه من العود قكائفه فاشتعل الهواء 


1 الجرء الأول من اليواقيت والمجواعر فى بيان عقائد الأكابر 


ا 0 ا أ ل - د ع 3 5 : 0-0 * 
الحيران: ينالب ع امنا يطليه دكم طبيعته سن اكل و بصيو اسه ونكاح وكلام عن 


مطالة ذلك علدل انته تعالى مع وجحود الكشف وبشائه عليه كذا يكشف الحيواد أحوال الموتى 


غير مؤاحدة ولا 


على النعش وفي القبر انتهى . 

(فإن قلت»: فلم سمي المجذوب مجذوباً؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس عشر ومائتين من «الفتوحات»: أنه إزما 
سمى هسجذوياً لجذب الحى تعالى له وأخذه بأعطافه ولولا أنه كان متعشقاً بحاله مستحسناً له ما 
جذبه الحىّ تعالى مكان سبب هذا الكشف تعشق أحواله الطبيعية ولولا الجذب العنيف ما ترك 
مأ كان فيه من اللذة لكن من زحمة الله تعالى أنه نقله إلى ما هو أحلى وألذ فإن أحرال 
المجاذيب في لداتهم لا يعادلها لذة لككوتها لذة محئوية في غير سادة محسوسة فلا تشبه حلاوة 
العسل ولا حلاوة الجماع بل هي أعلى وأجل.. 

(فإن قلت): هل دوم تلك اللذة مع المجدذوب. إلى موله أم تزول؟ 

(نالجواب): تدوم الئذة معه زماناً ثم يفقدها قال الشيخ محيي الدين: وكل جذب لا 
0ع صاحيةه علما لم يكن عللع قبل الجذت فليس هو بجذب ولا تلك الحاثوة خلا وة فتحح . 

(فإن قلت): قما الفرقى بين المجاذيب والمجانين؟ 

(فالجواب): ما قاله الشيخ في لباب الرابع والأربعين: أن الفرق بيئهما هو أن المجانين 
فسبب ذساب عقولهم التجلي الإلهى الذي جاءهم على بغتة فذهب يعقولهم فعقو لهم ممخبوءة 
عند الحى تعالى منعمة بشهوده عاكفة فى حضرته متنزهة في جماله فهم أصحاب عقول بلا 
عقول سمي هؤلاء عمّلاء المجانين أي: المستورين عن تدبير عقولهم قال: والمحاذيب على 

(الأول): من يكون وارده من القوة التى يكون في نفسه عليها فيحكم الوارد عليه فيغلب 
عليه الحال فيكون تحكمه يصرفه الحال ولا تدبير له فى نفسه وكان أبو عقال المغرب من أهل 
فخلى الله من تلك الشعلة ملكا فسماه برقا فأضاء به الجو ثم انطفأ بقوة الريح كما ينطفىء 
السراج قزال ضوءء مع بشاء تممه قزال كونه برقا و بشي العون كونا مسح الله ثم مصدع الي 
الذي يلي الأرض من السحاب فإذا مازجه كان كالنكاح فيخلق الله تعالى من ذلك الالتحام ملكا 
سجأة رعدا فس نح بعحمد إلله فكان بعك البرق لا يل هس ذلك فكل برق لد بك 5 الرعد يعقيه لآن 
الهواء يصعد. مشتعلا فيشلقه الله ملكا يسميه برقا وبعد هذا يصدع أسفل السحاب فيخلق الله 
الرعل فيسبح بحمد ربه لما أوجده وأطال في ذلك ثم قال: وقد خلق الله ملك الرعد من الهواء 
كمأ خلقنا تعالى من الماء. وذلك الصوت المسمى عندنا بالرعد يسبحه وفي ذلك الوقت يوجده 


المبحث السادس والعشرون: في بيان أن أحداً من الإنس والجن لا يخرج عن التكليف 1 


(الثانى): من يمك عليه عقله فى حضرة الله تعالى ويبقى عليه عقل حواسه فيأكل 
شرك يتصرف من شير تدبير الور ا عارك العيش الطبيعي كننائة احير نانف 

(الثالث): من لم يدم له حكم ذلك الوارد بل زال عنه الحال ورجع إلى نفسه بعقله فهو 
يدبر أمره ويعقل ما يقول ويقال له ويتصرف عن رؤية وتدبير مثل كل إنسان وذلك هو الكامل 
من الأولياء وأعلال في ذلك ثم قال: واعلم أن أكبر من جذبه الحق تعالى إلى حضسرته الرسل 
عليه الصلاة والسلام» ولولا أن الح مال كتنهم | بتبليخ الرسالة وسياسة الأمة لذهب 
ع حي كن ؛ الله وعظمته طقُلَمًا عل رَنْمٌ للحبل جَعَلمٌ دكا وخر 

سَى هما [الأعراف: ]١4‏ وقد كان رسول الله يية. إذا جاءءه |! لوحي ونزل به الروح الأمين 
ا عن حسه ويسجي بثوبه ويرغو كما يرغو البعير حتى ينفصل عنه وقد وعى ما 
عبج البلاف لك عاق السام رون ويبلغه للسامعين ومعلوم أن مواجبده ييه التي كانت 
نطرقه من تتخليات ربة على قلبه أعظم سطوة بيقن من نزول هلك أو .وارد فق الوقث الناي لم 
يكن يسعه فيه غير ربه فلذلك كان يؤخذ عن نفسه مع كونه كان مستنداً لذلك الهول فعلم أنه 
لولا أن الرسل سطالبون بهداية اللخلق وجهادهمء ما رد الله عليهم عقولهم فلذلك أعطاهم 
التمكين ليقوموا بما كلفوا به بخلاف المجاذيب فإن هناك من يقوم بهداية الخلى يرهم من 
العارفين في كل عصر فافهم. رفك انقنا امام رارد ومن كلب أحد من الخواص وقد 
ا ال للح ل ا ا النبيى يصرف 
الأحوال عنه والولي تصرفه الأحوال فجعلوا الأنبياء مالكين أحوالهم والأولياء مملوكين تحت 
أحوالهم والحى ما ذكرناه من أن الرسل يؤخذون عن إحساسهم عند راردات الحق تعالى 
بخلاف الولي صاحب الحال فقد يمكث دهره كله لا بحس بجوخء ولا عطشء ولا حرء ولا 
برد. بل ربما ذهب عمره كله كلمحة بارق. واعلم أن حاله أيام جذب المجذوب تكون بحسب 
/ ل ل ل ل وإن جذيه فى 
جا ايه تعن للديينا ويك ك أو تبسم وإن جذبه في حال علد شرو كنك أن 
أخرى ٠»‏ فكذلك» حتى إني رأيت بعض القضاة جذب فكنت لا أزال أراه يفول: لا حقا ولا 
الله فعينه نفس صورته ويذهب كما يذهب البرق وذوات الأذناب قال: وحقيقة الرعد تنشأ من 
هبوب الهواء فتصدع أسفل السحاب إذا تراكم فيصوت كما يصوت الثوب إذا شق فليتأمل. 
ريحرر. وقال: أرجى آية للمشرك ##ومن ان جام لا رهن ل بد [المز ومنون: ]١١17‏ 
قم ن نر في الدلائل جهد الطافة فأدام ذلك إلى تخيل هه انها برهأن فقد تعرضي لفتح باب 
العذر عند الله قال: والمراد بالبرهان هنا في زعم الناظر وإلا فمن المحال أن يكون ثم دليل في 
تق الأع تعلق لد آضرء فلم يبق إلا أن تظهر الشبهة بصورة برهان فيعتقد أنها البرهان وليس 








ا الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 








امسكفاقاد ولا دضوق ١‏ ولا طلباً إلى آخره ورأيت بعضى النحاة جذب فكنت لا أزال أراه 
يقول : يأب التفت العم تابع المنعوت 2 لحبيهك و مطشضيه إلى أخره فتامل فئ هذا البحث ثإنك 
لا تمجه تحمرها فى كتاب والله يتولى هداك . 


الميحث السابع والعشرون: 
في ببان أن أفعال الحق تعالى كلها عين 
الحكمة ولا يقال إنها بالحكمة 

لتلا تكون الحكمة موجية له في ن محكوماً عليه تعالى وهو لا يصح أن يكون محكوماً 
عليه لأنه تعالى #أحَكْهِ 0 [عود: 46] فعلم أنه لا ينبغي أن يعلل ا الحق بالحكمة. 
وقد قال الشيخ محبي الدين في الباب الثامن والستين وثلاثمائة في قوله تعالى: #وْمَا عَلَقَنا 
التَّموْثِ لازي وما 0 إل 4 [الحجر: عمل الباء في قوله: الحو يس ال أ 
للحق قال: وهي عين اللام في قوله 9 رما خَلَنتُ لِلنّ والانس إلا يدون » (الذاريات: 
155. فإن الله تعالى لا يخلق شيئاً بشيء في الغالب وإنما يخلق شيئاً عند شيء وعلم أيضسا أنه 
تعالى إذا أخبر أنه خلق شيئا بشيء فتلك اللام لام الحكمة فعين خلقه عين الحكمة إذ خلقه 
تعالى لا يعلل بالحكمة فيكون معلولاً لها انتهى. وعلم أيضاً أنه تعالى إن أنعم فنعم فذلك 
فضله وإن أبلى فعذب فذلك عدله وقد أسطرج تعالى العالم قبضتين وأوجد لهم منزلتين وقال: 
هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أباليى ولم يعترض عليه معترض هناك إذ لا موجود كان 
ثم سواه. 

(فإن قيل): فما معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: ولا أبالي؟ 

(فالجواب»: كما قاله الشيخ في الباب الرابع والستين وثلاثماثة أن معناه: رحمتي سبقت 
غضبي في حق أهل الجنة وحقت كلمتي «الَأْتَلأنّ جَهَتّرَ يِنَّ الْجنَّةِ وأَلنَاس أَجمَعِينَ4 [هرد: ]١١9‏ 
ويصح أن يكئون سبق الرحمة أيضاً في حق المشركين من حيث رححمة الإيجاد من العدم إذ هي 
سابقة على ظهور الغضب ا أيام التكليف فلذلك كان تعالى لا يبالي 
بالفريقين» واعلم أن الاسم الرب مع ع أهل الجنة لأنها دار أنس وجمال ؛ وتنزل إلهي لطيف 


في قوته أكثر من هذا وأطال في ذلك بنحو ثلاثة أوراق. ثم قال: وإنما نكر إِلْهاً لأنه لم يكن 
ثم إذ لو كان ثم لتعين ولو تعين لم يتدكر فدل على أن من ادعى مع الله لَه آخر فقد نفخ في 
غير ضرم واستسمن ذا ورم لأنه ليس له حق يتعين ولا حى يتضح ويتبين فكان مدلول دعائه 
العدم المحض ولم يبق إلا من له الوجود المحقق وأطال في ذلك . 


(قلت»: وهذا الكلام من أقوى دلالة على ضعف العمل بالمفهوم ثم إنه لا يتمشى إلا 
على مذهب من يقول إن المخطىء في الأصول لا وزر عليه كما لو أخطأ في الفروع وهو 





المبحث الثامن والعشرون: في نيان أنه لا رازق إلا الله تعالى باب 





والااسم الجبار 0 أعمل النار لأنها دار عحلال و مامكا و قهر قاذ بزال هذان الاسمان مع أهل 
الدارين أبد الآبدين ودهر الداهرين 

(فإن قلت): فهل يتجلى الحق لأهل النار إلا بالجلال الصرف أم بالجلال الممزوج كما 
في دار الدنيا؟ 

(فالحواب): لا يتجلى الحى تعالى لأهل النار إلا بالجلال الصرف لمْمّد الرحمة بخلاف 
الدنيا فإنه يتجلى بجلا ل ممز وج سحمال وذلك حنى يطيقه الخلاتى , 
(فإن قلت): فإذاً ليس المراد بعدم المبالاة بأهل النار ها يتبادر إلى الأفهام من عدم التهمم 
بأمرهم . 
(فالحواب): وهو كذلك خلاف ما يفهمه من لا معرفة له بالحقائق لأنه لرلا الميالاة 
بأمرهم ما أخذهم بالجرائم ولا وصف تعالى نفسه بالغضب السرمدي عليهم ولا كان بطشه 
الشديد حل بهم ولا كاتا رحثمته ميحرمة عليهم وهذا كله من المبالام بهم والتهمصم بأمرهم 
ولولا المبالاة ما كان هذا الحكم فللأمور والأحكام مواطن إذا عرفها فها أهلها لم يتعدوا بكل حكم 
موطئه . 

(فإن قلت): فإذا كانت رحمته سيقت غضبه فما معنى قول الإمام أبي القاسم بن قسي: 
لا يحكم عدله فى فضله ولا فضله فى عدله؟ 

(فالجواب): أت معناء أن كلا من النعتين ليس تل لحكم الآخر كما تعطية الحقائق 
ولكن قد علمنا من الله تعالى أنه يتفضل بالمغفرة على طائفة من عباده قد عملوا الشرور ولا 
يقيم عليهم ميزان العدل ولا يؤاشذهم بالعدل وإلما يحكم فيهم بقضله ولا يقال في هذا إنه 
حكم فضنه في عذلف إذ محل حكم الصفة إنما هو في المفضول ع ار لمحل عد 
هذا يجب تأويل كلام ابن فسي قإنه هو اللائق ؛ بمقامه فإنه كان من الراسخين والله تعالى أعلم. 

الميحث الثامن والعشرون: 

فى بيان أنه لا رازق إلا الله تعالى 


خلافاً للمعتزلة في قولهم: من حصل له الرزق بتعب فهو الرازق نفسه ومن حصل له 





مذهب بعضهم خلافاً للجمهور وقال: إذا تلوت القرآن فاعلم عمن تترجم فإن الله تعالى تارة 
حكن قزل عيده بعينة وثازة يشكيه على المعتى مثال الأول قولة + «ل عقون يرك اله نتن * 
لالتوبة: *4] ومثال الثاني : قوله عن فرعون يسن أبنٍ لي سَنَيمَان [غافر: <"] فإنه إنما قال ذلك 
يلسا ف اقبط موتقيت العرسفة اسه بالتسات العويى والممكن راعلك فينة الكضار عدن الشعي 
فلتعلم الأمور إذ وردت حتى يعالم قول الله من قول يححككيه لفظا وفعي كل انيما اير عليه 


ا ا 0 رم ان عر 0 


فقول الله : و أحَدّ 2 ميثاق تيحن لما تنكم ين مكتاب وَحِكمق ئَّ جآةكُم رسول مهمد 





ا الجرّء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


دليل لهم لأن المراد به إنما هو عدم تسهيل الرزق لا منع الرزق مطلقاً من باب يا دنيا من 
خدمنى فاخدميه ومن خدمك فاستخدميه. قال أهل السنة: ورزق العبد هو ما ينتفع به في 
التغذي وغيره ولو كان حرانا تضم أو سرقة أو نحوهما. وقالت المعتزلة : لجن الحرام برزع 
حملاً للرزق على الملك. والجواب لا وجه للحمل عليه لأن من الدواب ما لا يملك والله 
تعالى رازقها وعندهم أن العبد يقدر أن يأكل رزق غيره وعندهم أيضاً أنه لا يكون رزق الله 
تعالى إلا حلالاً لاستناده إلى الله تعالى في الجملة وما أسند إليه من حيث انتفاع عباده به يصح 
ل وقال أها ل السنة لاا قبح بالنسية إليه تعالى فإنه تعالى فعال لما يريد 

عقابهم على الحرام لسوء مباشرتهم أسيابه. قال أهل السنة: ويلزم المعتزلة أن المتغذي 
احزام لاط ول عجر لم ردقه ال لجاب افلا رخن بمخالف إخرنه تعالي! 1 ##ومًا من دم فى 
الأرض إلا عل لش رِزكها» [هرد: دا ولا 0 ما أخبرنا أذه عليه وإن كان لا يجب 
غلية شيع لإطلاق حضرته وما أوجب الله تعا لى على نفسه أشياء وحرم أشياء في نحو حديث: 
إني حرمت الظلم على نفسي إلا تأنيسا للعباد وتنزلاً لعقولهم ليتخلقوا بأخلاقه تعالى وإلا 
فالحق أن جميع ما أنعم به على عباده فضل مله ورحمة ولا يدخل ) تعحت نحد الواجب على 
عباده ومعكى قول المعتزلة السابق ة فى الرزق الاستتاده إلى الله تعالى في الجملة أي : لذن الله 
تعالى هو الي لقتو الع مان و , رزقه وفاقاً منا ومن المعتزلة وهو بهذا الاعتبار مستند 
إلى الله تعالى عندهم ذكره الث شيخ كمال الدين بن أبي شريف وقال بعضهم: الذي يظهر لى أن 

خطأ الفرق ع جد ان ل ل يي أن يكتون أكابر المعتزلة ما نموا إضافة 
الرزق الحرام إلى الله تعالى إلا من باب ما أصابك من حسئة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن 
نفسك ومن باب أنه لا يقال: سبحان خالق الخنازير وإن كان تعالى حالتاً لها فالمعتزلة يعتقدون 
أن الله تعالى | خالق رزق العبد كله بل اليهود والنصارىي والمحوس يعتقدون ذلك فضلاً عن 
مسلم موحد كالز مخشري وفي الحديث : والشير كله في ودياك والشر ليس إليك. أ : لا 
يضاف إليك على وجه التشريف ويضاف إليك بحكم الخلق والقسمة وعليه يحمل حديث اللهم 














ع عم 


لما مَك لْؤْمِئْنَ بو- 556 َال َأفَرَرتم وعدم عَلَّ دَلِكُم إِضَرِف فَالوَاك آل عمران: 14١‏ وانتهى 
قول الله ثم حكى قولهم مترجماً عنهم #أكْرْرنا4 لآل عمران: ]8١‏ وكذلك قوله: #وَإدَا لعا أَلْدِنَ 

َامنُوأ فَالَواً# [اليقرة: 14]: إلى هنا انتهى. قول الله: #آمنا»ك. حكاية قولهم: #وَإِدا عَلََا إل 

شينْطني 4 [البقرة: 14]: إلى هنا قول الله : #6 إن مع نما من تر مون 8 [البقرة: 1١4‏ حكاية 
قول المنافقين وقس على ذلك . 


مير الي سمل 


(وقال): في قوله تعالى: «#وذا مون إذ ذهب مغدينبيًا فظن أن لَن تَقَرِرَ عَلته» [الأنبيه: 


المبحث الثامن والعشرون: في بيان أنه لا رازق إلا الله تعالى 8؟ 
سيما المقلدون ولازم المذهب ليس بيمذهب على الراجح فعلم أن المعتزلة إن أرادوا بقولهم 
الحرام يس مر فى الله الأدب اللفظي فلا يأمن به وإن أرادوا غير ذلك فهم مخطئون بإجماع 
اه. وقد قال ؛ الشيخ محبي الدع ن في الباب الثا لثامن والسبعين وأربعماثة فى قوله تعالى: #رَمًا من 
دَاِتّمَ في لْأرض إل عل أيه رِركهّا [هود: 1]: اعلم أن الحق تعالى يوصل لكل مخلوق رزقه الذى 
قسمه له وليس ذلك من إهالته عليه ولا كرامته فإنه تعالى يرزق البر والفاجر والمكلف:» وغير 
المكلفه اولك من اعتنافه بالفيك أن ور ذقه لذلا لأ شبية افيه نحش ريه لذ من 0 1 
والشبهات كما يستخرج اللبن من بين فرث ودم قال تعالى: لبْقِيّتْ الله خَيْرٌ لم4 [هود: * 

وهي ما أحل للخلق تناوله من جميع الأشياء التي تقويهم على طاعة ربهم؛ قال: 0 
العبد إلا ما تقوم به نشأته وتدوم به قوته وحياته لا ما جمعه وادخرء فقد يكون ذلك لغيره 
وحسابه على جامعه انتهى . وقال أيضاً في الباب الثامن والثمانين وأربعمائة في قوله تعالى 
لزه تيك حر ولق ل نذا اعنم أنيرزق ربك هونما اعطاك'مما أبت عليه في رفك 
وما لم يعطك . فإن كان لك فلا بد من وصوله إليك وما ليس لك فلا يصل إليك قط فلا تتعب 
اجمادد في لير عام ومراذذا يقولها نه كان لاع ابلك بعد على الل الممن شروح فإن ما أخذ من 
حرام لا ينبغي إضافته إلى | الله تعالى أدباً وإئما يضاف إلى الطبع كما أضاف الخليل عليه الصلاة 
والساوم المر من إل تبه عقيف كان مكروها لها والشفاء إلى الله تعالى حيث كان محيوباً لها 
وكما فال أيوب عليه الصلاة والسلام: أن سََنََ أَلصُّرٌ أ [الأنبياء: +8].اه. وقال أيضاً في 
الباب الثامن والتسعين ومائة حيثما أضيف الرزق إلى الله تعالى فالمراد به الحلال الطيب من 
حيث الكسب وكل ما كان به حياة العبد فهو رزق الله تعالى وليس فيه تحجير ومن هنا أبيح 
الحرام للمضطر لكن لا ينبغي إضافة الحرام إلى الله تعالى أدياً وما ورد في حديث: «أغنني 
بخلذلك عو خرافك» .4 السابئن"فإنما عو يات الجواز 


(خاتمة): في بيان أن الاكتساب لا ينافي التوكل ولا ينبغي نصب خلاف في أن السعي 
أفضل م ن التوكل على هذا لأن الحق تعالى - جعل الرزق على حالتين فما سبق في علم الله أنه 
يأتيك محمولا بلا سعى لا يقال فيه: إذ امن أفصل يونا سيق فى غلم نه آنه لأ يانيك إل 
بالسعي في تحصيله لا يقال: فيه ترك السعى أفضل فإن الرزق فى طلب صاحيه دائر والمرزوق 
7 أي : لن نضيق عليه وكذلك فعل الله تعالى ع م ل ل 
نات علب ذف ردنك ته فول ل له لك 2 تف إن تت و اليذه 
[الأاة لاا تو جيل الهم والتنميس » لأنه تعالى تعس عن يوسن بحخر و جه مسن بطن الحوت 
وكذلك عامل قومه بكشقه عنهم العذاب بعد ما رأوه نازلا بهم فآمنوا وأرضاه الله في أمته فتفعها 
إيمانها ولم يفعل ذلك مع أمة قبلها إذ كان غضبه لله ومن أجل الله فأمد لهم في التمتع في 
مقابلة ما نالوم من الألم عند رؤية العذاب فخص الله أمته من أجله بما لم يخص به أمة قبلها 
كال الشبخ : وقد اجتمعت بجماعة من قوم يونس سنة قمسن وثمائين وخمسمائة بالأندلس 


ا الجزء الأول من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


في طلب رزقه حائر وبسكون أحدهما يتحرك الآخر ولكن هذا السمال يحتاج إلى كشف ومن لا 
كشف عنده فهو مخير بين السعي وعدمه وغالب الخلق يقولون: كل شيء رأيناه يحتمل أن 
يكرح اقيم لنا حار اه يدن ذيوية وكل م علبي ياس تبون أنه له كالزقاق الذي يدخله الجاهل 
فإن رآه ينفذ خرج منه وإن رآه مسدوداً رجع ثم ما قررناه أولا فو على كتهب السحقنين مم 
الصوفية وأما على مذهب المتكلمين فرجح قوم التوكل مطلقاً وآخرون الاكتساب مطلقاً قال ابن 
السبكي والمختار أن ذلك يختلف باختلاف الناس فمن كان في توكله خالياً عن التسخط إذا 
ضاق رزقه ولا تتطلع نفسه إلى ما في أيدي الناس فالتوكل في حقه أرجح لما فيه من الصبر 
والمجاهدة للنفس ومن كان في توكله على خلاف ما ذكرنا فالاكتساب في حقه أرجح من 
التسخط والتطلع. وقد سئل الحسن البصري رضي الله تعالى عنه؛ عن شخص يريد أن يجلس 
في بيته تاركاً للحرفة ولا يخرج ويقول: أنا متوكل على الله تعالى فقال: إن كان له يقين كيقين 
إبراهيم عليه الصلاة والسلام» فليفعل وإلا فليخرج إلى الحرفة لثلا يصير يأكل بدينه 0 
ويصطاد بهما الدنيا انتهى. وقال الشيخ محبي الدين في باب الجنائز من «الفتوحات»: اعلم أن 
اضطراب قلب المؤمن في أمر رزقه لا يقدح في أصل إيمانه وإنما يقدح في كماله فقط وذلك 
لأنذ هد لاسراب امانهو هن نهذ كر شنال اتعانى. في أن الله لاير رقة وإتئهااغتو. ابطر ان 
البشرية لعدم الصبر والإحساس بألم الفقد فإن العجدر يعم بالا يمان أن الله يرزقه ولا بد من حيث 
كونه حيواناً ولكن لم يعلمه الح تعالى متى يرزقه إنما أعلمه أنه لا يموت حتى يستكمل رزقه 
فما يدري عند فقد السبب الجالب للرزق هل فرغ وجاء أجله فيكون فزعه من الموت أم رزقه 
لم يفرغ في علم الله فيكون اضطرابه لجهله بوقت حصول الرزق بانقطاع السبب فيخاف من ألم 
الجزع المتوقع أو من دوامه إن كان وقع فهذا سبب الاضطراب انتهى. وسمعت سيدي عليأ 
الخواص رحمه الله تعالى يقول: قد يدعي بعض الناس التوكل ويسعى كل السعي وإن لامه 
أحد على ذلك يقول: سعيي لأجل العيال لا لأجل نفسي» فمثل هذا يجب عليه أن يمتحن 
نفسه بأن يفرق جميع ما يكتسبه على العيال أولأء فأولاً ولا يدخر لنفسه منه شيئاً وينظر فإن 
ويعد يام والح معرب زعام انهه سيزر متو كر: طلى لله روزنج انقو افو كدانيا اران 0 
سعوا في الرزق إلا امتثالاً لأمر الله تعالى حتى لا تتعطل الأسباب فهمتهم امتثال الأمر ! 
حيث كنا فيه وقست أثر رجل واحد منهم في الأرض فرأيت طول قدمه ثلاثة أشبارء وثلثي 
شبر. وقال: إنما كنت أذهب إلى تفضيل الملا الأعلى من الملائكة على خواص البشر لأن 
رسول الله يقد أعطاني الدليل على ذلك في واقعة وقعت لي وكنت قبل هذه الواقعة لا أذهب 
في هذه المسألة إلى مذهب جملة واحدة. 


(قلت): وذكر الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله أن الشيخ رجع عن القول بتفضيل 
خواص الملائكة على خواصضص البشر قبل موته بسنة ووافق الجمهور من أهل السنة أنتهى . وتقدم 


المبحث التاسع والعشرون: في ببان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه 53 


الاعتماد على الأسباب انتهى. والله تعالى أعلم (انتهت مباحث الألوهية وتوابعها). فلنشرع في 
مباحث النبوة والرسالة فنقول: وبالله التوفيق. 


المبحث التاسع والعشرون: في بيان معجحزات الرسل 
والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة 
وبيان استحالة المعجزة على يد الكاذب كالمسيح الدجال 
وذكر نقول المتكلمين من الصوفية وغيرهم 

وتحرير مسأنة ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي 

اعلم أن المحق تعالى ما أرسل الرسل إلا ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن 
ربهم وذلك أنه ما بعث رسول إلا في زمن حيرة وتردد بين التنزيه والتشبيه بعقولهم فمنٌّ الله 
تعالى عليهم بأن أقام الحقى تعالى لهم شخصاً ذكر أنه جاء إليهم من عند الله تعالى برسالة يزيل 
بها حيرتهم فنظروا بالقوة المفكرة فرأوا أن الأمر جائز ممكن فلم يعزموا على تكذيبه ولا رأوا 
علامة تدل على صدقه فوقفوا وسألوه: هل جئت بعلامة من الله تعالى يعرف بها صدقك في 
إرساله لك فإنه لا فرق بيننا وبينك إلا ذلك فجاءهم بالمعجزة فمن الناس من آمن ومتهم من 
كفر. فعلم أن كل نبي لم يظهر له شيء من الآيات إلا بقدر إقامة الحجة على قومه لا غير فإن 
جميع الآبات إنما وقعت على يد الرسول من كوته رسولاً رفقاً بالمؤمنين من أمته وحجة على 
الكافر ألا ترى إلى قصة الإسراء لما خرج إلى الناس صباح تلك الليلة وذكر لأصحابه ما جرى 
له في إسرائه وما وقع له مع ربه كيف أنكر عليه بعض الناس لكونهم ما رأوا لذلك أثرأ في 
الظاهر إنما زادهم حكما في التكليف وانظر إلى موسى عليه الصلاة والسلام؛ لما جاء من عند 
ربه كساه الله نورا على وجهه يعرف به صدق ما ادّعاه فما رآه أحد إلا عمي فكان يمسح وجهه 
الرائى له بثوب مما عليه فيرد الله عليه بصره من شدة نوره ولذلك كان يتبرقع حتى لا يتأذى 
الناظرون إليه إذا رأوه. قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والثلاثين وأربعماثة: وكان 
شيخنا أبو يعزى المغربي موسوي المقام وكان له هذه الكرامة فكان لا يراه أحد إلا عمي وممن 
رأى وجهه فعمي شيخنا أبو مدين لما رحل إليه فمسح أبو مدين عينه بثوب أبي يعزى فرد الله 


ذلك أيضاً عنه في الباب الثالث والسبعين. ولكن سيأتي في الباب الثالث والثمانين وثلائماثة . 
قوله: بعد كلام طويل : 

وليس يدرك ما قلطنا سوى رجل قد جاوز الملا العلوي والرمسلا 
وهام قيمايظن الخلق أجمعه تلحصيله وسهاعن نلفسه وسلا 
ذاك الرسول رسو الله أحمدتنا رب الوسيلمة في أوصافه كملا 


فصر بأن رسول الله د أفضل من املائكة ومن سائر الرسل وسكت عما عكإة ؛ وتقدم 


1 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 





ليه بصشرة . قال الشيخ حيبي الدين : وكان ابو يعراكل هذا في زماني ولكن لم اجتمع نه لما 
ده عليه م الشغل وكات غيره عن الاولياء المحمديين ممن هو ابر عله فين المجحالن والعلم 
والقرب الإلهي لا يعرفه أبو يعزى ولا غيره. قال الشيخ: من جعل الله كرامته في قلبه فقد ملأ 
يديه من الشير وكان ممن اسطفاهم الحق تعالى لنفسه فلم تعرقه الأبصار 1 الذنيا ومن جعل 
الله كرامته فى الأفاق وخرق العوائد اشتهر ضرورة بين الناس وعنيف عليه الفئنة انتهى. ققد باك 
شأن الحو أن لا ينفاد لبعضه بعضا الا بظهور بر هات وقد حلد جمهور الأصوليين المعجرة بانها 
أمر حخارق للعادة مفرون بالتحدي مع عدم المعارضة من المرسل إلبهم بأن لا يظهر بينهم ذلك 
الخارىق كما نشاتئ يانه فى المبحث بعده والمراد بالتحدي هو الدعوى للرسالة وفيما قلنا ثنيه 
على أنه ليس الشرط الاقتران بالتحدي بمعنى طلب الاتيان بالمثل الذي هو المعنى الحقيقي 
للتحدى وائما المراد أنه يككمى دعواه الرسألة فكل من فيل له : إل كت رسولا فأتنا بسع اجرة 
فأظهر الله تعالى على يديه معجزاً كان ظهور ذلك دليلاً على صدقه نازلاً بمنزلة التصريح 
بالتحدي قال الشيح كفاك الدين ع أبي سريف : وأصل التحدي أنه تفعل من الحداء ع 
تكلف الحذاء على وجه يباري فيه الحادي شخصا آخر انتهى . وخرج بقولنا: مشرون بالتحدىي 
الطارق الخدم :على الرى وذلك تباول ما وعد مخ الب فلن اللبوة زهو الحينى عند علماء 
أصول الدين إرهاعاً أي : تأسيسا للنبوة من أرهصت الحائط إذا أسسته وخرج بالخاوق للعادة 
غير الخارق كطلوع الشمس كل يوم وكذلك خرج أيضاً الخارق من غير تحد ككرامات الأولياء 
وخرج أيضاً المتأخر عنه بما يرجه عن المقارنة العرفية وخرج أيضاً السحر والشعبذة من 
المرسل إايهم إذ لا معارضة بذلك فملم أن مرادهم بالخارق للعادة أن يظهر على خلافها كإحياء 
ميات وإعدام جبا, واتفجار ماء من بين الأصابع رنحو ذلك . 


(فإن قلت): فما القول فيما يظهر على يد المسيح الدجال من دعواه الألوهية وإحياء 
الموتى وإمطار السماء ونحو ذلك وجعله ذلك دليلاً على صدقه فى دعواه الألوهية فى غاية 
الأشكال وهو من أكبر القوادح فيما قرره أهل الأصول في العلم بالنبوات من استحالة المعجزة 


على يد الكاذب ودلك لأنه بيبطل بهذه العتنة كل دليل قرروه وأى فتنه أعظم من قتنة تقدح هي 





قوله في الباب اللخامس والعشرين أخذ على الخضر العهد بالتسايم لممالات الشيوخ فلعل ما 
ذكرناه عنه من التفضيلى كان أولا ثم رجم عنه وكذلك تقدم قوله في الباب التاسع والستين ليس 
يصح لأحد منا دخول مقام الرسالة إنما نراه من فارج كما نرى كواكب السماء ونحن في 
الأرض فراجعه والله تعالى أعلم. وقال نجم الثريا سبعة انجم : والصرفة اثنان» والذراع ثلاثة. 
والبطين أربعة: والجبهة خمسة؛ والدبران سستة» والدعائم تسعة. قال: ولم أر للثمانية صورة في 
نحوم المنارل ولهذا كان المولود إذا ولد في الشهر الثامن يموت ولا يعيش ويكون معلولا 

بكم وفيت يكلذه إذا ولد فرسشة اماق ودلك 'لذن الاين فهو يكلب على ليق فيه البرة 








الميحث التاسع والعشرون: في بيان معجزات الرسل والقرى بيئها وبين السحر وتحوه اا 











الدليل الذي أوجب السعادة للعياد؟ 

(فالحواب): جميع ما يقال على يد الدجال ليس هو بأمور حقيقية وإنما هي أمور متخيلة 
يفتن بها ضعفاء العقول بخلاف ما يقع على يد الأتبياء فإنها أمور حقيقية ولذلك كان 2 
يستعيذ تشريعاً لأمته من فتنة المسيح الدجال فإن الدجل هو التمويه بإظهار الباطل في صورة 
حق وما كل أحد يخرق بصره حتى يدرك الأمور المموهة ويميزها عن غيرها إنما ذلك لالأنبياء 
وكمل ورئتهم فإن العقول السليمة إذا شاهدت المعجزات لم يى عندها شك في أن ما جاء به 
ذلك الرسول حق من عند ربه عرز وجل» وأما العقول الضعيفة فلم تستجب لذلك الرسول ولم 
تؤمن بد؟ء ولهذا كال الشيخ ممحيي الدين في الواقح الأنوار» : نحن يه نشترط المعيجزة علية 
الصلاة والسلام لأنها ما خرجت عن كونها ممكنة والقدرة لا تتعلق إلا بإيجاد الممكنات وإذا 
أتى الرسول بالممكن فإنما يكرن المعجز في ذلك عدم الإتيان ممن أرسل إليهم بمثل ذلك 
الذي تحدى به الرسول مع كون ذلك ممكناً وقوعه في نفس الأمر ثم إذا نظرنا إلى الذ 
انساقوا بالمعجزة إلى الإيمان فرأينا ذلك إنما كان لاستقرار الإيمان عندهم فتوقفت استجايتهم 
على المعجزة لضفت إيمائهم واما غير هم هما احتاج إلى ظهور ذلك بل امن باول وهلة دمأ جاء 
بد رسوله لقوة نصيبه من الإيمان فاستجاب عاسب ونام ليس له نصيب في الإيمان فلم 
سخ حت بالمعجزات ولا بغيرهاء قال تعالى : ومن رد د أن ل مخكل 1 صَيْمًا يجا 
كنا يَصَكَدُ في الكل # [الأنعام: ؟١]‏ انتهى. وقد نظم بعض اليهود بالشام أبياتاً وأرسلها 
أيا علماء السدين ذمى دينكم تعجيسير دلوه بأرضح 000 


قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا فهاأناراض بالذي فيه شقوتئى 
شإن كنت بالمقضي ياقوم راضيا فربي لا يار ضى بشؤم بليتي 
وهل حو رضاما اسم برضماه سيدي وقد حرت دلونى على دسفت حيرتى 


50 وهو طبع الموت وأطال في ذلك. وقال: العرش مستدير الشكل وكل ما أحاط به فيه 
الاشتعدارة وانظر رلك الكفبية السيوي ان لكر تق شوق لقوق اكبطافة ملما دن رضي قاذة 

نشبيهة نكل معدي روطي السلقة ٠.‏ وكذلات كيه السمراكدفي الكري كجلقة فال وإعلم أن 
الغرش يوصب تارة بالعظيم+ وتازة بالكريو» .وثازة بالمجيد. فهو من يت الإخاطة عظيم لأنه 
أعظم الأجسام ومن حيث إنه أعطى ما في قوته لمن شو في ححيطته وقبضته فهو كريم ومن حيث 
نزاهته أن يحبط به غيره من الأجسام فهو مجيد لشرفه على سائر الأجسام قال: فإن قلت إذا 
كان العرش محيطاً بجميع الكائنات فأين الخلاء الذي يكون فيه الحافون من حول العرش لأن 


5م؟ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


إذا شاء ربي الكفر مني مشيئته نوين واس تامام السمقييته 


وهل لي اختيار أن أخالف حكمه 
فأجاب الشيخ رحمه الله بقوله: 
صدفت فضى الرب الحكيم بكل ما 
واطعمةا اذ ا و وه اب نف ال 
لأز م المعلوم أن قفمساءه 
يجوز ولا يأباه عقل كماترى 
كه الى بدا اللشره والتجيم الذي 
تبي عيده أن عقون ميلف 
بكفرك مهما كنت بالكفر راضيا 
فمن جملة الأسباب ممارفضته 
اند كيين لا كأمز الجر قاحة 





فبالله فاش فوا بالبراهين غلتى 


يكون وماقد يكون وفق المشيثة 
فليس. يسد الباب من بعد دعوة 
حدوث أجوز بعد أخرى تأدت 
بكرة عفني الأكر فى تزع : 
قحا نع اححصنق ونا امتح 
تعاطي نات الهدى مع مكنة 
مع الأمز والإيتوكات تفط التحيناكة 





انتههى فليتأمل الجواب ومن فتح ابه عليه بجوات أوضح مله فليلحقه بهذا الموضع وقد 
تهدم في مبحث خلق الأفعال أن هذه المسالة م أشكل الأمور فر اجعة والله أعلم. ورايت شي 
كتاب «سراج العقول؛ للشيخ أبي طاهر القزويني رحمه الله ما نصه: اعلم أن البرهان القاطع 
على ثبوت نيوة الأنبياء هو المعجزات وهو فعل يخلته الله خارقا للعادة على يد مدعي النبوة 
معترفا بدعواء وذلك الفعل يقوم مقام قول الله عز وجل له أنت رسولي تصديقا لما ادعاه مثاله 
قال الإنسان في ملأ من الناس بحضرة ملك مطاعء فقال يا معشر الحاضرين إني رسول هذا 
الماك وإن أيه صدقي أن المنك يقوم ويرفع التاج عن رأسه فيقوم الملك في الحال ويرفع التاج 
عن رأسه عقب دعوى هذا المدعى الينخ هذا المعل منه يتنزل منزلة قوله صدقت أنت رسولى 
قال: وإنما يراعى فى ذلك ثلاثة أمور الفعل الخارق للعادة واقترانه بالدعوى وسلامته عن 
المعارضة اذ لو رفع التاج بقول غيره او بعد ذلك بمدة لا يكون حجة لهذا المدعي فهذه الثلاثة 
بمجموعها برهات قاطع على دعوى المدعى للرسالة تازلة منزلة التصديق بالقول وشو مثل 


على العرش فإن من لا يقبل التحيز لا يقبل الاتصال» والانفصال فعلم أن هذ! العرش الذي 
عمر البخلاء واستوى عليه الر حمن أما تراه تعالى يقول: #وترى المَشِكه حَافِيرت من حول المرش 
شبكون بحلد ريم دَفضن بَيتَكُم بالق وفيل الحمد بِلَّه رب الْعَلبِينَ 4095 [الرمر : 5] عند الفرام من 
القضاء. وقال: زيارة العبد لربه فى الجنة تككون على عدد صلاته فى دار الدنيا ورديته له على 


قدر -«شيوره فيها 0 رمه وقال: يتبعى لقارىء القران اذا لم يكن ع أهل, الككفة أن حك 


المبحث التاسع والعشرون: في بيان معجرزأت الرسل والفرق ينها ومين السخر وجوه مم 


حصول العلم لسائر الأشياء من شواهد المقال وقرائن الحال. 


(فإن قلت): اقتران المعجزة بدعواه لا ينهض دليلاً على صدقه لأن نفس الاقتران 
بالإضافة إلى دعواه وإلى غير دعواه من طريق الأقوال والأفعال بمثابة واحدة. 


(فالحواب»: إن سبيل تعريف الله تعالى عباده صدق الرسل بالمعجزات كسبيل تعريقه 
تعالى آلوهيته بالآبات الدالة عليها وذلك قد يكون مرة بالقول ومرة بالفعل فتصديقه بالقول 
كقوله للملائكة: #8إفٍْ جَاعِلٌ بى الْأَرض شَلِيمَةُ4 |البقرة: 70] وتصديقه بالفعل كما علم آدم 
الأسماء كلها ثم قال للملائكة لاأَنْيتُوني بِأسْمَك عَوْلآهِ إن كُسُمّ صَدقِنَ4 [اللقرة: ]1١‏ وعلم محمداً 
القرآن ثم قال: مامأ بُورَمْ من مُثْلِى4 [البترة: ]١7‏ فكما عجزت الملائكة عن معارضة أدم 
عليه الصلاة والسلام؛ كذلك عجرت العرب عن معار ضة ممحمك 2 بالقرآن فدلت الأسماء 
هنالك والقران هنا على صدق النبى الذي هو أول الأنبياء وعلى صدق النبى الذي هو آخر 
الأنبياء» فعلى هذه الصفة صح أن المقترن بدعواه له تأثير وينهض دليلا بخلاف الاقتران بما لا 
معجزة للخلق عنه انتهى كلام الشيخ أبي طاهر رحمه الله. وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه 
الله يقول: تعرف نبوة النبى بأمور منها أن يدعو إلى طاعة الله وينهى عن معاصيه. ومنها: أن لا 
يخالف ما يدعو الناس إليه ويعرف هو نبوة نفسه. ومنها أن يخلق الله له علمأ ضرورياً فيعرف 
أنه رسول. ومنها أن يظهر الله له ايات وكرامات فيضطر إلى العلم أنه من عند الله وأن البشر 
يعجزون عن مثله. ومنها أن يخبره الله بما فى كُلبه وصدره فيضطر النبى إلى معرفة كلامه إذ 
الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى. واعلم يا أخي أن -خرق العوائد يكون على وجوه كثيرة وليس 
مرادنا هنا إلا خرق العادة من ثبتت استعامته على الشرع المحمدي وإلا فهر مكر واستذراج من 
حيث لا يشعر صاحبهء وقد ذكر الشيخ في الباب السادس والثمانين ومائة أن من الخوارق ما 
يكون عن قوى نفسية وذلك أن أجرام العالم تنفعل للهمم النفسية هكذا جعل الله الأمر فيهاء 
وقد تكون أيضا عن حيل طبيعية معلومة كالعلغطيريات ونحوها وبابها معلوم عند العلماء وقد 
يكون عن نظم حروف بطوالع وذلك لأهل الرصد وقد يكون بأسماء يتلفظ بها ذاكرها فيظهر 
عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة فى ناظر عين المرائين لا فى نفس الأمر وأطال فى ذلك. 
ثم قال: وهذه كلها تحت قدرة المخلوق بجعل الله تعالى قال: ولا يكون خرق العادة على 
ويسأل عنماء الشربعة عن كل شيء ثبت عندهم أنه كان قرآناً ونسخ فيحففله ليزيده الله بذلك 
درجات في الجنة حين يقال له يوم القيامة: اقرأ وارق. قال: وقد زعم بعض أهل الكشف أنه 
سقط من مصحف عثمان كثير من المنسوخ قال: ولو أن رسول الله ة؛ كان هو الذي تولى 
جمع القرآن لوقفنا وقلنا هذا وحده هو الذي نتلوه يوم القيامة قال: ولولا ما يسيبق للقلوب 


الضعيفة ووضع الحكمة في عير اهلها لبينت جميع ما سقط مك 


ّ مصدهب عثمان رضي الله عنه؛ 


قال : واما سا أستائر ف هتحتف 0 فلم ينازع أاحد فيه 2 


كم ادر ا من اليواقيت والجواهر غي بيان عقائد الأكابر 


وجه الكرامة إلا لمن خرق العادة من نفسها بإخراجها عن مألوفها اللبيعي إلى الاثقياد للشرع 
فى كل حركة وسكون. قال: وليس خرق العادة إلا أول مودة فإذا عاد ثانيا صار عادة وفىي 
50 الأمر جديداً بدا وما ثم ما يعود فما ثم خرق عادة وإنسا هو أمر يظهر زي مثله لا ع 
فلم يعد فما هو عادة فلو عاد لكان عادة وقد انحجبت الناس عن هذه الحقيقة بل ما رأيت أحدا 
اطلع عليها من أهل عصري وقد نبهتك على ما هو الأمر عليه إن كنت تعقل ما أقول فإن الله 
تعالى إذا كان سخلاقاً على الدوام فأين التكرار انتهى . 


(فإن قيل): فككم الإعجاز على ضرب؟ 

(فالحواب) : هو على ضريين كما قاله الشيخ فى الياب السابع والثمانين وماثة : (الأول): 
أن يمكن صرفه فيدعي في ذلك أن الذي هو مقدور لكم في العادة إذا أتيت به دليل على صدق 
دعواي» فإن الذي أرسلني , يصرفكم عنه فلا تقدرون على معارضته وكل من كان في قدرته ذلك 
يجد العجر في ذلك الوقت فلا يقدر على إثيانه بما كان قبل هذه الدعوى يقدر عليه وهذا أنفع 
ل مخ الصرف: 0 د أن ناتيا بام 0 2 لعن 1 0 
إلا 1 الكشف هنا 00 ل سكي الم ات 2 يفرق 550 0 
الحبتين فلهذا كان الوصول إلى علم ذلك عزيزاً جداً انتهى. 





(قإن قلت): فما المراد تلقف عضا موسى لما صنعوا؟ 


(فالحواب): أن المراد به كما قاله الشيخ في الياب السادس عشر والباب الأربعين من 
«الفتوحات»: انكشاف ذلك للسحرة والناس يظئون أن تلك الحيات حبال وعصي لا حيات 
حين لهرت حجة موسى عليهم لأن الحبال و العصي اتنعدمت إذ لو اتعدمت 0 عليهم اللبس 
بى عصا موسى كات اليهة تدكل خليهم في بعصا فوطي أكذا نوإنعباح ذلك داجما برستي 
00 الحيات من حبال السحرة وعصيهم فقطء فبدت للنا س حبالاً وعصيأ كما هي 
في نفس الأمر هذا تلقفها وذلك كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه ويظهر بطلانها ولو أنه 
كان المراد بتلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعض المفسرين لدخل على السحرة الشبهة 


(قلت): ذكر الشيخ محبي الدين في «الفتوحات المصرية» إن الذي يتعين اعتقاده أنه لم 
يسقط م كلام ألله تعالى شي + لانعقاد الإجماع على دك وائله أعلم . وقال: أ" يعرقب حمائى 
ر إلا أهل الكشف والوجود فإنها ملائكة وأسماؤهم أسماء 
الحرورف. قال : وقك اجتمعيتك لهم في واقعة وما متهم ملك إلا وأفادني علما لم يكن عمداي 


التحررك سحلي اباد الس 


فهم من - 0 جمله أشياخني ل الملائكة فإذا نطق القارىء بهذة الى روف كان ١‏ مكل اه فيجييو يه 
يقول المارئءة #المة فيقول : سؤلاء الغلانة 20 الملائكة ما تقول فيقول القارىء ما بعد هذه 


الميحث التأسع والعشرون: فق بان معحزات الرسل والفرق دينها وبسن الجر وجوه الف 


في عصا موسي والتبس عليهم الأمر فكانوا لم يؤمنوا فتنبه يا أخي لذلك فإن الله تعالى يقول: 
لقم م ص4 [طه : س0 وما صنعوا الحبال والحصي د وإثما صنعو] في أعين الناظرين 
وار الحيات من الحبال والعصى : وعلى ما تر شهه بعضهم يكون المعنى الذي حجاء يله عمواسيو. 
من قبيل ما جناءت به السحرة إلا أن سعمره أقوى من سحرهم. 

(فإن قلت): فما تسسا حشوف فوسى من عصاء حين ظهرت فى صورة حية؟ 

(فالحواب): إنما خاف موسى من عصاه ليعلم السحرة أن ذلك ليس هو بسحر منه فإن 
أسذا له ياف من فعل نامسيه أنه يعلم أنه >< حقيقة لد فى تمس الأمر. 

زنإن قلت): قما وجه من ٠‏ قال 3 ل من سبحر غيرة كفرة؟ 

(فالجواب): إن في ضمن السحر الكفر لأن الأرواح الكافرة التي هي المعينة له على 
لحر إلما تعجيد4ه إذا خرج عن دين الإسلام . 

(فالحواب): لأنه مأخوذ من السحر الذي هو الزمان وهو اختلاط الضوء والظلمة فما هو 
سحرا بسكون الحاء ما هو باطل محقق فيكون عدماً فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما 
هو سق مصض. فيكون له وجود فى عله فإنه لم هو فق نفس الأمر كما تشمهدهة العين ريظنه 
الراثي والله أعلم. فعلم أن معجزة كل نبي إنما تون بحسب ما هو غالب على قومه كما أتى 
موسى عليه الصلاة والسلام؛ بما يبطل السحر لما كان السسسر غاليا على قومه وكما أتى عيسى 

براء الأكجه والأبرص لما كان الطب غالباً على قومه وكما أتى محمد يي بالقرآن الكريم 

ع بفصاحته كل بليغ وفصيح لما غلب على قريش التفاخر بالفصاحة والبلاغة. 

(فإن قلت): قد شرطتم فى المعجزة أن تكون فعلا كما مر ثم أدعيتم أن القرآت معجزة 
رسول الله يةء ومعلوم أن القرآن كلام الله والكلام عندكم صغة من صفات الذات كالعلم 
والقدرة فلو جاز أن تكون صفة الكلام معجزة لجاز أن تكون صفة العلم والقدرة معجرة. 


فيستغفرون له وهكذا القول في ألف لام م صاد وأخراتها وهم أربعة عشر ملكا أخرهم نون 
والعلم رقد ظهرو! في منازل ؛: القرآن عا لى وجوه معختافة فمنازل ظهر فيها ملك واحد مثل نون 
وصاد ومنازل ظهر فيها اثدان مثل #طسن وب وحم . وهكذا وصورها مع التكرار تسعة 
وسبمون ملكا بيد كل ملك شعبة من الإيمان فإن الإيمان بضع وسبعون شعية والبضع من وإحد 
إلى نسعة فقد استوفى غاية البضع فمن نظر في هذه الحروف بهذا الباب الذي فتحت له يرى 
عجائب ونون هذه الأرواءم الملاتكة التو لتي هي الحروف أجسامها تحت تسخيره ويما بيدها من 
ب الايمان نمده 2 عليه 26 وقال في قوله تعالى: «#وَبِرسِلٌ الصَوعِقَ ميث بها 


4خ ؟ الجزء الأول من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(نالحواب): كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الل أنه لا يخفى أن المعجز حقيقة 
إنما هو الله تعالى فإنه خالق العجز والقدرة وائما سمي الفعل الخارق للعادة معجزة على طريق 
التوسع والمجاز لا على الحقيقة كمن نظر إلى ا تفع من السماء فيقول: انظروا إلى قدرة 
الله تعالى وإئما هى من آثار قدرته وذلك أن العجز إنما يكون عن مقدور عليه وليس إحياء 
المبت مثلاً من مقدور الشر حتى يقال: إن فلاناً عجز عن إحياء الموتى والإنسان قد يحس من 
نفسه عدم القدرة على ذلك وعدم القدرة ليس بعجز كما أن عدم العلم ليس بجهل إذ الجدار 
مثلا عادم العلم وليس ن بمجاهل لأنه فاقد شرط !١‏ لعلم والجهل معا الذي هو الحياة والعامة يعبروت 
عن ركهم القذنه بالعبتر باهو لاه مز لا بد أن يقارن المقدور عليه فعلم مما 
قررناه أن مرادهم بقولهم: القران معجرة أن نظمه وتأليفه على هذه الهيئة الغريبة والأساليب 
العجيبة هو فعل الله تعالى وذلك معجزة لرسول الله يل وليس مرادهم أن كلام الله الذي هو 
صفته القائمة بذاته معجزة وقد أعجز الله تعالى جميع الخلق عن الإتيان بمثله كل ذلك دلالة 
على صدفه يتة. ولفظ القرآن في العربية يطلق على القراءة والمقروء كما قدمناه فى مبحث 
سي اق المكتم واه عالق أعلي ف اغلم أنصسؤيون الطلباء «اللرة كيال ما كان عدر 
لنبي جاز آن يكون كرامة لولي وخالف في ذلك المعتزلة والشيخ ل إسحاق الإسفرايني ققالوا: 
لا يجوز أن يكون ما ظهر معجزة لنبي أن يكون مثله كرامة لولي من سائر الخوارق وإنما مبالغ 
الكرامة إجابة دعوة أو موافاة ماء في بادية لا ماء فيها عادة ونحو ذلك مما ينحط عن رق 
العادات قال الشيخ محيي الدين في الباب السابع والثمانين بعد المائة من «الفقتوحات»: 0 
الذي قاله الأستاذ هو الصحيح عندنا إلا أ: اط شرطأً آخر لم يذكره الأستاذ وهو: 
نقول: لا يجوز أن تكون المعجزة كرامة لولي ! إلا لا أن يقوم ذلك الولي بذلك الأمر المعجرز 0 
وجه التصديى لذلك النبي دون أن يقوم به على وجه الكرامة لنفسه قلا يمتنع ذلك كما هو 
مشهود بين الأولياء؛ اللهم إلا أن يقول ذلك الرسول في وقت تحدبه بمنع وقوعها في ذلك 
الوقت خاصة أو في مذة حياته خاصة فإنه جائز أن بقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء زمانه 
الذي اشترطه وأما إن أطلق ذلك النبي ولم يقيد فلا سبيل إلى ما قاله الأستاذ انتهى. قال 
من يَشَآهُ 4 [الرعد: )1١‏ الصواعق أهوية ممحترقة اشتعلت فما تمر بشيء إلا أثرت فيه ولولا الأثير 
الذي هو نار بين ال ماء والأرض ما كان 0 ولاانبات ولا معدن فى الأرض لشدة البرد 
الذي في السماء الدنياء در سحن العاء, لتسري فيه الحياة بتقدي امور الفلبي قال: واعلى 
أن الأثير الذي هو ركن النا حصال 58 .اء والهواء حار رطب فيما فى الهواء من الرطوبة إذا 
لقاع ]لانن اليه انق ركه اكسالا في بعشل أجزاء الهواء 5 فبدت الكواكب ذوات. 
الأذنات. لأنها هواء محترق لا مشتعل وهي سريعة الاندفاع وإن أردت تحقيق هذا فانظر إلى 
شور النار إذا ضرب الهواء النار بالمروحة يتطاير منها ش. , مثز الخيوط في رأي إلعين ثم 
تنطفىء كذلك هذه ال.. اكب قد اجعلها الله رجوماً للشياطين الذين هم كفار لبه كما قال الله 





الميحث التاسع والعشروت: في بيان معجزات الرسل والفرى بينها وبين السحر ونحوه 1 


اليافعي اليمني رحمه الله: ولا يرد على قولهم ما جاز أن يكون معجزة لنبي إلى آخره القرآن 
العظيم للزوم التحدي فلا يجوز وقوع مثله لأحد بعد رسول الله كية بخلاف الكرامة. 


(فإن قلت): ما الفرق بين الكرامة والمعجزة؟ 


(فالجواب): الفرق بينهما ظاهر وذلك أنه إذا توقفت الإجابة على المعجزة يجب على 
النبى أن يتحدى بها ويظهرها بخلاف الكرامة لا يجب على الولى ي إظهارها لأنه إنما يدعو بحكم 
التبع بشرع نبيه الثابث عئده فلا يحتاج إلى دليل على صحة طريقه ودعواه بخلاف النبي وكان 
اليافعي رحمه الله يقول: يجب على الولي إخفاء الكرامة إلا عن ضرورة أو إذن أو حال غالب 
لا يكون له فيه اختيار ولا تعمل؛ أو يكون لتفوية يقين بعض المريدين كالذي غرف عسلاً من 
الهواء ووضعه بين يدي مريده أنتهى. وقد فرف الأئمة بين المطعرة ة و'كرامه بقروق كثيرة غير 
ما ذكرناه فقَال بعضهم: من الفرق بينهما: المعجزة تقع عند قصد النبي ين وتحديه وأما 
الكرامة فقد تقع من غير قصد الولي. وقال بعضهم: يجوز أن تقع الكرامة أيضاً بقصد الولي 
وإنما الغفرق ق الصحيح بينهما أن المعجزة تقع مع التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولي» وقال 
بعضهم: يجوز للولي أيضاً أن يتحدى بالكرامة على ولايته إذا رأى في ذلك مصلحة ونصيحة 
للخلق حتى يهديهم إلى الحق وإنما الفرق الصحيح بينهما هو أن المعجزة لا تكون إلا بعد 
دعوى له ولا تكون مع السكوت معجزة والكرامة يجوز أن تقع مع كلامه ومع سكوته معا وهذا 
القدر من الفروق كاف وحقيقة ذلك أن الولى إذا ادعى بفعل خارق للعادة أنه ولى فإن ذلك لا 
يقدح في معجزة النبي بخلاف ما إذا ادعى بمثل ذلك الفعل الآن على أنه نبي فإنه يكذب في 
دعواه والكاذب لا يكون وليا لله تعالى فلا يصح أن بظهر على بديه ما يظهر على أيدي الأنبياء 
والأولياء» قال الشيخ أبو طاهر: وهو فرق ظاهر وهو معنى قول المشايخ : المعجزات علامات 
صدق حيث وجدت فلا تظهر على أيدي الأولياء عند دعواهم النبوة لأنها لو وجدت عند ذلك 
لانقلب الصدق كذباً وهو محال انتهى. 


رفإن قلت): هذا المفرق دمن المعجزة والكرامة فما الغرق سين المعجزة والسحر والشعيذة؟ 
(فالحواب): : كما قاله الشيخ أبو طاهى ر رحمه الله : إن الغرق بين المعجزة والسحر ونحوه 


تعالى. قال واعلم أن الهواء لا يسمى ريحاً إلا إذا تحرك» وتموج فإذا اشتدت حركته كان 
زعزعاً وإن لم تشتد كان رعناء وهو ذو روح يعقل كسائر أجزاء العالم وهبوبه تسبيحه تجري به 
الجواري» ويطفأ به السراج؛ وتشعل النار وتتحرك المياه؛ والأشجار ويموج البحر وتزلزل 
الأرض ويرجي السحاب قال: واعلم أن روح المياه من الهواء» ولو سكن الهواء لهلك كل 
متنفس وكل شيء في العالم متنفس وتأمل الإنسان إذا حمي بدنه في زمن الصيف يحرك الهواء 
بالمروحة ليبرد عنده ما يجده من الحرارة لما في الهواء من برودة الماء فإن صورة الهواء من 


الماء وقال في قوله تعالى: وين كل تَأْحَُيُونَ لَحَما طَرريًا» [قاطر: 5 اعلم أن الله تعالى ما 


56 لجزء الأول ه ن اليوايت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 
إن السمعجرة 0 شي أو أ ها بعد النبي مانا والسحر سمر يبع ١‏ لروال. امنا العرق بين المعجرة 
والشعلة مهو أن المعص _ لمعجزة يظهرها النبيى على رؤوس الأشهاد و عظماء الملاد والشعبذة إنما يروج 
أمرها على الصغار و سعناء العقول وجهلة الناس 9 قال القرويني ز ححميك الله وهل اشتلف أ لناس 

فى السح وأثره فقيل : إنه يمكن يه تبديل الصورة فيتلب الانسان كلباً أو تمساحاً أو حمارا 
قال م والعلاهر أن أمثال ع 0 اقات العوام سهان 1 2 للسوة وأطال شي 0 الو نحيات 
و القلغطيريات في كمابه سر اج العقول» كال : والسحر في اللعة إراعة الباطل في صورة الحسىن 
ومنه وقت السى للفجر الكاذب وأما الشعبذة فهى منسوبة إلى رجل اسمه شعبان وهو معرب 
وآصله خفة اليد في تقليب الأشياء. والسحر عندنا حق على معنى أله ثابت واقع وأنكر المعتزلة 
والروافضص والدهرية السحر والدليل على صلبحدة إجماع الامم سلما وخلفا وإجماع أهل الكتاب 


كلهم سس اهنا والروم والغرس وآيات القران ناطقنة بذلك 0 الْسْيِ خخ محيي الدين 5 الياس 


الأحد والسبعين ومائتين في قوله تعالى: #يِتَمَلَمُونَ مِنْهُما مَا ا بد بَيْنَ المره وروجو؟# 
[لابده: ؟١٠]:‏ أعلم أن الله تعالى إنما كره التفريق وذم فاعله تدبا إلى الألغة وانتظام الشمل ولما 
علم الله تعالى أن الافتراق لا بد منه لكل مجموع مؤلف لحقيفة خفيت شرع الطلاق رحمة 
بعباده ليكونوا تحت الإذن في جميع أفعالهم محمودين غير مذمومين إرغاما للشيطان ومع هذا 
فقد ورد أبغشر الحلال إلى الله الطلاق. وذلك لأنه رجوع إلى العدم إذ بائتلاف الطبائع الور 

جوب التركيب وبعدم الانتلاف. كان العدم وكان تعطيا اليا الالهية عن التأثير 0 أهل 


ان فلأجا هذه الرائحة كره التفريق بين الزوجين 0 الاجتماع انتهى . 
(فإن قلت): فما عر ف بين المعجرة والكهانة؟ 


(تالحواب) : أن أل رف متهيهنا هو أن المعجزة فعل حار للعادة مقرر ل بالتحدي يشوم 
مقام تصديق ألله تعالى النبي ؛ بالقول كنا 0 ٠.‏ وأما الكهانة فهي كلمات حمر ىٍ 0 لسأن الكاهن 
وخافرالق ورمما تخالف والنبي لا يكون قط إلا كامل . المخلح والخلق وأما الكاهن فيكون مختل 
العشل تاقفص الخلق رونا فإن ادعى النبوة يكهانته فريما قابله بدعواها كاهمن حر قاذ وكيك 
لس ف بينهما البتة بخللااف النبوة فإن ١‏ 0 إذا ل ى بالمعجزة وقابله مداع اك 5 جور أن 


له معجرة مل مععجرزم الصادى وو قد مخدمنا أن المعجزة تصديق ألله للصادق فكيفت تكون 


1 
10 


جعل تكوين دواب البحر الملح إلا فى العذب منه خاصة فإن الله تعالى أجرى فى قعره عيئاً 
وأنياراً غدية وجعل الأرضص فسا من الهواء فيطرأ التعشين من ذلك فكلون حيوانات اليحر الملح 
في الماء العذب ولولا وجود الهواء فيه والماء العذب ما تكون فيه حيوان ألا ترى البخار 
الصاعهاد من الأتهار. والبشخار الصا اعد ى : الأرفى ومن البحر كيف يخرج كما يخرج النفسن ه 


ا 


المتنس. فيطلت زكنه الأعظم فيستحيل منه ما يستجيل ويلحى تعتصيره ما يلحى على قذر ما 


سبق في علم الله من ذلك فهو دولاب دائر منه يخرج وإليه يعود. وقال فى قوله تعالى: #ان 


المبحث التاسع والعشرون: في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه 59 
تصديقاً للكاذب والله تعالى لا يصدق الكاذب والله تعالى أعلم. 
(فإن قلث): فما وجه استحالة المعجزة على يد الكاذب؟ 


(فالجواب): وجه ذلك أن الناس قد أشبعوا القول في استحالة المعجزة على يد الكاذب 
وكان ذلك كالإجماع على استحالتها . 


(فإن قيل): إذا جوزتم إضلال الله تعالى الخلق وإغواءهم فما يشعركم أنه تعالى يظهر 
الآيات على أيدي الكاذبين إضلالاً وإغواء ومعلوم أن ساحة ربوبيته تعالى بريئة من وجوب 


(فالجواب): أ ننا إنما جوزنا الإضلال لنصوص القرآن مثل قوله: «#يْضِلُ بو حكديا » 
[البقرة: 11] وقوله: «#وَيْضِلٌ أله للامة4 يراب : ”] وغيرهما من الآبات وإنما ا 
لا يؤدي إلى المحال فإن كل ما أدى إلى المحال فهو محال والمحال» لا يكون مقدوراً البئة 
وذلك من وجوه: إما أن يقع على خلاف المعلوم وإما أن يتناقض الدليل والمدلول فيه وإما أن 
بلتبس الدليل بالمدلول وإما أن يؤدي إلى تعجيز القدرة وتكذيب الحق تعالى فهذه أربعة وجوه 
تؤدي إلى المحال فلا تتعلق القدرة بها والمعجزة على يد الكاذب من جملته لأن المعجزة 
مقرونة بالتحدي نازلة منزلة قول الحق تعالى لذلك الرسول: صدقت وأنت رسولي. كما مر 
وتصديق الكاذب من المحال لذاته وعينه إذ كل من قال له : أنت رسولي صار رسولاً خوج 
عن كونه كاذياً والجمع بين كونه كاذباً 0006 صادقاً محال والله أعلم . وقد ذكر الشيخ أبو بو 
طاهر أن بعض الأئمة قال: إظهار المعجزة على يد الكاذب من المقدورات بناء على أن ما علم 
لله أنه سيكون لا يسخرج عن كونه مقدوراً وخلاف المعلوم لا يكون مقدوراً ثم الذي نقول به: 
إن ذلك ولو كان مقدوراً فلا يقع ذلك قطعاً كما لا ينقلب العلم جهلاً وأطال في ذلك في كتاب 
«سراج العقول» فراجعه إن شئت وحاصله أن شرط المعجز أن يكون ناقضاً للعادة لأن الفعل 
المعتاد يوجد مع الصادق والكاذب وأن يكون في أيام التكليف لأن الذي يظهر في القيامة من 
انفطار السماء وتكوير الشمس أفعال ناقضة للعادة وليست بمعجزة لأن الآخرة ليست بدار 
تكليف وأن يكون مقروناً بالتحدي لأنه قد يحصل أحياناً أفمال ناقضة كالزلازل والصواعق 


ألَيِى حَلَقَّ متم وت ومن الْأرْضٍ يعَْهْنَّ4 [الطلاق: ؟1). اعلم أن طبقات الأرض سبع كطبقات 
السموات في كونها واحدة فوق واحدة قال 24: «فيمن غصب شيراً من الأرض طوقه من سبع 
أرضين» وذلك أنه إذا غصب شيئا من الأرض كان ما تحت ذلك المغصوب مغصوبا إلى منتهى 
الأرض السابعة ولو لم تكن طباقاً بعضها فوق بعض لبطل المعقول من هذا الخبر وكذلك الخبر 
الوارد في سجود العبد على الأرض من أن يظهر الله ذلك الموضع بسجدته إلى سبع أرضين 
وقوله: «ايَرُلٌ الأ ينبن [الطلاق: ؟1] أي اين الستواات وا رس ربواواكا 2 أرض! وميم 
لقال بينهما. قال: وهذا الذي قررناه هو الظاهر» وهو الذي أعطاه 5ة كشفنا والله أعلم. وقال في 


4" الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وليست بمعجزة لأنها لم تكن مقرونة بذلك وأن يكون على وجه الابتلاء لأنه لو تلقن إنسان 
سورة من القرآن ثم مضى إلى قبيلة بعيدة لم تبلغهم الدعوة وتنبأ هناك لم تكن معجزة والله 
سبحانه وتعالى أعلم ؛ فتأمل في هذا المبحث فإنه نفيس والله أعلم. 


الميحث الثلاثون: 
في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه 
إرسال الأنبباء عليهم الصلاة والسلام 


اعلم أن الأصل في هذا المبحث قوله تعالى : #وَبَا كا مُعَزْينَ حَقٌّ بسك رَُولًا4 [الإسراء : 
6]. فما عانكل بعد [ إرسال الرسل إلا من لم ينصح نفسه ممن حقت عليه كلمة العذاب والشقاء 
الأبدي. قال الشيخ محيي الدين رحمه الله: واعلم أن جميع الحدود التي حدها الله. أي: 
قدرها الرب سبحانه وتعالى هذه الدار لا تخرج عن قسمين: قسم يسمى سياسة حكمية بكسر 
الحاءء وقسم يسمى شريعة وكلاهما إنما جاء لمصلحة بقاء الأعيان الممكنات في هذه البار 
وسلامتها من الفساد فأما القسم الأول: فطريقه الإلقاء بمثابة الإلهام عندناء وذلك لعدم وجود 
شريعة بين أظهر أهل ذلك الزمان فكان الحق تعالى يلقي في نظر نفوس الأكابر من الناس 
الحكمة فيحدون الحدود ويضعون التواميس في كل مديئة وجهة وإقليم بحسب المزاج الذي 
تقتضيه طباع تلك الناحية فانحفظت بذلك أموال الناس ودماؤهم وأهلوهم وأوحامهم وأنسابهم 
وسموها نواميس ومعناها أسباب خير لأن الناموس في الإصلاح هو الذي يأتي بخير عكس 
الجاسوس فهذه هي النواميس الحكمية وضعها العقلاء عن إلهام من الله تعالى من حيث لا 
يشعرون لأجل مصالح العالم ونظمه وارتباطه انتهى. وقال في الباب السابع والستين وثلاثماثة : 
اعلم أنه إنما يتعين استعمال النواميس الوضعية والقوانين السلطانية في أيام الفترات وذلك 
ليجمع الله تعالى باستعمالها شمل العالم قال: وما حرم الله تعالى كل من وضع ذلك إجراماً من 
باب إري أنه لا يض يضيٌ عر لْمْحْسِنِينَ4 [التوبة: .]1٠١‏ قال: وأما استعمال النواميس والقوانين 
في زمن الشرائع فل بيني استجمالها إلا إن رفت لخر ئع لأنه يحرم على كل حاكم أن يتعدى 
شريعة نببه يقد قال تعالى: #وَمن لَّرَ يححكم يمآ أَنزْلٌ أمَدُ َأوْليكَ هم لْقَسِوورتَ؟» [المائدة: 407]. 


قوله تعالى : طوَيَمَلمَا بن ألَْآه كُلّ شَيْءٍ حَنَ ملا م4 [الأنبياء: .]٠‏ اعلم أن العالم كله في 
قبضة الحق لا يمكنه الانفكاك عن ذلك والانقباض فى المقبوض يبس بلا شك فهو يطلب بذاته 
لغلبة الببس عليه ما يرطبه وقوله: لأفلا بِيْمئرْن4 [الأنبياء: 0] أفلا يصدقون. بذلك لمجواز 
خلافه عقلا الذي هو ضد الواقع فإنه لو غلب عليه البرد والرطوبة هلك ولم يكن له شفاء يحيا 
:اتج ذو البو دكات عالق رذنك السال ركبلا عن الثار كبشم نه عولد لت من 
الزوواة والدوى كاك اتحيانه نيوا ذيقال فى تللك: التهالة وهلا نون (المراف فزدمي ود عمق بولق 
أفرطت عليه الحرارة والرطوية لكانت حياته بالتراب وكان يقال في هذه الحالة: وجعلنا من 


المبحث الثلاثون: في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان ؟ 


وقال أيضاً في الباب التاسع والثلاثين وثلائماثة: اعلم أن الشرع شرعان: شرع منزل إِلّْهِي 
وشرع حكمي سياسي عند فقد هذا الشرع فلا تخلو أمة عن نذير يقوم بسياستها لبقاء المصلحة 
في حقها سواء كان ذلك الشرع إِلْهياً أو سياسياً. 

(فإن قلت): فهل كان لواضعي هذه النواميس علم بأنها مقربة إلى الله تعالى أم لا؟ 

(فالجواب): أنه لم يكن لهم علم بذلك كما أنه لم يكن لهم علم بأنه ثم بعثٌ ولا حشر 
ولا ئشر ولا ميزان ولا حساب ولا صراط ولا جنة ولا نار ولا شيء من أحوال الآخرة جملة 
لأن ذلك ممكن وعدمه أيضاً ممكن ولا دليل لهم في أحد الممكنين بل رهبانية ابتدعوها فلهذا 
كان مينى نواميس الحكماء ء في كل زمان على إبقاء الصلاح في هذه الدار لا غير وغاية علمهم 
أنهم انفردوا في نفوسهم بالعلوم الإلهية من توحيد الله تعالى وما ينبغي لجلاله من التعظيم 
والتقديس وعدم المثل والشبيه وصاروا يحرضون الناس على النظر الصحيح فكان جل أشغالهم 
في ذلك فلما عرفوا ذلك شرعوا في البحث عن حقائق ق نفوسهم حين رأوا أن الصورة الجسدية 
إذا ماتت ما نقص من أعضائها شيء فعلموا أن المدرك والمحرك لهذا الجسم أمرٌ آخر زائد عليه 
فبحثوا عن ذلك الأمر الزائد فعرفوا نفوسهم وما حده لهم عقلهم لا غير فأورثهم ذلك ترددا بين 
التنزيه والتشبيه وحيرة من إثبات المعرفة ونفيها في حق العالم فلما أورثهم ذلك ما ذكر رحمهم 
الله تعالى بإرسال الرسل وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع وثلاثين وثلاثمائة فراجعه والله 
تعالى أعلم. وأما القسم الثاني : المسمى بشريعة حقيقة هو ما جاء على لسان الصادق 
المصدوق من سائر الأحكام التي ليس للعقل فيها مدخل إلا من حيث قبولها والإيمان بها لا 
غير» كما مر في مبحث المعجزات إذ لو اشتغلت العقول بأمور سعادتها لكان وجود الرسل 
عبثاًء ومعلوم قطعاً أن كل إنسان منا يجهل بالضرورة مآله وإلى أين ينتقل كما يجهل أيضاً 
أسباب سعادته إن سعد أو شقاوته إن شقي وذلك لجهله بعلم الله السابق منه وبما يريده به 
ولماذا خلقه فهو مفتقر بالضرورة إلى التعريف الإلهي له بذلك ولولا إرسال الرسل ما عرفنا 
الفرق بين الطاعة والمعصية ولا تميز أحد من أهل القبضتين عن الآخر. . فعلم أن إرسال الرسل 
قامت حجة الله تعالى على عباده وظهرت وما سعد من سعد إلا بالقسمة الإلهية وما شقي من 
شقي إلا بها وليس للرسل عليهم الصلاة والسلام أثر في ذلك إن عَيَكَ إِلَا ك4 [الشورى: 


] لون ات» لمر 00 وكذلك ليس لإبليس أثر ي الإضلال 0 


التراب كلل شيء حي. وأطال في ذلك. وقال حيثما أضيف الرزق إلى الله تعالى فالمراد به 
الحلال الطيب من حيث الكسب وكل ما كان به حياة العيد فهو رزق الله وليس فيه تحجير ومن 
هنا كان المضطر لا حجر عليه فعلم أن الحرام لا ينبغي إضافته إلى الله تعالى أدبا . 


55 الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


يصدق فيه الكذوب وكذلك إذا أمر الرسول أمته بفعل شيء مثلاً فلسان حالهم يقول: هل نفعل 
ما قسمه الحق لنا أم لم يقسمه فلا يسع الرسول أن يقول: افعلوا ما قسمه لكم فإذا قالوا: هل 
نفعله في الوقت الذي قسم لنا الحق تعالى فعله فيه أو قبله يقول لهم الرسول: في الوقت الذي 
قسم لكم أن تفعلوه فيه ولكن سلطان الأمر الإلهي متوجه عليكم أن تفعلوا ذلك في الوقت 
المضروب لكم شرعاً لا وقت إرادة نفوسكم وهنا تدحض حجتهم . 

(فالجواب): ليس للحيوانات رسل منهم وإنما ذلك خاص بالجن والإنس وقد أفتى 
المالكية بكفر من قال: إن في كل جنس من الحيوانات نذيراً متها لها. 2 

(فإن قلت): فما تقولون في قوله تعالى: #وإن بَنْ أَنّةِ إلا خَلَا فيا تيو [فاطر: 74]. 
وفي قوله: لله أَمُمُّ أَسَالْكٌ 4 [الأنعام: +05؟ 

(فالجواب): إن هذاعام متصوص بالجن والإئس فإنه'قد ورد في الكلاب أنها أمة من 
الأمم وكذلك النمل والفيران ولم يرد لنا دليل قاطع بأن لها نذيراً منها فإياك والغلط . 

(فإن قلت): فمتى ينقطع حكم التكليف في حق الأمة؟ 

(فالجواب): ينقطع التكليف في حق أهل الجنة وأهل النار بالموت ما عدا أهل الأعراف 
إلا أن يخروا ساجدين يوم القيامة فترجح ميزانهم بتلك السجدة ثم يدخلون الجنة فإنه لولا أن 
تكليفهم باق إلى ذلك الوقت ما نقعتهم تلك السجدة ولا رجحت ميزائهم بها. 

(فإن قلت): فما أول وقت كان فيه تكليف الروح؟ 

(فالجواب): هي مكلفة من يوم #أأَلْسَتُ يريك 4 [الأعراف: 171] قلولا "أن تكليفها وفعلها 
موجود ذلك اليوم ما خوطبت ولا أجابت وعلى ما ورد في الحديث من الامتحان للأطفال 
والمجانين وأصحاب الفترات على لسان رسول يوم القيامة يرسل إليهم فيقوم بعث ذلك الرسول 
في ذلك اليوم مقام بعث الرسول إليهم في دار الدنيا فمن أطاعه نجا ودخل الجنة ومن عصاه 


(قلت): ومن هنا كان من أدب الفقراء أن لا يأكلوا إلا عند الجوع لتخف الشبهة في 
الشبهات وليكونوا في حال أكلهم تحت أمر واجب أو مستحب بخلاف الأكل من غير اللجوع 
فافهم وأول مراتب الجوع اشتغال الأمعاء بأكل بعضها بعضاً لعدم الطبيعة التي بها غذاؤها والله 
أعلم. وقال في قوله تعالى: #إِنّمْ يرَسَكُمْ هْوٌ مَهَِلُمُ ين حَيَتُ لا لوْيم4 (الاعراف: 2657 الآية. 
اعلم أن الله تعالى وصف الجن باللطافة وخلقهم من مارج من نار والمرج الاختلاط فهم من نار 
مركبة فيها رطوبة المواد ولهذا يظهر لها لهب واللهب حار رطب . قال ٠:‏ واعلم أن الشياطين من 
الجن هم الأشقياء البعداء من رحمة الله خاصة وأما السعداء فأبقى عليهم اسم الجنس وهم 


المبحث الثلاثون: في بيان حكمة بعئة الرسل في كل زمان 546 


وخالف أمره هلك ودخل النار ليقوم العدل من الله تعالى في عباده بعد إقامة الحجة والله أعلم. 
وقد رأيت في كتاب سراج العقول للإمام أبي طاهر القزويني في الباب اللخامس والثلاثين منه ما 
نصه: اعلم أن الله تعالى قد خلق جميع الكائنات من فضله وكرمه بعد أن لم يكن للكرن أثر 
ولا للمكون خبر ثم أنه تعالى لما خلقهم من فضله لم يتركهم سدى هملاً غافلين عما يرجع 
إلى مصالحهم في الأمور الدينية والدنيوية ولما كان الجليل جل جلاله منزهاً عن المجيء إليهم 
والنزول عليهم ولم يكن كلامه بحرف ولا صوت حتى يسمعوا كلامه كفاحاً بعث إليهم منهم 
رسلاً مبشرين ومنذرين ليبلغوا إلى أسماع عباده كلامه وقد ألم يعض الشعراء بهذا المعنى فقال: 
ولحعاا لصيو أن ناه حي وزاد اللنزاع وجبد القسهام 
سعيد إليك برجل الرسول وناجاك عنى لسانالقلم 
قال تعالى: ليسلا مُنشَرِبنَ دَمنَذِرِنٌ لتلا يَوْنَ لايس عَلَ الله به بعد بَعَدَ سل 4 [النساء: 
54 إن "اليل تعالى من جحلة فصل علحا (رسال الربيل إبنا كماءأنه خلقناابنتضله من القدم :]د 
لا يجب عليه تعالى شيء ألبتة. 
(فإن قلت): فما حقيقة النيوة؟ 
(فالحواب»): هو خطاب الله تعالى شخصاً بقوله: «أنت رسولى واصطفيتك لنفسى». كما 
مر في المبحث قيله الله أعلم حيث يجعل رسالته. ١‏ 1 
(فإن قلت): فهل النبوة مكتسبة أو موهوية؟ 
(فالحواب): ليست النبوة مكتسبة حتى يتوصل إليها بالنسك والرياضات كما ظنه جماعة 
من الحمقى فإن الله تعالى حكى عن الرسل بقوله : : طثالك لَهُمْ مُسْلهُم إن عن إلا تر ينذسكم 
َلك أله يَمْنّ عل من يَمَآهُ مِنْ عبادو» [إبراهيم: ]١١‏ وأمر النبي يل أن يقول: #سُبََانٌ يَقَ 
م ل ل ل تعالى كما مر خلافاً للمعتزلة 
ومن تابعهم من قولهم: بوجوب النبوة عقلاً من جهة اللطف والحق أنها جائزة عقلاً واجبة 
تواترأ ونقلاً ينتهي إلى المعاينة وهي من فضل الله ورحمته وتدبيره في الملك والملكوت بأوامره 
ونواهيه على من يشاء كيف يشاء وعلى هذا فالنبوة صفة راجعة إلى اصطفاء الله شخصا بخطابه 
الجان والجان خلق بين الملائكة والبشر الذي هو الإنسان وهو عنصريء» ولهذا تكبر فلو كان 
طبيعياً خالصاً من غير حكم العنصر ما تكبر وكان مثل الملائكة وهو برزخي النشأة له وجه إلى 
الأرواح النورية بلطافة النار منه فله الحجاب والتشكل وله وجه إلينا أيضاً به كان عنصرياً ومارجاً 
فأعطاه الاسم اللطيف أن يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يشعر به وأطال في ذلك ثم قال: 
فالاسم اللطيف هو الذي جعل الجان يستر عن أعين الئاس فلا تدركهم الأبصار إلا متجسدين 
والله أعلم. وقال في الباب الثاني ومائتين ما نصه اعلم أن آداب الشريعة كلها ترجع إلى ما 
نذكره وهو أن لا يتعدى العبد في الحكم موضعه في جوهر كان. أو في عرضء أو في زمان؛ 


5 الجزء الأول عن اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ولو بواسطة الملك ولا ترجع إلى نفس ذلك الشخص الذي هو النبي حتى إنه يقال: استحق 
النبوة لذاته وإذا كانت كذلك فلا تبطل بالموت كما لا تبطل بالنوم والغفلة من قال: أن النبوة 
مأخوذة من النبأ وهو الخبر إذ هو المخبر عن الله تعالى ومن مات لا يخبر نقول له: حكم النبوة 
باق عليه أبدأ حياً وميتأ كما أن حكم نكاحه كذلك. وفي الحديث: «زوجاتي في الدنيا زوجاتي 
في الآخرة». وفي الحديث أيضاً: «الآنبياء أحياء في قبورهم يصلون». وقد أفتى المالكية 
وغيرهم بكفر من قال: إن النبوة مكتسبة والله أعلم. 

(فإن قيل): هلا أرسل الله تعالى الملائكة فإنهم كانوا بهيئتهم الملكية أدعى إلى الحق 
والاستجابة لهم وكانت الكفرة لا تقول: أأْبَت ‏ وَبِدًا تَيَحم) [القمر: +؟). 

(فالجواب): أن هذا السؤال قد سبق من كفار مكة وأجاب الله تعالى عن ذلك بقوله 
تعالى: #كُل لَرَ كت فى الْلْضٍِ ملبحكة شرت مظَيئْينَ دا متهم ير السَمَل ملَسكًا دَْ) 
4069 [الإسراء: 55] وقال تعالى : «ر] جاه لسكا أله يشل سنا لبه قن بلشورت 
59 [الأنعام: 4]. والمعنى في ذلك أن في الرسالة امتحاناً واختباراً فينظر تعالى وهو العالم 
بما يكون قبل أن يكون هل يقوم بهم داء الحسد فلا يطيعون ذلك الرسول أو يطيعونه وذلك أن 
الحسد موضوعه أن يكون بين الجنس الواحد فليس بين البشر والملك حسد ولذلك طلب كقار 
مكة أن يكون الرسول إليهم ملكاً لعدم الحسد بينهم وبين الملك بخلاف محمد عل وأيضاً 
فإن عامة البشر لا تطيق أن ترى الملائكة بأعيانهم وصفاتهم في صورهم فضلاً عن أخذ الكلام 
عنهم وإنما يستأنس الجنس بالجنس ولا عجب من أن يفزع الآدمي من صورة الملك الذي يسد 
الخافقين بنشر جناح واحد. ولقد بلغنا أن الله تعالى خلق عجائب في أعالي الهند وأقاصي بلاد 
الصين وجزائرها أناساً إذا أبصروا أحداً منا خروا لوجوههم ميتين ولو أبصر منا واحدٌ صورة 
أحدهم لالشقت مرارته خيفة منه وفي القصر المشيد خلق لا يقع بصر أحد منا عليهم إلا ترامى 
فمات لوقته ولقد ربطوا إنسانا بمحبال وثيقة وقالوا له: انظر ونحن نمسك فنظر إليهم فتمزع من 
الحبال ونزل إليهم قطعاً قطعاً. وحديث بدء الوحي مشهور فإن رسول الله وده مع قوته 
وشهامته لما رأى الملك أولاً بحراء قاعداً على كرسي بين السماء والأرض» وله صوتٌ هائل 


أو في مكان. أو في وضعء أو في إضافة. أو في حال؛ أو في مقدارء أو عدد. أو في مؤثر) 
أو في مؤثر فيه فأما أدبه في الجوهر فهو أن يعلم العبد حكم الشرع في ذلك فيجريه فيه 
بحسبه وأما أدب العبد في الأعراض فهو ما يتعلق بأفعال المكلفين من وجوب» وحظرء 
وإباحة» ومكروه» وندب وأما أدبه في الزمان قلا يتعلق إلا بأوقات العبادات المرتبطة بالأوقات 
فكل وقت له حكم في المكلف ومئه ما يضيق وقته ومنه ما يتسع وأما أدبه في المكان كمواضع 
العبادات مثل بيوت الله فيرفعها عن البيوت المنسوبة إلى الخلق ويذكر قيها اسمه وأما أدبه في 
الوضع فلا يسمى الشيء بغير اسمه ليغير عليه حكم الشرع بتغيير اسمه فيحلل ما كان محرماً 


المبحث الثلاثون: في بيات حكمة بعثة الرسل في كل زمان باه ؟ 


امتلأ منه رعباً وهوى من الجبل إلى الأرض وجاء إلى بيت خديجة وهو يقول: زملوني فعلى 

هذا لو بعث الله تعالى ملائكة رسلا إلى عباده لفروا منهم ولم يطيقوا سماع كلامهم بل ريما 

صعقوا من هيبتهم وماتوا كما قال تعالى: ولو أَرَلَا ملكا لَْيِىَ القَدنُ خُدّ لا ميرت [الأنعام : 

4]. أي: لماتوا من هيبته في الحال فقد بان لك فائدة كون الرسول من جنس المرسل إليهم 

ل ل ا ل ل و «إخرٌ ألنِى بَمَتَ في 

ل و ميم 4 [الجمعة: ؟] . وقال تعالى أيضاً: «#وَما أَرَسَلَنَا من رَسُولٍ لَه بان د 
إخبقرت لتم 4 [إبراعيم : ]- 

م فما التحقيق في قوله: أَفَكُلَمَا جآُ رَسْولٌ يما 01 جز أنشدق استكيم » 
[البقرة: 417] هل جميع ما جاءت به الرسل مخالف لهوى النفس من كل وجه أم بعضه موافق 
لهوأاها؟ 

(فالجواب): كما قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائتين: إن الشرع 
لم يجىء لنا إلا بمساعدة الطبع فلا ندري من أين جاء الإنسان المشقة والكلفة وإيضاح ذلك أن 
الصفات التي جبل عليها الإنسان لا تتبدل فإنها ذاتية له في هذه النشأة الدنيوية والمزاج الخاص 
فلا يكاد يفارق الجبن» والبخل» والشحء والحسدء والتكيرء والغلظة وطلب القهر وأمثال ذلك 
ثم لما سيق في علم الحق تعالى أن هذه الصفات لم تكن تتبدل جعل الله تعالى لها مصارف 
وأمر بصرفها إليها حكماً مشروعاً فإن تبعت النفس تلك المصارف سعدت ونالت الدرجات 
العلاء عن إتيان المحارم لم تتوقعه من المضرة لها دنيا وأخرى وشجت كذلك بدينها أن تقع 
في شيء ينقصه وحسدت من أنفق المال ابتغاء مرضاة الله وطلب العلم على وجه الإخلاص 
وحرصت على الخير أيضاً وتكبرت وتعززت بالله على من تكبر عن أمر الله وأغلظت القول 
والفعل في المواطن التي أمرها الله تعالى بها وطلبت القهر والغلبة لمن ناوأ الحق وقاواه فقد بان 
0 
الحق تعالى إليها ليحمدها ربها وملائكته ورسله وبيان ذلك أيضاً أن الحق تعالى لم يحجر على 
العيد الا متعيد لبي بالكل وإنها تر علنه البعفى وما غلك الناس إلا سلطات الأغر امن قزنه 
الذي أدخل الألم عليهم والمكروه ولو أنهم كانوا صرفوا أغراضهم إلى ما أراده لهم خالقهم 


ويحرم ما كان محللاً كما في حديث سيأتي على أمتي زمان يظهر فيه أقوام يسمون الخمر بغير 
اسمها أي: فتحاً لباب استحلالها بالاسم» وقد تفطن لما ذكرناه الإمام مالك رحمه الله تعالى 
فسئل عن خنزير البحر فقال: هو حرام فقيل له: إنه من جملة سمك البحر فقال: أنتم سميتموه 
خنزيراً فانسحب عليه حكم التحريم لأجل الاسم كما سموا الخمر نبيذاً أو تريزاً فاستحلوها 
بالاسم وقالوا: إنما حرم علينا ما كان اسمه خمراً وأما أدب الإضافة فهو مثل قول الخضر 
#تََرْدتٌ أَنْ باك [الكهف: 04] وقال: فأردنا أن يبدلهما ربهما وذلك للاشتراك بين ما يحمذ 


554 الجرء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


واختاره لهم لاستراحوا وأطال الشيخ في ذلك. 

(فإن قلت): قوله تعالى: #أتُورٌ عل ثور مَبَدى أَلَهُ لثوري من يمَآُ» [النور: 0"]. هل هو لور 
العقل مع نور الشرع أو غير ذلك؟ 

(فالحواس): كما قاله الشيخ محيي الدين: أن المراد بهذين النورين نور الشرع مع نور 
التوفيق والهداية» فلولا اجتماع هذين النورين ما كمل حال المكلف وذلك لأن النور الواحد 
وحده لا يظهر له ضوء ولا شك أن نور الشرع قد ظهر كظهور نور الشمس من حين إرسال 
الرسل عليهم الصلاة والسلامء ولكن الأعمى لا يبصر ذلك كما لا يبصر الخفاش شيئاً في ضوء 
النهار ولذلك من أعمى الله تعالى بصيرته لا يؤمن به لعدم إدراكه ذلك النور ولو كان نور 
البصيرة موجوداً ولم يظهر للشرع نور لم يدر صاحب نور البصيرة أين يسلك ولا كيف يسلك 
لأنها طريق مجهولة لا يعرف ما فيها ولا ما تنتهي إليه. فعلم أن الماشي في هذه الطريق إن لم 
يحفظ سراجه من الأهواء وإلا هبت عليه رياح زعازع أطفأته وأذهبت نوره ومرادنا بالزعازع كل 
شيء يؤثر في نور توحيده وإيمانه فإن هبت ريح لينة أمالت سراجه ولسانه يعني : السراج حتى 
يحار في الطريق فتلك الريح كتبعات الهوى في فروع الشريعة وهي المعاصي التي لا يككفر بها 
الإنسان ولا تقدح في توحيده وإيمانه انتهى . 

(فإن قلت): فهل يشترط في وقوع العذاب على من خالف الرسل ثبوت رسالتهم عنده؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس والسبعين وثلاثمائة» نعم يشترط ثبوت 
رسالتهم عنده ذلك حتى يبني عليه وجوب امتثال أمره واجتناب نهيه. 

(فإن قلت): فما صورة ثبوت الرسالة؟ 

(فالجواب): أن تقوم الدلالة الظاهرة عند كل شخص ممن بعث إليهم سواء كانت 
بواسطة التواتر وبإشراق نور فى القلب» فرب آية يكون فيها غموض أو احتمال بحيث لا يدرك 
معتاها بعض الناس ولا يعرف وجه دلالتها فلا بد أن يكون الدليل على صحة الرسالة واضحاً 
في غاية الوضوح عن كل من قام له حتى يثبت عنده أنه رسول وحينئذ إن جحد بعد ما تبين 


وم م عا 


وتيقن تعينت مؤاخذته ولذلك قال تعالى: «وم قا معذيين حَق يسك سول #4 [الإسراء: ]1١8‏ ولم 


ويذم وقال: فأراد ربك لتخليص المحمدة فيه فأفاد أن الشيء الواحد يكتسب ذماً بالنسبة إلى 
جهة ويكتسب حمداً بالإضافة إلى جهة أخرى» وهو هو بعينه وإنما تغير الحكم بالنسبة وأما 
أدب الأحوال كحال السقر في الطاعة» وحال السفر في المعصية فيختلف اللحكم بالحال وأما 
الأدب في الأعداد فهو أن لا يزيد في أفعال الطهارة على أعضاء الوضوء ولا ينقص وكذا القول 
في أعداد الصلوات والزكوات ونحوها وكذلك لا يزيد في الغسل عن صاع والوضوء عن مله 
وأما أدبه في المؤثر فهو أن يضيف القتل أو الغضب مثلاً إلى فاعله ويقيم عليه الحدود وأما أدبه 


المبحث الثلاثون: في بيان حكمة بعئة الرسل في كل زمان 2 54 


يقل: نبعث شخصاً لأنه لا بد أن تعبت رسالة المبعوث عند من وجه إليه كما مرء وفي هذه 
الآية رحمة عظيمة للأمة لما الخلق عليه من اختلاف الفطر المؤدي ذلك إلى اختلاف النظر وما 
فعل الله ذلك إلا ليفتح باب الرحمة على من يريد أن يرحمه من عباده. 

(فإن قلت): فما السبب الذي منع العبد من العمل بما سمعه من الدعاء إلى الله تعالى مما 
عنه أو حكمه حكم من علم فلم يعمل فعاقبه الله تعالى على ذلك عدلا منه قإنه تعالى قال: 
لا تَكوْيوا لذت مَالوا سينا وَهُمّْ لا مَْمَمْونَ 409 [الأنفال: .]1١‏ أي: فإنهم سمعوا ذلك 
حقيقة وفهموه لأنه بلسانهمء ثم قال تعالى: رهم لا سَْمَعُونَ#. أي: حكمهم حكم من لم 
يسمع مع اكونهم اموا 

(فالجواب): إن قرائن الأحوال تشهد بالعقوبة لمن يسمع ولم يعمل بما سمع ولكن 
الإمكان لا يرتفع في نفس الأمر في حق الموحدين لما يعرف من سعة رحمة الله وتجاوزه عن 
يسمعون هل يعاقبهم أم لا. 

(فإن قلت): فهل الأولى دعاء الرسول بالإلحاح للمذعو أو من غير إلحاح؟ 

(فالجواب): أن من شروط الداعي إلى الله تعالى نفوذ البصر إلى باطن المدعو وإن رأى 
المدعو يمكنه الإجابة دعاه بالإلحاح وإلا دعاه بغير الإلحاح لإقامة الحجة عليه خاصة ولذلك 
لم تبعث الأنبياء بالأمر بالتوحيد إلا للمشركين فقط» كما ذكره الشيخ في اخر الباب الثاني 
والسبعين من «الفتوحات» قال: وذلك لأنهم أبعد الخلق عن الله تعالى فيعثوا إليهم بالتوحيد 
ليهدوهم إلى طريق الهدى وهذا هو سر إهداء رسول الله يَيةٍ البدن إلى الكعبة مع ذكره فيها أنها 
شياطين ليثبت عتد العقلاء العالمين بذلك أن مقامه يق رد البعداء عن حضرة الله وإنما أشعرها 
في صفحة ستامها الأيمن الذي هو أرفع ما فيها لينبه على كبرياء المشركين التي كانو! عليها في 
تفوسهم» وأيضاً فإن الصفحة مشتقة من الصفح فكان في ذلك إشعار من الله تعالى أن يصفح 
عمن هذه صفته إذا أراد التقريب من حضرة الله تعالى» وإنما جعل في رقايها النعال إشارة إلى 


في المؤثر فيه كالمقتول قوداً فينظر هل قتل بصفة ما قتل به أو بأمر آخر وكالمغصوب إذا وجد 
بغير يد الذي باشر الغصب فهذه أقسام آداب الشريعة كلهاء وقال في الباب الثالث ومائتين: من 
راض نفسه ترقى لمقام رضا الله تعالى عنه» وذلك لأن الرياضة تذليل للنفس شيئا بعد شيء 
ولا تميبز عندها في ذلك بل تحمل البار حباً لما هو عليه من مراضي سيده وتحمل الفاجر 
حمل الله تعالى إياه بكونه يرزقه على كفره به وجحذه إيأها ونسيان شكر رب النعمة ونحو 
ذلك . 


ان الجزء الأول من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


زوال الكبرياء والشيطنة التي كانت في البدن إذ لا يصفع بالنعال إلا أخو الهون والذلة ومن كان 
بهذه المثابة فما بي عنذه كبرياء تظهر وأهدى يه مرة غنماً وهي من الحيوان الطاهر من 
الشيطنة فكان ذلك إشارة منه إلى تقريب الموححدين في ترقيهم في مقامات التوحيد فقد علمت 
أن من حكمة بعثة الرسل أن يردوا الشاردين عن حضرة الله إليها ويرقوا أهلها في درجاتهم والله 
أعلم . 

(خاتمة: في آثار بعثة الرسل): اعلم أن من آثارها وجود القرينين اللذين هما الملك 
والشيطان فمن كان من أهل الفترات فلا قرين له بل هو يتصرف بحكم طبعه لأن ناصيته بيد ربه 
خاصة» فكل ما تمنى في ذلك الزمان من أحوال الموحدين فهو فيه على صراط مستقيم وأما 
من كان في أمة بعث فيها رسول أو خلق في أمة بعث فيها رسول فإن القرينين يلزمانه من حين 
ولادته لأجل وجود الشرع. 

(فإن قلت): إن المولود غير مكلف حتى يبلغ الحنث فلماذا يقرن به هذان القرينان وهو 
لم يكلف؟ 

(فالجواب): إن الله تعالى ما جعل هذين القرينين في حق المولود نفسه وإنما ذلك من 
أجل تربية والديه أو من كان فيهمزه القرين الشيطاني فيبكي أو يلعب بيده فيفسد شيئاً مما يكره 
والداه فساده أو غيرهما فتكون تلك الحركة الموجودة من المولود الغير المكلف شيئا مثيراً في 
الغير ضجراً أو سخطاً كراهية لفعل الله وتقديره فيتعلق به الإثم فلهذا قرن بالصغير الشيطان لا 
لأجل نفسه فإنه ليس له حركة نفسية ولا ربانية حتى يبلغ الحلم. 

(فإن قلت): فإذا كان المولود في زمن لا شرع فيه فهل يقال: إن حركته نفسية أم لا 

(فالجواب) : إذا لم يكن المولود في أمة لها شرع فحركته كلها نفسية من حال ولادته إلا 
أن يموت ما لم يرسل إليه رسول أو يدخل هو في دين إلهي يتعبد به» أي دين كان مشروعاً من 
الله أو غير مشروع وحيتئذ يوكل به القرينان إذ لم يكن للعقل وحده أن يشرع القريات . 

(فإن قلت): فما حكم من يكون على مكارم الأخلاق المعتادة في العرف المحبوبة بالطبع 
المدركة بالعقل؟ 

(قلت): فعلم أنه كلما اتسعت دائرة العبد في المعارف كلما طولب بتحمل الأذى من 
جميع العالم على اختلاف طبقاتهم وأنه كلما علت درجة العبد كلما كثر عصيان أتياعه له لكثرة 
تخلقه بالحتلم والرحمة» وكانوا قبل ذلك سامعين مطيعين له لضيقه ولو أنهم عصوه أيام ضيق 
حاله لتفر ولم يصبر وتفسخ عزمه عن تربيتهم هذا مع أن أسباب المخالفات في زيادات لا تنفك 
حتى تقوم الساعة وكلما كثرت اتسعت دائرة الحلم» والعارف متخلق بأخلاق الحق في ذلك» 
ويؤيد هذا الذي قررناه أن الحق تعالى حبس تسعة وتسعين جزءاً من الرحمة عن أهل الدنيا ثم 


المبحث الثلاثون: في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان أ 


(فالجواب): مثل هذا لا يحكم عليه بحكم يقطع به على الله تعالى فإن العقل لا يدرك أن 
ثم آخرة ولا جنة ولا ناراً ولا حشرا بعد الموت ولا يعرف هذا المدبر لبدنه ما هو وإنما يدرك 
ذلك من جهة إخبار الشارع عن الله عز وجل » كما مر في مببحث المعجزات. 

(فإن قلت): فهل القرينان خاصان بالجن والإنس في دار التكليف أم يكونان لهما 
ولغيرهما حتى في الجنة؟ 

(فالجواب»: أن القرينين خاصان بالجن والإنس في دار التكليف فقط. فإن كل مخلوق 
سوى الإنس والجن مفطور على تعظيم الله والتسبيح بحمده لا يعصي الله ما أمره وكذلك 
أعضاء جسد الإنسان وجسد الجني» ولكن تسبيح هؤلاء الأعضاء لا على جهة للتقريب وابتغاء 
المنزلة العظمى بل ينتعشون بذلك كالأنفاس الداخلة والخارجة وكما يسبح الجن والإنس في 
الجنة والنار؛ فإنه لا على طريق القربة المكلف بها ولا تنسخ لهم قربة لانقضاء زمن التكليف» 
فكل واحدٍ من الخلق هناك على مقام معلوم في تسبيحه وتحميده لكون العادة صارت هناك 
طبيعية تقتضيها حقيقة كل أحد ويرتفع التكليف والوقوع في المخالفات فلا يصير القرين يجد 
شيئاً يكتبه والله تعالى أعلم. 


(تم الجزء الأول ويلبه الجزء الثاني وأوله المبحث الحادي والثلاثون). 


ينشر جميع أجزاء الرحمة في الآخرة فنحن كل قليل نقرب من نشر هذه الأجزاء علينا وما قارب 
الشيء أعطي حكمه فافهم والله أعلم. وقال في الباب السابع ومائتين: اعلم أن معاصي 
الخواص ليست كمعاصي غيرهم حتى يقعوا في المعاصي بحكم الشهوة الطبيعية؛ وإنما تكون 
معاصي الخواص بالخطأ في التأويل وإيضاح ذلك أن الحق تعالى إذا أراد إيقاع المخالفة من 
العارف بالله زين له الوقوع في ذلك العمل بتأول لآن معرفة العارف تمنعه من الوقوع في 
المخالفة دون تأويل يشهد فيه وجه الحق فإن العارف لا يقع في انتهاك الحرمة أبداً ثم إذا وقع 
فى ذلك المقدور بالتريين والتأويل يظهر تعالى له فساد ذلك التأويل الذي أداه إلى ذلك الفعل 
ملاوع لأدر عليه الحادف فإنه عصى بالتأويل فعند ذلك يحكم العارف على نفسه بالعصيان 
كما حكم عليه بذلك لسان الشريعة وكان قبل الوقوع غير عاص لأجل شبهة التأويل كما أن 
المجتهد في زمان فتواه بأمر ما اعتقاداً أن ذلك عين الحكم المشروع في المسألة لا يوصف 
بخطأ ثم في ثاني الحال إذا ظهر له بالدليل أنه أخطأ حكم عليه لسان الظاهر أنه أخطأ في زمان 
ظهور الدليل لا قبل ذلك فعلم أنه لا يمكن لعبد أن يعصي ربه على الكشف من غير تأويل» أو 
تزيين» أو غفلة» أو نسيان أبداً قال: وأما قول أبي يزيد لما قيل له: أيعصي العارف الذي هو 
من أهل الكشف فقال: نعم؟ وكان أمر الله قدراً مقدوراً فلا ينافي ذلك. أي: لأن من أدب 











الا الا 
ب ات 9و «٠‏ م 
-2 هه ب ره 
يؤسََادعمايدالاحادر 
وَمأَسَله 
يلار 
ف بيّان علوم الح الأكبر 
حي لد يبر لكف امتفسسن (ددم) 


_ 4 7 ل م عه 
وهوم ل خب مكتاب لوافح الانوارالمد سيه 
المت رمن المنتوحات الكة 
فخا لمك 
لمجم برقاب بن أمرمنعفي عراف ريرك يا فسفئ 


مياه ميق 


00 ل ل لاس لخ 5 
طبعة جريرة كوة رأرجمة ازيات'لسا نيه الشرصة 


رن هي 


داراجيّاءالنراث لمر مؤسسة النارع العف 














كا نكا لك نك ندهكا 1 








ها 2 3 را 7 2 2 











المبحث الحادي والثلاثون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مم 


المبحث الحادي والثلاثون: 
في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 
من كل حركة أو سكون أو قول أو فعل ينقص مقامهم الأكمل 


وذلك لدوام عكوفهم في حضرة الله تعالى الخاصةء فتارة يشهدونه سيجانه وتعالى؛ 
وتارة يشهدون أنه يراهم ولا يرونه ولا يخرجون أبداً عن شهرد هذين الأمرين» ومن كان مقامه 
كذلك لا يتصور فى ححقه مخالفة قط حقيقية» وإنما هى مخالفة صورية كما سيأئى بيانه إن شاء 
اللاتفال > وسهى هذى فير الأحيان: رمنها عع الام وف الارلناة ا #الأرلياة كلوق 
ويخرجونء والأنبياء مقيمون فيهاء ومن أقام فيها من الأولياء كسهل بن عبد الله التستري 
وسيدي إبراهيم المتبولي فإنما ذلك بحكم الإرث والتبعية للأنبياء استمداداً من مقامهم لا بحكم 
الاستقلال فافهم. إذا علمت ذلك فلنذكر لك نقول المتكلمين في مبحث العصمة ثم نقول 
الصوفية فنقول وبالله التوفيق : 

قال أئمة الأصول: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم معصومون لا يصدر عنهم ذنب» 
ولو صغيرة سهواً» ولا يجوز عليهم الخطأ في دين الله قطعاً وفاقاً للأستاذ أبي إسحاق 
الإسفرايني وأبي الفتح الشهرستاني والقاضي عياض والشيخ تقي الدين السبكي وغيرهم» وقال 
جماعة: لا ينبغي إجراء الخلاف في الأنبياء والمرسلين أبداً وإنما الخلاف في الأنبياء الذين لم 
يرسلواء وهو كلام محشرٌ أدباً وذلك لتوقف حجية الرسل على القول بالعصمة. وأيضاً فإن 
الرسول مشرع لنا بجميع أقواله واقعاله وتتري انسار اله مدق عليه الرتو فى امقعيية اما لصدق 
عليه تشريع المعاصي ولا قائل بذلك أبداء وعبارة الشيخ محبى الدين فى «الفتوحات!: 
واولا جص رميرب العم في ذا لقاع :1ه - وخر إزا عع نر نا لاله 


العارفين مع ربهم أن لا يحكموا عليه بتقييد كأنه يقول: إن كان الحق تعالى قدر عليهم في 
سابق علمه بشيء فلا بد من وقوعه وإذا وقع فلا بد لهم من حجاب أدناه التأويل والتزيين» 
فاعلم ذلك. وقال في الياب الثامن ومائتين من مكر الله الخفي بإبليس اشتغاله بالعارفين 
ليوقعهم في المخالفات وهو تعالى قد حفظهم من مطاوعته في ذلك فهو يعمل دائماً في غير 
معمل فكلما وسوس لولي في شيء خالفه ذلك الولي فيرقى بتلك المخالفة من -حيث لا يشعر 
إبليس فهو لعنه الله ساع في تنقيصهم ليلا ونهاراً: وذلك عين رفع درجاتهم ولو أنه شعر بذلك 
لرجع عنهم قافهم. وقال في الباب التاسع ومائتين: إنما أحال الحق تعالى موسى على الجبل 


كم الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


فمن مقام آخر كأن يخاطب بالتأسي به فيصير ذلك التأسي أصلاً لا يجوز عليه فيه فعل حرام 
قطعا ولا فعل مكروه إلا لبيان الجواز انتهى. وكان إمام الحرمين رحمه الله يقول: من جوز 
وقوع الصغيرة من الأنبياء سهوا قيدها بغير الدالة على الخسة كسرقة لقمة والتطفيف في الكيل 
والوزن بتمرة مثلاآً ثم لا بد أن ينبهوا عليها على الفورء وأما استغفاره يي أكثر من سبعين مرة. 
كما ورد فكان لأجل الترقي في المقامات فكان يستغفر من كل مقام ترقى عنه وثم مقام رفيع 
وأرفع وكان الإمام الجنيد يقول في حديث: إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله تعالى ني أليوم 
والليلة أكثر من سبعين مرة. إن المراد أنه ليغان على قلبي مما اطلعت عليه مما يقع لأمتي 
بعدي من المخالفات فأستغفر الله لهم أكثر من سبعين مرة انتهى. وقال جماعة من علماء 
الأصول: الأنبياء الذين لم يرسلوا معصومون قطعاً من غير خلاف ومن قال فيهم غير ذلك 
فعليه الخروج من عهدته بين يدي الله عرّ وجل وبين يديهم فإن بداية النبوة تؤخذ من بعد انتهاء 
الولاية فمن أين يتعقل الواحد منا اسم ذنوب الأنبياء وقد قالوا حسنات الأبرار سيئات المقربين 
فافهم والزم الأدب وأجب عن الأنبياء عليهم السلام جهدك كل من كان في حجاب عن مقامهم 
وأي فائدة لتجريح من عدله الله تعالى هل يثاب أحد على ذلك. لا والله بل ذلك إلى الإثم 
أقرب. وقال الشيخ أبو طاهر القزويني في الباب الخامس والثلاثين من كتاب «سراج العقول»: 
يجب تنزيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن كل ما يتبادرإلى أفهامنا من ذكر خطاياهم فإن 
خطاياهم لا ذوق لنا فيها وإن الله تعالى لما اصطفى الأنبياء في سابق علمه للنبوة وأداء الرسالة 
رشحهم لذلك في مبادىء أمورهم وحماهم من مكايد الشيطان وصفى سرائرهم من الكدورات 
وشرح صدورهم بنوره وزينهم بالأخلاق الجميلة وطهرهم عن الرجس والرذائل كما روي في 
الصحيح أن جبريل أتى إلى النبي وقد وهو يلعب مع الصبيان فأخذه وصرعه وشق عن قليه 
فاستخرج منه شبه علقة وقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب من ماء 
زمزم ثم لأمه وعاد كما كان في مكانه. قال: وصورة الشق ليست مثل شق الذبح بالسكين 
وإنما المراد به كشف باطنه بيد جبريل من غير ألم يصيبه أو دم يصيبه وحاشاه وله من ذلك . 
قال: وهذا قريب من إخراج الله الذرية من ظهر ادم عليه السلام» بمسح اليد كما يليق بجلاله 


حين سأل رؤية ربه لأن من صفات الجبل الثبوت. أي: فإن ثبت الجبل إذا تجليت له فإنك 
ستراني من حيث ما في ذاتك من ثبوت الجيال يقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند 
الشدائد والأمور العظامء وإيضاح ذلك أن الجبل ليس هو أكرم على الله تعالى من موسى»؛ 
وإنما هو لكون خلق الأرض التي الجبل منها أكبر من خلق موسى الذي هو من الناس كما قال 
تعالى لخلق السموات والأرض: أَحَكبَرٌ من حَلْق آلكّاين» (غافر: 07]. أي: فإذا كان الجبل 
الذي هو الأقوى صار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى من حيث جبليته الصغيرة يثبت 
لرؤيتي وأطال في ذلك. وقال في الباب العاشر ومائتين: من أراد أن يعرف بغض الحق أو 


المبحث الحادي والثلاثون: في بيان عصمة الألبياء عليهم الصلاة والسلام ين 


وسبب توقف العقول الضعيفة ووقو ع الاتحا قي يمل الا تمان الخروع عن الخالوزابت رداك 
قوله تعالى: «أثّ مَنْسَ لَك لَك صِدرَك 49 الشرح: ]١‏ فلم يكن فيه بعد ذلك للهوى منفذ ولا 
للشيطان عليه سبيل وأطال في ذلك وقال الشبخ : العارف بالله تعالى الجامع بين الطريقين سيدي 
عبد العزيز الدريني رضي الله عنه: لا يعور نظا تبسن الأتساء علني الصلاة والسام إلى 
الذنوب على حد ما نتعقله نحن وإنما مسماها الله تعالى في حقهم معصية وخطيئة وذلك لأن 
ا ل ل ل ل ل ل 
معصومون من الوقوع في ذنوبنا وغاية خطاياهم إنما هو مثل نظره إلى مباح أو لفظة رائحتها 
رعونة ومكروه وباطنها علم وصلاح مثل قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام» في معرض إقامة 
الحجة على قومه بل تَعَكْمٌ ككبِرهُم هَنذًا مَنْعَُوهُمَ4 [الأنبياء: *] وكما وقم له من قوله إن 
سَقِيُ) [الصافات: 84] حتى لا يخرج مع قومه إلى ما دعوه إليه من اللهو واللعب أي مآلي إلى 
السقم ونحو ذلك انتهى. وقال الشيخ في الباب الثاني والسبعين وثلاثمائة من «الفتوحات 
الككيدا ترواي تطعا لعريد ارا جام قدا حيه [ جو بيت امتقو ين بن الماك كبرق نوا لا 
يعجيء في كتاب ولا سنة صحيحة وهم يزعمون أنهم قد فسرواة قصصهم التي قصها الله تعالى 
علينا وكذبوا الله في ذلك وجاءوا فيه بأكبر الكبائر وذلك كمسألة إبرا 00 وما 
نسبوه إليه من وقوع الشك بحسب ما يتبادر إلى الأذهان وما نظروا في قوله كه: «نحن أولى 
بالشك من إبراهيم» وذلك أن إبراهيم عليه السلام لم يشك في إحياء الله الموتى معاذ الله أن 
يشك نبي في مثل ذلك وإنما كان يعلم أن لإحياء الله الموتى طرقاً ووجوهاً متعددة لم يدر بأي 
وجه منها يكون إحياء الله تعالى للموتى وهو مجبول على طلب الزيادة من العلم فعين الله تعالى 
له وجهاأ من تلك الوجوه فسكن ما كان عنده وعلم حينئذ كيف يحبي الله الموتى فما كان 
السؤال إلا عن معرفة الكيف لا غير وكذلك القول في قصة سليمان وما تسبوه إلى الملكين 
0ع اخ س5 ا احرف ار و عن اليهود فاستحلوا 

ض الأنبياء والملائكة بما ذكروا لهم من تجريحهم أنبياء الله تعالى وملأوا تفاسيرهم للقرآن 


محبته له فلينظر إلى حاله الذي هو عليه من اتباع رسول الله يليد وأصحابه والأئمة المهتدين 
بعده فإن وجد نفسه على هديهم وأخلاقهم من الزهدء والورع» وقيام الليل على الدوام وفعل 
جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق 
العيش وينشرح لتتحويل الدنيا 0 فليعلم أن الله تعالى يحبه وإلا فليحكم 
بأن الله يبغضه والإنسان على نفسه بصيرة وقال في الباب الحادي عشر ومائتين في قوله تعالى : 
ال تُدَرحكةٌ اركذ 4 [الأتعام : .]٠١‏ ويحتمل ذلك وجهين: (أحدهما): أنه نفى أن تذركه 
الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق أي: على معنى أن المدرك له تعالى ليس هو الأبصار 
وإنما يدركه المبصرون بالأبصار. (والوجه 00 لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة ا 
عن مقابلة النور الإلْهِي ولذلك قال 6ه: «لور أتى أراه؛ لمن سأله هل رأيت ربك؟ يعنى 


لل الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


من ذلك فالله تعالى يحفظنا وإخوائنا من غلطات الأفكار والأفعال والأقوال آمين انتهى. وقال 
أيضاً في الباب الرابع والخمسين وماثة: ينبغي للواعظ أن يراقب الله تعالى في أنبيائه وملائكته 
ويستحي من الله عزّ وجل ويجتنب الطامات في وعظه كالقول في ذات الله بالفكر والكلام على 
مقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» من غير أن يكون وارثاً لهم فلا يتكلم قط على زلاتهم 
بحسب ما يتبادر إلى أذهان الناس بالقياس على غيرهم فإن الله تعالى قد أثنى على الأنبياء 
أحسن الثناء بعد أن اصطفاهم من جميع خلقه فكيف يستحل أعراضهم بما ذكره المؤرسوث عن 
اليهود قال: ثم إن الداهية العظمى جعلهم ذلك تفسيراً لكلام الله تعالى ويقولون في تفسيرهم : 
قال المفسرون فى قصة داود إنه نظر إلى امرأة أوريا فأعجبته فأرسله فى غزاة ليموت فيأهذها 
وكقوليي في ققة يوك عليه الام إنذ هيدا بالمعطية رأف الأناة لم يعتصموا عن مع ذلك 
وكقولهم في قصة قوم لوط: ظلر أَنَّ لي يكم فيه أو ارى إل دَنْن سَدِيدِ» (عرد: ]4١‏ العجز 
والتحري ونحو ذلك ويعتمدون على تأويلات فاسدة وأحاديث واهية. نقلت عن قوم قالوا في 
الله ما قالوا من البهتان والزورء فمن أورد مثل ذلك في مجلسه من الوعاظ مقته الله والملائكة 
لكونه جعل دهليراً ومهاداً لمن في قلبه زيغ يدخل منه إلى ارتكاب المعاصي ويحتج بما سمعه 
منه فى حق الأنبياء ويقول: إذا كان الأنبياء وقعوا فى مثل ذلك فمن أكون أنا وحاشا الأنبياء 
كلهم عن ذلك الذي فهمه هذا الواعظ فوالله لقد أفسد هذا الواعظ الأمة وعليه وزر كل من كان 
سبباً لاستهانته بما وقع فيه من المعاصي ولكن قد ورد أنه لا تقوم الساعة حتى يصعد الشيطان 
على كرسي الوعظ ويعظ الناس وهؤلاء من جنوده الذين يتقدمون. انتهى . 
(فإن قلت): فما الفرق بين العصمة والحفظ؟ 


(فالجواب): الفرق بينهما أن الأنبياء معصومون من المباح لهوى أنفسهم بخلاف الأولياء 
فإذا فعل الأنبياء المباح لا يفعلونه لهوى أنفسهم كغيرهم وإنما يفعلونه على جهة التشريع أنه 
مياح فهو واجب عليهم حينئذ يعني: فعل المباح إذ التبليغ واجب عليهم. ذكره الشيخ محبي 
الدين في آخر باب سجود التلاوة من «الفتوحات المكية». وقد حبب لي أن أذكر لك بعض 


بالبصر المقيد بالجارحة فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة أدركته تعالى بنوره الذي وقع فيه 
التشبيه بالمصباح لا يتررها المقيد الذي يقبل التشبيه وأطال في ذلك . وقال في الباب الثالث 
عشر ومائتين: ما ذكر الله تعالى قطء _ 
المترجم قد ذكر وإنما الغفلة عن شعور الذاكر بأنه ذاكر فللذاكر باللسان أجر ذكر اللسان فهو 
أفضل من ترك الذكر جملة وقال في الباب السادس عشر ومائتين: ارق لجان اق 
ورائه كما يرى من أمامه بحكم الإرث لرسول الله يد قال: وقد ذقنا هذا المقام ولله الحمد. 
وقال في الباب التاسع عشر ومائتين في قوله تعالى: أقميمُ يا تُننية (22) مر 00 
َلِْقَ (©) 4 [الراقعة: 8ه 154]. إنما قال سبحانه 0 أأنتم تخلقونه ولم يقل: أ 


المبحث الحادي والثلاثون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام احلكن 


أجوبة عن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مبتدثاً بآدم عليه السلام -خاتماً بمحمد كله فتحأً 
لباب الأجوبة عن باقيهم فأقول وبالله التوفيق: 


اعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام» أول فاتح لباب التوبة حين وقع على يديه ما وقع من 
أكل الشجرة بعد النهي عنهاء فكانت معصية صورية ليعرف بنيه كيف يفعلون إذا وقعوا في 
المنهي عنه لأنه عليه السلام هو فاتح القبضة ولو لم يقع ذلك على يديه لوقع على يد غيره. 
وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب التاسع والثلاثين من «الفتوحات»: كانت معصية آدم عليه 
السلام من عين نعمة الله تعالى عليه لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» لا ينقلون قط من حال 
إلا لأعلى منها فإن الله تعالى اجتباهم واصطفاهم بسابق العناية فلا يمكر الحق تعالى بهم أبداً. 
قال: ومن هنا يعلم أن هبوط آدم عليه السلام» وحواء إلى الأرض لم يكن عقوبة لهما وإنما 
كان عقوبة لإبليس وحده فإن آدم عليه السلام أهبط بصدق الوعد السابق بأن يكون خليفة في 
الأرض من بعد ما تاب الله عليه واجتباه وبعد ما تلقى الكلمات من ربه بالاعتراف فكان اعترافه 
عليه الصلاة والسلام» في مقابلة قول إبليس: آنأ حَيْنٌ يَنْهُ) [الأعراف: ؟١]‏ الخ. فعرفنا الحق 
تعالى مقام الاعتراف عند الله تعالى وما ينتجه من السعادة لنتخذ ذلك طريقاً إذا خالفنا أوامر ربنا 
فكان ما وقع من آدم كالتعليم لبنيه إذا وقعوا في مخالفة كيف يكون خلاصهم وتنصلهم منها كما 
مرّ وأما إبليس فعرفنا الحى تعالى بدعواه الخيرية أن كل من اتبعه في هذه الدعوى طرد عن 
حضرة الله ولعن ورجم لنحذر من أن نقول: نحن خير من فلان فلذلك كان هبوط إبليس إلى 
الأرض عقوبة له دون آدم فما هبط إبليس إلى الأرض إلا لاكتساب الأوزار بخلاف آدم عليه 
السلام فإنه أهبط للخلافة والترقي في الدرجات فإن جميع حسنات بنيه في صحائفه وليس عليه 
من أوزارهم شيء. 


(فإن قلت): إن معصية إبليس لا تقتضي تأبيد الشقاء لأنه لم يشرك بالله شيئاً وإنما افتخر 
على آدم عليه السلام؛ بما جبله الله عليه من الطبيعة التي هي النار لكونها أقرب إلى اسمه تعالى 
النور لما فيها من الإضاءة بخلاف الطين. 


تخلقون منه أو فيه. لأنه 00 والاسم المصور هو الذي بترتي نت 
الصورة فيه أية صورة شاء من الجنس أو غيره؛ وهو قوله تعالى: ذه أي صُورَرَ ثَاهَهَ رَبك 
49 الأنفطار: +]. يعني : شاء الاسم المصور. وقال في الباب المخامس والعشرين ومائتين في 
ل ل رب أرِنٍ كيف تي الموق 0 
َال بن ولك لَطْمَبنَّ قَلَى 4 [البقرة: *55]. أي: بل آمنت ولككن لوجود الإحياء وجوه كثيرة كما 

كان ل ل ومنهم من 
أوجدته بيديك؛ ومنهم من أوجدته ابتداء» ومنهم من وجدته عن خلق آخر. فطلبت العلم 
بكيفية الأمر فإن كان واحداً فأي واحد من هذه الأمور والأنواعء فإذا أعلمتني به اطمأن قلبي» 


1 الجزء الثاني من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): إنما جاء الشقاء الأبدي من اعتراضه على الله ونسبة أفعاله إلى غير الحكمة 
مع إضماره في نفسه أنه لو بقي أبد الآبدين لوسوس للناس بالضلالة فجوزي بنظير فعله ونيته 
ورجع عليه وزر كل مشرك على وجه الأرض وقد قال الشيخ أبو مدين: إنما خلد أهل الجنة 
والنار بالنيات وإلا فكان العدل أن يعذب الكفار بقدر مدة عصيانهم . 
[الحشر: 11]. توحيد يسعد به أم لا؟ 

(فالجواب): ليس هو بتوحيد لأنه لا يقدر يوسوس لأحد بالشرك حتى يتصوره في نفسه 
على الصورة التي إذا حصلت في نفس المشرك زالت عنه صورة التوحيد فإذا تصورها في نفسه 
كهذه الصورة فقد خرج عن التوحيد ضرورة فلم يسعد به فكان إبليس مشركاً في نفسه بلا شك 
ولاريب ثم لو قدر أن صفة الشرك ذهبت من نفسه لم يجد المشرك في نفسه من يحدثه 
بالشرك . فاعلم أن إبليس أول مشرك بالله وأول من سنّ الشرك فهو أشقى العالمين. 

(فإن قلت): فما الحكمة في قوله تعالى في آدم عليه السلام #وَعم4 آطه: ١؟1]‏ وفي 
إيليس أن [البقرة: 4م]؟ 

(فالجواب): ما قاله الشيح في الباب .السابع والستين وثلاثمائة: أن ذلك من علوم 
الأسرار ولا يذكر إلا مشافهة لأهله. 

(فإن قلت): فهل إبليس يجهل شيئا من شرائع الأنبياء عليهم السلام؟ 
به ولولا علمه بهاء لربما التبس عليه الأمر فأمر الناس بما أمرت به الرسل وذلك لا يصح 
منه. وقد ذكر الشيخ في باب الحج من «الفتوحات» أن من أغرب الأمور أن إبليس يقف كل 
سنة مع الناس ولكن لا يقف في عرفة وإنما يقف في عرفة بفتح الراء وهي من عرفات فيقف 
يبكي على ما فاته من طاعة الله عزّ وجل ويحزن على ما فاته ولما يراه يحصل لأهل الموقف 


من المغفرة العامة فيقف بعرفة لعلمه أنها من عرفة» رجاء أن تصيبه الرحمة من باب الامتنان لا 


وسكن بحصول ذلك الوجه والزيادة من العلم مما أمرتنا به فأحال سبحانه وتعالى إبراهيم على 
الكيفية بالطيور الأربعة التي هي مثال الطبائع الأربعة إخباراً بأن وجود الآخرة طبيعي يعني : 
فتتحشر الأجسام الطبيعية إذ كان ثم من يقول: لا تحشر الأجسام وإنما الحشر حشر النفوس 
بالموت إلى النفس الكلية مجردة عن الهياكل الطبيعية فأخبر الله تعالى إبراهيم أن الأمر ليس هو 
كما زعم هؤلاء فأحاله على أمر موجود عنده تصرف فيه إعلاماً بأن الطبائم لو لم تكن معلومة 
مشهودة متميزة عند الله لم تتميز فما أوجد العالم الطبيعي إلا من شيء معلوم عنده مشهود له 
نافذ التصرف فيه فجمع بعضه إلى بعض فظهر الجسم على هذا الشكل الخاص وبان لإبراهيم 





المبحث الحادي والثلائون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ام 


من ياب الأعمال الصالحةء قال: وإنما لم تطرده الملائكة عن عرفة لعلمهم بأن عنده معرفة الله 
عر وجل ودخول المشركين المساجد جائز في الجملة انتهى . 

(فإن قلت): فما الحكمة في وقوع آدم عليه السلام في أكله من الشجرة ثم نزوله بعد 
ذلك إلى الأرض التي هي دون الحضرة التي كان فيها؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب التاسع والثلاثين: أن الحكمة في ذلك كله تأنيس 
العلماء والأولياء إذا وقعوا في زلة فانحطوا عن مقامهم العلي وظنوا أنهم نقصوا بذلك عند الله 
تعالى فيعلمون بقصة آدم عليه السلام» أن ذلك الانحطاط الذي أحسوا به في نفوسهم لا يقضي 
بشقائهم ولا بد فربما يكون هبوطهم كهبوط آدم للتكريم والحق تعالى لا يتحيز والوجود العلوي 
والسفلي كله حضرته فليست السماء التي أهبط منها أقرب إلى الحق من الأرض وإذا كان الأمر 
على هذا الحد فعين هبوط الولي في عين الناس بعد الزلة وزله وانكساره بسببها هو عين 
الترقي» فقد انتقل بالزلة إلى مقام أعلى عما كان فيه لأن علو الولي إنما يكون بزيادة المعرفة 
والحال وقد زاد هذا الولي بحصول الذلة والاتكسار من العلم بالله تعالى ما لم يكن عنده قبل 
الزلة وهذا هو عين الترقي فعلم أن من فقد هذه الحالة في زلته ولم يندم ولم يتكسر ولا ذل» 
ولا خّاف» مقام ربه» فهو في أسفل سافلين ونحن ما نتكلم إلا على زلات أهل الله عز وجل 
إذا وقعت متهم قال تعالى: لولم يُصِرُوا عل ما ما قَمَلْوَا4 [آل عمران: 56]., الآبة. وقال 246 : 
«الندم توبة» وفيل لأبي يزيد البسطامي أيعصي العارف؟ فقال: وكان أمر الله قدراً مقدوراً. فلم 
يقل: لا يعصي ولا أنه يعصي أدباً مع الله تعالى» ومعنى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً أي: أن 
معصية أهل الله تعالى بحكم القدر النافذ فيهم لا غير ولا يصح في حقهم أن يقعوا في المعاصي 
قط بشهوتها كما يقع فيها غيرهم لأن في ذلك انتهاكاً لحرمات الله تعالى وأهل الله تعالى 
محفوظون من شهوة المعاصي والتلذذ بها فإن الإيمان المكتوب في قلوبهم يمنعهم من ذلك. 
قال سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى: #ومن حكمة وقوع العبد في المخالفة للأوامر 
وقوعه في مقام الإذلال بالطاعات وعجبه بها». فإن توالي الطاعات الصرف ليلا ونهاراً تورث 
غالب الناس الزهو والعجب وشهود أنهم خير من كثير من الناس» وهذا غاية البعد من حضرة 


بإحالته على الأطيار الأربعة وجود الأمر الذي فعله الحق تعالى في إيجاد الأجسام الطبيعية 
والعنصرية فأجسام أهل السعادة طبيعية وأجسام أهل النار عنصريةء ولذلك لا تفتح لهم أبواب 
السماء إذ لو فتحت لخرجوا عن العناصر بالترقي فافهم هداك الله تعالى. وقال في الباب 
الحادي والثلاثين ومائتين: من أعظم المكر بالعبد أن يرزق العلم الذي يطلب العمل ويحرم 
العمل به أو يرزق العمل ويحرم الإخلاص فيه فإذا رأيت يا أخي هذا من نفسك أو علمته عن 
ا وقال في الباب الرابع والثلاثين ومائتين: من النكت 
الجليلة التي ينيغي التنبيه عليها: أن تعلم يا أخي أن المؤمن لا يأتي قط معصية توعد الله عليها 


1 الجزء الثاني من اليواقبت والجواهر في ببان عقائد الأكاير 


الله عرّ وجل. وما جعل الله تعالى التكاليف إلا ليذل بها النفوس بين يديه ولا يرى بها المكلف 
شرف نفسه على أحد من خلق الله تعالى فإن ذلك ذنب إبليس الذي أخرج به من حضرة الله عز 
وجل وكل من اذعى مقام القرب مع عدم الإذلال فهو كاذب انتهى . 

(فإن قلت): قد ورد أن آدم عليه السلامء لما أكل من الشجرة اسود جسذه وقد يتبادر 
إلى الأذهان أن ذلك يؤذن بأن آدم عليه السلام» أثرت فيه المعصية نقصاً ما. 

(فالحواب): ليس اسوداد بدنه علامة على نقصه بل هر علامة على حصول سيادته كما 
ذكره الشيخ في الباب الثاني والسبعين في الكلام على حديث: «نزل الحجر الأسود من الجنة 
وهو أشد بياضاً من اللبن فسودثه خطايا بني آدم). قال: وكذلك القول في اسوداد جسد آدم 
عليه السلام؛ لما أكل من الشجرة يدل على سيادته لأن ذلك أورثه الاجتباء والاصطفاء ولولا 
أكله من الشجرة لما ظهرت سيادته وكذلك الحجر الأسود لما خرج من الجنة وهو أبيض» فلا 
بد من أثر يظهر عليه تعرف به سيادته في دار الدنيا إذا رجع إلى الجنة ويتميز به عن أقرانه 
ويظهر به عليه خلعة التقريب الإلهي في جعله يمين الله في الأرض ولم يكن من الأكوان ما يدل 
على السيادة إلا اللون الأسود فكساه الله تعالى لون السواد إعلاماً لنا بأنه صار سيداً بخروجه من 
الجنة إلى الا 


وغيرهم وليل ا ع العمامة الستوداة 0 ل 
من باب التحدث بالنعمة. فعلم أن معنى قوله في الحديث فسودته خطايا بني آدم. أي: جعلته 
سيدا بتقبيلهم إياه وكذلك القول في اسوداد جلد آدم هو يدل على سيادته أن هبوطه الأرض 
هبوط لخلافة له للتناسل والترقي. 

(كلنا): وجهه الاجتباء والسيادة فكان تقبيل الحجر يشيه الاجتباع والااصطماء لآدم عليه 
السلام» وبنيه بسبب لخطاياهم . 





قام به الندم فهر تائب فإذا قبله الحق سقطت عنه العقوبة فإنه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة 
ولا يرضى بها في حال عملها فهو من كونه كارهاً لها ومؤمناً بأنها معصية ونادماً عليها ذو عمل 
صالح وهو من كونه فاعلا لها ذو عمل سيء فهو من الذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئأ 
عسى الله أن يتوب عليهم وعسى من الله واجبة الوقوع فلا بد له من التوبة وحاصل الأمر أنه ذو 
عمل صالح من ثلاثة وجوه وذو عمل سيىء من وجه واحد كما مر وقال في قوله تعالى: 
مسن يَمَمَل مفككال دَنَوَ يا مَرَمْ 7 وس يَشمَل ينتكال دَّرَ شن بَرَُ 2 4 [الزلزئة: ؛ 
-4]. لم يتعرض سبحانه في هذه الآية للمؤاخذة به ولكن لا بد من رؤيته لكل ما عمله فإن كان 


المبحث الحادي والثلاثون: في بيات عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عام 


(فإن قلت): فلم أمر الناس بالسجود على هذا الحجر وتقبيله والتبرك به؟ 

(فالجواب): إنما أمروا بذلك ليكون كفارة لهم من خطاياهم فظهرت سيادته بذلك 
وحصل به تمييز القائم بآداب العبودية والمخل بالقيام بهاء فإن بني آدم ربما زهوا بالصورة التي 
خلقوا عليها وبالكمالات التي خلعها الحق عليهم على ما سواهم فأمرهم الحق تعالى بالسجود 
إلى جهة الجماد الذي هو الكعبة مع أنه أنقص رتبة منهم» فمنهم من أطاع فرضي الله تعالى 
عنه» ومنهم من عصى فسبخط الله عليه. 

(فإن قلت): قال القوم: إن حصول معرفة الله عز وجل للعبد تمئعه من الوقوع في معصية 
الله وآدم عليه الصلاة والسلام» من رؤوس العارفين بالله عز وجل فكيف وقم في أكله من 
الشجرة . 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع ومائتين: أن المعرفة تمنع العارف بلا 
شك. ولكن إذا أراد الله تعالى أن يوقع أحدأ من الأكابر فيما قدره عليه لحكمة سبق يها علمه 
فلا بد أن يزين الله تعالى له الوقوع في ذلك بتأويل يقع له فيه وجه الحق ولا يقصد بذلك 
العمل انتهاك الحرمة كما وقع لآدم عليه السلام» ثم إذا وقع ذلك المقرب في المعصية بذلك 
التأويل أظهر الله له فساده فإذا تحقق بعد الوقوع أنه أخطأ علم أنه عصى فعند ذلك يحكم عليه 
لسان الشريعة بأنه عصى ويشهد على نفسه عند نفسه أنها عصت وأما في حال وقوع الفعل منه 
فلا لأجل شبهة التأويل فهو كالمجتهد في زمان فتواه بأمر ما اعتقاداً منه أن ذلك عين الحكم 
المشروع في المسألة؛ وفي ثاني الحال يظهر له بالدليل أنه أخطأ فيكون لسان الظاهر يحكم 
عليه أنه أخطأ في زمان ظهور الدليل لا قبل ذلك. 

(فإن قلت): فهل تكون عقوبة العارفين على الذنب أشد أم عقوبة الجاهلين؟ 

(فالجواب): أن عقوبة العارفين بالله تعالى أشد لشدة اعتناء الحق تعالى بهم وربما كانت 
زلة العارف ترجم على سبعين زلة من زلات الجاهل ولو لم يكن من عقوبة العارف إلا ما 
يحصل عنده من الاستحياء والخجل لكان ذلك كفاية بل ربما كان ذلك الخجل أشد على 


ممن غفر له فإنه يرى عظيم ما جنى وعظيم نعمة الله عليه بالمغفرة والكريم إذا ما توعد تجاوزء 
وعفاء والله أولى بهذه الصفة من الككرام من عبيده وأطال في ذلك» والله أعلم. وقال في الباب 
الشامس والثلاثين ومائتين : لا يجوز لأحد التواجد إلا بإشارة شيخ مرشد عارف بأمراض 
الباطن . 

(قلت): قال فى الباب السادس والثلاثين ومائتين: من شرط أهل الله في السماع أن 


يكونوا على قلب رجل واحدء وأن لا يكون فيهم من ليس من جنسهم أو غير مؤمن بطريقهم 
لأن حضور مثل هؤلاء يشوش . وقال في الباب السابع والأربعين ومائتين: استغفار الأنبياء لا 


14ب الجرء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


العارف من العقوية الظاهرة؛ كما أن المغفرة أشد عليهم من العقوبة وذلك لأن العقوية جزاء 
فيجد العبد الراحة عند الاستيفاء منه فهو يمنزلة من أوفى دينه والغفران ليس كذلك فلا يزال 
العارف ملازم الخجل والحياء مدة طويلة وذلك أشد من العقوبة الشديدة في يوم وتنقضي. كما 
قال تعالى: وله أَسَّدُ مِنَ آلقَدَلّ4 [البقرة: .]14١‏ ولهذا المعنى الذي ذكرناه كان الحق تعالى إذا 
اعتنى بعبده وغفر له ذنبه أحال بينه وبين تذكره وأنساه إياه لأنه لو تذكر لاستحى ولا عذاب 
على النفوس الشريفة أعظم من أن يتعم عليها من هي مسيئة في حقه حتى إن صاحب الحياء 
يود أنه لم يكن شيئاً مذكوراً كما قالت الكاملة: #يَلْتَى يت قبل هذا وَكُنتُ تنما تَِيًا4 
لمريم: ؟) مع أن حياءها إنما كان من المخلوقين حين نسبوا إليها ما لا يليق بها ولا بأبيها 
وأمها+ كما أشان إلبه قولة تعالى + <ما كا لود انرا سرو وما كنت أمق ينتاف [مرين : 14] قبراها 
الله تعالى مما نسب إليها لأجل ما الها من عذاب الحياء من قومها فكيف بالحياء من رب 
العالمين فيما يحققه العبد من تعدى حدود ومجاهرته بالمعاصي . 


(فإن قلت): فهل يلزم من كون الحق تعالى ينسى عنده سيئاته أن ن تكون بدلت بحسنات 
كما أشار إليه في قوله تعالى : اتَأؤلهلك يبيل أَقَّهُ سكاته حَسَتَت4 [الفرقان: .6/٠‏ 

(فالجواب): لا يلزم ذلك» ولكن قال بعض العارفين: إن في نسيان العبد ذنوبه بالكلية 
بشرى عظيمة من الله بأنه بدل سيئاته حسنات فإن من علامة التبديل نسيان الذئب» وذلك أن 
الذنب إذا بدله الله بحسنات لم يبق للذنب صورة وجود من الوجودات الأربعة. ويؤيد ذلك 
قول بعض العارفين: كل ذنب لم يذهب من ذهن الإنسان فليحدث له توبة جديدة فإنه إلى الآن 
لم يبدل وليكثر من الاستغفار طول عمره فوالله ما خلقنا إلا لأمر عظيم. وسمعت سيدي علياً 
الخواص رحمه الله تعالى يقول: «إنما أنسى الله تعالى خواص أوليائه ذنوبهم رحمة بهم لأن 
العبد كلما تذكر ذنبه فكأنه يجعل بينه وبين الله تعالى صورة قبيحة تؤذن بالبعد». ولهذا قالوا: 
ذكر الجفاء فى وقت الصفاء جفاء انتهى. وسمعت أحى أفضل الدين رحمه الله تعالى يقول: 
لما أنزل الله تعالى على محمد يي ؤإِْمَيرٌ لَك أنه ما تََدَمَ من دَلِكَ وَمَا كلَمّر [الفعم: ؟] كان 
ذكر الذنب عليه أشد من الذتب لصفاء الحضرة التى كان فيها على أن تلك الذنوب لا يتعقلها 
مثلنا كما مر . لأنها ذنوب بالنظر إلى مقامه الشريف من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين» 


يكون عن ذنب حقيقة كذئوينا واعاش يم أمرو ند بخن قرلا 0 لا دوق الى ماني .للا 
يجوز حمل ذنوبهم على ما نتعقله نحن من الذنب. 


(قلت): ويصح حمل قوله تعالى: الِخْفِرَ أكَ أَنّهُ مَا تَقَدّمَ بن دَئِكَ وما تَلَفَرك [الفتح: ١‏ 
م م 
ذننا ورين انوت أمعه نضا إلمق]لى شريمتة بهل التقدري وكذ للك انيه كل ل اذكزة ابرق 
قالوا: لم يعص آدم وإنما عصى بنوه الذين كانوا في ظهره فما كان قوله تعالى: © لِتَيرَ لَكَ أَنَّهُ م 


المبحث الحادي والثلائون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ن كنا 


كما بلغنا أن شخصاً من العارفين مر على جدار فانتحب عنده بالبكاء فقيل له: ما سيب هذا 
البكاء؟ فقال: وقع لي أنني تيممت من تراب يغير إذن صاحبه وهذا الذنب لا يكاد يبكي عليه 
أحد ولو من صالحي زماننا فضلا عن غيرهم. وقال الشيخ محيي الدين في الباب السابع 
ومائتين من «الفتوحات» من حين نزل قوله تعالى: ل«الَِفْرٌ لَكَ أَنَهُ ما تََدَمَ من دَئْكَ وَمَا تَلَبَرَ)ك 
[الفتح: ؟). وتألم النبي يده من ذكر الذئب فما نزل عليه جبريل قط إلا في صورة دحية» وكان 
قبل نزول هذه الآية ينزل عليه فى أي صورةٍ شاء وكان دححية أجمل أهل زمانه فكأن الحق تعالى 
يدول لمعنه كه يلنان الشال» اباد وبيعك إلا صؤؤة اللجمال واتعبيل لايك أعظ 
حبيب». وفي آداب الملوك أنه ينبغي للوزراء أن لا يكون في أحد منهم عاهة من برص أو 
جذام أو تشويه خلقة رأن لآ خفيريين ينهم قط الحد في يدنه عاغة وا رقضوة خاجته من غير 
أن يقفوه بين يدي السلطان فافهم. وكان من كمال دحية أنه ما رأته حامل دخل المديئة إلا 
ألقت ما في بطنها لما أدركها في نفسها من شهود ذلك الجمال وإنما لم تلق الحوامل ما في 
بطتها عند رؤية رسول الله طَيوِ مع أنه أجمل من دحية بما لا يتقارب لأنه مشرع والناس 
مأمررون برؤيته فستر الله تعالى جماله عن غالب الناس رحمة بهم بخلاف دحية لم يؤمر أحد 
برؤيته . 

(فإن قلت): ما صورة تبديل السيئات بالحسنات هل تصير نفس المعصية التى وقعت 
حسئة في صحيفة العبد أم يصير العبد يطيع الله تعالى بعد أن كان يعصيه؟ ْ 

(فالجواب): كما قاله بعض أهل الكشف: إن صور التبديل أن يبدل اسم السيئة في 
الصحيفة ويكتب مكانها حسنة تشاكلها فإن كانت المعصية كبيرة تكتب مكانها حسنة كبيرة أو 
كانت صغيرة» كتب موضعها حسئة صغيرة وهذا الأمر أعظم عنايات الله تعالى بالعيد إن صح 
لأنه يعطي النفس -حظها في الشهوات الدنيوية ثم يكتب الله تعالى له في صحيفة أعمالاً صالحة 
لم يعلم عينها فعلم الله تعالى إذا بدل سيئات العارف حسنات رأى ذلك من أكبر النعم عليه. 

(فإن قبل): فهل يصح أن يعصي أحد من الخواص ربه على الكشف والشهود إذا رأ 





عم ودام 


تَكَدَمٌ بن دَلِكَ وَمَا تَلثَّرَ4. إلا تطميئاً له ده إن الله تعالى قد غفر جميع ذنوب أمته التي جاءت 
بها شريعته ولو بعد عقوبة بإقامة الحدود عليهم في دار الدنيا كما وقع لماعر ومن الواجب على 
كل مؤمن انتحال الأجوبة للأكابر جهده وذلك مما يحبه الله عرز وجل» ويحبه من أجبنا عنهم 
فافهم هذا اعتقادنا الذي نلقى الله تعالى عليه إن شاء الله تعالى. وقال في الباب الثامن والأربعين 
ومائتين: لا بد لطالب طريق الله تعالى من رمي ما بيده من الدنيا إن كان بلا عائلة ولا شيخ وإن 
الل ا 7 ولا يبقى له 
قط ملكا قال: ولا ينبغيّ له أن ينتظر حالة ينشرح لإخراج ما بيده من الدنيا بل يرميه ولو كان 
في باطنه محبة له قال: وهكذا كان خروجنا عما بأيدينا من المال إذ لم يكن لنا إذ ذاك شيخ 


15" الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


في اللوح المسحفوظ ما قذره الله عليه؟ 

(فالجواب): لا يصح ذلك لعارف أبدء لأن المخصوص بما كشف بقلبه فى حضرة 
الإحسان على الدوام. ولو قدر أنه عصى الله تعالى على الكشف لا يشهد الحق تعالى إلا غير 
راض عنه في ذلك الفعل . 

(فإن قيل): قد تقدم قول أبي يزيد حين سئل أيعصي العارف؟ فقال: وكان أمر الله قدراً 
مقدوراً فجوز وقوع العارف في سائر المعاصي . 

(فالجواب): وهو كذلك فجائز في حق الولي أن يكفر بعد إيمان فضلاً عن المعاصي 
الإسلامية كما وقع لإبليس فإنه عصى بعد معرفته بالله عز وجل. وإنما جوز أبو يزيد ذلك 
وعدمه أدبا مع الله تعالى أن يحكم عليه بشيء معين كما مر أوائل المبحثء» أي: إن كان الله 
تعالى قدر على العارف المعصية فلا بد من وقوعه فيها لكن مع الحجاب بتأويل أو تزيين أو 
غفلة أو سهوء كما أشار إليه حديث إذا أراد الله تعالى إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول 
عقولهم. الحديث يعني : العقول الذاكرة أنها بين يدي الله عرّ وجل حال عصيانها لا عقول 
التكليف فإياك والغلط والله تعالى أعلم. 

(فإن قلت): قد قال الحق جل وعلا: #إنَّ عبَادى لس لَك عَلَهِمّ مُلطدقٌ» [الحجر: ؟4]. 
وآدم عليه السلام» من يبيد الاختصاص بيقين فكيف كان إبليس واسطة في أكل آدم عليه 
السلام» من الشجرة. 

(فالجواب): أن إبليس لم يأت آدم عليه السلام» من باب المعصية وإنما دلاه بغرور» من 
ذلك حلفه لآدم عليه السلامء بالله تعالى إنه له من الناصحين. ومتها أنه قال: إنما نهاك الله 
تعالى عن قرب الشسجرة لا عن أكل ثمرهاء ومنها: كما هو مشهور في الأجوبة عن آدم عليه 
السلامء فما أتاه من صورة ما نهي عنه» وإنما أتاه من صورة ما لم ينهه عنه الذي هو الأكل. 
وإيضاح ذلك : أن إبليس إذا أراد إغواء عبد ورأى وجه العصمة أو الحفظ محيطأً به تجسد له 
في صوره إنسان مثلهء فيتخيل ذلك الولي مثلاً أنه إنسان لا شيطان ويأتيه بالإغواء من قبل أذنه 


نحكمه في ذلك قال: ثم إني لم أسأل ما جرى لذلك المال إلى يومي هذا وأطال في الاستدلال 
على ذلك وقال في الباب الأحد وخمسين ومائتين في قوله تعالى: #وَقُل رب رِدَنٍ عِلْمَا4 [طه: 
4. أعلم أن كل من طلب الزيادة من شيء فما ارتوى منه ولذلك لم يأمر الحق سبحانه 
وتعالى بطلب العلم إلى وقت معين ولا حد محدود بل أطلق طلب الزيادة» والعطاء دنيا 
وآخرة» فلا يزال طالب العلم عطشان لا يروى أبداً لأنه كلما نال علماً أعطاه ذلك العلم 
الاستعداد لعلم آخر كوني أو إِلّْهِي فما قال بالري إلا من جهل ما يخلق فيه على الدوام 
والاستمرار» ومن لا علم له بنفسه فلا علم له بربه وإذا كان الحق تعالى لم يزل خلاقاً إلى غير 


المبحث المحادي والثلائون: في بياث عصمة الأتبياء عليهم الصلاة والسلام بام 


فيدخل عليه فيما حجر عليه تأويلاً أدناه أن يقول له: إن الله غفور رحيم. وهل رحمته إلا 
للمذنبين؛ وقال نبيكم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فإذا أصغى إليه يقول له: افعل فإن مثلك 
لا يضره الذنب إلا إذا كان دليله لا يحتمل التأويل وقد احتمل دليل هذه المعصية التأويل وذلك 
أن إبليس يعلم أن الإنسان العاقل لا يقدم على معصية الله ابتداءًَ دون وسوسته بالتأويل 
والتزيين» فإذا أعطاه إبليس هذا الأصل صار العبد من أهل الاجتهاد في وقوعه في الذنب أو 
تركه فإن أخطأ فله أجر فلم يتم للشيطان مراده من ذلك العبد المحفوظ ما دام العيد ذاكراً قول 
إبليس فإن نسي ما قاله إبليس وفع ضرورة كما وقع لادم عليه السلام. 

قال الشيخ محيي الدين: وإنما أكل آدم وحواء من الشجرة لأن قلوب الأصفياء صافية لا 
تعتقد أن أحداً يكذب عليهم ولكن من عناية الله تعالى لآدم أن تلك الأكلة أعقبته الخلد في 
جنته وملكاً لا يبلى على رغم أنف إبليس لكن من غير ما قصده هو لآدم إنما كان قصده له أن 
يقع في الذنب ولا يتوب منه فتاب الله تعالى على آدم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. 

(فإن قلت): فهل يمكن أن يكون إبليس قصد بقوله لآدم عليه السلام: «مل أَلْكَ عَل. 
سَجَرَوَ ألْْلْر وَملْكِ لَّا يبَقّ4 [طه: )٠٠١‏ الخير الذي آل أمر آدم عليه السلام إليه؛ فإن إبليس لم 
يعين وقتاً؟ 

(فالجواب): لا يصح من إبليس قصد ذلك أبداً لأنه ليس له خير إلى آدم وذريته البتة. 
وإنما الله تعالى يرد وسوسته خائية بحسن العاقبة لوليه مثلاً فيجتبيه ويصطفيه ضد ما قصد 
إبليس . وكان الشيخ أبو العباس العريني الشبخ محبي الدين يقول: لم يعص آدم ريه معاذ الله 
وإنما عصى من كان في ظهره من ذريته الذين هم أهل الشقاء لأن ظهره كان كالسفينة لسائر 
أولاده. وكان الشيخ أبو مدين التلمساني يقول: لو كنت مكان آدم لأكلت الشجرة كلها وفي 
رواية أخرى: لو علم آدم حين أكله من الشجرة ما يؤول أمره إليه من الخير لأكل الشجرة كلها 
انتهى. وقد بسط الشيخ الكلام على حديث فجحد أدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته 
في الباب الخامس وثلاثمائة» فراجعه تر العجب في غرائب تلك العلوم وقد سنح لي أن أضرب 


نهاية فينا فالعلوم إلى غير نهاية وأطال في ذلك. وقال في الباب الثاني والستين ومائتين: اعلم 
أن الشريعة تسمى حقيقة لأنها حق كلها والحاكم بالشريعة على حق وهدى من الله وإن كان 
المحكوم له على باطل والمحكوم عليه على حق لكن هل هو عند الله كما حكم هذا الحاكم أو 
كما هو في نفس الأمر قال: بكل جماعة. قال: والمسألة تحتاج إلى سير أدلة وتحقيق نظر فإن 
العقوبة قد أوقعها الله في الرامين ن المحصنات وإن صدقوا إذا لم يأتوا بأربعة شهداء وقال في 
ب ل لاك كاذ ارات كاد ور را ساروا علي ارب قرو لاقي روي لايم 
فد لم يَأنوا بالشُبنَاءٍ اوليك عند َس مهم هم الْكَدْبوٍتَ» [الدور: ]1١‏ فقوله: أولئك هل يريد بهذه 
الإشارة هذه القضية الخاصة» أو يريد عموم الحكم في ذلك فإن جلد الرامي إنما كان لرميه 


1 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لك مثلاً تعلم به يقيئاً تنزيه آدم عليه السلام من المعصية المحضة كما يقع فيها غيره وتقوم 
ببعض واجب حق أبيك عليه الصلاة والسلام فأقول وبالله التوفيق: اعلم أن الله سبحانه وتعالى _ 
لما قضى في سابق علمه بالسعادة لقوم والشقاوة لقوم ولم يبدل ذلك القول لديه فلا بد من فاتح 
يفتح القبضتين فكان إبليس فاتحاً لقبضة الشقاوة وآدم عليه السلام فاتحاً لقبضة السعادة فإبليس 
شقي وآدم عليه السلام سعيد هو وذريته الذين اقتفوا آثاره في التوبة والاعتراف فإن آدم مع علمه 
بأن ما وقع فيه كان بقضاء وقدرء اعترف بذنبه وقال: #ريَّنَا طَلََآ أنش6 وَإِن لَر تَنْفرَ لنَا وَويَحَمْا 
دون مِنّ الْحَيِرنَ4 [الأعراف: 7] وأضاف الذئب إلى نفسه ليعلم بنيه كيف يخرجون إذا وقعوا 
في معصية عن الإثم ولا يصرون على المعاصي من غير ثوبة ولا اعتراف كما وقع فيها إبليس 
وجنوده من الإنس والجن فكان حكم آدم عليه السلام» فيما وقع له مع الحق جل وعلا حكم 
عبد قال الحق تعالى له فيما بينه وبينه: إني أريد أن أظهر في هذا الوجود ما كان مكئوناً في 
علمي وبحكم أسمائي في أهل حضراتها من السعداء والأشقياء وتظهر ححجتي على عبادي قبل 
أن أخرجهم من جواري فإن علمي سبق بذلك وأنا كريم ومن شأن الكريم أن لا يخرج أحداً 
من جواره إلا بحجة ظاهرة تقام عليه بين المحجوبين عن سماع ما قلته لك من سري» فإذا 
قلت لك: لا تقرب هذه الشجرة فاعلم أني أذنت لك في القرب منها فاقرب لأقيم عليك 
الحجة وأخرجك إلى دار خلافتك وترقيك بالأعمال فإن هذه الدار التي أنت فيها لا تكليف فيها 
ولا ترقي لأحد بأعماله كما هي أعمال أهل الجنة التي يؤول أمر المؤمنين إليها بعد يوم القيامة 
سواء فلا يسع العبد صاحب هذا السر إلا أن يبادر إلى ما أذن له فيه سيده سراً من وراء 
المحجوبين ولم يكن ذلك معصية إلا عند المحجوبين عن سماع ذلك السر الذي أسره الحق 
لآدم عليه السلام» وأما الحاضرون السامعون ذلك فليس ذلك بمعصية عندهمء فإن الإذن من 
الحق في فعل شيء والأمر يه واحد في تلك الحضرة كما صرح به الشيخ في الباب الثالث 
والسبعين في الجواب الثامن والثلاثين من أسئلة الحكيم الترمذي وإنما فرق بينهما في لسان 
ظاهر الشرع فقط فإن الأمر غير الإرادة في أحكام الشريعة إذ الأمر بخلاف الإرادة اكتفى الحق 
تعالى فيها بإلجاء العبد في الباطن إلى وقوع ذلك الفعل من غير أن يأمزه بذلك #إك لَه لا 


ولكونه ما جاء بأربعة شهداء وقد تكون الشهداء شهود زور في نفس الأمر وتحصل العقوبة 
بشهادتهم في المرمي فيقتل وله الأجر التام في الآخرة مع ثبوت الحكم عليه في الدنيا وعلى 
شهود الزور» والمفتري العقوبة في الأخرى وإن حكم الحق في الدنيا بقوله: وبشهادة شهود 
الزور فيه ولهذا قال يَِدِ: «إنما أنا بشر مثلكم وإنكم لتختصمون إليّ ولعل أحدكم يكون ألحن 
بحجته من الآخر فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من الثار فقد قضى له 
بما هو حق لأخيه وجعله له حقأ مع كونه معاقباً عليه في الآخرة كما يعاقب الإتسان على الغيبة 
والنميمة» مع كونهما صدقا فقما كل صدق في الشرع تقترن به السعادة»؛ وأطال في ذلك. ثم 


المبحث الحادي والثلاثون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 18 


ب لَحْسَِ4 [الأعراف: 44] قافهم. وكان الشيخ أبو مدين يقول: قول بعض العارفين ما فعلت 
الشيء الفلاني إلا بإذن من الله تعالى مراده بالإذن هنا الإرادة الأزلية اتتهى. فعلم أن في نداء 
الحق تعالى على آدم بالمعصية والغواية نفعاً عظيماً لذريته المحجوبين الذي يتعدون حدود الله 
فيتأسون بأبيهم في الندم والاستغفار والاعتراف فلم تكن تلك المعصية مقصودة لآدم بالأصالة 
كما هي ذنوب الغاوين من ذريته وإنما بكى آدم عليه السلام مع إذن الحق تعالى له في أكله من 
الشجرة سراً على ما مر في كلام أبي مدين تشريعاً لذريته فكان بكاؤه صورياً. 

(نإن قلت): فلم لم يفتح آدم عليه السلام؛ قبضة السعادة بالطاعة الصرف دون وقوعه في 
المعصية ثم توبته منها؟ 

(فالجواب): إنما كان الأمر بعد وقوع المعصية ليظهر آدم بذلك سعة فضل الله ورحمته 
وحلمه على عباده الذين سبق في علمه أنهم يقعون في معاصيه تعالى»؛ ولو أنه فتح قبضة 
السعادة بالطاعة المحضة لتعطلت حضرات كثير من الأسماء الإلهية المتعلقة بالعالم المخالف» 
إذ الطائع لا يحتاج إلى مغفرة ولا رحمة ولا حلم لعدم من يغفر له أو يرحم أو يحلم عليه 
رويد كللك مجديف لو لم طانيوا لاس لاه بكم واتى قوم يتيوت فدسكترون الله اتعالى فتقدر ْ 
لهم فاعلم ذلك. وأما الجواب عن نوح عليه السلام في قوله: ري لا تَدَرْ عَلَ الْأيْضٍ ين الكفرقّ 
ديار [نوح: 1] فإنما دعا عليهم بذلك رحمة بهم خوف أن يشتد عليهم غضب الله تعالى أكثر 
مما كانوا فيه وقد أمرنا نبينا محمد كله أن يقول أحدنا إذا خاف من وقوعه في فتنة اللهم توفني 
إذا كانت الوفاة خيراً لي فلم يكن دعاؤه على قومه من غضب نفسي حاشا الأنبياء من ذلك. 
وقال الشيخ محيي الدين : ليست دعوة نوح التي يعتذر بها يوم القيامة قوله: ١‏ لين لا كدر عل 
رض * إنما هي قوله: #وّلا يِددَاْ إلا اجر كَتَرا4 [نوح: 10] لكونه تحكم على الله فيما لم 
يعرفه ولم يزل الحق يربي أنبياءه بأدب بعد أدب قال قد لما نزل قوله تعالى: «إوَلا حك 

حي لَلوتٍ إذ ناد رَهْوَ مَكْظُوم 4 [القلم: 48] أذبني ربي فأحسن تأديبي انتهى. وأما الجواب عن 
الحيد برب ليه ساد ب عه راق ل ل نا ضر اله على شك الاك ره 


من ذهب وقال له ربه ألم أكن أغتيتك عن هذا فقال: بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن خيرك 


قال في الباب الثالث والستين ومائتين: فعين الشريعة عين الحقيقة؛ والشريعة حق ولكل حق 
حقيقة فحق الشريعة وجود عينها وحقيقتها ما ينزل منزلة الشهود البصري والوجود الحسي النافي 
للشك جملة إذ الحقيقة تطلب الحق لا تخالفه وما ثم حقيقة تخالف شريعة أبداً فإن الشريعة من 
جملة الحقائق ولكن لما كان الاطلاع على الحقائق عزيز المثال لا يعرفه كل أحد فرق الناس 
بينهما انتهى . فليتأمل ويحرر هداك الله تعالى. وقال في الباب الرابع والستين ومائئين في قوله 
تعالى : #أإِنَا عَلَقْنَا لمن من مُلْمَدٍ مساج بحدِدِ» [الإنسان: ؟]. اعلم أنه لا بد لجميع بني آدم من 
العقوبة والآلام شيئاً بعد شيء إلى دخولهم الجنة فأول الألم في الدنيا استهلال المولود حين 

















م0 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وبركتك. فالجواب أن أكابر الأولياء فضلاً عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يتقص كمالهم 
أخذ الدنيا وإمساكهاء فإن كان أيوب عليه السلام جمع الذهب لما هو عليه من ظاهر الحال فهو 
صحيح مع أنه قانع بلا شك لأن القناعة عند أهل الله تعالى ليست هي الاكتفاء بالموجود من 
غير طلب مزيد وإن كان فعل ذلك ليقتديى به قومه فما فعل إلا ما هو أولى بالقربة إلى الله تعالى 
من تركه لا سيما وأيوب عليه السلام؛ ممن هدى الله تعالى وممن أمر الله نبيه محمداً يك أن 
يقتدي بهداهم 0 ل في رسول الله أسْدٌ حسَنَةُ ‏ [الأحزاب: ١1؟]‏ فقد 
رجعت القناعة بهذا التقرير إلى بابها في لسان العرب وهي المسألة فإن القانع هو السائل لكن 
من الله لا من غيره قال تعالى في الظالمين يوم القيامة م مقن رمُوسيم» [إبراهيم: 4] أي رافعين 
رؤوسهم إلى الله تعالى يسألونه العفو والمغفرة عن جرائمهم. فعلم أن من سأل غير ربه فهو 
ظالم إلا أن يرى أن ذلك الغير باب من أبواب الله تعالى من غير وقوف معهء فإن لم يكن 
كذلك خيف عليه الحرمان والخسران ولا يخفى أن السائل موصوف بالركون إلى من سأله والله 
تعالى يقول: #ولا تَيَكُوَ] إل الَدنَ ظَليا» [هود: ؟١1]‏ ومن ركن إلى نفسه أو إلى جنسه فقد 
ركن إلى ظالم لقوله تعالى : إنه أي الإنسان كان ظَلُومًا جهرلا» [الأحراب: 75]. وقد قال الشيخ 
محيي الدين في الباب الرابع والتسعين: اعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» وكمل الأولياء 
ما أمسكوا الدنيا إلا باطلاع عرفاني أنتج لهم ما عشقهم في الإمساك من نفع الأنفس بالأقوات 
التي قدر الله تعالى وصولها لأصحابها في أوقات مخصوصة فما أمسكوا الدنيا عن بخل ولا 
ضعف يقين حاشاهم من ذلك. قال: وانظر إلى أيوب عليه السلام» كيف أعطته المعرفة 
المذكورة أنه صار يحثو في ثوبه من الذهب لما أمطر عليه وهو يقول: الا غنى لي عن يركتك؟ 
انتهى . وأما الجواب عن يونس عليه السلام فما حكاه الله تعالى عنه بقوله : #وذًا لون إذ ذهب 
مُصي فلن أن أل تير علقو4 الابيد 44] الآيةفاتهراة قوت أن لن تقد هليه اننيوسن 
عليه السلام ظن أن الله تعالى لا يضيق عليه لما عهده من سعة رحمته من باب قوله تعالى : 
ومن قر عل رهم [الطلاق : : 9] أي: ضيق عليه» وإنما آعخذه الله تعالى لكونه قصر ذلك 
الاتساع الإلهي على نفسه فقط ولم ينظر ذلك في حق غيره من أمته فلما ظَن أن رحمة الله 


ولادته صارخاً لما يجده عند مفارقة الرحم وسخولته فيضربه الهواء عند خروجه من الرحم 
فيحس بألم البرد فيبكي فإن مات فقد أحذ بحظه من البلاء وإن عاش فلا بد له في الحياة الدنيا 
من الألمء إذ الحيوان مجبول على ذلك فإذا نقل إلى البرزخ فلا بد له من ألم أدناه سؤال منكر 
ونكير» فإذا بعث فلا بد له من ألم الخوف على نفسه أو على غيره فإذا دخل الجنة ارتفع عنه 
حكم الالام وصحبه النعيم أبد الآبدين. وقال في الباب الثامن والستين ومائتين. في قوله 
تعالى: #وَيسْمَئُوَكَ عن الروح # [الإسراء: 86]. أي: من أين ظهر فقيل له: لكل ليح من مر 
رق [الإسراء: 46] فما كان ذلك سؤالاً عن الماهية كما فهمه بعضهم فإنهم ما قالوا: ما الروح 


الكسية الحادي والمة لائون: فى بأن ضهة الأتبياء » عليهم الصالاة السام كينا 


عات لا تنالهم أ اس ممه للمة فئ ظاهره لعلو متشيية وضصعقاء قلبه فأسكن فى ظلمة يطن 
الحوت ها شاء الله تعالى . لينهه تعالى علي حالته حي كان حنيناأ فى بط أمه من كان يديره فيه 
وهل كان 0 ذلك السو طن يخصور 000 أن يعشيب: 85 يغاضبف بل كان في كنف ايه ع وجل ان 


يع قب سوق نه فده تعغا! لى إلى هذه اماد بيصم الحوث تعليماً له بالفعل له بالقول منادى 
ف الظلمات لان وه إلنه إل أت ت ايحتل إِف حَُمث من الظنسين» [الأتبي لق اق 


حي 
لوعن د ارس يي نشاء وهذا كاا/ لاعتذار عن أمته وقوله: 
#حِكشيل من الظيلمين أل الها 0 1 ٌ ثر عغضبى رحجم ع على ما أنت ظلمتني أن عات ها 
تعلق الا على عدا اماك لم لما رات طلمةد المغاضضسة تلمة الي بمقام الأنساء وزااتسسس النون 


اللائق بكمال النبوة في قلبه استجاب له ربه فنجاه من الغم فتذفه الحوت من بطنه مولوداً على 


ل فلم يولد أحد من بني ادم ولادتين سوى يونسى عليه الصلاة والسلام. فخرح 

5 2 ات ان : ت 
7 م فداه ب > “ند 3 ا ب 7 1 4 ا 
ضمعيها كالسما 1 كما قاب تعالى : وه 2 2 سفه * [إالصافات. ]١15‏ ور نأه تعالى باليشعلب: وذلك يان 


ورقه ناعم ولا ينال عليه ذباب إذ الطفل ا 5 يستطيع أن باد الذباس عن نفسه فغطاأه الله 


ٌ - زا : 1 ل ا . "١‏ . د 5 3 : 
لى بهأءه الشجرة التي من خاصيتها أن لا يقريها ذباب 0 بعلو ند 9 فإنه مثلى القطن في 


العو مه ه بخالاف ور الأشجا ر كلها فإن فيه الخشونة ذكره الشيخ لشيخ في !' ب الثاليت و اللي نين من 
8 


#الفتو جات 5 , وآما الجواب عن اليك فو سبى عليه الصللاة والسلام ٠‏ في قوله: 00 ففَرْرِيت مك لما 

حفلى » [انعه اء: 83] كف شاف صشه السلام وهو كاما مع أن اله أجد م١‏ الأولياء أي“ شاف 
9 -. و ١‏ ا 7 1 ب 5 - 

اد ا إلا ألله تعالى 5 فالجواس: مام الخوف أولى حن وجوة منها أ الكامل برص و سه 

الشسعيبف بخللاف تساحب الحال من الأولياعف ومتها: أزه يمحس على الكامل العرار أن شيع 


زذي بدنه او يلحقه بالعدم وإن خالف ذلك أثم؛ ومنها: أن فى الخوف عدم تعطيل الأسباب 


5 


1 


فكان مد كمال لا ا خوفه منهم إنما هو خوف من الله تعالى بالأصالة أن 
يسلعلهم شايه ف جع وه فه منهم 0 خوفه من ايله تعالى ودللاك محموة د الله أعلم . وأمأ اتج اب 
ضع السيد سليمان عليه الصلاة والسلام. فى قوله تعالى :- #فطفي مين نوق والأمناق # ام 

#*| فهو أ نه تالاه ايا أحبي أن /١‏ أنبياء عليهم الصلاة والسلامء لا توصف بفعل سشه ولا إثللاف 


أ 
1 


وان كان السؤان بهده الصيغة ممحتماة ولكن قو 2 الو جه الذي ذشيئا ألبه ما جاء في الجواب من 


لم يقَا هو كذا كما قال تعالى: # وكنانك نجنا إنك يعم من أنانا© [الشرى: 


فى : - 8 خم 1 
وال اليات السمع الس وعائتين : 0 قو نك تعانبى 


لعفاف 1ه الانة اع أن عيذ الممية هو نا اأعطاه الدنسا 
ٍ 3 ' 0 5 


-. ا 0 أء ع ا 

0 ما اأشعياد الوميكاممة والشيوات ب نحن اشع كب ها 
للا م ملب ل 7 لك ا د اه 0ن 
1 حإاء ١‏ 3 0 أ م 2 إن ار ف لك 2 
لك ذاعث المسشسهو د. مناتب علم النقبد: أتلدي لا بتاححنء مها 





بلثأ يتامم اللشعيد شا يه كسمي سشلططه يبجعم اللاسا ‏ أله 
الية عام 2 ب . امع يد 3 5 بط قدا 


ْ م 1 20 2 م 1 0ك 8 1 3400 ا 38 5 
2 0 سينك 6 و بقلو قر لذابك يو أله عيل الع تصسه عن نما صو شال جهك؛ عم الميوق اذى قطان بك شلل. 








رضن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


سال لكمالهم وانها المراد أده ذا أحب الخير الذي هو المال ل 0 ريةك م 0 حكلم الطبخ 
طفق يمسح بيده على أعراف الخيل وسوقها فرحا وإعجابا بشير ربه ولعلمه عليه الصلاة 
و1 لسالام بأن أله تعالى يحبا من عبأده حب الخير وذلك الحب للحير إما أن براق به حب الله 
إياه أو حب الخير من حيث وصف الخير بالحب. ومعلوم أن الخير لا يحب إلا للأخيار فإنهم 
محل وجود عينه فلذلك قال سليمان عليه الصلاة والسلام: #إِي أَحيَيَتُ حُسّ لير عن در رق 4 
[م ١‏ +15. أي: أنا في الخير من حيث المحبة كالخير في حبه ولهذا لما توارت بالحجاسء 
يعلى : السافنات الجياد اشتاق إليها فقال: ردوها علئّ لأنه قد المحل الذى أوجب له هذه 
الفية انتلود فانهنا كانتب محلة له. قال الشيخ في الباب الرابع والعشرين ومائة من 
«الفنتوحات» : وليس, للمغسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل أن الشمس ل لها شهنا 
ذكر ولا الصلاة التى يزعمون وسياق الاية لا يدل على ما قالوه في ذلك بوجه ظاهر البتةء وأما 
استرواحهم فيما فسروه بقوله تعالى : #وَلَنَدَ مَنَنَّ سُلْمَنَّ4 اص : :"] فالمراد بتلك الفمنة إنما هو 
الاختيار اذا 0 متعاصيه الخيا ل ولا بد فيكون اختبارء إذا راها هل يحبها عن كر لك لهاأو 
يبحبها لعينها فأخير عليه السلام: أنه أحبها عن ذكر ربه إياها لا لحسنها وكمالها وحاحته إليهاء 
فإنها حزء من الملك الذي طلب أن لا يكون لأحد من بعده فأجابه الحق تعالى إلى ما سأل في 
المجموة 0 الحرج حفمت وقال له : #هذا معذارنا ١‏ 3 سك 585 حسّاب ب 09 إن 2 عِندَنًا 0 
وِحْسَن تاب 7 0 ل ل 
0 0 في الدنيا فإن كل شيء تتعموا 5 في الدنيا نص من تعيمهم في الاخرة كما ورد. 
قال: ومن هنا يعللم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلامء لم يكن شيء يشغلهم عن الله تعالى مم 
ميم الاخرة فضلا عن الدنيا ولذلك سالوا التوسع في الدنيا ومجال أن يسالوا من ربهم ما 
يحجبهه عنه أو يجيبهم الحى تعالى: إلى ما يحجبهم إكراما لهم وقد ذكر الشيخ في باب 
الوصايا من «الفتوحات»: إن الاكابر ما سالوا الله تعالى التوسع ضُِ الدنيا إلا لغرضص صحيح 
وذلك لأنهم لما أحكموا الزهد في الدنيا والقناعة منها بالقليل» أمنوا على نفوسهم من أن 
يشتغلوا عن الله بشيء فسألوا الله التوسع في الدنيا ليوسعوا بها على أنفسهم وعلى من يلوذ بهم 
الشهود علم اليقين قاله قذ حصيل فى التفس ا : عندها قبل رؤيته ذوقاً ثم لما فتح 
الله عين بصسيرة هذا المشاهد فى ا هذا البيت مضافاً إلى الله مقصوداً دون غيره من البيوت 
المضافة إلى الله فعلم علة ذلك ونسبته بإعلام الله لا بنقلره واجتهاده فكان علمه بذلك حقاً يقينياً 
مقررا عنده لا يتزلزل فما كل حىّ له قرار ولا كل علم ولا كل عين كذلك فلذلك صحت 
الإضافة ولو كان علم اليقين وعينه: وحقه نفس اليقين ما صحت الإضافة لأن الشىء الواحد لا 
يضاف ا تن إذ الإضافة ا تكون لذ بع مضاف ومضاف إليد فطلب الكثرة صميو لتسوح 
وجودها وأطال فى بيان الغرق بين هذه العراتب فليتأمل فإنه نفيس. وقال فى الباب الأحد 
والسيعين ومائئين في قوله تعالى . : # الطدَقٌ مََنَان 4 |اليغرة: ل الآبة . اعلم أن الشارع إننا 


المبحث الحادي والثلائثون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام امفضن 


إعطاء لنفوسهم ومعارقهم حقهم وليتلذذوا يخطاب الله عرّ وجل لهم بقوله: #وَامْضْوا أله مَننَا 
حْنَنَاف [الحديد: 18] فإنه تعالى ما خاطبه بذلك إلا أهل الجدة والسعة فلأجل لذة توجه خطاب 
الحىّ تعالى لهم فى ذلك سارعوا إلى تحصيل مرتبة الغنى بالتجارات والمكاسب الشرعية 
انديع يان عن مال الهروعويم مل الدكتهنا الخطاب فقد بان لك أن سليمان عليه السلام. لم 
يقدح في كماله سؤاله الدنيا أن تكون له بأسرها لفقد العلة التي كرهت الدنيا من أجلها. وقد 
بلغنا أن نملة طلبت من سليمان الأمان فأعطاهاء فقالت: ما ملكك الذي أعطاكه الحىّ تعالى 
بسؤالك! فقال: خاتمي. فقالت: أف لملك يحويه خاتم» ثم قالت له: يا سليمان إذا كانت 
الأمور التي يعطيها الحق تعالى لعباده لا تخرج عن ملكه تعالى فما فائدة طلبك أن يعطيك ملكا 
لا ينبغي الأحد من بعدك انتهى . 


(قلت): وما ذكره الشيخ في هذه الآية تفسير غريب واضح وعليه فلا يصح استدلال 
الشبلى به: على تحريق ثيابه بالنار حين شغلته عن ربه عر وجل . وقال: إن سليمان عليه 
النسلام + قط سوق العيل وأعناقها لما صعلته عن الصلاة وأما قول "عفن 'الغلماء: أن العننير 
في توارت للشمس ن فلا يناسب قوله: ردوها علي إذ الشمسس. ليس ردها في يد قومه حتى يردوها 
عليه ومع ذلك فإن صح دليل في رد الشمس على سليماتن بإظهار الضمير الذي في ثوارت 
ورذوها ححص فون اكول ابدام زان اعلع: ‏ ريت سيدق حل الشات رجمدن 
يقول: ثم هقامٌ يقتضي طلب العبد أن يوسع الله عليه الدنيا ليزداد بذلك فقراً إلى الله تعالى وإلى 
نعمه وكيف يعاب على من سأل ربه ما هو أقل من جناح بعوضة انتهى. وأما الجواب عن 
خطيئة داود عليه الصلاة والسلام» التي استغفر منها وخر راكعاً وأناب فكانت نظرة فجأة بغير 
تقدم نية صالحة ولذلك قال : كانت خطيئة أخي داود النظر وذلك أنه رفع رأسه من الأرضص 
بغير نية تناسب مقامه فأخذه الله بذلك. ولذلك و رد أنه لم يرفع بصره ه إلى نأحية السماء بعد 
ذلك إلى أن مات حياء من ذلك الرفع لاقت الففلة فحن ادبي قد النصم ولو إلى 
مباح بغير نية فافهم. فعلم أن مؤاخذة الأكابر في الحركات والسكنات مع الغفلة لا تختص 
بالنظر ولا غيره فلو قدر أنه حرك أصابعه مع الغفلة عن شهود الحق بذلك لأخذه الله به لوجوب 


كره الطلاق وقال: أبغض الحلال إلى الله الطلاق ندباً إلى الألفة وانتظام الشمل ولما علم الله 
تعالى أن الافتراق لا بد منه لكل مجموع مؤلف لحقيقة خفيت عن أكثر الناس شرع الطلاق 
3 حمةه لعباذه حورا مأجورين فى أفعالهم فعجمو دن عير مدمومين إرغاما للشيطان فإنهم 0 
ذلك تحت إذن إلهي. وقال: وإنما كان الطلاق أبعض الحلال إلى الله لأنه رجوح إلى العدم إذ 
بائئلااف 00 ظهر وجود التركيب وبعدم الائتلاف كان العدم فمن أجل هذه الرائحة كرهت 
الفرقة بين ا لصيل اسع . وقال ؛ في الباب الى اليه وماتتين : في قوله 
تعالى : عدِثل هر لَه أحَسَد د 40 [الصمد: .]١‏ إنما لم يقل: واحد لأن الأحد هو الذي لا 
يشارك فى أحديته. قال: وأما الواحد فإنا نظرنا فى القران هل أطلقه على غيره كما أطلق 


3 9 7 لجا ١‏ 0 ااا اليواقيت ال ف ب 5000-5-9 إلا قات 
1 ا اله ل م5 1 ! 
لله بعال صيوى لدو اش رواسا ما تكروة مار . عتطيد ذا للك شي | انلدي أن 

3 5 1 

ا فد بسط ذلك في الا ع ادع 





المنبيالام اه 1 امأ الحو ابا ع السيد يوسف عليه العسلاة و السالام. 5 فو له 


عله العصالاة ؛ 


ل ١‏ 3 ال ا ده ا 1 8 

بعال :* نقد هت 35 وهم ا# أن سمب 55إؤدلايه. نقد 5 0 0 والستي: 

د ثالاثمائة سب #المه و حاتة ان 0 0 ال بوسحم حير عليه !اد و١١‏ ارام , 0 

1 1 د مه : ' 8 6 ١‏ : تاه 8 2 : 

الاسوااث ناك وعيةه كقال لم نابم الها نا شعن 7 “شتاك في إخبار الله تعالى عنك بقوله: 
3 35 م 3 3 ا لطا 7 0 3112 





#ولقد شعت نهد وه ا [بر سف اك فأنة تعالى ألم يعم في ماذا 0 5 يحشقى ال الأسان يدن 


ما أجدية المعه . قدال 6 506 عليه الصائاة ه الساثام * عم ولذلك فلت تلملك عام لسأكن 


# 
هد 0 

5 ا اا 3 م 5 أ‎ ٠ 
قت الف من دسا "اشيم 6 فنا 5ك الم 5 إلا انها راودتني حم: لتفسى دما ذكرت ألى راءدتها‎ 
- و" 2 2 2 1 5 ك0 32 كد اك ل ف ا‎ 
ٌ عات 4100م‎ 0 1 ١ ِ 0 1 >]ل . 2رء‎ 000 
فاشهيم ا قلحا ا فاك باه لقنا نا تاك بحو تيوك بعصينى, الناسن اهنا لم العم الله بعالين ام شسي.‎ 

١ 0‏ ب 


م استميا . اقسابيكت أ ان اله الأععات يذذكن لالد ثقال: نعم. صدكقت لك5ّ١‏ ىل اللقل دوت 
: + يك حي ع في 


_- ا 100 و ل الاك عن 
المعنى ف قالهاً شمك ص لمشهم الي على ما ثانت ار'دت منى وشممت انا بها لأانهاها بالدقع عن 





ذلك فالاشد :اك عي تلب الشي مق وعنها فكانه تعالي يقول ؟ ولقد عست به بيعي : في عبن ها 
هم بها وليدى إلا القهر فيبا يايد كل واحد م صاحبه دليل ذلك قول اله رأة #ألْدَن حْمْخْصُ 
الْحَقّ أ و ص سه # لبعسفا: أداآ وعا لجاع ىس فصت خط ا راودتها عع لتسسهاً فأراني !كك 
هي اهنا على 0 بالقول الليخ كسا هال عملي الموسي 
:4إاتي: لا تعسف عليها يا يوسشا وسسها فإنها ام آم 

مه صوفقة بالشعف على تل حالء قال: الشيخ محيى الدين فقلت له : أفدتنى أقادك الله تعالى 
فاعلم ذلك. وأما الجواب صمح أبينا إبراغيم الخليل 5 الصللاة والسلام ؛ فذكر ضيه لشيخ في الياب 
السابع والستي: وثلالماتة أن روحه اجتمعت بروح الخليل عليه الصلاة والسلاف قال: فقلت له 
يا أبت لم قلت: #وَلكن لِطْمَيِنّ تلى 4 |البقرة” ١1؟]‏ مع انلكة مخ لوست نالك ,كاذ شيف 
فثال: تسسجيح ء 0 لالاجياء وجوه كثيرة كيبا كان ابحاد الخلى فملهم من أو جاده الله تعالى 
الأحدية فلم أجده وما أنا همنه على يقين في هذا الوقت فإن كان لم يطلقه فهر أخص من 


الاحدية ويخون حبك للنات تاها أي فيه كال حدية قأب الصعة مها ل الاشتراك ولهذا أحذاشت 


3 0 فد يندت + م كا د تقاف متف ١‏ عفن ب طاو يي ال 
الاحدية عابي ثل ا سمق بن أالفك كين لقال ل في لحي اشوانك 4 الأول ن شرك لعيادة زيهد احيذا 18 اليم :* 
إواإن كان مذهسا اختساصي الأحدية بالل تعالى دون خلقه وأطال فى ذلك وقال فى الباب 
الزابع « لعي م ماتقية عي اق له اتعالى + «اكل قي المله | الازمام. 18 وهر نهنآية. عفد اننا .ير 
ِ 8 0 5 فنا 1 500 3 1 

يسبل المه نكا وسجل مسي 55-5 شو شمشالك ححياة حل من شال صل الموت في سسا نك اللا فى وهشو 


5 3 0 “اه : 300 : 5-0 . 
المعير 5 تالعك اك قال تعبالى : دم افق تمترون# | |الانعام: ؟اء يعني كمه فإك البوت 3 


ا 3 000 
يمتر ون فيه فإله مشهود لهم في كل حيوان مع الانقاس وانما وقعت المرية في البعث وهو 











البعت الحادي , الثلاثرن : فى بيان عصمة الانياء عليهم الصلاة + السلام حا 
مرج ل ا 0 57 5 ع 2 ال ا ا 

عع كاله كن « ابحو سن ار ده بيذايك وملهم من او حدة ايتداة وحلهم هن اوصية عق سات ا 
نالك لمات عي عسي هله الوسؤة كاذ أ علد نه اطمان: الى ليق وق يسك اللي 
القالدام عالى ذلك شْ الوان الخامس والعث ف وماتب:' 3 اليه اعلى َ ولك له عن اتسعتو 0 
نحدة هه كال الشيه: نتلت له: يا أبث لم كلت مل فمكلم حكبيرهم هنا # (الأمي. خ5] قال 


كات ١‏ قانكبن بكباياء الحى تعالى على المتهم التى اتخذوها فتلت لد: غماذا 0 


1 : د 000 * 3 1 530000 0 2 3 .- 
بقولك هذاء خال لى: أنت تعلم الج أذ يهنا فلت ادي أعلم أنها إشارة ابتذاء 





ععماني ممم 


59-6 2 معدا.ة ف 590 عماسية قولك: 00 فعام برهم هنذا فتتلوهم 2 ك0 رةه إتحامفة 








لامديسة والسالا ا 2 ته عام ما كان لأف 
0 | ى0 ٍ 
6 0 | ا ا 0 2 : 
كانت خعليئتاك فى عونلا © والزى اطمع أن عفر الى مق نور الدلين.٠‏ 
يا ل ا 
ناا شيل مسليه السير كين إلى بسي فى كو لي وإذا هرضت فهو السشةا اي 
0 َِ : 00 بي>>يلا ا 3 31 | ا ا ا : 0 
فق ره نى " المحم دن اله شم فتك .. 01 الله معاك ب !كان تلع :مجان عن 'أصضاكة الاش ١‏ 
7 8 7 ف" كيام 5 5 "اد لست اركف 
3 00 ايا ان ار ل ال د اد 9 2 1 
لقو كله تلد امس 1 كر 6 0 اناك ا لا ضياغة دنا تعااتك ا ل قاسم دي تعانى ص عات 1 ف 
عي و و د ل ف 1 ا 1 كي يد 2000 : 1 ا 
الالشرة لين أل لكتلحات ة |البفاء. ٠٠‏ ] ممجحشين سانا جلك بالا سحاد و الى أله لام عور 3 ل “لا نييأخ 
3 1 اا عد ]|1 ال 1 1 2 ١‏ اي ل ب“ ١‏ 7 ل قدو ا و 
تفي اللايما للد قب تهنا : لان الهوياائيف بح كه عله الات تشمتقة أنن | اشمية عييث 91 باضناعه الله 
تم .. كدر 3 ع 2 9 3 ليه : 3 4 


١ 1 1‏ ا : مه 1 عا اه ا اق ام 
نعايى هم قال اشنشيت ل سين عي 6 الصممع . تيا بغي إداب خاصى من اليد تعالى شونى : # وإذا 
0 2 ع 
مرضت * |الشعراء 40] وقولى! #إل سق 


1 2 فلم 
1 * 


1 كه االصاوات قمل]. و حولي ا س فعلدام «مكشتبارهه هين' 





فحوعة 0 ا مم1 > 1 5 7 .2 1 : و , ومو عن 1 ٠.‏ 
ا ب ا 0 2000 أبت فما ا فى 0 ل أل" كد عامل مسكية ى عن اعتعادك فننه: 
3 : _- 7 2 0 35 0 
اناا 1 : 7 لك 0 0 1 ا نك 
ا م را لي 2 3 تيا د الم 0" احييا 0 نه اقاعة اامحجة 
9 يوي م - : 





الى م4 امل الي لقره د برا ثم ل امن 
كان الحقل تعاابى فى لش ان : #ونزك لححتما عانيلتها الراطيه. سل قو مه ا [الأنعام: "م| وما كال 





اعتقاد قرمى فى الإله إلا أنه تمرود ولم تكن تلك الأنوار ألهتهه ولا كان تمرود الها لهو رائما 


كانوأ 3 معو قن عبأدتهم ليبا نحكوه انهه 2 ليت وتدذلك لما عانق * رق ألزبف ةا 


وَيِمِيثٌ ؟ [الت :: 158 لم يتجرأ نسرود أن ينسب الإحياء والاماتة الى الهتهم التى ورصعها لهم 


لتلا يغتضح : قال : أن أت وميك * [التقدة: لذه*|اكعدل إلى ينهد جد 








اجاج ل فلت 1 قلم ات ان الام ذأ ك اللححة 
آنا 5 مط عام جما 5 
اه ا كات . 7 1 | 3 وق ا لفت 1 5 
الاجزل افع الصك كور وإنهما بلي يجعال احل انموت مسفى, الأا نه ادا لحب شي امشويود نر | جيتع د 


شي السموات» 9 مر في ألا رص لا عو شاء ألله فاستتة , طائقة ل بتسعشة ل ل يسموادو 56 ف املان 





3 لك وقال شي اكنات بالعرادمن 0 ومائعين 0 ص قه له تع ور ا أَقاموا ا التورية 
ل حمس ترك ايه 5 ا 7 
واليل وما أل إِلنهم من َم لكلا من نوهد زمن ححت أَيجلهم + ! 7 6], السراد دقامة 


التورأة بها | تعددها اده تاوريلين' قم 0 كلام إلله قشد أاضمعة بعكب صا 5 تانيتد وكسن ٠‏ اتلد ا 


ب 5 5 ِ 00 0 


الحاو يز ٠‏ واه لتعمل فيثك بك ه قعل اقامةه اد الك عب مععيوم مس الغاعر شى احقى حإ الجن قال : 


والسراد يقوله د من فوقهم # [اك 





ل 353] هو العلم الموهوب #ومن ممت أبملهم # 








الوق الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


أفهامهم عما جنت به وتاك وال المجلس فعدلت إلى الأقرب في أفهامهم بذكر إتيان الله 
تاك (الشسين من اللمكرة ق وطلبت أن يأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر تعجيزاً له من الله 
تعالى. ولنختم الأجوبة بالجواب عن نبينا محمد ياللة. فنقول: وبالله التوفيق: اعلم أن الأجوبة 
عن نبينا محمد يل من علماء أمته لا تحصى ولكن نذكر لك منها طرفا صالحا فتقول وبالله 
التوفيق: ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والتسعين وثلائمائة أن محمداً يثة؛ لم يزل 
معصوماً عن كل ما ينقص مقامه الأكمل قبل النبوة وبعدها كما روي أنه عليه الصلاة والسلام؛ 
قبل رسالته كان يرعى الغنم بالبادية فكان يهم أن يدخل إلى مكة فيصيب فيها ما يصيب الشبان 
من اللعب فإذا دخل مكة لذلك أرسل الله عليه النوم فيفوته فعل ما دخل ول 
الرجوع إلى غنمه فكان في ذلك عصمته 85 من حيث لا يشعرء وفي المثل السائر مر 
االعشتمة أن لاجد ريمض عا مقا غلم الحاصل في عين الغاك. كما قال .ومسي أن 
تكرهوا شيئاً وهو خير لكمء وعحسى أن تحبوا شيئاً وهو شِرٌ لكم ل 


العيد وفضل على الحاصل أنتينى: وقد 0 أوائل المبحث معنى 5 قوله 2 (إنه ليغان على 
قلبي فأستغفر ابله تعالى في اليوم والليلة أ5؛ كمر عن سيعين ن هرها وإ المراد بذلك أنه كان دائم 


الترقي فكان يستغفر الله عز وجل عن كل مقام ترقى عنه فإنه ثم مقام رفيع» ومقام أرفع. وفي 
باب الوصايا للشيخ حم مححيي الدين ٍ إذ كان الحق تعالى يعجيبسا دعوة الداعي إذا دعاأه فينبغي للعيد 
أذ لا يتحدث في من ا امن تاتب بما علمه له قبل ذلك فإنه تضييع للوقت وإنما ينبغي له 
(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى: © لِكِْرَ لَكَ أنَدُ مَا نَم ين ذَلِكَ وَمَا تَأَخّْرَ) [الفعم: ؟]؟ 
(فالحواب): كما قاله الشيخ في الجواب الخامس والخمسين من الباب الثالثك والسبعين 
لم" كم أن الم راد بهد الخطاب و جميع العتاب الذي عاتت الله تعالى به بيه , غيره 
ن الأمة نحو : ياتا الب ) لقي تق اسك ا 1 لين شرفت لَحبَطنَّ عَمنْكَ 4 |الزم : ه 16] #الْعَدَ 
5-3 حكن بحن الهم سَيْكًا ياد [الإسراء: 4ل] فكان من فتوته يذ أنه تحمل عن أمته صولة 





| الحاقيةة 356 يعنى : العلم المكتسب وأطال فى ذلك» وقال فى الياب الأحد والثمانين ومائتين 
في قوله يلة: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» أي: فقد أهله وماله. اعلم أن 
سبب تخصيص صلاة العصر بالتشبيه المذكور دون غيرها من الصلوات أن: سائر أوقات 
الصلوات محدودة إلا العقص ر فهي غير محدودةء وإن قاربت الحد إن المغرب محدودة بغروب 
الشمس وهو ممحتهة معحسوس, والعشاء مبحادودة أولها بمغيب الشفق من أولها وهو محقق 
محسو سن 1 شفق كان عا لى الخلاف في ذلك والفجر محدود أوله بالبياض المعترض في 
الأفق المستطيل وهو محشق مبحسوس والظهر ممحدود برَوال التبمين والظطل ظهور وهو محفق 
محسوس ولم يأت مثل هذه الحدود في العصر قتنزهت عن الحدود المحققة لأنه يق قد 

















المبحث الحادي والثئلاثون: في بان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فض 


الشطاب بالعتاب والتوبيخ فالخطاب له والمراد به غيره وهذا أحسن الاجوبة. قال: وأما مغفرته 
تعالى لبقية النبيين الصلاة الخدم فإنما هي لككون الحق تعالى ستر عنهم في هذه الدار 
العلم بأن جميع مقاماتهم لرسول الله ولة. بحكم الأصالة وإنهم نوابه 24. كما ينكشف لهم 
ل كلقي الدار الآخرة. وأطال في ذلك. ثم قال: فعلم من قولنا أن المخاطب بتلك 
المعاتبات كلها رسول الله يمقةِ. والمراد بذلك غيره أن الحى تعالى من شأنه أن يؤدب الكبير 
بالصغير وكما أدب تعالى الأمة بتأديب رسولها لتبلغ باستعمال ذلك الأدب إلى نيل مأمولها 
فخاطب الرسول والمراد من أرسل إليه بالحث عليه انتهى. وقال فى الباب الثامن والتسعين 
ومائة في قوله تعالى: ##لينْ أَشَْفتَ لَحْبْطنَّ عَمَلَِ؟ [الزمر: 116 الآية : 5 من باب قولهم إياك 
أعني واسمعي يا جارة كما يشهد لذلك قرائن الأحوال. قال والحكمة في ذلك مشابلة لإعراض 
الفار عن متيام مجاه يه الزسيول 0ه فلدلك أعرمن الح عفن النخطات ابعلئلة 
إعراض بإعراض» مع كونهم هم المراد بذلك الخطاب فأسمعهم في عبرافع عقوبة لهم 
واستهانة 5 انتهى. وقال الشيخ في الباب السابع وأربعين ومائتين: اعلم أنه شد فى 
استغغار الأكابر أن يكون من ل رن نانع يقار ع خوف أن يبدو منهم ما كان ينبغي 
ستره من الأحوال التي لم يؤمروا بذكرها لقومهم ولهذا ما نقل عن نبي قط أنه ندم على ما قال 
مما أوحى به إليه ولاسمع منه كلام عادي في حال الوحي حين يفرغ من تنزله عل فإذا اتغصم 
عنه فحينئذ يخبر بما وقع. قال: وأما ما كان عن نظر من غير وارد وحي فقد يمكن أن يندم 
على ما جرى منه كما وقع له في أسارى بدر انتهى . 

(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى : # وتختى الئاس وَأَسَدُ أَحَقّ أن س4 [الأحزاتب> 97] وما 
الذى أوفع رسول الله يلي فيما عاتبه الله عليه من لخشية الناس؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع والثلاثين وخمسمائة من «الفتوحات»: أن 
سسب وقوعه يل في حخشيته من الناس قوله: في حق يوسف عليه الصلاة والسلام. لو كنت 
مكانه لأجبت الداعي يعني: داعي الملك لما دعاه إلى الخروج من السجن فلم يخرج حتى قال 
له: ارجع إلى ربك يعني: العزيز الذي حبسه فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهنْ وذلك 


جعل وقتها أن تكون الشمس مرتفعة بيضاء نقية فليس حدها ظاهراً مغل حد غيرها وأما جعل 

فلل العاتعظ .وله ين ظل الزواك افلين لقن كل زهان ذالم يملق الحد غلى التحتين بها 

كتعلقه بسائر أخواتها فلذلك عظمها النبي علد للمناسية التي فيها الصفات الحق من حيث لفى 

الحدوف وقد اقيق ! 

صلاة العصر ليس لهاشبيه الاجلع النعسم عمهها بالسييف 
أي : لأن العصر حقيقة ضم شيء إلى لك ر لاستخراج مطلوب ما هو هنا ضم ذات عبد 

مصلق 86 عبسو ديك زه يشوبها ربونية بو ده من 0 وجوه الى ذأات حنق مطل أيه يشوبها عبودية أصاة 


لمكن الجزء الثانى من الليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


لمتشت فك العرين. براءته قلا تصح ند المنذ على يوسف في احراجه من السجن بل المنة لله وحده 


فيضك يوسف بذلك براءة ساحته إذ لو بقي الاحتمال لقدح في | عدالته وهو رسوب من الله عرز 





رجلء فلا بد لأمته في طريق اتشياث شم له من ثبرت عدالته عندهم فلذلك خشي هله 


هم 
الو اك ري بزوحة من تبناه حتى لا يردوا دعوة الحق عليه» فعلم أن الله تعالى ما 
التلى نيه وكثعة؛ بتزويجه زوجة من تمناه إلا ليذوق ملاء التهمة ويتخلق , بالرحمة التامة على كل 


ل انهم فاإن موه ج الرجل زوحة م تبناه نا كال شدح اح في كماله 0 عند جهال العرب وهو 


رسول أللد لم أله 5 لما أذاقه الع المج و في مقامه دأواة بإبانته عن العلة فش ذلك بقوله: نا 


كان ممت أبا أحب من َلك ولدككن ينول ل وَحَاتم بين 1 [الأحزاب: ١1ا‏ 8 الحرج في 

مل دنات 00 ن السؤمنين فأذاق الحق تعالى رسولهة 0 ما أذاقٌ يو سيلف حين لم يح الداعي 

وطلب أن تكون البراءة فى غيبته لكونها أكثر تنزيهاً له لأنه لو حضر ربما قيل ما ذكره إلا عى 

+ جههد حياة فمك رمن كمالك الرجل أن يقتت كه ما جنات عليه المروءةٌ العرفية في كل ا بع مق قمر 
1 


بفعله حتى يأتيه أ الله فهناك يكون بحسب ما يؤمر به انتهى . 


. 


زقلت): د يحتسل أن يون المراد يقوله 


0 





«الأحبت الداعى" الثناء على يوسف بالقوة 





ترجه مم ا ا تطلى الكون كا! ل ححيم ] والعفار وجو هما؛ قاسا تقايات الداثان بمثل 57 


٠ 


المقابلة كان المعتصر غين الكمال لكل ذات بما يليق بها قال: وهذا هو المطلوب الذى له 
رجا العقبير وقد الثنيت بك عاب ى مدرحة الكثما' ل انتهى. وهو كلام نتقيسر . رقال قد: لا جد ل 
و الما 2 2-8 
عالى العيد المريفن / شكواه ألا سياه ما به من ! 0 كما يستعين بأحية واذا تشرد اللانساك هماه 
عظلم عليه وإذا وجد من يقاسمه فيه ولو بالتوجع خف عليه الام واستراح وقال ف الباب الثانى 


لاس 4 |الأنسه: ؟؟١)‏ الأية. أعلم أن ورود الموت 1 التفوس , 0 له عن 0 ا أذ 


راط - برد ألا على حي والتشفرق أ يون إلا عن اجتماح وكذا الحكم في موتك التفسن بعد 


العلم فإث قيل إن العلم بالله طارىء الذي هو حياة التفوس والجهل ثابث لها قبل وجود العلم 


١ : 000‏ 0 َ د 00 .ول ١‏ ْ 5 3 1 
الحخستكيية نه كفده إبحاشا بانسو نت وها لشذنخ شاي الع ف ل العلم الله ستسق إلى كا لشت 0 
5 0 3 :7 . ا 0 0 0 0 2 حي 


الأشد السيثافي حين أشهدهم على أنفسهم فلما عمرت الأنفسر الأجسام الطبيعية في الدنيا 


3 


فارقها العلم بتو حيد الله فبشيت الْنفوس ل ميتة بالجهل بتو حيا الله ثم بعد ذلك أحيا الله بعف 
3 1 5 5 


0 يكم خصاللام وأحياها كني بالعلم بو واد أله اذ كان سوا ضرؤورة العقل العلم بن ححواد الله فلهذ! 


سنميئأة د قلها رد الية قاميةه حاتي ناد 0 كراد الارواح إلى احسامها ا الدار ايخرة يوام البعيك 


2غ رمم 8 
ا ا 4 1 0000 1 ١‏ ا 0 00 5 4 ٠‏ 0 1 
وقدايه) 8خ 1 مثلم فى الظلمنت # اك تعنم |1١55‏ يريف مقا له اللور الذي يمشى نهد فى الجاضس تاها 
١ ََ‏ 020 ل ونيد اه 5 : ١ ' ِ ١‏ 
ظليم | فيد الحياة إث المحياة ع أرابو جود أيرد و السو 0 الواجعي ل بعر جيف أللد اليس كك الححها د 





0 ا ا 00 00 وك المي ل كو رن كد « اي 1 0 ل 
اثله وانهنائمات اتتجهزل يجو حك إلله ونلهذا! لم يناث الحى, تعالى 0 الأطد اماه 








المبحث الحادي والثلاثون: في بيات عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلاء اوضق 


في شدم خررجه من السج:١‏ : فأظهر يهة. ضعف حاله عن حال وسقي كو فال انع اول 
بالشك ل إن أهيمء فإن يوسلبت اجتمع عليه لان * حال السجن وحال كو نه مشت رين عايه وكل 


رسول يطلب أن يقرر في نفوس أمته ما يقبلون به دعاء ربه في كل ما يدعوهم إليه فكأن رس 
الله 0 قال لو كم مكان و سيشب لاعت إلين العخروجح طاليا للبراعة , 5-5 الئى 03 2 : 0 3 
براءتي عقدمن اوسلتة: إليهم ويحتمل غير ذلك والله أعلم . 





50 


(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى لمحمد 454: ##عَنَا أشَّهُ سلكت لم أت لَهُرْ © زات 
*8] هل هو 0 كما 26 000 1 0 0 العلة مثل قوله تعالى لعيسى عليه الصلاة 
(فالحوات): كما اله الشيخ بخ في الياب الثافي» 


العلة لا سؤال توبيخ لأن العفو قد تقدم ذلك وقوله: حتى يتبين لك إنما هو استفهام مثل كوأ 


4 / 
92 والخدسين وخمسيائة ان دذنك سؤال ع 


00 ما تقدمء كأنه تعالى يقول: أفعلت 5 محمد ذلك حتى يثبين نانك الذين صدقواء 
قاما ان بشو سنك ذلك لعو أو لا فإن العشو والتوبيخ أيه يمحتمعان يا سيما مع لتنا م العفو 3 
الذكر كما تقدم فإن من وبخ فما عفا مطلقاً لأن التوبيخ مؤاخذة وهو تعالى قد عما قال: ولما 


7 5 :2 ا حك مير المرسلله 2 #8 ,م ا 5 5 
بو جود الله لا بتو حيذه ما تعرفن للتوحيد فقال: #ألست ربكم أب © [الأعراف: .]١87‏ فاقر دا 


1 ف وه كد سدم 0 جحدعمر 2 
له بالربوبية ا لنى هي السيادة وأطال في شي ذلك . ل في قوله تعالى : الهم التكائر لرني) حئ 
مع 0 5000 3 1 
درم المقا د 63 4 ١‏ التكائر : ١‏ ل بنفسه وذلك لان 
ام 1 ذا يعفشل لليقة الا م هادا 1 | مجل ال : والكثرة ولم يشضهك نشسه ككل و حملة ع كود 


5 لشسسيك واعنذا و أنه بعر ف إنسانيته إلا ا و الجواد هذا الجسم ولا تعقل أحديته فى ذأه أند! دانسا 


نعثا احندية الحنب أ الأحدية العف والذى يمحقبا | له بالاكتسات أنه فاح 0 صيده علم 
3 7 1 م َّ د 6 5 : 5 م 2 ' 


ليل فكي لا علم ذوق شهودي كشفي واطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن الزيارة مأخوذة من 


-_ 


6 


الزور وهو الميل قمن زار قوما فد مال إليهم بلفسه فإن زار هم بمعناها فقد ما' ل إليهم شليه 


م شسهادة الرور شي الميل ال الباطل ا الح 1 زيارة الموتى في ل أليهم تعشقاً التيقية 


الموت أل تحل به فإن السيبتثت لا حلم له فى نفسه وإئما هو فى 6 مسرن يتصاف فيه ولا 


يتصور من الميت منع ولا إباية ولا حمد ولا ذم ولا اعتراض بل هو مسلم فمن وفى هذا المقام 
حقه فهو من رجال الله قال: وحملة الأمر أن يكون حياً ف ى أفعاله الهذاهرة والباطنة التى يتعلق 
' التكليف: ووكوة عو سالك تج ازها لقب سرمي كلا كار وال المفضي وال أعلف؛ 
وقال في الباب الثالث والثمانين وماتتين: ليس للشيطان 0 قلوب الأنبياء أطلاع ولا استشراة 
بخلاف قلوب الأوياء ألا ترى أن الشيطان لعنه الله لما علم أن رسول الله يلو بهذه المثاية م 
العصمة أن يصل إلى قله كيفه جاءه فى الصلاة فى قبلته بشعلة من تار 0 


و حبيدك د كان قرفن الشيطان أن يحيل فمتك لونفع ٠‏ الصمااة لما 5-5 م لد قيهااف ' حي قانف 020550085 


رقنا الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


كان هذا اللفظ قد يفهم منه في اللسان التوبيخ جاء لأجل ذلك بالعفو ابتداء ليتنبه العارف بالله 
تعالى وبمواقع كلامه أنه لم يرد التوبيخ الذي يتوهمه من لا علم عنده بالحقائق انتهى. وقال في 
الباب الثامن والثلاثين من «الفتوحات» أيضا فى قوله: عَهَا أنّهُ عَدلك لم أَدِنتَ لَهُرْ [العربة: 
*4]: ذكر أهل التفسير أنه تعالى قدم له البشرى قبل العتاب ليطسئن فؤاده يي قال: والذي 
عئدنا تحن من العلم الألهي هذه الآية بشرق خاصة ليس فيها عتابء إئما هو استمهام لمن 
أنصف وأعطى كلام الله تعالى حقّه في الفهم انتهى . 

(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى في حقه يللة. #اعس بوك 9©) أن جه الف (عبس. 
5. ؟]إلى آخر النسىّ هل معناه: على ظاهره أم المراد به غير ذلك؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في البات الرابع وثلاثمائة: ليس ذلك العتاب على ظاهره 
وإنها بيك فبيك م على ما ذكره ليعلمه أنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم ا حضورا من 
المنوك. لأن رحمة الله تعالى لا تفارق الفقراء بخلاف الملوك. وإيضاح ذلك أن الحق تعالى 
يغار على عبده المنكسر القتلب من أجل ربه أشد مما يغار لمن تظاهر بصفات العظمةء فإذا 
حضر عندك ملك مطاع نافذاً الأمر زائراً ثم إن فقيراً دخل عليك كذلك زائرأ فأقبل على الفقير 


بالطبع فتأحر النبي ياة. إلى خلف ولم يقطع صلاته وأخير بذلك أصحابه وأما الولي فإن 
الشيطان يلقي إليه في فلبه وقد يسمع منه ما يحدث به نفسه فيطمع أن يلبس عليه حاله وأطال 
في ذلك وقال في الباب الرابع والثمانين ومائتين : ينبغي للعارف إدا كان في مجلسه من لا يؤمن 
بكلام القوم ولا يفهمه أن لا يتكلم بشيء من الدقائق فإن سبق منه كلام دقيق على من ليس من 
أهل الطريق فالأدب منه أن يقول: إنما هذه عبارات أحوال ونطقى حال لا نطق مقال كما تقول 
الأرضص للوتد لم تشقني فيقول لها: الوتد على من يدقني وقال فيه: اعلم أن الفتح بعد 
المجاهدات والرياضات أمر لازم. ولا بد منه تطليه الأعمال وتثاله الأنفس و كن متى يكون 
ظهور ذلك الفتح هل هو الدنيا أم الآخرةء ذلك إلى الله تعالى فإذا رأيت يا أخي عامل صدق أو 
عرفت ذلك من نفسك ولم تر يفتح لك في باطنك مثل ما فتح لمن رأيته على قدمك في العمل 
فلا تتهم ربك فإنه مدخر لك واطرح من نفسك التهمة في ذلك وفر من أن تكون من أهل التهم 
وقال قد يطلع الله الولي على ما تكنه القلوب فيعلم من الجليس جميع حركاته وسكناته من حين 


هو مع أله بحسب ما يطلعه. 


زقلت): وقد شهد ذلك من الشيخ معجيس سيو المجذوتب بمصر رحمه الله ١‏ فكان يعجمر 
الشيخ بما فعله في صباه في أرض خلاف بلاده رضي الله عنهء وأما شيخنا سيدي علي 


الخواص فسمعته يقول: لا يكمل الرجل عندنا حتى يعلم حركات مريده قي انتقاله في 
الأصلاب وهو نطفة من يوم ألست بربكم إلى استقراره في الجنة؛ أو النار. والله تعالى أعلم. 


المبحث الحادي والثلاثون: في ببان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وين 
أكثر من الملك إلا أن تخاف سطوته ولا تعرض عن الفقير حتى يفرغ من حاجته التي جاءك 
لأجلها. فعلم أن تجلي الحق تعالى بالحضور عند الملك المطاع تجل في غير موطنه اللائق به 
إذ الكبرياء والعظمة إنما تليق بأهل الجنة في الجنة لعدم التحجير عليهم وزوال التكليف وما 
عائب الله تعالى نبيه بقوله: يس ل () أ بده النَّنَيَ © * اعبى: ذ» ؟] إلا لكون ذلك 
الأعمى أن -جاءه الأعمى ققيراً فغار تعالى لمقام العبودية والفقر أن يستهضم لأجل صفة عراً 
وقهراً أظهرت في غير محلها وأطال في ذلك. وأما معنى قوله تعالى: أن من أستنَي (ي) كَأنَ 
أو مضت 3 > اعبى: 45 +افذكر الشيخفىالباتالتاسع والأربعين وحمسيماثة أن معفاه: 
العتاب في حال اجتماع الفقراء وف الاغنياء لاتنع الاسراد فإن من الأدب الإقبال على كل وارد 
من غني أو فقير ركنن الكديت ١‏ اباكي كزيم درم كموي وقال تعالق! لا تيك لله عن 
آلَديبَ لم فلو ف ألدَنِ وَل جوم من سر أن توه وتقيطوا ع إِنَّ أَّهَ يحب الْمعيِطِينٌ 1 
[الممتحنة: 5]. وهنا نكتة ينبغي لك يا أخي أن تعرفها وهي: أن الملك العزيز في قومه ما جاء 
إليك ولا نزل عليك حتى ترك جبروته وكبرياءه خلف ظهره قبل أن يأتيك. 8 أناك إلا وهو 
يرى نفسه دونك فكان جبروتك في نفسك إذا لم تقبل عليه وتتواضع له أعظم من جبروته هو 
نعلي كل بعال بازياك اراح عار لبجل جماف بر اله يمرل من نفسك قبل أن يأتيك 
وأدخل عليه السرور والإقبال والتبسم تكن حكيم الزمان فإن الله تعالى ما عاتب نبيه 5ّة. في 

حق الأعمى والأغنياء إلا نكون التريفن لاسا مويق قبا لوم وه العتب لا مع الانفراد. 
وكان سيدي على الخواص رحمه الله تعالى يقول: إنما أقبل يكيةء على الأغنياء لصفة الغنى 
التي تظاه روا يها والعاراف الل تعالى يقيفى: له الأقيال على كل عت الهن من جلال وعقظية 
وغيرهماء فإن وقع أن أحداً من العارفين عوتب على إقباله على الأغنياء فليس ذلك من حيث 
تظاهرهم بالغنى» وإنما ذلك لعلة أخرى فعلم أنه لا ينبغي القياس على هذا العتاب وطرده في 
حق الأغنياء مطلقا فإن ذلك مزلة قدم عن الشريعة فإن رسول الله ل» قد أمرنا بإكرام كريم كل 
قوم إذا أتانا كما مر فافهم. وعلم أيضاً أن تعظيم العارف للملوك والأمراء والأغنياء؛ إنما هو 
من تعظيم الرب جل وعلاء وأما تعظيم الفقراء فإنما ذلك جبراً لقلوبهم لانكسارها انتهى. وقال 
في تفسير هذه الآية أيضاً الباب الثالث والستين وماثة: اعلم أن الغنى صفة ذاتية للحق تعالى : 


وقال في الباب الخامس والثمانين ومائتين: اعلم أن الحواس لا تخطىء لأن إدراكها للأشياء 
00 في الذاتيات وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن 
إدراك العقل على قسمين: إدراك ذاتي هو فيه كالحواس لا يخطيء وإدرك غير داتي وهو ما 
يدركه بالآلة التي هي الفكرء وبالآلة التى هي الحس» فالخيال يعلو الحس بما يعطيه والفكر 
ينظر في النخيال. فيجد'الأمور متردات فيجب أن يى منها أضورة يحفظها العقل فيسيب تعيض 
المفردات إلى بعض فقد يخطىء في النسبة للأمر على ما هو عليه وقد يصيب فيحكم العقل 
على للاف ابس فيطو تعس العم علد ولزلاك السعيبالفظا تورات السرفة كنا 





0 0 م 1 4 3 : 50 
اا الجاء الثامن سن الو اكيت والجواعر أي بيات عقائن الاكابر 








ا ا ل ال . ا 1 ا ا ع 
عافإن الله هو الغ اميت [الحديد: 114. اقي,: هو الذي يستحق أن يثلي عليه بهاء الصمة 
000 05 0 2 525 َ 1 ع ون ع ل م 1 ا 0 : 1 3 3 + 
وا ثان تهات ملع أن إبله لحين عاتهة به عولد #2 تيسن ونوك يني 5 عسي : ] الون أحخترةء إنما 


فو السيقة الك نا ا كر يود ره اندي المطلى ادق لك كرون فى ااي دعا ند في 
38 كاب 0 لظطهور رائحة شاه الصقد الالهية فيهم قانها نعطي بذاتها الشرف 


اينع «ييو. ا 0 “بت 8 2 5 . دفو نوا هزه )أ 9 ع 2 
وانافعة فى ذلك الوقت الذي تصدى لهم فيه فكان قصده يملئة. بإقباله على الاغنياء إنما هو 





تعليم أمته أن يتصدها لكل من انصف بصفة الغنى من الخلق ثم إذا رسخه١‏ في ذلك المعام 


1 
امروا بالترقى الى شهود عدم تخصيص الصفات الإلهية فإن العالم كله من شعائر الله تعالى ؛ 

١ 5 5 5 8 ' 7 0 0‏ سا 0 
مسن صغته ولا ينشك شى» منه عن مصاحة معية الحق تعالى له لعدم تحيزه جل وعلاً فخل 
كامل يغار غلى هضم جناب المنكسرة قلوبهم لان الحق عندهم كما اخب نا به الشارع داق 


وأيضا غاذه اتلد مم هذا المشهد كان له حرص عظيم على إسلام قريش فكان يعلم أن أكابرهم 
اذا ماله! إليه بقلويهم وأطاعوه وأحبوه وأسلموا فأسلم بإسلامهم خلق كثيرء قال تعالى: #لَقَدْ 


3. 


2 قم عي موي للد ع #4 امم لاع الك ع ِ : 
8 ص م 0 4 ّ ل 5 1 20 1 ع م ١‏ 5 « 
جام حم رسوائ”ك ف أنف بكم 2 عليه هأ لمم رض # [التوبة: خ15١|.‏ اق اليه عنادكم 


5 3 ل 7 5 2-1 د 
د صلدم 1 تل دنهمو نهةُ عانك لبد_يحمماه الحب لكو 9 
3 2 يت 27 ١‏ حك 0 


(فإن قلت): مكيف أوقع الحق تعالى العتب على رسول الله 385. مع هذا المشهد العظيم 
انلدي قدمناها 

(نالحواب): إنما عاتبه وأعلمنا بذلك تأديباً لنا قإن الإنسان محل الغفلات» وهم فقير 
بالذات ولو صار من أكبر ملوك الدنيا فهو فقيرٍ لأن غناه عرضى عرض له من حصول البجاه 
والمال. فسا استغنى إلا بغيره بخلاف الحى. جل وعلا فليست الصفة التى ظهرت فى الأغنياء 
صفة الحقّ حثيقة حتى يتصدى العبد لها ولذلك قال تعالى فى الآية: أن من أمتنئ # إعيس: دا 
بسي: الطلب وما قال: أما من هو غتى فككان ما أدب الله تعالى به نبيه 4# 
الأضناء والاقات على الفقراء أو ثم أمره أن يشبل على كل من ترك عناء وكبرياءه وجاء اليه , 
قال الشيخ: رأكثر الناسر غافلون عن هذا الادب الثاني؛ فلا يكادون يشهدون له طعماأ 


ويتخيلون أن إقبال العارفين على أحد من الرؤساء والأغنياء. إنما ذلك لأجل جاههم ومالهم 





لك اانا : 
طش عراضص عن 


النظار عدلوا إلى الطريقة التي لا لبس فيها فأخذوا الأشياء من عين اليقين وأطال في ذلك والله 
أعلم. وقال في الباب السابع والثمانين وماتتين: ما من كلمة يتكلم بها العبد إلا ويخلق الله 


لعالى 
تاب إلى الله تعالى و تلفظ بتوبنه خاق الله تعالى من تلك اللفظة ملك رحمة فإن قال العبد: تبت 


م تلك الكلمة ملكا فإن كانت خيراً كان ملك رحمة دإن كانت شرا كان ملك نقمة فإن 


إلبك يا رب من كل شرء لا يرضيك خلق من هذ! اللفظ ملائكة بعدد كلمات الشر التي كانت 
منه فإن كر تدى على الكثرة فمعنى تبت إلى الله من كل شيء تبت إلى الله من كذا تبت إلى الله 


من كذاء تبت إلى الل من كذاء كما تقشول: زيدون وتريد زيدا وزيداء وزيدا ثم قال : إل ما نك 


- 





اسبحك الحندي, والثلاثون : في بيات عصمة الالبياء عليهم الصلاة والسقام افون 
, ا سَّ ا 5 0000 كر نه" 7 ١‏ 5 
]0 !أن ف قينا 2 تم أسلم أن امل الله تعانى ل افوا أن د 0 انعوام يبتبعبهم عالي 
تعضيم : لاغينء لمر فهم ا نى اندي قصد وم هر افا أن سس دادو ا بذلا 5 نت الشعل را ضيك فى الدننا 
فنهم اشظهار الائقة على الاغناء رالرؤساء تقديما لمصاحة المحص بين : وتامل قولهم شا جد 


ا 11 030 و1 فجن الوا 0ك ا 1 2 لك كن اباس ا 
لعي الى أيلهء خم وحم ال مدوالن عا سي المدسوين 2 2 لهسم 0 سحن * يسلدالا ماه ليك 
ا 2 ال اوسن كن 00 |! با ا ا 0 0 
0 1 كيالا 1 د غنة فيعحسن لله _- ١‏ 21 
تع نمه انك و 5 تت 30 لشت خم بوهاب ابي لق 1ق اكب يي ع لي 


قول صدقانهو واحسائهم انه يهون بذل”ك ض اعين السادعوين ومس عليه التعفف عهما بأيديهم 


مه 


مخ ٠.‏ . 3 0 
راخف لفسه عنهم إما يمال أم قناعة قال تعالى ١‏ #ادع إل ميل ريك بالحكمة َالموَمظلةٍ الخسنة4 
1ححز ٠‏ 5؟١0.‏ قاأما الحخمة فهر غناه مما بأيدي المدعوين وأما الم عفلة الحسنة فهم تمهيده 
0-3 متى ألهم يغسير ون يادروكد !2 فعا مأ ندبهم اليه م غير نهو قف ل يعلمولن 

١‏ : : : م مشا م م د اميه لمم كا م ع لاض 
الم شيدة 3 ا المصتحة وفى القران 00 حت فكلا غليظ القلب لانفضوا من حولك # |1 


عمراأئ: |١٠24‏ وقد استت الاف عابى أن لديم انق اع على الأغشاء مطللوت فك كل 0 فيه !م ام 


٠ 0 


دانه 2ه يتبعى لغقير أن فراعني اسجدل! دن الا كابر بعك م تبي له الح قمر شاء فليو من ومن شاء 





(خاتمة): لا يشصصر م: كمال الأنبياء عليهو السلام. عدم معرقتهم بتدبير أحوال الدنيا فى 


لك دا 


بعض الأوقات كما أشار اليه قوله #كة. في مسألة تلقيح التشل انك أغلم باش ذتياكم وذلك 





ه على قوم و على رؤرس النخل + كشال : مأ يصنع هؤلا ع؟ فقال: يلمحور ن النخل . 


فعان جنا أرق دللت يجدي شيئا فسمع يذتك الانصار فتركوا تلقيح نخلهم ثلك السنه فق حمل 


التخل وحخاج البلح شيصا فاخير وه بذلك فقال: انتم اعلم بامر دلياكم؛ يعني : في كل عائم 
يدس اليه مغيد شيء. قال 


الشيخ فضبى اندين 0 3 سسا حمماء بعتس. ألجوال الدنا عن لى الانبياء 


#*ذا 


والأولياء. انمأ هم لما غنب عا لى قلويهم سن عفئيم مشاهدة حلال ألله تعائي ى ممغابوا بذلك عن 
تاي عم عر ولو أن ذلك الحلال والمعلمة ابيحجب نهم لحانوا أعرف انامس يَأ الذنيا ل 


١‏ دش لسعاي عن نشد الكرة: البا حم ل دن امسن الا رفاك علي سي ار وي 
لى اوقفت لا يسعلى فيه ضير ربى. قال بعضن العارفين: ومامات رسول ألله > حتى تزايد 


كماله وصار يذبر أمر الذئيا والآخرة. ولم يكن يشغله مشاهدة جللال الله ع وجلء عر ذلالق 








ف 


0 اج 0 0 ذلك . وقال فى ألبات الثاس: ل و مائتين في قوله تعالى : # يلقن 
الإنان من علق 4 [العلة.: ؟] إنما خلقه تعالى مب: علق إشارة للعلاقة التى بينه وبين الحق ذإنه 


خليفته في الأرضن وأيضا فإن العلقة فى ثالث مرتبة من أطوار غلك ني قيونداء ارود التى 


لا تليق الا بالحى فانظطر ما أعيجب كلام الله غر وجل وقال في أسم الله اللأعظم : : اعلم أن 


أسماء أنه كلها عقليمة فاصدفق.». واسأل حاحتك بأي ! أسم إلهي شكثت.. وقد قال ش*شخص. دعي 


يك البسطاعي : علمني أسم ائله الأعظم فشَال له أبو يزيدداء فا ني الأصغر بوبعخه على ذلك . 








الوق الجزء الثاني من اليواقيت وإلجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وقد ذكر الجلال السيوطى رحمه الله أنه يية. كان مكلفا بالإقبال على الله عز وجلء وعلى 
الخلق معا في آن واحد لا يحجبه الخلق عن الحق. 

(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة أن الله تعالى ما أمر نبيه #للة 
بالمشاورة لمن هو دونه إلا ليعلمه تعالى أن له فى كل موجود خصوصية لا تكون لغيره فقد 
بلقى الله تعالى من الوجه الخاص لآحاد الأمة ما لم يلقه إلى أحد من المقربين بدليل قصة 
الخضر مع موسى عليهما الصلاة والسلام والله أعلم. 

الميحث الثانى والثلاثون: 
في ثبوت رسالة نبينا محمد ول 
وبيان أنه أفضل خلق الله على الإطلاق وغير ذلك 

٠‏ اعلم ا رسالة نبينا محمد ل تابحة بالكتاب المعجر والسنة والإجماع وكذدلك أحيعت 
الامة على أنه بلغ الر سالة بتمامها وكمالها وكدلك تشهد لجميع الاثبياء أنهم بلغوا وإالااتت 
ربهي؛ وقد خطب رسول اله د في حجة الوداع فحذر وانذر وأوعد وما خص بذلك احدا 
دون أحد. ثم قال: ألا هل بلغت فقالوا: بلغت يا رسول اللهء فقال: اللهم اشهد. 

(فإن قيل): إن بعضهم يقول: إنه سقط من القرآن حين جمعوه بعض آيات وعلى هذا 

(فالحواب): هذا أمر لا يوافق هذا القائل عليه أحد. وقد قال جمهور المحدثين: يجب 
تأرمة -قوك صائفة» اكوا بقروون فده عن أكاق لم © [القفة وم ] مفناسات عمط 
متتابعات. وقالوا: المراد بالسقوط التسخ. فيحتمل أن يكون المراد بالسقوط في كلام هذا 

(فإن قيل): هل الدليل على تصديق الرسول فى ادعائه أنه رسول ينسحب فى الدلالة على 
ما جاء به من الأخبار والأحكام أو يفتقر إلى دليل آخر؟ 


وقال: إنما سمي الإنسان إنساناً لأن به حصل الأنس لمراتب الكمال في الوجود إذ لم يكن 
أحد يخلع عليه مراتب الوجود غير الإنسانء والألف. والنون فيه زائدة مثل عمران. وأطال في 
ذلك. وقال في الباب التاسع والثمانين ومائتين في قوله تعالى: »أنه نوْرُ ألتَسَوْكِ وَالارض»* 
[النور: د.]. اعلم أنه لولا النورية التى في الأجسام الكثيفة ما صح للمكاشف أن يكشف ما وراء 
الجدران وما تحت الأرضض. وما فوق السموات ولولا اللطافة التي هي أصلها ما صح اختراق 
بعض الأولياء الجدران ولا كان قيام الميت في قبره والتراب عليه؛ أو التابوت مسمراً عليه 
مجعولاً عليه التراب لا يمنعه شيء من ذلك عن قعوده وأطال في ذلك. وقال في الباب 





النيضك التاتع #«القادتون فى قوت زسالة قينا محمد كلد حاوس 


والأربعين من «الفتوحات؛ أنه لا يفتقر إلى 


+(فالجوات): كما قاله الشيخ في الباب الرابع 1 
دليل آخرء بل ينسحب فى الدلالة على ما جاء به الل . 


(فإن قلت): أيهما أكمل شهادتنا بما جاءنا من طريق الوحى أو شهادتنا بالمعاينة؟ 

(فالجواب): إن شهادتنا بالوحي أتم من شهادتنا بالعين والمشاهدة كما شهد خزيمة 
للنبي ية. بأنه ابتاغ الجمل من الأعرابي ولم يكن خزيمة حاضراء فقال له رسول الله 45ة: بم 
تشهد با خريمةء قال: بتصديقك يا رسول اللهء فحكم رسول الله #ة. بشهادة خزيمة وحده 
لكونها شهادة بالوحي ولو أن خزيمة كان شهد شهادة عين لم تقم شهادته مقام اثنين وبه حفظ 
الله تعالى علينا قوله تعالى: #لْقَّدَ مَآدَحِكمَ روا . يِنْ أُشيكه4 [التوبة: 24؟1] إلى آخر 
السورة فإن جامع القران من الصحابة كان لا يقبل اية منه إلا بشهادة رجلين فصاعدا إلا هذه 
الآية فإنلها ثبت بشهادة خزيمة وحده النتهى . 

(فإن قيل): فما أول ما ظهر من الموجودات بعد فتق العماء. 

(فالجواب): كما قاله الشبخ تقي الدين بن أبي المنصور أن أول ما ظهر بعد فتق العماء 
هو محمد 6اة. فاستحق بذلك الأولية للأوليات فهو أب الروحانية كلها كما كان آدم عليه 
البلذة لمكي آنا العسانات كربا الحو وات ترب ست الأرلة عاق بالشع محر 
الدين وأن أول ما خلى الله الهباء فراجعه. 

(فإن قلت): فما معنى قوله ية: ١كنت‏ نبياً وآدم بين الماء والطين» والنبي هو المخبر 
عن الله و كيف صح إخباره ككة. قبل أن يخلق وقبل وجود من يخبرهم؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الخامس وثلاثمائة من «الفتوحات» معناه: أن 
رسول الله يمئة. كان يعرف ذاته بذاته بإذن الله في غير مجلى قبل أخذ الميثاق وهو الحال التي 
كان فيها ية. يعرف نبوته وذلك قبل خلق آدم كما أشار إليه الحديث المذكرر فكان له ية. 
التعريف فى ذلك الحال فإن النشأة الإنسانية كانت مبثوثة فى العناصر ومراتبها إلى حين وجودها 
لكن من الناس نمق أعظلي في ذلك الموطن شهود تنه ومرتبت:إما على غاياتها. بكبالها:وإما بآن 


التسعين وماتتين: إذا رأيت لوائح تبرق لك من خلف حجاب الخذلان من كثرة استعمالك كل 
مباح وخفت أن تنتقل إلى مكروه فاسأل الله أن يخلق فيك الكراهية لذلك الأمر وإلا هلكت 
وقاك: ومن أراد أَنْ يطلق أله عليه الالسنة بالثناء الحسن فليعمل بأعمال المقريين . و يعجحددبا 
أعمال الفاسفين جملة واحدة ظاهراً وباطناء وأما من طلب الثناء عليه من غير سلوك طريق 
المقربين فيا عناءه ويا تعبه على العارفين كلهم فى هذه الدار لا يبالون كيف أصبحوا ولا كيف 
أمسوا عند الناس لأنتهم فى موطن التكليف فلا تتركهم التكاليف أن يتلفتوا لغير الله عرز وجل . 
وقال فى الباب الحادي والتسعين ومائتين : ما من سائل عن شى > إلا وقيه أهلية للجواب م 








عم الجزء الثانى من اليواقيت «الجواهر فى بيان عقاتد الأكابر 


يشهد صورة مامن صو صوره وهي عين ل ل ل ا 
ا دع لبوته ولا ندري هل شهد صور جمسيع أحواله أم لا . قال تعالى : #وأنتى فى 
كل سَبَءِ أرما آفصك: ٠١١‏ فسا من فلك من الأفلاك التسعة إلا وللانسان صورة فيه فيحفظها 
للك ,السايه] إلى وصول وكتها ا كو جود الصورة الو احدة 5 في ال يا ال شثيرة المختلفه 





الأشكال سن ل وعا شن واستقامة وتعويجح واستدارة مر بسع #اللاسسة و صغر #كعنه فتختلمف 
إ 


طبن لاا باحجاناف المجلى والعين واحدة. ه فلذلك قانا: 


غير محلى باذت الله تعالىء وإذا كان بهذه المثابة لم تؤثر فيه اله اتب إذا نالها قال اد وهو في 


نه كود. كان يعر ف ذاته بذاته عن 


المرثية العليا: "أنا سيد ولد آدم ولا فش ». فلم تحكم فيه المرتية. وقال في دوقت آخر وهو مي 


ف كلك ال سنالاة والخلافه: إنما آنا شمر ملك قادم لمححجيه المر به عن تهير فه نشاته 8 تسبييسيا ذلك آ أنه 
راق لطينته ناظرة الى م ونا العنصرى وهو متيدد فييء فشاها ذاته العنصرية فعلم اليا تحت 
كو الأفك كَّ العلوية بك ورآأء ناسنا اك كد سنها ونيم سائر الخلق الاناسى والحيوانى والتنيات 
والمعدن. فلم ير لنفسه هر حيث نشأته العنصرية فضلا على أحد ممن تولد 0 ب داق 


لتقيسة مع ١‏ لهم لهم برضم أمثال له. فقال : اننا يمسر متلكمى وكان يتعود 5 الجوح فما افثر ف عي الا 
2 كنت شع وآدم 0 الماء والطين». وأن هذا 






1 


بشوله: آيو حى 0-6 ينا عم ع 


ا بلسات الت الصو ررة ان شو فيها مهنا هو معدود من حور تلك ا 2 جم 


كت في هذه الدار م تنك الصورة. كال الشيخخ سعمك إلله تعالى : ولنا أيضاً تصورة فرق ها دك ناه 
لا تدرك بعقل ولا بالاسترواج من نقول الشرء فسكتنا عنهاء. وذلك أن لنا صورة في الكرسي. 


وجسة رد في العرش .ء. وصورة شي الهيولى. وصورة في اللببعة؛ وصورة في لي ٠‏ وصور را في 
العمل |االوتعلي عنه باللوح والقالم. وصورة في العسأع. برصورة في العدم. هذا كله ين 
لاصيحاب الشف وهو الذي يتوجه عليه خطاب الله القديى لعباده في مكّنون علمه فافهم. 


(فإن قلت): فهل كان لدم عليه الصلاة والسلام. صلم عند أخد الميثاق بما يحثوي عليه 
ظطهره 0 اللصور أ 





سؤاله وقد جاع عن ألطبي 9 أن أعرابيا سالة وهو م ظهر اني أضحابه فشال: يأ رسول اللنه 


أسألك عن كياب آهل الجنة أخلق تخلئ. أم نسيج ننس فضحك الحاضرون من سؤاله 
55 . 3 0 37 


٠‏ وقال: 0 من جاهل 0 عالماً با هذا ال جل إنها تشفق عنها تس 
إرضياة و عايمه ما يجهاله وز ازال ححا ( السائل بتعليم أصعحاك الأدب عاك 






عبس ل انفلك الاق أعرابي عالما؛ فرحا مسروراً. وقال في الباب الثاني والتسعين ومائتين في 

0 9 6 5 

قوله تعاليى : وم لمر عدم من يمسق عجرئة 09 إل سار وَجْه ريو ال 0 4 الدر فى »*5]. 

اعلم أن العلساء اختلمما هل يحون الحى تعالى عواشياً لامر خاص. أم و والتحقية َ أ الحىق 

1 ا سود 3 . ا ان ناماه ف 5 اأحناا 4 فل 
لى من حل ذانه وو حوده لز" يقاومه شي د لمسسل ا وى عب فلك 


0ك 3 مشاهدته 5 رؤيهد وكل هذا ما هر عين الحى تعالى ١‏ واذا لم يكن عنه ققد مسح 


با 





: 5385 3 ت 2 4 


(فالحوات): لم يكن له علم كما أنه لا علم لقلك مر الأفلاك التي فيها صورة من صورنا 
بها 


(كإن كيل): 0 كان الاعدا ف ّ ن الظطهر دول غير ؟ 

(فالجواب) : انه أنما خص الفظهر بالأخذ أن الظهر أن غيياً غيبا لادم عليه الصلاة والسلاف 
ولو أنه تعالى أهذنا من بين يلاى آدم لكان عر فنا وذلك لأن له عليه الصلاة والسلام؛ معنا 
صورة في صورة فشهد كما شهدنا . قال الك اشع ب لديو وباافس على يتين رياز عليه 


الصاتة و السالام لمم يعلم بها الشذ هه أو يعلمدء ولكنا لما رأينا المحضر اخ التي تهقدمت من 
الأفلاك لا تعلم بصورة ما فيها. قلنا: ريما يككون الام فى آدم كذلك فرحم الله من اطلع على 


أن أده مان يعلم الصور التى أهزذت من ظطلهره «اليديد بهذا المؤضدم مر هذا الاب . 


(قلت): قد أخبرني أخي أفضل الدين رحمه الله أن الله تعالى أطلعه على عدد السعداء 
الايد كانوا فن حلهز آم عليه الفنلة: والجلاف هون اقيم فال وعدتيب امس مه 
ضرب لسانة لند الت الغا الت الل الت ألف ألف ألف تسع مراث وتسعماثة ونسعة 
وتسعين ألفا ونصف ذلك وثلث ذلك مضروب جميعه فى الأصول التى ذكرناها فما يحصل من 
ذلك قهو خدد من كان في ظهر آدم من السعداء لا يزيدون واحداً ولا بسو وهو حساب. لا 


يتعقلد العقل وإنما طريقه الكشف انتهى . والله تعالى أعلم. 


قال الشيخ محبي الدين ومن بعد عن فهمه: تصور ما ذكرناه من أن لنا في كل فنك 
رء ليس إحداهما أحق بنا من الأخرى فلينظر في خبر الثم ترهذي مرفوعاً وقال ؛ شبه: م 
غريب إن الله تعالى تجلى لأدم ويداه مقبوضتان. أي: كما يليق بجلاله. فقال له: يا آدم اخثر 
أ 


“فيه 


يهما شنت . فقال: اخترت يمين , ربي وكلتا يديه يمين مباركة ففتحها فإذا آدم وذريته فنظر آدم 
عليه الصيلاة والسسللام. إلى شخصن من أضوئهم . فشال : من هذايا رب! فال الله تعا' 


1 


هذا ابنك داود؟ فقال: اواك امعد لدم : العمر. ققال: أربعير: سنة. فقال: يارب وكم 
تنتبت لي . فقال الله تعالى: ألف سنة. فقال: يا رب قد أعطيته من عمري ستين سنة . قال الله 


0 نك وذاك كما زاك ادم يعد لنفسه حلى بلغ تسعمائة وأربعين سنك فمحاءة ملل الموت ليغيض. 


آن يكون عوضا كما أن من عبد الله تعالى كأنه يراه فجزاؤه في الأخرة رؤيت وأطال : فى ذلك . 


1 


0 تراقع أنتاك إلى مالك 5 أنسن رضي أله عنفء اذعى أحدهما على الأخر هدية وطلب 
أ ضليها قثال له: ماذ! ابتغيت بها حين أعدلتها له إن كنت ابتغيت بها جزاء فى الحنة أو 
ل 0 ن كنت ابتغيت بها و جه الله فللا 


1 


0 


21 0 ل : 5 راي صر‎ ١ 
8 كم لت بشيء انتهى . وقال في الياب العافكه 00 #وَيَحْنَيَ وسعت 520 كى‎ 
[الأعراف. 16] . اعلم أن لله تعالى جوداً مطلقاً وجوداً مقيداً وهذه الآية من الجود المطلق وأما‎ 


م سل 00 و 7 م م 5 ف ل 1 
المقيد ذهو قله له 3 كسب ربكم ع نَفَسه الله | الأتعام: 5 أي : أو جب وفرض على 


للف الجرّء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكاير 


روحه فقال له آدم: قد بقي من عمري ستون سنة» فقال الله تعالى : يا آدم إنك قد وهبتها لولدك 
داود فجحد ادم فجحدت ذريته ونسي ادم فنسيت ذريته. قال رسول الله #قةِ: #فمن ذلك اليوم 
أمر الله تعالى بالكتاب والشهود». انتهى . فهذا ادم وذريته صورة قائمة في قبضة الحق كما يليق 
بحلاله وهذا آدم خارج عن تلك اليد وهو يرق صورته وصورة ذريته في يد الحى تعالى. فماأ 
بالك يا أني تقربه في هذا الموضع وتنكر علينا في قولنا بتعدد الصور 00 كان هذ 
محالا لنفسه لى يكن واقعا ولا جائزا نسبة إذ الحقائق لا تتبدل . قال وأكثر من هذا 000 
فلا أقدر عليه فال تكن ممن قال الله تعالى فيهم: لحم ثُ | شعي فم لا يجِعُونٌ 46 االبقرة: 
] وقد أطال الشيخ الكلام على ذلك في الباب السادس وأربعين وثلاثماثة . 

(فإن قلت): فهل أعطي أحد التبوة وادم بين الماء والطين غير محمد 886؟ 

(فالجواب): لم يبلغنا أحدأ أعطي ذلك إنما كانوا أنبياء أيام رسالتهم المحسوسة . 


(فإن قكلت): فلم قال: كنت نبياً وآدم بين الماء والطينء ولم يقل كنت إنساناً أو كنت 


موجوداً؟ 

(فالجواب): إنما خص النبوة بالذكر دون غيرها إشارة إلى أنه أعطي النبوة قبل جميع 
الأنبياء. فإن النبوة لا تكون إلا بمعرفة الشرع المقدر عليه من عند الله تعالى 

(فإن قلت): فما معنى قولهم: إنه ينة. أول خلق الله هل المراد به خلق مخصوص؟ أو 


المراد به الخلق على الإطلاق؟ 

(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس: أن المراد به خلق مخصوص وذلك أن 
أول ما خلق الله الهباء وأول ما ظهر فيه حقبقة محمد كلية: قبل سائر الحقائق وإيضاح ذلك أن 
الله تبارك وتعالى لما أراد بدء ظهور العالم على حد ما سبق في علمه انفعل العالم عن تلك 
الإرادة المقدسة بضرب من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية» فحدث الهباء وهو بمنزلة طرح 
البناء الجص ليفتتح فيه من الأشكال ونضر وافان وهذا هو أول موجود في العالم ثم إنه 
تعالى تجلى بنوره إلى ذلك الهباء والعالم كله فيه بالقوة. فقبل منه كل شيء في ذلك الهباء على 
نفسه الرحمة لقوم خواص تعتهم بعمل خاص وهو قوله: ٍأثَمَ مَنَ عمل مدخ حرا كز ف 
تآ مر يعدو وَأَصَلَمَ4 [الأنعام: 04] فهذا جود مقيد بالوجوب لمن هذه صفته. وهو عوض عن 
هذا العمل الخاص ولا يخفى أن التوبة والإصلاح من الجود المطلق فقابل جوده بجوده فما 
حكم عليه سبحانه سواه ولا قيده غيره. قال: وحكي عن سهل بن عبد الله عالمنا وإمامنا أنه 
قال: لقيت إبليس فعرفته. وعرف مني أني عرفته فوقعت بيئنا مناظرة فقال لي وقلت لهء وعلا 
بيئنا الكلام وطال النزاع بحيث أنه وقف ووقفت وحار وحرت فكان من آخر ما قال لي: يا 
سهل إن الله تعالى يقول: #وَرحْمَتى وَسِحَتَ كل َي » [الأعراف: 1]151اء فعمم ولا يخفى 


المبحث الثانى والثلاثون: فى ثبوت رسالة ثبينا محمد عند اخرضسن 


حسب قربه من النور كقبول زوايا البيت نور السراج فعلى حسب قربه من ذلك النور 
ضوؤه وقبوله ولم يكن أحد أقرب إليه من حفيقة ميحمد لله فكان أقر قبولاا من جميع ما 
0 الهباء فكان لدع مبدأ ظهور العايم وأول 0 . كال د 0 
أأجمعي: ا وقول ل مال عله : أنه 58 0 
نقل | أيضاً عن الخضر 0 بيسن 20 اليه ين 
فعلم كما قاله الشيخ محبي الدين في 3 إن مستمد جميع الأنيياء اك 
محمد تَاة إذ هو قطب الأقطاب كما سيأتي بسطه في مبحث كونه خاتم النبيين فهو ممد 
لجميع الناس أولا وآخرا فهو ممد كل نبي وولي سابق على ظهوره حال كونه في الغيب وممد 
أيضا لكل ولي لاحق به فيوصله بذلك الإمداد إلى مرتبة كماله في حال كونه موجودا في عالم 
الشهادة وفي حال كونه منتقّلا إلى لحي ]اندي هن ادر واددان الامخرور فإن أنوار 
رسالته د , غم ر منقطعة عن العالم من المتقدمين والمتأخرين . 

(فإن قلت): قد ورد فى الحديث أول ما خلق الله نوري وفى رواية أول ما خلق الله 
العقل فما الجمع تين ؟ 


(فالجواب) : أن معناههما واحد لأن حقيقة محمد 2 ثأرة يعبر عنها بالعقل الأول وثارة 


(فإن قلت): فما الدليل على كونه 485 ممد الأنبياء السابقين في الظهور عليه من 
القرآن؟ 

(فالجواب): من الدليل على ذلك قوله تعالى : لأَزْلَيِكَ الَدِنَ هَدَى مد يْهُدَهُْ أَنْثَدءُ4 
[الأنعام: 2190 أي: إن هداهم هو هداك الذي سرى إليهم منك في الباطن فإذا اهتديت يهداهم 
فإنئما ذلك اهعداءٌ بهداك إذ الأولية لك باطناً والآأخرية لك ظاهراً ولو أن الل راد بهداهم غير ما 
قررناه لقال تعالى له يملئة؛ فبهم اقتده وتقدم حرية كيدها وآدم بين الماء والطين. فكل نبي 


عليك أنني شيء بلا شك لأن لفظة كل تقتضي الإحاطة والعموم وشيء أنكر النكرات قد 
وسعتنى رحمته قال سهل : قوالله لقد أخرسنى» و حيرنى بلطافة . 


سياقه وظفره بمثل هذه الآية. وفهمه منها ما لم أفهم وعلمه من دلالتها ما لم أعلم؛ 


فبقيت حائراً متفكرا وأخذت أتلو الآبة في نفسي فلما جئت إلى قوله تعالى : مأك للدت 
َنْقُونَ أ [الأعراف: ]1 . الآية. سررت وظننت أني قد ظفرت بحجة وظهرت عليه بما يقصم 


ظلهره فقلت له: يا ملعون إن الله تعالى قد قيدها بنعوت مخصوصة تخرجها من ذلك العموم 


124 الجزء الثاتى من البواقيت و الجراهىر فى بات عقائت الأقان 


تقدذم عنى زمن شهوره فهو نانب عنه فى بعثته يتلك الشريعة ويؤيد ذلك قوله 


وضمع اله 6 لبه بين تديى ع كما يليق بجلاله قعلمت علم أو فلي والأحاي؛ إذ لحرادت 








و 


7 العلم م رئين قر قبل ا ندم عليه ا ةِ ألامرء مر ُُ بعك لهو 00 00 كما 


انز ل عليه الم ا أولا من ال ل ل مرة أخري ونذلك. 
#ولا محل بالشرءان من قبل أن تسق الم وعثل 4 [طلء: ذل أني: لا تعصل بتلاوة ب لاك 


* 


ملك 0 أن السمعة عن جبريل : بل أسمعه من جبريل فااننت «مقينتثا اليه كائلف عا سسعةه فم 0 8 


عملت الثلامدة الموقنون يذلك مع استاذييه ذكس<ذلك الفيد فى التاب لقان دش 
«الفتوحات» وفى غيره م ال أن: 

(قلت): وفي تصريح الشيخ بأن القران أنزل على رسول الله لة. قبل عضري الا لوأك 
أطلع على ذلك في حديث 00 
كله . 

(فالجواب): نعم والأمر كذلك كما ذكره الشيخ في الباب السادس وأربعين وثلاثمائة 
قحال العالم المذكور قبل ظهو ره 2 4+ بمنزلة الجسد |! لسوى واحاله بعد موده و بمث له الناقيه 
و حال العالم حين يبعث يوم القيامة؛ بمنزلة الانتبأه من النوم فالعالم اليوم كله نائم من حين 
مات رسول الله يلة. إلى أن يبعث انتهى . 

(فإن قلت): فما الدليل على كونه 8: أفضل من أبيه إبراهيم مه أنه #لق: أمانا أن 
نسأل الل أن يصلى عليه كما صلى على إبراهيم والقاعدة أن يكون المشبه به أفضل من المشيه؟ 

(فالحواس): ليس المراد ما يتبادر من ذلك إلى الأذهان وإنما النكتة فى قوله: كما صليثت 
على إبراهيى كونه بي كان مسؤولاً فى تعليم الصحابة كيفية الصلاة ل فلما قالوا هك: كينف 
نصلي عليك ما وسعه إلا التواضع . فقال: قولوا كما صليت على إبراهيم وأنت إذا قلت الإنسان 
ع ألفاظا أفخمك بها لا يقدر ينطق لك بألفاظ تعطي التفخيم مع كونك أقل حياء من 


فقال: «مَأَكْنيبًا لِلْدِنٌ ينَهُوْنُ |الأعراف: .110١‏ إلى آخر النسق فتبسم إبليس وقال: والل يا 
سهل ما كنت أظن ا ا 
مكت انناف مقت لنخلف تكتك الست لما يا سهز أن التقييد صفتك لا صفته تعالى ق" 


ىا قات 


سهل: ف جعت إلى لسن و غصصت بر يشى انام الماء فى حلقى ووالده ما ودبت للد جب انا : 
ولا سددت فى وجهه ابا وعلمت أنه طمع في مطمع وانصرفت» وانص ف ووالله 5 أدرى بعك 


هذا ما يكون فإن الله تعالى ما نص بما يرفم هذا الإشكال فبقي الأمر عندي على المشيئة منه في 


حلهه ل< أحكم عليه فى لل الا بماأ حكم ليله على سي من حيث وجونا يمال يه اننهى كام 


السحك الثاني والثلائون: فى بوت رسالة نينا محمد 215 4١‏ 





بيابين فافهم 8 


(فإن قللت)* فلم كان محمد و أفضسا. من أبيه آدم ا وأقوء ى استعد ادا ملة ع 5 


شرح سن دك عليه الصلاة والسللام؟ 


(فالجحواب): كما قاله الشيخ في الباب الخامس مر «الفتوحات» أنه إثما كان أفضل 
أبيه ادم عليه الصلاة والسلام: لأن آدم عليه الصلاة والسلام. كان حاملاً لألفاظ ا 
«محيت 48 كان جام لمعانيها وهي جوامع الكلم المشار إليها بحديث: «أوتيت جوامع 
الكلم) ا حصسل على الذات حصل على الأسماء ان تحت حيطة عايمه ومن 00 الى 
الأسماء لا يكون محصلاً للذات الذي هو المسمى قال ولهذا فضلت الصحاية فإنهم حصلرا 
الذات ونحن حصلنا الاسم ولكن لما راعينا الاسم مراعاتهم للذات ضوعف لنا الأحر لحسرة 
العيدة القن لم 
د يي الينا بالأشواق وما أفرحه بلقاء واحد منا وللعامل منا أجر خمسين ممن 


تكن لهم فكان لنا التضعيف بذلك فنحن الإخوان لرسول الله 285. وهم 
يعمل مثل عمل أصحابه كما ورد انتهى. وأما كونه قة. أقوى استعداداً من أبيه آدم فلاته حل 
من امتزاج الأبوين لا من وإاحد منهما بل من المجمو 3 نخسا وهنا فجمع تا . استعداد الاثلين 
لهذا كان كماله أعظم من كمال أبيه ذكره الشبد ف الناب الثائق #السبعين فى را الج 
«الفتوحات». قال: ومن هتا اختضص محمد 2 . 1 على ادم وإبراهيم لحو نه ابنأ ؛ لهما 
وكل ابن له في النشأة هذا الكمال إلا أن الناس يتفاضلون فيه لأجل الحركات العلوية والطوالع 


النورانية كك إنات السعادية وإن ! لوردك: ن لها عندنا أثر في التخليق التون.. 


وقال الشيخ 00 وثلاثماثة فى حديث لو كان موسى حيا مأ وسعه 


إلا ل سعد : أعلم له : تبى الأنبياء للعهد الذي اتدل على الأتبباء سيادته عليهم وصو له ف 
قوله تعالى : 0 أ 0 َاتَبِنْحكُم ين حكتاب وَحِكْمَةْ 4 [آل عمران: ا الاية . 
0 الناس فلم يخص | نبي بشيء إلا إن كان ذلك الشم لمحمد ا 


بالأصالة إن شهى . فكل نبي تقدم على زمن ظهوره فهو نانب له عه ل ا 
الشيخ تقي الدين السبكي ونقله عنه الجلال السيوطي في أول الخصائص . 


سهل. قال ؛ الشيخ محيي الدين : واعلم رحمك الله أني تتبعت ماحكى عن إتلبينن فمنا رايت 
أقصر منه حجةء ولا أجهل منه بين العلماء فلما وقفت له على هذه المسألة التي حكاها عنه 
سهل بن عبد الله تعجبت وعلمت أنه قد علم علماً لا جهل فيه فهو أستاذ سهل فى ذلك والله 
أعلم وقال في قوله تعالى: #وَجْمْلَ الشنسش يرجا [نوح: 15 اعلم أن النور المنبسط على 
الأرض الذي هو من شماع اع الشمس الساري في الهواء ليس له حقيقة وجودية إلا يلور البصسر 
لمدرك لذلك فإذا اجتمعت العينان عين الشمس وعين اليصر استنارت المبصرات وقيل: قد 
انيسطت الشمس عليها ولذلك يزول ذلك الإشراق بوجود السحاب الحائل لأن العين فاركت 





حا الجزء الثاني من اليواقيت والجواعر في بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): قد تقدم أن القرآن أنزل على رسول الله ثة. جملة قبل أن ينزل عليه 
تفصيلاً فما الحكمة في ذلك؟ 


(قالجواب): إنما أنزل عليه يفيه: القرآن إجمالاً ليفرق بين تنزيله عليه وتنزيل العلوم على 
الأولياء وذلك أن التدريج في الأمور إنما هو للتعمل ولا تعمل للإرسال بخلاف الأولياء لا تنزل 
عليهم العلوم إلا وهي مفصلة فقط لأن منها جهة الترقي والتكسف. فالنبوة وهب والولاية 
سين وقال فى الباب العاشر من «الفتوحات؟ فى قوله د : «أنا سيد ولد آدم ولا فمخراء إنما 
كان يلةء. سيد ولد آدم لأن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلامء نواب له يلاة: من لدن آدم 
إلى آخر الرسل وهو عيسى عليه الصلاة والسلام كما أبان عن ذلك حذيث الو كان موسى 
و فيسى حيين ما وسعهما إلا اتباعي ا وصدق د فى ذلك» فأنه لو كان يوووا تيده من 
دن أدم إلى زمان وجوده لكان جميع بني آدم تحت شريعته حساً وهذا لم يبعث نبي إلى الناس 
عامة إلا هو خاصة فجميع شرائع الأنبياء هى بالحقيقة شرعه يلع , 
+ (كإن قلع فهل يكون نسخ شريعته لكل شريعة تقدمت يخرج تلك الشرائع عن كونها 
شرعا له؟ 
(فالجواب): لا يخرجها ذلك النسخ عن كونها من شريعته فإن الله تعالى قد أشهدنا 
النسخ في شرعه الظاهر مع اجتماعنا واتفاقتا على أنه شرعه الذي نزل علبه فنسخ المتقدم 
بالمتأخر ومما يشهد لكون جميع الأنبياء نوابا له يفل كون عيسى عليه الصلاة والسلام. إذا 
58 إلى الأرض لا يحكم بشرع نفسه الذي كان عليه قبل رفعه وإلما يحكم مش محمد لق 
الذي يحكم به عيسى إذا نزل كان له بالأصالة لما كان 


الذي بعث به إلى امته ولو أن الشرع 


يحكم إذا نزل إلى الأرض إلا به. 

(فإن قلت): قوله ي: ١لا‏ تفضلوني على يونس» الحديث هل هو منسوخ أو قاله 
تواضعاً؟ 

(فالحواب) : هو تواضع مله بل وإلا فهو يعلم أنه أفضل خلى الله تعالى» وذلك ليصح 
له تمام الشكرء فإنه أشكر خلق الله تعالى لله ولا يكون ذلك إلا بمعرقته كل ما أنعم الله به 


العين الأشرى بوجود السحاب قال: وهى مسألة فى غاية الغموض لأنى أقول: لو أن الشمس 
لق حو النبهاهيونا في 'العالم عين ضر .من خيزان ما كان لهااشماء ينسيظ فى الأرشي أي 
فإن نور كل مخلوق مقصور على ذاته لا يستنير له غيره فيوجود أبصارنا ووجود الشمس ظهر 
النور المنبسط قال: ولا يخفى أن الحرباء يظهر لونها بحسب ما تنقلب فيه من خضرة. أو 
حمرة؛ أو غيرهاء ولا وجود لتلك الألوان في جمعها فقد أدركت يا أخي ما لا وجود له حقيقة 
بل نسبة وكذلك النور المنبسط على الأرض قال: ومن هنا يعلم أن العالم مدرك لله في حال 
عدمه فهو معدوم العين مدرك لله يراه فيوجده لنفوذ الاقتدار الإلهي فيه. 


المبحث الثاني والثلاثون: في ثبوت رسالة نينا محمد يظة عم 


علي فافهم؟ ومعنى الحديث : لا تفضلوني من ذوات نفوسكم لجهلكم بالأمر وليس معناه لا 
تفضلونى مطلقا فإند من فضله بتفضيل الله عز وجل له فقد أصاب . 

(قالجواب): نعم له ذلك ولكن الكامل لا يعتمد في جميع ما يقوله إلا على ما يلقيه الله 
تعالى عنده لا على ما تحتمله الألفاظ والله أعلم . 

(فإن قلت): فهل جميع مقاماته يطله؛ تورث لأتباعه من الأنبياء والأولياء أو يختص كللة. 
بمقامات لأ يصح الأحد منهم أن يرثها منه؟ 

(فالحوات»: كما قاله الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلاثمائة يختص قة؛ بمقّامات 
لا يشاركه فيها أحد من الأنبياء. منها آنه أعطاه ضروب الوحي كلها من وحي البشارات وإنزاله 
على القلب واللاذن ويا! وج به إلى السماء ونحو ذلك» ومنهأ أنه أعطاه علم الأحوال كلها 
لكونه أرسل إلى جميع الناس كافة ومعلوم أن أحوالهم مختلفة فلا بد أن تكون رسالته تعم الكل 
بجميع أحوالهم ومنها أنه أعطاه علم إحياء الأموات معنى وحساً بخلاف غيره فحصل 264 
العلم بالحياة المعنوية وهى حياة العلوم وحصل أيضاً الحياة الحسية وهو ما أتى فى قصة 
إبراهيم تعليماً وإعلاماً لرسول الله كللة. وهو قول تعالى: لوَيلَا نفس عَلبِكَ مِن أَنبْله الرْسْلٍ ما 
تعبت به مُوَادَكَ وَجَآءْك فى عَنَذِهِ اَن [هرد: )١٠١‏ ومتها أنه أعطاه علم الشرائع المتقدمة كلها 
وأمره أن يهتدي بهذي الأناءة لا بهم ومنها أنه اخخص. بشرع لم يكن لغيره كما أشار إلمة 
حديث أعطيت ستا لم يعطهن نبي قبلي فهذه أمور خص بها لم يعطها أحد غيره. ومما خص به 
أيضا لواء الحمد في المقام المحمود الذي يقام فيه رسول الله يقد يوم القيامة باسمه الحميد. 

(فإن قلت): فهل لواء الحمد واحد أو هو متعدد؟ 

(فالحواب): هو سبعة ألوية تسمى بألوية الحمد تعطى لرسول الله يله وورئته 
المحمديين وفى تلك الألوية أسماء الله التى يتمنى بها رسول الله يله على ربه عر وجل. إذا 
أقيم في المقام المحمود يوم القيامة وهو قوله يَظلِغ. إذا سئل فى الشفاعة فأحمد الله تعالى 
(قلت)»: وهذا كلام دقيق غوره بعيد فليتأمل ويحرر والله أعلم . وقال فى الياب الخامس 
والتسعين ومائتين: معنى كون الشمس سراجاً أن يضيء به العالم» وتبصر به الأشياء التي كان 
يسترها الللام فيحدث الليل والنهار بحدوث كواكب الشمس والأرض» قال: والليل هو ظلمة 
الأرض. الحجابية عن انبساط نور الشمس» والكواكب كلها عند أهل الكشف مستثيرة لا تستمد 
من الشمس كما يراه بعضهم قال: والقمر على أصله لا نور له البتة قد محا الله نوره وذلك 
النور الذي ينسب إليه هو ما يتعلق به اليصر من الشمس فى مرأة القمر على حسب مواجهة 
الأبصار منه فالقمر مجلى للشمس وليس فيه من نورها شيء. قال: وأول من شرع في تعليم 





75 الجزء الثاني عر اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بمحامد يعلمنيها لا أعلمها الآن. أي: أثني عليه 2 بهذه الأسماء التى يقتضيها ذلك الموطن 
ومعلرع انه عدف التيقى عن 1ه إلا بابشاتة الحيدس وهي لأ عاط بها علما وؤلك آنا تعلم أن 
فى الجنة ما لا عين م ل ونعلم أننا لا نعلم أيضاً ما 
أخني لنامن قرة عين وما من شيء من ذلك إلا وهو مسشيد إلى الاسم الإلهي الذي أظهرء 
بخلاف الاسم الإلهي الذي امتن الله تعالى علينا بالاطلاع لكات بلدا من متيف وين 
به إما ثناء تسبيح وإما ثناء إثبات. قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والثلاثين وثلاثمائة : 
وقد سالت الله تعالى أن يطلعني على عدد تلاك الما المرقومة في الألوية فقيل لى: !إ 
كاوها النك اسم وعكيالة اسم وأريعة وفكوق انما قد .رفم في كا لواءمنها ضعة 0 يا 
مد أحصاها فى موطن القيامة دخل الجنة يعنى : قبل الثائن وإلضن إحصاؤها إلا للرجل الكامل 
من نبي أو ولي . انتهى . 

(نإن قلت): فما حكمة جعل اللواء بيذه عة؟ 

(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والسبعين أنه إثما جعل بيده ليجتمع اليه 
الناس. إذ هو علامة على مرئية السلك وعلى وجود الملك وإنما سمي لواء لأنه يلتوي على 
جديع المحامد فلا يخرج عنه حمدء كما أشار إليه حديث: أآدم ومن دونه تحث لواني؛ 
وإيضاح ذلك أن أدم عليه الصلاة والسلام؛ عالم بالأسماء وما ظهر بعلمها إلا بحكم الثيابة عن 
محك 35ة: في عالم الملاتكة لتقدمه بالنبوة وادم بين الماء والطين ذلما ظهر جسم محمد ؤاة. 


كان هو صاحب اللواء فياخذد اللواء من آدم يوم القيامة بحكم الأصالة فيكون ادم فمن دون 


حك لواته , 
(فإن قلت): فهل يدخل تحت لوائه يائ. أيضاً الملائكة؟ 


(فالجواب»: عم لأنها كانت عت ذلك اللو أء ف ى زمان ادم فكخذلك يكونون في الأخرة 
تمده ححين بجمله رسول أله م وهناك يطهر لجميع 56 سيادة رسول ل الله م وخلافده 


ح 1 6 


(قإن قلت): كأبن منزلة محمد ي#للد: يوم الموقف الأعظ.؟ 


لناس علم الحوادث التي تككون في الأرض باقترانات الكواكب هو إدريس عليه السلامء وهو 
غلم 
فالخطأ واقع في نر هؤلاء لا في نفس العلم وهو من علوم الأسرار الإلهية والله تعالى أعلم 
بالصية وان وقال في ! لاب السابع والتسعين 
الخطأ والنسبان في واه حي العا لا فى الآخرة فأما في !ا لآخرة فمجمع عليه من 
الكل وآأما في الدئيا قأجمعوا على رفع اللدت: والعوا نا فى الحكم وقد سئل المجنيد عن الشبلم 
رحمهما الله لما كان يرد من ولهه إلى فعل الصلوات في أوقاتها فقال: الحمد لله الذي لم يحر 


مه أنه يشهعلىء ع لشسسةه وإنما الناظر كن ذلك هو الذدى يخطىء بعدم استيشائه الدظر 


ومانتين ام برطم الله تعالى ببمتادة.» أن رفع عنهم 


لميحثك القانئ 0 لثلائون : في ثبوات رسالة ثبيئا ميحمك 2 م ة؟ 


(قالحواب): كما قالة الكيية لشيخ في الياب السابع وثلاتين وكلائمائه: إن منزلته على يمي 
مسر ال حمن 0 التجلي 1 الله وأما مجر لته م القشيامة فهي بين يادي الحكم العدل 
لتنفيذ الأوامر الإلهية في العالم فالكل عنه يأخذ في ذلك الموطن وهو #ال. وجه كله يرى من 
ميخ حهاته وله من كل جائبت إعللام من الله يهم عنه يروله لساناً و يسمهو نك ضيوانا حرفا 
ألتهى , 


(فإن قلت): فهل الوسيلة مختصة به فلا تكون لغيره؟ أم يصح أن تكون لغيره لقوله في 


ا 


الحديث : لا ينبغى أن تككون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو. غلم يجعلها لد يان 
نصا؟ 

: ' ِ 300 ا 3 هأ .4 

(فالجواب): كما قاله الشيخ محيي الدين في الباب الرابع والسبعين في الجواب الثالث 
والتسعين : أن الذى نقول: به إنه لا يجوز لاحد سؤال الوسيلة لنفسه آدبا مع الله تعالى في حل 
رسوله :ة. الذي هدانا الله به وإيثاراً له أيضاً على أنفسنا وما طلس منا أن تسأل الله له الوسيلة 
إلا تواضسا] هماه ا لتنا ا خا نظير المشاورة فتعين علينا أدباً وإيثاراً ومروءة ومكارم 
أخلاق أن الوسيلة لو كانت لنا لوهيناها لد يكللة: وكان هو الأولى بأفضل الدرجات لعلو متصيه 
عرفناه من منزلته عند الله تعالى. ومما يؤيد تحريم سؤالنا الوسيلة لأنفسنا ما ذكره العلماء 
فى الخصائصر م تحر يسم خطبة المرأة لع عرض عليه الصللاة والسلام. لوليها يتزويجها له 


11 


8 أمفسا 
3 


اما 


ولذلك أمتلع ابو بكر من اجاية عملم حخيين ساله ضفر ان 2 ابلئة خقصة وقال ابو بكر إني 


سيعت رسول الله ا يذكرها انتهى ‏ 


(وقد رأيت): في نسخة من نسخ «الفتوحات» بمصر ما نصه: يجوز لكل مسلم أن يسأل 
لنفسه الوسيلة لأن رسول الله ة؛ لم يعينها لنفسه ولعلها من النسخ المدسوس فيها على 
الشيخ أو مرجوع عنها بدليل قوله رضي الله عنه. في الباب السابع وثلاثين وثلاثماثة: إن 
منرلته 2 فين الحنان هي | الو سيلة التي يتشرع منها جميع العحتان وشى فى حنه عدن دار العامة 





ولها شعبة في كل حنة من المجنان ومن تلد ال بطي محمد قلق لأعل تالت البحنان وشى 
في كل جاه أعظم منا له فيها انتهى . فإياك أن تضيف إلى الشيخ ما في النسخة المدسوسة ثم 


شنية يشان ذم أو قال دنب قال ' وإئما قال : الجنئيد ذلك حو فا اي مو يبلغ تلاك 1 ير اسيله أنْ 
يظهر بها وهر غير محق فيخطىء فيقع في الذنب وأطال في ذلك. وقال في الباب الثامن 
والتسبعن: و مائتين ف قوله تعالى > لون 05 ثور # الور ” هلرل, هو سور الشرع مع لور نشب 


الك توافيق والقدابف. قاب* لات للماشي شي طريق الشرع ف عدي النو ونين فلو 3 د جات ور البسية دون 
0 3 لما 3 العيك ليت يسلك ل شي طريق ميجهو له ا بعل ما فيها ولا أن السهي َك 
لم الساسين 0 هذا 0 يحتاج إن حفط سا أسجه سن الاهواء أن تعلقيله بهوبها كانه إن بتك 


عنلة ايك صا أطنات سب اد واذهصت بوره قال : وهرادنا بالريح ! ع ع كم ل 
د 0 8 ّ 2 


5 2 أ 


بح تؤثر في لو 


كعم الجزء الثاني عن اليواقيت والجواهر في يان عقائد الأكار 
تعترض عليه والله أغلة؟ 
المد لميحث الثالث والثلاثون: 
في بيان بداية النيوة والرسالة والفرق بينهما وبيان 
امتناع رسالة رسولين معا في عصر واحد ونان أنه لسن كل رسول 
خليفة وغير ذلك من النفائس التي لا توجد في كتاب 


اعلم يا أخي أنه قد ورد في #الصحيح"' أول ما بدىء به رسول الله ييةِ من الوحي. 
الرؤيا الصادقة الحديث. 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الجواب الخامس والعشرين من الباب الثالث والسبعين 
من «الفتوحات»: أن المراد ببدء الوحى إنزال المعانى المجردة العقلية فى القوالب الحسية 
المقيدة في حضرة العغيال سواء كان ذلك في نوم أو يقظة. 


(فإن قلت): فإذن هو من مذدركات الحس؟ 


(فالحواب): تعمء هو من مدركات اسن وحضرة المحسوس كما في قوله تعالى : 
ظفَمثل لها بدْما سَويّا4 [مريم: 107] قال الشيخ محيي الدين: وفي حضرة الخيال أدرك 
رسول الله ب#آة؛ العلم في صورة اللبن» ولذا كان يؤول به رؤياه وهذا هو ما أبقاه الله تعالى 
على الأنة من أكراء التو قإن سطلق الدبرة لم مر قم تراشا ارشع أثيرة التشريع.فقط كنا بوية: 
حديث: من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه. فقد قامت بهذا النبوة بلا شك. 


م 


وقوله : لقلا نبى بعادي ولا" رسول١‏ المراد به لا مشرع بعذى , 


(فإن قلت): فما الحكمة في كون الرؤيا الصادقة جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة 
وها حكمة هذا العدد؟ 


توحيده وإيمانه بخلاف غير الزعزع فإنها لا تطفىء نور السراج وإنما تميل لسانه حتى يحير في 
الطريىق لا غير ومثال ذلك متابعة الهوى في قروع الشريعة كالوقوخ في المعاصي التي لا يكقر 
بها الإنسان. ولا تقدح فى توحيده وإيمانه فوالله لقّد خلتنا لأمر عظيم. 


(وقال): في قوله تعالى: #إفال فَِنْمُ ربا مآ ليم لق 07[ الآبة؛ اعلم أن العري ا 
يكون إلا في أمة بين أظهرها شرع فإن لم يكن بين أظهرهم شرع فلا قرين إذ الشيطان الذي هو 
القرين لا يكون إلا في مقابئة الملك الذي يأمر 0 وأما إذا لم يكن 
شرع فإئما العبيد متصرف بحكم طبعه لأن ناصيته بيد ربه خاصة فلا يوكل به القرينان إلا إن 


المبحث الثالث والثلائون: فى بيان بداية النبوة والرسالة والفرق بينهما با 





(فالجواب): إنما خصت الأجزاء بهذا العدد لأن نبوته يضغء كانت ثلاثاً وعشرين سنة 
وكانت رؤياه الصادقة ستة أشهر ونسبة الستة أشهر إلى الثلاث وعشرين سنة جزء من ستة 
وأربعين جزءا فلا يلرم أن تكوت هذه الأجراء لنيوة كل نبي فقد يوحى إلى نبي أكثر 0 ذلك 
فتكون الأجزاء لعحعسيا ذلك م خمسين و ممعم وأكثر وألله أعلم . 

(فإن قلت): هل مقام الولاية من لازم مقام النبوة أو هو وصف آخر لا يكون لللأنبياء. 

(فالحواب): إن ولاية ابه تعالى لعياده شي الغلك المخيط العام وشي الدائرة الكيويف.. 
وفى حكمها وحقيقّتها أن الله تعالى يتولى من شاء من عباده برسالة أو نبوة أو إيمان ونحو ذلك 
من أحكام الولاية المطلقة وكل رسول لا بد أن يكون نبياً وكل نبي لا بد أن يكون ولياً وكل 
ولي لا بد أن يكون مؤمنا . 

(فإن قلت): فإلى أي وقت يستمر حكم الرسالة والنبوة؟ 

(فالجحواب): أما الرسالة فتستمر إلى دول الئاس الجنة أو النار وأما النبوة فإنها باقية 
الحكم فى الآخرة لا يختص. حكمها بالدنيا. 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين وماثة؛ أن حقيقة الرسالة إبلاغ 
كلام الله م متكلم إلى سامع وهر حال لا معام إِد ألا بقاء لها بعد انفضاء التبليغ 2 تزال 
الرسالة يتجدد حكمها كل حين وهو قوله تعالى: وما تأيهم شن دْصكْر من ريم مدت #4 
[الأنبياء: ؟] فالإتيان به هو الرسالة وحدوث الذكر هو عند السامع المرسل إليه ولهذا ظهر علم 
الرسالة في صورة اللبن لأن المرسل هو اللبن انتهى. وقال في الباب السابع والخمسين ومائة: 
اعلم أن الرسالة نعت كوني متوسط بين مرسل ومرسل إليه والمرسل به قد يعبر عنه بالرسالة 
وقد تكون الرسالة حال الرسول لانقضائها بانقضاء التبليغ قال تعالى: ما عَلَ الرَسُولٍ إلا 
البلَعٌ + [المائدة: 194. فالرسالة هنا هي التي أرسل بها وبلغهاء. وهكذا وردت في القرآن حيثما 
رردت ولا يقبلها الرسول إلا بواسطة روحي قدسي ينزل بالرسالة تارة على قلبه وتارة يتمثل له 


دهل في دين إلهي يتعبد نفسه بهء فإن العقل وحده لا يستقل بمعرفة تشريع ما يقرب إلى الله 
تعالى وأطال فى ذلك فليتأمل ويحرر. 


(وقال): قد أنكر الطبيعيون وجحود ولد من ماء أحد الزوجين دون الآخر وذلك م دود 
عليهم بعيسى عليه السلام؛ فإنه خلق من ماء أمه فقط وذلك أن الملك لما تمثل لها بشراً سويا 
سرت اللذة بالنظر إليه بعدما استعاذت منه وبعد أن عرفها أنه رسول الحق ليهب لها غلاماً زكياً 
فتأهبت لقبول ذلك فسرت فيها لذة التكاح بمجرد النظر فنزل الماء منها إلى الرحم فتكون جسم 
عيسى من ذلك الماء المتولد عن النفخ الموجب للذة فيها فهو من ماء أمه فقط: وقال في الباب 


مغ" الجدء الثاني مم مي اليو اقبت ع والجو اهر قن ابيا عقائد الأكاى 


الملك رجلاً وكل ررحي لا يكون بهذه الصفة لا يس 


سى رسالة بشايةء وإلها يسمى وحيا أو 


ايان أو وجودا أو 8 تو 52 ال ماله إلا كما دك 0 عدي به اسعلة 1 ان قلسي 


(فإن قلت): فسا الشرق بين النبى والرسول؟ 


(فالجوات): بينهما هو أن النبي إذا ألقى إليه الروح شيئأ اقتصر به ذلك النبي 
نه اماكسة انم هن جاه أن بلغ عير هه ثم إن قبل له : كل 07 تل اليك إما لفطلاف مل صيمة 
1 لخ م 1 2 0 
د 


03 إل 


00 الاثنياء واما شيامك 3 لم يكن ذلك إلا او ع 1 سودي بهذا الو جه ا 8 إن للم بخص 
ْ 1 
8 ا 


ص وكيد بحاكم ألا تكون لمن بعك إليهم فهو رسيو لا نسي و١‏ أعني بها بمو الضف 3 التي 
حون لام ونناء: فعله ان كل رسول أ | يخص. دشي 2 مر الحكم ثم في لح نقسسهة قهو رسول 3 لمي 


1 


1 . ا 
ف م بيع ا 
اك ا 


2 التبذيع بشيء شي حق فيه فهع سو لاقي بى فما كل رسول لبي على قا عررناءء 


0 تل 0 زسول م خللاف و الله اعتلم. هذا دكرء ل ععحيى الدبين شن الباب الثامن 
والخمسد: وماتة. فنتافا . فإن قال: م يلغ شرها ' 
ظِ 2 5 : 2 


1 


ايسا ا ا 20 ه الله افلم 
2 5 ِ ا ( 


(فإن قلت): فيط تان الوحي للأنبياء الذين لم يرسلوا على لسان جبريل في اليقظة أم في 


في كتابه المسمي. #«بالدرر الملتقطة» أن الاتبياء الذين لم يرسلواء كان الوحي إليهم في اللمعاد 
علي لسان جبريل انتهى . فلا أدريى ما دلبله في ذلك فليتام 

(فإق كلف )كي لشي الليرة عن سم 

(فالحواب): تتشسم النبوة السشرية على فسمين 

(القسم الأول): من الله تعالى إلى غيره من غير روح ملكي بين الله تعالى وبين عبده بل 
اخبارات إلهية يجدها في نفسه من الغيب أه فى تجليات». ولا بتعلق بذلك الإخبار حكى تحليل 


نِ 
7< 


ولا تحريم بل تعره بمطاتن العداج لالع 1 يسدق حكم مشروع ثايت أنه من عند الله تعالى 


0 


المو 0 بالاثمائة في حدنك إن الصدكقة تفع بيد الر حمن فيربيها كما عربي أحدكم فلوه ا 
معسيله', أئما قال ذلك ولم 0 كمأ بي أحدكم ولده أن الولد قد ل" ينتفع به إذا كانت وو 
للها فالتضع بالولد غير محقق 0 ريما يحصل على والدء منه الضرر بحيث يتمنى ان الله لم 
بعخنقه 50 ٠‏ والفصيل ليس هما كذلك فإن المنفعة بهما محققة ولا بد إما بركويهء و 
يساك عليه أو لشملةه أو بليجمه يأكله إن أحتاج إليه فشبهة ا بما يتحمق الانتفاع به ليعلم 
المتصايفق اله ينتشع بها تصدق به ولا بد ومن الانتفاح نها أنها تعذله يوم القيامة من حمر الشمس 


سن سمي “لط 1 0 





ال التاتني والماا ب 98 سال يدانه الشوة عال ا ل اشرق تون 4 03 7 


١ 5 ١ 5‏ ا م ل م د ال-3 ب ا 2 
ا نيعب تفساة كم قل ننفت بالنقا 9 ححةة ونحو ذلك وكل ذلك لشصياة ب الله تعالى وشاهد 


طبه اليه كال و ولا سبيل لصساحب هذا المشام ان امكوا كتغل شح امف ماله سر 
8 5 - 9 ب 1 
ل يه نا بأتناعه أندآ 
ممع ألا اك سل السك عي اك بأنباض: 3 ٠.‏ 
إل ادا امه القاام نع وو .هك 1 ا .1 1 
الها قنز “اس اك بك عاث, 3 / كان كن له ميحجويك ص 
(القسم نيا ف اسسيوة ابيسشرية رشو حا صن مم ل كيم بيك لمي سي وعم 





الم يكه نون كانتلا مدة ل ياد الدنتت: شينز؛ 1 عليهم الل 0 الآأمين بسر بعك ان اللد تعالى شي 


حو تامو سكسم بمعسا. قم بها فيحل لهم فاشك وبحت رع عليهم ما شاء و 3 535 مهم اتبا ال سل وهذا 
ا ا 


م 1 ا 1 ُ 
انششاة ألو بمق 1( ادر بعك محمد شد 
ا 


٠ 


الا في الائمة المجتهدين م أمثه : كن ن بقار قونهم 





1 


بوجوب اتباعهم الرسل فلهم أن يحلوا بالدليل ويحرموا به انتهى . 





# نان كلت 00 595 إن مى' النحت 906 0 الذسا علما طلم واسطةه محمك 
3 نك هيه سم رد 8 5 ات 


(فالحوات): ما 56 الشيخ في اباب اللأحد واتسعين واربعداثة. 0-6 احل ل تاهما في 





ايع ا وشو ل بأطنية محويل 0 سواء الأتبياء والعلماء المتقدموو ن على عه والمتاخرون 
0-0 وأتال ع ذلك كما تدم بسقلة في 1 لبحث قيله. 

(فإن كلت): شهل أطلع !لله تعالى 6 من اللاو لماء على عدد الأنسباء والمر سلين عليهم 
الماةة و التسللامء أو حصل 2 الا حتماحخ انهم كلهم مخ طر بق تسق 4 

(فالحواب»): 1 يم نعي خا 5 وأقع لما ل حى له هدم الو لايد للح م 3 كك قال الشيخ معي 


الدب هم البايت التاسع والأريعين ثلا بمائة : ثة: اعلم أن عدد الانبناء وال سلين م بني أدم فائة 


كفي 
أت عأ بعد د عشرول ألما اي ورد ف الحديث ولا بك مي هدا العدد فى الأولباء 5 كل م 


طاء وك فال ؛ فك الشيكة:ة و فل عجيية الله تعاأ 1 جميع أنبيا؟ في وأقعة صضحيحةه - 
5 عو 0 ِ د لى بيلنى اين وس 3 ف 3 يي 


لم بسو متهم 8 إلا وصرفته وكدلك جمعني على م ل 07 أقدامهم ه 1 الأولياء فرأيتهم 
برعم فليسم أتلهم . وكال أبضاً في الباب الثالث و الستين 0 اه في كشدن جميع الأنساء 


وال سلمية وأممهم كما سيأني مشاهدة على من كان متهم ومن يكمون إلى يوم الكيامة اتهرهم 


1 د !ا 
الحتو ‏ نا 





بي صعيد وابجل. قال : وصاحيت متهم غير محمل 25د جماعةه منهم: !/ خليل 


يبد كيت 7 


عليه انصلاة والسلام. قرأت عليه القرآن كله باستدعائه ذلك مني فكان يبكي عند كل موضع 





قلت م يحتمل أب نه إئما مثا بالفلو دون الولد أن الولد ليبس هو 00 يتصدق به 


بخللاف الثلم والله أعلم. وقال فى الاب الثالث والثلاثماثة: اختلف العلساء فى الموت هل هو 
0 م 2 5 : 0 0 2 - ا 
صااق زجعي او 0 شن شب كوم إلى أل السراة إذا مانت كانت مون زوجها لي 3 فك 





عليها وذهية أخرون إلى بقاء حرمة الزوجية فله أن يغسلهاء وحاله معها 
كحاك كٍٍ حت اتهاء فإ كاد ّ جعيا كان الأزواج برد إلى أعيان هده الأاجسام من جيك لجو اشر ها 
شي ا وال شال بائنا فقد كر د إليها مع اختلاف التأليف 3 ركد ينشيىء النه تعالى نان أخر 


3 


أصفى. وأحسن لأهل النعيم ولأهل الشقاء بالعكس ولكن الأول أظهر لقوله تعالى : #بْمْيْرْ نا 


كن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
ذكره الله تعالى فيه من القرآن وحصل لي منه خشوع عظيم. وأما موسى عليه الصلاة والسلام: 
فأعطاني علم الكشف والإفصاح عن الأمور وعلم تقليب الليل والنهار. وأما هود عليه الصلاة 
والسلام. فأخبرنى بمسألة كانت وقعت فى الوجود وما علمتها إلا منه. وأما عيسى عليه الصلاة 
والمثلام + تحب على ياذية أل وخولى فى :طريق القوؤم فال ورأبيت في هده الوائعة عورا 
علمت منها أنه لا حظ لي في الشقاء ومنها: أني رأيت نفسي في السعداء الذين على يمين آدم 
عليه الصلاة والسلام» فشكرت الله على ذلك. وقال أيضاً في الباب الثالث والسبعين: ما 
اجتمعت بأحد من الأنبياء أكثر من عيسى عليه الصلاة والسلام؛ وكنت كلما اجتمعت به دعا لي 
بالثبات في الدين حيا وميتاً وكان لا يفارقني حتى يدعو لي بذلك. وكان يقول لي: يا حبيبي» 
وأمرني أول اجتماعي عليه بالزهد والتجريد وكان من زهاد الرسل وأ؟ كثرهم سياحة وكان حافظا 
للأمانة لم يأخذه في الله لومة لائم ولذلك عادته اليهود انتهى. وقال أيضا في الباب الخامس 
والستين وثلاثمانة : قد شاهدت في واقعة نبينا محمد يلل وشاهدت جميع الأنبياء من آدم إلى 
محمد 85 وأشهدني الله تعالى جميع المؤمنين يهم حتى ما بقي منهم أحد لا من كان ولا من 
يكون إلى يوم القيامة. وعرفت خاصهم وعامهمء وعرفت جميع السعداء الذين كانوا في ظهر 
آدم وعددهم فلا يخفى علي الآن منهم أحد من أهل الجنة ولا من أهل النار لكن لم يعطني الله 
تعالى معرفة عدد أهل النار لكثرتهم فلا يعلم عددهم إلا الله تعالى» وعرفت في هذا الكشف 
جميع مراتب الأنبياء والمرسلين وأتباعهم واطلعت على جميع ما كنت آمنت به مجملاً مما هو 
في العالم العلوي والسفلي وشاهدت ذلك كله عيانا وما زحزحني ذلك الذي رأيته وشاهدته عن 
إيماني فلم أزل أقول وأفعل ما أقوله لقول النبي كة لى: قل كذا وافعل كذا لا لعلمى ولا 
لحي ولا الشهوض فراكيك في شوودى بين الابماك والمنان ف آل واد لعاة يفوتش. ثورات 
الإيمان.. قال:* وهذا سقام ما اوجدت لهاذائقاً إلى وك هذا وإن كنت أعلم أن في رجال الله 
تعالى من ثاله لكني لم أجتمع به يقفلة ومشافهة. قال: وسبب ذلك أني ما علقت خاطري قط 
من جانب الح تعالى بشيء يطلعني عليه من الكون وإنما علقت خاطري مع الله تعالى أن 
يستعملني فيما يرضيه» ولو خالف ذلك هوى نفسي وأن لا يحجبني عنه بوقوع ما يباعدني عنه 
وعن شهوده فإني أنا العبد المحض الذي لا أرى لي شغوفاً على أحد من عباد الله تعالى 


ف ألْفْيُورٍ# (العاديات: 4] فالموت طلاق رجعي واللته أعلم. وقال في حديث: اومن حفظ القراً 
فقد أدرجت النبوة بين جنبيه» إنما لم يقل قد أدرجت النبوة ة في صدرهء أو بين عينيه. 0 
قلبه. لأن تلك رتبة النبي لا رتبة الولي وأين الاكتساب من التخصيص فمن تعمل في تحصيل 
الولاية حصلت له وإن كان نفس التعمل في تحصيلها اختصاصاً من الله أيضاً يختص برحمته من 
يشاء فما اكتسبت الولاية إلا بالمشي في نور النبوة وأطال في ذلك وقال: كانت القوة التي 
لووك فن رن كر السدرق نون مرت لحن 0ك #المسجزة فق ال لاله حل رجالة النعن» 
فقوي حين ذهلت الجماعة لأنه لا يكون صاحب التقدم في الإمامة إلا صاح غير سكران فكان 





السبحث الثالث والثلاثون: فى بيان بداية النبوة والرسالة والفرق بينهما وق 


وأتمنى أن يكون العالم كله مطيعاً على قدم المعرفة. قال: وإنما ذكرت لك ذلك من ياب 
التحدتث بالنعمة وفتحاً لباب تنشيط الإخوان لطلب نيل مشامات الر جال انتهى . 
(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى: طيلقى ألروع مِن أمرو. عل سن يناه مِنْ عَِادو. 4 اغافر: 


ملع ؟ 


(فالحواب): أن الروح هنا هو الملقى من عند الله إلى قلوب عباده؛: ويكون أمر الله تعالى 
هو الذي ألقاه. لأن صورة ذلك الروح هو صورة قوله تعالى: طلآ إِلَهُ إلا أنتأ مَأتَعُونِ» االتحل: 
وحود لها إذ كان عين الوحي المنزل هو عين الروح: والملقى هو الله لا غيره فليس الروح هنا 
عين الملك . 

(فإن قلت): فهل الملائكة تعرف هذا الروح؟ 


(فالجواب): لا تعرف الملائكة هذا الروح لأنه ليس من جنسها إذ هو روح غير مجهول. 
وليس نورانيا والملك روح في نور. قال الشيخ في الباب الكامن والثلاثين ومائتين: وهذا الرزق 
لنا ولسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ وأما تنزل الأرواح الملكية على قلوب العباد. فإنهم 
لا ينزلون إلا بأمر الله الرب؛ وليس معنى ذلك أن الله يأمرهم من حضرة الخطاب بالإنزال. 
وإنما يلقي إليهم ما لا يليق بمقامهم أن يعرفوه من ذواتهم في صورة من ينزلون عليه بذلك 
0 أن الله تبارك وتعالى قد أراد منهم الإنزال والنزول بما وجده في نفوسهم من الوحي 

ي لا يليق بهمء فإنه من خصائص البشرء فإن البشم ر يشاهدون صورة المنزل عليهم في 
الصورة التي عندهم؛ فيعرفون من تلك الصورة من هو صاحبها في الأرض فينزلون عليه 
زيلقون ]ليه ما الع الهم فشر عق كلك الملقن بالشرع والرخىء إن كاذ سحو إلى انه تعالن 
بحكم الصفة سمي قرانا وقرقانا وتوراة وإنجيلا وزبورا وصحفا وإن كان منسوبا إلى الله بحكم 
الفعل لا بحكم الصفة سمي حديثاً وخبراً وسنة ورأيا. قال الشيخ: وقد ينزلون أيضاً بالأمر 
الإلهى من حضرة الخطاب. 


(قإن قلت): امامو و املك ونا رن لحرا ريف له 16وان لزيا ونا حلم ريا 


5 


هو الحقيق ادلي كازرم فيصر ارت عر الها الخلافة كراهة بعض الناس له 
فإن ذلك مقام !! 1 لهي قال تعالى: #ولله عد من فى ألسَّموتِ وَالْأَرْضٍ طْوْغًا وَكَيْمَا |الرعد: ١١‏ 
أملا! لاي لك قال : فعلم أل تقدم الخافاء بعضهم على بعض في الولاية على الناس على 
الو 0 
العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا سبحانه بما في نفسه من ذلك فالله يحفظنا من الفضول انتهى . 


(قلت): ذكر الشيخ في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة؛ في الكلام على اسمه تعالى 


م الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكائر 


بت ذلك ونا كن ميك لَه ليع 4 امريم: :15 ما معنى هذا النسيان؟ 
(فالجواب): معناه ليس ربك نسيا قيما شاهده من قول جبريل لمحمد يطل فى حال كو: 


أعيانا ثابتة في علمه حال عدمها وخطاباتها فصح قوله نسياً لأنه حكاية أمر محقق في وجو 


محقى لله لا يتصف بالحدوث ثم إن تلك الأعيا جام صر يي امنيا لكر 


نهم نا يلغ الحى تعالى ملهاء ولم تشهده شي لعدم وحودها التعيييةا* وقك روت عن الرهري 1 
حانك مرة عن شخص. سن الثقات فقال حدتنى مللان عنى أنى قلت كدا وكدكء وذلاك أن ال شويق 


1 


نا قال حدثني فلات اتصل الأسناد. وان كان شع رذ يعلم هذا الحديث ذكره الشيخ في الاب 
السابع والثسانين . وسياني سيط الكلام على أحوال الملانكه في المبيحث التاسع والثللاثين 


فراجعه والته أعلم 


(فإن قلت): هل النبوة مكتسية كالولاية؟ أي ولاية النبي في نفسه كما قبل؟ أه هي 


دو شد به 
(قالحواب) : لولاية فى 05 من ع والولى مكتسية وما حرج ع السب سيلواكل السوة. 
وإيضاح ذلك أن الله تعالى قد خلق الخلق على منازل بحسب ما سبق في علمه فجعل الملائكة 
مسلائكة والرسل رسلاء والأتبياء أنبياء» والأولياء أولياء. والمؤمنين مؤمنئين» والمنافقين 
منافقين ع والكافرين كاف ير' ن كل ذلك مميز عندم سححانه وتعالى لا يزاد فيهم ولا ينشص. مهم ء 
الغاين ِ لاك اث دل كلله 
د ولس احرف 0 ل يا لوب قد وفع الفرام من ذلك 
5 5 : : ' 2 
فاك يجري احد شي مجر أىء ولا يشي أحد شي مل ر حضاء احد. إذ لهو و سلك ان في مدر ححعة ة أحد 


8 


لكانت النيوة مكتسبة وحصلها من لم يكن ن نبياء. وذلك غير 00 
وقال ا! لشيخ أيضا ذ في الباب التاسع عشر: لكل شخص من أهل الله تعالى سلم يخصه لا 
بركى فيه شيره 1 5 8 ف عت حل لكانت النبوة مكتسية والأمر على خلاف ذلك . 
(فإن قلت»): فما شبهه قول من يقول إن النبوة مكتسبة؟ 
(تالحواتب): شبهته في ذلك كونه رأى الأنبياء قبل رسال لتهم لا بد أن ينقطعوا أو يتعيدو! 





المعطي ما نصه: اعلم أن الله تعالى ما أمرنا باتباخ ملة إبراهيم لكونه أحق بها من محمد 
وإنها أمرنا نه ! لتقدمه في الزماكت فيها فللر مان حكم لي التقشدم من حيث هو له فى 5 


5 


كالخلافة بعد سول الله 0 اندي ان من احكمة أبنه تعالى اععتاؤزها لابى حل ثح علوم ء 0 


عتمال بي الى ١‏ ليسا أعمالهم الت فدر الل وقوعيا أيام 2 ل اي - كا 1 دواحد عالى التعبين وكا له 

اها ف دقك اهدده ام فلع ولا نذا مو “ل يك 5 واحد مجهي نكيم االمتات لو زقدم ل تتاهنة 
ب كي دل - - 5 و 1 ب 5 م م اال -_ 00 3 ١‏ 

حتى يلى سد لا بد له عتل أله في سابق علمه من الولاية قرب الله الخلافة ترئيب الماك 


لاا صما ع انه تفع له ضع اااستحقاق 0 كا واحاك من متهاءم ومثات ع م! علم العبنسادة 


- ب 7 سييةا-' نيه 


المبحث الثالث والثلاثون: فى بان بداية التبوة والرسالة والفرق بيتهما عو 


على نية قوة الاستعداد للوحي لير جعوا إلى الحالة | لتى كانوا عليها حين قدر الح تعالى 
المقادير » فلما نظر هؤلاء القوم إلى انقطاعهم جه تم اعصيرل النبوة ة لهم ظنوا أن النيوة 
مكتسبة وهو وهم وقصور نظر. 

(فإن قلت): فما شبهة منكري النبوات المعهودة: 

(فالجواب): سبب إنكارهم ذلك توهمهم أن كل من صفى جوهرة نفسه من الكدورات 
الطبيعية والترم مكارم الأخلاق العرفية صار نبيأ من غير و إليه على لسان ملك قالوا كانه إذا 
صفي قلبه انتقش في قلبه جميع ما في العا! لع العلري من العلوم اللببماوية التي في ادوج 
المحفوظط و عيره بالقوة» قينطق بالغيوب فهناك يسمى نبي عندهم ذكره الشيخ ه فى الباب الخامس 
2 وتلثمائة. ثم قال: وليس الأمر عد نا وعند أهل الله تعالى كما قال 508 وإت حاز 
وقوع ما ذكروه من انقاض العلوم الإالهية لأنه لم | يبلغنا أن نبياً أو 000 
مبحث حدوث العالم 

وقد قال أيضاً في الباب الثامن والتسعين ومائتين من قال: إن النبوة مكتسبة أخطأ لأن 
الوه اطجيافي نهنا انلها :قال و رسيهة كرك مز ريتو لم نوا مالتمية همه لها فييك دن ال 
تعالى » ناي هد فيض العقل والأرواح العلوية انتهى. 

قال أيضاً في الباب الرابع والثمانين: اعلم أن كل مأمور به فهو مقام مكتسب». ومن هذا 

5 لوانتت مكاسب والأحوال مواهب انتهى . 

(فإن قلت): فهل كل رسول خليفة أم الخلافة لبعض الرسل دون بعض؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والأربعين: أنه ليس كل رسول خليفة إنما 
تكون الخلافة لمن نص الله تعالى على خلافته كداود عليه الصلاة والسلام فهو رسول وخليفة 
لأنه قال له احكم بين الناس بالحق وأما آدم عليه الصلاة والسلام فأجمل الله تعالى له الشلافة 


ذلك إلا بالموت. قال ومع هذا البيان بقي أهل الأهواء في خوضهم يلعبون مع إبانة الصبح 
لذي عينين بلسان وشفتين انتهى. وقال أيضاً في الكلام على اسمه تعالى الآخر من الباب 
المذكور ما نصه: اعلم أن حد الآخر من الثاني الذي يلي الأول إلى ما تحته فهو المسمى 
بالآخر أن له حكدم التأخر عن الأولية بلا شك وإن استحق الأولية هذا المتأخر فما تأخر عن 
الأول إلا لأمر أثبته الزمان لأن وجود الإلهية فيه من جميع الوجوه فالحكم في تأخيره وتقدم 
غيره للزمان لا للأفضلية في الحقيقة كخلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي » رضوان الله 
عليهم أجمعين. فما من واحد إلا وهو مترشح للتقدم والخلافة مؤهل لها فلم يبق حكم لتقدم 





هم الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى ببان عقائد الأكاير 


وها قال 3 سكم . 
(فإن قلت): فما الفرق بين الخلافة والرسالة؟ 


(فالحواب») الم رق بين 


الخليفة والرسول أن الخليفة هو كل من جمعت فيه هذه الصفات 


فأعر دز : نهى وعاقفب وعماء وأمرنا الله تعالى بطاعته فُهِذا هو الخليفة. وأما الرسول فهو كل م 


- 


بلغ أهم . الل ونهيه ولم يكن له من نفسه أمر من الله أن يأمر ويلهي في كل ما أراق شهدا سول 


0 رسالاات ربه لا خليفة . 


حيث انه نائب عن الحق في لخطابنا بالتكاليف وغيرها والله أعلم. فعثم أن للخليفة أن يشرخ 
- 8 . 1 ة . - . وو - ا . من 
كل ما أراد مها لم يامر 3 العحجقى نك صريها وليس ذلك للرسول قال ابله تعالى : #اطيعواً 5 وأطيعوأ 
الارل وأئل: الأدر ينك © رالفياد قمر أي أظيعوانالة:نيما أمرعع يه على اثنان ملسن وول محمد 
فيه أن الله ان" أكم بككذا # أطيمراً 3 [النساء: 389] قسما لم يبلغه عن أمرى ولا قال لكم إنه من 
عندي ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى: #أأَطِيموا أشَهلْه إالناء: 144 ففضّل أمر الله الذي يطيعه فيه 
فك اطاعة تنشو لم وال كان تنعت بذاك ما بلغه إلينا عن أمر الله الذى أمرنا به لم يكن . ثم فائدة 
زائدة بطاعة رسوله فتعين أن يكون المراد بطاعتنا له ثة أن نعليعه فيما أمر هو به ونهى عنه مما 
لم يق هو إنه من عند الله وسيأتي بسط ذلك فى مبحث وجوب الإدعان والطاعة للرسل إن 

تاد ابعال 
(فإن قلت): هل يقدح في كمال عبودية الرسل بالنظر إلى مقامهم طلبهم الأجر على 


ليغ كما أشاروا إليه بقولهم إن أجرى إلا عَلَّ سد 4# [هود: 14]؟ 


(فالحواب): كما قاله الشيخ في ناه أشواز الزكاة من «الفتوحاث»: لا يقدح في عبودية 
.سك ذلك وإنما قال نوح عليه الصلاة والسلام: إن أجري إلا على الله ليعلمنا بأن كل عسل 


مالس يطلب الأجر بذاته وذلك لا يخرج العبد عن أوصاف عبوديته فإن العبد فى صورة الأجير 


ما أذزد أجيره إذ حقيقة الأجير من استؤجر وهو أجنبي عن عبودية المستأجر له. والسيد لا 
يستأجر صادةه وإنما العمل يفتضي الأجحرة وهو له يأخذهاء وإنما يأحذها العامل وشو العيد هو 


بعضهم الى 0 قما عند انه يفضا, عملم تطليه الخللاقة وما كان الا الزمان هلما سيق في علم 
الله أن أن نكر يهو نك قبل قمر ٠.‏ و عير يصوانك قبل عَكَهنان وعثهات يعوا تت قبل على . والكل له 
حا مة علد الله وفغسل فقدم الحق سبحانه وتعالى في , الخلافة من قري أن أجله يسبق أجل غيره 
٠‏ هشخ مو لاء الأريعة وما قدم من قدم من الأربعة ة لكرنه أكثر ةن لعفا شن مليتو نل لاقن 

ببق إلا حكم الآ جال والعناية وفي الحديث إذا بويه لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما فلو بايع الناس 
أحد الثلاثة دون أبي بكر. فلا بد لأبي بكر أن يكون خليفة وخليفتان لا يجتمعان فإن خلع أحد 
الثلاثة وولي أبو بكر كان عدم احترا'م في حق المخلوع ونسب الساعي في خلعه إلى أنه خلمع 





السحث التالث والكثلاثون: فى بيآن بذاية التبوة والرسالة والفرى بيئهما ممم 


قابفس الأجرة من الله تعالى فاشبه الأحير في قبض الأجرة وفارقه بالاستئجار أنتهى . 


(فإن قلت): فهل الأفضل ترك الأجرة أو أخذها صدقة من الله تعالى؟ 


(فالجحواب): كما قاله الشيخ في الكلام على الأذان: أن مذهب المحتقين أخذ الأ : 
وأن ذلك أفضل من تركها لكن بشرط أن يكون مشهله الأخذ من الله لا من المخلوفين. 
فللكمل طلب الأجرة وأخهذها من باب المنة وإظهار الفاقه ل" من باب الاستحمافق وذلك م8 
أجل م يؤكل و يتمهم له فعلم أن مشام الدعوة إلى انل تعالى يقتضى الأجرة وما م تع تدا ضما مشاه 
إلى الله تعالى إلا قال لا أسألكم عليه أجراً فأثئبت الأجر على الدعاء؛ ولكن اختار أن يأهذه من 


1 
اله تعالى . 


(قلت»): ويؤخذ من هذا أن للواعظ منا أو المدرس أو المفتى يعلم أن يأحذ أجراً على 
ذلك إذ هو من عمل يقتضى الأجر بشهادة كل رسول لله تعالى؛ وله أيضاً أن يترك الأخذ من 
الناس ويطلبه من الله تعالى اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذ هو أجر تفضل الله تعالى به 


على عيدهة لكون العيد 0 يستحق على سسااة أجراً من جيك أنه ملكه و عي ماله , 


وقال الشيخ أيضاً في الباب السادس عشر وثلثمائة: اعلم أن استخدام الح العبد على 
حالين للعبد : فتارة يعبده العبادة المحضة. وتارة يعبده عبادة إجارة فمن كونه عبداً هو مكلف 
ها يمن به على غبده من النعم التي هي أفضل من الأجر لا على جهة الأجر ثم إنه تعالى ندب 
إلى عبادته فى أمور ليست فرضاً على العبد فعلى هذه الأعمال المندوبة فرضت الأجور فكل من 
نرت عه إلى بيده أعطاه ارت هريد كل من ف تبظرب لم يطلل بها بولا يعافنه عليها. تمن 
هنا كان العبد حكمه حكم الأجير فى الإجارة. فالفرض له الجزاء الذي يقابله من 
البفية” الى نيك اه دوك غيادة واننا الترافانفلها الاسوى وش قله :فى السديك القدسي برل 
يوك عدن كدره إلى بارافل حص أعنب الصليق بلأن اعدف لكاقله لمعيه فيح البدق 
تعالى» والتكتة فى ذلك هو أن المتنفل عبد اختيار كالأجيرء فإذا اختار الإنسان أن يكون عبد 
الله لا عيد هوأة فقن آثر الله تعالى على هواه؛ وأما في الفرائض فهو عبد اضطرار لأن العبودية 


بالصالاة والزكاة شيع الفرائضضص ولا أجر له على هذا سجمله واحدة من حي أداء فر ضه إنها له 


حيثك إنة هو 


عن الخلافة من يستحقها ونسب إلى الهوى والظللم والتعدي في حمه ولو لم يخشلع لما مات أبو 
بكر في أيامه دون أن يكون خليفة ولا بد له من الخلافة أن يليها في علم الله فلا بد من تقدمه 
لتقدم أجله قبل صاحبه وكذلك تقدم عمر بن الخطاب» وعئمانء وعلي؛ والحسن فما تقدم 
من تقدم لكونه أحق بها من هؤلاء الباقين ولا تأخر من تأخر منهم عنها لعدم الأهلية قال: وما 
علم الناس ذلك إلا بعد أن بين الله ذلك بأجالهم وموتهم واحداً بعد آخر إذ التقدم إنما كان 
سيب الآأجال عندنا وفى انظرنا الظاهر أو تعلم اخ في علم الله لى تعاب شليه و حفظ الله المرتية 
علهم رفي لمكم أ حمدن وقد الال الكيه مسي 1 3 


م الجرء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


أوحبت على العبد لخدمة سيده فيما افترضه عليه فعلم أن بين الإنسان فى عبوديته الاضطرارية 
وعبوديته الاختيارية كما بين الأجيرء والعبد المملوك؛ فإن العبد الأصلى ماله على سيده 
استحفاق إلا" ما لا بد منه فهو يأكل ويلبس من سيده ويقوم بواجبات أموره» ولا يزال فى دار 
سيك لبا وتفنانا لا سو إلا إذا واجهة مسادة ون شغل كهو فى شعغلةه الدئياوي ممم أله تعالى : 
وكذلك هذا حاله يوم القيامة. ا 0 
كتصرف المالك والآجير ليس له لا ما عين له من الأجرة فقطء ومنها نفقته وكسوته وماله 
دخول على جوم سنمكة ومؤجره ولا له اطلاع على أمسرازه ولا تصرف شي ملكه إلا بقدر ما 
أاسكؤ جر غلبيف فإذا النقضت ملة إجارته واد أجرئه قارق مؤجره واشتغل ياهله الس له من 
هذا الوحه حقيقة ولا نسبة أن يطلب من استأجره إلا أن يمن عليه رب المال بأن يبعث خلفه 
ويخاليه ويخلع عليه فذلك من باب المنة . 

(فإن قلت): فهل يكون عبودية الاضطرار في الجنة كما هي في الدنيا؟ 

(فالجواب»): لا يكون في الآخرة عبودية اضطرار أبداً لعدم التحجير فإن تفطنت يأ أحني 
لالس اي لامر وام ات ودار ي إلا على الله مع كونهم العبيد الخلص 
الدين لم يملكهم قط هوى نفوسهم ولا هوى أحد من علق انه ولك يأك كلس ُ طلب الأجر راجع 
إلى دخولهم نيحك حكم الاسيماء الإلهية فُمن هناك وفعت الإجارة فهم شي حال الاضطرار وهم 
في الحقيقة عبيد الذات وهم لها ملك والأسماء دائماً تطلبهم لتظهر آثارها فيهم فكل اسم 
يناديهم ادخلوا تحت أمري وأنا أعطيكم كذا. فلهم الاختيار من هذا الوجه في الدخول نحت 
أي اسم 0 فلا يزال أحدهم في خدمة ذلك ١‏ الاسم حتى يناديه السيد من حيث عبودية الذات 
فيترك كل ١‏ سم إلهي ويعوم بدعوة سيذه؛ فإذا فعل ما أمره به حيتت رجع إلى أي اسم شاء ولهذا 
كان الإنسان 0 حلي ا 0 إقامةه صصلاة الفريضة فيؤمر بترك كل نأقلك ويادر إلى أداء فرضص 
سيده ومالكه. فإذا فرغ دخل في أي نافلة شاء. 

(فإن قلت»): فمن أي حضرة كان أجر الأثبياء على الله تعالى؟ 

(فالجواب): هو من حضرة السيادة. فإنه هو الذي استتخدمهم في التبليغ . 
صدر أبي بكر في الباب التاسع والستين وثلائمائة وسيأتي | ذلك ملخصا فى الباب المذكور إن 
شاء لله تعالى . 

(كلت): الذي تعتقده أن تقديم الخلقاء الأربعة كان بالفضل والزمان 08 وهذا أولى مما 
قاله الشيخ والله أعلم . دلنامن» زيخور ولله واسع عليم. وقال في الباب الرابع وثلاثمائة: ما 
عظم ال رهاد شي اغين الملوك والام راء والاعنياء إلا لغناهم غنهنا بأيديهم من حطام الدنيا ولو أنهم 
فلتو اي الذامسن, طتينا اميه الدنيا لنفصوا في أعينهم بقدر ما طلبوا مع كون الأغنياء يبادرون لقضاء 
حوائجهم وي عون ليق دلق 01 الا عند ارك عرد عد ري دلي لو كول جب سارت 1لا 


المبحث الثالث والثلاثون: فى بيان بداية التبوة والرسالة والقرق بينهما بحت ؟ 


(فإن قلت): فهل يككون زيادة أجر النبي كد ونقصه بحسب النية والعرم أو تسيا التعبف 
والراحة من جهة المدعوين؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع عشر وأربعمائة: إن أجر كل نبي يكون 
على قدر ما ناله من المشقة الحاصلة من المخالفين. 

(فإن قلت): فكيف يصح طلب الأجر من الله مع كون الأجر ليس هو بمعلوم ادر عند 
الرسول أو الواعظ مثلا؟ 

(فالجواب): إنما صح طلب ذلك م من الله تعالى مع كونه مجهولاً لعلم الرسول بأن الله 
تاق يعلد بحلاف طب الأجر المتجهول من الخلق لاايصح إلا يد عله ودلك لجهل اللشلق 
بما يستحقه المدعى عليهم. 

(فإن قلت): فهل للرسول أجر إذا رد قومه رسالته ولم يقبلوها منه؛؟ 

(فالجواب): نعم للرسول أجر في ذلك لكن كما يؤجر المصاب فيمن يعر غليه فللرسول 
أجر بعذد من رد رسالته من أمته بلغوا من العدد ما بلغوا كما أن الذي يعمل بشرع محمد للا 
ويؤمن به له مثل أجر جميع من أتبع الرسل لاستجماع الشرائع كلها في شرع 10 اه . 

(فإن قلت): فما هو الغيب الذي يطلع الله تعالى عليه رسوله المشار إليه بقوله ظفلا 
بظهر عَقَ غَتبه. أسذا 99 إلا من أَرْبضَى عن رَسُولِبه [الجن: 151 7؟] هل هو ماغاب عنه من 
أحكام التكاليف الموحى بها إليه أم غير ذلك؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الأحد وعشرين وثلثماثة: أن المراد بهذا الغيب 
المخصوص بمن كان رسولاً هو علم التكاليف الذي غاب عن العباد» ولم تستقل عقولهم 
بإدراكه. ولهذا جعل له الملائكة رصداً حذراً من الشياطين أن تلقى إلى ا 
نعسه من . التكاليف الذي جعله الله طريقا إلى سعادة العباد من 2 ر ونهي ويؤيد ما فلناه عن 
هذا الغيب هو علم الرسالة التي يبلغها الرسل عن الله تعالى قوله تعالى: ١‏ أ رابزا 
رِسْْتٍ رهج 1 لجن: 158 فأضاف الرسالة إلى قوله ربهم ثما علموا أن الشياطين لم تلق 
امت ل تررانها: بعد لحا جه زر جز قدت لها لعي لعاليما واطاله كر اللقا وال تي ايا 
الامن وثلاثمائة: في قوله تعالى: #هْل أنَّ عل الإنكن مين يِنَّ ألدهْرٍ لم يَكْن شَيئًا مُدَُرَا (يأ » 
اناد 5 أ قن أتى على الإنسان واعلم أن أ ر صورة ظهر 0 
العناصر |! لصوره الأقتة لأتتكام وها دفي كل مقام وحضرة فلك وسماء صورة ولم يكن قط 
2 صورزة ع تللك الصور مذكورا بهده الصورة الآدمية العنصرية ولهذا ما ابتلااه اثله تعالل, تون 
صورة من مالل الصورة ولا عصى ربه فيها ولا يموت إلا فيها. يجال: ولا يخفى أن احايقةهء 
مسمى الإنسان هي اللطيفة والجسم معاً. وشرفه عارض لا ذاتي فإن شرفه إنما هو بما أعطاء 


ممم الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيات عقائد الأكابر 


الوك اعى «لرسر عت يوقت ونكن تلاك الرسالة من الله يخال لا قرح غيرء. 
(فإن قلث): فها 0 ذلك القد لقدر الذي يطلع الله تعالى عليه من ارتضاء من رسول عل هرو 
بإعانام الماك أم هم با" وأسعلة ملك؟ 


(فالحوات): هو 5 و اسطة منك إن الملائكة إذا لم 0 لها واسطة فى الوحي تح 


أنوارها بال سول كالهالة حول القمرء وتكون الشياطين من ورائها لا يجدون د إلى هذ 
50 حتى يشي انله تعالى ذلك الرسول على مااشاء من غيبه المتعلق بالتكاليت كما مرء 
قال النشيح صحيي الدينء وليس في «الفتوحات المكية؛ ولا غيرة من كنيا أصعب من تصور 
الغيب ادي أبمر 5 بك الح 00 ى الغيب المتحالي ! لمشازر إليه بقوله تعالى : وعِنده مَفَايَمْ 


بده 


7 


العدين و وتسي ا كد را 38 ٠‏ وإنما كان محالاً لأنه غيب برزخي بين عالم الشهادة 


ا عالمى العي 3 * بتمجاجم. لاوجل الجنالمب- : وكان هذا مما ققيا الصديق عغر' غه به وه ف 
2 عا 7 نا صل اميه ا ٠.‏ 2 . ا 


(فإن قلت): فما الحكمة فى كونه 5 كان يلحقّه البرد إِذا نزل عليه الوحى حتى يسجى 


ل 0207 
ان خايسا ع : 


(فالحواب): الحكمة فى ذلك أن الرسول إذا نزل عليه الوحى عرق من شدته للانضغاط 
الذي يحصل 0 التقاء م الملك تددح الرسول» ثم إن الهواء الخارج 0 الرطوبات من 
البدن يغمر المسام بقوته قلا يتخلل الهواء البارد من خارج» ثم , إذا سرى عن . ذلك النبي 
واتصرف المللك 3200-7 سكن المزاج وانتعشت الحرارة الغريزية. وإيضاح ذلك أن الملك إذا 
ورد على لسو النه بآامر يتعلى بعلم خبري أو حكم يتلقى ذلك مده الروح الإنساني ويثللاقيان 
هذا بالإصغء وذل”ك بالالقاءء وكا لى منهما: نور فيحتد عند ذلك المزاج اج ويشتعل وتتحاك 
الحرارة الغريزية المزاجية حتى يتغير وجه الرسول سن شدتها وهو المعبر عنه بالحال وهو أشد 


ما يكون. ثم إن تلك "١‏ لرطوبات البدنية تصعد بخارات إلى سطح كرة البدن لاستيلاء !! لحرارةء 
00 ف الذي يط يطرأ على صاحب المهاا ل؛ ثم إذا انتعشت تلك الحر ارة وانفتحت المسام 


قبل الجسم "١‏ لهواء البارد من الخار اج فتخلل الجسمء وحصل البرد في المزاج فيطلت الغعناء 


الله من العلىء والخلافة. والسلطنة لا غير . وقال في الباب التاسع وثلاثمائة رجال الله تعالى 
ثلائة أصناف ل ( رابع لهم . عباد وصوفية وملامتية وهم كمل ال جال فضابط العباد أنهم رجال 


غلب عايهم انم علا ا ل والأقعال ؛ الظاهر ة المحمو كمه »0 ب روك يا موق ما شم شليه ولا 
بد جر سرك 9 لوباك رلا اله سطع من ابعلرم اللي ار مي ل امار ف 
والكشهة ات مون على أعمالهم من تجيعليا لاعتسادهم عليها در ن الله وضابط الصو في أنهم 





الال كن 37 2 ماع لأنهم يرون الأتعال كلها 0 ما هم عليه من الجد والااجتهاد والورع؛ 
1 3 0 م دللتاء د فيز + 0 3 0 كدوم قبا بالنظر للمقامات | عي موقهم كاك سيء 


البحث الثالك والثلاثون: في بيان بداية النبوة والرسالة والغرى بينهما 58 


وزيادة الثياب ليسخنء وذلك لاستيلاء البرد والقشعريرة على الحرارة الغريزية وضعقها. 
يخنى أن هذا كله خاص بما إذا كان التنزل على القلب بالصفة الروحائية والله 0 

(فإن قلت): فلم اختار الأنبياء النوم على ظهورهم دون حنبهم؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الحادي والثلاثين وثلئماتة: أنهم إنما اصطحعم! 
على ظهورهم لعلمهم بأن كل ما قابل الوجه فهو أفق له ومعلوم أن الأفق نوعان: نوع أدون 
وهو الأرض. ونوع أعلى وهو السماءء فلذلك استلقوا على ظهورهم ليكون أفتهم أعلى 
بإنضاح ذلك كما فى النات الثالث والتلقية: نز أن تلم أن الزارة الإلهى الذى حون قد 
لعزي إذا جاءهم اشتغل الروح الإنساني المدبر عن تدبيره بما يتلقاه من الوارد الألهي من 
العلوم الإلهية فلم يبق للجسم من يحفظ عليه قيامه ولا قعرده فرجع إلى أصله وهر لصا قه 
بالأرض المعبر عنه بالاضطجاع. ولو كان على سريرء فإن السرير هو ع له من وصراه ‏ 


5-02 
ا لتراب فهدا سب اضلجاءع 89 211010101101 :ثم إن الما 
فرح ذلك ا لعمى وصدر الوارد إلى -حضرة ربه رجع لع الروح | إنق تديمر سات 8 قاقأامةه م 


مجعته : قال الشيخ : وما بلغنا عن نبي قط أنه تمعد ل واضطرت عند تروك الوحى أبد وائيه 
(فإن قلت): فما ثم إذن في العباد أقوى من الانبياء لتحملهم ثقل الوحي؛ 


القن الود 
(فالحواب): نعم. ما ثم أقوى من الأنبياء فهم أقوى من الجبلء لتحملهم الوحي جب: 
نزل إليهم ولم يحمل ذلك الجبل بل تصدع . قال الشيخ في الباب الثاني «الأربعين وثلاثسالة : 
ومما يؤيد قولنا: إن الأنبياء أقوى من الجبال قوتهم 1 سماخ ما لا يليق يجناب الله من التكفاء 
وغير هم وعدم قوة الجبال لسماع ذلك قال تعالى: ##تََكَادُ توب بَفَطَرن مله وَتشْن نامز 
فلل هذا 59 أن دَعَوا للدم نك 9 4 امريع :44 143 وقد شمع الالنياءكوله تعاد 
07 ليهود عور أبن أله وَقَالَتِ تدرف َلْمَسِيمٌ اك أله 4 ا "] ولم ا 
يتفطرون ولم يتزلزلوا بل ثبتوا وذلك لأنه تعالى تجلى للأنبياء: نحو حضرة فوله تعالى: الَو 


2 لكن هم مع حجيي يو أخلاقهم وفتوتهم أهل رعونة ونفشوس بالنظر لأهل الطة 3 1 ة العااى حداه علضم 


رائحة 5 الملامتية الذين هم على قدم أبي بكر الصصدي 90 رجال لا يزيدون 
على الصلوات الخمس إلا الرواتب ولا يتميزون ع الناس بعحالة زائدة يعرفون بها بعشون فى 
الأسواق وبتكلعر ديم الناين بكلام العامة قد اتقردو! بقلوبهم مع الله لا يترلزلون عن 0007 
قط ولا يذوقون للرياسة طعماً لاستيلاء الربوبية على قلوبهم فهم أرفع 
عنهم أجمعين. وقال في الباب العاشر وثلاثمائة: في قوله تعالى: ناما المدم لوا 
[المدثر. ١‏ 15. اعلم أن التدثر إنما يكون في البرودة ال ار وذلك أن الملا 


إدا ورد على التبى 0 بعلم أو يحكم تلقى تلك الصورة الرو 2 الإنسانى مادا مالقا هذا 


الرجال مقاما 2 الله 








لحن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر 


ا ل ا 00 


ردنا أن لد لما َدُعدْنهُ من لدي » | [الأنياء: 19] فعلموا من حضرة : الإطلاق الإلهي ما لم تعلمه 
! ل ل ل في حق 
الله ولو أن ذلك ل على من ليست : له هذه القوة لذاب عظمه فانظر ما أكثف حجاب من اعتقد 
أن لل ولداً وما م عن رؤية الحقائق التهى . 

(فإن قلت): فهل كان قبل نوح عليه الصلاة والسلام رسل أم كانوا كلهم أنبياء فقط حتى 
آدم عليه الصلاة والسلام؟ 


0 اك 
0 م ل و ا ا ره كان كافراً در 
فليس بكافر كما أنه إذا أدخل نفسه ثم كذب الأنبياء كان كافراً. وأما من لم يكذب وبقي على 
البراءة فليس بكافر. 

(قلت»: لكن رأيت في مسند الإمام سندا مرفوعاً كان آدم عليه الصلاة والسلام رسولة 
مكرما انتهى . فليتأمل مع ما قبله وما بعده. 

يٍِ ١‏ ضرمم عر م 

(فإن قلت): قوله تعالى: #وَإن مَنْ أَنَّةِ إلا خلا فا شير » اناطر: ]١4‏ هل هو نص في 
الرسالة؟ 

(فالهواب»: ليس هو عن الى ماله كا واكرهة ليخ حرج البانس الثالث عشر وثلاثمائة . 
قال: وإنما هو نص في أن في كل أمة عالماً بالله تعالى وبأمور الآخرة وذلك هو النبي لا 
الرسول. إذ لو كان الرسول لقال إليها ولم يقل فيها فليس هو بنص في الرسالة قال: وهذا هو 
السك ارو ييا و ا سسس اساتي و جا الاك 
عداو ساد نش تل رة ع لد نص لسرت اينار لج طوكية نا نا نأل 
شخص. _ افتتح انل به الرسالة وج عليه الصلاة والسلام . 


بالإلقاء وهذا بالإصغاء احتد المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية فتغير وجه ذلك 
الشخص لذلك وهو أشد ما يكون ولذلك تصعد الرطوبات البدنية كأنها بخارات إلى سطح كرة 
البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على أصحاب هذا الحال للانضغات 
الذي يحصل بين الطبائع من التقاء الروحين ثم لما كان الهواء الخارج من البدن قوياً غمر 
المسام برطوبته فمنع تخلل الهواء البارد من خارج فإذا سرى ذلك عن النبي أو عن صاحب 
الحال» وانصرف الملك سكن المزاج وانفشت تلك الحرارة وانفتحت تلك المسام وقبل الجسم 
الهواء البارد من سخارج فتخلل ا . فيبرد المزاج ويستولي على الحرارة ويضعفها فذلك هو 
البرد الذي يجده صاحب الحال ولهذا تأخذه القشعريرة فيزاد عليه الثياب ليسخن ثم بعد ذلك 


المبحث الثالث والثلائون: فى بيان بداية النبوة والرسالة والفرق بينهما لكين 


(فإن قلت): فهل كان عدم إجابة أكثر قوم نوح عليه الصلاة والسلامء لضعف عزمه أم 
لاقتعا اله وغدة التسليم ث :تمالى عليه قلى يكن له همه عفنا قروم .“ف االمواتك لين التهنية 
من الداعين أثر في المدعوين جملة واحدة. ومن قبل من رسول ما قبل فليس ذلك من علو 
همة الداعي وإنما ذلك من حيث ما وهب الله تعالى لخلقه م ن المزاج الذي اقتضى له قبول مثل 
ذلك ويسمى هذا المرّاج الخاص الذي لا يعلمه إلا الله تعالى وبه كان كفر أول من كفر ممن 
ليس له أبوان يهودانه أو ينصرائه أو يمجسانه كما ورد فعلم أنه لو كان تأثير الكلام في المدعو 
من همة الداعي فقط لأسلم كل من شافهه الرسول بالخطاب كاثناً من كان لنفوذ همته وكان 
يقدح في كمال الرسل رد قومهم رسالتهم ولا قائل بذلك فسقط فول من يقول: لو كان الواعظ 
صادقاً مخلصاً في وعظه لأثر وعظه في قلوب السامعين فإنه لا أصدق من الرسل ومع ذلك فلم 
يعم قولهم في السامعين قبولاً بل قال نوح عليه الصلاة والسلام: مكل رب إن دَعوْتْ فى ليلا ونبانا 
09 ك رَر تقلت يل نون (2) > لتر : 5..+] فلما ماد يعم القبول في السامعين لكلام الرسل 
مع تحققنا علو همتهم علمنا أن الهمة ما لها أثر جملة واحدة. وإنما ذلك من المزاج كما مر؛ 
ل سمه قر بواضظا ملم وزكر ين ابوك #الجيية نه ١‏ مق او جارد سي ادل لعل 
يؤثر فيه الكلام الحق على يد أي من جاء به من الناس ولو من كافر بالله إذ الوحي الذي جاء به 
المشرك حى على كل حال وإن لم يعمل به حامله فالعاقل يقبل ذلك من حيث كونه حقاً لا من 
حيث المسحل الذي ظهر به. 

(فإن قلت): فما إيضاح ذلك؟ 

(فالجواب): أن تنظر في حال المدعو فإن رأيته في حال سماعه يسمع من الواعظ كلاماً 
ولم يؤثر فيه ثم إنه يسمع من واعظ آخر بعينه فيؤثر فيه. فاعلم أن ذلك التأثير لم يكن من 
حيث قبوله الحق وإنمأ هو من حيث وجود نسبة بينه وبين الواعظ الثاني من اعتقاد فيه أو نحو 
ذلك فما أت راق اسان سوى نفسه وفى القرآن العظيم + إن عَتَكَ إلا لم4 [الشورى : ا 
وقال: ل عَلَلكَ هد هَدَسه # [البقرة: *5] أي : المي عليك أن توفقهم لقبول اا 
وأمرتك ببيانه # ولك لَه يَهمْدى كرن يَسَلةُ ف [البقرة: 179/7 وهو أعلم بالمهتدين. أي : الذين 


يفيق ويخبر بما وقع له من الوحمي إن كان نبياً أو من الإلهام إن كان ولياء وأطال في ذلك. 
وقال في الباب الحادي عشر وثلاثمائة: لم أعرف اليوم أحدأ تحقق بمقام العبودية أكثر مني فإنه 
إن كان هناك أحد فهو مثلى فقط وذلك لأني بلغت من مقام العبودية غايته فأنا العبد المحضص 
الخالص الذي لا يعرفه المؤادة هه رقن عاديا الله تعالى هية أنعم بها علي ولم أنلها يعمل 
بل اختصاص إلهي وأرجو من الله تعالى أن يمسكها على ولا يحول بيني وبينها حتى ألقاة بها 
فبذلك فليفرحوا هو -خير مما يجمعون. | ٠‏ 


(قلت): وقوله: فأنا العبد المحض يرد قول من نسب الشيخ إلى الحلول والاتحاد والله 


قبلو' ''نوفيق على مزاج خاص فللهادي الذي هو الله تعالى الإبانة والتوفيق وليس للهادي من 
السخاب قي 5 الابانة 1 تنا 3 الشيخ شي الباب التاسع والسبعين ونا دم 
(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى: الِدبَيْنَ للا ما دُزْلُ 4 |التحل: 48] مع أن القران 


جاء على لغتهم فما السبب الداعي إلى احتياجهه إلى بيان الرسول 





(فالحواب): سبب ذلك أن كل كلام لا بد فيه من إجمال وما كل أحد يعرف المسجمل 
بالك ليث السح نان دون اللني الأنهله: من ين ميان الرينا: لما اعمال انها علو 
انوك بتكل العيارة !ل العنازه نايت الوا تاب الحى جعانن رق ختصيل :ما اعدلة فى #نانه 
ونان السكيدونات الزس[ فا أحطلره 1 6 ولولة ا لتسامفة عد ا لاي 0 
اللداني ا افد بحم اكد رالا د بجوف بن لمات إلى المنان ار ابل لحان سال كالم ال - 
22 8 يَنْمَمِ كم أله #4 |الترية: ااء وهو ما 3 خاصة وأما ما فصله الرسول وأبان عنه 
فهر تنصيل ما نزل لا عين ما نزل فإن البيان وقع بعبارة أخرى ذكره الشيخ في الباب الحادي 


ال وثلك؟نهائد 
3 الدميتب دايث” نوالهه 0 
8 ا ا 


(فإن قلك) :فيل البرة سن السوت الالبئة أو القرية؟ 

(فالجواب): هي من النعوت الإلهية أثبت حكمها في الجناب الإلهي الاسم السميع 
رائبت حكمها صيغة الأمر الذي في الدعاء المأمور به وإجابة الحق تعالى عباده فيما سألوه فيه 
الم النبوة بمعقول زائد على هذا الذي ذكرناه إلا أنه تعالى لم يطلق ) على نفسه من ذلك 
اسيوا ذا كما أطلو في الولاية فسمى نفسه وليآ وما سمى نفسه نبياً مع كونه ألخبرنا وسمع دعاءنا 
ذكره الشيخ في اليا الحامس ولخمسين وماثة. 

(فإن 0 فما معنى قوله تعالى : وما 0 قَبلِكَ من رسُولٍ 0 إذا ذا تموّة 
ل :1 أل طلى أ امنيبف [البعه ! : 27| كيف وصل | لى قلب الرسول والنبي مع أنهما معصومان 

(فالحواب): كما قال الشيخ في الباب السادس م٠‏ االفتوحات؟: إن الأنبياء عليهم 
أعلم. وقال: فيه في فوة الكامل من البشر أن يظهر في صورة غيره كما وقع لقضيب البان 
و بره وليس فى كه وه الكامل من الملائكة أن باهر فى صورة غيره مل الملائكة فلا يقدر حبريل 
ا يظهر بصورة إسرافيل» ولا ميكائيل وعكسه ففي قوة الإنسان ما ليس في قوة الملك وأطال 
في الغرق بينهما. وقال في الباب الثاني عشر وثلاثمائة في معرفة وحي الأولياء الإلهامي: اعلم 
ان الحق تعالى 5 أراد أن ل يوحي إلى قلب ولي من أوليائته يأمر ما تحلى الح ل إلى قلب ذلك 
الولي برقع الحجب فيفهم الولي من ذلك التجلى مأ يريد الحق أن يعلم ذلك !! لولي به فيجد 
الونى فى نفسه علم ما لم يك ن يعلم كما وجد النبي طثثة: العلم بالضربة بين ثدييه في شرية 


تيا اك 


المبحث الرابع والثلاثون: في بيان صحة الإسراء وتوابعه وأنه يل رأنى من الله تعالى صورة 5 
السلامء إثما عصموا من العمل بوسواسة الشيطان فقط فهو يلقى إليهم والا يعملو ل بشوله: 
لعصمتهم فليس لَه على قلوب الأتبياء م سييل فالعصمة حعيشة إنها هى العمل ونا دنشى 5 من 
الإلقاء لأجل الآية المذكورة في السؤال بخلاف قلوب الأولياء فقد يعملون بما يلقى البهم إن 
لم تحفهم عناية الحفظل. ولما علم إبليس أن رسول الله 2 معصوم من العمل بقوله لعصمة 
قله من استشراف إبليس تمليةه جاعه فى الصمااة بشعلة نار مجيلة فرمى بها 3 ولجهداو اقان عافى 
الشيطان أن ينتن بذلك رسول الله 3 عن صلاته وعن الإاقبال عليها لسا رأى ما له فى الصللاة 
كل لعي سر زمه احير ل ده فأ ر النبي أ وديم يمع السلاة 
وأخير ذلك أصحابه . لخائمة : ان قلي هل يمتشع رسا سالة لبييان معا افي ان ل واحهد 0 شحخكر 
واحد. 

(فالحواب»: كما قاله الشيخ في الباب الرابع والمشوين من «الفتوحات!: نعم يمتنع 
رسالتهما | إلا أن بكرن ينطقان ؛ في ) رسالتهما با د وا-هد 2 أن م ال سي وهاروت صليهما 
1 0 5 ملم بنْذَكْر أر يخس 






ل ل ا له ب لكل 0 بار 5 تعخقيه دوت الآخر 3 تسيا 
سو شعي عليه السلاة والسلامء يقول عن هاروك ل وهو # فصت ش ممتي لسحاناة [القصص * رع ادن 0 


والله أعلم 
الميحث الرابع والثلاثون: 
في ديان صحة الإسراء وتوايعه وأنه رأى من الله تعالى صورة ما كان 
بعلمه منه في الأرض لا غير وما تغيرت عليه 
صلى الله عليه وسلم صورة اعتقاده حال كونه في الأرض 


أ , أن الأصل في 5 ة الإسراء قوله تغالى 00 بحن لذ أسْرّئ يعندي ا 
ارد لسار ِل لْمسْجِدٍ الَْنَمًا لْرِى ركنا ا لم سن ل ينا 0 م لشَهِيعْ الصمر 0 


[الإسراء: .]١‏ قال الشيخ محبي الدين: والضمير في قوله: #إِنّةْ4: راجع إلى رسول القه 15 








اللبن ومن الأولياء من يشعر بذلك ومنهم من لا يشعر به بل يقول: وحدت في خاطاي كذا 
وكذاء. ولا يعرفف من : أتاه به ولكن من عرف فهو أتم . وقال في الباب الثالث عشر وثالانسائة : 
اعلم أن أول رسول أرسل نوح عليه السلام» ومن كانوا قبله إنما كانوا أنبياء كل واحد على 
ا من ربه فمن شاء دخل في شرعه معه ومن شاء لم يدخل فمن دخل ثم رجع كان تافراً 
ومن لم يدخل فليس بكافر ومن أدخل نفسه ثم كذب الأنبياء كان كافرأً ومن لم يفعل وبقي 
على البراءة لم يكن كافراً قال: وأما قوله تعالى: #وَإن يَنْ أَنَةِ إلا حَلَا فيا تلرٌ 4 إفاس : 4؟!. 
فليس هو بنص في الرسالة وإنما هو نص في أن في كل أمة عالم” بالل تعالى وبأمور الأ ة 





سن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لا إلى الباري جل وعلا وأطال في ذلك . ثم قال فما نقل الحق تعالى محمداً ية. من مكان 
إل مكات إلا لبريه عافن يعار يها كلك المكان يتن الآبانت والسجاتب القالة على ويرته عالق 
من حيث وصف خاص يعم من الله تعالى إلا بتلك الآية كأنه تعالى يقول: ما أسريت 
بعبدي إلا ترؤية الآيات لا لذ إليّ لأنه لا يحويني مكان ونسبة الأمكلة إلئْ نسبة واحدة وكيف 


أسرى بعبدي إلي وأنا معه حيث كال. 


زقلت) : فما بقي إلا أن رؤية الملك فى دسكر ة: ملكه وجنوده أعلى د في التعظيم وحصول 
الهيبة من رؤيته وهو متلكر وإنما كان ا 50000 
العرش إلى تعخوم الأرضين وذلك كالذرة بالنسبة لما فوق العرش ولما تحت التخوم فإن صعد 
العو الى أبق الأتوو لا بد يله سقفا أو درل العرش اد الأندي له يك لد ارها ريع ار 
الو جود هذه الرؤية بعد عن القول بالجسمية تعالى الله رب العالمين عن ذلك . قال الشيخ محيي 
الدين في الباب «السايع و السين وواوتجانة : ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يري محمداً يلاك 
من آياته ما شاء أنزل الله تعالى إليه جبريل عليه الصلاة والسلام وهو الروح الأمين بدابة يقال 
لها: البراق إثياتاً للأسياب لقو ل بي العتم بالاساب :اوكا جع الالصسية للملائكة 
ليعلمنا بثبوت الأسباب التى وضعها في العالم واليراق دابة برزخية فإنه دون البغل الذي تولد 
من جنسين مشتلفين وفوق الحمار الذي تولد من جنس واحد وذلك لحكمة تعلمها أهل الله 
تعالى فركبه 25 وأخذه جبريل عليه السلامء وسار به في الهواء. قال الشيخ محيي الدين : 
والبراق للرسل مثل فرس النوبة الذي يخرجه المرسل للمرسل إليه ليركبه تهمماً به في الظاهر 
وأما في الباطن فمعناه أله لأيسل لد احفرولة امنا كان ينه تعالن لا علق خا كو لحيو يو 
نشريف تيه لمرو" لأا يشر مواقم الأموو سنا قجاء ظقةم بإلن الت المتدين زنرل عق البراق 
وربطه بالحلقة التى م ارد كل دل إثباتاً للأسياب فإنه ما من رسول إلا وقد 
مرق بد واقا على للك ابر اق ولكن رسول الله يقي اختص عنهم في إسرائه بأمور تعرفها 
أهل الله عز وجل . 


(فإن قلت) : فما الحكمة في ربطه لا قللة. مع علمه بأنه مأمور؟ 


وذلك هو ]ال لنبى لا الرسول إذا لو كان الرسول لقال إليها ولم يقل فيها . كال: وهو وتحن 
تعول: إنه كان شين انباء عالمون بألله فمن شاء وافمهم» ودخل معهم في دينهم وتحت حكم 
شريعتهمء ومن لم يشأ! لم يكلف ذلك وكان إدريس عليه السلامء منهم ولم يجىء له نص في 
القرآن د المي اق قد موه نا نول حص اح ناكا توح عليه السلامء وأطال فى 
ذلك. وقال في الباب الرابع عشر وثلاثماثة: متى خرج كشف ولي في العلم عن الكتاب والسنة 
فليى ذلك بعلم ولا هو علم ولاية بل إذا حفقته وجدته جهلا والجهل عدم والعلم وجود فعلم 
أنه لا يتعدى كشف ولي في العلوم الإلهية فوق ما يعطيه كتاب نبيه ووحيه أبداً. 


الميحث الرابع والثلانون : في يبان صبحة اللأسراء وتوايعه وأنه 2 رأى من ألنّه تعالى حسورة 6 


(فالجواب): إنما ربطه إثباتاً لحكم العادة التي أجراها الله تعالى في مسمى الدابة ولو أنه 
أوقفه من غير ربطه بالحلعة لوقف ولكن حكم العادة منعه من ذلك ألا ثراه كيد كيف وصف 
البراق بأند شمس وهو من أن الدواب التي 3 وأنه قلب بحافره القدح الذي كانت يتوضاً به 
صاحبه فى القافلة التى لافته فى طريق مكة فوصف البراق بأنه يعثر والعثور هو الذي أوجب 
ا سد ومعه جبريل وطار به البراق في الهواء واخترق به الجوء عطش ا 
واحتاج إلى الشوك فأتاه جمريل بإناءين : إناء لبن وإنأم حمر وذلك قبل تحريم الخمر 
فعرضهما علبه فتناول اللبن فقال له جبريل عليه السلام: أصبت الغطرة أصاب الله بك أمتك . 
ولذلك كان يل يتأول اللبن بالعلم. فلما وصلا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقال له 
الحاجب: من هذا؟ فقال له جبريل: قال من معك. قال: محمد ب#ا. قال: أو قد بعث إليه. 
قال: قد بعث إليه ففتح فدخل جبريل ومحمد فإذا آدم عليه السلامء وعلى يمينه أشخاص بنيه 
السعداء عمرة الجنة. وعن يساره نسم بئيه الأشقياء عمرة النارء؛ ورأى رسول الله 8:. صورته 
هناك في أشخاص السعداء فشكر الله تعالى. وعلم عند ذلك كيف يكون الإنسان في مكانين 
وهو غينه 5 غيره. فكان له الصورة المرثية والصور المرئيات فى المرأة الواحدة والمراياء 
فقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح . ئم عرج في البراق وهو محمول عليه في الفضاء 
الذي بين السماء الأولى والسماء الثانية. فاستفتح جبريل السماء الثانية كما فعل في الأولى. 
وقال وقيل له: فلما دخل إذا بعيسى عليه السلام. بجسده عينه فإنه لم يمت إلى الآن. بل رفعه 
أللّه إلى هذه السماء وأسكته فيها وحكمه فيها. قال الشيخ محبي الدين : وهو شيخنا الأول الذى 
رجعنا إلى الله تعالى على يديه وتبنا وله عليه الصلاة والسلام بنا عناية عغليمة لا يغنقل عنا ساعة 
واحدة فرحب وسهل ثم عرج إلى السماء الثالتف فاستفتح فقال وقيل له: ففتعم فإذا بيوسف 
عليه السلام؛ فسلم عليه ورحب به وسهل د ل ا يراه من | هؤلاع 
الأششخاص ب نة رطم إلى الجعاة الريعة مالظ ستفتح فقال وقيل له: ففتح فإذا بإدريس عليه 
السلام ١‏ +تسهة فإنه ما مات إلى الآن. بل رفعه أبله إلى هذه السماء وأسكنه فيها. قال 0 


عر ع جاع عل 


1 الل ريده لاة]. وهو هذه السماء قلب !١‏ لسموات فسلم عليه ورجب وسهل ثم 


(وقال): في قوله مم: «إن المصلي ينادي ربهة»؛ أي: بارتفاع الوسائط كما سيكلمه في 
القيامة كفاحاً ليس بينه وبينه ترجمان كما ورد فما تميزت الأخرة إلا بكون العبد يعرف هناك من 
بكلمه وهنا لا يعرفه وأطال في ذلك. وقال في الباب السابع عشر وثلاثمائة في قوله تعالى: 
#رحكات عَرْشُمْ عَلَ مَل (هرد: 7]. اعلم أن على ههنا بمعنى في أي كان العرش في الماء 
كما أن الإنسان في الماءء أي: منه تكون فإن الماء أصل الموجودات كلها وهو عرش البحياة 
ومن الماء خلق الله كل شيء وكل ما سوى الله حي ولذلك سبح يحمده ه ولو لم يكن حيا ما 
سبحم قال : : وتأول ذلك بعفى الناس وقال: إنما هو تسبيح حال والخلاف إنما ينبغي أن يكون 











15 الجرّء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


عرح به إلى النهاء اللخامسية فاستفتح فقال وقيل له : افتمتح فإذا بهارون عليه الصلاة والسلام» 
رو 
ويحيى بن زكريا فسلما عليه ورحيا به ثم عرج به إلى ااه السادسة فاستفتح ففال وقيل له: 
ففتح فإذا بموسى عليه السلام. فسلم ورحب وسهل ثم عرج به إلى السيماء السشابعة فاستفتخ 
فقا وقيل له: ففتح فإذا بإبراهيم عليه السلامء معدا ظهره 0 النيت المعمور فسلم عليه 
ورحب وسهل وسمى له البيت المعمور الضراح فنظر إليه وصلى فيه ركعتين وعرفنا عليه 
السلام. أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من الباب الواحد ويخرجون من الباب الآخر. 
قالد هو ل من باس مطالع الكواكب والخروج من باب مغاربها واخبر أن أولتك يخلقهم الله تعالى 
كل يوم منى قطرات ماء الحياة الى تسقط من جبريل لحيل ينتفض كما ينتفضص الطائر عند ما 
يحرج م الما عند انعواسةه في نهر المحيأة إن له في كل يدم غعمسة فيه ثم 0 له إل سدره 
المنتهى. فإذا نبقها كالقلال وورقها كآذان الفيلة فراها وقد غشاها الله تعالى من النور ما غشى 
فلا يستطيع أحد أن ينعتها لأن البصر لا يدركها حتى ينعتها لشدة نورها ورأى يحرج من أصلها 
أربعة أنهار نهران ظاهران ونهران باطنان. فأخيره جبريل أن النهرين الظاهرين النيل والفرات. 
والتهرين الباطئين شهران يمشيان !! لى الجنة وأن النيل والفرات يرجعان يوم الشيامة إلى الجنةء 
رهما نهرا العسل واللين في الجنة. قال الشيخ : وهذه الأتهار تعطي لشاريها علوماً متنوعة 
يعرفها أصحاب الأذواق فى الدنيا وأخيره أن أعمال بنى أدم تنتهي إلى تلك السدرة وآنها هر 
الأرواح فهي نهاية لما ينزل مما هو فوقها ونهاية لما يعرج إليها مما هو دونهاء وبها مقام جبريل 
عليه السلام . وهناك هئ فنزل يك عن البراق بهذه المخنصة» وعي- إليه بالرفرف وهو نغلير 
المحفة عندنا فقعد عليه وسلمه جبريل إلى الملك التازل بالرفرف فسأله الصحبة ليأنس به. فَمَال 
له: لا أقدر ولو خطوت خطوة لاحترقت #وْمًا ينا إلا لم مقام علوم 9+ [الصافات: ]١54‏ وها 
أسرى الله تعالى بك يا محمد إلا ليريك من أياته فلا تغفل فودعه وانصرف مع ذلك الملك 
والرفرف يمشى به إلى , أن ظهر لمستوق سمع فيه صريف القلم والأقلام في الألو اح وهي تكتب 
عيطي بايذ ركلف ويا لبيك البلا نكا يي العامة راد قلى الللف كال الي 
إن َك شَنْنَسِعْ م اك َمْمَدُونَ # | الجائية : 47 ثم زج به في |! لنور زحجه فأفرده الملك الذي كان 
معه وتأخر عنه فلم يره فاستو حش , لما لم يره معه وبقي لا يدري ما يصنع وأخذه هيمان مثل 
في سبب حياته لا في حياته والعرش هنا عبارة عن الدلك وكان حرف وجوديء أي: الملك 
كله موجود فى الماء إذ الماء أصل ظهور عينه فهو للملك كالهيوئى ظهر فيه صور العالم الذي 
هو ملك الله وأطال في ذلك. وقال: الفرق بين الموت والنومء أن الموت إعراض الروح عن 
الجسم بالكلية فيزول بذلك جميع القوى كالليل بمغيب الشمس وأما النوم فليس بإعراض الككلية 
عن الجسم إنما هو حجب أبخرة تحول بين #القرق وين ستركاتها الحدية مم وسورد الحياة في 
النائم كالشمس إذا حال السحاب دونها ودون موضع خاص من الأرض بكون الضوء ع موجودا 
كالحياة وإن لم يقع إدراك الشيمس لذلك الذي حال بينه وبين السشمناة و السحاب الستراكم . 


لمحث الرابع والثلاثون: في بيان صحة الاسراء وتوابعه وأنه يله رأ من الله تعالى صورة با 


السكران في ذلك النور وأصابه الوجد فَأَحْد يميل ذات اليمين وذات الشمال واستفرغه الحال 
وكان تمايله كتمايل السراج إذا هب عليه ليم رقيق لا يطفئهء وكان سبب الهيماك سماخ إيقاع 
تلك الأقلام وصريفها. أي: صونها في الألواح فأعطت من التغمات النستلذة ما أداه إلى ما 
ذكرنا من سريان الحال فيه وحكمه عليه فتقوى بذلك الحال؛ فعلم أن الرفرف ما تدلى له إلا 
لكو ن البراق له مككان لا يتعداه كحبريام ل. عليه السلام لما بلغ إلى المكان الذي لا يتعداه وقفت 
نل اق لبت تعالى أراد لجبريل الصعود فوق ذلك المقام والها سعك ]لمحيو لذ كر معي 
رسول الله يق فإن عروجه إنما كان لعروج الب راق بحكم التبعية والحركة الشمرية وكذلك 
المقام الرفرفي لما وصل إلى مقام لا يتعداه الم ركرف. زج به في النور قغمره النور من جميع 
توالجيةه كما بسطله الشيِ م في الباب الر أبع عشر وثللاثماثة , وسيأتي الكلام على عروج المللاتكةه 
0 ا 2 لء لما تقوى بالحال أعطاهء الله تعالى في نفسه علما علم 
به ما لم يكن يعلمه قبل ذلك عن وحى من حيث لا يدري وجهته فطلب الإذن فى الرؤية 
بالدجهول على ادصيرة ريه الخامصة فرأى صوتاً يشمياة صوت أبى بكر وهو يقول: يا ميحمك قفت إن 
ربك يصلي فراعه ذلك الخطاب. وقال في نفسه: أربي يصلي! فلما وقع في نفسه هذا التعجب 
من هذا الخطاب وأنس بصوت أبى بكر رضى الله عنه» فتلا عليه #هوٌ 0001١‏ 
وملتيكم * [الأحزاب: 47] فعلم عند ذلك ما هو المراد بصلاة الحق تعالى فلما فرغ تعالى 
الصلاة مثل قوله تعالى : «#سَتَفُْعُ لَك أيه لمان لي 4 [الرح : 1*١‏ مع أنه تعالى 0 
عن شأ رلكن لما كان للخلقه لأصناف العالم أزمنة مخصوصة وأمكنة مخصوصة؛ لا يتعدى 
اال كاي لما سبق في علمه ومشيئته صم قوله تعالى 1 #ستفرع 1 #2 من هذه 
الحيئية . 2 ل شغلي: ات 
0 0 العنارة براك راج مر ل 01 من ذلك لم 
أمر علق ادحو اك الموفد »لحري :وا رمعي ااعمالي جدجر الك الج نوين 
ورأى عين | ما كان يعلم لا غير وما تغيرت عليه * لاد صورة اعتقاده. وذكر الشيخ رجوعه عليه 
المورقة و اناكم ان بداقة اللمعو ارس الصو ات رين قن لان الصلوات إلى أن قال : ثم ودح 
٠ 3‏ 1 2 ِ لوف م 1ك 5 05 2 ملس ع عورم م لم[ قي م ُ 1 5 سس ا 
وقال فى الباس العشرين وثلاثماثة فى قوله تعالى : 3 إن الستمع والبعر وَالفُوَادٌ كل أزليك نل غليك 
مول 4 [الإسراء: 83]. اعلم أن اسم كان هنا هو النفس فيسأل النفس عن سمعه. ربصرهء 
رفواده فيقال له: ما فعلت , د الوالي الجائر إذا أخذه الملك وعذيه عند استعانة 
رعيته منهء وقال في قوله تعالى: لأفلا يُظهرٌ عل غَيبده عدا ِل م أرطي من رسُولٍك 1 

تشتغل عقولهم بدركه ولهذا جعل الملائكة له رصداً حذراً من الشياطين أن تلقي إليه ما رصداً 
يعمل به فى نفسه من التكليف الذي جعله الله تعالى سعادة للعباد من أمر ونهى فهذا الغيب هو 








714 الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


رسول الله يكية. موسى وانصرف نازلا إلى الأرض قبل طلوع الشمسء» قال الشيخ : كان هذا 
الاسراء بجسمه الشريف ولو كان الإسراء بروحه 8# ويكون رؤيا رآها كما يرى النائم في نومه 
ها أنكره أحد من قفريش, ولا نازعه فيه وإنسا أنكروا عليه كونه أعلمهم أن الأسراء كان بيجحسمه 
الشريف في تلك المواطن التي دخلها كلها. 

(فإن قلت): فكم كانت إسراآته قلاية؟ 

(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع عشر وثلثماثة: أنها كانت أربعة وثلاثين 
فمرة واحدة لعتسيهة والباقفى بر و جه رؤيا رأها كال ومما يدلك على ان الأسراء ليلة فرضص الصاكة 
كان بالجسم ما ورد في بعضص طرق الحديث أنه استوحش لما زج به في النور ولم ير معه 
حْ لا توصف بالوحشة ولا بالاستيحاش . وقال: وكذلك مما يدل على أن الاسراء 
كان بجسمه ما وقع له من العطش فإن الأرواح المجردة لا تعطش . 


(قال): وإنما سمع صوت أبي بكر تأنيساً له. وقد أعطت المعرفة بأن الأنس لا يكون إلا 
بالمناسب ولا مناسبة بين الحق تعالى وبين عبيده وإن أضيف إلى الحق المؤانسة فإنما ذلك 
على وجه خاص يرجع إل الكون فافهم» قال الشيخ : وإنما حص أبو بكر بذلك لكونه كان 
يأنس به في الأرض فحن لذلك وأنس به وتعجب من ذلك الصوت في ذلك الموطن لكونه 
جاءه من العلوء وقد تركه فى الأرض. 

(فإن قلت): فهل ثم في المعراج إلى السماء بالجسم أو الروح فائدة أخرى غير رؤية 
الايات؟ 

(فالحواب): نعم منها أنه إذا مر على حضرات الأسماء الإلهية صار متخلقا بصفاتها فإذا 
مر على الرحيم كان رحيماً أو على الغفور كان غفوراً أو على الكريم كان كريماً أو على الحليم 
كان حليماً أو على الشكور كان شكوراً أو على الجواد كان جواداء وهكذا فما يرجع من ذلك 
المعراج ال وهو في غاية الكمال؛ ومنها شهود الجسم الواحد في مكانين في ان واحد كما راق 
ادم وموسى وغيرهما فانهم في قبورهم في الأرض حال كونهم ساكنين في السماءء فإنه قال 


علم الرسالة ولهذا قال: لمر أن ند أَبَلَكُوا رمثت ريم 4 [الجن: 1 . فأضاف الرسالة إلى 
قوله: ربهم لما علموا أن الشياطين لم تلق إليهم أعني الرسل شيئاً فيتيقنون أن تلك الرسالة من 
الله تعالى لا من غيره ثم هل هذا القدر الذي يطلع عليه من ارتضاه من رسول هل هو بإعلام 
الملك له أو هو بلا واسطة؟ ملك الظاهر الثانى وتكون الملائكة تحف أنوارها برسول الله تل 
عالوالة حورن القطر جو ايا طق فد عووانيا لاد يات بلك قدا الرسسر خسفي ليرا الا 
من علم التكليف الذي خفي عنهء وعن العباد علمه. قال: وليس في كتابنا هذا ولا غيره 
أصعب من تصور اليب الذي انفرد به الحق ويسمى الغيب المحالي وذلك لأنه لا يظهر عنه 


1 


المبحث الرايع والثلائون: 7 كي يبان صحة الإسراء وتوابعه وأنه يله رأى من الله تعالى صورهة قمع 





سم سير وأطلقء وما قال رأيت روح آدم؛ ولا روح موسى 
فراجع يله موسى في السماء وهو بعيئه في قبره في الأرضص قائماً يصلي كما ورد. فيا من يقول 
إد الس اراد .لا يكن قل مكانين كيه يكون إيماناك بهذا الحديث» فإن كنت مؤعنا فقلد 
وإذ" كه عالما قي جح هي نان الحلى يكيات لسن نلف الاخعان اناده بشع زلا هوسق 
لك أن تتأول أن الذي فى الأرض غير الذي فى السماء لقوله عليه الصلاة والسلام: «رأيت 
واس إو تلاو وكذالك سات فق راداين الأمساح > الول لعلمى عر إن الريك عا لجار 

عنه كذب أنه موسى هذا والمعترض يقول رأيتك البارحة في النوم ومعلوم أن السرئي كان في 
منزله على حالة غير الحالة التي رآه عليهاء ولكن في موطن آخر ولا يقول له رأيت غيرك» ثم 
إن المعتر ف ض ينكر على الأولياء مثل هذا في تطوراتهم؛ ٠:‏ وقد كان قضيب البان يتطور فيما شاء 
من الصور في أماكن متعددة وكل صورة خوطب فيها أجاب أن الله على كل شيء قدير. ذكره 
الشيج في الباب الرابع والسبعين ومائتين» وقال في الباب السابع وأربعمائة: اعلم أن العبد 
محمول بالقدرة ا ا ولهذا ما أسرى برسول قط قط إلا 
ف ذا كاذ الإشزاء بالبخسم المحسوسء فإن كان الإسراء به في النوم كما يقع للأولياء 
فمقّد يرى نفسه محمولاً على مركب: ٠‏ وقد لا يرى نفسه محمولاً لكن يعلم أنه محمول في 
الصور التي يرى نفسه فيها إذ قد علمنا أن جسمه في فراشه وفي بيته نائم . 

(فإن قلت): فهل يكون الوآرث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام له في هذه المرتبة فيكون 
محمولا بالقدرة على الكشف والشهود في جميع أحواله؟ 

(فالجواب): نعم ولذلك قال تعالى فى حق سيد العبيد على الإطلاق محمد عله «سْبَحَنَ 
ل أنرّئ بِمَبْدِم لََلا يرت الَْسَسِدٍ الْكَرَار» [الإسراء: “١‏ فأقامه في العبودية المطلقة ونزع منه 
الدعوى والربوبية على شيء من العالم وجرده عن كل شيء حتى عن الأسرارء وجعله يسرى به 
وما أضاف السرى إليهء فإنه لو قال: #سْبَحَنَ أَلَّذِى» [الإسراء: ]١‏ دعا عبده لأن يسري إليه أو 
إلى رؤية آياته فسرى لكان له أن يقول ذلك ولكن المقام منعه أن يقول فجعله مجبوراً لا حظ له 
في الدعوى لفعل من الأفعال». ومنها أي من فوائد الإسراء أيضاً التنويه بشرف مقام 
شيء أبداً يتصف بالشهادة وقتاً أو حالاً ما فهو غيب بين عالم الشهادة وعالم الغيب لا يتخلص 
لأحد الجانبين وقد حارت الخلائق في هذا الغيب فإنه ما هو محال فيكون عدما محضاً ولا هو 
واجب الوجود فيكون وجوداً محضاولا هو ممكن يستوي طرفاه ولا هو غير معلوم بل هو 
معقول فلا يعرف له حد هذا هو الغيب الذي انفرد به الحق حيث قال #عيلم ألْصَسبٍ # 
[الأنعام: +7] وقال في الباب الثاني والعشرين وثلاثماثة : إنما وجب نصب إمام واحد في العالم 
تنبيهاً على أن الإله للعالم واحد فهو واجب شرعاً مع كون طلب الإمام موجوداً في قطر العالم 
كلهم فإن هممهم توفرت في كل بلدة؛: أو كرية» أو جماعة أن يكون ! لهم رئيس يرجعون إليه» 


ا الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


رسول الله :ا ومدحه نظلير تمدحه تعالى بالاستواء على العرش والئناء بذلك على نفسه: فإن 
العرش أعفلم الأجسام لاحتوائه على جسيع الموجودات قما فوقه سقف في العلو ولا أرض في 
السفل. وإنما خص الاستواء به لأنه غاية مطمح أبصار المؤمنين: وأما العارفون من الأنبياء 
وكمل أتياعهم فيرون هذا العرش بالنسبة لاتساع الوجود كالذرة الطائرة في الهراء ليس لها 
سقف ترسي عليه ولا أرض تنزل عليها فسيحان من لا يعرف قدره غيره» وفي كلام سيدي 


على بن وقا رحمه الله يصف حاله: 


وقد نفذت من الأقطار أجمعها وقد تجارزت حد الخفض والرفع 

رقال أيفضاً: ليس الرجل من يقيده العرش وما حواه من الأفلاك والجنة والنار وإنما 
الر جل ل تدك بتسراه إن خارج هذا الوجود كله وهنئاك يعرف كدر عثلمة مو جدة سحأته وتعالى 
اننهى . وقال الشيخ في الباب السادس عشر وثلثمائة: اعلم أنه لما كان الاستواء على العرش 
ليم لله عر وجلء جد الله تعالى أنبيه كذلك نسبة على طريق التمدح عليه حيث كان العرش 
اعلى مقام ينتهي إليه من اسرى به من الرسل عليهم الصلاة والسلامء قال: وهذا يدل على أن 
الإسراء كان بجسمه صلى الله عليه وسلم ولو كان الإسراء رؤيا رآها لما كان الإسراء ولا 
الوصول إلى هذا المقام تمدحاً ولا وفع من الأعراب فى حقه إنكار على ذلك لأن الرؤيا يصل 
الإنسان فيها إلى مرتبة رؤية الله تعالى وهي أشرف الحالات ومع ذلك فليس لها ذلك الموقع 
من التنفوس إِد كل إنسات بل كل حيوان له قود الرؤيا قال : وإنما قال 2 على سبيل التمدح 
حتى ظهرت لمستوى سمعت فيه صريف الأقلام وأتى بحرف الغاية الذي هو حتى إشارة لما 
قلناه من أن منتهى السير بالقدم المحسوس للعرش وائله تعالى أعلم . 

(خاتمة): ذكر الشيخ فى الباب العاشر ومائة ما نصه: 

(فإن قيل): ما الفرق بين تنزل الوحي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبين تنزله على 
الأولياء في المنام على يد ملك الإلهام؟ 

(فالجواب»): الفرق بينهما أن تنزل الوحي على النبي يكون على قلبه وعلى صدره لكون 


1 


لبوته مشهودة له وأما تنزله على الأولياء فيكون بين جنبيهم لأن نبوتهم مستورة عنهم فالوحي 


ويكوئون تحت أمره. 
(فإن قلت): إن الشارع لم ينص على الأمر باتتخاذ الإمام فمن أين يكون واجباً. 


(قلنا): إن الله تعالى قد أمرنا بإقامة الدين بلا شك ولا سبيل إلى إقامته إلا بوجود الأمان 
كي انين التأس على أنفسهم . وأموالهمء وأعليهم من تعدي يعضهم على بعهش. وذلك 0 يصمح 
أبدا ما لم يكن ثم من يخاف سطوته وترحى رحمته يرجع أمرهم إليه ويجتمعون عليه فإذا زال 


الخوف الذي كانوا يخافونه على أنفسهم وأموالهم رأهليهم تفرغوا لإقامة الدين الذي أوجب الله 


البحث الخامس والثلاثون: في كون محمد يله حاتم النبيين كما به صرح القرات و5 


نينم في الطهر لا فى الظهور وإلى تلك الإشارة يقول بعض العارفين: لم يمت أبو يزيد 
البسطامي حتى استظهر القرآن أي من الله تعالى عليه بفهم معانيه كلها من طريق الإلهام بحكم 
الارث لرسول ألله 2 ومن ا ستظهر القرآن هكذا فقتد الرضيف النبوة بير تلبت وأطال فى ذلك 
وسيأتى بسط ذلك زيادة على ذلك فى مباحث الولاية إن شاء الله تعالى والله تعالى أعلم. 
الميحث الخامس والثلاتون: 
في كون محمد 45 خاتم النبيين كما به صرح القران 

اعلم أن الإجماع قد انعقد على أنه يله خاتم المرسلين كما أنه خاتم النبيينء وإن كان 
اهراد بالتسية في الاية هم المرسلين وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب الثاني والسعدة 
وا تعبيياتة من «الفتوحات» : قد نتم اللّه تعالى بشرع محمد 2 جميع الشرائع فالا رسول تعلية 
يشرخ ولا نبي بعده يرسل إليه بشرح يتعبد به في نفسه إنما يتعبد الئاس بشريعته إلى يوم القيامة. 

(قلت): وأما اجتهاد الأئمة وتشريعهم فى الأحكام فذلك بإذنه مع أن مادتهم فى 
الاستنباط إنما هو شرعه #ة الثابت كتاباً كان أو سنة؛ وأعنى بالسنة هنا الحديث ويلحق بالسنة 
كل حكم مندر عنه المجتهد من قياس فرع على اأصل فإنه من السنة ايضما وهو المراد 
بالاستنباط. وأما فس قرع على فرع فلا يقول به إلا المعددون للآئمة فإنهم جعلوا قياس الشرع 
على الأصل أصلا رابعا كما جعلوا الإجماخ أصلا ثالثاء وقالوا: إن الأثمة لا تجمع على أمر 
اللا وهم يعركرد له دليلا: وإ لم يذكروه لنا فحن نقطع بتحريم خرق إجماع الأئمة سواء 
علمنا لهم دليلا في ذلك أم لم تعلم والله أعلم. 

قال 1 الياب الرابع عشر من «الفتوحات؟: اعلم أن اقيقد إلى الذي ليس بر سول هو 
شخصي يوحى الله إليه بأمر يتضمن ذلك شريعة يتعبد بها فى نفسه فإن بعث بها إلى غيره كان 
رسولا أيضساًء وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن الملك بأتي النبي بالوحي على حالين تارة 
ينزل بالوحي على قلبه وتارة يأتيه في صورة جسدية من خارح فيلقي ما جاء به إلى ذلك النبي 
على أذنه فيسمعه أو يلقيه على بصره فيبصره فيحصل له من النظر مثل ما يحصل له من السمع 
سواء. قال: وهذا باب أغلق بعد موت محمد جل فلا يفتح لاحد إلى يوم القيامة ولكن بقي 


عليهم إقامته وما لا يترصل إلى الواجب إلا به فهو واجب فاتخاذ الإمام واجب ثم إنه يجب أن 
ينون واحندا لئلا يختلما فيؤدي إلى الفساد وامتناع وقوع الجسلهة وقال في الباب :الثالث 
والعشرين وثلاثمائة فى قوله تعالى: #حكير مَقَنًا عنذ اله أن نَفُونُوا ما لا سمثررت )#4 
[المف: *1. اعلم أن المبد ما دخل عليه مقت الله إلا من باب إضافة الفعل إلى نفسه من غير 
مشيئة الله تعالى؛ فلو أنه قرن العمل بالمشيئة الإلهية لم يمقته الله تعالى. فلذلك شرع الحق 
تعالى لعباده الاستئناء الإلهي ليرتفع عنهم المقت وكذلك لا يحنث أيضا من استثنى إذا حلف 
على فعل مستقبل فإنه أضافه إلى الله تعالى لا إلى نفسه قال: وهذا لا ينافي إضافة الأفعال إلى 


فض الجرء الثانى من اليواقيت والجواهر فى نيان عتائد الأكابر 


للأولياء وحي الإلهام الذي لا تشريع فيه إنما بفساد حكم. قال بعض الناس بصحة دليله ونحو 
ذلك فيعمل به فى نفسه فقط قالء» ولو أن الوحى على لسان جبريل عليه السلام كان باقيا بعد 
الذي يوحى به إليه جبريل وأطال فى ذلك . 


وقال فى الباب العاشر وثلاثماثة: واعلم أن الوحى لا ينزل به الملك على غير قاس نبى 
أصلاً ولا يأمر غير نبي بأمر إلهي جملة واحدة. فإن الشريعة قد استقرت ونبين الع ضرء 
والواجب» والمندوب.» والحرامء والمكروه. والمباحء فانقطع الأمر الألهي بانقطاع النبوة 
والرسالة. وما بقي أحد من خلق الله تعالى يأمره الله بأمر يكون شرعا يتعبد به أبداء فإنه ان 
أمره شراضص. كان الشارع أمره نك وأخطاً شو في ادعائة ثبوة قل انقطعت : أو نهاه عن خرام كان 
الشارع نهأه عينه أو أمره بملدذوب كان الشارم نيه إليه ل نهاه عن مكروه كات الشارخ كر شه له 
فإن قال: إن الله أمرني بفعل المباح قلنا له: لا يخلو أن يرجع ذلك المباح واجبا في حمّك أو 
مندوبا وذلك عين نسخ الشرح الذي أنت عليه حيث صيرت بالوحي الذي زعمته المباح الذي 
قرره الشارع مباحاً مأموراً به يعصي العبد بتركه. وإن أبقاه مباحاً كما كان في الشريعة فأي فائدة 
لهذا الأمر الذي جاء به ملك وحي هذا المدعيء فإن قال لم يجئني بذلك ملكء وإنما أمرني 
الله تعالى به من غير واسطعة قلا له: هذا أعظم من الأول فإنك إذن ادعيت أن الله تعالى كلمك 
كما كلم مسو سبى عليه الصلاة والسللام ولا قائل بذلك ل من علماء النقل ولا من علماء الوق لم 
إنه تعالى لو كلمك أو قال لك ما كان يلقى فى كلامه إلا علوم وأخباراً لا أحكاماً ولا شرعاًء 
ولا يأمرك بآمر جملة واحدة انتهى. 

قال الشيخ أيضاً في الباب الحادي والعشرين من «الفتوحات»: من قال إن الله تعالى أمره 
بشيء. فليس ذلك بصحيح إنما ذلك تلبيس لأن الأمر من قسم الكلام وصفته وذلك ياب 
مسدكود دود الناسء فإنه ما بقي في الحضرة الإلهية أمرّ تكليفني له وصو مشروع شما بشي 
للأولياء وغيرهم إلا سماع أمرهاء ولكن لهم المناجاة الإلهية وتلك لا أمر فيها وإنما هو حديث 
ع ركل من قال من الأولباء إنه مأمور بأمر إلهى فى حركاته وسكناته مخالف لأمر شر قى 


3 تعممطا م 


المخلوقين من حيث الحكم فإن للعبد حكماً في ظهور العمل وما له أثر في إيجاده وفرق بين 
الأثر والحكم. قال: وبهذا القدر تفاوتت درجات العقلاء ألا ترى الحق تعالى كيف قال: 
*يتأمًا الْدينَ «امثوا لم تَقُولُوت ما لا تَفَمَلُونَ 4009 [الصف: +1]. ولم يقل: يا أولي الألباب ولا 
با أولي العلم لأن العالم العاقل لا يقول ما لا يفعل إلا بالاستثناء لعلمه بأن خلق الفعل لله لا له 
وأطال في ذلك وسيأتي تفسير الآبة بأوضح من هذا وأن الإنسان هو الذي يمقت نفسه عند الله 
حين ينكشف له أن العمل لله لا للعبد فيخجل من ذلك وقال في الباب الرابع والعشرين 
وثلاثماثة في قول رسول الله وقةِ: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»؛ اعلم أن المرأة تلحق 


الميحهث الخامس والثلاثون: في كون محمد 2 خاتم الثيب' ن كما به صرح القران اريم 


محمدي تكليقى فقد التبسى عليه الأمرء وإن كان صادقاً فيما قال إنه سمعه فليس ذلك عن الله. 
وإنما هو عن إبليس فظن أنه عن الله لأن إبليس قد أعطاه الله تعالى أن يصور عرشاً وكرسياً 
وسماءء ويخاطب الناس منه كما مر في مببحث خلق الجن انتهى وسيأتي بسط ذلك في مبحث 
اللالكنة اناه لفان 


فقد بان لك أن أبواب الأوامر الإلهية والنواهي قد سدت وكل من اذعاها بعد محمد #5 
فهو مدع شريعة أوحى بها إليه سواع موافق شرعنا أو خالفيب» فإن كان مكلفاً ضرينا عنقه وإلا 
ضرينا عنه صفحاً. 


(فإن قيل): فهل كان قبل بعئة رسول الله لة تحجير فى ادعاء النبوة؟ 

(فالحواب): لم يكن في ادعائها تحير ولذلك قال العيد الصالح الخضر غلية الصاكة 
والسلام: وما فعلته عن أمري فإن زمانه أعطى ذلك وهو على شريعة من ربه أوحى إليه بها 
على لسان ملك الإلهام؛: وقيل؛ يلا واسطة وقد شهد له الحق تعالى بذلك عند موسى وعندنا 
وزكاه. وأما اليوم فإلياس والخضر عليهما الصلاة والسلام على شريعة محمد كله إما بحكم 
الوفاق أو بحكم الاتباع» وعلى كل حال فلا يكون لهما ذلك إلا على سبيل التعريف لا على 
طريق النبوة؛: وكذلك عبسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل إلى الأرض لا يحكم فينا إلا بشريعة 
نبينا محمد يل يعرفه الحق تعالى بها على طريى التعريف. وإن كان نبياً انتهى . 

واعلم أن أمر الحق عرز وجل حكمه |/ لعموم إلا أن يخصه دليل وقد قال تعالى : #أطِيمُاً 
3 وأطيهوا سول ل [النساء: 55) فلم يجعل لأحد بعد بعثة محمد 6 أن يخالف شرعه إنما 
أوجب. عليه الاتباع وجعل لمحمد أن يشرع فيأمر وينهي» وأما قوله تعالى: ول الختر 
امه 0 ساعد ساد مه نهونا عنهء لا أنهم يشرعون لنا 
8 , من أطاع أمر لق تعالى فيما أوجبه من أمر وتهي بطع كر معاي 1 يت 
«الفتوحات؟: لما أغلق الله باب الرسالة بعد محمد ففلة كان ذلك من أشد ما تجرعت الأولياء 
الرجال في الابوة وتلحقهم ايضا في بعض المواضع فتقوم المرأة مقام الرجلين ويقطع الحكم 
بشهادتها كما يقطع بشهادة الرجلين وذلك في قبول الحاكم قولها في حيض العدة وقبول الزروج 
قولها في أن هذا ولده مع الاحتمال المتطرق إلى ذلك وقبول قولها بأنها حائض فقد تنرلت فهنا 
منزلة شاهدين عدلين كما تنزل الرجل في شهادة الدين منزلة امرأتين فتداخلا في الحكم فهذه 
تولية لها من الله وأما الحديث فإنما هو في تولية الناس كال: ولو ولم يكن للنساء من الشرف 
إلا قوله ية: «النساء شقائق الرجال؟ لكان فيه غنية فإن فيه إشارة إلى أن كل ما يناله الرجل من 
المقامات والمراتب يمكن أن يكون لمن شاء الله من النساء ألا تنظر إلى حكمة الله تعالى فيما 





يض الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقاتد الأكابر 


مرارته لانقطاع الوحي الذي كان به الوصلة بينهم وبين الله تعالى فإنه قوت أرواحهم شين : 
وقال في الجواب الخامس والعشرين من الياب الثالث والسبعين: اعلم أن النبوة لم ترتفع مطلقاً 
بعل ميحمد 55 وائما ارتفع نبوة التشريع فقط فقوله كْةٍ لا نبي بعدي ولا رسول بعدي. أي 
مائم َس يشر يعدي شمر بعة ة خاصة فهو مثل قوله يل إذا ملك كسرن يي قل سوق بعذهة واذا 
هلك قبصر قلا فيصر بعده ولم يكن كسرى و قيصر إلا ملك الروم والغرس ومازال الملك في 
الروم ولكن ارتفع هذا الاسم فقط مع وجود الملك فيهم وسمي ملكهم باسم آخر غير ذلك» 
وقد كان الشيخ عبد القادر الجيثي يقول اوتي الأثبياء أسم |!* بوة وأوتينا اللقب أي حجر علينا 
أسم النبي مع ان الحَق تعالى يخيرنا فى سرائرنا بمعانى كلامه وكلام رسوله ع ويسهيى 0 صاحب 
هذا المقام من أنبياء: الأولياء فغاية تبوتهم التعريف بالأحكام الشرعية حتى لا يخشطنوا فيها لا 
غير انتهى . ظ 

(فإن قلت): فما الحكم في تشريع المجتهدين؟ 

(فالحواب): أن المجتهدر وتاج راي عند أنفسهم وإنما شرعوا ما اقتف 
نظر هم في الأحكام تقل سن حيث أنه : زر حكم الء.مجتهدين قفصار حكمهم ع جملة شرا عه 
الذي شر عله فإنه 2 هو الذي أعطى المجتهد المادة التي اجتهاء فيها م ن الدليل ٠‏ ولو قدر أن 
المجتهد شره م شرعاً لم يعطه الدليل الوارد عن الشارع رددناه عليه لأنه شرع لم يأذن به الله والله 


34 


(خاتمة): مسا يؤيد كون محمد يي أفضل من سائر المرسلين وأنه خاتمهم وكلهم 
يستمدون منه ما قاله الشيخ في علوم الباب الألحد والتسعين وأربعماثة من أنه ليس لأحد من 
الخلق عتم يناله في الدب والآأخرة إلا وهو من باطنية محمد تل سواء الأتبياء والعلماء 
ال ل عار ع ا ارا علم الأولين والآخرين 
ونحن من الآأخرين با لا شك» وقد عمم محمد يل الحكم في العلم الذي أحق فشمل كل علم 
عتقول ومعقول ومفهوم وموهوب. فاجهد يا أخى أن تكون ممن يذ العلم يالله تعالى عن نبيه 
محمد يال فإنه أعلم خلق الله بالله على الإطلاق وإياك أن تخطىء أحداً من علماء أمته من غير 
زاد للمرأة على الرجل في الاسم فقال في الرجل: المرء. وقال في الأننى: المرأة فزادها هاء 
في الوقف وتاء في الوصل على اسم المرء للرجل فلها على الرجل درجة في هذا المقام ليس 
للمرء فى مقابلة 0 وللرجال عليهن درجة فسد تلك الثلمة بهذه الزيادة نى فى المرأة وأطال فى 
ذلك كاك : ولو ! لم يكن فى شرك العانيث إلا إطلاق لفنظ الذاك على الل وإطلاق السيقة 
وكلقيجا لفظ انيت لكان د كفا كات في :ذلك غير لهلي العر أل الذي كيه عن القت لذ 
من الرجال بما هو الأمر. ْ 


(قلت): ذكم الشبخ في الباب الخامس والأربعين وثلاثمانة ما نصه إنما قال تعالى 








دلبل وهذا سر نبهتك عليه فاحتفظ به ولا تقل حجرت واسعاً وتقول قد يعطى الله تعالى عبده 
ين الوجه الخاص الذي بين كل مخلوق وبين ربه عرز وجل من عير واسعلة محمد يكاز ما شاء 
من العلوم بدليل قصة الخضر عليه السلام مع موسى الذى هو رسول زمأنه أن تقول نحن ما 
حجرنا عليك أن لا تعلم مطلقاً وإنما حجرنا عليك أن لا يكون لك علم ذلك إلا من باطنية 
مدمي.ل 2 شعنت لله أم لم تشعر. قال الشيخ : ووافقنا على ذلك الإمام أبو الاسم ص فيو 
في كتابه «خلع النعلين» وهو من روايتنا عن ابنه عنه بتونس سنة تسعين ولخمسمائة والله سبحانه 
وتعالى أعلم بالصواب. 
المبحث السادس والثلاثون: في عموم سغثة محمد د 
إلى الجن والإنس وكذلك الملائكة على ما سيأتى فيه وهذه فضدلة 
لم يشركه فيها أحد من المرسلين 
وقد ورد في افحيع مسلم 1 وغيره: وأرسيلت إلى الخلق كاقة . وفسروه بالانس والجن 
ا موس إِلَّ هنا الْفرمَانٌ رح يدء وما بلع (الأنمام: 
ا رت بله4 أي بلغه القرآن وكما فسروا بذلك أيضاً العاا لمين في قوله تعالى : #تشارك الى 
يل الدقادَ عل عَنِده. يكن بلصلبيت نينا (2)* )ا المحلي رحمه الله 
الت قات ادن لحرا" لجرل عر بعد الخ صا تكليف ألزمهم به 
(فالجواب): قد أورد هذا السؤال الشيخ في الباب السادس والستين وثلاثمائة وقال: لا 
أدري ى انتهى . فمن ظمر في ,ذلك بنقل فليلحقه بهذا الموضع من هذا الكتاب» واختلفوا فى 
الحلا مدن ارسل الهم معد ل ا لا فنقل البيهقي في الباب الرابع من شعب الإيمان عن 
الحليمي أنه صرح بأنه مبوّء لم يرسل إلى الملائكة ثم إنه نقل عن الحليمي أيضا في الباب 
الخامس عشر بانفكاكهم عن شرعه. روفي «تفسير الرازي» و#اليرهان النسفي" حكاية الإجماع في 
تفسير الآية الثانية السابقة آنفا على أند اة. لم يكن رسولا إليهم. قال الشيخ كمال الدين بن 


طلم َك لَمُ كنا أحد )4 الإخلاص: 4]. نفياً للصاحبة لأن المراد بالكفء هنا 
الصاحية لأجل من قال: إن لمعتو ابن الله والعزير ابن الله فإن الكفاءة هي المثل والسرأة لا 
تمائل الرجل أبداً فإن الله يقول: ا ل ا . فليست له يكفء فإن 
المنفشعل ما هو كفو لناعله والعالم كله منفعل عن إرادة الله فما هو كفؤ لله وحواء منفعلة عن آدم 


فله عليها درجة الفاعلية فليست له بكنء من هذا الوجه ولما قال تعالى: #وَلليْبَالٍ عَلَهِنَ 


#4 . لم يجعل عيسى عليه السلام منفعلاً عن , مريم حتى لا يكون الرجل منفعلا عم ع الما 
كما كانت حواء عن آدم فتمثل لها الملك كراصوراء قال اذا ريل ريف 2000 


كا الجزء الثاني من اليوافيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
أن لا إشعار فيه فلم يصرح بأنه مرضى عنده. قال: وأما الحليمي فإنه وإن كان من أهل السنة 
فقد وافق المعتزلة فى تفضيل الملائكة على الأنبياء وما نقل عنه هنا أي: من أنه لم يرسل إلى 
الملائكة موافق لقوله بأفضلية الملائكة فلعله بناه عليه وأطال الشيخ كمال الدين في ذلك ثم 
قال : ومع ذلك فالأليق بالعلماء الوقف عن الخوض فى هذه المسألة على وجه يتضصمن دعوق 
القطع في شيء من الجائيين انتهى . 

(قلت): والحاصل أن كلام الأصوليين يرجع إلى قولين : الأول: أنه أرسل إلى الملائكة . 
والثاني : لم يرسل إليهم. والذي حب _محيده السبكي وغيره انه أرسل إليهم وزاد البارزي ز حجمة الله 
أنه أرسل إلى الحيو موانات والجمادات والشجر والحجر 0 
«الخصائص» ونقل فيها أيضاً عن , السبكي أنه كان يقول: ! ل متسييكاً يل نبي الأنبياء فهو 
كالسلطان الأعظلم وجميع الأنبياء كأمراء العساكر ولو أدركه جميع الأنبياء لوجب عليهم اتباعه 
إد هو ميعوكث إلون جميع الخلق من لدن ادم ال قيام الساعة فكانت الاثيياء كلهم نو أبة مد غيبة 
الخواص رحمه الله يقول: كان 4#4ة» مبعوثاً إلى الخلق أجمعين فى عالم الأرواح 00 
لدن آدم !! لى قيام الساعة. 


(وسمعته) يقول: الملائكة على ثلاثة أقسام: (قسم) أرسل إليهم محمد يي بالأمر 
والنهي معأ وهم الملائكة الأرضيون وما بين الأرض والسماء الأولى. (وقسم) أرسل إليهم 
بالأمر فقط وهم ملائكة السموات فإنهم لا يذوقون للنهي طعماً إنما هم في الأمر فقط. قال 
تعالى : الا يَعَصُونَ أله مآ أمَرَهم وَبَفْملُونَ مَا يُوْمرُونَ* [التحريم: +1. (وقسم) لم يرسل إليهم أصلاً 
لا بأمر ولا نهي. وهم الملائكة العالون المشار إليهم بقوله تعالى لإبليس استفهام إنكار: 
«أنْمَكرتَ آم كنت بِنَ الَْالِينَ4 امر: 175. فإن هؤلاء الملائكة عابدون لله تعالى بالذات التي 
جبلهم عليها لا يحتاجون إلى رسول بل هم مهيمون في جلال الله تعالى» لا يعرفوت أن الله 
تعالى خلق آدم ولا غيره انتهى . فليتأمل القسم الأول ويحرر فإنه غريب في كلامهم والله أعلم. 
رَحكيًاة زمريم: 19] فوهيها عيسى عليه السلام: فكان انفعال عيسى عن الملك المتمثل في 
صورة الرجل ولذلك خرج غلن هنورة أبيم ذكرا نشراً حيت تمكله بقبراً روحاً فجمم بين 
الصورتين فكان روحاً من حيث عينه بشراً من حيث تمثله في صورة البشر والله أعلم . فليتأمل 
ذلك مع ما هنا. وقا 207 الخامس والعشرين وثلاثمائة فى قوله تعالى : #إِنَّ أَلتَّيِطَنَ لم 
0 4 انالية اال ررق لاتقلل لابو ل سات القسق اق رم 
من الجن 4 [الأعراف: 707]. 00 أن عداوة إبليس لبني آدم أشد من معاداته لأبيهم آدم عليه 
السلام؛ وذلك أن بني آدم خلقوا من ماء والماء منافر للنار وأما آدم عليه السلام. فجمع بينه 





(وسمعته) مرة أخرى يقول: ملائكة الأرض إلى السماء الأولى غير معصومين لأن 
محمداً عي . أرسل إليهم بالنهى ولا يرسل نبي إلى أحد بالنهى إلا إن كان بتصور وقوعه فيه 
فإن المعصوم لا يحتاج إلى رسول ولذلك لم يرسل قط نبي إلى نبي ومن سمى ملائكة الأرض 
جنا فهو صحيح لاستتارهم عن العيون قال تعالى: ##وََجَعَلُاْ بيَمٌ وَبَْنَ لَلِنَهَ با [الصافات: !١68‏ 
ف لوا إنها بنات لله تعالى عن ذلك. قال: ومما يؤيد عدم عصمة ملائكة الأرض وقوع النزاع 
منهم في قصة أآدم عليه الصلاة والسلام؛ بقولهم: تحمل فيا من افيد فِبيَا وَيَنَفِك أَلدْمَاء »© 
[السشقرة: انها لم يقولو! ذللكة لاعن 3 وق زوق ليع قن الأرض لبان ادم ولول دوقي الاك 
ما اهتدوا للاعتراض عليه انتهى. وعلم من كلامه سابقا ولاحقا أن من قال: إنه أرسل إلى 
حقى الأمر ومن فصل ذلك كما تقدم أصاب وهو كلام مترحه الكشف ولم أجده لغيره ممه انه 
وقد ذكر القاشاني ما يؤيد القول بعدم عصمة الملائكة الأرضية فقال: إن قيل كيف وقع من 


(فالجواب): أن هذا النزاع لم يقع من ملائكة الجبروت والسموات لعصهتهم وإنما وقع 
ذلك من ملاتئكةه الأرض وما بينها وبين الدماء لكونهم لا عصمة عندهم فإن مللائكة الجبروت 
والسموات لغلبة النورانية عليهم وإحاطتهم بالمراتب يعرفون شرف مقّام الإنسان الكامل وعلو 
رتبته عليهم عند الله تعالى. ولم يأت لنا في كتاب ولا سئة تصريح بأن هذا النزاع وقع من 
الملائكة السماوية والأرضية وإنما أخذنا ذلك من معرفة العناصر حين رأينا أهل كل عنصر 
تحت حكم عنصرهم من نور أو ظلمة فقلنا: إن النزاع وقع من ملائكة الأرض لغلبة الظلمة 
عليهم والطبيعة الموجية للحجاب» قال: ويؤيد ذلك الإشارة بتخصيص الأرض بالذكر فى 
قوله: # إن جَاعِلٌ في الْأَرضٍ خَلِيِمَة» البقرة: 15٠‏ فما وقع منهم التزاع إلا من علمهم بأحوال أهل 
الأرض فإ الملائكة السماوية له يقسدون » ولا يسفكول الدماء بل لوه لأحدهم دم ف تسمه 
يسيل أبداً وأطال في ذلك ثم قال: فقد بان الاعتراض والطعن في آدم لم يصدر من ملائكة 
الجبروت إذ النزاع لا يكون إلا ممن ركب من الطبائع الأربع لما فيها التضاد إذ المتكون منها لا 
يكون إلا على حكم الأصل انتهى . قال بعضهم: ولعل مراده بهؤلاء الملائكة القاطئين بين 





وبين إبليس اليبس الذي في التراب فبين التراب والنار جامع ولهذا صدقه لما أقسم له بالله إنه 
لناصح وما صدقه الأبناء لكونه لهم ضداأً من جميع الوجوه فبهذا كانت عداوة الأبناء أشد من 
عداوة الأب له. قال: ولما كان هذا العدو محجوباً عن إدراك الأبصار جعل الله لنا فى القلب 
من طريق الشرع غلامة تعرقه بها تقوم لنا مقام البصر الظاهر فنتحفظ بقلك العلابة من إلقائه 
وأعاننا الله عليه بالملك الذي جعله الله مقابلاً له غيباً لغيب وأطال في ذلك. وقال فيه: ما دام 
الفرآن فى القلب فلا حرفء ولا صوت» فإذا نطق به القارىء نطق يصوت وحرف وكذلك إذا 


كتبه لا يكتبه إلا بصوت وحرف وأطال في ذلك ثم قال: والمفهوم من كون القرآن أنزل حروفاً 


بر ب الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في , سان عشائد إلا 


السماء والأرض نوع من الجن سماهم ملائكة اصطلاحاً له. 

0 (فإن قبل): قد وصف الله تعالى الملا الأعلى بالخصام في قوله: لما 36 إن من علم بألنم 
لْمل إذ يحْسِئْرنَ (4©3 [ص: 54] وفي قوله في الحديث: «قلت: يارب فيم يختصم الملا 
الأعلى" الحديث . 

(فالحوات): كما قاله الكت لشيخ في ١الفتوحات»:‏ أن خصام شؤ لاع سر هو 5 الاعتراضص 
على أحكام الله وتقديره في خلقة وإنما خصامهم في بيان الأفضل من الأعمال كما صرح به 
الحديث. وذلك حتى أنهم يتبادرون إلى بني آدم بدعوتهم بلسائهم ويرغبونهم في فعل ما فيه 
الأجر العظيم من الأعمال حتى يقدموء على غيره من غير التفات إلى غيره مما أجره يسير فهم 
كالر جلين المتناظرين فى مسائل الحيفن التى لا نصيب فيها للرجال. 

(فإن قيل): فهل ام ةك عام سيح را لماه لى به لكونهم قد وصفهم الله تعالى 
بأنهم : # يحون لل وَالتهَار ل يَفيروث : 4 [الأنبياء: ] وذلك 0 تزوال الملل؟ 

(تالحوات): عم هم مس حون لله تعالى» ذلك المخصام وهو من جملة تُسبيعههم كما 
كات رسول الله 2 يذكر الله على كل أحيانه ومعلوم أنه كان يتحدث مع الأعر أت ويمرح مع 
الأطفال والعجائر وهو 0 ذلك ذاكر لله تعالى لا يتحرك ولا يسكن إلا 0 أمر ا 

(فإن قلت): فهل ذلك المقام لكل كامل بعده 85ة؟ 

(فالجواب»: نعم لأن الله تعالى ما شرع لعباده أمرأ إلا ليشهدوه تعالى حال العمل بذلك 
الأمرل قمنهم من وفى ذلك المقام ومنهم من أتى بعباداته مع الغشلة . 

(فإن قلت): فهل يلحق خصام أرباب المذاهب بخصام الملائكة المذكورين في الأجر 
والغواب؟ 

(نالجواب): نعم لكن بشرط أن يكون الجدال والخصام بصريح السنة لا بالفهم؛ وأن 





منظومة من اثنين إلى خمسة حروف متصلة ومتفردة أمران: كونه قولاء وكلاماء ولفظاًء وكونه 
يسمى كتابة ورقماً وخطأ فإن نظرت إلى الغرآن من حيث كونه يحفظ فله حروف الرقم وإن 
نظرت إليه من حيث كونه تنطق به فله حروف اللفظ فلماذا يرجم كوته حروها منطوقا بها هل 
هي لكلام الله الذي هو صفته أو للمترجم عنه يحتاج إلى إيضاح وأطال في ذلك . ثم قال: رقد 
صح في ذلك الخبر أن الله تعالى يتجلى في القيامة في صور مختلفة فيعرف وينكر ومن كانت 
حقيقته تنكر تقبل التجلي في الصور فلا يبعد أن يكون يتكلم بالحروف كما يليق بجلاله من غير 
ناه ول سمه فرك ماي لين كرد تر رم َلتَمِمٌ الم [الشررى :111 فنفى 
أن يماثل مع عما عقل المعنى وجهل النسية فليتامل و ره دي القن الع يق 
والعشرين؛ ا وقال في قوله تعالى : ياي التاق د كم تزعطة بن تي 


السعت السابع ِ والغلائون: 7 في بان وعحوناه الاذعان والطاعة لكل م جاع به : 2 ص الأسمكام بحسن 


يكونوا مخلصين في عملهم لا يشوبهم غرض ا 0 رد أقوال 
ناهين فلك مامرط كترعاً فك ال عالق قو «#أنّ أقيوأ ألذِينَ ولا لتفرفا د ] 
ومن سعى في تفرقة الدين ولو باللازم ققد أضجعه من قيامه وقد نهى رسول الله ياله. عن 
الجدال في دين الله بغير نصى وقال: عند نبي لا ينبغي التنازع وحكم تقرير العلماء شرعه من 
بعده في الأدب كحكم حضورهم عندده سواء كما يعلم ذلك العلماء بالله تعالى والله سبحانه 
وتعالى أعلم. 


المبحث السايع والثلاتون: في ببان وحوب الإذعان والطاعة 
لكل ما حاء به كد من الأحكام وعدم الاعتراض على شيء منه 


اعلم أنه يجب على كل مؤمن أن ينشرح لكل ما شرعه رسول الله يل قال تعالى: فلا 
ريه ل الت قلق جك د جا قوط تو 4 لي ١‏ ف أَسِهحْ حزما يما مَصَبتَ 
وَتُسَْمَُا مما () 4 [الساء: 0:]. وقد ذكر الشيخ محبي الدين أواخر الحج من «الفتوحات» 
مانصه: إياك أن ترى أموراً قد أباحها الشارع كل: ارون ري ان ليايا 
حزازة وتقول: لو أن الحكم لي فيها لحجرتها وحرمتها على الناس فترجح نظرك في ذلك على 
نظر الشارع وتجعل نفسك أرجح ميزاناً منه وتنخرط في سلك الجاهلين. قال: وهذا واقمٌ كثيراً 
من بعض الناس الذين لم يمارسوا الأدب مع الشارع يل فيغضب على الناس إذا فعلوا بعض 
المباحات التي أباحها الشارع ويقول: إذا عجز عن كف الناس عنها أي شيء أصنع؟ هذا قد 
أباحه الشارع ومن يقدر يتكلم فتراه يصير على حتق وكره في نفسه استعمال الناس شرع ربهم 
هذا من أعظم ما يكون من سوء الأدب وصاحبه ممن أضله الله على علم قال: وقد ظهر ذلك 
من بعض الناس في العصر الأول وأما اليوم فقد فشا في غالب الناس ويقولون: لو أدرك ذلك 
رسول الله عل لمنع الئاس منه ونحن تعلم أن الشارع هو الله تعالى. ولا يعزب عن علمه 
شىء ولو كانت إباحة ذلك الأمر خاصة بقوم دون آخرين لبينها تعالى على لسان رسوله يلك 
فإنه تة. مبلغ عن الله الحكانه نينا أراقها الله تال لا قلق لطس مواق بشي الا د يا 
نما آم تلطه «إن مر كا كل و4 [النت :]. ظوّمًا كن ريك ضما [مريم: 14] وما قرر 


0 لْمَا فى الصّدُور وَهْدى ويد لَِمُؤمِنِنَ )4 ابونس: “دا وفي قوله: لقَدَ ةكم يرت 

َه ور [المائدة: .11٠5‏ وفي قوله: #وَضياه وب ١‏ للشقت4» [الأثبياء: م ] أما | كون القران نور 
فلما فيه من الآيات التي د لشبه المضلة مثل قوله: ها كان قييما ل إل ند لَمَسَدَنَا» 
[الأنيياء: ؟؟] وقوله: له أ 2 حِثّ اليرت » [الأنعام: 93]. وقوله: #فتَلْوهُم 3 حكان أ 
يتطقُوت * (الأنبياء: 3]. 57 ذأ بها م ريه [البقرة: 54؟]. ونحو ذلك وأما كونه 
موعظة فظاهر وأما كونه شفاء فكفاتحة الكتاب وآيات الأدعية كلها وأما كوئه هدى فكتوله: 
#وْمَا سَلَقْتَ أن وَألاضسن إل عدون 5 © (الذاريات: 1ه] وقوله: #فَمَنْ عَنَا وَأَمَلْح ا 


لين الجزء الثانتى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


تعالى من الشرائع إلا ما تقع به المصلحة في العالم فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ومهما زيد فيه أو 
تقعن منه أو لم يعمل بما قرره الشارع فقد اختل نظام المصلحة المقصودة للشارع فيما نزله 
وقرره من الأحكام وقد عاب بعض أكابر الصحابة على عائشة رضي الله تعالى عنهاء في قولها: 
الزرزان مسرل انه بده ماسيع الحجباء عفد المتدين عن الليسايكن كذ مشيك سا بن 
إسرائيل". لايهام هذا القول الاعتراض على الشارع وأنه لم يعلم أن ذلك يقع من الناس. 
وأطال الشيخ محيي الدين في ذلك ثم قال: فعلم أن من سلك كمال الأدب لا يجد قط في 
نفسه حرجا مسا قضى رسول الله جل. وقد قال رسول الله يلت. الا تمنعوا إماء الله مساجد الله 
قولاً عاماً اللهم إلا أن يحصل من ذلك ريبة ظاهرة قلا منع من المنع وأما على الظن والتوهم 
فلا. فالعاقل لا ينبغي له أن يغار إلا في مواطن مخصوصة شرعها الحق تعالى له لا يتعداها 
وقل غبرة تعدت ذلك فهي خارجة عن حكم العقل منبعثة عن حكم الهوى فليس لإنسان أن 
بغار على كشف زوجته وجهها في الإحرام فإن الله تعالى قد شرع لها ذلك وأوجب عليها كشفه 
مع أن الله تعالى أغير من جميع خلقه كما في «الصحيح؟: إن سعداً لغيور وأنا أغير من سعد 
والله أغير مني. ومن غيرته أنه تعالى حرم القواحش ما ظهر منها وما بطن فمن زاد على ما 
جعل الحن تعالى غيرته فيه من الفواحش فكأنه ادّعى أنه أغير من الله تعالى لكونه غار على أمر 


١ 


ئيس هو بفاحشة عند الله تعالى وما أحسن قوله تعالى: ##ثُمَّ لا تحذنا فى أ 


هم حَرَبًا مِمَا 
شَلِيماءٌ [الناء: 18] ولو عرض الإنسان حال إيمانه وأدخله فى هذا الميزان لعلم 
أنه بعيد عن مقام الإيمان الذي ذكره الله تعالى فى قوله: 00 وَرَيْكَ ا يسنوت # [النساء: 55] 


مسبت وميا 


إلى أخره. فإن الله تعالى نفى الإيمان عمن هذه صفته وأقسم بنفسه عليه أنه ليس بمؤمن وأطال 
الشيخ في ذلك ثم قال: ولولا تعلق الأغراض النفسانية ما نزلت آية الحجاب فإنها إنما نزلت 
باستدعاء بعفى النفوس وأهل الله عز وجل يفرقون بين الحكم الإلهي إذا نزل ابتداء من الله 
وبين الحكم الإلهى إذا نزل مطلوباً لبعض الغباد وكأنه تعالى شثل فى تنزيله فأجاب السائل إذ 
لولا ذلك ما 00 البخاري عن محمد بن كعب القرظى التابعى الجليل أنه كان يقول: إن 
أعظم المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم على المسلمين من أجل 
مسألته. وكان يأل يخاف على آمته من كثرة تنزل الأحكام لثلا يعجزوا عنهاء كما قال لمن سأله 
له » [الشورى: .]4١‏ ونحو ذلك من كل نص ورد في القرآن لا يدخله احتمال ولا يفهم منه إلا 
الفتاهر بأول وهلة كهاتين الآيتين وأما كونه رحمة فلما فيه من البشرى مثل قوله: ##لا تَقْنَطا 
من يمد أله [الزمر : *15] وقوله: #وَيْحَمَي وَسِعَتٌ كُلَّ شَيْء» [الأعراف: 5183 وكل آية فيها 
وجاة:وأما كوثة ضياء فلما فيه سخ :الآيات العاشفة للأمور والحتائق كل قزل فل كل يوي حر ف 
شن 4 [الرحل : 214 وقوله: طمن يلع ليَُولَ فَقَدَ أَطَاعَ سد إالساء: .]6١‏ وقوله: ##وَمًا كَتَادُونَ 
إلا أن جْنْام أَشَدُ [للإنان: .]٠١‏ وقوله: وات حَلَفَكْر وَمَا تَمَلُونَ 4 [الصافات: 917]. ولحو 
ذلك مما يدل على مجرى الحقائق فعلم أن لكل اسم من هذه الأسماء كلمات تخصه انتهى . 


الميحث السابع والثلاثون: في بيان وجوب الإذعان والطاعة لكل ما جاء به ب من الأحكام ام" 


عن الحج أكل عام يا رسول الله. قال: «لا ولو قلت نعم لوجبت ولم يستطيعوا؛ وأطال في ذم 
السؤال. ثم قال: فعلم أن من كمال العارف أن يعتني بالأمر المنزل ابتداء أشد من اعتنائه بما 
:ل اسنق ال فالله تعالى يفهمنا مقاصد الشرع حتى لا نخرج عنه وما رجح أحد بهواه شيئا سكت 
الشارع عن بيان كخطبة العيد فإن الشارع فعلها ولم يخبرنا بكونها واجبة أو مندوبة فخلااص 
العبد من اتباع الهوى أن يفعلها على وجه التأسي به كله بقطع النظر عن كونها واجبة أو 


متدوية , 


(وسنعت): سدق علا الخراصي رمه :اشايفول: 00 يأمر الناس بفعل شيء لم 
يصرح الشارع بالأمر به إلا تمنى يوم القيامة أنه لم يكن رجح شيئا ثم إن المرجحين بأهويتهم 
خلاف ما رجح الشارع رجلات: اراح يعات سافن المحورفة .ر الثا ى ايخلي رام الحرج عن هذه 
الأمة ررجوعاً إلى الأصل فهذا عند الله أقرب منزلة من الذي يغلب الحرمة إذ الحرمة أمرٌ عارضص 
شراضم و الالاسل وروا الحرج دائر مع الأصل وإليه يعود حال الناس في الجنان ن يتبوءون من الجنة 
حيث شاءوا وما أغفل أهل الأهواء وإن كانوا المؤمئين عن هذه المسألة وسيندمون إذَا اتكشف 
لكات وراك احير حوري للدي ةيلك ليد فج كرو يدر جين ذا بطر وله الع 
وكم قاسينا في هذا الباب من المحجويين حيث غلبت أهواؤهم على عقولهم تأنا آخذ بحجزهم 
عن النار وهم يقتحمون فيها وقد دعا رسول الله #ة؛ بعض الصحابة إلى طعامه فقال له 
النبي يلئة: وهذه وأشار إلى عائشة رضي الله تعالى عنهاء فقال الرجل : لا. فأبى أن يجيبه إلى 
أن ف أبخم لدافيها أذ مط ارين تمان يدي اليه يل وعائشة إلى منزل ذلك الرجل والله 
تقال اتمولن لق 105 بن تر أن مر حتكة4: االاعراق: ]قاين إنهانك اليؤم الو 
رأيت صاحب منصب من قاض أو خطيب أو وزير أو سلطان يفعل مثل هذا تأسيا برسول 
الله كلئة. ها ل سنيه ١‏ إلى وقد :. الاجلدى رز لشي الس د تكن من مكارم 
الأخلاق ما فعلها رسول الله علد دقدايدة نحي تالاحلا رقطي علو ال اده 
نزروله لة. من فوق المنبر وهو يعخطب حتى أخدذ الحسن والحسين وصعد بهما المنبر لما 
رآهما يعثران في أذيالهما ثم عاد إلى خطبته أترى ذلك كان من نقص حال؟ لا والله بل كان من 
كمال معرفته بربه عز وجل لأن ذلك من الشغل بالله لا عن الله وقد عاب العارفون على الشبلي 


فليتأمل ويحرر وقال في الباب السادس والعشرين والثلاثمائة: اعلم أن أعلم الأرواح بالله عرّ 
وجل أرواح الجماد لكونها لا حظ لها في التدبير ودونهم في العلم بالله تعالى أرواح النيات 
ودونهم في العلم بالله أرواح الحيوان ودونهم أرواح من تقيد جالعل ذلك لأن الثلاثة الأول 
مفطورون ءلمى العلم بالله تعالى بخلاف الرابم قال: وأما اله ا نا بو د : 
كذلك على العلم بالله لكن لا عقول لهمء ولا شهرةء وأما الحيوان فمفعلور ع لى العلم بالله 
وعلى الشهوة وأما الجن والإنس فمفطورون على الشهوة والدعارف لكن من حيث صورهم لا 

من حيث أرواحهم قال: وإنما جعل الله تعالى لهم العقل ليردوا به الشهوة إلى الميزان الشرعي 


ا لجزء الثاني هن البواقيت والجواهر في بياث عقائد الأكابر 


لما سمع قارثاً يقرأ: ظإِنّ أنحت للْنَدِ البَىَ فى شُكُلٍ مَكهْونَ (6) م وَأَرْوْجْهر» ايس: 5ه] 
الشغل عن أصحاب الجنة وأنهم هم وأزواجهم في ذلك الشغل وماعرفنا تعالى بمن تفكهوا هم 
وأزواجهم قيماذ! يحكم الشبلى عليهم بأنهم اشتغلوا بذلك عن الله عر وجل . قال الء* 2 
ا ا فصور , نفلر الشبلي حيث جرح أهل الجنة ببادىء ال رأي ولعل ذ 
كان في بدايته وأطال ف في ذلك ثم قال: يه 
فتشقى في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فلا تزال متعوب النفس فيما لا ينبغي الاعتراضص عليه 
وأما فين الاخرة فللأنه يؤدي إلى سؤال الحق تعالى لك عن ذلك وعما ينسحب عليه ومعه من 
0 لحال على الله تعالى في أحكامه وحصول الكراهية في النفس مما أباحه الله تعالى 
انتهى . وقال أيضا في الكلام على صلاة العيدين من الباب الثامن والستين: اعلم أن الله تعالى 
قد م الزينة والشغل باحوال النفوس 0 أكل وشرب وبعال في يوم العيدء فمن أدب المؤمن 
ن لا يسْتعًا ل في هذا اليوم إلا بما ذكره ه الشارع فجميع ما يفعله العبا لعيد من المياحات فيه يشبه 
سنن الصلاة في الصا لصلاة وجميع ما يفعله فيه من النوافل في ذلك اليوم يشبه الآ ركان في الصلاة 
هلا يرا ل العبد في يوم العيدين في أفعال تشبه أفعال : المصا لي ولهذا سمي بيوم العيد ا لأنه 
يعود على العيد بالأجر فى كل مباح يفعله وهذا أحسن من قول بعضهم : انما سف عيذ لعود 
0 فيه كل سئة فإنه ريما انتشض. بالصلوات الخمسسن فإنها تعود بالسرور كل يوم لوقوف 
لعبد فيها بين يدي اللهء ولا يقال : فيها عيد. 


(فإن قلت): إن العيد مرتبط بالزينة قلنا: والزينة مشروعة في كل صلاة. قال تعالى 
لخدا رِِتَتَقٌ عِنْدَ كي مَنْوِ) (الأعراف: .]+١‏ وأيضاً فإن الصوم في يوم العيد حرام فصار الفطر 
ف عدادة«مفروقنه بعد أن كان مناح] ثم ثم لما كان يوم العيد يوم فرح وسرور وزينة واستيلاء 
للنفقوس على طلب حظوظها من الشهوات أبدلها الشارع في ذلك تحريم الصوم فد فيه وشر 
للناس فيه إياحة اللعب والزينة وأقر الحيشة على لعبهم في المسجد يوم العيد ووقف َي . 
وعائشة ينظران إلى لعبهم وعائشة خلفه ا و 0 
فغنتا في بيته لة. ورسول الله وك يسمع ولما أراد أبو بكر أن يمنعهما قال رسو ل الله اخ : 


0 


ولم يوجد الله لهم العقل لأجل اقتناء العلوم لأن ذلك إنما هو للقوة المفكرة التي أعطا 
وأطال في ذلك . 


(قلت): وقد ذكر فى كتابه «الفصوص» نظلماً يوافق ما هنا فقال: 


ها قم على مين جتجنناد وسعاة حجان علكئ قدر يحون وأوزان 
وذو الروح بعدالتبت والكل شارف متفي:. م عقا ءانتفك جديت جنان 


وأا السمى آدم فمقيد ع حلم اراق بلا 2 :باسمسنال 


المبحث السابع والثلاثون: في بيان وجوب الإذعان والطاعة لكل ما جاء به يي من الأحكام 1 
دعهما با أبا بكر فإنه يوم عيد وأطال الشيخ في ذلك ثم قال: ولما كان هذا اليوم يوم حظوظل 
النفوس شرع أيضا نككرار التكبير في الصلاة ليتمكن من قلوب الئاس ما يتبغي للحق تعالى من 
الكبرياء والعقلمة زناه يشغلهم حطلوظ تفوسهم ع كمال م اعاة لاه جل وعلا . قال : وبمأ 
قررنا بعرف حكمة ترك التنفل قبل صلاة العيد إذ المقصود في هذا اليوم فعل ما كان مباحاً على 
جهة الندب خلاف ما كان عليه ذلك الفعل في سائر الأيام فلا يتنفل في ذلك اليوم سوى بصلاة 
العيد خاصة لان الحكم إذا كان مربوطا بوقفتء 0 وايضا فإنه 
الك كدرايت أخل بقار عه لم إذا ران زمان ذلك الحكم ١‏ ا ا ل ا رو 
المئدويات 0 تك ونا إليه فى ذلك 1 مباحاً فيما عداه من الأيام وهذا كله فعل 
الحكيى العا ل في القضايا فإن لنفسك عليك حقاء واللهو واللعب والطرب في هذا اليوم من 
ل ل 0 


(فإن قلت): فهل يلق بالستة الصحيحعة في .وجوب الإذعان لها ما ابتذعه المسلمون من 
البدع الحسنة ؟ 


(فالحواب»: كما قاله الشيخ في الياب الثاني والستين ومائتين: إنه يندب الإذعان لها ولا 
تحب كما أشار إلبه قوله تعالى :> #ورعاتة امتعرحاما كه كتير 4 [الحديدة +18 وكما أخار 
إليها قوله ي#يي: #من سن سنة حستةء فقد أجاز لنا ابتداع كل ما كان حسنا وجعل فيه الأجر 
لمن ابتدعه ولمن عمل به ما لم يشى ذلك على الناس» وأخبر أن العابد لله تعالى بما يعطيه نقلره 
إذا لم يكن على شرع من الم تحال يكيو يسني أنه رجاه بع بغير إمام يتبعه فجعله خيراً 
وألحقه بالأخيار كما قال في حكيم بن , حزام أسلمت على ما أسلفت من حثير وكان سأله عم 
امون تيرر بها مي الجاهلية من ا سر بتر وكرم وأمثال ذلك وقال ؛ أيضاً فى حق إدر أهيم 
عليه الصلاة ا إن إت'هير 2 مه انثا *# [السحمل : 0] ] وذلك قبل أن يو حى إلية 
وفي الحديث: ابعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فمن كان على مكارم الأخلاق فهو على شرع من 
ربه وإن لم يعلم هو ذلك والته أعلم. 
بيذاقال سهل والمحقق مثلنا لأنا وإياهم بمنزل إحسان 


ومن عرف لأمر الذي قد ذككيرته يقسول بقولي في خفاء وإعلان 
وذ يلتك .نولا مفناتت فورلقفا لاجد المتير ا تي ازفن ستيان 
هو الصم البكم الذين أتى بهم لأسماعنا المعصوم في نص قران 

وهذا النظم جواب لسائل سأل الشيخ كيف جعل الكبش قداء لإسماعيل عليه السلام؛ 


وضو نبي وأين معام النبي من مقام الكبش ونظم ا لسؤال هو كوله: 





8 الجزء الثانى مر اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): فما المراد بحقيقة قوله تعالى: وبآ اندي الول فَحْدُوهُ وما بنك عَنْهُ 
0 
فانتهوا © [الحثر : 7]؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث وأربعين وخمسمائة: أن المراد به بيان ما 
جاء من الوحي على لسان الرسول وما جاء منه تعالى ) إلى عباده ولكل من الحالتين ميزان يخصه 
ل ااه واف اوس ف ا وبين الله 

لى أعني من الوجه العخاص اريت الزلياء وجني انا ادو لجر الاق ل الى 1ن بين 
أن نتأخذ منه كل عطاء وهو قوله تعالى: لأوَنا عَْدُ مَأنتَهوأ» [السهر : ؟] ] فصار أخذك من 
الرسول أنفع لك وأحصل لسعادتك لعصمته. فعلم أن أخذك من الرسول واجب على الإطلاق 
وأخذك من الله بطريق الإلهام واجب على التقييد لعدم عصمتك فيما أخذته بغير واسطة فانظر ما 
أعجب هذا الأمر ما تأخذه من الرسول مطلق مع أن الرسول مقيد وما تأخذه من الله تعالى مقيد 
مع أنه تعالى مطلق فإن في هذا ظهور الإطلاق والتقييد في الجانبين وإيضاح ذلك أن تعلم أن 
لله تعالى ما أرسل رسوله ليمكر بنا وإنما أرسله ليبين لنا ما نزل إلينا فلهذا أطلق لنا الأخذ عن 
الرسول والوقوف عند قوله: من غير تقييد فنحن أآمئون فيه من مكئر الله عز وجل بخلاف الأخذ 
من الوجه الذي بيننا وبين الله تعالى من طريق الإلهام ليس ىن أحد على أمان من المكر فيهء فربما 
مكر انمق تعالى باعي من 2 لا يكس تراه نعان اليم ماه ١‏ حلي باليمة ا 7 
«وَنَكَْن مَكْرا وَهْمْ لا َنْعْرُورتَ# [التمل: .]5٠‏ وقال: دوكر اجاكرين ليع يبح للرسل هذه 
الصغة ولم يجعل لهم فيها قدماً لأنهم بعثوا مبيئين فبشروا وأنذروا وكل ذلك مدن وأعطى 
رسوله الميزان الموضوع فمن أراد السلامة فلا يضع ذلك الميزان من يده فكل ما جاءه من عند 
الله من غير واسطة وضعه في ذلك الميزان فإن قبله أخذه وعمل به وإن لم يقبله أهمله لله تعالى 
ومن عزم على الأخذ عن الله ولا بد فليقل لا خلابة فإذا قال ذلك فإن كان من عند الله ثبت 
وأخذه وإن كان مكرا من الله ذهب من بين يديه بإرادة الله فلم يجده عند قوله: لا خلابة إذ 
الأمر كالبيع والشراء وإن كان الحق تعالى لا يدخل تحت الشرط هذا يقتضيه مقام الحق تعالى 
بالذوق وإنما يشترط على الله تعالى من يجهل الله أو يدل عليه حين ظن به خيرأ كما في حديث 
فليظن بي خيرا وأطال الشيخ في ذلك بكلام نفيس . وقال في الباب الثامن والأربعين أيضاً في 


فحنواء تعبش :تنكم انته امسب يسان وأين مقام الكبش من بوس إنسان 
وعظمه الله الكريم عناية ننه" أو نتنتاءلا أدز مدن أن مجيصزان 
ا ا بكي لح هن كتوم 0 


وثلاثماثة في قوله تعالى للقلم : 0 يعني : ل القيامة 
إنما خص الكتابة بأمور الدنيا فقطء لتناهيها بخلاف الآحرة لا يقدر القلم يكتب علمه فيها لأنها 





0 لصحت السابع والثلاثون : في بيان وجوب الإذعان والطاعة لكل ما جاء بد عطي م الأحكام ا 


بسع بابي سس 


قوله تعالى : وم ام ارول فخذدزه وما تبي عَنْدُ تأنتهرأ» [الحشر: 1]9. أ لأنى جعلت له 
أن يأمر وينهى زائداً على تبليغ صريح أمرنا ونهينا إلى عيادنا. 0 


#أيليموا اد وَأَطِيمُوا الول 0 در 2 [النساء: 24] اعلم أنه إثما لم يكتفا بقوله: 
# يما اديه [الساء: 9ه] . عن يا 7 وَأَطِيمُوأ د [النساء: 05] . مع أنه تعالى قال: لإثّن 
ِطِع أَنرْسُولَ فَقَدَ أطَامّ سد [النساء: .]4١‏ لأنه تعالى ليس كمثله شيء فلذلك استأئف القول 


وصرح بقوله: ريما رسو 00 ه5] بخلاف طاعة أولي الأمر لم يستأنف فيها يقوله: 
وأطيعوا أولي الأمر منكم. فهم لا تشريع لهم إنما هو بحكم التبع للشارع وأطال في ذلك . 
وقال في باب أسرار الصلاة: يجب على العبد إذا وعظه ولي الأمر بما لم يعمل هو به أن ينقاد 
لأمره ويعمل ولا يقل لا أعمل بذلك حتى تعمل أنت به إذ لا يشترط في الداعي أن يكون 
عاملاً بكل ما يدعو إليه فقد يدعو بما ليس هو عليه فى حاله وهو خير من ترك الدعاء على كل 
حال . ْ 

(فإن قلت): فما الحكمة في سلام المؤمئين على النبي ييية» في الصلاة مم أنه إمن 
مند يلاد والسلام إنما هو أمان؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث والسبعين: أن الحكمة في ذلك للمؤمنين 
هو أن مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعطي الاعتراض عليهم ولو بالباطن لأمرهم الناس 
بما يخالف أهواءهم كما أن مقامهم يعطي التسليم لهم أيضاً فلذلك شرع لنا أن نسلم على 
نبينا يلدء كأنا نقول له: أنت يا رسول الله فى أمان منا أن نعترض عليك فى شيىء أمرتنا به أو 

(فإن فلت): فما المراد بقوله تعالى: أسْتَّجِيِبُوا له وَللرّسُولٍ إِذَا دعاك ! د بت + 
[الانغال: 128 ولم يكتف تعالى بقوله: (استجيبوا للرسول) إذ الشرع ما عرفتناه إلا منه؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب التاسم عشر وخمسمائة: أن الرسول 35 يدعونا 
من طريقين فإن دعانا بالقران فهو مبلغ وترجمان وهو حينئذ من دعاء الله تعالى لا من دعاء 


لا تتناهى وما لا يتناهى أمذه لا يحويه الوجود والكتابة وجدد 0 وقال في الباب 
الثامن والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: وَلَكُمْ فبها ما متهن أَنَفْسَكُمْ» [فصلت: .1*١‏ 
إنما لم يقل ولكم فيها ما تريد نفوسكم لأنه ما كل مراد مشتهى فإن الإرادة تتعلق بما يلتذء 
وبسا لا يلتذ به بخلاف الشهوة فإنها لا تكون إلا بالملذوذ خاصة وأطال في ذلك مم قال: 
فالسعداء أخذوا الأعمال بالإرادة والقصد وأخذوا النتائج بالشهوة فمن رزق الشهوة في حال 
العمل فالتدذ بالعمل التذاذه بنتيجته فقد عجل له نعيمه ومن رز الإرادة في حال العمل من غير 
شهوة فهو صاحب مجاهدة قال: وأكثر الناس لذة بأعمالهم العباد وأقلهم لذة العارفو.. ولذلك 


كنم الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأتابر 


0 ساك فإحاءتنا حقة إنما فين لزه وللرسول الأسماع دإكت دعانا بعير القر أن كالدعاء حنتد دعاء 


الرسول فككانت إجابتنا للرسول وان كان لا فرى بين الإجايتين ولا بين الدعاءين رفي الحديث 
ال شرعت لكم مثل القرآن أو أكثر. رواه 0 وغيره. فإذن علة إجابة الرسل هو السماع 
كد ]1 د نه 

00 


3 كأي . ايلله : : كنا 3 ا 0 اليناكت ]! ١‏ 5 عنس مات اد | 
ا ل ل ل ا ل ل ل اه 


عبن العمل لما أدركته الأذن بسمعها من رسول الله * 


ع8 
جه 





» الذي لا ينطق عن الهوى غإذا على ما 


قلسن بعلم ولذتك لم 1 فل 0 آينه + تعالى وشو 2 1 على ما لعصية أبداً 


ا بعهى . . 


1 


بعك الهم م الملاتكة ؛, الح إناكت و السفاكانت الا تيهنا 6ك قن كيك كنف م ست اك 
- 0 0 3 1 #بنة يي : ا 1 


التشلشف خاص بانس والى.؟ 
ا م يتخلف أن من سأئر من يعيك إليهم 0 سوق من تخات ن العس١»‏ 


والانس وقد قال الشيخ في الباب التاسع والأربعين في م لهاتغالق : ونا :حلفت كن و الجن برلا 





م 3 - ا لت مس - 1 2 أعء-"' 
#12 الذاريات: 131. إن الله تعالى لم يخص بالذلة التي هي العبودية احدا غير الكقليء 


0 أنهم لم يكولو! جين لي : أذالاء وإنما خلقهم ليدذلوا فى المستقيل وأما م سوق ى التقلين فإله 

٠ 0 3 5١ 1 21‏ 3 6 . 
خلفهم اذ م م اصل نشاتئهم ولذلك سم يشيع مس ا من خلىق النه تكبر على ال اه 
انغتلء 


(فإن قلت)* فما سبب تككبر الثقليخ على الرسل دون غيرهما؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب المذكور أنفأ أن سبب تكبرهم كون التوجه تا 


رك 
بيحادهم 0 الأنينان: أسماء اميم والحنان والرحمة والشفقة والتذرل الإلهى قلما أبر زه 


الشى تع تعالى أ هذ! الو جود لم يروا عظمة ملا عزًا لغيرهم ولا كبرياء وراوا نشو سهم قد 


1 


كا 


استلدذت فى و جودها إلى تعلف وعطف لكون أن الح تعالى لع يبدلمه غنينا من شطمته وان" 
م 


ا بِأث ولا جلاله و هد حمر ذ ذه حين اخر جتهم لك الدنيا فقال ا ا رما لم حاجنا قال تعالى 0-3 


سف يك العيادات كانتت قات ف 3 شيصودة: م لعن ترهماء 0 لان قبت ا عضنسيه 


مد 





الدرهم 0ه يكحن ل تمه أة فنف له لله م هه مدعتمذدا على ابه تعالى د وحينا جب الأنتك أخملى ها شملء 


١ 1 َ 5.‏ 1 ب 1 1 1 
وتاك هته ما ل جع الله بعد العطاء ل معحعمنا عبني الله تعالى 0 لصا مسسيئقة صاحب ألل شم م 
8 10 ع ىذ 3 0 





5 0 من و يكت اده ١‏ تن ا ! , كان 1 
> حشري 1 #نتدم الى كايو > أ الي دوي :3 لكيه ف ل عدم عد سملت عي كي موي بالخ اطي ال 
: . 0 5 > عا 5 5 ٠.‏ 57 
ا 0 اش ا 0 1 أقعت قا نت ممه 1ه انسار انشاء سا قد 5 
الماتشاهر يخوا! الا السسباار 0 لعمداء يي ل اه عسي بعا. السصعاك كيهو 0. جع 
2 له لك 1 . 0 0 ؟ 5 : 05 
العام و اناا 2 ذالأتث ونشادم عدي تلنتث. في 06 1 دان َ 
١ ٍ 3 . 0‏ 0 20 ل “مه ع 
١‏ 1 2 
9 ثبت . ا ج: اا 8 ةتيم ايه “لبي بد كو . 








المبحث الثاءن والثلاثون: فى بيان أن أفضل خلى الله بعد محمد كف الأنبياء لام 


لتعبدو ني سي ل ا ل ا ل ع0 


أضشاف فعل الإذلال وإلكيع لتحيارا درك ولو أنه تعالى قال الهم :اما خلفتكم إلا كن 00 
الذلة من | فو سهم خوفاً من سعلوة هذه الكلمة وقهرها كما ا رض انين 
١ 0 0‏ مالآ 36 طأبيت © [نصلت: ١‏ لأجل قوله: ور كرما 4 [فصلت: ١‏ ١١]فافهم.‏ قال: 
وأما سيب عدم تكبر غير الثقلين فلأن المتو جه على إيجادهم من الأسماء الإلية اماه الجبروت 
والكبرياء والعفلمة والعرة والقهر . فلذلك خرجوا أذلاء تحت هذا الشهر الالهى فلم يتمكن د 
منهم أن يرفع رأسه على أحد من خلق الله تعالى فضلاً عن رسل الله ولا أن يجد في نفسه طعماً 
للكبرياء على أحد من خلق الله تعالى انتهى . فتأمله فإنه نفيس لا تجده في كتاب والله تعالى أ 
الميحث الثامن والثلاثون: 
في بيبان أن أفضل خلق الله بعد محمد 355 الأنبياء 
الذين أرسلوا ثم الأنبياء الذين لم يرسلوا ثم خواص الملائكة 

اعلم أنه قد اضطربت نقول العلماء فيمن هم الأفضل بعد نبينا محمد يقد من المرسلين 
والمللانكة فتكلم كل يمأ ظطهر له من عرراتة الأحوال وظواهر الكتاب سيد لعدم تمن حيلم جنر 
تعتمادهة ل عليه إدا علقة ذللك فلتصدر اس 0 أهل الأصول ثم بكللام بجعتي الصوقية 


0 


فتشول وبالته اله لترفين: قال الإمام صعي للدي ين بى المتصو لمنصور الذي كك 0 جميع الرسل تعيك 
الملاتكة 0 مين عموم النبيين عر النبيين أفضل من جملة ال تكد وأن ن عموم الماائكة 
أفضل من عموم المؤمب, ١‏ مخ ره كير د ا النوع الآخر وآن النبوات فاضالة 
بالسقام 2 يشما ل واسعهم وضيفهم فلي الأحد معهم مشاركه بالمقام م النبوي الا بيحكم 


الاوتك التبعى واسماتن :فى .ليوف عله 17 المراد بعموم الملائكة فراجعه انتهى 5 وعياء رع 
اع يا |إ 1 . 0 1 5 < شك ّ 
امشيح ثماكت الدين بن أبي صريشا حاشيته على تشرح جميع الجوامع 1 الأفضل بعد نينا 
© عله الشُرنانَ و4 الل . اعلم أن القرآن هو الوحي الدام الذي لا ينقطع فهر 
لجديد الذي لا يبلى ويظهمر فى رين الما على صورة لم م واي لمجي لأن الل 
تعالى جعل لكل موطن ا نه يحون لغيره شهو يظهر ى الشلب إحدئى عيشت" 0 فتجسادد 


الشال 0 و بمسيفدك ثم يأخذ شبيت النساك فمتسير 6 بشاكلته 6 ع 9و تييع انك و بشيد باضه اسماتسع لادان 


. 1 ؟ألعدامةق ا ا ا ب ١‏ 5 32 0 
وقد ال الله تعالى #فاجرة حون حي كلى اله # [الحوية >] فتللام رسول لله كيو ننسنانة اليه ألا 


1 1 ا 
سح وى سوعها ؛ 


2 ع 58 
م رابئ التعتمية ته أذنه 8 سان ب لحميسة فالكاكم لذاء نك شاه ألم جيه ا كا ليله 
'ي 0 : : 2 


2 
5 


0 ا 9 02 أعيده ل الريحه اك 7 ركسي | 
حم لون لمن ا تن أن أشنت ديك أ اع فافهم دقال فى انا الثلانين 0 عد بصااوكة أعنامم أي الكياء 
َ 1 ف 1 1 أ 1 1 


7 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


مهم عقف ااه ثم الملائكة العلوية انتهى. وعبارة صاحب «المواقف»: لا نزاع في أن 
الأنبياء أفضل من السلائكة السفلية الأرضية وإنما النزاع في الملائكة العلوية السماوية انتهى. 
وعبارة البرماوي رمه الله. الأنبياء من بنى آدم كالرسل وغيرهم أفضل من الملائكة وخواصهم 
كا لأنبياء أفضل مين لخو اهم : وعوامهم أفضل مر عوامهم وبنات أدم أفضل من الحور العدة 
التهى. وعبارة شيخ السنة الامام أبى الحسن البيهقى رحمه الله : والأولياء من البشر أفضل من 
الأولياء 0 الما نكةه وعوام الجشير أفضل من عوام الملائكة يعنى الصلحاء من التشر أفضل نل 
5 شريت انضيى : وأما عميارة الشيخ محبي الدين فقال في الباب الثالثت والسبعين من 
«الفتوحات»: اعلم أن المختار عدم التفاضل بين المرسلين على التعيين بالعقل مع إيماننا بأن 
بعضهم أفضل من بعضن عند الله تعالى إذ الخوض فى مقام المرسلين غير محمد 6ة) من 
الفضول فعلم أنا تعتقد تفاضلهم على الإبهام ولا بد لقوله تعالى: ؟أيَلكَ اسل فَصَلنًا بعضهم عل 
بعض # [البقرة: *ت؟]. ولم يعي لنا من هو الافضل ومعلرم أنه للا ذوق لنا في مشّامات الأنيياء 
حتى التكلم عليها. وغاية أمرنا أن نتكلم بحسب الارث المناسب لمقامنا وأين المقام من المقام 
فلا ينبني أن يتكلم في مقام الرسول إلا رسول ولا في مقام الأنبياء إلا نبي ولا في مقام 
الوارثين إلا رسول أو نبي أو ولي أو من هو منهم هذا هو الأدب الإلهي ولولا أن محمداً 8ة. 
أعدويا! أنة تسيا ل دم لما سام لنا أن نفضله بعقولنا انتهى. وقال في الكلام على صلاة الجمعة 
من «الفتوحات» : لقد أطلعني الله تعالى على من صو الأفضل بعك محمك اود من الرسل على 
الترئيب ولو أن رسول الله للاق» قال: لا تفضلوا بين الأنبياء لعينت ذلك ولكن تركته لما يؤدى 
اليه من تشويسش بعش القلوس التتى لا كشف عند أصحابها ولكن من وحد تا صريحاً أو كشما 
محقماً قال به انتهى. وقال في الباب الثاني والستين وأربعمائة: لا نعرف مراتب الرسل والأنبياء 
إلا من الختم انعاه الذي يختم أله تعالى به الولاية المحمدية فى آخر الزمان وهو عيسى ابن 
ميم علية الصلاة والسللام فهو الذي يثر جم عن مشام الرسل على التحقيق لكونه منهم وأما بحن 
فلا سبيل لنا إلى ذلك انتهى. وقال في «شرحه ترجمان الأشواق»: لا ذوق لنا في مقام الأنبياء 
حتى لتكلم عليه إنما نراه كما نرى النجوم في الماء كما سيأتي بسطه إن شاء الله تعالى فى 
والقدر أمران متاينان» فالفضاء هو الحكم الإلهى على الأشياء بكذا فله المضاء في الحكم فى 
يحكم في القضاء بل حكمه في المقدر لا غيرء. فالقاضي حاكم والمقدر موقت والقدر التوقيت 
وأطان فيح ذلك 

زقلت): وقد بسسنا لحو ذلك ل أجوية شمكنا ر ضى ألله عنم ف إجعة . وقال فى الباب 


الوا وعم 18 ط م ١‏ 1 1 3 7 5201 05 المأظلرجم 2 سرام 
الحادي والثلائين وثلاثمائة: أعلمى آل مومسى عليه السلامء ما قال: ##ربٌ أرق انظر إليلت # 
د 00 1 4 1 2 امت ءِ 


المبحث الثامن والثلاثون: في بيان أن أفضل لق الله بعد محمد وه الأتبياء وان 


جعت 00 وستطة سدق علا الخواض رحمه الله يقول: الخوض في تفاضل الأنبياء 
على التعيين من غير كشف فضول فإن قوله: 8بَنْهُم من كلم لَه [البقرة: 57؟] وقوله : موَاقمَد 
هه هيم خَليلًا# [الساء: 16] لا يؤخذ منه تفضيل أحدهما على الآخر على القطع للجهل 
بأي المقامين أفضل الخلة أو الكلام التهى. وسمعته أيضا يقول: من فاضل بين الرسل بعقله 
فقد صدق عليه أنه فرق بين الرسل وقد قال تعالى: “إلا ترق بيت آحَدٍ نن يلي 4 [البقية: 


د.؟] وان كان المر اد بالته ريق عنك المعسم رين الأيمان تعض والكفر بعص فافهم انتهى . ودثر 
بححوهة الشيخ مححيبي الديء ن في الياب الثالك والسيعين 5 من «الفتوحات؛. 


(فإن قلت): فهل فضل الرسل على بعضهم م من حيث ماهم رسل أو غير ذلك؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين ومائتين: أن الرسل لم يفضل 
عي د مح باهر ركد لأسا قرس لط اك رار 
أنبياء وإنما فضل الأنبياء والرسل بأحوالٍ أخر يست هي عين ما وقع فيه الاشتراك إذ ما من 
-جماعه يشتركون ؛ في مقام إلا وهم على السو اء فيما اشتركوا فيه هذا هو الأصل وقد يكثون مأ 
رقع ب المقاضلة يؤدي إن التساوي كما هو مدت الإمام أبي القاسم بن قسي زر امه الله ومن 
وافقه من الطائفة فيكون كل واحد من الرسل فاضلا من وجه مفضولا من وجه آخر. فنضل كل 
واحد بأمر لا يون عند غيره وفضل ذلك المفضول بأمر ليس عند الفاضل فيكون المفضول من 
ذلك الوجه الذي خصي به يفضل على مر' 0 0 الضيح محيى الدين: والذي عنادناً غير 
بعضهم على بعفى لا بامر زائد فهو افضل ‏ 0 واحد ولا تفاضل فيكون سيد الجماعة 
بهذا المجموع فلا ينفرد في فضله قط بأمر ليس عند احاد الجنس انتهى . ثم إن الشيخ نقل كلام 
ابن قسي في الجواب التاسع والعشرين من الباب الثالث والسبعين من «الفتوحات» لم قال : 
وصاحب هذا القول الذي قاله ابن فسبي ومن تبعه ما حرر القول على ما يقتضيه وجه الحى فيه 
مع أنه معدود من أه ل الشف قال والذي تشول نحن به أن معنى المفاضلة المعقولة من وله : 
فصان يعض لعن عل بض 4 [الإسراء: 08]. أي: أعطينا هذا ما ! لم نعط هذا وأعطينا هذا ما لم 


[الأعراف: ]١2‏ إلا ينا قام عئده من التقريبف الإلهى فطمع كن الرؤية فسأل ما يجور له السؤال 
فيه در 5 ونقاة ل< عتاك. لذن ذلك 1 من محاورات العشول ومعلوم أن ال روسل أعلم الناس 

تعالى . وأنهم يعرفون أن الحى تعالى مدرك بالادراك فإن الأبصار لا تدركه مع أنها آله يدرك 
العبد بها رؤية ربه قال: وإنما منع موسى الرؤية لأنه سألها من غير وحي المي بها ومقامهم 
الأدب فلهذا قبل له: لن ترانى ثم إنه تعالى استدرك استدراكا لطيفاً لما عذم تعالى أن حد 
عوسى التهى من لحك سؤاله الرؤية بغير وحى بالاحالة على الجيل شي استفراره عنك التجلي اد 
الجبل هن الممكتنات فلما تجلى الحق للجبل واندك علم موسى أنه فيما 2 يكن يسبغى له وإت 





كن الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 





سعد ا خضاه لك عن قرائيب الشواقكت فملهم من فضله الله بال خلقه بيذة وكهما تمق بجلاله 


ال 0 5 
(زنيه انعد قله بالكاقم كترم عليه لباك 
(ومنهم): من فضله بالخلة كإبراهيم. 
(ومنهم): . ن فضله بالصقفوة وهم يعقوب عليه السلام فهذه كلها صفات مجد وشرف لا 


ر ىو 
ذأت جاده 7 شا الكثرة ولا العدفت وانفينا فاك جميع المرا ثب ا رئيطة بالأيماء | لهية 


- 1 
م الحقائق ال بالية. ومن فاضل فكانه يقول: الأسماء الإلهية بعضها 2 ف من | معضن و5 قائل 


بشال : ال جاعة نات من كللامه ولا كاثامك أشرف وله تعلشيكه خلقه بباديكه 2 أن ذلاك كله رامع !! 


نانك إن شرعا واألا عدي الشين : وأما التفاضل ِ الخلاف المنصو د بيخ الأشعر به 2 المعتزلة نك رم 
قونهم الوك أفضل من سخواصص ا و شكسة) فشد قال الشيخ بح محيي الدين 1 ف كتانه الواقح 
الأنوار؟: لى يفلهر 5 وجه الخللاف في 0 بين 0 المسين والملائكة أن من رد 1 


التفاضل أن يكون بيد جنس واحد والبشر والملك جنسان فلا يقال مثلاً الحمار أفضل م- 


اشر سس ء وانسأ يقات: هذا الجمار شرف من هذا الحمار اللهم إلا أن يقال : إن التفاضل شه 


إنما و في الحتائق التي شي الأرواح وأرواح اد 2 ر ملائكة غالملاك اذن م ع من اللإنسات فالكنا 
| 


0 المجلاء والجزهء حنْ الكل انتهى . فليعامل هذا وما اقبله من كلامه ولعخرر. وقال في !| لباب 
السابع والأربعين من «الفتوحات»: مما غلط فيه جماعة قولهم إنما كان ابن آدم أفضا :.٠‏ 


٠ 5 : 0 


لا الكت رأ الله ادم م انق رفي فى العلم والسلك لا ثرقى 2 ولم عدوا صنقا ولا هن بدك ف : 
3 ا . 1 و ل 2 ر 6.0 2 


عم 


السرانب التي يق بها التفاضل إلا كون ابن أده يترقى بخلاف الملك قال: وسبب غلطهم عده 
. الى "فى العام لأزما الكل عيوان فق الانس بوالسة والمااةةة 
و شب هم فنعون باتششب بالموات<دينا سر ا واحرة ولو أن الملائكة لم يى ن لها ترف في الا 
وحرمت الهزيد فيه ما قبلت الزيادة من آدم حين علمها الأسماء 00 فإنه زادهم علماً الْهِي 


0 “تك ١‏ 
ا نشب وو ولمصر ارا 


0 
و 


ا ا ا يي 5 : - 2 
ان لا ينات ألم مط عل هم فسبيجو م تعالى وقاسوة . 


(فإن قلت): اكد الملا نكة مبناة ون لنا ع الترقى بالعلم؟ 








1 2 ل 3 - 58 ا 0 امي ا 
ثالى أريحاتا . الى 00 السو ئَ مثا ١‏ ها نمم كناه 2 سكر م يه ١.‏ أثلته فشال : 0 عشت إلا“ 3 وأنا 
اه 3 يذ ل . 5 8 
م , 
اه م 0 ا ا 9 0001 5 _-5000 
ل ا ل ا 3041| بوفوخ عذا ان جائر. وأطال 0 صضفات التامن فى ريك الله تم 
ّ 1 
1 1 ال نا ا ل عي لي ل 3 
قات انول يذه" أبباية عد هن الهال الجهد شريت واصاللمد اليه اع عي 4 !1 اس يف اد 
00000 . 5 ا ا ا ا ص ا 0 1 اه . 
مالي أأن السشهوا.ء علت ءااض شم امن" ذهاي اله فك لله ل اشموركه يي دضو له اثفيع ؤن فك عجنب # هوا ير شوة 
: : : 2 - د 3 : 0 : 
33 ع . 0 
عمال نك 5 0 ب |12 يه فسو اس شواس... عنامي ليا عه جيرا ننه واني الاي الى اق + مي ع 
5 7 م . ل 3 








السحث الثام: والثلاثون: في بيان أن أفضل خلى الله بعد محمد 26 الأتبيك دوم 


(فالحواب): نعم بخلاف الترقي بالعمل فلا أعمال لهم يترقون بها كما لا نترقى نحن فى 
الحنة بالأعمال التي نفعلها هناك لزوال التكليف فنحن وإياهم في ذلك سواء ذ في الآآخرة . 
(قإن قلت : فهل ترقمنا بالعلوم والأعمال من يبأب اشر ف| ا على شير رنا أو من باب 


م 0 
١‏ 1 
كن 


(فالجواب): كما قاله الشيخ محيي الدين: إن ذلك من باب الابتلاء ليبلونا الحق به تعالى 
اغب ولم يفهم ذلك من قال: الكامل من البشر أفضل مطلقا من حيث ترقيه ولو علموا أن 
ذلك إبتلاء ما فضلوا به انتهى. وقال الشيخ لمى أواخر الياب الاب والستين وثلاثمانة: مهما 
يزيد قول الاأشعرية أن خواص البشر فرق من برهم كون الحىق تعالى من حين لق ادم ما 
رزي في المنام قط إلا على صورته لشرفها واستقامتها وكان قبل خلق ادم يتجلى للرائي في 
المنام في كل صورة في العالم ومن هنا يعلم أن المقصود من العالم كله إنما هم الانسان الكامل 
نإل الله تعالى ينا خلقه كانت حقائقه كلها معددة في العالم كله فتناداها الم بق تعالى ف" لجميع 
العالم فاجتسعت فكّان من جميعها الأنسان فهر الخليفة الاعقلم وعث اذ علم الله تعالى انتهى . 5 


(فإن قلت): فإذا كان الملك يترقى كالبشر فما معنى قول 0 0 فاه ننم تزه 


ا 6 


تعافات: +131)؟ وهل جميع الخلق غير انملك لهم كد معام معلوم أو ذلك سخاصر 





0000 بعلم لكا مخلوفق 0 علم ألله تعالى عقام ممعم مقدر ليسا عن ذلك 


المسخلر . 0 ينهي كل شخص بانتهاء : سه قا عن اقفن بتشخصر قو مشامه السعاوم اللي 


عند 5 ده دعوا إلى السلوك فسلكوا علواً بإجابة الدعرة المشروعهٌ وسقلا بإجابة الآ 


1 


ادي مر > يثك أله يعلمون إلا يعيك دكوم المراد ف ل شخص سس الكقلب: ما شي لغيه 


ع 5 


عين له فمنهم شغي وسعيد فخل مخلوق سواهما فهو فى مقامه لم ينزل عنه قله 


البعطريد 3 يزمر بالسنوك إليه لأقامته كيه سوأ كان ذلك ملكااو انا أو نا 0 اثياتاً فهو ابسن سمت 
عند ابه تعالى لا شقاء بئاله فقد بان لك أن التقلين داخلات في قول المللائكة وما مأ إل 0 


وتات 


لصافات : ]١١1‏ زالله أعلم . واعلم يا أخي أن القول بتفضيل الملائكة على ل 





انع ال عد + اس رت فم ذا ع اا اك تالا رمات 
0 تذلوسية من انعبيك ومن ادضيت فيه ولم يدصها ومن أدهاها يل سحطير لم شال - كال 
9 وه بن 1 عر 8 كط 91 ارقا و حم 6 000 مم 2 
سلاج ممن أدعاها فى سكم يقين ثقال قول السكارى قخبط. ولخلط بحكوى السكظر صليه كها 
1 ب يي -- و_- م 4 2 3 ا _- 3 


بشتى السكران اعفلم ملوك الدنيا في حال سكداء ولا يلترم معه أديأ فالحلاج سعيد وإن شقي به 


1 ع 1ه‎ 2 ١ 

2 و اطال ىّ دتلك 3 قال الى اذا ١‏ كان يوام القيامة حسك أله الهو تَ ها بمحسدك السو كب ير ُ 
1 000 . 1 0 لاف جح راء 4 

1 جعلية في ا كسه ورك تلك دهم لعدسف المعاني د 0-0 5 العلماة بالله انعا 0 0 

م : - ات 00 





1 : 5500-00 اة ‏ اث 
لثار بعك أنههاء العقو به حادها وبقي صيررة شه أهة معدن فاب كان شاف 3 


اأياث #سسايمة عي سان 


005 :. د ا إانيهة اد ل 0 0 00 
ِ بك كان ع إليات الئانبى ا ون لمائه: ع حو د بعالي 878607 


لمع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيات عقائد الأكابر 


البشر فد نسب للشيخ محيي الدين وهو الذي رأيته في نسخ «الفتوحات» بمصر وقد قدمنا في 
الخطبة أن نسخ مصر مما دس فيها على الشيخ والذي رأيته في النسخة المقابلة على لسخة 
الشيخ بقونية المروية عله باللإسناد ان خراص اليشن افضل من خواص الملائكة ويؤيده مأ قاله 
الشيخ من الشعر أول الباب الخال والثمانين وثالاثمائة من تفضيل مجه 2 على خواصض 
ولييس يدرك ما قلتاسويى رجل قد جاوزالملاأالملوي والرسلا 
ذاك الرسول رسول الله أحمدنا رب الوسيلة فى أوصافه كملا 

انتهى . فإياك أن تنسب إلى الشيخ القول بمذهب أهل الاعتزال الشامل لتفضيل الملك 
على رسول الله وة؛ والله يتولى هداك. 

الميحث التاسع والثلاثون: 
فى بدان صفة الملائكة وأحنحتها وحقائقها وذكر 
نفائس تتعلق بها لا توجد في كتاب أحد ممن صنف في الملائكة فإن منزع 
هذا الميحث الكشف والنقول فينه عزدزة 

اعلم أنه قد تقدم في المبحث الثالث والثلاثين نفائس في بيان نزول الملائكة بالوحي 
فراجعه. والذي يخصنا هنا أن تعلم أن الملاتكة عند أهل الحق أجسام لطيفة ولهم قوة التشكل 
والتبدل» شادرون على الأفعال الشاقة ياد مكرموكن مواظبوك على الطاعات معصومول معي 
المشالفات والفسق لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة كما سيأتى إيضاحه فى هذا المبحث إن شاء 
الله تعالى . 

(فإن قلت): هل النجوم والشمس والقمر أملاك أو منصات أملاك؟ 

(فالحواب): كما قاله الشيخ فى الباب الستين من «الفتوحات»: أن جميع النجوم 
والشمس والقمر مراكب للملائكة وذلك لأنه الله تعالى قد جعل فى السموات ثنقباء من 


مْفَاء لِلنَاسنْم [الحل: 36]. أي: العسل اعلم أنه تعالى لم يذكر للعسل مضرة قط وإن كان بعيض 
الأمزجة يضره استعماله لأن الشفاء هو المقصود الأعظم منه كما أن المقصود بالغيث إيجاد 





الرزق الذي يكون عن نزوله وقد يهدم الغيث بيت العجوز الفقيرة الضعيفة فما كان رحمة في 
حق هذه المرأة من هذا الوجه الخاص لأن هدم البيت المذكور ما هو بالقصد العام الذي نزل له 
المطرء وإنما كان ذلك من استعداد البيت للهدم لضعف بنيانه فكذلك الضرر الواقع لمن أكل 
العسل إنما ذلك من انحراف مراجه ولم يكن بالقصد العام . 


الم لمبحث التاسع والثلاثون: في بان صفة الملائكة وأجنستها وحقائقها عم 


دورة فلا يفوتهم شيء من أحوال المملكة السماوية والأرضية وأملاك هذه المنصات منهم جنود 

وأمراء وملوك وأطال في ذكرهم. ثم قال : فكل سلطان لا ينظر و في أحوال رعيته ولا يمشي 
بالعدل بينهم ولا يعاملهم بالإحسان الذي يليى بهم فقد استحق العذل. 

(فإن قلت): فهل بين ولاة السموات وولاة الأرض مناسبات ورقاتق تمتد بهم إلى ولاة 
أهل الأرض بالعدل مطهرة من الشوائب مقدسة من العيوب» فتقبل أرواح هؤلاء الولاة 
الأرضيين من أرواح الملابكة ورقائقها بحسب استعداداتهم فحن كاك من ولاة الأرض استعد اذه 
قويآ حسناً قبل ذلك الأمر الذي امتد إليه من رقائق الملائكة طاهراً مطهراً من الشوائب على 
صورته من غير تغيير فكان والي عدل وإمام فضل وأما من كان استعداده رديتاً فإنه يقبل ذلك 
ألاف ر الظاهر فيرده إلى شكله ورا راتوا مار ريو الج فادوارم ألا نفسه 

(فإن قلت»): فهل فى قرة الملك أن يتطور كيف شاء كالجن؟ 

(فالجواب): نعم. كما مر في أول المبحث. 


(فإن قلت): فهل في قدرة الكامل من البشر أن يظهر في صورة غيره كالسلائكة؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الحادي عشر وثلاثمائة: أن في قوة الكامل من 
الع ر كقضيب البان وغيره أن يظهر فى صورة غيره مر ن اليشم ر وليس في قوة الكامل من الملاتكة 
أن يظهر في صورة غيره من الملائكة فلا يقدر 0 يظهر في صورة إسرافيل ولا عكسه فعلم 
اندي توه الاججاريه لين فى انرة اجات 

(فإن قلت): فأي الملائكة أكبر مقاماً على الإطلاق كما هو الحال في محمد يية؟ 

(فالحواتب): لم نطلع من ذلك على نص ولا ينبغي لأحد أن يفاضل بعمّله بين ٠‏ الملائكة 
السماوية ولا غيرهمء فلا يفال جبريل أفضل من إسرافيل ولا أفضل من ميكائيل 0 عزرائيل 
أفضل من إسماعيل الذي هو ملك السماء إلا بنص صريح. 

(فإن قلت): فهل يوصف الملا الأعلى بأنهم أنبياء وأولياء كالبشر؟ 

(قلت): وقد تقدم نحو ذلك في الكلام على النية من حيث إنها موضوعة بالأصالة 
0 وقال فيه في قوله تعالى : #تمرى يناك [العمر: .2١4‏ 0 

هنا وفي قوله: ينك بِأَميننا» [الطور: 4]. لأن المراد بهذا الجمع عيون الحافظين للعالم 
سائر الخلق فكل حافظ في العالم أمراً ما فهو جملة عيون الحق تعالى. 


(قلت): وإلى ذلك الإشارة يقول سيدى محمد وفا رضى الله تعالى عنه: محمد عين الله 
والصحب أعين» إلى آخر ما قاله فاعلم ذلك. وقد ذكر الشيخ محبي الدين في الباب الخامس 


كن الحاء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بان عقائد الأكابر 
(فالجواب): ل يفيت ا الأعلى بأنهم أنبياء أو أولياء لأنهم لو كانوا أنبياء أو أولياء 


ا ا 
ا عجهاد ١‏ ك0 اه 1 


1 2 1 1 000 : 
باسمائد وجيل العيذ به يون يحسب جهله بها. 


أععد مسسكًا تلم ودعوا على مال المؤمن بالاتللاف؟ 


(فالحواب): كما قاله الشيخ في باب الزكاة من «الفتوحات»: ليس ذلك دعاء على مال 
السومن بالاثلاف الدى تائم مله م وإنما هم دعاء له بأن ينفعّه فى مرضياة الله عر وجل 
لاح وي كات يون لقيو اسار لانن داقعنال )ابد ل ا 
0 اللهم أعط ممسكا تلفأ أى ِ اخجل اسيك قن بال رك إن العلل ليت 
وإن كنت يا ربنا لم تقدر فى سابق علمك أن ينفقه باختياره فأتلف ماله عليه حتى تأجره فيه أجر 
القت 3 0 كب ادضاء لد الك اقواا و لأ كما يمدي لا مغرد يواد الطاذ كه 
فإن الملك لا يدعو بشر لا سيما فى حىٌ المؤمن بوحود الله وتوحيده ويما جاء ف قال 
انشيخ: ولا شاك آن دعاء الملك مجاب لرجهين : الأول: لطهارته . والثاني: كونه دعاء في حى 
الغير فهو دعاء لصاحب المال بلسان لم يعص الله به وهو لسان الملك فعلم أن المراد بالاتلاف 
الاثفاق لككنه أي . الملك غاير بين اللفظين والله أعلم. 


(فإن قلت): فهل في قوة البشر أن ينزل الملك من السماء بالإقسام عليه بالله تعالى كما 


شعله أها ال صد؟ 


(فالحواب): ليس فى قوة البشر أن ينرل واحدا من الأملاك من السماء بإقسام عليه أ 
غيم :كاك تدرف ساني ١‏ لار لتك لد رات رك ريم و كاه بود كن خا سا ال 
تزه الا بات لز خامة قات ولا إشام عليهم يله غوا وا كنا ذكز لعي دفن البابك 
الخامس والعشرين قال: وهذا بخلاف أرواح الكواكب السساوية فإنها تنزل بالأسماء والبخورات 
وأشباه ذلك لأنه تنزل معنوي ومشاهدة صور خالية فإن ذات الكواكب لم تبرح في السماء ع 
مكانها وإلما جعل الله تعالى لمعلاء ل شعاعهاة في عالم الكون والفساك تأثير: ات عند العارفين 


وخمسمانة ما نصه إنما قال تعالى: إَِنكَ بِأَعْناً». ليعلمه أنه ما حكم عليه يقة؛ إلا بما هر 
الأصلح عنده سواء سره أم ساءه هذا مراده بقوله: بأعيننا أي : ما أنت بحيث تجهلك؛ وننساك 
والله أعلم. وقال فى الباب الثالث والثلائين وثلإثمائة : قال إبليس للحق جل وعلا: يارب 
ال تطاس مني الصحوكه ذم قوذ نفلل أروسة امسوم رقع انر قالع ملاعل لك 
الح جل وعلا: متى علمت أني لم أرد منك |! لسجود بعد وقوخ الإباية منك أو قبل ذلك. 
قاد بلجي عا ل لك الك عو ولحي يوا فال اليه عد وجل له نلك 1 


1 الحدة البالعة 5 وقال 0 احديثك الخاريى شق الذين يشر عوك القران ا يحاور حنا جرهم اضايه 





البحث التاسع والثلاثون: 0 ساب صغة المللائكة واجتحقيا و حمائقها م 


0 2 ا ا 1 1 
بذلك كاه بإدن أنه تعالى كوجود الري عند سراضة إلماء والشبع بع صكلك الأكل تبات الحبة عنت 
دخول الفصل بتزول المظر والصحو حكمة آودعها الحكيم العليم. 


(فإن قللت): فما المراد بقوله تعالى: ##وَحَمَلُوا بينم وبين الحنّد نت4 | [اتعافات: 8ذ1]. هل 
هو الحن أو الملائكة كما هى المشهور من قولهم في الملائكة انهم بنات الله تعالى عن ذلك؟ 


(فالحواب): المراد بالجنة هنا الملائكدٌ وسموا جنة لاستتارهم سن العيرن مع أكه نهم 
يحضر ون معنا في مجالسنا ولا تراهم لأن الله ه تعالى جعل بيئهم ربين أعين الناس حجاباً مستورا 
فكما أن الحجاب مستور عناء فهم كذلك مستورون بالحجاب عنا فلا تراهم إلا إذا شاءوا أن 

يطهروا لنا ذكره الشيخ في الباب التاسع والستي حب وثلاثمانة» كال غيهء ولا يخفى أن ن الجنة من 
الملائكة الذين يلازمون الإنسان 0 فينا ١‏ بالليل وا تنهار ولا ثراهم عادة ولكن إذا أراد الله 
عر وجل لاحن + ا لتقو أن يراهم من غير الي 0 رفع الله الحجاب عن عين الذي 
بريد الله أن يدركهم فيدركهم وقد يأمر الله الملك بالفلهور لنا فنراهم أو يرفع الغطاء عنا 00 
رأي العين 0 رأيناهم فإن ذلك من خصائص الأنبياء وأما الولي فإن 
رأى الملك لا يراه مكلماً له وإن كلمه الملك ل يري مخ يجمع بر: 0 


م 


لبي . 

(نإن قلت»: فهل للملك حظ في الشقاء؟ 

(فالجواب): لل“ حظ نيلات في الشمقاء وأما ما نعل ين هاروت وماروت ف يمدي الميمياله 
شيء فالششاء والسعادة خاصان بالجن والانس والسلام . 

(فإن قلت): فما السبب الذي أمرت الملائكة بالسجود لأدم لأجله هل هو لكونه فى 
جسن لشويم أو لتعليمهم الأسماء؟ 

(فالحواب): كما اانه الشيخ في علوم الياب التامكم: والستين وثلانسانئة: إن سس _جحوا د 


الملائكة لدم ليس لأجل تعليمهم الأسماء وانما ذلك لأجل كونه في أحسن تقويم وسيأتي قريبا 
أن سبب السجود كان عن إعغضاب خفى على الما 


ع 


أن من لم يكن وارثا لرسول الله ية. في مقام تلاوته للقرآن إنما يتلو حروفا ممثلة في خياله. 


وحصلت ذه من ألفاظ معلمه إن كان أجذه عن تلقين أو من حروف كتاية إن كان أهذه عن كتابةٌ 
فإذا أحضر تلك الحروف في خياله ونظر إليها بعين خياله ترحه اللسان عنها فتلاها عن غير 
ندم 4 لا فهمء ولا أستشصار بل ليقاء تلك الحروف شي حمر 2 خالهء قال : نهدا التالي أجر 
الترجمة لا أجر القرآن لأنه ما تلا المعانى وإنما تلا حر مدقا تنال من الشيال الذى هو مقدم 
الدماغ إلى اللسان فيترجم به لا يجاوز حنجرته إلى القلب الذي في صدره فلإ يصل ! 
ممه شي ء وأطال ين لات وقال 2 الياب الا اسمخ والثلا نين ونك ثمائة : من شرف هذه الامة 


1 1 
اي شليماه 


15م الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): قالم أمروا بالسجود لآدم قل أن يعرقوا فضله عليهم؟ 

(فالجواب): إنما أمروا بذلك قبل أن يعرفوا فضله عليهم بما علمه الله له من الأسماء 
امتحاناً للملائكة. ولو أن السجود كان بعد ظهوره بالعلم ما أبى إبليس ولا قال «أنأ سَ مِنْدُ# 
[الأعراف: 77] ولا استكبر عليه ولهذا قال: #مَاَسْجْدُ نشعد لذن علقت طينًا» [الإسراء: 56] وقال: 
# علتبي سن ثَارٍ وَعَلفنةٌ هن طين ب# [الأعراف: ]١‏ والنار أقرب لين اسمك النور من الطين لإضاءتها. 

(فإن قلت): فإذن ما كان إعلام الله تعالى الملائكة بخلافته آدم إلا بعد ما أخبر الله تعالى 
علهم؛ 
(فالجواب): نعم ولهذا قال في قصته 8وَإِد كُدَا يِللْيِكَةَ أسْجُدواأ لِآدمْ4 [البقرة: 4) فأتى 
بالماضي من الأفعال وبأداة إذ وهي لما مضى من الزمان فاجعل بالك من هذه المسألة لتعلم 
فضا ل ادم يبعلمه على فضله بالسجود د له لمجرد ذاته ولتعلم أيضاً لماذا : نهى الشرع أن يسجد 
إنسان لإنسيان فانه جود الشيء لئقفسةه فإنه مقلة والشيء ع اله يحضع لنفسه وقد لهى الشارع الا : 
عن الانحناء أيضاً وأمرنا بالمصافحة . 

(فإن قلت): فهل كان الأمر بالسجود لآدم ايتلاء للملائكة أو لأمر آخر؟ 

(قالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الحادي والأربعين وثلاثمائة: إن ذلك ايتلاء من 
الله للملاتكة عن إغضاب حخفى لا يشعر به إلا العلماء بالله عز وجل لأنها اعترضت على الحق 

لى في جعله آدم خليفة في الأرض ولو أنها ما اعترضت ما ابتليت بالسجود لآدم الذي هو 
عبد الله عز وجل. قال الشيخ: وهكذا كل مؤاخذة وقعت بالعالم لا تكون إلا يعد إغضاب 
خفي أو جلي لأن الله تعالى خلق العالم بالرحمة المتوجهة على إيجاده وليس من شأن الرحمة 
الانتقام بخللاف العضب فإن من ا الانتقام ولكنهة على طبقات . قال: وحيث وقع الانتقام فهو 
تطهير إلا للكفار وهذا من علوم الأسرار فاحتفظ به انتهى . 

(فإن قلت): قد ورد صفوا يعني في الصلاة كما تصف الملائكة عند ربها يعني : خلف 
إمامها وورد أنها تصف خلف إمامنا فإذن إمامنا عند ربها أيضاً؟ 


المحمدية على ساثر الأمم أن الله تعالى أنزلها منزلة خلفاء رسول الله كلئة. في العالم قبل 
ظهوره فإنه تعالى أعطى جلقفاءه من الأنبياء التشريعء وأعطى هذه الأمة الاجتهاد فى نصب 
الأحكام. وأمرهم أن يحكموا بما أدى إليه اجتهادهم وذلك تشريع فلحقوا بمقامات الأنبياء 
عليهم السلام. في ذلك وجعلهم ورثة لهم لتقدمهم عليهم فإن المتاخر يرث المتقدم 
بالضرورة؛ وأطال في ذلك. وقال فيه في معنى حديث: #جعلت لي الأرض مسجداً». اعلم أن 
في هذا الحديث إشارة إلى أن جميع الأرض بيت الله ليلازم العبد الأدب حيثما حل كما يؤمر 
به في المساجد فأهل الأدب من هذه الأمة جلساء الله على الدوام؛ لأنهم فى مسجد وهي 


المبحث التاسم والثلائون: فى بيان صفة الملائكة وأجنحتها وحقائقها ب 


(فالجواب): نعم وإيضاحه أن الملائكة تصف خلفنا فهي في هذا الحال عند الإمام 
المصلي بها وهي لم تزل عند ربها فالإمام لنا مكان آدم فإمامنا يسجد لله والله تعالى في قبلة 
نا مام كما يلبق , بيجلاله والإمام قبلة الملائكة فما زال جود الملائكة لدم وبنيه في كل صلاة 
كما سحجدوا لأبيهم آدم فلا تزال ؛ الخلافة في بني آدم ما بقي منهم مصل إلى يوم القيامة ذكاه 
الشيخ في الباب السابع والأربعين وثلائمائة. وقال فيه: إن الشأن الإلهي والأمر إذا وفع في 
الدنيا برع حقيط إلى يوم القيامة وقد رقع ايه لآدم م المللائكة فبقى سجودهم ليق 
خاقد ةج فى لزاوع الغباية كما قو اله دوف ريه را كي سويت دوي ركذا 
قتل قابيل أخاه هابيل ظلماً فما زال القتل في بني آدم ظلماً إلى يوم القيامة فكل مصل أمام 

(فإن قلت) : فما الفرق بين السجودين أعنى سعجو دهم لآدم وسعجودهم لأ لاده؟ 

(تالحواس»: مخ العرق بين آدم وبتيه أن المادئكة إذا سجدت خلف يئيه إلمها تسحد 
لسجود بني ادم في القراءة والصلاة وأما سمجودهم لآدم فهو سجود المتعلم للعلم فاجتمعا فى 
السجود وافترقا في السبب والله أعلم. 

(فإن قلت): لالم وقفي لين تف عن بسي" ن جيريل لما صلى خلفه كما هو شان 
المنعرد؟ 

(قالجواب): إنما لم يقف عن يمينه لأن النبى #لة. رأى الملائكة خلف جبريل ببصره 
ا ا ل أن يقال 
في الجواب عن الرجل الذي صلى خلف التبي 2ة؛ وأمره بالوقوف عن يمينه ولو كان يشاهد 
الملائكة الذي ين كأنوا يصلون خلف رسول الله يق لما أمره بالوقرف عن يمينه قراعى م 
حكم مقام ذلك المأموم وليس حكم من لم يشاهد الأمور 0 حكم من يشاهدها والمقصود بها 
ذكرناه كله إعلامك بأن السجود من الملائكة خلف بني آدم ما ارتفع وأن ١‏ الامامة ما ارتفعت من 
أدم إلى ع عفد .ل ك1 ة تبع لهذا الإمام فنحن عند الله في حال إمامتنا كما مر والملاتكة 
تبع لامامنا والملائكه عندنا بالاقتداء فهى عند ربها لذن الإمام وهذه الملائكة عنده وكل صف 


الأرض أحياء وأمواتاً فإنهم في قبورهم قد انتقلوا من ظهر الأرض إلى بطنها وحرمة المسجد 
إلى سبع أرضين . وقال فيه: قد نزّل الله تعالى محمدا أربع منازل لم ينزل فيها غيره من الأنبياء 
وهي أنه أعطاه ضروب الوحي كلها من وحي المبشراتء وأنزله على القلب؛ والأذن. وأعطاه 
إنهاء علم الأحوال كلها لأنه آرسله إلى جميع الناس كافة وأحوالهم مختلفة بلا شك فلا بد أن 
تكون رسالته تعم العلم بمجميع الأحوال وأعطاه ينا علم إحياء الأموات معنلى ك5 وأغعطاه 


أيضاً علم ال لشرائع المتقدمة كلها وأمره أن يهتدي بهداهم لا بهم فهذه أريع منازل خص بها . 





رت الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


إمام لى: خلفه بالَعا ما بلغ 
١‏ ف . ع 
(فإن قلت): فهل تشرب الملائكة إلى ربها بالنوافل كما يتقرب البشر؟ 
(فالحواب): كما قاله الشيخ في انباب الحادي والعشرين وأربعماثة: أنه مائم ملك 
يتقرب إلى الله تعالى بنافلة أبداً إنما هم في الغرائض دائماأ ففرائضهم قد استغرقت أنفاسهم فلا 


عنام ال 


اف "البق قفا اند 


يكون فيه سمعهم ويصرهم إلى آخر النسق كما يليق بجلاله؟ 

تكراب نعم قهم عبيد اضطرار ونحن «بيد اضطرار واختيار فنقصوا بذلك عن مقامنا 
كما تقصوا تح عله انشا م ن حيث أنه ليس لهم فكرة وإنما لهم عقل فقط فشاتهم كوا الفت رفي 
عسو عات الت وغدموا كون الحىق , تعالى سمعهم وبصرهم قاقهم انض + تواب احتنات النهي لأنهم 


5 يدوقون كد 00 لعصمتهم انتهى . 


فما المراد بقوله تعالى: ون عل فين كرما كين 9 امن 7 





١016؟‏ وقوله تعالى: #نًا يلفط من قول إلا لذي رَمِبٌ عند 4073 اق : 


4 | هل المراد تالرقنكت العتيد هما الكاسان؟ 





(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والآربعين وخمسمائة: إن السلكين الكاتبي 
هما لزنب والشعاري ملؤيكة الدن وهار قي يرن كن بها تلمك 4 السينة زلا سر دير 
ذلك فإن العبد إذا تلفظ رهى به في الهواء وبعد ذلك يتلقاه الملك. فإن الله تعالى عند قول كل 
قائل في حين قوله فيراه الملك نورا قد رمي به هذا القائل الذي الحق الله 0-0 
فيأخاه الملك أدبا مع القول ل ل ا 0 لى ما يشعا. 
العبد بنع القرأن ولكنها لا ت> كنب لاسكا عن بعلي ورقاذا الوا رااستي ليم ير 


© حم 


3 اعمسصصيا ذلك عدم اطلاعهم على ما 0 أده العبد في ذلك الفعل ؛ ولهذا كانمت ملائكة الى لع بحم 
بالأعمال تصعد يعمل العبد وهي تستقله فيقبل منها ويكتب ف في عايين وتصعل , بالعمل ده 


0 


(وقال): فيه في قوله تعالى: ثْلْ أَرَميْمْْ نا تَدَعُوتَ من دوب أله أزوق مَادَا خَلمُوا بن الأرض 4 
[الأحقاف: 14. اعلم أن خلق عيسى للطير إنما كان بإذن الله فكان حلقه الطب عبادة بتقرب بها 


إلى أبن يانه مأذون كك فى ذلك كما أضاف تعالى الخلق إلا لذن الله وعيسى شلية السائام) يك ء 


والعد لا يكون إلها قال: وإنما جئنا بهذه المسألة في هذه الآية لعموم كلمة ما فإنها تطلق على 
كل شي ء فين يعقل هوا 3 يعشل كذا قال متيسو ليك وميى المرجوح اله في العلم باللسان فاك 


بعص المنتحلين لهذا الغن يعولود: إك لفغلة ما نخخص يما »0 0 ومرا تحتصى يمن يعمًا 


ما 


قال * وهر قول غير محرر ققد رأينا في كلام العرب جمع من لا يعقل كه من يعفل وإطلاق 


المبحث التاسم والثلاثون: فى ببان صفة الملائكة وأجتحتها وحتقائقها 50 


1 


انستخشره فيقال ليه أضير بو بهذا العمل وحه صاحيه فإئه لم ب دا به وجه ننه اليحديث: يمعناة 
رقال تعالى: ##وماآ أ إل لِعَبدُوا 21 مخِصِينَ أذ له ألنن حتفا # [ابنة. 15. فلم علمت الحففلة م! 
فى نبة العبد عند العمل ما ورد مثل هذا الخبم قالنية بالقلب لا يعلمها الا الله ثم صاحيها. 
فالمنا يكتب اكه العيد خحتى اعم كة لسانئه فإذا تلفظل الله سُهِيا لأنه تعالى عند فول عياءة على 
الحقيفة بالاعتناء لا عند عيده فهذه الكيئونة لاا به هي الم لني تحدث يحدوث الكون فى الشهود 


م سييسية ذلك اي تٌ نوين والتكرين يذ يون الا كنك القول الإلهي فى كن أكائن فجميم عا يتكون 


0 الكون فعن القول لاله فليس بين الحق تعالى وبين العبد مئاسية اعم ول" م ف ستياه 


القول ولهذا ورد أن الله عند لسان كل قائل فإن الكون الذي هو القول مغارق قاثلد فإن لم يكن 
الح تعالى عنده ضاح العول فلا بد من كون الحى تعالى عنده لينشئه صورة قائمة اللخلقة كما 
يسبل تعالي ى الصدقة فيرسها حتى تكون كالجيل العظيم انتهى . 

(فإن قلت): قد قال العلماء إن الملائكة يكتبون الأعمال أيضاً لكون الله تعائى أخبر أنهم 
#المرزه ررد بكموين إلى عه 

(فالحواب): ! لم تعلم | لشولهم هذا دليلاً من ال رآن فسن لشر بدليل صر يعح فليلحته بهذأ 

ل 

السو ضع مألل 0 

(فإن قلت): هما المراد بالملائكة المشار إليهم بقوله تعالى: لالم عُفِيَتَتٌ من بين بَذَيّْه ومن 
طلفه. سيم أله # الرعد : : .]0١‏ هل هم الحفظة أو غير ذلك؟ 

(فالحواب): الم اد بهؤ لاء الملائكة ملائكة التسحخي الدين يكحونون مه العيد ببحسيا فا 

والولاة ابعيك يجيد 

نحو ان أت سير 30 ٍ لد ان ا تلد . الل َ 
يحون ألعيا عليه فهم بع وليسش. ١‏ 5 بهم الحففل والله أعلم. 

(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى : #فى ميف مكسة [(1) 
3 سخ لبس 0 . 0 
ذا نام نر لزنا 4 [اعبى: "دكن 


: اهن اله لمك ع 0 0 ُ 3 ! : ١‏ 3 : 
(فالحواب) : كما كاله ! مح لات الستين وما ا 0 راد بالصحبف المك مه «هى 





مما عالى من يعشل والما قلنا هذا لعا يقال د في كم عام ا ا دون أله . إننا أراد ل" د 
بعتا ٠‏ و لعسيو يعقل فال ياخل في ها.! اه قال : وقول ساميو لله أولى وال شي ألباب الحاه 


- 


مالعا تمن وثلاثمانثة : كل علم ننم يظهر 30 الشارخ تعلمال وعالمه العبك أو عمل بد كان تعدا 


0000 وقال في الباب الحادىي والأريعين م ثالايمائة : أله يحور النك رفي 3 كنتب الملل 8 والدحا. 


لاجد كد القاصر وأما صاحبف ٠‏ الث 2 فنطر فبها . ليعرف مي أى م حم 96 9 قوالهم أذ 
غنيك بوك اميق م را ا ار عليه من الكشف الصحيح . وكال في ل أليابث 
الثاني والأربعين و ثللاثمائة ضما يؤيد 5 قول من يقول: أن الاسم عين المسمى قوله داك 


#ذلكم أت د رق # |[ الشووي اه وليس هواعين أمنيناةة كأنه القائل : لوقل دسو الله 0 دشرا 





26 الجرء الثاني من اليواقيت 6 والجواهر في نيال عقائدك الأكابر 


علم الرسالة والمراد بالسفرة هم الرسل من الملائكة ومعنى: بررة أي : محسلون فهم سفراء 
الحق تعالى إلى الخلق ورئيسهم الأكبر جبريل عليه الصلاة والسلام فإذا أراد الله تعالى إنقاذ أمر 
في حلهه أرحى إلى الملاك الأقرية إلى عقاء فنين الأواس وهو الكرسي فيلقن اله تحالق ذلك 
الأمر على وجوه مختلفة ثم يأمره بأن يوحى به إلى من يليه ويوحي إليه أن يوحي إلى من يليه 
وهكذا إلى سماء الدنيا وينادي ملك الماء فتو ضع تلك الرسالة في الماء وينادي ملائكة اللمات 
وهم ملائكة القلوب فيلقونها في قلوب العباد فيعرف الشياطين ما جاءت به الملائكة وتأني 
بأمثاله إلى قلوب الخلق فتنطق الألسنة بما تجده في القلوب وهي الخواطر قبل التكوين بأنه كان 
كذا واتفق كذا لما لم لج كن نما وكرت سه رعذ الكلاة ب وكللك بها جادت .نه الحادتكة وباتلم 
يكن فهو مما ألقته الشياطين ن ويسمى ذلك في العالم الإرجاف وتشّول عنه العامة إنه مقدمات 
التكرين ثم إن ملك الماء إذا ألقى ما أوحي به إليه في الماء فلا يشرب من ذلك الماء حيوان إلا 
د إلا الثقلين انتهى. 0 ْ 
(فإن قلت): فهل للملائكة آخرة كالإنس والجن أم لا؟ 


(فالحواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن عشر ولخمسمائة: إنه ليس للملاتكة آخرة 
وذلك أنهم لا يموتون فيبعثون وإنما هو صعق وإفاقة كالنوم والإفاقة منه عندنا وذلك حال لا 
يزال عليه الممكن ن في لان العبالي دنيا 0 والإجمال هناك عند الملائكة عين المتشابه 
الي فحنا الام نيا اريت آيات 0 وانات 5006 فعم 5 ا بالإجمال 
و المتشانة المذكو عرريل الملاين الأعلى والأسفل . 

(قإن قلت): فهل تتفاضل الملائكة فى العلم بالله تعالى؟ 

(قالحواب) : نعم لكن , من غير فرق لأنهم على مقامات لا يعتدونها كما مرء فالمفضول 
منهم يستفهم من العالم كما في قولهم: مادا قَالّ ل قَانُوا لسن 4 (سبآ: ؟1]. وإيضاح ذلك 
أن الملائكة أرواح عق انواونيا انجس فر كن لجع بعانى بار كن قلرياف ورة عخاصة 
لَممْنَ # [الإسراء: ]1٠١‏ فجعل الاسم هنا عين المسمى كما جعله في موضع آخر غيره» قال: 
قال في الباب السادس والأربعين وثلاثمائة: إنما قال الله تعا! ب اللي الندسي ع 
سنمعك الذي ر سم بف و بشيرهة الذي يبصر به. إلى آخره وذكر الصور المحسوسة دوك العوى 
الروحانية كالخشيال؛ والفكرء والحفظء والتصوير» والوهم» والعقل لأن هذه مفتقرة إلى 
الحواس والحى تعالى لا يتنزل منزلة من يفتقر إلى غيره من المخلوقات بشلاف الحواس 
الفلاهرة فإنها إنما هي مفتقرة إلى الله تعالى لا إلى غيره فتنزل تعالى لمن هو مفتقر إليه لم يشرك 





المبحث التاسم والثلاثون: في بيان صفة الملائكة وأجنحتها وحقائقها 4+5 


وتعلقت به أسماعهم كأنه سلسلة على صفوان كما مر ضربت الملائكة أجنحتها خضعانا وتصعق 
حتى: إذدا فزع الله عن قلوبهم وهو إفاقتهم من صعقتهم قالوا: ماذا أي : يغول بعضهم لبعض : 
ماذا فيقول بعضهم: قال ربكم كذا إعلاماً بأن كلام الله عين ذاته فيقول بعضهم لهذا القائل 
الحق أي : الحق يقول وهو العلى الكبير عن هذا التشبيه فانتهى كلام الملائكة إلى قوله: قالوا 
الحق فقال الله وهو العلي الكبير نظير قوله: #لَيْسَ مده ش25 |الشورى: ]١١‏ والله أعلم. 

(فإن قيل): فهل للعالم البشري التصرف في عالم الصور وعالم الأنفس المدبيرين لهذه 
الصور؟ 
الصنفين فما للعالم البشري عليهم حكم لكن من أراد منهم أن يحكم من شاء على نفسه كعالم 
الجان قله ذلك فعلم أن العالم النوري من الملائكة خارجون عن أن يكون للعالم البشري عليهم 
ولاية لأن كل واحد منهم على مقام معلوم عينه له ربه فما ينزل عنه إلا بأمر ربه فمن أراد أن 
ينزل واحد منهم فليتوجه في ذلك إلى ربه وربه يأمره ويأذن له في ذلك إسعافاً لهذا السائل أو 
ينزل عليه ابتداء. 

(فإن قبل): فما معام الملائكة السياحين؟ 

(فالحواب) : مقامهم المعلوم كونهم سياحين يطلبون مجالس الذكر الذي هو القشرآان فللا 
يقدمون على من ذكر الله بالقرآن أحداً من الذاكرين بغير القرآن فإذا لم يجدوا من يذكر الله 
بالقران غدوا على الذاكرين بغيره وذلك رزقهم الذي يعيشون يه وفيه حياتهم ولذلك كان 
المهدي إذا خرج يقيم جماعة يتلون كتاب الله اناء الليل والنهار ذكره الشيخ في الباب السادس 

(فإن قيل): فهل في الملائكة أحد يجهل صفات الله عر وجل كما يقع لعوام الجن 
والرحن: 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة: إنه ليس في الملائكة 
به أحداً فعلم أن الحواس أتم لكونها هي التي تهب القوى الروحانية ما تصرف فيه وما به تكون 
حيائها العلمية: قال: ولما كان تجلى الحق تعالى فى الكلث الآخر من الليل يعطي العلوم 
والمعارف أكثر مما يعطى الثلث الأول» والأوسط كان علم أهل الثلث الآخر من مدة عمر هذه 
الأمة أكمل وأتم وذلك لأن رسول الله يخية. لما بعثه الله والككفر ظاهر لم يدع الصحابة إلا إلى 
الإيمان خاصة ولم يظهر لهم شيئاً من العلم المكنون وصار يترجم لهم عما نزل من القرآن 
بحسب ما يبلغه إلى عموم ذلك القرن فكان الصحابة أتم في مقام الإيمان والتابعون أتم في 
العلم: وتابع التابعين أتم في العمل» قال: والحكمة في كون الصحابة أقوى إيمانا أن نشأة 





؟*4 الجزء الثائى من اليواقيت ٠‏ الجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


بعد تعليم آدم الأسماء من يجهل الح بل كلهم علماء بالله عر وجل ولذلك قال تعالى 


فاه - عل اوور اه ارفك ا 1 20 امسخ م ب مزح م . 4 ِ 1 مث #لر ع + يي 
طلشية أن أَثَمْ لآ إند إلا هُرَ وَالْمَتَعَكَدُ 4 إآل عمران: 14]. ثم قال في حق الناس #وَأؤثوا ألم 4 


اي 1 كلم يطلى الأمر كما أطلفه في الملائكة وأطال فى ذلاك لم قال: فالمراد ذا 
العلم هو عام الت حيد لا علم الوحجود فإن العالم كله عالم الوجود بخلاف التوح عد فى العانة) 


2 


أو فى أل ثبة يحهله بعض ., ل 
ااه لعم . كما ذكر 0 الشيخ في الباب الخامسس والسبعير هِ وتلاثماتة ١‏ ودلك أنهم 


2 لعا 101 . 0 بذ 3 ع > عو ال ا 
ا نتصوا بالعلم اللي أنه يعراقه جد من اشر 0 إن جرد عن بشر به وق ست ايل ما اه للط عه 


م حعيك يانه حتى يبشى الرو 2 المتقوق 8 لماه على اصلةه الاول» خياد بتخلص للعدم أله 


تعاء 


كما 


من حياك تعليه الملائكة يشوم في عبادته لذ تعالى مقام الملا ئكه ني 2 ثلا تعالى 


قال وقد ذقنا ذلك ولله الحمد واولا خوفنا أنا إذا علمنا هذا العلم لأحا. يدعيه كذباً لبينا له منها 


م يشر انك العيون 35 


(فإن قلت): فهل فطر أحد من الملائكة على الشهوة ولحن يعحميك لله تعائي أم د شهوة 


له أصك؟ 
(فالحوابس): كما قاله الشيخ خ في الباب الكغامن والسسعي لْسيعينٌ وثلاثمائة : 0 للملائكة شهو 5 
وإنما فعل هم الله علي المعرقة بالظه وعلى الإرادة ولذلك أخبر عنهم يأنهم لا يعصون الله ما 


أمرهم لما خلق لهم م 00 ولولا الإرادة ما أثنى عليهم بأنهم «الَا بَنْصُونٌ أنّْدَ نآ عرف 


وَتَعلون ما يمون [التحريم: 1] 
(فإن قلت): فعلى ماذا فطر الحيوان؟ 
(فالحواب): فطر على العلم بالله وعلى شهوة خاصة بخلاف الجن والإنس فإنهم قطروا 
المسزعة 1 لشو قح للع نطق شام في الإرزاذة "اذ الخهنرة 311ة طيعة فلب للد كوا لاسن 
إرادة إلهية كالملائكة وفطرهما الله تعالى على العقل لا لاكتساب العلم وإنما هو آلة جعلها 





الإنسان فطرت على الحسد فلما بعث إليها نبي من جنسها لم يؤمن به إلا من قوي على دفع ما 
في نفسه من الحسد وحب الشقوف وهروبها من الدخول تحت حكم غيرها فكان إبمان 
الصحابة أقدرى بهذا النظر لمشاهدتهم تقديم جنسهم عليهم وكان معظم اشتفالهم فيما يدقع 
سلعطلان الحسد أن يقوم بهم وذلك مانع لهم من إدراك غوامض العلوم والأسرار. فارتفعوا علينا 

وة الإيمات ولككن جبر الله نقصنا بإعطائه لنا التصديق بما نقل لنا عنهم من الشرع فحصل لنا 
درجة الإيمان بالغيب الذي لا درجة للصحابة فيه ولا قدم فعلم أنهم ما فضلونا إلا بقوة الإيمان 
والسبق وأما في العلم والعمل فقد يساويهم غبرهم في ذلك وأطال في ذلك ثم قال: 


المبحث التاسع والثلاثون: في بيان صفة الملائكة وأجنحتها وحقائقها و 


الح تعالى للجن والانسن م ردعوا به الشهوة في هذه الداز خاصة و جميع ها استشاده ارس 
والجان من العلم من غير طريق الكشف فإنما هو من طريق الفكر بالموافقة. فعلم أن العلوم 
التي في الإنسان إنما هي بالفطرة والضرورة والإلهاء وغاية الكشف ‏ ان يكت”! 020 


انين قطلرة الله عليها لا غير فهو يرى نه معلومه وأما بالفكر مجان أ أن يصل به الى العلم: 


(فإن قلت): فمن أي علمت هذا وهو من مدركات الحس فلم يبق إلا النظ ؟ 


(فالجواب): علمنا ذلك من طريق الإنهام. والإعلام الإلهي وذلك أن النفس الناطقة 
كحي جات لعل عن ريا لات 101 فين الو جه الخاص و هاون ربق الإلهام. فإن م 
من النه يا خاصا فعلم أن الفكر الصحيح غاية أمره أن لا بريد على الإمكاء ن بخالاف ما 
ذكرناه ع صلم , الله و ا كما أن ةا غاية معام م يصل إليه العبد بالتقير الويحية بح في السبغر ف بالله 
تعا! الحخير 5 0 الله وهذا مبتدأ البهائى لأنها مغطوررة على الحيرة والعبد يريد أ أل بح د عنلها م 


1 


0 
(فإن قلت): فكم أصناف الملاتكة؟ 


(العرافة ٠‏ هم ثلاثة أصناف كما ذكره ه الشيخ في الباب الرابع ليمي ناته 1 الأول : 
ال ل ا 00 ا ا صر بق كشفنا فهم 
قي الحد لعخبر ذ 5 سكارق : وقد أو جدهم ألله تعالى من أبنبة العماء الذي ما فوغك هواء وما حنه هواء 
بجعل ما ينافيه وهم أرواحٌ في هياكل أنوار كسائر الملائكة الأن وليس لها ولا المارائقة من 
الولاية الا ف لايك الممكنات 8 الثانى : ملا ته التصححم كالمسخرين لنا بالعروج ليلا نهارا مول 
والمستغفرين للمؤمنين خاصة وكالملائكة الموكلين باللمات والموقلين بالأرحام والموكلين 


بالإلهام والموكلين بشخ الأرواح وكالملانكة الم و كلين اوزاف والأمطار وكالشر وكلين باأنة تساك 


وكالملائكة الصشافات والزاجرات والتاليات والمقسمات والنازعات والمر سلاات والناشرا با 


والسابقنات والسايحات والملقيات والمديرات وغيرهاء وركل من صموم الستيق أعفسن ل هؤلاء 


فالحمد لله جاء بنا في الزمن الأخير و جير قلوينا بالتصديق. وعدم الشكبء الترودد قيما وجديناء 
منقولاً في أوراق سواداً ة فى بياضضص ولم نطلب على ذلك دليلا ولا ظطييور آية ولو أندا جثنا في 
عقدر وم لمعاف نا كرا ودف كرف كر حالنا عند مشاهدته 3 هل تان يغلب عليئا 
ذأء !اسيك فلا نطيعه أم نغلب نحن نفوسنا ونطيعه فكفانا بايله ذلك فله الحمد على شل حال 
واات نات الام والاربعين وثلاثمانة. في الكلام ب على العندية الإلهية في نحو قوله تعال 
وما عِنْد أ باق |النسل: كه]. وفى قوله حاتت التسعة قن عِندنا عل له ين دنا عنما د 
[التكنهف- 12] وقال #وَيَنْدَم مَهَاتَِحٌ الْمَيْبٍِ؟ [الأنعام: 54] وفي الحديث صفوا كما تصف الملائكة 


1 الجزء الثانى من اليواقيت والجراهر فى بيان عقائد الأكابر 


كما مر في المبحث قبله. واعلم أن رأس ملائكة التسخير هو القلم الأعلى وهو العقل الأول 
سلطلان عالم التدرين والتسطير. قال الشيخ : وكان وجود هؤلاء مع العالم المهيم غير 2 ألله 
تعالى حجحيهم عن هذا التجلى الذي هام به غيرهم. الثالثك: ملائكة الخدسر وهى الأرواح 
المديرة للأجسام كلها سواء الطبيعية 8 والنورية والفلكية والعنصرية در ستيه ست ع أجسام العالم 4 وأطال 
الشيخ فى ذلك» ثم قال: وقد ذكرناه فى الباب الرايع 0 أنه لعن للملائكةد كسب 

ولع لجنا وإنما هي مخلوقة في مقامها لا تتعداء فلا تكسب قط قط هقانا وأ زاذب. 0 
الا ل فكر ولا استدلال لأن نشأتهم لا تعطى 5 ء لك مثل ما تعطيه نشأءَ 


ع عل 


(فإن قلت): فما المراد بالأجنحة في قوله تعالى: لجا الملكة رلا أَرْلَ أَحيِسَرْ مُنَىَّ 
وَثْلتَ و4 لفاطر : ١1؟‏ 


(فالحواب): أن المراد بهذه الأجنحة هي القوى الروحانية وليس لهذه القوى تصرف إلا 
فيما كان من مقامها فلا تتعدى مقام صاحبها من الأفلاك؛ كما مر في مبحث الإسراء أن غاية 
كل شيء أن يرجع للمحل الذي صدر منه لحن لا يخغى أن الأححفة المذكورة مما حملت 
للملاتكة إلا لينزلوا بها إلى من هو دونهم في العنصر لا ليصعدوا بها إلى من فوقهم فيه وهذا 
بعكس الطائر عندنا فإنه يهوي بلا أجنحة ويصعد بها فإن أجنحة الملائكة لا تصعد بها فوق 
مقامهاء فعلم أن الأصل فى أجتحة الطائر أن تكون للصعود والأصل فى أجنحة الملائكة أن 
تكون للهبوط فالطير إذا نزل نزل بطبعه وإذا علا علا يجناحه والملك إذا نزل نزل بجناحه وإذا 
علا علا بطيعه كل ذلك ليعرف كل موجود عجزه وأن لا يمكن له أن يتصرف إلا على قدر ما 
حد له. 


(فإن قلت): فما المراد بعروس الملائكة فإنه لا يعرج إلا من نزل؟ 
زاك بعر وج : تخرج 24 من دن 


(فالجواب): لا يختص عروج الملائكة بالعلويات كعروج غيرهم بل يسمى نزولهم إلينا 
عروجا أيضا إظهارا لإطلاق الحكم لله رب العالمين فإن له تعالى في كل موجود تجليا ووجها 
خاصاً به يحفظه ولا سيما وقد ذكر سبحائه وتعالى أن له جهة العلو على الإطلاق أي سواء وقع 





عند ربهاء وقال تعالى: 9إنَ أَسّْه عِنْدمِ عِلْمّ أَلسَّامَةِ» القمان: 5 ؤقال2 #وإن من شي الله 
عِنْدنا حرام # [الحجر: ]1١‏ اعلم أن هذه العندية اختلفت إضافتها بحسب ما أضيف إليه من 
أسمء وتسمير وكناية وهي ظرف ثالث» فإنه ليس بظرف زمان ولا ظرف مكان ممخلص بل ما 
هو ظرف مكان جملة واحدة على الإطلاق قال وكذلك في قوله تعالى: نايد يلد وااعة 
أ باق [النسل: 45] 4]. فجعل لنا عندية وما هي ظرف مكان في حقنا قال: وما رأيت أحداً من 
أهل الله نبه على هذه الظرفية الثالثة حتى يعرف ما هى فعجب من العلماء كيف غَفلوا عم 
تحقيق هذه العندية التى اتصف بها الحق والإنسان أو طال فى ذلك ثم قال: 


المبحث التاسم والثلاثون: في بيان صغة الملاتكة وأجنحتها وحتائقها حي 


التجلي في السفليات والعلويات قال تعالى: مَبْج أسْرَ ريك القل (و) © [الاعنى: .1١‏ وقال: 
#ركو أَنْهُ فى التَسَت وف الْارْض» [الأنعام: 7] فجعل له العلو سواء كان في السموات أو في 
ا بشرينة حديث: «أقرب 5 7 العبد من ريه وهو ساجد». . فافهم فالعلو له دائما . 


توجهوا من ل اه .. 
دراوت له نس جيه شيع ليح لوا لماقان 97ل اتيك ا سبوا ذاه و عت 
أنهم في نزولهم أصحاب عروج قال تعرج الملائكة وبالجملة فكل نظر وقع إلى الكون من أي 
كائن كان فهو نزول وكل نظر وقع إلى الحق وقع من أي كائن كان فهو عروج وقد قررنا فيما 

سبق أن الملك إذا عرج يعرج بذاته لأنه رجوع إلى أصله وإذا عرج الرسول إلى السماء عرج 
نيما لذابت البراق يتك لحي ل 


(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى خطاباً لإبليس لاما مَْمْكَ أن تَجُدٌ لِمَا خَلقَتٌ يْدَىٌ 
تكرت آَم كُنتَ مِنّ الْمَالِينَ4 اص: 05؟ 


(فالحواب): المراد به أستكبرت أي : في نظطرك وكذلك كان الأمر فإن الله أخبر عنه أنه 
استكبر وظن بنفسه في باطن الأمر أنه خير من ادم فههنا جهل إبليس . 

(فإن قلت): فهل العالون أرواح أو ملائكة؟ 

(فالحواب): هم أرواح ما هم ملائكة إذن الملائكة هم الرسل من هذه الأرواح كجبريل 
وأمثاله فإن الألوكة هي الرسالة في لسان العرب فما بقي ملك إلا سجد لأنهم هم الذين قال الله 
لهم « أسْجُدُوأ لدم [البقرة: 6*] فلم تدخل الأرواح المهيمنة فيمن 7 بالسجود فإنه ما 
ذكر أنه خاطب الملائكة لا الأرواح ولهذا قال: #فََبَدَ التليكة حَكُلَهُمَ مون 49 [الحجر 
]١‏ ونصب إبليس على الاستثناء المنقطع لا المتصل وهذه 0 00 إليهم بالعالين لا 
لدردود نال تان يعلى أدم ولااغتره لله بالل تماق فقول اله عائن الإبلين آم 000 
الْعَالينَ# [ص: د“ أي : من هؤلاء الذين ذكرناهم فلم تؤمر بالسجود ولا يخفى أن / لسجود في 
اللسان هو التطأطؤ لأن أدم خلق من تراب وو أسفل الأركان [ لأسف ند وتيت بعف. 





فعندي ةلرب معقولة وعنديةالهوى لاتعقل 
وعنشدية الله م وهيولة وعلنديةالتخلق لاتجهل 
وليس هماعند ظرفية وليس لهاغيرمحجهمل 

قال: والضمير في قوله لها: يعود على الظرفية وفي قوله: هما يعود على عندية الحق 


اماس 


والخلق 1 0 وقال في الباب الثامن والأربعين وثلاثمائة في قوله تعالى: ##مَثلَ نور 
مِنْكَرْرَ ذا مِصْبَاحٌ» [النور: 650 الآية. اعلم أن الشجرة التي توقد منها المصباح مثال لهوبته 


45> الجزء الثانى من ليواقيت والجواهر في بان عشائد الأكابر 


أشياخنا يشول: إنما ١‏ لم يأمر العالوك بالسجود د لأدم لأنهم ا يعر قو له حنى يسيحدون له وأ 
قلاتهم ما جرى لهم ار فى تعريف الله إيانا ولولا ما ذكر الله تعالى إبليس بالاباية ما عرفنا أنه 
ا بالسجود ذكره الشيخ في الباب الحادي والستين وثلاثمائة. وقال في الباب السابع 
والخمسين ومائة: أرخع الأرواح العلوية العالون وليسوا بملائكة من حيث الاسم فإنه موضوع 
للرسل منهم خاصه» إذ معنى ير كو و من المقلوب وأصله مالكة والالو كه ال رسالة 
فللا تختصنى بجنس دون جنس ولهذا دخل إبليس في الخطاب بالأمر بالسجو د لما قال اين 
للملاتكة: 8 أحَجُدُوا» [البقرة: 24] لأله كان ممن يستعمل في الرسالة في الجملة فالملائكة 
جنس يعم الأرواح البررة السفرة والجن والإانس فكل صنب فيه من 0 
فالتبوة الملكية المهموزة ل يئالها ]له الطائقة الأول الحافون من حول العرش يسبعجولن بحمك 
ربهم أد الأفراد عن ملائكة الكرسي والسموات وملائكة العروج قال: وآخر نبي من الملائكة 
اسماعيل صاحب سماء اويا وكل واهد منهم على شريعة مرن ريه من باطنية شر بعة 
4 
الفانات :4 ١|‏ .فاضم - أن لهم جدردا يتقعولن عندها لا ند 33 9 لس يعد الا هذا 





محمد 0 في عالم الى رواح معياة 5 بغايه وذلك قوله تعالى: 6 ًُ إلا 5 مَقَامُ علوم 


10 


(فإن قلت): فما السراد بالأسماء الألهية التي استند إليها الملاتكّة المكار ال ليهم بهز للاء من 
قوله: 8 يتوق باشعا 17 هلؤلك # [ البقرة : .]5١‏ فض إيجادهم وأحكامهم؟ 


(فالجواب): هي سائر الأسماء الإلهبة فكان جهلهم بالأسماء نقصاً يستحقون به المؤاخذة 
والتو ببح كانه تعالى يقول لهؤلاء الملائكة هل سبحتمو ني وفدستموني بهذهة لشفا قط. و 
انك عض عيبي 1 تير وا لسن قوت ولع الك نر فى الأرضص ولم يكن ينبعي 


لم ذلك 


(فإن قلت): فهل للملك والحيوان والمعدن والنبات إرادة؟ 


(فالحواب): لبد لهم إرادة تتعلق بأمر من الأمور فهم مع ما قفطروا عليه م السجود لله 
والثناء عليه فشغلهم دائما به تعالى لا عنه وأما الإنسان فله الشغل به وعنه والشغل عنه هو 


تعالى فإن هويته تعالى لا هي شرقية. ولا هي غربية ولا تقبل الجهات والزيتونة هنا هي مادة 
الكت الل فالماةة للدوى وك عق الزوية بالفضو الأو الفيدرة واشركة عن لاعفا لض زكر 
النضاد لأن الهوية حاملة الأسماء المتقابلة كلها كالمعز والمذل» والنافع والضار غانظر يا أحنى 

ا أكمل االعاراات الالبية.فى"الاشان ماهر الآمر عليه وأطال قفن ذللقي وقال في قركه فل : 
«أعمار أمتي ما يين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك» اعالم أن في هذا الحديث إشارة 
إلى أمة الالختصاص وهم الأولياء المحمديون خاصة فمن زاد على سبعين سنة فما هو محمدي 
المقام وإنما هو وارث لمن شاء الله من الأنبياء من ادم عليه السلا إلى خالد بن سنان عليه 








اتمبحث الأربعون: في مطلوبية ب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام باع 


المعير خييته بالغقلة والنسيالك . 
(فإن قلت): فهل في الأرواح قوة مصورة كما في الإنسان؟ 


(فالجواب»): كما قاله الشيخ في الباب السابع والستين وثلاثمائة: أن الأرواح لها كَوَة 
التصور وما لها القّوة المصورة فإن القوة المصورة تابعة للفكم الذي هو صغة للقوة المفكاة 
وكذلك الأرواح التي فوق الطبيعة لا يشهدون صور العالم. ولا يقبالون التصور كالنفس الكلية 
والعقل والملائكة المهيمين في جلال الله والله أعلم. وفي هذا القدر من أحوال الملائكة كفاية 
وسيأتي نبذة صالحة من الكلام على ملائكة الإلهام في 00 الولاية إن شاء الله تعالى 


الميحث الأريعون: 
في مطلوبية بِرّ الأنبياء عليبهم الصلاة والسلام ووجوب الكق 
عن الخوض في حكم أبوي نبينا محمد يك وحكم أهل الفترتين بين 
نوح وإدريس وبين عيسى ومحمد 245 وبيان أنهم 
يدخلون الجنة وإن لم يكونوا مؤمنين بكتاب ولا سنة رسول 


اعلم أنه يستحب بر الأنبياء كلهم وداه لهم بأن الله يزيد في درجاتهى رجاء رضاء الله 
عر وجل عناء وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب المتارم والخمسين وأريعماتة اعلم اله 
ينبغي لكل مؤمن بر أجداده وابائه المسلمين ير آبائه من أكابر الأولياء من آدم إلى أبيه الأقرب 
0 الشيخ : ولقد اعتمرت مرة عن أبينا آدم عليه السلام وأمرت أصحابي بذلك فوجدنا ابواب 
بتماء تاثا التي فيها ادم عليه السلام؛ قد فتحت تلك الليلة وعرجت ملائكة لا يخصصي عددهم 
إلا الله ونزلت ملائكة كذلك وتلقونا بالترحيب والتسهيل إلى أن بهتنا منهم وذهلنا من كثرتهم 
لأجا, صلة أبينا أدم عليه السلام» تلك الليئة وذلك لأن ررحم ادم عليه السالام مقطلوعة عند أكث 
الناس قال: :ولقد ألهمني الله تعالى صلتها فوصلتها ووصلت بسببي أيضا». وكان ذلك عن 
توقيف المي لم أر الاخد في :ذلك قدما أمشى علبه» وما'قال البق تعالى كن غير موضع .من 
القرآن ليبق دمّ4 [الاعراف: :11 إلا ليذكرنا تعالى بأبينا آدم عليه السلام» لتصله ومع هذًا فلم 


السلام. اله للك كال : في حديث السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب أي: لم 
بك نك فنعا رض ولا مكيار بيدا باريد الله خم ر لم يكونوا يحتسبونه وأطال في شرح 
كلمات الحديث. وقال: التجلي الرباني في الليل على ثلاثة أقسام وكذلك تجليه في النهار 
فيتجلى تعالى في الثلث الأول من الليل للأرواح المهيمة وفي الثلث الأوسط للارواح 
المسحخرة» وفي الثلث الآخر للأرواح الطبيعية المدبرة للأجسام العنصرية وأما النهار فيتجلى 
تعالى في الثلث الأول منه للأجسام اللطيفة التي لا تدركها الأبصارء وفي الثلث الأوسط 
للأجسام الشفافة. وفي الثلث الآ للكعيام لكين بوأعال في ذلك وتقدم نحو ذلك في أجوية 


24 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
يتنبه أحد لهذه الأبوة ولا للوفاء بحقها وما أشبه هذه الذكرى من الله تعالى بقوله لمريم: 
#يتأخت هِنْرُونَ# [مريم: 118 وأين زمن هارون من مريم. وأما وجوب الكف عن الخوض في 
حكنم أبوي النبي لل في الاخرةء فللشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله في هذه المسألة 
ست مولفاتء وقد طالعتها كلها راكها ترج إلى أن الآدب مع رسولة يك واجبء وأن من 
آذاه فقا اذى أبله وقال تعالى ١‏ 90 نين ودوك أت ورسرل ع أ 2 لدي اضرو وَأَعَرّ 3 
عَدبًا مهيا (©)» [الأحزاب : /ا]. وفي القران العظيم 41 يق يك ره 
[ اللأسراء: .]١5‏ ومن طالع قيما تقله أهل اعد من كلام عيد المعللبف لذن أراد لخر عبد الله فى 
قصة حفر بثر زمزم شهد له بالتوحيدء وصاحب التوحيد سعيد بأي وجه كان توحيده كما سيأتي 
قريباً في حكم أهل الفترات . قال الجلال السيوطي: وقد ورد في الحديث "أن الله تعالى أحيا 
أبويه يثثة حتى آمنا به وعلى ذلك جماعة من الحفاظ منهم الخطيب البغدادي وأبو القاسم ابن 
عساكر ونيا حفص بن ثشاهين والسهيلي والقرطبي ومحب الدين الطبري وابن ل المنير وابن سيد 
الناس والصفدي وابن ناصر الدمشقي وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين» ولفظط السهيلي بعد 
إيراد حديث الحاكم و صضححه عن ابن مسعود قال : سكل رسول اللّه 2 ١‏ عن أبوية فقاتة” مآ 
أنه نة. يشفع فبهما في ذلك المقام ليوقف للطاعة عند الانتحان الذي يقع يوم القيامة كما 
ورد فى صعدة احاديث قال المحب الطبري: والله تعالى قادر على أن يحيى أبويه ا حتى 
القرطبي : و 00 يله بممتنع لا عقلا ولا شرعاء فقد ورد في القرآن إحياء 
قتيل بني إسرائيل حتى أخبر بقاتله انتهى . 


(قلت): وعلى الشول بصحة إحيائهما بعد موتهما فيكون ذلك الإحياء مثل إحياء من قال 
لهم الله موتوا ثم أحياهم أي: إلى تكملة أجالهم وعلى ذلك فما أمن أبوا النبي بي؛ إلا في 
زمن تكليفهما فكأنهما امنا به قبل أن يموتا كما قال بعض المحققين فى سجدة أهل الأعراف 
من أن ميزانهم ترجح بتلك السجدة يوم القيامة ثم يدخلون بها الجنة فلولا أن هذه السجدة 
نفعتهم وسعدوا بها لم يدخلوا الجنة مع أنها ما وقعت إلا بعد موت فيوم القيامة برزخي له وجه 


شيخنا رضي الله عنه. وقال: الشمس غير غائبة عن الأرض في طلوعها وغروبها وإنما تطلع 
وتغيب عن العالم الذي فيها والطظلام الحادث في الأرض إنما هو اتصال ظلالات ما فيها من 
العالم فهو على الحقيقة ظل والناس يسمونه ظلاماً ومن لا كشف له يسميه ظل الأرض لما هى 
ملكي الككاف واللخوسيط سيره وام لا تيار وإ نيا كيد ب اها نه ال قر 
السمتوات” والازمن. أي : : منورهما وذلك النور مستمر غير منقطع فافهم وقال: لا تقوم الساعة 
حتى يلهر الكشف في الخاص والعام. كلما قريت الساعة كان الكشف في الناس أكمل وأتمء 


وقال: يخرج النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى فيمشيان إلى الجنة . ثم يخرجان منها ! 
2 من بم يعخر 


المبحث الاربعوت: في مطلوبية بر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 18 


إلى الدنيا ووجه الآخرة إلى الآخرة والله أعلم. وكان الإمام أبو بكر بن العربي المالكي الفقيه 
المحدث يقول: ما عندي أحد أشد أذى لرسول الله يل ممن يقول: إن أبويه فى النار. وفى 
حديث مسلم: ١لا‏ تؤذوا الأحياء بسبب الأموات فيحرم جزماً أن يقال: إن أبوي النبي 25 في 
النار 1 . انتهى قال الشيخ جلال الدين السيوطي : خائمة حفاظ مصر رحمه 0 عبرم 
جماعات كثيرة بأن أبوي النبي كله لم تبلغهما الدعوة والله تعالى يقول: #ورَمَا كا مِعَذِْبِينَ حَقّ 
د 0 [الأسراء: 18١1]ء‏ وحكم من لم تبلغه الدعوة أنه يموت ناحناً ولا يعدب ويدخل 
الجنة. قال: وهو مذهبنا لا خلاف فيه بين المحققين من أثمتنا الشافعية في الفقه والأشاعرة في 
00 ونصصى على ذلك الإمام 0 1 الله عنه 00 ذلك الأصحاب . كال اللجللال 
السيوطي رحمه الله : ومما يوضح لك أنهما لم تبلغهما الدعوة أنهما مانا في حدانة سنه 0 
وضحّحخ العلائي وغيره أن والد رسول الله 2 8 عبد اللهء عادى مق السسى لجاناا مشي 
ووالدية متت فى سجاوه المشوين زونك هذا العشر حويه التخصرل: علي المطلواتق كني التومية 
على القول بأن الله تعالى لم يحيهما حتى آمنا به مع أن ذلك الزمان الذي كانا فيه كان زماناً قد 
عم فيه الجهل والفترة انتهى. ولنذكر لك جملة من أحكام أهل الفترتين ليدخل أبو النبي 6 
في أشرف أقسامهم فنقول: وبالله التوفيق: اعلم أن الموحد سعيد بأي وجه كان توحيده وإن لم 
يكن مؤمنا بكتاب ولا رسول ويدخل الجنة وذلك أن متعلق الإيمان إنما هو الخبر الذي يأتى به 
الأنبياء عن ربهم عز وجل وليس بين ظهري أهل الفترتين كتاب ولا رسول حتى يؤمنوا بهماء 
وحيلئذ يصح أن يلغز بذلك فيقال لنا: شخص مات على غير الإيمان ويدخل الجلة وهو من 
وحد أله بلور وجده فى قلبه ومات على ذلك. وقد قسم الشيخ محيي الدين أهل المترتين فى 
الباب العاشر من «الفتوحات» إلى ثلاثة عشر قسماآ وحكم لستة أقسام منهم بالسعادة والأربعة 
بالشماء والثلاثة بأنهم تحت المشيئة : 


(فأما) | الشمداء فتعيم رخ ابه بعال | مشوارل وجذه في .فلبه "كمسن بن ساعدة وسعيد سس 


زياد بن شمر سس نميا ل فإن قساً كان إذا سئل هل لهذا العالم إله يقول: البعرة تدل على البعير 
وأثر الأقدام على المسير إلى آخر ما قال. وأما سعيد ابن زيد فكان يسجد ويقول: إلهي إله 


إبراهيم وديني دين إبراهيم كما في صحيح البخاري وكان يقول أيضاآ: إني لأنتظر نبيا من كن 


دار الجلال فيظهر النيل من جبل القمر ويظهر الفرات من أردن !١‏ لروم وهما في غاية الحلاوة 
وإئما تغير طعمهما عما كانا عليه في الجنة من مزاج الأرض فإذا كان يوم القيامة عادا إلى 


الجنة . 


(قلت): ومن أين ينشرات النامس من حين قيامهم من قبورهم لخ دخول الجنة أم ل اجن 
يشرب حتى يدخل الحنف او برد الحوض قمن وجد شيئا فليلحقه بهذا الموضع والله عليم 
خبير. وقال في قوله: إن أحصنت أمتى فلها يوم وإن أساءت فلها نصف يوم يعنى: من أيام 


14٠‏ الجرء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكاب 


اسماعيل عن بتي عبد المطلب ولا أراني أدر كد وأا أؤمن 38 وأصلكه وأشهد انه نسي ء ومن 
طالت به همذة وراه مرة فليقرته منى السلام التو ذكره ابن سيد الناس فى سيرته: قال الشيخ 
د يسهيىن من وجل الله تعالى مثل سن ضصاحب دليل مما 2 بفكر وذلك لأنه دذكر 
الممخلو قات واستباره فبها ولدذلك كال سعك ف وحدم كما ورد ا تاي ولا متبوعاً. 


ل ا لديم . 


(وقسم): 0 الله تعالى بما تجلى لقلبه من النور الذي لا يقدر على دفعه من غير فكر 
ولا روية ولا نظر ولا استدلال فهذا على نور من ربه خالص شير ممتزج بفكر في كون من 
الأكوان ويحش هذا يوم القيامة مم الأصفياء الأبرياء . 

(وقسم): | لغى في نفسه واطلع من كشمه لشدة نوره وصفاء سره وخلوص يقينه على 
منازله محمك 5ة) وسيادته وعموم رسالته باطئا من زمن آدم عليه السلامء إلى زمن هذا 


ل له شامع به 2 عالم الغيب على شهادة قنك ولينت من ربت شري قوله تعالى: افْمّن 047 


و هاي 

نا مشية كه كد شالع د 1؟ سكل كافك مله ناث شيل له قله تسندف جما كرا شقن ال 
0 لسك الكل ا 55 0 و 8 السساية 8 نميا وا يا" يشهد 1 10 ساد اموق 

شها! تسب يوام العامة كي شناء 0 لطامهة رفي ب طنية سمعحييك 





(وكشماة اثية غلة سيق هم" اتقلريله كلمو "وود أو نسدد مزائية سلة إنزاهي أد تنه كان هن 
1 اتبع شهول ن نهو ر وائبع مله إبراهيم أو من 


الاننياء حين علم واعلم أنهم رسل الله تعالى يدعو إلى الله تعالى طائفة ممخصوصة فتبعهم 

ا 5 5 ِ ا 2 1و 1 ١‏ 5 00 2 5 : : 
رامن بهم وسلك ستتهم فحرم على نفسه ما حرم ذلك الرسول وتعيك نفسه بشريعته وإن كان 
50 ين شو بواجب عليه اذ لى يكن ذلك الرسول مبعو 2 إلية فهذا يحشر 0 تقبو م ذلك 


النبي يوم الغيامة؛ ويتميز في زمرنه في فذاهريته إذا كان شرح ذلك النبي قد تعرر في الظاهر. 


(وقسم): طالع في كتب الأنبباء فعرف شاف محمد 0 وشاف دينه وثواب من اتبعا 
ثامرا به وصلق على ييه دحل | في شرع تبي أنطل ممن تدم لا سيما إن كان قد أتى 





0 اج اموا ا ب مص 5 - ' 
بساتارم الااطالاى الحكيم بن حاام وأضرابه فهدا حشر يوم القسامد مع 5 
: 9 ا 1 0 

00 1 
أ 5 1 
في العامسين سمي بين 
2 م اا مده ه واعن 4 قاد اجرات فيهؤلاء 





تنمالاة ' أقسام: تلهم ا 000 يوام القيامة لتوحيدهم ؛ دأت لم يتصعوا بالايمان 





لت الذى شق كالف ميته 6ه تعدودن و الجر أد بإحسأنها تقلرها الف العمل بشم بعيك + ثبينها : 








2-2 وات أساءت؛ . اسم يقنع بشي ع لعلمة ا أن جر ال امته - 


حالم الاأعدم الشاذل والناصير ويس ليو مهما مقدار ارم علدنا بل مير انه لا يعلمه لا انك قلت : 


0 0 : . ا 
قا تتشت فول لله الحمد وجاورنتك الكيسمائة سئة المحسوبة 3 م0 بد معاذ يه قالحمسك لله 


ف لاه ة ا له 9 شا ارم 8 33 1 2000000 
العالهم: , #كال في اسانب التأسيع وال د تعيين و نوائك . قد جمه ألله نيتى دن" لخيسية السشائك ش 
1 0 تن 0 ا ا 000 : 
3 5 
0 3 ا م 30 0 . ةا 0 5-35 3 4 
© فعم احلى نوا ييل حك ملهم 3 درايته وعرقتد وتدنك جمعنىي تعاليى على وزلهم من اكولياء 


ف كأ نح ل 0 وال 1 خذلة 
خم فتهه م م أيه عه على في حي لال حر هانه انها وارنية و عت 56 ألما وأطال 5 اي 


المبحث الحادي والأربعون: في بيان ثمرة جميع التكائيف التى جاءعت بها الم 03 ١ه‏ 


(وأما): الأشقياء (فقسم): عطل لا عن نظر بل عن تقليد فذلك شقيّ مطلق (وقسم): 
شرك لا عن استقصاء نظر فذلك شقي (وقسم): عطل بعد ما أثبت لا عن استقصاء نظر أو 
تقليد فذلك شقي (وقسم): أشرك عن تفليد محض فذلك شني. 

(وأما): من هواتحت المشيكة (قسم): عطل فلم يقر بواجود عن نظر قأصر ذلك القصور 
00 إليه لضعف في مزاحه عن فوة غيره فهو تحت السسيئة (وقسم) : أشرك كك ع نظر القعلا فنا 
لريق الحق مع بذل المجهود م ا ا : آخر عطل 28 
ا نظر بلغ فيه أقصى القوة !! لتي هو عليها مع ضعفها بالنسبة لم بن فوقه فهو نحت 
الحشيئة , 

(فهذه): اماه م أهل الفترات التي بير نْ إدرنسن وفوح وبين قيسى ومحمد 0 فإياك أن 
يسك على أهل المترات كلزين كدر اسد من زر هذا اللتمال فتخعلىء طريق الصواب فرحم 
أنثه تعالى | اشم خ محبي الدين ما كان أوسع اللاعةه فإن هذا التقسيم لم | تعجده لخيره والله أعلم. 

المبحث الحادي والأربعون: 
في بان أن ثمرة جميع التكاليف التى جاءت بها 
الرسل علبهم الصلاة والسلام يرجع نفغها إلينا وإلى الرسل لا إلى الله 
عز وجل فإن الله غني عن العالمين وذلك أنها كفارة لما نرتكبه 
من المخالفات فما من فعل منهي عنه إلا ويقابله 
أمر مأمور به دكون كفارة له 

إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق نقل بعض العارفين أن سبب مشروعية جميع 
التكاليف هو الأكلة التى أكلها اونا أدم شانية الصلاة والسلامء من الشح. ة بمكانت اتتديايية 
التكاليف في مقابلتها كفارة لها وتطهيراً لمحلها انتهى 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله ينقل ذلك أيضاً عن سيدي إبراهيم المتبولي 
رضي الله عنه. ولا يخفى أن أكل آدم من الشجرة لم يكن معصية حقيمّة وإنسا كانت صورة 


وقال فى الاب الحادي والخمسين وثالاثمائه ؛ قل ذهب بعهن العلماء إلى أن الاآكر أن على ال فى 

3 تيس زرللك لإ ؛ الآلة لا تقوم إلا سريات الشهوة ه وحكسها فيه قال : وعندنا أنه مجبور فى 
مكل 0 مكره على أن س بك الو فاح ل ل< يكو 39 ن الو قا 0 بعك 0 5 وعجواد الشهوة و حيلئد 
بعصم ننسه من أذى المدكرة لد عل ذلك لتوعدء له بقتل أو كن ند 1 سميس إل ألم بقعم مكنيد 


لاك فى مكل هذا ! بالباطئ ماف 5 لكف قادد بشعد د لله ب امنا الوا 3 6 ا 
تشقن 4 ادنك ه تلك الشهوة من حبث إبيمانه ء كو للا ان امه 1 
بالكهي 4+ ريشي 9 سه إن اخ عه 


ع 2 مشهأه و انشا : 








4 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بان عقائد الأكابر 
ليرى بنيه كيف يفعلون إذا وقعوا في محظور لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ترفيهم دائمٌ 
فلا ينقلون قط من مقام أو حال إلا لأعلى منه كما مر بسطه في مبحث الأجوبة عن الأنبياء 
وفعي نكا سك رولكلا مسح على زليه بالأمانة إلى يو القبابة اللا لق عاء درق تال 
لأن الشجرة كانت 0 لارتكاب بنيه النهى فعلا أو هما حراماً أو مكروهاً أو خلاف الأولى 
رلكل أهل وإن تفاوتت مراتب الناس تادوتيم من يرتكب خلاف الأولى وأعلاهم من ارتكب 


ما 


اكبر الكبائر غير الشرك فإن الشرك لا كفارة له إلا التوبة منه والذي عندنا فيما ورد من إطلاق 
اسم المعاصي في حق الأنبياء فمحمول على خلاف الأولى لأنهم لا يتعدون قط مرتبة خلاف 
الأولى: فمعاصيهم كلها من هذا الباب وإن فعلوا مكروهاً فإنما يفعلونه لبيان الجواز للأمة 
توسعة من الله عليهم فلهم في ذلك الأجر كما يؤجرون على بيان المباح بفعلهم له؛ وأما 
معاصي غير الأنبياء فإن كان الولى محفوظا فحظه المكروه ما دامت العناية تحفه فإن تخلفت 
عنه العناية فقد يقع في الحرام أيضاً وأما عامة الناس فربما يقعون في الثلاثة أحوال الحرام 
والمشروه وخلاف الأولى فعلم أن الأتبياء عليهم الصلاة والسلامء لا يشاركون غيرهم فى 
ارتكاب حرام ولا مكروه إلا لبيان الجواز ولكن لما شرف مقامهم سمى الله تعالى وقوعهم فى 
خلاف الأولى معصية وخطيئة فافهم. فما من المكلفين من الأمة أحد إلا وقد وقع في النهي 
ولو في خلاف الأولى الذي هو كناية عن أكله من الشجرة فكانت جميع التكاليف في مقابلة 
وقوع بني آدم فيما ذكرنا وكان في أكل آدم من الشجرة ثم توبة الله عليه واجتبائه واصطفائه فتح 
باب الذلة والانكسار لبنيه وبيان أنهم كلهم تحت القضاء والقدر في كل ما يتحركون ويسكنون 
فية من أمر ونهي ومباح . ولنبين لك أحكام التكاليف عن حيك أنها كغارة مر نات الطهارة إلى 
باب أمهات الأولاد فنقول وبالله التوفيق: اعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام؛ لما أكل من شجرة 
النهي الذي هو فعل خلاف الأولى بغير إذن صريح من الباري جل وعلا في حال نسيانه وفي 
حال ظنه أن إبليس لا يحلف بالله كاذباً سمى الحىّ تعالى ذلك معصية لعلو مقامه ثم بعد التوبة 
زاد في اعتنائه به بأنه جعل له مذكراً من نفسه لما وقع منه وهو اليطنة القذرة المنتنة على خلاف 
ما كان عليه في تلك الجنة فكان آدم عليه السلام كلما أخذته البطنة من بول أو غائط أو ريح 
كريه تذكر ما وقع منه فزاد في الاستغفار إجلالا وتعظيماً لله عزّ وجل ولذلك جاءت شريعتنا 





شوخ يميق الأمه لعن تراه غير مريد لما اشتهاه لكنه أضطر فاشتهاه 

فى ظاهر الأمر إذ رآه وقال في الباب الرابع والخمسين وثلاثماثة: من أدب العارف بالله 
تعالى إذا أصابه ألم أن يرجع إلى الله تعالى بالشكوى رجوع أيوب عليه السلا أدياً مع الله 
تعالى وإظهارا للعجز حتى لا يقاوم المهر الإلهي كما يفعله اهل الجيهل باللهء ويظنون انهم 0 
تسليم ولعويضص وعدم اعتراض » فجمعوا ماك ست التين وأطال كن دلك وقال فى النات التاسم 


والخمسين وثلاثماثة في قوله تعالى: يبا الدِينَ امنأ لا تَنْجِدُوا عَدُوَى وَعَدَرُمْ أوَلآة) [الممتحنة : 


المسحث الحادي والأربعون: في بيان ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل 41 


يتلب الاستغفار إدا خرجنا من الخلاء وهذا سكوطة ورادت جواء وبناتها على ادم وذثور يليه 
الحيضة في كل شهر زيادة على البطنة لتزييتها لآدم عليه السلام الأكل من الشجرة وقطعها الثمرة 
من الشجرة لآدم حتى أكلها وكانت شجرة التين على خلاف في ذلك ولا يخفى أن عقوبة من 
بأتي المخالفات وهو مستحسن لها أشد ممن بأتيها مستقبحاً لها إذ التأويل يذهب قبح المعصية» 
واعلم يا أخي أن تلك الجنة التى كان فيها آدم وحواء ليست محلا للقذر الذي نولد من تلك 
الأكلة فلذلك أنزلا إلى الأرض التي هي محل العفونات ثم لما أنزلا إليها تولد في بطنهما من 
تلك الأكلة التى أكلاها من الشجرة البول والغائط والدم والنوم ولذة اللمس للنساء بجماع أو 
غيره. وتولد في ذريتهما كذلك بسبب أكلهم من شجرتهم الخاصة بهم وبمقامتهم زيادة على 
ذلك وهو الجنون والإغماء بغير مرضى والمخاط والصنان والقهقهة والتبختر والتكبر بإسبال 
الإزار والعميص والسراويل والعمامة والغيية والنميمة والبرص والجذام والكفر اش لد و غير 
ذلك مما ورد فى الأخبار والآثار أنه ينقض الطهارة وكل هذه الأمور متولدة من الأكل كما 
ذكرناء ولا يوجد لنا ناقض للعلهارة قط إلا وهو متولد من الأكل والشربء فإن من لا يأكل ولا 
يشرب حكمه حكم الملائكة في عدم وقوعه فى شىء يلقض اللهارة مما ذكرناه ومما لم تذكره 
فإن الملائكة لا تبول ولا تغوط ولا يجري لها دم أصلاء وكذلك لا تشتهي لذة اللمس ولا 
الجمام ولا تحن : ولا يغمى عليهاء ولا تناف ولا تعصي الله يقول ولا فعل ولا يبرص لها 
جسم ولا يلحقها جذام ولا يخرج لها صنان ولا مخاط ولا تضحك إلا تبسما من غير قهقهة 
ولا تكفر ولا تشرك بالله ولا ترتد عن دينها أبداء وإيضاح ذلك أن العبد لا يعصي قط حتى 
يحجب ولا يحجب إلا حتى يأكل ويشرب فلولا أنه حجب بالأكل والشرب ما وقع في معان 
قط فصح قول الإمام علي رضي الله عنه: امن مس أبرص أو أجذم أو يهوديا أو نصرائيا أو 
صليبا فليتوضاً». ولما كانت هذه النواقض كلها من لازمها سوء الأدب مع الله تعالى والغفلة 
عنه وكان ذلك مضعفا للبدن والقلب حتى ربما ألحقه بالمريض أمرنا الشارع هه وأتباعه 
المجتهدون بالتطهير بالماء المطلق المنعش للمدن وأمرونا بالنزه عن كل شيء تولد من الأكل 
والشربء وحرموا علينا الصلاة وبحوها مع وجوده حتى نتطهر بالماء أو الخرات بل أمرنا 


]١‏ الأية. اعلم أن الإنسان مجبول على حب من أحسن إليه لأجل إحسانه؛ وعلى استجلابه 
الود من أشكاله بالتودد إليهم ولما علم الله أن الإنسان منطو على ما ذكرنا لم يكتف تعالى 
بقوله: لا تَنَجِذُوا عَدُوِى» [الممتحنة: ]١‏ فقط لعلمه أنا لا نقوم في هذا النهي في جانب الحق 
مقام من يخافه حقاً بل زاد تعالى ©#وَعَدُرك ليبغضهم إلينا بدل محبتهم التي كانت عندنا ولا 
يؤئر هوانا على مرضاته تعالى قال: وليس في حقنا ذم في القرآن أعظم من هذا فإنه تعالى لو 
علم منا أننا نؤثره على هوانا لاكتفى بقوله: لعَدُوَْى)ه وأطال فى ذلك وقال فى الباب الستين 
وثلاثمائة فى قوله 5 لما قيل له هل رأيت ربك؟ ققال: نور أنْى أراه" فيه إشارة إلى مباينة 


١+‏ الجزء الثاني عن اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بنضح السراق ويا ل الني لمسها | الفرج وكال . نادلاك أمرني عريل ننه السلامء فكان 1 ينصح 
سير او ياه بالماء كلما توضأ وحن النضح المذكور ا للوسوا س0 كن جه ضع كما يلو شمك 
بعضهم لعصمته عن مثل ذلك إذ قيل: إنه نوع من الجنون والحق أن ذلك إنما هو لملامسة 
لسراويل للفرج كما قررنا ذلك. وقد أورد على الولد عبد الرحمن هنا سؤالا فلم يفتح الله 
7 تعاا ! سي قله بيجوات وهو أنه إدا حكم الشارع بنشسهشص. الوضوء من مسن الفرجح لكونه يوار" 
للخارح فلم لا يأمرنا بالوضوء إذا مسسنا الغائط الذي هو أقبح من محله انتهى. فقد علمت أن 
القول : بالتفض. مسن الدكر والدير وفرج المرأة لفن لذاتهما وانلما هما لكونهها مما" لخروج 
الناقضضى وملامسته إذ لو كان النقضى بذلك لذات الفرج من حيث كوله متولدا من 0 لكان 
حكم جميع أعضاء البدن كذلك. ولا قائل به فإن جميع الأعضاء قد تولدت من الأكل و 
نك وقد جماءت أو وال المجتهدين وقق الأدلة الواردة فى النقضص. كُتَحَفيفاً وتشديداً فمنهم الجتكعة 
عبن المادالات رونك المترممة نرق الاتعري» امن لمانا الذي عطهز به فمما اتفقوا على النقشض. 
به البول والغائط والجماع والجنون ومما اختلقوا و فى الشف , نه القت ل المجارم ومين اله ح بباطن 
الكف ولسسن العجوز الشوهاء وخروج الدم من د والغيية والشيقية ومس الإبط الذي فيك 
سنان ومس المشركين والأوثان والصلبان وقد جمع بعضهم بين قولي النقض بمس الفرج 
1 صلد مه فجعل النقضص بك خاصا بال كابر من العلماء وجعل عدم النقف. ب خاصا بالعوام من أهلن, 
الضرور ات كاله و شوبت» ن في أيام البرد الشديدك فليس للأكاير الت لخر خص. في رك الوضوء 8 ع جع 
الذكر والمرأة إلا تلعذر ديد وكذلك القو ل في كل ل رق م 000 
سيأتى بسطه إن شاء الله تعالى في مبحث أن سائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم فعادم 


الناقضى حفيقة إنما هو الطبيعة المتولدة من الاكل حتى القول بنقضى الطهارة بخروج حضاة 3 


عود ا الما الناففى جشيقه ما على الحصياة 7 العود من الطلبيعة أي* نس الحصاة والعود فإن 
الطسعة هى الخو تحركت الشهوة بها حتى ححيت العيد عن شهوده لربه عر وجل وليس قن 
الحصاة والعود إثارة شهوة ولو بلعهما المكلف ثم كرجا مئه وأما بطلان الصوم بيلعهما فإنمأ 
كلم نه العلماء نذا لباب الأكل من باب تحريم الحريمء كما ملعوا الاستمتاع بما بين السرة 


نور الحىّ لسائر الأنوار فلم يدرك لاندراح نور الإدراك فيه فلذلك لم يدركه مع أن من شأن 
النور أن يدرك ويدرك به كما أن من شأن الظلمة أن تدرك ولا يدرك بها قال: وإذا أعظم النو 
ك ولم يدرك به لشدة لطافته ؛ ثم إنه لا يكون إدراك ة قط إلا بنور من المدرك لا ند من ذلك 


ا ني وأعلان فين ذلك 0 في قوله تعالى للملانكة: انتوفي اما هرلاكء إن كس 


مسا قحل © أحف 6 ا فى شدة الأية لو 0 للماك تمد م تقر سر كأنه تعا! لبى يمول : هل 0 في أ 


6 كد بع هاده الاسساء جيك قفلهم 205 بم ميك 0 # !الل ]1 فو شيعه 


الو م سا سمه اخليقتي شي رضي ولى بحن يلبعي لخم ذلك غما قدرة تموني جى شام يق كان 


ل ماو عب الاسماء الالهية التي استند إليها المشار إليهم بهؤلاء في إيسجادمم 


00-6 


المبحث الحادي والأربعرن: في بان ثمرة جميعم التكاليف التي جاءت بها الرسل ماع 


الس الام كن سر م 
شى الاسكار خم ب عللى ذلك دحو 9 الميا ل في ذكر الصائم أو دبره معلة فإمهم حكّموا عا 


قاعل ذلك بالإقطار ع ان يه لسعاي , أ 1 ين يذ شرعاً ولا لْغة ولا عرفاً. 

.٠٠١‏ “اه ع 507 1 0 ٠.‏ َ . 01 ان انو ابه 

(فإن كلت): فلم وجب علينا تعميم البدلة بالغسل من خروج المني مع انه دون اتغائط في 
الاستقذار بيقين؟ 

(فالجواب): أنه إنما وجب علينا تعميم البدن في الغسل من الجنابة بخروج المني لأنه 
دخ أقوى لذة من أصله فماا وجب تعميم البدن فى ذلك إلا من :زيل ليك 
الاستقذار فإن المجامع لديا أ كان بحس باللدذة أنها قل عميت بذنه كله حتى أنه لا يكاد يتعشل 
شيتا معها أمر بتعميم بدنه بالماء لينعشه من ذلك المتور الذي حصل للبدن عقب خروج المني 
نكانت الغغلة سن أله تعالى فيه أكثر من الغائط والبول ولذلك كال ع حنيفة رضى ألله هله ' إن 
الذهفهة فى الصلاة تنقفى الوضوء لما كانت لا تشع إلا من قلب غاقل غير خاضم مع رنه شر 
وجل ومعلوم ان حضرة الرب مترهة عن وقوح اخ القهقهة فيها من أحد من أهل حضرنها إلما 
شأنهم الأدب والبهت والدذبول 


(فإن قيل) : كمأ جه وجوب تعميم اليذن على الحائضص والنفساء؟ 


(نالجواب): أن وجه ذلك زيادة ا الحاصل من دم الحيفى والنفاس وكثرة م الدم 
شي محللات اليدن بواسطلة العرق وغيره» وأيضا ا فلبعد الَزْمن المتخثل ١‏ ن الحيشات قلا يشه 

عليها الغسل كلما حصل موجيه بخلاف الحدث الأصغر لقرب (منه من بعضه بعضاً عادة 
ننذلك خفف الام عليئا فيه بعغسل الأعضاء ك5 والمسئولة فقط» لكثرة تكرر سبب 
مر فإن أعضاء الوضوء آلة غالب المعاصي الواقعة من العبد فإذا غسل المتوضىء 
العا ضر الشلب مع الله تعالى أَعَنضئاءَِ الوضوء وتذكى عند غسل 9 عفضم قتا م حتاة من 
العاصي واستغفر الله تعالى عند ذلك و يدم عليه طهر ذلك العفو ظاهرا وناطناً وكات جعلايأه 
لأن من تان مسرا على المعاصى ريما لاا تت له لخطايا بغسل أعضائه بالماء قافهم بخلافه إذا 


رأحكاءهى. وأطال فى ذلك وقال: ليس للملك والحيوان والنبات إرادة تتعلق بأمر من الأمور. 
نهم مع ها فطروا عليه من السجود لله والثناء عليه فشغلهم به لا عنه. وأما الإنسان فله الشغل به 
وعنه والشغا عنه هو المعبر عنه بالغفلة والنسيان. وقال فى كول أن يزانته بعلشى أضد أ 0 
حم الي لحر لووك 7الل مظان مس بال ونام قاذ رمه 2 قد ادق تجانى إذا لدي 


عر خلن قال حهة مندياجة ين بعلشه بل مو مسن شعو أرحم بالعيد من أسك وآبية فله الحميدى 
دقان الا نكار في ى التجلى الاخروي خاص باهل النظر العقلى 3 باصل الخشف ذلك دن اهل 


14 1 


النغف العقلي دو الحق تعالي تعقولهم قله جات ندا .نا تام ف اك 2 ا ا مي 
. تعمو لهم او رين 2 0 لي 





ا الجزء الثاني من اليوافيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر 


تاب وندم فإذا خطاياه تخر إن قبلت توبته بنص الحديث مع الماء فيدخل حينئذ حضرة الله 
تعالى التي هي الصلاة على أكمل حال يليق به. 

(فإن قيل): فما وجه اتفاق العلماء على نجاسة البول والغائط من الآدمي دون البهائم التي 
تؤكل مع أن الأدمي أشرف من البهائم كلها؟ 

(فالحواب): أنا نقول: وما جاءنا الاتفاق على نجاسة بوله وغائطه؛ إلا من جهة شرفه 
فإنه هو المكلف دون البهائم» فلما أكل من شجرة النهي بالمعتى السابق أول المبحث بخلاف 
البهائم فإنها لا ترصف بطاعة ولا معصية فلذلك خفف في لونها وغائطهاء والقاعدة أن كل من 
عظمت مرتبته عظمت صغيرته وكان الأصل من حيث العقل عكس ذلك ليسامح المقرب 
ويؤاخذ المبعد وكان ينبغى لكل من شرفت مرتبته أن يطهر كل شىء خالطه من الماكل 
[ كارت الك لجا عق ع رجه واككن «تموراك هي لفك كيه للزا لل برناويت الماك 
والمشارب الطيبة المبخرة بالمسك والعود نجسة لخبيئة قذرة بولا وغائطأاً ودماً ومخاطاً وصناناً 
حين صاحبته نحو يوم وليلة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 

(فإن قيل): يفهم من تقريركم هذا أن من كان معصوماً ولم يشتغل عن ربه بحكم طبيعته 
أن يكون بوله وغائطه طاهرا؟ 

(فالجواب): نعم. وهو كذلك كما أفتى به شيخ الإسلام البلقيني والسبكي والجلال 
السيوطي وغيرهم. حتى قال شيخ الإسلام السراج البلقيني: والله لو وجدت شيئا من بول 
النبي يَل» وغائطه لأكلته وشريته. وفي الحديث ما يؤيد ذلك فروى الطبراني وغيره نحن 
فاح الأنيات يعت اجوادنا على اجناء اهل التحنة لت بولدلك كاقوا سمرت لمكا من 
موضع برازه لية. وأما دليل من قال بتجاسة البول والغائط من النبى #للة» فهو كرنه يللِء كان 
عدر عد زيما نا اساي 'أى تتتس بالسيس ورا من كسيف اده البشري . 

(فإن قيل): فلم لمْ يتفق العلماء على نجاسة فضلات الآدمي كلها من مخاط وبصاق 
وعرق إبطه لتولده كله من الأكل؟ 


إذا وقع التجلي لهم بالعلامة التي قيدوه بها يقرون له بالربوبية ولو أنه كان تجلى لهم أولاً بهذه 
العلامة لما أنكروه فافهم» وقال في قوله تعالى: #رَكَلِمتُ أَلْقَنهآ إِلَ مَرْيمَ [الساء: 107١‏ ثم 
قال: لوَصَدَّفَتْ بِكَلِسَتٍ رَيَبَاك [التحريم: .]11١‏ وما هو إلا عيسى فقط فجعله تعالى كلمات لها 
لأنه عليه السلام كثير من حيث نشأته الظاهرة والباطنة.ء ومن حيث أن كل جزء منه باطنأ أو 
ظاهراً هو كلمة فلهذا قال: #وَصَدَّقَتَ بِظمَنتِ ريا [التحريم: ؟١].‏ فأفرد الكلمة باعتبار 
وجمعها باعتبار وقال في قوله تعالى: #إنَّ رَيلَتَ هْوٌ الْلّنُ العم (4)23 [الحجر: +2]. اعلم أن 
الحق تعالى خلا على الدوام ولو كان الأمر على ما قاله مخالفو أهل الحق من بقاء الأعراض 


لم يصح أن يكون الحق تعالى خلاقاً على الدوام فهو مع كل مخلوق 9وَهْوَ مَك أبن نا كلثم» 


مسحاةة الحادي والاريعون: في نيان ثمرة سجينية التكاننى النون. جات ببهاآ 0-0-6 با ١‏ 1 


(فالحواب»: إنما لم يتفقوا على ذلك لخفية القبح والقذر فيها وبعدها سه صورة لون 


الطعاه والك اب بشلاف البول والغائط فإنهما يشبهان غائبا لون أصلي 


فان 35 اشن جه الأم ااا نه بين 2 
(فإن قيل) فها وحه ا : بالجمع ب لمن واك فى لبحاسه الكتلب؟ 


(فالحوات) : و حههك ال 50 ع 7 لجعا 0 سورع يبنا اله العلتب إذا احا اق 0 ع عله م 





مه 1 3 ٍ- 3 
0 1 . اك 1 0 : ا 0 ا 
اه م شاه فيه 24 يجحا 5 مو ععلة ود انين خير هذ بهندق لعو به 01 ا لي 
ل 2 5 0 0 ا 5 1 5 ا 1 
0 بوكر أعنة او شر له ها در حبعد التعمب تخراة بائم جس والتجسن ما جا 2 تعن ى 3 
لق نات ل رن رد اف رجي و ف 0 
8 املد نصابٌ والداري رجس فن 3 تحلها سهشا) راسم مب سحي ها نوزرته 





ما العيك عن 5 أله وع.: الصلاة فكتدذلك ضع تسمية سؤر التنى تيتجزينين بالنظر هنا بورك 


لعن ل الانسا إن عن قينا التباعد عله فلذنا لك أمرنا الشارع 





كذ 
1 . : 
احعمنا همه دمن ا ه15 ء عا مرا قشللاه لحّون أنياأن دا| : 
ا عون..1 
ا ا ع 1-4 ”" اي ُ ب 6 
حا شنونت مفكم 2ن اأث1 د تييع اع العثييا 8 ايتنبسد لمر 5 تاق البسيم لله الستاسم 
أ مما 7 5 
١ 1 ١ 0‏ كه 2 
ابكاسة امات عشفد اه اتت مان مسححها عنم ال يزيل وكات مر لكين 
: ' 
١ : : 0‏ 3 ا ا ا ل او لي 
(فإن قيل) : نأي 1 وم ت "افااقئن بالعيل من يشول: بمتهارته او م 


3 و" 11ت امم ع 0 1 0 0 ١‏ م ا 11 
(فا 1 3 العا بنعجحاسته أه ١‏ أحد ص د الامات أ سج السناء طاءم سمه لليتها 
لحوابت تل بن ولى .اجو ماكى لدو بص رح رع بنجا 


دقد اتتبع الإمام م الببهي الأدلة عانى التصسر بح بنحاسة الخاف فلم يجده فاستدل على لجاسته 





٠‏ تهى عن ا تحن الكتب. مه قال وو" تعجا ميته ا حصرامر الله تعانى علينا أكل الب 


نتهى. ومهاأ وفع أن سيدي عليا اخوراص رحمه الله نهى شخصا من المالحية عن شرب لين 








1 م 5 دب . 206 3 2 عه . 
شرب فنه الكلب قال الفقيه مذهبى أنه عذاه فشان له الشيت : إن شربت فضلته يسبت قلناك فلم 
١ ١ 1 37 32- 2 3 5: 7‏ 

4 ا ا امو ب 5 . ا ٠.‏ اهنا ١‏ عم ا 1 
يمتح ل فسا قفد بسعة شهور وصيار ديو للشيخ و يمو .ايا سيد اسملا ا الله فاك ملي 

١ #‏ 5 2 09 .م و ّ 3 : 3 ١‏ 
السسا ١‏ له بحكما انق م اعة ف وا 2 3 عانم وو . “شعاد بعسادة ؛ فشاك اله ا 2 تهيتك ٠‏ الاجم مايه 
5 د 5 1 
: 0 20 2 - 6 0 : ا 
علو ل" ان هذا القشيه ذاق العلة شي شي نا امن بكالام الشيح وهارايت احذا نيه على هذه ابعلة 
: 10 : 3 ا 0 : س1 
غيره رضي الله عنه. فإن قيل : قما الي جب ال مع بب: أقوال الائسة في التطهي بالماء المطلى 

والدستعن' دما ملحظيم ىق ذلك 
اكيم 
: ع - 0 : ١‏ : ل ٠‏ 
|اتحدن:- 05 بمحمقد عا كم وججودئكم و عتم امنا ولحو ون ولا شلك 0 لله ته 1ه 1ل سحاد 
١‏ 2 2 1 2 لل ل معت :1 4 : 1 3 
4 لد حوة بر ها 1 ايا نا يقال لالهة و حضوت جل 5 شدمفا / ا كو الاتعبكه ا ةَ -استحالة ذلك 6 كاب فى 
7 ارام 3530 _- 35 ل د 5 
قله "من مات وهر يعتم أن لز ذال ألا الل دخل الجنة؛ إنما لم يغل : من مات وسو يؤم: 


2 ان د 1 ا 1 ١‏ وت رب . 2 < 3 
ف مهناك التسي ونا ان كا دو خذ لله فى انحصنة مطله 2 
مامه اتن 8 1 ٍ ٍِ 


الكت كك 0000 : ااه 0000 
ناز مسال تتبس نل" سنا يليه + اكب اقل حرق “3 سد معة “ين 
3 ا - 0 9 2 اه 
ا ا ونال له ء 1 
الله عله 6 صو حاء لذ هؤسن كثامرم . دقان لتقي تلك م يؤا نك كان تعام 
ْ ب 3 ّ 


ا 


فرطت فى جنب أشّه# مر : دد] الابة فأنث ثم قال 





كراة الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فالحواب): أن ملحظهم الأعمال الواقعة من المكلفين فمن كان ملحظه عظمة الذنوب 
وقبحها أشت حل ف فى السلهارة الماء المطلق ومن كان ملحظه غلية الرحمة على الخلق حي زْ الطهارة 
با! لمات المستعمل بحري لبشداء ال وحانية قى الماء ولو تككررت الطهارة ب“ بدليل إثنانك 3 فكلما 
كانت ذنوب العبد أقبح وأكثر طولب باستعمال الماء الذي لم يستعمل فط إلا أن يكلون مستبحراً 
ولا شك أن الماء الذي ل يستعمل أنعيش عدن العاصى ومن عاك فليجرب. وللومام أب خنيشة 
في الماء المستعمل ثلاث روايات: (أحدها): أن المستعمل في الحدث حكمه حكم الماء 
المتغير بالنجاسة. (ثانيها): أنه كبول البهائم سواء. (ثالثها): أنه طاهر فى نفسه غير مطهر لغيره 
كقول الشافعية وهذا أعدل الروايات. وأما الإمام مالك فيجوز الطهارة بالماء متكرراً ما لم يتغير 
جداً على ما بلغنا فهو أوسع الأئمة قولاً في ماء الطهارة ولكل من روايات أبي حنيفة الغلاث 
واد فوجه الرواية الأولى 5 ل بالاحتياط فيجعل . غساله تلك الطهارة كأنها غسالهة فى لكبائر 
0 رن ولواط وشربتبت جمم ء ومراقعة في الناس ١‏ وغسة في العلماء العاملين ا 
والصالحين؛ وغسالة هذه الكبائر إذا عش جمدت فى ماء قذرته ضرورة وغيرتف والناس بمو مق 


ومكخثر في أر بكاره فلع الذنو 0 الناس من 00-2 عن فعلها كلها في 0 أو جمعة . 


(فإن قيل): إن الحكم , بلجاسة غسالة طهارة الئاس يلزم منه سوء الظن بهم؟ 


(تالحواتب) : د يلرم من ذلك سوء ظَنْ إنما ذلك احتبياط فيعامل النامس كمعاملة مرخ يسى * 
بهم الظن من غير سوء ظن فلا يلزم من الحكم بنجاسة الماء المستعمل إئبات المعاصي فى 
حقهو. وسمعت سيدي علياً الخواص . رحمه الله يول موارا: إنما قال الإمام أبو حنيقة بتحاسة 


غسالة ماء الطهارة لاذه كان من أهل الكشف فكان إذا أ في الماء عرف غسالة كل ذنبا وميزه 
عد غسالة غيره وصاحب هذا الشف لا يقد ر على الخروج عن حكم مشهده لأنه يشاهد !! 

فذرا منتنا فكنيف يتوضأ منه أو يغتسل وكان سيدي على رحمه الله يقول: من كشف الله عن 
بصييرته راق غسالة الكبائر أقذر وأتن من بول الكلب والخطار أو جيفتهما انتهى. وأمأ وجه 
الرواية الثانية فهو: أن غالب معاصي العباد الذين يتطهرون منها صغائر والأصل عدم وقوعهم 


في الكبائر أو ندور ذلك بالنسبة لوقوعهم في الصغائر ومعلوم أن الصغائر حالة متوسطة بين 


!ازمر : 125. بتاء مفتوحة خطاب المذكر والعين واحذة فإن التفسى والعين عند العرب يذكران 
ويؤئثان وذلك لأجال التناسل ألو واقع بين الذى ر والأنثى ولذلك جاء في الإيجاد اله لهى القول 


وهو مذكر والإرادة وهي مؤنثة فأوجد العالم عن قول وإرادة فظهر عن اسم مؤلث ومذكان 
فقال: # إِنْمَا ونا | لشو # [الحل: .]:١‏ والقول مذكر #إإذآ ردم ع (انحل : ]5١٠‏ والإرادة مؤيئة. 
#أن لول لَه أشن | [التحلى: 1:٠‏ فظهر التكوين في الإرادة عن القول والعين واحدة وأطال 
في ذلك بكنلاه نفيس في التوحيد والله أعلم. وقال في الباب الحادي والستين وثلاثمانة في وله 


تعالى في آدم: لما خَلفْتٌُ يْدَقَْي [ص: 105. بالتثنية اعلم أن كل مخلرق في العالم فهو مضاف 





المبحث الحادي والأربعون: في بيان ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل 148 


الكبائر والمكروهات فيكون على قياسه حكم الماء المستعمل حكم النجاسة المتوسطة بين 
المغلظة والمعقو عنهاء وأما وجه الرواية الثالثة من قول الإمام أبي حنيفة ومن وافقه رضي الله 
عنه: فهو أن إحسان الظن بالمسلمين واجب بالأصالة ولأن الأصل عدم ارتكاب المتطهرين 
للكبائر والصغائر أو أنهم ارتكبوها وكفرت عنهم بأعمال أخرء فما أتوا الماء للطهارة إلا وليس 
عليهم خطيئة اللهم إلا أن يشاهد إنساناً زنى مثلا ولم يتب فور ولم يعمل أعمالاً تكفر عنه من 
جناه فهذه ربما يندب للمتورع أن يجتنب ماء طهارته لأن ماءه كماء أهل الرواية الأولى: فرضي 
الله تعالى عن الإمام أبي حنيفة ما أدق نظره وما أنصحه لدين الله لعباده رضي الله عن بقية 
المجتهدين آمين. ثم لا يخفى أن التراب قائم مقام الماء عند فقده فلا يقال: إنا أسقطنا الكلام 
على التيمم كما لا يقال: إنا أسفطنا الكلام على مسح الخف لأنه لا بد من غسل الرجلين أو 
مسح الخفين والله تعالى أعلم. فقد بينا لك وجه تعلق الحدث والطهارة بالأكل فتأمله فإنه 
نفيس . وأما وجه تعلق مشروعية الصلاة بأنواعها بالأكل من شجرة النهي كل أحد بما يليق 
بحاله من ارتكابه محرماً أو مكروهاً أو بخلاف الأولى فهو أن تعلم أن الصلاة ما شرعت إلا 
توبد واستهفاراً أو تقربأ إلى الله تعالى. وفتحاً لباب رضا الحق سيحانه وتعالى عنا حين أكلنا من 
شجرة النهي أو هممنا به. فشرع تعالى لنا الصلاة فرضها ونفلها تكفيرا لذلك وفي الحديث 
تقول الملائكة عند دخول وقت الصلاة: يا بني آدم قوموا إلى ناركم التي أوقدتموها فأطفئوها 
وقد جمع لهذا الدق تعالى في الصلاة جميع عبادات الملا الأعلى والأسفل لمن يعقلها. 

(فإن قلت): فما وجه تكرارها في الليل والنهار؟ 

(فالحواب): وجهه حتى يتذكر العبد ما جناه من المعاصى والشهوات والغفلات من 
الما إلى الشواكة فلب عرسا أن صل اتويت اووعف دعن« الططاه جاه ال فا 
للمصلي لرأى ذلوبه تتحدر يمينا وشمالاً عنه في حال قيامه وركوعه فلا يصل إلى حضرة 
التبندوة الى هي أقرب ما يكون العبد من شهود 7 وعليه خطيئة واحدة فيناجي ربه عر وجل 
ني سجوده وهو طاهر مطهر من الذنوب. ٠‏ 

(فإن قلت): فإذا كان لا يصل إلى السجود حتى لا يبقى عايه خطيتة إلا كثرت بالأفعال 





علقه إلى ا ليدة قال تعالى: ينا عَبِلَْ دنآ أَنْصماكه [يس: .]7١‏ فجمع الأيدي وقال في 
الحديث : إن الله تعاليى غرس شجرة طوبى بيده وخلق حنة عدن بيده وكتب التوراة بيدها. 
فوحد اليد وثناهاء. وجمعها قال: وما أضاف الحق تعالى آدم إلى خلقه بيديه إلا تنبيهاً على 
شرفه عنده وأنه هو المقصود من العالم فإن الأنعام حلقها بأيديه مع أنها تحت تسخير بني آدم 
وإيضاح ذلك أن التثنية برزخ بين الجمع والإفراد. فهي تقابل الطرفين بذاتها فلها درجة الكمال 


(قلت)»): قد ذكرنا نحو ذلك في أجربة شيخنا رضي الله عنه. والله أعلم ثم قال في قوله 





ه' بسوانك يديك بالمعاهي 5١‏ ابشتهسامب 





1 5 م 0 5 ع 7 ا 00 
الل ب تمع سبي 9 مامد 8 شهني ترا نملو لكا ااه 
- ا اي ا لمي : 
1 ده 0 يك م 
لملعم للاب 0د 8 
ج | ا 1 اه : 50 ]1 
محامة ا 85 لانيو .اهنا يبن “تعتيممر الله حن اذى 
ا م ا 0 ا 


لعينك عل اذاء ما كلش نه ف شل 


لد " ب : ا 





وسوافقة الامام في قوله أمم' 


فقد ورد أن فن:- واقن كما اف الله نت 
0 


ب |1 ا 
تب اللجماعة 

















30 
ع 7 < مع 2 ابتك 
١‏ : : 200 2 3 : 
شهم! الحو ع العسااة الاب 5325 المشاحييك نا كما م معام أنه 83 مور 
00 1 الث لل كع أله مةة 
م “#سنواك المتغاخصيي ‏ السخاصيت ياء 3 بالعب ”5 لم كات السيأث تالدفه م التن بعى 
2 . 3 0 95 ,1 | 1 7 1 يي 1 0 كه ا 
ححسيةه لاله نه مقطي العشوو م لك بسو يخوت هم الصيل”5 :الجيياتم دالد كا و التديه ومقنم ليله يه 
. 000 : 0 0 35 00 . يي 
1 0 ع 30 ا 0 م َ ١‏ 3 ا 
1 اقل امب لعو نا اليه علافين:: قدملكا أل كا سنهم لك شامو. بلك هم 
3 نس 3 0 1 * 5 بي 0 : 

0 1 7 وتاك الي ا د 1 1 ا ا اس اخ تاتف 
بالعا مو راسم طقال راز انايد نشم الشاهم الله 'لى ا مخض ألندا كوا تميكلما إل هج سك | اضليب 
: َِ م 2 ب“ ا , ' 5 

ب اكلاسه أسسر ا( العناكاكت فشي د ققات نسم شأ د شمع تملك شما أظطن ومها يوايك سداق رنأه ما شااك 

ي : 0 ده ان 0 3 1 ا 
: 1 ا 2 ع ان اتا 7 00 
لمنشسب ةلل كي كاله تعات * إن الحستدت: بذهان ألشَّجَعَاتِ زهرد: تتن] ان الى اذ بالسيكانت قن 


عاك ل الكيانت أذ التبائ 2 يحم ها 5 التوبة التصوح هذا فى أحظام الدنيا. واما كام 
الاش ةد غماك حمر ألاني ا صلدفة از أنبى ب ضيقت علي مسكين 555 ورد فى سه العايد الذي ممت الله 


: 2 قر م في اد اص ااي + ا َ 3 57 : 1 
«مو_سسدانكء شلك مون زلبى لبور ليية شماكلك الها 3 «تصخصي الرابيك الى تتسندلش. د عشب فق عصعد شل 
ىو : ا 23 0 5 - 8 ِ 


لسا 3 أد الله تعالم 
ِ ب 








1 قن خم 
محللالة إد لنب اثمناك 
ع 1٠‏ ساح 3 5 1 35000 5 2 1 اا ا 2 5 
سليو 2 لو نذا نه قلك يحخمص ‏ الشاا ست سمنيك درا الهواءع الى ادي كشلا اع اء؟ حفياء لتححيت . 8 تعيوانك 
ِِ 5 . 5 5 5 3 3-3 3 ٍِ 5-0 لا 0 < - و 
2 م أ ا ل 1 هك 2 2 000 7 20 .ام اماه 
محكسةه لإساال عضها لون ملعب ألم يعدم كان السمكهة ومير اراك ان اث ناا ذناك ا شاف ثيى 
م . 5 


1 8 1 2 00 1 25 2 ٍ ع ا 0 3 0 ِ 5 3 
أبماله خنا فلحك ذراعه بدراعه حذا فويا حتى يحد الحرارة مه جلد تراعه ثم يستنكته فانه 


بحا فنك رائعده لجسي 5 3 عن أصياله الى حلق ا سمفيك متها وأطال في ذلك كلام تعيس ملرا شه 


لشت وا عدن ١‏ هه شور ميد وك | اذى أنه صر بذاك الله نالله ان محك لاحت اق فى لسابه لجسا حىن 


فين . 








بمفرى لابه ولا يخوت أنه قط فى لنعلق فمن لم يشاهد هذأ الحرق من لا شباخ قليس عم 


811 


ذاى الله بالل وأنما ذلك توهم قال: وقد ذقت ذلك حين ذكرت الله بالله ومكثت على ذلك ست 





المي السادي «الاربعون: في بيان ثمرة حميعم التكاليف التى جاءت بها الما 15 


(فإن قيل»: ذإذا كانت الصلوات الخمسنى كثقارات لما بينهن ما احتنيت الكناك فلم مانا 


أله أفا “4 





زفان قلثك): هما شمه تكملة الف ائف., بالنوافل؟ 
(تالحوات؟: كبقبتة) ان يكمل اللخلل ادق في ا الف أنفى تار كان اللواقا وأنعجيم 
0 و توافل الف ائفى كال ذكار المستصة اسه التي فم لق افل 2 عاء* خسم وا سجليا م 5-8 م 3 


عكب. حهذا قال الخ محم الدين ف في "«الفتوحات» وألله أعلم , 
بح محبى الدد 


(نإن قبل»): نما وحه تاتيد ا بعضى التواقل دون بعفى؟ 


(فالحواب): وجهه اند خاو فعل ذلك توسعة على أمته إذ 





1 خا 0 0 7 000 

متهم رقا كال ٠6‏ بعحب التعخقش ى أمله و يشول 1 أت كوم 

١‏ ف الكجعل و ع ا اليا لي ا ا ان 

ا ا اي ل لت اي ال ال ال ا ل 

١ ٠ ' 1 0 نذاب‎ ١ : 1 2 

كإن علين الب بتة الفاتيي» ف لا نل أل مك و صيرها وو صكى 

3 ٌِ _-ٌُ 5: 

| 0 م ا 00 ا 9 0 

شاءا انتهى ١‏ أ : اهة الل يشدد ألحد من أمته 00 تقب. انمو أظيك عنيها. 


(فإن فا 00 ئما واححيد تعلق اميت وعية تسائاة الجماعة : و حناداة السشات ٠‏ وتصالاة الصمعة. 
ما 0 : 


.4 ع 00 2 1 .0 
وسلاة الشوف بالائال من شجرة النهي ؟ 


(فالحواب؟: و جهد ان من شاك من يكل الحجاب فإذا حجب تتخلف العيادات ومل منها 


مشا قلية الخروح لصلاة الخماصة ا السسعنك اليعيد والش يسا ولخرم ع ثمال حلاعة الشار َ 


- اذا اين 


دنه كان ع ذتك ذعاب شعار ذبن فلذلك أم 3 بصااة الحنياضة 3 المسجد اعك 5 كلام 


2 


ساممات ثم رد على لساني فذكرته بالحضشور معه لا به واعلال في ذلك ف اجعه. وقال في 
حذايت : إن الله لخلق ادم على صورته اعلم أن الصور تطلى ويراد بها الآ . والشآن. ٠‏ الحكم 


5 5 5 ِ / 3 . : اينم في ار 
جعا. ادم ياهر وينهى ) ويعزل وبولى ويواحد ويسافم وتضعمم ١‏ ون حم ونحو دنات قبيدا 


١ 3 0-7 





ع المراد بالصورة فافهم. وقال : الإنسان معجيور في عير ص ن اخثيار ه غنيك 05 م عقر سليم مع 
نل مجسيع مايظهم عنا من الأفعال يجور ان يفعله الله 0 ١‏ بايدينا ولكن ما وقم ذلك 
ني ١‏ الشاهد ولا ظهر الا بأيدينا اذ الأعمال ل مظطهر كاه 3 الا في جسم قلت: وان كأن هذا 


0 وضتادقا. وقال أنطاك بعلرف دول طرف والجممال أن تهو إن الأعمال 5 خلشا هدلنا أسنادا 








1 الجرّء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


ديننا ويضعفف. وعلم الشارع أن نظام الدين في الصلاة يحصل بلا جماعة ما أمرنا بها في 
الجمعة والصلوات الخمس وما ألحق بذلك من العيدين والتراويح والنوافل وإنما خفف عنا 
الشارع في صلاة السفر والمرض وجعل للمسافر القصر والجمع تفليما وتاهم ا والالتريمن 
الجمع دون القصر رحمة بنا لما يحصل عادة للمسافر والمريض من المشقة في تأدية الفرائضص 
يدوه اذ أل :ذلك كله لاكن وكديك من لذياكن .لا محسكل عتده ملل عن عتاذي حا كال 
تعالى في الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون وكذلك من لا يأكل لا يحصل عنده كسا 
يواسمن بطاعة مام قذ لك جنل باك ليهات ل فد لذأ تك الوط ل 
حصل من حجاب العبد عن ربه بالأكل فمن لا يأكل لا يخاف أحداً من خلق الله كما هو شأن 
الملائكة فإن من يجوع كثيراً ولا يأكل أصلا ب يصير الغالب عليه الروحية والأرواح ملائكة لا 
ل ا ا 
للتفاخر فتأمل ذلك . | 

(فإن قيل): فما وجه مشروعية النوافل المؤكدات التي شرعت فيها الجماعة كالعيدين 
والصلوات ذوات الأسباب كالكسوف والاستسقاء وصلاة الجنازة وما جه مشروعية قتل تارك 
الصلاة جحداً أو كسلا . 

(فالجواب): وجه مشروعيتها أنها شرعت لحكم مصالح للعبادء وأصل ذلك كله 
حجابهم بالأكل من شجرة النهي» فإنهم لما أكلوا متها بحسب مقاماتهم من الحرام إلى خلاف 
الأولى قل خوفهم من الله تعالى فخوفهم الله تعالى بالآيات العظام من كسوف الشمس والقمر 
والقحط والغلاء فلولا حجابنا بالأكل ما احتجنا إلى التخويف بالآيات ولا غفلنا عما خلقنا له لا 
سيما من يأكل الحرام والشبهات فإنه ريبما يحجب بالكلية عن مصالح الدنيا والآأخرة» فلذلك 
شرعت هذه الصلوات مشحونة بالدعاء والاستغفار والتكبير لله تعالى عن جميع وجوه صفات 
التعظيم التي تبلغها عقولنا أو تكبيره عن أن يخرج شيء في الوجود عن إرادته ومعلوم أن من 
يأكل الشهوات لا يؤدي حق إخوانه لا أحياءً ولا أمواتا لحجابه فلذلك شرعت لنا صلاة الجنازة 
تكملة لوفاء حقوق إخواننا التي أخللنا بها في حال حياتهم فنفعتهم بصلاتنا عليهم وطلبينا من 
فنضيفها إلى الله بوجه وإلينا بوجه كما قال تعالى: لوَآشَهُ حَلَتَْ وَمَا تتَمَْرنَ (83)# [الصافات: 
95]. وإن كان ذلك حكاية عن قول السيد إبراهيم فقد أقره الحق وارتضاهء من حيث أن مقام 
الأنبياء يجل عن أن يحكى خلاف ما الأمر عليه في نفسه والله أعلم. وقال في الباب الثالث 
والستين وثلاثمائة: من عدم الانصاف إيمان الئاس بما جاء من أخبار الصفات على لسان الرسل 
وعدم الإيمان يها إذا أتى بها أحد من العلماء الوارثين لهم فإن البحر واحد وإذا لم يؤمنوا بما 
جاءت به الأولياء فلا أقل من أن يأخذه ومنهم على سبيل الحكاية وكما جاءت الأنبياء بما تحيله 
العقول من الصفات وآمنت به كذلك يجب الإيمان بما جاء به الأولياء المحفوظون وكما سلمنا 


المبحعث الحادي والأريعون: فى بان ثمرة يع التكاليفت القع جاءت بها الرسشل 2 


الحى تعالى أن يغفر لهم وأن يسامحهم . 
وأما الحكمة في مشروعية جماعة العندين 


فهى تأليف القلوب المتنافرة من كثرة المزاحمة على الأغراض النفسانية والمشاحة فيها 
حتى ربما تعلق الشخصص بما ليس هو من رزقه فلا يكون. وأصل ذلك كله الحجاب بالأكل 
وكذلك الحكمة فى مشروعية مصالحة الأعداء قبل الخروج لطلب السقيا من الله تعالى إنما ذلك 
لكون التشاحن يرفع نزول الر حمة فإذا تصالحوا وتصافحوا وائتلفت كلوبهم نزلت غليهم الر حمة 
وتاسبهم إد ذاك اله 2 فى العيدين والسرور وليس الثياب النقيسة والحلى لمان واليننا 
والبنات. فلا ينبغى لمؤمن أن يفارقه العبد وقى قلبه كراهة لأحد من المسلمين إلا بطر 
شرعي هذا وإن كان مطلوباً في كل وقت ففي العيد آكد لا سيما الحجاج في الحرم السكي. 
فإن الله تعائى توعد بالعذاب من أراد فيه بأحد سوءاً ولو لم يفعله. 
وأما وجه تعلق حكم تارك الصلاة جحداً أو كسلا بالأكل من الشجرة 
فهو لكونه لما أكل حجب عن تأدية حقوق الله تعالى وحقوق نفسه بتعريضها للقتل فأمرنا 
الشارع بإقامة الحد عليه وإن أدى إلى قتله كفارة لذلك الفعل إلى أن يترك الصلاة جحداً 


لوجوبها فإنه يقتل كفراً فهذا كان سبب مشروعية الصلاة بأنراعها وتعلقها بالأكل من شجرة 
النهى . والله تعالى أعلم . 


ل 
0 


وأما وجه تعلق الزكاة بأنواعها بالأكل من شجرة النهي فظاهر 
وذلك أننا لما أكلنا ما لا ينبغي لنا شرعاً إما من حبث الزيادة على الحاجة؛ وإما من 
حيث الحرام والشبهات حجيئا عن كون الملك لله تعالى فى الأموال والأقوات فادعينا الملك 
فيها اننا دون الله تعالى؛: وشححنا بما دغل تحت يدنا للركيييع تنرييا أن نعلي منه 0 
لمحتاج بل صار أحدنا يجمع وبمنع ويتخذ الحلى الذي لم يشرع ومنع حق الله تعالى من 
المواشي والنقود ومن المعدن والركاز ومن ربح مال التجارة ونسيت نفسه كون الحق تعالى 
ألزمها بإخراج الزكاة على الحكم المشروع فيها حتى أنها لم تحرج زكاة فطلرها فحصل بذلك 


ها جاء به الأصل كذلك نسلم ما جاء به الفرع بجامع الموافقة وأطال في ذلك وقال: الكلام في 
كاف ليس كمثله شيء فضول فإن ذلك لا يدرك بالقياس ولا بالنظرء بل يرجع إلى قصد 
المتكلم ولا يعرف أحد ما في نفس المتكلم إلا بإفصاحه عما في نفسه ولم يقصح لنا سبحانه 
وتعالى من هذه الكاف هل هي أصلية أم زائدة وأطال في ذلك قلت: قد ذكر الشيخ في الباب 
الستين وثلاثماتة السابق أنه ما قال: إن الكاف زائدة فى كمثله شىء إلا من لا معرفة له بالحقائق 
ال وبحي ارما كان العف ادوع السام ويقزن وقاق قن الباق قاض جو لعن لاوا 
في قوله تعالى : نادرق أَدَكركُ أ [البقرة: 165]. وفي بس حدر زناه انين حس نملنا 


1 الجزء الثانى من اليواقيت والجراهر فى بيان عقائد الأكاب 





عمسيل على الفقاأء و المساكين وابن السبيل وغيرهم 00 الأصنافه: فلما حصل . الضيق المذكور 


أم نا الشارء باإلخحراج نصيب معين من كل نوع من أموال الزكاة تطهيرا لنا ولأرواحنا من الرجس 


اله " 7ه 


الحاصل بمدعها مح سواد القلب وغشب الاب وقلة البر ا اا 


لذ انين الم من الكاما ل على كثرة ثمو أمواله إدا أخرج 5-7 حق الله تعالى متها منها وعدم نقشصها ذلك 


0 : 3 5-2 0 2 8 5 
الأخراج قال حاتي وم م 00 شق فهو عنقم وَهُرٌ 0 التُزقرك له إسبا: 9؟لء 


ولات- ١‏ 
"فيا شم , مال ع صدقة 1 0 


وأما وجه تعلق ثوافل الزكاة بالأكلة المذكورة 


هو أن العيك إذا أكن ما لا ينبغيى حجب وإذا حجب لم تطب نفسه بإخر اج الركاة 





فأ جها كار ها لها أو ناقصة العدد أو رديئة فأمرنا الشارع بصدقة النافلة جيرا لدلك الخلر كنا 


تقلدم تبره فى توافل الصااف. وأما زكاة الغطر قإنما | أمإنا بها ليصعد صومنا ا محل القبول 


عن الصعود إلا الخلل الواقع في الصوم من حجاب الأكل فى 


فضا اده قَ العفديثة حسوام رمشسات معلق تمن السماء والأرضص 1 0 زكاة الفط وما عوافه 
ولولا أن الأكل ما نقم 


كام من غير أن يخرقه بفية أو : لميمة أ واشتم أو أكل حرام أو 


8 

نعل ال ار ذلاك والله تعالى أعلم. 

وآما وحه تعلق مشروعية صوم رمضان وغدرد بالأكلة المذكورة 

فهر أن اش تعالى جعل الصوم تطهيراً للنفوس وتقوية للاستعداد والتوجه إلى الله تعائى في 
قبون توبتثنا فين سناكم الذنوب التي ل ل وذلك أن الصوم يورنلك رقهة 
الشسب وزءا" ل الحسك ويسد مجارت الشباطين: ى أتشتحتك بالكل كن ينات ر البدن حتى صار 
اليدن قعلاقات شبكة الصياد؛ فإن العبد اذا ل السنة وتححر بقدر السنة فقط لم 
ل لي ثلاث اتمرأت مثا اي 1 المجارني حتى عه ياك 
بادطل ملك لي بكرت الصائم ليو سوس. له يما ب يد عله ولذلك ورد العسيام جنه يعنى: على ١‏ 


ما لم 5085 تعييك 1 ذا لميمك كلو فر ضر أن عدا صام الوم الشرعي ولم يخرق مو قة بشي ء 


50 ان الح تعالى يه يعامل عباده إلا يما يعاملو ند بك فهو تعالى بحكم التبعية لهم شي دلك 


الى تان أمتضاء لمن لاه ولكر)ا سكذا عاسنا وثار لدينا فللسبت إلية 0 ها يليك 0 ِ 0 


عقا شيك مايا عافل منكرى الْنبِوة لعو ” الحكماء قو لهم إن الانسان اذا 0 جر هرة للصييلة لقب * 


تور د النيدايت و أت مكار م الاق العرفية ابعش ش نلسة ها العا لم العلو ب الع ن الصيور 


1 ليه - 000 بغ 3 
بالشمد 5 كشقيب لال#مك سمه واسمتغم م 


ىضم ُ تقذ ١‏ قمر علدك أهل اثلد للخ ا وإ جار وقمم م 


ثات انها كي ا معيفد الا عا م ذلك اند لى نلعنا شقل تش احكفد شما ابن اك 5-7 . ألك اعضامي شتا 
0 4 3 00 0 كت ل اكيم أ 0 


ليد 


المبحث الحادي والأريعرن: في بيان ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل 1 


لحان محقو فنا ا الشيطان 0 رمضان إلى رعضشاك. 


ا 


(فالحواب»: قد ورد أن تلك الأكلة التي أكلها آدم عليه الصلاة والسلام. من الشجرة 
شسحكاتك في بعد" ن آدم شهرا والشهر يكون ثارة ثللاثين وثارة ها وعصشاين ثم سحن لحت فاستهر 
حكتم تلك المدة فى بنيه فلولا أكله عليه السلام. من الشجرة التى هى مظلهر خلاف الأولى كما 


فرء مأ فر ضص صوم رمشاك غليه وصلى دليث ا ينا من أكل من الحرام لهال 

(فإن قيل): فلم شورع صوم النفل؟ 

(فالجواب): شرع جبراً للخلل الواقع في صوم الفرضض نظير الصلاة والزكأة. فلما علم 
الشارع من امتة الهم لد يؤذولن عبادة تو مهم على وده الكمال يي 2 لهم زيادة على حشوم 
رمشات تمق م الاح واللخميس وثللانةه أيام من 0 شهر وشير ذلا ا وقد ورد أن ل أذم غانيةه 
الشلاع؟ نهنا أكل من الشجرة أاسود حسله إمها بأعثبار البئية 0 تقثر عل الحجاب وإماأ افيا 
لحصول سيادته بذلك في نظر العارفين إذ الانبياء لا ينقلون قط من حال إلا لأعلى منها لدوام 
تبهنم فى المقامات لعصمتهم:؛ مما م سيله فى معت ضيه الأتنياء تأمره أللله تعالى ع 
اسود جسنه أن يصوم ثلاثة أيام الليالي البيض فزال بكل يوم ثلث سواد بدنه وذلك واقم لكل 
م رقم لع في ممخالفة الأمر من بليه بعاده ولك ن لا يشعر بذلك إلا من كشف اله عن بسباله وما 


هنا ١آ‏ . 000 3 4 

ما إلا من وم ولو في مكروه وقد رقع الشخض من تلامذة الجنيد رضي الله عنه أنه نظ إلى 
اماد جميل فأسود واجحهه في الحهال عايو, صيار قال فت الأسود مار ان سمي استغفر له الحنيد 
ثلا نه ايام ومن السكمة فى صوم هذه الثالا نه أيام أن قل شسهر ورد على العيد فهو يشت دك به 


من قبإ الحئق جل وعلا وحى الضيف ثلث نه أيام فإذا استوفى قرأه ذهب شاكرا تصنيع العيك معة 


نيا 


تاقانك يمان 


- 


(فإن قيل): فلم خصٌ الشارع الثلاثة المذكورة بالثالث عشر وتالييه؟ 


بما يحوي عليه حاله في كل نفس إلى حين وفاته بل يعلم بعضاء ويجهل بعضآً لم سئل اللوح 
المحفوظ عما خط الح تعالى فيه من العلوم ما عرف ذلك. وأطال فى رد أقوال متكي 
النبوة. 

لوقا فيه لقد عملت على تحصيل | إيماني بها بها جاء من عند الله ولم أكتف بالسمام حتى 
علست من أين آمنت ويماذا امنت لكن متعم يننا زحزحني علم ما رأيته وعاينته عن أيماني فلم 
اك أقولء وأعمل ما أقوله؛ وأعمله لقول النبي د «لا لعلمي ولا لشهم وذي أناه فواخحيت يمن 
الإيمان والعيان» قال: وهذا مقام ما وجدت له ذائقاً إلى وقتي هذا وإن كنت أعلم أن في رجاد 


50 من بثاله لك١‏ ما أاجتمعت به قال: وكذلك أشهدن أله تعال يعم اق اكه ا ا 
ل سا وي . 6 ع م 


ك2 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): إنما خصها بذلك لأن من جملة إكرام الضيف تعجيل إكرامه سواء كان قبل 
إطالة الجلوس أو في وسط المدة أو قبل انصرافه ولذلك شرع صوم ثلاثة أيام من آخره أيضاً 
ليفارق الشهر ذلك العبد على أثر الإكرام . 

(فإن قيل): هل تحصل السنة بصيام الثلاثة أيام متفرقة في غير الثالث عشر وتاليبه؟ 

(فإن قيل): فلم شرعت الكفارة لمن جامع في نهار رمضان بشرطه؟ 

(فالحواب»): أن الكفارة شرعت لتكون حجاياً بين العبد وبين ما عرض نفسه له من حلول 
البلايا وهى العقوبات بارتكاب المخالفة وأصل ذلك كله الأكل فإنه لما أكل ما لا ينبغى له 
حجحب فائتهك عجرمة رمضان بالجماع فشرعت له الكفارة كما شرعت للمظاهر والقاتل والحالف 
فإن البلاء إذا أراد أن ينزل من حضرة الاسم المنتقم يجد الكنارة قد سترت ذلك العاصي في 
ظل جناحها واكتنفت» وصارت عليه جنة ووقاية فرجع البلاء غير نافذ كل ذلك لسبق الرحمةه 
الغضب على من عصى الله تعالى فهذا كان سبب مشروعية الصوم فرضاً ونفلاً. 

وأما وجه تعلق مشروعية الاعتكاف عقب الصوم 
وكلما دخل المسجد في أي وقت شاء بالأكلة المذكورة 


فهو أن العبد إذا أكل حجب فغفل فنسي مراقبة الله عرز وجل فوقع في المخالفات فشرع 
الشارع العبد كل قليل أن يعتكف بقلبه وبدنه في بيت الله الخاص مستشعراً به أنه بين يدي الله 
تعالى ليجبر ذلك الخلل الحاصل بالغفلة عن الله عز وجل المؤذنة بإرخاء العنان في تناول 
الشهوات ولذلك حرم عليه الشارع أن يباشر امرأته أو حليلته في المسجد لا سيما حال 
الاعتكاف خروجا عن مقام الإدلال في حضرة الحى فإن الإدلال فيها يجر إلى العطف فلا 
يناسبها إلا الخوف المحض والهيبة والجلال لا الترفه بالجماع ومقدماته فإن ذلك ينافي الأدب 
ولو أنه وقع في شيء من ذلك لتعدى حدود الله ومن هنا أوجب بعض الأئمة الصوم في 
الاعتكاف سد لباب الترفه جملة واحدة أدباً مع الله تعالى وقالوا: لا ينبغي للمعتكف أن يعود 


إلى يوم القيامة خاصهم وعامهم كما تقدم ذلك في الباب التاسع والأربعين وثلاثمائة. 


(قلت): وذكر الشيخ في الباب الثالث والستين وأربعماثة : أنه رأى جميع المؤمنين كذلك 
من كان منهم ومن يكون إلى يوم القيامة في صعيد واحدء وأنه صاحب من الرسل غير 
محمد يله جماعة؛ منهم إبراهيم الخليل قرأ عليه القران وعيسى تاب على يديه أول دخوله في 
الطريق. وموسى آعطاه علم الكشف. والإفصاح عن الأمور وعلم تقليب الليل والنهارء وقال: 
ومن حين حصل عندي هذا العلم زال الليل وبقي النهار» في اليوم كله فلم تغب شمسي ولم 





المبحث الحادي والأربعون: في بيان ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل مااع 


مريضاً ولا يشهد جنازة لأنه في حضرة الله الكبرى والعيادة وصلاة الجنازة تفرقه وتخرجه من 
تلك الحضرة وثم مقام رفيع وأرفع والله أعلم. 
وأما وجه تعلق مشروعية الحج والعمرة بالأكل من الشجرة 

فهو أن الله تعالى شرع الحج تكفيراً للذنوب العظام التي لا يكفرها شيء إلا الحج وقد 
تقدم في الكلام على مشروعية الوضوء والصلاة أن لكل مأمور شرعي تكفيراً خاصاً لمنهي 
خاص , وأصل ) وقوعنا في الذنوب حتى احتجنا إلى المكفرات هو الأكل؛ فلولا الأكل لما 
احتيحنا إلى مكفر وكان الحد ج آخر ما وجب على آدم من المكفرات فإنه 6د ٠‏ تلقى الكلمات 
قي ون تللق لماكو ونا عاب رماو قال ابن عباس : والكلمات هي قوله: لرَيَنَا ظأَننآ 


اس عرصي امل مر 


أشنا وَإِن لد تَنْفْرٌ لنَا وَرْحَمْنَا لمكن مِنّ الْمَسِرِنَ 4 [الأعراف: : 5]. وقد تقدم في مبحث عصمة 
الأنبياء أن ذنب آدم عليه السلام لم يكن ذنباً في الحقيقة وإنما ذلك صورة دنب ليعلم بنيه إذا 
وقعوا في مخالفة كيف يتوبون فلذلك أمره الحق تعالى بالحج تكفيراً لتلك الأكلة التي صورتها 
صورة المخالفة فافهم. 

(فإن قيل): فلم كان الحج على الناس مرة واحدة في العمر فقط. ولم يتكرر كالصلاة 
والصوم وغيرهما؟ 

(فالجواب): إنما كان مرة واحدة تخفيقاً من الله عر وجل لضعفنا ولكثرة المشقة علينا في 
السفر للحج كل ستة. لا سيما في حق أهل البلاد البعيدة وقالوا: من ورد حضرة الله عز وجل 
الخاصة مرة واحدة في عمره لم تمسسه النار أبدا. 

(فإن قيل): فما حكمة التجرد عن لبس المخيط ؟؛ 

(فالجواب): ذلك إشارة إلى أن من أدب كل داخل للحضرة الإلهية أن يدخل مفلساً 
متتجرداً عن شهود حستاته السابقة؛ وتائباً من جميع زلاته. إذ الأمداد الإلهية إنما هي الخاصة 
بالفقراء والمساكين غالبا وقد أجمع م ا ل له لا 
غني ولا متكبر قال تعالى: #إِنَمَا ألْمّدَقََتُ شرك والنسكن» ١‏ [التوبة: 4]70: فلما تجرد 


تطلع وكان لي هذا الكشف إعلاماً بأنه لا حظ لي في الشقاء في الدار الآخرة قال: ولم يكلمني 
إلا هود عليه السلام» انتهى. وقد ذكرنا في أجوبة شيخنا حكمة كونه لم يكلمه إلا هود عليه 
السلام؛. فراجعها والله أعلم. وقال: سعي الإنسان في عدالته عند الحكام لقبول شهادته من 
باب السعي في حق الغير لا فى حق نفسه وذلك لأمور تطرأ فإنه إذا لم يكن عدلا لم يقبل 
الحاكم شهادته وربما ظهر الباطل على الحق فوجب السعي في العدالة لهذا قال عليه الصلاة 
والسلام: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر». فلم يكن مراده يلق إلا إعلام أمته بمقامه 
ليريحهم من تعب يوم القيامة» ولا يمشون في ذلك اليوم إلى نبي بعد نبي كما تمشي الأمم 


الجر الثانى ص اليوافيت م الجواهر ا بيان عقائد كام 


ا 50 مونلا 355 ا لتحت ١‏ موااهت انذه تعالى » وقفضاه عشضهم وف الحديث : “م اسصيم لم 


٠ 2‏ ا : ٠‏ ل 0 : 1 اكيم ا عم 
يا فنث دونو يعسي عل اب قا طنويد كيوم ولذئه امنا فكان السحرم يولك هناك وذ ده عحديدد نم لز 


أ 0 1 0 لكي فىاء: > ات الست جارك الا 1 
يخفغفى سببت دعو الغتى والتكم إنما هو الاكل انه كل حجب فنارحم تصغات اللي في 
5 ذاه د اعفلسة دعوين لعن قت د ناكد إمداد 


(فإن قيل): فى وجه تعلق بعض الناس باستار الكتعبة؟ 


(فالجواب): إنةأدتلك بصيو تعلى ار جل بتوب صاحيه إذدأ كان ينه ويه جنايةٌ تيصفم عنه 
و يسا ميحد دالا فم ادب الا كاير عدم التعلى بأستا بست الله الخاص لما لا يحعى فد كما رادم 


ايه السلكام : بالحمد ات مشام التوية - - أكله من الشجر 8 على ما ف 1 نأه و كذلك كمل لل 

١ 1‏ _ 
52-0 الت 00 نه ليهو ١‏ فم : 0 لحك 0 بحا . زه كمال لنوبة ل ححييثك الذئرب الشخاضصيده 
4 : 2 ا مية 1 تْ 1 3 


تأجبد الى 0 يكف ها الا هو كوا'هن _ في الكالنام على الو ضوء و الصلاة والما قلنا كمال الكوية 


0 له الم و نه ا : 1 5 للم ٍِ 1 ا 

وام بعل لبي تحصل 3 الها لله ا أجل ان الندم وفع من ادم 0 اكل ح الشجرة وكدلاك الحكمى 

في عم( هذه هس ذريته للا بن مم- ثدمه عقب المحعصية أم" لازم لكا ه: رك إلله عقله بعد الالهة 
ب ب ثاب له "مد . .0 7 - ل 1 سس ادضت 1 5 


ومعلوم أن الندم هو معفلم أركان التوبة لاستل امه عادة وجود بقية الأركان وقد ورد أن آدم عليه 


السلاه. لمأ حم إلبيت قال : (يا رب اغفا لى ولذريتي". فقال الله عر زر وجل: أما أنت فقد 


ا 2 ْ ا 0 
قات ناك دنباك حب* ندمنا وأما اك قهم' ن أتاني لايشرك ان شيك + غغرت له ذنويه فيذا شال 


١ 4‏ 0 111 0 3 . 1 01 ل 5 شن : 1 . 
أصل مش وعيدٌ الح وو تعلقه بالأكل مرن شجرة النهي كل حاج بما ينأمسيه يكفر صله الج دلو باه 


كلها من الكيائر إنى لاف الأولى 
وأما وحه تعلق البيع والشراء وساش المعاملات 
وتوابعها بالأكلة المذكورة 


فهو أن 0 إذا أكل حجب وإذا احجسا حاف في البيع والشراء وش وجار وظلم 


فشرء له البيه على الميزان الشرعى دفعا !ا أ ا الإنسان إذا ربماة أكل امواك 
ت للد 0 002 ألو 0 للجيفت 90 والجور ل سح ا كل امو 
انناس بالباطل ضرورة وشرهت نفقسة وكخر ظلمهة واشتدت ظلمة باطئىفء ومن لازم ذلك كثة 


اتنححية الدنيا حتى أنه يعسير يتلقّى الركبات و بيع الئاس بالريا ويمتئع من فراضص.ن الممحتاجين له إل 


فيشتم ول على محمد ية: بما أعلمهم من ذلك بأن ْ لرجوع إليه آخر الأمر والله الم 
قي الاب السادس ه التستمو و ثالاثمائة. جملة الأمور الى يشا فيها حكم الحاكم ثلاثة : اللماء 


ام 


ارال والأموال: لا غير. وقال فيه فى قوله 00 #وَعَضِبَ أله متهم 4 (الفتح: 1]. 
الآية. اعلم أن غضب الله تعالى في الدنيا 5 عباده هو ما أمر بإقامته عليهم من 0 
والتعزي ات وأما غضيه في الآخرة فهو ما يقيمه من الحدود على من استوجب الثار: وعو 
تطهير إلا فى حى الكفار قافهم. وقال: إثمأ نهى الحاكم عن الحكم حالة الغضب مه ريما 


جاعذ مخ إقامد الحدود التشفى من المحدود لحقل نغسه فبحرم الأجر من تلك الحيئية أن الأمر 





عن لك 0 ' 1 ارمء 0 00 ١‏ ا ا 
إناعك ورزيها نات ونلح أو اشلك ور وندجم شك - ده العخبار ه ورتهأ غعبب الاعوال وإعحتت الصعام 
0 0 ا ا 3 0 خخ 0 : 3 0 3 ١‏ 
ماي امناي <فعجاء بت لنييتث بععة بالكريمى عق ألا حتكار #والعشينب وزيها جبجل ابشة اف المع مد هين 2 

ل 55 2 0 0 0 َ 0 
ل ل 0 ان يت ب “كن الوه 0 000 1 
التكا نس كملفيا للتة ]ات وريما اشتك د, الثساةاك! التابير فادعاها المشترى ار أاشتريى عقارا فقط 
0 1 ل ا 52 1 ل 0 : “لي 
فادضم ه شه م.- الستلضه ذنكت وسشطك؛! قشل ايه إأحخام كك 0 أيه صضوب و الثمار وأم باضشصساء 5إ 








به نهم اذا صعجا المديون اس اوقل هم اكد نكيخ 010 ألله عليه عر امه بالمساقاة والق اض 


13 ء# 1 8 1 1 ٍ 3 م2 

والاجارة واواسشع عطليهم كي الجحجباء الهم اك ولك كسراب ج التلقطة ] اللقط 4 إعطاء الجعانة سرك ارد 

ا 7ه وار ف :4 --5 3 : م “2 و2 

ل نما حوجيوا شد كشعا ذلك مه إلشو انهم قاضا الجعجانهم الاكا فلو أل الأكز. اليل القاث + 
ل 0 د س2 0 5 ب ا 2 7 5 

ِ ع ان : 5 ع 0 5 

كلف هوه تون خياك > د م التشوي هن اعم مخالفة فيكو كالملانةة لأ يلص فون معد أن م 
2-8 ريو بد د ا 5 . كا 


حم اه 3 تشّعع ل هن 0 امن وتام الما ئخة لعجل شو مثز هي عن أنه قوع ع شيو ء عا شلء 


الأسور العام حجايهم وآما أنهبه واتهدايا والوقاف فإلما 0 دك شةت! لادعمة الجاجلهك بألبيع 





إلى ! 1 مكاء لوكو 1 يد 05 
8 نوات ]لخر تعدو53 من .له أن لش" لك بتبعجه أ 
2 فهي 00 ده 7 03 0 0 سند 2 
مالغةه ذ ذداه المعد :هك ه العبل قه كعك "الت الو عن 1 من أ اقء م حاشب انان 96 1 مادة 
: ام 0 ى 7 ١‏ اه ا : ٌّ 
سات في ذه قله كأن كا مء وحدة مجح عن اعغطاء: مواشتة اد للا ذاه لا هنا كلد شاه 0 ا 
ِ بمى م ِ د : 7 3 0 0 
الو قب ركان يكثيه ان يشدنء ند ملة معلومة انتهي 
(فإن قيل): فما وجه تعلق باب الفرائغس وبيان قسه مها بالأكل مخ الشص 6؟ 














لا يطتما الشركة وعالاسه الهادة, 5 ول : الغضب عه على ذلك 
: أب و 3 
التشخصمر شتب الف اخ عا أكأمك ايحا . ندا د ٠.‏ و عائقه وائنسةة وأظي نه م 
ا كك د 5 م للد 
0 عر 
ا ٠.‏ 0 #” “يد 0 1-6 4 مم 0 
والبشاشش من حيث أن الله تعانى أخبأرة: # [محمد- .]"١‏ قالله 0 


كان نس بك لم كم مر الفرح بإقامه اتيحد عبي 5 المحدتود تليكن. ذلك لما أسقطه ذلك الك 1 


فسن عدن ني مسائل الا الأحكام الحشر وده أصعب م ريون سا نيياك 


ا 
7 








له الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(قالجواب): إن وجهه أنه لما أكمل حجب فشرهت نفسه عن أن يعطي غيره من مال 
مورثه شيئاء فجعل الله تعالى لكل وارث نصيباً مغروضاً دفعاً للفساد وكانت الوصية فى مرضص 
الموت أو غيره كالنافلة مع الفريضة ليجبر خلل ما أخل به من المعروف مدة عمره ولذلك ورد 
أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تؤمل البقاء وتخاف الفقر وليست الصدقة إذا 
يلغت الووح الحلقوم فقلت لفلات كذا ولفلان كذا. الحديث بالمعنى في بعضه أي : فإن ذلك 
قليل الثواب بالنسبة لصدقة الإنسان حال صحته فالحمد لله رب العالمين فهذا كان سبب 
مشروعية ربع البيع كله وتعلقه بالأكلة المذكورة والله أعلم. 

وأما وحه تعلق مشروعنة التكاح وتوابيعه بالأكلة المذكورة 

فظاهر وذلك أن شهوة النكاح ما نشأت إلا من الأكل فلولا الأكل لما وجد في الناس 

شهوة وكان الناس كالملائكة وإنما أمرنا الشارع و بالنكاحء وقال: #شراركم عرّابكم". ولم 
يكتف فيه بالوازع الطبيعي شفقة علينا وتقوية لقلب من يستحي من فعل ذلك» بل أكثر الناس 
يستحيون من ذكره فضلاً عن فعلهء وأيضاً فإنما أمرنا بالتكاح لنكون بذلك تحت طاعة الشارع 
وممثلين لأمره لا تحت طاعة نفوسنا فنثاب بذلك بل بعض الأولياء ربما يحضر مع الله تعالى 
في حال جماعه كما يحضر معه في حال صلاته من حيث جامع المشروعية من كل منهماء 
وأيضاً فإن حثه مِمةٍ لنا على التزويح يورث الإكثار منه فيكثر بذلك نسلنا وذرارينا ليستغفروا لنا 
ولتكون أعمالهم الصالحة من جملة حسناتنا فإننا كنا محلاً لوجودهم فيئا ومنا ليس علينا من 
أوزارهم شَىء كها أنه ليس على آدم عليه السلام؛ من ران أولاده المشالفين لأمر الله عر 
وجل. شيء ونرجو من فضل ربئنا قبول استغفار ذريتنا لنا وأن يعفو عنا ربنا ويصلح بذلك حالنا 
هذا هو الأصل في الغرض بالتكاح . 


وأما حكم دفع شهوة الزنى ومقدماته 
فإنما ذلك بحكم التبع لتلك المنافع الحاصلة لنا من أولادنا. 


فإنه ولو أقيم عليه الحد فإنه يبقى عليه بعد إقامته مطالبات من مظالم العباد انتهى . فليتأمل. 
ويحرر. وقال: من أراد الأجر التام فلا يقدم شيئاً على تلاوة القرآن لأجل سماع الملائكة 
السياحين فإنهم لا يقدمون شيئاً على سماع القرآن لأنه أشرف أرزاقهم وأعلاهاء ومن لم يتيسر 
له تلاوة القرآن فليجلس لبث العلم لأجل الأرواح الذين غذاؤهم العلم لكن لا يتعدى علوم 
القران. قال : واعلم ان جميع ما أتكلم به في مجالسي وتصائيفي إئما شو من ححصسرة القران 
وخزائنه فإنى أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه وذلك كله حتى لا أخرج عن مجالسة الحق 
تعالى. وقال في قوله يَللِ: "والله في عون العيد ما كان العبد فى عون أنخيه؛ اعلم أن حركات 
جميع الأئمة العادلة لا تكون قط إلا في حق الغير لا في حق نفوسهم بالأصالة فإذا رأيتم 


المبحث الحادي والأربعون: في بياث لمرة م التكاليف التي حاءت بها الرسل ا 


وأما وجه تعلق محرمات النكاح بالنسب والمصاهرة بالأكلة المذكورة 


فهو أن العبد لما أكل ما لا ينبغى أظلم قالبه فقل حياؤه؛ فربما اشتهى وطء محارمه فحرم 
إلله تعالى عليه ما حرم من المحارم ومن التساء من لا كتاب لهن من المشركين ولولا ميات 
اأء ا - ']ه 1 2 8 


وأما وجه تعلق باب الخيار والإعفاف ونكاح العبد بالأكلة من الشجرة 


فلآن نفرة أحد الْرْوحِين من الآخر بعاهة من العاهات إنما سبيه الشهوة الطبيعية الناشئة 
من الأكل فلولا الأكل ما حعبل لأحدهما جنون ولا جذام ولا يرص ولا عنة ولا ثغرام 
اللإتقاه ييا قناعي تور ددعي كاف الله االشور إلى واطنها وك للق الرل يان بالك بها 
خفي عليه وجوب إعفافٍ والده إذا تاقت نفسه إلى النكاح ولا عا انشع ين تر ويج عبده مع 
استتخدامه في مهماته ليلا ونهاراً. وأما وجه تعلق .هذا الاصيار 2 قبل التزويج ووزن الصداق 
بالأكلة المذكورة فإنما شرع ذلك استجلاباً لميل خاطر الولي والزوجة إلى إجابة الخاطب فإن 
خاطر الولي والمرأة إذا كان مائلا إلى الزوج بالمحبة أسرع بالحمل وجاء و نجيبا وكثر 
النسلى لعدم الأمر المنغص للخاطر من كراهة ة المرأة وأهلها للروج وأصل وقوع المنغفصات كلها 
من الأكل فإنه إذا أكل حجب وإذا حجب عمي عن إكرام أصهاره: ومن أ الله تعالى 
بموالاتهم من المسلمين. وكذلك القول في سبب مشروعية القسم والنشوز ووجود الشقاق بين 
الروجين أصله كله الأكل فلولا الأكل لما حجب الزوج ولما حاف ولما ظلم ولكان يعدل بين 
زوجاته لانتفاء الأغراض النفسانية حينئذ. وكذلك 7 الأكل لما أخلت المرأة بحق زوجها 
ولما كفرت نعمته ولو أن الزوجين أكلا ما ينبغي لم يقع منهما حيف ولا جور كما هو شأن 
الأنبياء والأولياء. 


وأما وجه تعلق الخلع والطلاق والرحعة 
والإبلاء والظهار بالأكلة المذكوة 


فسببه أيضاً الأكل. وذلك أنه إذا شبع من الحلال فضلا عن الحرام وبطر جاعت جوارحه 


السلطات قد اشتغل عن عصالح رعيته وما يحتاجون إليه فاعلموا أند قد عؤلته المرتبة بهذا الفعل 
ولا فرق حينئد بينه وبين العامةء وتأملوا قصة موسى لما خرج لحاجة أهله كلمه الله في عين 
حاجته وهي النار وكذلك الخضر بعثه أمير الجيش الذي كان فيه يرتاد له ماء وكانوا قد فقا.وا 
الماء فوقع بعين الحياة فشرب منها فعاش إلى الأن وهو لا يعرف ما خص الله به شارب ذلك 
الماء من الحياة فهذا مما أنتجه سعيه في حق الغير قال: ولقد لقيت الخضر باشبيلية» وأفادني 
التسليم لمقالات الشيوخ وأن لا أنازعهم وإن كدو ا الأأمر وقال في قوله 


العامة 


تعالى : #8 يما الَذْنَ عَاميوًا اسراف [النساء: 1187. مراده بهؤلاء الذين أيه بهم باسم الإيمان هم 














2 ادك لكان موف ألن أقني متمدو اح .عاق قسانت كان 
: فى 1# اس 0 وا 5 





+ مإ 0 اه 3 0 0 : 1 2 يه تر رز 0 ات 5 7 2 
شعت صم فصر تال عن اق ب أنناس إليد في كلك روحةة تفماجر ها و خاب عا بألييت قر م املسم لفرت 


خخ بسالته العيلاىق بعو صر _ منهأ لتستريح من سوء خاشه فخلعيا آه واحتلقها هم ابتذاء من 03 عدر 


بد ' وطلب أن يتزوج أعلى منها وحلف أن لا يطأها فظاهر منها ثم إذا راقت ننفسه من ذنك 


ا م 1 1 1 :1 ُ ا ل نون قي يار" :1 ام 
التحدت ريما طلبب م أاجغنها أو د بعلا وتانت العذةٌ والاسكد أ ادال صاع م ثوايم اللطام 
امه --52 3 د اي ل ل ل دا ب 
: 1 0 8 
ف اد اوس 1 14 ددن الك يه 5 2 و 4 ١‏ 
علك خصون قراف او طلاق أو زوال فاش ام وجود ولد رضيع ذث !م أنثى ١‏ 


« 3 00 
8 هنو مبحة م الع ا ا 


١ 
5 


ا ل ا ا 1 الوق راع لقي سياه الخ د ل ات 
كان الا ا الولك ممن هو أاحى ١‏ ولثلايتزوج الانساد الحتة عن ال سام 
يشح على المرضعة بأجرتها كل ذلك لحجابه بالأكل 


وأما وجه مشروعية نفقة الزوجة والأولاد والوالدين 


فانم كان ذلك د د فإنا لبا أكلتا حجنا عه تادية حقوق ار عوتناه أولادنا 
م الدينا واقار نا من قكنا قشت م بهاتمنا 8 مانا ع" تأدية لجيه هس للحيحات الخاضصز 8 ع ألاكا 
فلو 1 الححاب هيا ا احتجنا إلئ أ ؛الؤمر بدلك لعقلم حق ألو الدب وناك تضل, اكه عتوهيم ومن 
1 ا ١ ١‏ 0 1م ا 2 50 2 3 5 ! . 
الحق بهم من القرائب ويزيد الوالدان في الح علينا لكونهما ثانا سببا في إيجادنا مع تحستهس 


٠ 3 8 2 2 5 ٠ 1 . 0 * 

هب منا وغموهنا ووخدهجنا في حال طفوليتنا و شبايتاء ورجوليتنا رفي لجال صحننا وم شننا. 
00 0000 
وأما وجحه دفقة رقيقنا 


فهو مكافاة لهم على خدمتهم لنا وصبرهم على تححيرنا عليهم ليلا ونهاراً. فى شيء لا 
خط اعونن ا وان علي 5 البهائم فلحت ة نشعها لنا بالحر ب والدر !ف والعلهن وحملدا 


ك أستعتنا 0 البللاد البعيدة التى 2< 0 احذنا أن يمعشي إليها بتفسة فضا عن حملنا متاعنا 


عايها وهل ىا اللإحسان 84 الام حسان ثم إن أصل حجاينا عن تاديد جميخ هذه الحفورى إنما 


ايا 11 ' 
هر الاكل وال تعالى أعله . 


وأما وجه تعلق مشروعية جميع الحدود 
بالأكلة المذكورة وما يذكر معها فهو ظاهر 


ا ا ا أ 2 د 3 + 7 0 0 . ط 
كال الإنسان أذا أكل الشهوات ريسا فسق و تعادين جدود أئله تخالى . فقتل التعس. بعم الل 


الذي أمنوا بالباطل . وكفروا بالله كمأ قال تعالى: #وَإن شرك بو مَرْيُواً© [غاف © 2115 قفسمي 
الحم له عؤمنا 7 أطال ث ذلك وو الله أعلم: 2 5 5-6 ألياب السبايع ِ والستين وثللا ئساته ' ا و 
2 بعسبى غلية السلام في السماء الثانية» وثبت على يديه وكان أه سي عناية عطيمة هيهو لا 


يغفا عن ت بيتي إلى الأن وأطال في ذك ما وقعم له معه وكذلك الأنبباء الذين في السموات ثم 
ارا عام 


شال * ولما اتتسعت بإبر أهيم انيه السلا الم يا أت 0 فل طبل فعذير برهم # 
[الأباف: 11 ان لياه قائلو 0 تالكم وياء الحن على الهنهم !١‏ لتى اتخدوها عقلت له قما أشارتك 
يولك هذا . فعال ل + أ تعلمها فقلت له: لي أعلم أنها اإشاءة ابتداء وعحبره محذوف بدن 


المبحث الحادي والأربعون: في بيان ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسا 1 


قطم العضو أو جرحه أو شح الرأس وقلع العين وكسر السن والعظم وسرق أمتعة الناس وقطع 
8 0 و م ب العم وزلى وقذف الحانت بالباطا. وصال على البضع والمال و جار 0 القسفة ٠‏ 
7 جاه زب ب - م 2 


3-3 د 06 اجنام فأحوح الايد إلى أت جلف انا 00 معنا وخيار يحلف الماك الكاديةء 
2 5 وي اسك اه د دامية - © 2 2 9 


وياكمثر من الصادقه وبخل بالعلعام والمال 06 مكحن سن ولى سمح لعسة إل بعقله لظ جد ف 
باد لذ إلا إل شععى ايه تعالى مر يسا !عو رد شالته آم ل بيدة فى الشِدَاكك فلك لك عاهال 

ا 3 8 1 0 4 ِ- في 1 َّ 00 111 ينا 0-0 
باتلدر حلى قدر على نفسه أنها تسمح به كل ذلك لعطم مححيثه ورعلته فى اندتنا الناشىء 30 


ذنك كله م حيجابت الأكل ولو أنه ترك أ لأكل حملة أو جات وأكل سيك الرهق 1 الأكل الشر ععى 


لضمعفت جوار جه عن تعدا هده الحد 


3 التى قدمناها كلها 35 05 ريما يكلمه أ ع أذا حا ع فشا 

- 5 8 1 5 وي 

اتعاليك الكلام وللا ياد عليه إلا بتخلف من شدة الجوء وكذلك ا 2 الأكل م حي ها العبك حي 
2 : : 5 


'ذعي الدعاوى الباطلة التى يقول الله له فيها: كذبت. ولا تحمل الشهادة على غي علم ولا 
قضى بين الناس بغير علم ولو أنه كان لا يأكل طعاماً أو أكل الأكل المشروع فقط لما وة 


قم ملك 
ع 
سي م من حللق فندنلك أمر الله تعالى أصبحات هذه الصنات أن ينقادوا الأاصحت الحقوق 


لمقتصوا ملهم وتشام عليهم هده الحدود و حففا لتقنام ألو جود عب التساد الخاصا ا الكل وإلسا 


50 ْ 1 لوجم ا وام ل 111 ا 1 
شراخ فى بعشنى الحدود الحّفارة بعتى أو إصعام أو كسوءة١‏ 
32 ا : 5 0 1 


ا 2 ١‏ 
صضوة لذياذة العنه 3ق ذلك الاديية 
00 عم 200 3 د" 


ب 


والتكون الكقمارة حيجايا مائعا ل وفوخ اليلاء 5 ذلك العاصى ها تعراقلك سنا 5 اليه ف 1 كلام 
علي عدوم رمشان د الله اعلم. 


وأما وجه تعلق عتق الرقبة وكتايته وتدبيره 
وتحريم ببع أمهات الأولاد بالأكلة المذكورة 


شهو أن سعيسيا العو والكتاية والتدبير مشابلة العيد بنلير مآ فعس تمك سكو من الخذمه ولولا 
أن الشارع أمر اليرت يذلك ١‏ نما اهتدى تتلاث المقابلة لحيجابة بالأكل ع عن ف اراك قبح تحمل 0 
المخلائق إذ ملكه للعبد ئيس ملكا حقيقياً وإنما الملك فيه لله رب العالسين. ولو أن ألله ع و جل 


جع ! اقيق حسف إلعما ما أدضله تعحنتثت لتخم عد ال فكان حكم العيد قمع ستتابع كتحكم 
9 0-0 0 : 2 


عليه قولك بل جعاكد ؟ كبيرهم فاسألوهم اقامة الحبحة عليهم منهم فثال ١‏ لي عليه السكلام : العا زدت 
على ما كان الأمر ل فقلت له: فسا قولك فى الأنوار الثلاثة. يعنى : الكتوكسء والقغسره: 
والشمس أكان ذلك عن اعتقاد؟ فقال: لا إنما كان عن تعريف إقامة للحجة على القوم ألا ترى 
إلى اقول الحىق تعالى فى كتابكم رَبك حَخْنُئًا ائينه إتهير عل تويه. # [الأسم: *ىا وما كان 
اعتقاد 0 ني الاله إلا أنه نمرود بن كنعان لا تلك الأنوار قال: ولم يكن القوم يعتقدون في 


يت الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الطغل فى يد وليه لولاه لضاعف مصالحه قافهم. ويؤيذ ما قلناه حديث: «إخوانكم خولكم 
أطعموهم مما تطعمون وألبسوهم مما تليسون ولا تكلفوهم من العمل مالا يطيقون فإن 


وأما وجه تعلق مشروعية تحريم تبع آمهات الأولاد بالاكلة المذكورة 
فهر أن السيد لما أكل ما لا ينبغي حجب ونسي حقوق أم ولده عليه حين كانت 5 
مع أن ماءها اختلط بمائة في الولد فكان عتقها كفارة لذلك الجهل الحاصل بحجاب الأكل والله 
أعلم . 
وأما وجه تعلق مشروعية نصب الإمام الأعظم 
وسائر نوابه بالأكلة المذكورة من الشجرة فتلاهر 
فإنه لولا الأمام الأعظم ونوابه ما نفذ شيء من الأحكام ولا أقيم شيء من الحدود ولا 
قام لدين الإسلام شعار وكان يفسد نظام العالم كله وأصل الإخلال بذلك كله حجاب الخلق 
بالأكا ل فلولا الأكل ما تعدديٌ لحن حدود الله ء ولا احتاح ج الناس ا إمام ولا حاكم ولا قاض 
وكانا 00 لم الأولياء الذين كشف 
إلى الحاكم 5-8 لفوسهم اولي وحريمهم من 0 0 وأيضا فلولا الإمام 
الأعظم ونوابه ما انتظم لبيت المال حال ولا قدر أحد على تخليص خراج يصرف على عساكر 
الإسلام فكانت تضيع مصالح الخلق أجمعين فالحمد لله رب العالبعين فهذا ما حضرني الآن في 
(وقال): في الباب الثامن والستين وثلاثمائة : في قوله تعالى: #عَلَىَ السَمَوْتٍ وَالأَرنت 
ألْحَن #4 [الأنعام : +7] اعلم أن جماعة من , أهل الله غلطوا في هذا الحق المخلوق به وجعلو ه عيناً 
مو -حخودة والحى أن الياء هنا بمعنى اللام ولهذا قال تعالى في تمام الاية #رتسلن عمًا شركرت # 
[التحل: "]. من أجلم ل الباء فمعنى بالحق أي للحق فالباء هنا هي عين اللام في قوله تعالى : 
ارما حَلَقَتُ ين والإدت إِلَّا لعدُدد (4)83 [الذاريات: 51]. قال وإيضاح ذلك أن الحق تعالى لا 
يخلق شيئا بشيء ء وإنما يخلق شيئاً عند شيء وكل باء تقتضي الاستعانة والسببية: فهي لام فما 
خلق الله شيئا إلا للحق وهو أن يعيده ذلك المخلوق على حسب ما يليق به؛ وأطال فى ذلك 
فليتأمل» وقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة : اختلف أصحابنا في هذا النوع هل ينقطع 
أشخاصه بانتهاء مدة الدنيا أم لا. فمن لم يكشف قال: بانتهائه ومن كشف قال: بعدم انتهائه 
وأن التوالد في النوع الإنساني 0 وقال في قوله تعالى: مال هَؤْله 


اسح عفر 


لْقَوْو لا يَكَادوت بَنْفَهُونَ حَديئائه [الساء: 2/]. أ يي : فما لكم يا محجوبون لا تعلمون ما تحدثكم 





المبحث الثاني والأربعون: في بيان أن الولاية وإن جلت مرتبتها وعظمت 1 


الميحث الثاني والأربمعون: 
في بدان أن الولائة وإن جلت مطرتيتها عطقت فهىي 
آخذة عن الندوة شهوداً ووحوداً 


فلا تلحق نهاية الولاية بداية النبوة أبدا ولو أن ولياً تقدم إلى العين التى أخذ منها الأنبياء 
لاحترق وغاية أمر الأولياء أنهم يتعبدون بشريعة محمد يق قبا قبل الفتح عليهم وبعذه ومتى ما 
خرجوا عن شريعة محمد كلة» هلكوا وانقطع عنهم الإمداد فلا يمكنهم أن يستقلوا بالأخذ عن 
ألله أبداً. وقد تقدم , في المباحث السابقة أن -جميع الأنبياء والأولياء مستمدون من محمد يَتلة. 
ويؤيد ذلك أنه يبل كان يتعبد قبل رسالته بشريعة إبراهيم عليه السلام؛ أو غير 00 
في ذلك فلما جاءه الوحى انقطع عن ذلك التعيد واتبع م أوحي به إليه وكذلك الغول فى الولى 
غايته الإلهام الاق شيعا مسجيد رامد ال تاريسم لسكلا لكاو ليد رض كد 
انقطعت بموت رسول الله يةٍ فيصير ملك الإلهام يفهم ذلك الولي شريعة محمد 0 ويطلعه 
ع ا ره ل بلا واسطة؛ فإذا صح للولي قدم الأخذ عن 
رشول الله ة. من غير واسطة فهناك يصح أن برشد الأمة المحمدية ويتصدر لدعائهم إلي الله 
عر وجل بيحكم النيابة عن رسول الله ككةء قال تعالى: #فل هدي سَببِلَ أَنَعْرَا إل أش املك 
بصِبرةْ أنأ وَمْنِ أَتَبَعنىْ؟ه [يوسف: ٠١8‏ الآية. فقد بان لك أن الولاية لاحي تعره أبداً: ومن 
قال من العارفين أن مقام الولاية أكمل وأتم من مقام الرسالة فمراده كما قاله الشيخ محيي الدين 
في «الفتوحات»: إن مقام ولاية النبي في نفسه أتم وأكمل من مقام رسالته وذلك لشرف المتعلق 
ودوامه فإن الولاية يتعلق حكمها بالله تعالى». ولها الدوام في الدنيا والآخرة. والرسالة بتعلق 
حكمها بالخلق وينقطع بزوال زمن التكليف فليس مراد أحد من القوم بها قالوه نصب النفلاف 
من مطلق الولاية ورسالة الأنبياء فإن هذا لا يقوله إلا الجاهلون بالله تعالى الذين لم يقربوا من 
حضرته ولم يعرفوا أهلها وحاشا الأولياء من ذلك . وقد سثل بعضهم عن ولاية غير ا! لنبى هل 
يصح أنها تفضل ولاية نبي. فقال: لم يرد لنا في ذلك شيء والذي نميل إليه أن راحب كل بي 


قديما وإن حدث عندكم فما هو حديث العين» قال الله تعالى: ما يأليهم من زكر ين رَيْهِم 
تُحَدْثْ» [الأنبياء: ؟] ومأ هو إلا كلام الله الأزلي! فُحدتث علمة عطد شم خخيرل ستمعوة فهو محداك 
الآتيان قديم ١‏ لعين كما تقول ويتث اليوم عندنا ضيف ومعلوم أنه كان موجودا قبل أن يأتي وقد 
عجاء القراد ف مرا حادثة تعلق السمع بها وكذلك الفهم تعلق بما دلت عليه الكلمات فله 

الحلذوث من وحهء والقدم من وجه وأطال فى ذلك. وقال: لا يطل العبد بأن يعرف حقيقة 
نسبة أخبار الصفات !! ىالل عر وكل وكل من أولها حرم رؤية الحق يوم القيامة حين يقع 
التجلي فما أعظمها من حسرةء وقال: ل في الجن من يجهل الحق | تعالى ولا من يشرك به 





لعلو إن أنحىق | تعالى قصم ظطهور الأر بتاع بانقطاح التمايء فأ مماية تنلعا مالا 





00 لعقشدهم الواحى أن رباني الذي هر قوت أره 0 داع ا اطرد قي 0 ايان 





8 


كان في مقام نبي فضلاا ع ن كونه قد فضله ما قصم ظهره؛ ولا احتاح إلى وى ضاي الات 
شماه 3 إنما غايد لعلف الله تعالى الا لباء أنه أبنى عليهم وحني المشرات فى الام ل ينا نسي ” 

بائحة الوحي انتهى . وقال أيغاً في الكلام عا لي التصهدٍ من «الفتوحات1: قي أن أبله تسال هت 
إل يوم القيامة دأنه ن 





تمنات افكت الرسا تنا له احم كل مخلوقى بعذ محمد 
لكو ذه في ف ميك أي" ينبغي الل تون ا أنتيى ‏ وقال في اشرحيه لترجمان ا واه اقب ا برضا 
النبي فس لنا دخوله واصايه معرقتنا بد 8 طريق الآر م النظر إلله كما ينض رحن شع شي أسش 
الجنة لين ما هر فى اعلى علبي وكما ينغلر أهل الى رضن لق كواكب السماء. وقد بلغنا ص 


الشية اعي يزيد أله فتج له م١‏ مقام البوة قدر خرم ابرة تجليا لا دحي ولا فكاد آ:' ن بحت ق. وقال 
اك 3 ل ان 0 
في انناب الثاني والستم م بار بعمائة ١‏ من «الفتوحات" : اعلم أزد لا لاذوق نا ا مشام البو 8 للتكلم 


1 1 


عليه وانمأ نتكلى علي ذلك يد وميا أععلينا من معام الإرث فقط لأنه يه تصمع لاد 1 منا دحو' 


معام اللو ُ 8 انمآ 0 أه كاله 2 على الماء. وقال في البانا السابء امف وثلائماتة : نشد 


أعطيت من مام , العسودية الى اختهف ن بهأ رسول أله عاد .0 مقدار الك ره ةالو إحدة و جلك الور 


فقسا استلعت القيام يك لحي قهيده صو مس الي عمجي الدين رحممةه الله لكات من افد ان عطاسك 
أنه يقول : الر الاي أعظلم من النبوة والله تعالى أعلم . 


فهم مملحشون بالكفار أي بالمشر كين وإن كانوا شام الدين يوسوسول بالقيك للناس وأطال 0 





م إلثيات حين اضطريت اليا : ذلك اليوم وقال: ما لا يمكن أن يسمم حتى 


م 





شهك على نفسه ذلك اليوم بقصوره وأبو بكرارضي الل مدني امن عليه حال .ا بل صعد المثير 


رمم 20 


كدت ونا سه الا رشول وذ حلت من قد اسل 4 ]ان عهرات: .]١44‏ الآية. فتراجع من كان 

الحم عله إر ليمت م الناس وعرف الداس فضل ل بكر على الجماعة فاستحق الامامة ه التقدم 

وما بايخه سن بابعه 033 وما تخلفت ع ببعنة إلا من جهل ملك الخيق الدى وكر 0 مدر د أو مر 
05 1 


كان مي محل نظطر من ذلك أو لا وذلك أن رسول الله 0 شهدا له في حياته بفضله على 


انجشاعةه دالهير الذي وق في صدر ِ 0 يظهر حكم ذلك لشت إلا يورم مات رسونت الله 
وأصل كات أب بك ر وصوله إل مقام شهد فيه أن موت رسول إنثه 
أحكنام 0 ايه 8 هناك تى 1 ابو بكر تقلية ال جانب الحىء وتوكل على أبلك و حادم لمن 








فلة: حىق وآنه محال لجرياتن 





السيحثك الاي وال ربعون : في نيال أقفل ال ولياء المحمديين تعد الأنساء ب 


الميبحث الثالت والأربعون: 
في ببان أن أقضل الأولباء المحمديين يعد الأنيباء 
والمرسلين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين 


وهذا ليمي بن هر باع الأاربعة ابدلماء قلعي -225 الشيخ أبي عيب الأشعر ىق فشني 2-7 


القاضي أبي بكر الباقلاني. ومما تشبث به الروافض في تقديمهم علياً رضي الله عنه: على أبي 
بكر رضي الله عنهء حديث أنه #ة. آني بطير مشوي فقال: «اللهم انثني بأحب تلقك البك 
يأكا معي من هذا الطيرة فأتاه علي رضي الله عنها وهذا الع ةا بن الجوزى فى 
(الموضوعات» وأفرد 0 الحائفظ الد هبي جا 7 وقال: ان طرقه كنها باعلله وأضت فض الناس عالى 
الحاكى حيث أدخله في «المستدرك» ودليل أهل السنة فى تفضيل أبى بكر عن على رضى الله 


شنتهماء الحدبث الصحيح ها فضلكم أبو بكر بكثر 5 صوم ه لا صبللاة ل بشي 3 عكر ىّ تسااة 


وهو لصن صريح في اك الشبيي ني ا عن ابن ضمر قال :كنا نعو ل حب ,الناس:.نعيد 


تار 
7 مديزاءة ا 5-7 ٠‏ حي ل ل 59 
الندين 0 ابو بجر ثم للجيمر ثم عميان ا يلمر الك علينا ' وعال ا 5 أبو الجسم ن الأشعن 


٠ 5 


ان ا : 0 0 31 0" 000 : 3 3 
ومما فصل به ابو بكر رضي الله عن ائه ما زال بعين أل ضا من الله 0 وجا ء 7 بعمالة شير 
سغضوب فيها عليه إذ لم يشت عنه حالة كف كونا كنت عن قو مم امه ال الى مك2 م فدانا 
ا 0-0 ر عر ا ا ما م 


بالإيمان قبل بعمة النبي د إد حكم السعادة دائر مع حك_لم التو حيد لا مع الزيمان. اد متعلقن 


الإيمان إنما هو الخبر الذي جاء به الصادق عن الله عر وجل ولا خبر ولا كتاب فى زمن الفترة 
التي قبل النبوة حتى يتعلق به إيمان أبي بكر رضي الله عنهء أو إيمان غيره فصح خيفة قولهم: 
إن أب بكر ما زال بعين الرضا قد -- السلف الصالح مد الصحاية والتابعين علي احترام هؤلا 
الأر بعة الخلفاء عند الله وتعظيمهم على هذا الترتيب الذي ذكر نا أما الصحابة فلأئهم شاهددا 
فضل أبي كر بقرائ: الأحوال المقترنة بقوله يَقية. وبفعله المنبئين عن الأفضلية عند الله الخالي: 

وأما الكاتحوان فلأنهم خير القرون بعد الصحابة ولأنهم أعرف 58 الصحابة فى أبى بكر 
وقتروى كاك اداه سو بها كان أ كر ودف مغلائة سول الث في رد ع عد الى ا 


.-_ 


علم رسول الله يية؛ أن أبا بكر قلبه مع الله بالاعتماد عليه وحده دون غيره وأنه صار يترقب لما 
00 , لسان رسول الله جا ف جر خملات شيعه منتقال فى حتداها قال 


(قلت): ومن هنا جعل القوم حال آبي بكر المذكور ميزانا لكمال المريد وأنه متى صار 
يرى شيخه محلا تجريان الأقدار وآن الأمر كله لله وصار لا يتأثر لفقد شيخه إذا فقد يموت أو 
سفر بعيد كل ذلك التأثر فقد كمل حاله؛ واستحق الفطام وأطال في ذلك وتقدم في الباب 
الثالث وثلاثمائة الكلام على حكمة ترتيب ولايد الخلفاء الأريعة 06 وقال فيه من قال: إن 
الحق تعالى يحل فى الصورة فهو أعمى البصر والبصيرة لأن غاية الناس مرتبة الاحسان ثم 


ممع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


الرعية واستتخلفه للصلاة بالناس فى مرض وفاته ية» فأبو بكر أفضل الأولياء المحمديين 
قالع الاسسينة :كل قو اتسيتزلة. الأقميل جه الى" كله على نير أبن طالب رفني اناشدف 
ودخل في قولنا إن أبا بكر أفضل الأولياء المحمديين أولياء الأمم السالفة فأبو بكر نفدل عنهع 
بناءة على عموم رسالته #قة: فى حق من تقدمه وفي حق من تأخر عنه بالزمان وعخرج بتولنا في 
الترجمة بعد الأنبياء والمرسلين يعني : الأحياء والأموات غير عيسى عليه السلامء فإنه أفضل 
نين بكر بيقين وكذلك خرج الخضر عليه السلام. فإن مقامه برزخي بين الولاية والنبوة كما 
ذكره الشيخ في «الفتوحات» وعبارته : ومقام الخضر عليه السلام» دون النبوة وفوق الصديقية 
كما أخبرنا بذلك عليه السلام. عن نفسه مشافهة. قال: ويسمى مقام القربة وأنكر الإمام 
الغزالي هذا المقام انتهى. قلت: وذكر النووي في "تهذيب الأسماء واللغات» ما نصه: الخضر 
عليه السلام. نبي وإنما اختلف في رسالته وشذ بعض الصوفية فقال بولايته انتهى . والله أعلم. 
وعبارة الشيخ في الباب الثالث والتسعين من «الفتوحات»: اعلم أنه ليس في أمة محمد يل) 
من هو أفضل من أبي بكر غير عيسى عليه السلامء وطاق اه إن ولتي بلي لجيه ابتكم 
إلا بشرع محمد . فيكون له يوم القيامة حشران: سير فين فى زمرة الرسل بلواء الرسالة. 
وحشر في زمرة الأولياء بلواء الولاية انتهى. وقال الشيخ كما التبن عيخ' أني شر يفف ان 
احاشيته؟ : الذي يتجه أن عيسى عليه السلام لا يعد من أمة محمد يله لأنه غير داخل في 
دعرته فلم يكن من أمة الدعوة ولا من أمة الملة انتهى. وقال الشيخ تقي الدين بن أبي المسيور 
في عقيدته: ويعتقد أن أبا بكر رضي الله عنهء أفضل من سائر الأمة المحمدية وسائر أمم 
الأنبياء وأصحابهم لأنه كان ملازما لرسول الله ية. بالصديقية لزوم الظل للشاخص حتى في 
ميثاق الأنبياء ولذلك كان أول من صدق رسول الله يقة. وقال الشيخ في الباب الثالث وثلاثمائة 
من «القتوحات»: اعلم أن السر الذي وقر فى صدر أبى بكر رضى الله عنه؛ وفضل به على غيره 

هو القوة 000000 اق فكانت له كالمعجزة في الدلالة على دعوى 
الرسالة فقوي حين ذهلت الجماعة لأنه لا يكون صاحب التقدم والإمامة إلا صاحيا غير 
سكران» فكان رضي الله عنه. هو الحقيق بالتقدم ولا يقدح في كماله واستحقاقه الخلافة كراهة 
بعض الناس فإن ذلك مشام إلهي قال تعالى: ##وَنَه يَْمْدُ من فى السَّمَوتِ والأرض طرمًا يماك 
الإيقان المشار إليها بقوله: «اعبد الله كأنك تراه». فتمثله في نخيالنا مركا ولم يحجر الشارع 
علينا إلا أن نجعل معبودنا محسوساً كالأصنام لا أن نتخيله صورة فإن الشارع يعلم أن من مرتبته 
الخيال أن يجد. ويصور ما ليس بجسد ولا صورة» وهذا من رحمة الله بنا التي وسعت كل 
شيء ومن شك في قولنا فليتخيل الحق في حال مناجاته في الصلاة خلفه كما هو أمامه فإنه لا 
يقدر هذا حكم الوخووانا رسف ارجا بالا تان لا سير ولعو مر رو لضام 
ذلك. وقال: لما سحر رسول الله يف كان يخيل إليه أنه يأتي نساءه وهو لم يأتهن فأتاهن في 
الخيال ولم يأتهن في الحس ومن هنا قالوا إن السحر له وجه إلى الحق ووجه إلى الباطل إذ هو 


المبحث الثالث والأربعون: فى بيان أفضل الأولياء المحمديين بعد الأثبياء 4 


[الرعد: ]١5‏ . فإذا كان بعض الناس يسجد لمن بيده ملكوت السموات والأرض كرها لا طوعاً 
فكيف بحال أبي بكر أو غيره فعلم أنه لا بد من طائع وكاره: ولو كان يدخل في الأمر على 
كره لأجل شبهة تقوم عنده إذا كان ذا دين وكل الصحابة كذلك فتقديم بعضهم على بعض كما 
وقع به الترتيب في أخلاقهم لا بد منه لكونه سبق ذلك في حكم الله وأما من حيث قطعنا 
بتفضيل بعضهم على بعض فذلك مصروف إلى الله تعالى. فهو العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا 
سيحانه وتعالى بما فى نفسه من ذلك فالله تعالى يحفظنا من الفضول ومن مخالفة أهل السنة 
[الجقاعة أمريب وفان الحيك عند النون ين اي "سور كان دروي اقطلفاء الأريجة كنذا 
ذكرناه متعينا لترتيب الحكمة وسر كمال دائرة الأمة. وقال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف في 
احاشيته»: اعلم أن الإمام الحق بعد رسول الله يله أبو بكر؛ فعمرء فعئمان» فعلي رضي الله 
عنهم أجمعين؛ والأدلة على ذلك من السنة كثيرة يتظافر دلائل مجموعها على تقديم أبي بكرء 
حتى يظهر ذلك للواقف عليها كفلق الصبح وكانت إمارة عثمان بالعهد من عمر أن يكون الأمر 
شورى بين ستة يختار خمسة منهم السادس ليكون خليفة فوقع الاختيار على ) عثمان والوفاق 
على إمارته وكانت إمارة علي رضي الله عنهء باجتماع كبراء المهاجرين والأنصار والتماسهم منه 
قبول مبايعتهم إياه فبايعوه رضي الله عنهم. انتهى. كما قال الشيخ كمال الدين رحمه الله 
تعالى. وقال الشيخ محيي الدين في الباب التاسع والستين وثلاثماثة: مما يدل على فضل أبي 
بكر رضي الله عنه على غيره كونه كان مع النبي 285 كالمريد الصادق إذا كمل فتحه مع شيخه 
وبذلك استحق الخلافة فما مات رسول الله ا حتى تجرد أبو بكر إلى 0 
ورأى رسول الله يلة. عبداً مخلصاً ل ليس له مع الله تعالى حركة ولا سكون إلا بإذن من الله 
تعالى. وقال أبو السعود ابو انان محه اك : ما مات رسول الله يكل حتى صار أبو بكر 
متعهداً على الله تعالى دون رسول الله يفيه فكان يأخذ كل شيء يأتيه من الأحكام من الله على 
لان رسول الله ينه ولذلك لما مات رسول الله طللة. لم يتأئر كل ذلك التأثر كما وقم لغيره؛ 
فإنه ما من أحد من الصحابة إلا واضطرب ذلك اليوم وقال: ما لا ينبغي سماعه وشهد على 
نفسه في ذلك اليوم بقصوره وعدم معرفته بحال رسوله الذي اتبعهء وأما أبو بكر فكان يعلم 


لع الم بر 


حقائة ق الأمور ولذلك صعد المنبر وقرأ: وَمَا َحَمّدُ إِلَّا رَسُولٌ هد خَلَتْ من قَبْلِدِ لسن 4 آل 


مشتق من السحر الذي هو اختلاط الضوء والظلمة من غير تخلص لأحد الجانيين » قال : ومن 
أراد إبطال السحر فلينظر إلى ما عقد الساحر فيعطى لكل عقدة يحلها بها كانت ما كانت فإن 
تعض عنها الكلمات يفي عليه نان العقد شي 'ضرورة قلا يزول السبحر إلا بحل ممم العقد 
والسلام قال: وهذا من العلوم الإلهية فإن النبي يي قال: إن روح القدس نفث في روعي» 
ولا يكون النفث إلا ريحاً بريق لا بد من ذلك حتى يعلم بخلاف التفخ فإنه ريح مجرد وأطال 
في ذلك بذكر غرائب وقال: إنما كان حديث النفس مغفوراً ما لم تعمل أو تكلم لأن الكلام 
عمل فيؤاخذ العيد به من حيث ما هو متلفظ به كالغيبة والنميمة» فإنه مؤاخذ بحسب ما يؤدي 


2 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


اا 14 الايةء فتراجع من كان حككم عليه وهمه وعرف الئاس حيئئظذ فشله على الجماعة 
حينئد استحة الإمامة والتقده فما بايعه من بايعه سدى وما تخلفا عن بيعته إلا م: جهل منه ما 
كان يجهل من رسول الله يليةِ؛ أو من كان في محل نظر من ذلك أو متأولا فإن رسول 

ألله يليوا قد شهك له فى ل ل ر الذي وقر في صدره فظهر حكم ذلك 
لسر بوم موته 0 ولشن ١‏ 00اء ماذكر ناه من استيقائه مقام العبودية بحيث أله لم يخل منه 
شيء في حفه ولا فى حق رسول الله #لة. قال: وكان رسول الله يَة قد علم من أبي بكر أنه 
تطار د ألا لا عبرا ربيوله . إلا بحكم أنه كان يرى ما يشاطبه به الحق تعالى صلى لساك 
مسييل لز في كل خطاب سمعه منه وكان لأبي كر ميزان في نفسه يعلم ما يقبل من خطابه 
في حقه وما لا يقبل. قال الشيخ محبي الدين: وقد تحققت بمقام العبودية الصرف الخالصة 
ويلغت فيه الغاية فانا العيد المحفض.ن المخالص ن الذي لا يشويني شيء من دعوى ال ريوبية عابى 


شو ع كن العالم . كان + واه أعلم أحد ً معن تقد مني بالزمان ورث مقام العبودية على التمام كفنا 
ورثته إلا ما بلغني عن جل من رجال «رسالة القشيري» أنه قال: لو اجتمع الناس 000 
تال اتسين وك لها ال لتي هي عليها من . الخشية والْت واضع لم يستطيعوا قأنا وإن كان الناس 
نساشياد ون 4 العو قار دن سس عد ذلك يعد نا اكون: 

(فإن قلت): فما حصيقّة الصديقية؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في كتاب «لواقح الأنوار»: إن الصديقية عبارة عن إيمان 

5 8 “سب 7 . 55 نك 3 ا 

صاحبها بجميع ما أخير به الرسل فتصديقه لذلك هو صديقيته. 

(فإن قلت): فهل فى الصديفية تفاضل؟ 

(فالحواب): كما قاله الشيخ محبي الدين: إنه لا تفاضل في الصديقية لأنها كلها حفيقة 
واحدة فإذا رأيت بين الصديقين تناضلاً فليس هو من باب الصديقية وإنما هو من اباب أخر شمر 
اخر كالذي وقر فى قلب ل بكرء ففضل به على جميعء الصديقين لا بنفس الصديقية كما مر. 
وقال في الباب التاسع وثلاثمائة: اعلم أن رأس الأولياء الملامية هو أبو بكر الصديق رضي الله 


: 


ليه ذلك اللفظ وإن كان تلفظ به وله عمل زائد على التلفظ به فلم يعمل به فسا عليه إلا وزر 
عير: ما تلفظ به فهو مسؤول عند الله من حيث لسانه قال: ولا يدخل الهم بالشيء في حديث 
اللقب كما توه إذ لهم بالشى ع له حكم آخر في الشرع غات ديك شبن تلت رط 
كمن يريد في الحرم لفكي تاذ بقانم يق الله من عذات أليم سواء وقع منه ذلك الظلم أو 
ل مؤاخذ بالهم. وإن لم يفعل ما هم به كتبت له حسنة 
اذا ترك ذلك من أجل الله خاصة فإن لم يتركها من أجل الله لم يكتب له ولا عليه فهذا الفرق 


ابم“ الحديث 0 والإرادة التى قي الهم 


لمبحث الثالث والأريعون: في بيان أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء 4١‏ 
(فإن قلت): ما المراد بالملامية؟ 


(فالجحواب): هم فوم لا يزيدون على الصلوات الخمس إلا الرواتب ولا يتميزون عن 
المؤمنين المؤدين فرائض الله تعالى بحالة زائدة يمشون : في الأسواق ويتكلمون مع الناس لا 

7 العامه بعبادة ظاهمة قد اتقردوا بكتري اد تعالى راسخورد في العلم مه 
العودية لا يتزلر لون عنها طرفة عين فهم لا يعرة فون للرياسة طعماً : ستيلاء ساطان ال يوبية على 
قلوبهم ولتحقق الإهام أبي بكر رضي الله علفء. بمقام العبوذية لم ينقل عنه ما 0 عع عيرة من 
الاكثار من نوافل العبادات لكثرة ما كنا يشفى م أحواله فكانت أعماله قلبية من أن كل ذرة 
ظطهرت من أعماله ن اليعاططها قناطير من صمز ل شيره رضي الله عله قال الشيخ رضي الله عه : 
ا 


ة شوب 


يدل على تفضيل أبي بكر على عمر رضي الله عنهماء من وقائع الأحوال ماثبت فى 
الأحاديث أن رسول الله ضقة؛ قال لأبي بكر : «ما أصبح اليوم عند آل محمد شيء يقوتهما. 
يديه. فقال له رسول الله 5: «ما تركت لأهلك يا أبا 
بكر فقال: الله ورسولهء فسمع عمر رضي عند. بذلك فأتاه بشط مالهء فقال له لة: «ما 
تركت لأهلك يا عه 9؟ فقال: الشطر يا رسول الله. فتال: #بينكّما ما بين كلمتيكما؟ الحديث 

وقال الشيخ في فى الباب الثامن والأربعين ومالتين: وجه التفضيل 
مالهما حدا با لع الاق علبييا كنل كا ل واحد بقدر عزمه وإلا فلو 
حداً ما تعدياه فكان فضل أبى بكر على عمر لا يظهر فما أراد ييك. بإبهام الأم إلا بيان ظهرر 
فضيلة عي كر على عمر رضي الله عنهماء قال: رفي قول أبي بك : تركت لأهلي الله ورسوله 


فاتك أبو بكر تعجدي ماته حى. و ضعه بيو 


مه 





٠‏ لم يحدد لهمافى 


نه يثاة. كان حد لهما 





غاية 1 لأدب قير فر ل 1 رسول الله 5 مع الله تعانبى فتحاً لباب أن علو ل ألله ع 2 كدر أنه 
8 أ ٍّ 
رد على أ ني بكر شيثاً من ماله لكان قبأيه م باد .1 لحرنه ز ضى الله عنه تك رسول الله الأهله 


28 فما حكم أبي بكر في ماله إلا من استنابه رب المال. فانظر يا أخي ما أشد معرفة أبي 
بكر بمراتب الأمور وبذتلك فضا على عمرء وكان قد تخيل أنه يسبق أبا بكر ذلك اليوم فلما 


فه له مأ وقع من اإتبانه بطر مانه كمال : للا [ ميق :آنا ب بعد الوم وسلم له المقام ثم إن 
رسول الله لق لم يرد على أبي بكر شيا من 5000 لينبه الحاضرين علي ما علمةه هس 





بكر شيئاً من ماله لتطرق الاحتمال فى حل 0 


صدافن ابي بكر في المحبة فإنه لو رد على 1١‏ بي 


(كلت): وسبأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني والعشرين وأربعمانة. قول الشيخ : 


عام أن الله تعالى قد عقا عن جميع 00 ر التي ستقر عندنا إلا يمكد لان الشرح قد ورد أن 

الله يؤاخذ قيه من يريد قيه بإلحاد 5 وهذا كان سبب سكنى عبد الله بن عباس بالطائف 

احتياطاً لنفسه فإنه ليس في قوة الإنسان أن يمنع عن قنبه الخواط, فمن لم يخطر له الحق تعالى 

خاطر سوء فلذلك هو المحفوظ ومن ثنا بذلك قال: وقد أخيرتى سليمان الدنيئى على وج 
98 


21 0 0 5-5 . ع 6 00 ِ ا * -1 
التعحديب باللعم أن له مندك تاي ممم 2 ا الخطر الح تعاى فى كيه حابر شيو جم تهون كال : 


2 2 نا 1 رم ا كل 000 2 3 مر 5 ٠‏ 4 5 ءٍ 
انما نك تعال الظلم بة. له: بشلم لله ب ساك”' مهكد حجمسيه الظللم في اثشم وصغم . والناه 
. 5 كه الاسم 3 5-1 9 مه 2 ا ا ل م ا - 


5 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بكر أنه خطر له الرفق برسول الله يلء وأنه إنما عرض على أبي بكر ذلك مكاقأة له لما علم 
من عدم طيب نفسه بإعطائه ماله كله كما وقع لعبد الرحمن بن عوف فإنه جاء مرة إلى رسول 
الله يي بماله كله فرده عليه ولو علم : منه أنه لا يرى له معه ملكاً كما كان أبو بكر لم 
يرده عليه انتهى . وقال الشيخ في بعض كتبه: اعلم أن استحقاق الإمامة لشخص واحدٍ يعرف 
بأمور منها: نص من يجب قبول قوله من نبي أو إمام عادل ومنها اجتماع المسلمين على إمامته 
وكان الإمام بالإجماع بعد رسول الله ب#؛ أبا بكر ثم عمر رضي الله عنه بنص أبي بكر عليه 
ثم عثمان بنص عمر عليه ثم علي بنص جماعة جعل الأمر شورى بينهم فإنه لم يستخلف أحدا 
وقد أجمع المعتبرون من الصحابة على إمامة عثمان ثم علي المرتضى» فهؤلاء الأربعة هم 
الحلفاء الراشدون 3 إن الممخالفة وفعت بين الحسن ومعاوية وصالحه الحسن فاستقرت الخلافه 
على معاوية ثم على من بعده من بني أمية وبني مروان حتى انتقلت الخلافة إلى بني العباس . 
وأجمع أهل الحل والعقد عليهم وانساقت الخلافة منهم إلى أن جرى ما جرى. وقول بعض 
الروافض إن أبا بكر غصب الخلافة وتقدم كرهاً على الإمام علي رضي الله عنهماء باطلٌ ويلزم 
منه إجماع الصحابة على الظللم حين مكنوا أبا بكر من الخلافة وحاشا حماة الدين رضي الله 
عنهم من ذلك؛ وكان الشيخ محبي الدين رضي الله عنهء يقول: تقديم أبي بكر في الفضل على 
عا الس اوقلت مجر دل زر وت كان : والذي أطلعنا الله تعالى عليه من طريق كشفنا أن 
تقدم شخص بالإمامة على آخر إنما هو تقدم بالزمان ولا يلزم منه التقدم بالفضل فإن أللّه تعالى 
قد أمرنا باتباع ملة إبراهيم وليس ذلك لكونه أحق بها من محمد يلة» وإنما هو لتقدمه بالزمان 
تن ناويات عن ؛ في التفدم من حيث هو زمان لا من حيث المرتبة وذلك كالخلاقة بعد رسول 
ائلّه ل فإن و ةن تعالى ترتيبها بحسب الآجال والأعمال التى قدرها الله عرز وجل أيام 
زلآية عل :وعد على التعيين مم أن. كل وانعة أهل :لها حال ولاية "الأ حر وقد سيق :في عانم الله 
أنه لا بد من ولاية كل واحد من الجلعاء الأربعة على الترتيب الذي وقع حتى لو قدر أن 
المتآخر تقدم فلا بد من خلعه حتى يلى أحدهم من لا بد من الولاية عند الله تعالى: فكان فى 
ترئيب ولايتهم بحكم أعمارهم عدم وقوع خلع أحدهم مع الاستحقاق إذ الصحابة كلهم عدول 
ذكره الشيخ في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى المعطي. وقال 


أعدم. وقال في حديث: انصر أخاك ظالماء أو مظلوما. أما نصرة المظلوم فمعلومة عند 
الجميع وأما نصرة الظالم فأن تنصره عن إبليس الذي يوسوس في صدره بما يقع منه في الظلم 
بالكلام الذي تستحليه النفوس وتنقاد إليه فتعينه على رد ما وسوس إليه الشيطان من ذلك فهذه 
نصرته إذا كان ظالماء وكذا جاء الخبر في نصرة الظالم أن تأخذ على يديه والمراد به ما ذكرنا 
فلا بد أن تكون النصرة واردة على شيء فافهم وقال: الشهادة بالوحي أتم من الشهادة بالمعايئة 
كشهادة خزيمة في قصة بيع الجمل فإنه لم يكن حاضراً وإنما قال: أشهد بتصديقك يا رسول 
الله فحكم يلاق. بشهادة خزيمة وحده لأنها شهادة بالوحي ولو أن خزيمة شهد شهادة عين لم 





المبحث الثالث والأربعون: في بيان أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء ود 


في هذا الباب أيضاً في الكلام على اسمه تعالى الآخر: اعلم أن الخلفاء الأربعة لم يتقدموا في 
الخلافة إلا بحسب أعمارهم فإن الأهلية للخلافة موجودة فيهم من جميع الوجوه فكان سبقهم 
لا يقتضي التفضيل بمجرده وإنما ذلك بوجود نص قاطع قال: ولما سبق في علم الله تعالى أن 
أبا بكر يموت قبل عمر وعمر يموت قبل عثمان وعثمان يموت قبل علي والكل لهم حرمة عند 
الله وفضل قدم الله في الخلافة من علم أن أجله يسبق أجل غيره من هؤلاء الأربعة قال: وفي 
الحديث: (إذا بويع لخليقتين فاقتلوا الآخر منهما». فلو قدر أن الناس بايعوا أحداً من الثلاثة 
دون أبي بكر مع كونه لا بد لأبي بكر من الخلاقة في ذلك الزمان فخليفتان لا يجتمعان وقتل 
الآخر من هؤلاء الخلفاء لا يجوز وإن قدر خلع أحد من الثلاثة وولي أبو بكر الخلافة كان في 
ذلك عدم احترام في حى المخلوع ونسبة من خلعه إلى الجور والظلمء فإنه خلع من الخلافة 
من يستحقها ثم إن قدر أن من قدم لم يخلع كان أبو بكر يموت أيام خلافة من تقدمه من غير 
اليا لكلاف ونه بو فى بعلم الله 501 00 :01د ايليا ويه الم سوق للم يها زز وال 
الشيخ في ذلك ثم قال < وبالجملة ذل يبعي الصوعن: فى مكل ذلك إل ضع وجيره لطن ريح 
ا ابر وا اا » الأربعة كما عليه الجمهورء وإنما خالفناهم في علة التقديم 
فهم يقولون: هي الفضل ونحن نقول: هي تقدم الزمان. ولو أن كل متأخر كان مفضولا لكان 
من تقدم محمداً يده أفضل منه ولا قائل بذلك من المحققين انتهى؛ فليتأمل ويحرر قالوا: 
وأفضل الناس بعد الخلفاء الأربعة بقية العشرة المشهود لهم بالجنة؛ وما زاد على العشرة 
فالأدب الوقف عن الخوض في تفضيلهم مع محبتهم وتعظيمهم ورفع درجتهم على سائر 
الأولياء. وقال المحدثون أفضل الناس بعد العشرة أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان 
ثم السابقون من المهاجرين والأنصار من أهل بدر أو أهل أحد أو ممن صلى للقبلتين في ذلك 
أقوال ذكره الحافظ ابن حجر رضي الله عنه. 

(خاتمة): ذكر الشيخ محبي الدين في الباب السادس والأربعين وثلاثمائة: أن أهل القرن 
الأول ما فضلوا على غيرهم إلا بقوة الإيمان فإنهم كانوا فيه أتم وكان التابعون أتم من غالب 
الصحابة في العلم وكان تابع التابعين أتم من غالب التابعين في العمل . 


تقم شهادته مقام اثنين وبذلك حفظ الله علينا: «لَقَدْ َأمحكُمْ رَسُوك يِنَ أَشُرِكُمْ 4 [العربة: 
إلى آخر السورة فإنها ثيتت بشهادة خزيمة وحده وقد كان جامع القرآن لا يقبل آية منه 
إلا بشهادة رجلين فصاعداً إلا هذه الآية. وقال: مما يدلك على أن الكلام لله والترجمة 
للمتكلم قوله تعالى: مقسماً. أنه يعني : القرآن لقول رسول كريم فأضاف الكلام إلى الواسطة 
والمترجم كما أضافه تعالى إلى نقسه بقوله تعالى: ا َهُ حَقّ يَسَمَعَّ كلم و4 [العربة: 1]. 
سواء فإذا تلي علينا القرآن فقد سمعنا كلام الله وموسى لما كلمه ربه سمع كلام الله ولكن 2 
السماعين بعد المشر شرقين فإن الذي يذركه من يسمع كلاغ الله ابلا واسطة لا يساوية من تسمه 
بالوسائط وقال في قوله تعالى: مم ورين كنب لذت احظينًا من عِبَادنًا ب لناطر: +85]. الأية 


2 الجء الثاثي من اليواقيت والجراهي في بان عقائد الأكابر 


جا 


من 


(نإن قيل): نما الحكمة في كون الصحاية أقوى في الإيمان مع أنهم عاصرره نيقة؛ ورارا 
ٍِ ابه 0 جر 3 7 5-5 9 
معحراته وأخلافه والقاعدة أن الايمان بالغيب أشد فى حى صاحبه من الإيمان بالحاض؟ 


(تالحواب»: أن قرة الايمان إنما جاءت للصحابة من حيث أن الإنسان قطر على الحسد 


نادأ بعلف إلى امة 0-6 من جنلسها ثار اللحسد في الناس قاسم يؤمن به اللا من كوي عللى دقع م 
ع لشسيك ل السك وحنا الشفوف ها سمما إذا كات المحاكم علمها م جنسها فكان إيماك 
لدسوحانة أقوى بهذا النقد لمشاهدة للدم سا ب هسهو عليهم 0 الأسالام وكان اشتغالهم بما يدفع 


ساعنان الحسد أن يقوم بهم مائعاً لهم من إدراك غرامشى العلوم والأسرار لنا ففاقونا بقوة 
الايمان. وجم الله تقسنا بأن أعطانا التصديق بما نق| ئنا عنهم فحصا لنا درجة الإيمان بالغيب 
3 واج ! بق بما نشل هم 9 بالغيب 


1 0 





5 الذي لا درجة للصحابة فيه ولا قد لأنهم شاهدوا الشارع وشهدرا 
احواله ووقائعه. فامنو! وصدقوا على الشهود فما فضلونا إلا بقوة الإيمان والسيق وأما العلم 
,العمل فقد يسأويهم غيرهم فى ذلك فالحمد شت الذي جاء بنا فى الزم: الأخبر وجبر قلوبنا 
بالتصديق وعدم الشك والتردد قيما وجدناه منقولاً في أوراق سواد في بياض ولم نطلب على 
ذلك دليلاً ولا ظهور أية ولو آثنا جئنا فى عصر رسول الله #لة؛ ما كنا نعرف كيف تكون 
أحم النا عند مشاهدته هل كان يغلب علينا داء الحسد فلا تطيعه أم تغلب تفوسنا ونطيعه #وَققَ 
لَه الْمُؤْمِنِينَ الْقتال وكات أَلْهُ هويا عَييرًا أ [الأحزات: 6؟]. وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه 
يي ات الغا بمة ه الضحابة رضي الله عنهم ء. فوقنا في كل على وايمان وأراؤهم عندنا أجمل 


ل إر اننا اتسنا التهى , 


الميحث الرايع والأربعون: 
في بيان وجوب الكف عما شجر بين الصحابة 
ووجوب اعتقاد أنهم مأجورون 


وذلك لأنهم كلهم عدول باتفاق أهل السنة سواء من لابس الفش ومن لم بلابسها كفثنة 
عثمان ومعاوية ووقعة الجمل وكل ذلك وب ب لاحسان الْظن بهم وي لهم في ذلك عابي 


5 سم أن انه ع وجل م اصطلمى عبدآ قعل إلا جفظذه قبل أصطنانه من الغو ص ف علوم اليظ. 


صاحب النظر العقلي وإن سعد لا يكون أبدأ في مرتبة الساذح الذي لم يكن عنده على بالله إلا 
من حيث إيمانه وتقواه وهذا هو وارث الاتبياء في هذه الصفة قال: وما بلغنا أنه تقدم لنبي قبل 


سوته نر عقلى فى العلم بالله أبدا ولا ينبغى له ذلك. قال: وكل من تقدم له من الأولياء النظر 
العقلي فليس هو مهن أورئه الله الكتانا. وأطال في ذلك. 


(قانت)* و تعادم قبيل الناب الكامن والستين وثااثمائةء. أن استدللال السين إن اهيم بالكواكب 





4 ١ 


0 بع دالارتعون؛ في ا نباك وحويب الكقب عما شص 053 التعحاية ع 


ال جتهاد فإن تلك أمور مناها عنيه وكل مجتهد مصيب أو المصيب داجد والمخطيء معدذور ب 


دأحور . قال ابن الأنباري: وليس المراد بعذالتهم ثبوت العصمة لهم واستسالة العصهة منهم 


. لك اللو اذ قفن 3 رواياتهم نا ألحكام ديئنأ من غير كلت محث عن أميماات العدالة م طب : 





التركيف ولم سعد نا ألمن وتنا هذا شى م يشاح ح في عدالتهم وللك الحبد عنس رن على استمضعهاتب 
ما كانوا قليه من رمن رسول ألله ماك حمسي يلت سنا فد 0 لا التغات إلى ا ' يدثره بعض.. أهل 
السي إن ذلك لا يسح وإت تأويل صحيح وما | أحسن قول عي بن عبد العزير. رضبى 
لد عنب نلك دماءٌ ططلي الله تعا منها سيو فنا فا لعخضيب أنه السنعنا مث يحور العطلعر فى 
حدلة ديتنا وشيم" لم بأثنا شم عا سنا الا بو اسطتهب ثمء صف" في لمجا فقل علع” في انمسر 

37 0 1ك َك 206 8 ني اا 5 ل كا 8 ا أ 
يله فيحب سد أليات جملة واأحدة أ سمهاً الخوضى ف مر معأ يك ومعمسرلئل ل العاصل 


راس ابهما ولا ينبغي الاغترار بما نقله بعض الروافض عن اهل البيت من تراهيتهم فإن مثل 





حل المممالة مم ععئيأ دفيق و يكم فحينا الا ١‏ ليق 2 الله ٠.4‏ انها مسا 41 تًِ أ اماه م له 
1 .0 . .- 2 5 د25 
د أصييحانة, كال الكمال 3 ابن سير أدبت لسن المراد يما حر 0 علي ومعاوية المنار عة شي 
الى اك عي امه 2 إ ١‏ متي قن يه 11 لك 2 ١ 4 ١‏ 
أذ عات ته بواشهك بعصيعي والما المناء عة فابث تيكس مايق قتلك صثمال رضي اللك يبعا شي 
ع عشيرته ليقتصه ! منهب0 لان عليا رضي الله عنه كان 0 1 “تاعه الستتل مي اضرو كناد 
السساة: ة بالقيفى عليهم مع 03 0 هّ عشائر هم واختلاطهم با : لعسيا) يؤدق إلى اضطر أب ع الاقافة 
العامة فان لعب هم كال غرام على الم ود عا لى الإمام عا وعليى فاك ا 2 يوام الجمل ناك 
0 يم 3 ٍ ع 0د ع : 
بعك ع ا 1( ورا معاوية إن ا ال تسليفهم للاتتصاص متهم اضو نت ل 


3 


ملهما مسجتيهد ماحور فهذا هو المراد بمأ شجر بينهه التهىي 


(خاتمة): قال العلماء! ويجب اعتقاد براءة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. 1 
جميع ما قاله الملحدون في حمّها لنزول القران العظيم ببراءتها في سورة النور وكذلك يجب 
اتاد و جود محبة ذرية لبينا محمد لله واكرامهم واحترامهم وهم الحسن والحسين وأولادهما 
من فاطمة و غيرها إلى يوم القيامة ونسكت عن المفاضلة بين الحسن والحسين وبين أحد من 


الصحجاية عه ل بيت فيهم . النمن ولكر 2 كل مس اذى شمر 595 ونهجره ولو كان عدر أصصاينا وفاء 


: 


3 


6 


دقوله تعالي : طش أ أَنتلكي علد أَجَرا إِلّا الْمَودٌةُ فى المْرِْقْ |الشورى. *5] والمودة: هى إثبات 


0 





انما كان لاقامة الحجة عنى قومه لا عن اعتقاده والله أعلم وقال للسلك أن يعفو إلا عن ثلالة 
ا وهي التعرضي لنحام وإفشاء ساه. والقدح في الملك. وقال في الباب السبعين 

و ثلائماثة: لما كان الحى تعاني هو السلطان الأعظم ولا بد للسنطان من مكتان يحون فيه حتى 
يقصد بالحاجات هع أنه تعالى لا يقبل المكان اقنضت المرتبة أن يخلق عرشا ثم ذكر أنه استوتى 
عليه حتى يقصد بالدعاء وطلب الحوائج منه كل ذلك رحمة بعباده وتنزلاً لعقوتهم وثولا ذلك 
لبقى العبد حائراً لا يدري أبن يتوجه بقلبه وقد خلق الله تعالى العد ذا جهة فلا يقبل إلا ما كان 
له جهة؛ وقد نسب الح تعالى لنفسه الفوقية من سماء وعرش وإحاطة بالجهات كلها بقوله 





45 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


الحنت “لا فهره الك :هذ مدهمبا سوا قنك نشت ذلك +الشريت أن بطع فى تينية كرام 
لرسول الله يثء كما بسطنا الكلام على ذلك فى كتاب العهود فراجعه والله تعالى أعلم. 
الميحث الخامس والأربعون: 
في ببان أن أكبر الأولياء بعد الصحابة رضي 
الله عنهم القطب ثم الأفراد على خلاف في ذلك ثم الإمامان ثم الأوتاد 
ثم الأبدال رضي الله عنهم أجمعين 

فأما القطب فقد ذكر الشيخ في الباب الخامس وخمسين ومائتين: أنه لا يتمكن القطب أن 
يقوم في القطبانية إلا بعد أن يحصل معاني الحروف التي في أوائل السور المقطعة مثل الم 
والمَصّ ونحوهماء فإذا أوقفه الله تعالى على حقائقها ومعانيها تعينت له الخلافة وكان أهلاً لها. 

(فإن قلت): فما علامة القطب؟ فإن جماعة فى عصرنا قد ادعوا القطبية وليس معنا علم 
يرد دعواهه؟ 

(فالحواب): قد ذكر الشيخ أبو الحم لمسن الشاذلي رضي الله عن أن للقطب خمس عشرة 
عللامه : أن يمد بملد العصمة والرحمة والخلاقة والنيابة ومدد حملة العرشس العظيم ويكشف له 
حقية الذات وإحاطة الصفات ويكرم بكرامة الحلم والفضل نك السو وكين ‏ التتهيال الال ع 
الأول وما الفصل عنه إلى منتهاه وما ثبت فيه وحكم ما قبل وما بعد وحكم من لا قبل له ولا 


بعد وعلم الإحاطة بكل علم ومعلوم ما بدا من الم ر الأول إلى منتهاه ثم يعود إليه انتهى . وقال 
في 7الفتوحات»؛ في الباب السبعين ومائتين إك اسم القطب في كل | زمان عبد الله وعبد الجامع 


المنعوت بالتخلق والتحقق بمعاني جميع الأسماء الإلهية بحكم الخلافة وهو مرآة الحق تعالى 
ومجلى النعوت المقّدسة ومحل المظاهر الالو الوقت وعين الزمان وصاحب علم 
سر القدر وله علم دهر الدهور ومن شأنه أن يكون الغالب عليه الخفاء لأنه محفوظ في خزائن 
الغيرة ملتحق باردية الصون لا يعتريه شبهة في دينه قطء ولا يخطر له خاطر يناقضي مقامه. كثير 
النكتاح راغب: فيه محب للنساء يوفي الطبيعة حقها على الحد المشروع له ويوفي الروحانية حقها 
م« فَاَيِنَمَا توا د شك [البقرة: ١١6‏ وبقوله: ينزل ربتا إلى سماء الدنيا وبقوله للك : 0 الله 
في قبلة أحدكم؛ وحاصله أن الله خلى الأمور كلها للمراتب لا للأعيان والله أعلم. و 

امن بمحمد يي وبجميع ما جاء به كان له أجر من اتبع جميع ل 
صحيفة لكن أجر الإيمان بهم لا أجر من عمل بأحكامهم كلها فافهم. وقال في الباب الحادي 
والسبعين وثلاثماثة: لو أن العاصي علم أن الله يؤاخذه على المعصية ولا بد ما عصى فلا يصح 
أن يكون على بصيرة في العقاب أبدأ قال: وهذا هو الذي أجرأ النفوس على ارتكاب المحارم 
إلا من حماه الله بعال شو أو حياء؛ أو رجاء؛ أو عصمة فى علم الله خارجة عن هذه 


المبحث الخامس والأريعرن: فى بيان أن أكبر الأولياء بعد الصحابة رضى الله عنهم القطب اع 


على الحد الال يضح الموازين ويتصرف على المقدار المعين الموقت له لا بحكم عليه وقت 
إنما هر لله وحده حاله دائماً العبودية والافتقار يقبح القبيح ويحسن الحسن يحب المجمال المقيد 
في الزيئة والأشخاصء تأتيه الأرواح في أحسن الصورء يذوب عشقا يغار لله عر وجل ويغضب 
له تعالى؛ له الإطلاق فى المظاهر من غير تقبيدء لا تظهر روحائيته إلا من خلف حجاب 
السهاةة والغيب لآ يرى عن الأعياء إلا معز نظر الم بها يحم الأسباب: وينيهها ويد عليها 
ويجري بحكمها ينزل إليها حتى يحكم عليه ويؤثر فيه لا يكون فيه رياسة على أحد من الخلق 
بوجه من الوجوه مصاحب لهذا الحال دائماً إن كان صاحب دين أو ثروة تصرف فيها تصرف 
عبد في مال سيد كريم وإن لم يكن بيده دنيا وكان على ما يفتح الله تعالى له به لم تستشرف له 
نفس بل يقصد بنفسه عند الحاجة بيت صديق ممن يعرفه يعرض عليه ما تحتاج إليه طبيعته 
كالشافع لها عنده فيتناول لها منه قدر ما تحتاج إليه ثم ينصرف لا يجلس عن حاجته إلا 
لضرورة فإن لم يجد حاجته لجأ إلى الله تعالى في حاجة طبعه لأنه مسؤول عنها ثم ومتول 
عليها ينتظر الاجابة عن الله فيما سأل فإن شاء تعالى أعطاء ما سأل عاجلاً أو أجلاً. فمرتيته 
الإلحاح في الدعاء والشقاعة في حق طبيعته بخلاف أصحاب الأحوال فإن الأشياء كلها تتكون 
عن هممهم لأن الله تعالى عجل لهم نصيباً من أحوالهم في الجنة فهم ربانيون والقطب منزه عن 
الحال ثابت في العلم فإن أطلعه الله على ما يكون أخبر بذلك على وجه الافتقار لله لا على 
وجه الافتخار لا تطوى له أرض ولا يمشى فى هواء ولا على ماء ولا يأكل من غير سبب ولا 
يطرأ عليه شىء من خرق العوائد إلا فى النادر لأمر يراه الحى تعالى فيفعله بإذن الله من غير أن 
بكتوة ذلك مطلويا له.وكدلك من فاته أن يجو اقبطرارا لا الختيارا ويصير عن التكاع كذلك 
لعدم الطول يعلم من تجلي النكاح ما يحرضه على طلبه والتعشق به لا يتحقق قط بالعبودية في 
شيء أكثر مما يتحقق به في النكاح لا يرغب في النكتاح للنسل وإنما يرغب فيه لمجرد الشهوة 
وإحضار التناسل في نفسه لأمر مشروع فنكاحه لمجرد اللذة كنكاح أهل الجنة وقد غاب عر 
هذه الحقيقة أكثر العارفين لما فيه من شهود الضعف وقهر اللذة المغيبة له عن إحساسه فهو قهر 
لذيذ وذلك من خصائص الأنبياء ولعلو مراقى هذا المقام جهله أكثر الأولياء. وجعلوا النكا- 
شهوة حيوانية ونزهوا أنفسهم عن الأكثار منها. واعلم آن من مقام القطب أن يتلقى أنفاسه 5 


الغلاثة ولا خامس لهذه الأربعة فتأمل. وقال فى قوله تعالى: #ونَقّي الَمَادٌ فم يَوِمِذ واه 
+ [الحاقة: ]١5‏ إثما الشقت لذهاب عمدها الذي كان يمسكها وهو الإنسان الككامل . فإذ 
زال سقعلت إلى الأرض والسماء معلوم أنها جسم شفاف صلب فإذا هوت السماء حلل جسمع 
حر النار فعادت دخاناً أحمر كالدهان السائل مثل شعلة النار كسا كانت أول مرة وزال ضو 
الشمس فلمست النجوم فلم يبق لها نور وسبحت في النار لكن غلى غير الوجه التي كانت فو 
الاكاسات من الخير بواطال كو ذلك كم كاك ملع أن له عن شف عه مووي الول الاقيا: 
الكامل الذي يمُوم دكره مقام عر جميع العالم لو قدر فقده وهذا هو المشار إليه بقوله 25 : [١‏ 





44 العودا الثاني ع الإراقيك وعراس قن .يبان فاك الاكايز 





دحات واد عل قباسي لادب لانها رسل الله إليه فتراجع 0 انين رمها شاخرة ل لا شكلت 


تذلك. وأحتثال ليخ خ في دنك ثم قال فإذن القطب هو الرجل الكامل الذي حصل | الاربعة دنائير 
التي كل اي حبيةرعهرون م اضاومناك زه الساك الأرضية فى : اموجل «الااء 
8 الا 3 لياء والمومتون شهو وارنهم كلهم ر صى الله علهة. او قال : الشيخ كن الياب الحادى والخمسي 
وكاناندانة ؛ م 2 القصسب الوقوف دائما حلت الحيجات الل انسشاتة رسن الحىق جل وعاه فاب" 
ب تفع حجان حتى يموك قادا مات لقي الله حر وجل فهو كالحاجحب الذي ينشد أوامر الملك 


. 


: 0 الث حي |1 ا انا الى 2 
ليس له هف: الله تعالى إلا صفة الخصاب لا الشهود انتهى . 


1 
1 


(فإن قلت): فهل يحتاج القطب في تولبته إلى مبايعة في دولة الباطن كما هي الخلافة في 


العا ؟ 


(فالحواب): لعم كما كاله الشيخ في 2 اليا ب السادس ُ والثلانين د ثانا ا و شبار الم اعنم ان 


العحى تعالى د من 5 تعد عبدآ شر تبك القطاة إلا . د عا ل سزن :ا في حضيرة الشعاتن و شعدة عليه 


بع صورة ذلك المكآان على صورة المكانة كسا 0 صورهة الاستواع 00 0 ع صضورة 
احاطلتة تعالى علما نكا شيرء ولله المثل الأعلى قادا تعبت اله ذلاق السم ن ف هذ أن يخله عليه 
. حا . 0 ٍِ َِ ٠.‏ مع 3 


الأسماء التى يطليها العالم وتطليه فيظهر بها حا 1 ا للع لان 
م ٠‏ سيهات انتى تصليق العالم لم د تطلليه خبسهر بها الله ور ننه متواجا مسور ١‏ 500 لمهت 5-6 


غك سما ناسظا وظاه | وتاطا اذا فعثقليه قعد يمير 71 لمخالاقه 


1 اك خم ! 1 2 3 . اخ 0 عع 3 5 : 0 1 0 
لسسع والطاعة عةه فى الو مد والمخره دخل في تلك الببعة 0 مافوب من ادنى واعلى اذ اتلعالون 


و شي السهيمول 0 جالال ألله عر وجل العايدون لله تعالى بالذات ع بأهر الهى ظاهر ايو 5 


١‏ 1 1 1 ع - 4 الاي رين ١‏ اك ا عا ايه 
0 واعلم ال اوت ل يدخل عامة ال الأعلى ع انهم 0 اد قاذ كب فاحدون بيده 





عابى السمع و الطاعة ولا يتفيدون بمنشط ولا مكره لانهم ا يعرفول هاتين الصسعتي قيهم ١‏ 0 
يعافا شي ت اا بقسدهة فهم في 1 رذ بع قود لهم طعيا تعدم دوقهم للمكره وما ملهو ا 
يدخل عايه للسسايعة اا ويسالهة عن مسالة من العلى الالهي فيشول يه : ص هذا أنت العانا كما 
وكذا. فيقرل له: نعم فيقول له: فى هله المسألة وجهان يتعلقان بالعلم بالل تعالى أحدهما 
أعنى من الذي كان عند ذلك الشخص فيستفيد منه كل من بايعه علماً ليس عنده ثم يخرج . قال 
واه الساقضة حنى ألا يبالى احد على و سود الارضص يقول الله" قما أميتك ألله تعالى لس عر 5غ اح 
ال تشع صلى الأرف الا أجل هذا الأنسان المو حد الذى لا يمكنه أن يتكلم بالنقيى: !د مد ا 

َه - 9 .3 1 5-4 00 يس 3 


حاط ء الا اش الواحد الأحد. قال: وهذا الذى الذى هو اش الل هو ذك الله الأكب المشار إليه 
ا ف اك 4# ا تا ا اا 1 0 30700 
بشويد تعانيى | | #اويزث اللم أاحكيير |[العتخيرت ]1 ولذ يعترضى عليك المعطاه قانهمى تالعصيم 


يا ع ع 5 د ماع - د - !1 4 ٍ ُ 0000 0100 
الأشل كب نسان الكامل واطال ذلك. وقال فى قول عائشة رضي الله غتهء كال رسيم 


5 1 0 0 5 5 1 اه 1 2-7 2 ٠‏ 55 : 
الله تكيةء يد 3 الله عنى شل احياتة 2 فى جميع الاحوال فيه إثيات ابمجالسة مر رسه 


5 35 1 : ا _ 3 . 1 2 0 9 
٠.‏ لبك شنا وجا شي لجميع الاحجوال وجلوس كرا عيد مع ربه على مدر ذكره لها قا 
1 2 8 





المبحث الخامس والأريعول! فى بيان أن أكي الأولياء بعد الصحابة رضى الله متهم القطب 3 


الشيخ : وقد ذكانا جميع سؤالات القطاية فى جاع مستقل ما يكنا أن الله والحسيت» عدة 


المسائل عغيتك ف يتكر ر السؤال بها لكل قطب وإنما يخطر ألزد 0 ذلك 0 ال در لقعيبت حال 


السؤ!! ل بعد أن جرى ذلك على خاطره فيما مهي دن الزمان قال الشية : لير 


الأول ثم النفس ثم المقدمون من عمار السموات والأرض من الملاتكة المسخرة ثم الأرواح 
السدبرة للهياكل التي قارقت أخنينا عسامها | بالموت ثم الجن ثم المولد الماك سم عات مأ سيبح انه تعالى 


ا مكان ومتمكن ومجل وحال فيه الا العالون م الملاتئكة كما 0 وكذلك الأفراد من اليثم 3 


يلون تحت دائرة القعلب وما له فيهم تصاف اذ هم كمل مثله مؤهلون لما ناله هذا الشخص 
من القطبية لكر لما كان الأمر يفتضى أن لا يكون فى الزمان إلا واحد يقوم بهذا الأمر تعين 
ذنك الواحد لكن لا لأولية وإنما هو يسبق العلم فيه بان يكون هو الواني وفي الأفراد من يككون 


ك1 


سي ليث 3 فى العلى بالنّه تعالى والحانه . قال الشيخ في الياب الخامس والحخمسين وسائتين : 0 


خصائص. التملن أن ييختلي بايله تعالى و عضاو 3 أن تكون شا المرثية لغيره من الوم اع أندا لم ا 
مات القطب الغوث الشرد تعالى بثنك الخلوة لقطلتب آخر 0 ينشرد قعل بالخلوة لشخصي: عي 
زمان واحد أندا هذه الخارة م علوم الأسوار وأما ما ورد 52 الأخرة من أن الحى تعالى يخلو 
بعد ريداهانة مه مل بر تعره الع در الس قلي انا" حو دادزا حي والعد كاي ا 


انتهى. ثم اعلم أنه لما كان نصب الإمام واجبا لإقامة الدين وجب أن يكون واحدا لتلا يقع 


1 
0 00 : ل 0 : 
التدازع والتضاد والفغساد فحكم هذا الإمام شي الو جود حاكم القعطب قال : وقد يحون من ظي من 


الأئمة اسيل أيضا قطب الوقت كأبى بكر وصمير فى فته وقد أي يحون قعلب الوافت فتكورن 


القعلب فى الباطن من حيث لا يشعر فإن الجور والعدل يقشع من أنمة الظاهر ولا يون القف 
: 20 خِ 


إلا عادلا. واعلم أن القطبية كما أنها قد تكون لولاة الأمور كذلك قد تكون في الائمة 


3 


المجتهدين من الأربعة وغيرهم بل هي فيهم أظهر ويكون تظاهرهم بالاشتغال بالعلم ال لكتسمي 
حجابا عليهم لكوم ن القطب من شانه الخفاء رضي الله عنهم أجمعين . قال الشيخ معحيي الدين : 


وقد اجتمعت بالخضر عليه الصلاة وسألته عن مقام الإمام الشافعي فقال: كان م الاوتاد 


يه يلد دجي 0 م 7 ا 5 1" كّ 1 1 أألداهم ا ع ا َ 
لاريعة مسالته عل مهام ا مام احمد فشال شع صبديق واخلال بي ذات سم قاات قي وله تعالى: 


' ع : ا 5200 1 1 1 العا 
علمت غائشة ذللك ىن ا بقل تشمها وإما أحارها سول الله عق ؛ ذلك واطلات فى ذلك وقال: 
م الى 4 0 5 500 5-6 5200 ا 1 7 ا 
د اللك لأرضى مثل كرة رشي الو ا جذاع كر أبيه ع جح ركه ضسم لعصيها 0 لعشي 6ط و لها لحتو 


4 5 ا 


م 1 1 لاد . 1 * 1 تلم دن 1 0 3 1 3 ا 
الله اتسماء ساد ا رصن بعد داك لسكلا عليها يان حاشت ناه وندناك عاذت دولوم نشييك ع ما 


2 

:دا ' 2-4 5 م . : 1-8 

دادت فخلى الله اليا َك شقان بها: صلبها دفعةه دإ حذة واداء بالساع المحد بها خلا جعيةه نف 
لال لع ع را ا ا 1ك اك ١ ١‏ 1 : ا 

كالمنسقه و جما ل أطراف فيه أنسماء عليها قان: داما الزرقة التي ينسبها الئاس الى السف» قال 


١ 1‏ 5 0 1 , . ا : عام 4 0 4 
شى لبعك السقاء ا البصير كما ترق الجيال ادا يعدت بسع د ودرفا دوشى عي ١‏ كان فا السحال 


الله من أخل من الأمم إلا في آخر النهار وذلك لاستيفاء حركة الفلك فإن اليوم دائرة .نفلك 





هع الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


ابيا الَذِينَ اموا أوليموا اله وََطِيعواً الول وأزلي الأني نكر [النساء: 105 المراد بأولي الأمر 
الأقطاب والخلفاء والولاة لكن فيما لا يخالف شرعاً مأموراً به وذلك هو المباح الذي لا أجر 
فيه ولا وزر فإن الواجس والمندوب والحراء والمكروه من طاعة الله ورسوله فما بقى لأولى 
الم المباح: قاذا آمك اللإمام الدي بايعته على السمع والطاعة بمباج من المياحات و ايه 
عليك طاعته فى ذلك وحرمت عليك مخالفته وصار حكم تلك الإباحة الوجوب فيحصل لمن 
عمل بذلك أجر الواجب لارتفاع حكم الإباحة منه بأمر هذا الإمام الذي بايعته وأطال الشيخ في 
ذكر مبايعة النبات وسائر الحيوانات للقطب فراجعة. 
(فإن قلت): فما المراد بفولهم: القطب لا يموت؟ 

| (ئفالحواتس): م قاله الشيع في الباب الثالث والسبعير : من «الفتوحات»: أن المراد به 
أن العالم لا يخلو زمانا واحدا من قطب يكون فيه كما هو فى الرسل عليهم الصلاة والسلام 
ولذلك أبقى الله تعالى من الرسل الأحياء بأجسادهم في الدنيا أربعة ثلاثئة مشرعون وهم إدريس 
وإلياس وعيسى وواحد حامل العلم اللدني وهو الخضر عليه السلام وإيضاح ذلك أن الدين 
الحنيفى له أربعة آركان كأركان البيت وهم الرسل والأتبياء والأولياء والمؤمنون والرسالة هى 
الركن الجامع تلبيت وأركانه فلا يخلو زمان من رسول يكون فيه وذلك هو القطب الذي هو 
محل نظر الحق تعالى من العالم كما يليق بجلاله ومن هذا القطب يتفرع جميع الأمداد الالهبة 
على جميع العالم العلوي والسفلي قال الشيخ محيي الدين: ومن شرطه أن يكون ذا جسم 
طبيعى ور ويكون مواجودا شّ هذه الدار الدنيا ميجحسدكة و حفقته فل بل أن يكون موجوذا فى 
هده الدار بجساده وروحه من مهد آدم إلى يوم القيامة ولما كان الأمر على ما دكرناه ومات 
رسول الله يكنة. بعد ما قرر الدين الذي لا ينس والشرع الذي لا يتبدل دخلت الرسل كلهم في 
و عيسو . شي السيماء الثانية وإلياس والخضر في اللأرض ومعلوم ال السموات السيع من عالم 
الدنيا لكونها تبقى ببقاء الدنيا وتفنى بفنائها صورة فهي جزء من دار الدئيا بشخلاف الغلك 


الأطلس فكتان ذلك كالت بصن بالعنين إلى آخر السنة فإذا انقضت فصولها فرق بينه وبين المرأة 
أعني : زوجته وذلك لأن أسبات التأثير الإلهي المعتاد في الطبيعة قد مرث عليه وما أثرث فيه 
فدل على أن العنة فيه قد استحكمت لا تزول فلما عدمت فائدة النكاح من لذة وتناسل فرق 
بينهما إذا كان النكاح موضوعاً للالتذاذ أو للتناسل أو لهما معأ أو في حق طائفة بكذا وفي 
أخرى بككذاء وفي حق للمجموع أخرى وكذلك اليوم في حق من أخذ من الأمم إذا انقضت 
دورنه وقع الأخذ الإلهي آخره. وقال في الباب الرابع والسبعين وثلاثمائة في قوله: «هؤلاء 
للجنة ولا أبائي وهؤلاء للنار ولا أبالي". اعلم أن الجنة دار جمالٍ وأنس ومنزل إلهي لطيف 





المحث الخامس والأربعون: في بيان أن أكير الأولياء بعد الصحاية رضي الله عنهم القطب 4١‏ 
الأطلس فإنه معدود من الآخرةء فإن في يوم القيامة تبدل الأرض غير الأرض والسموات يعني: 
يبدلن بغيرهن كما تبدل هذه النشأة الترابية منا أيها السعداء بنشأة أخرى أرق وأصفى وألطف 
فهى نشأة طبيعية جسمية لا يبول أهلها ولا يتغوطون كما وردت بذلك الأحبار وقد أبقى الله في 
الأرض إلياس والخضر وكذلك عيسى إذا نزل وهم من المرسلين فهم القائمون في الأرض 
بالدين الحنيغي فما زال المرسلون ولا يزولون في هذه الدار لكن في باطنية شرع محمد 85 
ولك أَكْثرَ لاس بك يلون #4 [الأعراف: و1 ]| فالقطب هرو الواحد من عيسى, وإدريس وإلياس 
والخضر عليهم السلام وهو أن أركان يبا الدين وشو فركن الحجر الأسود واثنات متهم هما 
الإمامان وأربعتهم هم الأوتاد فبالواحد يحفظ الله الإيمان وبالثاني يحفظ الله الولاية وبالثالث 
يفط البوة وبالرابع يحفظلط 5 الرسالة وبالمجموع يحفظ انه الحيق الحنيفى فالقطبف من مؤلاء 
واحد لا بعبنه قال الشيخ : ولكل واحد من هؤلاء الأربعة من هذه الأمة فى كل زمان شخص 
على أيه نائاً عقنة مع وجودهم وأكثر الأولياء ا يعرقوك القطب والأمامين والأوتاد ل النوات 
ولا هأ لأء المرسلون الذي دكرناهم ولهذا يتطاول كل أحد لنيل هشذدة المقامات الى إذا خصوا بها 
عرفوا عند ذلك أنهم نواب لذلك القطب فاعرف هذه النكتة فإنك لا تراها في كلام أحد غيرنا 
ولولا ما ألقي في سري من إظهارها ما أظهرتها انتهى . 

(فإن قلت): فما المراد بقولهم فلان من الأقطاب على مصطلحهم؟ 

(فالجواب): مرادهم بالقطب في عرفهم كل من جمع الأحوال والمقامات وقد يتوسعون 
في هذا الإطلاق فيسمول القطب في بلادهم 1 بلدهم كل عن دار عليه مشام ما مني المقامات 
وانفرد به فى زمانه على أبناء جنسه فر جل البلد قطب ذلك البلد ورجل الجماعة قطب تلك 
الجماعة وهكذا ولكن الأقطاب المصطلح عليهم فيما بين القوم لا يكون منهم في الزمان إلا 
واحد وهو الغوث 5 

(فإن قلت): فهل يكون القطب الغوث أحداً من مشايخ سلسلة القوم كالشيخ يوسف 
العجمي وسيدي أحمد الراهد وسيدي مدين وأضرابهم؟ 


(فالجواب): كما قاله سيدي على الخواص رحمه الله: لا يلزم أن يكون أحدهم قطباً فإن 


وأما النار فهي دار جلال وجبروت فالاسم الرب مع أهل الجنة والاسم الجبار مم أهل النار أبد 
الآبدين ودهر الداهرين» وإنما كان الحق تعالى لا يبالي بذلك لأن رحمته سبقت غضبه في حق 
البوتحدو ارش كن المشو قو رركون نلق اذا لرمفنة ونسية الاهاد نين العم انها ساف 
غلى: سيب الغضب الواقع مئه فلذلك كان تعالى لا يبالي يما فعل بالقريقين قال: بولو كان المراد 
بعدم المبالاة ما توهمه بعضهم لما وقع الأخل بالجرائم ولا وصف الح تعالى نفسه بالغضب 
ولا كان البطش الشديد فهذا كله من المبالاة والتهمم بالمأخوذ فلولا المبالاة ما كان هذا الحكم 
دناذترى و لاجكاءسؤافلى إذا عرقي اهلها له يعن بك سكن مويه واشلري ل + 


وت 





فت والجراهر فى يال 











38 المدكورون 0 عا 





50-7 اللا نشة 3 :وها ظهر اق وى اقيم اق 


8-1 ا اع - 
أجياكت اللتصلتمف لساء 





ف سه اتعنات 


0 6 


30 1 1 
الوه أفناك > لمن ٠‏ 


2 0 ناا داكي 
سم بعانى | و قم ة اسار تلاسو 


اه ع 
5 لع مسهيم ا سل © #بو 





2 اتجيلى أن للقعناية الممساء : شر عالماً احاطيا: . الدنا 





ا لك 
و ممحاه د انهم ثاب 











راح ه عانم مر 4 من العق بالمعليية ١‏ 
عوك 5 ' . ع 2 3 3 
١‏ كان قيل) . 3 3 مجر نا قمك مب بماكة دادما !كنا شن ر مشهور 
اأعخماء د َّ يه د لك 








دمجويل 





(الفته -عات» أن الأقعطات لا يشله 












الوه كلو من الأمما الننة! تنما د 5 تويك أد م الى إل فى تمعسة. علييهنا 
٠. 1 6 0 0 5 ١ 1‏ 5 - . . د 
ل اشهيدنيهم الحق تعاني فى مشهد قلس في -حضرة 
5 عملا 1 0 : ١‏ : 
ف > مداع ف الكلو م ماق المكتاء واالف لشقيم قو الشيد اونا سي 


الاك و كتحير أ لحي والشي يذ و العسائغ وال باجح والعليا 


ل : ' 
يلرام راقى ع الو أسم والبجر الم والينادى ل 


6 
5 | 5 
د متاخ سالاد لالس 0ك 


ذاثال 











اه د 
السحث العقاضم د الار بعي 2 











ا ا 1 
اننا الك امتعاميتت 
ال اس 





(كإن قلت)2: 


لم مين 


سنا ع م دنا 





1 َف 0 
|اشقطىتى 


عا ليا أغباء الويانك 












5 ألعاك ا مه 2 
١‏ أبيسا ا سه 0 


فذر ألك ضح 5 


5 وى 





1 م 8 7 
الي 3 اك فى ا سصلك وإاريك 





| ا رخ اكه 





الي نيد ١‏ نهذ الويضية 3 الا 
١ 0‏ بك ١‏ أ 
0 3 3 لديا ير يسقطل لماه العاني 


١ 1 2 
0 1 





465 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وكذلك أمداد الأيام السبعة تنزل من هؤلاء الأبدال لكل يوم مدد يختص به من ذلك البدل 

(فإن قلت): فهل يزيد الأبدال وينقصون بحسب الشؤون التى يبدلها الحق تعالى أم هم 
على عدد واحد لا يزيدودن وذ ينقصون؟ 

(فالجواب): هم سبعة لا يزيدون ولا ينقصون وبهم يحفظ الله الأقاليم السبعة ومن شأنهم 
العلم بما أودع الله تعالى في الكواكب السيارة من الأمور والأسرار في حركاتها ونزولها في 
المنازل المقدرة. 

(فإن قلت): فلم سموا أبدالا؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث والسبعين: أنهم سموا أبدالاً لأن كل واحد 
منهم إذا فارق مكائه خلفه فيه شخص. على صورته لا يشك الرائي أنه ذلك البدل. 

(فإن قلت»): فهل ترتيب الأقاليم السبعة على صورة ترتيب السبع سهوات بحيث يكون 

رتباط الإقليم الأول بالسماء السايعة والثاني بالسماء السادسة وهكذا؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة: نعم بكون روحانية كل 
إقليم مرتية بالسماء المشاكلة له فالاقليم الأول للسماء السابعة وهكذا. 

(وإيضاح ذلك): أن تعلم يا أخي أن الله تعالى جعل هذه الأرض التي نحن عليها سيعة 
أقاليم وراصطفى م عيادهء المؤمنين سبعة سماهم الأبدال وجعل لكل بدل إقليماً يمسك الله 
وجود ذلك الإقليم به فالإقليم الأول ينزل الأمر إليه من السماء الأولى التي هي السابعة وينظر 
اليه روحانية كوكبها والبدل الذي يحفظه هو على قلب الخليل إبراهيم عليه السلام؛ والإقليم 
الثانى يندك الأمر ص البيتهناء الثانية وينزل إلية رو جانية كوكبها الأعظم والبدل الذي يحفظه على 
قلف لويم عليه الساكهء والإقليي الخالك بترن إليه الأمن الالهى امو النيياء العالكة وييطر الله 
روحانية كوكبها والبدل الذي يحفظه على قلب هارون ويحبى بتأييد محمد كث؛ والإقليم الرابع 
يك إلته الامر والنهي الإلهي من السماء الرابعة قلب الأفلاك كلها وينظر إليه روحانية كوكبها 
الأعظم واليدل الذي يحفقه على قلب إدريس عليه السلام؛ وهو القطب الذي لم مت إلى 


قال: وإذا وقع ما وقع من الرؤية عن طلب فليس هو الرؤية الحقيقية الحاصلة عن الطلب وذلك 
لأن مطلوبه من المرئي إنما هو أن يراه على ما هو عليه في نفسه وذلك محال فإن التجلي لا 
يقع لعبد إلا على صورة علمه به وإلا أنكره فما تجلى تعالى لطالب الرؤية إلا في غير ما طلبد. 
فلهذا كانت الرؤية إذا وقعت امتناناً على العبد لا استحقاقاً وجراءً ثم إذا وقع الالتذاذ بما رآه 
وتخيل أنه مطلوبه تجلى له بعد ذلك من غير طلب فكان ذلك التجلي امتنانا اليبا وأعساء مد 
العلم به ما لم يكن عندذه ولا خطر على .6ه ١‏ كان تنعمه بتلك الرؤية كنعيم ال 

وهذه يانه مانبه عليها أحد عاب ركو كية . اعد #أظال فى ابلك ماف وعد لا اه عه 


المح السادس.ن والأربعون: فى بيان وخى الأولياء الالهامى والفرق لمك بعل 2 الأثبياء مه 


الأن ن والأقطاب فيئا نوايه كما مر. والإقليم الخامس ينزل الأمر من النهاء الجامسة وينظر إلية 
روحانية كوكبها وبالبدل الذي يحفظ الله به هذا الإقليم على قلب يوسف عليه السلام؛ بتأييد 
حول د والإفليم السادس ل الأمر إليه من البمماة السادسة وينظر إليه روحانية كو كبها 
والبدل الذي يحفظه على قلب عيسى روح الله ويحيى عليهما السلام. والاقليم السابع وك 
الأمر إلبه من السهاء الدنيا وينظر إليه روحانية كوكبها والبدل الذي يحنظة حل حلي أده م عليه 
السلام. قال الشيخ: وقد اجتمعت بهؤلاء الأبدال السبعة بمكة خلف حطيم الحنابلة حين 
وجدنهم يركعون هناك فسلمت عليهم وسلموا عل وتحدثت معهم فمارأيت أحسن منهم سمتا 
ولا أكثر شغلا منهم بالل عر وجل وما رأيت مثلهم إلا سقيط الرفرف بن ساقط العرش بقونية 
دكان فارسيا رضى الله عنه. وقد أطال الشيخ بخ الكلام على أصحاب الدوائر من الأولياء فى الباب 
اكيت والسبعين ,. من «الفتوحات» فر اجعة و أنله أعلم . 
الميحث السادس والأريعون: 
في بيان وحي الأولياء الإلهامي والفرق 
بدنه ويين وحي الأتبباء علبهم الضلاة والسلام وغبر ذلك 

الع | أن وحبي الأنبياء لا يكون إلا على لسان جبريل يقظة ومشافهة وأما وحى الأولباء 
فيكّون على لسان ملك الإلهام وهو على ضروب كما كاله الشيخ في الباب الخامس لام 
ومائتين : فمنه ما يكون متلقى بالخيال ؛ كالمبشرات في عالم الشيال رعو لوجي د لمنام 
فالمتلقى حينئد يال الدوك رلك والموتكى رد كلفد وف ها يرن حالش حب عل دق 
حس ومئه ما يككون معنى يجذله الموحى إليه فى نفسه من غير تعلق بحس ولا نبا ف ادن 
عليه. قال: وقد يكون ذلك كتابة ويقع هذا كثيراً للأولياء وبه كان يوحى لأبي عبد الله قضيب 
المان وغيره كبتى بن مخلد تلميذ الإمام أحمد رضي الله عنه؛ لكب كان أضعفف الجماعة فى 
ذلك فكان لا يجده إلا بعد القيام من النوم مكتوباً فى ورقة انتهى . 

(فإن قلت): فما علامة كون تلك الكتابة التى فى الورقة من عند الله عر وجل حتى يجوز 
للرك العمل ييا 


والسبعين وثلاثماثة» في قوله تعالى لس حرويا دنهم فْحُونَ # [المؤمتوب: 37]: إعالم أن كل 
حاف محف يميلة ,لمر لكن لاجيام امتجاءل ها نابالود لم اناق فانها لاف مامت 
هو لأدركه التنقيص وما تنعم بجهله قط فليس كل حزب بما لديهم فرحون في الدنياء. وإثما 
ذلك في الأخرةء وأما في الدنيا فذلك في كثير كثير م: ن الناس لا في كلهم . وقال فى قوله تعالى فى 
السنافقين: #وَإِدًا لَهُوا ألَّذِيَ 12 0 امنا وَإِذَا خَلَوَا إن 2 عَيَطْبِِهنَ كَلْوا إن الت ا 
مُسْحَبزِء ون 69 أ تمزع بهم 4 [البقرة: 115-14 : اعلم أن الاق 17 بين المؤمن والكافر 
نإذا انقلب تخلص إلى أحد الطرفين وهو طرف الكفر ولم يتخلص للايمان إذ لو تخلصي هنا 


الصيسلر 
0 
05 


تلجزء الثاني من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فالجواب): أن علامتها كما قاله الشيخ في الباب الخامس عشر وثلائمائة: أن تلك 
الكتابة تقرأ من كل ناحية على السواء لا تتغير كلا قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها. قال 
الكتيخ ونه رأيت ورقة نزلت على ققير فى المطاف بعتقه من النار على هذه الصفة فلما رآها 
كنات علي انوا نسي ب لان“ ارقن نان ردك لك الملامة سدللك الور قد م ال 
وجل لكن لا يعمل بها إلا إذا وافقت الشريعة التي بين أظهرنا. قال: وكذلك وقع لفقيرة من 
تلامدتنا 00 رات ني السنام أن 5 تعالى اها ورقة فانطبق كفها حين استيقظت فلم يقدر 


كنويت وان مع اهنا 0 فمها فدخلت اروف فى فمها قهراً عليها فقالوا لى: بما عرفت ذلك 
فقلت : أنهمت أن الله تعالى لم يرد منها آن يطلع أحداً علبها قال: وقد أطلعني الله على الفرق 
بين كتابة الله تعالي في اللوح المحفوظ وغيره وبين كتابة المخلوقين وهو علم عجيب رأيناه 
رشاهدناه اعون :: 


(فإن قلت): فما حقيقة الو سي»؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الناب الثالث والسبعين م: «الفتوحات»: أن حقيقته هو 
ما تشع به الإشارة القائمة مقام الوه 2 عبارة إذ العبارة يتوصل عنها الى المعنى المقصود 
مها نا سميت عبارة بخلاف الإشارة التي هي الوحي فإنها ذات المشار إليه والوحي هو 
المشهوم الأول : والافهام الأول ولا عجب من أن يكون عين الفهم عين الإفهام عين | المفهوم منه 
فإن لم يحصل لك ناأجي معرفة هذه النكتة فليس لك نصيب من معرفة علم الإلهام الذي 


يكون للاولياء؛ ألا ترى أن الوحي هو السرعة ولا أسرع مما ذكرناه انتهى . 
(فإن قلت)! فما صورة تنزل وحي الإلهام على قلوب الأولياء؟ 


(فالجواب): صورته أن الحنى تعالى إذا أراد أن يوحي إلى ولي من أوليائه بأمر ما تجلى 
الو اقب ذلك الوق فى ضورة الف الام ففيي .هزر ذلك" الولن التجلى مك «مشاهداته ما بريد 
الحىق تعالى أن يعلم ذلاك الو لي به من تتمهيم معاني كالامه 3 كلام تبسك 0 فهناك يعحد الوا 
8 ميته عدم ها لم يكن تعلم من اشر بعة قبل ذلك كما وجد الو ع العلم فى الضربة باليد 


للايسان ولم يكن برزخا لكان إذا انقلب لا يتقلب إلا إلى الله في دار كرامته فما أَخْذّ المنافق إلا 
نام قي يني يقي ب الشاينة نراقم لني شا لاك ل لوَإِدًا لوا الذي َامَنُوا فالوا 
دَامْنَا |البقرة 14] فلو أنهم قالوا ذلك حقيقة لسعدوا وكذلك قوله: وإذا خلوا إلى شياطيئهم 
قانو!: إنا معككم أي : نه قَالوا ذلك وسككّتوا لها اك فيهم الم الواقع ولكنهم رادها قرلهم: 


#إننا عن ملتتزاون» اداه 204 فشهدوا على أننسهم أنهم كانوا كافرين فما أَحَذوا إلا بما أقردا 
ا 0 على حو رك التاق يل عير زيادة لسعدوا ألا ترق أن اللد تعالى لما حدم 


ض بس ف م اس ند اكالشيا امش نان مامه ع ع ]اله 185]ن فنا أدهي عش لهم إنا 
0 00 م : نعو لهم ١‏ 


1 


المبيحث السادس والأرنعون: و سات حي الأه ولياء الإلهامي والف ف يله وبين وى الأنساء بام 
الله 5 كما يليى بمجللا له تعالى وكما وخا العلم في شيرادة اللبن للد اللأسراء ألم إن ا الأولياء 
مس شمر تدللت رمنهم من لذ سه بل يول وحدت كنذا وكذا فى خاطرى ولا يعلم من ناه كه 
ولكن عن صشرقه فهو أتم لحفظه حيلئدك من الشبعلات وأطال في ذلك في االت الثاني طم 
وثلاثمانة. وقال في الباب الثالث والخمسين وثلاثمائة : اعلم أنه آم بجيء لنا حبر إلهي, أن بعد 
سان الله ١‏ و حى اشر يع أبداً إنهسا لنا وحي الالهام قال تعالى : ا وقد ل إليك 1 فى الذي 


من قبلدك » (الزمر: 15] ولم يذكر أن بعده وحياً أبدأ وقد جاء الخبر الصحيح في عيسى عليه 


السالام وكات مم ا 3 إليه فيل رسول اله عق ]5 إذا نول آخر الزمان 3 يؤمن ألا 8 02 
بشريعتنا وسلتنا مع له الكشاف التام إذا نزل زيادة على الإتهام الذى يكم ن له كما لخواص 
عه 1ن 

(فإن قلت): فإذن إلهام خبر إلهي؟ 

(فالحواب): نعم. وهو كذلك إذ هو إخبار من الله تعالى للعيد على يد ملك مغيب عن 
الملهم . 

(فإن قلت): فهل يكون إلهام بلا واسطلة أحد؟ 

(فالحواس): لعم. قل يلهم العيد من الو د الخاص . الذي ين كل اناك وبين 0 
وجل قاد يعلم نيه ملاك الإلهام لكن قعلم هذا الَو شد يتسارع الناس عن إنخاره وا سله إنكار موسو . 
على المخضر عليهما الصلاة والسلام وعدر مو سى, 1 إلخاره أن الأتبياء ما تعودوا لحن أحكام 
شرعهم إلا على بد ملك لا يعرف شرعاً من غير هذه الطريق فعلم أن الرسول والنبى يشهدان 
الملك ويريانه رؤية بصم عند ما يوحى إليهما وغير الرسول يحس بأثره ولا يراه فليهمه الله 
تعالى سو اسطته ما شاء أن بلهمه أو يعطيه من الو جه الخاص بار تشاح الوساط ومار أجل أ "لقاء 
وأشرفه إذا حصل الحفظ لصاحبه ويجتمع في هذا الرسول والولي أيضا. 


(فإن قلت): فما محل الإلهام من العيد؟ 


(فالجواب): محله من العبد هو النفس قال تعالى : لدَأَخْمَهَا ورم وَتفْوَهَا )4 (العس: 


ممعم وإنما أشذهم يما زادوابه على التماق من فولهم: انما سحن مستهم نون كما مرن و فى 


الحديث : #مداراة الناس صدقة». والمؤمن يداري العطرقين مداراة حقيفة ولا يزيد على المذاراة 
شيدا عن اللا ستهزاء فيجنى تمر مق قال : - فتمطن لذلك فإنه ا غامف. فى القران ووضو جه | حفك 
الفاق قال : فالمؤمن المداري منافةٍ 


ا 


والثر إلى صورة كل منافق تجده ما أذ إلا بما زاد على 
لكنة ناج وقاعل حير د إدا أنقر د مض أحد الف تيم : ن أظهر الاتحاد نك ولم يشر 5-5 ا 2 
لع سس 8 الذي ليس ببحاضر غندة فإذا القلب إلى الآخر كان فعه بهذه المكاية والباطن في 


الحالتين مع اننه عر وجل" وقد قال تعالى لدم سبى وشارون : قمرلا م لم مك ل [عله :غأ). 








خكره :1 الجزء الثاني من اليواقيت ا نجواهر في يان عقائاد الأكابر 


4) أى: أن الل تعالى ألهم النفس فجورها لتجتنبه وتعلمه لا لتعمل به وألهمها تقواها لتعمل به 
وتداط كوو اللي علق لا كنا بطلته مي لزه على لهب المحقافق :تللق قال تال ريه الال 
عن 43 انعم نشمم : ]٠١‏ والدس هو إلحاق خفي بازدحام فقد ألحى هذا الجاهل العمل 
بالغجور بالعمل بالتقوى وما فرق في مواضع التفريق فأخطأ قال: وسبب خطنه رميه ميزان 
الشريعة من يده ولو أن الميزان كانت فى يده لرأى أنه مأمور بالتقوى منهى عن الفجور فتبين له 
الأمران فعا 1 ْ 

(فإن قلت): قد ذكر الغزالى في بعض كتبه أن من الفرىٌ بين تنزل الوحي على قلب 
ا اطي عد الارلياء تروك الجلك :نان الول ليع ول يكرل ع ملك نط والنيق را 


له في الو ا نروك ؛ الملك به فها, ذلك صحيح . 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والستين وثلاثمائة: إن ذلك غلط والحق أن 
الكلام في الفرق بينهما إنما هو في كيفية ما ينزل به الملك لا في نزول الملك إذ الذي ينزل به 
الملك على الرسول أن النبي خلاف ما ينزل به الملك على الولي التابع فإن الملك لا ينزل على 
الولي التابع إلا بالاتباع لنبيه وبإفهام ما جاء به مما لم يتحقق له علمه كحديث قال العلماء 
بضعفه مثلاً فيخبره ملك الإلهام بأنه صحيح فللولي العمل به في حق نفسه بشروط يعرفها أهل 
0 لا مطلقاً وقد ينزل الملك على الولي ببشرى من الله بأنه من أهل السعادة كما قال 

في # انيت َالو با أله كم أَسْتَفكمواً» ([نصلت: ]١0‏ وهذا وإن كان إنما يقع عند 
الحوت فقد يعجل الله تعالى به لمن يشاء من عباده. قال الشيخ : وسبب غلط الغزالي وغيره في 
منع تنزل المئك على الولي عدم الذوق وظنهم أنهم قد عموا بسلوكهم جميع المقامات فلما 
ظنوا ذلك بأنفسهم ولم يروا ملك الإلهام نزل عليهم أنكروه وقالوا ذلك خاص بالأنبياء فذوقهم 
صحيح وحكمهم باطل مع أن هؤلاء الذين منعوا قائلون بأن زيادة الثقة مقبولة وأهل الله كلهم 
ثقات. قال: ولو أن أبا حامد وغيره اجتمعوا في زمانهم بكامل من أهل الله وأخبرهم بتنزل 
الملك على الولي لقبلوا ذلك ولم ينكروه قال: وقد نزل علينا ملك الإلهام بما لا يحصى من 
العلوم وأخبرنا بذلك جماعات كثيرة ممن كان لا يقول بقولنا: فرجعوا إلينا فلله الحمد. 


(فإن قلت): فهل ينزل ملك الإلهام عا لى أحد من الأولياء بأمر أو نهي؟ 


وذلك عين المداراة فإنه يتخيل في ذلك المقام أنك معه. قال الشيخ رحمه الله: ولما صح لي 
هذا المقام واتحددت بالملوك والسلاطين ما قضيت لأحد من الناس حاجة إلا من طريق المداراة 
ولذلك 0 ردوا لى شفاعة فى أحد قط وذلك أنى كنت أبسط للملك بساطأ أستدرجه فيه حتى 
وخر الات فى فضا حزق البمابحه لزتضس | قلي لقو تمي تفن الاير ع ناي 
السنائة فاك لعن كلدك الجزلطان الجلله! الكلاهر جام اله معرين آنا النت بات كباس طن 
في حوائج كثيرة للناس فقضى لي في يوم واحد ماثة حاجة وثمان عشرة حاجة ولو كان معي 


الميحث السادس والأربعون: كن بان وحى الأولياء الإلهاعى والفرق ابمته ومن وحي اليا هه 


(فالجواب»): أن ذلك ممتنع كما قاله الشيخ في الباب العاشر وثلاثمائة فلا ينزل ملك 
الإلهام على غير نبي بأمر ونهي أبداً وإنما للأولياء وحي المبشرات وهو الرؤيا الصالحة يراها 
الرجل أو ترى له وهي حقّ ووحي غالياً لآنها غير معصومة. 

(فإن قلت) : فهل يكون وحي المبشرات في غير !ا لنوم كما هو في النوم؟ 


(فالجواب): نعم. وعلى كل حال فهي رؤيا بالخيال وبالحس لا في الحس والمتخيل قد 
يكون من دخل في القوة وقد يكون من بحار تمثيل روحاني وهو التجلي المعرو قف عند الة م 
إذا كان المزاج مستقيماً مهيئاً للحق وهو خيال حقيقي وأطال الشيخ في ذلك . 

(فإن قلت): إن بعضهم يقول: إذا اعترضوا عليه في فعله أمرأ من الأمور ما فعلت ذلك 
إلا بأمر من الله تعالى كما نقل عن سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه. أنه ما قال قدمي 
هذه على عنق كل ولي لله تعالى إلا بعد أمر الحى له بذلك فهل ذلك صحيح . 

(فالجواب): الأمر بذلك غير صحيح ولعل الناقل لذلك اشتبه عليه الإذن بالأمر إذ الإذن 
يطلق على المباح شرعاً بخلاف الأمر فإنه تشريع جديد يقتضي عصيان من خالفه فافهم. وقد 
قال الشيخ محبي الدين في الباب الثاني والعشرين من «الفتوحات»: من قال من الأولياء إن الله 
تعالى أمره بشيء فهو تلبيس لأن الأمر من قسم الكلام وصفته وهذا باب مسدود دون الأولياء 
من جهة التشريع . 

(وإيضاح ذلك): أنه ليس في الحضرة الإلهية أمر تكليفي إلا وهو مشروع فما بقي 
للأولياء إلا سماع أمرها فإذا أمرهم الأنبياء بشيء كان لهم المناجاة واللذة السارية في جميع 
وجودهم لا غيرء ومعلوم أن المناجاة لا أمر فيها ولا نهي إنما حديث وسمر وكل من قال من 
أهاة الكقت: إن امور نامي الو مكالت: لآب كران عفدي كلق تقد الصثر مغلية للم 
إن كان راذنا فكوا كان الضييية قال جك أنسفب الأرناة قت ا عن قلبه 
الحجاب ويقيم الله تعالى له مظهراً محمديا فيسمع فيه أمر الح ونهيه لمحمد 25 فيظن أن 
الحى تعالى كما هو وإنما كلم روح محمد يله فيكون ذلك من باب التعريف بالأحكام 
الفرعية لأ كوه جديدا نان للك بائيه قدا أغلى شويع رسر ل القند كلك دين 


ذلك اليوم أكثن: من ذلك لقضاه لي قال : ومن علم أن الحق تعالى مع الجبابرة لزم أدب 
الخطاب معهم وهذا عزيز جداً وأطال في ذلك . وقال في الباب السادس د وكلائماتة : 
وجه من قال: إنه ليس للحاكم أن يحكم بعلمه بل بالبينة كون الحق تعالى مع علمه بما فعل 
عبيده لا يؤاخذهم يوم القيامة إلا بعد إقامة البينة عليهم وذلك أخلص للحكام في الدنيا والآخرة 
بعد عن التهمة؛ ومن هنا يغلم أن الحق تعالى لا يؤاحذ عباده إلا على صورة ما شرعه لهم 

في الدنيا ولهذا يقول النبي عةء عن أمر ربه رب احكم بالحق يعني : بالحق الذي بعئتني بهء 
م أن أحكم به فيهم أي: لأنه رحمة فسأله الرحمة لأمته بهذا القول على سبيل 


م5 الجاء الثاني من اليواقيت و الجواهر فى بيأن عشائد الأكاب 


(فإن قلت): وإذن وحى البشائر هم الأعم الأغلب؟ 


(فالحواب»: نعى إذ هو الوحى الخاص الذى بين كل إنسان وبين ريه عرّ وجل فيئاجيه 
ا 0 00 حال معمردع و بره فد حك أجن ا 0 اسه اله من ايده تعالى : وذلك تيسق من ألا 
تعالى تعش الصادقين وقد يكرد رحي البشاتر أيقا بواسظة ملك ولكن النبوة من شأئها 
الواسعطلة فلا بد من الملك فيها والسبشرات ليست كذلك فالعارف لا يبالي بما فاته من الأمر سه 


ك١‎ 

قات الشتمم اث 5 وأطال الشيخ خ في ذلك فق ى الباب الثالث والعشرين ا 5 وقال فى 
الباب الثامن و الستين ومائتين : 7 أن الفرق . بين وحي الأولياء ووحي الأنبياء عليهم الصلاة 
والسلام أن الأولياء يشاهدون تنزل الأرواح على قلوبهم لكن لا يرون المثئك النازل بخلاف 


النبي والرسول. فإن شهد الولي الملك لا يشهد الفاءه عليه حال شهوده وإن شهد الالقاء 
سيو ا لعرت ود النحن الجلك ب كر شيو له ناذا يسم ميل روية المتاعدر الإلقاء مله إل 
الا لا نبي أو رسول وبهذا يفرق بين الرسول والولي وقد أغلق | الله تعالى باس التنزل يا بالأحكام 
الور غية وها | علي اناته القد ل به بالعلم بها على قلوب أولياثه الذي هو التنزل الروحاني ل 
دعائهم إلى الله بها ع كان مورثهم 25ة. ولذلك قال 
عا 1 انل هده سبك أدغرأ إلى الم عل نصية 0 من تيع [يرسف: 2.1٠١8‏ فهم آخل لا 
يتطرق إليه تهمة, قال الجنيد في معرض الثناء على علم أهل الله تعالى فما ظنك» بعلم علم 
النأسن كله ةقانا هلم كتراطق كول اسيل بعد | لي اكه وذ فيز جرب أذ 


في الفروع فللاحتمال في التأويل وأما في الأصول فلما يتطرق إلى الناظر في الدليل من الداخل 


علبه فيه من نفسه وغيره فهو يتهم دليله لهذا الخلل وقد كان يقطع به قبل ذلك وأهل الله تعالى 
كلهم أهل نصائر وعلمهم كله من حق اليتين أي: حق استقراره في القلب فلا يزلزله شيء عن 
مقره. يغال: قر الماء في الحوض إذا استقر وهناك يحصل له السكون والاستقرار ويزول التردد 
والأوهام والظنون وهذا السكون والاستقرار إن أضيف إلى النفس والعقل يقال له: علم اليقين 


وإن أضيف إلى الروح الروحاني يقال له عين اليقين وإن أضيف إلى القلب الحقيقي يقال له حق 


وذلك ليكون الأولياء على بصصيرة فى 


9 


1 ع 


اليفين وإن أضيف إلى السر الوجودي يقال له حقيقة -حق اليقين انتهى. وقال في الباب الثامن 


والكلاتين : لما أغلى الله تعالى 3 الرسالة بعد رسول و3 #قدء كان ذلك من أشد ما تحر عت 


أدضقة مع مد 


التضرع. وقال فيه في قوله تعالي: قت ركم عل فيه 4 [الأنعام: 58]. وكوله: 
#قات هنا مَلَبِنَا نفد لنْؤبِين» [الروم: ؟4] ونحوهما من الآيات: إعلم أن للح تعالى أن 
يوجب صلى نغسه ما شاء لأنه يفعل ما يريد ولكء لا يدهل تحت هد الر اعت علي عبافىء قله 
تعانى أن يلف ما كتب ولا يلحقه ذم ولا لوم بخلاف العبد إذا أوجب على نفسه شيئاً كالنذر 
بدخل تحت حد الواجب فيأئم الناذر إذا لم يقم به عقوبة له حيث أوجب على نفسه مالم 
يوجبه الله عليه وزاحم في التشريع» ولهذا ن نهى الشارع عن النذر قافهم. ثم إذا وفوا بنذرهم 


جر عم الند عليه ثواب الواجبات ا مك قن عيةه ور حمةه وقال في حديك ١‏ #يقول الله 0 





المبحث السادس والأربعون: في بيان وحى الأوياء الإلهامى والفرق بيئه وبين وحى الأثبياء 51 


الأولياء مرارته لانقطاع الوصلة بينهم وبين من يكون واسطتهم إلى الله تعالى فرحمهم الحق 
تعالى بأن أبقى عليهم اسم الولي الذي هو من جملة أسمائه تعالى جبراً لمصيبتهم قال: ولذلك 
نزخ الله تعالى هذا الاسم من رسول الله كَيِدْوْ وسماه بالعبد والرسول اللذين لا يليقان بالله شرفا 
له يك أن يزاحم الحق تعالى في التسمية وأما وصفه وَلِيدُّه برؤوف رحيم فذلك خلعة من الله 
0 من الله على وجه خاص ليغبط به قوماً خاصين قال: ولنذا علي كول 

لل َيه أن في العدين ير كان العطاة الرادي والرسالة جعل لخواضي أمته تصيريا من 
ا )0 كد إذ أشرف مقام يضاف إلى العبد كونه عبداً لله عر وجل 
فقال: ليبلغ الشاهد الغائب فأمرهم بالتبليغ ليصدق عليهم اسم الرسل إذ الرسالة ممخصوصة 
بالعبد وقال #: «رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها». يعني: حرفا بحرف 
من غير تصرف فيما يبلغه كما تبلغ الرسل كلام ربها باللفظ الذي يلقيه الله إليهم بواسطة أو 
بغيرها وما فاز بهذه الدرجة وبدعاء رسول الله م له بالرحمة» إلا الذين يروون أحاديثه 
بالألفاظ التي سمعوها من غير زيادة لفظء فإن من يروي الحديث بالمعنى إنما ينقل إلينا صورة 
فهمه هو فكأنه رسول نفسه ولا يحشر يوم القيامة في صفوف الرسل إلا من بلغ الوحي من 
كتاب أو سنة بلفظه كما سمعهء فالصحابة إذا نقلوا الوحى على لفظة رسل رسول الله والتابعون 
رسل الصحابة وهكذا جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة فإن شئنا قلنا في المبلغ إلينا إنه وسول الله 
وإن شئئا أضفناه لمن بلغ عنه وإنما جوزنا حذف الواسطة لأن رسول الله وك كان يخبره 
جبريل أو ملك من الملائكة ولا نقول فيه رسول جبريل ولا رسول ذلك الملك: وأطال في 
ذلك ثم قال : فعلم أن تسمية العبد بالولي يتقص من عبوديته بقدر هذا الاسم فمن أراد أن لا 
رلا ليج نا ردي فليو جنا بدح الال الشتهسلة نان أولى به من اسم الولي 
انتهى . 

(فإن قلت): فهل جميع الأولياء يعرفون الروح النازل عليهم؟ 

(فالجواب): ليس كل الأولياء يعرفون ذلك فيرى أحدهم العلوم التازلة على قلبه ولا 
يدري عمن جاءته كما يقع للكهنة وأصحاب الزجر وأصحاب الخواطر وأهل الإفهامء فكل 
وجل يوم القيامة أكملوا لعبدي فريضة من تطوعه' أي: ما نقص من الفرض الواجب كملوه من 
الفرض الذي في النوافل 0 والركوع والسجود ونحو ذلك وما نقص من سنن الفرضص 
الواجب كملوه من السنن التي في النوافل كل شيء بمثله . قال: واعلم أن النوافل هي كل ما 
جد راقلا على الث القن اسل ها قن لم الك لذلاع الوائد مين مور اف الفرائتض فليس هو 
بنافلة بل عمل مستقل وله مرتية في الأجر ليست للنوافل. وقال في حديث: لا يقبل من صلاة 
الرجل إلا ما عقل منها: اعلم أن في حديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» إشارة 
إلى أن أكثر ما يكون حق الله تعالى النصف في الصلاة من غير زيادة وأما هنا فهو القدر الذي 


41 الجزء الثاني من البواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


هؤلاء يجدون العلم في قلوبهم ولا يعرفون من جاءهم به حقيقة والخواص يعرفون من جاءهم 
ولذلك يتلقونه بالأدب ويأخذون عنه الأدب رضي الله عنهم أجمعين. وقد قال الشيخ في الباب 
الثالث والسبعين في الأجوبة عن أسئلة الحكيم الترمذي: اعلم أن مما اختص به المحدثون من 
أهل الله كونهم يعرفون حديث الحق تعالى معهم في نفوسهم لما هم عليه من الصفاء وغيرهم 
لا يعرف ذلك» قال ورأس المحدثين عمر بن الخطاب رضي الله عنه» والناس كلهم من الأمة 
ورثته فى ذلك . 

(فإن قلت): فمن يَحْفَظُ الولي من التلبيس عليه فيما يأتيه من وحي الإلهام؟ 

لالجراك لي ف ١‏ لزقي) بعاد ارك لمر كان انوي للق اا بريه بعري 
الوحي الحق الإلهامي الملكي من الوحي الباطل الشيطاني حفظ من التلبيس ولكن أهل هذا 
المقام قليل» قال الشيخ في الباب الثالث والثمانين ومائتين : مما غلط فيه جماعة من أهل الله 
عرّ وجل كأبي حامد الغزالي وابن سيدلون رجل بوادي اشت قولهم: إذا ارتقى الولي عن عالم 
العناصر وفتح لقلبه أبواب السماء حفظ من التلبيس قالوا: وذلك لأنه حينئذ في عالم السفظ من 
المردة والشياطين فكل ما يراه هناك حق قال الشيخ محيي الدين: وهذا الذي قالوه: ليس 
بصحيح وإنما يصح ذلك أن لو كان المعراج بأجسامهم مع أرواحهم إن صح أن أحداً يرث 
رسول الله #َلِدِء في هذا المعراج وأما من عرج به بخاطره وروحانيته بغير انفصال موت و-جسده 
في بيته مثلاً فقد لا يحفظ من التلبيس إلا أن يكون له علامة في ذلك كما مر. وأطال في ذلك 
ثم قال: واعلم أن الشيطان لا يزال مراقباً لقلوب أهل الكشف سواء كان أحدهم من أهل 
العلامات أم لم يكن لأن له حرصاً على الإغواء والتلبيس لعلمه بأن الله تعالى قد يخذل عبده 
فلا يحفظه فيعيش إبليس بالترجي ويقول لعل وعسى فإن رأى إبليس باطن العبد محفوظا وأنوار 
الملائكة قد حفت به انتقل إلى جسد ذلك العبد فيظهر له فى صورة الحس أموراً عسى يأخهذه 
بها فإذا حفظ الله تعالى قلب ذلك العبد ولم ير له على باطنه سبيلاً جلس تجاه قلبه فينتظر غفلة 
تطرأ عليه فإذا عجز عن أن يوقعه فى شىء يقبله منه بلا واسطة نظر فى حال ذلك الولى فإن 
رأى أن.من عادته الخد للمعارف من الأرض آقام له أرضاً متخيلة لبأخذ منها فإن أيد :الله تعالى 


عينه تعالى له من صلاة عبده وهو العشر فإنه قال: عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها 
ريعها ثأثها نصفهاء وما ذكر النصففب إلا في الفاتحة فعلمنا المعنى فعيناه في جميع أقعال الصلاة 
وأقوالها بل في جميع ما كلفنا من الأعمال فأما عينه فهو ما الحصرت فيه الفاتحة وهي تسعة 
أقسام القسم الأول: سم ار اقل يه » الثاني : #«الْحَمدٌ يِه رب عنمي 
29 الثالث: #اليّحَئْنِ اليم 4 الرابع: «مدلك يوم اليف )4 الخامس: ©إيَاكَ 
نم42 التساسن: #وإيّاك فَيِينُ» السابع : #اهدنا لير بطذ سير © الشامن : 


م 


«صصبراط الْنِس أَنصنت طآَظ التاسع : غير الْمعْضوب و لهم ولا الصََالَينَ4 [القائحة: ١‏ 





المبحث السادس والأربعون: ف بيات وححى الأولياء الإلهامي والفرق نيذه وبين وحي الأنبياء ك5 


ذلك العبد رده خاسعاً لاطلاعه حيئئذ على الفرق بين الأرضين المتشيلة والمحسوسة وقد يأخذ 
الكامل من إبليس ما ألقاه إليه من الله لا من إبليس فيرده أيضاً خاسئاً وكذلك إن رأى إبليس أن 
حال ذلك الولي الأخذ من السماء أقام له سماء متخيلة مثل السماء التي يأخذ منها ويدرج له 
فيها من السموم القاتلة ما يقدر عليه فيعامله العارف بما قلناه في شأن الأرض المتخيلة والأصلية 
وإن رأى أن حال ذلك الولى الأخذ من سدرة المنتهى أو من ملك من الملائكة خيل له سدرة 
مدلها اق ضووة ملك كل ذلك الملل وتسمن اله بانيية وآلقى نيه تعر أن للك الملك بلقنه 
إليه من ذلك المقام فإن كان ذلك الشخص من أهل التلييس فقد ظفر به عدوه وإن كان محفوظاً 
حفظ منه فيطرد عنه إبليس ويرمي ما جاء به أو يأخذ ذلك عن الله تعالى لا عن إبليس كما مر 
ويشكر الله تعالى على ذلك وإن رأى الشيطان أن حال ذلك الولى الأخذ من العرش أو العماء 
أو الأسماء الإلهية ألقى إلبه الشيطان بحسب حاله ميزاناً بميزان. وأطال الشيخ في ذلك في 
الباب الثالث والثمانين ومائتين . 

(فإن قلت): فهل يصح أن الحق تعالى يمكر بإبليس فيجعله طريقاً لوصول الخبر لبعض 
العباد؟ 

(فالجواب): نعم يصح أن الله تعالى يمكر بإبليس كما ذكره الشيخ في الباب الثامن 
والستين وعبارته: واعلم أن من مكر الله تعالى بإبليس أن يلهمه ما به يكون فعل الخير مع العباد 
من حيث لا يشعر إبليس وذلك أنه يوسوس في قلب العبد بلمته فيخالفه العبد ويعمل بخلافه 
فيحصل له بمخالفته إبليس الأجر فلو علم إبليس أن ذلك العبد يسعد بوسوسته تلك ما ألقى 
إليه شيئاً. قال: وما رأيت أحداً من أهل الله نبه على هذا المكر أبداً انتهى . 

(فإن قلت): فما صورة وصول الأولياء إلى العلم بأحوال السموات؟ 

(فالجواب): يصل الأولياء إلى ذلك بانجلاء مرآة قلوبهمء كما يكشفون عن أحوال أهل 
الجنة وأهل النار الآن بحكم الإرث لرسول الله يلد لما رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف 
ورأى في النار عمرو بن لحي الذي سيب السوائب وصاحب المحجن وصاحية الهرة التي 
حبستها حتى ماتت وفى بعض طرق الحديث : «رأيت الجنة والئار فى عرض هذا الحائط). 
انتهى . والله تعالى أعلم . ْ 


”]. فالخاسر الساهي عن صلاته من لم يحضر مع الله في قسم واحد من هله التسعة الأقسام 
التى ذكرناها فى الفاتحة وهى التى ذكرها الله فى القبول من العشر إلى النصفء فمن رأى 
البسملة آية منها ولا يفصلها فالقسمة على ما ذكرناه في الفاتحة فإن حكم الله تعالى في الأشياء 
حكم المجتهد فهو معه في اجتهاده ومن أداه اجتهاده إلى الفصل ففصل البسملة من الفاتحة 
وجعلها ليست بآيةٍ منها جعل الله له الجزء التاسع ولا الضالين والبسملة أحق وأولى فإنها من 
القرآن بلا شك عند العلماء بالله وتكرارها في السور مثل ما تكرر في القرآن من سائر الكلمات 


25 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المبحث السابع والأربعون: 
في بيان مقام الوارثين للرسل من 
الأولياء رضي الله عنهم أجمعين 

اعلم أن عدد منازل الأولياء في المعارف والأحوال التي ورثوها من الرسل عليهم الصلاة 
والسلام» جائنا الثثه مب ل وقمانة وار عون الى ميل وتسكماة ةالولا له بالك 
من حق له قدم الولاية أن ينزلها جميعها ويخلع عليه في كل منزل من العلوم ما لا يحصى. قال 
الشيخ محيي الدين : وهذه المنازل خاصة بهذه الأمة المحمدية لم ينلها أحد من الأمم قبلهم 
ولكل منزل ذوق خاص لا يكون لغيره ذكره فى الباب الثالث والسبعين من «الفتوحات». وقال 
في الباب التاسع والأربعين وثلائماثة: كنت أظن قبل أن يطلعني الله تعالى على مقامات الأنبياء 
من حيث كوني وارثأ لهم أن من الأدب أن يقال: فلان على قدم الأنبياء ولا يقال: إنه على 
قلبهم لأن الأولياء على آثار الأنبياء مقتدون ولو أنهم كانوا على قلوب الأنبياء لنالوا ما نالته 
الأنبياء أصحاب الشرائع فلما أطلعني الله على مقامات الأنبياء علمت أن للأولياء معراجين 
أحدهما يكونون فيه على قلوب الأنبياء ما عدا محمداً يِه كما سيأتي لكن من حيث هم أولياء 
أرعطيمرة كنا لا تخرنع ذه بوالمخزاع القالى يكرار نا نه علي 07نام الام أصحاب التشريع 
فيأخذون معاني شرعهم بالتعريف من الله ولكن من مشكاة لور الأنبياء فلا يخلص لهم الأخذ 
عن الله تعالى ولا عن الروح القدس وما عذا ذلك فإنه يخالص لهم من الله تعالى ومن الروح 
القدس من طريق الإلهام انتهى. وقال في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة: اعلم أن ورثة 
الأنبياء هم العلماء والأولياء؛ فالأولياء حفاظ الأحوال والأحكام الباطنة التي تدق عن الأفهام 
والعلماء حفاظ الأحكام الظاهرة التي تفهم ببادي الرأي وقد يرث هؤلاء أيضاً الأنبياء في 
الأحوال الباطنة كما كان عليه السلف الصالح فكانوا أولياء علماء فلما تخلف الناس عن العمل 
بكل ما يعلمون سموا علماء فقط وسلبوهم اسم الولي وإلا فالعلماء حقيقة هم الأولياء على ما 
عليه الناس اليوم كل ولي عالم عامل بلا شك وليس كل عالم وليأ لأنه قد يتخلف عن مقام 
العمل بما علم. فالققهاء على الحقيقة هم الأولياء لزيادتهم بعلم الأحوال على علم المقام. 
ونا را علق اليد قله ان القادرة ان ان عورف العلقة عفد يكل الشساى حرفا زه 
حروف الكلمة ثم يغفل عن الباقي فهذا معنى قوله العام: أنه لا يقبل منها إلا ما عقل» ٠‏ فالعاقل 
من أتى بها كاملة ليقبلها الله كاملة ومن انتقص منها شيئاً في صلاته جبرت له من قراءة الفاتئحة 
في نوافله من الصلاة فليكثر من النوافل فإن لم تف قراءتها في النوافل فما نقصه من قراءة 
الفاتحة في الفريضة أكمل له من تلاوته بحضور في غير الصلاة المعينة وإن كان في جميع أفعاله 
فى صلاة كمن هم على صلاتهم دائمون فاعلم ذلك. وقال في الباب السابع والسبعين 
وثلائماثة: اعلم أنه لا يلزم من شهود العبد ربه بقلبه أن يكون هو ذلك المطلوب له إلا بإعلام 


المببحث السابع والأربعون: في بيان مقام الوارثين للرسل من الأولياء رضي الله عنهم أجمعين م 


(فإن قلت): فما الفرق بين الوارث المحمدي والوارث لغيره من الأنبياء عليهم السلام؟ 


(فالحواب): أن الفرق بينهما أن ورثة الأنبياء آياتهم في الآفاق من خرق العوائد وغيرها 
وآية الوارث المحمدي في قلبه فلذلك كان الوارث المحمدي مجهولاً في العموم معروفاً في 
الخصوص لا غيرء لأن خرق العادة إنما هو حال وعلم في قلبه فهو في كل نفس يزداد علماً 
بربه علم حال وذوق لا يزال كذلك كما مرت الإشارة إليه أول مبحث المعجزات وقال في 
الباب ار من علامة الوارث المحمدي أن يشهد نفسه خلف كل نبي 
ولو كانوا مائة أ اند لبي ازاك ييه لي اناك بان ردم اإدخيع الأدياء والرسل قد جمعت 
حقائقهم وشرائعهم في محمد يكل فمن آمن به وصدق فكأنه آمن بجميع الأنبياء حقيقة ثم إنه 
إذا تعددت صورته خلف جميع الأنبياء يصير يعلم أنه هو وليس غيره في كل صورة» وأطال في 
ذلك. وقال في الياب الثالث والسبعين في الجواب الثامن والخمسين: اعلم أن هذه الدولة 
المحمدية جامعة لأقدام النبيين والمرسلين فأي ولي رأى قدماً أمامه في حضرة الحق فذلك قدم 
النبي الذي هو له وارث وأما قدم محمد يلَدِ فلا يطأ أثره أحد كما لا يكون أحد على قلبه 
وكما لا يكن الحد ؤارثا لعل الكفال أينا لآنة كو رزته علن الكمال لكان رسولا عفله أو نيا 
بشريعة تخصه يأخذها عمن أخذ منه محمد قَيلدَه ولا قائل بذلك فتنعوذ بالله من التلبيس انتهى . 

(فإن قلت): فما المراد بقوله 8ِ: «العلماء ورئة الأنبياء» هل هم المحدثون أو مطلق 
العلماء؟ 


(فالجواب) : المراد بهم كل من كان علمه لا تستقل به العقول ولا الحواس بل تحيله 
العقول من حيث نظرهاء» وليس المراد بهم ما يستقل العقول والحواس بإدراك علمهم فإن ذلك 
لا يكون وارثه فافهم. واعلم أنه لا يصح ميراث لأحد إلا بعد انتقال الموروث إلى البرزخ لآن 
كل ما حصل للعبد بغير انتقال لا يسمى إرثا وإنما يسمى هبة وعطية ومنحة يكون العبد فيها 
نائباً وخليفة لا وارثاً. قال في الباب الثمانين والثلاثمائة: ولا يخفى أن الإرث كله يرجع إلى 
نوعين معنوي ومحسوس قالمحسوس هو الأخبار المتعلقة بأفعاله 86 





تل وأقواله وأحواله وأما 
المعنوي فهو تطهير النفس من مذام الأخلاق وتحليتها بمكارمها وكثرة ذكر الله عز وجل على 
كل حال بمحضور ومراقبة. 


الل وضعل العلم الضوووي فى تلن السدة مدل ما يجد الجاع .فى توق من رؤية مور وسو 
لله كل أو الح تعالى في النوم فيجد في نفسه علماً ضرورياً من غير سبب ظاهر أن ذلك 
المرئي هو الرسول إن كان الرسول؛ أو الحق تعالى إن كان هو الحقء وذلك لوجد أنه حقاً في 
نفسه مطابقاً لما هو الأمر عليه فيما رآه هكذا العلم بالله فلا يدرك إلا هكذاء وأما النظر والفكر 
فلا وفال في قوله يل فأقول: اسحقاً سحقاً»؛ يعني: في حق الطائفة الذين أخذ بهم ذات 
الشمال إنما قال وَقةِ: «وهو الرءوف الرحيم سحقا سحقا» لأن من كان عالماً بالأمور لا يزيد 


كك الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): فمن هو أعظم الورثة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ 


أعظم الورئة الختمان وأحدهما أعظم من الآخر فواحد يختم الله به الولاية على الإطلاق وواسمد 
يختم الله به الولاية المحمدية فأما خاتم الولاية على الإطلاق فهو عيسي عليه السلام» فهو 
الولي بالنبوة المطلقة في زمان هذه الأمة وقد حيل بينه وبين التشريع والرسالة فينزل آآخر الزمان 
وارئا وخاتما لا ولي بعده بنبوة مطلقة كما أن محمدا يك خاتم النبوة لا نبوة تشريع بعده 
فيعلم أن عيسى عليه السلام». وإن كان بعده ومن أولي العزم وخواص الرسل فقد زال كمه 
من هذا المقام بحكم الزمان عليه الذي هو لغيره فيرسل ولياً ذا نبوة مطلقة ويلهم بشرع 
محمد كل ويفهمه على وجهه كالأولياء المحمديين فهو منا وهو سيدنا فكان آحر الأمر نبياً 
كما كان آدم أول الأمر نبيأ فختمت النبوة بمحمد والولاية بعيسى. قال الشيخ: وأما خاتم 
الولاية المحمدية فهو رجل من الغرب من أكرمها أصلا ويدا وهو في زماننا اليوم موجود وقد 
اجتمعت به في سنة خمس وتسعين وخمسمائة ورأيت العلامة التي أخفاها الحق تعالى فيه عن 
عبيون عباده وكشفها لي بمدينة فاس حتى رأيت خاتم الولاية المحمدية منه ورأيته مبتلى بالإنكار 
عليه فيما يتحقق به في سره من العلوم الربانية وأطال في ذلك . 

ثم قال: واعلم أن الأولياء كثيراً ما يتكلمون بالخوارق فينبغي التسليم لهم ما لم يخرج 
أحد عن الشرع كأن زعم أحدهم أن الله بعال كلمة كي كل نوين عليه الساا» فإ ذلك 
يبطل اختصاص موسى واصطفاءه على الناس بالكلام وفي القرآن العظيم وا كن لِشَرٍ أن 
كمه أي إلا و َوٌ ين وَرَآى جاب 4 [الشورى: 1 ] الآية. 

(فإن قلت): فلم سّمْيْ الإنسان بشراً؟ 

(فالجواب): سمي بشراً لمباشرته للأمور التي تعوقه عن اللحوق بدرجة الروح فلو أنه 
خلص من العوائق لكلمه الله تعالى من حيث كلم الأرواح وارتفاع بشريته محال لأن جزءها يدق 
ولا ينقطع فلا يصح مكالمة الله تعالى كفاساً لأحد من الأمة ولو ارتفعت رتبته . 

(فإن قلت): فما الفرق بين الكلام والمحادثة والمناجاة فإن أهل الله يمنعون المكالمة 


على حكم ما يقضي به الوقت ولذلك قالوا: الصوفي ابن وقنه ثم إنه إذا زال الحال تلطف في 
المسألة وتشفع في كل موحد هوت به الريح من أمته في مكان سحيق. وقال في قوله تعالى: 
«وَدًا انس مدت 49 [الانشقاق: 7]: أعلم أن مد الأرض هو تدكدك جبالها حتى تصير رضاً 
فما كان منها عالياً فى الجو إذا البسط زاد فى بسط الأرضض قال: ولهذا جاء فى الخبر (إن الله 
يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم؟ فشبه مدها بمد الأديم لأن الإنسان إذا مد الأديم طال من 
غير أن يزاد فيه شيء لم يكن في عينه فما زاد إلا لما كان فيه من النقيض والنتوء فلما مد انبسط 
عن قبضه وفرش ذلك النتوء الذي كان فيه فزاد في سعة الأرض ورفع المدخفض منها حتى 


المبحث السابع والأربعون: في بان مقام الوارثين للرسل من الأولياء رضي الله عنهم أجمعين 2 


دون المحادثة والمتاجاة؟ 

(فالجواب): الفرق بينهما أن مقام الكلام لا بد وأن يسمع صاحيه كلام الحق. والمحادثة 
والمناجاة ليس فيهما سماع كلام الحق فهم كالمتهجدين في الأسحار يناجون الحق ويسامرونه 
ويلهمهم الفهم عنه وبعض أهل الله يمنع المحادثة مع الحق أيضاً لأحبد من الأولياء ويقول: 
المراد بحديث: إن يكن من أمتي محدثون فعمر هو المناجاة. 

(فإن قلت): فما الفرق بين المسحدثين من الأوئياء والنبيين؟ 

(فالجواب): الفرق بينهما التكليف وذلك أن النبوة لا بد فيها من علم التكليف وحديث 
المحدثين لا تكليف فيه جملة واحدة وإنما يقع لهم الحديث فيما تنتجه الأحوال والمقامات 
وأطال الشيخ في ذلك في الباب الثالث والسبعين. 
(فإن قلت): فما المراد بحديث: إن لله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم النبيون بمقامهم وقربهم 
من ربهم؟ 

(فالجواب): المراد بهم أرباب العلوم وأرباب السلوك الذين اهتدوا بهدي أنبيائهم ولكن 
ليس لهم أتباع لعلو مقامهم فهم مستريحون يوم القيامة لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا يخافون على 
أنفسهم لما عندهم من الاستقامة ولا على غيرهم لأنهم ليس لهم أتباع ذكره الشيخ في الباب 
المذكور أيضاً. 

(فإن قلت): قد رأينا في كلام بعضهم تكفير الأولياء المحدّثين بفتح الدال المهملة 
لكونهم يصححون الأحاديث التي قال الحفاظ بضعفها. 

(فالجواب) : تكفير الناس للمحدثين المذكورين عدم إنصاف منهم لأن حكم المحدثين 
حكم المجتهدين فكما يحرم على كل واحد من المجتهدين أن يخالف ما ثبت عنده فكذلك 


بسطه فزاد فيها ما كان من طول من سطحها إلى القاع منها كما يكون في الجلد سواء فلا ترى 
في الأرض هناك عوجاً ولا أمتاأ فيأخذ البصر من المبصر جميع من في الموقف بلا حجاب من 
ارتفاع وانخفاض ليرى الخلق كلهم بعضهم بعضاً فيشهدون حكم الله في الفصل والقضاء في 
عباده: وأطال في ذلك. وقال في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة: إنما سمي القرآن قرآنا لأنه 
جمع بين ما نزل في الكتب والصحف وما لم ينزل فيها ففيه كل ما في الكتب المنزلة وفيه ما 
لم ينزل في كتاب ولا صحيفة كما قيل في الفاتحة: إن الله تعالى أعطاها نبيه محمداً يله 
خاصة دون غيره من الرسل من كنز تحت العرش فلم توجد في كتاب منزل ولا في صحيفة إلا 
في القرآن خاصة. وقال في قوله كللِدِ: «إن ربكم واحد وإن أباكم واحد؛ إنما لم يقل كَلةِ: إن 
أبويكم اثنان» يعني: حواء وآدم كما وقع في الظاهرء لأن حواء عين آدم إذ هي عين ضلعه فلم 
يكن إلا أب واحد في صورتين مختلفتين وليس أبوك إلا من أنت عيئه فما ثم إلا أب واحد 


54 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





المحدثون بفتح الدال وكلاهما شرع بتقرير رسول الله ييه قال الشيخ محبي الدين في الباب 
الثالث والسيعين من الجواب السابع والخمسين: وقد وقع لنا التكفير مع علماء عصرنا لما 
صححنا بعض أحاديث قالوا: بضعفها. قال: ونحن نعذرهم في ذلك لأنه ما قام عندهم دليل 
على صدق كل واحد من هذه الطائفة وهم مخاطبون بغلبة الظن ولو أنهم وفوا النظر معهم حتقه 
لسلموا لهم حالهم كما يسلم الشافعي للحنفي حكمه ولا ينقض حكم من سحعكم به من الحكام 
ومما اعتذروا به قولهم لو صدقت القوم في كل ما يدعونه من نحو ذلك لدخل المغالى في 
الشريعة لعدم العصمة فيهم فلذلك سددنا الباب وقلنا: إن الصادق من هؤلاء لا يضره سذنا هذا 
الباب قال الشيخ محيي الدين : ونعم ما فعلوه ونحن نسلم لهم ذلك ونصوبهم فيه ونحكم لهم 
بالأجر التام على ذلك ولكن إذا لم يقطعوا بأن ذلك الولي مخطىء في مخالفتهم قإن قطعرا 
بخطته فلا عذر لهم فإن أقل الأحوال أن ينزلوا الأولياء المذكورين منزلة أهل الكتاب لا 
يصدقونهم ولا يكذبونهم انتهى. وكذلك قال الشيخ أيضاً في أواخر الباب الثالث والستين 
وثلاثمائة ولفظه: اعلم أن من عدم الاتصاف من التاس إيمائهم يما جاء من أخبار الصفات على 
لسان الرسل وعدم إيمانهم بها إذا أتى بها أحد من خواص أتباعهم من العلماء والأولياء فإن 
البحر واحد وياليتهم إذ لم يؤمنوا بها إذا جاءت على يد الأولياء يأخذونها على وجه الحكاية 
فإن الأنبياء كما جاءوا بما تحيله العقول وآمن الناس به كذلك ينبغى الإيمان به إذا جاء على 
لسان الأولياء فكثيراً ما تهبّ نفحة من نفحات الأنبياء على قلوب أتباعهم تؤديهم إلى الموافقة 
في الألفاظ التى جاءت بها الرسل من صفات الباري جل وعلا فكما سلمنا في الأصل فكذلك 
للم فى القرع جاسم المواققة"فإياك والكقران نه مخسير ان النين, قال اها كن ناته الاجد 
وثلاثماثة : كثيراً ما يرد على أهل الكشف من الأولياء أمور لا تقبلها العقول ونرمي بها وإذا 
قالها النبي يفل قبلت إيمانأ وتأويلا ولا تقبل من غيره وهذا من عدم الإنصاف فإن الأولياء إذا 
عملوا بما شرع لهم هبت عليهم من تلك الحضرة نفحات جود إلهي تكشف لهم عما شاء الله 
من أعيان تلك الأمور الإلهية التي قبلت من الأنبياء فإذا جاء بها ولي كفروه مع أنهم يؤمنون بها 


وأطال في ذلك. وقال في حديث: «حبب إليّ النساء والطيب؟ لم يبين قله من حبب إليه 
ذلك ولكن نحن نعلم يقيناً من وجه عصمته أن المراد تحبيب الله تعالى إليه ذلك فإنه معصوم 
عن أن يحب لطمع أو طبع أو حذرء فعلم أن من أحب النساء والطيب بحكم الطبع مثلاً فليس 
بوارث للنبي يليه في هذا المقام وسيأتي معلى وجعلت قرة عيني في الصلاة في الباب الثامن 
والثماتين وثلاثمائة فراجعه. وقال في قوله يَكِ: «العلماء ورئة الأنبياء»: اعلم أنه ليس المراد 
بالعلم هنا ما تستقل العقول والحواس بإدراكه دون الأخبار فإن ذلك ليس بوراثة وإنما المراد به 
هنا ما لا تستقل العقول بإدراكه من حيث نظرها بل تحكيه بأدلتها فاعلم ذلك. وقال في الباب 
الأحد والثمانين وثلاثماثة: إنما كان أكابر الرجال لا مقام لهم معروف لأن مشهودهم الحق 
تعالى ومن كان كذلك فلا غاية لمشهوده ولا لشهوده بخلاف أصحاب المقامات من الصوفية 








المبحث السايع والأربعون: في بيان مقام الوارثين للرسل من الأولياء رضي الله عنهم أجمعين 54 
عينها إذا جاء بها التبى فما أعمى بصيرة هؤلاء المكفرين وأقل الأمور أن يقولوا له: إن كان ما 
تقول حقأ وإنك خوطبت به أو كشفف لك عنه فتأويله كذا وكذا. إن كان ذلك من أهل التأويل 
وإن كان ظاهرياً يقول قد ورد في الخبر النبوي ما يشبه هذا فإن ذلك ليس هو من شرط النبوة 
ولا حجرهة الشارع في كتاب ولا سئة انتهى. 

(فإن قلت): فإن سلمنا للأولياء ما جاءوا به فما حكمه إذا خالف ما جاءت به الرسل؟ 


(فالجواب): حكمه الرد فإن الولى إذا أتى فى كشفه بما يخالفه ما كشف للرسل وجب 
علينا الرجوع إلى كشف الرسل وعلمنا أن ذلك الولي قد طرأ عليه في كشفه خلل لكونه زاد 
على كشفه نوعاً من التأويل بفكره فلم يقو مع كشفه فهو كصاحب الرؤيا يخبر عما رأى وكشفه 
صحيح» ولكن أخطأ في التعبير فإن الكشف لا يخطىء أبدأ وإنما المتكلم في مدلول ذلك 
يخطىء ويصيب إلا إن كان يخبر عن الله تعالى في ذلك انتهى. قال الشيخ أبو تراب النتخشبي 
رحمه الله : إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أولياء الله. قال: واف 
العارفون من المجادلين بغير علم أنهم لا بد لهم من الإنكار على الطائفة عدلوا إلى الإشارات 
كما عدلت مريم عليها السلام من أجل أهل الإفك والإلحاد إلى الإشارة فكل آية أو حديث له 
عندهم وجهان: وجه يرونه في نفوسهم ووجه يرونه فيما خرج عنهم قال تعالى: #سَتْرِيهِمٌ 
َلييَنَا فى الْأَفَاقٍ وَفه أَنَفَسِيم4 [فصلت: 107. فيسمون ما يرونه في نفوسهم إشارة ليؤنسوا بذلك 
المنكرين عليهم ولا يسمونه تفسيراً وقاية لشرهم وتشنيعهم عليهم وذلك لجهلهم بمواقع 
خطابات الحق تعالى واقتدوا في ذلك بسئن من قبلهم فإن الله تعالى كان قادراً على أن ينص ما 
تأوله أهل الله وغيرهم في كتابه ومع ذلك فما فعل بل أدرج في تلك الكلمات الإلهية التي نزلت 
على لسان العامة علوم معاني اللاختصاص الخاص فهمها بالخلص قال: ولو أن هؤلاء المنكرين 
ينصفون لاعتبروا في نفوسهم إذا نظروا في الآية بالعين الظاهرة التي يسلمونها قيما بيتهم فيرون 
أنهم يتفاضلون في ذلك ويعلو بعضهم على بعض في الكلام في معنى تلك الآبة مثلاً. ويقر 
الفاضل منهم بفضل الأفضل والقاصر بفضل غير القاصر فيها وكلهم في مجرىٌ واحد ومع هذا 
الفضل المشهود لهم فيما بينهم يدكرون على أهل الله إذا جاءوا بشيء مما يغمص عن إدراكهم 





فإن هممهم منحصرة إلى غايات ونهايات فكلما وصلوا إلى تلك الغايات تجددت لهم في 
قلوبهم غايات أخر تكون تلك الغايات التي وصلوا إليها بدايات لهذه الغايات الأخر فتحكم 
عليهم الغايات بالطلب لهاء ولا يزال هذا الأمر لهم دائماً بخلاف الكمل من الرجال وقال فيه: 
اعلم أن للخيال سلطاناً عظيماً على الطبيعة حتى إنه يجسد ما ليس من شأنه التجسد فيريك 
الإسلام قبة والقرآن سمئاً وعسلا والقيد ثباتأً في الدين» قال: ومن أراد نجابة ولده فليقم في 
نفسه عند الجماع صورة من شاء من أكابر العلماء وإن أراد أن يحكم ذلك فليجامع وهو ينظر 
ذلك العالم مثلاً من وراء حجاب ويتأمل في جماله ويذكر ذلك الجمال أيضاً لامرأته ويستفرغان 


باع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


وذلك لأنهم يعتقدون فيهم أنهم ليسوا بعلماء وأن العلم لا يحصل إلا على يد المعلم المعتاد 
في عرفهم وصدقوا فإن أصحابتا ما حصل لهم العلم إلا بالإعلام الروحاني الرباني فهم عاكفون 
علي حضرته ينتظرون ما يفتح الله به على قلوبهم قال تعالى : لق الإندة 2 عله ابيا 
()) > [الرحدن: “ء 4]. وقال تعالى: طعَلرَ آلا نكن نا ل يه (4)2 [العلق: 5]. وقال في حق 
الخضر : #وَعَلَمسِدُ من لَدْنَ عِلَمّاكه [الكهف: ] فصدق المتكرون فيما قالوا: إن العلم لا يكون 
الست لمارا تادهم أن الله تعالى لا يعلم من ليس بنبي ولا رسول قال تعالى: 
يوق الْححكيد م من 42155 [البقرة : 558]- والحكمة هي العلم وجاء بمن وهي نكرةء ولكن لما 
آثر هؤلاء المنكرون الدنيا على الآخرة وآثروا ما يتعلق بجناب الخلق على ما يتعلق بجناب 
الحق وتعودوا أخذ العلم من الكتب وأفواه الرجال الذين من جنسهم ورأوا في زعمهم أنهم من 
أهل الله تعالى بما علموا وامتازوا عن العامة حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن لله عباداً تولى 
تمليمهم في سرائركم على يدرماك الالهاء تعلميي معاتين كلومة كلام سه وهو تخالي ابر 
العالم الحقيقي وأطال في ذلك. ثم قال: فلهذا صان أهل الله تعالى نفوسهم بتسميتهم الحقائق 
إشارات فإن المنكرين ل يرف ال خا اتا وأين بولا المكر ون من اقول حلي بن أبي طالب 
رضي الله عنه : لو تكلمت لكم في تفسير الفاتحة لحملت لكم سبعين وقراً فهل هذا العلم إلا 
من العلم اللدني الذي أعطاه الله تعالى في القرآن إذ الفكر لا يصل إلى ذلك. وقد كان أبو يزيد 
البسطامي رضي الله عنهء يقول: خطاباً للمنكرين عليه في زمانه: قد أخذتم علمكم ميتأ عن 
ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت» وكان الشيخ أبو مدين إذا سمع أحداً يقول: نقل 
فلان عن فلان: لا تطعمونا القديد أطعمونا اللحم الطري يرفع بذلك همة أصحابه كأنه يقول: 
لا نحدثونا بفتوح غيركم وحدثونا بفتوحكم الجديد في فهمكم لكلام الله أو كلام رسوله. فعلم 
أن أهل الله تعالى ما وضعوا الإشارات التي اصطلحوا عليها فيما بينهم لأنفسهم فإنهم يعلمون 
الحق الصريح في ذلك وإنما وضعوها للدخيل بينهم حتى أنه لا يعرف ما هم فيه شفقة عليه أن 
يسمع منهم شيئاً لا يصل إلى عقله القاصر فينكر عليهم فيحرم ذلك العلم فإنه قد جرب أن ما 
أحداً أنكر شيئا على أحد من العارقين إلا وحرم ذلك الشيء عقوبة له وأطال في ذلك ثم قال: 
وأصل الإنكار كله الحسد المشتمل عليه التوع البشري ولو أن الناس تركوا الحسد لأنيرت 


في النظر إلى حسنه فإنه إن وقع للمرأة حمل من ذلك الجماع أثر في ذلك الحمل ما تخيلاه 
بقدرة الله تعالى فيخرج المولود بتلك المنزلة ولا بد فإن لم يخرج كذلك فإنما هو لأمر طرأ في 
نفس الوالدين عند نزول النطفة في الرحم أخرجهما ذلك الأمر عن مشاهدة تلك الصورة في 
الخيال من حيث لا يشعران قال: ويعبر عما ذكرناه عند العامة بالتوحم وقد يقع بالاتفاق عند 
الوقاع في نفس أحد الزوجين صورة كلب أو أسد أو حيوان ما فيخرج الولد من ذلك الوقاع في 
أخلاقه على صورة ما تخيلاه حسناً وقبحاً وأطال في ذلك ثم قال: وتأمل كيف أثر الخيال في 
زكريا حين دخل على مريم المحراب ورآها بتولا يعني : منقطعة عن الرجال فطلب من عند الله 


الميحث الثامن والأريعون: في بيان أن جميع أئمة الصوفية على هدىٌ من ربهم و 


قلوبهم وأدركوا علوم أهل الله تعالى وقد بسطنا الكلام على ذلك في المقدمة أول هذا الكتاب 
وأطال الشيخ محبي الدين الكلام على ذلك في الباب الثلاثين من الفتوحات المكية والله أعلم. 
المبحث الثامن والأريعون: 
في ببان أن جميع أئمة الصوفية على هدى من ربهم 
وأن طريقة الإمام أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه أقوم طرق القوم 
كلها لتحريرها على الشريعة تحرير الجوهر 

الل وخيك الجا انه الصعواي تج سول بكلنع ااا زر باورا نت جااري للم 
الاطلاع على دقائق الشريعة وأ بارا حت عار اعدهم تنود فى الطريق والأسرار كما هو 
شأن الأئمة المجتهدين في الفروع الشرعية» ولذلك شرعوا ذ كن الطرتق واجبات مهناك 
ومندوبات ومكروهات وخلاف الأولى زاتذا على ما فرعف بد العرية كما ايعتط المعنيدون 
نظير ذلك وأبطلوا أي : مجتهدو القوم العبادات والعقود بالإخلال بما أوجبوه وشرطوه أو 
بارتكاب ما حرموه وهذا شأنهم رضي الله عنهم. فما من أحد منهم حق له قدم الولاية إلا وهو 
مجتهد في الطريق ليس عنده تقليد إلا لما صرحت به الشريعة أو أجمع عليه الأئمة فقط فمن 
اذعى مقام الكمال وهو مقلد لعالم فهو غير صادق وقد سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله 
يقول مراراً: لا يكمل الرجل عندنا في الطريق حتى يأخذ العلم من حيث أحذه المجتهدون 
انتهى. ثم مما اختص به الصوفية عن غيرهم علمهم بالطريق الموصلة لهم إلى العمل بالكتاب 
والسنة فإذا قلت لهم: | إن مقصودي أن أزهد في الدنيا بحيث لا يبقى عندي ميل عادي لها 
يقولون لك أكثر من ذكر الله تعالى ليلا ونهاراً حتى يرق حجابك فتدرك الآخرة بعين بصيرتك 
وتنظر ما لمن يزهد في الدنيا من الدرجات والنعيم كما وقع لإبراهيم بن أدهم رضي الله عنه 
فإذا رأيت ذلك زهدت لا محالة في الدنيا ولو قال لك جمهور الناس: ارغب في الدنيا لا 
تصغي لهم ولو أنك يا أخي قلت ذلك لعالم لقال لك: إن الله تعالى أمرك أن تزهد لا غير: 
ولا يهتدي للطريق إلى ذلك فحكمه حكم طبيب يحفظ كتاباً في الطب ولا يعرف علاج المرض 
فعلم أن سبب إنكار بعض الناس على الصوفية إنما هو لدقة مداركهم ولو أن المنكر لزم الأدب 


أن يهبه ولداً من لدنه ولياً أي: من عندية الله من حيث الرحمة واللين والعطف» وكانت مريم 
في مخفياله من حيث مرتبتها فجاء يحيى على صورتها حصوراً أي: منقطعاً عن مباشرة النساء 
وهو العنين عندنا كما كانت مريم منقطعة عن مباشرة الرجال قال: واسمها حنة ومريم لقب 
لها. وقال في الباب الثاني والثمانين وثلائمائة في قوله تعالى: «كَدَيِكَ يليم أنه عل مكل 
لب مُتَكَير جَيَار» اغافر: : اعلم أن الحق تعالى ختم على كل قلب أن تدخله ربوبية الحق 
تعالى فلا أحد قط من الخلق يجد في نفسه أنه رب إِلّهِ بل كل أحد منهم يعلم من نفسه أنه عيد 
ذُليلٌ مفتقر محتاج فلذلك طبع الله على كل قلب متكبر جبار أن لا يدخله كبر إِلْهِي أبدأ لختمه 


ع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





لسلم للقوم كل ما خالف فهمه مما لم يعارض كتاباً ولا سنة ولا إجماعاء وقد رأيت في كتاب 
«الرعاية» للشيخ عز الذين بن عبد السلام سلطان العلماء بمصر في عصره ما نصه: كل الناس 
احارا عاق ررم جرع وقد الفور 2 على 3ز ننها اقى لاا از :5ط ؤي قدا يخ 
على يدهم من الكرامات والخوارق ولا يقع ذلك قط على يد عالم ولو بلغ في العلم ما بلغ إلا 
إن سلك طريقهم انتهى . وقد بلغنا أنه كان يقول قبل ذلك: وهي ثم طريق للشريعة غير ما 
بأيدينا من النقول ثم يقول: من زعم أن ثم علماً باطناً للشريعة غير ما بأيدينا فهو باطل يقارب 
الزنديق» فلما اجتمع بالشيخ أبي الحسن الشاذلي بمصر المحروسة وأخذ عنه صار يمدح طريق 
القوم كل المدح ويقول: إنها طريق جمعت أخلاق المرسلين وكان يقول حجة الإسلام الغزالي 
وعمة ازا عل كان يكرك لقي يعر الزن اراد قلكا التقي ربالمترفية ارداق طاريقهي انار يوك 
ضيعنا عمرنا في البطالة. أي: لما في الاشتغال بالعلم على طريق أهل الجدال من غلبة للقول 
على العمل والحق :أن الاشحال بالفقه .ليس اهن قبطالة [نها هو اناس 'للطريق إن من شاك أهل 
الطريق أن يكون جميع حركاتهم وسكناتهم محررة على الكتاب والسنة ولا يعرف ذلك إلا 
بالتبحر في علم الحديث والفقه والتفسير فقول الغزالي: إن الاشتغال بالفقه بطالة إنما هو كلام 
صدر حال عشقه في طريق القوم والعاشق حكمه حكم السكران» ولو أنه تأمل في حاله لعرف 
ما قلناه من أن الفقه أساس الطريق وأن غاية الصوفي أنه عالم عمل بعلمه لا غير. 


(وقد كان): سيدي إبراهيم الدسوقي رحمه الله يقول: لو أن الفقيه أتى العبادات 
والمأمورات الشرعية بغير علة كما أمره الله تعالى لاستغنى عن الشيخ ولكنه أتى العبادات بعلل 
وأمراض فلذلك احتاج إلى طبيب يداويه حتى يحصل له الشفاء ومن هنا استغنى التابعون عن 
الخلوة والرياضة كما عليه تلامذة الأشياخ ولم ينقل عن أحد منهم أنه دون شيئاً في علاج 
الأمراض الباطنة لعدمها في عصرهم أو قلتها جدأ حتى لا تكاد توجد وكان معظم اجتهادهم 
إنما هو في جمع أحاديث الشريعة والمطابقة بينها وبين الكتاب العزيز وهذا أهم بيقين من 
اشتغالهم بعلاج أمراض لعلها لا توجد وقد حصل بذلك الجواب عن قول من قال: لأي شيء 
لم يدون الأئمة المجتهدون شيئاً في علم التصوف أو يشتغلوا بالذكر لتتجلى قلوبهم كما يفعل 
الصوفية فإنه لا يقول عاقل قط عن أحد يعني : من الأئمة إنه يعلم من نفسه عجباً أو رياء أو 


على باطن كل عبد أن يدخله تأله» وأما الألسنة فلم تعصم من التلفظ بدعوى الألوهية كما لم 
تعصم الأنفس أن تعتقد الألوهية في غيرها فعصمت أن تعتقدها في نفسها دون أمثالها وأطال في 
ذلك وقال: من أراد الدخول إلى فهم كلام ربه فليترك عقله ويقدم بين يديه شرعه ويقول 
لعقله: أنت عبد مثلي كيف أترك ما نسبه الحق إلى نفسه لعجزك عن تعقله مع أنك قاصر عن 
رن وان راو لزب سك ارماك الريك حك الإزمان والنلفي حملت لطر وال سوال 
في غير ما لم يرد عن ربك وأطال في ذلك. ثم قال في قوله تعالى : لما يهم ين وْحَكْرٍ ين 
نيهم مُحدّث4 [الأنبياء: ؟]: اعد ال ١‏ بلي ول لاتوت عرسي او كرد اا 


المبحث الثامن والأربعون: في بيان أن جميع أئمة الصوفية على هدق من ربهم ابا 


غلاً أو حقداً أو 1110001 أنهم علموا أن فيهم شيئاً من ذلك 
لقدموا علاجه على سائر ل ا 00 اليه :فيو وات «ينا أنروَا إل 
يدوا أنه مين ل لين ختقة وَيقِيثُوا الصَلَةً مَيوْوا كوه كلك بت اتيم )4 1البينة: ه] 
ل ا ل 
لأحد أن ينكر عليهم كلامهم إلا بعد أن يدخل طريقهم ويعرف مصطلحهم وجميع من شطح 
عن ظاهر الشريعة إنما هو دخيل فيهم أو غلب عليه حال أو كان مبتدثاً في الطريق وأما 
الكاملون كالجنيد وأضرابه فطريقهم محررة على الأدب تحرير الذهب إذ هم حماة الدين رضي 
الله عنهم أجمعين. وإنما خصصنا كغيرنا طريق الشيخ أبي القاسم الجنيد بمزيد التقويم وأن كل 
من سلكها نجا لأنها كما قال الجلال المحلي وغيره: طريق خالٍ من البدع دائر على التسليم 
لي كك لماك رسف ود اك ا 0 

الحسن الأشعري في العقائد الدينية ولذلك قالوا: ونعتقد أن طريق الشيخ أبي الحسن الأشعري 
في العقائد الدينية ا 0 والإفراط . قال الجلال الك ولا التفات 
إلى من تكلم في الشيخ أبي الحسن لحسن من أهل الزيغ ويكفينا في إمامته وجلالته إكباتٍ علماء 
الإسلام من أهل التفسير 0 والفقه والأصول على الاعتماد على قوله في العقائد وكذلك 
يكفينا في إقامة أبي القاسم الجنيد رحمه الله إجماع الناس كلهم على جلالته وقولهم: إنه سيد 
الطائفة كلها علما وعملاً وهو جدير بذلك وقد كان يقول: علمنا هذا مشيد بالكتاب والسنة 
التهى. وإنما لم يذكر القياس والإجماع لأن القياس والإجماع إنما تعلم دلالتهما إذا وافعا 
قواعد الكتاب والسنة فاستغنى الجنيد عن القياس والإجماع بذكر الكتاب والسنة وكان يقول 
أيضاً: إذا رأيتم شخصا متربعاً في الهواء فلا تلتفتوا إليه إلا إن رأيتموه مقيداً بالكتاب والسنة 
وكان يقول: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على المقتفين آثار رسول الله يِه وكان 
يقول : لو كنت حاكماً لضربت عنق من سمعته يقول: لا موجود إلا الله أو ليس لي فعل مع الله 
لأن ظاهر كلامه تفي غير الله وهدم أحكام التكاليف كلها قال الجلال المحلي وغيره: ولا 
التفات إلى من رمى الشيخ الجنيدي في جملة من رمي بالزندقة من الصوفية عند الخليفة جعفر 
المقتدر بالله تعالى حتى أنه أمر بضرب أعناقهم وقد بلغنا أنهم كلهم أمسكرا إلا الجنيد مع أنه 
عقلاً ولا عرفاً ولا شرعاًء فإنك تقول: حدث عندثا |! ليوم ضيف وهو صحيح حدوثه عندك لا 
حدوثه فى نلفسه ذلك الوقت بل كانت عينه موجودة من قبل بنحو سبعين سنة وأكثر وأطال في 
ذلك. وقد ذكرنا ذلك أيضاً في أجوبة شيخنا والله أعلم. وقال في قوله تعالى: ينه ينث 
كت عن 2 لتاب وَلُمر مي مِتَسَتبهلتٌ# [آل عمران: 9]: أعلم أن المحكم من الآيات كله عربي 
والمتشابه كله موسوي لأنه امح ,العم ل ل السمة عربية والعربية عند الإسلام 
عجمية وما ثم عجمة إلا في الاصطلاح والألفاظ والصور الظاهرة» وأما المعاني فلا عجمة فيها 


بل كلها عربية فمن ادُعى علم المعاني وقال بالتشابه به فلا علم له أصلاً بما اذعى أنه علمه من 


2 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


شيخ الجماعة وذلك لأنه كان يستر كلام أهل الطريق عمن ليس منهم وكان يستتر بالفقه والإفتاء 
على مذهب أبي ثور. وكان إذا تكلم في علوم القوم أغلق باب داره وجعل مفتاحه تحت وركه 
وكذلك بلغنا عن الحسن البصري رضي الله عنهء وكائا يقولان: أتحبون أن يرمى أولياء الله 
بالزندقة زوراً وبهتاناً عند من لا يعرف اصطلاحهم ولم يبلغنا قط عن الجنيد أنه تكلم بشيء من 
الشطح كما نقل عن أبي يزيد وغيره كل ذلك لكماله. قال الجلال المحلي: ولما بسط النطع 
لضرب أعناق الصوفية الذين أمسكوا تقدم من آخرهم الشيخ أبو الحسن النوري وقال للسياف: 
اضرب عنقي قبل أصحابي. فقال له السياف: لم ذلك؟ فقال: لأوثر أصحابي بحياة ساعة 
فبهت السياف وأنهى الأمر إلى الخليفة فردهم إلى القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي فسأل 
النوري عن مسائل فقهية فأجابه عنها ثم قال: وبعد فإن لله عباداً إذا قاموا قاموا لله وإذا نطقوا 
نطقوا بالله» فقبل القاضي قوله: وأرسل يقول للخليفة إن كان هؤلاء زنادقة فليس على وجه 
الأرض مسلم فخلى الخليفة سبيلهم رضي الله عنهم أجمعين. وحكى ابن أيمن في رسالته عن 
الإمام أحمد رضي الله عنه أنه كان في أول أمره ينهى ولده عن مجالسة الصوفية حتى نزل عليه 
جماعة منهم في الليل من الهواء فسألوه عن مسائل في الشريعة حتى أعجزوه ثم صعدوا في 
الهواء فمن ذلك الوقت كان يقول لولده عليك بمجالسة الصوفية فإنهم أدركوا من خشية الله 
وأسرار شريعته ما لم ندركه وكان إذا عجز عن جواب مسألة يقول للشيخ أبي حمزة البغدادي ما 
تقول في هذا يا صوفي فإذا أجابه بشيء أخذ به. وحكى القشيري عن ابن سريج أنه كان ينكر 
على الجنيد فتنكر يوماً وحضر مجلس الجنيد وهو لا يشعر فلما انصرف الجنيد قالوا لابن 
سريج. ماذا رأيت في كلام هذا الرجل فقال: لم أفهم من كلامه شيئاً إلا أن صولة الكلام 
ليست بصولة ميطل فعلم أن الإنكار لم يزل في العلماء على الصوفية في كل عصر لدقة 
مداركهم لا لخروجهم عن الشريعة في نفس الأمر معاذ الله أن يقع الأولياء في ذلك وإن جاز 
ذلك في حقهم وقد بسطنا الكلام على ذلك في مقذمة «الطبقات الكبرى» والله تعالى أعلم. 


ذلك فإن المعاني كالنصوص عند أهل الألفاظ لأنها بسائط لا تركيب فيها والعجمة من شرطها 
التركيب فلولا التركيب ما ظهر للعجمة صورة في الوجود. وقال في الباب الثالث والثمانين 
وثلاثمائة معنى قوله وَكيهِ لبلال يستفهمه: بم سبقتني إلى الجنة؟ مع أنه 4 يعلم أن السبق له 
هو. أي : بم صرت مطرقا بين يدي في الجنة كالمطرقين في الدنيا بين يدي الملوك. قال: 
فأفهمنا يلِِ: أن من فعل مثل بلال من أنه كلما أحدث توضأ وصلى ركعتين كان كذلك مطرقاً 
بين يدي رسول الله يل ولبلال الأولية وغيره تبع له. وقال في الباب الخامس والثمانين 
وثلاثمائة» في قوله يَأ للسوداء: «أين الله؟»: اعلم أنه قد دل الدليل العقلي استحالة حصر 
الحق في أينية ولكن الشارع فده لما علم أن الجارية المذكورة ليس في قوتها أن تعقل 
موجدها إلا على ما صورته في نفسها خاطبها بذلك ولو أنه خاطبها بغير ما تصورته في نفسها 
لارتفعك القائدة النظلوية. ولم يتحضل القيول فكان من كمه 125 أن بأل "مغل جد اللجازية 


المبحث التاسع والأربعون: في بيان أن جميع الأئمة المجتهدين على هدي من ربهم ع 


المبحث التاسع والأربعون: 
في ببان أن جميع الأئمة المجتهدين على هدى 
من ربهم من حيث وجوب العمل بكل ما أدى إليه اجنهادهم 
وإثبات الأجر لهم من الشارع وإن أخطاوا 

على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى واعلم يا أخي أن مبحث الجواب عن الأئمة يكتفي 
فيه بأي وجه كان وأما التحقيق فله مكان آخر فلا ينبغي الاعتراض علينا إذا بنينا هذا المبحث 
على القول المرجوح بأن كل مجتهد مصيب. 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: اعملوا على الجمع بين أقوال العلماء 
جهدكم فإن إعمال القولين أولى من إلغاء أحدهما وبذلك يقل تناقض أقوال العلماء ومن وصل 
إلى مقام الكشف وجد جميع الأئمة المجتهدين لم يخرجوا عن الكتاب والسنة في شيء من 
أقوالهم وشهدها كلها مقتبسة من شعاع نور الشريعة» لأنهم على آثار الرسلء سلكوا. فكما أنه 
يجب عليك يا أخي الإيمان والتصديق بصحة كل ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام» 
مما يخالف شريعتك ظاهراً فكذلك يجب عليك الإيمان والتصديق بصحة ما استتبطه 
المجتهدون وإن خالف مذهب إمامك انتهى. وقد تتبعت بحمد الله أدلة المجتهدين فلم أجد 
فرعاً من فروع مذاهبهم إلا وهو مستند إلى دليل إما آية أو حديث أو أثر أو قياس صحيح على 
أصل صحيح» لكن من أقوالهم ما هو مأخوذ من صريح الحديث أو الآية أو الأثر مثلاً ومنه ما 
هو مأخوذ من المفهوم أو مأخوذ من ذلك المأخوذ وهكذا فمن أقوالهم قريب وأقرب وبعيد 
وأبعد وكلها مقتبسة من شعاع نور الشريعة التي هي الأصل ومحال أن يوجد فرع من غير 
أصل . 

(وإيضاح ذلك): أن نور الشريعة المطهرة هو النور الوضاح» ولكن كلما قرب الشخص 
منه يجده أضوأ من غيره وكلما بعد عنه في سلسلة التقيد يجده أقل نوراً بالنسبة لما هو أقرب 
من عين الشريعة وهذا هو سبب تفاوت أقوال علماء المذاهب وتضعيف بعضهم كلام بعض إلى 


بمثل هذا السؤال وبهذه العبارة ولذلك لما أشارت إلى السماء قال فيها: إنها مؤمنة. يعني : 
مصدقة بوجود الله» ولم يقل إنها عالمة لأنها صدقت قول الله تعالى: #وَهُوَ أللهُ في السَموّتِ؟ , 
[الأنعام : *] ولو كانت عالمة لم تقيده بالسماء» فعلم أن للعالم أن يصحب الجاهل في جهله 
ل كال : وايضاع انا تروناه: ف الح أن 
الشوائم كلها | لما لت رحس نا لع لواو في ألسنة الأمم قال تعالى: #وْمَا أَرْسَلْنَا من 
يَسُول إلا بيلك مه نيت ب َم © [إبراهيم : 14 1 التواطؤ قد يكون على صورة ما هي 
الحقائق عليه وقد لا يكون والحىق تعالى تابع لهم في ذلك ليفهم عنه ما أتزله من أحكامه وما 


كو لجزء الثاني من ائيواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
عصرنا هذا ل ري ا ل د هذه الأدوار 
كلها حتى يشهد اتصال أقوال جميع الأدوار بعين الشريعةء وكان سيدي علي الخراص رحمه 
الله يقول: مثال عين الشريعة المطهرة التي يتفرع منها كل قول من أقوال المجتهدين ومقلديهم 
مثال العين الأولى من شبكة الصياد ومثال أقوال علمائها مثال العيون المنتشرة منها فى سائر 
الأحوان كمن أقسفت اله عسالد عن سيرثه وادرةالعينه الأولن ونيا ال ا 
علماء الإسلام بحق وشاهدها كلها مرتبطة بالعين الأولى من العيون كارتباط الظل بالشاخص أو 
كارتباط الأصابع بالكف»ء ومن لم يكشف الله تعالى عن بصيرته أخطأ ضرورة كل ما زاد عن 
مطمح بصره وأخرجه عن الشريعة قال: وعلى ما قررناه ينزل القولان من أن كل مجتهد مصيب 
أو المصيب واحد والياقى مخطىء وبالأول قال جماعة من الأصوليين ومن المالكية أبو بكر بن 
العريى: وقيره ورالانى "قال السسدهون عي اوقد كنت ومفت كمد اله تجا ميزنا اعت 
فها أدلة عذين القولين: ثم لما رأبت الغالب على آمل المذاهب الأكبات على قول إعامهم وغدل 
التدين بأقوال غيره إلا لضرورة رجعت عنه. 


ال شيا يعد الخرامويرعي» الله ل 5 إلا اوأساة متا في 


اه ولع كان من الجعلوء أنه لا يفصل العبارة | إلا العبار: 
نابت الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ عن الحق تعالى في تفصيل ما أجمله تعالى في كتابه العزيز 
وناب المجتهدون مناب الرسل عليهم الصلاة والسلام» في تفصيل ما أجملوه في كلامهم وناب 
أتباع المجتهدين مُناب المجتهدين فيما أجملوه من كلامهم» وهكئذا القول في كلام أهل كل 
دور ممن بعدهم إلى وقتنا اا أهل كل دور ما أجمله الدور الذي قبلهم؛ ؛ ولولا أن 
حقيقة هذا الإجمال سارية في العالم ما شرحت الكتب ولا ترجمت من لسان إلى لسان ولا 
وضع الناس على تفسير بعضهم وشروحه حواشي بل ريما وضعوا على الحواشي حواشي والسر 
في ذلك أن غير الشارع يِه إذا تكلم على حكم شرعي لا يمكنه أن يستحضر جميع ما ب 
على تلك العبارة من الأسئلة والأحكام حتى يفصح عنها في تلك العبارة بل ينسى أكثر الأحكام 
بخلاف الشارع يل فإنه لا يتكلم إلا بوحي من ربه عرّ وجل معصوم من الخطأ ونقص 


وعد به وأوعد عليه فما جاء الشارع بلفظ الأينية في حق الحق إلا من أجل التواطؤ الذي عليه 
بلسان المرسل إليهم: قال: ولو أن غير الرسول قالها لشهد الدليل العقلي بجهل القائل فإنه لا 
أبنية لله تعالى فلما قالها الرسول. وات حكمته وعلمه علمنا أنه تتزل للجارية ولله أعلم» وقال 
في الباب الثامن والثمانين وثلاثماثة في قوله كيِةِ: «جعلت قرة عيني في الصلاة» ليس المراد به 
المناجاة وإنما المراد به شهود من ناجاه فيها قال: ولهذا قال 5: «إن الله في قبلة أحدكم». 
وقال: اعد الله كأنك ترأمء خطاباً لمن ) ليس في مقامه تن فإنه 85 كان يراه في ا مآ 
كان كأنه يراه وأطال في ذلك. وقال في قوله تعالى: الَلَدِنَ لَمَسَتا للْسَىٌ وَزِيَادة © ايرنس: 





الميحث التاسع عرد في بياث أن جميع الأئمة المجتهدين على هذى من ربهم بقاع 


جر عر ار صم صل 


المعاني وصحة الإيرادات عليه #أوبًا كن رَيّكَ فياك [مريم: 14] وغير الشايج بالعكس قال 
تعالى + »وق كن من عِند غير الله لَوَجَدُوا فيه أمْيِكدنًا صكيي © [النساء: 45]. ٠‏ فعلم أن أهل كل دور 
رحمة على من بعدهم كما أن للتابع من الخلق المنة على متبوعه من السلف من حيث علمه 
بعلم متبوعه وكتابة ثواب ذلك في صحائفه فعلوم جميع الأمة المحمدية وعلمهم في صحائف 
سيدنا رسول الله كَل لكن من غير منة عليه يل بخلاف غيره من المجتهدين وغيرهم فافهم. 
فلمحمد قئ 5 المنة على المجتهدين ومقلديهم إلى يوم القيامة بإعطائهم المادة التى يستنبطون 
منها الأحكام وليس للمجتهدين منة عليه يق إنما لهم المنة على من قلدهم إلى يوم القيامة 
ل ا ل ل ل 
الشارع يَلْهُ ما أجمل في القرآن بأحاديث شريعته لبقي القرآن على إجماله إلى وقتنا هذا وما 
كنا عر فنا كيفية تأدية الصلاة ولا الطهارة ولا عرفنا تراقمن الطهارة ولا عرف أنصية الزكاة ولا 
شروطها ولا واجبات الصوم والحج ولا مفسدهما ولا كيفية العقود ولا المعاملات ولا غير 
ذلك مما هو معلوم»ء وكذلك لولا بيان المجتهدين ما أجمل في الشريعة لمقلديهم لبقيت السنة 
على إجمالها وهكذا الكلام في كل دور بعدهم إلى يوم القيامة. يفصل كل دور ما أجمل في 
كلام من قبله ومن زعم أن المجتهدين عرفوا المجمل من القرآن بلا واسطة بيان السنة له فليأتنا 
بمثال ذلك ولعله لا يجده. 


(وإيضاح ذلك): أنه ليس لتابع علم من غير دائرة علم متبوعه أبدأ كما أن كشف الأولياء 
لا يتعدى كتاب نبيهم وستته أبدأ وبتقدير أنه يأتينا بعلم من طريق كشفه لا يجوز لنا العمل به إلا 
بعد عرضه على الكتاب والسنة وموافقته لهماء وفي لاسئن البيهقي؟ : أن عمر بن الخطاب رضي 
الله عنه لما ولى شريحاً القضاء قال له: انظر فما تبين لك في كتاب الله عر وجل صريحاً فلا 
تسألن عنه أحداً وما لم يتبين لك في كتاب الله تعالى فاتبع فيه سنة محمد يكلو وما لويعين 
لك في السنة فاجتهد فيه رأيك وإن شئت فآمرني ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلم لك النتهى . 
المسمى البالمنهج المبين في بيان أدلة المجحتهدينا وهو كتاب ما صنف في الإسلام مثل مشلك 
فر الجعه . ومتخخصصن أقرالهم في ذلك أن البيهقي روى بسئده عن عمر الات رح ا 


اع ل ا لزيادة فقال : ما لا يخطر بالبال وقال تعالى : قلا صلم تفن مآ 


3 


تلن سعد 0ن كر وللى نامريه لكل ووز ترد أعيوة فطلهنا صل الا سمال أنه 
أمر مشاهد لكونه قرته بالأعين ولم يقرنه بالأذن ولا بشيء من الإدراكات وفي الحديث: «#إن 
فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرة. فلا بد أن يكون غير 
منلوم للمعرنولا يد اد ركرن البق اقسعة عون معطو ولا مفية للسفل لذلك الخفمن العا 
الذي لم يخطر على قلب بشر موازنة مجهول لمجهول. وقال: كل عما 0 
تعليلا من جهته فهو تعبد محض» والعبادة مع عدم معرفة العلة أظهر من العمل المعلل فا 


11 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





أنه كان يقول إذا أفتى الناس: هذا رأي عمر. فإن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأ قمن عمر 
ويقول: استغفر الله. وروى البيهقي أيضاً عن عبد الله بن عباس وعطاء ومجاهد ومالك بن 
أنس رضي الله عنهم أنهم كانوا يقولون ما من أحد إلا ومأخوذ من كلامه ومردود عليه إلا 
رسول الله وَيةء وروي عن أبي حنيفة رضي الله عنهء كان يقول: لا يتبغي لمن لم يعرف دليلي 
أن يفتى بكلامى وكان رضى الله عته إذا أفتى يقول: هذا رأي النعمان بن ثابت ‏ يعنى نفسه ‏ 
وهو أحسن ما قدرنا غليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب» وكان الإمام مالك يقول: 
ها من أحد إلا ومأخوذ من كلامه ومردود عليه إلا رسول الله كله وروى الحاكم والبيهقي عن 
الإمام الشافعي رضي الله عنهء أنه كان يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي وفي رواية: إذا 
رأيتم كلامي يخالف الحديث فاعملوا بالحديث واضربوا بكلامي الحائط وقال يوما للمزني: يا 
إبراهيم لا تقلدني في كل ما أقول وانظر في ذلك لنفسك فإنه دين. وكان رضي الله عنه يقول: 
لا حجة في قول أحد دون رسول الله وده وإن كثروا لا في قياس ولا في شيء وما ثم إلا 
طاعة الله ورسوله بالتسليم وقد نقلنا جميع ما نقل عنه من التبري من الرأي في كراسة وإن 
الإمام أحمد رضي الله عنه يقول: ليس لأحد مع الله تعالى ورسوله كلام. 

(قلت): ولذلك لم يدوّن له كتاباً أبداً في الفقه وجميع مذهبه الآن إنما هو ملفق من 
صدور الرجال رضي الله عنه» وبلغنا أنه وضع في الصلاة ثلاثين ع ألف مسألة وسأله رجل مرة 
عن مسألة فقال: لا تقلدني ولا تقلدن مالكاً ولا الأوزاعي ولا الدخعي ولا غيرهم. وخذ 
الأحكام من حيث أخذوا من الكتاب والسئة انتهى. وهو محمول على من أعطي قوة الاجتهاد 
أما الضعيف فيجب عليه التقليد لأحد من الأئمة وإلا هلك وضل . 

(فإن قلت): فما دليل المجتهدين في استنباطهم الأحكام وهلا وقفوا على صريح ما 
ورد؟ 

(فالجواب): دليلهم في الاجتهاد ما وقع من اجتهاده يِه ليلة المعراج في شأن 
الصلوات من المراجعة بين موسى عليه السلام وبين ربه عز وجل فإن الله تعالى لما فرض على 
أمة محمد الخمسين صلاة نزل بها إلى موسى ولم يقل شيئا ولا اعترض ولا قال: هذا كثير 


العمل إذا علل ربما يكون الياعث للعبد على ذلك العمل حكمة تلك العلة وإذا لم يعلل لم يقمه 
إلى ذلك العمل لا العبادة المحضة امتثالاً لأمر الله لا غير. 


(وقال): ثم مقام للأنبياء يطلب منهم أن يطلبوا رؤية الحق تعالى ولذلك طلب موسى 
الرؤية : اطال في ذلك والله أعلم. وقال في الباب التاسع والثمانين وثلاثمائة : من أراد فهم 
المعاني الغامضة في الشريعة فليتعمل في تكثير النوافل في الفرائض» وإن أمكنه أن يكثر من 
نوافل النكاح فهو أولى إذ هو أعظم نواقل البخيرات قائدة لما قيه من الازدواج والا: نتاج فيجمع 
بين المعقول والمحسوس فلا يفوته شيء من من العلم الصادر عن الاسم الظاهر لاف ركو لْ 


المبحث التاسع والأربعون: في يبان أن جميم الأئمة المجتهدين على هذى من ربهم 3و 


قلما قال له موسق عليه السلام: واجع .ربك بني 85 امتتحيراً من خيث إن شففته على أمنه 
تطليه بالتخفيف عنهم لثلا يقعرا ف فى الضجر والسأمة والكراهية من ثقل تلك التكاليفف» فلما بقى 
حائراً أخذ يطلب الترجيم أي الحالين أولى وهذا هو الاجتهاد فلما ترجح عنده أنه يراجع ربه 
رجع إلى قول موسى وأمضى ذلك في أمته بإذن من ربه عز وجل وكان في تشريع أمته الأحكام 
بإذن الله تأنيساً لمحمد و بما جرى منه لثئلا يستوحش مع أن ما جرى من أمة محمد طَلهِ: 
من التشريع فيه جبر لقلب موسى عليه السلام أيضاً. فإن موسى لا بد إذا رجع إلى نفسه وخف 
عنه الحال الذي كان عليه من وفور الشفقة يجد الله تعالى الذي كلف أمة محمد بالخمسين 
صلاة أرحم بهم من موسى ويرى أن الخمسين كانت من أقل ما ينبغي لجلال الله عز وجل في 
العبادة ولم يستكثر بها على العبيد. وعلم أيضاً أن الله تعالى لو أمضى عليهم الخمسين صلاة 
فلا بد أنه كان يقويهم على فعلها فإن القوة بيد الله ولا يكلف نفسا إلا وسعها ثم إن موسى عليه 
السلام» لما ندم على قوله في شأن المراجعة جبر الله تعالى قلبه بقوله تعالى: ما بَنَلُ الْقَولَ 
ك4 [ق: 9]. في آخر رجعة وآنسه بإطلاعه على أن القول قبل ذلك كان معروضاً يقبل 
التبديل ولذلك سر بهذا القول وعلم أن من القرل الإلهي ما يقبل التبديل ومنه ما لا يقبله وعلم 
أن كلامه الذي كان ندم عليه من حيث معارضته لما فرضه الحق تعالى العليم الخبير ما وقع منه 
إلا حين كانة القول معروضاً لا حين حق القول منه تعالى فعلم أن في تشريع الاجتهاد للأئمة 
المجتهدين جبرا لقلب محمد قد بالاجتهاد فصار له أسوة بهم وصار لهم أسوة به. فهذا كان 
منشأ الاجتهاد للمجتهدين . 

(قلت): ومما جراً الأئمة على استنياط الأحكام قوله #لِةُ: امن سنّ سنة حسنة فله أجرها 
وأجر من عمل بها». فافهم. 

(فإن قلت): فهل يجوز لأحد الطعن في قول مجتهد؟ 

(فالجواب): لا يجوز لأحد الطعن في حكم المجتهد لأن الشارع قد قرر حكم المجتهد 
فصار شرعاً بتقرير الله إياه فمن خطأ مجتهداً بعينه فكأنه خطأ الشارع فيما قرره حكماً وهذه 
مسألة يقع في محظورها كثيرٌ من أصحاب المذاهب لعدم استحضارهم لما تبهناهم عليه مع 


اشتغاله بمثل هذه النافلة أتم وأقرب لتحصيل ما يرومه فإنه إذا فعل ذلك أحبه الحق وإذا أحبه 
صار من أهل الله كأهل القرآن وإذا صار من أهل القرآن كان محلا لإلقائه» وعرشاً لاستوائه 
وسماءً لنزولهء وكرسياً لأمره ونهيهء فيظهر له منه ما لم يره فيه مع كونه كان فيه وأطال في 
ذلك. وقال في قوله تعالى : ألو أَطْلدْتَ عَم لَولَيْتَ مِنْهُمْ قرام وَلَمْلِنتَ مِنْهُمْ تعبا [الكهف: 
اعلم أن الأنبياء لا تنهزم ولا تقتل في مصاف وقد وصف الحق رسول الله كلوه بالاتهزام 
وقول الله صدق لكن لم يكن توليه لرؤية أجسامهم لأنهم أناس مثله وإنما توليه من شهود أمر 
يهوله مما قام بهم قال: وقد رأيناهم في سياحتنا وما ملئنا منهم رعباً لأنا ما شهدنا منهم إلا 


لت الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر 
كونهم عالمين به ذكره الشيخ في باب مسح الخف من «الفتوحات». وقال في باب الوصايا 
منها: إياكم والطعن على أحد من المجتهدين وتقولون إنهم محجربون عن المعارف والأسرار 
كما يقع فيه جهلة المتصوفة فإن ذلك جهل مقام الأثئمة فإن للمجتهدين القدم الراسخ في علم 
الغيوب فهم وإن كانوا يحكمون بالظن فالظن علمٌ وما بينهم وبين أهل الكشف إلا اختلاف 
الطريق وهم في مقامات الرسل من حيث تشريعهم للأمة باجتهادهم كما شرعت الرسل لأممهم 
انتهى. وقال في الباب التاسع والستين وثلاثماثة بعد كلام طويل في مدح المجتهدين: فعلم أن 
المجتهدين هم الذين ورثوا الأنبياء حقيقة لأنهم في منازل الأنبياء والرسل من حيث الاجتهاد 
وذلك لأنه يلْهِ أباح لهم الاجتهاد في الأحكام وذلك تشريع عن أمر الشارع فكل مجتهد مصيب 
من حيث تشريعه بالاجتهاد. كما أن كل نبي معصوم قال: وإنما تعبد الله المجتهدين بذلك 
ليحصل لهم نصيب من التشريع ويثبت لهم فيه القدم الراسخة ولا يتقدم عليهم في الآخرة سوى 
نبيهم : فتحشر علماء هذه الأمة حفاظ الشريعة المحمدية في صفوف الأنبياء والرسل لا في 
صفوف الأمم فما من رسول إلا وبجانبه عالم من علماء هذه الأمة أو اثنان أو ثلاثة أو أكثر 
وكل عالم منهم له درجة الأستاذية في علم الأحكام والأحوال والمقامات والمنازلات إلى أن 
ينتهي الأمر في ذلك لخاتم الأئمة المجتهدين المحمديين الذي هو المهدي عليه السلام انتهى. 
وقال أيضاً فى باب الجنائز من «الفتوحات» : إنما أمرنا يل بالصلاة على آله العلماء بقوله لنا: 
«قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم؟. ليكون لآله الذين هم 
المجتهدين من الوحي مثل ما كان لآل إبراهيم الذين هم إسحاق ويعقوب ويوسف من التشريع 
بالاجتهاد وإن تفاوتت المقامات قال: وقد حقق الله تعالى له رجاءء يليد وجعل وحى 
المجتهدين في اجتهادهم: إذ المجتهد لم يحكم إلا بما أراه الله تعالى في اجتهاده ولذلك 0 
الله على المجتهد أن يخالف ما أدى إليه الاجتهاد كما حرم على 'الرسل أن تخالف ما أوحى به 
إليهم فعلم أن الاجتهاد نفحة من نفحات التشريع ما هو عين التشريع وأن معنى اللهم صل على 
آل محمد كما صليت على آل إبراهيم. أي: كما جعلت آل إبراهيم أنبياء ورسلا في المرتبة 
عندك بما أعطيتهم من التشريع والوحي فارحم آل محمد ومن رحمتك أن تجعل خواص أمتي 
مشرعين بالاجتهاد قد وقع ذلك ولله الحمد فقد أشبه المجتهدون الأنبياء من حيث تقرير الشارع 


كان يتأثر لو اطلع على أهل الكهف وروى البيهقي أن رسول الله يل قال: «لما تدلى لنا 
الرفرف ليلة عرج بي غشي على جبريل ولم يغش علىّ». من ذلك فعلمت فضل جبريل علي 
في العلم بذلك قال: وهنا نكتة وهي : أن الله تعالى ما ذكر إلا رؤية عينهم بذكر الاطلاع عليهم 
نهع أسفل منه بالمقام ومع ذلك حاف أن يلحق بهم فينزل عن مقامه فامتلا بذلك رعباً لثلا 
يؤثرو! فيه تأثير الأدنى فى الأعلى الرضا عنه والسخط عليه فلذلك كان حقيقا أن يولى منهم 
فراراً كما يفر الإنسان من الوقوف على مهراة خوف السقوط وأطال فى ذلك فراجعه» وقال فى 





المبحث التاسع والأريعون: في بيان أن جميع الأئمة المجتهدين على هدىٌ من ربهم المىع 


سوس مواد عد قلقي الاح الفباديا ولإسطين بوم 
ذلك المقام. ات ا 0 الأمداد الآلهية بالعلوم لت ع المقام 
ل و تحريم أو ندب أو 
كراهة وكما أنهم لا يعرفون أنهم في ذلك المقام كذلك لا يعرقون معن يستمدون كشفاً 
ومشاهدة وإنما يعرفون ذلك بواسطة الأدلة فكل مجتهد على حق لاستمدادهم كلهم من عين 
الشريعة» كما أن كل نبي تقدم على زمان رسول الله يِه على حق والإيمان بذلك واجب 
فعلم أن المجتهدين من هذه الأمة ورثة الأنبياء في التشريع لكن لا يستقلون بشرع لأنه لولا 
المادة التى أعطاها لهم الشارع من شرعه ما قدروا على التشريع المذكور: ققد قامت لهم أدلتهم 
مقام الوحي للأنبياء وكان اختلاف اجتهادهم كاختلاف شرائع الرسل إلا أنهم لا يلحقون بالرسل 
لعدم الكشف اليقيني فإن أحدهم يحكم بحكم ثم يبدو له خلافه فيرجع عنه بخلاف الأنبياء لا 
يتركون الحكم الأول إلا بأمر جديد ورد عليهم من الله تعالى بنسخ حكمه فهم في حال علمهم 
يم 0 كي و ا ا 
ع م مين لنّاس ا بيك 4 [النساء: .11٠١6‏ وقال في خلافة داود «إولا تَبّع ا[ لهرئ فِضِات 
من ميل )40 (من: 91 فكهن سبسائه وضالن د كع فحمد وغيره بما أراه الله تعالى لثبيه ونم 
يمل له: : احكم بما رأيت بل عاتبه لما حرم باليمين ما حرم على نفسه في قصة عائشة ة وحخقصة 

تشريعاً لنا فقال كايا أل لِمَ رُم مآ ا [التحريم: ]١‏ فكان هذا من 
جملة ما أرته نفسه الشريفة وتبين أن المراد يقوله: بما أراك الله. أي: ما يوحي به إليك لا ما 
ثراه من رأيك فلو كان الدين بالرأي لكان رأي رسول الله يله 0 
محيي الدين في ذلك في الباب الثمانين وثلاثمائة ثم قال: وإذا كان ! لعتب وقع على 
رسول الله ويه فيما أرته نفسه فكيف برأي من ليس بمعصوم والخطأ أقَرب إليه من الاصاءة 
وأطال فى ذلك» ثم قال : وقد دل هذا على أن المراد بالاجتهاد الذي ذكره رسول الله وي هو 
الاجتهاد في طلب الدليل على نفس الحكم في المسألة الواقعة؛ لا في تشريع حكم في النازلة 
من قبل نفس المجتهد فإن ذلك شرعٌ لم يآذن به الله. 


الباب التسعين وثلاثماثئة: لقد طفت بالكعبة مع قوم لا أعرفهم فأنشدوني بيتين حفظت واحداً 

ونسيت الآخر: 

لقداطيقيا كسا ط فته نيكييا هيدا الست طيرا اجدسي تتا 
وقال لي واحد منهم: أما تعرفني فقلت: لا قال : أنا من أجدادك الأول . قلت له: كم 

لك منذ مت قال لي: بضعة وأربعين ألف سنة فقلت له: ليس لأدم عليه السلام» هذا القدر من 

الس ن فقال لي؛: عن أي آدم تقول عن هذا الأقرب إليك؛ ٠‏ أو عن غيره . فتذكرت حديئاً روي 

زا الله يليه : «إن الله قد خلق مائة ألف آدم». فقلت: قد يكون ذلك المجد الذي نسبنى 


م الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): فمما اشتق الاجتهاد؟ 
[البقرة: 145] ومن هنا عمم بعضهم الحكم في حصول الأجر للمجتهد إذا أخطأ ولو في 
الأصولء ولكن الجمهور خصصوا الأجر بمن أخطأ في الفروع دون الأصول مع أن تخصيص 
الخطأ د سم أيضاًء وقد ا 0 وجعله 

رفإن قلت) : قهل تقرير امارج ع اد باق بعده إلى يوم القيامة؟ 

(فالجواب): نعم. لا يجوز لأحد نقضه وقد أرسل الإمام الليث بن سعد سؤالاً للإمام 
ولاك امح بالا لد السام علي أما بعد فإنك يا أذ خي إمام هدى وحكم الله في هذه 
المسألة ما أدى إليه الاجتهاد انتهى . 

(فإن قلت): فإذا كان كل مجتهد مصيباً عندكم فما الجواب عن حديث: (إذَا اجتهد 
الحاكم وأخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران»؟ 

(فالجواب): أن المراد بالخطأ في هذا الحديث عدم مصادفة المجتهد الدليل الوارد في 
0 أو السنة» فهذا له أجر واحد وهو أجر التتبع ولو أنه كان وجد الدليل 
لكان له أجران أ جر التعبع واس مصنادفة النليلعكذا اجات ابن حرم الظاهري:وغيره.: وقد قال 
الشيخ محيي الدين في الكلام على صلاة الكسوف من «الفتوحات»: اعلم أن الخطأ الواقع 
للمجتهد بمنزلة الكسوف الواقع للشمس ليلا أو للقمر نهاراً فكما لا اعتبار 5 
على المجتهد إذا أخطأ في الحكم بل هو مأجور هذا على أن المراد بخطأ المجتهد خطؤه في 
نفس الحكم كما هو المتبادر إلى الأذهان أما على ما قاله ابن حزم الظاهري فلا يصح خطأ 
المجتهدين في الحكم لأنه لو صح -خطؤه في الحكم لخرج عن الشرع وإذا خرج عن الشرع فلا 
أجر فافهم . 

(فإن قلت): فهل الاجتهاد خاص بهذه الأمة المحمدية أم هو فيها وفي غيرها وهل هو 


إليه من أولئك والتاريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك فإن العالم لا يصح له مرتبة 
الأولية لأنه مفعول الله تغالى. وقال في الباب ا وثلاثمائة في قوله تعالى: #مْلَم 
تتتلوهم ولكرى اله م وما رَمَبسَكَ إذ رَمَيت ولكرك الله رمن » [الأنفال: 09]: أعلم أن في 
هذه الآية إثبات القتل لوي لمن د عن ذم نل نت على الات بل أب الات ف 
كما أعقب النفي إثبانا بقوله : «زليكرى أله مَتَجْرّْ الأنئال: 17 . وبقوله: «رتيوى اله 
رَكن» [الأنفال: 17] فمأ أسرع ما نفى وما أسرع ما أثبت لعين واحدةء قال: وإيضاح ذلك أن الله 
تعالى قال: « تسرف 4 [البقرة: ]١9١‏ فأظهر أمرأ وآمرأ ومأموراً في هذا الخطاب فلما وقع 





المبحث التاسع والأربعون: في بيان أن جميع الأئمة المجتهدين على هدىٌ من ربهم المع 
باق إلى يوم القيامة أم لا؟ 

(فالجواب): هو خاص بهذه الأمة كما صرح به الشيخ في «الفتوحات» وهو باق إلى يوم 
الجنائز من «الفتوحات»: وإذا بلغ المريد مرتبة الاجتهاد المطلق حرم عليه الرجوع إلى قول 
شيخه إلا أن يكون دليل شيخه أوضح من دليله. 

(فإن قلت): فهل الأولى أن يسمى ما شرعه المجتهد سنة أو يقال: بدعة حسنة؟ 

(فالجواب): الأولى أن يقال: سنة حسنة وأما قول عمر بن الخطاب في التراويح نعمت 
البدعة فلا يقدح في ذلك فإن قوله: ونعمت البدعة هي مدح لها فرجعت إلى أنها حسنة . 

(فإن قلت): ما قررتموه من أن الاجتهاد خاص بهذه الأمة يشكل عليه قوله تعالى: 
«وَرَعْبَايَةٌ أَبَنَعُوَهَا مَا كَبنَهَا عَلتِهِرْ إِلَّا نِم رِضْوّنِ لله كمَا رَعَوْهَا حَنَّ رِعَايهَا4 [الحديد: ؟1] 
فإنه كالصريح في أن الاجتهاد كان في الأمم قبلنا لأنه من جملة ما نفس الله به عن عباده وذلك 
يقتضي العموم . 

(فالجواب): ليس اجتهاد الأمم كاجتهادنا لعدم تقرير نبيهم لهم على ذلك بخلاف 
نبينا له فإنه أقرنا على ذلك فصار اجتهادنا من شرعه بتقريره فلم يشبه اجتهادنا اجتهادهم لأن 
اجتهادهم من باب القوانين العقلية بخلاف اجتهادنا. وقال بعضهم: لا فرق بين اجتهادنا 
واجتهاد الأمم قبلنا لأنهم ما ابتدعوا تلك الرهبانية إلا باجتهاد منهم وطلب مصلحة عامة أو 
خاصة يقتضيها أدلة شريعتهم؛ ويؤيد ذلك كون الحق تعالى أثنى عليه من رعاها حق رعايتها 
وما أثنى عليه إلا لحسن القصد والنية في ذلك مع أنهم إنما شرعوها لأنفسهم لا للناس قال: 
وعلى هذا ففي الآية تقديم وتأخير تقديره: فما رعوها حق رعايتها إلا ابتغاء رضوان الله فما 
دموا إلا من حيث قلة مراعاتهم لما ابتدعوه لا غير انتهى . وذكر نحو ذلك الشيخ محيي الدين 
فى الباب الثامن والتسعين وماثة. فليتأمل ويحرر. 

(فإن قلت): فما حكم من قلد مجتهداً من علماء الأمة: هل يكون بذلك معدوداً من 


الامتثال وظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات قال: ما أنتم الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم 
فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل فكما أن القتل وقع في المقتول بالألة ولم 
يقل فيها: إنها القاتلة من الضارب هو القاتل كذلك الضارب بالنسبة إلينا ليس هو القاتل بل هو 
مثل السيف بالتسبة إليه هو فافهم. وقال في الباب الثاني والتسعين وثلاثماثة في قوله تعالى : 
يونا مَقَوْ مه متها [الشورى: .]14١‏ الآية. اعلم أن كل من غضب من العالم وانتقم فقد 
رحم نفسه بذلك الانتقام لكونه شفاء له مما يجده من ألم الغضب وصدقة الإنسان على نفسه 
من أفضل الصدقات» ثم إذا رحم نفسه وزال الغضب لا بد أن تعقبه الرحمة وهو النام الذي 





0 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(فالحوات) : 0 أتباع النبي 4 يل أيضاً 
لأن ذلك من جملة شرعه وكلامنا فيما لم يكن فيه نص عن الشارع» انا ما قم نم كلد يدخله 
لأحد إلى مخالفته إنما هو السمع والطاعة والتسليم فلو قدر أن مجتهداً خالف النص باجتهاده 
ل ل ماشه -520 ا ب 5 
ال اويا عر ب الي رركا ا لا ل ار ع 2 
أبي جهل إذا كان ذلك خلالاً له وائما قال : إن أراد ابن ابى طالب ذلك ان آخره. قر جع ابن 
أبى طالب عن ذلك لتر قال سيد من ممتي و انيد اين اس باجتهاد لكان 
رسول الله قئ2. أولى بذلك وما فعل مع أنه له الشكف الأتم والحكم الأعم يي ذكره الشيخ 
في الباب الثاني والمائت. تتبن من (الفتوحات» . 

(فإن كلت) : فمن المراد بمحديمثا : (العلماء ورثة الأنبياء)؟ هل هم الأولياء أم الفقهاء؟ 


(فالجواب»: المراد بهم العلماء العاملون لجمعهم في الإرث بين القال والحال كما كان 
عليه علماء السلف في الزمن الماضي» فإن حقيقة الصوفية هم علماء عملوا بعلمهم وتبعوا 
النبي كيده في الأخلاق فلمًا تخلف غالب الناس عن العمل سماهم الناس فقهاء لا صوفية 
وإنما قال: ورثة الأنبياء ولم يقل : ورثة نبي خاص لأن كل عالم على قدم نبي ممن تقدم 
محمداً ومن ورث محمذداً يل نال الحظ الأوفر من إرث جميع الأنبياء» ودليل ما قلناه قوله 
تعالى: لثم وبآ الْكِنبّ الَدِنَ أَصْطْفَيْا من عِبَادِنا 4 [فاطر: ؟8]. فإنه ذكر أن الإرث على 
قسمين وزادهم قسماً ثالث وهو الظالم لنفسه والمراد به من ظلم نفسه لمصلحة دينه وطلباً 
للثواب فحملها مشاق التكاليف التي لم يوجبها الله تعالى عليه حتى يسعد بها في الآخرة. 
يجده الإنسان في نفسه إذا عاقب أحداً ويقول: لو شاء الله كان العفو عنه أحسن لا بد أن يقول 
ذلك إما دنيا أو أخرى يعني : في انتقامه لنفسه لثلا يتخيل أن إقامة الحدود من هذا القبيل فإن 
إقامة الحدود شرع من عند الله ما للإنسان فيها تعمل وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أنه لم يأت 
في القرآن قط أن الله خير الاخذين ولا خير الباطشين ولا المعذبين ولا المنتقمين وإنما جاء 
خير الراحمين خير الفاصلين» خير الشاكرين» خير الغاقرين. وأما خير الماكرين فلحكمة لا 
ينبغي أن تذكر إلا بين أهل الله تعالى. فتأمل ما تحته. وقال في الباب الثالث والتسعين 
و#الاتفافة فى قول' الله :تخالي : «و :40 [البنرة لا أيه التحتمارة «لن يرد ين خقية 


الميحث التاسع والأربعون: في بيان أن جميع الأئمة المجتهدين على هدىٌ من ربهم مع 
وذلك كحال أبي الدرداء وأمثاله من الرجال الذي صاموا فلم يفطروا وقاموا الليل فلم يناموا 
وأخذوا بالعزائم دون الرخص . فعلم أن الشريعة تشمل هذا القسم الثالث لتقرير الشارع لصاحبه 
على فعله وإن كان ثم فوقه مقام أكمل منه كما أشار إليه حديث إن لنفسك عليك حقا إلى 
آخره. فإن من ذكر في الآبة ما ظلم نفسه إلا ابتغاء مرضاة الله فاحتقر عملها في جانب ما عليه 
من حقوق الربوبية وكذلك تشمل الشريعة الظالم لنفسه بالمعاصي إذا مات على الإسلام لأنه 
انتهى . 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: أكمل الورثة للأنبياء هم المجتهدون 
رضي الله عنهم لظهور قيامهم بالإرث بتعليم شريعته للناس والفتوى بها بخلاف الصوفية عرفاً 
إنما هم معدون لتعليم الأخلاق الباطئة في الغالب أنتهى : 

(وسمعته): أيضاً يقول: المجتهد المطلق هو الوارث الحقيقي للشارع لكون الشارع أمره 
أن يعمل بكل ما أدى إليه اجتهاده. 

(وسمعته): أيضاً يقول: الاجتهاد هو وإن كان مبناه على الظن فقد يكون منتهاه إلى علم 
اليقين أو عين اليقين أو حق اليقين . 

(فإن كلث) : قماء حقيقَة هذه العلوم الغللاثة 8 


(فالجواب): حقيقة علم اليقين أنه هو الذي أعطاه الدليل الصحيح الذي لا يقبل الدخل 
ولا الشبهةء وحقيقة عين اليقين هو ما أعطته المشاهدة والكشف وحقيقة حق اليقين هو كل ما 
حصل في القلب من العلم بباطن ذلك الأمر المشهود مثال علم اليقين علم العبد بأن لله تعالى 
بيتا يسمى الكعبة بقرية تسمى مكة يحج الناس إليه في كل سنة ويطوفون به فإذا وصل العبد إليه 
وشاهده فهو عين اليقين الذي كان قبل الشهود علم يقين لأنه حصل في النفس عند رؤيته ما لم 
يكن عندها قبل رؤيته ذوقاً . ثم إن الله تعالى لما فتح عين ب بصيرة هذا العبد حتى شهد وجه 
إضافة ذلك البيت إلى الله وخصوصيته على غيره ه من البيوت علم بإعلام الله تعالى تلك 
الخصوصيةٌ . 00 لكن ذلك ايم ومح و ورا 


أن [اليقرة: 74]: هذا دليل سمعي شهد للحجارة بالخشية ولا يخشى إلا حي دراك قال: وقد 
أخذ الله يأبصار الإنس والجان عن إدراك حيأة الجماد إلا من شاء الله الي ل وأضراينا» 
فإنا لا نحتاج إلى دليل في ذلك لكون الحق تعالى قد كشف لنا عن حياتها عيئاً وأسمعنا 
تسبيحها ونطقها قال: وكذلك اتدكاك الجبل لما وقع التجلي إنما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة 
ألله عر وجل فلولاه ما عنده من العظمة لما تدكدك لأن الذوات لا تؤثر في أمثالها ذلك وإنما 

ثر في الأشياء معرفتها بقدر من تجلى لها ومنزلته لا غير فالعلم بالمنزلة هو الذي أثر لا الذات 
0 الكامنة فيها قال: وانظر الملك إذا دخل السوق في صورة العامة ومشى بيثهم 





كمع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


حق استقراره في القلب فلم يكن يزول بعد ذلك بدليل آخر فما كل علم يقين أو عين يقين يحق 
له هذا الاستقرار وإلا فأين يقين الأنبياء من يقين آخر الأمة يقال: يقن الماء فى الحوض إذا 


أستقر . 

(فإن قلت): فهل يقدح في علم اليقين وجود اضطراب من قبل الأسباب؟ 

(فالجواب): إن كان الاضطراب من الوقوف مع الأسباب دون الله قدح ذلك في علم 
اليقين وإن كان هبوب النفس في إزالة ذلك الاضطراب إلى جناب الحق دون الأسباب فلا يقدح 
ذلك في علمه لاعتقاده أن الحق تعالى هو الفاعل فإن شاء أزال ذلك الأمر بالأسباب أي: 
فندها وذ كناء انال عر ذتلةقميان مسلى القن الاسناد على التجنات الاليى دوت اللعيناء 
غلى. الأسبات أذكره الشيخ .في الباب الثاني والعشرين وماثة ‏ فقذ بان لك بهذا التعرين أن أبا 
حنيفة ومالكاً والشافعى وأحمد والسفيانى والأوزاعى وداود وسائر أثمة المسلمين على هدىٌ من 
زنهم وان امذاهي الآكمة كلها مسنويحة من الكعاي والتينة سداها ولحيتها منهما ووحية عليك 
حينئذٍ أن تعتقد جزماً أن سائر أثئمة المسلمين على هدىٌ من ربهم إما كشفاً ويقيناء وإما نظراً 
واستدلالاً وإما أدبا وتسليماً وما بقى لك عذر فى تخلفك عن هذا الاعتقاد فإن بعض الناس 
يقول ذلك بلسانه فقط دون قلبه ومصداق ذلك: أنه إذا اضطر إلى العمل بقول أحد غير إمام 
مذهبه يلحقه بذلك حصر وضيق حتى كأنه قد خرج عن الشريعة فأين دعواه أنه يعتقد أن سائر 
أئمة المسلمين على هدىّ من ربهم. فإن من فعل الرخصة بشرطها فهو على هدي من ربه فيها 
أيضاً وبالجملة فلا يصل إلى اعتقاد أن سائر أئمة المسلمين على هدي من ربهم جزماً ويقيئاً. 
إلا من سلك طريق القوم وقطع منازلهاء حتى وقف على العين التي يستمد منها جميع 
المجتهدين وقد وضعت في تقرير مذاهب جميع المجتهدين؛ ميزاناً عظيمة تعلمتها من مولانا 
أبي العباس الخضر عليه السلام فمن شاء فليراجعها والله عليم حكيم. 


وهم لا يعرفون أنه الملك كيف لا يقوم له وزن في نفوسهم ثم إذا لقيه في تلك الحالة من 
يعرفه قامت بنفسه عظمته وقدره وأثر فيه علمه فاحترمه وتأدب وخضع له فإذا رأى الناس الذين 
يعرقون قرب ذلك الخاضع من الملك وأن منزلته تعطي أنه لا يظهر منه مثل هذا الفعل إلا مع 
الملك حارت إليه أبصارهمء وخشعت له أصواتهم» وأوسعوا له وتبادروا لرؤيته واحترامه فهل 
أثر فيهم إلا ما قام بهم من العلم فما احترموه حينئذ لصورته لأنها كانت مشهودة لهم حين لم 
يعلموا أنه الملك فإن كونه ملكأ ليس هو عين صورته وإنما هي رتبة نسبة أعطته التحكم في 
العالم الذي تحت بيعته فتأمل ذلك فإنه نفيس. وقال في الباب السادس والتسعين وثلاثماثة: 
مراد الحق تعالى من غباده بجميع ما خلق وأنزل ..:. العلوم أن يجمعهم بذلك عليه ومن أتعب 
نفسه ني جميع العلوم من 2 . أن ينظر فى . 2.. على الحق تعالى فإنه المقصود الأعظمء 


واحجب عن مو اش 1 0 37 0 3 الحساب والهندسة والمنطق ولحوعا) 


المبحث الخمسون: في أن كرامات الأولياء حق إِدْ هي نتيجة العمل باع 


الميحث الخمسون: 
في أن كرامات الأولياء حق إذ هي نتيجة العمل على وفق 
الكتاب والسنئة فهي فرع لمعجزات وآن من لا حال له لا كرامة له وأن 
كل من لا يخرق العادة في العلوم والمعارف والأسرار واللطائف 
والمجاهدات وكثرة العبادات لم تخرق له العادات 


اعلم أنه قد تقدم في مبحث المعجزات أن كرامات الأولياء ثابتة شائعة بين أهل السنة 
والجماعة؛ وإنما أنكرها أكثر المعتزلة لعدمها فيما بينهم وذلك من أدلٌ دليل على أنهم أهل 
بدعة كما تقدم بسطه في المبحث المذكورء ومن شبه المعتزلة في إنكارها قولهم لو جوزنا 
وقوعهاء على يد الأولياء لعجز الناس عن الفرق بينها وبين المعجزة. 

(والجواب): لا تعجز لأن المعجزة هى التى تظهر وقت الدعوى بخلاف الكرامة؛ فإن 
صاحبها لا يتحدى بها ولو أظهرها وقث الدعوى كانت شعبذة ثم إن ذلك يؤدي إلى إنكار 
كرامة السيدة مريم»؛ ونقل عرش بلقيس ونحوهما مما ثبت في الكتاب والسنة وكان أبو منصور 
الماتري سي رحمه الله يقول: من الفرق بين المعجزة والكرامة أن صاحب المعجزة مأمون من 
الاستدراج؛ وصاحب الكرامة لا يأمن أن يكون حاله كحال بلعام بن باعوراء قال: وإنما 
أنكرت المعتزلة الكرامة بن منهم على أن الفعل إنما يكون معجزة لخرق العادة؛ فحسب وليس 
كذلك بل ينضم إلى -خرق العادة التحدي بالنبوة والاقتران بدعوة النبي ألا ترى أن آيات الساعة 
خارقة للعادة وليس بمعجزة انتهى . 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: الكمل يخافون من وقوع الكرامات 
على أيديهم. ويزدادون بها وجلاً وخوفاًء لاحتمال أن تكون استدراجاً ومعجزات الأنبياء تزيد 
قلوبهم تثبيتاً لعصمتهم عن وقوع الاستدراج لهم وأيضاً فإن الأنبياء يحتجون بالمعجزات على 
المشركين؛ والأولياء يحتجون بالكرامات على نفوسهم لتصلح ولنفوسهم لتطئمن وأجمع القوم 
على أن كل من حرق العادة بكثرة العبادات والمجاهدات لا بد له أن يشرق له العادة إذا 





فما منها علم إلا وهو طريق للعلم بالله تعالى» ولكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث ذلك 
الوجه الدال على الله فوقع الذم من العارفين على أصحاب هذه العلوم حيث حجيتهم عما فيها 
من الدلالة وأطال في ذلك وقال في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة: إنما ظهر الظة . 
عبد القادر الجيلي بالتصريف في الوجود والتآثير والدعاوى العريضة لأن مشهده من الحى نعالى 
كان بعضرة الاسم الظاهر فاعظاه دقام الضولة والهيمة والننظع وإظهار العل. على آرة" 

وأشكاله» بل على من هر أعلى منه فى مقامه قال: وهذا المقام وإن كان بتكنا نكا منهد ركم 
منه وهو مقام الأدب وإظهار الذل بالجكهة قال: وس ف فقن * لكاي مادا 0 


ممع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


شاءهاء وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله يقول: من أصدق دليل على صحة 
طريق الصوفية وإخلاصهم في أعمالهم ما يقع على أيديهم من الكرامات والخوارق قال: ومن 
أدل دليل على إثبات جواز وقوع الكرامات كونها أفعالاً خارقة للعادة فإذا لم تؤد إلى سد باب 
النبوة جاز ظهورها على أيدي الأولياء كجريان النيل يكتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه 
ورؤيته جيشه وهو أي الجيش بنهاوند العجم وهو على المنبر بالمدينة المشرفة وحتى قال لأمير 
الجيش : يا سارية الجبل محذراً له ممن وراء الجيل لمكر العدو به هناك وفى ذلك كرامتان 
أحدهما رؤيته سارية مع بعد المسافة والثانية إسماع سارية كلامه كذلك» وكشرب خالد بن 
الوليد السم من غير تضرر به وكقلب العصا ثعبانا وإحياء الموتى بإذن الله ونحو ذلك من 
الخوارق. وقال الأستاذ أبو إسحاق القشيري رحمه الله: ولا ينتهون إلى نحو ولد دون والد ولا 
إلى قلب جماد بهيمةء قال ابن السبكى: وهذا حق فخصصن به قول غيره ما كان معبجزة لنبى 
جاز أن يكون كرامة لولي أي فلا فارق بيئهما إلا التحدي فقط وتقدم في مبحث المعجزات 
تقييد قولهم ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي بما إذا أظهر الولي الكرامة بيحكم 
التبع لا بحكم الاستقلال من غير إتباع للشرع وبما إذا لم يقل النبي هذه المعجزة لا تكون 
لأحد بعدي فراجعه؛ وبالجملة فمن عاشر الصالحين بالصدق وخالطهم رأى كرامتهم عياناً 
وعرف صدقهم . 

(فإن قلت): فهل يجب على الإنسان الإيمان بالكرامة إذا وقعت على يده كما يجب عليه 
الإيمان إذا وقعت على يد غيره؟ 


(فالجواب): نعم كما صرح به اليافعي رحمه الله وقال: لا فرق بين وقوعها على يده أو 
يد غيره . 


(فإن قلت): فهل يستحب للولي أن يحمي نفسه وأصحابه بالحال والكرامة؟ 


(فالحواب)»: نعم يستحب له ذلك كما صرح به سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه 
وقال: إن كان ذلك نقصاً في المقام فهو كمال في تعلم انتهى . 


(فإن قلت): فإذا ادعى شخص غريب لا يعرف له أب أنه خلق من تراب كما وقع ادم 


شطح على عباد الله لأن الله تعالى يقبل الشطح لوسعه بخلاف المخلوق لضيقه قال: ونّم أقوام 
يشطحون على أهل الله من شهود في حضرة خيالية فهؤلاء لا كلام لنا معهم لأنهم مطرودون 
عن باب الله وعلامتهم أنهم لا يرفعون بالأحكام الشرعية رأساً ولا يقفون عند حدود الله تعالى 
مع وجود عقل التكليف عندهم وأطال في ذلك. وقال في الباب الثامن والتسعين وثلاثمائة» في 
قوله تعالى: لقْلٌ إَِمَآ أُعْظكْم بِوحِدَوٌ أن تَقُويُوأ له من وَمُردئ» [سبأ: 41]. الواحدة أن يقوم 
الواعظ من أجل الله إما غيرة وإما تعظيماً وقوله: مثنى أي: بالله ورسوله فإنه من أطاع الرسول 
فقد أطاع الله فيقوم صاحب. هذا المقام يكتاب الله وسنة رسوله يلق لا عن هوى نفس ولذ 


المبحث الخمسون: في أن كرامات الأولياء حق إذ هي نتيجة العمل 5خ 


عليه السلام هل لنا تصديقه؟ 

(فالجواب): نعم نصدقه لأن غايته أنه ادّعى ممكناً لم يرد لنا نفي وقوعه ولا أنه خاص 
بآدم عليه السلام هكذا أجاب بعضهم فليتأمل . 

(فإن قلت): إن الكرامات قد تشبه السحر فما الفرق بينهما؟ 

(فالجواب) : كما قاله الشيخ اليافعي رحمه الله وغيره من المحققين : الفارق بينهما كون 
السحر يظهر عل يد الفساق الزنادقة والكفار الذين هم على غير شريعة ومتابعة» وأما الكرامة 
فلا تقع إلى على يد من بالغ في الاتباع للشريعة حتى بلغ الغاية فهذا هو الفارق بينهما قال 
اليافعي : والناس في إنكار الكرامات على أقسام فمنهم من ينكرها مطلقاً وهم أهل مذهب 
مشهور ومنهم من يصدق بكرامات من مضى ويكذب بكرامات أهل زمانه فهؤلاء كبني إسرائيل 
فإنهم صدقوا بموسى حيث لم يروه وكذبوا بمحمد 8# حيث رأوه حسداً وعدواناً ومنهم من 
يصدق بأن لله تعالى أولياء في عصره ولكن لا يصدق بأحد معين فهذا محروم من جميع الأمداد 
في عصره وبعضهم إذا رأى أحداً من أولياء زمانه متربعاً في الهواء قال: هذا استخدام للجن لا 
ولاية وأطال اليافعي في ذلك ثم قال؛ وبالجملة فلا ينبغي لأحد التوقف في الإيمان بكرامات 
الأولياء لأنها جائزة وعقلاً وواقعة نقلاً أما جوازها عقلاً فلآنها من جملة الممكنات التى لا 
تستحيل على القدرة الإلهية ولذلك قال أهل السئة والجماعة من المشايخ العارفين والنظار 
والأصولين والفقهاء والمحدثين رضي الله عنهم أجمعين. وأما وقوعها نقلاً فمن ذلك قصة 
مريم عليها السلام في قوله تعالى: «كُلّمَا مَمَلَ عَلَنْهسَا يوا لَِْْابَ وَجَدَ عِندَهًا رنًْا 4 [آل عمران: 
50) الآية وفي قوله تعالى لها أيضاً ظاوَمُرّى لبك ينع الَعَْوَ مُتقَط عَلِكِ رُطَبًا جَنْكا )4 
آمريم: 16] وكان ذلك في غير أوان الرطب. ومن ذلك كلام كلب أهل الكهف معهم وقصة 
أصف بن برخيا مع سليمان عليه السلام في عرش بلقيس وإتيانه قبل أن يرتد الطرف وكل 
هؤلاء ليسوا بأنبياء. ومن ذلك كلام الطفل لجريج الراهب حين قال: من أبوك» قال: فلان 
الراعي»؛ ومن ذلك قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين دعوا الله عز وجل بصالح أعمالهم 
فانفرجت عنهم الصخرة التي لا يستطبع الجم الغفير أن يزحزحوها عن فم الغار. ومن ذلك 


تعظيم كوني ولا غيرة نفسية وقوله: فرادى أي: بالله خاصة أو برسوله خاصة. وقال: لا يجوز 
لأحد المبادرة إلى الإنكار إذا رأى رجلا ينظر إلى امرأة فى الطريق مثلاً فربما يكون قاصداً 
خطبتها أو طبيباً فلا ينبغي المبادرة للإتكار إلا فيما لا يتطرق إليه احتمال. قال: وهذا يغلط فيه 
فصاحب الدين لا ينكر قط مع الظن لأنه يعلم أن بعض الظن إثم ويقول: لعل هذا من ذلك 
البعض وإثمه أن ينطق به وإن وافق العلم في نفس الأمرء وذلك أنه ظن وما علم فنطق فيه بأمر 





اعت الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


كلام البقرة التي حمل عليها صاحبها المتاع وقولها إني لم أخلق لهذا وإنما خلقت للحرث كما 
في «الصحيحين». ومن ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكل مع ضيفه فكان كلما أكل 
لقمة من تلك القصعة يربو من أسفلها أكثر منها حتى شبع الضيوف وهي أكثر مما كانت قبل 
الأكل بثلاث مرات: ومن ذلك استجابة دعوة سعد بن أبي وقاص في الرجل الذي كذب عليه 
كما في «الصحيحين» وكان يقول: أصابتني دعوة سعد ومن ذلك ما رواه أبو نعيم في «الحلية» 
أن عون بن عبد الله بن عتبة كان إذا نام في الشمس أظلته الغمامء ومن ذلك حديث البخاري 
في قصة خبيب حين كان أسيراً موثقاً بالحديد وكانوا يجدون عنده العنب وما بأرض مكة حيثئلٍ 
عنبء ومن ذلك قصة الرجل الذي سمع صوتا في السحاب يقول: اسق حديقة فلان كما في 
«الصحيح؛ ومن ذلك قصة العلاء بن الحضرمي حين أرسله النبي يِه في غزاة وحال بين 
الجيش وبين عدوهم قطعة من امسر دطا له بال ومكوا كاشر سايم ودر انقم على الما 
ومن ذلك تسبيح القصعة التي أكل منها سلمان الفارسي وأبو الدرداء حتى سمع تسبيحها 
الحاضرون روى هذا والذي قبله الحافظ أبو نعيم وغيره. ومن ذلك أن عمران بن الحصين كان 
يسمع تسليم الملائكة عليه ومن ذلك ما رواه أبو نعيم عن عبد الله بن شقيق أنه كان إذا مرت 
عليه سحابة يقول لها أقسمت عليك بالله إلا مطرت علينا فتمطر في الحال. ومن ذلك أن 
عامر بن قيس كان يعطي عطاءه فيضعه في حجره ويصير يقبض منه ويعطي الناس حتى يصل 
إلى داره فيعده فيجده لم ينقص منه شيء . ومن ذلك أن عبد الرحمن بن أبي نعيم بلغ الحجاج 
أنه يمكث خمسة عشر يوماً لا يأكل ولا يشرب فحبسه الحجاج خمسة عشر يوماً ثم فتح الباب 
فوجده قائماً يصلى بالوضوء الذي دخل به الحبس. ومن ذلك أن حارئة بن النعمان الصحابي 
كان يقول لغياله في كل شي اجر إلبه ازقعوا الفران تجدوا سحا جك فيرفعوته فيتجدونها 
ولم يكن تحت الفراش شيء قبل ذلك . وبالجملة فقد ورد عن السلف من الصحابة والتابعين 
ومن بعدهم من الكرامات ما يبلغ حد الاستفاضة. وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه: لِمَْ لم 
يشتهر عن الصحابة من كثرة الكرامات كما وقع لمن بعدهم من الأولياء فقال: إنما لم يشتهر 
عن الصحابة كثرة كرامات لأن إيمانهم كان في غاية القوة بخلاف إيمان من يعدهم فكلما 
ضعف إيمان قوم كثرت كرامات أولياء عصرهم تقوية ليقين الضعفاء منهم ويؤيد ذلك قول أبي 


محتمل وما كان له ذلك قال: ومعلوم أن سوء الظن بنفس الإنسان أولى من سوء ظنه بالغير 
وذلك لأنه من نفسه على بصيرة وليس هو من غيره على بصيرة فلا يقال فى حقه: إن فلانأ 
اناه الاق يلفس لأنه بعالم تنقفسه وإتما عبرا يسوم الطن بعسة تباصا لتحبيزكا: سر رظله يشيرة فهنق 
من تناسب الكلام قال: وإلى الآن ما رأيت أحداً من العلماء 0 لديئه هذا الاستيراء فالحمد 
لله الذي وفقنا لاستعماله وقال في قوله تعالى: «إت فى دَلِلك لآَبِتٍ لِكلٍ مكيار شَكْر # 
[إبراهيم: 15]. يعني : ف عو راك الح إذا افظة ملت الزيم ورد قاط قوسن النعمة 
يطلب منه الشككر وبما في ذلك من الشدة والخوف يطلب منه الصبر قال: ومما يغفل عنه كثيرٌ 


المبحث الخمسوت: فى أن كرامات الأولياء حق إذ هى نتيجة العمل 34١‏ 


الحسن الشاذلي رضي الله عنه أن مريم عليها السلام كان يتعرف إليها في بداياتها بخرق العوائد 
بغير سبب تقوية لإيمانها وتكميلاً ليقينها فكانت #اكلَمَا مَكَلَّ عَلَيسَا وديا آلْمَِابَ وَمَدَ عِنَدَهًا ردنا » 
[آل عمران: 797] فلما قوي إيمانها ويقينها ردت إلى السبب لعدم وقوفها معه فقيل لها #وَهْرْصَ 
إِلَيِكِ يجذع َلَخَد شتقط عَلَيْكِ ربا جنا )4 [عريم: 5؟] انتهى . 


رت 


(فإن قيل): إذا كان الحق تعالى خلاقاً على الدوام يوجد كوائن بعد كوائن فما ثم عوائد 
تنخرق إنما هو خلق جديد؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الستين وثلثمائة: نعم والآمر كذلك ونقله عن 
المحققين من أهل الكشف ولفظه: اعلموا أنه ليس عند المحققين عوائد تنخرق أبدأاً وإنما هو 
إيجاد كوائن وما ثم في نفس الأمر عوائد تنخرق لعدم التكرار في الوجود فما ثم هناك ما يعود 
وإنما هي خرق العوائد في أبصار العامة فقط وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: #إبل هْرْ في لبس بِنْ 
َلْنِ جَدِيوٍ [ق: ]٠6‏ أي في الصفات لا في الذوات فافهم انتهى. وقال في الباب الثاني 
والخمسين وثلثمائة: اعلم أن أكابر الأولياء يشهدون كونهم في حال خرق العادة في عين العادة 
فلا يشهدهم الناس إلا وهم آخذون من الأسباب ولا يفرقون بينهم وبين العامة وليس لأصحاب 
خرق العوائد الظاهرة من هذا المقام شمة لأنهم آخذون من الأسباب مع الوقوف معها فما زالت 
الأسباب عنهم وإنما خفيت عليهم لأنه لابد لصاحب خرق العادة الظاهرة من حركة حسية عي 
سبب عين وجود ذلك المطلوب فيغرف أو يقبض بيده من الهواء ذهباً أو سكراً أو نحوهما فلم 
يكن إلا عن سبب من حركة يذه وقبص وفتح فما خرج عن سبب لكنه غير معتاد فسموه خرق 
عادة انتهى . 

(فإن قلت): فهل كرامة كل ولي تكون تبعا لمعجزة من هو وارثه من الأتبياء؛ أم هي غير 
متوقفة على إرث؟ 

(فالجواب): لا يكون قط كرامة لولى إلا تبعاً لمن هو وارثه من الأنبياءء ولذلك كان 
خواص هذه الأمة يمشون في الهواه وخواص قوم عيسى يمشون على الماه دون الهواء فكل 
وارث لا يتعدى كرامة مورثه فلا يقال كيف قال يَِْْ عن عيسى عليه السلام لو ازداد يقينا لمشى 


من الناس عدم شهودهم ما في النعم من البلايا وما في البلايا من النعم وذلك أنه ما من نعمة 
بنعمها الله على عباده إلا وهي محتفة ببلاء وذلك أن الله يطالبه بالقيام بحقها من الشكر عليها 
وإضافتها إلى من يستحقها بالإيجاد وصرفها في الموضع الذي أمره الحق أن يصرفها فيه ومن 
كان مكلفاً بفعل هذه الأمور متى يتفرغ للالتذاذ بها حتى تكون في حقه نعمة خالصة وكذلك 
القول في البلايا والرزايا هي في نفسها مصائب وبلايا وهي محتفة بيلاء يطلب الصبر عليها 
ورجوعه إلى الحق في رفعها عنه ووجوب تلقيها بالرضا أو بالصبر “الذي هو حبس النفس عن 
الشكوى لغير الله مطلقاً ووجه النعمة في المصائب ما فيها من الأجر في الآخرة وتوضع النفس 


54 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 








على الهواء مع أن عيسى عليه السلام أقوى يقيناً من خواص هذه الأمة الذين مشوا على الهواء 
بما لا يتقارب لأنا نقول : ا ل اي ا 
أسري به محمولاً في الهواء فما كان مشي الخراص منا على الهواء لزيادة يقينهم على يقين 
عيسى عليه السلام وإنما كان لصدق التبعية لمحمد وه فنحن مع الرسل في خرق العوائد التي 
اختصوا بها وورثناهم فيها بحكم صدق التبعية لا غير ألا ترى أن ١‏ لايك الذين يمسكون نعال 
أساتيذهم من الأمراء يدخلون مع أساتيذهم على السلطان وغيرهم من الأمراء واقف على الباب 
حتى يؤذن لهم بالدخول ومعلوم أن الأمراء أرفع مقاماً عند السلطان من المماليك فما دخل 
المماليك إلا بحكم التبعية لأساتيذهم لا لشرفهم على الأمراء انتهى ذكره الشيخ في الباب 
السادس والثلاثين من (الفتوحات؟ . 

(فإن قلت): فما المراد بقولكم في ترجمة المبحث إن الكرامات فرع المعجزات؟ 

(فالجواب): مرادنا أنها فرع الحال النبوي فلا تقع كرامة تولي إلا إن كان صحيح الحال 
والحال هو ما يرد على القلب من غير تعمل ولا اجتلاب ومن علامته تغير صفات صاحبه فهو 
إلى الوهب أقرب من الكسب ولذلك يقتل صاحب الحال بالهمة ويعزل ويولى كما عليه بعض 
الطوائف بأفريقية . 

(فإن قلت): فهل هذا الحال خاص بأهل الإسلام؟ 

(فالجواب): نعم هو خاص بأهل الإسلام وإن وقع لبعض المشركين أنه مشى في الهواء 
أو قتل بالهمة فلذلك باستعمال عقاقير على أوزان معلومة فيفعل بها ما أراد هذا بيخلاف حال 
أهل الله عرز وجل والفارق بين الحالين هو أن أهل الله عز وجل لا يحصل لهم هذا الحال إلا 
بعد الميالغة في إتباع الشريعة بخلاف الكفار فإن حكم حالهم حكم من شرب الدواء المسهل 
فيفعل ما وضع له بالخاصية لا بالمكانة عند الله عز وجل فلا يسمى بالكرامة إلا من كان صاحبه 
على شرع . 

(فإن قلت): فهل القتل بالهمة والولاية والعزل الذي يقع من بعض الأولياء كمال فيهم أم 
نقص؟ 


في الدنيا للخاص والعام» فإن البلايا تذل نفوس الجيابرة. وقال في الباب السادس عشر 
وأربعمائة : كن ا كر يوا على كوه المقات اللي كيأر غير تكلب مدخول 
على رارتمانة في درله معاي لي رح عليه نادي بن أرق إلا عل 4 ابونسءا 1 إنما 
لام عار ع ال ا قال : 
أن أجر كل نبي في التبليغ يكون على قدر ما ناله ل 


المبحث الخمسون: في أذ كرامااكه الاواباء مد ان تيه الحول 2 


(فالسواب): هو نقصن بالنسبة لما فوقه من المقامات» وقد أعطى الشيخ أبو السعود بن 
الشبل مقام التصريف في الوجود فتركهء وقال: نحن قوم تركنا الحق تعالى يتصرف لنا فكان 
أكمل من الشيخ عيد القادر الجيلاني مع أنه تليمذه هكذا ذكره الشيخ في ألياب الثاني والتسعين 
ومائةء وأيضاً فإن الكامل لا يجد فى الوجود شيئاً حقيراً حتى يرسل تصريقه عليه أو ينفذ همته 
فيد ومن كترعل انقو لوي إن تكو اللي عير ررقن ناسيب زلكفا ن كقية كيد ابوشيوه  ١‏ 
فيجمع حقارته في قلبه ثم يتوجه بقلبه إليه فيؤثر فيه القتل أو المرض ونحو ذلك . 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: الكامل من الأولياء هو من مات عن 
التصريف والتدبير اكتفاء بفعل الله تعالى له فيسرق الناس ماله حال حياته ويسرقون ستره وشمعه 
بعد مماته فلا يقابل أحداً بسوء بخلاف الولى الناقص كل من تعرض له عطبه وذلك علامة على 
بقايا ببخل عنده ومن شرط الكامل الكرم حياً وميتاً انتهى . 

(فإن قلت): فما الفرق بين الكرامة والمعجزة؟ 

(فالجواب): الفرق بينهما أن الرسول يجب عليه إظهار المعجزة من أجل دعواه إذا توقف 
إيمان قومه عليها بخلاف الولي لا يجب عليه إظهار الكرامة إنما الواجب عليه سترها هذا ما 
عليه الجماعة وذلك الولي تايع والتابع غير مشرع فهو يدعو إلى شرع قد ثبت وتقرر على يد 
رسوله فلا يحتاج إلى إظهار كرامة على أن يتبعه الناس على ما دعاهم إليه. وقال الشيخ في 
الباب الحادي والثلاثين ومائتين: إنما كان الأولياء يجب عليهم ستر الكرامات دون الرسل 
عليهم الصلاة والسلام لأن الولي متبع فهو يدعو إلى الله بحكاية دعوة الرسول الذي ثبت عنده 
ا ل ل 0 ء فلا يحتاج 
ولي إلى آية ولا بيئنة على صدقه بل ل لو فرض أنه قال ما يخالف شرع رسوله لم يتبع عليه 
بخلاف الرسول يحتاج إلى آية لأنه ينشىء التشريع ويريد ينسخ بعض الشرائع المقررة على يد 
غيره من الرسل فلذلك كان لا بد من إظهار آية تدل على صدقه وأنه يخبر عن الله تعالى انتهى 
وكان يقول: قد وضع الله تعالى ميزان الشرع بيد العلماء أهل التقوى فهم أرباب التعديل 
ار يا ار اا 10 
7 1111110 الطلب. 
ا ل 0 
على الله بعدد من رد رسالته من أمته يلغوا ما بلغواء فله أجر الهداية وأجر المصيبة وعلى هذا 
فلا يكون أحد أكثر أجراً من تبينا محمد يوه فإنه لم ي: تق لنبي من الأنبياء ما اتفق له 07 في 
كثرة طائعي أمته إجابته ولا في كثرة عصاة أمته دعوته خارجين عن الإجابة وأطال في ذلك» 
قال: وفي قوله تعالى: 8مَّمَنْ عَضَا وَخَلمَ كلَْرْمُ عَلَ عَلّ أده [الشورى: ]. المراد بالإصلاح هنا أن 

يحسن إلى من كان أساء عليه زيادة على العفو عنه ولو علم الناس قدر أجرهم عند الله إذا عفوا 





3 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


سموه شعراً وشعبذة غير ذلك ذكره الشيخ في الباب الخامس والثمانين وماثة قال: ولا يخفى 
أن الكرامة عند أكابر الرجال معدودة من جملة رعونات النفس إلا إن كانت لنصرة دين أو جلب 
مصلحة لأن الله تعالى هو الفاعل عندهم لا هم هذا مشهدهم وليس وجه الخصوصية إلا وقوع 
ذلك الفعل الخارق على يدهم دون غيرهم فإذا أحيا كبشا مثلاً أو دجاجة فإنما ذلك بقدرة الله 
لا بقدرته وإذا رجع الأمر إلى القدرة فلا يعجب فتأمل . 

(فإن قلت): فهل التطور الذي يقع للأولياء كمال أم نقضٌ؟ 

(فالجواب): هو كما يدل على فناء بشريتهم وقوة أرواحهم حتى صاروا كأهل الجنة' ' 
إذ التطور من خصائص الأرواح. وقد ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والستين 
وأربعماثة: أن الحلاج كان يدخل بيتاً عنده يسميه بيت العظمة فكان إذا دخله ملأه كله بذاته في 
عين الناظرين حتى إن بعض الناس نسبه إلى علم السيمياء لجهله بأحوال الفقراء في تطوراتهم 
ولما دخلوا عليه ليأخذوه للصلب كان فى ذلك البيت فما قدر أحد أن يخرجه من ذلك البيت 
أن الباب يضيق عنه فجاءه الجنيد وقال: سلم لله تعالى واخرج لما قضاه وقدّره فرجع إلى 
جالته المعهودة وخرج فصلبوه» وكان ينشد وهو يرفل في قيوده حال ذهابهم به إلى الصلب : 


للم ما دارت الكتاسات دعا بالتطخ واللحتعتفت: 


المخالفينه؟ 
(فالجواب): دليلهم في ذلك أن الكرامة صادرة من حضرة اسمه تعالى البر فلا يكون إلا 
للأبرار من عباده جزاء وفاقاً إذ المناسبة تطلبها وإن لم يطلبها صاحبها ذكره الشيخ في الباب 


ما جازى أحدٌ أحداً بإساءة وما كان في العالم إلا عفواً مصلحاً ولكن الحجب التي على أعين 
بصائر غالب النأاس كثيفة وليست سوىق الأغراض واستعجال التشفي والمؤاخذة. ومن أحسن 
إلى من أساء إليه فقد أزال ما قام به من الموجب للوساءة ولاشك أن ذلك محبوتٌ والله ريحت 
المحسنين ولو لم يكن في إحسائه المعبر عنه بإصلاح سوى حصول حب الله له الذي لا يعدله 
شيء لكان فيه كفاية في الترغيب فيه لكنه شديد ما كل أحد يقدر على فعله كما أشار إليه قوله 
تعالى: #وَمَا يلَقّدهآ إِلَّا لذن صَبَرُوا» [فصلت: 0]. أي : حبسوا نفوسهم عن مجازاة المسيء 
بإساءته إساءة وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن الملائكة الكتاب لا يكتبون على العبد من 


المبحث الخمسون: في أن كرامات الأولياء حق إِذْ هي نتبجة العمل ةا 


الرابع والثمانين ومائة وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن الكرامة على قسمين حسية ومعنوية ولا 
تعرف العامة إلا الحسية مثل الكلام على المخاطر والأخبار بالمغيبات الآنية والأخذ من الكون 
والمشىء على الماء واختراق الهواء وطيّ الأرض والاحتجاب عن الأبصار وإجابة الدعوة فى 
الال وغر :ذتك) نهذ عند العامة نهو الول . 

(وأما): الكرامة المعنوية فهى التى بين الخواص من أهل الله تعالى وأجلها وأشرفها أن 
يحفظ الله على العبد آداب الشريعة فيوفق لفعل مكارم الأخلاق واجتناب سفسافها وأن يحافظ 
على أداء الواجبات والسئن فى أوقاتها مطلقاً والمسارعة إلى الخيرات وإزالة الغل والحقد 
والحمة وظيارة القلب من كل ضخة ملشومةوتعايه بالمراقة مع الافائن رمراعاة سوق الله 
تعالى في نفسه وفي الأشياء ومراعاة أنفاسه في دخولها وخروجها فيتلقاها بالأدب ويخرجها 
وعليها حلة الحضور مع الله تعالى لأنها رسل الله إليه فترجع شاكرة من صنيعه معها . فهذه عند 
المحققين هي الكرامات التي لا يدخلها مكر ولا استدراج بمخلاف الكرامات التي يعرفها العامة 
كاله يقكرن أن كايا المكر والاستدراج فالكامل من قدر عل الكرامة وكتمها ثم إذا فرضنا 
كرامة فلا بد أن تكون نتيجة عن استقامة فلا يبعد أن يجعلها الله عز وجل هى حظ جزاء أعمال 
ذلك الرلن فدهي إلن الأهرة مهر البدية عم الى وإما قل إن الكرامات السرية لا يركنيا 
مكر ولا استدراج لأن العلم يصحبها والحدود الشرعية لا تنصب حبالة للمكر الإلهي بل هي 
عين الطريق الواضحة إلى نيل السعادة . 

(وسمعت): سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: إذا وقع على يد الكامل شيء من 
الكرامات المحسوسة خاف وضج إلى الله تعالى وسأل الله ستره بالعوائد وأن لا يتميز عن العامة 
اوحار باع الماك 1 لكام هو المطلوب وبه تقع المنفعة لو لم يعمل أحد به كل 
هل سَْتَوِى لين يلون ا يحون 4 [الزمر: 4] 

(وسمعته) أيضاً يقول: أسنى ما أكرم الله تعالى به العلماء هو العلم سخاصة فهو الكرامة 
التي لا يعاد لها كرامة إذا عمل به وذلك لأن موطن الدنيا إنما هو للعلم والعمل وأما النتائج من 
خرق العوائد ونحو ذلك فإنما موطنه الدار الآخرة انتهى. وقد ذكر الشيخ في الباب السابع 


أفعال السوء | إلا ما يتكلم به وهو قوله تعالى: «أنَا بَلْفِظٌ ين كول إل َيه يِب عد 402 اق : 
. وهو الكاتب فهم وإِنْ كانوا يعلمون ما يفعلون لا يكتبونه. 


(قلت): يرد على كلامه رضي الله تعالى عنه» قوله تعالى: #إِنَا كنا مَنْتَنِحُ مَا ثر 
تمَمَلُونَ# [الجائية: 4؟]. إلا أن يكون الشيخ حمل الاستنساخ على خلاف الكتابة وله أعلم . 


انتهى فليتأمل: ويحرر. وقال في الباب الثامن عشر وأربعماثة» في قوله تعالى: انوا قُلَوينًا فج 


حتية بر اروص 


أَححِئَة يْنَا مَغْوئا إِليّْهِ مف دنا وَقرُ» [فنصلت:؛ . وفي قوله: «لا بن 5 ان عل قلويهم# 
[المطففين: .]1١4‏ وقوله تعالى : #أم َل كُلُوبِ أَثََالُهَا © [محمد: 4. ونحو ذلك : اعلم أن المراد 


35 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


والسبعين وماثة : إن أعظم الكرامات أن يصل العبد إلى حد لو غفل العالم كله عن الله عز وجل 
لقام ذكر ذلك الولي مقام ذكر الجميع فإذا قال سبحان الله مثلاً انتقش في جوهر نفسه جميع ما 
كان يقوله ذلك العالم كله لو ذكر الله تعالى وذلك لأن الله تعالى إذا جازى ذلك الولي أعطاه 
مثل ثواب جميع العالم انتهى . 

(فإن قلت): فما الذي يحفظ الولي من المكر المخفي الذي في الكرامات الحسية؟ 


[كالكوات» 0 ا بويع ابو 0 


يَحْلَمُونَ 4 [القلم: 4]. قال الشن في البات الحادفى والثلاثين ومائتين : اكت عابي الدكر الخفي 
للمتأولين آيات الصفات وأخبارها وفيمن يبقى على حاله مع وقوعه في المخالفات وفيمن يرزق 
العلم الذي يطلب العمل ويحرم العمل به أو يرزق العمل ويحرم الإخلاص فيه فإذا رأيت يا 
أخي هذا الحال من نفسك أو من غيرك فاعلم أن المتصف بذلك ممكور به. وأطال في ذلك» 
ثم قال: فعلم أن الله تعالى ما أخفى المكر إلا عن الممكور به خاصة دون غير الممكور به فإن 
الله تعالى ما أعاد الفمير في يعلمون إلا على الضمير في سنستدرجهم. وقال أيضاً 9##ومكررأ 
ا و نا كرا وَهُمْ لا ١‏ مورت )4 [النمل : 180 فمضمر قوله هم هو المضمر في 
مكروا فكان مكر الله تعالى بهؤلاء هو عين مكرهم الذي اتصفوا به وهم لا يشعرون. وأطال في 
ذلك ثم قال: وكل من لا يدعو إلى الله على بصيرة وعلم يقيني فهو غير محفوظ من المكر وإن 
كان هو صاحب إتباع والله تعالى أعلم 


الميحث الحادي والخمسون: 
في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان إلا 
فيمن صدق ثم اخترمته المنية قبل اتساع وقت التلفظ فإن 
الإيمان وجد هنا دون الإسلام كما سياتي 
إنضاحه إن شاء الل تعالى 


واعلم أن الإسلام الشرعي هو أعمال الجوارح من الطاعات كالتلفظ بالشهادتين والصلاة 


بالكن أن يكون العبد في بيت الطبيعة مشغولاً بأمه ما عنده خبر من أبيه الذي هو الروح فلا 
يزال هذا في ظلمة الكن وهو حجاب الطبيعة المشار إليه بقوله: ومن نينا وَبَِيِكَ حاب » 
[فصلت: 0)]. ون كانااي عبات كن وظلية قلا لني كلام دعا الفارع بولا يقوم؛ وأما الوقر 
فهو ثقل الأسباب الدنياوية التي تصرفه عن الاشتغال بما ينفعه في الآخرة» وأما الران فهو صدأ 
أو طنخاء في مرآة القلب يحدث من النظر ما لم يأمره الله بالنظر إليه» وجلاؤه يكون بذكر الله 
وتلاوة كلامه وأما القفل فهو لأهل الاعتذار يوم القيامة من الموحدين فإنهم يقولون: ربنا إننا لم 


المبحث الحادي والخمسون: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان لاع 


والزكاة وغير ذلك كما بينه حديث الشيخين بقوله: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن 
محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه 
سيبلا ثم إن هذه الأعمال الإسلامية لا يخرج الإنسان بها عن عهدة التكليف بالإسلام إلا مع 
الإيمان وحقيقة تصديق القلب يما علم مجيء الرسول به من عند الله ضرورة كما بينه سؤال 
جبريل في حديث «الصحيحين» السابق بقوله فيه: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله 
واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرهء والمراد بتصديق القلب بما جاء به رسول الله يك 
الإذعان لما جاءءت به الرسل والقبول له. قال أثمة الأصول: والتكليف بذلك تكليف بأسبابه 
كإلقاء الذهمن وصرف النظر وتوجيه الحواس وصرف الموانع وإلا فذلك ليس من الأفعال 
الاختبارية التي هي مناط التكليف وإنما هو من الكيفيات النفسانية وأشاروا بقولهم والتكليف 
بذلك تكليف بأسبابه إلى سؤال وجوابه تقرير السؤال أن التصديق أحد قسمي العلم وهو من 
الكيفيات النفسانية دون الأفعال الاختيارية فكيف يتعلق التكليف بتحصيله؟ وتقرير الجواب أن 
تحصيل تلك الكيفية اختياراً يكون باختيار مباشرة الأسباب وصرف النظر وما ذكر معهما 
والتكليف بها معناه التكليف بذلك لا يقال وانشراح الصدر الذي هو أول المبادىء في النظر 
ليس هو باختيار العبد أيضاً لأنا نقول: ما رقي فوق ذلك فهو من علم سر القدر الذي نهى 
العلماء عن إفشائه والإيضاح عنه. 

(فإن قلت): فهل الإيمان مخلوق أو غير ممخلوق. 

(فالجواب): الإيمان من حيث هو هذاية من الله تعالى غير مخلوق لأن الهداية صفة من 
صفاته تعالى؛: وصفات الله قديمة وأما من حيث هو إقرار من العبد وإذعان فهو مخلوق لأنه 
معدود حينئذ من أعمال العبد موَاَّهُ خَلفَكْد وَمَا صَمَلُونَ )4 [الصافات: 49] وقال أئمتنا 
يعتبر التصديق المذكور في خروج العبد به عن عهدة التكليف بالإيمان إلا مع التلفظ بالشهادتين 
للقادر عليه وذلك لأن الشارع جعل التلفظ بالشهادتين علامة لنا على التصديق الخفي عذا حتى 
يكون المنافق مؤمناً فيما بيئنا كافراً عند الله تعالى قال تعالى إن الَْنِيِنَ فى ألدَّرْادٍ الْأَسَملٍ مِنَّ 


10-8 


لثَارِ ون جد لَهُمْ يميا 409 [النساء: 140]. قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف في 


نقفل على قلوبنا وإثما وجدناها مقفلاً عليها ولم نعرف من قفلها فرمنا الخروج فخفنا من فك 
الختم والطبع فيقينا تننظر الذي قفل عليها عسى يكون هو الذي يتولى فتحها فلم يكن بأيدينا من 
ذلك شيء. قال: وكان عمر بن الخطاب وأضرايه ممن أسلم من الصحابة من أهل تلك الأقفال 
فلما تولى اله فتحه وأسلم شيد الله به الإسلام وعضده ر ضى الله عنه , 


ع ا ال وان : وإيضاح ذلك أن الفهم في الكلام على قسمين اس 


48 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


احاشيته» : وحاصل هذه المسألة كما قاله بعضهم: إن جمهور المحدثين والمعتزلة والخوارج 
ذهبوا إلى أن الإيمان ليس:هو التصديق فقط يما علم م مجيء الرسول به في أحكام الدنيا والعرنيخ 
والأغرة وإنما هو مجموع ثلاثة أمور اعتقاد الحىق والإقرار به والعمل بمقتضاه» فمن أخل, 
بالاعتقاد وحده فهو منافق ومن أخل بالإقرار قهو كافر ومن أخل بالعمل فهو فاسق وفاقاً وكافر 
عند الخوارج به وخارج عن الإيمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة؛ ورأيت على #حاشية 
الحاشية؛ بخطه أيضا ما نصه: حاصل الكلام في هذه المسألة أن الإيمان شرط لتاعتداد 
بالعبادات فلا ينفك الإسلام المعتبر عن الإيمان وإن كان الإيمان قد ينفك عنه فلا يوجد إسلام 
معتبر بدون الإيمان وقد يوجد الإيمان المعتير بدون الإسلام كمن صدق ثم اخترمته المنية قبل 
اتساع وقت التلفظ ومن قال: إن الإيمان والإسلام واحد فسر الإسلام بالاستسلام والانقياد 
الباطن بمعنى قبول الأحكام فمن حقق النظر ظهر له أن الخلاف في أنهما مترادفان أم لا حلاف 
في مفهوم الإسلام وقد قال بالترادف كثير من الحنفية وبعض الشافعية انتهى , قال الشيخ تاج 
الدين بن السبكى: وهنا سؤال وهو أنه هل التلفظ بالإيمان الذي هو الشهادة شرط الإيمان أو 
شطر منه فيه تردد للعلماء» قال الجلال المحلي: وكلام الغزالي يقتضي أنه ليس بشرط ولا 
شطر وإنما هو واجب من واجباته قال الكمال في «حاشيته على شرح - جمع الجوامع»: وإيضاح 
ذلك بأن يقال في التلفظ هل هو شرط لإجراء أحكام المؤمنين في الدنيا من التوارث والمناكحة 
وغيرهم فيكون غير داخل في مسمى الإيمان أو هو شطر منه أي جزء من مسماه؟ قال: والذي 
عليه جمهور المحققين الأول وعليه فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه مع تمكنه من الإقرار كان 
مؤمئاً عند الله تعالى قال وهذا أوفق باللغة والعرف. وذهب شمس الأئمة السرخسي وفخر 
الإسلام البزدوي من الحنفية وكثير من الفقهاء إلى الثاني وألزمهم القائلون بالأول بأن من صدق 
بقلبه فاخترمته المنية قبل اتساع وقت الإقرار كان كافراً وهو -خلاف الإجماع على ما نقله الإمام 
الرازي وغيره. 
(فإن قلت): فهل الإيمان يتجرأ أي يتبعض؟ 


(فالجواب): أن الإيمان واحد لا يتبعض حتى يكون جزء منه في مكان في البدن وجزء 


مكتسب من مادة وقسم مكتسب من غير مادة فالذي يكتسب من غير مادة لا يقال فيه فهم. 
وإنما يقال فيه علم. وأما المكتسب من المادة فهو الذي يقال فيه فهم وهو تعلق خاص في 
العلمء فإذا عتم السامع اللفظة من اللافظ بها أو رأى الكتابة ففيه تفصيل فإن علم مراد المتكلم 
من تلك الكلمة مع تضمنها قي الاصطلاح معاني كثيرة خلاف مراد المتكلم بها فهر الفهم وإن 
لم يعلم مراد المتكلم من تلك الكلمة على التفصيل واحتمل عنده فيها وجوه كثيرة مما تدل 
عليه الكلمة ولا علم مراد المتكلم من تلك الوجوه هل أرادها كلها أو أراد بعضها فمثل هذا لا 
يقال فيه: إنه أعطي الفهم في القرآن وإنما أعطي العلم بمدلولات تلك الألفاظ بالاصطلاح 


المبحث الحادي والخمسون: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان 1045 


منه في مكان آخر بل نوره منتشر في جميع الأعضاء حتى إذا قطع عضو مئه ذهب الإيمان في 
القلب لكونه لا يتجزأ والله أعلم هذا ملخص ما وجدته عن أئمة الأصول. وأما عبارات الشيخ 
محيي الدين فقال في الباب الستين وأربعمائة من «الفتوحات المكية»: اعلم أن الإسلام عمل 
والإيمان تصديق والإحسان رؤية أو كالرؤية فالإسلام انقياد والإيمان اعتقاد والإحسان إشهاد 
فمن جمع هذه النعوت لم ينكر شيئاً من تجليات الحق تعالى حيث يتتجلى في الآخرة وينكره 
بعضهم كما في حديث مسلم فكان الحق تعالى تجلى له في سائر التجليات وحده ومن لم 
يجمع في اعتقاده بين هذه النعوت أنكره ضرورة في كل ما لم يذقه في دار الدنيا انتهى. وقال 
أيضاً في الباب الحادي والخمسين وثلثماثة: اعلم أن الصدق محله الخبر والخبر محله الصادق 
وليس هو بصفة لأصحاب الأدلة وإلما هو نور يظهر على قلب العبد يصدق به المخبر عن الله 
تعالى أو عن غيره ويكشف له ذلك النور عن صدق المخبر لم يرجع عنه برجوع المخبر لأن 
نور الصدق تابع للمخبر حيث مشى والمصدق بالدليل ليس هذا حكمه إن رجع المشبر لم 
يرجع لرجوعه فهذا هو الفارق بين الرجلين قال: وهذه المسألة من أشكل المسائل في الوجود 
فإن الأحكام المشروعة أخبار إلهية يدخلها النسخ والتصديق تبع الحكم فيثبته ما دام المخبر يثبته 
ويرفعه ما دام المخبر يرفعه ولا يتصف الحق تعالى بالبداء في ذلك وهذا هو الذي جعل بعضص 
الطوائف ينكرون النسخ للأحكام وأما الصادق فما أكذب نفسه في الخبر الأول وإنما هو أخبر 
بشبوته وأخبر برفعه وهو صادق في الحالين فعلم أن صدق الإيمان نور كشفي لا يقبل صاحبه 
دخول الشبه عليه أصلا اه. 

(فإن قلت): فهل ثم فرق بين الصدق والحق أم هما بمعنى واحد؟ 

(فالجواب): إنهما شيآن» لأن الحق ما وجب فعله» والصدق ما أخبر به على الوجه 
الحق الذي هو عليه وقد يجب فيكون حقاً وقد لا يجب فيكون صدقاً لاحقاً فلهذا قال تعالى 
«الِيَئَلَ ألصَّدِيِوِنَ عن صِدْقِهِمٌ» [الأحزاب: 4] يعني فإن كان وجب عليهم فعله نجوا وإن لم 
يجب عليهم بل متعوا منه هلكوا ذكره الشيخ في الباب الرايع والسبعين وثلثمائة وأطال في 
ذلك . ثم قال: واعلم أن من الحقوق ما يقتضي الثناء الجميل على من لا يقيمه كالمجرم 


الذي عرفه وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن كلام الله تعالى قد أنزل بلسان العرب فإذا اختلفوا 
في الفهم عن الله ماذا أراد بكلامه مع اختلاف مدلولات تلك الكلمة أو الكلمات كان كلام الله 
يقبل جميع الوجوه التي فهموهاء وذلك لأن الله تعالى عالم بجميع تلك الوجوه فما من وجه 
منها إلا وهو مقصود لله تعالى من تلك الكلمة بالنظر إلى من يفهم منه ذلك الوجه المقصود 
ومقصود أيضاً لذلك الشخص المتكلم ما لم يخرج عن اللسان فإن خرج عن لسان العرب فلا 
فهمء ولا علم. قال: وليس هذا الحكم الذي قررناه لكلام أحد من المخلوقين فقد يكون 
بعض الوجوه غير مقصود لصاحب ذلك الكلام فليتأمل ويحرر والله تعالى أعلم. وقال في 


هم الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المستحق للعقاب بإجرامه يعفى عنه فهذ! حق قد أبطل وهو محمود كما أن الغيبة والنميمة 
وإفشاء ا 
صدقه ولا سان ذو الحق إذا قام به عنه فالغيبة وأشباهها صدق لاحقٌ والسلام . 

(فإن قلك): فكم يقست نور الإيمان علق قت ؟ 

(فالجواب): هو على قسمين كما أن أهله على قسمين. 

(القسم الأول): من آمن من نظروا استدلال وبرهان فهذا لا يوثق بثبات إيمانه لدورانه مم 
الدليل ومثل هذا لا يخالط بشاشة نور إيمانه القلرب لأنه لا ينظر إلا من خلف حجاب دليله 
وما من دليل من أدلة أصحاب النظر إلا وهو معرض لحصول الدخل فيه والقدح ولو بعد -حين 
فلهذا كان لا يمكن صاحب البرهان أن يخالط الإيمان بشاشة قلبه للحجاب الذي بينه وبيته . 

(القسم الثاني): من كان برهانه حين حصول الإيمان في قلبه لأمر آخر ضروري وهذا هو 
الإيمان الذي يخالط بشاشة القلوب ولا يتصور فى حق صاحبه شك لأن الشك لا يجد محلا 
يعمره فإن محله الدليل وما ثم دليل فما ثم ما يرد علية الدخل ولا الشك ذكره الشيخ في الباب 
الثالث والسبعين. وقال قبله في الباب الخامس من «الفتوحات»: اعلم أن الإيمان على خمسة 
أقسام إيمان عن تقليد وإيمان عن علم وإيمان عن عيان وإيمان عن حق وإيمان عن حقيقة» 
فالتقليد للعوام والعلم لأصحاب الأدلة والعيان لأهل المشاهدة والحق للعارفين والحقيقة 
للواقفين وأما حقبقة الحقيقة الزائدة على الخمسة أقسام فهي للمرسلين وقد منعنا الحق تعالى 
من كقفها قاذ سياف إلى انها انون . وتقدم في المقدمة أول الكتاب أن من أخذ إيمانه تقليداً 
جزماً ما للشارع فهو أعصم وأوثق ممن يأخذ إيمانه عن الأدلة وذلك لما يتطرق إليها من الدخل 
والصيرة: 

(فإن قلت): فأي الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أعلى إيماناً؟ 

(فالجواب): أعلى الئاس إيماناً وتصديقاً الصحابة على اختلاف طبقاتهم ثم من يؤمن 
بالغيب على الكمال كأهل زماننا رأينا سواداً في بياض قآمنا به وصدقناه ولم نقل كما قال غيرنا 


الباب التاسع عشر وأربعمائة في قوله ولهِ: «من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا 
يتمثل بي؟: ال تريذات ازامي العراتت عي ارذيا السايضة يريا السام أو تر 
الصورة المجسدة التي كان عليها في دار الدنيا كما تقل إليه ب ارقا ف ااي 
يرى رسول الله يلك مكسور الثنية العليا فإن لم يره بهذه العلامة فما هو ذاك وإن تحقق أنه 
رأى رسول الله يه في رؤيا لكن رآه شخصاً أو شاباً مغايراً للصورة التي كان عليها في الدنياء 
ومات عليها أو رآه في حسن أزيد مما وصف له أو ذ في أفبح صورة أو وقع منه سوء أدب مع 





المبحث الحادي والخمسوت: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أتهما متلازمان أده 


هذا أساطير الأولين فالحمد لله رب العالمين. 


(فإن قلت): فما الوجه الجامع بين قول بعضهم: الأيمان لا يزيد ولا ينقص. بين قول 
الجمهور أنه يزيد وينقص؟ 

(فالجواب): الوجه الجامع بينهما أن يحمل قول من قال إنه لا يزيد ولا ينقص على 
إيمان الفطرة ويحمل قول من قال إنه يزيد وينقص على ما بين الفطرة إلى طلوع الروح» فإن 
كل إنسان لا يموت إلا على ما فطر عليه وإيضاح ذلك كما قاله الشيخ في الباب الأحد وثمانين 
ومائتين أن يقال: الإيمان الأصلي الذي لا يزيد ولا ينقص هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها 
وهو شهادتهم له تعالى بالوحذانية في الأخذ للميثاق فكل مولود يولد على ذلك الميثاق ولكنه 
لما حصل في حصر الطبيعة في هذا الجسم الذي هو محل النسيان جهل الحالة التي كان عليها 
مع ربه ونسيها فافتقر إلى النظر في الأدلة على وحدانية خالقه إذا بلغ إلى الحال التي يعطيها 
النظر وإن لم يبلغ إلى هذا الحد كان حكمه حكم والديه فما نظر العبد في الأدلة إلا ليرجع إلى 
الحالة التى كان عليها عند أخذ الميثاق كالذي يكون مسافراً والسماء مصحية وهو يعرف جهة 
القبلة وصوب مقصده فحصل لها سحاب وغيم حتى صار لا يعرف جهة مقصده ولا القبلة 
ومثل هذا يجب عليه الاجتهاد فافهم وسيأتي قريبا إيضاح ذلك . 

(فإن قلت): فما حكم من تقدم إيمانه بتوحيد الله شرك ورثه عن أبويه أو عن نظره أو عن 
الأمة التي هو فيها؟ 

(فالجواب): حكمه حكم من لم يغير ولم يبدل لأن التوبة تجبر ما قبلها فكان ذلك 
الإيمان هو عين إيمانه الميثاقي لا غيره فإن المشرك مقرٌ بوجود الله لكنه أشرك به حين حال بينه 
وبين توحيده الحجاب فلما ارتفع الحجاب رجع لحالته عند الميثاق . 

(فإن قلت): فأيهما أقرب إلى الإيمان المشرك أو المعطل؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني: المعطل أقرب إلى الإيمان من المشرك 
فإنه لا بد لكل إنسان أن يجد في نفسه مستنداً في وجوده إلى أمر ما لا يدري ما هو فيقال له 
رسول الله له فذلك راجم إلى الرائي» لا إليه يده فلا يجوز له الحكم بصحة ما رآه ولا 
يجوز له العمل بما أخبره به لا سيما إن خالف نصاً صريحاً في الشريعة أو اقتضى نسخ حكم 
ثابت ونحو ذلك. قال: وقد رأينا على الصورة التى كان عليها وسألناه عن عدة أحاديث قيل 
بضعفها فأخبرنا كل بصحتها فعامنا بها وقد ذكر الإمام مسلم في صدر كتابه عن شخص أنه 
رأى رسول الله يكوه في المنام فعرض عليه ألف حديث كان في ذهنه أنها صحيحة فأثبت 
له كَل من الألف ستة أحاديث وأنكر يي ما بقي فعلم أن من رآه يليد في المنام فقد رآه 
في اليقظة ما لم تتغير عليه الصورة فإن الشيطان لا يتمثل على صورته أصلاء فهو معصوم 


كن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


ذلك الذي لا تدري ما هو: هو الله الذي خلقك ورزقك فريما آمن به وصدق.» فإن حدث له 
بعد ذلك ها 0 م ا و ل ا ل ارك 
د 

(فإن قلت»: فإذن بالتوحيد تتعلق السعادة وبنفيه يتعلق الشقاء المؤيد؟ 


(فالجواب): نعم وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : يبا اَن امي [الممتحنة: ]١‏ يعني 
في العهد الميثافي آمنوا أي 0 فلولا أن الإيمان كان موقوراً عندهم ما 
وصقوا به فقد بان لك بهذا التقرير أن إيمان القطرة غر الذي يموت نيليه العيةا رهذ الا بريه و1 
ينقص وأن المراد بزيادته ونقصه هو ما طرأ في العمر والله أعلم. وقال في الباب الثالث 
والسبعين من «الفتوحات»: اعلم أنّ المراتب الني تعطي | السعادة للإنسان أربعة الإيمان والولاية 
والنبوة والرسالة ثم إن العلم من شرائط الولاية وليس من شرط الولاية الإيمان لأن متعلق 
0 
عدوا كي قار له فيه للعلخاء باللا تداك كر خراعي اذى ليطائوي فو طلميع ويا ان لفن 
ولي جاهل به أبدأً وقد تقدم في مبحث أهل الفترات أنه يصح أن يلغز فيقال لنا شخص يدخل 
الجنة وهو غير مؤمن وهو من وحد الله تعالى بنور وجده في قلبه ولم يكن في زمنه شرع يؤمن 
به وهي مسألة عظيمة أغفلها العلماء فإنه يدخل تحت فلك الولاية كل موحدٍ لله بأي طريق كان 


نو حيدة . 


(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى: #وَمًا يون أَخَرَهُم يلم إلا مَمْ تترؤن )4 
[يوسف: ]٠١5‏ وكيف صح الإيمان مع الشرك؟ 

(فالجواب): ما قاله الشيخ في الباب السابع والتسعين وأربعمائة : أن المراد بهذا الشرك 
هو شرك التفس فإن المؤمن الكامل هو من آمن بالله لابنفسه ويؤيد ذلك قوله تعالى: «وَلِيُؤْمنُوا 
فى [البقرة: 187] أي لا بنفوسهم فيرون لها مدخلا في الإيمان بل الواجب أن يروا حضول 
الإيمان محض فضل من الله تعالى وأطال في ذلك ثم قال: وهذه الآية لا تعطي الإيمان يتوحيد 


00 عجاري نسو لتتررا بيه أي تيور لعزن نيا مالسو أرقي ركد تقد لكام علي 


(قلت): وكان شيخنا سيديى معحمد المغربى الشاذلى رحمه الله يقول فى رؤية للنبى عله 
يقظة كما يقول به بعضهم: المراد باليقظة هنا يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمائية وذلك 
لأن من بالغ في كمال الاستعداد والتقرب صار محبوباً للحق وإذا أحبه كان نومه من كثرة اليقظة 
القلبية كحالة اليقظة لغيره قال: وحينئذ فما رآه يي إلا بروحه المتشكلة بشكل الأشباح من 


المبحث الحادي والخمسون: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان ثم 
الله وإنما تعطي مشاهدة ميثاق الذرية حين أشهدنا الحق تعالى على أنفسنا بقوله ألست بربكم 
وقلنا بلى» ولم يكن هناك إلا التصديق بالملك والوجود لا بالإيمان والتوحيد وإن كان هناك 
توحيد فهو توحيد الملك فمعنى قوله تعالى: «إِلَا وَهُم مُتْروْنَ4 [يرسف: ]٠١5‏ أي حين خرجوا 
إلى الدنيا لأن الفطرة إنما كانت على إيمانهم بوجود الحق والملك كما مر قلما احتجب التوحيد 
عن الفطرة ظهر الشرك في الأكثر ممن يزعم أنه موحد وما أداهم إلى ذلك إلا التكليف فإنه لما 
كلّفهم تحقن أكثرهم أن الله ما كلفهم إلا وقد علم أن لهم اقتداراً نفسياً على إيجاد ما كلفهم به 
من الأفعال فلم يخلص لهم توحيد ولو أنهم علموا أن الله تعالى ما كلفهم إلا لما فيهم من 
الدعوى في نسبة الأفعال إليهم لكانوا تجدروا عنها بنفوسهم كما فعل أهل الشهود فعلم أنه لو 
كان المراد بالإيمان في الآبة التوحيد لم يصح قوله إلا وهم مشركون فدل على أنه تعالى لم يرد 
الإيمان بالتوحيد إنما أراد الإيمان بالوجود انتهى. 

(فإن قلت): فمن أين شقي الكفار؟ 

(فالجواب): شقوا بحكم القضاء الذي لا مرد له قلم يرجعوا إلى حالة الميثاق أبد 
الآبدين ودهر الداهرين وأيضاً فإن الربوبية لله تعالى فلم ينكرها أحدّ مطلقاً وإنما أشركوا معها 
ربوبية أخرى وزادوا على ذلك تكذيب الرسل فشقوا الأبد. نسأل الله حسن الخائمة من فضله 
وإحسانه . وقال الشبخ في الباب الرابع وأربعين وأربعماثة في قوله تعالى «آلآ بن ألدِنُ قَالِسٌ» 
[الزمر: "] المراد بهذا الدين هو الدين الذي خلص لنفسه فى وقاء العهدية وليس المراد به ما 
استخلصه العبد من الشيطان أو من الباعث عليه من خوف من نار أو رغبة في جنة فإنه قد يكون 
انافك لشستاف) على اكلاعه كن حدم الأحون شكون العيه دن المخلضوة: ريقوة الدين بهذا 
الحكم مستخلصاً من يد من يعطي المشاركة فيه فيميل العبد به عن الشريك ولهذا قال تعالى 
حنفاء لله أي غير مائلين به إلى جائب الحق الذي شرعه وأخذه على المكلفين من جانب الباطن 
إذ قد سماهم الحق تعالى مؤمنين في كتابه فقال في طائفة أنتهم آمنوا بالباطل وكفروا بالله 
فكساهم خلعة الإيمان فعلى هذا ليس اسم الإيمان خا ص]بالسعداء ولا الكفر خاصاً بالأشقياء من 
حيث الألفاظ وإنما ذلك من حيث المعاني فإن قرائن الأحوال هي التي تميز في العهد الخالص 


غير انتقال ذاته الشريفة ومجيئها من اليرزخ إلى مكان هذا الرائي لكرامتها وتنزيهها عن كلفة 
المجيء والرواح هذا هو الحق الصراح انتهى. والله أعلم. وقال في الباب الحادي والعشرين 
وأربعمائة في قوله تعالى: الا تُدْرِِكُهُ الْأَبصّرُ [الأنعام: 6٠١١‏ . يعني من كل عين من أعين 
الوجوهء وأعين القلوب فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر» 
فالبصر حيث كان هو الذي يقع به الإدراك لكن يسمى البصر في العقل عين البصيرة ويسمى في 
الظاهر بصر العين إذ العين في الظاهر محل البصر كما أن البصيرة في الباطن محل لبصر العين 
ال :في الوك لاطيلف الام بعلت وم اخحانك هو فلي نمه فكلنا: لأ شرك العيون يأبصارها 


65 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


هو الذي أحذه الله من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ثم إن كل ؛ بني آدم ولدوا على الفطرة ة وهذا 
هو الميثاق الخالص لنفسه الذي ما ملكه أحد غصباً فاستخلص منه بل لم يزل -خالصاً لنفسه في 
نفس الأمر طاهراً مطهراً ومن هنا كان أبو يزيد البسطامي وسهل بن عبد الله التستري وأضرابهما 
تقولاو ما نقصنا من متتاق الحق تعالى قينا بل عهده باق هنين بثالماً خالفا وهنا هرو الدين 
الخالص لا المخلص بفتح اللام المشلدة لأنه قام في العبد من غير استخلاص ولم يزل 
محفوظاً من النقص قبل تكليف صاحبه وبعده فمثل هؤلاء لم يؤمروا يأن يعبدوا الله مخلصين له 
الدين إذ لا فعل لهم في الاستخلاص هكذا ذكره الشيخ محيي الدين في بعض نسخ 
«الفتوحات»: والذي يظهر لي أن لسان الأمر بالإخلاص عام في كل مقام بحسبه حتى مقام 
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالى لنبينا محمد ذل فاعبد الله مخلصاً له الدين وقال 
تعالى: «مَعَلمَلكَ مَا لم كك تََلَمٌ وكات فَضْلُ لَه عَّكٌ عَظلِيمًا»ك [النساء: ]1١‏ وعلى ما قرره. 
الشيخ محيي الدين يكون المخاطب بالإخلاص للدين حقيقة أمته كيد لا هو فهو المخاطب 
بالإخلاص والمراد به غيره لأنه إذا كان خواص أمته لا يصح منهم تغيير للعهد الميثاقي فكيف 
به وَكِ الذي هو صاحب جميع المقامات فتأمل والله تعالى أعلم. 

(فإن قلت): فهل, يقدح في الإيمان عدم إيماننا بحياة الجماد؟ 


(فالجواب): نعم يقدح ذلك في إيمان كل مؤمن وقد ذكر الشيخ في الباب السابع 
والخمسين وثلثماثة أنه يجب على كل مؤمن حفظ إيمانه مما ينقصه كان لا يؤمن بحياة كل 
شيء أخبر الحق تعالى أنه يسبيح بحمده فإن الله تعالى ما نفى حياة كل شيء وإنما نفى كوننا 
نفقه تسبيحه لا غير» فهل الكشف يشهدون ذلك عياناً وأهل الإيمان الكامل يقبلون ذلك إيماناً 
وعبادة. قال: وإنما عقب ذلك بقوله إنه كان حليماً غفوراً اللذين هما أسماء الحجاب والستر 
وتأخير المؤاخذة إلى الآجل وعدم حكمها في العاجل لما علم أن في عباده من حرم الكشف 
والإيمان الكامل وهم عبيد الأفكار من العقلاء وأطال في ذلك. ثم قال: فأهل الكشف يقولون 
سمعنا نطق الجمادات ورأيئاه وأهل الإيمان يقولون آمنا بذتلك وصدقنا وعبيد الأفكار من 
المحجربين يقولون ما سمعنا ولا رأينا قال وتأمل في قوله تعالى: أ اس ل 
كذلك لا تدركه البصائر بأعيتها. 


(قلت): وقد أخبروا سيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عن أن شخصاً يزعم أنه 
رأى ربه بعين بصره فقال: هذا شخص ملبس عليه وهو أنه خرق من عين بصيرته خرقٌ إلى 
باصر عين وجههء فرأى ربه حينئذ فظن أنه رآه بعين بصره انتهى. فقي هذه الحكاية إشارة إلى 
صحة الرؤية بالبصيرة في دار الدنيا فليتأمل مع كلام الشيخ محبي الدين فإني حاولت جمعاً فلم 
يحصل لي سوى أن المتفق عليه جواز الرؤية بنفس البصيرة لا بعين البصيرة ولا بعين الوجه» 
ولا بعين القلب» فتكون البصيرة على هذا قدراً زائداً عن الجميع وفي الجميع إنما يتأتى إذا 


المبحث الحادي والخمسوت: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان 66 


تُكَلْمُهْ ري [النمل: 47] كيف عقبها بقوله #أَنَّ أَلنّاسَ كَانوأ بايا لا يُوقِيوِ4 [النمل: 85 لما علم أن 
طائفة من الناس لا يؤمتون بذلك ويخرجونه بالتأويل عن آخره ومعنى لا يوقنون أي لا يستقر 
الإيمان بالآيات التي هذه الآية منها في قلوبهم بل يقبلون ذلك على غير وجهه الذي قصد له 
فالله يرزق جميع إخراتننا الإيمان إن لم يكونوا من أهل العيان آمين وسيأتي في مبحث عذاب 
القبر وسؤال منكر ونكير بيان أدلة تسبيح الجمادات بلسان المقال فراجعه. 

(فإن قلت»: فهل يجب التحفظ من قبول هدية من أمرنا الله تعالى بمعاداته؟ 

(فالجواب) : نعم يجب علينا ذلك فإن فى الحديث «تهادوا تحابو!») وللعطاء أثر قادح في 
الإيمان إذ المحسن محيوب للتفس قهراً عليه وهذه مسألة خطيرة فى حق كل محجوب عن 
والظلمة المصرين على المعاصي إذا قبل برهم وإحسانهم هذا أمر عسر على غالب الخلق إلا 
من شاء الله لأنه خروج عن الطبع فهو وإن لم يكن له أثر في الظاهر فله أثر في الباطن انتهى . 

(فإن قلت): فأوضح لنا مثالا نعرف به المؤمن الكامل؟ 

(قالجواب): المؤمن الكامل من صار الغيب عنده كالشهادة في عدم الريب وثولاه الله 
تعالى بالإيمان الذي هو القول والعمل والاعتقاد الصحيح فكان قوله وفعله مطابقا لاعتشاده فى 
ذلك الفعل ولهذا قال تعالى #يَنن نيهم بين دِيم وَبأَبسيدِ © [الحديد: ؟١]‏ يريد ما قدموه من 
الأعمال الصالحة عند الله قال يةِ: «المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم؟. وفي 
رواية : «المؤمن من أمن جاره بوائقها . 

(وسمعت) أخي أفضل الدين رحمه الله يقول: من شرط كمال الإيمان أن يصير الغيب 
وبنالد ماي «الحواقة عير »ضري عه لاطا اتيم جر الجا 05 قاينة: موك رد الكامترة 

على القطع على أنفسهم وأموالهم وأهليهم من غير أن يتخلل ذلك الأمان تهمة ذ في أنفسهم من 
هذا الشخص فمن لم يكن فيه هاتان العلامتان فلا يغالط ولا يدخل نفسه في كمل المؤمنين. 

(وسمعت) : حدق علا :الكرامن رحمه الله يقول: من ادعى كمال الإيمان يما وعده الله 


قررنا الكلام على رؤيته تعالى في دار الدنيا و يكل أما رؤيته في الآخرة ورؤيته في الدنيا 
لرسول الله كله فنؤمن بأن ذاك بعين الرأس قطعاً والله أعلم. وقال في الباب الثاني والعشرين 

وأربعماثئة: قد عفا الله عن ب جميع الخواطر التي لا تستقر عندنا إلا بمكة كما مر إيضاحه في 
الباب التاسع والستين وثلاثماثة. وقال في قوله ا دان م لفك وزيم ل ا 
عكر ايز 3 دَنَآ من حَنّت توزية () حاتم كاوبة ]ينا أدرنك ما هيد 
4 [القارعة: 7 ]٠١‏ اعلم أن الميزان يوم القيامة يظهر بصورة نشأة 0 من الثقل لأنهم 


إنما يحشرون وينشرون في الأجسام الطبيعية فمن ثقلت موازينه فهو السعيد فإِنَ الحسنة بعشر 


كه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


عليه فليمتحن نفسه فيما وعده الله به من مضاعفة الصدقة مثلاً إلى سبعين ضعفاً وأكثر» فإن 
وجدها لا تتوقف في إعطاء أحد من المحتاجين شيئاً ولو أنفقت جميع ما بيدها فليعلم أن إيمانه 
بذلك كامل فيجب عليه الشكر لله عز وجل وإن توقفت عبن العطاء وجود قوت يومها وليلتها 
فليعلم أنه ناقص الإيمان بما وعده الله تعالى ولو أن يهودياً جلس بشكارة ذهب وقال كل من 
أعطى فقيراً نصفا أعطيته ديئاراً لتزاحم الناس على العطاء وأعطوا الفقراء كل ما بأيديهم من 
الفضة نسأل الله تعالى اللطف. 

(وسمعته): يقول أيضاً في قوله تعالى : ردم مَإِنّ الذي كه نمع الْمَؤمنينَ وق [الذاريات: 
هه] إذا اك أ اس عي ل شار ا ساي كدي ال املد أنه في 
ذلك الحال ناقص الإيمان بمرة فإن شهادة الله حقّ وهو صادق وقد أعلمنا أن المؤمن ينتفع 
بالذكرى» وقد رأينا هذا لم ينتفع بالذكرى فلا بد أن نقول أن إيمانه توارى عنه تصديقاً لله ولا 
معنى للنفع إلا وجود العمل منه بالجملة؛ فلا نرى أحداً يتوقف عن العمل بما أمر به إلا وفي 
نفسه احتمال من قام له في شيء أخبره الصادق به احتمال فليس هو بكامل الإيمان مع أنك لو 
سألته لقال لا أشك في صدق ما أخبرنا الله به ورسوله . فتنبه يا أني لنفسك فإنك الآن تأتي الله 
تعالن وآنت كامل الإيماة من غير كثير عمل حير لفن آذ تائيه بأعبال العلين: وني :إيمانلت 
ثلمة ونقص فعلم كما قاله الشيخ في الباب التاسع والخمسين وماثة: أن الإيمان علم ضروري 
يجده المؤمن في قلبه لا يقدر على دفعه وكل من آمن عن دليل فلا وثوق بإيمانه كما ذكرناه في 
مقدمة هذا الكتاب وذلك لأن صاحب الدليل معرض للشبه القادحة في إيمانه إذ هو إيمان نظري 
لا ضروري والنظري صاحبه أسير لدليل فكل شيء ترجح عنده في وقت وترك ما كان عليه قبل 
ذلك ولهذا لا يشترط في وجود الرسالة إقامة الدليل للمرسل إليه ولذلك لم نجد مع وجود 
الدليل وقوع الإيمان من كل أحد بل من بعضهم فقط فلو كان لنفس الدليل لنعم ونراه أيضا 
يوجد ممن لم ير دليلا فدل على أن الإيمان إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده 
لا بدليل» ولذلك قلنا لا يشترط فيه وجود الدليل وقد ذكر نحو ذلك الشيخ محيي الدين في 
الباب التاسع والخمسين ومائة قال: قد نبهتك على سر غامض لا يعرفه كل أحد فاحتفظ به. 
والله تعالى أعلم . 


أمثالها إلى ماثة ألف فما فوق ذلك» وقد فعل هذا حسناً فى ظاهر بدنه وأراد حسنا فى باطنه 
وأما الذي خفت موازينه رهن الع :قلات شن لها :و تلطه اده محالت حؤاة بالك إل 
قل زان الشفيد كانه برل يكين السى سال الوقن" لمعنه انيز لا هن العرة في التقيلة 
في حق السعيد الخفيفة في حق الشقي» مع كون السيئة غير مضاعفة ومع هذا فقد خفت كفة 
خيرهء فالكفة الثقيلة للسعيد هى بعيتها الخفيفة للشقى لقلة ما فيها من الشير أو عدمه بالكلية 
مثل الذي 5 000 
أصاة وليس عنده إلا ما في قلبه من التوحيد المتصيل من العلم !! 000 ولبد لاقن ذلك 


المبحث الثانى والشمسون: فى بيان حقيقة الإحسان /بادة 


(خاتمة): قال الشيخ في الباب الرابع والستين وثلثماثة: اعلم أنه لا يموت أحد من أهل 
التكليف إلا مؤمنأ عن عيان وتحقق لا مرية فيه ولاشك لكن بن الماع باقر لمان يه حاص 
وما بقي الأهل ينفعه ذلك الإيمان أم لا وفي القرآن العظيم ظقَثَرَ , بك مهم إيئيم لما أذ 
أ # [غائر: قال وقد سكي اللا تمالك ع فرعو ف أنه قال طواتك 401 57 ]له إلا اذ من 
به نيا ويل وَأنأ مِنّ الْسْملِمِينَ © [يونس: ]١‏ فلم ينفعه هذا الإيمان وأطال في أدلة أنه 
إيمانه . 


يتشعه 


(قلت): فكذب والله وافترى من نسب إلى الشيخ محبي الدين أنه يقول بقبول إيمان 
فرعون وهذا نصه يكذب الناقل .على أنه قال بقبول إيمان فرعون جماعة منهم القاضي أبو بكر 
الباقلاني وبعض الحتابلة قالوا لأن الله حكى عنه الإيمان آخر عهده بالدنيا انتهى. وجمهور 
العلماء قاطبة على عدم قبول إيمائه» وإيمان جميع من آمن في البأس لأن من شرط الإيمان 
الاختيار وصاحب إيمان البأس كالمجلىء إلى الإيمان والإيمان لا ينفع صاحيه إلا عند القدرة 
على خلافه حتى يكون المرء ممختاراً ولأن متعلق الإيمان هو الغيب وأما من يشاهد نزول 
الملائكة لعذابه فهو لخارج عن موضوع الإيمان والله تعالى أعلم . 


الميحث الثاني والخمسون: 
في بئان حقيقة الإحسان 


اعلم أن حقيقة الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه كما صرح به في حديث سؤال جبريل 
للنبي مَلِ عن الإسلام والإيمان والإحسان» وقال الجلال المحلي رحمه الله: حقيقة الإحسان 
مراقبة الله تعالى في جميع العبادات الشاملة للإيمان والإسلام أيضا حتى تقع عبادات العبد كلها 
في حال الكمال من الإخلاص وغيره انتهى. وتقدم في مبحث مسألة خلق الأفعال والكسب أن 
علم العبد يأن الله تعالى يراه أكمل في التنزيه من شهوده هو للحق لأنه لا يشهده إلا بقدر دائرة 
عقله هو فقط وتعالى الله عن ذلك بخلاف علمه بأن الله يراه وتقدم فيه أيضاً أن في الحديث 
إشارة لطيفة وهو أن صاحب مقام الإحسان إذا عيد الله كأنه يراه لم يجد الفعل إلا لله وحده 
وليس للعبد فيه أثر وإنما له حكم فيه لكونه محلا لبروزه من الجوارح لا غير ومن شهد هذا 





تعمل مثل سائر الضروريات فلو اعتبر الحق في الثقل والخفة الكفتين معاً كفة الخير وكفة الشر 
لكان يزيد بياناً في ذلك فإن إحدى الكفتين إذا ثقلت خفت الأخرى بلا شك خيراً كان أو 
0 هذا حكم وزن الشير والشرء وأما إذا وقع الوزن للعبد فيكون هو في إحدى الكفتين 
وعمله في الأخرى فذلك وزن آخر فمن ثقل 00 
الدنيا من مشاق النفوس والمشاق محلها النار فتنزل كفة عمله تطلب النار وترتفع الكفة التي هو 
فيها لخفتها فيدخل الجنة لأنها العلو والشقي ا يه 


ا 


فيهوي في الئار وهر قوله: «تأئم ساوبّة 





8ه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


المشهد فهو الذي أخلص عمله لله ولم يشرك فيه نفسه مع الله. وتقدم أيضاً في المباحث 
السابقة أن من كمال العبد أن يواخي بين العيان والإيمان فيكون مؤمئاً بما هو مشاهده من غير 
حجاب وذلك حتى لا يفوته ثواب الإيمان بالغيب حال الشهود والمعاينة وأن ذلك مقام عزيز. 
قال الشيخ محيي الدين في باب الأسرار من «الفتوحات»: ولا يخفى أن الإيمان والإسلام 
مقدمتا الإحسان لأن الإيمان له التقدم والإسلام قال وإلا لم يقبل فهذا شفع قد ظهر والختام 
للوتر فأوتره الإحسان لأنه أول الأفراد الثلاثة لا الواحد فافهم. وقال فيه أيضاً: اعلم أن الإيمان 
تصديق فلا يكون إلا عن مشاهدة الخبر في التخيل فلا بد من الحسان والإسلام انقياد والانقياد 
لا يكون إلا لمن رأى يد الحق كما يليق بجلاله وهي آخذة بناصيته فاتقاد طوعاً فإن لم يُرِدٍ 
الحق التي هي تأييده له ولا تخيلها فما انقاد إلا كرهاً والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم 
تكن تراه فإنه يراك . 

(قلت): قد رأيت في كلام سيدي علي بن وفا رضي الله عنه أن وراء مقام الإحسان مقام 
آخر يسمى مقام الإيقان ولم أر ذلك في كلام غيره فليتأمل . وقد تقدم في مبيحث الأجوبة عن 
الأنبياء أن أهل مقام الإحسان لا يتصور منهم معصية ما دامو! في حضرة الإحسان وأن من هنا 
عصم الأنبياء وحفظ غيرهم من الأولياء لعكوف الأنبياء والأولياء في حضرة الإحسان» أما 
الأنبياء فهم فيها على الدوام وأما الأولياء فهم فيها في أغلب أحوالهم وغاية معصية أهل حضرة 
الإحسان أن يقعوا في خلاف الأولى لا في حرام ولا مكروه كما مر في الجواب عن آدم عليه 
السلام والله تعالى أعلم . 


الميحث الثالث والخمسون: 
في يبان أنه يجوز للمؤمن أن بيقول أنا مؤمن إن شاء 
اث خوفا من الخاتمة المجهولة لا شكا في الحال 


قال الجلال المحلي رحمه الله: ومنع الإمام أبو جنيفة رضي الله عنه ذلك. وحكى في 
«المقاصد» المنع عن الأكثرين وعبارة النسفي في عقائده ولا ينبغي أن يقول العبد أنا مؤمن إن 
شاء الله وقد حملها المولى سعد الدين على أن الأولى تركه لا على المنع بمعنى عدم الجواز ثم 


اللمعتيرة فى هذ النوع من الوزن الموصوفة بالثقل في السعيد لرفعه صاحبها والموصوفقة بالخفة 
في حق الشقي لتقل صاححدبها وسو قوله: يحملون أوزارهم على ظهورهم» وليس, إلا ما تعطيهم 

من الثقل الذي يهوون به في نار تجهلم . وحاصل ذلك أن وزت الأعمال بعضها يبعض يعتبر فيه 
كفة الحسنات ووزن الأعمال بعاملها يعتبر فيه كفة العمل انتهى . فليتأمل ويحرر. وقال في 
ا العيد المسام سحب .لله ومشبوت له بولكن الابتلاء لاا يكون 
إلا من وجه كونه محياً لله لا مني وجه كونه محبربا وذلك ليظهر بالابتلاء الصادق في المحبة مس 
الكاذب وأطال في ذلك ولا برد الشيخ قوله 2 «إذا أحب الله عبداً ابتاذمفء لأنا تفول: 


المبحث الرابع والخمسون: في بيان أن الفسق بارتكاب الكبائر الإسلامية لا يزيل الإيمان مه 


ذكر المولى سعد الدين أنه لا خلاف بين الفريقين حقيقة فى المعنى لأنه إن أريد بالإيمان مجرد 
حصول المعنى فهو حاصل في الحال وإن أريد ما يترتب عليه النجاة والثواب في الآخرة فهو 
تحت مشيئة الله تعالى ولا قطع بحصوله في الحال فمن قطع بالحصول أراد الأول ومن فوض 
إلى المشيئة أراد الثانى انتهى. وكان عبد الله بن مسعود رضى الله عنه إذا ستل عن ذلك يقول: 
قول العبد أنا مؤمن إن شاء الله تعالى أولى من الجزم لا يقال إن قول العبد إن شاء الله يوهم 
الشك في الحال في إيمانه لأنا نقول كل مؤمن متحقق بالإيمان في الحال جازم 0 
إلى الخاتمة التي يرجو حسنها ويسأل من فضل ربه تحقيقها انتهى . ودليل الإمام أبي حئيفة ومن 

تبعه قي عدم جواز الاستثناء في الإيمان قول الله تعالى في السحرة طتَالْوَا َآمَنا يرت الْمَقِينَ ((©) 
ب موسو َحَنرُودٌ (07) 4 [الأعراف: 1 ؟11] ولم يستثنوا وقوله تعالى: «أزلية كم العؤي: ع 
حَنَا ) [الأنفال: :] ولم يستثن وأيضاً فإن الإيمان عقد فالاستغناء يقطحه ويحله وأجاب الشافعية 
بأنا لم نوجب الاستثناء وإنما جوزناه ومعلوم أن من يستثنى منا لا يريد إيطال الأول ولا التردد 
فيه بالإجماع . 

(خاتمة): إذا أشرك المؤمن في عمله رياء وسمعة فلا أجر له واختاره ابن عبد السلام 
والزركشي وقال إنه الظاهر وأما الإمام الغزالي فاعتبر الباعث على العمل فإن كان الأغلب 
الباعث الدنيوي فلا أجر له وإن كان الأغلب هو باعثه الديني فله أجره بقدره وإن تساويا تساقطا 
والله أعلم. 

الميحث الرابيع والخمسون: 
في بيان أن الفسق بارتكاب الكبائر 
الإسلامية لا يزيل الإيمان 

خلافاً للمعتزلة في زعمهم أنه يزيله يعني أنه واسطة بين الإيمان والكفر بناءً على قولهم 

إن الأعمال جرّء من الإيمان قاله الجلال المحلى وقد استند المعتزلة إلى ظاهر قوله علو زلا 


يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق» الحديث وقالوا: ظاهر 
الحديث نفي الإيمان» قال الشيخ نجم الدين البكري: والحق الذي نعتقده أن المراد بقوله وهو 





سبحبة العبد لله عنّ وجل من لازم محبة الله العبد وحيث كان ذلك فقد م م اليه وقال 
في الباب الرابع والثلاثين وأر بعمائة في قوله تعالى : ©#وَلَوْ عَلِمْ َس في ل 4 [الأتفال : 
7 ففيه نفي تعلق العلم لا نفي العلم مم أن نفي العلم علم لمن فهم. وقال في الباب 
الخامس والثلاثين وأربعمائة في حديث: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرأ منها فليكفر 
عن بسع ولياك الذي هواخيرة- نما عوقت هذا بالكنارة لأن :فيه حذا على 'فعل شكارم 
الأخلاق واليمين على ترك فعل الخير من مذام الأخلاق فعوقب بالكفارة وفي هذا إشارة إلى أن 
لنا إخلاف الوعيد إذا لم يكن حداً مشروعاً وكان لنا الخيار فيه وعلمنا أن تركه أولى من فعله 


٠ؤه‏ الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


مؤمن أي بأن الله يراه أي حاضر القلب مع الله تعالى إذ لو كان حاضر القلب مع الله تعالى لم 
يستطع أن يعصي حياء من الله عز وجل فلا بد للعاصي من سدل الحجاب عليه حتى يقع في 
المعصية وأقل الحجاب أن يقع في تأويل أو تزيين من النفس كأن تقول له نفسه ربك غفور 
رحيم ولا يكون غفوراً رحيماً إلا للمذنبين وقال النبي كله: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» 
وبعيد أن الله تعالى يؤاخد مثلك ما دمت تستغقر الله وتقول له نفسه أيضاً: افعل ما قدر عليك 
فإنك لا تستطيع أن ترد ما قدره الله عليك وتفتح له نفسه باب الرجاء الواسع حتى تهون عليه 
الذنب: وقد أجمع أهل الكشف على أنه لا يصح لعارف أن يعصي الله تعالى على الكشف 
والشهود أبداً فإن علمه بأن الله تعالى يراه يمنعه من الوقوع ثم لو فرض أن العاصي يشهد أن الله 
تعالى يراه حال المعصية فلا بد أن يشهده غير راض عنه فى تلك المعصية. وفى حديث 
القبرانى وقيوة تروط + إذا آراة إله كسان إقاة ماف ركد سل ذرئ العفول مفرنيج 
والمراد بهذه العقول التي تسلب: العقول التي تشهد نظر الحق تعالى إليهم حال معصيتها لا 
عقول التكليف إذ لو كان المراد بها ذلك ما آخذ الله تعالى أحدأً عدم التكليف وقد ثبتت 
المؤاخذة بالنصوص القاطعة فافهم. فإن هذا موضع غلط قيه جماعة من المتصوفة فعلم أنه لا 
يلزم من كون العبد يحجب عنه الإيمان بأن الله تعالى يراه حال المعصية أن ينتفي عنه الإيمان 
بوجود الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما توهمه بعضهمء 
بل هو مؤمن بذلك كله لم يحجب عنه ما عدا كون الله تعالى يراه فإنه لا بد من حجابه فيه 
ليقضي الله أمرأ كان مفعولاً وإلا كان ذلك في غاية قلة الحياء مع الله تعالى فإذا فهمت ذلك 
علمت أن الإيمان يتخصص في كل موطن بما يناسبه بحسب السياق الذي هو فيه وذلك قوله 
تعالى : #رات حَنًا عَلَبِنَا تسر الْمؤْنِينَ4 [الروم: 47] أي بأني أنصرهم فإني عند ظن عبدي بي 
وقس على ذلك هكذا قرره الشيح نجم الدين البكري في (تقسيرهم) . 

(فإن قلت): فما معنى حديث: انعم العبد صهيب لو لم يخف الله تعالى لم يعصه»؟ 

(قالجواب): معناه كما قاله الشيخ في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة: أن الأسباب 
المائعة للعبد من الوقوع في المعاصي أربعة أشياء لا خامس لها وهي الحياء من الله تعالى 


عند الله قلنا أن لا نفي به وأن نتصف بالخلف فيه وأطال في ذلك. ثم قال: وهنا دقيقة وهو أن 
من أساء إلينا قد أعطانا من خير الآخرة ما نحن محتاجون إليه حتى لو كشف الغطاء لقلنا: إنه 
لم يحسن إلينا أحد مثل ما أحسن إليئا ذلك المسيء ومن كان سذا مشهده فلا ينبغي أن يكون 
جزاء المسيء إليه الحرمان بل يعفو عنه ولا يجازيه ويكفيه قوله تعالى : مَمَنْ عَهكا وَأْسَلَمَ جرم 
عَلَ قو [الشورى: 214١‏ أو يحسن إليه بما عنده من الفضل على قدر ما تسمح به نفسه كما أشار 
إليه قوله تعالى: وَلَا يَأتلِ وا المَضْلٍ مك وَألسَحةٍ أن يوبا أؤلي فرق مك4 (النور: ؟:] 
الآية. فتأمل ذلك ٠‏ أعلم. وقال في الباب السادس والثلاثين وأربعمائة: للعبد أن يدعو على 


المبحث الرابع والخمسون: في بيان أن الفسق بارتكاب الكبائر الإسلامية لا يزيل الإيمان آذه 


والخوف من عقابه والرجاء في ثوابه وعدم التقدير في علم الله تعالى فمعنى الحديث أن صهيباً 
لو لم يخف الله تعالى لم يعصه أي لأن معه من الأسباب المائعة من الوقوع في المعصية ثلاثة 
أشياء وهي الحياء ول ا سا ل ال ل 0 
الباقية كما لو قال ككِةِ: «نعم العبد صهيب لو لم يستح من الله لم يعضه أو لم يرج ثواب الله لم 
يعصه؛ فإن معناه كما قلنا في الخوف سواء انتهى. وقال في الباب الثامن والستين: اعلم أن 
الحكمة في أن الإيمان يخرج من صاحبه حال الزنا والسرقة وشرب الخمر مثلاً أنه يخرج عن 
صاحبه حتى يحميه من وقوع العذاب الذي عرض نفسه له بالزنا مثلا فإن الإيمان لا يقاومه 
شيء وقد أشار إلى ذلك قوله وه إذا زنى العبد خرج عنه الإيمان حتى يصير عليه كالظلة فإذا 
أقلع رجع إليه الإيمان. قال: وما بعد بيان رسول الله كيه بيان. فعلم أن خروج الإيمان ليس 
هو لدخول صاحبه في الكفر وإنما خرج ليمنع عنه وقوع العذاب عناية بصاحبه» وأطال الشيخ 
في ذلك ثم قال: وهنا نكتة جليلة خفية وهي أن العبد المؤمن لا يخلص له قط معصية محضة 
فلا بد أن يشوبها طاعة وتلك الطاعة هي إيمانه بأنها معصية تسخط الله تعالى فهو من الذين 
خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم أي يرجع عليهم بالرحمة. قال 
العلماء: وعسى من الله واجبة الوقوع من حيث أن رحمته بالمسلمين سبقت غضيه عليهم. 
وقال في الباب الرابع والخمسين وثلثمائة أيضاً في معنى حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو 
مؤمن: أي مصدق بالعقاب عليه إذ لو كان معه تصديق بالعقاب ما وقع في الذنب: كما إذا 
أوقدنا له نارأ عظيمة وقلنا له ازن بهذه المرأة لنحرقك بالنار لا يزني بها قط ولو مكثنا تأمره 
مدى الدهر وذلك لشهوده العقاب فافهم. وقال في الباب الرابع والثلاثين ومائتين أيضاً: اعلم 
أن من لازم المؤمن الكامل أنه لا يأتي معصية قط توعد الله عليها بالعقوبة إلا ويجد في نفسه 
الندم عند الفراغ منها في الحديث: الندم توبة وقد قام بهذا الندم فهو تائب أي من جهة حقوق 
الله تعالى لا من جهة حقوق الآدميين فسقط حكم الوعيد بهذا الندم فإنه لا بد للمؤمن الكامل 
أن يكره المخالفة ولا يرضى بها في حال عمله بها فهو من حيث كونه كارهاً نادم على وقوعه 
فيها ومؤمن بأنها معصية ذو عمل صالح من ثلاثة وجوه وهو من حيث كونه فاعلاً لها شرعاً ذو 
عمل سيء من وجه واحد وهو ارتكابه إياها ومن تأمل في قوله تعالى: #ومَن يَممَل مِتْعَسَالَ 
2111111111111 يكون ذلك خوفاً 
عليه أن يزداد طغياناً وكفراً فيزداد من الله مقتاً ولكن الدعاء لمن آذاه بالإصلاح أولى من أن 
يدعو عليه بالهلاك والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة في 
قوله تعالى: #إنَّ ايد ملصكيء أن يأنيحكم لتَابوتٌ فيه سَكبئة : من دَيَحكم وَيقَيّةُ 4 [البقرة: 
ا ام 
فلم تكن في قلوب بني إسرائيل والسكينة هي الطمأنينة كما قال تعالى: #ألا نكر أن 


1 3 


تطمَين الْقلوت# [الرعد: 158. فعلوم هذه الأمة كلها وأ 0 





َرّوَ شرا َرَمُ )4 [الزلزنة: 4] عثر على ما قلناه فإنه تعالى لم يتعرض للمؤاخذة بذلك الشر 
وإنما ذكر أنه يراه فقط ثم لا يكون من الكريم إلا الكرم انتهى. هكذا رأيته في كلام بعضهم 
وعليه فتكون الحكمة في الطائفة التي تدخل النار من الموحدين إنما هو لبيان إظهار فضله على 
الذين لم يؤاخذهم كما يؤدب السلطان من شاء أدبه من الغلمان ولا تقل فيه شفاعة ليعرف 
الناس من مقدار نعمه عليهم والله تعالى أعلم. وقال الشيخ في الباب السابع والتسعين ومائتين 
في معنى حديث «لو لم تذنبوا وتستغفروا الله لذهب الله بكم ولجاء يقوم يذلبون فيستغفرون الله 
فيغفر لهم»: اعلم أن من رحمة الله تعالى بخلقه أنه أوجد فيهم النسيان والحجاب حال 
عصيانهم في دار التكليف فإن المعاصي والمخالفات قد سبق تقديرها على العباد في هذه الدار 
فلا بد من وقوعها منهم ولو أنها وقعت منهم على الكشف والتجلي لكان ذلك مبالغة في قلة 
الحياء مع الله تعالى حيث أنه يشهده ويراه فلولا الحجاب لعظم الأمر وشق والقدر حاكم 
الوم الات سريدي مالي نا طروتي الضكلم المونات الى وقال في 
أواخر باب الحج من «الفتوحات» : اعلم أن بعض الناس قد ينفعه ذنيه فيرد إبليس خاسعاً وذلك 
كما ذا كاقاه د العد قيعي :أعمالة وين ملي | خواته. قيقر للقن الركتر لين اعمية تفيل 11 
ذل وانكسار وندم فيزول مرضه ويكتب من التوابين وأطال في ذلك انتهى» وفي كلام ابن عطاء 
الله : رب معصية أورئثت ال الو وسار امود باواني 
المبحث عقبه زيادة على ما ذكرناه هنا والله تعالى أعلم. 


المبحث الخامس والخمسون: 
في بيان أن المؤمن إذا مات فاسقاً 
بأن لم يتب قبل الغرغرة تحت المشيئة الإلهية 


فأما أن يعاقب بإدخاله النار ثم يخرج منها لموته على الإسلام وإما أن يسامح بأن لا 
يدخل النار فضلاً من الله من غير شفاعة محمد يل أو مع شفاعته أو شفاعة من شاء الله تعالى 
وتردد الإمام النووي في الأخير وهو كلام القاضي عياض . قال الشيخ تقي الدين السبكي: 
وإنما تردد الدووي في شفاعة من شاء الله لأنه لم يرد في السنة تصريح بذلك ولا بنفيه ثم قال: 
منه إلا ما كان فيه إقامة حجة أو فتح باب للاتباع والاقتداء ولذلك 0 الناس 0 
الله كل ما لم يظهر عليهم فيه أثرء وتأمل قصة الإسراء لما خرج وَْةِ بكرة تلك الليلة» وذكر 
لأسحابة ينا ودع لد.فى تلك الليلة كيم إنكى عليه يعفي لكونقم لم يريا للك أر| في الطاهر 
وموسى عليه السلامء لما جاء من عند ربه كساه نورا على وجهه يعرف الناس به صدق ما ادعاه 
فما رآه أحد إلا عمي فكان يمسح الرائي إليه وجهه بثوب مما عليه فيرد الله عليه بصره» من 
شدة نورهء ولذلك كان يتبرقم حتى لا يتأذى بذلك الرائي له عند رؤية وجههء قال الشيخ: 
وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسوي المقام فكان لا يرى أحد وجهه إلا عمي وممن رآه 


المبحث اللخامس والخمسون: في بيات أن المؤمن إذا مات فاسقاً بأن لم يتب قبل الغرغرة عله 


وصايي: إجارة الصراط يعد نعي ويلزم اندها البجاة من النان قال تعالى + كس يعر عن آلكا 
وَأَدَينْلَ اليتكد مدا تن كاذ [آل عمران: 184] وقال تعالى 7« شي لَّدِينَ أتَّقَوزْ وَنَدَرُ الطبلمت ف 
جنا 4007 [مريم: ؟] وزعمت المعتزلة أن من مات مصرًأ على كبيرة يخلد في الثاآر ولا يجوز 
العفو عنه ولا الشفاعة فيه ونقل ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما مستندا إلى قوله تعالى: 
ومن َك زوف مُتَحَيَدا4 [النساء : *] الآية فإنها نزلت بعد قوله إن أَنَّدَ لا يِمْفْرٌُ أن 
شرك به وتفر ما دون ذَلِكَ لمن يما يكن [النساء : ]١1١‏ فهي ممحكمة غير منسوخة هكذا رأيته في 
ااتفسير الإمام سند بن عبد الله الأزدي» من أقران الإمام مالك ؛ بن أنسم ن رضي الله تعالى 
وأجاب الجمهور مع تقدير عدم النسخ تأنه لا لزه ميرد لعي بالشر وقوعه كما يقول - 
لعبده إذ خالقه ما جزاؤك إلا أن أضربك وأحبسك ثم لا يضربه ولا يحبسه هذا كلام أهل 
الأصول. وأما نقول الشيخ محيي الدين قال في الباب السابع والأربعين ومائة: اعلم أن من 
فذل إنجانا ولم يقتلى به في الدنيا فَأمْرُ القاتل إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه قال وأما 
قوله في الحديث القدسي فيمن قتل نفسه بادرني عبدي حرمت عليه الجنة» فالمراد به أنه لا 
يدخل الجنة مع الرعيل الأول كما في نظائره من الأحاديث الواردة في عذاب الشيخ الزاني 
ومدمن الحمر وقاطع الرحم والمسيل إزاره لخياللاء ونحو ذلك ليوافق النصوص الصحيحة لحمو 
فوله يلك #«من كان آآخر كلامه لا إله إلا لله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق». وقال مواق 
صلاة الجبائر 520 0 5 الأخباد الصحيحة ا 0 بخروج 
من الكقار ا بالمؤمنين فتطرق الاحتمال وإذا 00 الاحتمال رجعنا إلى 
الأصول وإذا رجعنا إلى الأصول رأينا الإيمان قوي السلطان لا يتمكن معه الخلود على التأبيد 
إلى غير نهاية» فتعين قطعاً أن الشارع إنما أخبر بذلك في حى الكفار لكونه لم يخص في 
الحديث صنفاً دون صنف بعينه والأدلة الشرعية تؤخذ من جهات متعددة يضم بعضها إلى بعضص 
ليقوي بعضها بعضاً فكما أن المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً فكذلك الإيمان بكذا يشد الإيمان 
بكذا فيقوي بعضه بعضاً وأطال في ذلك ثم قال: والمراد بقوله فيمن قتل نفسه حرمت عليه 
الجنة أي حرمت عليه الجئة قبل رؤيتى لا سيما من كان الحامل له على قتل نفسه الشوق إلى 


شيخنا أبو مدين فعمي فمسح أبو مدين عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى قرد الله عليه بصرهء 
قال: وكان أبو يعزى في زماني وما اجتمعت به لما كنت عليه من الشغا ل وأطال في ذلك ثم 
قال: فمن جعل الله ال 00 والله أعلم. وقال في الباب 
التاسع والثلائين وأربعمائة: ما تولى الله عز وجل» عبداً من عبيده إلا وأسمعه كلامه من قلبه 
نثرأ ونظمأ كما أشار إليه قوله يه لحسان لما أراد أن يهجو قريشاً نصرة ترسول اللهقة: «قل يا 
حسان فإن روح القدمي يويدك مالديت تنافع: ون ردول الله يي فلم يجعل ف للشيطان 
على حسان سبيلاً وأطال في ذلك . وقال نشأة الآخرة تشبه في بعض الأحكام النشأة البرزخية 


0ن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لقاء الله من العشاق ممن كتم عشقه وعف فمات وهذا هو الأليق أن يحمل عليه لفظ الخبر إلا 
أن يأتي لنا نص صريح بخلاف هذا التأويل وأطال في ذلك؛ ثم قال: وإن ظهر للناظر بعد فيما 
قررناه فإنما هو لبعد الناظر في نظره من الأصول المقررة التي تناقض هذا التأويل بالشقاء المؤبد 
فا ا ا ا مك ا لحر رت تو اس اخيجوا عن الناو هك كان 
في قلبه أدنى من مثقال حبة خردل من إيمان فلم يبق إلا ما أولناه انتهى 


(قلت): وفي هذا الكلام ومن بعده رد عن الشيخ وتكذيب لمن افترى علية أن يقول 
بخروج أهل النار من الكفار والله أعلم. وقال في باب الجنائز أيضاً بعد كلام طويل: اعلم أن 
الله تعالى إنما أوجب علينا الصلاة على الميت يريد أن يقبل شفاعتنا فيه وإعلاماً لنا بأن سؤالنا 
فيه مقبول وأنه تعالى يرضى منا ذلك فإن الأمر بالشيء يقتضي رضا الشارع به فمن قال من 
المعتزلة: إن قاتل نفسه خالد ممخلد فى النار فهو محمول عل كافر مات على كفره أو على 
المي الذي ك «بصل عليه ,قلهذا قلنا بوجوب الضلاة على من قتل ننه وأنّ-ضلاتنا عليه تتقعه 
وتمنعه من تأبيد الخلود في النار على زعمهم وأما على قول أهل السنة والجماعة فلا يخلد في 
النار مؤمن ولا موحد وفي الحديث أيضاً: صلوا على من قال لا إله إلا الله. فدخل فيه أهل 
الكبائر وجميع أهل الأهواء والبدع الذين لا يكفرون بأهوائهم وبدعهم لأنه يلهِ ما فصل ولا 
خصص بل عمم بقوله من وهي تكرة تعم وما أمرنا الشارع بالصلاة على من قال لا إله إلا الله 
وهو يريد أن يرحمه إما بعدم دخوله النار أصلاً وإما بإخراجه منها بعد أن أخذت العقوبة 
حدها. الور وا لد آم عرب انين يَعَمَلُونَ 
لات أن يشا سآ ما كرت 407 [العنكبرت: 4] اعلم أن في هذه الآية ردأ على من 
يقول بإنفاذ لجلا فيض باك كال ع ور من الموحدين وفيها بيان لشمول الرحمة لكل 
موحدء وذلك لأن المؤمن إذا عصى فقد تعرض للانتقام والبلاء فهو جار في شأن الانتقام بما 
وقع منه والحق تعالى يسابقه في هذه الحلبة من حيث ما هو غفار وعفو ومتجاوز ورؤوف 
ورحيم فالعبد يسابق ربه بفعل السيئات إلى الانتقام والرب سبحانه وتعالى أسبق منه إلى الرحمة 
والمغغرة بالاسم الرحيم أو الغفار مثلاء فإذا م المنتقم وجد الاسم الغفار وأخواته قد 
حالوا بينه وبين ذلك العبد العاصي. قال وسستتى. الآية 9م حي اين يَتمَلون التزيتات 4 


فترى نفسها وهي واحدة في صور كثيرة وفي أماكن مختلفة في الآن الواحد فيدخل الإنسان من 
أبواب الجنة الثمانية فى أن واحد من غير تقدم ولا تأخر ويجد الإنسان نفسه داخلا من كل باب 
كماغال ابو كوه قما علي سن يدكل ينها كليايا وسول القبا من > لحتو يق قال ردنك 
يطلب الئاس رسول الهو في مواطن القيامة» فيجدونه من حيث طلبهم في كل موطن يقتضيه 
ذلك الط2 , الوقت الذي يجده الطالب الآخر فيه وأطال في ذلك. وقال في الباب الحادي 
والأربعين وأربعماثة: اعلم أن العلم والمعرفة والقهم قن الاضطلات تمفتي :واد لكن بينهما 

تميز معقول في الدلالة كالتميز الواقع في ألفاظهم فيقال في الحق: : إنه عالم 50000 


المبحث ال في يبان وجوب التوبة على كل عاص زوه 


م 


[المنكبوت : 4] أن يسبقوا بسيئاتهم مغفرتي وشمول رحمتي #س] يت [الستكبوت: 4] بل 
البق لل رار تكد القواز ل كن مرسلة رمد هارا لكوتي ناك وهلا لا كرد إلا تقل ماف عدر 
غير توبة من عصاة الموحدين فإن العاصي منهم إذا مات تلقته رحمة الله في الموطن الذي يشاء 
الله أن يلقاه فيه. وأما حديث ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فذلك فى حق الكافر وأما فى 
عن عماة المرخدين فم لم عق عليه كلية العذات نيعي تأويلف رن ره لقا الله من كثرة 
مخالفته فما كره لقاء الله من حيث اللقاء مطلقاً وإنما هو لما عمله من المشالفات فخاف أن 
يؤاخذه انتهى فليتأمل. وقال في الباب السابع والأربعين وثلثمائة: لولا أن رحمة الحق تعالى 
بالمؤمن ممزوجة بغضبه لم يبق للعاصي أثر على وجه الأرض فالمؤمن حال مؤاخذات الحق له 
كالمعذب المرحوم لكوته لا يقع في معصية إلا وهو مؤمن بأنها معصية خائف من عاقبتها فلا 
يخلد في النار إلا كافر والسلام. 


المبحث السادس والخمسون: 
في بيان وجوب التوية على كل عاص وبداز 
أنها تصح ولو بعد نقضها وأنها تصح من ذنب دون ذنب 
أي تصح من ذنب ولو كان صغيراً مع الإصرار على ذنب آآخر ولو كان كبيراً كما قاله 
الجلال المحلى قال : وإذا تاب ثم عاود الذنب لم تبطل توبته السابقة بل ذلك ذنب يوحبا ثوبة 
أخرى هذا ما عليه جمهور العلماء ونقل عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنها لا تصح بعد نقضها 
وهو عوده إلى المتوب منه وقيل إنها لا تصح عن ذنب صغير لتكفيره باجتناب الكبير وقيل لا 
نصح من ذنب الإصرار على ذنب كبير. قالوا: ومن المساعد للعبد على حصول التوبة أن 
يستحضر ما فيها من المحاسن والوصلة بأهل الله تعالى من الأنبياء والأولياء وصالحي 
المؤمنين» وأنه إذا لم يتب اتصل بأعداء الله تعالى من الفسقة والشياطين ثم من الواجب الإتيان 
بشرائط التوبة كلها ولا يكفي الاستغفار باللسان فقط كما هو شأن أكثر الناس ومعظم شروطها 
الندم على المعصية أي من حيث أنها معصية ليخرج ما لو ندم على شربه الخمر مثلاً من حيث 
إضراره بالبدن فإن ذلك ليس بتوبة وعرف بعضهم الندم بأنه تحزن وتوجع لما فعل وتمن لكونه 


عارف ولا فهيم ويقال هذه الثلاثة ألقاب في الإنسان» قال: ولما أثنى تعالى على من اختصه 
من عباده بالعلم أكثر مما أثنى به على من أعطاه المعرفة علمنا أن الختصاصه بمن شاركه في 
الصفة أعظم عنده وأطال في ذلك . وقال في الباب الثالث والأربعين وأريعمائة في قول الصديق 
رضي الله عنه (ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله؛ أثبت رضي الله عنه» أنه يرى انفعال الأكوان 
عن الحق وحده ليس للكون فيه أثر البتة وليس هذا 0 الصديق فافهم. وقال في 
الباب الثامن والأربعين وأربعمائة؛ في قول موسى : رت أرق أَنظر إِلَيلْكَ)ُه (الأعراف: *14]. 
إلى قوله: ميت إِلبَلك ونا أَرَل المُؤييت* [الأعراف: 145]. اعلم أن مراده بقوله: تبت إليك 


ىه الجرء الثاني من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكاير 


جميع الأزمنة بل يكفي استصحاب الندم حكماً بأن لا يصدر منه ما ينافيه لآن الشارع أقام الأمر 
الثابت حكماً مقام ما هو حاصل بالفعل كما في الإيمان فإن التائب مؤمن بالاتفاق وأيضاً قلما 
في التكليف يتذكر الندم في جميع الأزمنة من الحرج المنفي في الدين قال الجمهور: وتتحقق 
التوبة بالإقلاع عن المعصية وعزم أن لا يعود إليها وتدارك ممكن التدارك من الحقوق الناشئة 
عنها كحد القذف مثلاً فيتدارك بتمكين مستحقه من المقذوف أو وارثه يستوفيه أو يبري منه فإن 
لم يكن تدارك الحق كأن لم يكن مستحقه موجوداً سقط هذا الشرط كما يسقط أيضاً في توبة 
العبد عن معصية لا ينشأ عنها حق لآدمي قال العلماء: وكذلك بسقط شرط الإقلاع في توبة 
العبد عن معصية بعد الفراغ منها كشرب الخمر مثلاء قال الجلال المحلي : فالمراد بتحقق 
التوبة بهذه الأمور أنها لا تخرج عما يتتحقق به عنها لا أنه لا بد منها في كل توبة انتهى» قال 
الكمال في «حاشيته» وقولهم وتدارك ممكن التدارك إلى آآخره هو المشهور عند أصحايتا والذي 
جرى عليه الآمدي وصاحب «المواقف» و«المقاصد) أن التدارك واجب برأسه فمن قتل وظلم أو 
أتى بأحد الواجبين لم تكن صحة ما أتى به متوقفة على الإتيان بالواجب الآخر وقال في 
(المقاصد») إنه التحقيق إلا أنه قد لا يصح الندم بدوته رد المغصوبف انتهى . قال ابن السيكى 
وغيره: وإذا أحس الإنسان من نفسه عدم الصدق في الاستغفار أتى به وإن احتاج إلى استغفار 
آخر لأن اللسان إذا ألف ذكراً يوشك أن يألفه القلب فيوافقه فيه وكان الإمام السهروردي يقول: 
اعمل وإن خفت العجب مستغفراً قال العلماء ويجب عل كل مؤمن مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء 
إذا لم تطاوعه على فعل المأمورات واجتناب المنهيات قالوا وهي أوجب عليك من مجاهدة 
الحديث المعاصي بريد الكفر أي مقدمته فإن غلبتك نفسك الأمارة بالسوء على فعل مذموم فتب 
وجوبا على الفور ليرتفع عنك أثر فعله بالتوبة إن شاء الله تعالى» فإن لم تقلع .نفسك عن فعل 
ذلك المذموم لكسل يعوقك عن الخروج منه أو لاستلذاذ به فتذكر هاذم اللذات وهو الموت 


وفجأته فربما أخذك على غير توبة كما هو مشاهد في كثير من الناس فتخسر مع الخاسرين وإن 





أي : لا أطلب رؤيتك على الوجه الذي كنت طلبتها أولا فإني علمت عند تدكدك الجبل ما لم 
أكن أعلمه منك يا رب وأنا أول المؤمنين أي : بقولك: كران لأنك ما قلت ذلك إلا لى 
وهو خبر فلذلك ألحقه بالإيمان لا بالعلم» ولولا أن المراد بالإيمان الإيمان بقوله: «آن تر 
[الأعراف: 1148 مآ صحت الأولية فإن المؤمنين كانوا قبله ولكن بهذه الكلمة لم يكن مؤمن 
وأطال في ذلك والله أعلم. وقال في الباب السادس والخمسين وأربعماثة : لا ينبغي للأشياخ أن 
يسلموا للمريد حركة الوجد الذي يبقى معه الإحسان بمن في المجلس ولا تسلم له حركته إلا 
إن غاب ومهما أحسن بمن في المجلس تعين عليه أن يجلس إلا أن يعرف الحاضرين أنه 


المبحث السادس والخمسوث: فى بيان وجوب التوبة على كل عاص باذج 


كان عدم إقلاعك لقنوط من رحمة الله تعالى وعفوه عنك لشدة الذنب الذي سبق منك أو 
لاستحضار عظمة من عصيت فخفف عقاب ريك على هذا فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم 
الخاسرون واستحضر سعة رحمة الله تعالى التي لا يحيط بها إلا هو لترجع عن قنوطك فإن 
جانب رحمته تعالى لعصاة الموحدين أرجح من جانب عقوبته لهم هذا آخر كلام ابن السبكي 
رحمه الله في مبحث التوبة. واعلم يا أخي أن التوبة من أعظم ما من الله تعالى به على عباده 
فإن لم يقع لنا توبة فالواجب علينا التوبة من ترك التوبة فإن لم يصح لنا التوية من ترك التوبة 
وجب علينا التوبة من الإصرار على ترك التوبة وهكذا أبداً ما عشنا وما ثم لنا داء بلا دواء أبدأً 
فإن لم يصح لنا شيء من ذلك كله فللّه رحمة خاصة بمن بها على من مات مصرًا من أهل 
الإسلام. واعلم أن حقيقة 0 
الذنب قبل كل ال ا ل ا ا لهربا تعفر الذنب ويأهذبه يقول 
الله عز وجل له في الثائية أو الثالثة أفعل ما * شعت فقد غفرت لك؛ أي افعل ما شئت من 
المعاصي واندم واستغفرني أغفر لك قلا يكفيه العلم بأن له ربا يغفر الذنب من غير ندم فاقهم. 
قا قال الشيخ محبي الدين في الباب الرابع والسبعين من «الفتوحات» ود عط اليل | على وجوب 
العوبة فوراً قوله تعالى: وتيا إل أَلَهِ جِيكَا أَْدَ المؤبئوت لَعْلَيٌ ميمرت 4 [النرر: 5١‏ فأمر 
الله تعالى عباده بالتوبة ثم لقنهم الحجة إذا خالفوا بإعلامهم بمضمون قوله تعالى ّم ابت 
عَْتْهِرٌ # [التوبة: ]١14‏ ليتوبوا ليقولوا إذا سئلوا عن ذلك يوم القيامة لو تيت علينا يا ربنا لتبنا مثل 
قوله تعالى: #يكأم) الإِضَنٌ ما غَرّكَ برَيْكَ الكير )> [الانفطار: ]١‏ ليقول غرني كرمك يا رب 
فهذا من باب تعليم الكريم الخصم الحجة ليحاجه بها إذا كان محبوبا وليس هذا التعليم إلا 
للسعداء خاصة فافهم. قال واعلم أن توبة الله على العبد مقطوع بها وتوبة 0 
الإمكان لما فيها من العلل وعدم العلم باستيفاء حدودها وشروطها والجهل بعلم الله تعا 

فكل عارف يسأل ربه أن يتوب عليه وحظه هو من التوبة الاعتراف والنشر الك لا حت يني دراه 
#رنونا إل أئَّد خيكا آمه التزيلويت 4 (الترنة : أي ارجهوا إلى الاغتراف والدعه كما ففلن 
أبوكم آدم عليه السلام تعليماً لكم بالفعل والصورة لا بالمعنى لأنه لم يكن قربه من الشجرة عن 
ميل ولا انتهاك حرمة وإنما كان محض نفوذ أقدار لا غير. قال وأما الرجوع إلى الله تعالى 





متواجد لا صاحب وجد فيسلم له ذلك على أن هذه الحالة غير محمودة بالنظر إلى ما فوقها. 
وقال في الباب الموفى ستين وأربعمائة في حديث مسلم في تجلي الحق يوم القيامة: في الصور 
حين يقع الإنكار من قوم: اعلم أن صاحب مقام الإحسان هو الذي لا ينكره تعالى في تجل من 
التجليات لأنه جاوز مقام الإسلام والإيمان وصاحب مقام الإيمان ينكره في تجليه في مقام 
الأحسات وصاحب مقام الإسلام ينكره في تجلي مقام الإيمات والاحسان»؛ فإن كل إنسات إئمأ 
ينكر ما لم يذقه في دار الدنيا ولا يخفى أن الإسلام عمل والإيمان تصديق والإحسان رؤية أو 
كالرؤية فشرط الإسلام الانقياد وشرط الإيمان الاعتقاد وشرط الإحسان الإشهاد. 


مام الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
بطريق المعاهدة وهو لا يعلم ما في علم الله تعالى ففيه خطر عظيم فإنه إن كان بقي عليه شيء 
من المخالفات فلا بد من نقضه ذلك العهد فينتظم في سلك من قال الله تعالى فيهم #الَدِنَ 
ينفْصُونَ عَهَدَ أله مِنْ بَحْدِ سِتَّجِق 4 [البقرة: 597] ولم يكن أحد أكمل معرفة بمقام التوبة من آدم 
عليه السلام حتى اعترف بذنبه ودعا ربه وما نقل أنه عاهد الله تعالى على أنه لا يعود كما 
اشترطه بعضهم في صحة التوية فالناصح لنفسه من سلك طريق أبيه آدم عليه السلام فإن فى 
العزم المصمم عند أهل الكشف ما لا يخفى من ادعاء القوة ومقاومة الأقدار الإلهية إلا أن 
بقصدبذلك أئه لا يعوة إن وكل الأمر إليه استقاذلا وذلك محال انفهى» فليعامل ويحور وقد 
وقع لبعض الأكابر من عباد بني إسرائيل أنه قال رب لو فرغتني لعبادتك ووكلتني إلى نفسي 
لأريتك من العبادة ما لم يفعله أحد من العبيد» ففتح التوراة ذلك اليوم وأمر أن لا يدخل عليه 
أحد يشغله عن ربه فما جاء نصف العصر حتى وقع في اللخطيئة. وما قص الله تعالى علينا 
وقائع الأكابر إلا لنتأدب بما أدبهم الله به فعلم أن العيد لم يكلف إلا بوزن أعماله البارزة على 
يديه على وفق الكتاب والسنة ويعطى كل فعل حظه فما كان من طاعة فليشكر الله وما كان من 
معصية فليستغقر الله وما كان من مباح فهو فيه بحسب مقامه فإن كان عارفاً قلب المباح بالنية 
إلى شيء محمود وفي بعض الهواتف الربانية ليس للعبد أن يشغل عليه بالاختيار لفعل شيء أو 
تركد فى اللمستقيل :وإنما بعلية أن يمطلى نا أزروناء وهلي كيه نت فإن عا طاعة بحمزيا حك 
قسمتها له واستغفرنا من تقصيره فيها وإن كان معصية حمدنا على تقديرنا عليه واستغفرنا من 
ارتكابه مخالفة أمرنا وإن كان غفلة وسهواً فعل ما هو اللائق بمقامه انتهى. وقوله ئيس للعبد أن 
يشغل قلبه بالاختيار لفعل شيء أو تركه في المستقبل لا ينافي مجاهدة النفس ورد خواطرها لأن 
ذلك في الحالة الراهنة لا في مستقبل الزمان لأنها وجدت وكذلك لا ينافي الاستخارة لفعل 
شيء في المستقبل لأن الاستخارة مأمور بها وقس على ذلك كل مأمور والله أعلم. وقال الشيخ 
محيي الدين في «الفتوحات» بعد كلام طويل : وبالجملة فلا يخلو العيد الذي يعاهد ربه على 
ترك شيء أى فعله في المستقبل إما أن يكون ممن أطلعه الله تعالى على أنه لا يقع منه زلة في 
المستقبل أم لا فإن كان ممن أعلمه الحق تعالى بذلك على لسان ملك الإلهام الصحيح فلا 
فائدة للمعاهدة على عزم أن لا يعود بعد علمه أنه لا يعود وإن كان لم يطلعه الله تعالى على 





(قلت): رأيت في كلام سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عنهء أن وراء مقام الإحسان 
مقام الإيقانء ولم أر ذلك في كلام أحد غيره والله أعلم. وقال في الباب الثاني والستين 
وأربعمائة : اعلم أنه لا ذوق لنا في مقامات الرسل لنتكلم عليها وإنما غاية ذوقنا في الوراثة 
خاصة. قلا يتكلم فى الرسل إلا رسول» ولا فى الأنبياء إلا نبى» ولا فى الأولياء إلا ولى» 
هذا هو الأدب الإلهى . 1 : : 1 


83 


دتال: لابرد في كا إقللم أو بلد أو قرية م١‏ ولى لله عز وجا به ييحفظ الله تلك المجهة 
بنكو حان اإعكسم ا قرية من وني لله عز وجل به ب 


كك 





المبحث السادس والخمسون: في بيان وجوب التوبة على كل عاص حك 


ذلك وعاهد الله على أنه لا يعود فقد يكون ممن قضى الله تعالى عليه أن يعود فيصير ناقضاً عهد 
الله وميثاقه وإن كان أطلعه الله على أنه يعود فعزمه على أن لا يعود مكابرة ومعارضة للأقدار 
فعلى كل حال لا فائدة للمعاهدة على ترك الفعل في المستقبل لا الذي علم ولا الذي جهل 
وليست التوبة التي طلبها الحق تعالى من عباده إلا أن يفعلوا ما فعل أبوهم آدم عليه السلام وما 
بقي على العاصي أمر بعد الوقوع يكلف به إلا عدم الإصرار على الذنب والتوبة منه لإشعاره 
بالتهاون بأوامر الله عز وجل وحد بعضهم الإصرار على الذنب بأن يدخل عليه وقت صلاة 
أخرى وهو لم يتب» وقال بعضهم: من لم يتب عقب الذنب فوراً فهو مصر ما عدا ما هو أقل 
من مدة انتظار الملائكة الكرام الكاتبين فإنه ورد أنهم ينتظرون العاصى ساعة وما عرفنا مقدار 
هذه الساعة هل هي الفلكية أو غيرها ومما يؤيد عدم وجوب المعاهدة على العزم أن لا يعود ما 
ورد في حديث إذا أذنب العبد فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به إلى آخره فإنه لم يذكر فيه 
العزم على أن لا يعود ولعل من شرطه رأى أنه من لازم صحة التوبة المشروعة فأفرده بالشرطية 
كما أفرد الإقلاع عن الذنب بالشرطية مع أنه من لازم وقوع الندم وكذلك إفرادهم رد المظالم 
إلى أهلها والله أعلم. 

(فإن قلت): فهل التوبة من المقامات المستصحبة إلى المرت؟ 

(فالحواب») : نعم هي باقية ما دام العبد مخاطياً بها حتى تطلع الشمس من مغربها فحيئذٍ 
يسد باب التوبة ويغلق فلا ينفع نفسا إيمانها ولا ما تكتسبه من خير بذلك الإيمان. قال الشيخ 
محيي الدين: ولا يخفى أن المؤمن لا يغلق له باب يمنعه من التوبة وإنما يغلق عليه الباب حتى 
لا يخرج إيمائه من قلبدهء وكيف يغلق دونه وقد جاوزه وتركه وراء ظهره باستقرار الإيمان في 
قلبه فكان من سعادته غلق هذا الباب على إيمانه حتى لا يخرح منه بعده ما دخل فلا يرتد بعد 
ذلك مؤمن أبداً إذ ليس هناك للإيمان باب يخرج منه فعلم أن غلق باب التوبة رحمة بالمؤمن 
ونقمة بالكافر ذكره الشيخ في الجواب السادس والثلاثين ومائة من الباب الثالث والسبعين من 
«الفتوحات المكية». وقال في الباب السبعين في الزكاة في حديث مسلم «تصدقوا فيوشك 
الرجل يمشي بصدقته فلا يجد من يقبلها» الحديث فيه الأمر بالمسارعة بالصدقة مبادرة للتوبة 


سواء كان أهل تلك الجهة مؤمنين أو كفاراً. 

وقال في الباب الثالث والستين وأربعماثة: ما ورد في تفضيل بعض السور والآيات على 
بعض راجع إلى التالي لا إلى المتلو لأن المتلو لا تفاضل فيه لأنه كله كلام الله تعالى فالتفاضل 
راع إلى ما هي الآية عليه من حيث كونها متكلماً بها لا في الكلام فليتأمل ويحرر. وقال في 
قوله ةا ايؤتى بشيخ يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فيقول له: ما فعلت من الحسنات» 
فيقول: يا رب فعلت كذا وكذا والله يعلم أنه كاذب فيأمر الله به إلى الجنة فتقول الملائكة : يا 
رب إنه كاذب» فيقول الله تبارك وتعالى: قد علمت ذلك ولكني استحيت منه أن أكذب شيبته) : 


5م الجزء الثانى من اليواقيت والمجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


فإن التوبة من الغرائتض الواجبة حال التكليف فإن آخرها إلى الاحتضار لم تقبل ولهذا لم يقبل 
إيمان فرعوك انتهى . 


(قلت): فكذب والله وافترى من قال إن الشيخ محيبي الدين يقول بقيول إيمان فرعون 

(فإن قلت) - فمتى يصح من العبد إلتوبة النصوح التي ما بعذها ذنب؟ 

(فالجواب) : : إذا لع ا ا اله تعناأ لى عليه من المعاصي فهناك يمو به العبد لا 
محالة توية نصوحاً حتى لو أراد أن ؛ يعصي ربه لم يجد ما به يعصي وما دام الحى تعالى يخلق 
المعصية للعبد فهو واقع لا ممحالة ولكن ما تركه الحق ىق تعالى سدى بل أمره بالتوبة . قل 
الشيخ فق الباب الخامس والخمسين وتلثمائة : لا يصح لعبد قط عصبيان الإرادة الإلهية وإنما 
يصح له عصيان الأمر لقوة سلطان الإرادة عليه فمن أطاع الأمر أطاع الإرادة ولا يلزم من طاعة 
الإرادة طاعة الأمر والسعادة منوطة بفعل الأوامر لا بموافقة الإرادة وإياك والتفريط في التوبة 
وتقول هذا مقدر علي لا أستطيع ردهء وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في الباب التاسع 
ل د وكان الشيخ محيي الدين رضي الله عنه يقول: في قوله تعالى: 
« تأؤكيلكت مدل أ سيعاتهم عستي [الفرقان: ' اعلم أن من علامة من , قبل الله تويته وبدل 
الله سيئاته حستات أن لا يصير يتذكر شيئاً من ذنوبه لكونها محيت وكل ذتب تذكره العبد فليعلم 
أنه لم يبدل انتهى» ويؤيده حديث الطبراني: إذا تاب الله على عبد أنسى حفظته ذنبه وأنسى 
جوار حه ومعالمه من الأرض أن تشهد عليه وهي قاصمة للظهر فليتأمل ويحرر والله أعلم . 

(فإن قلت): إن من رجال الله من يقع في المعاصي ولا يهتدي لكونها معصية كالمجاذيب 
وأرياب الأحوال فما حكم هؤلاء في التوية؟ 


(فالجواب): حكمهم حكم من تصرف في مباح لزوال التكليف وقد أطال الشيخ الكلام 
على ذلك في الباب العشرين ومائتين ثم قال: وحاصل الأمر أن أهل الله عر وجلل في وقوعهم 
معصومون أو ميحفوظون ورجال أطلعهم الله تعالى على ما قدره عليهم من المعاصي لكن من 








اعلم أن في هذا الحديث حثاً لنا أن نظهر لمن كذب علينا بصورة من نصدقه من غير أن نتركه 
يلحق بنا فإن الشارع ما أخبرنا بذلك إلا لتكون بهذه الصفة مع الناس. وقال: سأل بعض 
الأقطاب ربه عز وجل أن يعطي مقامه لولده فقال له الحق تعالى في سره مقام الخلافة لا يكون 
بالوراثة إنما ذلك في العلوم أو الأموال. وقال: وقد يفتح الله تعالى على الطالب على سات 


شيخه بعلوم لم د حب رقع لسن الوا ومع شيحة 6 قال: : وقد وقع لي ذلك ا 
الطالي عنا د تسا ل د عق بل وال 


المبحث السادس والخمسون: فى بيان وجوب التوية على كل عاص اكه 


حيث إنها أفعال لا من حيث كونها معاصي فبادروا إلى فعل ما رأوه مقدراً عليهم مع فنائهم عن 
شهود ما يقرب ويبعد من حضرة الله تعالى من الطاعات والمعاصي فهؤلاء لسان الشريعة 
المطهرة يقضي عليهم بعصيانهم ووجوب التوبة عليهم وربما يكون حكم هؤلاء عند الله في 
الآخرة حكم من فعل أمرأ لا يدري أطاعة هو أم معصية. قال الشيخ: وهذا فناء غريب أطلعني 
الله تعالى عليه بمدينة فاس ولم ألق من رجاله أحداً مع علمي بأن من رجال الله من ذاقه انتهى . 

(فإن قلت): فإذا اطلع الولي على ما قدره الله تعالى عليه في اللوح المحفوظ وأن ذلك 
لا تغيير فيه فهل له المبادرة إلى فعله ليستريح من شهوده فإن صور المعاصي قبيحة بين العبد 
وبين ربه؟ 

(فالجواب): لا يجوز له ذلك بل يصبر حتى يأتي وقتها ويقع بحكم القضاء والقدر كما 
أنه لا يجوز لمن أطلعه الله على أنه يمرض في يوم من رمضان أنه يصبح مغطرا إنما يجب عليه 
الإمساك حتى يوجد المرض المبيح للفطر. 

(فإن قلت): فما مراد بعضهم بقوله شرط التوبة التوبة من التوبة؟ 

(فالجواب): مراده أن يدمن مراقبة الله تعالى حتى يكون محفوظاً من الوقوع فيما يسخط 
الله عليه باطناً وظاهراً فلا يكون له سريرة يفتضح بها قط ولا يتوب منها وقد يريدون بقولهم 
التوبة من التوبة أن لا يرى توبته هل تقبل لعدم خلوصها اتهاماً لنفسه فلا يقال إن مراد هذا 
القائل أن التوبة يجب تركها فإن ذلك ظن فاحش بالقوم وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في 
الباب الثالث والسبعين من «القتوحات». 

(خاتمة): ذكر الشيخ في الباب السبعين في الزكاة ما نصه: وهنا مسألة دقيقة قل من عثر 
عليها من أصحابنا وهى أن العارف بالله تعالى قد لا يوصف بتوبة فى بعض الأحوال وذلك إذا 
كدق امال له أنه عو لقاع وسو قات مجن امار ف الشييه سرجه إلا طاهرة ولل اله ا 
عملا ولا نية ولا شيئاً من الأمر ويجد الأمر كله لله تعالى فهل يتصور من مثل هذا توبة أم لا 
فإنه يرى نفسه مسلوب الأحوال ثم إنه إذا تاب فهل تقبل توبته مع هذا الكشف أو يكون بمنزلة 
من تاب بعد طلوع الشمس من مغربها فإن شمس الحقيقة قد طلعت له من مغرب قلبه فسلت 


(وقال): من رأى محمداً يَللْهِ في اليقظة فقد رأى جميع المقربين لانطوائهم فيه ومن 
اهتدى بهديه فقد اهتدى بهدي جميع النبيين. 


ومن شهد هذا علم يقيئاً أن كل ما ظهر في العالم قهو حكمه وضعه في محله لكن مع هذا 
المشهد لا بد من الإنكار لما أنكره الشارع فإياك والغلط. وقال: كنت من أبغض خلق الله 
تعالى للنساء وللجماع في أول دخولي للطريق وبقيت على ذلك نحو ثمان عشر سنة حتى خفت 





شك الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


جميع أفعاله؛ وهو أصعب الأحوال فإن قبول التوبة ونحوها من العمل الصالح إنما يكون ممن 
هو خلف حجاب إضافة الفعل للعبد وهنا لم يخرج شيء عن الحق في هذا الكشف عن التعبد 
حتى يوصف بأن الله تعالى يتقبله منه بل هو في يد اللحق تعالى وتصريفه وحده لم يخرج 
وموضوع القبول إنما هو ممن يأتيى بشيء ليس في مشهده أنه في ملك الحق . قال الشيخ والذي 
أقول به تصور التوبة مع هذا الكشف ويكون الله تعالى هنا هو التواب على العبد لا العبد 
انتهى . 

(قلت»: والذي ظهر لي أن الجزء البشري المنوط به التكليف يدق ولا ينقطع» فلا بد من 
شهود العبد نسبة الفعل إليه من ذلك الوجه وبه صحت مؤاهذته فإن الله لا يؤاحذ العبد إلا 
بحسب دعواه من جزء بشريته والله أعلم . 


الميحث السايع والخمسون: 
في بدان ميزان الخواطر الواردة على القلب 


قال في #جمع الجوامع» لابن السبكي رحمه الله: وإذا ألقي في قلبك يا أخي أمر فزنه 
بميزان الشرع ولا يخلو ذلك من ثلاثة أحوال إما أن يكون مأموراً به أو منهياً عنه أو مشكوكاً 
فيه. قال ويعبر عن هذا الذي ألقي في القلب بالخاطر في اصطلاح العلماء فالحال الأول هو أن 
يكون مأموراً به فلا ينبغي التأخير فيه بل يبادر العبد إلى فعله لأنه من الرحمن تبارك وتعالى 
ركم العبد يه إن أراذ يه الخير عبت أخطره بياله لمعنه فإن تخشى العيد وفؤعه.منه. على صفة 
منهية كعجب ورياء فلا بأس عليه في وقوع ذلك العمل على تلك الصفة لأن افتتاح هذا العمل 
أولاً على الاخلاص» لكن لا تكون تلك الصفة المذمومة مقصودة له فإن أوقعها قاصداً للرياء 
مثلاً كان عليه إثم ذلك فليستغفر منه وجوباً والحال الثاني وهو أن يكون الخاطر متهياً عنه فلا 
تنبغي المبادرة إلى فعله بل يجب على العبد أن يرده المرة بعد المرة فإنه من الشيطان» فإن مال 
العبد إلى فعله ولكن لم يقع فليستغفر الله من هذا الميل والحال الثالث أن يكون ما ألقى في 
القلب مشكوكاً فيه بأن لم يظهر للعبد أهو مأمور به أم منهي عنه فمن الأدب الإمساك عن العمل 


المراد أن لا يحبهن طبعاً وإنما يحيهن بتحبيب الله عز وجل فزالت تلك الكراهة عني» وأنا الآن 
من أعظم اللغلق شفقة على النساء لأني في ذلك على بصيرة لا عن حب طبيعي وأطال في ذكر 
قوله تعالى: ##وَإن تَظهَرًا عَلَيهِ فِنَّ أله هْرٌ مَوَلَلهُ وَجِبْريلٌ4 [التحريم: 4] الآية. 


(قلت): وتقدم الكلام على هذه الآية أيضاً في الياب الثاني والعشرين من «الفتوحيات» 
فراجعه تر العجب والله أعلم. وقال: إنما نسب الحق تعالى الخلق إلى عباده في قوله تعالى؛ 
«#قتَبَارَك امد لْحَسَ َلْيَِقِينَ4 [المؤمنون: ]١4‏ فإنه ثبت أن ثم خالقين ولكن الله تعالى أحسنهم 


المبحث السابع والخمسون: في بيان ميزان الخواطر الواردة على القلب ان 


به حذراً من الوقوع في المنهي ومن ثم قال الشيخ أبو محمد اللجويني رحمه الله: إذا شك 
المتورضىء أن يغسل ثالثة فيكون مأموراً بها بها أم رابعة فيكون منهياً عنها فلا يفسل خوف الوقوع 
فى المنهى عنه قال الكمال فى «حاشيته»: والمعتمد أنه يغسل الام ار وتحقق 
قبل هذه الغسلة فيأتي به انتهى كلام شرح #جمع الجوامع» وهحاشيتهة. وأما كلام الشيخ محيي 
الدين في الخواطر فقال في الباب برت بالحسط راسي أغلق انالك ساي منراء إن ول 
جد سيور المشرا ا ل لاه لي فى يلي اليد ١‏ نان برزراتي طني درو ر اها رواب 
إلى ذلك العبد من غير إقامة بذواتهم وهم سبعون ألف خاطر في اليوم والليلة على عدد من 
يدخل البيت المعمور كل يوم لا يزيدون ولا ينقصون فلا تغفل يا أخي عن هؤلاء السفراء فإنهم 
يمرون ساحتك ضيوفاً ولا يثبتون فإن وجدوك متصفاً باليقظة فهو المقصود وإن وجدوك متصفا 
بالغفلة تفروأ في مرورهم على بابك لتتبقظ فإن تيقظت فإنهم لا يفوتونك وإن لم تتيقظ لنغرهم 
تركوك ورجعوا إلى ربهم. وأطال في ذلك. نم قال: وعدة الخواطر خمسة جعلها الحق تعالى 
لك لتمشي عليها على القلب وتمشي على الطريق الواحد وجوباً والثاني ندباً والثالث -حظراً 
والرانع كراهة والكامس إباعة وسعل الله تعالى:في كل طريق عن هدم الطرق ملكا يقائل 
الشيطان يأمر العبد بضد ما يأمره به الشيطان ما عد! طريق الإباحة انتهى . 

(فإن قلت): فهل عفو الله تعالى عن هذه الخواطر في حق كل الناس أم العفو خاص 
ببعضهم؟ 

(فالجواب): هو خاص ببعضهم عند من يقول إن قوله تعالى : #وَإن تُبَدُوا ما يه أشيكم 
ل يك يَُاسِبَكمْ بد أله [البقرة : 144] غير منسوخة أو منسوخة في حق العامة دون 
الخاصة) أما عند من يقول إنها منسوخة فهي عامة في حق كل الأمة ولكن كتب القوم مشحونة 
المراح لك الجر لا لي مام الدار. وذكر الفيخع, في اباب الثاني والعشرين وأربعمائة ما 

نصه: اعلم أن الله تعالى قد عفا عن الخواطر التي لا تستقر عندنا إلا بمكة شرفها الله تعالى لأن 
الشرع ورد أن الحق تعالى يؤاحذ من أراد الظلم فيهاء قال وهذا كان سبب سكنى عبد الله بن 
عباس بالطائف احتياطاً لنفسه رضي الله عنه فإن الإنسان ليس في قدرته أن يمنع قلبه عن 


خلقاً وذلك أنه تعالى إذا خلق شيئاً يخلقه عن شهود في علمه فيكسوه الخلق حلة الوجود بعد 
أن كان معدوماً في شهود الخلق بخلاف العبد إذا خلق الله على يديه شيئاً لا يخلقه إلا عن تقدم 
تصور أي تصور من أعيان موجودة يريد أن يخلق مثلها أو يبدع مثلها فحصل الفرق بين خلق 
الله وخلق العباد وأكثر من هذا لا يقال. وقال فى الباب الخامس والستين وأربعمائة: أعل هبل» 
أعل هبل هو صنم كان يعبد في الجاهلية وهو الحجر الذي يطؤه الناس في العتبة السفلى من 
باب بني شيبة وهو الان مكبوب على وجهه؛ وبلط الملوك فوقه البلاط . 

وقال في الباب السابع والستين وأربعمائة: أعلى المحامد عندنا بلا خلاف عقلاً وشرعاً 


4م الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 
الخواطر التي تناقض مقامه إلا أن يكون معصوماً أو محفوظأً إنما نكر في الآية قوله بظلم 
ليجتنب الساك: ن بالحرم كل ظلم اتتهى . وقال ذ في علوم الباب التاسع والستين وثلثمائة أعلم أن 
حديث النفس إنما كان مغفوراً إذا لم يعمل أو يتكلم والكلام عمل فيؤاخذ به العبد من حيث ما 
هو متلفظ به كالغيبة والنميمة فإن العبد يؤاخذ بذلك ويسأل عنه من حيث لسانه ولا يدخل الهم 
بالشيء في حديث النقس أن الهم بالشيء له حكم آخر في الشرع خلاف حديث النفس ولذلك 
موطن كمن يريد في الحرم المكي إلحاد بظلم فإن الله أخبر أنه يذيقه من عذاب أليم سواء أوقع 
منه ذلك الظلم الذي أراده أم لم يقع وأما في غير المسجد الحرام المكي فإنه غير مؤاخذ بالهم 
فإن لم يفعل ماهم به كتبت له حسنة إذا ترك ذلك لله خاصة فإن لم يتركها من أجل الله لم 
يكتب له ولا عليه فهذأ هو الفرق بين حديث النفس والإرادة التي هي الهم انتهى . 
(فإن قلت): فما حكم من كثرت عليه وسوسة الشيطان في الصلاة؟ 
(تالحوابس): كما قأله الشيخ في باب صلاة شدة الخوف من «الفتوحات؛؟: أن حكمه 
ا ل ا 
لته ولو قطع الصلاة كلها في محاربة الشيطان فيؤدي الأركان الظاهرة كما شرعت بالقدر الذي 
0 الصلاة فى الها كداووديا الججافة الصباده ؛ حال المسايقة بباطنه كما 
شرعت بالقدر الذي له من الصلاة : فى ظاهره من الإيمات بعينيه والتكبير بلسائه فى جتهاد عدوء 
الظاهر فإن وسوس له الشيطان في ذلك لم يضره سوست في صافة إن كان كلا دل فلي 
في نفسه أنه يصلي رياء وسمعة وكان قد أخلص في أول شروعه في الصلاة فلا يبالي فإن 
الأضل مسي فى اول ؛ نشأة صورة الصلاة فلا بيبطل عمله وغرض الشيطان 00000 
ل ل لط 
عسل 4 [محمد: 178 بسبب تلك الشبهة التي يلقيها إلى قلب العبد انتهى . 


(فإن قلت): فما محل مخالفة النفس من الأحكام؟ 


(فالجواب): محل مخالفتها في ثلاثة أمور في المباح والمكروه والمحظور لا غير كما 
ذكره الشيخ في الباب الثاني عشر ومائة قال: وأما إذا وقعت لها لذة عظيمة في طاعة مخصوصة 


قولنا ليس كمثله شيء لأنه لا يصح أن يثني على الله تعالى مما لا يعقله العبد فما بقي إلا أن 
يثني عليه بما يتعقله والحق تعالى وراء كل ثناء للعبد فيه شرف فمتى علمت شيئاً أو عقلته كان 
صفتك ولا بد فحقيقة التسبيح عن التسبيح مثل قولهم التوبة هي التوبة من التوبة إذ التسبيح 
تنزيه ومعلوم أنه لا نقص في جانب الحق. قال: وإذا كان كل شيء يسبح بحمده. فسبح بعد 
ذلك أو لا تسبح فإنك مسبح شتت أم أبيت علمت أو جهلت وأطال في ذلك ثم قال: واعلم 
أنا لا نحمد الله إلا بما أعلمنا أن نحمده به فإن حمله مبئاه على التوقيف إذا التلفظ بالحمد على 
جهة القربة لا يصح إلا من جهة الشرعء ومن هنا كان لا ينبغي للعبد أن يثني على الله تعالى 


المبحث السابع والخمسون: في ببان ميزان الخواطر الواردة على القلب 256 
وعمل مقرب فهنالك علة خفية فيخالفها بطاعة أخرى وعمل مقرب فإن استوى عندها جميع 
التضرفانت فى فتون: من العبادات سلمنا لها تلك اللده من تلاك الطاعة الخاصة وإن :وجدت 
القيقة فن العفل البعرت الكو الذى نهر مكلاف هذ الحمن والعدوة ]إلى الشاف رضي فأنيا 
إن اعتادت المساعدة في مثل هذا انتقلت إلى المساعدة المحظور والمكروه والمباح قال: وإذا 
فكر حبيث السريرة أنه يفعل سوءاً إذا فرغ من الصلاة مع كونه مؤمناً فالصلاة صحيحة وهو ممن 
حدث نفسه بسوء وقد عفا الله عنه ما لم يعمله انتهى . 


(فإن قلت): فكم ينقسم الخاطر الشيطاني إلى قسم؟ 


(فالجواب): ينقسم إلى قسمين: حسي ومعنوي» ثم الحسي ينقسم إلى قسمين لأن 
الشياطين قسمان شيطان إنسي وشيطان جني قال تعالى لشَّينطِينَ الو وَالْجِنَ بو بَصُهُمْ إل 


مث 
ا 


بَعْضٍ يُخْرْنَ الْقَوَلِ رونا ولو سل رَيْكَ ما تَمَلُوهُ عدَرهُمْ وما يروت [الأنعام: *11] فجعلهم أهل 
افتراء على الله وحدث بين هذين الشيطانين في الإنسان شيطان آخر معنوي وذلك أن شيطان 
الإنس والجن إذا ألقى في قلب الإنسان أمرأ عاماً يبعده بذلك عن الله فقد يلقى أمراً خاصاً أو 
خصوص مسألة بعينها وقد يلقي أمراً عاماً ويتركه فإن كان أمراً عاماً فتح له في ذلك طريقاً إلى 
أمور لا يتفطن لها الجني ولا الإنسي يتفقه فيه ويستنبط من تلك الشبه أموراً إذا تكلم بها يعلم 
إبليس الغواية منها فتلك الوجوه التي تنفتح له في ذلك الأسلوب العام الذي ألقاه إليه أو لا 
شيطان الإنس أو شيطان الجن وتسمى الشياطين المعنوية إذ كل واحد من شياطين الإنس والجن 
يجهل ذلك ولم يقصدوه على التعيين وإنما أرادوا بالقصد الأول فتح هذا الباب على الإنسان 
لأنهم علموا أن في قوته وفطنته أن يدقق النظر فيه فينقدح له من المعاني المهلكة ما لا يقدر 
على ردها بعد ذلك وسبيه الأصل الأول فإنه اتخذه أصلاً صحيحاً عول عليه فلم يزل التفقه فيه 
يسوقه حتى -خرج به عن ذلك الأصل. قال: وعلى هذا جرى أهل البدع والأهواء فإن الشياطين 
ألقت إليهم أولاً أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى 
ضلوا فنسبت ذلك إلى الشياطين بحكمى الأصل وما علموا أن الشيطان في تلك المسألة تلميذ 
لهم يتعلم منهمء قال وأكثر ما ظهر ذلك في الشيعة ولا سيما في الإمامية منهم فأدخلت عليهم 
بخلقه المحقرات عرفاً والمستقذرات طبعاً وإن كان ذلك داخلاً في قول العبد: الحمد لله خالق 
كل شيءء ولكن لا ينيغي في الأدب التعيين للمحقر لثلا ينسب العبد إلى سوء العقيدة مع أن 
ذلك صحيح لو قاله العبد قال: ولا أمثل به لأني أستحبي أن يقرأ في كتابي مع أني ما أرى شيئاً 
في الوجود حقيراً من حيث إن الله تعالى اعتنى به وأبرزه في الوجوه والله أعلم. 

وقال في الباب الحادي والسبعين وأربعمائة في قوله َي عن الله عز وجل : «ما تقرب 


المتقربون إلى بمثل أداء ما افترضت عليهم ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبها 
الحديث : اعلم أن عبادة الفرض عبادة اضطرار وعيادة النفل عبادة اشثيار فيها رائحة دعوى 

















00 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الشباطي زلا عو هه البيت واستفراغ الحب فيهم ورأوا أن ذلك من أسنى القريات إلى الله 
تعالى وإلى رسوله وكذلك هو ولو وقفوا لم يزيدوا عليه بغض الصحابة وسبهم وأطال في ذلك 
ثم قال وبالجملة فكل شخص لا يفرق بين الخواطر لا يفلح في طريق أهل الله أبدأ فإنه ليس 
غرض الشيطان من الصالحين إلا أن يجهلوه في الخواطر المذمومة فيأخذوا عنه ما يلقيه إليهم 
من الضلالاات والشيه وتقدم في المبحث الثالك والعشرين في إثبات الجن وزيادة على ذلك 


المبحت التامن والخمسون: 
في ببان عدم تكفير أحد من أهل القبلة بذنيه أو ببدعته 
وبيان أن ما ورد في تكفيرهم منسوخ أو مؤول 
0 تغلبظط وتشديد كقول»ه تعالى 
ومن لم يكم د بمَآ أَنَرَلٌ أ تأزليك 16 الكفرون#» [المائدة: #:] 


قال ابن عباس وغيره: هو كفر لا ينقل عن الإسلام ومن أمثلة ما ورد التكفير به من 
الذنوب شرب الخمر وإتيان الساحر والكاهن ومن أمثلة ما قيل التكفير به من البدع إنكار صفات 
الله تعالى أو د خلقه أفعال عباده أو عدم جواز رؤيته يوم القيامة فإن من العلماء من كفر هؤلاء. 
أما من خرج بيدعته من أهل القبلة كمنكري حدوث العالم ومنكري البعث للنشر والحشر 
للأجسام والعلم بالجزئيات على ما مر في مبحث اسمه تعالى العالم فلا نزاع في كفرهم 
لإنكارهم بعض ما علم مجيء الرسول به ضرورة. قال الكمال في «حاشيته على شرح جمع 
الجوامع»: وقد عزى القول بكفر أهل البدع والذنوب من أهل القبلة إلى الأشعري. وقال الشيخ 
واس سسا ار ل +الخي ابو الحين الافتعري قبل مرنة عن #كفير ايد 
ل كه مت ره لاذم 
المذهب مذهب كفر المبتدعة الذين يلزم مذهبهم ما هو كفر فإن المجسمة مثلاً عبدوا جسماً 
وهو غير الله تعالى بيقين ومن عبد غير الله كفرء قال: وأما المعتزلة فإنهم وإن اعترفوا بأحكام 


لأنها كالتواضع ومعلوم أن التواضع تعمل لا يقوم إلا ممن له سهم في الرفعة» والعبد ليس له 
سهم في السيادة . ولهذا قالوا: العبد من لا عبد له فنقص النفل عن درجة الفرض وإيضاح ذلك 
أن علم العبد بربه ينقص بقدر ما اعتقده من النفل يل من أول قدم يضعه في النفل يتصف 
بالنقص في العلم بما هو الأمر عليهء وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن حب الله لصاحب 
الفرائض أكمل من حيه لصاحب النوافل كما أشار إليه حديث : «إذا قال العيد لأخيه أنا أحبيك 
فقأحبه الآخر فإنه لا يلحقه فى درجته فى الحب أبداً لأن حب الأول ابتداة وحب الثانى جزاءً 
فلم يكافته أبداً كما أن حب العناية من الله للأنبياء أعلى من حب الكرامة للأولياء». 2 


الصفات فقد أنكروا الصفات ويلزم من إنكار الصفات إنكار أحكامها فهم كفار بذلك. قال 
الكمال والصحيح أن لازم المذهب ليس بمذهب وأنه لا كفر بمجرد اللزوم لأن اللزوم غير 
الالتزام وقد وقع في «المواقف» ما يقتضي تقييده بما إذا لم يعلم ذو المذهب اللزوم وبأن اللازم 
كفر فإنه قال: من يلزمه الكفر ولا يعلم به ليس بكافر انتهى. ومفهومه أن علمه كفر لالتزامه 
إياه والله أعلم انتهى. وقد ذكر الشيخ أبو طاهر القزويني في كتابه «سراج العقول» أنه روي في 
بعض طرق حديث ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. مانصه: 
كلها في الجنة إلا واحدة رواها ابن النجار. قال العلماء والمراد بهذه الواحدة التي في النار هم 
الزنادقة قال القزويني وعلى هذه الرواية فيكون معنى الرواية المشهورة كلها في النار إلا واحدة 
أي في النار ورودهم وذلك في مرورهم على الصراط لمم تيّى ألَنَ أتقَواْ ودر القدلييت فيا 
عِنْيًا 43 [مربم: *7] والظالمون هم الكافرون فلا ينبغي لمتدين أن يكفر أحداً من الفرق 
الخارجة عن طريق الاستقامة ماداموا مسلمين يتدينون بأحكام أهل الإسلام. قال: وأمهات هذه 
دترا ل ل ا طائفة من 
أشار إليه رسول ا كله. قال: لا شف أن الكفر هو ضد الإيمان قال تعالى : «تينيم من 
ءَامَنَّ وَمنهُم كن 455 [البقرة: 5؟] والإيمان هو التصديق بالرسول وبما جاء به والكفر هو 
التكذيب لأنه مخالفة نص مقطوع به أو مخالفة الإجماع وفيهما جميعاً تكذيب الرسول ثم إن 
التكذيب ينقسم إلى أربعة أقسام: الأول تكذيب اليهود والنصارى وذلك كفر لا شك فيه. الثاني 
تكذيب المنكرين لأصل النبوة وتكفيرهم يكون على الطريق الأولى لأنهم كذبوا جميع الأنبياء 
ومن أهل هذا القسم الدهرية لأنهم كذبوا الله وبالرسل جميعاً ومنهم أيضاً الملاحدة لأنهم لبسوا 
التكذيب في صورة التصديق فعلقوا معرفة الله بمعرفة الرسول وقد علم قطعاً أن معرفة الرسول 
معلقة بمعرفة المرسل فتكون المسألة دورية لا يمكن إثبات واحد منهما وفي ضمن دعواهم هذا 
نفي الرسول والمرسل جميعاً وتبعهم أقوام على هذا الاعتقاد فأنكروا الشرائع وأباحوا نكاح 
الأمهات والبنات وقالوا ما ثم إلا فروج تدقع وأرض تبلع فالتحقوا بالمجوس والدهرية. القسم 
الثالث قوم صدقوا الرسول ولكن اعتقدوا أن جميع ما أخبر به الرسل من الشرائع ومنكر ونكير 

(قلت): ومن هنا كان الملامتية الذين هم أكابر القوم لا يصلون من الفرائضض إلا ما لا بد 
منه من مؤكدات النوافل خوفا أن يقوم بهم دعوى أنهم أتوا الفرائض على وجه الكمال الممكن 
وزادوا على ذلك» فإنه لا نفل إلا عن كمال فرض ونعم ما فهموا ولكن ثم ما هو أعلى وهو أن 
يكثر من النوافل توطئة لمحية الله لهم ثم يرون ذلك جبراً لبعض ما في فرائضهم من النقص 
والله أعلم. 


00 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


والحشر والنشر ونحو ذلك إنما هو على طريق المصالح للخلق وهم الفلاسفة وكفرهم من 
حيث تجويزهم الكذب على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي ذلك سد باب التبوة أصلاً إذ 
يبطل الثقة بقولهم فيجب تكفيرهم بالطريق الأولى ويقرب من أهل هذا القسم الحلولية الذين 
يزعمون أن روح الإله حلت فيهم وأن لله تعالى أعضاء على صورة حروف الهجاء وكذلك 
يقرب منهم الخطابية التي ادعت الألوهية لجعفر بن محمد الصادق» وكذلك الصابئة ادعوها 
لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمر علي بن أبي طالب بإحراقهم بالنار فصاروا يصرخون في 
النار الآن تحققنا إنك إله فلما اطلع أئمة الشريعة على هذه الفضائح الشنيعة ألحقوا القدرية 
بالمجوس» والحلولية بأهل الردة والمجسمة بعيدة الأوثان فيستتابون وينبهون على أن ذلك كفر 
فإن أصروا ولم يرجعوا عقد السلطان لهم مجلساً وفعل بهم ما اتفق رأي العلماء عليه من قتل 
أو عقوبة وليس ذلك لآحاد الرعية بإجماع الأمة. القسم الرابع قوم صدقوا الرسول في قوله 
ولكنهم أخطأوا في التأويل مع كونهم من أهل القبلة كالمعتزلة والنجارية والروافض والخوارج 
والمشبهة ونحوهم وقد اختلف الأئمة هل الخطأ في التأويل يبلغ حد التكفير فيبلغوا التكفير أم 
لا فصاروا في ذلك فرقتين: الفرقة الأولى زعمت أن من خالف الرسول في شيء أخبر به فقد” 
كذ سواء كاز صيع را الإتعاز اذ العدا ف المارين و العو كليبي ذلك لها العكر ول 
يميزوا بين الغلاة منهم وبين المقتصدين وهؤلاء مع ما ضيقوا من رحمة الله التي وسعت كل 
شيء لم يتابعهم الجمهور من العلماء والخلفاء ولم يهرقوا دماء القوم بقولهم ولا استباحوا 
أموالهم ولا حريمهم يفتواهم» بل أجروا عليهم أحكام المسلمين إلى عصرنا هذا لدخولهم في 
صدق اسم المسلمين عليهم وهم من أمة الإجابة بلا شك فمن سماهم كفرة فقد ظلم وتعدى 
وإنما يقال فيهم فسقة ضالة مبتدعة مخطئة ونحو ذلك. ومن سماهم كفرة فإنما ذلك على سبيل 
ارا لمي عر تن لد لداعتي واد اليج لكيه للك ار لمقاربته له 
كما ورد في الحديث المراء في القرآن كفر. وكما ورد: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ومن 
ترك الصلاة متحملذاً ققد كشو ذا قال الصببل للمقيلم ايا كار فقة عفر لأايوي الدائق. سين يرتي 
وهو مؤمن». راحو الل فإنه كله ورد على وجه التغليظ والزجر فإن الشيء اا 
الآخر بنوع شبه ولا يقتضي حقيقة الحكم عند التفصيل كما يقول الشخص لأجنبي أنت أخني 

لْمَوَِ) [النساء: ]١44‏ في هذه الآية نفي للمحبة أن يكون متعلقها الجهر بالسوء من القول مع أن 
الجهر بالسوء قد يكون قولاً وقد يكون فعلاً فيكون المراد بهذا السوء القولي» وأما السوء 
الفعلي فقد وقع التصريح بالنهي عنه في آيات أخر وربما كان ذلك يؤخذ من هذه الآية بطريق 
الأولى والمراد بالجهرية ظهور الفحشاء من العبد كما في حديث «من بُلِيَ منكم بشيء من هذه 
القاذورات فليستتر» يعني لا يجهر بها وأطال في ذلك. ثم قال: فعلم أن السوء على نوعين 
سوء شرعي وسوء يسوؤك وإن حمده الشرع ولم يذمه فهذا السوء هو سوء من حيث كونه 
يسوؤك لا أن السوء فيه حكم الله كما في السيئة الثانية في قوله تعالى : #وَحَرُوا مِيْكَوَ مَئنةٌ 


المبحث الثامن والخمسون: في بيان عدم تكفير أحد من أهل القبلة بذنبه أو يبدعته 9ه 


ولدي على طريق التقريب والإكرام ثم لا يرثه إذا مات ولا يحرم عليه بناته وأخواته وكما يقول 
الرجل لآخر أنا عبدك على معنى التواضع والطاعة ولا يجوز له بذلك القول بيعه ولا امتلاكه 
انتهى . 

(قلت): لكن في فتاوى الإمام الكردي في آخر ألفاظ التكفير بعد ما قاله أئمة الحنفية من 
المكفرات ما نصه: ويحكى عن بعض من لا سلف له أنه كان يقول ما ذكر في الفتاوى أن فلانا 
يكفر بكذا إنما هو للتخويف والتهويل لا لحقيقة الكفر قال وهذا كلام باطل وحاشا أن يلعب 
أمناء الله أعني علماء الأحكام بالحلال والحرام والكفر والإسلام بل لا يقولون إلا الحق الثابت 
عن سيد الأنام محمد ويْةِ أو ما أدري اجتهاد الإمام آخذاً من نص القرآن أنزله الملك العلام 
وشرعه سيد المرسل العظام أو قاله الصحب الكرام قال هذا الذي حررته هو كلام المشايخ 
السابقين العظام بوأهم الله بفضله دار السلام. انتهى كلامه وما عليه الجمهور أولى فإن متازع 
الفرق دقيقة على غالب الناس وكيف يقتل رجل يقول ربي الله ومحمد نبيي ويؤمن بالحشر 
والحساب والله تعالى أعلم. 

الفرقة الثانية من الأئمة قد أمسكت عن القول بتكفير المؤولين ولم يجعلوا أحداً منهم 
كافراً ولا مكذباً للرسل وقالوا لو كان المؤولون مكذبين للرسل كالكفرة ولم يعتنوا بتأويل 
كلامه يك ولم يشتغلوا به كانوا يضربون عنه صفحاً فأشعر عدولهم إلى تأويله بأنهم قبلوه 
وصدقوا به غير أنهم لم يوفقوا للصواب في تأويله فاخطأوا فيه فكان حكمهم حكم من فر من 
الكفر فوقع في البدعة يخطئه قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: وأول ما وقع مفارقة أهل 
السنة في زمن الإمام علي رضي الله عنه وكان هؤلاء المخالفون هم الذين أخبر عنهم 
رسول الله كيه أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرعية قال وقد سئل الإمام علي 
رضي الله عنه عنهم أَكَفَارٌ هم؟ فقال لا إنهم من الكفر فروا فقيل أمنافقون هم؟ فقال : لا إن 
المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً وهؤلاء يذكرون الله كثيراً فقيل أي شيء هم؟ فقال: قوم 
أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا قال الخطابي وإنما لم يجعلهم كفارا لأنهم تعلقوا بضرب من 
التأويل والمراد بقوله وه يمرقون من الدين أي الطاعة كما قال تعالى: #إمَا كن لأَمْدَ لْحَاهُ في 
يها 4 [الشورى : ]٠‏ فإن السيئة الأولى في الآبة شرعية لأن صاحبها تعدى حدّ الله والسيئة الثانية 
التي هي جزاء ليست بشرعية وإنما سميت سيئة لآنها تسوء المجازي بهاء فإن الله لا يشرع 
البداءة بالسوء ولكن لما أطلق في الاصطلاح في اللسان على السيء والحسن نزل الشرع من 
عند الله بحسب التواطؤ فإنهم سموا سوءاً وقالوا: إن ثم سوءاً فأخيرنا الله تعالى أنه لا يحب 
الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم أي لا يحب السوء الذي سميتموه أنتم سوءاأ لكونه لا يوافق 
أغراضكم فما ثم إلا حسن بنسبة سيىء بالنسبة في الحقيقة ولكن كل ما وافق الأغراض من 
القول قهو حسن كما أن كل شيء من الله حسن ساء ذلك أم مر فليتأمل ويحرر. 


0 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


دن آلْمَيِقِ» [يورسف: 6/8 أي طاعته قال وحجة من قال بعدم تكفير المتأولين أنه قد ثبت عصمة 
دمائهم وأموالهم بقولهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ولم يثبت أن الخطأ في التأويل كفر وإلا 
قلا بد من دليل على ذلك من نص أو إجماع أو قياس صحيح على أصل صحيح من نص أو 
إجماع ولم نجد من ذلك شيئاً فبقي القوم على الإسلام فإن اتفق في زمان وجود مجتهد 
تكاملت فيه شروط الاجتهاد كالأئمة الأربعة وبان له دليل قاطع أن الخطأ في التأوبل مرجب 
للكفر كقرناهم بقوله وهيهات أن يوجد مثل ذلك في مثل هذه الأزمان انتهى. وقد سثل الإعام 
المزني رحمه الله عن مسألة في علم العقائد فقال: حتى أنظر وأتثبت» فإنه دين الله وكان ينكر 
على من يبادر إلى تكفير أهل الأهواء والبدع ويقول: إن المسائل التي يقعون فيها لطاف تدق 
عن النظر العقلي وكان إمام الحرمين رحمه الله يقول: لو قيل لنا فصلوا ما يقتضي التكفير من 
العبارات مما لا يقتضيه لقلنا هذا الجمع طمع في غير مطمع فإن هذا بعيد المدرك وعر المسلك 
يستمد من تيار بحار التوحيد ومن لم يحط علما بنهايات الحقائق لم يتحصل من دلائل التكفير 
على وثائق وكان أبو المحاسن الروياني وغيره من علماء بغداد قاطبة يقولون لا يكفر أحد من 
أهل المذاهب الإسلامية لأن رسول الله لةِ قال من صلى صلاتتا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا 
فله مالنا وعليه ما علينا. انتهى . 


(قلت): وقد رأيت سؤالاً بخط الشيخ شهاب الدين الأذرعي صاحب «القوت» قدمه إلى 
شيخ الإسلام الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله وصورته: مايقول سيدنا ومولانا شيخ 
الإسلام في تكفير أهل الأهواء والبدع؟ فكتب إليه اعلم يا أخي وفقني 09 وإياك أن الإقدام على 
تكفير المؤمنين عسر جدا وكل من في قلبه إيمان يستعظم القول بتكفير أهل الأهواء والبدع مع 
قولهم لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن التكفير أمر هائل عظيم الخطر ومن كفر إنساناً فكأنه 
أخبر عن ذلك الإنسان بأن عاقبته في الآخرة العقوبة الدائمة أبد الآبدين وأنه في الدنيا مباح الدم 
والخطأ في قتل مسلم أرجح في الإثم من ترك قتل ألف كافر ثم إن تلك المسائل التي يحكم 
فيها بالتكفير لهؤلاء المبتدعة في غاية الدقة والغموض لكثرة شعبها ودقة مداركها واختلاف 
قرائنها وتفاوت دواعي أهلها ويحتاج من يحيط بالحق فيها إلى الاستقصاء في معرفة الخطأ 


وقال في قوله تعالى: #إك في ذَلِكَ لَآَبتٍ لْقَوَرِ بَمْقَدُرت4 [الروم: 4]] اعلم أن من 
الأدب آن تمشي حيث مشى بك الشرع وتقف حيث وقف بك فتعقل فيما قال لك فيه اعقل» 
وتؤمن فيما قال لك فيه آمن وتنظر فيما قال لك فيه: انظر يعني تفكر وتسلم فيما قال لك فيه 
سلم وذلك لأن الآيات وردت في القرآن متنوعة فلأت لَمَوَوِ يعقوت 4. ول لبت لِقَوَو 
م4 [الانمام : 44]ء وسالْأٍَِ لقَوِ يتَفْكَرُوة4 [الروم: 77] ولطالَأَيَلتٍ لْقَرْوِ يَسْمَعُونَ4 [الروم: 


عمل أ 


“11 و لنت َلَمَيلِيينَ4 [الروم: 17آكء و ديلت إلتوقيين4. و ءَللتٌ إِننُوقنِينَ 4 [الذاريات: ]7٠١‏ 


اللو سوك 


وآيات «لَأُول أله » [طه: 8؟١]‏ «الآبنت لَدُوَل الألبب» [آل عمران: 150] وآيات ##لأُولي 


المبحث الثامن والشخمسون: فى بيان عدم تكثير أحد من أهل القبلة يذنبه أو ببدعتثه م 


بسائر صنوف وجوهه وإلى الاطلاع على حقائق التأويل وشرائطه في الأماكن ومعرفة الألفاظ 
المحتملة للتاويل وغير المحتملة وذلك يستدعي معرفة جميع طرق أهل اللسان من سائر قبائل 
العرب فى حقائقها ومجازاتها واستعاراتها ومعرفة دقائى الأمور في علم التوحيد إلى غير ذلك 
مما هو متعذر جداً على غالب العلماء فضلاً عن غيرهم. وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن 
القول بتكمير أهل الأهواء والبدع يحتاج إلى أمرين عريرين أحدهما تحرير المعتقد وهشو صعب 
د حهة عدم الاطلاع على ما شي القلب وتخليصه مما بشو به مع تعذر ان الشحمضن ينطق صتاك 
حاكم بما يعرف أن به يكون قتله هذا أمر أعز من الكبريت الأحمر وكذلك البينة على ما فى 
قلب الشخص يتعذر إقامتها. الثاني أن الحكم بأن ذلك كفر صعب من جهة صعوبة علم الكلام 
ومواطن الاستتباط و تهمير الحىٌ فبك من غيره وإنما يحصل ذلك لرجل مع صحة الذهمن 
ورياضة النفس حتى خرج عن الهواء والتعصب بالكلية مع امتلائه من علوم الشريعة والاطلاع 
على أسرارها ومنازع الأئمة المجتهدين فيها وهذا أقل أن يوجد الآن عند شخص وإذا كان 
الأنسان يعجر عن تحرير اعتقاد نفسه فى عبارة فكيف يقدر على تحرير اعتقاد غيره فى عبارة 
فالأدب من كل مؤمن أن لا يكفر احداً من أهل الأهواء والبدع لا سيما وغالب أهل الأهواء إنما 
هم عوام مقلدون لبعضهم بعضالا يعرفول ويل يناكم اعتقادهم اللهم إلا أن يخالفوا 
النصوص الصريحة التى لا يحتمل التأويل عنادا وجحداً فللعلماء فى ذلك النظر انتهى كلام 
الشيخ تفي اين السبعي . ومن جهله تقلت رحمهة الله وهو كلام في غاية الجودة والتماسة : 
وكان الإمام أحمد بن زاهر السرخسي أخص أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري يقول: لما 
حضرت الوفاة أباالحسن الأشعري في داري ببغداد أمر بجمع أصحابه ثم قال اشهدوا على أنني 
لا أكفر أحدا من أهل القبلة بذنب لأنني رأيتهم كلهم يشيرون إلى معبود واحد والإسلام 
يشملهم ويعمهم انتهى . فانظر كيف سماهم مسلمين والله تعالى أعلم. 


(خائمة): أخبرني شيخنا الإمام العالم المحدث الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري 
بمصر المحروسة أن شخصا وقع في عبارة في التوحيد ظاهرها مخالف للشريعة فعقدوا له 
مجلسا بحضرة السلطان بمصسر فافتى العلماء بكفرة» وكات الشيخ جلال الدين المحلي غانا عن 
المجلس فلما حضر قال: من افتى بقتل هذا فقال شيخ الإسلام صالح البلقيني وجماعة: نحن 
الأَضر ‏ ١اثنور:‏ 4؛] ففصل كما فصل لك الحق ولا تتعد إلى غير ما ذكر لك ونزل كل أية 
وغيره موضعها وانظر فيمن خاطبه بها واجعل نفسك مخاطبا بها فإنك مجموع ما ذكر فإنك 
منعووت بالعقل والإيمان والتفكر والتقوى والعلم والسمع واللب والأبصار وغير ذلك» فانظر 
بنظرك في تلك الصفة الذي نعتك بها وأظهرتها تكن ممن جمع له القرآن وأعطى الفرقان. وقال 
فى الباب الثالث والسبعين وأربعمائة فى قوله تعالى: #إنَّ أَنّهَ لا يَمْفْرٌ أن مُشرَكَ بو [النساء: 
]١ 15‏ أعلم أن الشريك عدم لا وجود له هذا يتيقنه المؤمن بإيمانه وإذا كان عَدنا فالإشراك عدم 
و إذا كاك الاشراك عدماً فلا يغغره الله إذ الغفر السكق ولا يستر إلا من له وجود والشريك عدم 


0م الجزء الثاني من اليراقيت والجواهر فى بان عقائد الأكابر 


أفتينا بذلك فقال لهم ما دليلكم في ذلك فقال الشيخ صالح: أفتى بذلك والدي شيخ الإسلام 


يوت اتج الذنة البلقيني في نظير هذه الواوعة فقال كارن . قاد سانيا موحد يقول ربي الله 


“م 2 
كت از 00 شع > لل 5 8 ته أ : 
و ميحي أل سيولى نينا شمو والدد لذ لم أن بعلم الرجل, ونزل ده من الشتلعة فما تجرأ حت بلسي 
ّ سي أللهء قنك وقال شيخ االإسيالام بالشام سراح الدين المخزومى: اقندت عا بعثل بهد شن 


التقمد ع لله عله فعاتسي على ذلك شيخ الإسلام خلال الدين التلفيني وقال» ه)* كنت 
يعلكث به ا لمالمية لمتعلدوا أمر 3 1 حت نفسك من بعته قال الككرياي ميا الل 0 2 0 


شيشنا شيخ 5 لإسالام شهاب ادي ن الزهري رسجهه الله بعتل رجل سسا ا وكات قن إماء 


فلم ينمه 9 حجوا باه يعجرونةه للقتل قال بأعلى صوئه يا هرق مآ 0 عدف ألنه أتقتلر: 


رجلا يقول ربي الله ومحمد رسول الله تبيي فكان الزهري بعد ذلك لا يزال يذكر قواه وسكي 
ويقول 7 إنفي أهاف من قتل ذلك ال جل أن يؤاحذني الله به يوم القيامة 'نتهى. هذا الخوف في 
حق من سب من صرح القرآن ببراءتها فكيف بمن يتجرأ على الإفتاء بقتل اند عن أونياء الله 
تعانى بعبارة لم ينهمها على رجهها الغلظ حجابه وكان الإمام الغزالي رسحمه الله يقول: من أكبر 


الائام تخطلنة العلماء من غير - على مرادهم وحمل كلامهم على حال قد لا يرتضوتها. 
قال في كتابه «المنقذ من الضلال» إنما يجب على العلماء بيان ما تبين لهم أنه الح لا ما لا 
بم هم . وقان شيخ الإسلام المخرومي قد نصم ن لاقام الشافعي على شام لكتشيم ر أهل الأهواء 
فى «رسالته؛ فقال 1 أكفر أها ل الأهواء بذنب وفي رواية عنه ولا أكفر أحدا من أهل, القبلة بذنب 
ا أخرى عنه ولا أكفر أهل التأويل المخالف للظاهر بذنب. قال المخزومي رحمه الله 
ا أد الاسام الشافعي رحمه الله بأهل الأهراء أصحاب التأويل المحتمل كالمعتزلة والمرجئة وأراد 
بأمل القبلة أهمل التو حياء انتهى. فقد علست يا أي مما قررناه لك في هذا المبيحث أن جميع 
العلماء المتدينيح أمسكوا عن القول بالتكفير لأحد من أهل القبلة بذنب فبهداهم اقتده والله 
تعالى اعلم. 


فما ثم من يستر فهي اكلمة تحقيق فمعنى قرله: «إذَ مه لا يِه 
لا وجود لد ولو وجده لصح وكان للمغفرة عين تتعلق بها وأطال في ذلك. 


ن شرك يمد [انسكء: 11ذ] أنه 


وقال في الباب الخامس والسبيعين وأربعمائة في قوله تعالى: # لدت + جلها لو 17 
شُمْتهْرِ أبن # [الحج 83 اعلم أن شعات الله إعلامه وإعلامه الدلائل عليه الموصلة 1 لى معرفته. 
ويا عجاً كينت 0 إلية من شو غعنده قال + ولما كانت البدن من شعائر ألله لهذا كانت لشم أي 
تجرح ليعلم أنها من شعاتر الله وما وهب لله لا رجعة فيه إلا تراها أنها إذا مانت قبل الوصول 
إلى البيت الحرام كيف يتحرها صاحبها ويخلي بيتها وبين الناس ولا يأكل منها شيئاً. قال : 
واعلم أن الشعائر جمع شعيرة وكل ل حل ا وأطال في ذلك . 


فال في الباب السادس والسبعين وأربعمائة: ثم من العلوم علم بعلم ولا يعتقد ولا 


السيحث التأسع واللخمسون: في بيان أن جميع ملاذ الكفار في الدنيا من أكل وشربه ماع 


المنحث التاسع لل خمسون: 
في بيان أن جمبع ملاذ الكفار في الدنيا من أكل ون 
وجماع وغبر ذلك كله استدراج من الله تعالى 


حيثك يلذه مي قلفة بإصراره على الكفر الى الموت 5 لشية عبابية يعذب بها عدانا 2-6 
عابي عذات الكتفرء وكالت المعتزلة إنها تعوه يثر ثب عليها السك وقال بعش.ى المحتقين حم 


,-- 4 لال 3 و 0 . 8 1 )- م 
ما يرزقه الله للكافر ليس لكرامة ولا إهالة وإئما ذلك لسبق العلم بأنه رزقه ما به قواه بذيه حي 
ان اكيم ا / ب 8 21 َي 20 


ينعن جميع ما كتبه له أو عليه انتهى . قالوا وجميع ما يفعله الكافر من الخيرات يجازيه الله علبه 
في دار الدنيا من صحة في البدن وتوسعة في الرزق وغير ذلك وليس له في الآخرة من نصيب 


شانه تعالى اح انه 7 تشسيع أى لمم 7 أحشيين - عماك لو سع اقنه ا الل 
9 - نعي 2 "بي 0 مه 6 ا يد ا 


ك3 


بالإسلام أثيب على كل عمل لا يشترط فيه النية كحفر الآبار للعطش 


الضيف وصلة الرحم والعتق زيادة على ثواب الأعمال الاسلامية كما قا! 





وأند تب ربها في الجاهلية وهذا ما عليه الجمهور. وقال الآمدي في الأذكار لا نعلم الاق بيه 
أصحابنا انه تعالى ليس له على من علم إصراره على الكفر نعمة دينية أبدا وأما النعسة الذليوية 
فللأشعري فيها قولان وميل القاضى أبى بكر إلى الإثبات ثم أشار إلى أن الخلاف لفظى فسن 
نفى النعم لا ينكر الملاذ في الدنيا وتحقيق أسباب الهداية غير أنه لا يسميها نعما لما يعمّبها من 
الهلالدء ومن أثيت كونها نعماً لا ينازع في تعقيب الهلاك لها غير أنه سماها نعماً للعورة. 
وكان أبو العياس الساري رضي الله عظرة يغول: عرفا اليحن للمؤمن على لوعين اك امه واستدراج 
فما أبماه عليك فهو كرامة وما ازاله عنك تبين أنه استدراج قالوا والالم يقابل اللذة واختلهه! فيه 
ها هو وحودي أو عدمى ولكل ملهما وجه قالوا: وأعلى اللذات اللذة الععلية وهى الحاصلة 


بسبب معرفة الأشياء والوقوف على حقائقها وهى اللذة على الحقيقة. رعلى هذ؛ فاللذة 
محصورة فى المعارف. وقال أبو زكريا الطبيب: إن اللدة أمر عدمى وهو الخلاص م الألو 


لانن 


وضعف هذا القول أن الإنسان قد يلدل بالشيء من غير سبق ألم كما إذا وقع بصره على, صم 


ِ 
ب 





ينطق به ولا يجري على لسان عبد مختص إلا فى مشايق الأحوال لا غير . وقال في الباب 
التامه شعت وار بعحاف قن قر لداتعالن ١:‏ لوو عن لفق الس لعل ال روا ره 
اعلم أذ التعن: تعالى الأنية أن يوس لكل امقترق رؤقة الذدى مضه لقال ولس لشاف 
إهانته عليه ولا كرامته فإنه تعالى يرزق البر والفاجر والمكلف وغير المكلف وغاية اعتنائه تعالى 
السك أن تتسم لك صيلذلا لآ شبية فيه فال تعالى + 2 يفيت شد حر لك 4 زمر جنا أى ها حل 
لكم تناوله من الشيء الذي تقوون به على طاعة ربكم قال: وليس رزق العبد إلا ما تفوم به 
نشأته وتدوم به قوته وحياته لا ما جمعه وادخره فقد يكون ذلك لغيره وحسابه على جامعه 


مه لجزء الثاني من اليواقيت والجواهر فى ببأن عشائد الأكابر 


حسنة فإنه يلتذ بأبصارها مع أنه لم يكن له شعور بها حتى تجعل تلك اللذة مخلصة من ألم 
ا وكذلك مب ن وقف على مسألة علم أو كنرٌ مال فجاءه من غير خطور ذلك بالبال 
وألم لشم ف إليهما. وقال السمرقندي في «الصحائف»: الحق أن الادراك ل ليس هو نفس اللذة 


0 ري وفي المحصول أن الصواب أنها لا تحد لأنها من الأمرر 5 
الطوالع وقال الشيخ عر الدين بن عبد السلام: هذا مخصعر بدار المحنة وأما دار الكرامة 
التي هي الجنة فإن اللذة تحصل فيها من غير ألم يتقدمها أو يقترن بها لأن العادات خرقت فيها 
فيجد أهل الجنة فلذة الشرب من غير عطش. ولذة الطعام من غير جوع وكذلك القول في 
العقوبات فإن أقل عقوبات الآخرة لا يبقى معها في هذا الدار حياة وأما الدار الآخرة فيأتي 
أحدهم أسباب الموت من كل مكان وما هو بميت والله تعالى أعلم 
المبحث الستون: في بيان وجوب نصب الإمام الأعظم وثوابه ووجوب 
طاعته وأنه لا يجوز الخروج عليه وأن وجوب نصبه علينا لا على 
الله عز وجل وأنه لا يشترط كون الإمام أفضل أهل 
الزمان بل يجب علينا نصيه ولو مفضولا 
وذلك ليقوم بمصالح المسلمين 
كسد اللغور وتجهيز الجيوش وقهر المتغلبة والمتلصصة وقطاع الطرق وقطع المنازعات 
الواقعة بين الخصوم وحفظ جميع مصالح الناس الدينية والدنيوية. فلولا الإمام الأعظم ما زجر 
الناس عما يضرهم ولا نفذت أحكامهم ولا 5 حدودهم ولا فسمت غنائمهم وقد أجمع 
الصحابة بعد رسول الله صمي على نصبه حتى جعلوه أهم الواجبات وقدموه على دفنه لاد ولم 


يرل الناس في كل عصر على ذلك . ويؤيد ذلك أيضا عدة أحاديث منها حديث مسلم: من 
خلع يدا من 0 ا 


جاهلية. وقال الكمال فى «حاشيته»: نصب الإمام واحب سماعاً آي شرعاً لا عقلاً وقال 
أصحاب الجاحظ والبلخى والبصري من المعتزلة بوجوب نصب الامام على الحق تعالى عقلا 
لأنهم يقولون الضرر مع عدم الإمام متوقع من الظلمة على الضعفاء ودقع الضرر المظئون 


وأطال فى ذلك . 


وقال في الباب الثمانين وأربعمائة في قوله كيه «في ألغيث إنه حديث عهد بربه» أي 
قريب التكوين وكذلك عيسى عليه السلام لما لم يكن عن أب عنصري لم يحل بينه وبين إدراك 
قربه مء ن الله حائل لبعده عن عا! لم الأركان في خلقه فلم يكن ثه ما يغيبه عمن صدر عنه فقال 
وهو صبي في المهد مخبراً عما شاهده من الحال ما قال من جهة براءة أمه وبرأها الله بنطقه عما 
كانوا افتروا عليها فكان نطقه أحد الشاهدين. و تحنين الجذخ إليه هو الشاهد الثاني وقد اكتفى 


السحث الستون: في بيان وجوب نصب الإمام الأعظم وثوابه ووجوب طاعته م2 


واجب عقلا وذلك إنما يندفع بنصب إمام يقوم بأحكام الشرع وهم موافقون لأهل السنة في 
تعيين الأئمة. وأما أهل السنة فذهبوا إلى أن الإمام يعرف بأمور إما بنصب من يجب أن يقبل 
قوله كنبي أو إمام أو بإجماع المسلمين وكان الإمام يعد النبي 46 بالإجماع أبا بكر الصديق ثم 
عمر الفاروق بنص أبي بكر عليه ثم عثمان بنص عمر على جماعة جعل أمر الخلافة شورى 
بينهم فإنه لم يستخلف أحداً فاجتمع الناس على إمامة عثمان ثم على المرئضى وأجمع 
المعتبرون من الصحابة على ذلك وهؤلاء هم المخلفاء الراشدون ثم وفعت المخالعة بين الحسن 
ومعاورية وصالحه الحسن واستفرت الخلاقة عليه الك على م بعذده من بنى أمية وى مروات حو 
انتقلت الخلافة إلى بني العباس وأجمع أكثر أهل الحل والعقد عليهم. وانساقت الخلافة منهم 
إلى أن جرى ما جرى. وأما قول بعض الروافض إن أبا بكر غصب الخلافة وتقدم على علي 
رضي الله عنه ظلماً فهو باطل يلزم منه إجماع الصحابة على الللم حيث مكنوا أبا بكر من 
الخلاقة وحاشاهم من ذلك فانهم حماأة الدين . وقالت الخوارج والأصم من المعتزلة لا يجب 
عل الناس نصب إمام ومنهم من قال بوجوب نصبه عند ظهور الفتن دون زمن الأمن وبعضهم 
عكس الأمر. وقالت الشيعة المسلمون بالإمامية بوجوب نصب الإمام على الله تعالى والحق أنه 
علئنا نر الْنُؤْمِينَ4 [الروم: 147 وكما في قوله تعالى في الحديث القدسي: إني حرمت الظلم 
على نفسىء وذلك لأن حضرته سبحانه وتعالى لا تقبل التحجير وبذلك باين خلقه إذ التحجير 
لا يكون إلا من أعلى على «دنى ف4':ه.. وقالت المعتزلة يجب على الله تعالى أشياء يترتب الذم 
بتركها منها الجزاء اي اليراب على الطاعة والعقاب على المعصية ومنها اللطف بأن يفعل بعياده 
ما يشويهم على الطاعة ويقربهمى منها ويبعدهم عن المعصية بحيث لا ينتهون إلى حد الإلجاء. 
ومنها فعل الأصلح لهم في الدنيا من حيث الحكمة؛ وقولنا فى ترجمة المبحث لا يجوز 
الخروج على السلطان قد خالفنا فيه المعتزلة فجوزوا الخروج على السلطان الجائر بناء على 
ألتعز اله بالجور عنتدهم وقولنا يحب نصب الإمام ولو مفضو لا قد خالفنا كوم في دلك فعَالوا: أيه 
يكفي نصب الإمام المفضول مع وجود الفاضل بل يتعين نصب الفاضل ونقل ذلك عن 
الإسماعيلية وهم قوم منسوبون إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق المدفون بالقرب من 


بالشاهدين العدلين فى الحكومات ولا أعدل من هذينء قال: وكان نطقه أن قال: إنى عبد الله 
تكو علو تفنه بالسودة ”وها فالنه ابن كلاه اكالم مكرورم أناتى القنات انسمل له 
الحكمة قبل بعثه فكان على بيئة من ربه وجعلني نبياً فحكم بأن النبوة بالجعل وجعلني مباركاً 
أي خصني بزيادة لم تحصل لغيري وتلك الزيادة هي ع لدورة الولاية ونزول 0 الزمان 
وحكمه بشرع محمد #َِ وذلك ليرى ربه يوم القيامة في المرآة المحمدية التي هي أكمل المرايا 
أينما كنت دنيا وأخرى وَأوْسَت بالصّلْة؟ [مريم: :]*١‏ يعني : المفروضة في أمة محمد أن أقيمها 
إذا نزلت لأنه جاء بالآلف: واللام فيها #وَالرَكَرو [مريم: ]*١‏ كذلك ما دُنْثُ حاه اترييء مز 


كه الجزء الثانى م: اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


البقيع ويسمون بالباطنية وبالملاحدة أما الباطنية فلكونهم يقولون لكل ظاهر باطن وأما تلقيبهم 
بالملاحدة فلعدولهم عن ظواهر الشريعة إلى بواطنها في بعفى الأحوال. واعلم أن بعضهم 
جعا. لام بعض الصوفية في دقائق العلوم عبديي الباطية عرواء و لهذ أ ميم قرفا نات 
الس فية لا يعتمدون قط على ياطن إلا إن وافق ظاهر الشريعة وإلا رموا به: وكتبهم مشحونة 
بذلت بسخلاف الباطنية يعتمدون ما انتحله أكابرهم سواء وافق الشريعة أو خالفها غافهم. وقد 
تقدم في مبحث الكلام على القطب والأفراد أنه قد يكون من الأفراد من هو أكمل من القطب 
قن :حاتي انو يك فى هنا المقات ناه طن الكافة عرق الأو لباا تو ماتفو قري العلة بالالة يد 
غي العالم من واحد يرجع إليه أمر الناس فتعين للقطبية لا بأولوية فكذلك القول في مبحث 
الإساءة هنا لا يشترط أن يكون الإمام أفضل الرعية والله أعلم. واعلم أنه لا يشترط في الإمام 
العصمة ولا كونه هاشمياً ولا علرياً خلافاً للرافضة وذهب الجمهور إلى أن الإمام الأعظم لا 
بنعزل بالفسق, وفي كتب أصحاب إمامنا 0 رضي الله عنه يشترط أن يككون الإمام بالغا 
عاقلاً مسلماً عدلاً حراً ذكراً مجتهداً شجاعاً ذا رأي وكفاية قرشياً سميعاً يصيراً ناطقاً سليم 
الأعضساء من نقص يمنع استيفاء الحركة وسرعة 0 فإن لم يوجد قرشي اجتمعت فيه 
الشروط فكنانى فإن لم يوجد فغيره والجاهل العادل أولى من الجاهل الفاسى كما هو مقرر فى 
كهه لتق هذاه رارك فى كفن المتكلميق. برأااعيازة الخيخ مسري الليث رعيية نال فى 


الا الثانى والعشرين وثلثمائة ف ن «الفتوحات» , 


(فإن:قلت): إن الشارع الم :يتس على الأمر باتغاد الإمام قمن اليد يكون وانهباً؟ 


(فالحواب): إن الله تعالى أمرنا بإقامة الدين ولا سبيل إلى إقامته إلا بوجود الأمان على 
ألغس النانس وأهليهم وأموالهم ومنع تعدي يعضهم على بعضص وذلك لاا يصح لهم إلا مم ع وجود 
كان مشان ب صلل متوير عون عمد ودر سماو )له ر رعسو ذل لشاقاة ل رميز ابعل 0 
لا يتش غون لإقامة الديرن الذي أوجب الحق تعالى عليهم إقامته وما لا يتوصل إلى الواجب إلا 
به فهو واجب فاتخاذ الإمام واجب علينا على الله تعالى قال ويجب أن يكون واحداً لثلا يختلفا 
فيؤدي الى الفساد في الكون كما أن إله العالم واحد وكما أن التطب الغوث في العالم واحد 


زمان التكليف وهو الحياة الدنيا #وبيًا بولِدق» [مريم: ؟*] لأنها محل تكوينه وَل جمِمَل انا 
سيا ام بم: *5] وذلك لا يكون إلا من الجهل والأنبياء تنْرّهُ عن ذلك 8وَألسَّلمْ عَنَّ يوم وَلدثُ» 
مريم: | رمعناه: السلامة من إبليس الموكل بطعن الأطفال عند الولادة حين يصرخ الولد إذا 
خرج من طعنته فلم يصرخ عيسى بل وقع ساجدا لله حين خرج ع الم مويك # [عريم: **ا 
تدبا لمن افترس عليه إنه قتل لأنه لم بقل: ويوم أقتل #وَبَوم أبعت حا [مريم: 18 في القيامة 
الكبرق فككان في إتيانه الحكم صبياً رضيعاً في المهد بيان تمام وصلته بربه وأنه أتم من يحيى 
ابن خالته لأن عيسى سلم على نفسه بسلام ربه ولهذا ادعي فيه أنه إله ويحيى سلم عليه زه 


السحث اتوت فى بيال وجوب صب اللإمام الأعظم وثوأبه ووججعوب ناعته بذكن 


قتصسا الإمام واحداً واجب شرعاً انتهى : 
(فإن قلت): إذا صحت امامة ششهن فبماذا ينعزل منها؛ 


(كالحوات): يتعال بعجزه عن القيام بحقها من منع بغي بغى ال عية على 0 ولحد ذناك 
مما تقدم في شروط الإمامة كما هو مقرر في كتب الفقه. وقد ال الشيخ محبي الدين ني اليدب 
الستين من «الفتوحات1: كل إمام لا ينظر : لق احرال رعيته ولا يمشي فيهه بالعدل والإاحما:, 
فقد عزل نفسه من الإمامة فى نفس الأمر 00 الظاهر. قال: وعندي أن الحاكم إذا جار ار 
فسن العزل فيما فسق فيه خاصة لأنه لم يحكم بما أمره الله أن يحكم به وق أتبد. 
رسول الله كلاذ للولاة اسم الإمامة ولو جاروا فقال فإن عدلوا فلكم ولهم وإن جارد م.. 
وعليهم: ونهانا أن تنخرج يدا من طاعة ولا خص. بذلك واليا دون اآخر ومن هنا قلنا إنه انى .. 
فى نفس الأمر دون الظاهر انتهى. فعلم أنه ليس للإمام مخالفة الشريعة أبدا تكن رايت فى 
الباب التاسع والستين وثلثماثة في الكلام على علم السياسة للملوك أن يعفوا عن كل شي:١‏ : 
عن ثلاثة أشياء وهي التعرض للحرم وفشاء السر والقدح في ملكهم انتهى. ورأيت في “تاريخ 
الخلفاء» للجلال السيوطي أن ذلك من كلام أبى جعفر المتصور وكذلك رأيت فى «الأحكام 
السلطانية» أن للوالى أن 5 المجرم حتى 0 وليس ذلك للقاضى فليتأمل ذلك عقاك 1 
علوت اليا الرائع: رالمسين وكلتمائة ,دن «القتوصاسةفة بدح لي فى الوواة :قد سه هد عقف 
إلى السفه وقصور النظر وهو باب خطير جدا قال: ولهذا نهى الحق تعالى عد الصعن ني 
المثر قرو الهلعا اراحين اد اقتورهم مان اك إن ب تجن علا رن كنك لط 0 00 
وأمد ناه أن تقصي لهم لأن وقوع المصلحة بهم فى العامة أعظم من جورهم مع أنهم با ايه 
تعالى في قضشاء الحوائج ني أهل الأرض سوراء 38 فاسقين أو المح لحين 007 أو 15 و 
يخرجهم ذلك عن إطلاق اسم النيابة عليهم انتهى. وقال في الكلام على الامامة مر دمللاة 
لجماعة فى أبواب الصلاة من «الفتوحات؛ فى قوله اله صلوا خلف كل بر وفاجر: الا 
بالكايخ هيا هو الفاصى الك ل الكانن قا دام الاجاء عن زيقة الاكاا م شلدا الصداؤة خلا 1ن 
كان ذلك مكروهاً كن لا يخفى أن الكراهة خاصة اذا كان مسق الامام بأمر متيقن لا مكلك د 


تعالى وأطال في ذلك . 


ثم قال: واعلم أن الناس إنما كانوا يستغا بود ".- لله من الصبي الصغير دون الكبيٍ 
لأنهم ما عهدوا إلا الحكمة الحاصلة عن الفكم م١.‏ . الصبي في العادة بمحل لذتك 


فيقولون: انه منعلق بها فتظهر عنايةٌ الله بهذا السحاز د سبي وعيسى بأتهما على علد 
نما نطقا به علم ذوق لأن ظهور مثل ذلك ال مان : :. بد الا ذوقًا فإن الله أناه الحكمى 


حسيا داهو كم , النبوة الذى أن يون إلااذ 3 قال 0 ا 3 عق لبف وهي في 
سم ار ضاعة 82 عمرها ص نه ها تشوئين 18 الك الجمامخ جاملته ولم ل ثالت. 





ممه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لأنه يبعد من المؤمن الكامل اعتفاد الفسق في أحد بالظن انتهى. وقال في الكلام على الطواف 
م باب. الحج 3 «الفتوحات) إئما جور إمامة الفاسى مع الكراهة ولم تبطل الصلاة خلفه لأنه 
١‏ بع لاسا ل حت خرف لوضوء المشرو ع ثم إنه يحرم بالصلاة فلا يزال فى خخير 
وعبادة ما دام بين قراءة ودذكر وخضوع حتى يسلم من الصلاة ولا يوصف إذ ذاك يفسق بل هو 
في طاعة الله عز وجل وقد صلى عبد الله بن عمر خلف الحجاج وكفى به فاسقاء وأيضاً فإنه ما 
من مععسية تشع من المسلم إلا والإيمان بأنها معصية يصحبه فالحجاج ونحوه حال صلاته وإن 
كان فاسقاً خار جها مؤمن مطيع لله تعالى بإيمانه والإيمان لا يقاومه شيء فضعف جانب المعصية 
فلذلك قلنا إن إمامته مكروهة لا باطلة. انتهى كلامه وفيه نظر أن الكراهة ليست من حيث عدم 
و صقه بالمعصية فى الصلاة وإنمأ هى من حيث أستصحابه الظلم والجور ولو خارج الصلاة 
فلذلك كانت إمامته مكروهة. 


(فإن قلت): فما شبهة الإمامية فى قولهم يشترط أن يكون الإمام معصوما؟ 


(فالحواب»): شبهتهم قولهم إن الإمام إذا صلى لا يناجي إلا صفته الاحدية خاصة فيجب 
حل كب ااه في الصصلاة حتى يسلم منها ع فائكلون يعدم حل قب واد خارج الصلاة كالوا واصل هذا 
المقام إنما هو خاص بالانبياء. ولكن من قدم للإمامة من غيرهم يجب علينا القول بعصمته 
حقى شرع من الصلاة انتهى . والحق الواضح بل الواقم عدم وجوب عصمة الأئمة فإئه ما من 
أمام اه ويفع له في السهو في صلاته وإن لم يسه عن صلاته فاك بين المقامين فرقا فإنه يلزم من 
السهو عن الصلاة عدم فعلها بالكثلية بخلاف الساهي فيها وأطال في ذلك في الباب السابع 
والأربعين وتلثمائه . 26 يؤيد عدم ! لقول بعصمة 5 الأئمة أيضاً ما كاله الشيح ف فى اليباب السادس 
والثلائين وثلئثمائة من كوله: اعلم أن الحق تعالى لا ينظر إلى القطب الذي هو ا الباطن 
إلا بعين الأهلية ولو أنه تعالى نفظر إلى السلطان الظاهر بهذا العين ما جار إمام قط كما يراه 
الإمامية فإن العصمة ليست من شرط الإمام الظاهر ولو كانت الإمامة غير مطلوبة له ثم أمره الله 
تعالى أن يقوم بها لعصمة الله بلا شك كما وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإلى ذلك 
الإشارة بحديث من أعطيها 8 الإمارة بغير مسألة وكل الله تعالى به ملكا يسددهء قال وهذا 


بيجب عليه الغسل فتعجب الحاضرون من , ذلك ثم إني فارقت تلك الينت وغبت عنها سلة فى 
مكة وكنت أذنت والدتها في الحجء فجاءت مع الحاج الشامي فلما حرجت لملاقاتها زانني من 
قوق الجمل ين ع0 فقالت تنصضوانت قصيح قبل أن تراني أمها : هذا أبي . وضحكت ورسثك 
بنفسها إلي . 


قال: وقد رأيت من أجاب أمه بالتشميت وهو في بطنها وكان اسمه الشيخ عبد القادر 
بك مسق وكذلك ذكره أيضاً في الباب الثالتك وثلثماته . وقال: شهد على النقات 0 ولم يذكر 
ااا 00 قلت): وقد 


المبحث الستون: في بيان وجوب نصب الإمام الأعظم وثوابه ووجوب طاعته 0 


كريد لصي حر لان أن يقال إنه محقواظ 1 ايعصوم وأما قوله تعالى في حى داود عليه 
الصلكاة والسلام ولا مد بع لهو َصِلكَ عن َيِل دش [م : 15] فالمراد بهذا الهوى عدم إتباع 
إشارة من أشار عليك - يخالف ما أوحينا به إليك من فعل الأولى لا المكروه ولا الحرام لأن 
مقام الأنبياء يجل عن ذلك كما بسطه الشيخ في الباب السادس والأربعين وثلثماثة وأنشد في 
ذلك يقول: 


ا دوا لوت معي ا يه 

إلى آخر ما قال وكذلك بسط الشيخ الكلام في ذلك أيضاً في الباب الخامس عشم 
وخمسمائة فراجعه. 

(فإن قلت): فهل بين الخلافة والملك فرق؟ فإن في الحديث الخلافة بعدي ثلاثون سنة 
الس تكون ملكاء. وه أقرب ا صفات الحق تعالى الخليفة أو الملكت” 

(فالحواب): بين الخلافة والميلك فرق ظاهر كما صرح به الحديث وكما تقدم فى مبحصثك 
النبوة والرسالة وقد قال الشيخ في الباب السابع والسبعين ومائة: الفرق بين المعخليفة والملك أن 
الخليفة يعلم اللأمميها: ومصارقفها بخلاف الملك لا يلم منه أنه يعرف علم الأسماء ولا مصارفها 
فليس هو بخليقة فى العالمء وقال فى الباب الستين وماثتين : أي“ يكون القرب الصوري من النه 
تعالى إلا للخلفاء خاصة سواء أكانوا رسلاً أم غير رسلء. قال ثم إن قربهم على نوعين الأول 
الخللافة عن التعريف الإلهي بمنشور والثاني خلاقة ) عن تعريف إلهي 2 نعود الاحكام 00 
ومثل هذا لا يسمى بلسان الأدباء خليفة وفي الحقيقة هو خليفة. 

(فإن قلت): فأيهما أتمْ؟ فالجواب الخلافة بغير تعريف إلهي إتم في القرب المعنوي فإ 
الخليفة بالتعريف والأمر الظاهر يبعد من المستخلف في الصورة فإن حكمه في العالم لم يكن 
عن أمر من غيره بل هو حاكم لنفسه فهو أقرب إلى الصفة الإلهية ممن عقدت له الخلافة 
بتعريف ومنشور ولكن هذا أقرب إلى السعادة المطلوبة مسن لم يقترن بخلافته أمرّ إلهي إِذ 








تقدم في الباب الثاني لون نحو ذلك فتزاد هذه القصة على ما نظمه الشيخ حاال الدين 


تكلم في المهد النبي محمد وموسى وعيسى والخليل ومريم 
ومبرىق جريج ثم شاهل يوسه وطقل لدى الأخدود يرويه مسلم 
وطفل عليه مر بالأمة التى يقال لها تزنى ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها 
فين زهان الهاديى المتارزك تمسح تم ونيمعسشةه لني ميقي الدين قدسن سروت 


وعم بنا جمعاً وذلك متمم. وقال فى الباب الأحد والثمانين وأربعمائة: الاحسان هو 


6خ الجزء الثانى من البواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


0 لبد قو الشعادة هو المطلوب ملك العانماء بأيله تعالى . وكال ٠‏ في الباأب ! لسامم 4 السسقيي: 


(فإن قلت»): فهل الأولى للخليفة التحكم فى العالم أه التسليم؟ 


(فالحواب): 7 ممخير شّ ذلك فإن شاء 27 وظهر كالشيح عيك الغادر الجيلي وات عناء 
سام 0 كَ الخصر يشت لابه في صباده 0 التمكن مله كابين ل بن الشبل وك الشيخ عيك 
القادر الا أن يقترن بذلك أ مر إلهي 0 عليه السلام فلا سبيل إلى رد أمر الله فإنه من اليوى 
اندي لهى العخليقه عن اتباعه وكعثمان ين عفان ز بي الله عله نهاه رسول الله 255 إن يخلع كوت 
يتحكمه أمرٌ الهي فهو مخير إن شاء ظهر به بحق وإن شاء لم يظهر به فاستتر بح مع أن ترك 
الشلهور أولى عن كا عافا , فعلم أن الأولياء كك بلعحقوت بالاتبياء في المخللاقة وو آم آل تسيا 


فلل سيق ل الحكم : ثم استخافت 5 التحكم أ ايشا 





00 ماديا رم را لان نولا كمه عن ور الله يحكم وقته الذى هم 


و 


نادت ٠‏ هن يك ويك للك الحكم تسسا إلى العدل والجور 
لت 2 50 8 3 0 


(فإن قلت): فهل رتية التحكم للإنسان ايتلاء أو تشريف؟ 

(فالحواب): هو ابتللاع ل ا لو كايت لش ا لحت شيعه فى الآخر 5 #فى ذار الشعلات ولما 
قات يشاك َك أمشدةه ولا تتبع اتهوى مان اير مؤدن بالأفلةه . تلن ل بخللاف التشريع انك 
أطلاق لا تحجي فيهء. وأيضا فلو كانت تشريفا لما نسب فى التحكم إلى عدل ولا إلى جور ولا 


كان بتولى الخلافة في العالم إلا أهل الله خاصة وقد ولى الله تعالى بعص الفسقة وأمر نا بالسيه 


#الخناصاء م وات جاروا هده حالة ابتانام 5 ا 1 
ِ جع م 1 3 
(فإن قلت»): فأيهيا أكمل خالافه 2 هل شو ادم عليه السام ا داود عليه السلام؟ 


(فالحواب): كل منهما فاضل ا حدم مقضو ل لي وعحجةه اجر كما قاله 0 فى الما 
السادس والاربعين وتلثمائة فثال : اعلم أن الحى تعالى لونا شر 2 تسدر أدم 3 عله الصيلاة 0 


العمل على استحضار ما أمكنه من عظمة الله وجلاله حتى يصير كأنه فى حضرة الحق ومشاهدته 


ف العيادة شي ذلك الحميك كت قانه نلك الرؤية يمف ا نْ العا 0 هو أللّه ايد شو و أن العيد انما 


شو جل لشسهور ذنك العمل ا غير . وقال فى الاب السادس والثمانين :ا زتعمانة انين قوله 


نر “ان لان تيد لطن ماف ا د 2 1 2 
تعالى : هن يطع الرسول ققاءك أطامّ لي أ [النساء* 000 اعلم أنه لم ع 2 م بعكم ل الرسوك ققات 
عصى الله وذلك لأن طاعة 0 لله ذائية ومعصيته عارضة لأنها بالواسطة فلو أنرل هنا 
١‏ ٌ 


لرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن تعالى إلها وهو إِلَّه فما عصى من عصى ما إلا الحجاب 


1 


وليس الحيجات سوق الواسهلة 1 وبين الله ؛ كال : فلحن اليوم أبعد من ميعتسية ار سول 








المبحث الحاديى والستون: فى بيان أنه لا يموت أحد إلا بعد انتهاء أجاه هم 


لأن يهب ابنه داود من عمرهء ستين سلة ثم نسي نسي أدم ذلك عند الوفاة وجحد ما أعطاه من مره 
حصل لداود اتكسار قلب عند ذلك فيجبره 7 بذكر لم يعطه آدم عليه السلام وذلك أند تعالى 
قال في آدم إن جَاعِلُ فى الْأَنضٍ خَلِيقَة» [البقرة: 1+0 وما عينه باسمه ولا جمع له بين أداة 
المخاطب وبين ما شرفه فلم يقل له وعلمتك الما كلها وقال في داود ##جعَلتك اخْليفَة فى 
الأريض »4 ام : 1 قسماة فلما علم الله تعالى فى سابق علمه أن مثل هذا المقام والاعتناء 
قد يورثه النفاسة على أبيه من ا لإولا تع لهو فِسِنّف عن سيل 
55 زمى. 51] فحذره فاشتغل بذلك الحذر عن الفرح بما حصل له من تعيين الله تعالى له 
باسمة وأمره بمراقبة السبيل ثم إن الحى تعالى سلك مع داود سلك الأدب حيث قال له: إن 
الى درن كك 00 يما نشوأ يوم أَلتابي» [ص: 5؟] ولم يقل له إنك إن 
ضللت عن سبيل الله لك عداب شديد وأطال الة لشيخ في اللي 

(خاتمة): ذكر الشيخ في الباب الستين م «الفتوحات» أن الله تعالى جعل في السموات 
تقباء من الملائكة وجعل لكل ملك نجما هو مركبه الذي يسببح فيه وجعل | الأواك تدور بهم كل 
يوم دورة فلا ينوتهم شيء من مملكة السموات والأرض فكل سلطان لا ينظر في أحوال رعيته 
الس نس فى كته للم الوا و مسحل لماي لور اده التصير افموو لاه لذ تان 
مناسبات ورقائق 8 إلى أهل الأرض من الولاة بالعدل مطهرة من الشوائب مطهرة من العيوب 
فتقبل أرواح هؤلاء الولاة الأرضين من أرواحهم بحسب استعدادهم حسثاً أو قبحأ فلا يلومن 
الوالي إلا نفسه. قال وقد بسطنا الكلام على ذلك في التنزلات الموصلية والله تعالى أعلم. 


المبحث الحادي والستون 
في ببان أنه لا يموت أحد إلا بعد انتهاء أجله وهو الوقت الذي 
كتب الله في الأزل انتهاء حباته فبه بقتل أو غيره 
وبيان معنى قوله ثم قضى أجلاً 
وأجل مسمى عنده وأنه يتجلى لكل ميت عند موته اثنتا عشرة صورة 
اعلم أن كثيراً من المعتزلة زَعموا أن المقتول لم يمت بأجله وإنما القاتل قطع بقتله أجل 


أصحابه إلى من دونهم إلينا لأنا ها عصينا إلا آولي أمرنا في وقتنا وهم العلساء منا بما أمر الله به 
ونهى عنه فنحن أقل مؤاخذة وأعظم أجراء لأن لالؤاحد هذا سو مقي اقكة وقيا تفي 
السحابة كما فى الحديث للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم فاجعل بالك لكونه لم 
ددر ب ' ' 


وقال في الباب السابع والثمانين وأريعمانة في قوله تعالى: #مْنْ سيل مدنا ين كر أز 


عه الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


المفتول دأنه لو لم يقتله لعاش أكثر من ذلك ويحتاج القائل بهذا الثول أن يعرف مقدار عمر 
ذلك المفتول فى علم الله تعالى حتى يحكم بنقصه بالقتل ولا سبيل له إلى ذلك ثم يتقدير 
اطلاعه على ذلك لا يجد أجله ينقضي إلا بقتله بالسيف فإن للحق تعالى أن يأخذ روح العبد 
بآلة وبلا الة وكلاهما هو الأجل المضروب له في علم الله تعالى فإن الحقى تعالى إذا كتب قتل 
عبد بسيف عند انتهاء أجله فلا بد من السيف ولو أن السيف فقد لعاش لا محالة إلى وجود 
السيف. قال بعضهم والأولى حمل كلام المعتزلة على هذا لأنهم أهل إسلام بلا شك ولا 
يلبغي جمانةه على اعتقاد أن الله تعالى أراد حياة هذا المقتول بالسيف والقاتل لم يردها فغلب 
شعله الارادة الالهية فإن ذلك بعيل عن أن يريدم مثل الزمخشرىي وأضرابه بمخللاف عامة المعتزلة 
من المقلدين فإنهم ريما فهموا أن القاتل قطع عمر المقتول فهما من نحو حديث: بادرني عبدي 
فيمن قتل نفسهء وهو فهم خطأ لا يصاح أن يكون دليلاً لأن قاتل نفسه لم يبادر بقتل نفسه 
مستقلاً بغير قضاء الله وإنما هو بإرادة الله ومشيئته فما بقي اللوم على قاتل نفسه إلا من حيث 
إنه قتل نفسه بغير أمر من الله تعالى فكأنه هدم ملك الغير بغير إذنه وذلك حرام والأحكام 
الشرعية دائرة مع الاحتجاجات بالأمر دوت الاحتجاج بالإرادة ومن هنا فالوا. تومن بالقدر ولا 
تعالى : لمَإِذا جه أعلهم لا يْتَتْجْرُونَ سَاعَهُ وَلَا يَنْتَعْمُونَ4 [النحل: ]1١‏ وقوله تعالى #إن أجل أله 
إذا جاه لا مسر لق كُشم ملسن [نوح: *] ومن متمسكات المعتزلة أحاديث فى 7الصحيحين» 
وغيرهما صرحت بأن بعض الطاعات تزيد فى العمر كحديث من أحب أن يبسط له فى رزقه 
وينسأ في أئره فليصل رحمه. قال وعن ذلك أجوبة أصحها أن هذه الزيادة مؤولة بالبركة في 
أوقات العموم بأن يصرف عمره فى الطاعات إذ لا يحسب له من عمره إلا ما كان فى طاعة 
وهذا جمع بين الأدلة» قال وأما نحو حديث الطبراني إن المفتول يتعلق بقاتله يوم القيامة 
ويقول: يارب إنه ظلمني وقتلني وقطع أجلي . فقد تكلم الحقاظ في إسنادء وبتقدير صحته فهو 
محمول على مقتول سبق في علم الله أنه لو يقتل لكان يعطي أجلاً زائداً لأن معنى قولنا المقتول 
ميت بأجله أن قتله لم يتولد من فعل القاتل وإنما ذلك من فعل الله تعالى وأنه لو لم يقتل لم 
أَنق وهر مُزْمن لينم خة نيد [التحل : 199 من الحياة الطيية أن يبدل الله سيئات العبد 
احستات حتى أنه يود أن لو كان أتى بسائر المعاصى الواقعة من الخلق حين يكشاهد التبديل . 
بغرب الأندلس والثانى: رجل بمكة. وقال في الباب !١‏ 5 م و 51-6 5-5-5 

وري رَبك سَيْ وأبى 4 الله: ]1١‏ . اعلم أن رزق ربك هو ما أعطاك مما أنت عليه في وقتك 
وما لو يعطك فإن كان لك فلا بد من وصوله إليك وما ليس لك فلا يصل إليك قط فلا تتعب 


نفسك في غير مطمع . قال: وال بأد بقولنا إن كان لك أن تأخذه على العحد الألهي 5 


المبحث الحادي والستون: فى بيان أنه لا يموت أحد إلا بعد انتهاء أجله وم 


يقطع بموته ولا بحياته على ما ذكره في اشرح المقاصد» انتهى . 

(قلت): و المعتمد وأما نقص العمر فى نحو قوله تعالى ##وَما 
يمر ين مُمْمرِ وَلَا ينقّصُ مِنْ غثروء إلا في كِنَبْ» [فاطر: 11١‏ فليس النع ادرية النقص من ذلك 
العين 3101 وان وما يتفي ب مر مدا هر اللشمير له إن لم تقر تلان مقاه لضان 
للفو ع فاق بالنزيت ميحلوق: هه شانى لا عام هيه للغنن لا كنا ولا عثلقا ونين نذا علن أن 
الموت وجودي بدليل قوله تعالى لق الموت وَللِرْء © ١الملك:‏ ؟] وفى التحديث أيضنا : يؤنى 
بالموت في صورة كشن أملتح فيوقك. نين التجتة والثار :فيتطر ليها أهل ‏ الجنة .وأهل الدار افيعرفوئه 
فيضعه الروح الأمين ويأتي يحيى عليه السلام ومعه الشفرة فيذبحه. والأكثرون على أنه عدمي 
ود الموت قدره والنفس باقية بعد موت الجسد منعمة أو معذبة هذا هو مذهب 
المسلمين بل وغيرهم وخالف في ذلك الفلاسفة بناء على إنكارهم المعاد الجسماني والكتاب 
والسنة متعران بالدلالة على بقاء النفس قال تعالى #ك تشين ذَابدد َلْرْتَ»ٌ [آل عمران: م4ذ] 
والذائق لا بد أن يبقى بعد المذوق. وقال تعالى ##كلآ إذَا بلَعَيِ لتاق 99 4 [الفيامة: 1؟] وهي 
نصص. فى بقاء الأرواح وسوقها 0 تعالى يومثل وقال تعالى: ري ع لنينَ ينوا فى سَبيلٍ 
للد 3 بل أحياك عند ديهم رفون 9 )40 [آل عمران: 139]. 

وني «الصحيحين» أنه ا كان يزور الموتى ويقول: ما أنتم بأسمع منهم. . فتأمل. وأما 
05 ا الله تعالى عتوبة ليم اد اعتبا رأ كقوم موسى -حين قالوا #أرْن أده جَيَْة4 [الساء: 13] 
كالذين طحَرَجُوا من دَيَثرهِم وَهُم لو عَدّرَ أَلمَوتٍ» [البقر:: +4؟] و كَألَِى مر عل ويم ره 
0 عَلّ عُرُوشِهَا؟ [البقرة: 159] فليس موت هؤلاء بانتهاء آجالهم ولذلك بعثهم الله تعالى 
ليكملوا بقية آجالهم المقدرة في علم الله تعالى فقد بان لك أنه لا يموت أحد إلا بأجله وأن 
معنى حديث: بادرني عبدي أي لكونه قتل نفسه بغير أمري فهو عاص للأمر مطيع للإرادة 
كابر العقافيي ١‏ لواقعة في هذا الوجود والله أعلم. وأما معنى قوله .تعالى : تن اع واعل 
0 0 ثم أَسْرٌ تَمترُونَ [الأنعام: ؟] فالمراد بقوله: لثم تو ك4 هو الأجل المقضى لكل 


ارال عراس 


حى يقبل الموت وأما قرله تعالى بعد ذلك رامل تس 2ب »* فالمراد به أجل الروحانية الذي 


الشارع لك فإن ما أخذ من حرام لا ينبغي إضافته إلى الله أدباً وإنما يضاف إلى الطبع وأطال في 


1 


امود 

وقال في الباب التاسع والئمانين وأربعماثة في حديث: (إذا مات ابن آدم انقطم عمله إلا 
من كللاثف: صدقةه جاريه او علم ينتفع بك او ولد صالح يدعو لهك المراد بهذا العلم المذكور ف 
الحديث: هو ما سئهة من الشتن الحسنة كما عليه الائمة المجتهدون والمراد بالمالح المسلم 
والصدقة الجارية مثل حفر الآبار ونحو ذلك. وقال في الباب التسعين وأربعمائة في قوله 
7 دتمم عث م سيرع اس عربير ع صم دس سر ع لعجت مهم امس را اعت سد شعن اع اعت 
تعالى: ظيَايَا آَِينَ اموا لم تَفُوُوت ما لا َقْمَنُونَ 3 كثْرٌ مَفْنًا عند أَنْهِ أن تَمُولوا نا لا 


2:5 الجزء الثالى من اليواقيت واتلجواهر فى بان عقائد الأكابر 


قات يا كا قا كان قبل الموت قن حيائه الأولى المعبر يله بالعث ولدلك عشيةه موك 


ا ا 
ا 0 5 سرون © يعنى فين البعث قاد ل المى - ا بمترونة فيه دنه مشهود لهم في كر 


1 ين وفعت المر يه إلا في اممدة الذي هو الأجل 200 عندة تعالى ١‏ وأطال الشيخ 
مي الذين شي دا الياب ال رابع 3 السسعن: ن ومائتين ثم قال : انما جه يجعا أجل الموت لسعاي ل 


ع حدم 


د31 نم فى الصور قصعق م في السموات ومن في الأرض 
«لائدة لا بصعقون فأما أن 5 كونوا على حفائق . لا تقبل الموت فيكون الاستثناء منقطعاً ويكون 
علي 5 "لمن اتلك ف أبن © إغائفر: 11] خلا يجيبه أحد ممن صعق: وإما أن يكونوا على مزاح 
تنا اموت لك ل إليهم التفخ فلم يصعقوا فيكون الأستتناء متصاة انتهى . 


(فإن قلت): فمن 30 الناس يقبض روحه من بنى ادم 


(فالحواب): آخر من يقبضر روحه الإنسان الموحد الذي يقوم ذكره مقام ذكر جميم 
اتعالم المشار إليه بحديت لا تقوم الساعة من ا يبتى على وجه الأرضص من يول الله الله , 
(فإن قلت) : هما مذهب التميخ عمجي الدون 1 فى الموت؟! هل هو علتبي و وجودي؟ 


(فالحوات): هو عنده عدمي وصباريه كن الباب السايع عشر وتلئمائة : اعلم أن المسوت 


حقيئة انما عم للسلب وأما المحياة فهى دائية للأعيان من كونها مسبحة يحمد الله تعالى ولا 
بسع آنا 3 ولكن ينا أغر ف ن الروح عن الجسد بالكلية 00 بزواله جسميع الغوى عم عا 


الت فهو كالليل بمغيب الشمس وأما النوم فليس إعراض الروح عن الجسم فيه إعراضاً 
بالكسة وانسا هن ججاب أبخرة تحول بين اي وبين مدركانه اليه واجود الحياةٌ 5 في 
لتاقن اجا سصسن أذا حال السحاب دونها ودون مر ضع خاص عن لعن كن الضوء دن 
كاتجياء ورن تايف إذراك الشيس الذلك الذي عال 00 ذلك السحاب المتر 


1 


امتهيى 


(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى فَكَنَفًا عناك غطاءك همرك لوم مَديد» إلى ١‏ 30]؟ 


(فالحواب) : المراد به أن البصر يحتد عند الموت فيعاين العيد جميع ما ينتهى أمره إلبه 


0 مر م 3 3 

سعلد 2 ا # |الصسه: ” ”| الآيةء اعلم الاللمقيت در جات بعضها أكبر من بعهر , وم" 

قال قرلا وتم بقعا هو نه مك نفسه عند الله أكر الحقت إذا اطلم عل . ما الف كاذه 
ل قوذ نولم يمعل ضر معت بنقسه عا كبر المصتث إد لح على امه مر در سر 

الشدعا ولا تهنا إذا ا غير ه كل التشيع لله عها ف قال :* والناس يأحده ول ف هذة الاية عير ماتاد دا 

فشولون ان الله متتهم وما | يتحققوت قوله تعالى عند الله أي تمقتود أنفسكم أكم رَ السقت عند انلد 


اذا بجعم ليك ض التوننا أو الآخرة وأطال 9 ذلك . 


ثم قال: وملخصر القول أن الحى تعالى كأنه يقول: يا أيها الذين أمنوا لم تقولوت إن 
الشعم لْكُم وها هو كذلك غانه لي فكيف تضيفقون !! لى أنفسكم ما لا تفعلون» إن الله يحب الذدين 








عع نا 0 


عله البقدن المشار إلنة شول وعد 59 و يانيك ك القيك 





0 
لبان السادس هِ السبعين ماتة 1ه عات أن م محتقي ند عله انننتا' عش 5 عسصوثدهة بشهداها كلف 
2-5 5 0-8 2 : كَ 5 5 3 سه 


: عل 1 1 5 5 0 2 00 ا 5 
بعضلها ١م‏ ذا له من ذتلك وحهى صورة علمه وصورة عمله وصورة اعتقاده و تصدازرة مشاهاء و صسورة 


لجالك و حمورة د وصورة النملنات وحصسورة اسم و اسماء لاقعات وصورة اسه من امسيناة 





الصفات وحسورة أسم من اسيناة التعوتة وصورهة افو هن اعواك الع يك م صو ءات اسو ا سا أسنيات 

الزذات * ذا الي يتجلى 0 له علوةه 5 الموتك فعد قال اي الذي 4 0 اتا يه عالمه 
تب 2 ا 8 0 7 صق 0 

نا لل الي والعلماء بالله تعالى رحلان ٠.‏ جا اها علمة بالله تعايى عرسا لاضن 

1 عا لدو ل‎ 5 ١ ا‎ ١ 

علمه بك عن تنشد و معلوم انل صيوارة ضام الحشه ابنج د حرا بيد راك 

النقل, ٠‏ الاستدلال لما يطرقها من الشيه وكلا الصورتين لا بد أن يفرح ب باد فإ صحبه فى 





0 قاض “كد وريه 1 . 0 0 مز اد ا "الم 8 
عناك دعويى نفسية كان سورة علمه دون صورة علم من لم يصحبه دعوى فتغاوثت اناس ور 


وَأما الذى يتا 


ى “570 غناك المت فت 






ود في 


ا 3 كه | 5" ١‏ ُ 
8 ب على قب ما أنشاهة العافا ف:- اللي 2 
2 لد . 3-3 5 


0 53 





500 ا‎ 1 5 1 ١ ِ 0 1 ١ 
ما شوك اجيم 2 ه اما 1 معام أنه ان اعتقاده د 5 للحتسيية لقنم كلك عبك لا د تك‎ 
5 ب وي‎ - 


3 
45 


غيل المشاعد دأاما الذي يتجلى له صورة مقامه فهو الذي لحق بدرجه 


مقامه فيعرفه مع فة لا يدخلها شك ولا ريب فهو إما حاين وإما 


فل ناتك سا1 


0 3 3 . 
5 مو رور. واما من يتجلى لد حانه فهو إما 





على جاله كان بحسب ميزاك الشرع فإن كان البسط فى مجل كان 


0 د 0 4 1 . . آّ‎ ١ 
الب زح فلا يزال مثبوضا بقدر ما فرط. وأما من يتجلى‎ 








يقاتلء ن فم سياه حسما أنى يقاتنون ا ينازخ الى فق فى !3 ضائفت الأفعائل. ويع 0 أن الشعا اليخلة 


كالمعتزلة حتى يا جهات الااسها ويف ال الأثفعال كلها إلى الله قال 


رت "هلد حو به قد إضافقة 0 شع ل 


0 0 به 





2 ! اأوب 0 و 
فق مانت الام والتسعم: داز بعسانتت : ٌ 
ع . حا ٠.‏ 





ف العتم الذي بادد أبعي ع أئله باكر 5 دأسد هه 3 د اشاح 0 هر الالهام 











1ه الجرء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


اح ايح اا 
العالية اذيك وي وا 


هذا غيسى غند احتضاره وتارة يرى موسى أو إبراهيم أ محمل !ا 


2 


كان على جميعهم أفضل الصلاة والسلام. فمن الناس من ينطق باسم ذلك التبي 





صندام نائية فرحا به لون ال سل كلهم سعنذاء فيستبش, عند رؤية ذلك النبي بالسعادة 
فقول عند اللاحتضار عيسى أو المسيح وهو الأغلب فيسميع الحاضرون ذلك فيسينون به الظن 
5 يعتصدارنت ان لقتعم ضنف الهوت وسلبف دين الاسلام وكذدلك يطتون من تكو بأسم هو سى أنه 
مواد ا خدللة انها ذنك الناطق م ايا الستقدك علد أله تف ٠‏ وهذا أمر أيه يعرفه إلا أهل 
الكشف وأما م؛ يتجلى, لهالمألك فهد!الملك هه ملكه الذى يشار ذه فى المقام فإن 5 

2 ليع شهد ٌّ 3 ر 8 ةذ شبهم 


1 0 5 500 : 5-6 ل 0 
اتعبب فب ع لوخي و الماتم: ع عر ذلك ا المعامات فيتزل إلى ذلك الشخصس. صا حب هذا 


المقام سؤاننا و لخليسا قريما يسميه صتك الموت تاسمه ويتهلل و مجهت لحن هذا لا يكون للعامة 


4 الي 0 5 ٠‏ 02 : 
والمن دنك لاحل الاختصاضر المخار حينئ عن ذائرة التلبيس وأما العامك فتتمعر وجورشهم علد رويد 
2 / يلراه راية 1 8 507 2 . 0 1 
دا له اه اتتسمك 3 ودلك عله الااجواك النفسانية عليهم 5 في أعمالهم 0 رأحوالهم وو علو ميهم ىق ف 
١ 000 1 ١ 3 1 :‏ 

ل يتجاابى ياه اسيم جه الاسم ا كان غالبا عليه ل ااه الأفعال كَالسْلة بمعنى ١‏ لبه وجد 

١ 0‏ | - ' 5 5 
والنا رشع راتسعسوزر والررافى والمحيى وكل اسم لانت فعا فال كان بادل جحهدة في أعمال 
قي 8 ذلك 00 جا 2 8 حمدو رك د كان ل لار مه اين ف الف .وار شان دطله 
تحصن" 0 نجه كا ريد شير 22 تر" 20 و تن 2 7 ار 0 رب 

ان : 3 ِ 
شل 2 ا لمهي ان شسل 3 ماك أو فموء كات 2 بوره موديله 1 كم تسو داه شاك سين حمس 
١‏ 12 : , 8 نيعا به ده 

حانه كان كان شماه كما" خاصتةه تلاك التصورة وهى ل غعاية الحسسن و تقول له إنا ذى كك 0 


6 ع2 :0 درفم : واه 0 5 5 31 . : ا 1 3 
أزددت يشين أ شم ألمراد بالعملاء الذق اتتشغهب عغطاذه فى ألنه عنه اه غطاء ره فأله رضى أبله 





عله انان الاب ا لبن ا فلت داكا :24 بال العائيب شقلابهة تاجات عراي حجات سمواأع 
9 7 نيه م 
(فالمجوار كدنا ماله التيكنن. : المابب السعن" .؟ بلعفاتة” أن اللون اد يذتلك الغطناء الذي 
0 





5 0 اي باذ ب ركه ا 5 ا 1 

علبى يق مات حا درل" لاط ع" انم ذ دهده عد ياقلنيه: ٠‏ عحقدك فعا يت للق 
٠. - ٠.‏ ا 3 2 04 

00 0 ارماك ا 0 احا مخ الس لزن انه ا . - || ١‏ 3 ّ 

0 3 م ال كي مم عن 7 تمسية ابيط عى ني رد اي قار فعاتك قار مب 5 2 سح يشير اسه و[ اأسناعت أذ 0 تنا 


ع . 1 4 1 . ُ 2 0 
سيق بن اع ايم العداله د هناها لوي سرعم ند اشفياك أن أي بابك اه نيقة وهدا لعن انع حصت 








السحك اللحادق:_التعرة :فى اتناث انهل بعرت اكدا الا يمد اعهاء أجلد 0437 


عن م أن ثم غطاء بنتكشف وقوله ما ازددت يقينا يعنى في علم اليقّين إن كان ذا علم أو فى 


عينه إن كان ا أو فل كته إن كان والغعلى عن لا أنه لز نايت تكسف العظاة امنا نم 


يكن عنده إذ لو كان كذلك لكان كشف الغطاء فى حى من هذه صنده علا معري عن الفائدة فلم 
يكن الغطاء وراءه أمر عدمى وإلماا هو حرف الب فمجميع الأغطية تتكتشف عند الجر 
ويتبين الحق لكل أحد ولكن ذلك الانكشاف لا يعطى صاحبه سعادة فهر كإيبان أهل البأس لا 
ينفع صاحبه ولكن هذا حق العامة أما الخاضة م: أهر الشف والشهرد قيعقنون من عين البقين 
إلى حق اليقين كما أن أهل العلم ينتقلون من علم اليقين إلى عين اليقين وما سوي هذين 
الررجلين فينتقلون من العمى إلى الأبصار فيشاهدون الأمر عند كشف غطاء العبى علهم لاا ع 
علم تقدم. انتهى. وتصريح الشيخ بأن إيمان أهل البأس لا ينفع صاحبه فيه إيماء الى أنه لا 


يقول بقول إيمان فرعون لأنه إنما آمن عند البأس والله أعلم . 
(خاتمة) : (إن قلت): ما المراد بقولهم العارقون لا يموتون وإنسا ينقلون من دار الى دار؟ 


(تالحواتب): كما قاله الشيخ ف فى الباب الحادي والحمسين وكلثمانة : 3 المراد له أن مر 
مات الموت المعنوي بمخالفة لفسة حتى لم ينع لد ب اللد تعالى اختيار ا إرادة وله يعظم 
تالمه عند طلوع رم جه لانه عجل دمووات نشسة جين فتلها بسيلات المحاعدة . وأف من وافق الشسيك 
في هواها وشهواتها فيشتد عليه الألم عند الموت لاجتماع تلك الآلاه الع ناتقه يله 
معنى الموت استعجلوه فى الحياة الدنيا فماتوا فى حين جياتهم عر سيم عش لاتيم وإرادتئهم 
فلما ظهر عليهم السوت في حياتهم التي لا زوال لهم عنها حين ورد عليهم حيت تلو' لهو الله 
تعال ى فلقيهم وكان لهم حكم من يلقاه عن للشاته فاذا جاءهم الموت اليب بك كو اأنعامة 


3 


واتكشف عنهم غطاء هذا الجسم لم بتخير عليهم حال ولا ازدادوا يقينا عنما كا و مااع 
إلا الموتة الأولى وهي التي ماتوا فى حياتهم فوقاهم ربهم عذاب الجحيم قفا 2 لله . 


هذا الموت المعنوي الإشارة بقوله قية: من أراد أن ينظر إلى ميت يمشى عمل دسا الأارض 
تلشف إلى ابي بكر رضي الله عنه. أي لأنه رضي الله عنه كان ميتا فى حبا. ٠‏ انه 


لك لعفي وما 3 شع الأمر لالت د فا وقد تكلف هن التأويل شعلطا مل سجعم 0 


حي نم ان شه والرس| حسما فادون الهم راجها ال الرسل أقا با لون دهم 2 
العام 00 الال شي 55 . 
5 


ل السايع والد معان أربعمائة 0 قوله تعالى : وما نَؤْمِن عتم رق 16 


520 0 ا المسر كود نغوسهم في الإيمان 0 روك أنه م1 للع . 





1 لوعو 'اللبياء 9 عليهم بالأيمان: هنا هو أت ذا ل ل 


0 2 : 1-0 3 
اك لهسو اث ملا 9ل لشم اي ” الل 2< طابية ان الريه! 


0 بالوجود 5 التو حيد إذ 1 كات 1 ُ - للم ل 








المبحث الثاني ودنستون: 
هي بان أن النقفس ناقية بعد موت جحسدها متعمة 
00 معدية وفي غنائها عند القدامة ترددي العلماء ويبان 
أل ؛حسساد الأنيباء و الشهداء لا تيلى 


وانشعة '! صن النشائها بعف عواتكت لحسيد فنا 

4 2 5 50 1 5 

ال ل اد رحد ل تكد انيلة | ود ان لاد عريي ل 
حي ١‏ - ب ايه 


ا 2 لك ا ود نك الل ايو 1 
تمس عقوا نت 3 0 سات الللهه كلها عالق )يله قي ع 





بي المنصور لخنه قال: الم اد بغنائها علا 


مرا الموت والفناء اللازم لصغة الله نت 





باتنكدة و عر اسصاة الله على حمضقتها ال أنه 


يذ دك اع اند اه جه م «عر ب ومعاتي1 
2 يصعقون عند النشحةه يمو نال ايشا بعك 


3 د 5-8 ١‏ قله تعالى تحقيقا لوده 0 0 لضفه القّده م الشدويك وعليه يحملل فولك تعالى 


هاا ثم حي يلعنة فيشقون الله تعالى رذ؛ بئفسه 








#للم الود التهار 6 اغافر : 15] قال وذهب قوم إلى أن الطائغة الذين لم يصعقوا عند النفخة 





يضد قويه الا وهم مشر كول مع نوت الايمات. 


2 22 . ك2 لال 0 


اقلت : وقال تعتسهم : السراد لاعت كك شنا شو الاأصتئاة عا الاسيات الشيهى قتام وسور 


2 كت 





فلذلك أاحب أن هذا جزاء هذا الثانر أن يكون فى غاية الشقاوة التى هى غأية البعذ عن طر, 





السعائدة انق هوارد ع إصله فلذلاك كان حدازء لهسم كيتن و تعر ها لحونه لغى كن مقام 


1 2 0 وي 0 2 : د وان ان . 8 ا 5 5 5 30300000 . . 
الالو هية 0 لها 4 سنتواء على العال تقال : مد الهم ادا كات بعملة الفمعر. قال : واعلم انك 


0 : 5 . َ ا 50 ِ 55 3 55 9 1 
ان احذا مقع عشي هذا القه ل سودى ف نون حب' أستحما عقم| كقدمه فثال: يا ايها 


1 6 كت * ات نيو م - 2 














اا" ان والسسم 0 3 الت نافيك بعاد عو نعم سجعيااشا 3 3 2 
أ لا بدوترن شا لان الله تعالى انشاهم على حقاتق لا تقبل السوت كاله 





حافيا الله تعالي تشقاء وعلي هذا تخصيصر عدم الاجابة ا يمن صعى أي قلا , 


حق سق أو مع عنمن كين 





| + 


. أزر» ياه ملا ا 1 : 0 : 1 وحن 0 نك خا 
انأل مام الصينك وإ ساك ع|, وما هو 5 رسول ائلنه فال مكنا حبذ ىس دل منه يتنشارن . فال العلماء 


1 


٠ 3 1‏ َ 3 1 قو ءا ا 1 
ف أسفل الصيايب شيك رأسمٍ العصعف يبه فى ألم 9 سحا صل 0 سرك اقم انك 











أت لم ١‏ 
لع سنك 
الدود فال في «النهاية» وكأن الشسط ٠‏ الى القطينه امدق ل لفالف مال ول 20 
ماوران الاي الو الي ل سد ةا سفسة الي لضن ا ى د ف سكن 
١ 5 500 : 12 7 7 . 00007 3 2 1‏ 3 
مالك إ0 © |القصص: خد] الم اد بالوحه هنا حفيقة الشرء الثابته فى علم الله عم وجل وهذه لا 
00 :سم 0 ١ 1 0 0 ٠.‏ 
سيب نأ ها + اليد بادحيي: نانها معلو م علي شاء عر وجل ماشااب. سيف بل على س0 وف لك 
(ذلت 5 ريك له (ال حتف - ؟] الم اد به العما الصائلمم كما اذا شما 
عه : ١ 5 2 ٠.‏ ا 2 9 
العا ضمان صائت وخا معد نوها من الرياء فوحجه الحى تعانيى هو الشى الخالصم ووحجه غم 
اثرت شر ا ريد تير الله قمأ كان لذ شهو باى وما كاك لغيه شهر فاك انتهى . 
(خائمة): للش 0 بارع الاجحساد ساد الأنبياء 3 والشهذاء 0 في قتال الكغار لشم جلة ويلسجق 
مهس ما خالصضت ماحية سو ل ألله سجييب ا شماه حتى سراك 1 مكييف.ك سريال اويا فى العود. 
وكذلات م١‏ يأكل الحلال الع 5-0 الذي ليا بشالعله سسهة كسا شاهدنا ذلك نع اسه لور لللت: 
ْ م ا 0 


بيده * ا 0 . ٍِ 


م م بوصو :1م ا يوخ اما و بع لاي دوا 

و قال ل في اليآاب السادس ولتمسمادة دي قوله تعالى : وفكروا رحكثرا ومكإنا مححكرا وهم 
د فم وت 4 |التمل ' 5]. واعلم أن كل من شعر بالمكم فليشس بممكور ب الا 5 حال 
واحد وهو أن يشعر بمكر الله فى أمر أقامه فيه ثم إنه إن داوم عليه بعد علمه بأنه مك ما أئنه 


فهذه المداومة مكر من الل فهو كقوله تعالى : طوأضل أَنْهُ غَلن يأر © [الجائية: *؟|. واطاك فى 
ذلك . يكلام ليس 











انك الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأ كابر 


الشوني شيخ الصلاة على النبي يَةٍ وفي جدي الشيخ علي رحمه الله أما الشيخ نور الدين 
الشونى فنزلت بعد سئة وتسعة أشهر فوجدته طريا كما وضعناه وكنت رأيت له رؤيا قبل أن 
يموت وذلك أني سمعت قائلاً يقول: من أراد أن يزور النبي م فليزره في المدرسة السوفية 
عند الشيخ نور الدين الشونى فمضيت إليه فوجدت على بابها الأول أبا هريرة وعلى الباب 
الثانى المشداد سس الاأسزة وعلى الباب الثالك الإمام علي بن َ طالب رضى لله غنهم فلت 
لالإمام علي رضي الله عنه أي بن رسول الله ين © فقال ها هو جالس على التخت داخل تلك الخلوة 
قفوقفت على بابها فموجدت الشيخ نور الدين هو الجالس واقلك ار رسول اللّه ب فتبسم ؛ 
وصرت أتطلب النبى 5 فظهر ةا ل وح الي نر الذين قما زال النور يتشرب من 


جهة جبهة الشيخ نور الدين إلى أصابء بع رجليه فخفي الشوني وظهر رسول الله كار فسلمت عليه 


فقتصصت هده الرؤيا على الشيخ فتال: يا ولدي ما سررت فى عمري كله بشى ع مثل هذه الرؤيا 
أن مح منامك يا ولد ل لي لي " : جسد فكان الأمر كما ذكرناه وأما جدي رضي الله عنه 
فكان بالغ ِ في الورع ويقول 3 1 ن أي كم أكل الحلال ؛ الصرف لم يبل له جسد وكان لا يأكل قط 


000 ليلا زلا عام قاضر,وإلذ لجان ماقو رولا سام أخنا ا ترون ركان لا 
بأكل فراخ حمام الأبراج لأكلها من زرع الناس وثرك آخر عمره أكل عسل النحل لما أخبره أهل 
ب شوم عقف اناهن الوم م وياكل زهر قواكههم فلما مات دفنوا والدي بيجا 
بعد إاحدى وعشرين سنة فوجده طرياً كما وضعوه هكذا أخبرنى الذي دفنه ودقن الوالد والله 
تعالى أعلم 
المبحث الثالث والستون: 
في يبان أن الأرواح مخلوقة وأنها من أمر الله 
تعالى كما ورد وكل من خاض فى معرفة كنهها بعقله فليس هو 
على بقين من ذلك وإنما هو حدس يالظن 
لم يبلغنا أنه يكاة تكلم على حقيقتها مع أنه سئل عنها فتمسك عنها أدبا ولا يعبر عنها 


بأكم رامن بن قاله أبو القاسم , الجنيد وغيره وعيارة الجنياكء رحمه الله : الروح شىع استائز 


دعو رهم ألقَدَلة الى : يدون عي 4 زلقيت -83] الآآية . اعلم ا خاطب ان ألله 
تعاا به نبيه يك مؤدبا له قلنا: فيه اشتراك لا بد من ذلك فهو وك المقصود لل تغالى بالأدب 


ك4 


أصالة ونحن المقصودون بالتأسى به قال تعالى : «الْنَدَ كَأنَّ ل ف سر اس أضرة يه 4 
[الأحزاب: 25١‏ وقد تان يي بعد نزول هله الآبة إذا لعى أحداً من أهل الصمة أو فعد فى 


مجللي يكُونون فيه لا ب يزال يحبس تنه معهم ما داموا جلوساً حتى راو الاين يلصر كول 


و للك يتصرف مك #اإنضسا سر فوا ذلك ه ننى رسول أللد رد د كانهو يميف ا ايحم 00 والحدبث. 


المبحث الثالث والستون: في بيان أن الأرواح مخلرقة وأنها من أ الله أمهم 


الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحداً من خلقه فلا يجوز لأحد البحث عله بأكثر من أنه مو جود 
وإليه ذهب أكثر المفسرين كالثعلبي وابن عطية. وقال جمهور المتكلمين : انه جسم لطيف 
مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأحخضر . وقال كثير منهم إنها عرض وهى الحياة التى صار 
البدن بو جودها حيآ وإليه مال القاضي أبو بكر الباقلاني ويدل للأول وصغها في الأخبار بالهبو 

والى دج والتردد في المرزخ قاله السهروردي وهذا شأن الأحساد لا الأعراض إذ العرضي لا" 


5 





بو صلب 5-8 الأوضياف وقال أكثيو من الصوفية: إنها 9 ل بمجسم وللا قر ضر بل شو جوشر 
منج د قاثئو بيه غير متحي وله تعلق خاص باليدن للتدبير و التحر يك غير داخل فى الدن وا 
7 00 


شارك عله وهذا ا الشلاسغه وهو كلام ساقط والادي طهر لي أن العيد بتعدير إند بطلدع على 
ةا 


كله الروح الا سكي أن يعبر عنها بعبارة تؤدي السامع إلى معرفة كنهها لأن الح تعالى جديا 
رتبة تعجيز لنا ليقول أحدنا لنفسه: إذا كنا نعجر عء معرفة حعيقة ذاتنا فنحن بذائه تعالى أعجز 
وأعجز حق لا نخوض بالفكر في الذات فإننا إذا كنأ تعجا عن معاقة روحنا مع كونها 
مشلوقة. وم أقرب الأشياء إلينا فكيف نعرف خالتنا ا وفي كلام الإمام علي رضي الله 


تعالى 7 ل عرف ينه عرق ودة كال بعضهم 5 يه ل يسكن ٠‏ لاجد معي فك وميه كل يان 


ا مزه . 5000 5 0 ون اع 2 3 2550170 . 
الحو نعاان جعل التق ١‏ سك مسد 1 كنا 1[ ب.' معدا كت داك 1 0 2 0 أدا الحم ا لانسات 
ل الي م 0 20-1 2 كك 2 9 7 : 


عن معرفة نفسه مع كونها مخلوقة ومن أقرب الأشياء إليه فكيف بمعرفة من لا شبيه له ولا نظير 
3 تدج م 0 في حل ولا حشمةه انتهى ١‏ .ا كال الكفان ص أبي سدق يقه في احا شسسته ا قال 
قيل كيلف ضاف , تناس فى سبد مع كه | 0 وشو باك مظاك عن اسار فال اف م و يي 
الأول ل إنما 0 الجواب عضن لها : ل ول اليهرد قشيها بيلهم ال الى بحب علها فهر صادق 


لان ذلك عندهم من علامات ثبوته فكان تر 
/ من و ر 





الجوات عن ال وس دك لما نقدم فى 
ا د ٍ 


مهم عن د تسشك بدلك ل الكاتي. أن ! لمكا كاك سؤال : تعبجيز وتغليظ وبعلنت وإذا كان السؤال 


عماعر اس امور 


قال: «وإنما قيد تعالى #الْدِينَ يدَعْونَ رَبْهُم بِالْتَدذو وَالْمَثيَ # 0 25 لاله 


الرزق في المرزوقين وهو الصبوح والغبوق عند العرب. وأطال في ذلك 








ع 3 2 ده 00 وب .مو 
بالصير مع عب' دثر لان الكاسا تصيمر عياديهد رر جانية ل سحسمهنا لماه 
: 5 كا - 


ثتب و أصعب الامور عليه !'/ له لا أن يؤمر ذلك 52 شأن المع من والى ذلك 
الاشارة بقوله: الى وقت لا يسعنى فيه غير ربى؟ أني لا يسعني فيه الالتفات لغيره من ذكر ام 
كال الباب التاسم رو العشرين ههفات 5 ل كام لمق 5 كا لاعن 
.- في ع 3 3 يا 3 - 
علس اهل الله عر وجل ثم إذا حصلت فاإما أن يعشمها جوع ار الحال الاو 0 من السسادة 
4ل قالع بويك ذلك ايد سيت أي لامر 
حة قاد ؛ بذا فقيصيم ماقم 


3 


يادو ل إلى الجنة بالسلاسل . وقال: انا إنات ؛» 80 5ه ر لحمو 2# ابناء فالكام) د 
00-00 َ 1 ع 


والاجتهاد وهم أهل العناية الإلهية وإما أن لا يعقيه , 








0 بينهها فكان ينا للدنيا والاخرة اكهن: ا ا ب من لتب الدنيا 2 0 أ 5 قهم 


ذما 


مم الجزء الثاني من اليراقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





ا 


عفى عذا الواجه فللا يحب الجواب عنه فإن ال 0 ام مشثر ك بين روح ا انوكت بين جبريل 
ومللك أل 8 َك الروح ويشا ل ابغاً لسنف هي ' المللانكة وللمر ان ولى يسبى بن مرايم 06 أنت ا 


كان اجاب يواحك مها 


تقالت اليهود د لم نرد هذا تعنتأ منهم وأذى له 38 فلذلك جاء الجم 

5 ع ا ب 5 | ا يذ ال . 0 

00 على م حجم ماق َ الى ذل فعن معاني لروح انتهى كلام الااصوليين. وقال الشيخ مي 
الدي: في «لواقح الأنوار»: إنما كانت الروح من أمر الله لأنها وجدت عن خطاب الحق تعائى 


ا 07 قال لها كونى فكانت كما قال عيسى عليه 0 إله روح الله للأنه وجد عن لفخ 


1 #مع اع عرس تسل ماعو ا 


إِنمَا 0 عسَى أبن ميم روك 
لله وتلمته. الندها إن ع ددس ند [التكا” ا وقد ذهب الغزالي الى أن معنى 


0 نعلي 5ض اميق بجلاته من غير واسطد قال 


قوله عات ان الروح سس فشن تق # |الأسراء. قا ل من غيبه فإن عالى الأمر هو عالم الغيب 
اعالد الشلق شق عناه الشهادة وقال: والامر عكدنا مكلاف 55 فأله الف الى اعكمه اله وذلاك إن 
1 اكاك ما أو جده الح تعالى بل واسطة فهو من عالم الأمر عن قال أيه الحى 0 فكان 5 ل 

- 1 1 


واعحداهء وأحد الى الحق وكل م او جده بواسطة قفر سي عالم الخلق وله وجهانت فحه لعن الحو 


2 1ه‎ ١ ا 5 ا‎ 0 ٠ 
واد اعحد 5 0 الذي و حل هله فتارة يدصوه المحق, من ألو جد 00 عوتارة يا صواه ما مجه سلبيك‎ 
2 1 1 8 1| 
وقال فى اباب ار انع بع والستين فنا فت ا «الفتوحات»: اعم الل‎ 


ع 


: لي ليها نون 0 ع ماهية الروح وإسا ا عر الروح سس اين ظهر وفهه 





نعم المشسا ب أن ذلك سؤاني عن الماهية وليسر كذلك فإن اليهود لم يقولوا له 





فون 1 السدال بهاده الصيفة سحتسلا لكن فد فرق الو سرد الذي دهينا ألية ما عحاء ل الجواب 1 


5 ع . - ب 5 8 000 
قولك ماة أهم ا ريم يقل شو كذا وقد سس الله تعالى الو ني روحا سن كوله تعالى لم كدلك 





كسا ميب الل الال د فشعل كأها الصقة وال 5656 


ك0 52 لضع 5 ب 


وقال فى الباب المسابع والتلائين وخمسماتة فى قوله تعالى: #وتختي الناس واه أحقّ أن 
دشل | الأسايب: ةا اقلم أن الر جل الام راقتب ع اليا لتو نعلت علية لنت اعت وعة العر فية حيو 
باثياه أمر أله اليحقم لمسستماءت قال : ا كان ركو 1 ها د 





مان و قوله: 0 كك جه لسسع 





٠ ١ ٠. : 9 5 5 1‏ . 5 3 
اعد ساي 0 الى الععمي ال م ايه 1 تلك ١‏ ني' 5 ع الخر وج ترك 000 فلم بعكم ع لبه سمشمما 
00 ا 0 0 1 ' م 1 7 5 
على قال : ارجع لعئ ريك يعنى - اتعزير الذي يسيك قفاسيال سا بالل الل ني قطعن ايديهن 
0 عيدندة ن آالانه فق نفب لد الميثة طابتة ق أخر أسحد 3 اليه ِ 00 لمق كن / فوت عدالنة 

0 إ 0 0 8 لد اخ حا أل م 0 : د 

م ِ اا اما 6 ١‏ ث حك ل 2 

علد أمنه ومن هذا كانت خشية رسول للناسن حتي لاير ا دعوت لماار قع في تنكام 
١د‏ 86 ل ا م 3 داق سب ال 1 ا وعد عتك الغر ب فلذلك نا الله عل العلة ين ذلات 
لت ند " 5 . 3 3 م 2 3 2 

ا ا ا من لك ف داه 0ئ] الأية فى ف ١١‏ 010 
للعد ال م ان سماد آيا أمعخي من زعا لدمم © مالعا اند 8 :0 بك الراشيع العر عي 0 ميلو معان يل 


عمد سه 2 


السحث الثالث والستدن: فى بيان أن الأرواح مخلرقة وأنها من أمر الله امه 
(فالحواب): مراأثه بالخلق هنا التغدير والععية اىت قدر الارواح وعين 0 يهم إر يي د 


روحها المدير لها المو جود 3 8 في الروح الكل المضاف إليه فيلهر ذلك بالتفصيل عتك ألننع 


عه 


عه 


رمشال ذلك ضاهبت الككيي يرف في المداد الذدى في الدواة ل عا فيه ع الجر وقد عا 


بي .- 


اس ره ما بتصموره الكائب أو الرسام فقول فى هذا المناد من الور هذا م كلظ صوءة قإذا جاء 


وقت الكتابة أو الرسم وكتب من ذلك المداد لم يزه حرفا عما قاله المكاشف ونم ينقصصر ذكره 


الشيك فى الاب يخال ف الحمعين وللثمالة. 0 ل فى البياب لقان والسعية م 'الفتوحات» : 


إثماا كا 1 0000 علا لأنه ! عون اعىمظلانة :و النون الستة الت اهناك ول 
١‏ ل روج من امر رب جل وعلا لم يوجد عن فق وائما أوجده الله تعالى , 


00 ان لس ار لع لو ل امن الم لو اك ةرت !ل ف اساسا السا 
و اسشعله 2 لام عابى كله ذلك اه من شاء أبن من لاصشياء سهى - قال فى أمممة لسشابيع 


2 1 _ٍ 


والستي: وماتتين : إنما تفاضلت النفوس من حيث القوابل وإلا فهى مد حيث النفح الال 
متماضلة فلها 4 دده إلى التبيعة لك إلى الى رواحي ايض فلذلك خَلنا مار انها من 00 
إلى 2 كالافعال المعلولة سه أت فانها هن حنيك تستها إلى العيد ملفوفة وفن سيك يدل الحقن 


تعالى 11 لها له يقال مدمومة فإكت أفعاله كلها 0 انتهى . وقال 0 الت الام الس 
0 


وفاحية: انما قال تعالى في ى آدم 7# ونفخت فيه سن روح 4 | الحم 0 امل ]| باع اللأضافة 


0 
كد 


نفسه ليلبه صلى مهام التشريف لآدم وفيه من الاعتبار كأن الحى تعالى يقول لأدم إنك شريف 
٠ 5‏ ل نكست 5 : 1 2 ا َ م 
الاصل فإياك أن تفعل ها يشالف اصلك عن أفعال الاراذل انتهى. وقال في الجافه اشاس 


والسعين ومائتين : اعلم انه لا رياسة عند الارواجح ولا تدوق لها طعما وإنما هي لخشاضعه لباريها 


1 مم 1 3 1 1 2 5 َ ا عرك : 0 2 وت ام اع 
على الدوام انتهى . وثال في الياتب التاسع والتسعين ومائئين : ونيس للروح كميه فيقم الزيادة 
5 م ُ : ا 24 دن 3 3 5-00 : ا 2 

ني جوهر ذاته وإنما هر فرد ولولا ما هو عاقز بذاته ما أقر بربوبية حالقه عند ألخل الميثاق منه 


2 يخاطب الحىّ تعالى إلا من يعقل عنه خطابه وهذا هه حقيقة الإنسان في نفسه «أطال‎ ١ 


ذلك. ثم قال فعلم أن الله تعالى خلق الروح كاملا بالغا عاقلا عارفا بتوحيد الله مقرأ بربوبيته 


مدا الشعل مان مي ائله تعالى شي حق رسو لد ما !ا كان 5 ون لوسيها جين ألم بحسا الذاعى سو أع 


أرلنك الذين هدى الله فهداهم اقتداه أى فلم كان رسول الله 





ع مككان برست ها أسجاتت الداعى 


ولشال مث م قال يو سش فُعلم أنه لسن ماده 2 د مقوله : لو كت مجان به سئب لاسيت الداعى 
5 تعظيم بو سلب كما قال : لأنضن أولى بالشات م إبر اشيم أ هد تشم سكله لي الكتات. كليتامام 
ويحرر. (قلت4: ويحتمل أن يككون المراد من فوله عليه السالام لاعحية الداعي ولم أراع الئاس 


عملم جل ما راعاهم يوسنا عليه السالااهم وإن تدبت إلي مراعاتهم من وبجه آخر كما يع فه اغل 
الله تعال. 9" سيما ب ورد: أمرئى ربى بسذاراة الناس كما أمرنى بأداء الفرائض ويعون قوله 


ليك السالام : بج أولى بالشاك م إبر أهيم! حعييا يمسي على من يكادر ع الأادهاأن د معائية 


أيلد تعالى 4 أميمياته السلام في ألاية المذكثورة قبل أن يوثمه ابه من مشامه الس يفف على ف فور 














مه الخدم الثاني من اليواقيت والجواه في يات عقاند الأكاسر 


وهى الفعذة التى فط الله النأس عليها كما أشار اليه خبر كل مولود يولد على القفطرة فابواه 
1 3 


ا 7 : 00 00 5 
يهودانه أو يلعب أله و بمحساله. فدكر الأغلب وهو وجود الابوين والذي يربيه شو 3 تمتانك 


اي 


مسبحاً لله عز وجل فمن الأرواح ما يكون مدبراً تتلك 


بد فا وقال الشيةه 0 الياب السادس والعشر ين وثلثمائة : اعلم انْ كل عقيك بصورة ل 
كان 


13 ايحن دهن نشكا ”تان الارواح لها وهى كإ ل لظذاهرة بالسوت فإن 

و در كي نو 505 2 0 
7 1 خا 3 ا نك فى وانحنا ار د 55 / 
لتشيمه الوكياة الشاهسة وانموت قروحها ع سند 8 6 بدبير . وأطال شي ذلك شم قال اوت 


5 أع ف بالله تعالى أرو أج الصور التن: انحط لها في التدي وهى 1 و اح الجماد. ودونها 


ال تيد أرواح النبات وده , أرواع ا ا 3 6 حك الات من 
شى : 6 نت ودونها في الرثية ارو لحيوإن ودونهم 2 دن من 2 


الطياجمية شما لم اعلى م مع قد اي على |اختثلافت طيقاتهم من أنبياء وه ولباء و مو مليرن 


اكيم نا إلهيا الشهى . وقاكل في النات التأمن والخمسين وتلثماتة : اعلم أ لاا حظط للروح 


السعيدة في الشقاء في الدنيا والآخرة وأطال في ذلك. وقال في الباب السادس والأربعين 


5 تلثماتة : مها غلط يد جماعة فو لهم إن الروح إحدى العين في أشخاص سح الانسان وان رفح 
ريك ذي ا مار وهزلاء 1 لم يحققوا م ر على ها هو الأمر َ 5 5 تي في ذلك كوت 


أو أن الحى عا تعالى لها سوق جسم العالم شر الجسم الكلى الصوري في جوهر الهماء 


5 ين 


ا : 0 0 ا ل 
المعشا ان اكب فبقس اتر وح ل م لهي لهي الذي كان م عير معي إد لم بحن بم من يعليكه ع تسم 
رواح شخصياته 
5 خِ ِِ 0 0 1 0 1 . 
وننا اسحتد ل قوله عن أت #هو لْذِى خلقكم من فون ول [الأعراف. هذم١ا|‏ وغاب عن 


5 
ا 


العالى نه شمن حسهه أجسام شخصياته ففاس على ذلك أنه تعالى ضمن روحه 


00 


هؤلا 2 كما لم يكن صورة جسم أدم صورة جسم كل شخص من ذريته وإثما كانوا متغرعين 
عنه فكذلك لم 50 كل روح في العالم هي عين ال الروح الأخرى وأطال في ذلك ثم قال: ولا 
يخفى أن دن > قال يتناسخ الأرواح فهر كافر عند.نا وا لله أعلى . 


ب 


ا أن اك أ : ا ل ا 1 
وقام امي البأب رابع و لأربعين 0-00 فونة تعالى. كزلم معقيلت من بان يديه ومن 


اف اعمطره من أدر 00 [الرعد: ]١٠١‏ ئيس المراد بهؤلاء الملائكة هم الحفظة وإنما المراد بهم 
ملائكة التسخير وهم ملائكة 008 مع العبد بحسب ما يكون العبد عليه يحفظونه عن أن 
يعاضن عليه أمر خلاف ما هو مسخر له فهم تبع له وأطاا ل في ذلك . وقال في الباب الخامس 
والخمسين وخمسمائة : قد أطلعني الله على جميع الأولياء المتقدمين والمتاخرين إلى يوم القيامة 
وما يمنعني أن أغين للناس الأقطاب والأبدال وغيرهم من أهل زماننا إلا خوف الإنكار عليهم 
وعدم التعندرة: لهسم و فأكون الك سيا نقى متنوم, على أن اله لم كلمن بإظهار نفل هذا تحن 
لكو غمناة و تراكناه وبسط الرحمة على كافة المسلمين أولى من اختصاصها. قال: وقد قعل 
مثل هذا القشيري رحمه الله فى رسالته فإنه ذكر الأوائل من الرجال في أول الرسالة وما دذكر 


فهم الحلاج لنخلاف الذي وقع فيه حتى لا نتطرى التهمة لمن احقافين زخان ؛ الرسالة ثم إنه 
ع 2 عقاتد ال جا ل على الكتاب وو السئة كر عا هم ة الحلاج أو لا وصد رربها الكلام ليزيل 

















المبحث الرابع والستون: في بيان أن سؤال متكر ونكير وعذاب القبر ونعيمه مك 


(خاتمة): في معنى قوله يكل الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها اثتلف وما تناكر فنها 
اختلف. اعلم أنه لا يعرف معنى هذا الحديث حقيقة إلا من شهد من طريق كشفه أذ الدرية 
من ظهر آدم وذلك مشهد أقدس قل من يشهده لأنه خاصٌ بالأفراد كسهل بن عبد الله التستري 
وأبي يزيد البسطامي وأضرابهما فكانوا يقولون لم نزل نشهد تلامذتنا وهم نطف في الظهور من 
أخذ الله الميثئاق على الذرية وهم في صلب أدمء قالوا: ولم نزل نراعي تلامذتنا حتى وصلوا 
إلينا وتعرف ذلك اليوم من كان عن يميئنا ومن 0 عن شمالنا قالوا ولما جمع أنه تعالى الذرية 
في تلك الحضرة على وجه التمثيل فما كان وجها لوجه هناك تعارفوا هنا واتتلفوا وما كان ظهر 
اللير تناكروا وتعادوا والختلفوا وما كأن وحه الظهر قصاحبف الو جه يحا وضاحب لظطهر ب" 
يحب وكذا الحكم فيما كان جنباً لجنب أو جنباً لوجه أو جنباً لظهر يكونون في هذه الدار 


بحكنم ما كانوا هناك والله تعالى أعلم. 


المبحث الرابع والستون: 
في بيان أن سؤال منكر ونكير وعذاب 
القبر ونعيمه وجميع ما ورد فيه حق خلافاً لبعض 
المعتزلة والروافض 


فأما سؤال منكر ونككير فقال أهل السنة : إنه يكون لكل ميت سواء كان فى قبره أو فى 
بعنون الوحوش أو العليور أو مهاب الريح بعد أن أحرق وذرى في الريح. قال الجلال المحلي 
رحمه الله : ويكون عذاب الله تعالى للكافرين ولمن شاء الله تعذيبه من الفاسقين فقط فترد روح 


المعذب إلى جسده كله أو م١‏ بقي منه فإنه لا يمتنع إحياء بعض الجسد وإن كان ذلك خلاف 


بذلك ما في نفوس بعضي النامى منه من سوء الطوية رضى الله عنه . 

وقال فى الباب السادس والخمسين وخمسمائة: كان شيخنا أبو مدين أحد الامامين لم 
قطب بعد ذلك إلى أن مات سنة تسم وثمانين وخمسمائة ويدل على إمامته أنه كان يقول سورتي 
من القرآان تارك الذي بيده الملك وهي مختصة بالإمام الواحد من الإمامين والله أعلم . 

وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسماثة؛ وهو باب جمع فيه أسرار «الفتوحات؛ كلها 
من أولها إلى اخرها: اعلم ان التنزيه يرجع إلى التحديد المنزء. والتشبيه يرجع إلى تلنية 
المشبة. والكتمال الجمع بين المرتيتين كما ورد. وقال: إن العالم علامة بدؤه مسن فهو عللامة 
على من ما ثم إلا الله وحبله وما لا يسع جهله وقال: وما نشأ الخلاف إلا من عدم الإنصاف. 
وقال: كل علم أنتجه الفكر فلا يعرل عليه لآن النخير يسارع إليه وقال: لا ضلال إلا بعد هداية 
كما أنه لا عزل إلا بعد ولاية. وقال: لا يشترط في المجاورة الجنس لأنه علم في لبس قالله 


جار عدم بالمعية وإت ا المثلية وقال لولا الشية ما كان الشسسف وقال: م أعحت: ما ورم أله 


2 "أي ما اعوأقفت لسواك لبي بيات عقاك 8 
أ 2 ٠‏ 2 -_-: ا 3 ا ا 0 0ه 
العادة ران عا إبعادة شيا مستلع في مقدور الله عر وجل قال الكمال ف 5 اأحاشيتها : وكرث. امل 
! 4 8 00 0 م : 2 : 5 7 01" | 
أبن فيد 1 ا عم 1ل مناثم ربخب وعدات الب ار تعليمة لق جا ان على 7 العاب وإلنا فالحق أن ذلك 
8 5 - ا 8 0 ا 
5 00 بالقبر إنميعت ردت ليحت بالعذات ف 3 أكله 50 2 السباخ وضير ذللك قشم لهم 0 
8 ع ات ' 28 ِ 31 .. تراه ' - 5 
مشيد رام مشهر م 8 و تنما و شعهم 5 التعبير يَالشم قولك حون إدا 0 وضع ا 0 قبراه اناه ملكتان : 


الشادايث 06 لوا و بعجه ور أعادة الحياة لجز 3 واحد ررقرخ السو أل على وك 5 يشاهد أن أجوال 


أسم ع 3 لاسن باحما 0 الدنيا قينا أن ام ايام 00 كنا 5 يشاهدها اليقظان الدى هزر 


1 عرلا اه 1 ل ام 1 000 1 ٠‏ 1 ل 0 . سس الم 3 
حانيه قالرا, وعدي من فتنة الب الشهيد تلحديث مسلم في ذلك ولففله: كفى بارقة السيرف 


١ ْ 5-0 ' 0 ١ 0 ١ ' 00 1‏ ذم لخر 5 
عاى ار انة نامك قن الحلا السجانى .ليفك اليه ؛ ولعل اكرات بعصهم عن اس كد كولاه 


المسالة قطعية ودليل استثناتها ظني لأنه خير أحاد انتهى. وقول الجلال المحلي السابق 


شع الوتعدت اي لجحسنادة كله أو ما بشى 000 إشَان 5 5 للخلاف في ذلك إن الحليمي بشون را 


الوح إلى جسده كله. وابن جرير الطبري وإمام الحرمين يقولون ترد الروح إلى ما بقي منه 


0 رقو ذا أو ' رت الميحث لاف ليعضى المعتزلة وال وافضص والمراد بالر و افضص الجيمية و حجحطهم في 
الا داس الي عدم مشاهدد نهم تام الميت وقالوا لو وضع على بطن اميت سيوع مانا - 


. 


بجاسسانه ويسالاته 5" هنا انر و سبيح المحماثاثت أيضا 


(وانيحواب): أن العقل عاجر عن إدراك هذه الأشياء بمجاده وقد ورد: تفكروا فى الاء 
الله ولا تفكرو! فى الخالق. يعنى لضعف العقول عن ذلك وإذا قصرت عقولكم أيها المعد | 
والجهمية عه إدراك هذه الأشياء قلا تنكروه وصدقوا 0 الصادقة الواردة فى ذلك ومن 
الدئيا على عذاس الثبر قوله تعالى #ستعد يهم م [التوبة: ]٠١١‏ آي مرة في القبر ومرة في 


مه ا 


الشمافة وقوله تعالى | #ولنا لنشلهم ل ع الْعَذَّاب لانن 538 أ لِعَذّاب اكير ال 11 وشو 


لم يلد وعنه ظهر العدد فله تعالى أحديدٌ العدد وما بالذار من أحد وكال: من تعبدته الإضافات 
فهر صاحب اقات. وقال: لو كانت العله مساوية للمعلول لاقتضى وجود العالم , لذاته ولم 
يتأشر عنه شيء من محدثاته. الكّثاة معقولة وما ثم علة إلا وهي معلولة. وقال : من الامر 
الحار خوف النار بالنار لأن الشيطان المرجوم محروق بذات النجوم. وقال: علوم النظر أوهام 
عند علوم الالهام. وقال الزمان ظرف المظروف كالمعاني مع الحروف وليس المكان بظرف فلا 
التنزيه : عين التشبيه يد فأين الراحة التي أعدلتها المعرفة وأين الوجود من 


يششه الى ف . وقال 
0 7 3 


1 


وقال: فى قوله تعالي! .0 مَنْ خَلَا كان 4 (الرحت: : 11]. اعلم أن ما كل كل في كل موضوع 
ترد فيه تكون للحصر لانها قد تأتي ويراد بها القصر مثل قوله في الريح العقيم: تدمر كل شيء 


هذه الصفة. قان: إذا الكتمييت البعتوى حجوسب الإنسان على ما اخترثه فى الصندوق 


- 


ينأف رمها دفي أيه أشرى ا تدر مو شيع تت علية الا جعلته كالرعيم وقد ف نك على الأرضص 








م 


. م سلمهة 


8 مرا ا 6 
اتحسادات ناييه كان 





التسبيح بالقاز كما دلت عليه ا 


امل لعي د ارا 0000 000 59 : 
انمعتالة إلى أن الجمادات مغي المكلف مء الأحياء لا يسبح 3١‏ 


. 


اليه 


إلا بلسسنان لكان وهو ذهب 


هردود. وقال بعشهم: إن كل حي ونام يسبح الله دون الميت واليابس واستدلم! لذلك بما ثبت 





و ل عد ووه 1 3 1 > له . يج ”يد + ملي . 506 
كايد ا لحيأء علد ربهم فععنامهم عندنا رفت وه! نك الا ما ترات ولا لاثم إلا بما شهدناه فاأستمع 


2 3 ات ا 0 


انيه + قا 5 ا اكد بالا حسام ا ااه شام 0 الكامم شع الله عاني كا حال ذ أها ومال. 
الي 3 5 : 9 / 
00 


َ 
ال لجال مالك وصاح.٠‏ هالك إن ا 5 نيحا وإن متحه أشب به اليد وهل جبل, 


9 3 5 





عت انجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقاتد الأكابر 


فى حديث الششرين من قوله يثلةِ في الجريدتين اللتين شقهما ووضههما على القبر لعله يخفف 
عنهها ما دامت وما اشار د إلى ا يجان ما دامتا رطبتين . دون ما إذا بك ونها هذا 
المذهب عن الحسن و ضكرمة وسبق 0 0 الايمان مزيد كلام فى حياة الجماد فراجعه والله 


من وني لا يجيئان إلا مع لكل 1 بشاكلة 0 وعلمه واعتقاده قهما بوابان للبر زح 
لا يدخل أحد البرزخ. ولا يمر عليهما أو يمران 56 فتسالان العيد يغد رد روحه إليه كله أو ما 
بقي منه عن ربه وعن دينه وصن نبيه فيجيبهما بما يوافق ما مات عليه من إيمان أو كف أو شك 
داك الله العافية. قال الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله: وإنما كان الملكنان يقولان 
للميت ما تقول فى هذا الرجل من غير لفظ تعظيم وتفخيم لأن مراد الملكين الفتنة ليتميز 
الصادقى في الإيمان من المرتاب. إذ المرتاب يقول: لو كان لهذا الرجل القدر الذي كان يدعيه 
في رسائته عند الله لم يكن هذا الملك يككنى عنه بمثل هذه الكناية وعند ذلك يقول المرتاب لا 
أدري فيشقى شقاء الأبد قال وهل يكون كلام الملكين للميت وكلامه لهما بصوت وحرف أم 
لا؟ الذي أعطاه الشف أن الكلام بعد الموت يكون بحسب الصورة التي يرى الميت نفسه 0 
فإن اقنضت الخوف والصوت كان الكلام يحرف وصوت وإن اقتضت الإشارة أو النطق 

كان فهر ذلك وإن اقتفت الذات أن تكون هي عين الكلام تان ذاك فإن حضرة البرزخ تقتضي 
ذلك كله قال: و! 

الجامع لأ حككام الصور كلها قال وقد جعل الله تعالى لنا النوم في هذه دا لنألف حالنا فى 


1 وخ بعد الموت فإد حال الميت كحال الناتم ق الصورة التلاهر 8 إلا أ إن شار ده تدصر الهيكل 


ما 


١ 
١ 


ذا رأى الميت لسية فى حو : ره تساك حاز جحي المراتب نب في الكلام قانه المقام 


ناقية ف اللو 6 بيخالاف الموت قإنه لا علاود فو 50 مع ساس الجسم بالنعيم والعذاب كما 


يرى النائم فى وومةه أنه شي عذاب وشيرورزر م شي تعيم وسلردور. 


(نإن قلت): فلم حجب الثقلان عن سماخ كلام الميت وشهود عذابه أو نعيمه دون 
البهائو؟ 
بمخلقه م نعلعة أمشاج على الغاقة والاحتياج لا يمتحن ألا صاحب دعوى.2 فمن ادعى فقد 
كحضن للبتد ع دنال «النالوا نوف كنب الثاني يسيمانت إذا كان مهيل فلن من عاقة 
الوصول فإذن الباب عي المطلوب. وقال: من اتقى الله فى موطن التكليف على كل حال حا 
مرف لكان عه الأرصد ا وهال © الماك يكين الخليل لاقل لأشراء يطلب لتاقل 
كانت فى الدنو لصاحب العلو 5 اذا حققت الأصول فلا زهد إلا فى 0 ا ما 
عدم االحاسة اليعقدانك النموك عله قال ال تعطلت امور (الشيييك الامووى زان : 
المناج رم 0 ى أن لهم الكشف التام في اليقغلة . 


١ عن‎ 
, 


والمئام. ولهم الكتم قيما ب ونه من عداب العم الحتم وقال: كل عجره ف و ُ في العالم فقيو إليع 
العفليم والحقيرء فالكل عبيك النعم ومن النعم الأمان من حلول انعم والآمي إضافيى و الس وإلا 





الويف الرايع لسن ش نيان 3 سوال اك 








(فالحواس): انما ججحب العقادن ذروفب عب هما تاهما م عا ون التهعهت لشاف عا شما عان 


التاس 4 أنصروا شتا من أحوال الموتى أ حبرو لعتسهم بعضا كما اشغار انيه 0 ص 3 تسر 
فى قلوبكم ا يادكم في اهوت من عدت الله تعالى أن يسمعكي عدا اليد وشو روايةه 


أذنى: لولا إن تدافتوا تدعو نت انه أن يسمعكم غلات ال ؛ "قعل كما قال الشة ى الات 
ل ٌ و 7 4 ب ٍُ 0 0 


8 5 0 2 وق “قت امن )- ا‎ 0 ١ 
وال سعين و تلثمائة أ ع افيه > ررقه الله تعالى 1 فمانك من الادنناء شفع عرداب القن 8 مويه‎ ١ ابقا‎ 


0 ى 2 5 0 
. ل 2 ال ل 0 اي م | به دم 

أخائام م الشياصين يع يو حول إلى اونياتهم لمعجاد وال م ال أئله تعانى ها الخد بأسساع امجن و أذ عبن 

50 الا طليا سي فإن المكاشهف 3 انشى ذلك لابطل احكمه وضيع الالهى مم واجواب 


الايمان بالغيب فانه كان يصير شهادة. 
(فإن قلت): كف استعاد الانساء م فكدة الو تينو نك 00 
١‏ 1 


(فالحواب): إنما استعاذو! من ذلك لعنلسهه بسعة الإطلاق وأن الله تعالى بفعل ها يريد 


م 0 5 00000 1 2 3 4 تن 5 2 2 
عاسوا بواجب عبر ذينهم وإظطهار ال لو م فاشهى و سناتوة ل ناه الافتمار أ 7 يعشنهم إد 


0 ' ا : 5 ا 7 9 7 0 1 
سنا امه الملكان عمل أ سل إليهم و حم لك القايساء السسالام قا لهم يساله ن عله 6 بما كيدا تناك 


در 
مه 0 < ُ 1 - - 
. ؛ 1 ا يه 3 0 5 37 
بحشر' المي" ارسا ١‏ اليقا امتحاناً رايا عا ع معهيد مال 2 تعجر بهم المزع افد فضا عا الاصف 
52 ا - 5 ك1 7 7 _- - 
٠‏ ا أت ا ره ع 10 
فحض تهم الاعتراف بانتسار بين يدي ربهه عابي الذواء 


“بد 1 0 5 0 
(فإن قلت): فهما حشقه 5 أسرز حت انمادق 0 اليد بع مسي 
3 00 و2 


(نالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثانث والستين من («الفتوحات» أن حقيقة البرزخ 


, ا ا 1 اك ب' وله ها بي[ كه 
كك إسرافيل الدي ع فيه وهم يسدى بالتافر. ويسمى بالقان قلا سوئي 5 اوسع مرا هيك 


ب 0 3 1 م ا 97 7 م ٠‏ م 10 اا 
القن وحميه ما يقم للميت في قبره من العذاس والنعيم يذركه صاحيه ادراكا حفيقيا بابحس لز 
2 0 ع 7 8 كيه 0 +006 1 
٠‏ 1 0 بح . 000 ا 214 1 0 للك وأ ل 
ين ابحس., كما أن ميم ما يدركد اك كما بعل :سم الا كيو انبر 2 ف: تعيم ووإشمان اليا بالج دهم 


بعين الصورة التي هق فيها في ال و فإن أنه تعانبى ذا كيش الأر واج ه' الاسام الفبسيعية 


3 اة : 5 


م 


ثم ال من < "اهدحو 5 3 


أودعها صورا جسدية في حضرة البرزخ الذي هم جوء إسا افيل ١‏ 


هناك قد ومنها ما يكون مطاف 00 اح الا تمماء كلهم وأرواح التيداء وبعس الأولياء لان ك1 





5 
سي حي سو نام لشاف قن لجيه 3 عر 5-56 جيجه الم عا جا زاء آللك تعاى 
قاين حار للع امع أرامة وقوله: انم ستروات ربكم 7 فاثبتها لنا ونشاجا و لوا علم 

مناه 


(وقال) ليشن من سير اسان سر عه النسان قال لمأن الاح أل أققد ه: ممزابعا 1 الإبانة 
شرا لسر صاحيها ارجح ومن اي ريما ركى, باخرس وقام له مقاه الجرس فظطهر سناع نه 


إكيه 


يماا زمه نمك عتيسبع 0 مكند ما سر 926 موسي . عليه السالام 1 ا سسب اليه من الخادام ع بالكلام 


ادا لخم اذ ' د 1 اتيت يي" َ 000 ا 
نال خلا كن في السداراح رزقى الحفلة اننية ا متييا شت يشاء قال هرم الام 
ويك : 7 : 0 ٍِ 5 





' 1 1 : 1 0 , 5 
ف ا ينك الفيوو صذدداه حسما وط يل خاونها لانهم معجيو سول ص ذلك الم ل رشي باتك الصمةر 3 
م بواج الشيامك ينحلو ّ انك العذاتب وام العذات لجسو عو 5 اللمة 0 لك بالل ثيه نهيي 
1 4 2 . ا 1 00 امن ععلوك * ليه اد 0 . -. 
بالف حي , ايع لم ثح ة باثثار اله خسو نك ايضا اسه . وكا د الشيخ دي اندي 32 2 ثنانه 
١ 1 "0‏ 6ه 5 كه 0 4 # 1 . 
(«لواقح الأنوا الس ال من اهل سر راح م يمحلة. لله تعالى من شماه م يعمل فى قبر 5 بعلمة الذي 
كان معمله س ذا الدئيا ١‏ كما عد ذلك ع اك اليناني التابعى الحذا. انهم فتعحوأ 8 قو اجلددة 
7 2 0 : لخي ل ا 0 0 
نل 1 1 9 ١‏ 01 0 فم م 5 زو 1 . 55 : 0 
قائما يقلو و اسيك ا قال ونكت الله لعيالة نهو ات ذللث العمز الى أن ريسن م ام > الب وعى 
3 ب “اع ب 2 - 5 34-8 في 3 7 


و يويك ذلك راجيال هم أن أهل الأعر ف بالسجحدة عي يس عجده ونها يوام الشامة ّ يد خلود انها الحنة 


خم 
إلى أحخام الدنيا ا نمعتهم يائلك السجدة م 3 ايسا بها م الهم فهي 


ا ب كم َ 1 د 3 ا ١‏ 1 2 
كك أهز التكلف. كان أن سشييية يرا لش المتاه ه الققلة ع الأموات 
يي 0 


ك : وان بسع من ترق 





ليسم منه شبيعء متحقل إلا ارواح الانبياء حقغد فإنها مشرفه على جميء 


انا كد 0ن 

وجود الدنيا والآخ ة والبرزخ بخلاف أرواح من سواهم إلا من شاء الله فإنه ليس لها خروج من 
١‏ .نه + * ٠‏ 5-500 5700 10 : ل 6 

ال 5خ قأن ردي “حدهم فهه إما ملك خلهه الله تعالى من عم كلت 000 دإما مثال أقأمه اله 
تعال على حصسورثه لتلفيد ما بشاء مم حكمه واطال فم ذلك .: ني الك بن المي يمن 

تعالى على صورثه نتلفيد مأ يشاء من حكمه واطال في ذلك بنحر ررفة ثم فال: إن السكاشمين 
1 آ 3 مره ام 1 1 

| وذلك أن للجسد عندهى حتائق وعوالم بها الادراك 

امات عع - نه ل الك اا 

لى سححلها بعد المقارقة .نه الجسم تأن له الادراك 

0 | 1 00 101 

كات ايك بجول عله 3 أ مسا م من الشع قه قلى 





تعالى : #وقالوا لْجَلودٍهِمَ لم شهدت عَلينا نا قالوأ أنطفنا اده الزئ : نطق د شْء # إفصك > ]1١‏ انتهى 
0 لهام ثى لسحتك اللايمان ماله تعلق بحيأة الجماد قفر أجعف؟. تافل بان * لت يا أسنى 58 ى اماه ا 
سذاحم ان صاحةه لعيمم لقم وصذأبه كوت اعبار أها الدنيا لا يكم ده قال : واتسه 0 
ع 2 2 : -ة 2 ' 2 5 





ناضمر الجنة 0 احماة 4" مم لكان قال الننهة 2 ل لبا السادس.. 
2 ِ 5 كت شي 


و حل العالم وظيمر على ام نشاع وكا قل 00 فهو لح يه حت ااه 'أشانا فيسنك الدائم ع عله الا 


4 قلت ما يحدرن الا بعت ف شد المعكي اموب كفل ف 3 لعلتة 7 أيه حاكقا قبت ير ا قشمد الت نك 





ص الاصول. دثال: آل اردت أن تكءان مم الخدام قالت م اللادبت ل أم الاللفت والللام : 
5 7 ر ١‏ م 0 : : 


(وقال): صاحب علم سر القذد لأا بقول قط: إنا الله حاشاه من هذا القول. حاشاهء بل 


يقول: آنا العيد الذليل شي الس 8 0 0 ركال: اللايمات رزج سن الإسلام والاحساك: عله 


م 1 ادام ها يعناسه عالي الأجسام وله - اله حبيا! ل مأ يميد بيك المعصفيات 5-2 اما فك اشياية 








المبحث الخامس والستون: في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق 51م 


(«الفتوحات المكية» والمراد بهذه الجنة وهذه النار جنة البرزخ وناره لا الجنة والنار الكبيرتان 
اللتان يدخلهما الناس بعد الحساب والمرور على الصراط قال وهذا مما غلط فيه يبعفى أهل الله 
في كشفهم فإنهم إذا طولعو! بشيء من أحوال الآخرة يظنون أن ذلك صحيح وأنهم شاهدوا 
الآخرة على الحقيقة وليس كذلك وإنما هي الدنيا أظهرها الله تعالى لهم في عالم البرزخ بعين 
الكشف أو النوم في صورة ما جهلوه من أحكام الدنيا في اليقظة فيقولون رأينا الجنة والنار 
والقيامة وأين الدار من الدار وأين الإتساع من الإتساع ومعلوم أن القيامة ما هي الآن موجودة 
وإذا رؤيت في الحياة الدنيا فما هي إلا قيامة الدنيا ونار الدنيا وفي الحديث الصحيح: رأيت 
الجئة والنار في مقامي هذاء وما قال رأيت جنة الآخرة ولا نار الآخرة بل قال في عرض هذا 
الحائط من الدار الدنيا وذكر أنه رأى فى النار صاحبة الهرة التى حبستها وعمرو بن لحي الذي 
تنيب السوائت وكان ذلك كلهافي.صلاة الكسوف: في البقظة وقى :مدي آخر مكلت الي التجندة 
في عرض هذا الحائط وتمثال الشيء ما هو عين الشيء بل هو شبهه فقط ولا معنى لقول من 
كاله إن آهل الثار البوض قن 'النان الكبرى هذا كاك يوم القزانة وها إلى لاقيو تر نوا أو حشتروا 
أو حوسيوا ثم يدخلون النار ثانيا. 

(قلت): ويكفي أحدنا الإيمان بعذاب القبر ولا يحتاج إلى بيان كيفية الحقيقة فإن العقول 
تعجز عن مثل ذلك وسيأتي في مبحث خلق الجنة والنار مزيد كلام فراجعه والله تعالى أعلم . 

المبحث الخامس والستون؛ 
في بيان أن جميع أشراط الساعة التي 
أخبرنا بها الشارع حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة 

وذلك كخروج المهدي ثم الدجال ثم نزول عيسى ونخروج الدابة وطلوع الشمس من 
مغربها ورفع القرآن وفتح سد يأجوج ومأجوج حتى لو لم يبق في الدنيا إلا مقدار يوم واحد 
لوقع ذلك كلهء قال الشيخ تقي الدين بن أبي منصور في عقيدته: وكل هذه الآيات تقع في 
المائة الأخيرة من اليوم الذي وعد به رسول الله يَيةٍ أمته بقوله إن صلحت أمتي فلها يوم وإن 
وأحسن ومن جمع الطرقين فقد فاز بالحسنيين الإسلام صراط قويم والإيمان خلق كريم 
والإحسان شهود القديم إذا صح الانقياد كان علامته خرق المعتاد المسلم لا يحتاج إلى تأويل 
فهو معرس كي جسن مقيل:. 

(وقال): من مال إلى الآمال اذترمته الآجال ليس بالمواتي من اشتغل بالماضي والآني 
والحليم الأواه من كان مشتغلاً بالله ومن كان عبداً لغير الله فما عبد إلا هواه لأن العدو أخذ به 
عن طريق هداه. وقال: في قوله تعالى: َي ترك [محمد: ]"١‏ ما علم الشيء قبل كونه فما 
علمه بن بينة اكول «العنى فين يقير التختوم ولا هين التسلو إلا بالمكم شوتر اه كيت 


ان الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


تم فليا نصف يوم يكتو رمن أيام الرب المشار إليها يقوله تعالى : ريركت يوم عِندَ رَيِكُ 
كلق مكةٍ 0 تمتويت 4 11 لحج: 497] قال بعض العارفين وأول الألف محسوب من وفاة 
على بن أبي 5 رضي الله تعالى عنه آخر الخلفاء فإن تلك المدة كانت من جملة أيام نبرة 
رسول أبلّه كلد ورسالته. فمهد الله تعالى بالخلفاء الأربعة اليلاد مراده أن بالألف ود 
سلطان شريعته إلى انتهاء الألف ثم تأخذ في ابتداه الاضمحلال إلى أن يصير الدين . غريا قبنا 
بدأ وذلك الاضممحخلال يكون بدايته من مضي ثلاثين سنة في القرن السادي عشر شوداهي ا 
روج المهدي عليه السلام وهوق من أولاد الإمام جو المشكري وموللده ملنية الساام ليلة 
النصشف مس شعبان نه خمس وحتمسين ومائتين وهو باق إلى أن تجتمم لحتيمايو ل 0 عريم ليه 
السلام فيكون مره إلى وقتنا هذا وهو سئة ثمأان ولخمسين وتسعمائة. سمه ماله اه بوعسمت» سحيو 
هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل عل بركة الرطل بمصر 
رحمهما الله تعالى. وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلثمائة من 
«الفتوحات» : واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام لكن لا يخرج حتى تمتلىء 
الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطأ وعدلاً ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طول الله تعالى 
للم الي د ١‏ بعالك وول جلو لمشي اه الإمام علي النقي بالنون ابن 
محمد التي بالتاء أبن الإمام علي الرضا ابن الإمام مو سى , الكاظم ابن الإمام جعقر الصادق ابن 
الإمام محمد الياقر ابن 00 زين العابدين على ابن 00 الحسين ابن الإمام علي بن أبي 
زبسول: :آنل م والله تعالى ول 2 عير 469 [القلم: 4]. هو 

أجسي الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعبة 4 


الحكم هذه مسألة حارت فيها العقول وما ورد فيها منقول وقال: لا نقل نحن إياه لقوله: 
3 ا مَسَمْ كلم لهك [التوبة: 8] فأنت الترجمان» والمتكلم الرحمن فقيده كلام الله 
بالأمكنة بكونه في المصاحف والألسنة يقول القارىء قال الله. ثم إنه يتلو الحروف ظروف 
والصفة غير الموصوف عند أهل الكشف والشهود وهو عين المقصود فإذا نطقت فاشهد بمن 
تنطق التنزيه تحديد فلا تقل بالتجريد وقال في حديث: اشتمني ابن آدم من اشتكى إلى غير 
مشتكي فقد حال عن الطريق وعرج عن مناهج التحقيق ولولا اقتدار العبد على دفع الأذى ما 
شكا الحق إليه ذا فالخلى مشتكي الحق والحق مشتكي الخلق ومن شكا إلى جنسه فما شكا إلا 
إلى نفسه. وقال من ذل لله فقد أشيه الفروع ومن تكبر فقد أشبه الأصول فالرجوع إلى الفروع 





المبحث الخامس والستون: في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق 5ه 





الرجل فيقول: يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج 
صا ترق ين ادبن يج انسيايةا لاايرع بالعراق يعي الرسل »تاملا وخانا ريحاد تطح 
عالما تجاعا كريمسا: يتش الحصضر يمن يدية عيض مسا أواسبعا أو تمتعا يقفو أثر 
يلتك ال كر اب و انه قلت ردن بيك لذ يراك بحي الكل رقي ليت 
ويساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد يصلحه الله في ليلة 
يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة 
العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام» يعز الله به 
الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه 
خذل يظهر من الدين ما هو عليه الدين في نفسه حتى لو كان رسول الله قَلِِْ حيا لحكم به فلا 
يبقى في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فيتقيضون 
منه لذلك لظنهم أن الله تعالى ما بقي يحدث بعد أتمتهم مجتهد. وأطال في ذكر وقائعه معهم 
ثم قال: واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم وله رجال 
إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله 
تعالى له ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكثاً على ملكين 
ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى له الإمام عن مكانه فيتقدم 
فيصلي بالناس يأمر الناس بسنة محمد يكو يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض الله المهدي 
إليه طاهرا مطهرا وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء 
شن كان كسورا م1 عالت الج ا وكرها محف كان ند وش صا كم ردن افا اوه رقد 
ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله ولد وهو قرن الصحابة ثم 
الذي يليه : د الى يلى للت نت تباسشهة ترات رطقت سر شرت ادو ولنتكات وا 
فاختفى إلى أن يجيء الوقت الموعود فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء قال الشيخ 
محيي الدين: وقد استوزر الله تعالى له طائفة خبأهم الله له في مكنون غيبه أطلعهم كشفاً 
وشهوداً على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده وهم على أقدام رجال من الصحابة الذين 
صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم 
أولى من الوصول إلى الأصول. وقال: إذا أراد الحق تعالى بعبده أن يقطع أمله أشهده أجله 
وإذا بدل الله سيئات عبده حسنات يود أنه لو كان أتى بقراب الأرض لخطايا أو حمل ذنوب 

جميع البرايا لما يعايئه من حسن التحويل وجميع صور التبديل فقاز هذا في الدنيا باتباع الهرى 
وى الأخر تعد الماع وعلى هذا جزاء بعض المذنبين ين أعظم من جزاء بعض المحسئين فيبدر 
للمذنبين من الخير ما لم يكونوا يحتسبون وأكثر الناس في الدنيا بهذا لا يشعرون فحسنوا يا 
إخوتي ظنكم بربكم تفوزوا بقربكم. أو قال: الأخذ بالعزائم نعت الرجل المجازم أولو العرم من 
الرسل هم الذين لقوا الشدائد في تمهيد السبل ما جمح إلى الرخص إلا من يقع في الغخصص 


55 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
| حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء» واعلم أن المهدي لا يفعل شيئاً قط 
برأيه وإنما يشاور هؤلاء الوزراء ا وأما هو عليه السلام في نفسه فهو 
صاحب سيف حق وسياسة ومن شأن هؤلاء والوزراء أ ن أحدهم لأ ينهزم قط من قتال إنما يثبت: 
حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة ألا تراهم يفتحون مديئة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة 
الأولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسائط الثالث 
فيفتحونها من غير سيف وهذا هو عين الصدق الذي هو والنصر أخوان قال الشيخ : و عولام 
الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة لأن رسول الله كيِةِ شك في مدة إقامته خليفة من مقمس إلى 
تسع للشك الذي وقع في وزرائه فلكل وزير معه إقامة سنة فإن كانوا -خمسة عاش -خمسة وإن 
كانوا سبعة عاش سبعة وإن كانوا تسعة عاش تسعة أعوام ولكل عام منها أهرال متخصوصة وعلم 
تح ازاك ال ريطي هع انين حي ركوس كه 3ل الحو : ويقتلو لرن كلهم إلا 
واحداً منهم في في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله تعالى مائدة 0 والطيور 
والهوام . قال الشيخ وذلك الواحذ الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله: 
مف َلشُورٍ مَصَعِىٌ من فى السَموّتٍ وَمن في الْدَرضٍ إِلَّا من َأ م4 [الزمر: 58] أو هو يموت 
في تلك النفخة . قال الشيخ محبي.الدين: وإنما شككت في مدة إقامة م 
ولم أقطع في ذلك بشيء لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدباً معه تعالى أن ن أسأله في شيء 
من ذات نفسي قال ولما سلكت معه هذا الأدب قيض الله تعالى واحداً من أهل الله عز وجل 
فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداء وقال لي صم تسعة فقلت له إن كانوا تسعة فإن 
بقاء المهدي لا بد يكون تسع سنين فإني عليم بما يحتاج إليه وزيره فإن كان واحداً اجتمع في 
ذلك الواحد جميع ما تحتاج إليه وزراؤهم وإن كانوا أكثر من واحد فما يكون أكثر من تسعة 
فإنه إليها انتهى الشك من رسول الله #ِ في قوله خمساً أو سبعاً أو تسعاً يعني في إقامة 
المهذي تتكيعا لتواضن امنحابه لطلبوا:المتم ولا بفددر ابالضليف فإثها قال: ها نسلمهم لذ قلي 
فافهم. قال وجميع ما يحتاج إليه وزراء المهدي في قيامهم تسعة أمور لا عاشر لها ولا تنتقص 
عن ذلك وهي نفوذ البصر ومعرفة الخطاب الإلهي عند الإلقاء وعلم الترجمة عن الله وتعيين 
المراتب لولاة الآمر والرحمة في الغضب وما يحتاج إليه الملك من الأرزاق المحسوسة وغيرها 


من سلك هنا ما توعر تيسر له في آخرته ما تعسر فما أثقل ظهرك سوى وزرك فهنا تحط الأثقال 
أثقال الأعمال والأقوال؛. فاحذر من الابتذاع في حال الاتباع وقال: التسخلق بالأسماء الإلهية 
على الاطلاق من أصعب الأخلاق لما فيها من الشلاف والوفاق» فإياك أن يظهر مثل هذا عنك 
قبل أن تشهد مشهد من قال: أعوذ بيك منك فمن استعاذ وإلى من لاذا نظر . 


دده 0 وقال ا لامك العلوم وجنة 


المببحث العخامس والستون: وه أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق 6 








بس كن السو رده عرو مقي ليق لكف فصان الي ار 
على علم الغيب الذي يحتاج إليه في الكون في هدته خاصة. فهذه تسعة أمور لا بد أن تكون 
في وزراء المهدي من واحد فأكثر وأطال الشيخ في شرح هذه الأمور بنحو عشرة أوراق ثم 
قال: اساي ار ال 0 ب الساعة كذلك خروج الدجال 
فيخرج من خراسان من أرض الشرق موضع الفتن يتبعه الأتراك واليهود ويخرج إليه من أصبهان 
ل ل ا رو حر عر اس ل ا ع ل 
عينيه كافر. قال الشيخ محيي الدين: فلا أدري هل المراد بهذا الهجاءكفر من الأفعال الماضية 
أو أراد به كفر من الأسماء إلا أن الألف حذفت كما حذفها العرب في خط المصحف في 
مواضع مثل ألف الرحمن بين الميم والنون. 

(فإن قلت): فما صورة ما يحكم به المهدي إذا خرج هل يحكم بالنصوص أو بالاجتهاد 
أو بهما؟ 

007 كما قاله اح ادر اليه د كر 
الشريعة وذلك 1 عينم الدع | المحمدي فيحكم به كما أشار إليه حديث المهدي 
أثري لا يخطىء فعرفنا ‏ 1 لا دا سه في حك اذام لسصيع فر 
الحكي إلا أن لأيخطية ويشككم ورنول الله َه لا يخطىء فإنه لا ينطق عَنِ اموق اذ 1 
إلا م ينك 4029 (النجم: 7 4] وقد أخبر عن المهدي أنه لا يخطىء ل 
في ذلك الى>» ل 0 التي 
ميت 1ف [واكل علي لمان ماك الإلو محري » بعض المحققين على جميع أهل الله القياس 
لكون رسول الله شور كيم يلزن شكرا دي مك ريت آذ حكم رجعوا إليه لوا 
فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة 
غير رسول الله يي قال تعالى #قْل مذي سَبِيلَ أَدعْوا 3 لَه عل مَصِإرَوَ أنأ وَمَنِ أتبَعن» [يوسف : 
وأطال في ذلك ثم قال فللإمام المهدي أيضاً الاطلاع من جانب الحق على ما يريد الحق 
تعالى أن يحدثه من الشؤون قبل وقوعها في الوجود ليستعد لذلك قبل وقوعها فإن كان ذلك 


الفردوس لأصحاب الفهوم وجنة المأوى لأهل التقوى وجنة عدن للقائمين بالوزن وجنة الخلد 
للمقيمين على الود وجنة المقامة لأهل الكرامة. وقال: الاعتدال وبال لا يكون مع الاعتدال إلا 
دوام الحاك انظر في وجود الخلق تجده عن إرادة الحق والإرادة انحراف بلا خلاف فأين 
الاعتدال والأصل ميال فما ثم إلا ميل عن ميل لطلب النيل لو كان ثم اعتدال ما هوى إنسان 
ولا مال التنزيه ميل والتشبيه ميل والاعتدال هو ما بين هذين وهذا لا يصحم في العين لو كان ثم 
اعتدال لكان في الوقفة ولم يكن يميل من الميزان كفة من قال بالاستواء أو الزوال. قال: 
بالاتحراق والاعتدال «وَلَمٌ مَا سَكَنَ فى اليل والار» [الأنعام: ]١‏ وما ثم ساكن في الأغيار لا في 


ككة الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


سس ون مطح ما موري ل رن 
بفضله ورحمته وأجاب دعاعه وسؤاله. 
(فإن قلت): فإذا عمى الله تعالى عليه حكماً فى نازلة ماذا يفعل؟ 


(فالجواب): إذا عمى الله تعالى عليه حكماً في نازلة ولم يقع بها تعريف ولا كشف 
ألحقها في الحكم بالمباحات فيعلم بعد التعريف أن ذلك حكم الشرع فيها فإنه معصوم من 
الرأي والقياس في الدين ممن ليس ينبي حكم على الله في دينه بما لم يعلم فإنه طرد علة وما 
يدري العبد لعل الله لا يريد طرد ذلك العلة ولو أنه كان أرادها لأبانها على لسان محمد يلل 
وأبان يطردها وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أنه لم يبلغنا أن النبي َه نص على أحد من 
الأئمة بعده أن يقفو أثره لا يخطىء إلا المهدي -خاصة فقد شهد له بعصمته فى خلافته وألحكامه 
كما حهة الذليل: الحقتي يغتصمة رميول (له لل فم ونلقه عن يزية من السكم المشووع له فى 
عباده . 

(فإن قلت): فإذا نزل عيسى عليه السلام فمتى يموت؟ وكيف يموت؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب التاسع الستين وثلثمائة أنه يموت إذا قتل الدجال 
وذلك أنه يموت هو وأصحابه في نفس واحد فيأتيهم ريح طيبة تأخذهم من تحت آباطهم 
يجدون لها لذة كلذة الوسنان الذي قد جهده السهر وأتاه فى السحر العسيلة سميت بذلك 
لحلاوتها فيجدون للموث لذة لا يقدر قدرها ثم يبقى بعدهم رعاع كغثاء السيل أشباه البهائم 
فعليهم تقوم الساعة انتهى. وأما طلوع الشمس من مغربها فقد ورد في «الصصحيح» مرفوعاً لا 
م من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون حين لا ينْمُ 
قا إيمثها ل تَكُنَ ءَامَمَتَ ين قبل [الأنعام: 106] وطلوع الشمس من مغربها جائز ذ 5 
ل كدو اك للك و لعب قلسي إلى عد اله مقايا وئة ترف لك ار عالين 
نمرود لما قال له إبراهيم عليه السلام : «كإرك لَه يأ بالقّمْين ين الْمَفْرقٍ فأتِ يها من الْمَشْرِب 
َبهِتَ* [البقرة: 04؟] الآية. قال الشيخ أبو طاهر القزويني: وأصحاب الهيئة والمنجمون يحيلون 


البصائر ولا في الأبصار لا تراه جعله عبرة لأولي الأبصار فانظر واعتبر. وقال الحق في 
الاعتدال: فمن جار أو عدل ققد مال» لكن إن مال لك فقد أفضل وإن مال عليك فقد أبخس 

". وقال: إنما اشترك الزوجان في الالتحام لأنه نظام التوائد فإن لم وإلا فالأولى التباعد إذ 
التباعد فيه التئزيهء وبع انيه امتديا وإئما حمدناه فيمن تولد عنه به وقريناه من قال إنه 
وحد فقداألحد إذ الأحدية لله لله لا تكون بتوحيد أحد «وَلَمْ يك لَمٌ حمر ار حكُفرًا لذ )4 
[الإخلاص: 4] عجياً في تنزيهه عن الصاحبة والولد حتى لا يكون معه أحد وعنه وجد ما وجد 
من العالم من ذي روح» وجسم وجسد» ثم إن ولادة البراهين الصحاح عن نكاح عقول» 


المبحث الخامس والستون: في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخيرنا بها الشارع حق ادم 


طلوعها من المغرب فيقال لهم أليس الله تعالى قد أجرى العادة بأن كل دوارة ودورها من رححى 
ودولاب إذا اتتهى ردوها ترجع منعكسة ثم تقفا فبم تنكرون أن الله تعالى يعكس دوران 
الشمس عند انتهاء أدوارها قال تعالى: «وألشّنش تخ لِمْتمَمَرٍ لهأ ايس : 4*] والمستقر 
مصدر بمعنى الاستقرار واللام بمعنى إلى كما قال الله تعالى: #بأنَّ رَبلَفَ أَنَىٌ لَهَا )» 
[الؤلرلة: 5 أي إليها قال: وعند وقوف الشمس في وسط السماء تشقق السماء وتنكدر الدجوم 
ويقولون في المثل السائر الدولاب إذا تعطل تكسر وهنا تظهر الشمس والقمر في وسط السماء 
كالفرارتين وفي رواية أخرى كالثورين الأسودين فإذا طلعا إلى وسط السماء رجعا نازلين إلى 
المغرب لا أنهما يغربان في المشرق كما توهمه بعضهم وفي الحديث أنهما يطلعان من المغرب 
مكورتين كالفرارتين فلا ضوء للشمس ولا نور للقمر وما بين طلوع الشمس من مغربها إلى نفخ 
الصور أقل من أن يركب الرجل المهر بعد النتاج . 


(فإن قيل): قد ورد في الحديث أنهما يطلعان ذلك اليوم من المشرق إلى تفخ الصور؟ 


(فالجواب): لا اعتبار بذلك الطلوع إذ هو طلوع اضطراب للوقوف والانتهاء لا طلوج 
دؤب لهما بحساب وكذلك يكون حال كل دوارة إذا اكبى ايها اتدكتو بير وتربجع لخر م 
تقف هكذا سنة الله في الخلق #وآن يَْدَ لِسُنّتِ ّم ميلا [فاطر: 14 وتقدم في مبحث الإيمان 
أذ امتهم را اليك در ربد ريه أحضر يأب الل اند كان مرا لا بدح تله رياد لك كدر 
ومن كان كافرا لا يدخل قليه بعد ذلك إيمان فراجعه. 


(فإن قيل): فما الدليل على نزول عيسى عليه السلام من القرآن؟ 


(فالجواب): الدليل على نزوله قوله تعالى: لوَإِن يِنْ أهْل الكت إِلَّا اومن بد- ميل 
موي 4 [النساء: ]١59‏ أي جين ينزل ويجتمعون عليه وأنكرت المعتزلة والفلاسفة واليهود 
والنصارى عروجه بيجسده إلى السماء وقال تعالى في عيسى عليه السلام #وَإنّمُ لَعلٌ يَّاعَةِ) 
[الزخرف: ]5١‏ قرىء لعلم بفتح اللام والعين والضمير في أنه راجع إلى عيسى عليه السلام لقوله 
تعالى: # يوء بهوق مَرَيو مكل »> [اليغرفد 49] معنا أن نروله علامة القيامة وفي الحديث 
في صفة الدجال قبينما هم في الصلاة إذ بعث الله المسيح ابن مريم فنزل عند المنارة البيضاء 


وشرائع ما فيه جناح» وأما ما تولد عن نكاح الشيه في العقول والأشباح فهو سفاح وهذا الباب 
مقفل وقد رميت إليك بالمفتاح. وقال: لما دعا الله تعالى الأرواح من هياكلها بمشاكلها حنت 
إلى ذلك الدعاء وهان عليها مفارقة الوعاء فكان لها الانفساخ بالسراح من هذه الأشباح ثم إذا 
وفعت الؤعادة عادت إلى ما كانت عليه روحا وجسما هذا معني الرجوع . وقال اسوداد الوجوه 

من الحق المكروه وكالغيبة والتميمة وإفشاء 0 وإن كان صدقاً فلذلك قال انذّه 


تعالى : # لسغل لصَّددِتِينَ عن صذقهٌ4 [الأحزاب: 8] أي هل أذن لهم في إفشائه أم لا فما كل 
عن جل رسع أنه اوكا يسما إل حها مادق اح حلفا رلور سم لع اونا سر 


58 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


شرقي دمشق بين يديه مهرذدبتان واضعاً كفه على أجنحة ملكين والمهرذدبتان بالذال المعجمة 
والمهملة معأ حلتان مصبوغتان بالورس فقد ثبت نزوله عليه السلام بالكتاب والسنة وزعمت 
النصارى أن ناسوته صلب ولاهوته رفع والحق أنه رفع بجسده إلى السماء والإيمان بذلك 
واجب قال تعالى: ##بل رمه أنه لَه [النساء: 156] قال أبو طاهر القزويني: واعلم أن كيفية 
رفعه ونزوله وكيفية مكثه في السماء » إلى أن ينزل من غير طعام ولا شراب مما يتقاصر عن دركه 
العقل ولا سبيل لنا إلا أن نؤمن بذلك تسليماً لسعة قدرة الله تعالى وأظال في ذكر شبه الفلاسفة 
وغيرهم في [نكار الرفع. 

(فإن قيل): فما الجواب عن استخنائه عن الطعام والشراب مدة رفعه؟ فإن الله تعالى قال: 
وَمَا عله 0 العام [الأنبياء : 4]. 

(فالجواب): أن الطعام إنما جعل قوت لمن يعيش في الأرض لأنه مسلط عليه الهواء 
الحار والبارد فينحل بدنه فإذا انحل عوضه الله تعالى بالغذاء إجراء لعادته فى هذه الخطة الغبراء 
وأما من رفعه الله إلى السماء فإنه يلطفه بقدرته ويغنيه عن الطعام والشراب كما أغنى الملائكة 
عنهما فيكون حينئظٍ طعامه التسبيح وشرابه التهليل كما قاله يليه :إني أبيت عند ربي يطعمني 
ويسقيني» وفي الحديث مرفوعاً أن بين يدي الدجال ثلاث سنين» سنة تمسك السماء قطرها 
والأرض ثلث نباتها وفي السنة الثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها وفي السنة 
الغالعة تمدام الستناء ارش كلك اقذالي لها أياة بقع روصيو الله إنا سجن فجي كنا 
نخيزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين حينثذ فقال يجزيهم ما يجزي أهل السماء من التسبيح 
والتقديس. قال الشيخ أبو طاهر: وقد شاهدنا رجلا اسمه خليفة الخراط كان مقيماً بأبهر من 
بلاد المشرق مكث لا يطعم طعاماً منذ ثلاث وعشرين سنة وكان يعبد الله ليلا ونهاراً من غير 
ضعف فإذا علمت ذلك فلا يبعد أن يكون قوت عيسى عليه السلام التسبيح والتهليل والله أعلم 


فهو تعالى المعروف بأنه غير معروف والحق الذي يقال: ما قبح وذم فمئل وما سن وعحمد 
فمما خرج عنا. وقال العارف مسود الوجه في الدنيا والآخرة» لكن اسوداد السيادة لما كان 
عليه من العبادة فإن وجه الشىء كونه وذاته وعينه وقال فى قوله: د 
هذا كان العارف لا يزهد قط في الطلب وما أراد منك بذك إلا دوام الافتقار : فى الليل والنهار 
"هذا فَرَعَتَ فَانصَبٌ 7 مَك نك مزعب 9 4 [الشرح: ١‏ تاولا كفن الم عرد الفيلة | إلا بمابه 
لا 
ولك خلقتنا لنغبدك وفي عبادتنا نشهدك ثم على قدر ما سألناك من الشهادة تنقصنا من العيادة. 


(وقال): لا يؤثر 0 ف فيج المدو 1 |15 كان عن القائر. وكم من ريض ل ييمضل على 


المبحث الخامس والستون: في بيان أن جميع أشراط الساعة التي حرا بها تارم حجن 54م 


السابع ولخي وللتمانة فى فول عمال 13 ير يه ا 

نصه: اعلم أن هذه الدابة تخرج من أجناد وهي دابة كث 5 الشعر لا يعرف قبلها من دبرها فتنفخ 
في وجوه الناس شرقا وغربا برا وبحرا جنوبا وشمالا فيرتقم بنفخها في جبين كل شخص ما هو 
من الوه ا مرو كص حي الو 
ع ل ع ال و 1 لحان انبا نوي 
تكلمه بلسائه عربياً كان أو عجمياً على اختلاف اللغات. وقد ورد حديثها في اصحيح مسلم» 
فى حديث الدجال حيث دلت تميما الداري عليه وقالت له إنه إلى حديثك بالأشواق. وقال 
الشيخ: وهي الآن في جزيرة من البحر الذي يلي جهة الشمال وهي الجزيرة التي فيها الدجال 
قال وإنما سمى الله تعالى رقمها فى وجوه الناس كلاماً لأنه أفاد ما أفاده الكلام ألا ترى العاقل 
من أهل النظر إذا أراد أن يوصل إليك ما في نفسه لم يقتصر في ذلك التوصيل على العبارة بنظم 
حروف ولا بد فإن غرضه منك إنما هو إعلامك بالأمر الذي فى نفسه فوقتاً بالعبارة اللفظية 
المسماة في العرف قولاً وكلاماً ووقتاً بالإشارة بيد أو رأس أو بما كان ووقتاً بكتابة ورقوم ووقتاً 
بما يريد الحق إفهامك به فيوجد فيك أثراً تعرف منه ما في نفسه ويسمى هذا كلاماً فصح أن 
رقم الدابة يطلق عليه كلام والله أعلم. وأطال فى ذلك فى الياب السابع والخمسين وثلثمائة 
بذكر فوائد عظيمة فراجعها. وأما رفع القرآن فروى البيهقي في «الشعب» عن ابن مسعود قال: 
اقرءوا القرآن قبل أن يرفع فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع» قالوا هذه المصاحف ترفع؛ فكيف 
بما في صدور الناس؟ قال يغزى عليهم ليلا فيرفع في صدورهم فيصبحون فيقولون لكنا كنا 
نعلم شيئاً ثم يعقون في الشعر. قال القرطبي: وهذا إنما يكون بعد موت عيسى عليه السلام 


ما وهبك فإنه لو وهبك كل ما دخل فى الوجود لكان قثيلاً بالنظر إلى ما دخل فى خزائن الجود 
فإياك والوهد فى المواعي:فإثة سوء أأدت مع _الوافت فإتداما هيلك إلااما كلق تلك ..وقال* لما 
علم الأكابر أن الأمور كلها في يديه اعتمدوا منه عليه فعلمرا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا 
يفترون ولو ارتفعت الحاجات» وزالت الفاقات لبطلت الحكمة»؛ وتراكمت الظلمة وللاحت 
الأسرار وزال كل شيء عنده بمقدار فذهب الاعتبار وهذا لا يرتفع فلا بد من الاعتماد في العباد 
آنا الخيركية: يطلب ودائها الرير قي وخليقة” وقال: ما حجب الرجال إلا وجود الأمثال 
ولهذا :ة نفى الحق المثلية عن نفسه تنزيها لقدسه وكل ما تصورته أو مثلته أو سيلته فهو هالك والله 
تعالى بخلاف ذلك هذا عقد الجماعة إلى قيام الساعة. وقال: كيف: يصم المزيد بالتحميد 
والتمجيد والله تعالى قد أعطى كل شيء خلقه ووفاه حقه فعين الشكر هو عين النعم والناس في 
غفلة معرضون وأكثرهم لا يشكرو 


كن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


عظيم يصل إليه السواح وأخبرني الشيخ عبد القادر الدشطوطي رحمه الله أن لسيدي إبراهيم 
م ل ا و عب ردنا «الصسا لخدا 
ا م ب ا 0 الساعة صنف الناس فيها كنبا 
1000[ ا ا ا ا ”2# 

5 يوم كجمعة ويوم كشهر ريوم كيه وسائر أيامه كأيامكم . معنى يوم كجمعة أن 3 
تكثر في ذلك الزمان فلا ترى الشمس إلا بعد سبعة أيام فتطلع الشمس وتغرب ولا يعلم ذلك 
إلا أرباب الكشف وكذلك القول في الشهر والسنة وليس المراد أن اليوم الواحد مقدار سنة مثلا 
لأنه لو امتد لم يكن يلزمنا فيه إلا خمس صلوات فقط في كل يوم وليلة فلما توائرت الغيوم 
الأمر وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فإذا حال الغيم المتراكم بيننا وبين 
السماء كانت الحركات التي عملها أهل الهيئة باقية كما هي لم تختل ولذلك قال #يهْ اقدروا 
لها: أي الصلوات فلما قرر الشارع أوقات الصلاة بالتقدير عرفنا أن حركات الأفلاك على حالها 
لم يختل نظامها. قال ولو أن ذلك اليوم الذي كسنة يوم واحد ممتد لوجب عليئا أن لا نصل 
الظهر حتى تزول الشمس وما لم تزل الشمس لا نصلي الظهر ولو مكثنا أكثر من سنة فتحصل 
من هذا أن المعنى اقدروا لها من يوم واحد مثلاً أي في رأي العين لا في نفس الأمر فإنه في 
نفس الأمر مضى اليوم ولم يشهد به أحد وإن اليوم الذي كسنة تطلع فيه الشمس وتغرب ثلثمائة 
وستين يوم وكذلك القول في الشعر والجمعة تمكث الشمس فيه لا ترى شهراً أو سبعة أيام. 


(وقال): الدنيا متاع قليل وكل من فيها أبناء سبيل فما من جيل ولا قبيل إلا وهو مملوك 
للقطميرء والنقيرء والفتيل. فأكثر الناس تائهء ولهذا قنعوا بالتافه ليس في الكثرة زيادة إلا في 
عالم الشهادة وأما في عالم الغيب فما في التساوي ريب من رضي بالقليل عاش في ظل ظليل 
وكل ما في الوجود قليل ومن لم يأته غرضه طال في الدنيا مرضه قال تعالى: #رّضِيَ أَهَهُ عَنثْمَ 
يكوا" 4112 اليه 6 فالرضا معنا وفقة درعان. لي فين والقليل الاق لابعرق مرا عقيل 
اعتناء الحق بالنقير يدل على أنه كبير لا يخفى على ذوي عينين أن لله عناية بكل ما في الكونين 
وإخراج الشيء من العدم إلى الوجود برهان على أنه في منازل السعود من طلب من الحق الوفاء 
فقد ناط به تعالى الجفاء وليس برب جاف بلا خلاف وإذا كان الكل منه فما معنى #ورضَ الله 
عَنْيمَ وَيسُوأ عنَة4 [البينة : 4] كل ما في العالم لديه وحاضر بين يديه لا يحب الله الجهر بالسوء 

من القول وما كل فريضة تقتضي العول كما لا يتكح الأمة إلا من لم يجد الطول. 





المبحث السادس والستون: فى وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة آباه 


(قلت): وهذا الذي ذكره الشيخ محيي الدين خلاف مايدل عليه ظاهر قوله في 
الحديث : فاقدروا له» فليتأمل فإن غالب الأفهام على أن اليوم الواحد يطول المدة التي ذكرها 
في الحديث من جمعة أو شهر أو سنة والله أعلم بحقيقة الحال. 


الميحث السادس والستون: 
في وجوب اعتقاد أن اش تعالى يعيدنا كما بدآأنا أول 
مرة وبيان كيفية تهيئة الأجساد لقبول الأرواح وبيان صورة 
الصور وإحياء من في القبور وبيان شبه المذكرين للبعث 


ولنبدأ بعبارة (شرح جمع الجوامع» و«حاشيته» ثم نذكر نقول المحققين من الصوفية 
فنقول وبالله التوفيق: اعلم أن عود ره م بجطيع أجرائة الأصلية وعوارضه حن 
كما كان قبل الموت قال تعالى: #رَهْوَ الى رِبْدَوَا لسن ثم حيدم (الروم: 7؟] وقال ثعالى : 
« كنا بَدَأكُ سَوُونَ4 [الأعراف: 14] وقال تعالى: لابْمْيْرَ مَا في لتب رٍ) [العاديات: 4] مع ما قد ورد 
في الكتاب والسنة من العبارات التي لا تقبل التأويل حتى إن ذلك صار معلوماً من الدين 
بالضرورة وانعقد الإجماع على كفر من أنكر البعث جوازاً أو وقوعاء وقد أنكرت الفلاسفة 
إعادة الأجسام وقالوا: إنما تعاد الأرواح بمعنى أنها بعد موت البدن تعاد إلى ما كانت عليه 
ملذذة بالكمال أو متألمة بالنقصان قال الكمال في «حاشيته» ومرادهم بقولهم أن الجسم يعاد 
بجميع أجزائه الأصلية أي الباقية من أول العمر إلى آخره لا أن الأجزاء مطلقاً تعاد وذلك ليندقع 
بذلك الشبهة المشهورة هي ما إذا أكل إنسان إنساناً بحيث صار المأكرل جزءاً من الآكل فإذا 
أعاد الله تعالى ذينك الإنساتين بعينهما فتلك الأجزاء التى كانت للمأكول ثم صارت للآكل إما 
ير د رجش يب عو مته ا سحيد ا ا و اا بق ار 
معي مبانية أرايهاة العدمها وذو قاف بكرن تسر هادا سق والبدرر كاذ وروي 
الاندفاع أن المعاد هو الأجزاء الأصلية الياقية من أول العمر إلى آخره دون الأجزاء الفضلية 
الأغتلية التي كانت للماكول هي فعيلةة في الأكل فإنا نعلم أن الإنسان باق مدة عمره وأجزاء 
الغذاء ت تتوارد عليه وتزول عنه وإذا كانت فضلة لم يجب إعادتها في الأكل بل في المأكول انتهى 





(وقال): ما حال بينك وبين حقك إلا عجلتك بنطقكء فإن الرزق مقسوم» ولا ينقصء 

ولا يزيد بسؤال أحد من العبيد مع أن طلب /١‏ عادو لي ال لي كلي لبان إرماة . وما 
جعل القضاء يتأخر إلا القضاء المقدر لى كانت العلة في الأزل لكان المعلول لم يزل فلا معلول 
٠“‏ علة وقد تظهر الشبه في صورة الأدلة البراهين لا تحظى فإنها قوية السلطان وإنما الخطأ 

ردخ إلى الشرس خولذا كات الولين "ةرده 00 اسايق نان ل علمها متو ايز عر مله نه 


عاونا يلت نا علمنه لانك أعامته به قانت.. 


ام الجرْء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
والله أعلمء وعبارة الشيخ محبي الدين: اعلم أن من أنكر البعث والإعادة في الأجسام كفر 
وصورة الإعادة أن الله تعالى ينزل من السماء مطرأ يشبه منى الرجال تمخض منه الأرض فينشىء 
الله تعالى منه الخلق النشأة الآخرة قائمة على عجب الذنب الذي بقى من نشأة الدنيا وهو أصلها 
الذي لا يقبل البلاء كما مر في مبحث الأرواح ثم إذا أنشأها الله تعالى النشأة الآخرة وسواها 
0 استعدت لقبول الأرواح كاستعداد شجر له 0 فيها لقبول الاشتعال وكانت الصور 

لب اح ا الول ا 0 يرال في الفكرر الذي جو المتصرة 
عر ا و 0 ْمك اليه اغافر: 1 ل ومن 
أحد فإذا نفخ الثانية اشتعلت تلك الصور المستعدة للاشتغال بأرواحها فإذا هم قيام ينظرون فكل 
صورة تقوم حية ناطقة بما ينطقها الله عز وجل به قدي بن يال بالسمد له وم ماضن 0 
بقوله سبحان من أحيانا بعدما أماتنا إليه النشور ومنهم من ينطق بقوله من بَعَدَنًا عن بن ترقا 4 
اعرد ؟0] وهكذا ينطق كل إنسان بما كان عليه عند موته» واعلم أن كل واحد ينسى حاله الذي 
كان عليه في البرزخ ويتخيل أن كل ما كان فيه منام كما يتخيله المستيقظ من منامه وقال في 
ناك الأسران فى عرلة قال وق اليى دنا القن انث 4 اوري 1 0 المراكالشلق هر 
الفعل الصادر منه تعالى لا المخلوق فإن عين الممخلوق ما زالت من الوجود. 


وإن اختلفت عليها الأطوار في الدنيا والبرزخ والجنة والتار فإن عين المخلوق واحدة من 
بدك جتوهرها ذالم :تتملم خسن يكال ]لها كرد وإنما عر تقال في لم ثم تعالى من ويجزة إلى 
وجودء ولذلك كان نعيم القبر وعذابه حقا وإيضاح ذلك أن نشأة الآخرة ابتداء لا إعادة حقيقة» 
ذ لو كانت إعادة حقيقة لعاد حكمها معها من التكليف فكل جوهر لا ينعدم من حين خلقه الله 
تعالى وإنما هي أطوار تتوارد عليه وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن الحق تعالى لما دعا 
الأرواح من هياكلها حنت إلى ذلك الدعاء وهان عليها مفارقة الوعاء فكان لها الانفساخ بالسراح 
من هذه الأشياح ثم إنه إذا وقعت الإعادة عادت إلى مأ كانت عليه روحأ وجس-ا هذا معنى 
الرجوع؛ انتهى فليتأمل» وقال في الباب الثاني والسبعين وثلثماثة: إن لم تكن الإعادة على 
صورة الابتداء قما هي إعادة اتتهى. وقال في الباب السبعين من الفتوحات في قوله تعالى 9# كنا 


(وقال): الموت للمؤمن تحفةء والنعش له محفة لأنه ينقله من الدنيا إلى محل لا فتنة فيه 
ولا بلوى فليس بخاسرء ولا مغبون من كان أمله المنون فاز فيه اللقاء الإلهي: والبقاء الكوني. 
قال الحضاد في القبر والبيسر في الحشر والاختزان في الدار الحيران ذبح الحوت» وإن كان 
حسرة ففيه بشرى بانقطاع الكرة أين الرد في الحافرة من قوله: #وَشْيِكَكُمْ فى ما لا لبون 4 
[الواقعة : ١‏ ذبح الموت علامة للخلود في النحوس» والسعود وفي ذيحه ثيوت عزله وانتقاض 
غزله. وقال: إن لله تعالى رجالا يساقون إلى الجنة بالسلاسل لعناية سيقت وكلمة حقت 
وصدقت فدخلوا الجنة بلا تعب ولا نصب ولا جدال ولا شغب. وقال: من أعجب ما في 


2 و4 [الآعراف: 19] أعلم أن الحق تعالى قد بدأنا على غير مثال سبق وكذلك يكون 
إنشاؤه لنا في الآخرة على غير مثال سبق فمن علم ذلك لم يستبعد وقوع المحالات من حيث 
العقل وإلا فليس ذلك بمحال من حيث القدرة الإلهية. انتهى فلبحرر وسيأتي أيضاً عن الغزالي 

يا ا لليعث فراجعه . وقال في الباب الحادي والسبعين 
0 قوله تعالى #إِذًا بَعَبْرَ ما في الْفُبُورٍ» (العاديات: 4] اعلم أنه إذا بعشر ما في القبور 
وأحد رت اومن ل 0 وذلك 
ليفرق بين نشأة الدنيا الظاهرة وبين نشأة الآخرة قإن الدنيا أنبتنا فيها من الأرض نباتأ كما ينبت 
النباث شيئاً بعد شيء على التدريج وقبول الزيادة في الجرم طولاً وعرضاً وأما نشأة الآخرة فهي 
إخراج من الأرض على الصورة التي يشاء الحق تعالى أن يخرجنا عليها قال تعالى #وَتنِئِكَكُم في 
مَا لا تعَلْمُونَ© [الواقعة: 11] فإذا أخرجت الأرض أثقالها وحدثت بأنه لم يبق فيها مما اختزنته 
شيء جيء بالعال م إلى الظلمة التي دون المحشر فألقي الخلائق فيها حتى لا ينظر بعضهم بعضاً 
ولا ببصرون كيفية التبديل في السماء والأرض حين يقم فتمد الأرض أ رلا مد الأديم وتبسط فلا 
ترى فيها عوجاً ولا أمتأ وهي الساهرة إذ لا نوم فيها لكونها بعد الدنيا ولا نوم لأحد بعدها 
انتهى. وقال في الباب الثالث وثلثمائة: اعلم أن الناس قد اختلفوا في صفة الإعادة بناء على 
اختلافهم في الموت: هل هو طلاق رجعي أو بائن وفرّعوا على ذلك ما إذا ماتت امرأة هل 
يغسلها زوجها؟ فقال بعضهم: حكمها بعد موتها كالأجتبية قطعا فليس له أن يكشف عليها وقال 
قوم حرمة الزوجية باقية أن يغسلها أو حاله معها كحاله حال حياتها فإن كان رجعياً فإن الأرواح 
ترد إلى أعيان هذه الأجسام من حيث جواهرها في البعث وإن كان بائناً فقد ترد إليها ويختلف 
التأليف وقد ينشأ لها أجسام أخر لأهل النعيم أصفى وأحسن ولأهل العذاب بالعكس» قال 
والحق أنها ترد إلى أعيان هذه الأجسام التي كانت مكلفة حتى تنعم أو تعذب وحتى تشهد على 
صاحبها حين تستشهد انتهى. وقال في الباب الستين ومائتين اعلم أن الجوارح إذا استشهدت 
يوم القيامة على النفس المدبرة هي والجلود لا تشهد بوقوع معصية ولا طاعة لأنه لا خبر لها 
بما تنويه النفس في الأعمال ولا تدري هل ذلك العمل مشروع أو غير مشروع وإنما تشهد يما 
عملته والله تعالى يعلم حكمه في ذلك العمل ولهذا قال تعالى ##يَوم تَنْبَدُ عَلِمَ اليلن ولديية 


البلاء من الفتن قوله تعالى : «وتبلرئم حَنّ 4213 [مخمد: ١؟]‏ وهو العالم سما يكون منهم 
فافهم. وإذا فهمت فاكتم وإن سئلت فقل: الله أعلم العالم في أوقات يتجاهل وعن الجاهل 
يتغافل والله ليس بغافل وهو معكم في جميع المحافل فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين. 


ولو حرف امتناع ا إذا تنوع الواحد فليس بواحد ولا بد من 
أ رازائد وليس العجب لعجب عند العليم إلا تنوع إرادة القديم . وقال: دليا لل العقول قد يشالف ما 


5 لاه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


َأَْنُهُم يا كنأ يمْمَفوَدَ 403 [النرر: +؟] ولم يشهدوا بكون ذلك العمل طاعة أو معصية فإن 
مرتبة الجوارح لا تقنضي ذلك إنما تقتضي أن الفرج مثلاً يقول أنا دخلت في فرج فلانة ويقول 
الفم أنا شربت خمراً ولا علم لها بكون ذلك حراماً أم لا. وستأتي عبارة الشيخ أبي طاهر في 
بيان شبهة المدكرين للبعث إن شاء الله تعالى. وقال الشيخ محيي الدين في علوم الباب التاسع 
والستين وثلثمائة: اعلم أن العمل حق للجارحة والنيّة حق للروح ولا خبر للجارحة بما نوته 
النفس من ذلك فإذا شهدت الجلوهد من هذه النشأة والأسماع والأبصار والأيدي والأرجل 
وجميع الجوارح لا تشهد إلا بما جرى منها لا علم لها بكون صاحبها تعدى حدود الله أم لا. 
قال الشيخ: وليس في العلوم أصعب تصوراً من هذه المسألة فإن الأرواح طاهرة بحكم الأصل 
والأجسام وقواها كذلك طاهرة بما فطرت عليه من تسبيح خالقها وتوحيده ثم باجتماع الجسم 
والروح حدث اسم الإنسان وتعلق به التكليف وظهرت منه الطاعات والمخالفات فالأرواح لا 
حظ لها في الشقاء لطهارتها والنفوس الحيوانية تجري بحكم طبعها في الأشياء ليس عليها 
بمجردها تكليف والجوارح كلها ناطقة مسيحة بحمده فمن المخالف والعاصي المتوجه عليه 
الذم والعقوبة فإن كان قد حدث بالمجموع للجمعية القائمة بالإنسان أمر آخر كما حدث له اسم 
الإنسان فما هو ذلك الحادث الذي حدث وما هو حقيقته انتهى. وقد أجاب بعضهم بأن الله 
الروح الجسم أو عكسه انتفى التكليف فانتفى المدح والذم والعقوبة فليتأمل. وأما بيان تهيئة 
الأجساد لقبول الأرواح فقال الإمام أبو طاهر في كتابه «سراج العقول»: اعلم أن المنكرين 
للمعاد ورد الأرواح إلى الأجساد زعموا أن تعلق الأرواح اللطيفة بالتراب الجلسي الغليظ 
الجافي مستبعد مستحيل للتنافر بينهما طبعاً وإن قدر ذلك فلا يتصور إلا بعد أن ينقلب التراب 
نطفه ثم علقة ثم مضغة ثم ينتهي إلى التسوية وهيهات وقالوا لنا: إنكم تدعون أن الرفات 
والتراب يححيا بالروح وذلك رجع بعيد فنقول لهم اعتبروا بالنشأة الأولى فإن القدرة الأزلية لم 
تقصر عما كانت عليه في الخلق الأول من التراب إذ قال له كن فكان ثم إن هؤلاء إنما يقيسون 
الأحياء فى الآخرة على ما عهدوه فى الدثيا من إجراء الله العادة في خلق الجنين ولو لم 


صح عندها من المعقول إياك واتباع المتشابه أيها الواله فما يتبعه إلا الزائغ وما يترك تأويله إلا 
العاقل البالغ فإن جاءه من ربه في ذلك الشفا فهو المعبر عنه المه..طفى. وقال: لو راقب الناس 
مولاهم في دنياهم لأمنوه في أخراهم: ومن ارتفع في هذه الدار سقط . «نا ومع الغلط . وفال: 
ذبح النفوس أعظم في الألم من الذبح المحسوس» ومخالفة الآر؛. '+:.. في الشدة من مقابلة 
الأعداء ومجانية الأعراض غاية الأمراض ومن فاز بمخالفة نفسه .كي حضرة قدسه. وقال: 
السيد خادم فهو في طاعة عبده قائم السيد أحق باسم الخادم من الغير لأن بيده جميم الخير 
يكم في عبده لعبده فهو يحكم عبده لو حكم لنفسه لبقي في قدسه لا تكن من السلرك لاد 
الدلك مملوك من صحت سيادته صح تعيه وكبر والله نصبه هم لازم وغم دائم قإنه كر ترن 


المبحث السادس والستون؛ في وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة هلاه 


يشاهدوا ذلك في الابتداء وأخبروا به لكانوا أشد إنكاراً على أنا نقول لعل الله تعالى ينقل تراب 
القبور في تغييرات نوازل الساعة واستحالأته طوراً بعد طور حتى يبلغ حالة التسوية ثم يأمر بنفخ 
الأطوار المتعارفة في خلق الجنين هي كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً كما دلت عليه الآية 
رادت اا للطرار حي سيو ا على ااام 1 «احَلفكم ين ثاب [الروم: 67٠١‏ # حل 

من طن # امار 03 0 0 سر التسار» لالرحنن: 14] 
ل ا ا ل ار ا بكر ممرر الور 
التخمير وتم ذلك في خلق الجنين من أولاده في مائة وعشرين يوماً من ثلاث أربعينات وفي 
هذه المقام تساوى الأب والولد في استتمام الخلقة غير أن صورة الأب ب طين وصورة الابن لحم 
ودم وعظم فسوى الله تعالى جسم آدم مع جسد الجنين بقوله ا ل آيس: *”4] وكان 
لقن لتعناً رما وعفيا رعطما الاك كول تلن الكل +1 تلن لاي 21 4111 
فَيكوْنُ# [آل عمران: وه] فأخبير أن تكوينه بعد خلقه إذ تقدم قوله خلقه من تراب وهذا الطور هو 
التسوية في قوله مدا سوبكم ويفَحتٌ فد من ين يوج [الحجر: 5؟] وقال في الجنين «أنشأئة ملكا 6م 
4 [المؤمنون: ]١5‏ وهذا يشهد له إشارات الآيات والأحاديث بتلويحات خفية وجلية منيئة بأن 
هذه الأطوار أيضاً تتعاون على التراب عند النشأة الأخرى وإيضاح ذلك أن الأرض كفات 
أودعت ذرات الأموات بعد اختلاطاتها وتفرقها في جهات الأرض بكرور الدهور ومرور الأيام 
والشهور» فإذا اقتربت الساعة وفنيت الجماعة وأراد الله تعالى أن يبعثهم من القبور ويعيد إليهم 
الأرواح بعد النشور غشاها من نوازل الساعة وزلازلها العظام والدواهي الهائلة والجوائح 
العتوابرة ما يلتها إلى هيلة تلك التنيوية البدابلة للروج رذن النفح لي لسرا 2 دان 
دك م42 افسجء ١‏ «للة إك لي اليل 6 5 4000 الفجرا :01 طقئل كينها رق 
تسْقًا# [طه : ]٠٠6‏ #إذَا يحت الْأرْسُ يجا (يي) وَصْنّتِ لْجبَال يسا (وي) © [الواقعة: .6 ] ثم يسيرها 
في مشارق الأرض ومغاربها كما قال تعالى ويوم نسير الجبال وتكون كالعهن المنفوش هكذا 


خدمة عبده انعزل» وكان ممن عصى المرتية فزل كلكم راع ومسؤول عن رعيته. وقال: إذا 
مزجت فقلل» ولا تعلل» ومازح العجوز وذا النغير ولا تقل إلا الخير كما قال الشارع : «يا أبا 
عمير ما فعل النغير» وقال: «العجوز لا تدخل الجنة» لرده تعالى عليها شيابها وإن لم يكن 
المزح هكذا فهو أذى والإذاية من الكريم محال» ولولا صلابة الدين ما كان من المازحين لأنه 
يذهب بالهيبة» والوقار عند المطموسين الأبصار ألا تنظر إلى رب العباد فى قصة هتاد حين 
أخرجه واستدرجه إلى أن قال له: أتهزا بن أت زنث الخالميد فاشيحكه :هذا الوك كان 
المقصود من الله به ولهذا ما أهلكه بل أعطاه وخوله وملكه. فسرت هذه الحقيقة في كل طريقة 





كلاه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


يفعل به حتى تتساحق أجزاء الأرض والجبال فتصير كالرمال كما قال لوت لَْبَالُ كبا مَهِيلًا4» 
[المزمل: ]١4‏ ثم لا يزال يسحق بعضها بالبعض من الجبال والأرض تحت هذه القوارع بلع 
حتى يصير جميع أجزائها هباء كما قال تعالى «وَمْتّيِ الْجهَالُ مما ) كَكَا هب مين )© * 
[الواقعة: 5 1] فلعله تعالى يصير ذرات الأرض في هذه الدكادك والأهوال مقر من الكدورات 
ويزيل عنها جميع الشوائب والخبث حتى تبدي جواهرها التي هي متهيئة لقبول الأرواح هي 
معنى قوله #8 إذَا بَعَيْرٌَ ما ف الخبور © مُحْصْلٌ ما ما في أَلصُدُيْرِ 4 [العاديات: 4 0 
آلك فى غاية العتقاء والرقة والتموفة والنقة كازهواء وما سنواها بق اجيزاء الأرض الغ 

يتلاشى وينعدم ألا ترى إلى قوله تعالى لرَسْيتٍ للْبَالُ كانت مَرا) )4 [النبا: +] 0 أن 
جرم الجبال أشد من جرم الأرض فإذا صارت الجبال سراباً قما حال التراب والسراب هيئة 
كالخيال يتلاشى في الحال حتى إذا جاءه الشخص لم يجده شيئا للطافته وهذا إشارة إلى إعدام 
الله جميع أجزاء الأرض سوى ذرات بني آدم وإليه الإشارة بقوله تعالى يوم دل الأنيٌ عر 
لاض إبرا هيم: 44] وما أشبه تلك الذرات بذرات الذهب. فى المعدن حين تمظر عليها الأمطار 
وتغسلها من تراب المعدن حتى تصير تبرق وفي الحديث الينزل الله تعالى أمطاراً متوالية كمني 
ا اي ا ا ل ا السيل أما 
ترونهأ تخرج صفراء ملتوية؛ وقد شبه الله تعالى في القرآن إحياء الموتى بإحياء و 
موتها في مراضع كقوله تعاق وين #ينه أله ري الأسنا هيه ذا لزنا حلا الماء أعرت وري 
ل 0 الْمووة# [فصلت: 4] وأطال الشيخ أبو طاهر في ذلك ثم قال: فهذه 
التغييرات والتبديلات لذرات الأموات بمنزلة تغاير التراب في أيام تخمير طيئة آدم وتغاير النطف 
في تخليق الأجنة في الأرحام فإذا جرت على الأرض لا يبقى للتراب جساوة ولا قساوة تنافي 
الأرواح في لطافتها بل تصير من تقاربها منها في لطفها وصفائها حانة إلى أرواحها حنين الإبل 
إلى مراحها بل كحنين الإلف إذ فارقه إلفه دليل على أن الله تعالى إذا أراد أمرأ لم يحتج إلى 


ولو لم يصح بها النعيم ما اتصف بها النبي الكريم. 


(وقال): لا تدرط في الرخاوة تكن غشاوة وهي مذمومة كالقساوة أن الرخارفقي 
الدين من الدين ولهذا امتن الى ع نيا يداه بن اهل ال ل لز #مِْمَا رَحَمَمَ من 
أله لنت لي 4 اميف : 154] ولهذا فضلهم ولو كان فظأ في فعله وقوله ل 
وإذا كانوا مع !! لعفو واللين لا يقبلون» فكيف مع الشدة والفظاظة لا ينفرون. الأفعى يتقى 
ضيرها مع أنه يرجى خيرها إذ هي من حملة عقاقير الترياق الذي يرد النفس إذا بلغت التراق 
ومع ذلك فما قام خيرها بشرها فاعتبروا يا أولي, الأبصار وقال: ومن استحيا أمات» وأحيا من 
لا يكون إلا ما يريد لا يستحي من العبيد وإن استحيا في حال ما فلطلب الاسم المسمى لولا 
التكليف ما ظهر فضل العفيف وإذا كانت القوة ممخصوصة باللطيف فكيف يحجبه الكثيف. 


المبحث السادس والستون: فى وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة بيات 


آلات ووسائط وأصول وروابط وإنما يقول له كن فيكون وقد رأى الله تعالى عوديى بو يعسراد 
فى قصة البقرة وإحيائها مثل هذه الجملة حتى رآها عيائاً قال تعالى #مَمُلَنَا أَطْرِئوة ف كَدَايِكَ 
بحي آل لْمَوْقّ 4 [البقرة: ”977] فصار الحشر والنشر له معاينة بما اختص به من ذلك العلم عنده 
انتهى» وأما بيان صورة الصور وإحياء من في القبور فاعلم رحمك الله أنه قد ورد في الحديث 
أن رسول الله يِه قال: كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور وأصغى سمعه وحنى جبهته 
وشخص بيصره إلى ذي العرش ينتظر متى يؤمر بتفخ فينفخ فيه؟ قالوا يا رسول الله: وما تأمرنا؟ 
قال قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. وفي الحديث رن أيضاً: «الصور قرن ينفخ فيه» رفي 
حديث آخر (أنه ذو ثقبهة تعدة كل إنسان انقنة افيها: روه وينفخ إسرافيل في الصور مرتين 
الأولى نفخة الصعق والثانية نفخة الإحياء تسمى إحداهما الراجفة الأخرى الرادقة وبينهما 
أربعون عاماً على الأصح وقيل أربعون يوماً وقد يسمى الصور أيضآً الناقور قال تعالى #نَإدًا تقر 
فى انه )4 المدثر: ه] وفي الحديث أنه يقول فيها أيتها الأعضاء المتهشمة والعظام البالية 
والأجسام المتفرقة والجلود المتمزقة والأوصال المتقطعة والشعور المتطايرة قوموا إلى العرض 
على الله تعالى فتخرج حينئظٍ أرواحهم من ثقب الصور ولها دوي كدوي النحل ورب العزة يقول 
وعزتي جلال لأعيدنكم كما خلقتكم أول مرة قال الشيخ أبو طاهر رحمه الله فهذه الأحاديث 
وما شاكلها دلت بمجموعها على أن الصور شيء على هيئة القرن والتدوير إذ قد جاء فى المخبر 
دائرة رأ ان لشو تر السمراظ»والأرس وبر اذا ولعت لمر والعيون فو نمه قاف 
بجميع أطباق السموات إلى تخوم الأرضين وفيه ثقوب بعدد أرواح الخلق في كل ثقب روح 
محتبسة فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعق كل من في السموات ومن في الأرض من كل 
ذي روح لشدة الفزع إلا من شاء الله قبل هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وقيل الحور 
العين وقيل موسى عليه السلام لأنه صعق في الدنيا مرة فجوزي بها ثم من بين النفختين يأمر 
تعالى عزرائيل أن يقبض روح جبريل وميكائيل وإسراقيل ثم يقول الله له: مت فيموت فحينئذ 
بعم الهمود والخمود أربعين سنة فلا يبقى في الكون حي الأنالحيأ الذي 8 بمرت لم بحي اله 
تعا! لى إسرافيل فينفخ النفخة الثانية كما قال تعالى اث تقح ف فيه تقر َإِدَا هُمْ قِيَامُ »4 [الزمر: 
فأشعرت هذه الآية والأحاديث بأن ل الله تعالى فيها أرواح الموتى وهو 
وقال: الرفيق رقيق» وصححبة الرفيق الأعلى أولى»: وقد اختار هذا الرفيق من أبان الطريق 
خير فاختار ورحل 0 السابق» ويلتحق به المتأخر اللاحق 00 
أنه لا بد من الاجتماع اختيار إل عخروج من الضيق إلى الاتساع ألذ ترى يونس لما نأدى ربه نجام 
من إلغم وكان في بطن الحوت فقذفه على ساحل اليم وأثبت عليه اليقطين لنعومته. ونفرة 
الذباب عن حومتفء فهذا الغزل الدقيق من إشفاق الرقيق. وقال: الحادث لا يخلو عن 
الحوادث لو حل بالحادث الذكر القديم لصح قول أهل التجسيم القديم لا يحل ولا يكون محلا 
ذكر القرآن أمان وبه يجب الإيمات أنه كلام الرحمن مع تقطع حروفه في اللسان ونظمها فيما 


باه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





البمرزخ الأكير رأسه إلى عليين وأسفله إلى سعجين وما ورد في الأحاديث من مواضع الأرواح 
مثل قولاه 6 إن أرواح الأثبياء في جنات عدن تصعد مرة وتلحدر أخرى وتكون في اللحد 
مؤنسة لأجسادهم ساجدة لله تعالى وأرواح السعداء في الفردوس وأرواح الشهذاء في حواصل 
طير مخضر في قناديل معلقة تحت العرش وأرواح أطفال المسلمين في حواصل عصافير الجنة 
عند سبال المسك وأرواح ولدان المشركين في الجنات وليس لها مأوى يخدمون أهل الجنة 
وأرواح المسلمين الذين لهم تبعات معلقة في الهواء لا تصل إلى الجنة ولا إلى السماء حتى 
در ضى الخصماء وأروام الفساق المصرين تعذب في القبر ضع الجسد وأرواح المنافقين في سر 
برهوت وأرواح الكفار في سجين تعرض على النار عدوا وعشياً قال العلماء وشعب الصور 
تلاقي هذه الأرواح كلها في أماكنها من العرش إلى السموات إلى الأرض لعظمها فالأرواح في 
الصور في هله المواضع التي ررد الحديث بها وهي في المعنى محبوسة في الصور فإله يضيطها 
إلى يوم القيامة وهذا من علوم الأولياء وهم يشاهدون ذلك عياناً فى عصرنا هذا ومثاله أن يقال 
فلان بالمشرق وقلان بالمغرب وفلان ببغداد وفلان بمكة وفلان بالمدينة وفلان بأصبهان وفلان 
المعنى لا تناقض في الأحاديث فكل من تأمل ذلك علم أن للآموات برزخين برزخ في القبور 
إلن يوم يبعثولن وبرزم في الصور فبرزخ القبور محتيس أجسادهم وبررخ الصور ممحتبس 
م8 5 ِ ال 001 ا 20 ار عر ا 

أرواحهم وهو قوله تعالى #وين ورايهم برخ إِل ير مَعَتْونَ4 [المؤمنون: ٠٠٠١‏ ولفظ البرزخ معرب 
لأن أصله برزه وهو المكان المرتفع وسمي به القبر لارتفاعه عن الأرض ولذلك سمي به الصور 
والصور في اللغة الميل وكذلك القرن يكون مميلاً فكأن الصور بانحنائه تطوق بالعالم كله 
وقال أبو ممبيلة : الصور جمع صورة كالكور جمع كورة وهو معنى لطيف وذلك أن إسرافيل لما 
كان موكلا بحفظ كل روح بصورتها فكان صورة مكمن الصور للأرواح على ما هي عليها في 
الدنيا كما ذكروا أن لها صورة الإنسان. قال الشيخ ومعنى التفخ هو أن الأرواح لطائف كالرياح 
وإنما تدخل في تجاويف الأجسام بالنفخ كما دخلتها أولا قال الله تعالى قدا سم وَتْفَحْتٌ فيه 
يمن و [الحجر: 8؟] أي نمخ جبريل روسحه فيه بأذنى كالت الدهرية : النفخ شيء واحد فكيف 





رقمه باليراع البيان فحدثت الألواح والأقلام. وما حدث الكلام وحكمت على العقول الأوهام 
بما عجزت عن إدراكه الأحلام. وقال: الذكر القديم هو ذكر الحق وإن نطق به الخلق كما أن 
الذكر الحادت ما نطق به لسان الحق وإن كان هو كلام الخلق إذا كان الح تعالى لسان ١‏ 

فالذكر قديم ومزاحه بالعبد من تسئيم إن الله تعالى قال على لسان عبذه: سمع ألثّه لمن حمدهة 


قاشهم : 


(وقال): لولا الحواس ما ثبت القياس ولا شك أن الأمور كلها معلولةء والكيفية من الله 


المبحث السادس والستون: في وجوب اعتقاد أن الله تمالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة لاه 
يحميث مرة ويعضيى بي أخرى قلنا لهم أن النفخة الأولى نفخة قهر فهي تطم الأجساد وتصخ الآذان 
بقرعها رفي الطافة! الكبرىي والصاحة العظلمى والقارعة لهذه اللألجساد بهدثها وتفارقها الأرواح 
بشدتهاء وأما النفخة الثانية فنفيخة رححمة وعطف وإصلاح فالأولى بها يميت الخلق وبالأخرى 
يحييهم مثاله النفخة القوية فإنها تطفىء الثار العظيمة والنفخة اللطيفة تحريها قال الشاعر: 


منك صلاحي وفسادي معاً | كالنفخ مطفيالنار والمذكى 
فإذا عرفت يا أخي صفة الصور والأرواح المحتسبة فيه؛ وعرفت أن ذرات الأجساد 
المصفاة من الأوساخ والكدروات الأرضية إنما كان تصفيتهم بما لطفها الله به من قوارع الأرض 
وحوادثها كما قيل: # إن اللحوادث صقيل الأحرار # وأنها صارت إذ ذاك أرضص فضة وحبرة 
لقيت متهيئة لقبول أرواحها كالأرض الطيبة المهيئة لقبول الزرع فيها وكانت كل ذرة منها ناظرة 
إلى روحها افك يرداام ورج ناكار يوا سفورة لاا يي وبر واللل تار 
وإلهام من الله تبارك وتعالى كما قال في مثل ذلك لد حَيمَ كل أنَاي مَفْرَيَمُم 4 [البقرة: ]١‏ 
فإذا تمت الأربعون من النقخة الأولى ولم يبق في الدار ديار ألقى الله لس إلى إسرافيل أو لا 
لم ا ا 7 ديحت ذو لْمَرَش يلقِى الروح ين ' أمرو عَلنَ من ماه هن 
دده لِحَدِرَ يم أللَلَافِ 9 يم هم برزين عل الرمقع خ إن التلت ان جر اليد 
0 16 17] ثم يأمره أن يتفخ ثانية وذلك قوله تعالى موَنْنِمَ في ألصُورٍ مَصَمِقَ 
ف ألتموتٍ ومن في الأض إلا ص كأ لله © ف هد أخرك كنا هم يام نطوو 2 وََتْرَيَتِ 
اليش شر ديه وَوْضِمَ ع الكنب وماق بلبَينَ وَلْشبَدَآهِ وَفينيَ ن كلتم بِالْحَنْ وهم له هم لا يظلئر © »* 
[الزمر: 58 15] وقوله تعالىٍ م ل ف قر ون 4 [النبا: 2 ف الور 
َإِذَّا هم من الْيْدَا إك 59 ليكوت 49 ايس: ]0١‏ أي يخرجون من الأرض متخلصين عما 
ليس من ذراتهم من غرائب أجزاء الأرض قال أهل اللغة: والنسل العسل إذا ذاب وفارق 
الشمع؛ قال الشيخ أبو طاهر فيحتمل أن يكون انجذاب كل ذرة إلى روحها وتمايزها من سائر 
أجزاء الأرض كانجذاب كل ذرة من برادة الحديد ممتازة من ذرات سائر الأجساد إلى .حجر 
المغناطيس ألا تراها كيف تلتصق يه -خالصة من غيرها وكيف وهي في علم الله تعالى كل روح 
مع جسده حاضران ممجتمعان وإن كانا في الصورة عندنا متفرقين قال الله تعالى قد عَمَنَا ما 
مجهولة انفرد بعلم العلل فأصله الأبد من الأزل حلت المثلات بأهل التفكر في المحدثات لأنه 
لا بد من وجه جامع بين الدليل والمدلول في قضايا العقول» و 04 دا فلسن إل 
0 سبيل وقد دعانا إلى معرفته وما دعانا إلا لصفته فلا بد من صفة تتعلق بها المعرفة وما تم 
ي العقل إلا صفة تنزيه والنقل ضم معها صفة التشبيه فعلى ما هو المعول الآخر أو الأول. 
0 الفتى: لا يقول قط متى بل يبادر الوقت -خوف المقت لا فتى إلا علي لأنه الوصي» 
والولي الفتى من كان على قدم حذيفة في علم السر. وقال ما فتى من زعم أله فتى؛ الفتى م 
الكليمء ولكن أين رتبة كلام الحق له من اتباعه الخضر طلبا للتعليم؟ الفتى من لا يزال طالباً 


م الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


نفس الأنْضُ منرم وعدا كنب حَنيظ 462 اق: :] وقال: بل كَيرِيَ ع1 3 شرِىَ 204 42 
[القيامة: 4] وقال ##قل با أل أ أتماها أَيُلّ 4 ليس : 74] قال الشيخ أبو طاهر : وإنما بسطنا 
الكلام في هذه لكثرة ما يعتري النفوس التي غفلت عن ذكر ربها حتى طال عليها الأمد فقست 
قلوبها وجهلت أمور معادها حتى كأنها حوسبت وفرغت تسأل الله أن يحسن ظئنا به عند 
الممات إنه كريم جواد آمين. انتهت عبارة الشيخ أبي طاهر القزويني في كتابه «سراج العقول؟. 
وأما عبارة الشيخ محبي الدين في «الفتوحاث؟ فهي قريبة من عبارة الشيخ أبي طاهر فإنه ذكر في 
الباب الثالث والستين ما نصه: اعلم 3 الصور والناقور اللذين ذكرهما الله تعالى في القرآن هما 
واحد وهو الحضرة البرزخية التي تنتقل إليها بعد الموت وتشهد نفوستا فيها قال: والصور جمع 
صورة بالصاد فيتفخ في الصور وينقر في الناقور وهو بعينه وقد سكل رسول الله يلد عن الصور 
ماهو قال: «قرن من نور ألقمه إسرافيل» فأخيره أن شكله شكل القرن فوصفه بالسعة والضيق 
فإن القن واس ضيق اذهو في غاية الوسع لا شيء في الأكوان أوسع منه وذلك أنه يحكم 
بحقيقته على كل شيء قن فا ارم قلي ويصور العدم المحض والمحال والواجب والممكن 
ويجعل الوجود عدما والعدم وجوداً وفيه يقول النبي #َيِ: اعبد الله كأنك ثراهء وقوله: إن الله 
في قبلة أحدكم فلا يبصق تجاه وجههة فأمر العبد أن يتخيل ربه في قبلته مواجهاً له ليراقبه 
ويستحي منه ويلزم الأدب معه في صلاته مع أنه تعالى لا يقبل من حيث ذاته الجهة أبدأ ومن لم 
يتعخيل هذا التخيل في صلاته فقد أساء الأدب فلولا علم الشارع ول أن عند العبد -حقيقة الخيال 
لها لهذا الحكم ما قال له اعبد الله كأنك ترأه أي تبصره قال الشيخ: ومعلوم أن الدليل العقلي 
يمنع من كأن فإنه سخيل بدليلة التشبيه وأما البصر فما أدرك شيغاً سوى الجدار فعلمنا أن الشارع 
ما أراد الحصار !! لحق تعالى في جهة القبلة إنما العبد هو الذي يحصره لكونه ذا جهة ومعلوم أن 
الحق تعالى لا يحويه الجهات ت فقد صور الخيال من يستحيل عليه بالدليل العقلي الصورة 
والتصوير ولهذا كان المخيال أوسع الحضرات» قال الشيخ : ولا يخفى أن سعة إلقرن إنما هي 

في الطرف الأعلى لا الأسفل خلاف ما يتخيله أهلى النظر فإنهم جعلوا أضيق ما فيه المركز 
وأعلذه الفلك"الأعلن' الذي لا قلك فوقه وأن الصور يحوي صور العا! لم كلها فنجعلوا الواسع هو 





ومن الجهل هارباً. وقال: الخيور سريع النفور فيخطىء أكثر مما يصيب والحق أغير منه قكيف 
لا تأخذ عنه فرق تعالى بين الدكاح والسفاح حتى تتميز الأرواح والزنا لا بد في الوجود منه وقد 
قال لصاحبه: استتر منه وصنهء هذا مع أنه يعلم به ويراد وقدره وأمضاء ثم مع ذلك نهاه فهو 
وإن استتر عن أبناء جنسه فما تستر عمن هو أقرب إليه من نفسه. وقال: الأمر بين قرنين ولام 
َل الل لَهُ يمل من قَلْبَيْنِ فى ووو [الأحزاب: 6] لكن جعل لكل قلب وجهين لأنه تعالى خلق 
#من كل رَدْبَيْنِ أَنَْيْن4 [هود: 1.١‏ : و وت وما ثم إلا وثر به الحق وهذه 
أسرار ما عليها غبار وإن عميت عنها الس وإليها الإشارة بنعم عقبى 0 وأنت الدار وعليك 


المبحث السادس والستون: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة امه 


الأعلى كما هو في الحيوان وليس الأمر كما زعموا بل لما كان الخيال كما ذكرنا يصور الحق 
فما دونه من العالم حتى العدم كان أعلاه الضيق وأسقله الواسع هكذا خلقه الله وشهدناه من 
طريق كشفنا فأول ما لق الله منه الضيق وآخر ا وهو الذي يلي رأس 
الحيوان» ولا شك أن حضرة ة التكوين والأفعال أوسع !| ألمحضرات قال: ولهذا لا يكون العارف 
اتساع ف في العلم إلا بقدر ما يعلمه من العالم ثم إنه أراد أن ينتقل إلى العلم بأحدية الله تعالى لا 
يزال يرقى من السعة إلى السيق قليلاً قليلآً وعلومه تنقص فإذا تم عمله ولم يبق له معلوم إلا 
الح تعالى وحده كان ذلك أضيق ما في القرن فضيقه هو الأعلى على الحقيقة وفيه الشرف 
التام وهو الأول الذي يظهر منه في رمق | الحيوان إذا أثبته الله تعالى فلا يزال يصحد على صورئه 
من الضيق وأسفله يتسع وهو لا يتغير عن حاله فهو المخلوق الأول ألا ترى الحق تعالى أول ما 
خلق القلم المعبر عنه بالعقل فما خلق الله إلا واحداً ثم أنشأ الخلق في ذلك الواحد فاتسع 
العالم وكذلك العدد منشؤه من الواحدء قال: ولا يخفى أيضاً أن الله تعالى إذا قبض الأرواح 
من هذه الأجساد أردعها صوراً جسدية في مجموع هذا القرن النوري فتجميع ما يدركه الإنسات 
كد درك ل شرن نتن لمر امار دان لحن العتورف امن قن مانن لحرن مارفا د 
فهو إدراك حقيقى وقال: ومن الصور هنالك ما هي مقيدة ومنها ما هي مطلقة كأرواح الأنبياء 
كلهم وأرواح الشهداء ومنها ما يكون له نظر إلى عالم الدنيا من هذه الدار ومنها ما يتجلى للنائم 
في حشمرة الخيال قال وأما نحو قوم فرعون فهم يعرضون على النار في ذلك الصور غدوا 
وعشيأ ولا يدخلونها فإنهم محبوسون في ذلك القرن وفي تلك الصورة ويوم القيامة يد«خلون 
أشد العذاب وهو العذاب المحسوس لا المتخيل الذي كان لهم في البرزخ بالعرض على التار 
فإنه عذاب محسوس فى الخيال بالحس فافهم» فأنه محل غلط فيه من لا كشف عذده فال 
الحس لا يغلط أبداً وإنما يغلط الحاكم عليه كصاحب المرة الصفراء يدرك العسل مرأ فعلم أن 
كل من في البرزخ عحبوس في صور أعماله مرهون بكسبه إلى يوم يبعث من تلك الصورة في 
النشأة الأخرى انتهى. وأما بيان شبه المنكرين للبعث فقال الشيخ أبو طاهر رحمه الله فاعلم 
رحمك الله أن الفلاسفة أنكروا البعث للاأجساد وتعلقوا بشيه ضملوا فيها وأضلوا كثيراً من الناس 
ومعظم شبههم سؤالان الأول قولهم إن الإنسان ليس إنساتاً بمادته بل بصورته وإنما تكون 








المدار. وقال: القرآن أحق بالتعظيم من السلطان لأن القرآن لا يجور والسلطان قد يجورء فلا 
يحجبك عما قلناه إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فإن ذلك إنما هو من حيث أن 
السلطان ناطق» والقرآن صامت فاعلم الفرقان تفهم القرآن. وقال: الإخبار يعرب عن الإسرار 
والإخبار كما يشهد للمؤمن بالإيمان كذلك يشهد عليه بالبهتان والدليل على ذلك خبر الهدهد 
فيما أخبر به سليمات : 5ه َال سَتظر سَنَظرٌ أَصَدَقتَ م كت من 230 : 409 [التمل: 17 فإن شهد 
له العيان أو السرورة من العجنان وقع الإيمان وؤلا لحق بالبهتان لو كان مطلق الإيمان يعطي 
السعادة لكان المؤمن بالباطل في أكبر عبادة ومن أمن بالياطل أنه باطل فحاله غير عاطل . 


دين الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الأفعال الإنسانية صادرة عته لوجود صورته فإذا بطلت صورته عن مادته وعادت المادة إلى 
أصولها من العناصر فقد بطل الإنسان بعينه ثم إذا خلفت في تلك المادة بعينها صورة إنسأن 
جديد حدث منها إنسان آخر لا ذلك الإنسان الأول فإن الموجود في الثاني من ذلك الأول مو 
مادته لا صورته فلا يكون هو محموداً ولا مذموماً ولا مستحقاً لثواب أو عقاب بمادته بل 
بصورته ويأنه إنسان من تراب فيكون الإنسان المثاب والمعاقب ليس هو الإنسان المحسن 
72 ل ا 0 فى مادته وربما استشهد الفلاسفة على ذلك بقوله تعالى معن 
دنا تكد اموت وما 6 بسههه © عل د ميل لم ميك فى ما لا تَلئون 3© »4 
[الواقعة: ]5١ 27١‏ وقوله تعالى مابِقَدِرٍ عَل أن صَلْنَ يِتُلهُم 4 [يس: 12١‏ وقالوا ومثل الشىء لا 
يكون عين ذلك الشيء هذا ما أورده ابن سينا في كتابه في «الميعادة وقد أجاب عن ذلك الشيخ 
أبو طاهر رحمه الله بقوله أما قولهم ليس الإنسان إنساناً بمادته بل بصورته يريدون بالمادة 
جوهريته المركبة من الأشلاط ويسمونه الهيولي ويريدون الصورة معانيه المودعة فيه وهذه منهم 
دعوى لا برهان عليها بل الإنسان عند أهل البصائر هذا المجموع من الجسد والروح بما فيه من 
المعاني فإذا بطلت صورة جسده بالموت وزالت عنه المعاني بقبض روحه لا يسمى إنسانا فإذا 
جمعت هذه الأشياء إليه بالإعادة ثانياً كان هو ذلك الإنسان بعينهء ألا ترى أن الجسد الفارغ من 
الروح والمعاني يسمى شبحاً وجثة ولا يسمى إنساناً وكذلك الروح المجرد لا يسمى إنساناً 
وكذلك المعاني المختصة به من العلم والقدر والإرادة والسمع واليصر لا يسمى إنساناً 
بمجموعها ولا بتفاريقها على الانفراد لا عقلاً ولا عرفاً فعلى هذا قولهم الإنسان إنسان بصورته 
فقط كلام باطل بل الإنسان بجسده وروححه ومعانيه المختصة به إنسان: ألا ترى أنه يضاف 
بعضه إلى بعض في الخطاب فيقال له نفسك روحك جسدك قلبك علمك قدرتك وكذلك 
يضاف إليه جميع أعضائه فيقال رأسك يدك رجلك إلى آأسخرها فلولا أن الإنسان مجموعها وإلا 
فمن كان المخاطب بكاف الخطاب من جميعها وقد أضيف الجميع إليه فعلى هذا الأصل يكون 





وقال: قسم الشارع سبله إلى ثلاثة أقسام: : إسلام» وإيمان. وإحسان» ا بالإسلام 
وقرن به عمل الأجسام من تلفظ شهادتين وصلاة وزكاة وحج وصيام وثنى بالإيمان وهو ما 
يشهد به الجنان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره حلوه ومره والبعث 
الآخر إلى الدار الحيوان وثلث بالإحسان وهو إنزال المعنى منزلة المحسوس في العيان وليس 
إلا عالم الخيال. وقال: التروك وإن كانت عدما فهي نعوت فالزم السكوت الأمر بالشيء نمي 
عن ضده فهو ترك وهذا شرك لا يترك الأغيار إلا الأغيار ولو ترك الحق تعالى الخلق من كان 
يحفظه ويقوم به ويلحظهء فمن كمال التخلق بأسماء الحق الاشتغال بالله وبالخلق لو ثركت 
الأغيا, ر لتركت التكاليف التي جاءت بها الأخبار ولو أنك تركت التكاليف لكنت معانداً عاصياً 
أو امنا ا نصرة القوي محال فكيف الحال في قوله > #إن تعروا أنه يده ترك [مسمد: 1 


المبحث السادس والستون: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة مره 
تبديل الصفات بالموت والإعادة إليه غير مخرج له عن أن يكون ذلك الإنسان الأول بل هو هو 
الأول» وأما قولهم إن مثل الشيء لا يكون حقيقة ذلك الشيء تمسكاً بقوله تعالى لك مدن 
ل ا 2ه 0 أن ييل أنككي وَتيِكَكمْ فى ما ا 5 
11] فمعئاه على أن نبدلكم والمثل قد يزاد في الكلام تأكيداً كقرله طلس كئْلي مق 
[الشورى: ]١١‏ والعرب تقول مثل الأمير لا يقول هذاء يعئوت الأمير لا يقول هذاء وقد صرح 
بذلك أبو الطيب في شعره: 
ولم أقل مثلتك أعنسي بسه مصتوااك بجا لب بدا هت قم كد 

وهذا المعنى شائم في العربية لا يخفى على من شم رائحتها والله أعلم. 

(السؤال الثاني): وهو الضيلم الذي يضصل فيه كثير من الناس وهو الذي نقلناه أوائل 
المبحث عن الجلال المحلى, وعن الكمال فى «حاشيته؛» على سبيل الاختصار وبسط ذلك هو 
أنهم قالوا: المعاد من الإنسان ما هو إن قلتم أجزاؤه الحاضرة عند الموت فيجب أن يبعث 
المجذوع والمقطوع على صورتهما لل ترهداكم يرد ابه اتنرع بوإن أعيد د كمع أجزائه التي 
كانت له مدة عمره ثم زالت وتبدلت وجب أن يكون جزءا واحدأ بعينه يدا وراسا وقلبا وكبد! 
لأن الأجزاء العضوية المركبة من الدم وسائر الأخلاط سيالة تنتقل من عضو إلى عضو عند 
وكذلك إذا قطعت يد كافر فأسلم فكيف تككون يده في النار وهو في الجنة أقطع وعلى عكسه لو 
قطعت يد مسلم فكفر. وأيضاً فإن الغالئب على ظاهر الأرض أجزاء جعث الموتى القديمة وقد 
زرع فيها زروع كثيرة وغرس فيها أشج دار وكروم واغتذى منها الناس واتعقد في أبدائهم ذلك 
لديا ودماً فكيفف يكورن مادة والحدة وأصلة واححد حاصلة لصور أناسي كثين هذه شبهتهم الهائلة 
المتضمنة لهذا السؤالء المنسوب إلى ابن سينا وقد حكي الغزانلي هذا السؤال وكأنه قد سلم 
المسألة وصرحم في فتاويه وغيرها بأنه لا يجب أن يكون المعاد بعينه هو الجسد الأول بل أى 
-جسد كان جائز وأهمل هذا السؤال جماعات كثيرة. 
وإث لم تنصروه يخذلكم وإذا خذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعذه فصر نه من جملة ما أخل 
عليكم في عهده فيا أهل العهود أوفوا بالعقود ما أمركم الله بنصصره إلا وأعطاكم الاشتراك في 
أمره فقمن قال: لا قدرة لي وبعني الاقتدار فقد رد الأخبار وكان ممن نككث وألحق تكليف الحق 
بالعيث . 

(وقال): أصدق الأخبار ما كان بالحال من أثنى على نفسه بالكرم توقف السامع فيه حتى 
يتكرم فإذا كان العطاء ارتفع الغطاء. وقال: إن الله عند لسان كل قائل وما تكلم إلا اللسان 


كمم الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(والجواب): كما قاله الشيخ أبو طاهر رحمه الله وقال: إنه معتقد السلف والخلف أن 
المعاد هو هذا الجسم بعينه وبيانه أن تعلم يا أخي أن الذرة التي قبضها عزرائيل عليه السلام من 
الأرض في كل إنسان باقية لا تتيدل البتة وهي الجزء القائم منه الذي أخذ عليه الميثاق ويتوجه 
عليه في القبر سؤال الملكين ويتولى جوابهما برد الروح إليه والحياة له وسائر أجزائه سبب 
صمت وهو الذي يتعلق به الروح عند النفخ في الصور على ما دلت عليه الأخبار ثم ينضم إليه 
سائر الأجزاء حيث كانت بقدرة الله تعالى حتى يقوم الشخص تاماً كما كان في الدنيا هذا شيء 
لا يخالفه عقل ولا شرع وأما قولهم المعاد من الإنسان ما هو؟ هل هو أجزاؤه عند الموت أم 
الأجزاء التي فارقته . 

(فالجواب): المعاد إنما يكون أكمل أجزاء جميع حالاته في أيام حياته كما أشار إليه 
رسول الله كله بقوله يحشر الناس عراة غرلاً يعني قلفاً والأغرل الأقلف الذي لم يختن ثم إنه 
يجوز أن يزاد في أجساد أهل النعيم لتتوفر عليهم اللذات ويزاد في أجساد أهل الجحيم تغليظاً 
للعقوبات وفي الحديث أهل الجنة مرد جرد مكحولون أبناء ثلاثين على خلق آدم عليه السلام 
طولهم سبعون ذراعاً في عرض سبعة أذرع وقد جاء في صفة أهل النار إن سن أحدهم مثل 
جبل أحد. وهذا كله جائز في العقل وورد به الشرع وأما قولهم إن كانت أجزاؤه الحاضرة عند 
الموت هي المعادة يجب أن يبعث المجزوع والمقطوع يده على صورتهما وهذا لم يرضه 

(فالجواب): أنه قد ذكرنا في الجواب قيله أن المعاد أكمل حالة كان عليها فى عمره 
أجزاؤه لقوله تعالى طكُلُ يميا الع أَنمَأَمآ أوَلّ مَرّعٌ4 [بس: 4/] فكل جزء أنشأء الله أول مرة 
فيه أيام عمره يعيده إليه بخلاف المبدلات بعدالهزال والانحلال قإتها بالإضافة إلى ما تحللت به 
وفنيت كانت منشأة ثاني مرة فلو أعيدت هي أيضاً في الآخرة لقال تعالى قل يحييها الذي أنشأها 
أول مرة وثاني مرة وعلى هذا صح أن المعادات في الآخرة هي النشأة في الدنيا أول مرة وهي 
أكمل الأجزاء المبدعة التي خص بها كل شخص هذا الذي دل عليه مضمون الآية وأما قولهم 


والقائل في الشاهد هو الإنسان في الإيمان الرحمن لقوله: #كنت سمعه الذي يسمع به» ولسانه 
الذي يتكلم به؛. الحديث نمن كذب العيان كان قوي الزايماتن ومن تردد في الإيمان تردد في 
العيان فلا إيمان عنده ولا عيان ومن سدق العيان وسلم الإيمان كان في أمان اللسان ترجمان 
الجنان وما وسع الرب إلا القلب وأنت ترجمان الحق إلى الخلق فأين الكذب عند هذه 
المشاهدة وما ثم ناطق إلا الح الصمد والواحد. وقال: الروح واسطة وهو بين الرسول 
البشري والحق رابطة يوحى به إليه إذا نزل بالوحي عليه وقد أمر بالأدب معه حتى يجمعه لأنه 
«افعل وانح اسه وما تن به سحو عرق ايل 01د كف لمان عق لا ماقي اسلف نيا 
لك. 


المبحث السادس والستون: فى وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأتا أول مرة ممه 





إن أعيد إليه جميع أجزائه التي كانت له مدة عمره ثم زالت وتبدلت وجب أن يكون جرء ذلك 
بعئة نذا :ورأسا وكبداً وذلك لأن الأجزاء العضوية المركبة من الأخلاط سيالة تنتقل من عضو 
إلى عضو عند الاغتذاء . 

(فالجواب): قد ذكرنا فيما تقدم ما هو المعاد وما ذكروه من سيلان الأخلاط من عضو 
إلى عضو عند الاغتذاء لا يلزم أن يصير القلب كبداً ولا الرأس يدأ لأن الذرة التي هي الأصل 
وأخذ الميثاق علها كانت هيئة الإنسان مقدرة فيها بجميع أشكال أعضائه في علم الله تعالى وإنما 
سماها ذرة تشبيهاً بالذرة التي هي النملة الصغيرة وهي مع صغرها لها أعضاء مخصوصة 
محسوسة فلا يستحيل أن يكون لتلك الذرة أعضاء مقدرة ثم إذا خلقها الله تعالى إنساناً تنبسط 
تلك الأعضاء على قدر المجثة وتنضم إليه الأجزاء السيالة من الأخلاط فتتشكل على هيئة الشكل 
المقدر في الذرة الأولى» قعلى هذا المنتقل من عضو إلى عضو هو تلك الأجزاء السيالة الغذائية 
دون أجزاء الذرة الأولى التي شكل الإنسان فيها مقدر في علم الله بجميع أعضائه وهي بعينها 
قائمة منبسطة في جميع البدن إذ هو حافظ لشكلها وصورها ولا تبلى قط لقوله تعالى #وَبفَيُكَ 
ف تددن لفق [الشعراء: ]8١4‏ والأجزاء الغذائية تارة تنضم إليها وتارةٌ تفارقها فعلى هذأ 
المعنى ل ل الأصلية التي هي على 
غاية اللطافة والأجزاء الغذائية التي هي الدم وغيره تجري من عضو إلى عضو وتستحيل وتلك 
الأمطلبة باه على تاليا وعجا يذ نب مق امثالي الخصب رمو علو راية النميان العبخيط من المعويد 
يدخل الريح من جرفها وينتقل من عضو إلى عضو فتنفخ الراية على هيئة الثعبان ثم يخرج منها 
وهي تبقى على ما كانت وقريب منه أيضاً الإسفنجة وهي شيء كالفيم هش متخلخل لطيف 
خفيف إذا طرح في الماء يشرب الماء بتجاويفه فيربو ويعظم ويتثاقل ثم إذا جفف عاد إلى 
الأصل فعلم من هدّين المثالين أن أب عزاء الذرة في كل شخص بأقية على هيئتها بالنصن الوارد 
في قوله طاوِيَمَبّكَ في التَدِينَ )4 [الشعراء: 115] والأجزاء الملتحقة بها تستحيل وتزيد 
وتنقصء وأصل تلك الأجزاء الأصلية فى الخلقة هو العجب هو أصل الذنب وسمى به 
للتسيب: من :بقائه غند بلي سائر الجسد كما ورهوعليه يتركب:النسد عق الأحياء في التجاتر. 


(وقال): إذا كان الرسول حسن الصورة فذلك إشارة إلى جمال المرسل إليه وقد حصل 
إدراك البغية بنزول جبريل قي صورة دحية أين صورة مالك من صورة رضوات أين الثار من 
الجنان. وقال:؛ النفث في الروع من وحي القدس وهو عين الإلهام لكن ماهو مثل وحي 
الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة وما ثم إلا ملهم وهو الخاطر الخاطر من السحاب الماطر 
لس اد الأرل ل ووروده زواله. وقال: من 
احتج عليك بما سبق فقد حاجك بالحق ومع هذا فهي حجة لا تنفم صاحبها ولا نعصم جانيها 
ومع كونها ما نفعت سمعت وقيل بها وإن عدل الشرع من مذهبها فإنه لا يسأل عما يفعل وهم 
يسألون ولكن أكثر الناس لا يشعرون ومثل هذه المسألة لا يكون جهاراً ولا يكلم بها إلا إشعا 


كرة الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(وأما قولهم) : إذا أكل الإنسان إنساناً فصارا بالاغتذاء واحدأً فكيف تتعلق روحان بجسد 
واحدة؟ 

(فالجواس): أن الذرة الأصيلة للآكل والمأكول باقيتان كما كانت والدليل عليه إجراء الله 
العادة كما أخبر في قوله َفيك في التَجِينَ 4)03 فعلى هذا الروحان يتعلقان بذرتي الآكل 
والمأكول ثم سائر الأجزاء تلتحق بها أينما كانت فإنها وإن استحالت في رأي العين وتفرقت 
فهي في 0 الله تعالى مووود تخاضرة سنواء امترجت بالأرضن آم بالهوك كما قال تحال :لاقن 
عَدَنَا ما تقس الارض 4 َقَ: 4] الآبة والقدر الذي نقص منه يرده إليه كما رده في الدنيا عند 
الهزال ومحل الحياة فيها فيصير الشخصان متكاملين كما كانا في الدنيا. 

(وأما قولهم): إذا قطعت يد كافر فأسلم كيف تكون يده في النار وهو في الجنة أقطع 
وكذلك القول في عكسه؟ 

(فالجواب): أما اليد المقطوعة فحكمها تابع للجملة فى الإيمان والكفر اعتباراً بالذريات 
فإنهن كأبعاض الآباء حكماً قال تعالى «وَالَدِيَ ا 0 قي درون بإن للكنا - بي دري 4 
[الطور: ؟١]‏ وقال يلي فاطمة بضعة منى» فعلى هذا يد الكاقر ما دامث متصلة به 0 الكفر 
فإن قطعت وآمن الكافر صار حكمها حيث كانت حكم الإيمان اتباعاً للجملة وكذا الثواب 
والعقاب عليها يقّعان تبعا لإيمان الجملة وكفرها وهذ! ظاهر لا استحالة فيه . 

(وأما قولهم): غذاء الإنسان مستحيل من تراب أجساد الموتى القديمة إذا صارت 
أجسادهم الرميمة تراباً والتراب زرعاً والزرع غذاء. 

(فالجواب): إن ذلك غير مسلم وإن سلم فلا نسلم استحالة الذرة الأصلية التي هي عليها 
مدار البدن كله كما بيناه من قبل فإن سائر الأجزاء تابع لتلك الذرة وهي في علم الله تعالى 
مجتمعة وإن تفرقت في رأي العين وتأتيه وإن استحالت والدئيل عل أن المعاد من الإنسان هي 
الأجزاء التي كانت في الدنيا بعينها قوله تعالى: نَم لَعَْدُ عنم نيتم َلْدِسْ وَانمْلهُم يما كوأ 
يَتْمَلُونَ 49 [النور: 4؟] فلو كانت غيرها كما ذكروا كانت شهادتهم زوراً. 
مع أنه لو جهر بها كانت علماً ونقحت فهما وأورثت في الفؤاد كلما دونه نجز القمم لما يؤدي 
إليه من دروس الطريق الأمم الذي عليه جميع الأمم وإن كان كل دابة مأخوذاً يناصيتها. وقال: 
إنما ذهب بعض أهل الكلام إلى انعدام العرض لتفسه لا الأجسام ليكون الخالق خلافاً على 
الدوام» والعالم مفتقر إليه ومعول في وجوده عليه» وأما أهل الحسبان فقالوا بتجدد جميع 
الأعيان في كل زمان وما خصوا عيئاً من عين ولا كوناً من كونء وأما من يعلم أن المتحيز هو 
كل ما قام من الأعراض فهو جامع بين المذاهب والأغراض. 


(وقال): الطلب من الأدب لأنه تعالى ما أوجدك إلا لتسأل فإنك الفقير الأول فاسأل من 








المبحث السادس والستون: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول مرة باقر ه 
(فإن قيل) : يد الكافر إذا قطعت وآمن هو لوردت لكانت تشهد عليه بالكفر وهو مؤمن؟ 
(فالحواب): إن شهادة الأعضاء فى القيامة بالمعاصي والطاعات لا بالكفر والإيمان لقوله 

تعالى فى الآية «إيها كثوا يَكْييُوق* (يس: 10] إذ الإيمان يتعلق بالقلب لا بالأعضاء الظاهرة 

كاد ار وهذا جواب الشبخ أبي طاهر الفزويني رحمه الله وتقدم كلام الشيخ 
محيي الدين فيه أوائل المبحث. قال 0 أبو طاهر: والعتجب كل العجب من إنكار الفلاسفة 
الحشر والنشر وهل الحشر إلا إعادة أجزائه في الآخرة على مثال ما كان الله تعالى يعيدها في 
الذنيا حالاً يعد حال أليس الشيخ الكبير في الدنيا هو الذي كان كهلاً وقبل الكهولة كان شاباً 
وقبل الشبيبة كان صبياً وطفلاً وقبله جنيئاً وهو فى هذه الأطوار إنسانٌ واحدٌ بعينه بلا شك ولا 
اعتبار بتلك الأجزاء المتبدلة هناك كما لا اعتبار بها ههنا بل تكون الأجزاء قليلة كانت أو كثيرة 
تابعة للذرة التي عخلق منها أولا وأيضاً فلا يبعد عن قدرة الله تعالى أن ترد جميع الأجزاء التي 
تعاورت على تلك الذرة أيام عمره ولكنه سيلطفها ويلززها فلا يكون الشخص متجارزاً عن 

الحد والقدرة متسعة الإمكان كائن ولكن الظاهر ما بيتاه هذا غاية الكلام في هذه المسألة . 
(فإن قيل): فما الحكمة في أن الله تعالى يقبض أرواح العباد ثم يردها إليهم يوم المعاد 

وقد خلقهم لأبد الآباد فهلا استدام حياتهم أبدأ من غير موت؟ 
(فالجواب): لو أنه فعل ذلك كان خارجاً عن الحكمة وهو تعالى أحكم الحاكمين ولكنه 

أماتهم في دار الغناء ليبقيهم بقاء الأبد في دار البقاء من وجوه منها أن رقعة هذه الخطة الغبراء 

التي هي الربع المسكون من الأرض بالنسبة إلى أجساد بني آدم جميعاً صغيرة لا سيما القدر 
المعمور منها فكانت لا تسعهم ولا تفي زروعها وأثمارها بأقواتهم التي هي سبب معاشهم وفي 
الحديث: «إن الله تعالى لما استخرج الذر من صلب أآدم امتلاأ وجه الأرض منهم فقالت 
الملائكة الهنا قد امتلات الأرض منهم رهم ذرات فكيف تسعهم إذا تمت خلقهم فقال تعالى 
إني كلما آتي يقوم أميت آخرين؟ ومنها أن القبور برزخ الأجسام والصرر برزخ الأرواح كما مر 
ولله تعالى في البرزخين إنشاآت -خفية لأجسادهم وأرواحهم يصيرها بها ١‏ قابلة للبقاء الأبدي ولا 
يعلم كيفية ذلك إلا الله تعالى كما قال تعالى # وَسَيِكَكُمْ فى ما تلو ارق ]1١‏ ومنها أنه 


كريم ولا تبخشل فإنه ذو فضل عميم ومن انبع هواه لم يبلغ مناه. وقال: معنى قول العارفين من 
وحد فقد ألحد أي مال إلى الحق لأن الملحد هو المائل في لغة كل قائل. وقال: إلا الإلحاد 
لا بد منهء ولا محيص لمخلوق عنه ألا ترى أصحاب الأعراف لما تساوت كفتا ميزانهم كيف 
وقفوا بين الجنة والنار فلا هم مع الأشرار ولا مع المصطفين الأخيار فلولا ما تفضل الحق 
عليهم من السسجود إليه ما برحوا عليه فلما سجدوا انقكوا من أسر السور والتحقوا بدار السرور. 
وقال: الحال المرتحل من يكرر تلاوة ما أنزل فانتهاؤه عين ابتداؤه ولكن من تكرر عنده المعنى 
في تلاوته فما تلاه حق تلاوته وكان ذلك دليلاً على جهالته ومن زادته تلاوته في كل مرة علماً 


ماه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


تعالى فرق بين الأرواح والأجساد ليعرف الخلق بالقطيعة قدر الوصال فإن الوصل إذ! استدام 
خفي وعند الفراق يكون التحنن والاشتياق وبهما يعرف قدر الوصال. قال الشيخ: أبو طاهر: 
وسمعت بعض الصالحين بهمذان يقول نظرت من ربوة إلى بعض المقابر فرأيتها مد البصر 
فخطر بقلبي ما هذه الأطلال والأحجار فهتف بي هاتف يقول: 
قشوبيض طار معمنهافرالكئها وهل ترجع الأطيار يوماً إلى البيض 
نناسق علي أئره قائاذ تقول : 
بل يسجعل لله القشور هوادجا 2 من الثر بيضألا كرامة للقبضص 
0 أوامناً من الصيد لا يبرحن من أرج الروض 
: وبالجملة فمحصول علم البدء والإعادة أن يعلم أن الأرض التي -خلق منها آدم قد 
0 يه منها من ذرات ذريته روحاً مختصة بها وهو قوله تعالى : + علقم فَعَدٌ عدن 
9 ثم السَبيلَ َتَمُ (() 4 اعبس : 5 ]٠١‏ قيل معناه فقدر له روحاً ثم لما ا 
آدم اد كر د سروس راك اسان علا ودف إلى هرو أر وكين ل هزه الغيب 
ثم أسخرج تلك الذرات كلها من ظهر آدم ممتزجة بأمشاج النطفة إلى رحم حواء ثم من أصلاب 
بنيه قرئا بعد قرن إلى الأرحام ثم إنه ينشئها بالأغذية كما يشاء وينقلها في أطوارها كما شرحناه 
فيما مر ثم يخرجها من الأرحام إلى قضاء الدنيا ثم بعد انقضاء اجالهم يقبض أرواحهم ويردهم 
إلى بطون الأرض ثم إنه يرد إليهم في القبور أرواحهم عند سؤال الملكين فكانت تلك الذرة 
الفاهمة من العجملة تفهم الخطاب وترد الجواب وسائر الأجزاء أموات ومن هنا غلطت المعتزلة 
فأنكروا السؤال وربما يتحرك جميع الجسد ويتكلم تبعا لتلك الذرة الأصلية لقوتها وذلك يكون 
للآنيياء وللأولياء كما جاء في الأخبار ثم إن الإنسان ما دام في البرزخ فبين هذه الأرواح وتلك 
الثرات المقبورة تواصل معنوي وتزاور إلهامى وإن صارت هي في الصورة رفاتاً فالأخشبار 
كروك أن انس ورسنة مخ رياف انهه أن مر بس سق القاى كد يكوه الال ]ان سيق وق 
ميعاد المعاد في النشأة الأخرى بعد الطامة الكبرى فينقيها بالزلازل والرجفات والرياح 
المؤتفكات ويعجنها بالأمطار الشبيهة بمني الرجال كما جاء في الأخبار فتهيأت حيتئذٍ لقبول 


وأفادته حكماً فهو التالي لمن هو في وجوده له تال . 

(وقال»): من استدان من غير حاجة مهمة فهو ناقص الهمة وإنما كان من عرف نفسه عرف 
ربه لأن علم قلبه وسع ربه لا تعلم الذات إلا مقيدة وإن أطلقت هكذا عرفت الأشباه وحققت 
فالإطلاق تقييد في حق العادات والعييد» فإن الخلق مع الأنفاس في خلع ولباس ولا يشعر 
بذلك إلا القليل من الناس الذات مجهولة فما هي علة ولا معلولة ولا للدليل مدلولة فإن وجه 
الدليل يربط الدليل بالمدلول والذات لا ترتبطء ولا تختلط. وقال: الأحباب أرباب» 
والمحيبوب خلف الياب» وإنما كان المحب صاحب بلوى لأنه رب دعوى ولذلك اختبر 


المبحث السابع والستون: في بيان أن الحشر بعد الموت حق همه 
أرواحها وكانت أرواحها حانة إليها حنين الغريب إلى وطنه نإذا نفخ في الصور النفيخة الأخرى 
طارت الأرواح من مكانها إلى أجسادها التي فارقتها بالنفخ أسرع من طيران الحمامة إلى الفرخ 
وهو قوله تعالى : 8 كنا َم مودو 4 [الأعراف: 9؟] قال وعسيتم في هذه المنازل ذرية آدم 
يدل على أنهم كانوا خيماً من تلك الذراات والصحيح أن الذرية فعلية من الذر كالسرية من 
السر وهو النكام وهذا القدر كاف في مبحث البعث والنشور والله تعالى أعلم . 


الميحث. السابع والستون: 
في بيان أن الحشر بعد الموت حق وكذلك تبديل 
الأرض غير الأرض والسموات 


فأما الحشر فهو جمع الخلق للعرض على الله والحساب بين يديه وهو عام في سا 
الخان .ين امن بوعام ويتحكر جميع ا متين من وسيل وأنبياء وأولياء ومؤمنين اي 
الرحمن قال تعالى: طيَوَ نَثْرٌ الْمَتَّقِينَ إل يمن وَفْدَا (©)» امريم: 5] وأما المجرمون 
فيحشرون على اختلاف طبقائ تهم إلى -حضرة الاسم الجبار والمنتقم قالن الشيخ محر عي اللي : 
والحكمة فى ذلك أن المتقى 0 الدنيا أسماء الجلال والهيبة رت رلذلك 
اتقى الله تعالى وسثاف عقابه فيحشر .يوم القيامة إلى الاسم الذي يعطي الرحمة والإنس يوا 
والأمان مما كان يخاف منه ويتقي ولا يجمع الله على عبد خوفين وقد سمع أبو يزيد البسطامي 
قارئاً يقرأ لي نَدُرٌ الْمَيِينَ إل أبن وَنْدَا 4003 [مريم: 80] إفصاح صيحة طار الدم من 
أنفه وقال يا عجياً كيف يحشر إليه من هو جليسه. قال الشيخ محيي الدين في الباب اللخمسين 
وثلئماثة: وإنما صاح أبو يزيد لأنه كان جليسه الأسماء من حيثما هي دالة على الذات ولم يكن 
مع الاسم من حيثما يطلبه حقيقة من غير دلالة على الذات فلذلك أنكر ما لم يعطه مشهده فهو 
شبيه الإنكار وليس بإنكار كما قال الخليل :في عليه على الكيفية فن لحي الموتى فإن ل 
يكن ينكر إحياء الموتى وإنما كان يعلم أن للإحياء طرقا كثيرة وهو م 
فطلب أن يعرف بأي طريق يحبي الله الموتى فافهم. فلو أن أبا يزيد كان يعلم أن المتقي لم 
يكن جليساً للاسم الرحمن في أيام التكليف وإنما كان جليس الاسم الجبار ما تعجب من ذلك 
بخلاف المحبوب. وقال: في قوله: اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم أين هذا 
من قوله: «أنا سيد ولد آدم» فداخل الخليل كان لآدم السجودء. ولمحمد المقام المحمود فيا 
ليت شعري هل تقوم الحلة مقام كون رسالة محمد تعم كل ملة محمد صاحب الوسيلة في جمنته 
ما نالها إلا بدعاء أمته أين أمته منه في الفضيلة ومع هذا بدعائهم كانت له الوسيلة المدعو له 
أرفع بيقين من الداعي فلتكن لقولنا: كما صليت على إبراهيم الحافظ الواعي. 


و قال): الشوق ٍ زول باللقاء والاشتياق ب يله بالالتقاء لذ يعرف الاش: شتياق إلا العشاق من 


ا 


كن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


فيحشر المتقي إلى الرحمن ليزول عنه الخوف الذي كان عليه في دار التكليف من مجالسته 
الاسم الجبار والمنتقم فإن الرحمن لا يخاف منه ولا يتقي إنما هو محل الطمع والدلال والأانس 
لكن الأولياء 5 الله عنهم صادقون لا يتعدون ذوقهم في كل حال بخلاف العامة من أهل الله 
فإنهم ربما يتكلمون بأحوال غيرهم انتهى . 

(فإن قلت): فهل يشر الناس مرة من ابتداء أمرهم إلى انتهائه؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والثمانين ومائتين أن صور الحشر لا تنحصر 
ولكن نذكر منها طرفاً فأول حشر كان لهم في الدنيا فهو حشرهم في الصورة التي أخذ عليهم 
الميثاق فيها. الثاني -حشرهم من تلك الصورة إلى هذه الصورة الجسمية الدنيوية. الثالث 
حشرهم في الصورة التي تنتقل الروح إليها بعد الموت. الرابع حشرهم في الصورة التي يسألون 
فيها في قبورهم وهي الصورة التي انتقلوا إليها بعد الموت إلى الجسد الموصوف بالموت ولكنه 
يؤخذ بأبصار الخلائق وأسماعهم إلا من شاء الله عن حياة الميت وما هو فيه عيئاً وسماعاً. 
الخامس حشرهم من الصورة التي سألوا فيها إلى الصورة التي يمكنون فيها في البرزخ فيكون 
أحدهم فيها كالنائم إلى نفخة البعث؛ فيبعث من تلك الصورة ويحشر إلى الصورة التي كان 
فارقها في دار الدنيا إن كان بقي عليه سؤال لأجل جسده الموصوف بالتكليف فإن لم يكن عليه 
سؤال حشر في الصورة التي يدخل بها الجنة أو النار فإن الناس إذا دخلوا المجنة أو النار حشروا 
في صورة لا نهاية لها قال: وأهل النار كلهم مسكولون بخلاف أهل الجنة فإن منهم لا يسأل إذا 
دخل أهل الجنة الجنة الكبرى واستقروا فيها ثم دعوا إلى الرؤية حشروا في صور لا تصلح إلا 
للرؤية فإذا عادوا حشروا في صور تصلح للجنة. واعلم أن في كل صورة ينسى الإنسان الصورة 
التي كان عليها ويرجع أمره إلى حكم الصورة التي انتقل إليها وحشر فيها ثم إنه إذا دخل سوق 
الجنة ورأى ما فيه من الصور فأي صورة أعجبته دهل فيها أو ذهب بها داره والصورة في 
السوق ما برحت ولا تزال أهل الجنة ينتقلون من صورة إلى صورة أحسن مما قبلها وأهل النار 
بالعكس أبد الأبدين ودهر الداهرين نسأل الله الموت على الإيمان آمين. 

(فإن قيل): فما حكمة حشر الدوراب والوحوش؟ 


سكن باللقاء قلقه فما هو عاشق عند أرباب الحقائق. وقال: من قام بالخدمة عند طرح الحرمة 
والحشمة» فقد خاب وما نجح وخسر وما ربح الخادم في مقام الإذلال فما له وللدلال وما له 
وللسؤال إن لم يكن الخادم كالميت بين يدي الغاسل لم يحظ من مخدومه بطائل إذا دخل 
الخادم على مخدومه واعترضص ففي قلبه مرض ظاهَرَادَهُمْ لَه مَرَضَّا وَلَهُمْ عَدَابُ يلا يما كاذوا 
يَكْذِبوتَ4 [البقرة: ]٠١‏ وهم لا يشعرون فبالحرمة تنال الرغائب في جميع المذاهب. وقال: إذا 
كانت حركة المتواجد نفسية فليست بقدسية وعلامتها الإشارة بالأكمام؛ والمشي إلى خلف 
وإلى قدام» والتمايل من جانب إلى جانب» والتفريق بين راجع وذاهب» وقد أجمع الشيوخ 





المبحث السابع لتقي في بياث أن الحشر بعل المرعة كن »6 


(فالحواب»): الحكمة في ذلك كما قاله الشيخ في الباب الحادي والسبعين والثلثماثة: إن 
لله تعالى إنما يحشر الوحوش إنعاماً منه تعالى عليها وكذلك سائر الدواب ثم إنها تكون ترابا ما 
عدا الغزلان وما استعمل من الحيوان في سبيل الله فإنهم يدخلون الجنة على صور يقتضيها ذلك 
الموطن وكل حتيوان تغذى به أهل الجنة -خاصة في الدنيا انتهى . 

(فإن قيل): فكم اجتمع الناس في موطن. 

(فالجواب) : كما قاله الشيخ في الباب التاسع والثلاثين وثلثمائة أنهم بجتمعون في ثلاثة 
مواطن في أخذ الميثاق وفي البرزخ بين الدنيا والآخرة وفي البعث بعد الموت وما ثم بعد هذه 
الثلاثة مواطن جمع يعم أبداً إنما يجتمع بعض دون بعض ويعد يوم القيامة تشتغل كل دار 
بأهلها فلا 0000 الجن والإنس بعد ذلك أبداً ومن هنا قال تعالى #مدلك دوم انين 
)4 [الفاتحة: :] أي لأن الأولين والآخرين تجتمع في ذلك اليوم لا يتخلف أحد منهم في 
الأرضص ولاق الأسلات فيكون ملكه تعالى في ذلك اليوم أعظم وأظهر من غيره من الأيام 
7 الدين وإلا فهو سبحانه وتعالى لم 
يزل مالك الملك فافهم والله تعالى أعلم . وأما بيان أن الله تعالى يبدل الأرض غير الأرض 
والنتموات فق نقاءتك ده اللاصوصن الالهية القاطعة. قال الشيخ في الباب الحادي والسبعين 
وثلثمائثة : وإذا وقع التبديل في ! لسموات وا لأرض يوم القيامة فهو في الصور لا في الأعيان وإت 
كانت الأعيان أيضا صوراً قال: ويكون النشر والحشر والحساب والعرش الذي يقع التجلي عليه 
الفصل والقضاء في جوف الفلك المكوكب ثم يستحيل -جميع ما في جوفه إلى الآخرة لكن في 
صور غير هذه الصورة. قال وقد خلق الله تعالى الفلك المكوكب فى جوف الفلك الأطلس 
وكذلك الجنات زماءنها مقلرقة بينهما الفلك المكوكتي: أرضها الأطلس' شهادها ينين أئ 
الفلكين فضاء واسع لا يعلمه إلا الله فهما فبه كحلقة في قلاة فيحاء قال: ومقر هذا الفلك هو 
الدار فإنه من هناك إلى ما تحته يكون استحالة جميع ما يراه إلى الأرض فينتقل من ينتقل من 
الدنيا إلى الجنة من إنسان وغير إنسان ويبقى ما يبقى فيها من إنسان وغير إنسان وكل من يبقى 
بعد ذلك فهو من أهل النار الذين هم أهلها. قال الشيخ: واعلم أن ما دام الإنسان الكامل 





خلق أن ندل هذا مخررع هط ول السماء لا تفيل بالشمات المعهولة في العرف إذلني الك 
الجهل الصرف فإن الكون كله سماع عند صاحب الاستماع» والإيقاع أوزان والله تعالى وضع 
الميزان فالوجود كله موزون فلا تكن المحروم المغبون ما أشبه الليلة بالبارحة عند صاحب 
السماع بالقلب والجارحة. وقال: كل كرامة لا تتصل بالقيامة فليس هي كرامة فاحذر من 
الاستدراج : في المزاج القرآن كله. قال الله وما فيه قط تكلم الله فلو جاء فيه تكلم الله ما كفر به 
ا ا 5 
سلك به نهجاً قويماً فأثر فيه كلامه وظهرت عليه أحكامه فإذا أثر القول فما هو لذاته فافهم. 


4ه الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


موجوداً في الأرض فالسماء على حالها فإذا نزل الإنسان الكامل إلى البرزخ هوت السماء لأنه 
هو عمدها الذي يمسكها الله ما ري ب اذ ع امع : »وسقت 
لمم فو بوذ وَاهبَةُ (4)09 [الحاقة: ]1١‏ أي ساقطة إلى الأرض والسماء جسم شفاف صلب 
فإذا هوت السماء حلل جسمها حر النار فصارت دخاناً أحمر كالدهان السائل مثل شعلة نار كما 
كات ارلا مره رزالة صو التتضى لوست اللجعرم ايوق ايا لوز[ أن سماحتها لا تزول في 
الدار بل : تنتثر فتكون على غير النظام التي كانت عليه في الدئيا حال سترها وأطال في ذلك. 

(فإن قلت»): فما المراد بقوله تعالى: 560 النّضش مدت © [الانشفاق: "] ما صورة 
مدها؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والسبعين وثلئمائة أن المراد بمدها إنما هو 
امتداد الجبال وتصييرها أرضا فإنه في يوم القيامة تصير الجبال كلها دكا من تعجلي الحق تعالى 
إذا كانت كالعهن المنفوش فما كان عالياً منها في الجو إذا البسط زاد في وسع الأرض ولهذا 
جاء في الخبر إن الله تعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم» فشبه مذها بمد الأديم لأن 
لإنسان إذ مد الأديم طال من غير أن يزاد فيه شيء لم يكن في عينه وإنما كان فيه تقبض ونتوء 
فلما مد البسط عن قيضه وفرش ذلك النتوء الذي كان فيه فزاد في سعة الأرض ورفع التمخفضص. 
مدا عه ,قله نواد متها ها كان عرق طول م سطفها بطيخها إلى لقاع متها كما وكون فى النجلدا زدرء 
فلذلك لا ترى في الأرض عوجاً لا أمتا فيأخذ البصر من المبصر جميع ما في !! لموقف بلا 
حجاب لعدم الارتفاع والاتخفاض فيرى كل من الخلق بعضهم بعضا فيشهدون حكم الله تعالى 
بالفصل والقضاء بين عباده وأطال في ذلك . 

(فإن قلت): فكم مدة يوم القيامة؟ 


ذكره الشيخ في الباب العشرين وثلثمائة وقال في الباب الثامن والأربعين وثلثماثة: اعلم أن يوم 
هذه الأمة متصل بيوم لم ا خاصة وفي فجر هذه الليلة يكون 


اا 


وفرق بين القول والكلام تكن من أهل الجلال والإكرام: كما تفرق بين الوحي والإلهام في 
البقظة والمنام. وقال: لو تكرر شيء في الوجود لضاق النطاق ولم يصح الاسم الواحد بالاتفاق 
وبطل كون الممكنات لا تتناهى ولم يثبت لحيس كعات وي ماس :قا انيجي با يا ملا دا لا 
وكان صاحب شبهة وما تحقق الطرق الرجعي رحمة بالجاهل الغبي لو قلنا في الرجال برجعة 
الطلاق لما وقع عليه الاتفاق فإنه نكاح جديد فمذهب أهل الأشرار أن لا تكرار مع ثبوت العادة 
والإيمان بالإعادة. 


المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزات حق ات 


والقضاء وفي قدر ركعتي الإشراق ينقضي الحكم فتعمر الداران بأهلها وذلك يكون في يوم 
السبت قيكون نهاره أبدياً لأهل الجنة ويكون ليله أبدياً لأهل النار وأطال في ذلك ثم قال واعلم 
أن النيل والقرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى فيمشيان إلى الجنة ثم يخرجان إلى دار 
الجلال فيظهر النيل من جبل القمر والفرات من أرض الروم رهما في غاية الحلاوة وإنما أثر 
فيهما مزاج الأرض فتغير طعمهما عما كانا عليه في الجنة فإذا كانت القيامة عادا إلى الجنة 


وكذلك يعود سيحون وجيحون والله تعالى أعلم . 
المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق 
قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف: وإنما ذكر أهل الكلام أن الحوض والصراط 
والميزان حق بياناً لاعتقاد أهل الزيغ وهو مشهور عن أكثر المعتزلة فإنهم قالوا إن العبور على 
الصراط مع كونه أدق من الشعرة وأحد من السيف ممتنع عادة» وقال لهم أهل السنة لا امتناع 
فإن الذي أقدر الطير على السير فى الهواء قادر على أن يمشى الإنسان على الصراط قال وقد 
أخرئ اهل السنة التحذيث على ظاهره وأوله بعضيهم تآن كوه آدق من الشعرة إئما نعو مرت 
مثل للآمر اللخفى الغامض والمعنى أن يسر الجواز عايه وعسره على قدر الطاعات والنهوض لها 
والمعاصي وكثرة الوقوع فيها قلته ودقة كل واحد من القسمين لا يعلم حده إلا الله قال وأول 
بعضهم أيضاً كونه أحد من السيف بسرعة إنفاذ الملائكة أمر الله بإجازة الناس عليه قال: وإنما 
قلنا هذا التأويل ليوافق الحديث الآخر في قيام الناس والملائكة على جنبي الصراط كون 
الكلاليب والحسك فيه وإعطاء المار عليه قدر موضع قدميه ونحو ذلك انتهى. ولتبسط الكلام 
على ذلك بعضي البسط فتقول: !علم أن الحوض والصراط ثابتان بالنصوص قالوا ويتشكلان 
بشاكلة الأعمال والعلوم إذ الشريعة علم وعمل فالحوض علومها والصراط أعمالها فعلى مقدار 
الشرب من علم الشريعة يكون الشرب من الحوض على مقدار اتباع الشريعة في الأفعال 
والأقرال والعقائد يكون المشي على الصراط هناك فمن زاغ عن الشريعة هنا زلت به قدمه هناك 
ونقص شربه من الحوض فالمشي حقيقة على الصراط إنما هر هنا لا هناك فإن الصراط 
الننصوب اللتشروع هنا معنن هو الذق تنص هناك بحسا ودا كه طريق إلى 'السة إلا عليه قال 
وقال: ما من آية في القرآن إلا وهي أكبر من أختها وإن تولدت عنها وقامت لها مقام 
بنتها فقد يكون الولد أعظم في القدر من الوالد ولكن في الشاهد لا في الغائب إلا في موضع 
واحد زهو ما تولد عندك من العلم بربك عن معرفتك بنفسك وإن كان ليس من جدسك فذلك 
العلم لهذا العلم كالولد وهذا الولد أعظم من هذا الولد عند كل أحد وما سوى هذا في الغائب 
فليس بصائب قلا تقس الغائب على الشاهد فإنه مذهب فاسد فرحم الله أبا حنيفة ووقاه كل 
خيفة حيث لم يحكم على الغائب. وقال: حكم وحي النائم المحفوظ -مكم اليقظان بالدليل 
والبرهان». وهو بمنزلة الصاحب في الاستماع عند أهل الاتباع لكن لا ينبغي له أن يتخذ ذلك 


كن الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


تعائن :لكر 5 إلا رثعا زمريم :5 قاذ الشيغ مع لدنم والسروض بف خطلة مق 
الصراط وضرب له مثلا على الهامش وهذه صورته. 


انفش انوا تمصا 6 اس الها اياي 
ماع | ا المرفر مرج الجبئة 


قال: واعلم أن نور كل إنسان على الصراط لا يتعدى نفسه إلى غيره فلا يمشي أحد في 
نور أحد ويتسع الصراط ويدق بحسب انتشار النور وضيقه فعرض صراط كل إنسان بقدر انتشار 
نوره ومن هنا كان دقيقأ في حق قوم وعريضاً في حق آخرين وهو واحد في نفسه قال وإنما قال 
تعالى: من فيُهُم بن َم ريد © (الحديد: ؟1] دون شمائلهم لأن المؤمن السعيد كلتا يديه 
يمين فلا شمال له انتهى. وقال في الباب الثامن وثلثمائة: اعلم أن الصراط الذي تسلك عليه 
ويثبت الله تعالى أقدامك عليه حتى يوصلك إلى الجنة صراط الهدى الذي أنشأته لنفسك في دار 
الدنيا من الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة فهو في هذه الدار بحكم المعنى لا يشاهد له صورة 
حسية فيمد لك يوم القيامة جسرأ محسوساً على ظهر جهنم أوله في الموقف وآخرهء في المرج 
الذي على باب الجنة فتعرف أول ما تشاهده أنه صنعتك وبناؤك بجوارحك وتعلم أنه قد كان 
في الدنيا ممدودا على متن جهنم طبيعتك في طولك وعرضك وعمقك ذو ثلاث شعب إذ كان 
ظل حقيقتك وهو ظل غير ظليل لا يغنيها من اللهب بل هو الذي يقودها إلى لهب الجهالة 
ويضرم فيها نارها انتهى. وقال في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة: اعلم أنه إذا وضع الصراط 
يكون من الأرض علواً على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب فيكون منتهاه إلى المرج الذي 
هو خارج سور الجنة التي يدخلها الناس أولاً وتسمى جنة التعيم والمأدبة تكون في المرج وهي 
درمكة بيضضاء نقية يأكل منها جميع أهل المأدية ويقوم بعضهم فيقطف من الثمار المدلاة من 
فروع وأغصان الجنة على السور انتهى. وقال في الباب الرابع والستين: إذا مر الخلائق إلى 
الصراط ينتهون إليه وقد ضربت عليه جسور على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف 
شرعا يتعبده وإن كان بحمده وهذه فائدة سرجها متوقدة من شجرة مباركة من تشاجر الأسماء 
ويكفيك هذا الإيماء. وقال: «السفر قطعة من العذاب» لما يتضمنه من فراق الأحباب . وقال: إنما 
كان المسافر فرداً شيطاناً لبعده عن الجماعة والاثنان شيطانان لعدم الداصر وتوقع ما تقوم به 
الشفاعة» والثلاثة ركب محفوظ وهو بعين الله ملحوظ فهم أهل الأمان غالبا في السفر لما عليهم 
من الخفر التثليث من أجل المحدث والمحدث والحديث ما كفر القائل بالثلاثة وإنما كفر بقوله : 
اثَالِكُ تَتَدمَوَ 4 [المائدة: /] فلو قال: ثالث اثنين لأصاب الحق وزال المين. #ما ظنك باثنين الله 
ثالثهما؛ يريد أن الله تعالى حافظهما يعني: في الغار في زمان هجرة الدار. وقال: البقاء لا 


المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق ه25 
وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام ولهب جهنم بجانبها يلتهب وعليها حسك 
وكلاليب وخطاطيف وهي سبعة جسور يحشر العباد كلهم عليها وعلى كل جسر منها عقبة 
مسيرة ثلاثة آلاف عامء ألف عام صعوداً وألف عام استواء وألف عام هبوطاً وذلك قول الله عز 
وجل #إإنَّ ريك لَالْمرْسَادٍ 4009 [الفجر: 14] يعني على تلك الجسور وغيرها قال والملائكة 
يرصدون الخلق على هذه الجسور فيسأل العبد عن الإيمان الكامل بالله تعالى قإن جاء به مؤمناً 
مخلصاً موقناً لا شك فيه ولا زيخ جاز إلى الجسر الثاني فيسأل عن كمال الصلاة فإن جاءتها 
تامة جاز إلى الجسر الثالث فيسأل على الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الرابع فيسأل عن 
الصيام فإن جاء به تامّا جاز إلى الجسر الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تامأ جاز إلى 
الجسر السادس فيسأل عن الطهر من الحدث فإن جاء به تامأ جاز إلى الجسر السابع فيسأل عن 
المظالم فإن كان لم يظلم أحداً جاز إلى الجنة وإن كان قصر في واحدة من هذه الخصال حبس 
على كل جسر منها ألف سنة حتى يقضي الله بما يشاء. وقال أيضاً في الباب الرابع والستين ما 
نصه: اعلم أن الكلاليب والخطاطيف والحسك التي على جنبي الصراط إثما هي صور أعمال 
بني آدم فتمسكهم أعمالهم تلك على الصراط فلا ينهضون إلى الجنة ولا يقعون في النار حتى 
تدركهم الشفاعة والعناية الربانية وإنما هي أعمالكم ترد عليكم انتهى. وكان الشيخ أبو طاهر 
القزويني رحمه الله يقول: الصراط صراطان أحدهما في الدنيا وهو الإسلام فهر علمي ولكن 
ينقلب في الآخرة جسراً حسياً وهو المعني بقوله تعالى #«أهدنا الصَرْط المتقيم )»4 
[الفاتحة: 3] وهو في الحقيقة جسر ممدود على متن الكفر والشرك والبدع والأهواء قال تعالى : 
#رَأنّ عدا صرطى مُسَمَقِيِمًا فَأتَبُِوَة» [الأنعام: 197] الآية وفي الحديث أن النبي َل قرأ يوماً 
«وَالعَتّت صَنَا 49 [الصانات: ]١‏ فلما بلغ قوله: «تأفثوم إل يرط الجسم 62 وتترفز يب 
مُسَعُولون 49 [الصافات: 7 14] بكى حتى تسحادرت الدموع على لحيته فقال بعض الوفد إنك 
تبكي خرفا ممن بعثك قال إي وربي إنه بعثني على طريق كحد السيف إن زغت هلكت» وهذا 
الضعراط كالقيط الطويل المحة بين العيد ورين الله قن ين الأشتفااءة :تي الرقية الوسطن بق 
التشببه والتعطيل والجير والقدر وبين السخاء والبخل وبين الشجاعة والجبن كالتواضع بين الكبر 
والحساسة وكالعفة بين الشهوة والخمود ولهذه الخصال وأمثالها طرفان مذمومان والمحمود 





يصح على شأن واحد لما في المحدثات من طلب الزائد إذ الأمر شؤون فلا يزال يقول 
للأشياء: كن فتكون الوجود له كله نصب وتعب ولهذا قال: ##دَِدًا غَيقْتَ كَأصَبَ» [الشرح: “5 فما 
فرغ إلا اشتغل» ولا قضى منه عمل إلا استعمل وقد كان في العمل صاحب راحة لأنه استراحة 
إذا كان الرحمن كل يوم في شأن فما ظنك بالأكوان فما قال: بأن العدم شر إلا من جهل الأمر 
فليس الشر إلا العدم الذي ما فيه عين ولا يجوز على المتصف بدر كوك قوالسيز هذه إلا الممحال 
الذي هو شر محض على كل حال وبخلاف العدم الذي يتضمن الأءيان. وقال: الشطح فتح 
فمن شطح بحق فما شطم وهذًا من أعظم الملح إلا أنه يلتبس على السامع فلا يعرف الجامع 


4 الجرء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


00 فالمواظبة على هذا الوسط هي المعير عنها بالدقة والحسد وإليها الإشار بقوله تعالى: 
لدَأسْنَقمَ كمآ مرت # [هود: ؟١١]‏ وأما الصراط الثاني فهو الأخروي الحسي وهو في الحقيقة 
صورة 0 الأول وهو من طريق المسلمين إلى الجنة ثم لا يخفى أن كل من اعتاد المرور 
في الدنيا على صراط الإسلام هان عليه المرور على صراط الآخرة ومن لم يتعود ذلك في الدنيا 
صعب عليه وزلت قدمه وطال ندمه وهل هذا الصراط إلا مثال محسوس لذلك؛ الصراط 
المعنوي وبالجملة فسرعة مرور الناس على صراط الآخرة وبطؤهم يكون على حسب. سرعة 
مبادرتهم إلى عرضاة الله تعالى وبطئهم عنها قال: وما جاء من الكلاليب والخطاطيف فهو عبارة 
عن علائق الدنيا المتعلقات بالقلب فكما تجذب صاحبها إلى الدنيا كذلك تجذبه إلى الهاوية 
كما أن شوك السعدان والحسك يكون بمقدار ذلوب كل إنسان ولخطاياه فكما كانت تؤذيه فى 
دينه بالعكوف عليها فكذلك تؤذيه يوم القيامة بالمرور عليها وأما ما جاء في الحبو والزحف على 
الصراط إنما هو إشارة إلى تثاقل ظهور الناس بالمظالم والتبعات وأما الزالون والزالات فهم 
الناكبون في الدنيا عن الصراط المستقيم والدين القويم نسأل الله اللطف ينا أجمعين. وأما 
الميزان فأئبته جمهور أهل السنة وأنكرته المعتزلة قال الغزالي والقرطبي: ولا يكون الميزان في 
حق كل أحد لحديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا يرفم لهم ميزان وإن 
كان المعنى من غير أن يكون دخولهم في حسابهم قالوا والمراد بالميزان هو الميزان الكلي 
العجامع لتفاصيل موازين جميع الخلائق فترتفع رفعة واحدة فترفع موازين جميع الخلائق كلها 
رقعة واحدة وكل أحد يشهد ميزانه قد رفع وأعماله مودعة في كفته إلى أن ينقضي حكم 
المحاسبات والموازنات. قال الشيخ محيي الدين: ويكون ميزان كل شخص. بشاكلة ما كان 
الشخص عليه فى دار الدنيا فإن الله تعالى قد خلق جحسد الإنسان على صورة الميزان وجعل 
نه همان وجعل ل لحائه فاق ذاه فى لأى عاك عال »قال ضاتن لو واقيكرا الررت 
ِالْقِسْطِ ولا يمرا الْمِبرَانَ )4 [الرحدن: 4] يعني بالميل إلى المعاصي والوقوع فيها قال وقد 
قرن الله السعادة بالكفة اليمين والشقاوة بالكفة اليسار فالاعتدال سيب البقاء والانحراف سبب 
الهلاك: ثم لا يخفى أن موازين الآخرة كلها تدرك بحاسة البصر كموازين أهل الدنيا ولكنها 
ممثلة لا محسوسة عكس الدنيا فهي كتمثل لأعمال سواء فإنها في الدنيا أعراض وفي الآخرة 
من غير الجامع ولهذا الالتباس جعله نقصاً بعض الناس من باب سد الذريعة لما فيه من نطق 
المحارقة القائا تحيا ا ريا الخريةة عقن موي قري فج الفتع لج ريطور اي لعي ان 
الشطح ألا ترى ما قال صاحب القوة والتمكين في إنفاذ الأمر: وو 
فانظر إلى أدبه في تكله يف دأدكه مع أ جة ونا ددر شين ريه وقال: ما أ صعق الكليم إلا 
الذي دك الجبل العظيم وما أفاق الكليم من صعقته إلا لما بقي عليه من أداء نبوته ولا يلزم من 
كون خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس أن يكون أقوى من الناس فسلم تسلم واعرف 
الأمر واكتم. وقال: من كان جميع أمرك بيده فأنت لديه ما برحت منه حتى تسأل عنه لم يرد 


المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزانت حق لاة م 
تكون أشخاصاً كما قال يلةِ في الموت أنه يؤتى به فى صورة كبش فما قال يؤتى به كبشاً لأن 
لجميع أعمالهم الظاهرة لا الباطئة إذ الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن يقام 
فيها العدل وهو الميزان الحكمي المعنوي فمحسوس لمحسوس ومعنى لمعنى كل شيء بمثله 
انتهى. وعيارة الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في عقيدته: اعلم أنه إذا وقعت الشفاعة 
العظمى لمحمد يَلْةِ وضع الرب سبحانه وتعالى كتابه المتضمن علم جميع مخلوقاته الجامع 
لتفاصيل كتب جميع الخلائق فإذا وضع جملة كلية وضعت سائر الكتب التفضيلية وضعة واحدة 
فيجد كل إنسان كتابه في وجود دائرته قد وضع دفعة واحدة وكل أحد لا يرى وضع الكتاب 
والحساب إلا له وكذلك الميزان الكلى الجامع لتفاصيل موازين ححمييع الخلائق يرفع رفعة 
واحدة فترفع سائر موازين المخلائق كلها دفعة واحدة كل واحدٍ يشهد ميزانه قد رفع وأعماله 
مودعة في كفته إلى أن ينقضي حكم الموازنات والمحاسبات فإن نظرت إلى الميزان الكليى قلت 
إنه واحد وإن نظرت إلى تفاصيل ذلك قلت إنه كثير قالوا: وكل ميزان له لسان وكفتان يعرف 
بها مقادير الأعمال بأن توزن صحفها. قال الشيخ محيي الدين وآخر ما يوضع في الميزان قول 

(فإن قلت): فلم لَْمْ تكن لا إله إلا الله تملا الميزان كالحمد لله؟ 

(فالجواب): إنما لم تكن لا إله إلا الله تملا الميزان كالحمد لله لأن كل عمل من أعمال 
الخير لا بد له من عمل آخر من ضده يقابله ليجعل هذا الخبر فى موازنته ولا يقابل لا إله إلا 
الله إلا الشرك إذ هو ضده ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان أبداً بخلاف التوحيد مع معاصي 
أهل الإسلامء وإيضاح ذلك أن العبد إن كان يقول لا إله إلا الله معتقداً فما أشرك وإن أشرك 
يقابلها ويعادلها في الكفة الأخرى. قال الشيخ محيي الدين: وأما صاحب السجلات التسعة 
وتسعين فإنما دخلت لا إله إلا الله ميزانه لأنه كان يقول لا إله إلا الله معتقداً لها لكنه لم يعمل 
معها خيراً قط وإنما عمل معها سيئات فتوضع لا إله إلا الله في مقابلة التسعة وتسعين سجلاً من 


خبر بالصفات لما فيه من الآفات بخلاف الأسماءء ألا ترى من جعله موصوفاً كيف يتول إن 
لم يكن كذلك كان مؤوفاً ولفظ المؤوف شنيع عند أهل التشريع وما علم من -جعله موصوفاً أن 
الذات إذا توقف كمالها على الوصف حكم عليها بالنقص الصرفء ومن لم يكن كماله لذاته 
افتقر كماله إلى صفاته والحق بإجماع كل واحد ليس بأمر زائد. 


وقال: لولا الأغيار ما كانت الأسرار والسر ما كان بينك وبينه وأخفى من السر ما ستر 
عنك عينه. وقال: ما أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه بالقريب البعيد قريب ممن بعيد 
عمن؟ هو أقرب 9ين حَبَلٍ الوريد # لق: 17] إلى جميع العبيد. وقال: الاتصال ليس من مقامات 


تعالى: 001 56 تلت مَوَزِيسم 0 ف لقره و ا كك 2 وليك دن حيثا 
َشَْبُم يما كنا كينا يظيمُون 42 [الأعراف: لم 4] اعلم أن ميزان يوم 0 
نشأة الخلق من الثقل لأنهم إنما يحشرون وينشرون في الأجسام الطبيعية فمن ثقلت موازينه فهو 
السعيد وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة ألف فما فوق ذلك وقد فعل هذا السعيد حسناً 
في ظاهره وأراد حسناً في باطنه» وأما الذي خفت موازينه فهو الشقي وذلك لأنه فعل شيئاً 
والسيئة بواحدة فخفت موازينه بالنسبة إلى ثقل ميزان السعيد ولم يعتبر الحق تعالى في الوزن إلا 
كفة الخير دون كفة الشر فهي الثقيلة في حق السعيد الخفيفة في حق الشقي مع كون السيئة غير 
مضاعفة ومع هذا فقد خفت كفة خيره فعلم أن الكفة الثقيلة للسعيد هي بعينها الخفيفة للشقي 
لقلة ما فيها من الشير أو عدمه بالكلية مثل صاحب السجلات أو الذي يخرجه الله تعالى من 
النار وما عمل حخيراً قط سوى التوحيد من أهل الفترات فإن هذا ليس في كفة اليمنى شيء له 
وإنما عنده التوحيد لله فقط الحاصل من العلم الضروري الذي ليس له فيه تعمل . قال الشيخ: 
ولو أن الله تعالى اعتبر في الثقل والخفة الكفتين معاً كفة الخير وكفة الشر لكان يزيد بياناً في 
اراك لوس اسلو ل ل ا ل ا 
الأعمال وأما إذا وقع الوزن بالعبد نفسه بأن يكون هو في إحدى الكفتين وعمله في الكفة 
الأخرى كما أشار إليه حديث : يؤتى بالرجل ا م 
بعوضة. فذلك وزن آخر غير هذا فمن ثقل ميزانه نزل عمله إلى أسفل وذلك لأن الأعمال في 
دار الدنيا من مشاق التفوس والمشاق محلها النار ولذلك كره الشارع العمل الشاق لأمته وقال 
اكلفوا من العمل ما تطيقون فلهذ! كانت كفة عمل هذا الذي ذكرناه تنزل تطلب النار وترتفع 
الكفة التي هو فيها لخفتها فيدخل الجنة لآن الجنة لها العلو كما أن الشقي تثقل كفة الميزان 
التي هو فيها وتخف كفة عمله فيهوي في النار وهو قوله تعالى: 8مَأَنهُ حاربة 17 
[القارعة : 5] فعلم أن كفة ميزان العمل هي المعتبرة في هذا النوع من الوزن الموصوفة بالنكل في 
السعيد لرئعة صاحبها وهي الموصوفة بالخفة في حق الشقي لثقل صاحبها وهو قوله تعالى: 
2111 تبي ل يقرك بهذا إلا عي لقن التكنات العترل. السقلية وإنما الأعمال 
بالنية . وقال : ما كان بالحلول فهو معلول وهو مرض لا دواء لدائه ولا طبيب يسي ى في شفمائه 
من فصل بينك وبينه فقد أثبت عينك وعينه ألا ترى قوله: اكنت سمعه الذي يسمع به» فأثبتك 
بإعادة الضمير إليك ليدل عليك وما قال بالاتحاد إلا أهل الإتحاد وأما القائلون بالحلول فهم 
أهل الجهل والفضول فإنهم أثبتوا حالاً ومحلاً وعينوا حراماً وحلاً فمن فصل فنعم ما فعل ومن 
وصل فقد شهد على نفسه بأنه فصل والشيء الواحد لا تصل نفسه إلا إذا تجزأ والواحد لا 
يصح فيه انقسام إلا بأمر زائد على ذاته وما ثم إلا مصتوعاته. 


المبيحث الثامن رالستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق 4 
وس يلون أََائهْمْ عل ظهُورضم4 [الأنعام: ]0١‏ وليسث إلا ما تعطيهم أوزارهم من الثقل الذي 
يهوون به في نار جهئم. وحاصل ذلك أن وزن الأعمال ببعضها يعتبر فيه كفة الحسنات وأن 
وزن الأعمال بعاملها يعتبر فيه كفة العمل انتهى. وقال في الباب الأ-حد وثلثمائة في قوله تعالى 
#والسا رنَعها وَوْصُمَ الْميرّات 4 [الرحين: 0] إنما وضع الل تعالى المبزان ليوزن به الثقلان 
وقوله: لآلا تطمَوَا في لمان (2)* [الرحنن: ه] أي بالإفراط والتفريط من أجل الخسران 
#وَأقبموا الْوَرْت بِلْقَسَطٍ) (الرحذن: 4] أي مثل اعتدال نشأة الإنسان إذ الإنسان لسان الميزان 
«ولا ميِرُوأ الْمِيَآن4 [الرحلن: 4] أي لا تفرطوا بترجيح إحدى الكفتين إلا بالفضل ثم لا يخفى 
أن الميزان الذي يوزن به الأعمال على شكل القبان ولهذا وصفه بالخفة والثقل ليجمع بين 
الميزان العددي وهو قوله تعالى : #يحسَبَانِ» [الرحمن: 0] وبين ما يوزن بالرجال وذلك لا يكون 
إلا في القبان» فلذلك لم يعين الكفتين بل قال فأما من ثقلت موازينه في حق السعداء وأما من 
خفت موازينه قى حق الأشقياء ولو كان المراد به ميزان الكفتين لقال: وأما من ثقلت كفة 
عتسدائه. فه ىكذا وأا دق ,تتفت عفد ستيعائه فهق كذا علد أنه لولا ميزان الثقلى هو عين ميزان 
الخفة وأنه كالقيان لكان ذا كفتين ولو كان ذا كفتين لوصف كفة السيئات بالثقل أيضا إذا 
رجحت على الحسنات فلما لم يصفها إلا بالخفة فقط عرفنا أن هذا الميزان على شكل القبان 
انتهى. وقال في الباب التاسع والتسعين من «القتوحات»: مما يقرب لعقلك كون الحق تعالى 
يأتي يوم القيامة بأعمال بني آدم صوراً قائمة مع كونه أعراضاً كون الحق تعالى قادرأ على إيجاد 
المحال وكون الإنسان يشهد من نفسه قدرة خياله على إيجاد المحال قيرى العيد ريه عز وجل 
في المنام في صورة مع أن ذلك محال في جهة الحى تعالى فقد جعل الخيال لمن لا تعلم له 
صورة صورة ورد المحال ممكنا فإذا كان الخيال رتبته هذا مع أنه مخلوق فكيف بالخالق» فقد 
بان لك صحة وضع الأعمال في الميزان مع كونها أعراضاً وذلك لإقامة القسط وكذلك مما 
يقرب لعقلك وزن الأعمال تصور الموت مع كونه نسبة في صورة كبش أملح أي في غاية 
الوضوح إذ الأملح الأبيض وذلك ليعرف جميع الناس فهذا محال مقدور فأين حكم العقل 
وفساد تأويله وأطال في ذلك . وعبارة الشيخ أبو طاهر القزويني في الباب الثلاثين من كتابه 
«سراج العقول»: اعلم أنه لما كانت الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء وكان الله تعالى هو الملك 








(قلت): فكذب والله من افترى على الشيخ رحمه الله بأنه يقول بالحلول والاتتحاد فتأمل 


والله أعلم . 


وقال: لو انقطع الأصل لانقطع النسل للتواصل سبب التناسل سواء كان من نكاح أو من 
سفاح. وقال: إن نظرت بغير عينه بعظيم بينه وبينه هو فضله ووصله مملى هذا وقع الاصطلاح 
عند الشراح فهو من أسماء الأضناد كالقرء في الطهر والسيض المعتاد. وقال: ليس من الملة 
القول بالعلة إذا لحق عند أهل الملة لا يصح أن يكون لنا علة لأنه تعالى قد كان ولا أنا فلماذا 


5 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


العدل الذي لا يظلم الناس * شيعا ولا عن أعري اين جا اتروع دقر تريعادة 
اكسسية نصب تعالى ميزانا في القيامة عدلاً يوزن به سيئات عبيده وحستاتهم |ظهاراً لعدله قال 
تتمتالتي + لوقع لون القذط بِوْرِ الْعبَسَة فلا مم عنس سينا ون كات ينكال حكخ ين 
لأا يهأ [الأنبياء: ؟؛] أي وإن كان وزن حبة خردل ومن دخلت للتبيين كقوله تعالى: 
«نا لي يِنْ الو عَين5ُ4 [هرد: ١‏ وقيل إنها للتبعيض ومعناه إن كان وزن حبة خردل كأنه قسم 
الخردلة ثمانية وأربعين جزءاً مثلاً هي حباتها كما أن الدرهم ثمانٍ وأربعون حبة والمعنى وإن 
كان وزن جزء من ثمانية وأربعين جزءاً من خردلة واحدة وفي الحديث مرفوعاً: حاسبوا أنفسكم 
قبل أن تحاسبوا وزنوا الأعمال قبا لأ" : يعني أن توزن أعمالكم كقوله تعالى #وَإدًا كلهم 
5-0-6 


أو وَروْهُمَ [المطففين: "] أي كاثوا لهم أو وزنوا لهم ومعنى وزنوا الأعمال تعرفوا مقاديرها 
بالمقايسة إلى أوقاتكم . 


وعن ابن عباس قال: توزن الحسنات والسيئات فى ميزان له لسان وكفتان كل كفة 
كأطباق الدنيا كفة من نور وكفة من ظلمة. قال حذيفة رضي الله عنه: وصاحب الميزان يوميذ 
هو جبريل عليه السلام فأما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان وهو 
اك فعض تحمل إلى العنةة وبعر يدلك وجو العف لي تراه 
«تأرليك حم كم الْمُفْلُِونَ» [المؤمنون: 1٠١١‏ وأما الكافر فيؤتى بعمله في أقبح صورة فيوضع في 
ميزانه وهو الباطل فبخف وذنه في الثار فيقال له للق بعملك دفي الحديث مرفوعاً «إن لله 
تعالى ملكا موكلا بالميزان فيجاء بابن آدم حتى يوقف بين كفتي الميزان فيوزن عمله فإن ثقل 


العنا؟ من كان علة لم يفارق معلوله كما لا يفارق الدليل مدلوله ولو فارقه ما كان دلبلاً ولا كان 
الآخر عليلاء وما قال بالعلة إلا من جهل ما تعطيه الأدلة القول بالعلة معلول بواضح الدليل 
وليس إلى مخالفته سبيل فإن أحكام الحق في عباده لا تعلل وهر المقصود المؤمل. وقال: ما 
أظهر الشتاء والقيظ إلا تنفس جهنم من الغيظ» فغيظها علينا في العاجل دليل على الآجل أكل 
بعضها بعضاً فأقرضها الله فينا قرضاً فنرجو أن يكون ما يصيب المؤمن هنا من حرورها 
وزمهريرها يحول في القيامة بينه وبين سعيرها وقد جازت من اقترضها في الدنيا بالخمود عنه 
في الأخرى فتقول: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي. فالأدباء الأعلام يعتقدون القضاء 
ويحاسبون نفوسهم على ما مضى. وقال: لا يلزم من الإيمان بالوقفية للحق تعالى الجهة ولا 
إلزام الشبه الجهة ما وردت والفوقية قد ثبتت فانظر ما ترى وكن مع أهل السنة من الورى. 
وقال: التلوين دليل على التمكين نزل في سورة الرحمن #كُلّ يوم هر في مَأ [الرحمن: 5؟] إنما 
كان الثلث الآخر من الليل فيه البركة لأن فيه الحركة فلا يصغى لقول من قال: كل يوم تتلون 
غير هذا بك أحسن وقال: جميع ما في الوجود أفعاله مع أنه حرم الفواحش فسلم ولا تناقش. 
وقال: «إن الله لا يمل حتى تملوا فارتحلوا أو حلوا؛ قيد نفسه تعالى في عقدكم فقال: «وَأزهأ 


المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزانت حق »> 


الميزان نادى الملك بأرفع صوته آلا إن فلاناً سعد عادة لا يشقى بعدها أيداً» وفي الحديث: 
«ثلاثة مواطن تشغل المرء عن والده وولده عند الصراط حتى ينظر أينجو أم يزل وعند تطاير 
الكتب في الأيمان والشمائل وعند الميزان حتى ينظر أيثقل أم يخف» فهذه وأمثالها من الآيات 
والأحبار تدل على صحة الوزن بالميزان وإنما يتلجلج في صدور المنكرين له كيفية وزن 
الأعمال لكونها أعراضاً عرضت فنيت والثقل والخفة معنيان أيضاً ولا يقوم المعنى بالمعنى 
والأعمال صفات أصحابها وقد خبط الناس فى هذه المسألة خبط عشواء وخلاصة المسألة أن 
خرف الإيناق أن النتفوه بوث الأكياء ساهو للوور مقاكر مانو قد جم تللق الأنة مضل 
كالميزان والقبّان لمعرفة أثقال الأحمال والاسطرلاب لمعرفة مقادير حركات الشمس والكواكب 
فكذلك ها هنا المقصود يوزن الأعمال فى القيامة هو ظهور مقاديرها لتقابل بأمثالها من الجزاء 
كوبا كان "ا هابا وتستق ترق كن الذليا الات وصيك لحرقاك مقاوير :السعاني فى الأدماء 
كالعروض جعل ميزاناً يعرف به صحيح الشعر من منزحفه ومنكسره وكالنحو يعرف به فصيح 
الكلام من ملحونه: وكالحجر الذي يرقعه الأقوياء من الأحداث ليعرفوا به مقادير قواهم التي 
خلقها الله تعالى في أعضائهم وليست هي بمنفصلة عنهم كذلك لا يبعد أن يجعل الله تعالى 
الميزان القسط ليوم القيامة آلة محسوسة صالحة لوزن الأعمال التي هي أعراض فيعرف بها 
مقادير الحسنات والسيئات لأصحابها فيجازون بمقاديرها من غير عدوان كما قال تعالى ولا 
تظلمون فتيلاً فقد علمت أن ذلك جائز في العقل ورد به بالشرع فوجب الإيمان به ومن عجز 
عن تعقل ذلك ومعرفة كيفيته فليكل علم ذلك إلى الله عز وجل كنظرائه والله تعالى أعلم. فعلم 
أنه ينبغي لكل من خاف من يوم الحساب أن يكثر من الأعمال الصالحة ولا يمل وذلك ليعطي 





ببدم أُونٍ يكم [البقرة: ]4٠‏ تنبيهاً لكم على الأدب وخروجاً لكم عن الريب» وقال: من نظر 
في ظله علم أن حكمه في الحركة والسكون من أصله فتحرك بحركته لا بتحريكه فإياك 
والابتداع. وقال: من قام بالحق صدق في كل ما نطق من قام السيف وإن عدل صاحب حيف 
وإذا كان الأصل معلول فصاحبه مخذول لأنه أصل فاسد يحرم العبد الفوائد. وقال: الطريق 
ساقة وقادة إما إلى شقاوة أو سعادة فاعرف الطريف وتخير الرفيق تنج من عذاب الحريق. 


(وقال): لا تكثر الوارد إلا على باب الأجواد فإن البخيل بابه مغلقٌ والجواد جواده مطلق 
إذا فنى الكريم عن شهود جوده في حال جوده فهو الدليل على صحة وجده وو-جودف فإنه ما 
أعطى للخلق إلا ما كان لهم في خزائن الحى ومع هذا فله الأجر في استعماله في هذا الأمر 
ومن تكرم وجاد وتخيل أن له فضملا على العباد فما جاد إذ المنة إذا فاعلم ذا وقال: لا يتعدى 
قط حكيمٌ ما رتبه العليم فما حكم به الولي في الخلق يمضيه الحق وإن رده الحاكم الجائر فلا 
يلتفت إلى رده فإنه من صدق وعده وهو لا يخلف الميعاد فلا بد من رد أهل الإلحاد. وقال: 
قد كان الحق ولا شيء معه فهو السابق وهو الذي يصلى علينا فهو اللاحق» تارة يتجلى فى 
اسمه الأول وتارة في اسمه الآخر. وقال: عن كان سهل القياد خيف عليه الفساد ولكنه أمن من 


5 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
منها أخصامه يوم القيامة فإن الظالم إذا لم يكن معه شيء يعطيه لأخصامه طرح على ظهره من 
سيئات خصمه ثم قذف به في النار فوالله ما خلتنا إلا لأمر عظيم ونحن غافلون عن ذلك 
كالبهائم السارحة قلا حول ولا قورة إلا بالله العلي العظيم. وسمعت سيدي عليأ بالخواص 
رحمه الله يقول: لا ينبغي لأحد أن يستكثر قط أعماله في عينه فإن أعمال أمثالنا ولو صارت 
كالجبال فريما لا يتتحصل منها ‏ في الميزان الأخروي مثقال ذرة لعدم الإخلاص لله فيها نسأل الله 
اللطف بنافي الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين آمين آمين . 


(خائمة): فى بيان عجز العقول عن إدراك الكثير مما غاب عنها من أمور الآخرة من ححين 
ادل الأزفن فتن الأرضي والسكرات إلى امقتر] و لكك قفن الع والفان ونيد كاله هين عهيه الله 
تعالى علينا إلى ما لا نهاية وليس مع الخلق الآن إلا الإيمان بذلك على علم الله فيه اللهم إلا 
أن يؤيد الله عرز وجل بعض خواصه بنور الكشف. قال الشيخ أبو طاهر القزويني رضي الله عنه: 
واعلم رحمك الله أن تصور العقل لأحوال القيامة وما غاب منها عسر جدأً ولكن ينبغي للعاقل 
ديع أن الله تعااى جعل آدم وذريته خلائف في الأرض وعمرها بهم قال تعالى يمر الى 
جَمَلَحَكُمْ خَلَيك الْأيضٍ» [الانعام: 170] وقال تعالى #طهرٌ أَنْكأكٌ َم الْْضٍ وَاستَتمكقٌ فيا [عود: 
١‏ ثم إنه سبحانه وتعالى لما رشحهم للخلافة آتاهم من كل آلة يدبرون بها معاشهم وقد 
خلقهم الله تعالى في الدنيا للآخرة فأعطاهم الله تعالى العقل والنطق فضيلة لهم فكان العقللى 
والنطق لهم آلتين يتوصلون بهما إلى تدبير معاشهم في الدنيا وتهيئة ئة أسباب معادهم حسب ما 
جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فكما أن !! لجدونة عار طن هر ناا لامر طقل عق 
المعرفة لكونه تعالى غيب عنها فكذلك ما غاب عنها من أحوال الآخرة وما يتقدمها من سؤال 
العناد ما يسعد المنقاد إلا بحكم الاتفاق فليس مطلق الانقياد من مكارم الأخلاق فمن حكم 
العلم سلم وغنم. وقال: من كانت همته عالية لم يظهر لهمته تأثير في هذه الدار الفانية فإنها 
تفنى بفنائها وترحل عن فنائها. وقال: المشكور قد يمكر به فإن من أوصل حقاً إلى مستحقه 
فقد أدى إليه واجب حقه فعلام وقع الشكر ولا بدل ولا فضل» وقد قرن الله الزيادة بالشكر لما 
علم فيها من المكر. 





وقال: عطاء الله كله بدل وإن كان منعاً ومن آثر على نفسه من المؤمتين فهو الخاسر وإن 
تجا فإن المؤمن قد باع تقييه من الله والمبيع من اشتراه وحق أيه ؛ لكن الدعرى أوقعت العيد 
في البلوى ابدأ بنفسك مقدماً لها على أبناء جنسك. وقال: من رأى الكون عيئاً مستقلة فهو 
ص ا حب علة ها قال بالعلل إلا القائل بأن العالم لم يزل وأتى للعالم بالقدم وما له فوع الوجود 
الوجوبي قدم لو كحك للعالم العدم لاستحال عليه العدم والعدم ميكن بل واقع كد العالم 
الجامع لكن أكثر العبيد في لبس من خلق جديد فما عرف تجدد الأعيان إلا أهل الحسبان 
وأثبت ذلك الأشعري في العرض وتخيل الفيلسوف فيه أنه صاحب مرض لجعله بسواد الزنيجي 





المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق “> 
الملكين في القبر وجوابهما وكيفية البعث والحشر والنشر والصراط والميزان وقراءة الكتب 
وكيفية الحوض والشفاعة وأوصاف الجنة والئار بحقائقها ورؤية الله عز وجل في غير جهة 
وسماع كلامه تعالى من غير صوت ولا حرف وغير ذلك من تفاصيل لذات الثواب والالام التي 
تستغرق فيها النفوس لا سيما لذة النظر إلى وجه الله الكريم وألم الفزع الأكير تعوذ بالله منه 
فإن العقل بمجرده لا يستقل بدركه إذ العقل إنما هو آلة للعبد يدرك بها تفاصيل الأوامر والنهي 
تدان الكله زيعوق نه مصالخ المعاحن وبتاندو ركان تعن العارقين يدول الألبية تعن 
ذلك وعن --قائق الذات المقدس والأمور الأخروية مُحْتَّبّسَّة والعقول عن درك معانيها مميحتيسة 
ولم يخبرنا الشارع يَلِةِ عن الله وعن أمور الآخرة إل على طريق الإجمال والإرسال بما يقرب 
معناه من الأفهام فكان غاية النطق أنه أخبرنا بها على الجملة إيجاباً تلإيمان بها وغاية العقل 
البحث عن تجويز ذلك أو استحالته فإذا أخبرنا بها الصادق مجملة واستجازها العقل مرسلة 
وجب الإيمان بها صدقاً والاعتقاد لها حفاً ثم إنه يجب علينا كف الفكر عن البحث عن كيفياتها 
وردعه عن أن يتشوف للطمع في درك حقائقها فإن الفكر عن ذلك مصدورء كما أن البصر عن 
سماع الصوت مردود اللهم إلا أن يكاشف بعض الأولياء من أحوال الآخرة بشيء في حال غيبته 
عن الخلق وشهوده للحق فإنه في ذلك الوقت يكون مسلوب النطق مغلوب العقل لأنه حينئذ 
يشاهد أموراً لا تتسع لها ظروف الحروف ولا تنتهي إليها العقول كما قال الشاعر : 


قال ال* لشيخ أبو طاهر: ومن تأمل هذا المعني اتكشف له كثير من الغواميضس التي درج 





0“ 








وصفرة الذهب. 

وقال: الوقت سيف ومنه الخوف. كل الخوف زمانك -حالك وفى إقامتك ارتحالك: 
سيرك يا هذا كسو ضقيدة يقوم'جلوين والقلوع تطبر وقال: ولو كم النيد مرا لما قيل 1[ القد 
جئت شيئاً إمرأ ولا نكراً ولو ترك السر مخزوناً ما كان الكليم مغلوبا إن هي إلا فتنتك من شدة 
الشوق عن ذوق. وقال: العذاب الحاضر تعلق الخاطر من يئس استراح وخرج من القيدء وراح 
الأنس لا يكون إلا بالمشاكل والمشاكل مماثل والمثل ضد والضدية بعد الأنس بالأنس لا يكون 
إلا المفتون والكتاب المكنون لا يمسه إلا المطهرون. قال: إنما حرمت الشمرة فى هذه الدار 
لأنها تبدي الأسرار وتوقع الأستار فحرمت في الدنيا لفوة سلطاتها وهي لذة للشاربين حيث 
كانتء لكنها في الدنيا معحرمة وفي الآخرة مكرمة وهي أذ أنهار الجنان ولها مقام الإحسان. 
وقال: لا يقطع العبد على ربه بأمر لآنه يفعل ما يريد وما عصى إلا بعلمه وما خولف إلا 
بحكدمه. وكذلك حكم من أطاعه إلى قيام الساعة. 


وقال: ليس لأهل الجنان عقلٌ يعرف إنما هو شهوة وهو يتصرف العقل في أهل التار 
مقيله وبه يكثر -حزن الساكن بها وعويله العقل من صفات الخلق ولهذا لم يتصف به الح العقل 


55 العجزء الثاني من اليواقيت والخراهواتي كاد قفايه الأكاير 
1210111111110 طمعاً في أن ينال ما لا ينال فكان عاقبتهم 
الحيرة والضلال» وأن من هذا القبيل قراءة أهل العرصات الكتب المكتوبة بخط الملائكة الكرام 
ولا شك أنها بخلاف كتابة أهل الدنيا امعان للكقئة اق لحترا دانها سيط الملالكة ويد 
ذلك أيضاً ما يخلق الله تعالى من إدراك لذات كثيرة من نعيم الجنة مطعومها ومشرويها 
ومشمومها وملبوسها ومتكوحها عن حالة لا توجد في الدنيا كما وردت به الأسخبار الصحيحة في 
ثواب الأعمال وتلك الإدراكات بذاتها لا تضاهى شيئاً من الإدراكات التى تدرك بها اللذات 
الديوية فإنها:ورن عاك تشاكنيا فى الجسية والسمية نإن اها اختصاضات عبية نكل العقول 
عن دركهاء وقول ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا بأسمائه 
أصل كبير في هذا الباب. قال الشيخ أبو طاهر: فلعدم تلك الإدراكات في الدنيا لا نجد في 
أنفسنا لذة النظر إلى وجه الله الكريم ولا غير ذلك من اللذات الموعودة في الجنة كما لا يجد 
الصبي في صباه لذة الجاه لأنه لم يخلق له إدراك ذلك قال: والدليل على هذه الجملة قوله مَل 
عن رب العزة جل وعلا أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر 
على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه ثم قرأ قوله تعالى لفلا كلم تنثى يا م كم ين كه و4 
[السجدة: 17 وهذه خطة ضلت فيها الفلاسفة فأنكروا أمور الآخرة وإِدّ قد صح لك أن العقل لا 
يطلع على كنه حقائق الأشياء الغيبية ولا يبلغ منتهى أسرارها علمت أن غايته أن يقيس ما لا يراه 
على ما يراه بأدنى شبه يكون بينهماء وقد جاءت الشرائع بأشياء يعجز العقل عن معرفة عللها 
وكيفياتها ولكن إذا حكم العقل بإجازتها وجب علينا الإيمان بها كالحشر والنشر في الآخرة 
كالو جه رخن الى وهات الله تعالى وكذلاك الول فق موه مقادير الشرائع والعباداث؛ وقد درج 
آلة التكليف»؛ فإذا زال التكليف تأثر العقل. وقال: الحق نزوله سرى إلى السماء التى تلى 
الورى فيسامرهم بالسؤال والنوال ويسامرونه بالأذكار والاستغفار. ويقول: ويقولون ويسمع 
ويسمعون هذا معنى النزول عند أرباب العقول المخلوق ضعيف ولولا المصائح ما نزل التكليف 
فخذ منه ما استطعت ولا يلزمك العمل بكل ما جمعث فإن الله ما كلف تفساً إلا ما أتاها وجعل 
لها بعد العسر يسراً حين تولاها وشرع في أحكامه المباح وجعله سيباً للنفوس إلى السراح 
والاسترواح ما قال في الدين يرفع الحرج إلا من على منهج الشارع درج الله يسر فما يمازحه 
عسر» ري ده عا هله الأمة بعث يوم القيامة في ظلمة. وقال عو اك رد 
#إوالته برْحَمْ أ الْدَدَدُ كُلّْمُ) [هود: 17] كيف قيل : حرو و رار في يديه 
ستور مسدلة وأبواب مقفلة وعبارات موهمة وهي شبهات من أكثر الجهات 

وقال: إذا لمح القلب شهود الحق فهو حينئذ ضيف نازل يتعين على المؤمن القيام بحقه 
والكرامة تكون على قدر القلب لا النازل عليه وفي العموم غل النازل لا المنزل عليه فلا 
يلك أنرلوا الناس منازلهم لأننا عامل الحن نيته المعافلة لم رصبت ابيتنا .وبينه مواضلة؟ 
وقال: حقيق على الخلق أن لا يعبدوا إلا ما اعتقدوه من الحق #تَأَرَقًا يبِيكة أن يَبْيك:» 


الميحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق 5 


السلف الصالح والتابعرن لهم عل ى التصديق بها جزماً ومنعوا أصحابهم عن الببحث عن حقائقها 
وردوها إلى علم سر القدر المنهي عن الخوض فيه وقالوا اقرءوها كما جاءت بلا كيف ولم 
يجد التشبيه إلى عقائدهم سيا لقوتها وصلابتها وذلك لغضاضة الإسلام وقرب العهد من 
أزمانه يَللِةٍ التي هي زمان الوحي ومشاهدة التنزيل ومهبط جبريل فلما أن درج القرن الأول ثم 
الذين يلونهم ؛ ثم الذين يلونهم وهم خخير القرون انبعت الأهواء مب ن كل صقع وباضص الشيطان 
بكل قطر ونفث فى عقتد القلوب وجال فى المخراطر بخطرائه فتزلزلت لذلك العقائد واضطربت 
الآراء وكثرت تا لالت أهل الأهواء ا بطل والزنادقة والرافضة -خذلهم الله تعالى إذ ألفوا 
الكتب في الضلالات وبثوها في الأمصار ودعوا إليها الأغبياء من الناس فشاعت البدع وفشا 
اهلان راسك صق المعاتد “وراك ليم اناير من زمان البعثة كما مر قال تعالى في حق قوم 


للم 


مم دص اه [الحديد : ار رضي الله عنه : لوبى 
ا اعت ل ا ما ١‏ 

يقرع مسامعهم من شبه أهل الأباطيل ولا يجدون أحداً من الأئمة المحققين يبين لهم مصادر 
الأمورر ومواردها وربما يعوت أحدهم على رجز بين ضلوعه من تجسيم وتشبيه وتعطيل وأمرر 
منكرة ولا يجسر أن يسأل أحداً عنها ولا يجد أحداً يشفي الغليل بجوابه فلا يزال يخفي عقيدته 
عن نفسه فكيف عن غيره فهذا الذي دعا المحققين من المتكلمين إلى إيراد أمثلة كثيرة فى 
مضايق المشكؤت وكشف ما أمكنهم من المعضلات وتكرير العبا دات في اديع مياحث الكلام 
هذه الخاتمة يحتاج إليها من يطالع مل هذا الكتاب فأمعن با أشي نظ اك ا ا لت 


[البقرة: م دليل الله أكبر إلى تحوله يوم القيامة في الصور. نالا لا تسكن 
إلا السهل إن أردت أن تكون من الأهل» لا تدخل بير بين الله وبين :عناده ولا تسع عند فى نخراب 
بلاده؛ هم على كل حال عبادء وقلويهم بلاده ما وسعه سواها وما حوته ولا -جواها ولكنها نكت 
تسمع وعلوم مفرقة تجمع وقل كما قال العبد الصائلح #إن تمذبهم كلهم باد [المائدة: 118 
الآية. وقال: ذهب بعض الأماثل أن العالم بجملته أبدأ نازل يطلب بنزوله من أوجده والحق 
عالى لا ينتهي إليه فكان ينبغي من أول حركة أن يعتمد عليه لأنه جل وعز أن تقطع دونه 
المغازات الحال يحيل العلم به فأين تذهبون يقول العارف لأبي يزيد: الذي تطلبه تركته ببسطام 
قدل على هذا المقام. وقال: كلما خبثت السريرة عميت البصيرة ويرفع الالتباس بتفاضل 
الناس. وقال: ما م٠‏ ن شخص إلا ويخاطبه الحق من قلبه ويحدثه من لبه وهو لا يعرفه إنما 
يقرل خطر لي كذا وكذا ولا يدري ذلك من أين لجهله بالعين» فما قاز أهل الله إلا بشهوده لا 
بوجوده مع أن شهود الحق لا ينضبط وهو مع العالم مرئبط ارتباطاً عبد بسيد ومملوك بمالك 
ومقهور بقاهر. 


وقال: الجنين في كبد إلى أن يولد هو في ظلمة غمه ما دام فى بطن أمهء ولما علم أنه 


8 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


كمد من آيات الصمّات وتعقل أشياء كثيرة من محالات العقول. 


الميحث التاسع والستون: 
فى يمان أن تطاس الصحف والعرض 
على الله تعالى دوم القىامة حق 


لورود النصوص به لكن لا يخفى أن الناس يتفاوتون في ذلك قأما تطاير الصحف غمنهم 
من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذ كتابه بشماله ومنهم من يأخذ كتابه من وراء ظهرهء فأما 
الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم فهم المؤمئون على اختلاف طبقاتهم وأما الذين يعطون كتبهم 
بشمائلهم فهم المنافقون لا المشركون كما قال الشيخ محبي الدين قال: لأن المشرك لا كتاب 
له يقرأ ولذلك يقول الله عز وجل للمنافق #أقْرأ تبك كي بنئية ألْوْمَ عت عيبا 49 
[الإسراء: ]١4‏ لأنه كان يعلم ما انطوت عليه نفسه من الكفر خلاف ما كان يظهر للناس ولذلك 
عقب الله تعالى الذي يأخذ كتابه بشماله بقوله: «إِنَمُ كن لا بين بأ المَوليو © [الحاقة : 7# 
فسلب عنه الإيمان دون الإسلام لأنه كان منقاداً للإسلام في ظاهره ليحفظ دمه وأهله وماله وهو 
في باطنه إما مشركٌ أو معطل أو متكبر أو كافر بخلاف الإيمان فإنه من أعمال القلوب لا يطلع 
عليه أحد إلا الله . وأما الذين يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم فهم الذين أوتوا الكتاب فنبذوه 
وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا فإذا كان يوم القيامة قيل لأحدهم خذ كتابك من وراء ظهرك 
أي من الموضع الذي نبذته فيه في حياتك الدنيا بترك العمل به فهم كتابهم المنزل عليهم لا 
كتاب الأعمال كما توهمه بعضهم فإن هذا حين نبذه وراء ظهره ظن أن لن يحور أي تيقن أنه 
لن يرع وهذا هو الذي يقول الله تعالى له يوم القيامة حين يعاتبه ويقرره أظننت أنك ملاقي 
الحديث؛ قال: وليس أولثك إلا الأئمة المضلين الذين ضلوا وأضلوا فافهم. قال الشيخ محيي 
الدين: ثم لا يخفى أن هذه الكتب التي كتبتها الحفظة في الدنيا خاصة بأعمال المكلفين 
في أمر مريج أراد الخروج والعروج فأخرجه على الفطرة التي كان عليها أول مرة» فالشقي هو 
الشقي في بطن أمه نما هو عليه من غمه والسعيد سعيد في بطن أمه لما خصه به من علمه فلقد 
رأيت من شمت أمه وهو في بطنها حين عطست وحمدت فهذا واحد خصه الله بعلمه وهو في 
بطن أمه فلا يحجبنك قوله تعالى : «وَائّةُ ليحك من بون أُتَهيِيْ لا مَلَمُوت يناك (السل : 
+] فإن ذلك مثل من رد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً فلا يلزم من العالم 
حضشوره دائماً مع علمه وهكذ! حال الجنين إذا حرج من بطن أمه. وقال: العجب كل العيجب 
من رؤية الحق في القدم أعياناً لها حالها العدم؛ ثم إذا أبرزهم إلى وجودهم تميزوا في الأعيان 
بحدودهم انظر وحتقق ما أنبهك عليه واسترء أوجد الله في عالم الدنيا الكشف والرؤيا فيرى 
.الأمور التي لا وجود لها في عينها قبل كونها ويرى الساعة في مجلاها والحق يحكم فيها بين 


وأقوالهم وليس فيها شيء من عقائدهم إلا ما شهدوا به على أنفسهم من تلفظهم به فإن الملاتكة 
لا تكتب من أقوالهم إلا ما تلقظوا به انتهى . وقال الإمام الغزالي رحمه الله في قوله تعالى مدن 
تك كين © عزن كين 89 بكر ما تَََلنَ (09) © [الانفطار: ١١-٠‏ أعلم أن الملكين 
يوكلان بالشخص إذا قارب البلوغ قال تعالى [إ يَكَقّ الْسَيبانِ ع اَهب وحن اال يد (4)09 [ق : 
وقال تعالى يل وَرَسْلَا لَدَيْهِمَ يَكْتْبْوْنَ4 [الزحرف: 60] ثم إذا اتصف العبد بالعقل كان أحد 
الملكين يهديه والآخر يغويه ورتبة الهادي أعلى من رتبة اللغوي وهما من الملائكة السفرة 
الكرام البررة الذين هم أعوان الحلك الأعظم الذي هو صاحب القلم عند أكثر المحققين قال: 
ثم إن الملكين يكتبان الحسنات والسيئات كتابة لا تشبه كتابة أهل الذنيا لأنهما إنما يكتبان في 
صحف مطهرة مطوية في سر القلب لا يطلع على ذلك أحد من أهل الدنيا إذ الملكان وكتابتهما 
وصحفهما وجميع ما يتعلق بهما من عالم الملكوت وذلك لا تدركه أبصارنا في عالمنا هذا ثم 
إن تلك الصحف المطوية تنشر مرئين مرة عند النزع لقوله مكنا عَكَ عطاءةٌ © [ق: ؟؟] ومرة 
في القيامة على رؤوس الأشهاد قال تعالى « ريرج ] ع لْقَكْمَةَ حكتبا يله منثورًا» [الإسراء: 
11 وذلك عند وضع الميزان القسط فيرى الكتب هناك طائرة من الهواء وهو قوأه #(طتيرر فى 
ا [الإسراء: 00 فى عنشه على جر التفاسير ثم إذا قرأ كل جد كتاية يعجد حروفه 
كتابه ئيرة أو مظلمة بحسب أعماله الحسنة أو القبيحة فصاحب الحسنات يجد كتايه خطوطاً 
بيضاء وصاحب السكات بعجحك كتابه خطوطاً سوداء. قال الشيخ أبو ظاهر القزويني : وأصعداب 
الكتب يومئذ إذا عرضت عليهم كتبهم مضطرون إلى قراءتها من غير تعليم من أحد بل بإلهام 
من الله تعالى. فنسألك اللهم أن تؤتينا كتابنا بأيمائنا وتدسفلنا جنتك بأيماننا ولا تفضحنا يا أرحم 





عباده حين جلاها وما ثم ساعة وجدت ولا حالة مما رآها شهدت فتوجد بعد ذلك في مراها 


كما رآها فإن تفطنت فقد رميت بك على الطريق وهذا منهج التحقيق. وقال: في قوله: ##يامها 
لين نبي أله [الأحزاب: :]١‏ اعلم أن من علم الخبير تأديب الصغير بالكبير أدب الأمة بتأديب 
رسولها لتيلغ باستعمال ذلك الأدب إلى تحصيل مأمولهاء فخاطب الرسول والمراد من أرسل 
إليه فابحث عللميه. وقال: قال تعالى: طهر الْتََادُ في الي والبتر مِمَا كَسَبَتٌ يّذِى الئاس 
لبَذِيقهم بعص الَيِى عيلرا» [الروم: ]4١‏ قأخير تعالى أن ذلك جزاء ما هو ابتداءٌ فما أبتليت البرية 
وهى برية هذه مسألة صعبة المرتقى لا تنال إلا باللقاء اشتلفت فيها طائفتان كبيرتان فمنعت 
كس هنا موف الالقرووو وال وسار وو اموا فيه وى كرما افحمن اخ موي «ا اديت ب 
الرسل ولا سلك فيه سواء السبيل بل كان واحد ينصر ما قام في غرضه وهو عين فرضه إلا 
الطبقة العليا فإنهم علموا الأمور في الدنيا فلم يروا أمرأ في الدنيا مؤلما إلا وهو جزاء ما هو 
ابتداء بقول الطبيب إذا تألم المريضش ما قصدت إلا نفعه بما أمرته به من الأدوية المؤلمة وكذلك 
يقول الحق تعالى للطبيب إذا عرض ولم يدر من أي باب دخل عليه المرض: آلمك هذا إثما 
هو جزاء لما آلمت به المرضى فحذ جزاء ما فعلته. وقال: أصدق القول ما جاء في الكتب 


58 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكاير 
الراحمين . وأما العرض على الله ان قر رد العساكر على الملك فيوقف العبد 
بين يدي الله مز وجل كما يليق بجلاله ويقع السؤال بحسب ما يريد الله عز وجل بذلك العبد 
فيا له من موقف يتساقط فيه لحم الوجوه من شدة الخجل والحياء من الله عر وجل وفي 
الحديث: «من نوقش الحساب عذب». قال الشيخ محيبي الدين في الباب التاسع والستين 
وثلثمائة: والمراد بالمناقشة هو السؤال عن علذل الأعمال فيعرض تعالى على العبد عمله قال 
وهذا السؤال عام في حق كل الخلق حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام قال تعالى #يَوْمَ عَجِمَمْ 
أله المل كنول م15 يمد » [المائدة: 69١9‏ الآية قال ولكن فرق عظيم بين سؤاله 0 
وسؤاله لغيرهم قإن سؤاله للرسل يكون على تكرير الئعم على طريق المباسطة وأما سؤاله 
لغيرهم فيكون في أمور قبيحة نسأل الله اللطف وفي الحديث أن رسول الله يَِهِ أكل هو 
وأصحابه رطباً وبسراً وشربوا بعده الماء فقال رسول الله #ِ: «لتسألن عن هذا النعيم يوم 
القيامة» مع أن هذا كان عقب الجوع كما يدل عليه سياق الحديث فقد شارك هؤلاء الأنبياء في 
سؤال تقرير النعم في هذه القصة وفارقوهم في سؤال التوبيخ والتقريع . 

(فإن قيل): قما سبب شهادة الأعضاء على صاحبها ولم لم يكن يشهد على نفسه بلسائه؟ 

(قالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السبعين من «الفتوحاث» أن سبب شهادة الأعضاء 
قبح تلك الذنوب فيستحي العبد بين يدي الله عز وجل أن ينطق بها أو بنكرها أصلاً وهو تعالى 
أسرع الحاسبين فلا ينتظر زوال الاستحياء فلذلك تستشهد أعضاؤه ثم يقبل الله شهادتها لعدالتها 
الأصلية من أصل الفطرة والأصل العدالة والجرح طارىء وينقدح من هذا سؤال وهو إذا كانت 








اله والسسني لحلل : 111101011111 
تشبيه فنزلت أياته بلسان رسوله وبلغ رسوله بلسان قومه وما ذكر صورة ما جاء به الملك هل هو 
أمر ثالث ليس مثلهما أو مشترك؛ وعلى كل حال فالمسألة فيها إشكال لأن العبارات لحئنا 
والقرآن كلام الله لا كلامنا فما التنزل والمعاني لا تتنزل إن كانت العبارات فما هو القول الإلمي 
وإن كان القول فما هو اللفظ الكيانى وهو اللفظ بلا ريب فأين الشهادة والغيب إن كان دليلا 
ال وما ثم قيل لمر هذا القبيل» وهو معلومٌ عند علماء الرسوم فتحقق ولا 
تنطق. وقال: لما أقام الشارع العصمة مقام الحرس لم يحتج #ِةِ إلى العسس وطالما كان 
يقول: من يححرسنا الليلة مع علمه بأن المقدر كائن والحارس ليس بمانع ما قدر ولا صائن لكن 
المعبود طلب بذل المجهود وهو يفعل ما يشاء وهذا مما يشاء وما يشاء إلا ما علم وما علم إلا 
ما هو ثم فلله الحجة البالغة خافهم . 

وقال: كيف !الخلق أن يردوا دعوة الحق لولا أن صنعته ردت عليه ويضاعته ردت إليه ما 
شبه ذلك بالصدى إذا قهر بدا يتخيل المصوت أنه غيره وما ثم إلا أمره الحق واحد 
والاعتقادات تنوعه وتفرقه وتجمعه وهو في نفسه لا يتبدل وهو في عينه لا يتحول كما أنه 


المبحث التاسع والستون: في بيان أن تطاير الصحف والعرض على الله تعالى يوم القيامة حق 189 


الأعضاء كلها تشهد وهي عدول مزكاة وما ثم إلا أعضاء فمن المعذب؟ انظر يحتاج ذلك إلى 
جواب ولعل تعذيب الأعضاء إنما هو لتلذذها بقعل ما نهيت عنه في دار الدنيا وكان بعضهم 
يقول في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أن المراد أنه لم يكن في 
حسابهم إن الله تعالى يدخلهم الجنة لسوء ما تعاطوه وقال: ليس المراد أن الحق تعالى 
لا يحاسبهم على أعمالهم انتهى فليتأمل. وقال في الباب الثامن وتسعين ومائة من 
«الفتوحات»: إذا أخبر الحق تعالى عباده بما فعلوه من الجرائم يوم القيامة فيما بينه وبينهم كقوله 
يا عبدي فعلت كذا وكذا في وقت كذا وكذا لا يكون ذلك منه على وجه التوبيخ وإنما يكون 
ذلك من باب إعلامه بسعة رحمته تعالى وهذا خاص بالموحدين فافهم. وقال في الباب الحادي 
والخمسين وثلثمائة: اعلم أن كل مسلم استحيى من الله تعالى في الدار الدنيا ومن لقائه يوم 
القيامة فلا بد أن يؤنسه الحق تعالى يوم القيامة ويزيل خجله وأصل الاستحياء يكون من 
المخالفة أو التقصير في خدمة الله تعالى وما ثم غير هذين الطريقين قال: وصورة تأنيس الحق 
تعالى لعبذه المؤمن أن يقول له عبدي ما كان الذي وقع منك في دار الدنيا إلا بقضائي وقدري 
لأنك موضع جريان أحكامي فيأنس العبد بهذا القول أشد الأنس ولو أن العبد قال هذا القول لله 
تعالى ابتداة لأساء الأدب مع الله تعالى ولم يسمع منه وبهذا بعينه يؤنسه الح تعالى فهو من 
جانب الحق تعلق في غاية الحسن ومن جانب العبد في غاية القبح فليس له أن يقول يا رب 
كيف تقدر علي المعاصي ثم تؤاخذني وأما الح تعالى فإذا قال للعبد أنت موضع جريان 
أحكامي فهو في غاية الفضل والإحسان لأن فيه إقامة العذر للعبد وتأنيسه ومباسطته وإزالة 
خجله ورفع وجله. قال الشبخ محبي الدين: ولما ورد على هذا التعريف الإلهي في واقعة من 


يحصره الأين ويحده الانقلاب من عين إلى عين فلا يحاز فيه إلا النبيه ولا يتفطن إلى هذا التنبيه 
انشع اند بلا وي اده للضي و لقد يدا انا قت شط إن ف رق تر ا اران 
التشبيه تنزل للعقول وتمهيد للقبول. وقال: السيد يستخدم العبد بمقاله والعبد يستخدم سيده 
بحاله ولسان الحال أقفصح من لسان المقال» إذ الأحكام التي تتضمنها الأحوال إنما تعرف 
بقرائن الأحوال والاصطلاح قد لا يكون له في كل باب مفتاح. 

وقال: مقاومة الأقدار للحق والمصابرة فيها فيها رائحة النزاع للأقدار فالسعيد من العبيد 
ا 000 و 5 
وقال: لها أذ الحق تعالى المناحاة فى إكسمد المجقا عات أمر بإعلان الأذان لأصحاب الآذان» 
فمن أجاب الداعي فهو صاحب السمع الواعي وما للأحدية في النداء أثر ولا في شجرتها ثمرٌ 
قالله أكبر مقاضكة وله إله إلا الله-مقاضلة والشهادة بالرزسالة مفاصلة عن مواصلة الحيملتين مقايلة” 
والنداء مؤذن بالبعد والأذان لنا دليل على عدم عموم الرشد فإن رعاة الأوقات عارفون 
بالميقات» فالأذان لا يكون إلا لمن هو مشغول بالأكوان مأثم إلا مشتخل لأنه بالأصالة منفعل 


5 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الوقائع الشريفة لم يسعني وجودي من الفرح حيث أطلعني على مثل ذلك انتهى. وقال في آخر 
الباب الثامن والثمانين وثلثماثة: إنما كان الصابرون يوفون أجرهم بغير حساب أي معين علمه 
عندنا لأن الصبر يعم جميع الأعمال إذ هو حبس النفس على فعل الأعمال المكروهة قلهذا لم 
يأخذه المقدار بخلاف بقية الأعمال تأخذها انتهى . 


(خائمة): قال في الباب التسعين من «الفتوحات» في قوله تعالى #وأرضُهأ أنه نيا 
> لاس ناي الود اس رن ساحن ب حو لا وا 
القيامة وإنما يتبغي له أن يقرض ربه عز وجل امتثالاً لأمره تعالى حيث أمره بالإحسان إلى عباده 
وهذا هو معنى وصف القرض بالحسن. وإيضاح ذلك أن الحى تعالى لا يعاملنا إلا بما شرعه 
لنا ألا تراه تعالى قد سأل نبيه أن يسأله يوم القيامة أن يحكم بالحق أي الذي بعثه به لعباده إذ 
الألف واللام في الحق للعهد ان ارت اعكم الت المعووه اللبي يتتي به رعلى بهذا دري 
أحوال الخلائق يوم القيامة فمن أراد أن يرى حكم الله تعالى إلى يوم القيامة فلينظر إلى حكم 
الشرائع في الدنيا من غير زيادة ولا نقصان فكن يا أي على بصيرة شوك تنه مين المل 
الذي إليه مالك يوم الدين انتهى . وقال في الباب الأحد وخمسين وخمسمائة في قوله تعالى 
ضَيك أمَهُ علي وَرَسُوثمٌ اوبوت » [العربة: أعلم أن الحق تعالى إذا حكم يوم القيامة في 
الأمور بنفسه يكون حدكمه على أنواع بحسب المواطن قموطن يحكم فيه سبحاته وتعالى بنقسه 
بعلمه هو دون رسوله والمؤمنين على حسب ما يراه ف في العمل وموطن يحكم فيه تعالى بما يراه 
رسوله يِه في العمل على اختلاف الطبقات وموطن يحكم فيه بما يراه المؤمنون يعني الأئمة 


وإن كان الفاعل منفعلاً للمنفعل فهو فضل منه #أَدَعُون أَسْتَحِبَ لَك [غافر: 0<] . وقال: على 
قدر دعوى الإيمان يكون الامتحان فالمؤمن ليس فى أمان إلا فى أكدار الحيوان. 


(وقال): الإيثار ليس هو من صفة علماء الأسرار لأن ما هو لك لا تقدر على دفعه وما 
هو لغيرك فلا تقدر على منعه قأين الإيثار؟ فالأمر أمانة فأدها وإلا سلب عنك اسمها. وقال: 
ليس العجب ممن ساء سبيلاً إنما المعجب ممن اتتخذْ مستخلفه وكيلاً ولولا ورد بذلك الأمر 
الرباني لرده الأدب الكياتي ما أجهل أكثر الناس بمواطن الأدب وهو الذي أداهم إلى العطب 
وقد يكون ترك الأدب أدباً كما يكون ترك السبب سبباً» ومن قال: يرفع الأسباب قلا بد له من 
الابتلاء فاعتبروا ياأولي الألباب. وقال: لا تبلغ الأعاجم مع امتلائها في سمائها مبلغ الأعراب 
دليلنا الخيل العراب الأعجام إبهام والأعراب إبانة الكلام اختص الإعجاز بالقرآن وإن كانت 
جميع الكتب كلام الرحمن. وقال: المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة فلا تشرع من عند نفسك 
قط ححكماً #وقل رب رِدَفٍ عِلَمَّاك [طه: .]1١4‏ وقال: المشاورة وإن نبهت على ضعف الرأي 
فهي من الرأي لا يطلع على مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة فإنها أجمع للفهم والفكر. 
وقال: لا تقل وصلت فما ثم نهاية ولا تقل لم أصل فإن ذلك عماية ليس وراء الله مرمى وهناك 


المبحث السبعون: في بيان أن نبينا محمدأً يَكةِ أول شاقع يوم القيامة 51١‏ 


المجتيدن رصي اللا قالى عنيم حصيو ونوطن يجكو نه بالمجم هداوم جني 
الرسول والمؤمنين معه تعالى في الحكم بما يرونه مع أن كل ما يراه عباده تعالى فهو حكمه 
كادي الأميالة. وقد كال مين المعفلت : إذا كان الحق تعالى هو الحاكم الحقيقي في جميع 
أحكام الدنيا فكيف يصمح وصف بعض أحكام القضاة بالبطلان انظر انتهى. قلت إنما يصح لنا 
وصف بعض الأحكام بالبطلان عملاً منا بالشريعة التي تعبدنا الله تعالى بالعمل بها في هذه الدار 
دون الحقيقة فإن الحق تعالى لم يأمرنا بالحكم بها في هذه الدار لخفاء وجه مطابقتها للشريعة لا 
مخالفتها لها في نفس الأمر كما قاله المحققون والله أعلم. 


الميحث السبيعون: 
في بيان أن نبينا محمداً كَلِةِ أول شافع يوم 
القيامة وأول مشفع وأولاه فلا أحد بتقدم علبه 


قال يف أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول شافع وأول مشفعء ٠‏ زاد في رواية ولا فخرء 

قال العلماء : وإنما خص يوم القيامة بالسيادة لأنه يوم ظهورها لكل أحد كقوله تعالى لمن 
لْمُلِْكَ يوم 4 لغافر: 15 بخلاف شرفه في الدنيا وسيادته فإنها لا تخلو من منازع . قال الشيخ 
محيي الدين: وإنما أخبرنا َك بأنه أول شافع وأول مشفع شفقة علينا لنستريح من التعب 
ل 
إعلامنا بمقامه يوم القيامة لنصبر في مكاننا مستريحين حتى تأتي نوبته كَل ويقول أنا لها أنا لها 
فكل من لم يبلغه هذا الحديث أو ب بلغه ونسيه لا بد من تعبه وذهابه إلى نبي بعد نبي بخلاف من 


يستوي البصير والأعمى . 


(وقال): باب التشريع قد ضاع مفتاحه وقيد سراحه. فصباحه لا ينبلج وبابه لا ينفرج وإن 
خوطب به الكامل فهو تعريف بما ثبت وأعلام بما عنه سكت عليك بالصفوف الأول فمنها 
تشاهد الأزل وإياك أن تتأخر فتؤخر وأنت ذو ورا مما ترى. وقال: إذا خاطيك الحق بلسان لا 
تعرفه فقف #وقل رب ردن عِلْما» [طه: 14 ولا 2 تمش فيه بالفكر وعليك بالعمل بالقرآن تطلع 
على الفرقان والقرآن المطلق يعطي ما لا يعطي القرآن المقيد وقيد الله قرآنه بالعظمة والمجد 
والكرم. وقال: لا تعجب ممن وصف الجواد بالعطاء ولكن أعجب ممن وصفه بالإمساك. 
وأعجب منه من وصف الحق بما لا يليق به مع أنه ما أطلق الألسنة عليه بذلك إلا هو. وقال: 
إياك وخضراء الدمن وهي الجارية الحسناء في منبت السوء فإن الله تعالى يقول: ## يوج بَعْضْهُمْ 
ِكَ بض يحرف الْقول غرُوناً» [الأنعام: ؟11] وهو ما يزينه الشيطان من الأعمال فإن كان لها وجه 
إلى العق فالمعن حَبيت جاه يلين إلى ميسي عليه الام فقال 1ه : قل لا إِلْه إلا الله فهذه 
كلمة طيية من معدن خحبيث فقال: أقولها لا لقولك فما قال: لا إِلْه إلا الله التي أمر بها إبليس 


51 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


بلغه ذلك ودام معه إلى يوم القيامة فصلى الله عليه وسلم ما أكثر شفقته على الأمة» وإنما قال 
في آخر الحديث لا فخر أي لا أفتتخر بكوني سيد ولد آدم من الأنبياء فمن دونهم وإنما قصدت 
بذلك راحتكم من التعب يوم القيامة بحكم الوعد السابق لي من الله عز وجل أن أكون أول 
شافع وأول مشفع فما زكى كككِةِ نفسه إلا لغرض صحيح وكذلك تزكية جميع الأئمة لأنفسهم لا 
يكون إلا لغرض صحيح فإنهم منزهون من رؤية فخر نفوسهم على أحد من الخلق بل كان 
بعض العارفين يقول لا يبلغ أحد مقام الكمال حتى يرى نفسه أنها ليست بأهل أن تنالها رحمة 
الله عز وجل . قال الجلال السيوطي وغيره: وله وه يوم القيامة ثمان شفاعات: أولها وأعظمها 
شفاعته َيْةُ في تعجيل حساب الخلائق وإراحتهم من طول ذلك الموقف وهي مختصه به كله . 
ثانيها في إدخال قوم الجنة بغير حساب قال النووي: وهي مختصة به وتردد في ذلك الشيخ تفي 
الدين 9 
الدين يقول في معنى إن قوماً يدخلون الجنة بغير حساب: أن المراد أنه لم يكن في حسابهم 
وفكرهم أن الله يدخلهم الجنة أبداً لشهودهم قبيح زلاتهم وقد مر ذلك عن غيره أيضاًء ثالثها 
فيمن استحق دخول النار أن لا يدخلها وتردد النووي فى كون هذه مختصة به قال السبكي لأنه 
لجر يوقرقن للك تصن الاكفيكولا بإبائه رابعها فى عر اع يد اول 'النار مق السر لين خرن 
لا يبقى فيها أحد منهم وتخلو طبقتهم وينبت فيها الجرجير كما ورد وهذه الشفاعة يشاركه وَل 
فيها الأنبياء والملائكة والمؤمنون وقد حكى القاضي عياض في ذلك تفصيلاً فقال: إن كانت 
هذه الشفاعة لإخراج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان فهي خاصة به ليست لأحد من الأنبياء ولا 
الملائكة ولا المؤمنين وإن كانت لغير من ذكر فقد يشاركه في ذلك غيره. عخامسها في زيادة 


فهذه جارية حسناء في منبت سوء. وقال: ما عصى آدم إلا بالأخذ بالتأويل ولا عصى إبليس إلا 
بالأخذ بالظاهر فما كل قياس يصيب ولا كل ظاهر يخطىء فإن قست تعديت الحدود وإن 
وقفت مع الظاهر فإنك علم كثير فقس مع الظاهر في التكليف وقس ما عداه تحصل على فائدة 
عظمى وتخفف عن هذه الأمة فإن ذلك مقصود نبيها يك . 

وقال: لو أخذوا بالظاهر في كتابهم ما نبذوه وراء ظهورهم فما أضر بهم إلا التأويل 
فاحذروا من غائلته» فإن المكلف مسخاطب بألسنة فصاح ولكن العيب والسقم من الفهم. وقال: 
إذا أيه الله بك في : يا ألَِنَ مامه [الحجرات: ؟١]‏ فكن أنت ذلك المؤيه به فإن أخبرك 
فافهم. واعتبر ون أمرك أو نهاك فامتثل وما ثم قسم رابع إنما هو خبر أو أمر أو نهي. وقال: 
أنزله تعالى في خطابه إياك منزلة الأم من الشفقة إن لم يمكنك الترقي إلى أعلى من أمك فإنه 
ا ا ل ل 

(وقال): لا تجعا زمامك إلا بيد ريك اختياراً للأضطراراً. قإن ناصيتك بيده شئت أم 
أبيت وذلك لأن ثمرة الاختيار أرجح من ثمرة الاضطرار. وقال: عليك بنسب التقوى فمن اتقى 
الله فقد صح نسبه. وإياك والدسب الطيب فإنه غير معتبر كما أشار إليه علي بن أبي طالب 


المبحث السبعون: في بيان أن نبينا محمداً يَف أول شافع يوم القيامة 51" 


الدرجات في الجنة لأهلها وجوز الإمام النووي رحمه الله اختصاص هذه بهية. سادسها في 
جماعة من صلحاء أمته لا يتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات كما ذكره القزويني في العروة 
الوثقى . سابعها فيمن خلد من الكفار في النار أن يخفف عنهم العذاب في أوقات تضرم 
جمعاً بين هذا وقوله تعالى #آلا بد همد عَتَهُرٌ # [الزخرف: د] كما ورد ذلك في «الصحيحين» في 
لحري م كو وإ جو لا لبر ك1 
القيرن الستوور نتؤلادة رسو اش كله وإ ععاقه تون يو وق ركهاية قال الخلول السيوطى ولا 
يرد علينا شفاعته يه لبعضهم أن يخفف عنه عذاب القبر لأن هذه شفاعته في المؤمنين وفي 
البرزخ كلامنا إنما هو في شفاعايه يَْةِ يوم القيامة على وجه فيه عموم لسائر الموحدين' ولغيرهم 
على وجه التخقيف فقط كما مر. ثامنها في أطفال المشركين أن لا يعذبوا وهذه الثلاث الأخيرة 
ذكرها بهم وأضاك إليهاامن دن بالمدينة رواء:الترمني ,وصححه قال الشيخ ماخر الدين في 
الباب الأحد والسبعين وثلثمائة: واعلم أن الشفاعة الأولى من محمد ولد تكرن في فتح باب 
الشفاعة للناس فيشفع في كل شافع أن يشفع فإذا شفع الشافعون قبل الحق تعالى من شفاعتهم 
ما شاء ورد منها ما شاء قال: ويبسط الله تعالى الرحمة ذلك اليوم في قلوب الشفعاء فمن رد الله 
تعالى شفغاعته من الشافعين في ذلك اليوم لا يردها انتقاصاً له ولا عدم رحمة بالمشفوع فيه وإذما 
أراد تعالى بذلك إظهار المنة 0 فيتولى الله تعالى سعادتهم ويرفع الشقاء 
عنهم بإخراجهم من النار إلى الجنات بشفاعة لام أرحم الراحمين عند الاسم المنتقم والجبار 
فهي أي شفاعة الحق مراتب أسماء إلهية لا شفاعة محققة لأن الله تعالى يقول: 0 
غضبي شفعت الملائكة وشفع التبيون وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين فدل بالمفهوم أنه 
القيرواني بقوله : 
الناس من جهة التمثيل أكفاء امع يججه لعزا سجر 
ماالفضل إلا لأهمل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء 

إلى آآخر ما قال. 

وقال: خشية الئاس وهيبتهم منك على قدر خشيتك لله بظهر الغيب سواه. فز فإياك أن 
تطلب من الناس أن يهابوك مع وقوعك في الرذائل بينك وبينه وأنت أعرف بنفسك. وقال: لا 
تجعل لبيتك الذي هو قلبك سقفا فيحول بينك وبين السماء فتحرم الرؤية ولا يصل إليك من 
غيث السماء شيء. والغيث رحمة من الله رحم بها عباده ولا تسكن من البيوت إلا أضعفها 
جداراً وذلك لأن الخراب يسرع إليها فتبقى في حفظ الله لا في حفظ البيت. وقال: مجالسة 
الرسل بالاتباع ومجالسة الحق بالإصغاء إلى ما يقول فكن سامعاً لا متكلماً. (قلت): وقد من 
الله علي في هذا السقام بلذةٍ لا يقدر قدرها حين أكون سامعاً وأما إذا كنت أنا التالي فلا أجد 
تلك اللذة وما ثم عندي الآن نعيم قط في دار الدنيا ألذ عندي من سماع القرآن فالحمد لله على 


515 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


لم يشفع فيتولى بنفسه إخراج من شاء من عصاة الموحدين من النار إلى الجنة ويملا الله تعالى 
حينم بحي وعقايه كما رما الحقلة بر صامور توكة : رقال في انناف الزام والشبعين ولخنانةنها 
نصه: اعلم أن لكل من أرحم الراحمين والملائكة والنبيين والمؤمئين جماعة مخصوصة يشفع 
فيهم فشفاعة أرحم الراحمين خاصة بمن لم يعمل خيراً قط غير توحيدهم الله عز وجل فقط 
قال: وهؤلاء هم الذين شهدوا مع شهادة الله والملائكة أنه لا إله إلا هو وشفاعة الملائكة 
خاصة بمن كان على مكارم الأخلاق من العصاة قال وتكون شفاعة الملائكة على الترتيب الذي 
جعله الله لهم وآخرهم شفاعة التسعة عشر التي على جهنم وأما شفاعة النبيين فتكون في 
المؤمنين خاصة والمؤمئون قسمان مؤمن عن نظر وتحصيل دليل فالشافع فيه التيبون فإن الأنبياء 
جاءوا بالخبر إلى الاسم والخبر هو متعلق الإيمان والقسم الثاني مؤمن مقلد لما أعطاه أبواه 
وأهل الدار التي نشأ فيها فالشافع في هذا المؤمنون الذين هم فوقه في الدرجة بعد أن خلص 
انتهت مدة المؤاخذة تلعصاة الموحدين انتهى . وقال فى الباب السابع والسبعين وثلثمائة في 
قوله يله سحقاً سحقاً في حق قوم ارتدوا على أدبارهم بعده كَلِ إنما قال كَلِِ ذلك طلباً 
لموافقة الحق تعالى في غضبه عليهم إذ العالم بالأمر لا يزيد على حكم ما يقضي به الوقت 
فلهذا قال وَكيْهٌ مع شفقته ورحمته سحقاً سحقاً ثم إنه وَلةٌ بعد زوال ذلك الحال يتلطف في 
المسألة ويشفع فيمن كادت تهوي به الريح في مكان سحيق فهي شفاعة فيمن ارتد عن فعل 
شيء من فروض الإسلام لا فيمن ارتد عن أصل الدين انتهى . وقال في الباب الثالث والسبعين 
إنما كان يلهِ صاحب المقام المحمود في الشفاعة يوم القيامة بين يدي الله عر وجل لأنه أوتي 


كل حال. وقال: كل ما سوى الله معلول والمعلول ممراض ضرورة فملازمته الطييب قرض 
لازم. 
رم 


وقال: كل عمل عملته من أعمال أهل النار فاختمه بالتوحيد يأخذ بيدك يوم القيامة لأن 
التوحيد يرجح على كل عمل ولو بعد وقوع العقوبات. وقال: احذر أن تقول كما قال العاشق 
أنا من أهوى ومن أهوى أناء فإنك أنت أنت وهو هوء وانظر هل قدر من قال ذلك أن يجعل 
العين واحدة؟ لا والله ما قدر لأنه جهل والجهل لا يستطاع. ولا بد لكل عارف من غطاء 
يتكشف فلا تغالط نفسك. وقال: إذا سمعت القرآن فاسمع بسمع نفسك لا بسمع الحق في 
مقام المحبة لك فإن الحق لا يأمر نفسه ولا ينهاها وهذا من مزلات الأقدام لمن صار الحق 
سمعه من المحبوبين» وقال: لا سجود إلا عن قيام ولا قيام للكون فإن القومية لله وحده. 
قال: وما عرفنا نقصان مقام سهل بن عبد الله إلا من قوله بسجود قلبه وما أخبر أنه رآه ساجداً 
كما هو الأمر عليه وإنما أخبر أنه يسجد ولا سجود إلا عن شهود قيام قبل ذلك كما مر. وقال: 
إنما كان كل حزب بما لديهم فرحون بمالهم ولو علموا ما لهم تحزن من ينبغي له أن يحزن. 





المبحث السبعون: في بيان أن نبينا محمداً وَلِِ أول شافع يوم القيامة ه11 
جرامع الكلم فيحمده في ذلك المقام الأولون والآخرون ويرجع إلى مقامه ذلك جميع مقامات 
الخلائق وكما كانت بعئثته عله عامة وشريعته جامعة لجميع الشرائع كانت شفاعته كذلك عامة 
فكما لا يخرج عن شريعته عمل يصح أن يشرعء كذا لا يصح أن يخرح عن شفاعته أحد وأطال 
في ذلك ثم قال في الجواب الثامن والسبعين من الباب السابق إنما سجد وَل يوم القيامة بين 
يدي الله عرز وجل من غير أن يتقدمه إذن من الله عز وجل في ذلك السجود لأن السجود في 
ذلك اليوم هو المأمور بالتكون في عين جسم محمد كَلةِ إذ هو طريق إلى فتح باب الشفاعة 
التي ليست لأحد غيره فلذلك يتقدم محمد يِه بين يدي الرب جل وعلا كما يليق بجلاله في 
ذلك اليوم الأعظم ويسجد من غير أمر ورد عليه بالسجود فيقال له ارفع رأسك سل تعطه 
واشفع تشفع 855. 

(خاتمة): ذكر الشيخ في الباب الحادي والسبعين في أسرار الصوم: ثم اعلم أن فتوة 
أولياء الله تعالى إذا أذن لهم في الشفاعة أن يبدءوا بالشفاعة فيمن آذاهم في دار الدنيا ورماهم 
بالكفر والزندقة والرياء والنقائص وذلك ليزيلوا عنه الخجل حين يرى مقام أولياءالله تعالى في 
الآخرة عند الله تعالى من التقريب وإجابة السؤال وقد كان في دار الدنيا ييجهل ذلك وهناك 
تطمئن نفوس المنكرين ويزول منها الخوف الذي حصل لهم من أولياء الله تعالى في ذلك اليوم 
العظيم قال: وإنما لم يبدأ الأولياء بالشفاعة فيمن أحسن .إليهم واعتقدهم في دار الدنيا لأن 
المحسن مطمئن يما قدم من الإحسان فعين إحسانه يكفيه ويكون شفيعاً له عند الله عز وجل هل 
جزاء الإحسان إلا الإحسان انتهى . 


(وقال): كلام الحادث محدث وكلام الله له الحدوث والقدم فله عموم الصفةء لأن له 
الإحاطة وحدوثه وروده علينا كما يقال: حدث عندنا اليوم ضيف ولو كان عمره ألف سنة. 
وقال: لا يضاف الحدوث إلى كلام الله إلا إذا كتبه الحادث أو تلاهء ولا يضاف القدم إلى كلام 
التكادك: إلا إذاا تكلم ايه الله عبها من ]ممع كلانه دوسي تغلية الخيلكم ‏ ومن .كنا أله من عباذه 
في الدنيا والآخرة. وقال: في حديث اأين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟؟ إلى آخره: أن كان 
العماء كالعرش فالسؤال باق من السائل وإذا قصد بالخلق كل ما سوى الله فما هو العماء قال: 
وهي مسألة في غابة الخفاء. وقال: باستوائه تعالى على العرش صح نزوله تعالى كل ليلة إلى 
سماء الدنيا ومع هذا فهو مع عباده أينما كانوا. وقال لادم: على النساء درجة ولمريم على 
عيسى درجة لا على الرجال فالدرجة لم تزل باقية فما ثم مساواة. وقال: الدنيا والآسفرة أختان 
وقد نهى الله تعالى عن الجمع بين الأختين وجوز الجمع بين الضرتين»؛ وما هما ضرتان حقيقة 
ولكن لما كان في الإحسان إلى أحد الأختين بالنكاح إضرار بالأخرى لذلك قبل فيهما ضرتان 
فافهم. وقال: من علامة العلم المكتسب دحوله في ميزان العقول وعلامة العلم الموهوب أن 
لا يقبله ميزان إلا في النادر وترده العقول من حيث أفكارها. وقال: خزائن الله تعالى صدور 


115 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


(وكان): سيدي علي النخواص رحمه الله يقول: لا يكمل الفقير حتى يسأل الله العفو 
والصففح في دار الدنيا عن كل من سبه أو ذمه أو أنكر عليه ليوافي القيامة مغفوراً له ولا ييحصل 
له خجل ولا خوف ممن سبّهم أو أنكر عليهم من أهل الله عز وجل ولهذا المقام حلاوة يجدها 
العبد وانشراح عكس من ينتقم من آذاه أو أنكر عليه والله تعالى أعلم. 


الميحث الحادي والسبعون: 
في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل 
خلق آدم عليه الصلاة والسلام 


كما تقدم بسطه في المبحث الثاني من الكتاب في حدوث العالم وذكرنا هناك أن خلق 
المجنة والنار متأخر عن خلق الدنيا بتسعة آلاف سنة ولذلك سميت الجنة بالآخرة لتأخر خلقها 
عن سخلق الدنيا المدة المذكورة على ما تقدم فيه فهما مخلوقتان مهيأتان لأصحابهما بهما قبل 
خلقهم ثم را ساي 1 امرسيي شي ا ع 
المعتزلة أنهما يسخلقان يوم الجزاء ودلينا عليهم النصوص الصريحة الصحيحة الدالة على أنهما 
مخلوقتان قبل يوم الجزاء نحو قوله تعالى «أْهِدّتَ للمَتّقَنَ 4 لآل عمراث: 17] لدت رين »* 
[آل عمران: ]17١‏ وقصة آدم وحواء وإسكانهما الجنة وإخراجهما منها بالزلة ونحو ذلك كحديث 
يفتح للمؤمن في قبره كوة فينظر منها إلى الجنة ويدخل عليه من روحها ونعيمها ويفتح للكافر 
كوة إلى النار فيد شل عليه من حرها وسمومهاء وكحديث: الما خلق الله تعالى جنة عدن بيده 
ودلي فيها ثمارها وشق فيها أنهارها قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون» رواهما البخاري 


المقربين وأبواب تلك الخزائن ألسنتهم فإذا نطقوا أغتوا السامعين إن كانت أعين أفهامهم غير 
مطموسة. وقال في الكلام بعد الموت: هل هو بحرف أو صوت؟: اعلم أن الكلام بعد 
الموت يكون بحسب الصورة التي ترى نفسسك فيها فإن اقتضت الحرف والصوت كان الكلام 
ريسو لامو ل لما جا لدي اح 1 
وإن اقتضت الذات أن تكون عين الكلام كان» فإن جميع ذلك تقتضيه حضرة البرزخ قال: وإ 

رأيت نفسك في صورة إنسان حزت جميع المراتب في الكلام فإنه المقام الجامع 0 
الصور. وقال: | انعا تسيل لله 0ن التو رقي هلله انار لدالك عدائنا تن الررر تمد لسرت إن 
حال الميت كحال النائم لا أن علاقة تدبيره الهيكل باقية في النوم والموت لا علاقة له في 
التدبير. وقال: إذا رأيت من يتبرأ من نفسه فلا تطمع في صحيته فإنه منك أشد تبرأ. وقال: إذا 
كنا نجهل ما سبق لنا في علم الله قلا ثقة لنا بحالٍ فيا لها من مصيبة. قال: إياك والتأويل فيما 
الحانية موس تإنلك رما نطقي يطائل. ومتطاي الر مان زتمايقويما ازول انه لا ا أرله عقللك 3( ان 
ليسول بمة أَنَرْلَ له من ريف وََلْبُوَمبون» [البقرة: 26]] الآية. وقال: إذا قرآت «يئلٌ مآ أرق 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والئار حقى وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم /1 1 


وغيره وقوله #يلةِ: ارأيت الجنة والنار» في عدة أحاديث وكان الشيخ ممحيي الدين رحمه الله 
يقول: الجنة والنار مخلوقتان لكنهما لا يكمل بناؤهما إلا بانتهاء الدنيا وانقضاء زمن التكليف 
فهما بمثابة سور الذار الذي بناه الملك ثم بعد ذلك يشق الجدران ويبني حتى ينتهي اليناء لأنهما 
إنما يبتيان من أعمال المكلفين من خير أو شر فمن نظر إلى السور من خارج قال إنهما فرغ من 
بنائهما ومن دخل السور وجدهما ناقصتين من البناء بقدر ما بقى من أعمال المكلفين في هذه 
الدار ويدل لذلك حديث: (إن الجتة عذبة التماء طيبة التربة وإنها قبعان وغراسها سبحان الله 
والحمد لله ولا إله إلا الله الحديث فإن القيعان هي التي لا بناء فيها ولا شجر وفي الحديث 
أيضاً: من صلى كل يوم اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة ومن قال سبحان الله مثلاً 
غرس له شجرة في الجنة انتهى» وقال المخريطي: ليست الجنة التي أخرج منها آدم هي الجنة 
الكبرى المدخرة في علم الله تعالى فإن تلك لا يصمح فيها معصية لادم ولا إباية لإبليس لكونها 
حضرة الله تعالى الخاصة التي لا حجاب فيها ومعلوم أن المعصية لا تقع حتى يحجب صاحبها 
وإنما هي جنة البرزخ التي هي فوق جبل الياقوت فالجنة الكبرى لا يدخلها الناس إلا بعد انتهاء 
الحساب والمرور على الصراط قال: وجنة البرزخ هي التي ترى في الدار الدنيا وكذلك نار 
البرزخ فإنه يَكيهُ لما قال رأيت الجنة والنار في مقامي هذا ذكر أنه رأى عمرو بن لحي الذي 
سيب السوائب وذكر أنه رأى المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعاً ومعلوم أن هؤلاء لم 
يدخلوا النار الكبرى إلى الآن وإنما هم محبوسون في البرزخ هكذا قال فليتأمل ويحرر. وقد 
حبب لي أن أبسط الكلام على هاتين الدارين بعض البسط لأنهما محل محط رحال الأولين 
والآخرين فأقول وبالله التوفيق: قال الشيخ محيي الدين في الباب السادس والعشرين ومائة: 


رُسُلٌ أنِك [الأنمام: 114].فإن انقطع نفسك على الجلالة كان وإلا فاقصد ذلك ثم ابتدىء أنه 
َعَلَم حت ْمل رسالتم» [اونعام: 4؟1] . وقال: احذر أن تفي بعهدك ليفي الحق تعالى لك 
بعهده بل أوف أنت بعهدك ودع الحق يفعل ما يريد فإن من وفى بعهده ليفي الحق له بعهده لم 
يزده على ميزانه شيئا فاعمل على وفائك بعهدك من غير مزيد. وقال: إذا ناجيت ربك فلا 
تناجه إلا بكلامه واحذر أن تخترع من عند نفسك كلاماً فتناجيه به فلا يسمعه منك ولا تسمع له 
إجابة فتحفظ من ذلك فإنه مزلة قدم. 

(قلت): فلا يليق وضع الأحزاب التي يقرؤها المريدون إلا من الكمل الذين يأخذون عن 
الحق أو الرسول يََهِ من الوجه الخاصء كما قال سيدي أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: 
أخذت حزب البحر عن رسول الله كل حرفاً بعد حرف ولله أعلم. وقال: الزم ذكر الاسم 
المركب وهو الرحمن الرحيم فإنه يبعلبك ورام هرمز. 

(وقال): خطاب الله بضمير المواجهة تحديد بضمير الغائب تحديد ولا بد منهما. وقال: 
ما أخبرنا الحق تعالى أنه ينزل إلى سماء الدنيا إلا ليفتح لنا باب التواضع بالنزول إلى ما هو 
دوننا في زعمنا. وقال: انظر يعقلك في سجود الملائكة لادم ما صرفت وجوهها إلى التحت 


518 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


اعلم أن الدنيا أكمل نشأة من الآخرة؛ لأن الدنيا دار تمبيز واختلاط وتكليف والآخرة دار تمييز 
فقط ولا يكون فيها تشريع قط كما في الدنيا إلا في موطن واحد وذلك حين يدعى أهل 
الأعراف إلى السجود فيسجدون فترجح بتلك السجدة ميزانهم وأطال في ذلك . 


ثم قال: واعلم أن الله تعالى قد أمرنا بالإحسان إلى أمهاتنا وعدم عقوقهن فما قام بذلك 
الأدب إلا قليل من الناس ومعلوم أن الدنيا هي أمنا التي ولدتنا فإذا قال الواحد منا لعن الله 
الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه عرز وجل كما ورد فى الحديث» ومن لعن أمه فهو عاق 
ليا قنك ولداين لمكم ني ديا رنحدوها علي أذ لاقسا قن قوليا تعرز ابل أعفنانا رن ينا 
قدرت أن تلعن من لعنها بحكم التعتّين ولا على أن تسميه باسمه وهذا من حنو الوالدة وشفقتها 
على ولدها وفي الحديث: «الدنيا مطية المؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر» فوصفها 
بأنها من شدة حنوها على أولادها تذكرهم بالشر وتهرب بهم منها وتزين لهم الخير وتسوقهم 
إليه فهي تسافر بهم وتحملهم من موطن الشر إلى موطن الخير كل ذلك لشدة مراقبتها إلى ما 
أنزل الله تعالى فيها من الأوامر الإلهية المسماة شرائع فيجب أن يقوم بها أبناؤها ليسعدوا 
فواعجباً منا كيف لم نتبع أخلاق أمنا ولا وقفنا عند جدود ربنا كما وقفت أمنا فينبغي لكل عبد 
أن يراقب حال أمه فإن الطفل لا يفتح عينه إلا على أمه ولا يبصر إلا هي ولذلك كان يحبها 
ويميل إليها طبعاً ومن أخلاق الدنيا أنه لا يهون عليها نسبة أحد من أبنائها إلى الآآخرة لأنها ما 
. ولدتهم ولا تعبت في تربيتهم ومن عقوتنا لها أننا ننسب الشرور والأنكاد إليها والحال أنها 
أحوالنا ما هي أحوالها والشر إنما هو فعل المكلف لا فعلها هي ومن أشد ما عليها هي أيضاً 


إلا وهي مشاهدة للحق تعالى قيه مشاهدة عين. وقال: لو وقفت النفوس مع ما عرفته من الحق 
لعرفت الأمر على ما هو عليه» لكنها أبداً تطلب أمراً غاب عنها فكان طلبها عين حجابها فلذلك 
قال تعالى: #وَمَا مَدَرُوأ أَشَّهَ حَنَّ مدر © [الزمر: 30] لشغلها بطلب الباطن الذي غاب عنها والله ما 
بطن عنها إلا ما ليس لها قدم في معرفته» فما خاطبنا تعالى بأنه الأول والآخر والظاهر والباطن 
إلا ليعلمنا أن الذي نطلبه في الباطن هو الظاهر فلا نتعب نفوسنا في التفكر فيه. وقال: إذا 
أخبرك العحق تعالى في أمؤر قانظرا إلى أنا قدع متها في الذكر فاعمل ابه فاته مااقدعه ختى تهمهة 
به فكأنه نبهك على الأخذ به ابدءوا بما بدأ الله به ظلْمَد كن لَك في وشول أله سوه حسَئةٌ » 
[الأحراب: ]1١‏ وقال: عطايا الحق كلها نعم وإن أعطانا المنع وخصها العامة بما وافق الغرض 
وذلك مرض ثبت بالشرع المطهر حكم الحاكم بالشاهد واليمين وقد تكون اليمين فاجرة 
والشهادة زوراً فلا علم مع ثبوت الحكم مع أن الحاكم مصيب للحكم فهو صاحب علم لأن الله 
ما حكم إلا بما علمء وقد شرع للحاكم أن يحكم يما غلب على ظنه فهو عنده غلية ظن وعند 
الله علم فافهم. وقال: الخلافة حكم زائد على الرسالة فإن الرسالة تبليغ والخلافة حكم يقهر. 
وقال: إذا ابتلاك الحق تعالى بضر فاسأله في رفعه عنك ولا تقاوم قهره بالصبر تغلب وما سماك 





المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم 518 


نسبة أولادها كل ما يفعلونه من الخير إلى الآخرة مع أنهم ما عملوا ذلك إلا في الدنيا وأطال 
في ذلك ” ثم قال: فعلم ا لديا حر المي اح تن الاوك وين اااي ا ولتبداً 
بالكلام على النار أعاذنا الله منها قنقول: اعلم يا أخي أن جهنم من أعظم المخلوقات وهي 
سنن الله 'تعالى في الآخرة يسيعن فيها التقطلة والمشركين والكائرين والساقتين أبد الأبتين 
ودهر الداهرين» قال تعالى : #وَجَمَلَا جَهُمَ لِلَكَدينَ حَصِيرا4 (الإسراء: 2] وأما أهل الكبائر من 

المؤمنين فيسجنون ما شاء الله ثم يخرجون وسميت جهنم لبعد قعرهاء يقال بثر جهنام إذا كانت 
بعيدة القعر وهي مشتملة على حرور وزمهرير ففيها البرد على أقصى درجاته وبين أعلاها 
وأسفلها خمس وسبعمائة من السنين ولا يخفى أن حرورها إنما هو هواء 00 لا جمرة لها 
سوى بني آدم والأحجار المتخذة آلهة من دون الله قال تعالى : #وفودها النّاش وَللْجَارة4 [البقرة: 
14] وقال تعالى: «إنْحكثْم دما درن من دويك ألم صرت جه 90 : مة] وقال 
تعالى : دكا فا هم والناون () وحنو ائيس أَمَعنَ (2©) * [الشعراء: 5 40] فأثبت أن الجن 
لهبها. قال الشيخ محيي الدين في الباب الحادي والستين من «الفتوحات»: اعلم أن الله تعالى 
يحدث في جهنم آلات على حسب حدوث أعمال الجن والإنس الذين يدخلونها قال: وقد 
أوجدها الله تعالى بطالع الثور ولذلك كان -خلقها في الصورة على صورة الجاموس . قال: هكذا 
رأيتها في كشفي ونزلت فيها خمس دركات وأريت الجن ب يصطنئعون فيها المقامع قال وكذلك 


صابراً إلا من حيث حبسك الشكوى عن الخلق لا عن الحق فافهم. وما قص الله عليك قول 
أيوب: #مَتَنَيَ ص4 الأنبياء: 8] إلا لتهتدي بهداه وإذا كان يقال لسيد البشر : #هُدَنِهُمٌ 
أَتَمَوِة4 [الأنعام: فما ظنك بغيره وقال: لا تقل قط إن الحق تعالى وصف نفسه بما هو لنا 
مما لا يجوز عليه كالنزول والإتيان والضحك ونحو ذلك» هذا سوء أدب وتكذيب للحق فيما 
وصف به نفسه دوتك بل هو تعالى صاحب تلك الصفة من غير تكييف قالكل صفات الحق وإن 
اتصف بها الخلى بحكم الاستعارة إذ الممنوع إنما هو نسيتها إلى الحق على حد نسبتها إلى 
العبد. وقال: لا يلزم من الفوق إثبات الجهة كذلك لا يلزم من الاستواء إثبات المكان كما مر. 
وقال: في حديث «إن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت» أي يراه بعد موته لا فى حال موته كما 
توهمه بعضهم فما نفى الشارع إلا رؤية الله في الحياة الدنيا لا غير. وقال: إنما قال تعالى: 
نا قد أت لمن تَأسْتَهِدْ ينه [النحل: 144 ولم يقل إذا قرأت الفرقان فاستعذ لأن القرآن جمع 

فهو يدعو إبليس إلى الحضور بخلاف الفرقان فإنه يطرده. وقال: من استفهمك فقد 0 
بأنك عالم بما استفهمك عنه وقد د يقع الاستفهام من العالم ل ليختبر به من في قلبه ريب فيمتاز من 
يعلم ربه ممن لا يعلمه نظيره ٠‏ ا ان انثا الصف *] فهذا مؤمن أمر أن يؤمن بما هو به 
مؤمن. وقال: في حديث: «والله أغير مني ومن غيرته حرم الفواحش» أي جعلها حراماً محرماً 
كما حرم مكة وغيرها فمن وقع فيها فقد أثم من جهة انتهاك حرمتها قال: وقد تخيل الناس أن 


5 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
رآها أبو الحكم بن يرجان من طريق ك؟ مرق بعد لدي را يه ككل اماك 
الصورة هي التي خلقها الله تعالى عليها وليس كذلكء» قال الشيخ محبي الدين: ولما خلقها الله 
تعالى كان زحل في الثور وكان الشمس والقمر في القوس وكان سائر الدراري في الجدى فكان 
فيها الأجل ذلك الحر والبرد وإلحاكان: نيه لحمو أن الله تخالى خلدياامن تحلى قله لني 
ااصحيح مسلم؟: لجعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني وظمئت فلم : تسقنى» فمن ذلك 
خلقت جهنم أعاذنا الله منهاء قال الشيخ: ولذلك تجبرت على الجبارين وقصمت المتكبرين 
وجميع ما يخلق الله فيها من الآلام التي يجدها الداخلون فيها فمن صفة الغضب ولا يكون ذلك 
فيها إلا عند دخول الخلق فيها من الجن والإنس متى دخلوها وأما إذا لم يكن فيها أحد من 
أهلها فلا ألم في نفسها ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن فيها من زبانيتها في رحمة الله 
متنعمون ملتذون يسبحون الله لا يفترون وأطال فى ذلك؛ قال: ومن أعجب ما روينا عن 
رسول الله يله أنه كان قاعداً يومأ في المستجد مع أصحابه فسمعوا هدة عظيمة فارتاعوا فقال 
رسول الله َلِدِ: «أتعرفون ما هذه الهدة؟ قالوا الله ورسوله أعلم؛ قال: حجر ألقي من أعلى 
جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها» فكان وصوله إلى قعرها وسقوطه فيها هذه الهدة 
فما فرغ َِةِ من كلامه إلا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنة 
فقال رسول الله كَكِةِ الله أكبر فعلم كبراء الصحابة أن ذلك السحجر هو ذلك المنافق وأنه من حين 
ولد يهوي في نار جهتم بأعماله في علم الله وإن لم يكن مكلفاً إلا بعد البلوغ فلما بلغ عمره 
سبعين مات فحصل في قعرها قال تعالى إن أَلْيَقِينَ في ألدَّرْكٍ الْأَسَكلٍ ين الثَارِ» [النساء: ه4؟] 
فكان سماعهم تلك الهدة التي أسمعهم الله إياها إنما هو ليعتيروا فانظروا ما أعجب كلام النبوة 


ذلك إهانة بالفواحش وليس كذلك وإنما هو تعظيم لها من حيث أنها شعائر الله وحرماته #ومّن 
مل مت تِ أله فَهْوَ خَيْرٌ لَمّ عد تيم [الحج: ]٠‏ فتحري يم الوقوع في المحرمات مثل 
ا ل ا ا 
(وقال): في قول علي رضي الله تعالى عنه: ما من آية إلا ولها ظهر وبطن وحد ومطلع: 
اعلم أن الظاهر من الآية ما أعطاك صورته والباطن منها ما أعطاك ما تمسك عليه الصورة والحد 
منها ما يميزها من غيرها والمطلع منها ما أعطاك الوصول إليه وأهل الكشف يميزون بين هذه 
المراتب. وقال: من ليس كمثله شىء ما هو ذو حياة ولا موت والحياة فإن من لخلق الموت 
والعاة 30 يعض نينا عقن كاف ولا هنا ذيى الس عا عويذق تساف قال وعد للف لم تهالن 
الأسماء ما له الصفات فتسمى الصفات أسماء تورودها في الكتاب والسنة. قال تعالى : لوَيله 
الْأسمة لَه [لاعراف: .]16١‏ وقال تعالى: طسبْحَنٌ رَيْكَ رب الْهرّرَ عا بصنت )4 
[الصافات: 47 تسرد عن الميقة لاا لايس تودال 8 الملديكة خم ارين اله ورشلة وال سل 
حجبة بين الملك والرعايا فبعد بذلك والله إسنادنا والمقصود من الرواية علو علو الإسناد وكلما قل 
رجاله علا وقد عرفنا الشارع بذلك فقال: #أأَدَعُوا وَأ إل اله عَلّ بصِيرَرَ» [يوسف: ]٠١8‏ فزال 


المبحث الحادي والسيعرن: في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوتتان قبل خلى أدم 505 


وما ألعلف تعريقه وما أحسن , إشارته وما أعذب كلامه يلي قال !١‏ لشيخ محيي الدين: ولقد سأآلت 
الله لخالين أن بطلعني على جهنم وأهلها فأطلعني على ذلك فعرفتها وعرفت مكانها ولولا 
أنه قال في علم الله لما سأل عنها تعينت مكانها ولكن الأدب يمنعنا أن نتعدى مقام الأدب 
شعراه 2 د فال: قوانت أهلها يتخاصمون م أئمة الضلال الذين أضلوهم 0 أصنامهم التي 
كانوا يعبدونها من دون الله ورأيت صورة خصامهم صورة خصام أرباب المذاهب الشرعية مع 
آهل المذاهب الْرائغة ه ب سيم ا كر اسرال 1 لوا 
من النبوة والوقوق عناك 98 حت والتأدب عند قراءة حديث رسول 0 2 وفراءة 8 
الي المجتهدين 0 العلماء العاملين وعدم رفع الصوت عنك ىٍ اءة كلا مهم . قال ولما اطلعني أنلد 
عليهأ رايت مذ دكات لقان تن كر نو اسار اقلا اسان يطلعنى ورأيت ت شمها موضعاً 
ى المظلمة نزلت فيه عن شباء انيه أن أنزل فعلمت من ذلك الوقت كل عمل يتطور 0 ١‏ أو 0 
عمل يتطور نعيماً وعلمت أن عذاب أهل جهنم ما هو من جهنم حقيقة وإنما هو من أعمال 
الداخلين وأنشدت فى ذلك: 
إلى آخر 50 انتهى . قلت هكذا قال الشيخ رحمه الله ولكن كال علماء الشريعة من قال 
دطلت الجنة ه كمر وقياسه أن يكون الحكم كذلك في دخول النار فليتأمل ويعجرره ولعلى قوله 


جبريل أنا ومن اتبعنى فزال الرسول ومنه قال أبو يزيد: حدثنى قلبى عن ربى فعنه أخذ هذا 
تولةة ياأأبها المتكر, وال الأتكام يخدلفه باحتلافك الأسيناء نان كلت: فى ممكة إنها لير 
البحر حرمت هذا حكم الاسم وقال: كرم الكرم هو أن يتكرم العبد على الصفح والعفر 
بالوجود فيعفو ويصفح لأن العفو والصفح كرم واستعمالهما كرم الكرم وكذلك يقال في إساءة 
الإساءة فإن المسيء من أتى بما يسوء وإن كان جزاء إلا أن هذا الاسم مقصور حكمه على 
الخلق فلا يجوز على الحق تعالى أدبأ أدبنا به الحق. وقال: الإسلام والإيمان مقدمتا 
الإحسان. مع أن الإيمان له التقدم والإسلام تال وإلا لم يقبل. وقال: أيضاً الإيمان تصديق فلا 
يكون إلا عن مشاهدة الخبر في التخيل فلا بد من الإحسان والإسلام انقياد والانقياد لا يكون 
إلا لمن انقاد طوعاً وليس ذلك إلا لمن أحسٌ بأن الح آخذ بناصيته فإن لم يحس فما انقاد إلا 
كرهاء والإحسان أن ترى أنه يراك على المشاهدة. وقال: ما أجهل من قال: إن الله لا يخلق 
بالآلة وهو يقرأ: #وُمَا يَمَيْك إِد رَمَيتَ ولذكرت أََدَ رن (الأتفال: 00 به مؤمن 
فداه ل شي لمجاب ركه كوه لزن إن السيف آلة لك وأنت والسيف آلة له. وقال 

الأولى أن يشال: الخلق يكون عند وجود الآلة حقيقة لا بالآلة ة والله أعلمء وقال تييع 


وه 


571 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


نزلت أى اطلعت كشفا كما يفسره ما تقدم والله أعلم» فعلم أن جهنم إنما هي دار سكنى لأهلها 
وسجن لهم والله تعالى يخلق نيهم انواء لعزت مت ا من ا ركه دل ل “قال 
الشيخ محيبي اديه لجهلم سسدعك وا اد الله لهو فيها باب مغالى ١‏ ا لا الياب الثامن الذي هو 
باب الحجاب ع رذية الله عر وجل فلا يملح بح لأهل الثار أبداً قال و جميع الكراكب التي شي 
جهتم مطلمة الأجرام عقليمة الخلىق وكذلك الشمس والقمر 0 والغروب لهما في جهكم 
دائيا فشمس جهنم شارقة لا مشرقة والتكوينات عن سيرها بحسب ما يليق بتلك الدار. 

(فإن قلت): فما حد جهنى؟ 

(فالجواب): إن حدها بعد الفراغ من الحساب من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل 
سافلين وذلك كاه يزيد في جهنم اتساعاً عما هي الآن عليه حيث لا مخلوق فيها وكل مكان لم 
يذكر اشنا سن الجنة فإنه يعود كله نارأً قال تعالى: #وَإذا لِمَارٌ سْبيرّثْ )4 
[التخري : ]ا ى أححتثت 0 من سعجرنك التنور إذا أوتدته قال ومن هثا أكره ابن غمر و مره 
0 بساء الى م قولهم بحواز النهارة لمك وكان يعضهم يقول العم أحي إلي من البحر. 

ل الشيخ ا بي الدين : وأهل الكشت كلهم يروت بير الملح اللان يتأجج ثارا. 

(فإن قلت): فسن أشد الخلق كلهم عذاباً في النار؟ 

(فالجواب): أشدهم عذاباً إبليس لأنه هو الذي سن الشرك وكل معصية. 

(فإن قلت): إن إبليس مخلوق من الثار فكحيف جعل الله تعالى عذابه بما خلق منه؟ 


تجريح لأن المنزه لا ينزه إلا على سبيل الحكاية ونغلير ذلك عدم العدم فإنه وجود فليس في 
الحق تقعس. حقيقة ينزه عنه وإيضاح ذلك أن التقديس الذاتي يطلب التبرى ى من تنزيه المتلزهين 
فإنهم ما تزهوا ‏ حتى تخيلوا وتوهموا وما ثم متخيل ولا متوهم يتعلق ا ا 
فينره عنه بل هو القدوس لذاته وأطال في ذلك . وقال: من قله أعداء الله ما سات بل جمع له 
بين الحياتين فان الله تعالى اعتنى بيحيى صغيرا وسلط عليه الجبار فقثتله كبيرا وما حماه منه ولا 
يضره ذلك لأن الصغير إنما اعتنى به رحدة به لضعفه فإذا كبر وكل إلى نفسه فإن بقى فى كبره 
سكع افيه رج لفدساع م كنيف ارييف و إن ادي دوه لجحيف لكر بدو يمف الس كان اله 
ني سغره أضاعه الله في كبره برد الضعف إليهء وتأمل الصغير كيف يقبل ويضم إلى الصدر مع 
وقال: في 
قوله تعالى : © إِنَا لا ضِيع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمْلَا؛ [الكهف: ]+١‏ والتمنى من العمل 0 
لو كان له مال تصذى به أعطاه ايز اواللاسو التويزا ف لامر 006 ولا نصب. وقال 

لولا عرف طيب أنفاس الأحبة ما فاح المسك لمستنشق أما عرف مقدار طيب لكاي وما 


تعطيه من المعارف الالهية إلا البهائم ألا ثراها تشم بعضها بعضاً عند اللقاء ولا تمر ب؟ بشيء إلا 
وتميل برؤيتها إليه تشمه وقال: إذا رأيتم العارف يثبت عند واردات الحق ولا يصعق 1 يشلى 


استقدار يدنه واثابة ويشتهي والده حياته والكبير يستفدر ولا يقبل ويتمنى أهله مونه . 


لمحت المهاديي َ السيعون: لي مان أن الحئة والنار عجى, وأنهما مخلوقتان ل حلى ادم ع 


(فالحواب): إن الله تعالى على كل شيء قدير ألا ترى النفس يكون به حياة الجسم 
الحساس قإذا منع بالشنق أو الخنقى اتعكس وها إلى القلب فأحرقه من بشامحه فيلك من ليله 
قاللفي كان حياته وبه كانت وفاته. 

(فإن قلت): فتد ورد أنه يعذب بالزمهرير المناقفى لنشأته مهل يعذب بذلك من خارجه 
أم مد دلطله . 

(فالحواب): أنه ا الرمهريرالا من ذاته 0 أحد أركانها فيغلب جزء الرههوير بقية 
الأركان فيعذب بذلك كما يغلب بعضي الأخلاط على الإنسان فى دار الدئيا فيتالم بها فيأمره 

5 0 2 3 

الطبيب بالنصد فلولا" أنه قصل لريما مات» وام" فكل من دخل الثار عذب بكل ركن من 
أركانه حتى الماء والهواء. 

(نإن قلت): فكم عدد دركات الثار؟ 

(فالحوابت): عددها ماثة درك لأنها فى مقايلة درج الجنة و لكل درك منهاقوم 
معشصو حون ولهم مع الغضبف الؤلهي الحال بهد 5 محخصوصة , 

(فإن قلت): فكم أقسام أهل النار الذين هم أهلها؟ 

(فالحوات): ١‏ هم أربعة أقسام كما قاله الشك لشيخ في الباب الثاني والسثير ل ال 
وترجع الأربعة أقسام إلى المجرمين خاصة قال ا ى #وَآمترُا ألَيَمْ با الْمخرعون 
8 أي المستحقون لأن يكونوا أهلاً لسكنى جهنم لا يخرجون منها إلى | الجنة أبدل العستي 






90 


لا يندك جبل هيكله فاعلموا أنه محبوب ولكن له علامة وهو أنه إذا كان حاله لا براه خلى إلا 
صعئ إلا أن يكون مثله فمااثيت لتجلى الحَن تعالى 3م من يغشى علية في جاله ويلغير صن 
هيئته التي كان عليها أو يصعى أو ضيح أو يضططلر ب أو يفنى فاعلموا أنه غير محبوب وما عنده 
: ن الحق شمسيه. 
(قلت): المراد بالواردات الأحوال الباطنة لا المحسوسة لقوله تعالى: #رَخَّرّ موس 
صَعِكًا 4 [الأعرنف: 149] مع أنه محبوب بإجماغع فافهم. وقال: في قوله تعالى: #ومن تبي سٍِ 
َسْبَمْ وَأَطرَافٌ التبَار# [لله: )1٠١‏ اعلم أن المراد بأطراف النهار الصباح والمساء فالمساء ابتداء 
الليل والصباح انتهاء الليل والنهار هو ما بين الابتداء والانتهاء كما أن الليل كذلك ما بي 
الانتهاء والابتداء وقد أمرنا الحق تعالى بالتسبيح أناء الليل وأطراف النهار وما تعرض لذكر اله اهار 
فى هذا الحكم لأند قال: إن ؛ لك ني تار سنا لوك )4 السزمل: 1١‏ أي فراغاً قالنهار لك 
والبل 50 التهار لىء ومن كان متتغلا باك فئ اللبل وأظزاقك التهاز كان النة له فى التهار 
لأنه استعداد للتفرغ يد في الليل والأطراف. وقال: الشريعة لب العقل والحقيقة ! بلقي 
فهي كالدهن في اللب الذي يحفظه القشر فاللب الذي يحفظ الدهن والقشر يحفظ الب كذلك 








555 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


الأول المتكبرود عن أمر ابه كفرعون واللمروذ وأبى لهب وأضرابهمء الثاني المشركون وهم 
الذين يجعلون مع الله إلها آخرء الثالث المعطلون وهم الذين نقوا الآلهة جملة فلم يثبتوا للعالم 
إلها ولا من العالم. الرابع المنافقون وهم الذين أظهروا الإسلام من أهل هذه الأقسام الثلاثة 
عليه من اعتقاد ما عليه هذه الطوائف الغلاث » فهؤلاء الأربعة هم الذين لا يخرجون من النار 
من جن وإنس انتهى . 

(قلت): فكذب والله وافترى من نسب إلى الشيخ محبي الدين أنه يقول بقبول إيمان 
فرعون ولو أنه كان يقول به ما صرح هنا بأنه من أهل النار الذين لا يخرجون منها أبد الآبدين 
فإمًا أنه مدسوس عليه كما مرت الإشارة إلى ذلك في الخطبة. وإما أنه كان تبع فيه القاضي أبا 
بكر الباقلانى فإنه قائل يقبول إيمان فرعون لأن الله تعالى حكى عنه أنه قال لا إله إلا الذي 
آمنت يه بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ولم بحك عنه ما يناقضه بعد ذلك. وقد العقد إجماع 
الأئمة كلهم على عدم قبول إيمانه فإياك أن تنقل عن الشيخ محيبي الدين أنه يقول بقبول إيمان 
فرعون وتخرى الإجماع لا سيما «الفتوحات» من أواخر مؤلفاته لأنه فرغ منها قبل موته بنحو 
خمس سنين والتله تعالى أعلم . 

(فإن كتلت»): فهل ون الثار دركات اختصاص نظير ما فى الحنة من درجات الاختصاص 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثاني والستين من «الفتوحات؛ ليس في النار 
العقل يحفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة ومن ادعى شرعاً بغير عقل لم تصح دعواء كما أن 
من ادعى حقيقة بغير شرع لا يقبل وقال: جمال صورتك في الآخرة يكون على قدر خواطرك 
المحمودة في الشريعة هنا وقبح صورتك في الآخرة يكون على قدر قبح خواطرك المذمومة 
فاجهد في نفسك قبل أن لا ينفعك الندم. وقال: مرتبتك عند الله في التعظيم على قدر تعظيمه 
في قلبك وحيائك منه فإن اعتنيت به اعتنى بك وإِن استحييت منه استحيا منك وإن لم تبال به 
لم يبال بك فميزانك بيدك. فإن شئت أرجح وإن شئت أخسر لا تلم إلا نفسك. وقال: العلم 
يقتضي العمل فمن قال: إن العلم يوجد بغير عمل فدعواهء باطلة ومنزع ذلك دقيق جدا من أجل 
معخالقة المتمدين جدود الله مسن المؤمنين» فريما يقال: لو كانوا عالمين م خالفواء وهم عالمون 
بلا شك بأن الله تعالى حد لهم حدوداً معينة حرم الله عليهم تعديها فعلمهم بذلك عمل بالعلم 
ضرورة وماهم عالمون بمؤاخذة الله تعالى من عصاه على التعيين» فما عصى إلا من ليس 
بعالم بالمؤاخذة فعلم أنه ما خالف عالم علمه قط بل هو تحت تسخير علمه فتأمل فإنه دقيق. 
وفال: الأمر الالبى لآ تخالفن الازادة الألهية أبد! لأنها داخلة فى حده وحقيقته وإئما جاء 
الالتباس فى تسميتهم صيغة الأمر أمراً وليست بأمر لمن تأملء فإن الصيغة مرادة بلا شك وهذه 


المبحث الحادي والسبعوت: فى بيان أن الجنة والثار حى وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم 5 


فركات اختصاص إلهى ولا عذاب اختصاص كالحنة لأن الله تعالى ما عرفنا أنه يختصص بنشقمته 
من يشاء كما أخبرنا أنه يختص برحمته من يشاء فلا يعذب أهل النار فيها إلا بأعمالهم التي 
عملوها فقط بخلاف أهل الجنة فإنهم ينعمون فيها بأعمالهم وبغير أعمالهم في جنات 
الاختصاص . إذ الجنات ثلاثة: جنة أعمال وجنة اختصاص وجنة ميراث كما سيأتي بيانها في 
الكلام على الجنة إن شاء الله تعالى فكان من كرم الله تعالى وفضله أنه ما أنزل أهل النار إلا 
على أعمالهم خاصة وأما قوله تعالى: #رِدْتْهُمْ عَذَابًا موق الْمَدَابٍِ؟ [النحل: هه] فذلك لطائفة 
مارم وهم الائمة المضلون المشار إليهم يقول الله تعالى : ##وَلحيارت اهم وَأثقالا م 
أتتالهم # [السكبوت: ]١١‏ فإنهم هم الذين أضلوا العباد وأدخلوا عليهم الشبه المضلة فحادوا بها 
عن سنواء السبيل هما أنزلوا من النار إلا منازل استحماق 3 الإضلال معدد د من جملة أعمالهم 
بخلاف أهل الجنة فإنهم ينزلوت فيها منازل استحقاق بأعمالهم كما في الكفار ويزيدون عليهم 
منازل ورائة ومنازل اختصاص . 

(فإن قلتِ): فُمن أين جاء للفسييم أهل الثار إلى أريعة أقسام؟ 

(فالحواتب): أن الله تعالى 2 عن إبليس أنه يأتنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أنماتنا 
وعن شمائلنا ولا يدخل أحد النار إلا بواسطته فهو بأتي المشرك من بين يديه ويأتي المتكبر من 
عرث يميله نا المئاقق من عن شماله ا المعطل م لخلفه. 


(فإن قلت): فما الحكمة في الإتيان من هذه الجهات المخصوصة؟ 


(فالحواب): الحكمة فيه ظاهرة أما المشرك فإنما جاءه من بين بذيه لأن المشرك رأى بين 


الصيغ هي التي وردت على أآلسئة المبلغين وعصيت فما عصى أحد قط أمر الله إلا بهذا 
الاعتبار . 
(قال): بهذا علمنا أن النهى لآدم عن قرب الشجرة إنما كان بصيغة لغة الملك الذي 
أوحى إليه به فما وقع لعصيان إلا لصيغة المترجم عن أمر الله بلغة نفسه لا للحقيقة أ الله فتأمل 
ذلك فإنه دقيق. وقال: أخسر الأخسرين شاهد يشهد على نفسه كما أن أسعد السعذاء من شهد 
لنفسه فهو في الطرفين مقدم على مرتبة من شهد عليه غيره وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا 
كافرين فأشقوا نفوسهم بشهادتهم ولو أنهم علموا الأمر على ما هو عليه لذبوا عن نفوسهم 
وشهدوا عليها بالفعل لا بالحكم الذي هو المعصية فإن الجوارح لا تعرف إذا شهدت إلا الفعل 
خاصة وأما الحكم فلاء فلو شهدوا بالفعل فقط لكان أقل فضيحة وأستر ممن شهد على نفسه 
بصريح المخالفة والكفر قافهم. وقال: في حديث (إن أصحاب الجنة محبروسون؟ إنما حيسوا 
عن الجنة لخروجهم بالمال عن أصلهم الذي هو الفقر مع أن العبد كلما أنفق أخلف الله عليه 
أضعاف ما أنفى فزاده حجاياً ولو أنهم وقفوا مع صفة فقرهم ولم يطلبوا الغذاء بمضاعفة الحق 


33> الجرء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عتائد الأكابر 


عينيه جهة غيبته فأثبت وجود الله ولم يقدر على إنكاره فجعله إبليس يشرك بالله في ألوهيته شيئاً 
يراه ويشاهذده» وأما المتكير قائما جاعة من جهة اليمين أن اليمين محل القوة فلذلك تكير للقوة 
لتى اختص. بها من نفسهء وأما المنافق فإئما جاءه من جهة شماله التى هى الجانب الأضعف 
لأن المنافق أضعف النوائف كما أن الشمال في العادة أضعف من اليمين ولذلك كان في الدرك 
لأسفل من النار وكان يعطى كتابه بشماله. وأما المعطل فإنما جاءه من خلفه لأن الخلف مأ هو 
محل 5-5 متال له ما لم شيع فهذااوحه حكمة تخصيص إثيان اتلنمن من هذه الجهاء. 2 ال 
لشيخ : ولهده القوانيت الاربعدٌ من كل باب من أبوات جهلم حر مسوم وهي منازل عذابهم 
لأنك إذا ضربت الأربعة أقسام التي هي المراتب في السبعة أبواب كان الخارج ثمانية وعشرين 


لسيارة وجود ثمانية وعشرين حرفا بها ألف الله تعالى الكلمات وبها أظهر الكف والإيمان فى 
لعالم فترجم بها كل شخص عما أضمره في نفسه من إيمان أو كفر أو كذب أو صدق لتقوم 


منزلاً عدد منازل القمر وغيره من الكواكب السيارة وكان مما ظهر من تسيير هذه الكواكب 





حيحة الله تعالى ى تمفيادء بما تالشغلوا بهل 

(فإن قلت): فما أسماء أبواب جهنم وما الطوائف الذين يدخلون منها؟ 

(فالجواب) أما أسماؤها قباب الجحيم وباب سقر وباب السعير وياب الحطمة وباب لثلى 
وباب الحامية وباب الهاوية سميت هذه الأبواب صفات ما وراءها مما أعدت له وأما تعين 
الطوائف الداخلين من كل باب فهي مبينة في القرآن قال الله تعالى في أهل الجحيم: #الْنِنَ 
َكدَعْنْ بم القن 49 [المطفنين: ]١١‏ وقال في أهل سقر: نا تلحكك ب دَئْرَ 6 ثرا 21 نك 


لهم ما أنفقوه ما كان الحق تعالى يعطيهم إلا ما فيه قوامهم لا غير. وقال: لما انتقل العلم من 
الكوخ إليه نظاعر قولة + #حق 43 إنسيد: 1*] سكت العارف على .ما قيل وما تكلم وتأول 
عالم النظر هذا القول حذرا مما يتوهم ومرض قلب المتشكك وتألم وسربه العالم بالله ولكنه 
تكتم فقال: مثل قول الظاهري الله أعلم فالإلهي علم والمحدث سلم فاحمد الله الذي علمك ما 
لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً وأطال في ذلك ثم قال العم و العام المستفاد 
للعليم بيعم الحديث على هذا والقديم وإن عاندت فافهم قوله: ##وَلَبَلُوتحٌ حَق َلَرَ)ه [محمد: 
"١‏ وبما حكم على نفسه فاحكم كنظائره من آيات الصفات» وإن سئلت عن كيف ذلك فقل 
الله أعلم. وقال: الذي يظهر لي أن الحق تعالى إنما قال مثل ذلك امتحانا لعباده ليتبين لهم 
مقامهم والإيمان هل يغلب إيمانهم على عقلهم فيؤمنوا بذلك من غير توقف أم يغلب حكم 
عقلهم على إيمانهم فيخسروا والله أعلم. وقال: للدنيا حكم ليس لأختها والأم لا تكح على 
بنتها ومن اتبع المتشابه فقّد ضل وزاغ وما على الرسول إلا البلاغ والله أعلم. 


وقال في الباب الموفي ستين وخمسمائة وهو آخر الأبواب: اعلم أن يد الله التي هي 
القوة مع الجماعة وما علنت عد جماعة له عند افترائهم وكذلك حماغة القائمين بالدين أي* 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن السجنة والنار حق وأنهما مخاوقتان قبل خلق ادم 1 


عِنَ المصلف لوأك وَلْز نك نطعم لنكن © وَحكنًا خوضُ م + الخَايضِينَ 20 االمدئر: ؟؛. ه؛] وقال 

في أهل السعير لوَجَملَهَا يما بشَّبيا َي زلا لم عات لير [انمنك: 0] وقال في أهل 
لمعي اويل لُكل حزق 1 © الى . جع مالا ومَدَدمْ (9©) * [الهمزة: ١‏ ؟] إلى آخر 
النسى وقال في أهل لغلى : # تدعو من دير 0 3 وجمع م قزق (ه)) +4 [المعارج: /31 ]١4‏ وقال 
في أهل جهلم: ٠‏ وليب ا عَذَابُ جَهَتَمَ 4 [الملك: : *] وقال في أهل الهاوية: #وَأمًا مَنْ 
حت موازيلم كاد ار 0 له ركه تقلع عله الاه واب على الترتيب 
سيدي الشيخ عبد العزيز الدريني رحمه الله فقال: 


جهلم ولظى والحطم بينهما ثمالسعير وكل الهون في سمّر 


36 


1 


(نإن قلت): فأين تكون جهنم إذا أتى الحق تعالى يوم القيامة في ظلل من الغمام كما 
يللبى بجلاله؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والستين من «الفتوحات؟ إن جهنم تكون 
على المجئبة الي ل ل ا ا أتى الملك وخرج على 
عسكره فشاهدوه وقد سمى الله تعالى نفسه ملك يوم الدين وهو ذلك اليوم الذي يجتمع فيه 
الخلائق أجمعون فيا له من يوم ثم إن الملائكة الذين نزلوا من السموات تصطف سبع صفوف 
محيطة بالخلائق أجمعين فإذا أبصر الناس جهنم ولها فوران وتغيظ يفرون بأجمعهم منها لعظيم 
ما يرونه خوفاً وفزعاً وهو الفزع الأكبر لأنه ما ثم جمع أكبر منه قطء ولا يسلم من ذلك الفزع 


يغلبون قط في أمر قاموا فيه وكل من عارضهم خذل فإذا تغرقوا غلبوا وكذلك جماعة أعضاء 
الانسان إذا احتمية سكديا تط يفطا فإذا تفرقت غلبت . وقال: إذا أشعرت قلبك ذكر الله 
دائماً في كل حال فلا بد أن يستنير قلبك بنور الذكر فيرزقك ذلك النور الكشف وإذا جاءك 
الكادوي ناه ارات هينه ولاه مدر مذللك ايا كرس حعار اك وميه قو اله عونا بو طاقن 
ذلك وقال' فى عدي سن عي يعييدة فلم يعطلها فأنا أكدهها اله سعينة لاما انر مله انها 
ترفية' فك بزنان يمر على العيت وهو يدك ننسة وي تللق الغيينة فزت :انه يعمل لد يياقة 
بلغت تلك الأزمنة من العدد ما بلغت قله بكل زمان حدث نفسه يعمل تلك الحنة حسنة قال: 
وكذلك القول إذا حدث نفسه بعمل سيئة فإن ما فيها ظرفية كما قللا: فى الحسنة سواء من أنه 
يكنتب عليه سيئة ما دام يحدث نفسه بعملها بالغاً ذلك 0 عأ 5 إن العبد إذا عمل 
الحسنة التى حدث بها نفسه أو السيئة التى حدث بها نفسه فإن احاح بسر 
براسة سيا بالفال فى العانة والفعدل كن الأول وقال + أغعلن التقاعك قن الماع من الس 
بالقلب أن اللفتحيدز يقلبك مع روح محمد ا فتسمع ما يخاطب به الحىق وك الله 25+ فإن 
خطابه لنبيه ليس كشطابه إياك وحدك لأن حضرة الربوبية ربما يسمع العبد فيها ما لاا يقال فتككون 


7 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


إلا الطائفة الذين قال تعالى قيهم لا يحزنهم الفزع الأكبر فهؤلاء هم الآمنون على أنفسهم غير 
أن النبيين منهم يفزعون على أممهم خوفا علبهم للشنقة التي جبلهم الله تعالى وكذلك كل داع 
إلى الله تعالى من كمل ورثتهم فيقولون كلهم في ذلك اليوم اللهم سلم سلم قال: ويتصب الله 
تعالى للآمئين منابر من نور متفاضلة بحسب منازلهم في الموقف فيجلسون عليها اين 
مستبشرين وذلك قبل مجيء الرب جل وعلا كما يليق بجلاله فإذا فرْ الناس خوفا من جهنم 
يجدون ملائكة السموات صفوفا لا يتجاوزونهم فتطردهم الملائكة ودعت الملل إلى أدمدحشر 
وتناديهم أنبياؤهم ارجعوا ارجعوا فينادي بعضهم بعضاً وذلك قوله تعالى : «الَنَافُ لتك َ 
أَلنَنَادِ 9 لون مُديرِيت #4 غافر: 75 75] ثم يقع النداء من قبل الحق جل وعلا. قال الشيخ سحيي 
الدين رحمه الله : فلا أدري أذلك من نداء الحق تعالى بنفسه أو هو نداء عن أمره يقول في في 
ذلك النداء يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أولى بالكرم ثم ينادي أين الذين كانت تتجافى 
جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليلون ثم ينادي ثانياً أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا 
بيع عن ذكر الله. ثم ينادي ثالثاً أين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فإذا أمر بهذه الطوائف 
في الموقف قال: يا أهل الموقف إني وكلت اليوم منكم بثلاث كما قال في النداء الأول بالنسبة 
إلى آهل الجنة كبا مر. قال الشيخ: وهذا كله قبل الحساب والناس وقوف قد ألجمهم العرق 
واشتد الخوف حتى تصدعت القلوب لهول ذلك المطلع. قال ثم إذا أشرف ذلك العنق من النار 
على الناس قال إني وكلت بكل جبار عنيد فيلتقط الجبابرة من بين الصفوف فإذا لم يترك منهم 
أحداً نادى ثانياً إني وكلت بكل من أذى الله ورسوله فيلتقطهم كذلك ثم إنه ينادي ثالثا إني 


الغلاث إلى الجنة خرج عنق م النار له عينان ولسان بليغ فصيح فإذا أشرف على الخلائق الذين 


في ذلك تبعا لنبيك فإن قال فقل» وإن كتم فاكتم» وما من حضرة يكون فيها شخص أكبر من 
نبي أو ولي إلا وكلمة الحضرة مصروفة إليه وقال: أكابر الرجال أغناهم العيان عن الإيمان 
لقوتهم على تحمل الأمانة ولو ضعفوا لحجيبوا بالإيمان عن العيان ومن هنا كفر الناس من أفشى 
أسرار الحضرة ونعم ما فعلوا. 

(وقال): من كمل في مقام العرفان شاهد الاسم الذي بيده الختم الإلهي الذي يختم به 
على قلوب أصحاب النيوات والرسالات والولاية أن يدخلها كون بعد أن شهدت جمال الحق 
إلا على وجه الخدمة والأمر ثم يخرج ذلك الكون بسرعة من القلبء ثم إن ما وقع بعد ذلك 
عليه الذي هو بيت. قال: وأما أسرار العامة فقد ختم عليها والظلمة والعمى فيها فلا تخلص 
لمحية الله نهي تخبط خبط عشواء. وقال: عابت بالبحث عن منازع الاعتقادات لتعرف مواطن 
تنكرات الحى إذا تجلى بخلاف معتقدك فى الاخرة فإن كل من لا معرفة له بمراتب التنكرات 
والتجليات يخشى عليه من الفضيحة فيرجع يقر بما كان ينكره أولاً وهذه الحقيقة هي التي تمد 
المنافقين في نفاقهم والمرائين في ريائهم ومن جرى مجراهم. 


المبحث الحادي والسيعون: فى بان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم 59> 
وكلت بكل من ذهب يخلق كخلى الله عز وجل فيلتقط أهل التصاوير كلهم وهم الذين 
كانوا ينحتون لهم الأشجار والأحجار ليعبدوها من دون الله عرز وجل فهؤلاء هم المراد 
بالمصورين في الحديث فيلتقطهم من بين الصنوف فإذا أخذهم الله تعالى عن آخرهم وبقي 
الناس وفيهم المصورون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصد أولئك من عبادتها فيسألون عنها 
لينفخوا فيها أرواحاً تحيا بها وليسوا بنافخين كما فى البخاري انتهت. 

(قلت): ولا يخفى حرمة التصوير للحيوانات وإن لم تعبد والله أعلم. وقد ذكرنا حديث 
مواقف القيامة الخمسين موقفا كل موقف منها ألف عام في أواخر كتابنا «المنهج المبين؟ فراجعه 
ثر ما تشيب منه الرؤوس وتذوب منه الأكباد مما نحن فى غفلة عنه الآن فتسأل الله الموت على 

(فإن قلت): إن طعام أهل الجنة في مادبتهم التي في المرج زيادة كبد الحوت فما طعام 
أهل النار قبل دخول النار؟ 

(قالجحواب): ما قاله الشم خ في الباب الرابع والستين: لق طعامهم في مأديتهم اله لمذكورة 
طحال الثور الذي هوا بيت الأوساخ المجتمعة من سائر البدن ل وهر ما يعطية الكبد من الدم 
الفاسد فيعطي ذلك الطحال لأهل النار فيأكلونه؛. ومعلوم أن الكور حيوان ترابي طبعه البرد 
واليبس وجهنم على صورة الجاموس كما مر فيئناسب الطحال المذكور أهل النار أشد مئاسية 
فيما في الطحال من الدمية لا يموت أهل النار وبما فيه من أوسا البدن والدم الفاسد المؤلم لا 


(وقال): في قوله تعالى : #ومَكرٌ و رس * حَيْدُ الْسَكِنَ# [آل عمران: 54] المراد بمكر 
الله هو مكر الله تعالى بهم فمكرهم هو العائد عليهم فللمكر مسالك يخرج عليها فافهم. وقال 
فى قوله يل: لأصدق بيت قالته العرب ألا كل شىء ما خلا الله باطل»: اعلم أن الموجودات 
كلها وإن وصفت بالباطل فهي حق من حيث الوجود ولكن سلطان المقام إذا غايت على صاحبه 
يرى أن ما سوى الله باطل من حيث أنه ليس له وجود من ذاته فحكمه حكم العدم. قال: وهذا 
من بعض الوجوه التي يمتاز الحق تعالى به من كونه موجوداً عن وجود -خلقه مع أنه على 
الحقيقة ليس بينه وبين خلقه اشتراك بوجه من الوجوه. وقال: لما كان الإنسان نسكخة جامعة 
للموجودات كلها كان فيه من كل موجود حقيقة بتلك الحقيقة ينظر إلى ذلك الموجود وبها تقع 
المناسبة فمتى ما أوقفك الحى تعالى على عالم من العوالم أو موجود من الموجودات فقل 
لذلك الموجود بلسان تلك الحقيقة أنا معك بكليتي ليس أنا غيرك وأنا معك بالذات فإذا سمع 
ذلك اصطفاك وأعطاك جميع ما في قوته من الخواص والأسرار وهذا لا يتحقق به إلا من ذاق 
تجلي معية الحق مع كل شيء. وقال: ما استكير مخلوقٌ على آخر إلا لحجابه عن معية الحق 
تعالى مع ذلك المخلوق الآخر ولو شهدها لذل وخضم. وقال: كل من قيده الظرف فهو 


5 الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


يحيون ولا ينعمون إنما يورثهم الأكل منه سقما ومرضاً بخلاف مأدبة أهل الجنة فإنها زيادة كبد 
الحوت وشو جيوات بحرى مائى مر عتهير الحياة المناسية للجنة والكبد نمه الدم وطوابيت» 
الحياة والحياة حارة رطبة وبخار ذلك الدم هو التفس المعير عله بالروح الحيواني الذي به عحيأة 
البدن فهو بشارة لأهل الجنة ببقاء الحياة عليهم في النعيم المقيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء 
انتهى . 


(فإن كلت): فما سبب إماتة الله تعالى لعصاة الموحدين في جهنم دون الكفار؟ 


(فالجواب): سببه إكرام الله تعالى للجوارح التي كانت تسبح بحمده وتطيعه وإلما وقعت 
فى المخالنات من حيث إتها كالسجبورة تحت قهر النفس المدبرة للسوء فلوقوعها فى المعاصى 
507 ولتوحيدها لله تعالى أخرجت لأن النار بذاتها لا تقبل خلود موحد فيا أبذا كم إن 
جوارح العصاة إذا ماتت فلا تحس بعد ذلك بألم حتى تخرج بالشفاعة فضلا من الله تعالى 
عليها بخلاف الكفار لا تموت لهم جرارح أبداً ليذوقوا العذاب وذلك لأن معصيتهم بالكفر 
مستصحية لا تفارقهم ولو أنهم كانوا بقوا أبد الابدين لكانوا كقارا فلذلك خلدوا في النار من 
حيث نيتهم. وأما عصاة الموحدين قلهم زاجر من أنفسهم إذا عصوا ويعقبهم الندم. وإيضاح 
ذلك كما قاله الشيخ في الباب الموفي ثلثمائة من «الفتوحات»: إن جسد الإنسان كله من حيث 
طبيعنه طائع لله خائف من عذايه وما من جارحة يرسلها العبد في معصية إلا وهي تناديه لا تفعل 
ولا ترسلنى فيما حرمه الله عليك فإنى شاهدة عليك وتتبرأ إلى الله تعالى من ذلك الفعل وكل 
قنة جاح تر النبد يوك النيابة جادرى حرام لا تسلو ممصي الي 
محصور في قيد الأين محبوسٌ في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن 
لم يجعل الله له نورا من عنده فما له من نور من ذاته. وقال: إذا عوين الحق تعالى فلا يعاين 
إلا من حيث العلم والمعتقد والله أجل وأعز من أن يشهد على وجه الإحاطةء وقال: احذر أن 
تفي الوحئلة وجمم القيل كإنن حاف عليك' أن ركو كمسل يك ليد تكو كي عن 
القصل والفراق فلا تغالط نفسك. قال: وعلامة صِحّةَ الوصلة بمشاهدة الحق أنك إذا عكست 
مرآة قلبك إلى الكون عرفت جميع ما في ضمائر الخلق ويصدقك الناس على ذلك الكشف.. 
وقال: من كان يأخذ معرفته للحق من الحروف فهو جاهل به فإن الحروف التي أخذ عنها 
معرفته تحجبهء قال: وهذا من الذين يعبدون الله على حرف وليس له رائحة من نفحات الجرد 
بل أخذه من الحرف فهو من الكون إلى الكون يتردد بداية ونهاية. وإن لهذا أجر الاجتناد 
والدرس. فالأجر كون أيضاً فما خرج هذا من رق الكون ووثاق الحرف. وقال: من كان من 
آهل الكمال فهو محجوب عن غيب الأكوان حتى أله لا يعرف ما فى جيبه ولا يفرق بن 
الكدونات مع كوتها ين يديه خهلا بها لاخفلة فنها ولأانببانا وذلك لناتحقه الوق نبه من 
حقائق الوصال. قال سيد هذا المقام #أنتم أعرف بمصالح دنياكم» وقال: إياكم أن تعترضوا 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيات أن الجنة والنار حق وأتهما مشلوقتان قبل سخلق ادم ا" 


(فإن قلت): إن الله تعالى قد جعل الكي بالنار في هذه الدار وقاية ودفعاً لألم أشد من 

النار فهل يكون إحراق الموحدين فى النار كذلك دفعاً لما هو أشد من الحرق؟ 
(قالجواب): نعم إحراق الموحدين في النار دفعاً لما هو أشد منه وهو غضب الله 
عذى هنا متك العضب الالبي الاتحرتم الغار طبر «اايضير تك الآثنان غلات او عيدة ثم 
يرضى عنه وهذا من رحمة الل تعال ى بالموحدين ومن هنا قال بعضهم: مت مسلما ولا تبالى 
بخلاف المشركين فإن عذابهم لا ينقطع فكاتت التار لأصحاب الكبائر من الموحدين الذين ماتوا 
على غير توبة مقبولة : كالكي بالنار في الدنيا ولذلك ورد أنهم يخرجون من النار قد امتحشوا 
نيلقون في وو على بات الحنية الظير ما يخرج صاحب الكي بالنار إلى العافية ذكره الشيخ في 
الباب الثامن والثمانين من «الفتوحات» وقال: هذا كله على جعل النار وقاية كالحدود الدنيوية 
فإن الله تعالى جعلها وقاية من عذاب الآخرة ولهذا سميت كفارات والكفر الستر فهو يستر 
العاصي عن عذاب الآخرة ولهذا قلنا في قوله تعالى: #8إِنَّمَا جروا أَلَدِنَ يحَاربْونَ لَه وَرَسُولمُ 
وَيَسْمَونَ فى الْأَرْضٍ مَسَادَا» [المائدة: 5| ل آخره أن المراد بهم الكفار لا الموحدون لأن الله 
تعالى لما عاقبهم في الدنيا بالقتل والصلب وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف لم يجعل تلك 
العقودابك :كقارة مخ نا جعلها في الحدود في حقى الموحدين بل قال #دَلِلَك لَه خِرَىٌ فى 
لديا وَلهُْرْ في جرد عَدَّابُ عَظِيمٌ # [المائدة: 3 وهذا لا يكون إلا للكفار إذ العذاس العظيم 
هو الذي يعم الظاهر والباطن بخلاف أهل الكبائر من الموحدين كما مر فإن الله تعالى يميتهم 


في النار إماتة حتى يعودوا حمماً شبه الفحم فإذا لم يحسوا بالعذاب في موتهم ليس لهم حظ 


على المجتهدين وتجعلوهم مسجو بين على الإطلاق فإن ! لهم القدم الراسخ في الغيوب ب وإن 
كانوا يحكمون بالظنون فظنونهم علوم وما بينهم وبين أهل العف له اختلاف الطريق لك 
أهل الكشف يدعون إلى الله على بصيرة لصدقهم في الاتباع بوقوفهم على حد ما ورد وأهل 
الاجتهاد يحكمون اليوم يحكم ثم يرجعون عنه غدا فليسوا على بصيرة إذ البصيرة 3 بر تفع 
حكمها إلا بورود أمر جديد من الشارع . وقال: من الأولياء من يتكلم على الخاطر وما هو مع 
الخاطر ومنهم من يطلع على الأقدار ة قبل نزولها إلى الأرض فإن القضاء يدور في الجو 
من مقر فلك القمر إلى الأرض ثلاث سنين وحينئذ ينزل» وهذا المقام يسميه القوم فهم الفهم. 


وقال: الكاءل لا يقول: الهم لا تفضح سراترنا لاستواء سريرته وعلانيته وإنما يقول 
ذلك من لم يبلغ مقام الكمال. قال: ولقد بلغني عن الشيخ أبي الربيع المالقي الكفيف 
الأندلسي أنه سمع تلميذه أبا عبد الله القرشي المبتلى يقول: اللهم لا تفضح لنا سرائرنا فقال له 
الشيخ : با محمد» ولأي شيء تظهر للحق ما لا تظهر للخلق هلا استوى سرك وعلانيتك مح 
الله فتنبه القرشي واعترف واستعمل ما دله عليه الشيخ وأنصف فرضي الله عنهما م, ن شيخ 
وتلمتك. 


رفن الجرء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


في العذاب العظيم لأنهم محروقون بالنار مثل الجمرات ثم إن النار تفعل بواسطة الجمرات التي 
ظهرت فيها أمرأ آخر فيه منفعة كما تنفع النار تحت القدر في إنضاج ما فيه ولولا إنضاجه ما 
ساغ أكله؛ إذا فهمت ذلك علمت حكمة تأثير النار التي هي تحت أرض الجنة وأتها إنما جعلت 
لتؤثر في فواكه الجنة النضج والإصلاح فإن مقعر أرض الجنة هو سقف النار والشمس والقمر 
والنجوم كلها في النار فتفعل في الأشياء هنالك علواً ما كانت تفعله هنا سفلاً ألا ترى أن أرض 
الجنة كلها مسك وهو حار بالطبع لما فيه من النار وأشجار الجنة كلها مغروسة في تلك التربة 
المسكية كما يقتضى ثبات هذه الدار الدنيا جعل الزبل تحته لما فيه من الحرارة الطبيعية لأنه 
معفن والحرارة تعطي التعفين في الأجسام القابلة للتعفين انتهى . 

(فإن قلت): فهل لأهل النار أن يتبوءوا من النار حيث شاعوا كأهل العجنة أم هم 
محبوسون في أماكنهم لا يبرحون؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثالث وأربعين وثلثمائة: إن أهل النار لا يتبوءون 
وإنما هم محبوسون في أماكنهم لا يبرحون وإيضاح ذلك أنهم لو كان لهم التبوؤ حيث شاءوا ما 
استقروا حتى تنضح جلودهم فكأن من رحمة الله تعالى الخفية يهم من حيث لا يشعرون عدم 
تبونهم فإن العذاب المستصحب أهون من العذاب المجد فلو كانوا ينتقلون من مكان إلى مكان 
لكانوا يذوقون في كل مكان يتتقلون إليه عذاباً جديداً إلى حصول الإنضاج وذلك أشد العذاب. 


(فإن قلت): فما الدليل على عدم تبوأ أهل النار من القرآن؟ 


(فالحواب): الدليل على ذلك قوله تعالى: ##وَحَمَلنًا هم لَكَْرِنَ حَِبرًا © [الإسراء: 4 أي 


وقال: إذا جمعك الحى به فرفك عنك فكنت صاحب تأثير فى الوجودء وإذا جمعك بك 
فرقك عنه فقمت في مقام العبودية فهذا مقام الخلافة فاختر أي الجمعين شئت. قال: ولا 
يخفى أن جمعك بك أعلى من جمعك بهء لأن جمعك بك يكون الحىّ مشهودك؛ وفى 
حددك ب حيدق ملك وادداللك يعر سعام عنوةينك دانهو. وقالت مكدر من لذة الأخوال 
فإنها سموم قاتلة وحجب مانعة» فإنها أي الأحوال تسيدك على أبناء الجنس فيستعيدهم لك قهر 
الحال فتسلط عليهم بنعوت الربوبية وأين أنت في ذلك الوقت مما خلقت له فعليك بالعلم فإنه 
أشرف مقام لأنه لا يزيدك إلا معرفة بنقائصك». قال: والأحوال كالبروق فكما لا تفوتك فكذلك 
لا تفوتها أنت فإنها نتائج الأوراد وكل من طلب ما لا بد له منه فهو جاهل وما اتخذ الله من 
ولي جاهل. وقال: العارف لا يأمن مكر الله طرفة عين وقد يكون ممن صار يسمع نداء العدق 
فيرجم من ذلك المقام ويحجب عن سماع الحق بشهود الكون فيتولد عنئده صمم عن سماع 
نداء الحق فإذا نودي من الكون سمع فضل وأضل نعوذ بالله من ذلك. 


(وقال): إياك أن تدعي معرفة ذات خالقك فإنك في المرتبة الثانية من الوجود وإن فنيت» 


المبحث الحادي والسبعوت: في بان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبلى خلق أدم ا" 


سجداً لأن المحصور ممنوع من التصرف فرحم الله الكفار من حيث لا يشعرون بعدم التبوؤ في 
النار كما مكر بهم فى دار الدنيا من حيث لا يشعرون ونظير ذلك المضروب فى بيت الوالى 
كلا يعس الال أولا فإذا تخضرت أعتضاوؤه غاب عن الإنساس بالألمفهذا السراء السير من 
عدم الإحساس هو من الرحمة التي سبقت الغضب في أهل النار في بعض الأوقات. 


(فإن قلت»: فهل تتزاور أهل النار كما تتزاور أهل الجنة؟ 


(كالفوات)؟؟ نعم يتزاوروت لكن لا يتزاور إلا أهل كل طبقة مع بعضها نعط فيتزاور 
المحرورون مثلا لبعضهم بعضا والمقرورون لبعضهم بعضا فلا يزور مقرور مجرورا ولا عكسه 
وأطال في عذاب أهل التنويه والتثليث في الباب الثالث وأربعين وثلثمائة . 

(فإن قلت): فما المراد بقوله تا فى حديث البيهقى «أمتى أمة مرحومة ليس عليها فى 
الآخرة عذاب وإن عذايها في الدنيا الزلازل والفتن والبلايا والتسنة التعديقه تمينا: وق ازواء” 
أشرى «عذاب أمتى في نيان وإذا كانوا كذلك فأين العصابة الذين يدخلون النار من 


الموحدين. 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والأربعين وثلثمائة: إن المراد بقوله ليس 
عليها في الآخرة عذاب أي مسرمد بدليل الأحاديث الصحيحة الواردة في دخول طائفة من هذه 
الأمة النار من الموحدين ولكن من رحمة الله تعالى بهم إماتتهم في النار كما مر آنفا حتى لا 
يحسوا بما تأكل النار منهم وذلك لأن النفوس المتألمة هي الموحدة المؤمنة والإيمان والتوحيد 
فما عرف الواحد تعالى إلا هو فجل معنى التوحيد عن الذوق وما لئا منه سوى التجريد وهو 
المعبر عنه عند القوم بالتوحيد. وقال: لو كان الحق تعالى علة لارتبط والمرتبط لا يصح له 
الكمال فهو تعالى خالى العلل. وقال: اجتمعت روحي بالحلاج فقلت له: لم تركت بيتك 
يخرب فتبسم» وقال: لما استطالت عليه أيدي الأكران حين أخليته وخلفت هارون في قومي 
استضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدموا من قواعده ما هدموا وكنت قد فنيت رددت 
العف الس شاع في ملسم ترح رفي كاحت دالاتتسيين وثلت 6 لا اعم يا لتقي 
فيه يد اللأكوان فانقبضت عن دحوله فقيل: مات الحلاج اسلاج اما مات ولكن البيت خرب 
والساكن ارتحل. وقال: ولما غاصت رجل جمل أبن عطاء» قال ابن عطاء: جل الله. فقال 
الجمل: جل الله عن إجلالك هذا فإنه كما يطلبه الرأس من فوىٌ كذلك تطلبه الرجل من 
أسفل. وفى الحديث: «لو دليتم بحبل لهبط على الله؛ قال: فكان الجمل أعرف بالل من 
ابن عطاء وكان من مشايخه . وقال: التوحيد الذي يستحقه الحق لا يعرفه إلا الحق فإذا وجدناه 
فإنما نوحده بتوحيد الرضا ولسانه فإن توحيد الاستحقاق لا يكون معه علمٌ ولا هم؛ ولا اختيار 
ولا شيء والعاقل لا يدخل دارا لا يعرقها فربما كان فيها مهاوي ومهالك فيهلك لا يعرف الدار 


7 الممزء الثاني عن اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


يمنعان قيام الآلام والعذاب إلى غير نهاية فما حرقوا وصاروا حمماً إلا وهم أموات والميت لا 
يحس بما يفعل به ولو تصور علمه بالحرق لم بحس به إذ ليس كل ما يعلمه العبذد يحس به 
فلذتك كان لا بد من رفع العذاب عن الموحدين وأنهم إن دخلوا النار فإنما ذلك تحقيق للكلمة 
الالهية قا يبقّى فى النار من قال لا إله إلا الله محمد رسول ايه ولو هر واحهدة 92 ضمره ومات 


على ذلك انتهى . 
(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى في أهل النار حين ذاقوا العذاب #أوَلَرْ 0 لََامُوا لما يوأ 


ع معام 


عله * [الأنعام 5؟| مع أنهم قالوا في محل يصدق به الكذوب ريدأ ااه تسمل كلها عر 
أَلّيِى حِكدًا مَل 4 ا لاد 

(فالجواب): إنما قالوا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل بلسان الحالة التي هي 
جالاحم اكير انبااتفوع مقهي !ذال جيرا الى لدعا برقي و تارم لقم إدادر مرا( إقى انها 
رجعوا بحكم القبضتين وهو عملهم بعمل الاشقياء لا يمكنهم أن يعملوا بعمل السعداء وإيضاح 
ذلك كما قاله الشيخ في الباب الرابع والخمسين وثلثمائة: إن الله تعالى خلق الإنسان على مزاج 
يقبل النسيان والغفلة ويقا لف جا ذلك دح كينها تو نه وتان ا ا نا 
هذ للاء ألدن:' نْ لو ردوا ا لا ير جعون إلى الدنيا إلا بتلك النشأة فينسون ما 
ل من عذاب النار وما قالوا يلين برد د ملا تُكَدْبَ يكاب رين و بِنّ ألْوِْيينَ ف [الأنمام: 807[ إلا 
بتعا ن النشأة التي ع فيها لتخليهم 3 ذلك العلم والذوق الذي حصل عنهم في النار يبقى 
0 ولو 5 بغي مخهم 1 اكانوا يعودوت لما نهو عنه إدا ردوا إلى الدنيا ألا تر إلى 1 2 
«يؤتى في القيامة بأنعم أهل الدنيا فيغمس ذ في النار غمسة فيقال له “مل رابك عينا : قط فيقول 


الأجانويا و ف الس تطالى | اللي رغا يه ما الت ينيتها ا«ألرء: لم نا ثتلوة (9© نان َأ 
تَامْرنة: م نْحَنٌ النيفون 4 | |الراقعة 58 -35]فمَف عند باب دارك حتى بأخذ الحى بيدك 
وكات تلك رفاك كو شاش علخ ا والأرض تلعنه وكم ساجد عليها وهي لا تقبله. 
وكو ذلك لآ تعفد دعاؤه لساه ولا خاطرة بحله ركم عن ولي رحييي في الببع والعدافن وك 
م عدو بغيض فى الصلوات والمساجد حقت الكلمة ووقفت الحكمة ولفذ 5 فلا زيادة 
ولا نشغصانء ' 9 لأمره. ولا معقب لحكده. انقطعت الرقاب وسقط في الأيدي وتلاشت 
الاأوالي وطاحت المعارف وقصمت الظهور بقوارع الدهور وأهلك الككون السلخ والخلع ساح 
من هذا ويخلع على هذا. وقال: أكث من قول: لا إِله إلا لله فإنها كلمة الإسلام وهي أفضل 
الدكر لما تحتوي عليه من زيادة العلم لجمعها بين النغي والاثبات. 


(وقال): إياك وععاداة أهل 5 إله إلا الله فإن لهم من الله الولاية العامةء فهم اولياء لله وإن 
أخطاوا أو جاءوا بقراب الأرض خطيئة لا ب يشر كون بألله شيئا فإن الله يتلقاهم بمثلها مغفرة ومن 


5 ولايته سح صلا محأر بكة وكل من لم يطلعك الله على عداوته بن قلا تتخذه عدرل وأقل 


المبحث؛ الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حل وأنهما مخلرقتان قبل خلق إدم 2 


لا والله» ومعلوم أنه رأى في الدنيا نعيماً ولكن حجة شاهد الحال عن هذا النعيم فنسيه وكذلك 
ورد فى صاحب البؤس إذا غمس فى الجنة غمسة فيقال له: هل رأيت يوما بؤسا قط فيقول لا 
وق ماترانك رسا قط واطالاف ذلك لم 1013 فوم انعم الدوهيو., يلعزت بإنتاد الر ود 
في حق طائفة منهم لكن غير معينة لأنها لو تعينت العقوبة لواحدٍ منهم في دار الدنيا وأنه هو 
الذي ينفذ فيه الوعيد لما أقدم عا لى' سيبها أبدا انتهى . 


(فإن قلت): فسن أكثر عصاة الموحدين مكثاً في النار؟ 


(نالحواب»: قد ذى, الشيخ في علوء الباب التاسع والستين وثلثمائة ما نصه: الله تعالى 
لم يطلعني على مدة أكثر العصاة ة مكثاً في جهنم قال وإنما استروحنا من | قوله تعالى ١‏ #في نرم 
كن تقار مون الك سَنَةٍه [المعارج: 4] أن آخرهم مكثاً من يمكث فيها هذا القدر قال وما نحن 
من كمال الخمسين ألفا على يقين فهذه هي مدة إقامة الحدود على الموحدين من أهل الكبائر 
قال: وكل ذلك في يوم القيامة وليس السرمدي إلا لأهل النار الذين هم أهلها فإذا انتضى يوم 
القيامة لم يبق أحد من عصاة الموحدين فى النار أبداً فرحم الله عبداً أطلعه الله على مدة إقامة 
المعياة قن الناق_ عل المديد: فالعيقه بيولا العجات فإني إنما الريك للك اعم ١ن‏ غين 

(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى: #وجاىة يَوْمَيق 4 [العبر: لم الزانات يفييها 
لأهلها عند الميقات؟ 
أحرالك إذا جهلته أن تهمل أمره فإذا تحققّت أنه عدو لله وليس إلا المشرك فتبرأ فلا تعاد عباد 
الله بالإمكان ولا بما ظهر على اللسان وإنما تعاديهم بالعلم وأنى لك به وأطال في ذلك ثم 
قال: وعلياك بالشفقة والرحمة لجميع خلو الله من ححيوان ونبات وجمادء ولا تقل هؤلاء ما 
عندهم حبر بما نفعله معهم» نعم معهم الخبرء وأنت الذي ما عندك خبرء وقال: احذر أن 
تحتقر شيئاً من عملك فإن الله ما احتقره حين خلقه وأوجده وما كلفك بفعل أمر إلا وله بذلك 
الأمر اعتناء وعناية حتى كلفك به مع كونك أعظم في الرتبة عنده من حيث كونك محلا لما 
كلفك به من الفعل وسبباً لوجوده فلولاك ما ظهر للعمل صورة عليك بمراعاة أقوالك كما 
تراعي أعمالك فإن قولك معدود من جملة أعمالك وفي الحديث: (إن الله عند لسان كل فال 
فما نهاك الله أن تتلفظ به فلا تتلفظ به وإن لم تعتقده فإن الله سائلك عنه وعليك ب بمراغاة الحم 
فيما أعطاك وفيما منعك فإنه ما منمعك إلا 21 عسي اشن نان دحب العا رن دود القلالة ل 
لتشكر فيحبك فإنه يحب الشاكر ين . وقال فى حديث: الو لم تذنوا لذهب الله يكم ولجاء بقره 
ا 0 
الأحكام الألهية فإنه تعالى ما ا على ماده بالوقوع في 9 ا ا لهء. 


(وقال): اه انما كي ب ا ا ا ل ل ا 0 داكن إآس 
: ا - اج 1 - : 





5 الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فالحواب): إنما لم يصفها الحق تعالى بالمجيء من ذاتها مع علمها بما هي عليه من 
0 من العلم برحمة الله التي وسعت كل شيء 
فمنعتها الرحمة الكامنة فيها من المبادرة للإتيان فإنها ما وقعت عينها إلا على مسبح لله تعالى 
بحمده مطيع لإرادته فلذلك جيء بها ليعلم الذي لا يدخلها ما أنعم الله تعالى عليه مما لم يكن 
يعلمه وليعلمه أيضاً من يدخلها بأنه بالإستحقاق يدخلها فتجذبه بالخاصة إليها جذب المغناطيس 
للحديد وهو قوله عليه الصلاة والسلام «أنا احذ يحج ركم عن الثار وأنتم تقتحمول فيها تشحم 
الغراش؛ انتهى . 

(فإن قلت): فهل 7 النار حظ من النعيم في وقت من الأوقات؟ 


النعيمء ولكن . صورة تعيمهم 0 وخيد وقوم العذاب بهم كما أن يم من شدة ناا 
توقعه لأنه لا أمان لهم. بطريق الأخبار عن الله تعالى فلا يفتر عنهم العذاب فلم يزالوا فى غشية 
من العذاب بعد غشية وإفاقة بعد إفاقة ففى حال الغشية يعذبون بالعذاب المتخيل وفى حال 
الإإفاقة يعذبون بالعدذاب المحسوس وقد يطول زمن الغشية لحو عشرة اللاف بسئئة وقد يطول زمن 
الإفاقة فيعذبون خمسة عشر ألف سنة وهكذا أبد الأبدين ودهر الداهرين. فعلم أن أشد العذاب 
على أهل النار ما يقع في نفوسهم من التوهمات فإنهم لا يتوهمون قط عذابا أشد مما هم فيه 
آلا تكون في نفوسهم لوقته. 


(فإن قلت): فهل عند أهل النار الذين هم أهلها نوم؟ 


ل سن فقد كلف الأمة ما يشق عليها ولو كان ذلك محموداً 
لكان مه أولى به فاجعل بالك لجا نذكرته لك معلم: أن كل:لن الم يكلف الامةابا تر مما ود 
فهو حكيم الزمان فإنه لا أعلى مما وضعه الكامل المكمل. وقال: قم في الأسباب من غير 
الحناة انها فزق الك جا بالق العا فى ل سات راطا تيا 0 والاعتماد عليها 
كما أشار إليه قوله تعالى: ظوَمَا يُوَمِنْ أَمحَمَهم بِأللَهِ إلا وهم مركن يود 9 2 

هذا الشرك الخفي الذي هو الاعتماد على الأسباب فإن رأيت نفسك يا أخي تسكن ! 0200 
على الأسباب انه إيمانك وإن رأيت نفسك يتساوى عندها فقّد السبب المعين 00 0 
السبب» فاعلم أنك مؤمن خقا وهناك يرزقك الله عن حيث. لا تحتسب فمن:الذاعى كمال التوكل 
ورزق من حيث يحتسب فما هو ذلك الرجل . قال: ومن الرزق الذي لا يحتسيه العبد أن ياكل 
مما فى حزائنه وتحت تصريفه وهو غير معتمد عليه ولأنه ليس فى حسابه أن الله يرزقه ولا بد 
عات شك ا لا الم ا ا ا 
يشى به إلا أهل الله عز وجل فاعلم ذلك . 


(وقال): احذر أن تريد فى الأرض علواً أو فساداً أو الْرَه الذل والانكسار والخمول» فإن 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والنار حقى وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم با 

(فالحواب): ليبس عندهم نوع وأئما النوم خاص بعصأة هده الأمة من الموحدين فقط 
وذلك هو القدر الذي يتنعمون به فى النار ويستريحون به فى بعض. الأوقات ثم إن عصاة 
الموحدين إذا ناموا يكون نعيمهم في منامهم الرؤيا الحسنة فيرى نفسه مثلا أنه خرج من النار 
ودخل انيه وصار في فرح و : 
يرى شيئاً كما يقع لأهل الدنيا إذا ناموا وبعض أهل النار من الموحدين قد يرى في منامه أيضا 
ما يسوءه فيعذب في منامه أيضا فيرى أنه في بؤس وضر وعقوبة وفراش من شوك ونحو ذلك 
نسأل الله العافية . 


(فإن قلت): قد بلغنا أن إبليس يكون فى الطبقة الوسطى من النار التى هى الرابعة فهل 
ذلك تحميف لعذايه. 


سرور وأكل وشرب وجماع بين أهله وإخوانه ثم إذا استيقظ لا 


(فالجواب): ليس ذلك تخقيفاً للعذاب وإنما ذلك للإحاطة والشمول. فهو ملء النار فلا 
يعذب أحذ فيها إلا وإبليس مشارك فى عذابه لأنه كان سبباً فى تعذيبه وفى الحديث "من سن 
سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من ليب إلى يوم القيامة» فبهذا الاعتبار كان ملء الثار بحشيقته 
فكونه لا يدخل أحد النار إلا بواسطته هو سر مستقره فى النار فى الطبقة الرابعة فليس ذلك 
مكنا عن لشي لني عاض انهل وا مز . ْ | 


(فإن قلت): فهل تكون أقسام أهل النار الأربعة السابقة أول المبحث أيضاً في الجن كما 
عي نيا الانمن؟ 
(فالحواب»): ليس في الجن مشرك ولا منافق ولا معطل وإنما هم كفار فقط ويؤيد ذلك 


أعلى الله تعالى كلمتك فما أعلاها إلا الحق وذلك بأن يرزقك الرفعة في قلوب الخلق وإيضاح 
ما قلناه أن الله تعالى ما أنشأك إلا من الأرض فلا ينبغى لك أن تعلو على أمك واحذر أن تتزهد 
وتتعبد وتتكرم وفىي نفسك استحلاء ذلك لكونه يرفعك على أقرانك فإن ذلك من إرادة العلو في 
الأرضي: وقال: إنما رغب الشارع أمته في ترك الجدال والمراء وإن كان محقاً خوفاً أن يسمع 
ذلك من لا فهم له فيعمل بذلك المذهب الباطل مثلاً حين ترك صاحبه ظاهر الحجة والمغالبة 
على خصمه؛ ثم إن النفس ربما تخدع صاحبها وتقول له: إنما تجادل لنصرة الحق أو لتنقيح 
الذهن لنصرة الأقوال الواهية التي قام بها إمام مذهبه وما علم هذا أن الله عند لسان كل قائل بل 
المجادل في عين حضصرة الحىّ وات لم يشعر وإذا كنا نهينا عن رشع أصواتنا يحظمرة الأكابر 
فكيف بحضرة الحى تعالى فافهم. 


(وقال): لما رأى أهل الله أن العبد لا يقدر أن يأتي بخلق كريم يوافق مزاج كل الناس 
اشعلوا تامو سهم نما بر ضصى أللّه عع وجل فقط . فالمؤمن ب ممية ما ير ضى بك اللهء والمنافق 3 


قوله تعالى: #كنْثَلٍ أَلتَّبِطّنِ إِدْ قَالَ الإنين أَحكْدُرٌ ْنَا كُثَرَ قال إن برئة تدك إن أََافُ أله 
رَبَّ أَلْسَلِبِينَ 439 [الحمر: ]5١‏ فألحق الله تعالى الشيطان بالكفار ولم وه بالمشركين وإن كان 
هو الذي يوسوس للخلق بالشرك حتى يشركوا فكل مشرك كافر ضمناً وليس كل كافر مشركاً 
لأن من قال إن الله تعالى هو المسيح ابن مريم كافر وليس بمشرك . 

(فإن قلت): فهل قول إبليس 8 إن أَنَاُ أله رَتَ الْسَمِنَ4 [الحمر : )١١‏ توحيد؟ فإن كان 
توحيداً فلم لم يسعد به؟ 

(فالحواب): هو توحيد ولكن كتوحيد المنافق بلسانه فقط دون قلبه فكان الحكم عليه 
بالكفر والشرك والنفاق والتعطيل فى هذه الدار كحكمنا على أهل هذه الصنات فى الآخرة 
سواء: وقد انعقد إجماغ الكل كلها عل كه وأنه لا يصح أن يسلم ا ا 
إسلامه حقيقة لم نجد الكفار والعصاة من يوسوس لهم بالوقوع في الكفر والمعاصي ولا بد 
لكل عاص من واسطته فهر أول من سن الشرك والكفر وسائر المعاصي. 

ثم بتقدير أن قوله #إِيَّ أَحَافُ أله رب ألْعََبِنَ4 [الحشر: 17] توحيد فما نحن على بقين 
من استدامة ذلك إلى الممات لأن الله تعالى أخبر عنه أنه يخطب لأهل النار في النارء وقد سئل 
الشيخ محيي الدين عن قول إبليس #اإِقّ أَنَافٌ أله هل هو توحيد؟ فقال ليس ذلك بتوحيد 
لأن إبليس أشقى الأشقياء وهو أول شقي من الجن فهو ولو وحد بلسانه فليس ذلك بتوحيد 
شرعي يقبل هنه؛ انتهىء ذكره في الباب التاسع من الفتوحات وذكر في الباب الرابع والستين أن 


النار بذاتها لا تقبل خلود موحد فيها بأي وجه كان توحيده وإبليس مخلد في النار بالإجماع روفي 


والرزايا في أنفسهم وأموالهم وأولادهم وإخوانهم إن أردت أن تثبت لك أخوة الإيمان فإن الله 
قد واحلى بين المؤمئين كما وانى بين أعشاء الإنسان الواحد. واحذر من الاكتراث بما يصيبك 
من الرزايا في هذه الدار فإن الله ما ابتلاك بها إلا تمحيصاً لذنوبك حتى تلقاه طاهراً مطهرا من 
الذنوب فاشكر الله على ذلك. وقال: عليك بتلاوة القران ولو ثلاثة أحزاب كل يوم ولا تهجره 
كما يفعل ذلك طلبة العلم وبعضص ا ا ا ع ال ال 
كذب وزو ونان قر قباد ك3 علم ة فى الدنيا فلا تكن ممن يهجر تلاوته بل اثله إن استطعت 
اناء 0 وأطراف التهار واستنبط ا شئت من العلومء كما كان عليه الأئمة المجتهدون 
وانظر في تلاوتك يا أخي إلى كل صفة مدح الله بها عباده فافعلها أو اعم على فعلها وكل صفة 
ذم الله تعالى عباده على فعلها فاتركها أو اعزم على تركها فإن الله ما ذكر ذلك ونزله فى كتابه إلا 
لتعيل به فإذا حفظت القرآن عن تضييع العمل به كما حفظته تلاوة فأنت الرجل الكامل . وقال: 
حياة الذاك لله عرز وجا متدملة دائمة لا تتقطع بالموت فهو حى وإن مات كانت حياته أحيا 
وأتم م: حياة الشهيد فى سيل الله إلا أن نون الشهيد من الذاكر ين الله كثيراً فإن له حيئئة 


حياتان حاة الشهادة وسا: الذاس . فالذاكر لل حي وإن مات وتارك الذكر ميث رإن كان في 


المحث الحادي والسعون: فى بيان أن الجنة والنار سن وأنهما مخلوقتان قل خلق آدم ا 


«(صحييح مسلما لمن مات وهو يعلم أن لا إله إلا لله دحل الحنة ؛) فلم يفل وهو مؤمن ولا قال 
مره مانت وهو يغول بل أفرد العلم كا سي بعد الشقاضات في النار أحد ممن عمل ماه 
مشروعاً من حيئمأ شو و مشروع بلسان نبي ولو كان مثقال حبة من خردل قما فرق ذلك في 
الصغر فيخر جود كلهم بششاعة أرحم الراحمين . 
(فإن قلت): فلم خصس الله تعالى الجباه والجئنوب والطهور بالحرق لمر م الذهب 
ا 1 2 8 ب 
والمضضة رلم ينمقها في سبيل أنه ' 
(فالجواب»: كما قاله الشيخ في الباب السبعين: إنما خص الل تعالى الكي بهذه الأعضاء 
الثلائة لأن صاحب المال إذا رأى السائل مقبلاً إليه انقبضت أسارير جبهته لعلمه يأنه يسأله من 
ماله فتكورى سجس هسك بها عمسا )4 لم إن الغنى يتشافل عن السائل و يعطية نجانية 4 ما هندع مله ار 
فيكرق بها جننبه فَإِذا عرف من السائل أنه يطلب مله ولاابد أعطاه ظهره والصرف فيكخورى بها 
ظطهره هذا حكم مائعى زكاة الفضة والذهب فى الناأر انتهى . 
(فإن قلت): فلم كانت أبواب جهنم سعة؟ 
(فالجواب): لأنها على عدد أعضاء التكليف الظاهر سواء وباب القلب مطبوع عليه لا 
الناس الجنان وأما الباب المغلق الذي لا يدخل منه أحد فهو فى السور باطنه فيه الرحمة لاقرار 
العبد بو جود الله ربأ واعترافه بعبوديته له وظاهره من قبله العذاب بالنار التي تطلع على الأفئذدة. 


!0 دنيا حي بعحياثه الحيوانية 8 رفي الحديث امكل الذي يذكر زنك والدي با يذكر نت مثل الحى 
والعكة) قيعت رج من ذلك أن حياة الذاكرين من حياة الشدهيد إذا لم يكن 3 الذاكر ب بن 2_0 


الحديث: *ألا أنبتكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من أن تلقوا عدوكم 
فيشربف رفايكم وتضريوا رفابهم؟؛ قالوا: تابو يا رسول الل قال : الذكر ابه ؟' فذكم ضر ابم 


0 1 


الرقاب وهو الشيادة. وقال: عليك بعلم الشريعة فإن الشريعة هي سفينتك التى إذا الحرفت 
هلكنت وهلك جميع من فيها وأنت مسؤول عن إقامة حدود الله في رعيتك الخارجة عنك 
والداخهلة فيك ولا تعرف إقامة الحدود عليها الا بمعرفة شرع ربك . 

(وقال): اخلف إيعادك ولا وعدك وسم إخلاف إيعادك تجاوزاً حتى لا تسمى آنك 
مخلف ما أوعدت به» ولو كان شرا فإن الأحكام تتبع الأسماء كما سئل مالك رحمه الله عن 
حناي البحر فتال: هواى رام فقيل له: إنه سمك من حيوان البحر فقال: أنتم سيد هه 1 


111 


7 رد ات ال ر؟ قال: وهذا الذي قررناه كان سبب وفوخ ! لمعت له فيما وقعوا 
فيه من الشول يإنفاذ الو عيد. قالوا: لاستحااذ الكذب على الله فى خيره وما علمت المعتزلة ان 


مل ذلك ل يسم كذبا فى العر 5 الذي دا الْشر 7 فحجبهم داع لهم العقلي عن علم الو صع 








54 الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


(فإن قلت): فلم كانت النار تحرق جوارح المكلفين الظاهرة فقط دون الباطنة؟ 

(فالجواب): إنما لم تحرق الأعضاء الباطنة لأن إيمان عصاة الموحدين يمنم من تخلص 
النار إلى قلوبهم» فانظر يا أخي عناية التوحيد والإيمان بأهله فإن الجوارح إذا أحرقت غايت فلا 
تحسى بعد ذلك بألم فصاحب هذا العذاب كالنائم سواء حتى تأتيه الشفاعة فإذا بعثه الله من تلك 
النومة وجد إيمانه على باب النار ينتظره فإذا غمس في نهر الحياة الذي على باب الجنة دخل 
الجنة فلا يبقى في النار من علم أن الله إله واحد جملة واحدة. 

(فإن قلست): إن النار جاءت فى القران مطلقة ومقيدة يعنى مضافة فهل فى ذلك 
خصوصية؟ 

(قالحواب): نعم لذلك حخصوصية وهى أن نار جهنم لها نضح الجلود وحرق الأ-جسام 
لأنها نتائج أعمال حسية ظاهرة فيجمع لمن هذه صفته بين العذابين كما فعل بأهل الجزية من 
تعذيبهم 0 أموالهم من يدهم قهراً واستغاداً وفي ذلك عذاب نفوسهم أيضاً » وأما ثار الله 
فهي مسد لأنها نتائج أعمال معنوية باطنة وهو قوله تعالى ا أل الموفدة ال طَ 5 
الْأَقِدَةَ ()) © [الهمزة: 5 7] ومعلوم أن الأفئدة هي باطن الإنسان فهي تظهر في فؤاد الإنسان 
وغعن هده النار 0 ظهرت النار الظاهرة والعبد منشىء النار فى الحالين فما ديه عسو و عا 
أنشأه بأعماله وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع والستين وثلثماثة فراجعه 

(فإن قلت): فما حكم أرض الموقف إذا لم يبق فيها أحد؟ هل تصير من الجنة أو من 
النار؟ 

2 


الحكه ب العقورل وفوقها وفي كل موطن مع أدلتها ولا ينبغي لها ذلك بل الذي 
فانت ينبغى لها النظر إلى المقاصد |( لشرعية في الخطاب ومن خاطب وبأي لسان خاطب وبأي 
عرف أوقع المعاملة في تلك الأمة المخصوصة. قال: بعض الأعراب في مكارم أخلاقه: وإني 
إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي» لكن لا ينبغى أن يقال فى حىّ الحق 
الى نه مسحل روعالا ءإنة عور تعجاوة عن حبدووات أعلع بالمراي 7 2" 
(ولنختم الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقء فيه وعلى المجنة ء النار 
أعلذقة اك كمال متها بنشدله ركرية أي متهم ]بت انراين'«السر عات البيكة) مهدا يكذ 
كن إطابي 1 عل أناانة نبال إذا ادي إتمرافل أن يكت قن السو بكر سان القبون ثم 
حشر المخلق من الناني والوكوق بعد أن أسخرجت الأرض أثقالها ولم يبق في بطنها سوى عينها 
جىء بالعا! لم كله إلى الظلمة التي دون الحشر فألقوا فيها حتى لا يرى بعضهم بعضاً ولا 
رد 1 دن ني الشيها واارم جتن بلق جد ااا الاح رط تمي 
ترى فيها عوجاً ولا أمتا؛ وسميت ساهرة لا لأنه لا نوم فيها إذ لا نوم لاد بعد و وان ؛ الدنيا ثم 
وضع الصراط من الأرض علواً على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب فيكون منتهاه إلى 


الميحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبر لخلق آده 54١‏ 





(فالحواب»): كما قاله الشيخ خ في الباب الحادى والسبعي, كما او المرعكت اذا 
عات ولم بم فيها أحد تعود كليا في جهكم وان كان ف هر ير وذلك بأن حب جهله من 


مع قلاك الكواكب إلى أسفز سافلين نا مر نهي انهوة على اتسموانت والا رضن صضانى حصورة 
ميا كايها عليه اد كانتا رقا فى جعت إلى صفتها م: الرئق والكواكب كلها فيها عبالعد م ارية على 


أها للء! اك 1 , : 0 ا اك ١‏ 
اهل النار بالحرور والز مهرير فبالحرور عل المحرورين وال على المف وري 


(فإن قلت): إذا كانت الكتواكب كلها طالعة وغاربة في النار فأين لورها وجهنم سوداء 


(قالهوات): أن نور الكواكب مم جود ولكن أهل انما نه هبك 5ل نورها أي* حجان 


شروقها ولا حال غروبها لما فى دخان جهنى من الكدورة وكانوا فى الدنيا عمياً عن ادراك الحو 
: وبع هلم من الككدو وا غي الدنيا ميا عن ادر 5 


الذى حاءءت به الشم 0 كذلك صاروا عميا فى النار عن إدراك الأنرار فليل أهل الثار لا صبا- 

حاف ا و م .ا ما جه 2 
لف كنا أن نهار أهل الجنة لجنة لا ليل له ولا 08 ؛ أهل !! لجنة وأهل النار عنى ما وصغنا أبد الأبدي: 
ولذلك بوي الله تعالى ع والقيامة باليوم العشيم لأنه لز بام نعادة خال: اشع وام انيت 


(فإن قلت): قد ملغنا ال تتا أعا امه ودرثائها وخوخاتها تبان عاد ان الجن 


2 0 2 + ل 
درا حاتها و لحو عجانها في ذلل: 3 
وثر حجايها و سحو لخالها فهل ا ةا 
0 كما قاله الشيخ محيى اندين : الور نزيك على تان الحنة ودر جانيم 2 
سشقص لحن ن في النار نار شير اس وا ثار اختصاصه كما عر أوائا الشحت وائما ذلك 0-6 : 


اكه م جهنم نار أعمال لا غير ولق سعئنا الكلاه على النار فى رسائة الكلاه عنى الداري 





: , عسو ل 2 2 قا - 5 0 
الما اج الدى هو خارج سدء الجنةه. قال: واول جنة يدخلها الناس ججنه النعيم واما المادية 


تت ا 


م 3 ' ا و جك ف او ني ا 2 ب د كن 5 3 01020 
فتكدل شي الم صر هه در مكة بيضاء نقية قياكا متهااهاز انمادبه شوه نعضي قشقطتب ف:١‏ 
رد كي الماح لوخي ادر محا بع ال 3 فلا80 


أ 


الم المدلاة مم- قادح أكنيفة الحنة عا 1 ا الب 8 أ كة..اتسحيف ايد 
7 قرضع حار : سا امس ا ل 0 ا 5 


له 0 5 م 2 5 1 
مكاشف عه إن تج تب ل و يقد سخ سيور الاعراف لمك الحنة والنارء وقد جماله الله 5 ا عت 


0 وا خا . 2 5 0 4 ال ا اي 3-80 1 
شنا سصزانلد جم إحداهما عل الاح ى. واعلم ان فويثا: انل لكز مكلشا مسزانا 
لاجم دا ىو رحاء العام ا و ل ص 


07 1 : 1 : 5 ل : 1 : 0 
عجعبه آل ثا وجل يتلون أه اتميز ان بصصيورة ا كات العنا. عليه فى دار الذيب شق ٠‏ اسان شى تلسبيك 


3 
اء ١‏ 1017 7 5 5 3 ين *يى فحن 5 خا ا ع 520 
ذا سوازب' متعددة هكدا اطلعنا الله عله ف ودابمعة مم ألو قانم ء قد لطلة الله تعات حساد الانسان 
0 لعي م وا ل - > 5 
و 500 ة 1 الى 0 5 . 5 2 ا ع - 0 . 8 1 
عب صيورةٌ اعهيئاد وجعل كمليه يجيلة م شماه وس لسائه قائمة ذانه قهد م جاتب ماأن. قال 
5 2 0 0 3 ب 0 
لد ل ف سر 3 : ا 525200 
لعا : #أقيسا الوربت. أْلقَسَطٍ ول ا ألميرًا: 4 ال صمل ١_5‏ لعايى باتميم 0 المنعا حي 
0 . جيه قح اي 0 0-6 - رحا د او لماه ١0‏ 1 
مانو عو 2 ها وقا شاف اليلد نان الساعدة بانكاقة العم 0 انششاء بالكمة كوي قا 1 نميه 
2 ' ف 3 0 00 
00 الوه 000 7 . ع عن 0 كور 9 2 ١‏ 
ا 148 9 ابحم أقه ميب انهلاك 1 قَان 3 وار الى 3 كلها يك "لد الو اكد التعوي ديو ١‏ بشن 
. و 2 ا 9 5 5 ِ - 3 و اله وني ب 
3 ات ل 1ن لاك الاي 1 ب 1 : : 5 4 . شخي 
اندب ونحجلها ممئنه عكس الدنيا فهى لاتمثاز لاعسال سواء ثم اذ' وضعت الموازي: نورن الاعمال 
2 د 9 3 1 1ك 3 ل 


56 انلجزء الثانى من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


فراجعها والله أعلم. 
(فإن قلت): فهل يتوالد أهل النار كما هو أن أهل الجنة؟ 
(فالحواب»: لا توالد فى النار والله أعلم. 


(خائمة): ذكر الشيخ في الباب الحادي والسيعين وثلثماثة من «الفتوحات» ما نصه: اعلم 
أنه إذ ذبح الموت بعذ مجيئه في صورة كبش ونادى المنادي يا آهل الجنة خلود قلا موت ويا 
اهل النار خلود فلا موت أرتفع الإمكان من قلوب أهل الجنة وايسوا من الخروج نيا وكديت 
ير تفع فيو" قلو ١‏ ل النار فنا لها لسر ةي حسرة ما أعظمها قال : وتغلق أبواب النار غلتعا أل فتح 


- ا 


أ 


عله ند لكن لا يخفى أن عين غلق أبواب النار هو عين فتح باب الجنة لأنها على شكل الباب 


الذي اذا فتحته سددت به موضعا آخر فعين علقه لمنزل هو عين 


ن فتحه منزلاً آخر وتقدم أن 
الباب الثامن الذي لا يفتح في النار هو باب الحجاب تحرو رصاع عن وسل بل لوسك يدا 
فال الشيخ حيبي الدين : واعلم أ إذا أغلقت أبواب جتهسم قفارت وغلت وصارت أعلاها 
اسفلها وإسمليا اعلاها وصار الخلى فيها كقطع اللحم فى العدر الذي على نار شديدة وأطال فى 
حبقدة عذات أهل الثار انتهى . 

(نإن قلت): فكخذب والله وافترى من أشاع عن الشيخ محيي الدين سس العربي رحمة أله 
أنه كان يقول: إن أهل النار الذي: هم أهلها يخرجون منها بعد مدة تعذيبهم وكذلك كذس من 
دن فى كقات (الفصوص" و«الفتوحات المكية؛ أن الشيخ قائل نأن أهل النار يتلذذوت بالنار 


جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم لكن الظاهرة فقط دون الباطنة لأن الأعمال 
الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن يقام فيها العدل وهى الميزان الحكمي المعنري 
فمحسوسن لمحسوس ومعنى لمعنى يقابل كل بمثله قال: وآخر ما يوضع في الميزان الحمد لله 
ولهذا ورد 'والحمذ له تملا الميزان؟ قال: وإنما لم تكن لا إله إلا الله تملا الميزان كالحمد لله 


أن كل عمل من عمال الخير يقايله عمل آخر من جنلسه ليجعل هذا الخير في موارنته ولا 


يغابل لا إله الا الله الا اتشرك ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان واحد من الخلق ابداء بخلاف 


غير الشرك مد ساك المعاصى فإن الإنسان إن كان يقول: لا إله إلا الله معتقدا لها فما أشرك 


وإن أشرك فما اعتقد لا إله إلا الله. فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل لا إله إلا الله الميزان 


2 


تُعدم مأ يعادلها فى الكقة الاخرى. 


(قال): وأما صاحب السجلات فإثما دخلت لا اله إلا الله ميزانه لآنه كان يقول: لا إله 
إلا الله معتقداً لها لكنه ثم يعمل معها خبراً قط انما عمل معها سيئات فتوضع لا إله إلا الله في 


9 دفاوت فت سيمع كمه نه إله ا أئله بالجميع وتطيش الستلات 


اا 


مقانالة الح 3 السنعب: سيعدله م 


فلم ينمل 00 أسلم ائناه شي فادا قرخ الناس مر الموازين وقفت الحشكلة بأيدبهم الكتب التي 








المبحث الحادي والسيعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قيل خلق آدم 55 


وأنهم و أخرجوا منها لاستغاثوا وطلبوا الرجوع إليها كما رأيت ذلك في هذين الكتابين وقد 
حذفت ذلك من «الفتوحات» حال اختصاري لها حتى ورد على الشيخ شمس الدين الشريف 
المدني فأخبرني بأنهم دسوا على الشيخ في كتبه كثيراً من العقائد الزائغة التي نقلت عن غير 
الشيخ كما مرت الإشارة إليه في الخططلبة فإن الشيخ مر يكل ونين بإجماع اع أهل الطريق وكان 
جليس رسول الله يل على الدوام فكيف يتكلم بما يهدم شيئا من أركان شريعته ويساوي بين 
دينه وبين جميع الأديان الباطلة ويجعل أهل الدارين سواء هذا لا يعتقده في الشيخ إلا من عر! 
عنه عقله + قاياك يا اح أن تند وحن بشنت فيا من الفقائد الرائئة إلى الشيم لشيخ واحم سمعك 
وبصرك وقلبك وقد نصحتك والسلامء وقد رأيت في عقائد الشيخ الوسعلى ما نصه ونعتقد أن 
أهل الجنة وأهل النار لقره لي د إزلهد ا اد بورع الح ا لعن ار أبد الأبدي. اواذهيق 
الداهريح قالوة رومز دنا رامل النان اندرو تع ميان انعو لحك وو الجاقية وال وسظلين 
لا عصاة الموحدين فإنهم يخرجون م ن النار بالنتصوصء قال لأن النار كما لا تقبل بطيعها لود 
موحد فيها كذلك لا تقبل بطبعها خروج أهلها منها أبدأ لآنها خلقت من النقنب الوق فال ! 
وهذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى. وفي الواقح الأنوار؛ التى جمعها محمد بن 
سويدكين من مجالس الشيخ وتقريراته: اعلم يا أخي أن جميع ما وجدته من قولنا يخروج أهل 
النار منها في سائر كتبنا وتقريراتنا فمرادنا بهم عصاة الموحدين انتهى؛ وقد نيه على ذلك 0 
الشيخ الكامل عبد الكريم الجيلي في شرحه لباب الأسرار من «القتوحات» فقال إياك و 

فتفهم من كلام الشيخ أنه يريد بخروج أهل النار غير الموحدين من العطرة فإن ذلك 0 
ا 00 على يدي جماعات كثيرة من صوفية الزمان الذين لا غوص 


كتبوها في الدنيا من أعمال المكلفين وأقوالهم ليس فيها شيء من اعتقادات قلوبهم إلا ما 
شهدوا به على أنفسهم بما تلفظوا به من ذلك. لداموجااق تافو لتحاو ع اكه 
كتابه بيمينه ومئهم من يأخذه بشماله ومنهم من يأخذه من وراء ظيم ره وهم الذين نبذوا الكتاب 
وراء ظهورهم واشتروا به ثمنأ قليلاً وليس أولئك إلا الأئمة المضلين الضلال الذين ضلوا 
وأضلوا قال: واعلم أن الذي يعطى كتابه بيمينه هو المؤمن وأما الذى يعطى كتابه بشماله فهو 
المنافق لأن المشرك لا كتاب له يقرأ ولذلك يقول الله عز وجل للمنافق: #أفْرا كنك تت 
بِتَفِْكَ ألم َك حَييبًا 4129 [الإسراء: 18] وقد عقب الله عز وجل الذي يأخذ كتابه بشماله 
بقوله: ©#إِنْمٌ كن لا يَؤْينٌ بألل المظيم © [الحاقة: *7] فسلب عنه الإيمان دون الإسلافء لأنه 
كان منقاداً للإسلام فى ظاهره ليحفظ أهله ودمه وماله روات إما مشرك أو معطل أو 
متكبر أو كافر 0 الإيمان فإنه من أعمال القلوب لا يطلع عليه أحد. قال: وأما الذين 
يأخدون كتبهم من وراء ظهور رهم فهم الذين أوتوا الكتاب 0 رهم فإذا كان يوم 
القيامة فيل للواحد منهم: خذ كتابك من وراء ظهرك أي من الموضع الذي نبذته فيه في حياتك 
الدنيا قهو كتابهم المنزل إليهم لا كتاب الأعمال فإنه حين نبذه وراء ظهره ظن أن لن يحور أي: 


556 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في ببان عقائد الأكابر 


ٌ 1 لم 0 ب 3 ا 1 5 ل ا ب 10 ك0 3 5 
لهم ثبي الشم يعد فى اتاد خروج اهل النار انين هم أهلها تقليدا لها أشيع 0 الشيخ محيي 


الدين وتابوا إلي الله تعالى بعد أن كانوا يتساوروك قيما بينهم فالحمد لله رب العالس 


(وأما الكلام على الجنة وأهلها) : فتذكر لك يا أخى منه نبذة صالحة إن ششاء الله تعالى 
فنغو ل و الله أ قي 5 ك: قال أن إمام أ أبو حلاه ر الشزويني شي كتابه السراج العقول» في : انا الخامس 


ل 0 


والكلاثين منه: اع أن الجنة أوسع من السهوات والأرض وذلك قوله 9 #وَجَنه مضه 
لشروث والأيقة اد سراف 050 نك المفسرون في معنى عرضها وجوهاً وفسروها بالعرششس 
الذي هو كنا الع ثم أشكل عليهم أن الجنة عرضها الذي هو مثل عرض السموات والأرض 
ل ل لي ولا بحل إشكالاً والذى أراه أن معنى 


عا فها إظهارها لأهليا يسماواتها وأرضها كما عرضت هذه الدنيا يسما 0 


2م مم ب مشي 


وأند من عرضت المتاخ للبيم ومثاله #وَمرضنا جه يومد للكفرين عبضا 1 لجهفا: ]٠٠١‏ فكما 


عرما الله هدم للكافرين فكذتك عر ضر الجنة للمؤمنين وهذا آم لاه لا إشكال فيه وروى 


الحاكخم م تبح عه أن أعرابيا قال ايا رسول اين أوافت قوله تعالى ظِ 3 عَْضهَا 3 0 اك 
وَالْدرْض 4 ا عسات 1 ] فأين الثار ؟ فمال وسنواك ألله ل : أرانت الثيل اذا جام فأين يكون 
النهار ؟ قال : الله أعلم. فقال كذلك الله يفعل ما يشاء. 


جاصس لي ملل 


(كان قيل): فما معنى قوله: #عَضها السَمَوَتٌ وآ رض يه [اللعيياق< 17 ]سما «السجوابت 
والأر ضر ص ضها؟ 


(فالحواب): هذا جائر قي اناعة كما قال الشاعر وو ححا لوزه البدر التماع:. أ كنور اعد 


نيا" أن لن يرجعء وهذا هو الذي يقول الله عر وجل له يوم القيامة حي ن يعاتبه ويقرره: اظننت 
انك ملاقي الحديث ثم جيء بالحوض يتدفق ماؤه عليه من الأوانى على عدد الشاربين منه لا 


سر يد و يد تتقصنى يرجمى قنك أنتويان اتوت ذهب واترتك قضة وهو لبق بالسور)؛ ومن السور 
يسك 1د نيوبان فيشرب منه السؤمنون؛ واعلم أن الحوضر والصراط يتلونان لشاكلة العلم 
والعيل و هما | حققتا ف ريعه وعلومها فالحوضص علومها والضصراط أفعالها فعلى مقدار الإحاطلة 
بعلم الشاريعة يون الشرفه سن الحرض : وعلى مقدار اتبا الشريعة بكتون المشي والاستقامة 
عا 


ترك الورع هنا ضاق عليه الصراط هناك بقدر ما فرء فالصراط حقيقة انما هو هنا لا هناك لأنه 


لى الصراط فكل من ضيق على نفسه بالورع عن كل ما كرهه الله اتسع عليه الصراط وكل من 


ألا يمشى العبد هناك إلا على السراط الذى أنشأه بأعماله فى دار الدنيا من الأعمال الصالحة أو 
غباها فهو في دار الدنيا باطنٌ 5 يشهد له صورة لجيه يمك للعيد نوم القيامة جسيرا ممدو دا على 
رز مجهطلم محسو سا أوله في الموقف وآخره على باب الجحنة كما مر يعرف كل عبد إدا شاهدهة 


أنه بتاؤّه بمجوارحة وصنتعته بيده . 


(قال): ولا يفشي كل إننيان على الصيراط إلا في نور نفسه ققط لأن الصراط لا نور له 


المبهث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حى وآنهما مشل قتان قبل خلي أدم 54 


فيكون المعنى هنا كعرضر السماء والأرض تصديقه ما فى سوارة اللحديد يه كرلة # يجَنْه يما 
كدض ألسَمَك وَالأرض# [الحديد: 5١‏ . 


ا 


(فإن قيل): هما واجه من ملع حمل العرضص على العر ضص الد لدي هو شبد !الها لعطول؟ 


(فالحواب): وجهه أنه جعل حكم ذلك حكم من نظر منا إلى هذه السماء أليس يرى قدر 
وسعها بعيله ومعلوم أن محل الإدراك ف انويع الللقا للعة الصغيرة التى هى مقدار صدمة 


فعلى هذا يحون لنسيك لخر قل المدورة الى عر صن السموات 55 هذا الربع مله مر امنا إلى لقي 


بشاء حلنا 
1 32 


_-_ 


عيلاك وان الك قذر على بناع المجمال والفيلة العظاه على قواتمهين الصغار وقدر عا 
الإنسان على قدمية الصغيرين 5 يعجر عن بناء الحئة بسمتها على العتفاع اي تلصسعر 0 حنيها 
اذ السماء كالعمود تنك سلكلتت بيثا واسع 5 قال الشبخ ا ظاهر الغرويني : واغلم ال سموانك 


الجنة عدد درجها هى مانة وأعلاها هو ما دلت عليه الأخبار وهو ساق العرش ففى الحديث 


م فو عا #المجية مائة 3 جه ها 5 كل درحةه والاض ب ما عل 1 السماء 0 < ااا ها سم اعلكه "!ا 
رشو ١‏ م 3 رجدو فَْ - وال فين م من 


ومنها تنفجر أنهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة وأما آرضها فتنتهي إلى سدرة المنتهى 


قوله عند سدرة المنتهى عندها ساد 3 ما ون ستادرة المنتهى فوق السموات السبع على ما لحان 


في الأحاديت دفي بسفى الروايات عن بن عباس : أن المجنة في جوف الك ر علي هذا ما بلغنا من 


: ا" - ِ ف 
سشتهاة الحنة وأر ضها والله اعلم ٠‏ فا 5 ولا ذا بكله ول في الحنة شمس.ن 1 5 فور كينا 8 0 تعالى 1 م له 
١‏ اكه 


روْنَ فها شَنْنًا ولا زَمْهريًا [الانسان: "1] قيل معناه ولا قسرأ وقيل حرا ولا يردام 


ليوك القمر انوار طالعة من سراد ات العر تََ ن رهشي له واد الت كلسي بعضها ونه كسام 


9 
اسلا يي 


تدا يشو نان 


١ 
ع‎ 


في نفسه ولا يمشي أحد عليه في نور أحد نسال الله اللطف. ثم يوتى بمتابر من نور مختلفة في 


لأضاءة واللون فتنصب في تلاك الأرش ويوي الاجياء وسرت فيدكود ل عايها قد غشيتهم 
الأنوا رالا يعر فهم أجدك في رحمة ة إلى الأبد عليهم من الخلح الاليهية ما تقر به أعبتهم رياني 0 
إنسان معه قرينه من الشياطين والملائكة وتنشر الالوية ذلك البوم للسعداء والأششياء بايدي 
ائمتهم الذين كانوا يدعونهم إلى الحى أو الباطل وتجتمع كل أمة إلى رسولها من امن منهم ومن 
كفرء وتحشر الأفراد والأنبياء بمعزل من الناس بخلاف الرسل فإئهم أصحاب العساكر فلهم 
هام يخصهم» 1 عين الله عر وجل في هذه الأرض بين يدي عرض الفصا والقضاء مرتبة 


عله , إمتدت م لوسيلة التو لني في الجنة السسي: المقام المحمود وهر لمعحمدك 





خاصدء وياني 
ملا نْحد كل شماه 0 جدة متميرة عن غير ها فتكون سيع صقوف أهل كل سماء ثب والروح 
قائم معام الحماضة وهو الملك الذي تزل بالشرائع على الرسل 35 لم فق لعن بالكتب ال 3 
والصحفب المكرمة وخلف كل كناب م الردلل هه أجلهم فيمتار ول عن أصيفانت: الششرات وا عمن 
تعبك ييا كات لم كك من أحله وائما دخا مد 2 كأمو سه وله مم- ضما الله وكان لاه سنا 


1 720 ٍ 4 - 5 ِ 2 2 1 و اك د 5 
عن نظر فكري من عاقل مهدي :؛ كم باثي الله عز وجل على عرشه وملائكته الثمائية مله 








545 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


كل ليلة فتطلع مضيئة علينا وفي الحديث عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أين تذهب الشمس 
اذا غريت قال تذهب حتى تسجد لله تعالى تحت العرش فتستاذن فيكسى عليها سبعون حلة من 
نور العرشي ويؤذن لها. الحديث فعلمنا بهذا الحديث وغيره أن للجنة سماوات وأرضاً باقيات 
حالدات أبد الأبدين لا تفنى ولا تبيد ومن توقف فيما قلناه فإنما هو لعكوفه على المألوفات فى 
هذه الدار كما لو فيل لمن ليس افي بلادهمرؤيت إنا رآيتا'في بلاد شيدا يوضع في شية اسم 
أحدهما زيت والآخر فتيلة قطن فينور على الناس طول ليلتهم فإنه يستبعد ذلك أشد البعد ولا 
يصدقه إلا إن رآه ولكن من رزقه الله قوة الإيمان لا يتوقف فيما أخير الله ورسوله أبداً. قال 
الشيخ أبو طاهر والآية اله ا اتعرم هاي لانت الماضين دالة على هذا المعني وهي قوله © 
7 لد سهدوا فى 1 خَئِرِينَ فا ما دَامَتِ َلتَّمَوتُ وَالْْسٌ لَه مَا شه رَيْكَ عط غير يحدُوز 
(4 اهرد: 7٠١١‏ يريد أن السعداء يكونون في الجنة خالدين دوام خلود سموات الجنة وأرضها 
إلا ما شاء ربك زيادة على المكث الدائم من النعم السنية والألطاف الخفية مما أعده الله فيها 
كما في حديث افي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» قال وأعلى 
تعيمها الرضا والنظر إلى وجهه ا ا الجسام المستثناة من نعمة الخلود 
وتصديق هذا التفسير قوله تعالى اخر ي ملة ع و4 أي فير متطرع واد فول في 
صغة أهل النار «حرتك يماي لكوت ولاش الها كاد ويك إن َيه تََالُ لما 

43 اهرد: ا ا فهي دالة أيضاً على أن للكفار أرفا وسماوات آذ الستماء : 0 
علاك وأظلك والأرض كل ما تحت قدمك فأرضي التار الدرك الأسفل وسشرايةاطاف درعاننا 
طبقاً فوق طبن إلى أن ينتهي إلى الصخرة التي فوقها نظير العرش فوق الجنة كما مر والله أعلم 


فيضعونه في تلك الأرض والجنة عن يمين العرش والنار من الجانب الأخرء وقد عمت الهيبة 
الإلهية قلوب أهل الموقف من إنسان وملك وجان ووحش فلا يتكلمون إلا همسا بإشارة عين 
وح صرحا تر الصحيا بين ا اي د ويأمرهم داعي الحق 
وبهده السحدة تجح ميزان أهل الأعراف لأنها سعجده تكليف فيسعدون ويد خلون الجنة ويش رن 
الح تعالى فى الفصلل والحكم بين عباده فيما كان بينهم؛ وأمّا ما كان بينهم وبين الله فإن الكرم 
الالين فد اسقطدفاه راكد السام عباده بذلك ذلك الوقت. فهنيئاً لمن لم يشهد ممخاصمة بينه 
سم برك الخ عير ن الخلق ولم ب يقع له ذنب إلا بينه وبين الله ولن يقع له ذنب مطلقاً ويختلف ذلك 
باختللاف المسامداني ادر اكت لطاع ا في كل شافع أن يشفع 
فيششيع الشافعون. ويعبل الله تعالى من شفاعتهم ما شاء ويرد من شماعتهم ما شاع وقد بسشط الله 
ال حمة فى قلوب الشفعاء فى ذلك اليوم ومن رد الله شفاعته من الشافعين فليس انتقاصا ولا 
عدم رحمة بالمشفوع فيه وإنما ذلك إظهاراً للمنة الإلهية على عباده فيتولى الله سعادتهم ورفع 
الشتقاوة عنهم. واعلم آن الشافعين في ذلك اليوم واحد وثلاثة فالواحد أرحم الراحمين والثلاثة 





المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والثار حق وأتهما مخلوقتان قبل خلق ادم 21> 


بحتبقة الحال. فعلم أيضاً أن أرض النار وسماواتها باقيات خالدات ومعنى إلا ما شاء ربك 
يعني إلا ما شاء الله بعد خلودهم فيها من انواع الالام والعقوبات المتلونة الزائدة لهم على 
عقوبة الحبس الدائم. قال الشيخ أبو طاهر: وهذا الذي استنبطته من نظري في معنى هاتين 
الانق رأيته بعد ذلك منقولاً في تفسير الحسين يق الفضل وكان :ذلك .مثل وقع الحافر على 
الحافر وهو آ صح ما قيل في الآيتين اولخ ادها وعشرين قولاً كلها ضعيف. قال: ومثال 
تفسيرنا هذا مثال ملك استخلص بعض رعيته لنفسه وأسكنه معه في داره وكان يفيض عليه من 
مباره وخيره وحبس بعضى رعيته في سجنه وصار يأمر كل يوم مع ذلك بأنواع العقوبات لهم ثم 
صار الملك يخبر الناس عن حال الفريقين ويقول أما فلان ففي رعايتي وجواري يتبوأ معي في 
ذاري نينا علايه الأننا شعت [ه«ؤيادة سن مكرارى وإحسان و خلعى عليه وأما قالان قرع مسق 
ها عشت إلا ما ششت له مم ن أنواع المثلات وا/ لألام بصنوف العقوبات ال 
الدائم قال وهو كلام سديد فتأمله فإنه نفيس . 

(فإن قيل): كيف يتصور الخلود الدائم والنعيم الأبدي وكذلك العذاب السرمدي في 
العما ؟ 


(فالحواتب): يتصور ذلك في العقل يتجدد حالات بعد حالات على الدوام وأما عدم 
تناهي ذلك فيما لا ير ال فيدركه العقل المجرد ويتقاعس عنه الو هم والخيال فلا ياد يخيل ذلك 
لعجزه عن التصوير م كونه يدرك ذلك بالدليل؛ وقد قربا الإمام الغزالى ؛ عيقيكه الل ذلك 
بقوله: من جز عن تخيل العدد الغير المتناهى فليقدر أن الله تعالى خلق مثل هذه الدنيا ألف 


هم الملائكة والن ييون والمؤمئون. يقول الله تعالى في ذلك اليو م: ششعت الملائكة والتبييون 
والمؤمنون وبقي أزحم ‏ از احمين فلك شافع طائغة تخمن ا ل ائر أحمين يشمع في 
الذين نم يعسلوا خيرا قط غير تو حيدهم ل فقط فهم كتصاحب السجلات. 


(كال») وهؤلاء هم الذين . شهدوا مع شهادة 50 والملائكة أنه 0 إله إلا هوء ا ور أما الملا تكة 
هر 2 . ا , م“ ا 3 . 
نتشفع فيم: كان على مكارم الأخلاق جيه تكون على الترئيب وأخرهم شقاعه السعة عشم 
ل :| د 3 مهو له أأه 0 000 0 - داخّدات 
فإن الملاتكّة إذا شفعت لن تشفع هذ اليج عشرء بل تتاخر إلى أن تنقضي مدة المؤاخا : 
كقنها ويتصفودت بال حمة ودلك عندما يروك أن عضت ايله قل ار تمع 5-0 عصاة المو حدين . بواما 
النبييون فيشفعون فى المؤمنين خاصة. والموّمنون طائفتان مؤمن عن نظر وتحصيل دليل 
فالشافع فيه النبييرن فإن الأنبياء جاءوا بالخير إلى أممهم وذلك هو متعلق بالإيمان ومؤمن مقلد 
بما أعطاه أبواه أو أهل الدار التي نشأ فيها فالشافع في هذا المؤمنون الذين فوقه في الدرجة بعد 
أن رصمو | بشقاعهة رسول الله قيهم يعني في الشافعين قال وصوره ششاعة أر حم الى احمين ل 
2 امعا العجان والى تيه واللطف عند الااشج الشديد العقاب والمنتهم 5 وأتجبار فهي مر الب 


أسماء الانينية 5 ششاعة محققة فيتولى الحىق تعالى بلاس إخراج من شاء ع الثار أل المحنة 


584 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بان عقائد الأكابر 


القت مادينة ول هن كلها م أالحت لم 0 يألتقط د فى كل ألف ألف سيك جيه واحدة فونه 


تنفد تلك الحيابس من المدائن كلها 01000 كما د ورد فى الحديث نحو ذلك . 


(فإن قيل): غهل اللذات الأخروية حسية أم عقلية أم خيالية؟ فإن هذا سؤال ضل فيه كثير 


(فالحواب): عن ذلك هو أن تعلم يا أخي أن الأخرة أكبر درجات وأكبر تفشسللا الك 


5 5 - 


لير وابفى فللا يجوم أن تتقاصر تذاتها عن عا التممر 1 الدنيا ولذات الدنيا من ثالانة أو جه 


حسى لخيالي عقلى فيمكن أن يخلت الله تعالى لأهل الجنة إدراكات أله زائدة على هذه 


السدارك يدركون بها ما اخفى لهم من قاة اعين فضلا من الله ونعمة. 


عي 


الإ قيل): فما هى اللذة الحسية أي التى تدرك بالحس؟ والخيالية أي التى تدرك 
بالشياات والعقلية 1 انع تدراك 15 . 3 


(فالحواب): أما المحسية فهي كلذدة الطعام وا لشيرات بالذرة فى وكلذة النكاج وسائر 
المسلم ساث باللمس و كلدة اللخ ع ا والصور الحسالك بالعين وكلدذة المشمومات بالستم وكلدة 
الأصوات والالحان ايت فمن تلد بالحواس الخمس فهو الذي كمل عيثه قال وأما اللذة 
العشيائية وم مطلويدٌ في في الدنيا أيضا خإن الرحل ريما يتخيل اعنيناء يتمناها قياتد بها ل ريما راقن 
الشىت اندي يهرأه ف المنام فيلتد به ركقال بعضهم : 2 تكون اللذة العشيالية فى الجنة أبداً أن 
الجند دار صدىق والناءة الخيالية هي قضايا الوهم الكحاذب فهى أكاذيب وغرور والدار الاحخرة دار 
و بماد الله تعالى جهنم بغضيه وعقايه والجنة ب ضأءه تعالى ور حيسئه 


قد اختلف الناس فى الجنة 


هك 
- 


وك 1 بي 
لتنا اللاآن أم بي 


والثار هل لد والخلاف مشهور م كل طاتفة الدئيل على قوله بما رآه حجة 
0 أحتال الشيخ ا الدن: 0 جيه أبنء ١|‏ لكلام على ذلك فى اثيات الحادى والسحين م 


«الفتوحاث» ل قال : واما عندنا وقد أصحاينا دن أهل الكشف م يشب فهما ا قتاد غير 
سخا قتينء فأما د قولنأ لقم مخلوقتب: فكرجا ١‏ رأد أن بي دارا فأقام حيطانها كلها الحاو به ة عايها 


العامة 


خاصة فيثال: قد بلى دارا فاذا دخلها أحد 2 د إل سورا دأ ثرا على فشاء وساحه ثم بعد ذلك 


ينشيء بيوتها على أغراض الساكنين فيها وثفاوت مراتبهم ودرجاتهم أو دركاتهم من قصور 


وغاف وس 'ديب ومهالك ومخازن وما ينبفي أن ينون فيها مما يايذه الساكن من 


كيار - الح 


5 2 0 قا 1 ل لود 39 0 اا م 95 0 ل 0 
تستعدل فيها واطال فى دذلك. عم قال: قله تعانى : #أعدت 0 اال شن امن 1 إشارة 


ا اليم اماك ٠:‏ خا انسات ل الحنة 0 اكنار كنا بعلم متتس جد ن الساء بألخص. سل بناء 
نيك ناته م يشوم يعيل ذلك ِ بتاع السور 0 اليد اه ايجار القداحة كم القصور بر 


امه ا كائ* قال خا الك واي يل سو رهآأ ع انتم جيك ء وان ات 0 5 ابتار 





طبتاتها' فه* ينتهى بناء جنة كل إنسان إلا بآخر أعماله 7 دان اندننا قاذة انتهى 'البناء هما بشن أ 


المعثف الجادى والسبعون: ري يبان أن الحنة «النار حي :اننا مخاوقتاث 05 احلىق ادم 54> 


الحقاتق ولذلك سميت الحاقة قال تعالى: #الْافَهُ لوي نا نفافٌ 2 4# الحافة ١.'اقال‏ 
المغسرون سميت الحاقة لأن فيها حواق الأمودر وليس فيها أباطيل 2 أكاذيب بدليل قوئه تعالى 
#لَّا يسْمْعُونَ نا لَعْوا ولا كذَب (2)» (انبأ: 15 وإذا كانت اللذة الخيالية بالمني والأمنية في الجدة 
م: ححيث إل فيها ما تشتع لديو الا بي وتلذ الأعين فذلك يدل 0 أن اللذة ا فيها معلومة. 
قال وهذا القول عندي يع اذ اللذات الشيالية أماني والأماني أكاذيب وأباطيل فلا بكو 

ذلك في الآخرة فإن كل ما يشتهيه أهل الجنة يجدونه في الحال عياناً نقدا فلا يكون لهم أمنية. 


لتذاذهم بي كون بالمو جود المشاهد لا بالمفقود لمتمني ال قافهم ذلك فاته عن شرائب أمور 
0 وأما اللذة العقلية فلا خلاف في أنها لذة الأشياء وأقواها واسرها للنفس واشهاها 
وابسطها للررح وأحلاها اعتب ذلك يلذة الفهم والعلم فإنك إذا أدركت مسألة كانت تشخخل 
متاك ادك نجد في قلبك رفي نفسك لذة لا يعادلها شيء سن لذات الدنيا كما قال الامام أبو 
حليقة لو يعلم السلو لوك ما نحن فيه من لذة العلم لحاربونا عليه بالسيوف وناهيك بلذة الأمر 


والولاية والأمر والنهي والابتهاج بالأشياء الموافقة للطيع والغرضص ولذة الو جاءان كينا 6 


8 


لبعضس الأعراب أنه ضاع له بعير فكان يقول إلا من يبشرني بوجدائه وهو ئه فقالوا لد: فى 
حفلك اذن من ذلك فقال لذة الوجدان ومثل ذلك لذة الولد ولذة ممحادثة اللإأخهوان الصادقين قال 
لي ٠‏ العام 1 الث اه الك الاج انا ك_ 0 2 1 أ 2 عل 
الإمام الشاغقى رضي الله ضنة نو8ؤ معحادبد الآ حوال والتهحد عتل السحر ها أاحبيت القاء فى 3 
0 وقس على ذلك سائر اللذات العقلية وإن كان فيها تفاوت ولها مراتب فهي لذات غبر 


3 5360 ا 1 لمش سام سمه مي 
0 85 وفوله ال مها ما ما تُقْتَعىَ 5 فيها ما تَلْعَونٌ# افصنت: ١م]‏ 


ل سيل ا 0 ع 4 2 اعم 7 1 1 4 0 
السحنيى فيشال له : اخرج إلى دارك قمعدك حمل بلأؤهاء فإدا طلعك رجه حبس . لي البررخ حي 
يتكامل عدد السكان وينتهى مددهم ليناد المنادى : أ جو 5 الى عد ليد ممعلى 
اعدت على هذا التفر بر 5 أعدث الهم 02 دطولهم لها ل" قبل خلقهم وايجادهيى ف عدا تسود 
المتشاام و يؤاباد ذلك قوله د : من قعل كنا بنى الله له كاف ى الجنة " فعلى 
ما حووة ‏ طانانت دك 1 ا ا ١‏ : اء 

على قعل ذلك الأمر ندال قلق أقه لم بك ميا فيا ذلك 000 أ 
الحنة قلبية الترية عدبة الماء والها شيعان وعراسها سييحان إلله 567 الها د 
أكى ؟ ونحر ذلك. 







(قال2: وأما ما ورد في الفصتيح (أن الله عر وجل لق جنة د بيده وش فيها الهاره 
ل ا ل ل ا ل ل ا اك لي 
فهر كقوله تعالى : ##أَقَ أَثرٌ أَشَمع [النسا : ]١‏ فله تعالى أن يشبر عن حصرته السذكورة بما شاء 
لأنها لا تتقيد بزمان كالخلىٌ م في الألفاظ والله أعلم . (قلت): ويحتم ان ألله 
تعالى خلق الجنان على ما شاء من الأوصاف التي تسمى بها جناناً من أشجار وأنهار وأتراب ٠‏ 
ثم آبقى فيها أماكن خالية قابلة لما يبنى فيها ويغ س من تناهيى أفعال المكامين غيب مأ ينعم إلله 











+٠‏ زَء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


إلى غير ذلك من الآيات والأخبار قال: وعلى هذا الأصل تكون الألام الحاصلة فى الحس 
والعتل ؛ في جهنم الملياتات يدوه ياش بعال متها قال اتعالى. #ومن كنت فى هنذيه ا 
اضر 0 َأضَلٌ سيلا لا + [الإسراء: ؟7] ولا يخفى شدة العمى على من ابتلى به في الدنيا 
فقد بان لك يا أني صحة اللذات الحسية والعقلية جميعا وكذلك الالام مثلها في الآخرة وقد 
سبق بسط الفول في صحة إعادة الأجسام بأرواحها وأجسامها على ما هي عليه فإذا ثبت عند 
الإجادة عزن أها هو عليه البوف قي لمان حرا زا توق الشرع وكونا ودرة اللذة لالم مضه 2 
في الآخرة أيضا من غير شك ولا ريب. 
(فإن قيل): فإذا أكل أهل الجنة وشربوا فأين يذهب ثمل الطعام والشراب؟ 


(فالجواب): قد ثبت في الحديث «أن الطعام يكون جشاء والشراب يكون رشحاً كرشح 
المسئلك؛ وشو حديث مس كما كاله القروينى. قال ولقد جرينا أن من غذدى باللين والعسل أيه 
اح !! تذا اخ . ه | كك 11 00 1 أن عييااة 
يحتاج إلى استفراغ . قال الشيخ أبو طاهر ولولا خوف التطويل لأنهينا الكلام في بيان استحالة 
طعامهم وشرابهم الى الرقح والغرد: وقد شاهدنا امرأة تسمى عائشة من ناحية النور ولم تحتج 
5 المستراح 1 ثلاثين سنة وتواردت الأخبار أيضاً بأن تركماناً أقاموا عند الملك مسعود سنين 
دلج لكلو الكتف رما مه مع أنهم كانوا يأكلون أكلا فإذا كان هذا موجوداً في الدنيا مشاهداً مع 
طعامها الكثيف الثقيل وشرابها الوبيل وهوائها العفن ومائها الأجن فكيف ينكر أحد ما أخبر به 
الأنبياء والم رسدءو: ل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من أطعمة الجنة وفواكهها مما يتخشيرون 


تعالى به عليهم لا في مقابلة أفعالهم والله أعلم. 

كال لشيخ : واعلم أن خواص المؤُمنين ليس لهم بناء من أعمالهم إلا في الجنةء وأما 
غير انخواص فيبنون بأعمالهم في الجنة تارة وفي النار أخرى على حسب طاعاتهم ومعاصيهم. 
وقال الشيخ في الباب التاسع والثمانين ومائتين ما نصه: روينا عن الشيخ أبي مدين إمام 
الجماعة رضى الله عنه أنه كان يقول: يدخل السعداء الجنة بفضل الله والأشقياء النار بعدل الله 
وكل منهم ينزل في داره بالأعمال ويخلد فيها بالنياث التي مات مصداً عليها بمعنى أنه لو مات 
وهو مؤمن عازم علق ارتكاب تذنت سنة مكلا حلد في النار قدر منة أو .وهو عازم على غندم 
التوبة منه إلى أن يموت خلد في النار قدر عمره وكل ذلك إن شاء الله تعالى ثم إن شاء غير 
ذلك فعفوه أوسع والته تعالى أعلم» غير أن الذي وصل إلى علمنا أطول الناس مكثا في جهنم 
من عصاة الموحدين من يمكث نحو لخمسين ألف سنة ولعله كان يفرض أنه لو عاش إلى القدر 
المذكور لبقي على معصيته ٠‏ إلا أن يعتقد أن أحدا يريد منهم على ذلك أبداً لا بنص . قال: 
وهو كشفا صحيح وكلام حم عليه حشمة انتهى. قال: الشيخ محيي الدين رحمه الله : 
وأصناف أهل الجنة أربع : 


الأول: الأنبياء والرسل . والثاني: أتباعهم بشرط أن يكونوا على بصيرة وبينةِ من ربهم 








المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والتار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم "6١‏ 


ومما يشتهون من شرابهم العسل المصفى والماء الغير آسن واللبن الذي لم يتغير طعمه 
والشراب الذي لا يتصدع عنه شاريه ولا ينزف. وإيضاح ذلك أن أطعمة الجنة وفواكهها 
وأشربتها لطيفة رقيقة خالصة صافية لا يعتروها الاستحالات ولا يكون لها إتفال منكرات ولا 
روائح مكروهات . قال الشيخ أبو طاهر: واعلم أن الله تعالى ما وصف الجنة بالأشياء الحاضرة 
عتدنا #الحيل وال رضي والسبتكف والكائور والتسدس والتهرتر أوالذهك: زالضة واللولز 
والمرجان والنخل والرمان والخشيرات الحسان وغير ذلك إلا لتهتدي يذلك القلوب وتستانس به 
النفوس أما تصور ذلك في العقل فمستحيل لأن التصور إدراك الوهم خيال ما أدركه الحسر 
والذي لم يدركه الحس يمحر لوهم عن لسر ولو ان شرق ريق إل مق ا اق ان 
تعالى لقلا تَعَلَمْ نفس ما لمي ل من قرو عبن [السجدة: 107] ولا قال كل ة عن الله عز وجل 
الأعددت لعيادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشره. قال | 
عباس ومقاتل بن سليمان ليس شيء مما يكون في الجنة من ثمرة وشراب وحلى وحلل يشبه ما 
في الدنيأ بشيء اشبوتن: أن الله تعالى وصف ما عنده بما عندنا فسمى لنا الذهب والحرير والثياب 
والفواكه ولا نعلم نحن حقائق ذلك الذي عنده انتهى . 

(فإن قيل): فإذا سماها لنا بما عندنا وهى على خلاف ذلك حقيقة فهو لخلف وتعالى الله 
عن ذلك! 1 

(فالجواب): إن تسميتها بما عندنا لا بد أن يكون ذلك بأدنى مناسبة ليقع في أفهامنا 
تعقله وأصل ذلك قوله تعالى #مَثّلُ نوروء صشَكَررَ فا مِصَبَحٌ# [النور: 5؟] وأين المشكاة من نوره 


وهم الأولياء والعلماء والعاملون. الثالث: المؤمئون أي المصدقون بالأنبياء وبما جاءوا به من 
الشرائع. الرابع: العلماء بتوحيد الله من أنه لا إلّهِ إلا هو بالأدلة العقلية. قال: ومقام كل صنف 
متميزٌ عن الآخر هناك بالنزول وإن كان نازلا في الدرجة بالعلو إن كان عاليا ولا حسد بين 
الأدنى والأعلى هناك بخلاف الدنيا. قال: وإذا وقم التجلي الإلهي للرؤية ويكونون جلوساً 
على مراتبهم فالأنبياء على المنابر والأولياء على الأسرة والعلماء بالله على الكراسي؛ والمؤمنون 
المقلدون في توحيدهم على مراتب وذلك الجلوس كله يكون في جنه عدن على الكثيب 
الأبييض . فال وان ان موحداً من طريق النظر فى الأدلة فيكون جالساً على الأرض وإنما 
نول على هنذا عن الرتبة.التى اللمقلد قى التوسحيق لأنه يطرقه الشيه: من تفارض الأدلة واليلقالانك 
فى الله وصفاته فمن كان تقليده دومااهو أوثق إتمانا مسرة مود توحيده من النظر فى دلالة 
يولي قال: كان ضيافة أهل الجنة زيادة كبد الحوت إذا دخلوها بشرى لأهل الجنة ننقاء 
الحياة لهم قيها لأن الحوت حيوانٌ بحري مائى من علصر الحياة المناسب للجنة بخلاف ضيافة 
. أهل النار تكون بطحال الثور الذي هو بيت الغم ومجمع أوساخ البدن. قال: وخلق الله تعالى 
الجنة بطالع الأسد الذي هو الأقليد لأنه برج ثابت» فللجنة الدوام وللأسد القهر ولذلك يقول 


؟ > الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيات عقائد الأكابر 
تعالم وإذا ان فيه أدنلى عناسية فلا خلاف ولا كذس وكّد قال العلماء بالله تعالى : كل شىء مه 


ان كس عه أعفلم العو" انه وكل شي فى الاه عيانه أعظم البو لما تراه و آلله تعالى اضالى. 
3 أيه 0 - 2 3 - . وي 1 


(فإن قيل): فما اللذة والرغبة في الطلح المنضود والسدر المخضود 


(فالجواب): قد أخبر الله تعالى أن في الجنة ما تشتهي الأنفسر وتلذ الأعين على العمو 
وشهوانك تقو سس الخلقى ممختافة ولعل تعوس. بعض.ى أهلها | عام تشتهى لذلك كما تشتهي السمك القديد 
وتستطيب أكله فى دنياها لا سيما أهل البوادى 2 ا وطله الجنة وسدرها إئما 
7 0 5 .- ا 2 5353 ا عد 


: ا 1 2 5 ان ' 5 ا 2 
شدي :ديا ! ادبا 8 الاسم فشط كما م فلعل الك تعالى يعخص . ذلك بلذة في الموملن سوق 


اللذات . قال الشيخ ابو طاه : ونفى المكروه عن النفقوس دليل على ما ذكرناه ألا ثراه تثعالى 
يفول 0 سدر مططود # |الواقعة: 198 فنفى الشوك ونفي احتمال الأذية فى قطعها وفى ذلك دلالة 
على وسو د تمى مك وهات النفوس هناك عكس الد ليا وفى يعشنى العفاسس: أن الطلح : ني الشر ان 


هو الموز 


(فإن قبا فهل في الجنة تكاح 


(فالجواب) : نعم لكت 3 الاحناد ست السحبحة وسثئل د عن ذلك فقاف- معنم 00 
ا 5 0 انها أ راد به أستم رأقهم ذلك فى لذة عظيمة ينالونها بخلاف لذة الوقات اخ في الدنيا 


زثمل ة 1 يا و 1ه 
فقك فيل انها وا شيك م حشيقة لها. 


(فإن قيل): هن يولد لأحد في الجنة» 


أهنها للشيء كن قلا يتخلف عن التكوين وئيس في البروج من له السطرة مثل الأسد. قال: 
وأما الجن العف يه التي هي كالروح للجنة المحسوسة فخلقها الله تعالى من الفرح والسرور 
مه لابتهاج فأجسام أهن الل تخلدذ تالامون العسساتة وأرواحهم تتلذد بالأمور المعنويات 
كالروائح والنغمات العليبة والصور الحسان وغير ذل ك. قال: لو كانت الأجسام تتلذذ بالمعانيى 

لكان كل حيوان من البهائم يتلذذ برؤية كل وجه جميل وليس الأمر كذلك فسا كل : 000 
الجنة إلا بتلذذهم بها حساً ومعنى لأنها دار الحبوان بل نقول: هي أشد تنعما بأهلها الداعلي: 
فيها كما ورد أنها تقول: "يا رف اتتنى بأهلى فقّد كثر حليى وعبقريى». الحديث. قال: الناس 
لو الدوقاهان اقساء تممياة المزدي بتكادرنة إلى العا رحن لا شاف اليد رناب لاون 


من الأولياء تشتاق إليهم الجنة وهم لا يشتاقو 0 ن اليها لسكرهم بحلالهم والمكذبون بيوم الدين 


م القائلون بنشي الحنة المعحسو سة أي" تشتاق إليهم المجنة ود يشتافون إليها وقد سيط الشيخ الكلام 
على أحوال الجنة فى الباب الخامس والستين من «الفتوحات». قال: ومن أعظم النعيم لهل 


الساسييي اعد اها يتوهو ا عن ينهم دوا شرن المردة ويلوي اذ حم ل وراد لفقي 


بحسب ها توهمه؛ إن توهمه معنى كان معنى وإن توهمه حساً كان محسوساً فهو تمن محقق 


لو جود ها عياف . فاى: وما حأءهمى هذا التعيم المشيم والجراء على فدة طاعاتهم فى دار الذننا 


السيفة: الحادن. و السنحون* 556 ن أن الجنة والتار 


(فالحواي) تع وى تناع 
كان حمله ووضعه وسنه في ساصة كما د 


طاعي * واصل هذه المسائل "قدا حي لم برهي 


الك نيا تأبععة دصي وتات ومشتهيات أهل الجنة تابعه 


نهم 
1 ' 
عور / ََ 0 ف مك ف 1 
دشتقئى نك # إغصلت: ]|"١5‏ ولم بعل اتنكة يشتيت كل ما قيها فأاضد ف مدر هاده انمه 
3 ا 





فإنها غريبة انلتهى كلام الشيخ أبى ظاهر رحمه الله. وأما كلا 
إنهأ غريم اكازاها الشدك*: ادق ظاهر 
تعالى فقال إن قيل كم أقسام أهل المجنة . 

(فالحواب): هى أربعة أقسام الرسا والاولياء والمؤمئون والعلماء بالله تعالى من ط يد 


الأدلد العقاية . 


كان كا ( ا بععر . هذه ال قسام شن بعضن 4 توممادا يحون 55 در 
(فالحواب): نعم يتسيزون وذلك عند رؤية الحق جل وعلا فى جنة عدن ف لكين 
فى 5 7 3 : 1 
اللا نيشم ٠.‏ بعير كل اسيم يحو نما شي حاتت عليه شاك سل والاساء بكي نه ان على عنام والاولياء 


ا 26 0 والعلماء بالله دنه صريق البرهان والنطر العشني 2 : لون الى أسي والهؤملي كَِ 
(فإن قيل): قما المراد بحديث السبعين آلفا الذين يدخلون الجنة بغي حساب؟ هل السراد 


0 يكن ذلك في حسابهم وظنهم أم المراد أنهم أ يحأسيون كعم هو؟ 





ا 0 


1 006 1 ٠ ١ 
الا من سصياك نيشهم الصالحة التي كانه ! برها شي كام ال ا زعو إن إحلع‎ 
د : ّ 1 ا‎ 9 
ايند الله تعالى له لك سكم العتاعات حتى قعله) وثاوم عليه مدو النه . فلما قشبب نك بك إلعنانة‎ 


فى دار التكنستة ل انه تعالى نشيمر مل" النمني 0 جلك كمه ل له قنيا ها لمئلاد ولحقى 


بأصحاب كاك الأعمال فى الدر جات الى دونك تمع راحته م دار الدنيا من التعت ها 25 أنه 


الى اه اده 0 
ايو 0 عالى ببة اله يشو 2 م الليل فأحذ أله ب و جه ! ىو وده كنت 3 قيأد لملناءة الح ممه 
بمعناه. قال: ولنا جنة برزخية ة أشار إليها ال ان «العظيم * 5 قوله تعالي ١‏ #ثثل اله الى وعد 





الى ل : ةيةه 5 ل اي الصتم 2 
تر تضفوبة |الطور: 1*١‏ ولا روحانية كتوله تعالى: طق مُقْنْدٍ سدق عند مَلِكِ مفندر 03 


[اتشسر: ]| فو صلتب أنثه تعالى لحتاك على حسبيا نوكت عقول القامن:: قال وشا الحو المسبح 


صلمه السلام بما أومأنا إليد ا 0 الروحانى. مال نا للحوا, رسن حي أوصاهم 00 0 


2 

يخ م لت م ال 327 20 1 ٠.‏ صمل 5 ١ . ٠‏ مز 5 : 

8 مسمس : شِإذا معلكم ما امرتكم بك حسم غدا مان تم ملكوث السيماء عند ربى 0 رم عاب 
م ا 5 كه ٍ : ع . 2 211 م ل 00 

الماانكه جو ان طم ميك تعابى بسمعحو 5 يجمه و هداسو نمفء وانتم مهناك متلددون لمخحصيع اللداتا يه 


اعم اكا ولا شكابن: قال: وإتماا ضر المسيؤة بدذلث ونم مزه لان خطابه كأن مع قوم قذ 
2 - 0 _-00. ا 2 5 0 





565 المجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


اوجرا المراد به كما مر في مبحث الحساب أن دخول الجنة لم يكن في حسابهم 
ولا في ظنهم ولا تخيلوه 0 من الله ما لم يكونوا يحتسبون وليس المراد به الحساب 
اند ا" ه الشيكه خ في الباب الثامن والأربعين وثلثمائة وقال في الباب السبعير 
من «الفتوحات» فى معنى حديث لماي ؛من كان من أهل الصلاة دعى يعنى يوم القيامة م 0 
ناب المد: ويك كاضهن أسلالجهاة عع نين :زاف الجياد ومن كان من اهل الصدف لاعن امن 
باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام فقال أبو بكر رضي الله عنه يا 
رسول الله ما على هذا الذي يدخل من تلك الأبواب كلها من بأس فهل يدعى منها كلها أحد يا 
رسول الله فقال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر» معنى الحديث أن دعاء الله تعالى الناس 
إلى الدخول دعاء واحد فمنهم من يدخل من باب واحد ومنهم من يدخل من بابين ومنهم من 
يدخل من ثلاثة وأعمهم دخولا من دخل من الأبواب الثمانية في أن واحدء وإيضاح ذلك أن 
أعضاء التكليف ثمانية لكل عضو منها باب فإياك يا أخي أن تنكر ذلك في الثواب الأخروي في 
الآن الواحد وآنت تشهد ذلك في العمل من فعل وترك كغاض بصره في حال استماعه وغل 
في حال تلاوة في حال صيام تصدق فى حال ورع في حال تحصين فرج كل ذلك بنية التقرب 
إلى الله تعالى قال وهذه المسألة من جملة مسائل ذي النون المشهورة التى تحيلها العقول وهو 
أن الواحد يكون بجسمه الواحد فى أماكن مختلفة فى الآن الواحد فأهل الكشف يعرفون هذه 
المناتق وأهل المقل بكرو نه قمن تلفق بممزقة مااخدداه لم رقف قن كول الواح الجن مق 
أبوابها الثمانية في آن واحد إذ النشأة الأخروية تعطي هذه الأمور كما أن نشأة الدنيا تعطي جميع 
شعب الإيمان في الإنسان في الزمان الواحد من غير استحالة انتهى . 
هذبتهم التوراة وكتب الأنبياء وكانوا متهيئين لتصورها وقبولها بخلاف نبينا محمد 5 فإنه اتفق 
مبعثه في قوم أميين أهل براري غير مرتاضين بعلوم ولا مقرين ببعث ولا نشورء بل ولا عارفين 
بنعيم ملوك الدنيا فضلاً عن نعيم ملوك الجنة فلذلك جاء أكثر أوصاف الجنان في كتايهم 
جثمانية تقريبا لفهم القوم وترغيبا لنقوسهم. ثال: ولما كانت انهار الجنة اربعة انهار لا غير 
علمنا قطعاً أن التجلي العلمي لا يقع إلا في أربع صور ماء ولبن وخمر وعسل» فأتهار الماء 
لأصحاب العلوم التى تدخلها الآراء 0 أنهار اللبن الحليب الذي لم يتغير طعمه لعقده أو 
مخضه أو تربيته فهي لكات العلم بأسرار الشرع من الأثمة المجتهدين وأما أنهار الخمر فهي 
للأمناء من أصحاب العلوم الذوقية كعلم الخضر عليه السلام وأما أنهار العسل المصفى فهي 
لأهل العلم بطريق الوحي والإيمان وصفاء الإلهام. وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع 
والأربعين وماتة. 


(قال): واعلم أن أهل الجنة يعطون في الجنة التكوين» فكل ما خطر له تكوينه كونه 
أسرع من لمح البصر فلا يزال أهل الجنة خلاقين دائماً بإرادة الله تعالى ذلك لارتفاع الافتقار 


والذلة هناك» إذ الجنة ليست بمحل لذلك وإنما محله الدنيا أو النار وأطال فى ذلك. قال: 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق أده ه16 

(فإن قيل): هل لنا جنة معنوية أيضاً كالحسية أو ماثم لنا جنة سوى الحسية؟ 

(فالحواب): نعم إن الجنة على توعي: جنهة معنوية وجنة حسية والعقل يعقل هاتين 
الجنتين معاً كما أنه يعقل العالمين العالم اللطيف والعالم الكثيف ويعقل عالم الغيب وعالم 
الشهادة وإيضاح ذلك أن النفس الناطقة المكلفة لها نعيج بما تحمله من العلوم والمعارف من 
طريق نظرها وفكرها وما وصلت إليه من ذلك بالأدلة العقلية ولها أيضا نعيم بما تحمله من 
اللذات والشهوات بما تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسية من أكل وشرب ونكاح 
ولباس وروائح ونفمات طيبة وصور حسان وغير ذلك. 

(فإن قلت): فمم خلى الله تعالى هاتين الجنتين؟ وهل خلمهما من مادة واحدة أم من 
مادتين؟ 

(فالحواب): قد حنلقهما الله من مادثين فأما الجنة المحسوسة فخلتها من رضاه وذلك 
لخلى كان بطالع الأسد الذي هر الإقليد ولذلك كانوا يقولون للشيء كن فيكون بإذن الله تعالى 
وأما الجنة المعنوية التي هي روح هذه الجنة المحسوسة فخشلقها الله تعالى من الفرح الالهي 
والكمال والابتهاج والسرور فكانت المجنة المحسوسة كالجسم وكانت المعنوية لها كالروح وقواه 
ولهذا سماه الله تعالى الدار الحيوان لحياتها فأهلها يتنعمون فيها وبها حسا ومعنْى وقد ورد فى 
الحديث «أن الجنة اشتاقت إلى أربع بلال وعمار وعلي وسلمان» فوصفها بالشوق إلى هؤلاء 
وما أحسن موافقة هذه الأسماء فإن بلالا مأخوذ من أبل الرجل من ذائه إذا خلصص منه وسلمان 
من السلامة من الآلام والأمراض وعمار من العمارة أي بعمارة أهلها لها يزول ألم شوقها إليهم 


وفاكهة الجنة كما وصف الله تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة أي تؤكل من غير قطع فيقطف 
الإنسان ويأكل من غير قطع فالأكل موجود والعين باقية في غصن الشجرة:؛ وليس المراد بأن 
الفاكهة غير مقطوعة فى شتاء ولا صيف أو يخلف مكان قطعها أخرى على الغور كما فهمه 
يعشيع: تحن ها 'بأكله القيد هو عبن .نا 'يشهده وتظير ذلك :شورق الجنة تظهر كيه عور عبان 
فإذا نظر أهل الجنان فكل صورة اشتهاها أحدهم دخل فيها فيلبسها ويظهر بها ملكه ولعينه وهر 
يراها فى السوق ما انفصلت ولا فقدت ولو اشتهاها كل من في الجنة دخل فيها وهي على 
حالها في السوق ما برحت. ذكره الشيخ في الباب التاسع والتسعين من «الفتوحات. قال: 
وأقرب شيء شبهاً بذلك فى الدنيا تصور الولى أي وجوده فى عدة أماكن وهو ذات واحدة 
حققة بك بطلا لوقن زاك الكو حلم ذرت الس قا كرات قن اللدر ا لبقا فرت 
ققد أكون فى يدك تفاحة تعراها فى العراه له تك أنها نور يا قو يوه إلا أن الأول أشبه 
والله أعلم. : ١‏ ْ 

وقال في الباب الثاني والثمانين وثلثماثة منها: اعلم أن الصور التي في سوق الجنة مباحة 
فكل من اشتهى صورة دخل فيها وينصرف بها إلى أهله كما ينصرف بالحاجة مشتريها من 


امعان كوو عد 2 ني تعلم على اناو الوق :مع امهنا بو اطلام فى اكه ل قال ول 


م رحال الله عا تجل من رسوبا ونبى 06 كامل وقسم تشتهيه الجنة ولا بشتهيها هو رهم 


ا ' 1 5 وت 3 اه 9 د 2 
اريات الاجوال من رجال الله المهيه ول ع حلودل ألله م وجل حو حجبهم كنات عن سهود 
الحضية وما فيها وسؤز لاع 3 المي الاء' م لجهلهم مأ تطلب حقائعهم وقسم يستهى الحنةه وه 

1 0 9 2 0 ان ع ال املا و ا اديت 1 2 
السعايية لحنة و هم عصياأة الوو حااين و قسنم 52 يشتهى الحبحخلة ولا نسلهية العجلهة وهم المخدلبوت يوم 
الدين ه القائلون بنشى العجنة الميحسوسة 8 خامس هذه ألار بعك أقسيام 


(فإن قيل): هما عدد أنواع الحنان؟ 


2 ب عدا - 


(فإن قيل): فمن أها هله الجنان؟ 


(فالحواب): أما جنة الاختصاص فهى التى يدخلها الاأطتفال الذين لم يبلغوا حد العمل 
من امات م يوئد لجال هسم إلى انقخضاء سئة أعوام عالينا د يعطى ألله تعالى من كنا من حيادة من 


جيه الااختصاصل كنا الماع ومن أهملها المجاني: الدين عملوا وأهل الم حيك العلسي وأعل القت ات 


الاب - دعبم ل دعوة بن + أها العو 39 بالقطرة وأما اهل سجله ة المير ا شهم قل 0 
هك 94 6 : 2 


ا 


فنك 0 ل امعمطهء لأهل النار 0 امقة! 





ع 3 - 0 ". 2 2 0 ٠.‏ ع 8 5 7 
السوى وقد بدى جماصة صورة واحدة عم صور دلاكث السوى فيشتهيها كا واحد هم تلث 


المخماصه فيد حدها ويليسهاء فبيحوزها وأحد ف كليل الجماعة عامل 5 ينيديا تعيلها وأقما 
ينظ إلى كر واحد من تلك الجماعة قد دهز في تنك الصورة دوالصرف بها إلى أهله والصورة 


ا شى شُُ السد ل ما سن جيك مند ولا يعنم حقشة هدا لامر الا م اطلعه الله من عل يق اكششه 


0-1 
عا لماه اتنا لاه د الناه اعلم. قال عالق لاه اللحكسس الصسحيح أن أحعييام اها الجند 
تند وي فى ارواحهم فتخون الارواجح طر وخا لال حسام عكس نن كانت في الدنيا فيحّون | حلي ون 
والسحكم ف الدأر لاه لد 2 نه اميم فال : عنيذا يتحو لو م أي صو رةه ساءة [ م يو 
5 1 ع 3 5 2 5 0 
النودم غندنا الملل" نكة وعالى الأرواس . ا ع نعحعي قل آبذان أهل الجنة سمس صضاناء أعمالهم 
0 3 2 0 
الصالسة فى اذرن الدياا هه الشوأني ككا يه دان اكد إلخلاصا فى علمه وعمله كان بدته اشف 
والور. قال: وإذ؛ اشتهى :هل الجنة التناساً خص]م ٠‏ فيجامع الرجل زوحته الادمية ام الجوراء 


فه حل انئله تعال ا كل ذقعك ؟ه لا وذلك 2 لله تعالى قد جعا هذا ل 0-9 الانسان عي 
2 0-0 3 2 كك 93 1 ا “كم 
متناشي الأقف ص ل كه صتلع ب كال لذة الجماع هناد تضباففة كد 3-5 جما أها الدنب 

ٍ 5 ف ا 5 


الات مشاعمعة تصن كل مص ألم جل والمرأة ل ل يدر كدرها لو وجدأها في الدنيا لخي 





المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والثار حقى وأئهسا مخلوقتان قا خلى أدم بام 
ض وجوه التفاضا كان له من الجنة اكثر واعلم أن الروسل عليهم الصلاة والسلام هأ فضلوا على 
غيرهم الا بجنة الاختصاص وأما في العمل فيشاركهم غيرهم فيه 

(فإن قلت): فإدن جاه اللاختصاصض اللإلهى 3 شي التسجير 3 الورائة وا العسل؟ 


(فالحواب): نعم وهو كذلك لأنها إنما عى فضل من الله تعالى يخصى بها من يشاء من 


اده 
(فالحواس»: درجاتها مائة درجة لا غير كما أن النار كذلك ماتة درك كما مر فى مبحث 
السام قال الشية ِ الدين : لم إن هله المائةه درحة تكون ف 5كإ حله م' الحنان الثمائية 


و صورتها حجله في نه 00 حنة عدن ويليها جنة الغر دوسر وهسى اوسط الجحنان ويليها جنة 


الخلد ويليها جنة النعيم ويليها جنة المأونى ويليها دار السلاه ويليها دار المقامة. وأما الوسيلة 





سول الله 846 


52000 : 5 كي اخ 1 
خاصة كما هم شي مربحث افضليته عل 
: 00 ٍِ 0 


0 


علي در سح فى جنة غدل 4 شى 
مي - 7 ١‏ 
م 1 


٠ 0 ٠‏ : الي و 
مساك الأشناء والمرسلين وائمأ توقفب حصولها لد على دعاء أامئه غيرة الهيةٌ ان يتفرد احد 
ددن إلته تسا اي بالفني المطلق . دقال الشيخ محيي الدين: ولا يخفى أن ال احة في الجنة مطلقة 


وكدلك ال مك م ان كانتا بادا 2 بأمر وجو دي أذ شما 0 عن الام اذى بلعل بك شلعم به 


البجلة ما تمت هم من تعيهة شيء لعده التعب 0 وإنه 0 ألنوم مخاصة بأها حهلم ١‏ كك 
علبهما 0 سك حاارتهاا و تلاك اللدة انها تحوك بحرو يح إد ايا مني هناك كالدنيا كما 
جيب عحيكث بك الأحاديث 0-0 من مل شور ال و جين( -- لمعي 3 م انتيده 02 فيلشيان فى ال حه 


اج لي رين : ا ا 3 اك . 590 5 1 
بطو ل من ححيله شبها ولك وتكمل ناته ها بين الدفمين فيخرج ولدا مصؤرا حم الم الخارج 


من المرأة ولا يزال هذا الأآمر لهم دائماً كلما شاءوا. قال: ويشاهد هذان الأبوان كل من توئد 
وي ل ل الا و كه 00-6 1 الاو لاد ب الخلا يعودون | 1 

صنهها من اك لنحاح في كل ذتعاه سم ال لا ولاد 1 0 نا فا 3 3 , نذا 0 
يدخشلو ل الجقيتة:! المعمور 0 | الواما . خال: 97 م ا ل في ا المتحسوس. ولا 


الف انوا هم بر زج كتعيم صاحب الرؤيا. وقال: وقد شع معا ذلك شعض الأء لياء 
وي إنما نعيمهم برزخي كلنعيم ب الرؤيا. ار رقد بقع يعض الاو 


1 ْ ال سمل .: 2 ي ع : ١1‏ 
في دار الدنيا فيدكح الولي من حيث روحه زوجته من حيث روحها فيتولد بينهما اولاد 


ولجانيرت بأحسام وصور محسوسات » قال : وقد وكى لنا ذلك مرات واطال 0 دتنك كن الياب 
التأسع والسكية و ثلثمائه . (قلت): وليسن لأهل الجنة أدبار فوللقا أن الدبر أئما خلق ع الدنيا 


كا تخسر أذ قارفا عا كران أن ذكر الرجل أو فرح المرأة يحتاج اج إليه في جماعهم وفي 
ولادتها إذ وفعت لما كان وجد في الجنة فرج لعدم ال لبول فيها والله أعلم. 








هر + الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


في أوقات كما تقدم في الكلام عليها. ٠‏ قال وهذا يدلك على أن النار محسوسة بلا شك ويؤيد 
ذلك قوله تعالى «#كنا حت ردني سَعييًا © [الاسراء: /919] ] إذ النار لا تتصف بهذا الوصف إلا 
ل حيث قمامها بالأقسام أله من حيث ذاتها وله تشبل الزيادة ولا النقص وإنما الجسم المحرعق 
بالنار هو الذي يسجر بالنارية وأطال فى ذلك. 

(فإن قلت): إن الله تعالى قد وصف الجنة بقوله تعالى طوَلَم رهم فا بكرة َمَديا» 
إعريم: ؟5] مع أنه 5 الجنة شمس ولا قمر فكيف يعرف 7 الجنة 17 والعشي؟ 
را مده ا 0 3 المقادير حد ما كات 
في الدنيا بكرة وعشياً وعند ذلك يتذكرون أنه كان لهم في الدنيا حالة تسمى الغداء والعشاء 
فيآتيهم الله عند ذلك التذكر برزق بكرة وعشيا فهو رزق خاص في وقت بخاص معلوم عند هم 
وما عدا ذلك فأكلها دائم لا ينقطع إذ الدوام في الأكل هو عين النعيم الذي يكون به غذاء 
الجسم ولكن لا يشعر بذلك كثير من الناس ١»‏ وإيضاح ذلك أن الإنسان إذا أكل الطعام حتى 
ا عاك رلا غود هلي العنيقة ررس دوك لاماي اجام لمان فى خزرب 
والمعدة حزانة لما جمعه هذا الأكل من الأطعمة والأشرية فإذا جعل فيها أي في المعدة ورفع 
بده فحينئذ تتولاها الطبيعة بالتدبير وينتقل ذلك الطعام من حال إلى حال وتغذيه بها في كل 
نفس يسخرح عنه دائما فهو لا يزال في هذا دائما لولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل 


قال: ونعيم أهل الجنة مطلقٌ والراحة فيها مطلقة إلا راحة النوم فليس عندهم من نعيم 
راحته شيء لأنهم ينامون ولا يعرف شيء إلا بذوق ضده. وقال: وأما أهل النار فينامون في 
أوقات ببركة محمد يل وذلك هو القدر الذي ينالهم من النعيم ونأل الله العافية آمين 27 
الشيخ محبي الدين : وهذا يدلك على أن النار محسوسة بلا شك كما أشار إليه قوله تعالى 
حكُنََا حَنْتَ رَدَتَهْر سَعِا» [الإسراء: 47] فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها 
بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا تقبل الزيادة؛ وإنما الجسم 
المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارء ذكره فى آخر الباب الخامس والستين من «الفتوحات؟. 
قال: رح ل اجات مرو ل ادر اتب ثلاثة . جنة اختصاص وجنة ميراث وجنة أعمال 
ولكل واحدة منها أهل كما ذكره ا لشيخ في الباب السابع والسيعين ومائتين ا 
فأهل جنة الاختصاص الأنبياء والأطفال والمجانين أهل التوحيد العلمي ومن لم تبلغه دعوة 
نبي» وسميت بجنة الاختصاص لأنها لم تكن عن عمل سابق. اقل لكا بع أن ده 
دخل الجنة ممن ذكرنا ومن المؤمنين وهي الأماكن التى كانت معينة لأهل النار لو دخلوها كما 
ورد أنه يقال للمؤمن: «هذا مكانك من النار قد أبدلك الله به مكاناً من الجنة؛ وسبب وقوع هذا 
القول للمؤمن أن الوجود كله يطلب الإنسان وليس بعض الوجود في حقه أولى من بعض فإذا 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حر وأنهما مخلوقتان قبل خلى آدم 569 


تعد ثم إذا دخلت الخزانة تحرك الطبع الجاني إلى تحصيل عا يملؤها به فلا يزال الأمر هكذا 
دائما أبدأ فهذا هو صورة الغذاء في المتغذي تعمل آنا لتقن وجوه فى كل تان دنيا وأخرى 
وأطال الشيخ في ذلك. وقال في الباب الثامن والثمانين وثلثمائة في قوله تعالى «الْلَدِينَ لَحَسَنوا 
سي ده 05 اعلم أن في هذه الآية 00 لمعين وزيادة لغير معين إذ الزيادة هي 
كل ما لا يخطر بالبال كما أشار إليه حديث (إن فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا 
خط كان قاني يقر 6 كافون أذ كول كر اسلو الكل رلة بد أت بكرن للك قنفة قي املو 
ولا معينة منها يحصل له هذا الذي ذكر أنه ما خطر على قلب بشر موازنة مجهول لمجهول وفى 
القران العظيم #قلا تَمَلَم تف مآ 2 عب 4 السجدة: ]1١‏ فنكر النفس ونفى العلم بما 
أحفي له من قرة أعين فعلمنا على الإجمال أنه أمر مشاهد لكونه تعالى قرنه بالأعين ولم يقرنه 
بأذن ولا بشيء من الإدراكات وأطال في ذلك . 

(فإن قلت): فما المراد بحديث الصور التي في سوق الجنة هل هي برازخ أم لا؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثاني والثمانين وثلثمائة : إنها كلها برازخ وذلك 
أن آهل الجئة يأتون إلى هذا السوق من أجل هذه الصور التي تنقلب فيها أعيان أهل الجنة فإذا 
دخلوا هذا السوق صار كل من اشتهى صورة دخل فيها وانصرف بها إلى أهله كما يتصرف 
بالحاجة مشتريها من السوق وقد يرى جماعة صورة واحدة من صور ذلك السوق فيشتهيها كل 
واحد من تلك الجماعة فيدخل فيها ويلبسها ويحوزها كل واحدٍ من تلك الجماعة ومن لا 
يشتهيها بعينها واقف ينظر إلى كل واحد من تلك الجماعة قد دخل ف في تلك الصورة وانصرف 


أمر الله يعبده إلى الجنة بفضله وكرمه بقيت نسبته من النار تستدعي حظها وملأها وكذلك من 
بدخل النار تبقى نسبته فى الجنة تستدعى حظها وملاها فيقال له: انظر مكانك فى الجنة؛ لو 
كنت آمنت بالله تعالى لد خلتها فيزداد حسرة وندامة. 


(قال): وأما ل فهم أمل الأعمال الصالحةق. فمن لم يكن / 0 


2000 سم عر لع ملو ل 


قال الى مده الجنة «أتنها لَه 00 7 وقال «يلكئ: للثة لس 
اورتتوها يما كد صَمَلُونَ © [الأعراف: *4] ٠‏ قال : وهذه الجنة ا اد 
على عدد شعب الإيمان لا يزيد على عددها ولا تنقص . والبضع من الواحد إلى التسع فم 
جمع شعب الإيمان كلها فهو الذي يتبوأ من الجنة حيث يشاء. قال: وصورة مجاورة الجنان 
الثمانية لبعضها بعضاً دوائر ثمانية جنة في قلب جنة» أعلاها عدن وهي قصبة الجنة بمنزلة دار 
الفلكف يدور غليها كنانة أسوان بيو كل ستورين جئاه وزلن عدي عدن فق العاو والتكيل ينه 
ال ل العاؤء نومار المشاطه كال <ركر 


جنة يصدق عليها اسم أخواتهاء فجنة النعيم جنة خلد ودار سلام وجنة مار ودار مقامه 


لما الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 
بها إلى أعله والصورة كما هى فى الوق ما شرحت منه فلا يعلم حقيقة هذا الأمر الذي نص 


عايه الشاه ووجب بد الايمان زليه 34 عالم , نشأة الآخرة وحفيقة البرزخ وعلم تجالى الحق تعالى 
32 3 0 ب . لى 
للعلر صسااق ألد ا يكون ل بتسورة د متك اذاي إذ 1 الوخاسن لذلك 3 يشهك ل نمه 5 ين 0 0 اليد 


ويعلى عقا أي 5 تحولت قعل لكل قوة أدر كت بحسب هأ أعملتها ذاتها رقب ميالاف الذأم لحام 


العقل في حكمه وانبصر في حكمه وله تعالى بنفسه علم أ غير ف ادر يه العثل :"ي 
(فإن قلت): ما هذا الكثيب الأبيفى الذي يكون في جنة عدن؟ 
(فالحواب): هذا مسك أبيض. تضع الملائكة عليه منابر الأنبياء وأنه « لالحنا حي ا 
السؤمنين ع سر. وجنك عدن ل هي اكشضمبة ة الجنان وقلعتها وهي حفمر 0 ملاب اأعقاصة م سؤيى : 
سخواصه لا بدخلها أحد من العامة إلا بحكم الزيارة. ذكره الشيخ 1 القاية ! لحان حا مم 


وثلتمانة وأطال فيه لم قال: واعلم أنه إذا أحذ الناس منازلهم فى الجنة اموا الح لحىّ تعالى 
الى رؤيته فيسارعود 


حّ 


ويه على قدر م راتبهم ومسارعتهم الى العطلاعاات ف دار الدنيا م عه 


ا ا مور الناس ار لع قر تمشهلم البطيء و نهم المتوسط فإذا اجتمعوا في الكثيب شرف 0 
و ان هك شور معد اليا فلي زلا فيها كما يجري الطفل إلى الددى والحديد 


لحجر المحافيي قمة ا ١‏ 2 أجل أن ترك و يم زر هر سعك لما | قدر ولو رام أن ب : مسق لغير مر تبتك 


ا يت 


لما استصاخ نا وي 0 يرق في 0 ولته أنه بلع لغ منتهى أمله وقصله فهو متعشق لما شواقيه ما 
50 لان ' 04 ع قي ا اده المي ا تاه 8 
النعيم 0 جتييعيا ذاتيا ليا دالولا دناك "نشانتف الحنة دار الم وتتعيس ‏ يس ولم 0 ا دعيم ير 


وهكنا. شال 





الجثابه قلها شعبة في | كل جنة ومن تلك الشعية يله محمد 


كل جلة اعظم منزله تون فيها. 


قال الشيخ فى الباب السادس والتسعين وماتتي: : ودرجات الجنة على غدد دركات النار, 
اند م من درجة له ويقابلها درك عن النار حتى أنه تعالى لما قال ءِ فى أهل الجنة # وَلْدينَا مَرِيكٌ # 
اى: ٠.15‏ قال في أهل النار: ا رَدْسَهُمْ عَذَابَا فوق الْمَدَاب# [النحل: ىا إلا أنه ليس في النار دركة 
اختصاص كما سياتى. وإيضاح ذلك أن الأمر والنهي لا يخلو العيد إما أن يعمل بهما أو لا 


لعمام ١‏ فإن عمل بالأمر كانت لك ادرحجة يم الجنة معيلة لذلك العسل سخاصضة ٠١‏ وفى موازية شادة 


الدرجة اب خصو صدٌ لهذا العمل الخاص إدا مراقّه ال تناك درك في النار لو 5 خصياة من 
تلك الدرجة فى الجنه لوقعت على خط استواء فى ذلك الدرك من النار. 0 سقط الإنسات من 


العمل بما آم فلم يعمل كان ذلك الترك لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك. قال 
واعلم أن الأعراف شوق كه العمل بالأمر لانتو ودرك فيك العمل ,1 نينا مم حصنأ حب 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قل خلى آدم 55١‏ 


أن الاعني 055 لعيم نا هو فيه في ممْرلته وعندهة تعيم الادنى وأدنى الناس و 5 بعيم له له 


بسنزلة خاصة وأعلاهم الذي لا أعلى منه من له نعيم. فعلم أن كل شخص مقصور عليه نعيمه 
رهدا شكلم الل سا . 

(نإن قلت): فإذا وقع التجلي الإلهي فهل هو عام لجميع المعتقدات فيأخذ كل واحد من 
ذلك التجلى الواحد حظه أم لكل شخص تجل مستقل؟ 


00 


(فالحواب): لسن هناك الا تجل واحد عام لسائر ضور المعتقداثت الشرعية فالتجلى 
واحد من حيث العين وكثير من حيث اختلاف الصور ثم إن الخل إذ رأوا ربهم جل وعلا 
اتصبغو|ا عن اهم بور ذلك التجلى فلهر كل واحد ملهم سور على صضورة ما شاهدهة لجسا 
أستعداده. 

(فإن قلت»: فهل من عرف الحىّ تعالى فى الدنيا فى ساتئر مراتب التنكرات الإسلامية يراه 
في الآخرة كذلك أم لا؟ 

(فالجواب): نعم يرى ربه فى صورة كل اعتقاد إسلاسي فما ألذها من رؤية فمثل هذا له 


سيا أحمنة 
0 0 8 قنع قرم ات كمه أ ب 7 , 
بحسب ثلك الطريعه فقط وقد تقدم في مبحت رؤية الله عرز وجل أقسام الناظرين إلى ربهم في 


الدار الآخرة ومراتبهم فراجعه. 


(فإن قلت): فهل شجرة طوبى أصل لجميع شجر الجنان كآدم عليه السلام لما جمع في 


الاعراف من النزول إلى درك تلك الأعمال السيئة إلا التوحيد وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم 
أن محمداً ة مرء الجنانء فلا ولي يتنعم بجنته إلا وهو يي متنعم بنعمته مشارك له فيها لأن 


الولى ما وصل إلى ذلك إلا باتباعه له جَييهٌ فلهذا كان سر النبوة قائماً به فى تلعمه وهو معئلى 
قوله يكل: #من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها١‏ فله يال أجر جميع الأشناء من 


تبعهم لكونه نبي الأنبياء. لكل نبي أجر من تبعه من غير أن ينقص من أجرهم شيء. وقال: 
وأما منزلته يثة يوم الزور الأعظم على يمين العرش» ومنزلته يوم القيامة بين يدي الحكم العدل 
من حضرات الأسماء الإلهية لتنفيذ الأوامر الإلهية؛: فكل أهل موقف يأخذون عنه فى ذلك 
انمو طن لأنه وجة كله يرق من جميع جهاته وله من كل جانب أعلام مسن الله تعالى يهم عنه ما 


يريد على لسان متنك عسوت وخرف كمال النعيم والأنسء وأما شجرة طوبى فهي في له 
امام على ص أب طالب رضى أللد كمه وحن حجاب مظهر لور قاطمة الزهراء ر ضى أنه عنها: 
فنا من حدةه ولا درحة ولا بيت 8 مكان 0ه وكيه فرع سن سحجرة طوبى وذلك ليكون سر كل 


ا د ا ونا ا خوك او فك ب م م ألو ات 5 
لعيم شي كل جنهء ونصيب كل ولي فيها من نور فاطمه رضي الله عنها في حجاب ذلك الغرخ. 


أطأت العو دق :ودف الاننا و |! تلكمائة: قال «فكسس ة مان 1 ُ 
واطال الشيخ في ذلك في الباب الحادي والسبعين وتلثمائة , وقال: فسعجرة طونيىى مسيم ممعم 














5 الجرُء الثاني من اليواقيت والسواهر في بيان عقائد الأكابر 


ظهره من البنير:؟ 

(فالجواب): نعم هي لجميع شجر الجنان كادم بالنسبة لبنيه فإن الله تعالى لما غرسها 
بيده وسواها نفخ فيها من روحه كما فعل في مريم عليها السلام ولذلك كان عيسى عليه السلام 

يحيي الموتى ويبرء الأكمه برص ف الكل التي لا قوة للخلق على برئها من حيث هو 
قن قطان عفادم كان باليدين ونفخ الروح وكان ثمرة ذلك النفخ علم الأسماء كذلك 
كان شرف شجرة طوبى بغرسها باليد كما يليق جلاله تعالى ونفخ الروح فيها وكان ثمرة ذلك 
النفخ تزيينها بثمر الحلى والحلل اللذين هما زينة لكل لابس فأعطت شجرة طوبى كل ما فيها 
من ثمر الجنة كما أعطت النواة النخلة جميع ما تحمله من النوى الذي في جميع ثمرها. 

(فإن قلت): قد تقدم مذهب الشيخ أبي طاهر رحمه الله في توالد أمل الجنة فما مذهب 
الشيخ محيي الدين في ذلك الياب؟ 

(فالجواب): أن مذهبه وجود التناسل في الجنة ووقوع التوالد من حيث الأجسام 
والأرواح وعبارته في الباب التاسع والستين وثلثمائة: اختلف أصحابنا في هذا النوع الإنساني 
هل تنقطع أشخاصه بإنتهاء مدة الدنيا أم لا فمن لم يكشف له قال بانتهائه ومن كشف له قال 
بعدم انتهائه. وقال: إن التوالد في الآخرة في هذا النوع الإنساني باق في المثل إذ الحق تعالى 
لم يوجد شيئاً في العالم الذي لا أكمل منه إلا وله مثال في خزائن الجود في كرسيه تعالى 
وتلك الأمثال التي تحوي عليها تلك الخزائن لا تتناهى أشخاصها فالأمثال في كل نوع توجد 
في كل زمان فرد في الدنيا والاخرة لبقاء كل نوع وجد منه. 


امنا ادر ع وك وت مت ل ا لو ل كرت 
8 لإنًا بن جَعَلْنَا ما عَلّ لد ريه 92 [الكهف: ] اد 0 
الوا ك2 دك مع النوى الذي في ثمرها التهى . 


قال: واعلم أن جميع التفاضل الواقع في النعيم بين الأنبياء إنما هو من حيث جنة 
الاختصاص» ا اي ا أن كل عامل لخير له جنةٌ جزاء 
عمله ويقع التفاضل بحسب المشاهد في الأعمال وقوة الاستعداد وضعفه. وقال: وأما الطائفة 
الذين يعطيهم الله تعالى في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرء 
فهم أهل التوحيد في الأفعال الذين يشهدون أعمالهم خلقاً لله لا لهم حال مباشرة الأعمال 
فيفعلونها امتثالاً لأمر الله من غير أن يعينوا لهم في أنفسهم جزاء فكان جزاؤهم غير محدودء 
وذلك لأن عيونهم لم تر عملهم وآذانهم لم تسمع به ولم تخطر أعمالهم على قلب بشر من 
غيرهم أو منهم لتجردهم عنها لله وحده ما عدا نسبة التكليف. قال: ويعرف أهل الجنة فيها 
الليل والنهار بالكشف والرؤية والمقادير التي في الفلك الأطلس المعبر عنها بالبروج» فيعلمون 





(فإن قلت): فهل الحور العين على صورة نساء الدنيا أم لا تشبهها إلا في الاسم فقط كما 
قاله ابن عياس بالنظر إلى فواكه المجنة؟ وما كيفية جماحع الحور العين؟ 


(فالجواب»): صورة خلق جميع الحور العين على صورة خلق الإنس مع أنهن لسن 
بأناسى وأما صورة نكاحهن فكما ينكح الرجل منا المرأة الآدمية الإنسانية كذلك ينكح الحور في 
الزمن الفرد وهذا النكاح خاصٌ بالسعذاء من بني آدم فليس للأشقياء نصيب من النكاح في 
النار. قال الشيخ محيي الدين في الباب التاسع والستين وثلثمائة بعد كلام طويل: فعلم أن 
الرجل منا لو أراد أن ينح جميع ما عنده من النساء والحور العين لتكحهن في لمحة واحدة من 
غير تقدم ولا تأخر لخرق العوائد هناك وذلك مثل فاكهة الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فهي 
تقطف دائماً من غير فقدان مع وجود أكل وطيب طعم فإذا أفضى الرجل إلى الحوراء أو الإنسية 
كان له في كل دفعة شهوة ولذة لا يقدر قدرها لو وجدها أهل الدنيا لغشي عليهم من شدة 
حلاوتها فيكون من الشخص في كل دفعة ريح مثيرة تخرج من ذكره فيتلقاها رحم المرأة فيتكون 
من حينه فيها ولد في كل دفعة وتكمل نشأته ما بين الدفعتين فيخرج مولوداً مصورا مع النفس 
الخارج من المرأة روحا مجردا طبيعيا فهذا هو صورة التوالد الروحاني في البشر مع الجنس 
المختلف والمتمائل ولا يزال الأمر كذلك دائما أبدا. 

(فإن قلت): فهل يشاهد الأبوان ما تولد عنهما من ذلك النكاح أم لا؟ 

(فالجواب): نعم يشاهدان ما تولد منهما من ذلك النكاح ثم تخفى تلك الأولاد عنهما 
فلا يعودونء كالملائكة التي تدخل البيت المعمور كل يوم لا يعودون إليه أبدا. 


بذلك حد ما كان عليهم في دار الدنيا مما يسمى بكرةً وعشياً وكان لهم في هذا الزمان في الدنيا 
حالة تسمى الغذاء والعشاء فيتذكروتها هنالك فيأتيهم الله تعالى برزق خاص في ذلك الوقت 
الخاص فلذلك قال تعالى: #وَكَمْ رِدْفُهُم فا مَكرَةٌ وَعَشْيّاك [مريم: :1] إذ لا شمس هناك ولا 
قمر. قال: ومعنى قوله تعالى: في الجنة «أكنيَا» [الرعد: 55] دائم أن الأكل لا ينقطع عنهم 
متى اشتهوه» ولا أنهم يأكلون دائماً فالدوام في الأكل هو عين التنعيم بما يكون به الغذاء 
للجسم» فإذا أكل الإنسان حتى شيع فليس ذلك بغذاء ولا بأكل على الحقيقة وإنما هو كالجابي 
الجامع للمال في خزانته» والمعدة جامعة لما جمعه هذا الآكل من الأطعمة والأشربة فإذا 
اختزن ذلك في معدته ورفع يده فحينئذ تتولاها الطبيعة بالتدبير وينتقل ذلك الطعام من حال إلى 
حالء ويغذيه بها في كل نفس فهو لا يزال في غذاء دائم ولولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب 
نشأة كل متغذء ثم إن الخزانة إذا خلت من الأكل حرك الطيع الجابي إلى تحصيل ما يملؤها به 
وهكذا على الدوام. قال: فهذا معنى قوله: «أَكُلْهَا دآيمٌ» [الرعد: 155 وأطال الشيخ في ذلك 
في الباب الثامن والتسعين وثلثمائة فراجعه. قال: واعلم أن الحركة التي كانت تسير بالشمس 
ويظهر من أجلها طلوعها وغروبها موجودة في الفلك الأطلس الذي هو سقف الجنة؛ وجميع 


554 الجزء الثانى من اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر 


دقإن قلت) : فهل لهؤلاء الأولاد حظ فر في النعيم المحسوس ؟ 


(فالجواب): كما قأله الشيخ محيي الدين: ليس لهؤلاء الأولاد تعيم محسوس ولا 
معنوي وإنما نعيمهم برزخي كنعيم صاحب الرؤيا بما يراه في حال نومه وذلك ما يقتضيه النشء 
اللليين: فلك ززال انوع الاسائى تراد ولكن على هذا الحكم الذى ذكرتاه. 

(فإن قلت): فما صورة توالد الأرواح البشرية؟ فإنه بلغنا أن لها في الآخرة مثل ما لها في 
الدنيا من الاجتماعات البرزخيات مثل ما يرى النائم في النوم. ١‏ ْ 

(فالجواب»): أن صورة توالد الأرواح في الآخرة صورة ما يرى النائم في الدنيا أنه نكح 
زوجته وولد له ولد فكل من أقيم في هذا المقام ونكح زوجته من حيث روحها وروحه يولد له 
أولاد من ذلك النكاح الذي بينهما روحانيون يخالف حكمهم حكم المولودين من النكاح 
الحسي في الأجسام والصور المحسوسات فتخرج الأولاد ملائكة كراماً لا بل أرواحاً مطهرة 
فهذه صورة توالد الأرواح لكن لا بد أن يون ذلك عن تجل برزخي كتجلي الحى تعالى في 
الأحوال المقيدة فإن البرزخ أوسع الحضرات لقبوله وجود المحلات العقئية فإذن صورة نكاح 
أهل الجنة صورة نشرء الملائكة أو لصور من أنفاس الذاكرين لله تعالى وما يخلق تعالى من 
صورة الأعمال كما صحت بذلك الأخبار عن رسول الله ا كم في ذلك في الباب السابق . 

(فإن د : هما الحكّمة في قوله تعالى ولك ضِهَامَا تَفْتَعنَ أَنفْسَكُمَ» انصالت 


دون أن يقول ول> كم فيها ما تريد أنفسكم؟ 


الواكب السيارة في النار كلها سابحة فيها كسباحتها الآن في أفلاكها على حد سواء. قال: 
وتولا ذلك ما عرف أهل التقويم الأن متى يككون الكسوف» ولا كم يذهب من ضوء الشمس 
عن أعيننا قلولا المقادير !١‏ تر ف والنعه 1د : المحكمة التى قد علمها الله تعالى للمقومين ما 
علم أحد منهم ذتك. كال: واعلم أن االكني للع كيج عياة حر تطلف أمشن وحقة عدن 
هي قصبة الجنان وقلعتها وحضرة الملك الخاصة ولا يدخلها غير الخواص إلا بحكم الزيارة. 
وقال: وفي هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب لأنَ أهل الكثيب أربع | طوائفا: رسل 
وأنبياء وأولياء ومؤمنون. وكل صنف منها متفاضل وإن اشتركوا في المنابر امع قال تعالى: 


تنك الل مَمَّلْنَا بتَضَهُم عل - االين :: 556]. وقال: #وَلْيَد مضنا بعس النَينَ عل س4 
مص عبرم ع ماظ ا صصص امام 
[اللإسراء: تة] وكال: 7 #ورقع ب فوق بعضص درجت 4 [الأتعام : ]1 يعني الخلى فدهل فيه عم 


بني آدم دنيا وأخرة. فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم المحن تحال إلى روه 
فيسارعون على كدر مراتبهم ومشيهم هنا فى طاعة ربهمء فإن منهم البطيء ومنهم السريع و منهم 
المتوسط ويجتمعون في الكثيب وكل شخص يعرف مرتبته علما ضر ورياً عجراف إليها ولا يتزل 
إلا فيها كما يجري الطفل إلى الثدي لو رام أحدهم أن ينزل في غير مرتبته لما قدر ولو رام أن 
يتعشق بغير منزلته لما استطاع بل يرى في منزله أنه قد بلغ منتهى أمله وقصده فهو يتعشق بمأ 


المبحث الحادي والسيعون: في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مشلوقتان قبل خلق ادم 6 


(فالجواب): الحكمة في ذلك كما قاله الشبخ في الباب الثامن والعشرين وثلثماثة أن ما 
كل مراد مشتهى إذ الإرادة 0 بإيجاد ما يلتذ به وبما لا يلتذ به وأما الشهوة فإنها خاصة 
بالملذوذ ولذلك كان السعداء يأخذون الأعمال بالارادة والقصد ويأخذون النتائج بالشهوة فمن 
رزق الشهوة فى حال العمل فالتل بالعمل التذاذه بنتيجته فقد عجل له نعيمه ومن ررق الإرادة 
فى كاله السو بن يد شهوة فهو صاحب مجاهلة ينال النتيجه بشهو ة ولكنها مرتبة دون 
الأرلن! 

(نإن قبيل): لم كانت الشهوات في الآخرة لا تمنع شهود تجليات الح تعالى ولا 
يحجب صاحبهيا 00 هو حكم تناول الشهوات في هذه الدار رامع أن اللذة بالشهوات في الدار 
لأخرة أعظم من لذة شهوات الدنيا؟ 


(فالجواب): إنما كانت شهوات الآخرة لا تحجب عن الله تعالى لأن التجلي هناك على 
الأبصار. وئيست الأبصار بمحل للشهوات بخلاف التجلى فى هذه الدار فإلما هو على البصائر 
والبواطن دون الظواهر ومعلوم أن البراطن هي محل الشهوات ولا تجتمع الشهوات المدامومه 
والتجلي الإلهي في محل واحد آبذا فلذلك حب العارقون والزهاد في هذه الدار إلى التقلل ف 
نيل شهوات النفوس في هذه الدار حين رأوها حاجبة لهم عن شهود الأمر على ما هو عليه إذ 
الماتع ع أدر الد العلوم والأنوار والتجليات إنما انتج واكدورات الشهوات والشهات الهادمة 0 
الو إع الشرعي في الجوارح مع أن كدورات الشهوات تؤثر في الاستعداد وتورث الحجاب وإذ 
0 الهطلب ف السديربت والمنكح معي عاديا فأفهم دشي 6 الباب الخامس. تمشر من 


هو فيه من النعيم تعشقاً طبيعياً ذاتياً ولولا ذلك لكانت دار ألم وتنغيص ولم تكن جنة ولا دار 
نعيمء غير أن الأعلى له نعيم بما هو فيه في منزلته وعنده نعيم الأدنى . قال: وأدنى الئاس عنزلة 


مع أنه لحن هناك أدنى من ألا نعيم له 8 بمنزله خاصسةء وأعلاهم الذي لك أعلى مره من 5 بعيم 
١‏ 


بالكل. فعلم أن كل شخص نعيمه مقصور عليه فما أعجب هذا الحكم. ثم إذا نزل الن 


اس 20 
كب 


الكثيب للرؤية وتجلى الحق تعالى تجلياً عاما كان النجلي واحداً من حيث العين وكثيراً من 
حيث اختالاف الصورة. فإذا رأوه اتصبغوا عن آل نرهم بنور ذلك التجلي ف ن علمه في كل 


معتعد شرعى ذله كل معتقد م: علمه في اعشاد خاص لم يكن سورى نور صورة ذلك المعتقد. 


ا 


قال: واعلو أن الخلق فى حال الرؤية لا بد أن يغنوا عنهم. فلم يقع لهم لذة في زمان رؤيتهم 

39 اللدة عاك أول التجلى حكلم سلطانئها عاييم فأفنتهم عنها وعن تفي فهم في اللدد 56 
حال فناء لعظيم سلطائها قال : وهذا ذوق غريب لا يعرقه إلا مر: ذاقه لا يقدر على إنكاره من 
نفسه. قال: وإذا وقم لأهل نجنة رؤية الله عرز وجل كان الناس فيها على أقسام: فسلهه من 


يرى ربه بياصر العين ومنهم من 7 بكلهاء ومنهم من يرأه يجميع وجهه وملهم هن يراه يسجميع 


لحسلة ها شلة نك ن للانساء وكمل و تقد 9 التبح لهى. 
. - 3 ع هه 5 9-1 1 ٠.‏ ا 


ك6 الجرزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


«الفتوحات»؛ . 

(فإن قيل): فكم مرة يزور العيد ربه في كل يوم؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة أن زيارة كل عبد لربه في 
الجنة تكون على قدر صلاته كما أن رؤيته له فى الآخرة تكون على قدر حضوره معه فى صلاته 
كما أن مجالسته لربه تكون على على قملك [إواساك والمندوبات وترك الحرام والمكروهات في 
دار الدنيا كما أن مجالسة العبد لربه في المباح تكون على حسب النية فيه فإن شهد العبد ربه أو 
بنبة صاحب التشريع في فعله للمباح ولم يفعله مع الغفلة كما هو الغالب كان حكمه حكم 
المندوب فيحضر مع ربه هناك كما يحضر معه في فعل المتدوب وإن حجب عن ذلك وفعل 
المباح مع الغفلة ليس له حظ مما ذكرناه. 

(فإن قلت): فهل نبق سدرة المنتهى يكون عدد أهل الجنة كما قيل من غير زيادة أم هو 
زائد على عددهم كما هو الحكم في فراكه الدنيا؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابق أن نيقها يكون على عدد نسمة السعداء 
وأعمالهم بل نقول: إن النبق عين أعمالهم وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أنه ليس في جنة 
الأعمال قصر ولا طاق إلا وغصن من أغصان هذه السدرة داخل فيه وفي ذلك الغصن من الثمر 
على قدر ما في العمل الذي هو الغصن صورته من الحركات. 


(فإن قلت): فما حكم ورقها في الحسن وعدمه؟ 


بقدر وسعهم وطاقتهم 5 غير من غير إحاطة» فقصورهم عن الاحاطة هو حجات العفلمة. 
ضوئهماء وإنما المراد رؤيتنا لهما حال كسوفهما لأن البصر عند ذلك يدرك ذات الشمس 
والقمر التى لا تقبل الزيادة النورية ولا النقصان فهذا هو الإدراك المحقّى لذات الشمس. 
ولذلك لما قيل له يلئة أرأيت ربك يا رسول الله فقال: نور أنى أراه؟ يعنى: كيف أراه ولوره 
شعشعاني يخطف الأبصار لأنه ليس من جنس النور المخلوق بالتشبيه من حيث إدراك الذات 
ليككمل به النعيم ل من حيث الإحاطة قتحخيط بالحق تعالى كما تحيط بالشمس والقمر حال 
الكسوف وغيره فافهم. ثم قال: فعلم أن نور الرب الذي يقح فيه التجلي يوم القيامة وفي الحنة 
لا شعاع له فلا يتعدى ضوؤه نفسه وذلك ليدركه البصر وهو في غاية الوضوح. قال: وأقسام 
الناظرين إلى الحى تعالي لا تنحصر» إذ الرؤية تابعة لاعتقادهم في دار الدنيا سعة وضيقا إجلالا 
رتعظيماً وذلك ليجني كل أحد ثمرة اعتقاده؛ فمنهم من حظه النظر إلى ربه لذة عقلية ومنهم من 
حفله لذة نفسية ومنهم من حظه لذة حسية ومنهم من حفله لذة خيالية ومنهم من حظه لذة 


المبحث الحادي والسيعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم ا 


(فالجواب): حكم ورقها أن فيه من الحسن بقدر ما حضر العبد في ذلك العمل الذي 
الورق مظهره كما أن عدد أوراق كل غصن يكون على عدد ما فى ذلك العمل من الأتفاس. 
قال الشيخ محبي الدين: واعلم أن أسعد الناس بهذه السدرة أهل بيت المقدس كما أن أسعد 
الناس بالمقدس أهل الكوفة كما أن أسعد الناس برسول الله يْقِةٍ أهل الحرم المكي كما أن 
أسعد الناس بالله عز وجل أهل القران انتهى» ولم أطلع لهذا الكلام على دليل والله غلم 

(فإن قيل): فما حكمة الأكل من هذه الشجرة؟ 

(فالحواب): حكمته زوال الغل من قلوب أهل الجنة فلا يزول الغل من قلب أحد منهم 
إلا إن أكل منها والله أعلم. 

(فإن قلت): فما المراد بقوله تعالى في فاكهة الجنة لا مَمَظوعَةَ ولا ممنوعة (و) 4 [الرافمة : 
*] هل المراد بذلك أنها لا تنقطع في فصول السنة أم المراد غير ذلك؟ 

(فالحواب»: كما قاله الشيخ خ محيي الدين في الباب التاسع والتسعين: إن المراد بذلك 
عند بعضهم ما ذكر في السؤال وهو أن الفاكهة تنقضي باتقضاء ء زمانها ثم تعود في السنة الأخرة 
وآن المراد أنها دائمة التكوين لا تنقطع فهذا مبلغ علم العقول والذي علدنأ تيحن من العلم في 
قوله لا مقطوعة ولا ممنوعة أن الله تعالى يجعل ل 
تعالى لعالم الجن في العظام رزقاً وما نرى ينقص من العظام شيء فنحن بلا شك نأكل من ثمر 
الجنة قطفا مع كون الثمرة في موضعها من الشجرة ما زالت عنها لأنها دار بقاء يتكون فيها 


ع ام ا م و وا 
ينقال تكييفها وهكذاء فهم درجات عند الله كما كانوا في الدنيا والفطر مختلفة من أصل المزاج 
الذي ركبها الله عرز وجل عليه. قال: وهذا هو السبب في اختلاف نظر الخلق بأفكارهم في في 
المعقولات فحظ هؤلاء في لذة النظر مثل ما تخيل إليهم في نظرهم سواء. قال: واعلم أن 
خواص يك أكمل المرايا إذ هي 
حاوية لجميع المرايا. قال: وغير الخواص من الأولياء والعلماء ينظرون في مرايا من هم على 
أقدامهم من الأثبياة السابقين وذلك لأن تجليه تعالى في معارف قلوب الأنبياء أتم وأكمل من 
تجليه في قلوب غيرهم؛ لا سيما في باب الإيمان بما جاءت به الرسل من الصفات التي تخيلها 
العقول فالكامل من لا يطأ مكاناً لا يرى فيه قدم الاتباع لنبيه يةٍ أبداً. قال: ومن الأولياء من 
يطلعه الله تعالى على مستند كل معتقد فهذا يشارك الكل في نعيم الرؤية. فما أعظمها من لذة 
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قال الشيخ رحمه الله : وأما النار أعاذنا 
الله منهاأ. فاغلم يا ألخي أننالله تعالى خلقها من تجلى قولة تعالى فى الحدية القددي : حت 
فلم تطعمني وظمئت فلم تسقنيء الحديث. وهذا من أعظم تنزل تنزل الحق تعالى به لعباده 


م5 ” الصرء زء الثاني من اليواقيت والجو آه رافي بيان عقائد الأكابر 


لأمور ولذلك سميت دار تككوين لا دار إعدام ونظير ذلك سوق الجنة يدخل المؤمن في أي 
حوره يات من صور السوق سم ع كونه على صورته أله يدكره د من أهله ونحن تعلم أن 
الك سور جد بك ارين الاساان امروه 0 نلا نو ولس لا 

(فإن قيل): فيل ريج خسنا أهل الحنة عن شيء منها أم شي كلها مشهودة لهم؟ 

(فالجواب): أن من خصائص أهل الجنة أنهم لا يغيب عنهم شيء من العالم بل العالم 
كله علي مراتبه مشهود لهم مع كونهم غيب متصفين بالنوم كما مر إيضاحه. 

(فإن قيل): هل يتنعم اهل الجنة بالتمني؟ 


(تالحوات؟: لعم يتتعسول ن بذلك با لى هو امن أعظم نعيمهم فلا يتوهم أحد منهم قوق لعيه 
أ يئمتاه إلا حصل وواجد نيه قه. 


(فإن قيل): فما سبب إعطائهم هذا النعيم المقيم والجزاء العظيم الزائد على مدة طاعاتهم 
فى دار الدنيا؟ 


(فالجواب»: السبب في ذلك نيتهه الصالحة التي كانوا عليها في دار الدنيا وذلك أن 
عدف ,كان يعمتق لو "أنه عات أبد الآيدين لكان ليطا ماصالن الايهد لدابة .يا كسس اهل 
النار فلما قصرت بالمؤم: العناية الإلهية ولم يستوف ما نواه من دوام الأعمال أعطاء الله تعالى 
نظي هذا التسنى فى الجنة فيكون له فيها كل ما يتمناه فلحق هذا بأصحاب تلك الأعمال التى 


1 أبد الأبدية 0 راحته كن دار الدنيا قر © التعتب كما ورد ذلك لمن وق أنه يسوم مع 


لطما بهم و و صم 0 هاه السفة خلقت النار, 0-0 وقتسمت 
المتكب ين . قال: واعلم أن عادات أمل النار إنما هو نما يكون فى رالا نفس النار إذ النار 


إنما هي دار سجن أهلها وسكناهم لا غير وإنما عذاب أهلها بما 0 الله تعالى فيهم من 
الألاه مش ا فعذأيهى حقيتة من الله تعالى وهم مجل لءء قال : وتلضجح الجلود في جهنم 
ليس عن النار حقيقة وإنما هو متولد بين النار وأهلها نشأ من مجاورتهما لأن نفس جمرات النار 
محرقة بائنار فما هي النار انر وتأمل. وقال: وما في النار من الرفوزير هو أحد أركان النار 
لآن الحتاتق لا تتبدىي وقد خاطب الله تعالى النار 00 من بن كن ها وسَلمَا علخ هيم 
فق |الأنببء. 58] فلولا أن من حفيقتها اليرد ما بردت فالنار تقبل البرد كسا تشبل الحرارة 
سواء؛ قلت: وهذا المحل يحتاج إلى تأمل وتحريرء وقد آطال الشيخ الت ان في 
الباب الحادي والستين والباب ب الثائى والستين م «الفتوحات»؛ والله أعلم 


ع8 1 


قال : واعلم أن اننا د تحرق من قصساة الموحدين إلا جوار حهم الظاهرة فقعل لذن 
إيمائهم يمنع من تخلصها إلى قلربهم» فانظر يا أخي غناية التوحيد بأهله كيف أمات جوارح 
سا 3 حم . ايه 0 بالنار راقهم , كالنائم سواء حيو تأتيهم التشاعة فاذأ , متهم بعنهم اليلد 5 تلك النومة 





المبحثك الحادقي والسبعوتن! في نيان أن الحنة والنار حل وأنهما مخلوقتات ل خلق أدم 5583 


اللبل فاحذ الله روحه إلى الصباح يكتب الله له أجر قيامه الذي نراه. 


دم 


(فإن قلت): قد بلغنا أن لثنا جنة برزحخية أخرى فما هى تلك الجنة؟ 


ابالجرات فد قد أشار القران إلى هذه الجن وك بصيو ا 0 #نشل 
نه الى وعذ اللتغون هيا نير بن َلهِ عير اسن (انهي من لبن لد سمي طْعَمَمٌ وأتمنر من حمر أذة شري 
اله 5 عل مُصَلّ # [محمد: .]١5‏ قال الشيء بح محيي الدين : : وإنما كانت هذهو اللجدة بر زه لأنها 
ما هى محسوسة كقوله تعالى: لاتْتَكْيِنَ عل سُرُرٍ تَصفُوفة» [الطور: ]٠١‏ ولا هى روحانية كقوله 


تعالى: #ف ممع عِدقٍ عند مُلِيكِ معلدر 4 [القتس: د2] قوصف الله تعالى الجنان على 
حسب ثماوت عقوك الناس قال: وقد صرح المسيح ح عليه السلام بما أومأنا إليه من التعيم 
الروحاني فعا ل للحواريين لو ماف و سم و ونانف[ سمي وام تكم نه كثم غدا 
معي ف ي ملكوت الكشما غلك 0 ر بي م ربكم وتروك ن المااتكة حول صرشية تعالى يحول تمض اع 
ويقدسوله وأنتم تم هناك ملتذون بجميع اللذات من غير أكل ولا شرب انتهى. قال الشيخ : وإنما 


صرح المسيح داك ولم يرهرّهة 0 زمر كتايثا أن شطلانه مان مع شوم قد هذبتهم الحوراة 





١ 9 


د مطالعه تسا الأنبياء وكانوا متمتعين متهيتين لتصورها وقبولها بخللاف تمن ممح ملك 1 كانه اشىق 





مبعئه في قوم أميين أهل براري وجبال غير مرتاضين بعلوم ولا مقرين ببعث ولا نشور بل لا 
عارفين بنعيم ملوك الدنيا فضلاً عن معرفتهم بنعيم ملوك الآخرة فلذلك جاه لك أوصاف 
4 


الجنان في كتابهم جسمائية تتريباً لفهم القوم وترغيباً لتفوسهم انتهى . 


(نإن قيل) : هما الحكمة 0 في كونها أنهار الجنة أ بعاد من شير زيادة؟ 


وجدوا إيمانهم على باب النار ينتظرهم فإذا غمسوا في نهر الحياة الذي على باب الجنة دخلوا 
الجنة؛ خلا يبثى في النار من علم آن كن لحو اعد جملة وتلق قال: ومحل ظهور سلطان 
الغضب في جهنم إنما هو إذا دخل أهلها إليهاء. أما إذا ( لم يكن فيها أحد فلا ألم فيها في نفسها 
ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن فيها منهم متنعمون 0 يسبحون الله لا يفترون. فال: 
وإنما احتاجت النار إلى جرها بالسلاسل كما ورد لغلبة الرحمة منها على المو حدين فتقول: 
أتسلل شيئاً فشيئاً لعل الله تعالى أن يتطاول بالرحمة على عباده كما هو شأن بطانة الخير عند 
العزائلف هادا شي مدعي لا نبا قدا وان مكف سحيو الفنو كن اعد لافيت ل موا 
سحقا لمن أخذ بهم ذات الشمال من أمته حين يفال .: إنك لا تدري ما أحدئوا بعدك بعد أن 
كان فال اع امن اول منا راهم وهم يسحبوذ إلى النار. وقال: في موضع آخر إنما امتنعت 
جهلم من الإثيان بسرعة واحتاجت إلى جرها بالسلاسل لل حمة "١‏ اي واد مويل ن النتشم عله 
وذلك لآنها ما فتحت عليها من حين خلقت إلا على مسيح لله بحمدف لا تنعرف ماهي 


الأحكام التي استحق بها المكلف النار إلا أن تعلم ذلك بإعلام من الله تعالى. فإذا جيء بها 
وأمرت بالانتقام من الجبايرة والعصاة دست إليها أعلها بالخاصية جدذات المغناطيس للحديد. 





ع الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقاتد الأكابر 


(فالحواب): إنما كانت أربعة لأن التجلي العلمي لا يقع إلا في أربع صور ماء ولبن 
وحمر وعسل ولكل قسم من هذه الأربعة أهل تأهل أنهار الماء هم أصحاب العلوم التي يدخلها 
الآراء وأصحاب أنهار اللبن الحليب الذي لم يتغير طعمه لعقده أو مخضه أو تربيته لأصحاب 
الاستنباط الصحيح من الأئمة المجتهدين وأصحاب أنهار الخمر هم الأمناء من أصحاب العلوم 
الذوقية كعلم احفر عليه الصلاة والسلام وأصحاب أنهار العسل المصفى هم أهل العلم بالله 
تعالى وبشرائعه من طريق الوحي والإيمان وصفاء الإلهام انتهى . 

(فإن قلت): فما صفة التكوين الذي تعطاه أهل الجنة؟ 

(فالحواب): صورته أن كل ما خطر لأحدهم تكوين شيء يكون أسرع من لمح البصر ذا 
يزال أهل الجنة يكونون ما شاءوا بإرادة الله تعالى لارتفاع الافتقار والذلة هناك فإن الذلة خاصة 
بأهل النار وما عند أهل الجنة إلا العز. 


(فإن قلت): هل الحكم الأعظم في الجنة [لأجسام أم للأرواح ؟ 


(فالجواب): الحكم في الجنة للأرواح لا للأجسام عكس الدنيا فتنطوي أجسام أهل 
الجنة في أرواحهم وتكون الأرواح ظروفا للأجسام ويكون الظهور والحكم للأرواح ولهدا 
بتحولون في أي ي صورة شاءوا كما هم اليوم عندنا الملائكة #اوعالم الأرواخ فون الأجتيسام ‏ قال 
الشيخ محيي الدين رحمه الله : وقد زل , بعض أهل الكشف فقال تحشر الأرواح دون الأجسام 
حين رأى تطور أهل الجنة كيف شاءوا وغاب عنه ما قلناه من انطواء الأجسام في الأرواح فلو 


حقق الكشف في نظره لرأى الأجسام منطوية في الأرواح 


وذلك لأن الشهوات والأفعال المحرمة كانت تجذبهم إلى النار ورسول الله ع آخل بيحجزهم 
عنها وهم يتفلتون من يدهء قال: وقد أوجد الله تعالى جهنم بطالع الثور ولذلك كان صورتها 
الجاموس؛ وكان طعام أهلها إذا دنهلوها طحال الثور الذي هو بيت الدم والأوساخ ومحل 
يجتمع فيه الدم الفاسد إذ الثور حيوان ترابي طبعه البرد واليبسء» فناسب ذلك أهل الثار 1 
مناسية فيما فيه مرن الدمية؛ لا يموت أهل اناد وا د وساخ البدن والدم الفاسد المؤلم 
يبحيون ولا يتعمون». بل كلما أكلوا من ذلك ازدادوا مرضاً 0 


(قال» : واعلم أن محل النار وما لحت مشعر أرض الجنة الذي هرو سقف النار وبهذه النار 
يكون تجا وني للستي الما الك والفواكه كما تؤثر الشمس النضج في فواكه أهل الدنيا 
والشمس والقمر والنجوم كلها في النار تفعل في الأشياء هنالك النضج في العلوء. كما كانت 
تفعل النضج هنا في السفل؛ وكما هو الأمر هنا كذلك ينتقل الأمر هناك بالمعنى وإن اختلفت 
.الصور والأحكام. ألا ترى أن أرض الجنة سك وهو حار بالطبع لما فيه من اليازية وا شيكاد 
الجنة مغروسة فى تلك التربة المسكية؛: فالمسك هناك بمثابة الزبل هنا فى تعفين الأرض 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأتهما مخلوقتان قبل خلق ادم ع 


(فإن قلت): فهل تتفاوت أجسام أهل الجنة في الصفاء؟ 

(فالحواب): نعم تتجوهر أبداتهم بحسب صناء أعمالهم الصالحة في دار الدنيا فكل من 
كان أكثر إخلاصاً فى عمله وعلمه وتوحيده كان أنور وأشف. 

(فإن قلت): إذا كان أهل الجنة ترشح أبدائهم مسكاً وليس لهم فضلات كالدنيا فهل 
يكون لهم أدبار أم لا؟ 
أدبار مطلمَاً لأن الدبر إنما جعل في الدنيا مخرجاً للخائط هناك ولا غائط هناك ولولا أن فرج 
الرجل يعني ذكره يحتاج إليه في جماع زروحتنه هناك أو للولادة إن وفعت لما كان لاهل الجنة 
ذكر ولا قرج. 

(فإن قلت): فكم عدد درجات الجنة؟ 

(فالحواب»): هى على عدد شعب الإيمان لا تزيد ولا تنقص وقد ورد أن شعب الإيمان 
بضع وسبعون شعبة والبضع من الواحد إلى التسع فمن اجتمع فيه شعب الإيمان كلها فهو الذي 
يتيوآ سن الحنة حيث يشناء . قال الشيخ محيى الدين : وصورة مجاورة الجنان الثمانية لبعضها 
بعضاً صورة دوائر ثمانية جنة فى قلب جنة أعلاها جنة عدن بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية 
أسوار بين كل سورين جنة ويلي جنة عدن في الفضل جنة الفردوس ثم جنة الخلد ثم جنة 
النعيم إلى آخرها كما مرء قال: وكل جنة من هذه الجنان يصدق عليها اسم أحواتها فجنة 
النعيم مثلاً جنة خلد ودار سلام وجنة مأوى وجنة مقامة إلى آخره. 


(فإن قلت): فهل لهذه الجنان اتصال بمنزلة الوسيلة الخاصة برسول الله عه من حيث 


لتصيب الثمار كما ذكره الشيخ قي الباب السادس والثمانين. قال: واعلم أن جميع الكواكب 
التي في جهنم مظلمة الأنوار لا نور لها فالقمر والشمس يطلعان ويغريان في النار لكن بلا نور 
فصورة الكواكب فيها كصورة الكسوف التام عندناء فشمس جهنم شارقة لا مشرقة. قال: وإنما 
لم يكن أهل النار يشهدون نور الكواكب لما في الدخان من الكدورة: وكما كانوا في الدنيا 
عمياً عن إدراك ما جاءت به الشرائع من الحق كذلك صاروا عمياً في الثار عن إدراك الأنوار. 
فليل أهل النار لا صباح له كما أن نهار أهل الجنة لا ليل لهء قال: ولا بزال هذا الأمر للفريقين 
أبد الأبدينء ولذلك مسوم . 51 تعالى يوام القيامة باليوم العقيم لاه 5 بوم بعادة . قال : هو يوام 
السبت لأن القيامة تقوم يوم الجمعة وما يجيء وقت الضحى من يوم السبت حتى يقع جميع ما 
في يوم القيامة من الحساب «تعمر الداران بأهتهما من ذلك الوقت. وتغلق جهنم على أهلها 
غلما لا فنح بعده وترى الخلق والشياطين فيها كقطع اللحم في القدر إذا أوقدت تحته نار قوية 
تسأل الله العافية. (قلت): وتمام استقرار آهل كل من الدارين فيها قبل انتهاء ضحى ذلك اليوم 





انا الجزء الثانى مل اليو اقيت والجواهر ع نيا عقائد الأكاب 





كوئه هو المشرع لأمته ما وصلوا به إلى دخول الجنة؟ 
نعم ما من جنة من هذه الجنان إلا وهي متصلة بمقام الوسيلة وذلك ليتنعمو! 
فسائر الجنان تتفرع من مقام الوسيلة فلها شعية في كل جنة ومن تلك الشعبة 
يظهر محمد :2 لأهل تلك الجنة فهي في كل جنة أعظم منزلة تكون فيها 





(فإن قلت): فهل درجات الجنة موازية لدركات أهل النار كما قيل؟ 


(فالجواب): نعم هي موازية لها كما ذكره الشيخ في الباب السادس والتسعين ومائتي 
وإيضاح ذلك أنه ماثم إلا أمر ونهي فإن عمل العبد ما 7 به كانت له درجة وإن عمل ما نهى 
عنه كانت له دركة موازية لتللك الدذرجة لو سمقطت من تلك الدرحة حصساة لوقعت على مد 
الاستواء لتنك الدركة من النار وكذلك الإنسان إذا سقط من العمل بما أمر فلم يعمل كان ذلك 
النزون لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك فعلم أن مجمداً ا 0 0 فلا ولى 
يتنعم ببجلته إلا وهو اي مشارك ذ فيها لأن الولي ما وصل !' يخ ذلك باتباع 
شريعته ياة فلهذا كان سر النبوة قائما به في اموي وك اه قار ابن مس 
أجرها وأجد من عمل بها فله يلة من لذة النعيم مثل لذة جميع العاملين بشريعته زيادة على 
ثوات أعماتله الزكية وعلى ما قاله الشيخ تقي الدين الس وغيره إن جميع شرائع الأنبياء كلهم 
من باطنه و من حيث أنه نبي الأنبياء 0 فله مثل أجر جميع العاملين بجميع الشرائه 


3 





على ما عباتي :في إنياء الكتاب عند قو ل ١١‏ التسبيح وينقصي بيوم الشيامة حبس سا فيه ب 
المةاخدات . قال: واعلم أن الفلك 55 ان فى جوف الملث الأطلس وما بيئهما من 


معو الحتات بها فبهاء فهذا الغلا تفلك أرضها و الأطلم طلسر سماؤها قال: و مشعر فلك الكواكبف 
الامار اندنيا ومن مناك ان ما تيحتد يحون استحالد عدي ما تراد إلن الاخرةء فينتل من ينسم 


م اانا ع العحندة عن إنسياك و غير انسان وما بقّى بعك ذلك فهر 6 الشاف ذكره قي اتاتب 
ادي و السسيعين و ثاكماثة. فعلم أن حف الثار ع مقعير قلك الشواكب الْثابثه ل أسفا ساقلي: 


اخ الناس من الحساب. قال: واعلم أن أهل النار الذين لا يخرجون منها أربه 


اين 





«المععله بالمتاتتر 0 والعسر كون ويجمعها كلها المسجرمون قال تعالى : 


6 المستحهو 52 أن يكونوا اه مسحت الياو فهو 2 





الاريع ص اثلت ع كدي ِ بجر حول فر الا رامن إنس د قال : والما لجاء تفسيدهم ني 


أيه طواتف 26 عي زيادة ان اثله تعالى دثر ل" ابليس آذه ياتينا هل سل ايدينا 0 احلتك وشلا 


أيماننا د علا مت اننا ىق لك ن يدخل حل 1 0 إلا , بواسملته: فهو 3 لنمشر 0 لني بين بذايت و 


يي ن بين بيه ريالي 
للمتكير 0 امي يشلك هك رياني المئافة ف مان اسفا فالات ويا تي للمعطل م عشاقة : قال 9 وإنما جاع 
لشت ذه 30 بابك أن ؟ ميدن 0 ل مين يادبيك جاهةه عيبثه حَاتنك وحود ايله ولم تقابر على 


أن شه ١ف‏ ايوم ان 8 0 3 1 0 0 0 
8 إلليم اسوك باللد خى الهو شينه سسما ناات ويساهدف. دإبها جاجع لمتحم م م 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والثار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم با" 

(فإن قلت): فما أعظم منزلة تكون لرسول الله ظَلهِ في الآآخرة؟ 

(فالجواب): أن أعظم منزلة تكون له وقوفه بين يدي الله عر وجل كما ينبغي لجلاله 
لتنفيذ الأوامر الإلهية في ذلك اليوم العظيم فهو الترجمان في حضرة الملك العدل جل وعلا 
دون جميع الخلقء قال الشيخ محيي الدين: ومن خصائصه يله في ذلك المقام أن أهل 
الموقف كلهم يأخذون عنه في ذلك الموطن لأنه هناك وجه كله فيرى من جميع جهاته وله 
أعلام من الله تعالى في كل جهة يفهم منه مأ يريد. 

(فإن قلت): ففي أي منزل يكون أصل شجرة طوبى؟ 

(فالجواب): كما قاله الشيخ محيي الدين في الباب الحادي والسبعين من «الفتوحات» 
والشيخ ابن أبي المنصور في «رسالته»: أن أصل شجرة طوبى في منزل الإمام علي بن أبي 
طالب رضى الله عنه» لأن شجرة طوبى هى حجاب مظهر نور فاطمة الزهراء رضى الله عنه فما 
رخ خسن العمان ولاتقوعة بيارلا يحولا مكاة الازؤقيه تر سن فسهرة طرين لأ بغرن 
غالب الناس أين أصله حتى إن بعضص من كشف له عن أحوال الجنة زعم أن أشجار الجنة 
أصولها في الهواء دون الأرض حين لم ير إلا الفرع والحال أنها مغروسة في أرض الجنة التي 
هي مسك أذفر وأصل ذلك كله حتى يكون سر كل نعيم في الجنان وكل نصيب للأولياء متفرعا 
من نور فاطمة رضي الله عنها فإن في كل فرع تدلى في بيت أو قصر أو مخدع جميع ما يطلب 
العبد في الجنة من ثمر وحلل وطير وحور عين وغير ذلك. 

(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى: «أكلها دائم»؟ وقوله تعالى: وَلْمْ رِرْحُهُم فِبَا مَكرَةٌ 





اليمين لأن اليمين محل القوة فلذلك تكبر لقوته التى أحس بها من نفسهء وإنما جاء للمنافق من 
جهة شماله الذي هو الجانب الأضعف لكون المنافق أضعف الطوائف كما أن الشمال أضعفب 
من اليمين» ولذلك كان في الدرك الأسفل من النار ويعطى كتابه بشماله. قال: وإئما جاء 
للمعطل من خلنه لأن الخلف ما هو محل نظرء فقال له: ما ثم شيءء قال: فهذه أربع مراتب 
لأربع طوائف ولهم من كل باب من أبواب جهنم #جرْءٌ مَقْسُومٌ * [الحجر: 1:4 قال: وهي 
منازل عذابهم» فإذا ضربت الأربعة التي هي المراتب في السبعة أبواب كان الخارج ثمانية 
وعشرين منزلا عدد منازل القمر وغيره من الكواكب السيارة. قال: وكان مما ظهر من تسيير 
هذه الكراكب السيارة وجوه ثمانية وعشرين حرفاً» منها ألف الله تعالى الكلمات وظهر بها 
الكفر والإيمان في العالم فترجم بها كل شخص عما في نفسه من إيمان وكفر وكذب وصدق 
لتقوم ججة الله على عباده ظاهراً بما تلفظوا به. قال: وإنما كان لجهنم سبعة أبواب لأن أبواب 
الجنة كذلك سبعة. وأما الباب الثامن فخاص بجنة الرؤية وهو الباب المغلق فى الثارء ويسمى 
ات تشعو فرتعم دان فال :و إنيا كان الان كديرا[ وصور هده الأروانها عور 
الباب الذي إذا انفتح انسد به موضم آخر فعين غلقه لمنزل فتحه منزلاً آخرء فأبواب النار إذا 





4" الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عمّائد الأكابر 





وَعَيدِيًاء [مريم: 75]؟ فإن الآية الأولى تقتضي دوام الأكل والثائية تقتضي تخصيعه بوقت دون 
وقت. 

(فالجواس): أن معنى قوله تعالى: «أَحُنهًا :ب » [الرعد: ه*] أي لا ينقطم عنهم شيء 
متى اشتهوه؛ لا أنهم يأكلون دائماً لكن لما كان الغذاء يمد الجسم بالقوة كان ذلك بمثابة من 
يأكل دائماً . 

(فإن قلت): فما الفرق بين لذة أكل الدنيا وأكل الجنة؟ 

(قالحواب): الفرق بينهما أن أكل الدنيا تزول لذته إذا نزل إلى الجوف بخلاف أكل 
الآخرة لذته تدوم مدة بقائه في البطن حتى ينزل عليه طعام آخر يتجدد له لذة أخرى أعم مما 
قبلها وهكذا. 

(فإن قلت): فما معنى قوله تعالى : بكر وَعَشِيًا» [مريم: ؟1] مع أنه لا شمس هناك ولا 
قمر كما فى دار الدنيا؟ 


(فالجواب): كما قاله الشيخ في «الفتوحات»: إن معناه مقدار البكرة والعشي بالنظر 
لأحوال الدنيا قال وذلك لأن الحركة التي كانت تسير بالشمس ويظهر من أجلها طلوعها 
وغروبها موجودة في الفلك الأطلس الذي هو سقف الجنة وجميع الكواكب السيارة سابحة فيه 
كسباحتها الآن فى أفلاكها على حد سواءء قال: ولولا ذلك ما عرف أهل التقويم فى الدنيا متى 
يكون الكسوف ولا كم يذهب من ضوء الشمس عن أعيتنا فلولا المقادير الموضوعة والموازين 
المحكمة التي قد علمها الله تعالى للمقومين ما علم أحد منهم متى يكون الكسوف. 

(فإن قلت»): فهل يصح في الجنة رفع حجاب العظمة لأحد من الخواص حتى يرى 
الخواص ربهم على وجه الإحاطة به؟ 


غلقت عين فتح أبواب الجنة. (قلت): وأهل كل باب مبينون» فقي القرآن فأهل جهنم هم 
الذين كفرو؛ بربهم. وأهل السعير هم الشياطين وأهل لظى هم كل من أدبر وتولى وجمع 
فأوعى» وأهل سَفْر هُمْ كل من لم يصل ولم يطعم المسكين وخاض مع الخائضين وكذب يوم 
ارا ال ال مشاء بد بنميم مناع للخير معتد أثيم إذا تتلى عليه آيات الله قال : 
أساطير الأولين؛ وأهل الحطمة هم كل هماز لماز 0 للمال يحسب أن ماله أخلده. وأهل 
الهاوية هم كل من خفت موازيته والله أعلم 


(قال): وإذا دخل إبليس النار يكون ملأهاء فإنه لا يعذب أحد فيها إلا وإبليس سيب 
تعذيبه ومشارك له فيه. قال يَقة: #ومن سن ستة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها" فبهذا 
الاعتبار كان ملء النار بحقيقته فإنه ما دخل جد الطار الا راف لم قال سم كوت 
مستقره في النار في الطابقة الرابعة فليس هو تخفيفاً عنه بالنسبة للدركات السفلية وإنما ذلك 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قيل خلق آدم حلي 


(فالجواب): حجاب العظمة الذي هو كناية عن عدم الإحاطة به تعالى لا يرفع أبدأ وإنما 
المراد بكمال الرؤية له تعالى زيادة انكشاف أمر لم يكن لأهل الجنة قبل ذلك إذ لو كشف 
حجاب العظمة لأحاط الخلق علماً بربهم ولعرفوه تعالى كما يعلم هو نفسه ولا قائل بذلك 
فليست لذة الرؤية الواقعة لأهل الجنة كلهم إلا مزيد انكشاف لهم لا غيرء ولذلك قال 
المحققون أنه تعالى يرى بلا كيف. 

(فإن قلت): فما الوجه الجامع بين قوله تعالى: طأدَمْلُوا الْجَنَّدَ بما كُثْرٌ مم4 
[التجل: ؟7] وبين قوله عله : «لا يدخل أحد الجئة بعمله قالوا ولا نتيا رسرك ان قال : ولا 
أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته؟؟ . 


(فالجواب): هذا من تعليق الأسباب على مسبباتها ومعلوم أن الكل من الله تعالى فمن 
نظر إلى توقف دخول الجنة على العمل قال: إنه دخل الجنة بعمله ومن نظر إلى خالق السبب 
قال: إنه دخل الجنة بفضل الله ورحمته. ونقل الشيخ الكامل الراسخ محيي الدين بن العربي 
في الباب التاسع والثمانين والمائتين من «الفتوحات»؛ من الشيخ أبي مدين إمام الجماعة 
رضى الله عنه أنه كان يقول: يدخل السعداء الجنة بفضل الله ويدخل الأشقياء النار بعدل الله 
وكل أحد ينزل في داره بالأعمال ويخلد فيها بالنيات انتهىء قال الشيخ محبي الدين وهو كلام 
صحيح وكشف مليح خبر عليه حشمة وأدب ووقار انتهى والله أعلم. 

(خائمة): إذا سجد أهل الأعراف السجدة التي يؤمرون بها يوم القيامة رجحت ميزانهم 
وسعدوا ودخلوا الجنة» قال الشيخ محيي الدين: وهذه السجدة هي آخر ما يبقى من حكم 


للإحاطة والشمول. قال: ويكون عذابه فى النار تارة بالزمهرير المضاد لنشأتهء وتارة بالنار. 
قال: ونظير ذلك الجسم الحساتن تكن خيان: بخروج النفس. فإذا منع بالشنق أو الخنق 
انعكس راجعاً إلى القلب فأحرقه فمات» وأهل النار من الجن هم الكفار لا غير لأنه ليس في 
الجن مشرك ولا معطل ولا منافق ولهذا قال الله تعالى: 0 لتَّيطنِ إذ قَالَ للإددن أحكير 
هَلَنَا كدر رَقَادَ ايف يم مد [الحشر: 10] الآية. فألحق الله تعالى الشيطان بالكفار ولم 
يلحقه بالمشركين» وإن كان هو الذي يوسوس للإنس بالشرك حتى يشركواء فكل مشرك كافر 
ولسن 5[ كافر مشركاء آنا كفن المشرك فلعدو لاهن أعدنة الآله: اليد البسة هااصنة النظي فى 
الأدلة والآيات وتعيينها في عيسى مثلاً وأما شركه فباتخاذه مع اله :الها اسن ويل ادم افر 
ببعض وكفر ببعض وتأمل قوله تعالى: «لَّقَدَ تر الت تَالْوَا إن أنه هو الْمَسِيح ابْنْ 
مَرْيّم4 [المائدة: 07] ما قال: لقد أشرك لأنه لم يجعل مع الله إِلْهاً آخر انتهىء فليحرر هذا 
المحل فإنه دقيق. قال: واعلم أن أهل النار يتزاورون لكن على حالة مخصوصة وهي أن لا 
يتزاور إلا أهل كل طبقة مع طبقته كالمحرور يزور المحرورين والمقرور يزور المقرورين فلا 
يزور مقرور محروراً وعكسه بخلاف أهل الجنة للإطلاق والسراح الذي لأهلها المشاكل للنعيم 


كماد الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 





تكاليف الدنيا فإن يوم القيامة رز بين الدنيا والأضرة هله وجه !! لى أعمكام الدنيا به دعي أهل 
الأعر اكد إلى السمر د الاق ريت بد مي الوم ونه اريحة زان لازو عفر ورا يعدا لهم وما مدع 
أهل الأعراف من الوقوع في النار حال كونهم كانوا على الجسر إلا وجود توحيدهم فهو المانع 
لهم عن الوقوع حتى وجدت منهم هذه السجدة. فانظر يا أخي عناية الترحيد بأهله فالحمد لله 
رب العالمين. وليكن ذلك آخر «كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر» جعله الله 
تعالى مخالصاً لوجهه الكريم ونفع به مؤلفه وكاتبه وسامعه والناظر فيهء وقد ألفته بحمد الله في 
دون شهر وطالعت «الفتوحات» على عدد مباحئه فكنت أطالع على كل مبحث جميع الكتاب 
لأحذ النقول المناسبة له وقد عدوا ذلك من الكرامات فإن (الفتوحات»؟ عشر مجلدات ضخمة 
فعلى ذلك الحساب قد طالعت في كل يوم «الفتوحات؛ مرتين ونصفا مقدار ذلك خمسة 
وعشرون جزء! كل يوم وقد قدمنا في مبحث الكرامات أنه يجب على صاحب الكرامة أن يؤمن 
بها كما يؤمن بها إذا وقعت على يد غيره فالمؤلف أول مؤمن بهذه الكرامة فلله الحمد أولا 
وآخراً. وكان الفراغ من تأليفه في يوم الاثنين المبارك سابع عشر رجب سنة خمس وخمسين 
وتسعمائة بمنزل المؤلف بمصر المحروسة بخط بين السورين هذا ما وجد كله بخط المؤلفه 
بقوله طالعت إلى اخر الكلام. تم بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وصلى الله على سيدئا محمد 
وعلى آله وصحيه وسلم تسليماً كثيرا والحمد لله رب العالمين؟؛ وقد أنشد العالم العلامة الشيخ 
محمد الكوعي يمد هذا الكتاس: 


ضد ما لأهل النار من الضيق والتقييد. وقال: اعلم أنه ليس في النار من سا 2 
في الجنة لأن الناس إنما يعذبون في النار بأعمالهم لا غير وما أخبرنا الح تعالى قط أنه 
يختص بنقمته من يشاء أبداً فما نزل من نزل الثار إلا بأعماله فقط. قال: ولهذا ببقى فيها أماكن 
خالية فيخلق الله تعالى لها خلقاً يعمرونها وهو قوله تعالى: فيضع الجبار فيها قدمه فتقول قط 
قط أي حسبي حسبي. قال: وإنما دخل زيادة العذاب على الطائفة التي قال الله تعالى فيهم: 
«#رِدَتَهُمَ عَنَبا فَوْقَ الْعَدَابٍ» [النسل: 48] من جهة أنهم أضلوا غيرهم وأدخلوا عليهم الشبه 
فالزيادة المذكورة خاصة بالأئمة المضلين وإضلالهم من أعمالهم حقيقة فما ثم زيادة إلا من هذه 
الحيثية فافهم. قال: وأشد العذاب على أهل النار ما يقع في بواطنهم من التوهمات» فإنهم لا 
عكر تعدا ع ل تكون في نفوسهم لوقته وإليه الإشارة بقوله تعالى : #أثَارٌ 
مه المُومَدَءٌ © ألَتى نطْلِمْ عَلَ الْأَقْدَوَ 22 * [الهمزة: + 0]. قال: واعلم أن أطول الناس مكثاً 
في جتهنم من عصاة الموحدين هو من يمكث فيها نحواً من -خمسين ألف سنة ثم يخرج منها 
بالشفاعة» قال: وإنما قلنا نحواً من خمسين ولم نقل خمسين لأنا لسنا من كمال الخمسين على 
بقين وإنما استروحنا إلى ما قلناه من قوله تعالى: #ف يور كن مِقَدَارٌُ حمسِينَ أن سَنَقَيُ [المعارج : 


المبحث الحادي والسبعون: في بان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق أدم 1 


وماهيإلااوهبة الله لدلذي 
هوالعبد للوهاب وتر زمانه 
يحق لمحيى الدين أحياعلومه 
قبيحا 1 كك سيزاء ليستئسة 
ا ا 2 
وناظمهالكوفي يدعى كيدا 
وأنشد الشيخ أحمد الأبوصيري: 
لقد ر حم الرحمن عبداً لواهب 
طلا وجلا كل التفاصيل أجملت 








بعلم له في الشرق والغرب سائر 
: الولي وناصر 
فمته بدا علم عظيمووافر 
له الله يعطي مايروم وجابر 
عليه من الله الكريم ستائر 


وناصره نعم 


من الخير والإحسان هديا مفصلا 


فماأحسن التفصيل إذ جاء مجملا 


يسيدي راتت البدر.فئ وسظ فالة فقلرحم الرحمن عبداً تفضلا 

وجد بخط مؤلفه يقول مؤلقه عفا الله عنه: قد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من 
مشايخ الإسلام يمصر وأجازوه ومدحوه ومن جملة ما كتبه الشيخ شهاب الدين بن الشلبي 
الحنفي في مدح مؤلفه: قد اجتمعنأ على خلى كثير بالطل الس فك لواحا متي نيار 
حول معاني هذا المؤلف وإنه يجب على كل مسلم حسن الاعتقاد وترك التعصب والانتقاد 
ونعوذ بالله من حصول حسد يسد باب الإنصاف ويمنع من الاعتراف بجميل الأوصاف وما 


4] والمقدار إنما يكون تقريباً ولا يقطع بتحديده. قال: ويتقضي بيوم القيامة جميع ما فيه من 
المؤاخذات لعصاة الموحدين فلا يبقى في النار بعد ذلك اليوم أحد ممن وحد الله تعالى ولو 
مرة في عمره ومات على ذلك فيوم القيامة متصل بيوم الدنيا وليس بينهما إلا ليل البرزخ وفي 
فجر هذه الليلة تكون نفخة البعث وفي طلوع شمس يومه يككون إتيان الحق تعالى للة 

والقضاء كما يليق بجلاله وفي قدر ركعتي الإشراق ينقضي الحكم وتعمر الداران بأهلهما كما 
مر فكل منهم <الد فيما هو فيه. قال: وليس عند أهل النار الذين هم أهلها نوم وإنما يكون 
النوم فيها لعصاة الموحدين فقط وهذا القدر الذي يتنعمون به في النار ويستريحون فمنهم من 
ينام الألف سنة ومئهم من ينام الأحد عشر ألفاً ومنهم إلى قريب الخمسين ألف سنة على ما 
مرء قال: وذلك من رحمة الله بعصاة الموحدينء قال: فعلم أن أهل النار الذين هم أهلها لا 
ينامون لقوله تععالى : طلا مُفَئَ عور وشم فيه مُبْلِسُون © [الزخرف: 978] يعنى العدذاب : لوم فيه 
مُبلِسُونَ* [الزخرف: 178. ذكره في الباب العشرين من «الفتوحات؛. قال: وإِذا نام عصاة 
الموحدين يكون نعيمهم في منامهم بالرؤية الحسنة فيرى نفسه مثلا أنه خرج من النار وصار في 
فرح وسرور وأكل وشرب وجماع» ثم إذا استيقظ لا يرى شيئاً كما يرى أهل الدنيا ذلك في 
عنامهم سواء. قال: ومنهم والعياذ بالله من يرى نفسه في منامه ذلك في بؤس وضر وعقوبات 


1/1 الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر 


أحسن ما قال بعضهم : 
وم نئالبلية عذل من لايرعوى عن جهله وخطاب من لايفهم 


ومن جملة ما كتبه شيخ الإسلام الفتوحي الحنيلي رضي الله عنه: لا يقدح في معاني هذا 
الكتاب إلا معاندٌ مرتاب أو جاحد كذاب كما لا يسعى في تخطئة مؤلفه إلا كل عار عن علم 
الكتاب حائد عن طريق الصواب وكما لا ينكر فضل مؤلفه إلا كل غبى حسود أو جاعل معاند 
جحود أو زائعٌ عن السنة مارق ولإجماع أئمتها خارق انتهى. ومن جملة ما قاله شيخنا الشيخ 
شهاب الدين الرملي الشافعي رضي الله عنه يعد كلام طويل: وبالجملة فهو كتاب لا ينكر فضله 
ولا يختلف ائنان بأنه ما صنف مثله انتهى. ومن جملة ما قاله الشيخ شهاب الدين عميرة 
الشافعي رضي الله عنه بعد مدح الكتاب: وما كنا نظن أن الله تعالى يبرز في هذا الزمان مثل 
هذا المؤلف العظيم الشأن فجزاه الله عن الملة المحمذية خيراً ونفعنا ببركاته وحشرنا في زمرته 
انتهىء وكان من جملة ما قاله الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي بعد مدح الكتاب ومؤلفه: 
واعلم أن المعتزلة وغيرهم من الفرق الإسلامية وإن ذمهم علماؤنا فلا يقدح في حقنا نقل شيء 
من مذاهبهم في كتبنا فإنهم على كل حال معدودون من أهل القبلة غير محكوم بكفرهم وإن 
أخطنوا طريق الاستقامة التي عليها أئمة الشريعة ألا ترى إلى الإمام الزمخشري وإن جنح إلى 
مذهب المعترلة كيف وهو معدود من الأئمة وعلماء الأمة وغالب الكتب مشحونة بأقواله من 
غير نكير فكما لا يخرج المقلد في الفروع لإمام من الأئمة خطؤه في فهمه عن الانتساب إلى 


وفراش من شوك ونحو ذلك نسأل الله العافية. 


(قلت): فقد كذب والله وافترى من نقل عن الشيخ محبي الدين أنه كان يقول: إن أهل 
في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه؛ فإني مررت على كتابه «الفتوحات المكية» جميعه فرأيته 
بالله العظيمء كل ناظر في هذه الخاتمة إذا وجد دليلاً لكلام الشيخ من الكتاب أو السنة فليلحقه 
بموضعه أو دليلا على ضد كلامه فليكتبه كذلك في موضعه فإن كلام أهل الكشف لا يتمشى 
كله على ظاهر النقول» على أن أكثر اختلاف أهل النقل وأهل الكشف إنما هو في الكيفيات 
والعلل» وأما الأحكام فلا خلاف عندهم فيها إذ الكشف الصحيح لا يجيء قط إلا مؤيدا 
للشريعة ولا يقبل من صاحيها إن قدر مخالفته لها. واعلم يا أخي أني لم أذكر عن الشيخ رحمه 
الله في هذه الخاتمة إلا بعض الأمور التي تحتملها العقول وأما ما لا تحتمله العقول فتركناه حتى 
يشاهده أهل الجنة إذا دخلوها وأهل النار إذا دخلوها والحمد لله رب العالمين. 


والحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللهء وقد جاء بحمد الله 


المبحث الحادي والسبعون: في بيان أن الجنة والتار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم > 
مذهبه كذلك علماء الأمة من المعتزلة وغيرهم لا يخرجهم خطؤهم عن كونهم من العلماء وقد 
تبع جماعة من الأثمة مذاهب أهل الاعتزال كالحليمي وغيره ولم يقدح ذلك في إمامته لدقة 
منازح الفرق وخفائها على غالب الأفهام وكذا طريق الصوفية لا يقدح فيها عدم فهم من ليس 
من أهلها انتهى. ومن جملة ما قاله الشيخ محمد البرهمتوشي ونقلته من خطه على نسخة 
المؤلف : 

يسم الله ال ر حهمر' الرحيم» وصل الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى أله و صححيه 
أجمعين » الحمد ل الذي يذكره نتم الصالحات ويتوقيقه نال الدرجات والصلاة والتسليم على 
سيد السادات ومعدن الكرامات وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى انقراض 
الساعانتة.. 


وبعدء فمّد وقف العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن محمد البرهمتوشيى الحنفى عن 
#اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابرا لسيدنا ومولانا الإمام العالم العامل القلاية لكان 
المدقق الفهامة خاتمة المحققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين شيخ الحقيقة والشريعة معدن 
السلوك والطريى من توجه الله تاج العرفان ورفعه على أهل هذه الأزمان مولانا الشيخ 
عبد الوهاب أدام الله النفع به للأنام وأبقاه تعالى لنفع العباد مدى الأيام وحرسه بعينه التي لا 
تنام فإذا هو كتاب جل مقداره ولمعت أسراره وسحت من سحب الفضل أمطاره وفاحت في 
رياض التحقيق أزهاره ولاحت في سماء التوفيق شموسه وأقماره وتناغت في غياض الإرشاد 


تعالى كتابنا نفيساً يخضع له عنق كل مصنف ترك التعصيب والحمية للنفس؛ فإن الشيخ رضي 
الله عنه كان من أكبر الوارثين كما ذكرنا ذلك في عنطبة الكتابء وقد أخبرني شيخ الإسلام 
الشيخ شهاب الدين الحنبلي الفتوحي رحمه الله بعد أن اطلع عليه وكتب عليه وبعد حلفه بالله 
عز وجل أنه طول عمره ما مر على خاطره حكم واحد مما فيه ولا مما في «الجواهر والدررا 
فرضي الله عن أهل الإنصاف» وأرجو من مدد الله ثم من مدد رسول الله يطل أن يكون جميع ما 
رقمناه بأناملنا منقوشاً في نفوسنا ومحفوظاً في أرواحنا ليكون ذلك وسيلة إلى العمل ببعض ما 
دون الأخلوق المشسيدية والكداي الشرعية. وبال الله وان أف يخلمةاتفن الدقا على الا 
والسليم وأن يخلص أهلها منا بالنظر إلى عوراتنا دون عوراتهم وأن لا يفضحنا بظنوننا ودعوانا 
ولا بما خفي علمه علينا من عظيم زلاتنا وقبيح إرادتنا ودقيق خطراتنا وكيف لنا بذلك في هذا 
الزمان الذي هو محل ظهور العجائب والأحوال الرديئة» وقد استوفينا غالب الأعمال التي أهلك 
النميها الذف الجالقة والتروق العاقية :ويحلت :ا نان ومقيةة حها النانفدا بأعببا نافد يلدي 
انشقاق الفجر الأخروي بقوة عسكر الظلم والصلال وقبض العلوم عن العمل بها وفيض 
الصلال» فلا تختم الدنيا إلا على حثالة كما لا يرتفع في منخل التحليل إلا النخالة وقد وصف 
بعضص أهل المائة السادسة زمانه فقال: قد صارت حكماء أهل زماتنا ذبابا وعلماؤنا ذثابا وقروده 





ا الجزء الثاني من اليواقيت والجراهر في بيان عقائد الأكابر 


بلغات الحق أطيارهء فأشرقت على صفحات القلوب باليقين أنواره. 
فأسأل الله الكريم أن يمن على العباد بطول حياته والمسؤول من فضله وإحسائه وصدقاته 
أن لا يخلى العبد من نظره ودعواته وأن يمتعنا بطول بقاته وحياته آمين. 
الحمد لله الذي فقه في دينه من اصطفاه من العلماء: والصلاة والسلام على سيدنا محمد 
خير الأنبياء وعلى آله وصحبه ذوي النجابة الفضلاء» ورضي الله عن العلماء العاملين 
بكتابه الله وسنة نبيه السمحاء. 


فضلاء وفهوده عقلاء وتجاره حوفية وفجاره صوفية وثعالبه زهاداً وثعابينه عباداً وأتقياؤه فصاحاً 
وأشقياؤه نصاحاً وعقاربه وعاظاً وحيّاته حفاظاء استغنوا بالفضائح عن النصائح وعن المعارف 
بالمغارف وعن الطيبة بالغيبة وعن أسرار الغيوب بأشرار العيوب فلا الآيات السماوية تذكرهم 
ولا الايات النفسانية تحجبهم. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 


أقرل قولي هذا وأستغفر الله تعالى من كل خطأ وزلل وقع من جوارحي الظاهرة والباطنة 
ا وقتى هذا عدد كل درة فى الو جود. قال ذلك وكته مؤلقه العيدك الفقير إلى عمو رئه ومغهرته 
ومسامححته عبد الوهاب بن أحمد بن على الشعرانى عفا الله عنه وعن والديه وعن عشايخه 

وكان الفراغ من تأليفه في يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان المعظم قدره سنة اثنتين 
وأربعين وتسعمائة من الهجرة الشريفة وصلى الله على سيدنا ميحمد وعلى آله وضحيةه وسلم 
تسليماً كثيراً دائماً أبدا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل» وأنا أستغفر الله العظيم وأتوب 
إِليه من الأقوال والأفعال والحمد لله رب العالمين. 


محتوى الجزء الأول من: اليواقيت والجواهر 41د 


محتوى الجزء الأول من: اليواقيت والجواهر 


مقد مة لانن تهنا ل جم اده نا كا اجا بات او ووه قال اك الا ا رعاو لال د ل كع ا ا ا 3 
ثر سجمة المؤلف ام الخ قا امم الات امف دده لله أ 1 اس ا ام 1 
خطية الكتاب وسيب التأليف ا ا 0 
بيان عقيدة الشيخ المختصرة المبرئة له من سوء الاعتقاد ا ا ا 


القصل الأول: في بيان نبذة من أحوال الشيخ محيي الدين رضي الله عنه .......... ؟١8‏ 
الفصل الثاني : في تأويل كلمات أضيفت إلى الشيخ محبي الدين وذكرها جماعة 

ابتلوا بالإنكار عليهم ليكون للشيخ أسوة بهم ا ل 
الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تكلمهم بالعبارات المغلقة 

على غيرهم رضي الله تعالى عنهم 0 0 

التبحر في علم الكلام 10000( 
المبحث الأول: فى بيان أن الله تعالى واحد أحد منفرد فى ملكه لا شريك له... مه 


المبحث الثاني : في حدوث العالم امو لواو مقط وو خا ولق الكل الوه اق رود ل 11 
المبحث الثالث : فى وجوبب معرقة الله تعالى على كل عبد بقدر سيعية ممم ملم لمم 1 


المبحث الرابع : في وجوب اعتقاد أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق وأنها 

ليست معلومة فى الدنيا لأحد لا سحا تا دلاوو ار 
المبحث الخامس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى أحدث العالم كله من غير حاجة 

إليه ولا موجنب أوجب ذلك عليه ا ا 0 
المبحث السادس: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يحدث له في ابتداعه العالم 

فى ذاته حادث وأنه لا حلول ولا اتحاد اا 
المبحث السابع: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى لا يحويه مكان كما لا يحده 

زمان لعدم دخوله في حكم اخلقه ا 1 


ا ممحتووقن الجزء الأول من : اليواقيت والجواهر 


المبحث الثامن: في وجوب اعتقاد أن الله معنا أينما كنا إلخ اا 
عليه العقول ا تااتا كدف ا كوا ال ساو الا اا جاع ماوكا ما اع ابا فر لخر 1 
المبحث الحادي عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى عَلِمّ الأشياء قبل وجودها 
في عالم الشهادة ثم أوجدها على حد ما علمها و 1 
المبحث الثاني عشر: في وجوب اعتقاد أن الله تعالى أبدع العالم على غير مثال 


سبق عكس ما عليه عباده ما 
المبحث الثالث عشر: في وجوب اعتقاد أنه تعالى لم يزل موصوفاً بمعاني 

اماه وصفاته وبيان ما يقتضي التنزيه والعلمية وما لا يقتضيهما 1 
المبحث الرابع عشر: في أن صفاته تعالى عين أو غير أو لا عين ولا غير 1 ا 
المبيحث الخامس عشر: فى وجوب اعتقاد أن أسماء الله تعالى توقيفية ما 1 


المبحث السادس عشر: في حضرات الأسماء الثمانية بالخصوص وهي الحي 

العالم القادر المريد السميع البصير المتكلم الباقي ا 1 
المبحث السابع عشر: في معنى الاستواء على العرش ما ا ما 
المبحث الثامن عشر: في بيان أن عدم التأويل لآبات الصفات أولى كما جرى 

عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم إلا إن خيف من عدم التأويل 


محظور كما سيأتي بسطه إن شاء الله تعالى بب 01 0 00 
المبحث التاسع عشر: في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى المي قوذ 
المبحث العشرون: في بيان صحة أخذ الله العهد والميثاق على بني آدم وهم 

في ظهره عليه الصلاة والسلام لقو هع عل نيع 4 ولا عام ع قاع هي مدع لط د يج ع م عجاري 8 2 عع فصر عع عام م2 2 5 


المبحصث الحادي والعشرون: فى صفة خلتق الله تعالى عيسى عليه الصلاة 


المبحث الثاني والعشرون: في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا بالقلوب 
وفي الآخرة لهم بالأبصار بلا كيف في الدنيا والآخرة أي بعد دخول الجنة 
وقيله العم ا اح لل و لك اللا لطن موه الأ بوه ملقلا 0 1 121033 د 0 


محتوى الجزء الأول عن: اليواقيت والجواهر اا 


المسسحث الثالث والعشرون: في إثبات وجود الجن ووجوب الإيمان بهم 0 
المبحث الرابع والعشرون: في بيان أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كما هو 

خالق لذواتهم ب ا ا ووو الو وي ووه ا بط لم ا لو لاق 
المبحث الخامس والعشرون: في بيان أن لله تعالى الحجة البالغة على العباد مع 

كونه خالقاً لأعمالهم ا 0 ا ل 1 


المبحث السادس والعشرون: في بيان أن أحدا من الإنس والجن لا يخرج عن 

التكليف ما دام عقله ثابتأ ولو بلغ أقصئ درجات القرب على ما سيأتي بيانه  707٠١‏ 
المبحث السابع والعشرون: في ببان أن أفعال الحق تعالى كلها عين الحكمة ولا 

يقال إنها بالحكمة رون لاا لاا ال لالج ام ا 17 
المبحث الثامن والعشرون: في بيان أنه لا رازق إلا الله تعالى ...ب لالا؟ 
المبحث التاسع والعشرون: في بيان معجزات الرسل والقَرْقٌ بينها وبين السخر 

و بحموة كالشعبذة والكهانة وبياب استمحالة المعجزة على 35 الكادب كالمسيح 

معجزة لنبيّ جاز أن يكون كرامة لول ا م ل 
المبحث الثلاثون: في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسالهم 

عليهم الصلاة والسلام ا ا 000 


1 محتوى الجزء الثاني من : اليوائيت والجواهر 


محتوى الجزء الثاني من: اليواقيت والجواهر 


المبحث الحادي والثلاثون: في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من 

كل حركة أو سكون أو قول أو فعل ينقص مقامهم الأكمل ا ل يا ووم 
المبحث الثانى والثلاثون: فى ثبوت رسالة نبينا محمد يلل وبيان أنه أفضل خلق 

الله على الإطلاق وغير ذلك 100 1 1 1 1 1 1 ا ا 
المبحث الثالك والثلائون: فى بيان بداية النبوة والرسالة والفرق بينهما إلخ 0007 اندض 
الميحث الرابع والثلاثون : فش بياث صحة الإسراء وتوابعه إل 1 
المبيحث العقامس والثلاثون: فى كون محمد وق خاتم النبيين إلخ لخو 1 
المبيحث السادس والثلاثون : فى علموم بعثة مجمك ع إلى الجن والإنس ِ لل ثبو" 
المبيحصث السابع والثلاثون : في بيان وحجوات الإذعان والطاعة لكل ما جاء ده ع2 

من الأحكام وعدم الاعتراض على شبى ع منه 01 
المبحث الثامن والثلاثون: فى بيان أن أفضل خلق الله بعد محمد يل الأنبياء 

الذين أرسلوا ثم الأنبياء الذين لم يرسلوا ثم خواص الملائكة ثم عوامهم 

الخ بب00000 0 0 0 ا 

ع 
المبحث التاسع والثلاثون: في بيان صفة الملائكة وأجنحتها وحقائقها إلخ لا كوم 
المبحث الأربعون: في مطلوبية سر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ووححتوساه 
المبحث الحادى والأربعون: فى بياب أن ثمرة جميخ التكاليف التى جاءت بها 

الرسل عليهم الصلاة والسلام يرجع نفعها إلينا وإلى الرسل لا إلى الله عز 


وجل إلخ ب1-1ذجِ0002020 00 0 0 0 
إخذة عن النبوة شهوداً ووجوداً مان نظن وس ونا تب ماعو أ ادو اا م لان ذل اط الت ل عرو 810 8117 


والمرسلين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ...... 479 


المبحث الرايع والأربعون: في بيان وجوب الكف عما شجر بين الصحابة 
ووجوب اعتقاد أنهم مأجورون لاد نو تمن قم 1 وو شام ووم 6ه ف قد لاني ل لوا و 2 506 
المبحث الخامس والأربعون: فى بيان أن أكبر الأولياء بعد الصحابة رضي الله 
عنهم القطب ثم الأفراد على خلاف في ذلك ثم الإمامان ثم الأوتاد ثم 


الأبدال م 1 ا وروا ل 1و لمي وطاق اتن بج باه مام ابوت ا 1 1 
المبحث السادس والأربعون: في نيان وحي الأولياء الإلهامي إلخ 0331 00 


المبحث السابع والأربعون: في بيان مقام الوارثين للرسل من الأولياء رضي الله 


المبحث الثامن والأربعون: فى بيان أَنْ جميع أثمة الصوفية على هدى من ربهم 


إلخ ممق ا ريو لوطه ولق وق الماع د ا جما مو لوالا أل اق كا وا ا 1 817 

ربهم إلخ لصو وا الفا ع ابن الال تفار نم وه حل أ ع رو مو توس اواك اولص جه ماي الم ا "3 نه ا 2 
المبحث الخمسون: فى أن كرامات الأولياء حقى إذ هى نتيجة العمل على وفق 

الكتاب والسنة إلخ ما العف مل ارد اد كود ا 0ه مط ال لسو ا الل 


المبحث الحادي والخمسون: في بيان الإسلام والإيمان وبيان أنهما متلازمان 


المبحث الثانى والخمسون: فى بيان حقيقة الإحسان م قا ل مطامط ةو ايب . "ديه 
المبحث الثالث والخمسون: في بيان أنه يجوز للمؤمن أن يقول: أنا مؤمن إن 

شاء الله نوفا من الخاتمة المجهولة لا شكأ فى الحال ١‏ 3 
المبحث الرابع والخمسون: في بيان أن الفسق بارتكاب الكبائر الإسلامية لا 

يزيل اللإيمان تببب-ب-000100 0 ا 
المبحث الخامس والخمسون: في بيان أن المؤمن إذا مات فاسقا بأن لم يتب 
المبحث السابع والخمسون: في بيان ميزان الخواطر الواردة على القلب ............ 077 
المبحث الثامن والخمسون: في بيان عدم تكفير أحد من أهل القبلة بذنبه أو 


كك محتوى الجزء الثانى من : أليواقيت والجواهر 


ب 


بدعته وبيان أن ما ورد في تكفيرهم منسوخ أومؤول أو تغليظ وتشديد إلخ ‏ 16د 
المبحث التاسع والخمسون: في بيان أن جميع ملاذ الكفار في الدنيا من أكل 

وكرت سما يو قبن أدللف كلها استلز اع رمن القا«تعالن سوس سس اه 
المبحث الستون: في بيان وجوب نصب الإمام الأعظم ونوابه ووجوب طاعته 

وأنه لا يجوز الخروج عليه وإن وجوب نصبه علينا لا على الله عز وجل 


إلخ ام ا اام سا نس سماد مضا ا الو ا اله 
أ 
المبحث الحادي والستون: في بيان أنه لا يموت أحد إلا بعد انتهاء أجله إلخ ... 04١‏ 
المبحث الثاني والستو لون في بيان أن النفس باقية بعد مودت جسدها الخ لل طبع ك 


المبحث الثالث والستون: في بيان أن الأرواح مخلوقة وأنها من أمر الله تعالى 
كما ورد وكل من خاضى في معرفة كلهها بعقله فليس هو على يقين من 


ذلك إلخ 09907 737 ل 8880 
إلخ 

المبحث الرابع والستون: في بيان أن سؤال منكر ونكير وعذاب القبر ونعيمه 

وجميع ما ورد إليه حق خلافاً لبعض المعتزلة والروافضص 000007 0 ا 
المبحث الخامس والستون: في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخيرنا بها 

الشارع حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة التس ا قا واوا ال الله 
المبحث السادس والستون: فى وجوب اعتقاد أن الله تعالى يعيدنا كما بدأنا أول 

مرة وبيان كيفية تهيئة الأجساد لقبول الأرواح وبيان صورة الصور إلخ ل الات 
المبحث السايع والستون: 7 في ب بيان أن الحشر بعد البعث حق وكذلك لك تبديل 

الأرض غير الأرض والسموات اا ف وو ع لد ام موا اج 1 لاف وم متا > كار 
المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق ل 01 
المبععث التاسع والستون: في بيات أن تطاير الصحف والعرض ن على الله تعالى 

يوم القيامة حق مظنا ووو سدم مطونا موس اموا نفك كوي اكه 
البحث السيعون: في بيان أن تيدأ محمداً يل أول شافع يوم القيامة إلخ ا 


المبحث الحادي والسبعون: فى بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل 
خلق آدم عليه الصلاة والسلام ا 1 














00 اه 
حلاهت : ا حّ 
ف 


يم